أسد الغابة في
معرفة الصحابة، ط الفكر باب الضاد
(2/425)
باب الضاد والحاء
2547- الضحاك الأنصاري
(س) الضحاك الأنصاري. أخرجه أَبُو موسى، وروى
بِإِسْنَادِهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عمارة بْن صبيح عَنْ
نصر بْن مزاحم، عَنْ مبذول بْن عَلِيٍّ، عَنْ إِسْمَاعِيل
بْن زياد، عَنْ إِبْرَاهِيم بْن بشير الأنصاري أن الضحاك
الأنصاري قال: لما سار النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ إِلَى خيبر، جعل عليًا عَلَى مقدمته، فقال: من
دخل النخل فهو آمن، فلما تكلم بها النَّبِيّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نادى بها علي، فنظر النَّبِيّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى جبريل فضحك،
فقال: ما يضحكك؟ قال: إني أحبه فقال النَّبِيّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لعلي: إن جبريل يقول: إنه
يحبك. قال: وبلّغت أن يحبى جبريل؟ قال: نعم، ومن هو خير من
جبريل، اللَّه عز وجل.
رواه عَبْد اللَّهِ بْن الجهم [1] الرازي، عَنْ نصر، وقال:
عَنْ إبراهيم، عن الضحاك. أخرجه أبو موسى
2548- الضحاك بن أبى جبيرة
(ب د ع) الضحاك بْن أَبِي جبيرة، وقيل: أَبُو جبيرة بْن
الضحاك.
روى حماد بْن سلمة، عَنْ داود بْن أَبِي هند، عَنِ الشعبي،
عَنِ الضحاك بْن جبيرة، قال:
كانت الألقاب، فأنزل اللَّه تعالى: وَلا تَنابَزُوا
بِالْأَلْقابِ 49: 11 [2] .
ورواه بشر بْن المفضل، وَإِسْمَاعِيل بْن علية، وشعبة،
وحفص بْن غياث، عَنْ داود، عَنِ الشعبي، عَنْ أَبِي جبيرة
بْن الضحاك، قال: فينا نزلت: وَلا تَنابَزُوا
بِالْأَلْقابِ 49: 11 وذكر الحديث.
قال الترمذي: أَبُو جبيرة بْن الضحاك هو أخو ثابت بْن
الضحاك.
وأما أَبُو يعلى الموصلي فإنه جعل الترجمة في مسنده للضحاك
بْن أَبِي جبيرة، وقال: حدثنا هدبة، وَإِبْرَاهِيم بْن
الحجاج، حدثنا حماد بْن سلمة، عَنْ داود بْن أَبِي هند،
عَنِ الشعبي
__________
[1] في الأصل والمطبوعة: ابن أبى الجهم، والمثبت عن ميزان
الاعتدال: 2/ 404، وخلاصة التذهيب: 164.
[2] الحجرات: 11.
(2/427)
عَنِ الضحاك بْن أَبِي جبيرة، قال: كانت
لهم ألقاب في الجاهلية، فدعا رَسُول اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رجلًا بلقبه، فقيل: يا رَسُول
اللَّهِ، إنه يكرهه. فأنزل اللَّه عز وجل: وَلا تَنابَزُوا
بِالْأَلْقابِ 49: 11 وقيل:
إن الضحاك بْن أَبِي جبيرة هو الضحاك بْن خليفة، وسنذكره،
إن شاء اللَّه تعالى، والصحيح أن أبا جبيرة هو ابن الضحاك
بْن خليفة، والله أعلم.
أخرجه الثلاثة.
2549- الضحاك بن حارثة
(ع ب س) الضحاك بْن حارثة بْن زيد بْن ثعلبة بْن عبيد بْن
عدي بْن غنم بْن كعب بن سلمة، الأنصاري الخزرجي ثم السلمي.
ذكره عروة بْن الزبير فيمن شهد العقبة لبيعة رَسُول
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وذكره ابن
شهاب وابن إِسْحَاق [1] فيمن شهد بدرا.
أخرجه أَبُو نعيم، وَأَبُو عمر، وَأَبُو موسى كذا مختصرا.
2550- الضحاك بن خليفة
(ب) الضحاك بْن خليفة بْن ثعلبة بْن عدي بْن كعب بْن عبد
الأشهل، الأنصاري اِلأشهلي شهد أحدًا، وتوفي آخر خلافة عمر
بْن الخطاب، رضي اللَّه عنه، وهو أَبُو ثابت بْن الضحاك
وَأَبُو أَبِي جبيرة، وهو الذي نازع مُحَمَّد بْن مسلمة في
الساقية، وارتفع إِلَى عمر، فقال عمر لمحمد بْن مسلمة:
والله ليمرن بها ولو عَلَى بطنك.
وقيل: أول مشاهده غزوة بني النضير، ولا يعرف له رواية.
أخرجه أَبُو عمر، وهذا يرد قوله في الضحاك بْن أَبِي
جبيرة: إنه الضحاك بن خليفة، فقد جعل هاهنا أبا جبيرة هو
ابن الضحاك، وجعل هناك أبا جبيرة هو الضحاك نفسه، وهذا
اختلاف في القول، والصحيح أن أبا جبيرة هو ابن الضحاك بن
خليفة، والله أعلم.
2551- الضحاك بن ربيعة
(س) الضحاك بْن ربيعة الحميري. له ذكر في كتاب العلاء،
تقدم ذكره، أخرجه أَبُو موسى كذا مختصرا.
__________
[1] سيرة ابن هشام: 1/ 698.
(2/428)
2552- الضحاك بن زمل
(ع س) الضحاك بْن زمل الجهني. قاله الطبراني في معجمه،
وقيل: عَبْد اللَّهِ بْن زمل، أخرجه ابن منده فيمن لا
يسمى.
روى مسلم بْن عَبْد اللَّهِ الجهني، عَنْ عمه أَبِي مشجعة
بْن ربعي، عَنِ الضحاك بْن زمل، قال: كان رَسُول اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذا صلى الصبح قال وهو
ثان رجله: سبحان اللَّه وبحمده، وأستغفر اللَّه إن اللَّه
كان توابا. سبعين مرة، ثم يقول: سبعين بسبعمائة، لا خير
فيمن كانت ذنوبه في يَوْم واحد أكثر من سبعمائة، ثم يقول
ذلك مرتين، ثم يستقبل الناس بوجهه، وكان يعجبه الرؤيا ...
فذكر الحديث بطوله. أخرجه أَبُو نعيم وَأَبُو موسى، وقال
أَبُو موسى: أما ابن زمل فلا أعلمه سمى في شيء من
الروايات، وقد أورده الطبراني، وتبعه أَبُو نعيم قال:
وأراهما ذهبا غير مذهب، لأنهما لعلهما حفظا اسم الضحاك بْن
زمل، فظنا هذا ذاك، والضحاك رجل من أتباع التابعين، ذكره
ابن أَبِي حاتم.
2553- الضحاك بن سفيان السلمي
الضّحّاك بن سفيان بن الحارث بْن زائدة بْن عَبْد اللَّهِ
بْن حبيب بن مالك بْن خفاف بْن امرئ القيس بْن بهثة بن
سليم بْن مَنْصُور السلمي.
صحب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وعقد
له.
ذكره ابن حبيب، عن ابن الكلبي.
2554- الضحاك بن سفيان العامري
(ب د ع) الضحاك بْن سفيان بْن عوف بْن كعب بْن أَبِي بكر
بن كلاب بن ربيعة ابن عامر بْن صعصعة، العامري الكلابي،
يكنى أبا سَعِيد.
أسلم، وصحب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
وَكَانَ ينزل في بادية المدينة، وولاه رَسُول اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على من أسلم من قومه،
وكتب إليه أن يورث امرأة أشيم الضبابي من دية زوجها، وكان
قتل خطأ، وكان يقوم عَلَى رأس رَسُول اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ متوشحا بسيفه، وكان من الشجعان
الأبطال، يعد وحده بمائة فارس، ولما سار رَسُول اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى فتح مكة أمره
عَلَى بني سليم، لأنهم كانوا تسعمائة، فَقَالَ لَهُمْ
رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: هل لكم في
رجل يعدل مائة يوفيكم ألفًا؟ فوفاهم بالضحاك، وكان
(2/429)
رئيسهم، وَإِنما جعله عليهم، لأنهم جميعهم
من قيس عيلان، واستعمله رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى سرية. وذكره العباس بْن مرداس
السلمي في شعره، فقال [1] :
إن الذين وفوا بما عاهدتهم ... جيش بعثت عليهم الضحاكا
أمرته ذرب السنان [2] كأنه ... لما تكنفه [3] العدو يراكا
طورًا يعانق باليدين، وتارة ... يفري [4] الجماجم حازمًا
بتاكا
روى عنه سَعِيد بْن المسيب، والحسن البصري.
أَخْبَرَنَا أَبُو أَحْمَدَ عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ
عَلِيٍّ الأَمِينُ، بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَبِي دَاوُدَ،
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ، أَخْبَرَنَا
سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ
الْمُسَيِّبِ، قَالَ: كَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ
يَقُولُ: الدِّيَةُ لِلْعَاقِلَةِ، وَلا تَرِثُ
الْمَرْأَةُ مِنْ دِيَةِ زَوْجِهَا شَيْئًا. حَتَّى قَالَ
لَهُ الضَّحَّاكُ بْنُ سُفْيَانَ الْكِلابِيُّ: كَتَبَ إلى
رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أورّث امرأة أشيم
الضّيابى مِنْ دِيَةِ زَوْجِهَا [5] .
رَوَاهُ جَمَاعَةٌ مِنَ الأَئِمَّةِ، عن الزهري.
أخرجه الثلاثة.
2555- الضحاك بن عبد عمرو
(ب ع س) الضحاك بْن عبد عمرو بْن مسعود بْن كعب بْن عبد
الأشهل بْن حارثة بْن دينار بْن النجار، الْأَنْصَارِيّ
الخزرجي، ثُمَّ من بني دينار بْن النجار، وهو أخو النعمان
بن عبد عمرو، شهدا جميعًا بدرًا قاله ابن شهاب، وشهد أيضًا
أحدًا.
أخرجه أَبُو نعيم، وَأَبُو عمر، وَأَبُو موسى.
2556- الضحاك بن عرفجة
(ب د ع) الضحاك بْن عرفجة السعدي، سعد تميم
__________
[1] الأبيات في الاستيعاب: 742، والقصيدة في سيرة ابن
هشام: 2/ 461.
[2] في السيرة: رجلا به ذرب السلاح كأنه.
يريد أن سنانه صارم حاد
[3] في الأصل والمطبوعة: تكشفه، والمثبت عن الاستيعاب
وسيرة ابن هشام. وتكنفوه أحاطوا به.
[4] في شرح السيرة للخشنى 394: يفرى، من رواه بالفاء،
فمعناه يقطع. ومن رواه بالقاف فهو من القرى، وهو ما يصنع
للضيف من الطعام.
والبتاك: القاطع.
[5] سنن أبى داود، كتاب الفرائض، الحديث 2927، 2/ 129 و
130.
(2/430)
قال عَبْد اللَّهِ بْن عرادة، عَنْ عبد
الرحمن بْن طرفة، عَنِ الضحاك بْن عرفجة أَنَّهُ أصيب أنفه
يَوْم الكلاب [1] .
وقال أَبُو الأشهب، عَنْ عبد الرحمن بْن طرفة، عَنْ أبيه
طرفة أَنَّهُ أصيب أنفه يَوْم الكلاب.
وقال ابن المبارك، عَنْ جَعْفَر بْن حيان، عَنِ ابن طرفة
[بْن [2]] عرفجة، عَنْ جده يعني عرفجة: أَنَّهُ أصيب أنفه
يَوْم الكلاب.
فقوم جعلوه الضحاك، وقوم جعلوه طرفة، وقوم جعلوه عرفجة،
قاله أَبُو عمر.
وذكر ابن منده قول عَبْد اللَّهِ بْن عرادة، وقال: الصواب:
عرفجة بْن أسعد.
وقال أَبُو نعيم: ذكره بعض المتأخرين أَنَّهُ أصيب أنفه،
وهو وهم، والصواب عرفجة ابن أسعد.
وهذا لم يقله ابن منده وحده، وقد وافقه عليه غيره، وذكر
أَنَّهُ وهم، فلم يسبق عليه حجة.
والله أعلم.
2557- الضحاك بن قيس
(ب د ع) الضحاك بْن قيس بْن خَالِد الأكبر بْن وهب بْن
ثعلبة بْن وائلة بْن عمرو بْن شيبان بْن محارب بْن فهر بْن
مالك بْن النضر بْن كنانة، القرشي الفهري، يكنى أبا أنيس،
وقيل: أَبُو عبد الرحمن. وأمه أميمة بنت ربيعة الكنانية،
وهو أخو فاطمة بنت قيس، كان أصغر سنا منها، قيل: إنه ولد
قبل وفاة النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
بسبع سنين أو نحوها. وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم
أحاديث، وقيل: لا صحبة له، ولا يصح سماعه من النَّبِيّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وكان عَلَى شرطة معاوية، وله في الحروب معه بلاء عظيم،
وسيره معاوية عَلَى جيش، فعبر عَلَى جسر منبج، وصار إِلَى
الرقة، ومضى منها فأغار عَلَى سواد العراق، وأقام بهيت، ثم
عاد، ثم استعمله معاوية عَلَى الكوفة بعد زياد سنة ثلاث
وخمسين، وعزله سنة سبع وخمسين.
ولما توفي معاوية صلى الضحاك عليه، وضبط البلد حتى قدم
يزيد بْن معاوية، فكان مع يزيد وابنه معاوية إِلَى أن
ماتا، فبايع الضحاك بدمشق لعبد اللَّه بن الزبير، وغلب
مروان بن الحكم
__________
[1] الكلاب: موضع وماء معروف لبني تميم بين الكوفة والبصرة
حدث عنده يومان مشهوران للعرب بين ملوك كندة وبنى تميم
(تاج العروس)
[2] في المطبوعة: عن.
(2/431)
عَلَى بعض الشام، فقاتله الضحاك بمرج راهط
عند دمشق، فقتل الضحاك بالمرج، وقتل معه كثير من قيس
عيلان، وكان قتله منتصف ذي الحجة سنة أربع وستين.
وقد روى عنه الحسن البصري، وتميم بْن طرفة، ومحمد بْن سويد
الفهري، وسماك، وميمون بْن مهران.
أخبرنا أبو ياسر بن أبي حبة بإسناده عن عبد الله بن أحمد،
حدثني أبي، أَخْبَرَنَا عَفَّانُ أَخْبَرَنَا حَمَّادُ
بْنُ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ، عَنِ
الْحَسَنِ، أَنَّ الضَّحَّاكَ بْنَ قَيْسٍ كَتَبَ إِلَى
قَيْسِ بْنِ الْهَيْثَمِ حِينَ مَاتَ يَزِيدُ بْنُ
مُعَاوِيَةَ:
«سَلامٌ عَلَيْكَ، أَمَّا بَعْدُ، فَإِنِّي سَمِعْتُ
رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
يَقُولُ: «إِنَّ بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ فِتَنًا،
[كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ، فِتَنًا] كَقِطَعِ
الدُّخَانِ، يَمُوتُ فِيهَا قَلْبُ الرَّجُلِ، كَمَا
يَمُوتُ بَدَنُهُ، يُصْبِحُ الرَّجُلُ مُؤْمِنًا وَيُمْسِي
كَافِرًا، وَيُمْسِي مُؤْمِنًا وَيُصْبِحُ كَافِرًا،
يَبِيعُ أَقْوَامٌ دِينَهُمْ بِعَرَضٍ مِنَ الدُّنْيَا
قَلِيلٍ» . وَإِنَّ يَزِيدَ بْنَ مُعَاوِيَةَ قَدْ مَاتَ،
وَأَنْتُمْ أَشِقَّاؤُنَا وَإِخْوَانُنَا، فَلا
تَسْبِقُونَا حتى نختار لأنفسنا [1] » .
أخرجه الثلاثة.
2558- الضحاك بن قيس التميمي
(ب د ع) الضحاك بْن قيس بْن معاوية التميمي، وهو الأحنف
بْن قيس، وقد تقدم في الأحنف، وفي صخر.
أخرجه الثلاثة.
2559- الضحاك بن النعمان
(ع س) الضحاك بْن النعمان بْن سعد، ذكره أَبُو بكر بْن
أَبِي عاصم في الوحدان.
أَخْبَرَنَا أَبُو مُوسَى إِجَازَةً، قَالَ: أَخْبَرَنَا
أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ، أَخْبَرَنَا أَبُو
نُعَيْمٍ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، قَالا:
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ محمد بْنِ
فُورَكٍ الْقَبَّابُ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَمْرِو
بْنِ أَبِي عَاصِمٍ، أَخْبَرَنَا كَثِيرُ بْنُ عُبَيْدٍ،
أَخْبَرَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، عَنْ عُتْبَةَ
بْنِ أَبِي حَكِيمٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ عَمْرٍو، عَنِ
الضَّحَّاكِ بْنِ النُّعْمَانِ بْنِ سَعْدٍ: أَنَّ
مَسْرُوقَ بْنِ وَائِلٍ قَدِمَ عَلَى رَسُول اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَسْلَمَ وَحَسُنَ
إِسْلامُهُ، فَقَالَ: أُحِبُّ أَنْ تَبْعَثَ إِلَى قَوْمِي
رِجَالا يَدْعُونَهُمْ إِلَى الإِسْلامِ، وَأَنْ تَكْتُبَ
إِلَى قَوْمِي كِتَابًا، عَسَى اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُمْ
إِلَيْهِ. فَأَمَرَ مُعَاوِيَةَ فَكَتَبَ: «بِسْمِ اللَّهِ
الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، مِنْ مُحَمَّدٍ رسول الله صلى
الله عليه وسلم إلى الأَقْيَالِ مِنْ حَضْرَمَوْتَ،
بِإِقَامِ الصَّلاةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ،
وَالصَّدَقَةِ عَلَى التِّيعَةِ، وَلِصَاحِبِهَا
التِّيمَةُ، وَفِي السُّيُوبِ الخمس، وفي البعل العشر،
__________
[1] مسند أحمد: 3/ 453. وفي الأصل والمطبوعة في السند: «عن
الحسن عن الضحاك بن قيس قال: كتب الضحاك بن قيس» المثبت عن
المسند، وما بين القوسين عنه أيضا.
(2/432)
لا خِلاطَ وَلا وِرَاطَ، وَلا شِغَارَ،
وَلا جلب، ولا جنب، ولا شناق، والعون للسرايا
الْمُسْلِمِينَ، لِكُلِّ عَشَرَةٍ مَا يَحْمِلُ الْقِرَابُ
[1] ، مَنْ أَجْبَا [2] فَقَدْ أَرْبَى، وَكُلُّ مُسْكِرٍ
حَرَامٌ» . فَبَعَثَ إِلَيْنَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زِيَادَ بْنَ لَبِيدٍ. هَذَا كِتَابٌ
غَرِيبٌ، وَالْمَشْهُورُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَتَبَهُ لِوَائِلِ بْنِ حُجْرٍ،
وَغَرِيبُهُ:
التِّيعَةُ: الأَرْبَعُونَ مِنَ الْغَنَمِ، وَهِيَ أَقَلُّ
مَا يَجِبُّ فِيهِ الزَّكَاةُ مِنْهَا، وَقِيلَ: هُوَ
اسْمٌ لأَدْنَى مَا تَجِبُّ فِيهِ الزَّكَاةُ مِنْ كُلِّ
الْحَيَوَانِ.
وَالتِّيمَةُ لِصَاحِبِهَا: هِيَ الشَّاةُ الزَّائِدَةُ
عَلَى الأَرْبَعِينَ حَتَّى تَبْلُغَ الْفَرِيضَةَ
الأُخْرَى، وَقِيلَ:
هِيَ الشَّاةُ تَكُونُ لِصَاحِبِهَا فِي مَنْزِلِهِ
يَحْلِبُهَا، وَلَيْسَتْ بِسَائِمَةٍ.
وَالسُّيُوبُ: الرِّكَازُ، وَهِيَ الْكُنُوزُ
الْمَدْفُونَةُ مِنْ أَمْوَالِ الْجَاهِلِيَّةِ. وَقِيلَ:
الْمَعَادِنُ. وَالْقَوْلانِ تَحْتَمِلَهُمَا اللُّغَةُ.
وَالْبَعْلُ: هُوَ الشَّجَرُ الَّذِي يَشْرَبُ بِعُرُوقِهِ
مِنَ الأَرْضِ، مِنْ غَيْرِ سقي من سماءٍ ولا غيرها.
لا خلاط، الخلاط: مصدر خالطه مخالطة وخلاطًا، وهو أن يخلط.
الرجلان إبلهما، فيمنعا حق اللَّه، مثاله: أن يكون ثلاثة
نفر، لكل واحد منهم أربعون شاة، فعلى كل واحد منهم شاة،
يكون ثلاث شياه، فإذا جاء المصدق خلطوا الغنم، فيكون في
الجميع شاة واحدة، فنهوا عَنْ ذلك.
والوراط: أن يجعل غنمه في وهدة من الأرض، لتخفى عَلَى
المصدق. وقيل: هو أن بغيب إبله وغنمه في إبل غيره وغنمه.
الشنق- بالتحريك-: ما بين الفريضتين، من كل ما تجب فيه
الزكاة، يعني: لا تؤخذ مما زاد عَلَى الفريضة زكاة حتى
تبلغ الفريضة الأخرى.
والشغار: هو أن يزوج الرجل ابنته أو أخته أو من يلي أمرها
من رجل ويتزوج منه مثلها من يلي هو أمرها، ولا مهر بينهما
إلا ذلك.
__________
[1] في النهاية ما يحمل القراب من التمر. القراب: شبه
الجراب، يطرح فيه الراكب سيفه يغمده وسوطه، وقد يطرح فيه
زاده من تمر وغيره ويقول الخطابي: أراه (القراف) بالفاء،
جمع قرف، وهي أوعية من جلود يحمل فيها الزاد للسفر.
[2] الإجباء: بيع الزرع قبل أن يبدو صلاحه، وقيل: هو أن
يغيب إبله عن جامع الصدقة، والأصل أن يقال فيه: أجبا،
بالهمز، وأربى من الربا.
(2/433)
لا جلب: هو أن ينزل المصدق موضعًا، ويرسل
إِلَى المياه من يجلب إليه الأموال، فيأخذ زكاتها، وهو
المراد ها هنا.
والجنب، هو أن يبعد رب المال بماله عَنْ موضعه، فيحتاج
المصدق إِلَى الإبعاد في اتباعه، وقيل: الجلب والجنب في
السباق [1] .
باب الضاد والراء
2560- ضرار بن الأزور
(ب د ع) ضرار بْن الأزور، واسم الأزور مالك بْن أوس بْن
جذيمة بْن ربيعة بن مالك ابن ثعلبة بْن دودان بْن أسد بْن
خزيمة.
كذا نسبه الثلاثة، ونسبه أَبُو عمر نسبًا آخر، فقال: ضرار
بْن الأزور بْن مرداس بْن حبيب بْن عمرو بْن كثير بْن عمرو
بْن شيبان الأسدي، والأول أشهر، يكنى أبا الأزور، وقيل:
أَبُو بلال، والأول أكثر.
كان فارسًا شجاعًا شاعرًا، ولما قدم عَلَى رَسُول اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان له ألف بعير
برعاتها، فأخبره بما خلف، وقال: يا رَسُول اللَّهِ، قد قلت
شعرًا. فقال: هيه، فقال [2] :
خلعت القداح وعزف القيان ... والخمر أشربها والثمالا
وكرى المحبر [3] في غمرة ... وجهدي عَلَى المسلمين القتالا
وقالت جميلة: شتتنا ... وطرحت أهلك شتى شمالا
فيا رب، لا أغبنن صفقتي ... فقد بعث أهلي ومالي بدالا
فقال النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ما
غبنت صفقتك يا ضرار. وهو الذي قتل مالك بْن نويرة التميمي
بأمر خَالِد بْن الْوَلِيد [4] فِي خلافة أَبِي بَكْر
الصديق، رَضِيَ اللَّه عنهم، وهو الَّذِي أرسله رَسُول
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم إِلَى بني الصيداء، من
بني أسد، وَإِلى بنى الدّيل.
__________
[1] ومعنى الجلب في السباق: هو أن يتبع الرجل فرسه، ليزجر
ثم يجلب عليه، ويصيح حثا له على الجري وأما الجنب فهو أن
يجنب فرسا إلى فرسه الّذي يسابق عليه، فإذا فتر المركوب
تحول إلى المجنون.
[2] ينظر خزانة الأدب. 3/ 425، والاستيعاب 747.
[3] في الأصل والمطبوعة: المجبر، بالجيم، وفي اللسان.
والمحبر، فرس ضرار بن الأزور الأسدي.
[4] ينظر الكامل للمبرد: 1242، والعبر للذهبى: 1/ 13.
(2/434)
أخبرنا أبو منصور بن مكارم بن أحمد
الْمُؤَدِّبُ، بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَبِي زَكَرِيَّا
يَزِيدَ بْنِ إِيَاسٍ، قَالَ: ذَكَرَ الْحَسَنُ بْنُ
عَبْدِ الْحَمِيدِ، أَخْبَرَنَا الْحَجَّاجُ بْنُ يُوسُفَ،
حَدَّثَنَا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ
يَعْقُوبَ بْنِ بَحِيرٍ، عَنْ ضِرَارِ بْنِ الأَزْوَرِ،
قَالَ: أَتَيْتُ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ، فَحَلَبْتُ لَهُ شَاةً فَقَالَ: دَعْ دَاعِيَ
اللَّبَنِ [1] . وشهد قتال مسيلمة باليمامة، وأبلى فيه
بلاء عظيمًا، حتى قطعت ساقاه جميعًا، فجعل يحبو عَلَى
ركبتيه، ويقاتل، وتطؤه الخيل، حتى غلبه الموت، قاله
الواقدي. وقيل: بل بقي باليمامة مجروحًا، حتى مات، وقيل:
إنه قتل بأجنادين، من الشام، قاله موسى بْن عقبة. وقيل:
توفي بالكوفة في خلافة عمر بْن الخطاب رضي اللَّه عنه،
وقيل: أَنَّهُ ممن نزل حران، من أرض الجزيرة، وإنه شهد
البرموك، وفتح دمشق ... وقيل: إنه كان مع أَبِي جندل
وأصحابه حين شربوا الخمر بالشام، فسألهم أَبُو عبيدة
فقالوا: قال اللَّه: فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ 5: 91
[2] ولم يعزم، فكتب أَبُو عبيدة إِلَى عمر بذلك، فكتب إليه
عمر: ادعهم، فإن زعموا أنها حلال فاقتلهم، وَإِن زعموا
أنها حرام فاجلدهم. فسألهم، فقالوا: إنها حرام، فجلدهم.
أخرجه الثلاثة.
2561- ضرار بن الخطاب
(ب د ع س) ضرار بْن الخطاب بن مرداس بْن كثير بْن عَمْرو
بْن حبيب بْن عَمْرو بْن شيبان بْن محارب بْن فهر بْن
مالك، القرشي الفهري.
كان أبوه الخطاب رئيس بني فهر في زمانه، وكان يأخذ المرباع
[3] لقومه، وكان ضرار يَوْم الفجار عَلَى بني محارب بْن
فهر. وكان من فرسان قريش وشجعانهم وشعرائهم المطبوعين
المجودين، وهو أحد الأربعة الذين وثبوا الخندق.
قال الزبير بْن بكار: لم يكن في قريش أشعر منه ومن ابن
الزبعرى، وكان من مسلمة الفتح، ومن شعره يوم الفتح.
__________
[1] أي: أبق في الضرع قليلا عن اللبن ولا تستوعيه كله، فإن
الّذي تبقيه فيه يدعو ما وراءه من اللبن، فينزله وإذا
استقصى كل ما في الضرع أبطأ دره على حالبه.
[2] المائدة: 91.
[3] المرباع: ربع الغنيمة الّذي كان يأخذه الرئيس في
الجاهلية.
(2/435)
يا نبيّ الهدى إليك لجا حىّ قريش وأنت خير
لجاء [1]
حين ضاقت عليهم سعة الأرض ... وعاداهم إله السماء
والتقت حلقتا البطان [2] عَلَى القوم ... ونودوا بالصيلم
الصلعاء
إن سعدًا يريد قاصمة الظهر بأهل الحجون والبطحاء يريد سعد
بْن عبادة، حيث قال يَوْم الفتح: اليوم تستحل الحرمة.
وقال ضرار يومًا لأبي بكر: نحن كنا لقريش خيرًا منكم،
أدخلناهم الجنة وأوردتموهم النار. يعني أَنَّهُ قتل
المسلمين، فدخلوا الجنة، وأن المسلمين قتلوا الكفار
فأدخلوهم النار.
واختلف الأوس والخزرج فيمن كان أشجع يَوْم أحد، فمر بهم
ضرار بْن الخطاب، فقالوا:
هذا شهدها، وهو عالم بها، فسألوه عَنْ ذلك، فقال: لا أدري
ما أوسكم من خزرجكم، لكني زوجت منكم يَوْم أحد أحد عشر
رجلًا من الحور العين.
هذا كلام أبي عمر.
وأما ابن منده فقال: ضرار بْن الخطاب، له ذكر وليس له
حديث، روى عنه عمر بْن الخطاب قال أَبُو نعيم، وأعاد كلام
ابن منده: ذكره بعض المتأخرين، ولم يذكره أحد في الصحابة،
ولا فيمن أسلم غيره، وقول أَبِي عمر يؤيد قول ابن منده،
وقد أخرجه أَبُو موسى مستدركا عَلَى ابن منده، وقد أخرجه
ابن منده بترجمة مفردة، فلا وجه لاستدراكه، وقد ذكره أَبُو
الْقَاسِم علي بْن الحسن بْن عساكر الدمشقي في تاريخ دمشق،
وقال: له صحبة، وشهد مع أَبِي عبيدة فتوح الشام، وأسلم
يَوْم فتح مكة. وقد اشتهر إسلامه، وشعره ونثره يدل عَلَى
إسلامه.
2562- ضرار بن القعقاع
(د ع) ضرار بْن القعقاع، أخو عوف بْن القعقاع.
روى حديثه زيد بْن بسطام بْن ضرار بْن القعقاع، عَنْ أبيه،
عَنْ جده قال: وفد أَبِي إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأنا معه ومعنا رجال كثير، فأمر
رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لكل رجل
منا ببردين.
أخرجه ابن مندة وأبو نعيم.
__________
[1] الجأ: الملجأ والملاة.
[2] البطان: حزام القتب الّذي يجعل تحت بطن البعير، يقال:
التقت حلقتا البطان، للأمر إذا اشتد. والصيلم: الداهية،
والصلعاء أيضا: الداهية للشديدة.
(2/436)
2263- ضرار بن مقرن
ضرار بْن مقرن المزني. كان مع خَالِد بْن الْوَلِيد لما
فتح الحيرة، في ربيع الأول سنة اثنتي عشرة، قاله الطبري،
وقال: هو عاشر عشرة إخوة.
2564- ضرس بن قطيعة
(س) ضرس بْن قطيعة. ذكر بعضهم أن ذكره في ترجمة حنظلة بْن
حذيم، وهو اليتيم الذي كان عند حنيفة، وجاء به إِلَى
النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهو شبه
المحتلم، فأشهد حنيفة النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ أَنَّهُ أعطاه أربعين من الإبل. وقد تقدم ذكره
في حنيفة.
أخرجه أَبُو موسى كذا مختصرا.
2565- ضريح بن عرفجة
(س) ضريح بْن عرفجة. وقيل: عرفجة بْن ضريح.
روى ليث، عَنْ زياد بْن علاقه، عَنْ ضريح بْن عرفجة، أو
عرفجة بْن ضريح، قال: قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عليه وسلم: إنها ستكون هنات وهنات، [1] فمن رأيتموه يريد
أن يفرق بين أمه مُحَمَّد وأمرها جميع فاقتلوه، كائنا من
كان. أخرجه أَبُو موسى، وقال: اختلف في اسم هذا الرجل
عَلَى وجوه [2] ، قيل: عرفجة بْن شريح، وهو الأشهر.
باب الضاد والغين والميم
2566- ضغاطر
(س) ضغاطر، الأسقف الرومي، روى مُحَمَّد بْن إِسْحَاق،
عَنْ بعض أهل العلم: أن هرقل قال لدحية بْن خليفة الكلبي،
حين قدم عليه بكتاب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ويحك، والله إني لأعلم أن صاحبك نبي
مرسل، وأنه الذي كنا ننتظره ونجده في كتابنا، ولكني أخاف
الروم عَلَى نفسي ولولا ذلك لا تبعته، فاذهب إِلَى ضغاطر
الأسقف، فاذكر له أمر صاحبكم، فهو أعظم في الروم مني،
وأجوز قولًا مني عندهم، فانظر ما يقول. فجاء دحية فأخبره
بما جاء به من رَسُول الله صلى الله عليه وسلم
__________
[1] الهنات: الشرور والفساد.
[2] في تاج العروس: وعرفجة بن صريح كزبير، أو هو بالشين
المعجمة، وقيل: ابن طريح، وقيل: ابن شريك، وقيل:
ابن ذريح.
(2/437)
فقال له ضغاطر: صاحبك، والله نبي مرسل،
نعرفه في صفته ونجده في كتابنا باسمه.
ثم ألقى ثيابًا كانت عليه سودًا، ولبس ثيابًا بيضًا، ثم
أخذ عصاه، ثم خرج عَلَى الروم وهم في الكنيسة، فقال: يا
معشر الروم، إنه قد جاءنا كتاب أحمد، يدعونا فيه إلى الله،
وَإِنِّي أَشْهَدُ أَنَّ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وأشهد أن
أحمد رَسُول اللَّهِ. فوثبوا عليه وثبة رجل واحد، فضربوه
فقتلوه، فرجع دحية إِلَى هرقل فأخبره الخبر، فقال: قد قلت
لك: إنا نخافهم عَلَى أنفسنا، وضغاطر كان، والله، أعظم
عندهم مني.
أخرجه أَبُو موسى.
2567- ضماد بن ثعلبة
(ب د ع) ضماد بْن ثعلبة الأزدي، من أزد شنوءة، كان صديقًا
للنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الجاهلية وكان
رجلًا يتطبب، ويرقي، ويطلب العلم، أسلم أول الإسلام، قاله
أبو عمر.
وقال ابن منده وأبو نعيم: ضماد بْن ثعلبة الأزدي، من أزد
شنوءة، وزاد ابن منده: وقيل، ضمام.
ورووا كلهم حديث ابن عباس الذي أَخْبَرَنَا بِهِ أَبُو
الْفَرَجِ يَحْيَى بْنُ محمود الثقفي، وَأَبُو يَاسِرِ
ابْنُ أَبِي حَبَّةَ بِإِسْنَادَيْهِمَا إِلَى مُسْلِمِ
بْنِ الْحَجَّاجِ، قال: أَخْبَرَنَا إِسْحَاق بْن
إِبْرَاهِيم، عَنْ عبد الأعلى، وهو أَبُو همام، حدثنا
داود، عَنْ عمرو بْن سَعِيد، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جبير، عَنِ
ابن عباس: أن ضمادًا قدم مكة، وكان من أزد شنوءة، وكان
يرقي من هذه الريح، فسمع سفهاء من أهل مكة يقولون: إن
محمدًا مجنون. فقال: لو رأيت هذا الرجل لعل اللَّه أن
يشفيه عَلَى يدي. فلقيه فقال: يا مُحَمَّد، إني أرقي من
هذه الريح، وَإِن اللَّه يشفي عَلَى يدي من شاء، فهل لك؟
فقال النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: [إن]
الحمد للَّه، نحمده ونستعينه، من يهده اللَّه فلا مضل له
ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّه،
وَحْدَهُ لا شريك له، وأن محمدًا عبده ورسوله، أما بعد.
فقال: أعد علي كلماتك هؤلاء. فأعادهن النَّبِيّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثلاثًا، فقال: والله لقد سمعت
قول الكهنة، وسمعت قول السحرة، وسمعت قول الشعراء، فما
سمعت مثل هؤلاء الكلمات، والله لقد بلغت ناعوس [1] البحر،
فمد يدك أبايعك عَلَى الإسلام، فمد النَّبِيّ صلّى الله
عليه وسلّم يده، فبايعه،
__________
[1] في المطبوعة: يا عوس، وفي النهاية وقد ذكر ناعوس،
بالنون، قال أبو موسى: هكذا وقع في صحيح مسلّم، وفي سائر
الروايات «قاموس البحر» وهو وسطه ولجته.
(2/438)
فقال النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ: وعلى قومك؟ فقال: وعلى قومي، قال: فبعث رَسُول
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سرية، فمروا
بقومه، فقال صاحب السرية للجيش: هل أصبتم من هؤلاء شيئًا؟
أعزم [1] عَلَى رجل أصاب شيئا من أهل هذه الأرض إلا رده.
فقال رجل منهم: أصبت مطهرة [2] . فقال: ارددها، إن هؤلاء
قوم ضماد [3] . أخرجه الثلاثة.
ضماد: آخره دال.
2568- ضمام بن ثعلبة
(ب د ع) ضمام بْن ثعلبة السعدي. أحد بني سعد بْن بكر،
وقيل: التميمي، وليس بشيء.
قدم عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
أرسله إليه بنو سعد بْن بكر، قيل: كان ذلك سنة خمس قاله
مُحَمَّد بْن حبيب وغيره، وقيل: سنة سبع، وقيل: سنة تسع،
ذكره ابن هشام عَنْ أَبِي عبيدة.
روى حديثه ابن عباس، وأنس، وَأَبُو هريرة، وطلحة بْن عبيد
اللَّه، ولم يسمه طلحة، وطرقه صحاح.
أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ السَّمِينِ
بِإِسْنَادِهِ إلى يونس بن بكير، عن ابن إسحاق، حَدَّثَنِي
مُحَمَّدُ بْنُ الْوَلِيدِ، عَنْ كُرَيْبٍ، مَوْلَى ابْنِ
عَبَّاسٍ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: بَعَثَتْ بَنُو
سَعْدِ بْنِ بَكْرٍ ضِمَامَ بْنَ ثَعْلَبَةَ وَافِدًا
إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
فَقَدِمَ عَلَيْهِ، فَأَنَاخَ بَعِيرَهُ ثُمَّ عَقَلَهُ
عَلَى بَابِ الْمَسْجِدِ، وَكَانَ رَجُلًا جَلِدًا ذَا
غدير تين [4] ، فَأَقْبَلَ حَتَّى وَقَفَ عَلَى رَسُولِ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ فِي
الْمَسْجِدِ جَالِسٌ فِي أَصْحَابِهِ، فَقَالَ: أَيُّكُمْ
ابْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه
وسلم: أنا ابن عبد المطلب، فقال: يا ابن عَبْدِ
الْمُطَّلِبِ، إِنِّي سَائِلُكَ وَمُغَلِّظٌ عَلَيْكَ فِي
الْمَسْأَلَةِ، فَلا تَجِدَنَّ فِي نَفْسِكَ. فَقَالَ:
لا أَجِدُ فِي نَفْسِي، سَلْ عَمَّا بَدَا لَكَ. فَقَالَ:
أَنْشُدُكَ باللَّه إِلَهِكَ وَإِلِهِ مَنْ كَانَ قبلك
وإله من هو كائن بعدك، آللَّه بَعَثَكَ إِلَيْنَا
رَسُولًا؟ قَالَ: اللَّهمّ نَعَمْ. قَالَ: فَأَنْشُدُكَ
باللَّه إِلَهِكَ، وَإِلِهِ مَنْ كَانَ قَبْلَكَ، وَإِلِهِ
مَنْ هُوَ كَائِنٌ بَعْدَكَ، آللَّه أَمَرَكَ أَنْ
نَعْبُدَهُ وَحْدَهُ لا نُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا، وَأَنْ
نَخْلَعَ هَذِهِ الأَوْثَانَ الَّتِي كَانَ آبَاؤُنَا
بعبدون؟ قَالَ: اللَّهمّ نَعَمْ. قَالَ: ثُمَّ جَعَلَ
يَذْكُرُ فرائض الإسلام
__________
[1] يقال: عزمت عليك: أي أمرتك أمرا جدا.
[2] المطهرة: إناء يتطهر به.
[3] صحيح مسلّم، كتاب الجمعة: 3/ 11، 12.
[4 الغديرة: الذؤابة من الشعر.
(2/439)
فَرِيضَةً فَرِيضَةً، الصَّلاةَ
وَالزَّكَاةَ وَالصِّيَامَ وَالْحَجَّ، وَشَرَائِعَ
الإِسْلامِ، يَنْشُدُهُ عِنْدَ كُلِّ فَرِيضَةٍ كَمَا
نَشَدَهُ فِي الَّتِي كَانَ قَبْلَهَا، حَتَّى فَرَغَ،
فَقَالَ: إِنِّي أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ،
وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ،
وَسَأُؤَدِّي هَذِهِ الْفَرَائِضَ، وَأَجْتَنِبُ مَا
نَهَيْتَنِي عَنْهُ، لا أَزِيدُ وَلا أَنْقُصُ. ثُمَّ
انْصَرَفَ رَاجِعًا، فَقَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ وَلَّى: إِنْ يَصْدُقُ
ذُو الْعَقِيصَتَيْنِ [1] يَدْخُلُ الْجَنَّةَ. وَأَتَى
قَوْمَهُ فَاجْتَمَعُوا إِلَيْهِ، فَكَانَ أَوَّلَ مَا
تَكَلَّمَ بِهِ أَنْ قَالَ: بِئْسَتِ اللَّاتُ
وَالْعُزَّى، فَقَالُوا:
مَهْ يَا ضِمَامُ اتَّقِ الْبَرَصَ، اتَّقِ الْجُذَامَ
اتَّقِ الْجُنُونَ! فَقَالَ: وَيْلَكُمْ! إِنَّهُمَا
وَاللَّهِ مَا يَضُرَّانِ وَمَا يَنْفَعَانِ، وَإِنَّ
اللَّهَ قَدْ بَعَثَ رَسُولًا، وَأَنْزَلَ عَلَيْهِ
كِتَابًا اسْتَنْقَذَكُمْ بِهِ مِمَّا كُنْتُمْ فِيهِ،
وَإِنِّي أَشْهَدُ أَنَّ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ
لا شريك له، وأن مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَقَدْ
جِئْتُكُمْ مِن عِنْدِهِ بما أمركم به ونهاكم عنه، قال: فو
الله مَا أَمْسَى مِنْ ذَلِكَ الْيَوْمِ فِي حَاضِرَتِهِ
مِنْ رَجُلٍ وَلا امْرَأَةٍ إِلا مُسْلِمًا.
قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: فَمَا سَمِعْنَا بِوَافِدٍ قَطُّ
كَانَ أفضل من صمام [2] .
أخرجه الثلاثة.
ضمام: آخره ميم.
2569- ضمام بن زيد
ضمام، مثله، هو ابن زيد بْن ثوابة بْن الحكم الهمداني.
وفد عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
فأسلم، وكتب له النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ كتابًا، وذلك مرجعه من نبوك.
قاله الطبري، وذكره أَبُو عمر في نمط [3] .
2570- ضمرة بن أنس
ضمرة بْن أنس الأنصاري. أَخْبَرَنَا أَبُو الْبَرَكَاتِ
الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ هِبَةِ اللَّهِ
الشَّافِعِيُّ الدِّمَشْقِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو
الْعَشَائِرِ مُحَمَّدُ بْنُ الْخَلِيلِ بْنِ فَارِسٍ
الْقَيْسِيُّ. أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بن
محمد بن عَليّ بْنِ أَبِي الْعَلاءِ الْمِصِّيصِيُّ،
أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ
عُثْمَانَ بْنِ أَبِي نَصْرٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو إِسْحَاقَ
إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ،
حَدَّثَنَا عِمْرَانُ بْنُ بَكَّارٍ الْبَرَّادُ
الْحِمْصِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيل بْنِ
عَيَّاشٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي
عَرُوبَةَ، عَنْ قَيْسِ بْنِ سعد،
__________
[1] العقيصتان، الضفيرتان من الشعر.
[2] سيرة ابن هشام: 2/ 573/ 575. وتاريخ الطبري: 3/ 124:
120.
[3] هو قط بن قيس بن مالك، ولم يترجم له أبو عمر في
الاستيعاب.
(2/440)
عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ،
قَالَ: كَانَ الْمُسْلِمُونَ إِذَا صَلَّوُا الْعِشَاءَ
الآخِرَةِ حَرُمَ عَلَيْهِمُ الطَّعَامُ وَالشَّرَابُ
وَالنِّسَاءُ، وَإِنَّ ضَمْرَةَ بْنَ أَنَسٍ
الأَنْصَارِيَّ غَلَبَتْهُ عَيْنُهُ بَعْدَ الْمَغْرِبِ،
فَنَامَ وَلَمْ يَشْبَعْ مِنَ الطَّعَامِ، فَلَمَّا صَلَّى
رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
الْعِشَاءَ الآخِرَةَ قَامَ فَأَكَلَ وَشَرِبَ، فَلَمَّا
أَصْبَحَ أَتَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ فَأَخْبَرَهُ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ
وَجَلَّ: أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيامِ الرَّفَثُ
إِلى نِسائِكُمْ 2: 187 [1] الآيَةَ، فَكَانَ ذَلِكَ
عَفْوًا وَرَحْمَةً مِنَ اللَّهِ، عَزَّ وَجَلَّ.
وقد اختلف في اسم الذي نزلت هذه الآية بسببه اختلافًا
كثيرًا، وقد تقدم ذكره في غير موضع.
2571- ضمرة بن ثعلبة
(ب د ع) ضمرة بْن ثعلبة البهزي، وبهز قبيلة من بني سليم
بْن مَنْصُور، سكن حمص:
أَخْبَرَنَا أَبُو يَاسِرٍ بِإِسْنَادِهِ عَنْ عَبْدِ
اللَّهِ بن أَحْمَدَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنَا
سُرَيْجُ بْنُ النُّعْمَانِ، حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ-
يَعْنِي ابْنَ الْوَلِيدِ- عَنْ سُلَيْمَانَ بْن سُلَيْمٍ،
عَنْ يحيى بْن جَابِرٍ، عَنْ ضَمْرَةَ بْنِ ثَعْلَبَةَ،
أَنَّهُ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ وَعَلَيْهِ حُلَّتَانِ مِنْ حُلَلِ الْيَمَنِ،
فَقَالَ: يَا ضَمْرَةُ، أَتَرَى ثَوْبَيْكَ هَذَيْنِ
مُدْخِلِيكَ الْجَنَّةَ؟ فَقَالَ: لَئِنِ اسْتَغْفَرْتَ
[2] لِي يَا رَسُولَ اللَّهِ، لا أَقْعُدُ حَتَّى
أَنْزِعَهُمَا عَنِّي. فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
اللَّهمّ، اغْفِرْ لِضَمْرَةَ بْنِ ثَعْلَبَةَ.
فَانْطَلَقَ سَرِيعًا حَتَّى نَزَعَهُمَا عَنْهُ. وروى عنه
أَبُو بحرية أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لن تزالوا
بخير ما لم تحاسدوا. أخرجه الثلاثة.
2572- ضمرة بن سعد
(د ع) ضمرة بْن سعد السلمي، له ولأبيه صحبة.
روى يونس بْن يَزِيدَ، عَنِ ابن إسحاق، عن محمد بن جعفر بن
الزبير: أنه سمع زياد ابن ضمرة يُحَدِّثُ عَنْ عُرْوَةَ
بْنِ الزُّبَيْرِ: أَنَّ أَبَاهُ سعد [3] بْن ضمرة حدثه،
وكان سعد بْن ضمرة وأبوه ضمرة شهدا حنينا مع النَّبِيّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أن النَّبِيّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صلى بهم الظهر يومًا، ثم جلس
إِلَى ظل شجرة فجلس معه الناس، قال: فقام رجلان عيينة بْن
حصن الفزاري من قبس عيلان، والأقرع بن
__________
[1] البقرة: 187.
[2] في الأصل والمطبوعة: استغفر لي. والمثبت عن مسند أحمد:
4/ 336.
[3] كذا، وفي سيرة ابن هشام 2/ 627 قال ابن إِسْحَاق:
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ الزُّبَيْرِ،
قَالَ: سَمِعْتُ زِيَادَ بْنَ ضُمَيْرَةَ بْنِ سَعْدٍ
السُّلَمِيَّ، يُحَدِّثُ عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزبير، عَنْ
أبيه، عَنْ جده، وكانا شهدا حنينا» فأبو زياد ضميرة وليس
سعدا، وإنما سعد جده. وينظر ترجمة سعد ابن ضميرة: 2/ 355،
والإصابة ترجمة: ضمرة بن ربيعة.
(2/441)
حابس التميمي من خندف، فجلسا بين يدي
رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يختصمان
في قتيل لهما، فسمعت عيينة وهو يقول: والله يا رَسُول
اللَّهِ، لا أدعه حتى أذيق نساءه من الحر [1] ما أذاق
نسائي، فَعَرَضَ عَلَيْهِ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وسلم الدية، فلم يزل بهم رَسُول اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ والناس حتى قبلوا الدية، فقال:
ائتوا بصاحبكم يستغفر [2] له رَسُول اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأُتِيَ بِهِ النَّبِيُّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقال له النَّبِيّ صلى
الله عليه وسلم:
من أنت؟ قال: أنا محلم بْن جثامة الليثي، وكان القتيل عامر
[3] بْن الأضبط، لقوه وفيهم أَبُو قتادة وَأَبُو حدرد
الأسلمي، فلما لقوه ومعه بعير له. ووطب [4] من اللبن، فسلم
عليهم، فقتله محلّم ابن جثّامة [5] .
أخرجه ابن منده وَأَبُو نعيم إلا أن أبا نعيم، قال: ضمرة
بْن سعد السلمي، وقيل: ضميرة.
2573- ضمرة أبو عبيد الله
(د ع) ضمرة أَبُو عبيد اللَّه روى عنه ابنه عبيد اللَّه:
أَنَّهُ قال: قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ: «تخرج حرورية [6] من أنهار باليمامة، قلت: ليس
بها أنهار، قال: ستكون» . ذكره أَبُو زرعة في الأفراد، وقد
أخرجه ابن منده وَأَبُو نعيم.
2574- ضمرة بن عمرو الجهنيّ
(ب د ع) ضمرة بْن عمرو، ويقال: ضمرة بْن بشر، والأكثر
يقولون: ضمرة بْن عمرو ابن عدي الجهني، حليف لبني طريف من
الخزرج، وقيل: حليف بني ساعدة من الأنصار، وهم من الخزرج
أيضًا، رهط سعد بْن عبادة.
قال موسى بْن عقبة: شهد بدرًا، وقتل يَوْم أحد. ومثله قال
ابن إِسْحَاق.
أخرجه الثلاثة.
قلت: من يرى قولهم حليف بني طريف، وقيل: حليف بني ساعدة،
يظنه مختلفًا، وليس فيه اختلاف، فإن بني طريف بطن من بني
ساعدة، وهو طريف بْن الخزرج بْن ساعدة، وهم رهط سعد بْن
عبادة.
__________
[1] يريد حرقة القلب من الوجع والغيظ والمشقة، وفي سيرة
ابن هشام: الحرقة.
[2] في السيرة، قال: ثم قالوا: أين صاحبكم هذا، يستغفر له
رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم» .
[3] في الأصل والمطبوعة: عمرو، والضبط عن ترجمته، وسيرة
ابن هشام.
[4] الوطب: الزق الّذي يكون فيه السمن واللبن، وهو جلد
الجذع فما فوقه.
[5] سيرة ابن هشام 1/ 696.
[6] الحرورية: طائفة من الخوارج نسبوا الى حروراء، وهو
موضع قريب من الكوفة.
(2/442)
2575- ضمرة بن عمرو الخزاعي
(ع س) ضمرة بْن عمرو الخزاعي، وقيل: ضمرة بْن جندب، وقيل:
ضمضم، أَخْبَرَنَا الضحاك، عَنِ ابن عباس: أن عبد الرحمن
بن عوف كتب إِلَى أهل مكة: إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ
الْمَلائِكَةُ ظالِمِي أَنْفُسِهِمْ 4: 97 [1] الآية فلما
قرأها المسلمون قال ضمضم بْن عمرو- وقال بعضهم: ضمرة بْن
عمرو الخزاعي-: والله لأخرجن. وكان مريضًا، وقال آخرون:
تمارض عمدًا ليخرج. فقال: أخرجوني من مكة فقد آذاني فيها
الحر. فخرج حتى انتهى إِلَى التنعيم، فتوفي، فأنزل اللَّه
عز وجل: وَمن يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهاجِراً إِلَى
اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ 4: 100
الآية [2] .
أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَضْلِ الْمَنْصُورُ بْنُ أَبِي
الْحَسَنِ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْمَخْزُومِيُّ
الْفَقِيهُ، بإسناده إلى أحمد ابن عَلِيِّ بْنِ
الْمُثَنَّى، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بن عمرو
بْنِ أَبَانٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ
الأَشْعَثِ، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: خرج ضَمْرَةُ
بْنُ جُنْدُبٍ مِنْ بَيْتِهِ فَقَالَ لأَهْلِهِ:
احْمِلُونِي فَأَخْرِجُونِي مِنْ أَرْضِ الشِّرْكِ إِلَى
رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
فَمَاتَ فِي الطَّرِيقِ قَبْلَ أَنْ يَصِلَّ إِلَى رَسُول
اللَّهِ، فَنَزَلَ الْوَحْيُ: وَمن يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ
مُهاجِراً إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ
الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى الله 4: 100.
أخرجه أبو نعيم وأبو موسى.
2576- ضمرة بن عياض
(ب) ضمرة بْن عياض الجهني، حليف لبني سواد من الأنصار.
شهد أحدا وقتل يَوْم اليمامة شهيدًا، وهو ابن عم عَبْد
اللَّهِ بن أنيس.
أخرجه أبو عمر مختصرا.
2577- ضمرة بن أبى العيص
(ب د ع) ضمرة بْن أَبِي العيص بْن ضمرة بْن زنباع، وقيل:
ابن العيص الخزاعي.
خرج مهاجرًا، فتوفي في الطريق. روى سَعِيد بْن جبير في
قوله تعالى: وَمن يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهاجِراً إِلَى
اللَّهِ وَرَسُولِهِ 4: 100 قال: كان رجل من خزاعة، يقال
له: ضمرة بن العيص بن ضمرة ابن زنباع، لما أمروا بالهجرة،
كان مريضًا، فأمر أهله أن يفرشوا له عَلَى سرير، ويحملوه
إلى
__________
[1] النساء: 97.
[2] النساء: 100.
(2/443)
رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ، ففعلوا، فتوفي بالتنعيم قريبًا من مكة، فنزلت
الآية هذه. وقال عكرمة:
اسم الذي نزلت فيه هذه الآية ضمرة بْن أَبِي العيص.
ورواه أشعث بْن سوار، عَنْ عكرمة، عَنِ ابن عباس، قال: خرج
ضمرة بْن جندب ...
ورواه الحكم بْن أبان، عَنْ عكرمة، عَنِ ابن عباس، وقال:
ضمرة بْن أَبِي العيص.
ورواه عمرو بْن دينار، عَنْ عكرمة، عَنِ ابن عباس، وقال:
ضمرة، أو أَبُو ضمرة.
قال أَبُو عمر: والصحيح أَنَّهُ ضمرة، لا أَبُو ضمرة.
قال عكرمة: طلبت اسم الذي نزلت فيه: وَمن يَخْرُجْ من
بَيْتِهِ مُهاجِراً 4: 100 أربع عشرة سنة، حتى وقفت عليه.
وقد تقدم نحو هذا القول في ضمرة بْن عمرو الخزاعي، ولولا
أن جميعهم جعلوا هذا ترجمة مفردة لأضفنا هذه الأقوال إِلَى
تلك، لكنا اقتدينا بهم.
أخرجه الثلاثة.
2578- ضمرة بن غزية
(ب) ضمرة بْن غزية [1] بْن عَمْرو بْن عطية بْن خنساء بْن
مبذول بْن عَمْرو بْن غنم بْن مازن بْن النجار، الأنصاري
الخزرجي ثُمَّ النجاري.
شهد أحدًا مع أبيه، وقتل يوم جسر أبى عبيد شهيدًا في قتال
الفرس، في خلافة عمر، وهو ابن أخي منقذ بْن عمرو، والد
حبّان بن منقذ.
أخرجه أبو عمر.
2579- ضمرة بن كعب
(ع س) ضمرة بْن كعب بْن عمرو بْن عدي الأنصاري الخزرجي
الساعدي، روى موسى بْن عقبة، عَنِ ابن شهاب، في تسمية من
شهد بدرا من الأنصار، من الخزرج، من بني ساعدة بْن كعب:
ضمرة بْن كعب بْن عمرو بْن عدي بْن عامر بْن جهينة.
أخرجه أَبُو نعيم وَأَبُو موسى، وقالا في نسبه: جهينة.
وساعدة غير جهينة، إلا أن يزيدًا في أحدهما: بالحلف، وفي
الآخر: بالنسب. ويغلب عَلَى ظني أَنَّهُ هو وضمرة بن عمرو
بن
__________
[1] في المطبوعة: عرنة، وستأتي ترجمة أبيه غزية.
(2/444)
عدي المقدم ذكره واحد، وأن ذكر كعب في نسبه
كما جرت عادتهم، يختلفون في الأنساب، فظنهما أَبُو نعيم
اثنين، وتبعه أَبُو موسى، وَإِلا فالنسب واحد، والحلف
واحد، والله تعالى أعلم.
2580- ضمرة
(د ع) ضمرة، غير منسوب. روى عنه سعيد بن المسبّب أَنَّهُ
قال: قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ «من قتل دون ماله فهو شهيد» . أخرجه ابن منده
وَأَبُو نعيم.
2581- ضمضم بن الحارث
ضمضم بْن الحارث بْن جشم بْن عبيد السلمي، وهو القائل
يَوْم حنين أبياتًا منها:
إذ لا أزال عَلَى رحالة نهدة ... جرداء تلحق بالنجاد إزاري
[1]
يومًا عَلَى أثر النهاب وتارة ... كانت مجاهدة مع الأنصار
[2]
2582- ضمضم بن عمرو
(ع س) ضمضم بن عمرو الخزاعي، وقيل: ضمرة. وقد تقدم في
ضمرة.
أخرجه أَبُو نعيم وأبو موسى.
2583- ضمضم بن قتادة
(س) ضمضم بْن قتادة. روى قطبة بْن عمرو بْن هرم بْن قطبة
أن مدلوكًا حدثهم: أن ضمضم بْن قتادة ولد له مولود أسود،
من امرأة من بني عجل، فأوحش لذلك، وشكى إِلَى النَّبِيّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقال: هَلْ لَكَ مِنْ
إِبِلٍ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: فما ألوانها؟ قال: فيها
الأحمر والأسود وغير ذلك. قال: فأنى ذلك؟ قال: عرق نزع.
قال: وهذا عرق نزع. قال: فقدم عجائز من بنى عجل فأخبرن أنه
كان للمرأة جدّة سوداء.
__________
[1] الرحالة: السرج، وقيل: الرحالة أكبر من السرج، تغشى
بالجلود، وتكون للخيل والنجائب من الإبل.
والنهد: الفرس الجميل الجسيم المرتفع، والأنثى نهدة.
والجوداء: القصيرة الشعر، وهذا دليل على كرم أصلها.
والنجاد: ما وقع على العاتق من حمائل السيف، يصف سرعة
فرسه.
[2] النهاب: جمع نهبة، وهي الغنيمة.
(2/445)
أخرجه أَبُو موسى بإسناد غريب، وقال: هذا
إسناد عجيب، والحديث صحيح من رواية أَبِي هريرة، لم يسم
فيه الرجل، وقال: امرأة من بنى فزارة [1] .
2584- ضميرة بن حبيب
(ب) ضميرة، تصغير ضمرة، هو ضميرة بْن حبيب، وقيل: ابن
جندب، وقيل:
ضميرة بْن أنس. هو الذي خرج من بيته مهاجرًا إِلَى
النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فمات في
الطريق، فأنزل اللَّه تعالى: وَمن يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ
مُهاجِراً إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ
الْمَوْتُ 4: 100 الآية.
أخرجه أَبُو عمر، وقال: رواه أشعث بْن سوار، عَنْ عكرمة،
عَنِ ابن عباس.
وقال ابن منده وَأَبُو نعيم عَنْ أشعث، عَنْ عكرمة: ضمرة،
غير مصغر، والله أعلم.
وقد تقدم في ضمرة بْن أَبِي العيص ذكر الاختلاف فيه، وهو
كثير.
2585- ضميرة بن سعد
(ب) ضميرة بْن سعد السلمي، ويقال: الضمري، هو جد زياد بْن
سعد بْن ضميرة.
مخرج حديثه عَنْ أهل المدينة وعداده فيهم.
روى عنه ابنه سعد بْن ضميرة، من حديث مُحَمَّدِ بْنِ
جَعْفَر بْن الزبير، عَنْ زياد بن سعد ابن ضميرة، عَنْ
أبيه، عَنْ جده في قصة محلم بْن جثامة.
أخرجه أَبُو عمر مختصرًا، وتقدّم في ضمرة أتمّ من هذا.
2586- ضميرة بن أبى ضميرة
(ب د ع) ضميرة بْن أَبِي ضميرة، مولى رسول الله صلى الله
عليه وسلم، له ولأبيه أبى ضميرة صحبة، وهو جد حسين بْن
عَبْد اللَّهِ بْن أَبِي ضميرة. يعد في أهل المدينة. روى
ابن أَبِي ذئب، عَنْ حسين بْن عَبْد اللَّهِ بْن ضميرة [2]
، عَنْ أبيه، عَنْ جده ضميرة أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مر بأم ضميرة وهي تبكي، فقال:
ما يبكيك؟ أجائعة أنت؟ أعارية أنت؟ فقالت: يا رَسُول
اللَّهِ، فرق بيني وبين ولدي.
فقال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
لا نفرق بين والدة وولدها. ثم أرسل إِلَى الذي عنده ضميرة
فدعاه،
__________
[1] ينظر مسند أحمد: 2/ 234، 279.
[2] في الأصل والمطبوعة: ابن أبى ضميرة. ينظر الاستيعاب:
1087، وميزان الاعتدال: 1/ 538.
(2/446)
فابتاعه منه ببكرة [1] . قال ابن أَبِي
ذئب: ثم أقرأني كتابًا عندهم من النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: بِسْمِ اللَّه الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
1: 1، هذا كتاب لبني ضميرة، من مُحَمَّد رَسُول اللَّهِ
لبني ضميرة وأهل بيته، أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أعتقهم، وَإِنهم أهل بيت من العرب، إن
أحبوا أقاموا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، وَإِن
أحبوا رجعوا إِلَى أهلهم، لا تعرض لهم إلا بحق، من لقيهم
من المسلمين فليستوص بهم خيرًا» . وكتب أَبِي بْن كعب.
أخرجه الثلاثة.
__________
[1] البكرة: انثى البكر، وهو الفتى من الابل.
(2/447)
|