أسد الغابة في معرفة الصحابة، ط الفكر

باب الطاء

(2/449)


(باب الطاء والألف)
2587- طارق بن أحمر
طارق بْن أحمر. روى عثمان بْن عَبْد اللَّهِ بْن علاثة، عَنْ طارق بْن أحمر، قال: رأيت مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كتابًا فيه: «من مُحَمَّد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلَّم، لا تبيعوا الثمرة حتى تينع، ولا السهم حتى يخمس، ولا تطئوا الحبالى حتى وضعن» . كذا ذكر ابن قانع في الصحابة، وقال الدار قطنى: طارق بْن أحمر، روى عَنِ ابن عمر، روى عنه عبد الكريم الجزري، وهذا أصح.
2588- طارق بن أشيم
(ب د ع) طارق بْن أشيم بْن مسعود الأشجعيّ، والد أبى مالك الأشجعي، واسم أَبِي مالك سعد. يعد طارق في الكوفيين، روى عنه ابنه أَبُو مالك.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ هِبَةِ اللَّهِ بإسناده عن عبد الله بن أحمد، قال: حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، حَدَّثَنَا أَبُو مَالِكٍ الأَشْجَعِيُّ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّهُ سَمِعَ النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من وَحَّدَ اللَّهَ وَكَفَرَ بِمَا يُعْبَدُ مِنْ دُونِهِ، حَرُمَ مَالُهُ وَدَمُهُ، وَحِسَابُهُ عَلَى اللَّهِ عَزَّ وجل» [1] . أخرجه الثلاثة.
2589- طارق بن زياد
(ب) طارق بْن زياد، حديثه عَنْ سماك بْن حرب، عَنْ ثوبان بْن سلمة، عَنْ طارق بْن زياد، قال: قلت: يا رَسُول اللَّهِ، إن لنا كرمًا ونخلا ... الحديث.
أخرجه أبو عمر مختصرا.
2590- طارق بن سويد
(ب د ع) طارق بْن سويد الحضرمي، وقيل: سويد بْن طارق روى عنه وائل بْن حجر الحضرمي، وابنه علقمة بْن وائل.
أخبرنا يَحْيَى بْنُ مَحْمُودٍ الثَّقَفِيُّ إِجَازَةً بِإِسْنَادِهِ إِلَى ابْنِ أَبِي عَاصِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا هُدْبَةُ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ وَائِلٍ بْنِ حُجْرٍ، عن طارق بن سويد
__________
[1] مسند أحمد: 3/ 472، 6/ 394.

(2/451)


الْحَضْرَمِيِّ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُول اللَّهِ، إِنَّ بِأَرْضِنَا أَعْنَابًا نَعْتَصِرُهَا، أَفَنَشْرَبُ مِنْهَا؟ فَقَالَ:
لا. فَرَاجَعْتُهُ فَقَالَ: لا. فَقُلْتُ: إِنَّا نَسْتَشْفِي بِهِ. قَالَ: إِنَّ ذَلِكَ لَيْسَ بِشِفَاءٍ، وَلَكِنَّهُ دَاءٌ.
ورواه إسرائيل، عَنْ سماك، فقال: سويد بْن طارق.
ورواه شريك، عَنْ سماك، عَنْ علقمة، عَنْ طارق بْن زياد، أو زياد بْن طارق.
وقال الْوَلِيد بْن أَبِي ثور: عَنْ سماك، عَنْ علقمة، عَنْ طارق بْن بشر، أو بشر بْن طارق.
ورواه شعبة فقال: عن علقمة بن وائل، عن أبيه وائل، عن طارق بن سويد، أو سويد ابن طارق. أخرجه الثلاثة.
2591- طارق بن شريك
(ب) طارق بْن شريك. يعد في الكوفيين، له حديث عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
أخرجه أَبُو عمر، وقال: له حديث عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأخشى أن يكون مرسلًا، لأنه قد روى عَنْ فروة بْن نوفل.
روى عنه زياد بْن علاقة، وعبد الملك بن عمير.
2592- طارق بن شهاب
(ب د ع) طارق بْن شهاب بْن عبد شمس بن سلمة بن هلال بن عوف بْن جشم، البجلي الأحمسي، أَبُو عَبْد اللَّهِ، يعد في الكوفيين، قاله أَبُو عمر.
وقال أَبُو نعيم، عَنْ أَبِي عبيد: هو طارق بن شهاب بن عبد شمس بن سلمة بْن هلال بْن عوف بْن جشم بْن عَمْرو بْن لؤي بْن رهم بْن معاوية بْن أسلم بْن أحمس، بطن من بجيلة.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الْقَاهِرِ أَبُو الْفَضْلِ بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَبِي دَاوُدَ الطَّيَالِسِيِّ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ قَيْسِ بْن مُسْلِمٍ، عَنْ طَارِقِ بْن شِهَابٍ، قَالَ: رَأَيْتُ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَغَزَوْتُ فِي خِلافَةِ أَبِي بَكْرٍ فِي السَّرَايَا وَغَيْرِهَا.
وروى عنه قيس أيضًا قال: سئل رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فيم يختصم الملأ الأعلى؟ قال:
في الكفارات والدرجات فأما الدرجات فإطعام الطعام، وَإِفشاء السلام، والصلاة بالليل والناس

(2/452)


نيام، وأما الكفارات فإسباغ الوضوء في السبرات [1] ، ونقل الأقدام إِلَى الجماعات، وانتظار الصلاة بعد الصلاة. أخرجه الثلاثة
2593- طارق بن عبد الله
(ب د ع) طارق بْن عَبْد اللَّهِ المحاربي، من محارب بْن خصفة، له صحبة. روى عنه جامع بْن شداد وربعي بْن حراش.
أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيل بْنُ عَلِيِّ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ الْمُذَكِّرُ، وَغَيْرُ وَاحِدٍ، قَالُوا بِإِسْنَادِهِمْ إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى السُّلَمِيِّ: حَدَّثَنَا ابْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ رِبْعِيٍّ، عَنْ طَارِقِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُحَارِبِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِذَا كُنْتَ فِي صَلاةٍ فَلا تَبْزُقْ بَيْنَ يَدَيْكَ وَلا عَنْ يَمِينِكَ، وَلَكِنْ عَنْ يَسَارِكَ، أَوْ خَلْفِكَ، أَوْ تَحْتَ قَدَمِكَ [2] . وروى جامع بْن شداد قال: كان رجل منا- يقال له: طارق بْن عَبْد اللَّهِ- قال: مر بنا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بسوق ذي المجاز، وأنا في سياعة [3] لي، فمر وعليه حلة حمراء، فسمعته يقول: يا أيها الناس، قولوا لا إله إلا اللَّه تفلحوا. ورجل يتبعه يرميه بالحجارة، قد أدمى كعبيه، وهو يقول: يا أيها الناس، لا تطيعوا هذا، فإنه كذاب!! فقلت: من هذا؟ فقالوا:
من بني عبد المطلب. قلت: ومن الذي يرميه بالحجارة؟ قَالُوا: عمه أَبُو لهب. وذكر الحديث.
أخرجه الثلاثة.
2594- طارق بن عبيد
(د ع) طارق بْن عبيد بْن مسعود. أحد النفر الذين أسروا الأسرى يَوْم بدر.
روى أَبُو صالح، عَنِ ابن عباس، قال: قال أَبُو اليسر، ومالك بْن الدخشم العوفي، وطارق بْن عبيد بْن مسعود الأنصاري: يا رَسُول اللَّهِ، إنك قلت: من جاء بأسير فله كذا وكذا، ومن قتل قتيلًا فله كذا وكذا. وقد قتلنا سبعين وأسرنا سبعين؟ فقال سعد بْن معاذ: يا رَسُول اللَّهِ، ما منعنا أن نفعل كما فعل هؤلاء إلا أنا كنا ردءًا للمسلمين من ورائهم أن يصاب منهم
__________
[1] السيرات: جمع سبرة، بسكون الباء، وهي شدة البرد.
[2] تحفة الأحوذي، كتب، الصلاة، باب في كراهية البزاق في المسجد: 3/ 162.
[3] كذا في الأصل، وفي المطبوعة: تياعة.

(2/453)


عورة، الغنائم قليل والناس كثير، فمتى تعطهم الذي نفلتهم يبقى الناس لا شيء لهم وتراجعوا الكلام، فنزلت: يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفالِ قُلِ الْأَنْفالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ 8: 1 [1] أخرجه ابن مندة وأبو نعيم.
2595- طارق بن علقمة
(د ع) طارق بْن علقمة بْن أَبِي رافع. روى عنه ابنه عبد الرحمن.
روى ابن جريج، عَنْ عبيد اللَّه بْن أَبِي يزيد، عَنْ عبد الرحمن بْن طارق، عَنْ أبيه:
أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يأتي مكانًا في داره، يصلي فيه ويدعو مستقبل البيت، ويخرجن معه يدعون، وهن مسلمات.
كذا رواه أَبُو عاصم، وروح، عَنِ ابن جريج، فقالا: عَنْ أبيه.
ورواه مُحَمَّد بْن بكر البرساني، عَنِ ابن جريج، فقال: عَنْ عمه.
ورواه عبد الرزاق، عَنِ ابن جريج، فقال: عَنْ أمه، بدل أبيه.
أخرجه ابن مندة وأبو نعيم.
2596- طارق بن المرقع
(ب د ع) طارق بْن المرقع. من أهل الحجاز، روى عنه عطاء بْن أَبِي رباح.
روى عَبْد اللَّهِ بْن يَزِيدَ بْن مِقْسَمٍ، عَنْ عمته سارة بنت مقسم، عَنْ ميمونة بنت كردم، قَالَتْ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو عَلَى ناقة له، وأنا يومئذ مَعَ أَبِي، وَمَعَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دِرَّةٌ كَدِرَّةِ الْكُتَّابِ، فَسَمِعْتُ الأَعْرَابَ وَالنَّاسَ يَقُولُونَ: الطَّبْطَبِيَّةَ الطَّبْطَبِيَّةَ [2] . فَدَنَا مِنْهُ أَبِي، فأخذ بقدمه، وقال له: إني شهدت جيش عثران [3] . قال: فعرف رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَلِكَ الْجَيْشَ.
فَقَالَ طَارِقُ بْن الْمُرَقَّعِ: مَنْ يعطي رمحًا بثوابه؟ قلت: وما ثوابه؟ قال: أزوجه أول بنت تكون لي. قال: فأعطيته رمحي، ثم تركته، حتى ولدت له بنت وبلغت، فأتيته فقلت:
جهز إلي أهلي. قال: لا، والله لا أجهزها حتى تحدث لي صداقًا غير ذلك، فحلفت أن لا أفعل.
وذكر الحديث
__________
[1] الأنفال: 1.
[2] الطبطبية: حكاية وقع السياط ووقع الأقدام عند السعي، يريد أقبل الناس إليه يسعون ولأقدامهم طبطبة، أي صوت، ويحتمل أن يكون أراد بها الدرة نفسها، فسماها طبطبية، لأنها إذا ضرب بها حكت صوت: طب طب
[3] في المطبوعة والمخطوطة: عثرات. والمثبت عن مسند أحمد: 6/ 266. وعثران كما في تاج العروس: موضع.

(2/454)


قال ابن منده: هذا حديث غريب، ولطارق بْن المرقع حديث مسند، عَنْ صفوان بْن أمية.
وقال أَبُو نعيم: ذكره بعض المتأخرين، وزعم أَنَّهُ حجازي، وعده في الصحابة، ولا أدري له صحبة ولا إسلامًا. ثم قال: طارق بْن المرقع إن كان إسلاميًا فهو تابعي، يروى عنه [1] عطاء ابن أَبِي رباح. وروى عَنْ صفوان بْن أمية أن رجلًا سرق بردة، فرفعه إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فأمر بقطعه، فقال: يا رَسُول اللَّهِ، قد تجاوزت عنه. قال: فلولا كان هذا قبل أن تأتينى به يا أبا وهب! فقطعه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قال أَبُو نعيم: طارق هذا إن كان إسلاميًا فهو تابعي يروي عَنْ صفوان بْن أمية، روى عنه عطاء بْن أَبِي رباح [2] وقال أَبُو عمر: طارق بْن المرقع، روى عنه عطاء، وابنه عبد الله بن طارق، في صحبته نظر، أخشى أن يكون حديثه في موات الأرض مرسلًا.
أخرجه الثلاثة.
2597- طاهر بن أبى هالة
(ب) طاهر بْن أَبِي هالة، أخو هند بْن أَبِي هالة الأسيدي التميمي، واسم أَبِي هالة النّبّاش ابن زرارة بْن وفدان بْن حبيب بْن سلامة بْن غوي بْن جروة بْن أسيد [3] بْن عمرو بْن تميم، حليف بني عبد الدار بْن قصي بْن كلاب، أمه خديجة بنت خويلد، رضي اللَّه عنها، زوج النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
بعثه النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عاملًا عَلَى بعض اليمن، ذكر يوسف بْن عمرو بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَبِي موسى، قال:
بعثني رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خامس خمسة عَلَى أخلاف اليمن: أنا، ومعاذ بن جبل، وخالد بن سعيد ابن العاص، والطاهر بْن أَبِي هالة، وعكاشة بْن ثور، فبعثنا [4] متساندين، وأمرنا أن نتياسر وأن نيسر ولا نعسر، ونبشر ولا ننفر، وأن إذا قدم معاذ طاوعناه ولم نخالفه.
أخرجه أَبُو عمر.
2598- طخفة بن قيس
طخفة بْن قيس، وقيل: طهفة بْن قيس. يرد ذكره مستوفى في طهفة بالهاء، إن شاء الله تعالى.
__________
[1] في الأصل والمطبوعة: عن.
[2] كذا، وهو تكرار.
[3] في المطبوعة: اسد. ينظر الجمهرة لابن حزم: 197، سيرة ابن هشام: 2/ 643.
[4] في الأصل والمطبوعة: مغيثا. والمثبت عن الاستيعاب: 775.

(2/455)


باب الطاء والراء
2599- طرفة والد تميم
(س) طرفة والد تميم. أورده سَعِيد القرشي وقال: لا أدري له صحبة أم لا؟.
روى أحمد بْن عصام الأنصاري، عَنْ أَبِي بكر الحنفي، عَنْ سفيان، عَنْ سماك، عَنْ تميم ابن طرفة، عَنْ أبيه، قال: كان النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يضع يده اليمنى عَلَى اليسرى في الصلاة، وربما انصرف عَنْ يمينه.
قال أَبُو حاتم الرازي: إنما هو سماك، عَنْ قبيصة بْن هلب، عَنْ أبيه عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أورده سَعِيد عَنِ ابن عصام [1] أيضًا.
أخرجه أَبُو موسى.
2600- طرفة بن عرفجة
(ب) طرفة بْن عرفجة. أصيب أنفه يَوْم الكلاب [2] فاتخذ أنفًا من ورق، فأنتن، فأذن له النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إن يتخذ أنفًا من ذهب، قاله ثابت بْن يزيد [3] ، عن أبى الأشهب، وقد تقدم الخلاف فيه، أخرجه أَبُو عمر
2601- طريح بن سعيد
طريح بْن سَعِيد بْن عقبة، أَبُو إِسْمَاعِيل الثقفي. جاهلي، ذكره مُحَمَّد بْن أَبِي عوف في الصحابة.
روى إِسْمَاعِيل بْن طريح، عَنْ أبيه: أن أبا سفيان رمى جده سَعِيد بْن عقبة يَوْم الطائف، فأصاب عينه، فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: هذه عيني أصيبت في سبيل اللَّه. فقال: إن شئت دعوت اللَّه فردت عليك، وَإِن شئت فعين في الجنة. قال: عين في الجنة. وروى ابنه إِسْمَاعِيل، عَنْ أبيه طريح، عَنْ جده سَعِيد أَنَّهُ قال: حضرت أمية بْن أَبِي الصلت الثقفي حين حضرته الوفاة، فأغمي عليه ثم أفاق، فرفع رأسه، ثم نظر إلى البيت فقال:
__________
[1] في المطبوعة: عاصم.
[2] تقدم في ترجمة الضحاك بن عرفجة، 5049 هذا الجزء.
[3] كذا، وفي الإصابة والاستيعاب 776: زيد.

(2/456)


لبيكما لبيكما ... ها أنا ذا لديكما
وذكر الحديث.
أخرجه ابن منده وَأَبُو نعيم [1]
2602- طريف بن أبان
طريف بْن أبان بْن [2] جارية بْن فهم بن عبلة بن أنمار بْن مبشر بْن عميرة بْن أسد بْن ربيعة بْن نزار، وعميرة أخو جديلة بْن أسد. وفد طريف عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قاله هشام بْن الكلبي.
2603- طريفة بن حاجر
(ب) طريفة بْن حاجر [3] . مذكور في الصحابة، قال سيف بْن عمر: هو الذي كتب إليه أَبُو بكر الصديق في قتل الفجاءة السلمي، الذي حرقه أَبُو بكر بالنار، فسار طريفة في طلب الفجاءة، وكان طريفة وأخوه معن ابنا حاجر مع خَالِد بْن الْوَلِيد، وكان مع الفجاءة نجبة ابن أَبِي الميثاء، فالتقى نجبة وطريفة، فاقتتلا، فقتل نجبة مرتدًا، ثم سار حتى لحق بالفجاءة السلمي، واسمه إياس بْن عَبْد اللَّهِ بْن عبد يا ليل، فأسره وأنفذه إِلَى أَبِي بكر، فلما قدم عليه أحرقه بالنار.
أخرجه أبو عمر.
2604- طعمة بن أبيرق
(س) طعمة بْن أبيرق بْن عمرو بْن حارثة بْن ظفر بْن الخزرج بْن عمرو.
شهد المشاهد. كلها مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلا بدرًا، ذكره أَبُو إِسْحَاقَ المستملي [4] في الصحابة.
وقيل: أَبُو طعمة بشير بْن أبيرق الأنصاري.
روى خَالِد بْن معدان، عَنْ طعمة بْن أبيرق الأنصاري، قَالَ: سمعت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم، وكنت أمشي قدام رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَسَأَلَهُ رجل: ما فضل من جامع أهله محتسبًا؟ قال: غفر اللَّه تعالى لهما ألبتة. أخرجه أَبُو موسى، وقال: كذا أورده، وطعمة يتكلّم في إيمانه،
__________
[1] ذكر ابن حجر في الإصابة أنه ليس لطريح صحبة ولا إدراك، وأنه شاعر مجيد وفد على الوليد بن يزيد، وأن سعيدا جده فهو: طريح بن إسماعيل بن سعيد بن عقبة. وينظر الشعر والشعراء: 678، وسمط اللآلي: 705.
[2] في الجمهرة 276 والإصابة: أبان بن سلمة بن جارية. وفي المطبوعة: حارثة.
[3] في الاستيعاب 776: حاجز، بالزاي، ومثله في القاموس.
[4] هو إبراهيم بن أحمد البلخي الحافظ، توفى سنة 376. (العبر: 3/ 1) .

(2/457)


باب الطاء والفاء
2605- طفيل بن أبى كعب
(ب س) طفيل بْن أَبِي كعب الأنصاري. قد تقدم نسبه عند ذكر أبيه. وأمه بنت الطفيل ابن عمرو الدوسي، وكان صديقًا لابن عمر، وكان ذا بطن، فكان ابن عمر يقول: يا أبا بطن فلقب به، قال الواقدي والجعابي [1] : إنه ولد عَلَى عهد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، روى عَنْ أبيه وغيره.
أخرجه أبو عمر وأبو موسى.
2606- طفيل بن الحارث
(ب د ع) طفيل بْن الحارث بْن المطلب بْن عبد مناف، القرشي المطلبي، وأمه سخيلة بنت خزاعي بْن الحويرث الثقفية شهد بدرا وأحدا والخندق والمشاهد كلها مع رسول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، هو وأخوه عبيدة والحصين ابنا الحارث، وقتل عبيدة ببدر، وسيأتي خبره عند اسمه، إن شاء اللَّه تعالى.
قال ابن إِسْحَاق وموسى بْن عقبة، في تسمية من شهد بدرًا: الطفيل بْن الحارث بْن المطلب، وتوفي سنة إحدى وثلاثين. وقيل: سنة اثنتين وثلاثين، هو وأخوه الحصين في عام واحد، وتوفي الطفيل أولًا، ثم تلاه الحصين بعده بأربعة أشهر. روى عنه أَنَّهُ قَالَ: صلى بنا رَسُول اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلّم.
أخرجه الثلاثة.
2607- طفيل بن أخى جويرية
(د ع) طفيل بْن أخي جويرية [2] . روى عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فيمن لبس الحرير.
رواه شريك عَنْ [3] جابر، عَنْ خالته أم عثمان، عَنِ الطفيل.
أخرجه ابن مندة وأبو نعيم.
2608- طفيل بن زيد
(س) طفيل بْن زيد الحارثي.
أَخْبَرَنَا أَبُو مُوسَى إِجَازَةً، أَخْبَرَنَا أَبُو الرَّجَاءِ أَحْمَدُ بْنُ محمد بن عبد العزيز القاري بقراءتي
__________
[1] في المطبوعة: الجعافي، وهو الحافظ أبو بكر محمد بن عمرو التميمي البغدادي، توفى سنة 355 (العبر: 2/ 302) .
[2] هي جويرية بنت الحارث، زوج النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلّم.
[3] في الأصل والمطبوعة: بن جابر. والمثبت عن الإصابة. وينظر خلاصة التذهيب: 51، فجابر هذا هو جابر الجعفي.

(2/458)


عَلَيْهِ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الصَّفَّارُ، أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَمْرٍو الْحَافِظُ، أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَامِدٍ الْوَزَّانُ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيل بْنُ سَعْدَانَ الْفَارِسِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ الطَّيِّبُ بْنُ عَلِيٍّ التَّمِيمِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ يَزِيدَ، حَدَّثَنَا السَّكَنُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الْكَلْبِيِّ، عَنْ عَوَانَةَ، قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ يَوْمًا لِجُلَسَائِهِ: هَلْ فِيكُمْ أَحَدٌ وَقَعَ إِلَيْهِ خَبَرٌ مِنْ أَمْرِ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ قَبْلَ ظُهُورِهِ؟ فَقَالَ طُفَيْلُ بْنُ زَيْدٍ الْحَارِثِيُّ- وَقَدْ أَتَتْ عَلَيْهِ مِائَةٌ وَسِتُّونَ سَنَةً-: نَعَمْ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، كَانَ الْمَأْمُونُ بْنُ مُعَاوِيَةَ عَلَى مَا بَلَغَكَ مِنْ كَهَانَتِهِ وَعِلْمِهِ، وَكَانَتْ عُقَابُ [1] لا تَزَالُ تَأْتِيهِ بَيْنَ الأَيَّامِ فَتَقَعُ أَمَامَهُ فَتَصِيحُ، وَيَقُولُ كَذَا وَكَذَا، فَنَجِدُ كَمَا يَقُولُ، وَكَانَ نَصْرَانِيًّا، وَكَانَ يَخْرُجُ إِلَيْنَا كُلَّ يَوْمٍ أَحَدٌ، فَأَقْبَلَتِ الْعُقَابُ يَوْمَ عَرُوبَةَ [2] ، فَصَرَتْ [3] ثُمَّ نَهَضَتْ، فَلَمَّا تَعَالَتِ الشَّمْسُ خَرَجَ عَلَيْنَا، وَذَكَرَ حَدِيثًا فِي دَلائِلِ النُّبُوَّةِ.
أَخْرَجَهُ أَبُو مُوسَى.
2609- طفيل بن سعد
(ب د ع) طفيل بْن سعد بْن عمرو بْن ثقف، واسم ثقف: كعب بْن مالك بْن مبذول بْن مالك بْن النجار، الأنصاري من بني النجار.
قَالَ موسى بْن عقبة، عَنِ ابن شهاب أَنَّهُ قال: استشهد يوم بئر معونة عن الأنصار، من بني النجار: الطفيل بْن سعد.
أخرجه الثلاثة، وقال أَبُو عمر: شهد أحدًا، وقتل يوم بئر معونة.
2610- طفيل بن عبد الله الأزدي
(ب د ع) طفيل بْن عَبْد اللَّهِ بْن الحارث بن سخبرة بْن جرثومة بْن عادية بْن مرة بْن الأوس بْن النمر بْن عثمان بْن نصر بْن زهران بْن كعب بْن الحارث بْن كعب بْن عَبْد اللَّهِ بْن نصر بْن الأزد، الأزدي، وقد ينسب إِلَى جده فيقال: طفيل بْن سخبرة، وهو هذا. وهو أخو عائشة زوج النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وعبد الرحمن، ولدي أَبِي بكر الصديق لأمهما أم رومان، خلف عليها
__________
[1] العقاب: طائر.
[2] يوم العروبة: هو يوم الجمعة.
[3] صوت: صاحت.

(2/459)


أَبُو بكر بعد عَبْد اللَّهِ. وقال ابن أَبِي خيثمة: إنه قرشي، وقال: لا أدري من أي قريش هو؟
والصحيح أَنَّهُ أزدي وليس بقرشي.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ هِبَةِ الله بإسناده عن عبد الله بن أحمد بْنِ حَنَبْلٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنَا بَهْزٌ وَعَفَّانُ، قَالا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، [عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ] [1] عَنْ طُفَيْلِ بْنِ سَخْبَرَةَ: أَنَّهُ رَأَى فِيمَا يَرَى النَّائِمُ كَأَنَّهُ مَرَّ بِرَهْطٍ. مِنَ الْيَهُودِ، فَقَالَ: مَنْ أَنْتُمْ؟
قَالُوا: [نَحْنُ] [1] الْيَهُودُ، قَالَ: إِنَّكُمْ أَنْتُمُ الْقَوْمُ لَوْلا أَنَّكُمْ تَزْعُمُونَ أَنْ عُزَيْرًا ابْنُ اللَّهِ. قَالَتِ الْيَهُودُ:
وَأَنْتُمُ الْقَوْمُ لَوْلا أَنَّكُمْ تَقُولُونَ مَا شَاءَ اللَّهُ وشاء محمد. ثم مر برهط من بِرَهْطٍ مِنَ النَّصَارَى فَقَالَ: مَنْ أَنْتُمْ؟
قَالُوا نَحْنُ النَّصَارَى قَالَ: إِنَّكُمْ أَنْتُمُ الْقَوْمُ لَوْلا أَنَّكُمْ تَقُولُونَ: الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ. قَالُوا: وَأَنْتُمُ الْقَوْمُ لَوْلا أَنَّكُمْ تَقُولُونَ: مَا شَاءَ اللَّهُ وَشَاءَ مُحَمَّدٌ. فَلَمَّا أَصْبَحَ أَخْبَرَ بِهَا مَنْ أَخْبَرَ، ثُمَّ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرَهُ، فَلَمَّا صَلَّوْا خَطَبَهُمْ فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: إِنَّ طُفَيْلًا رَأَى رُؤْيَا، فَأَخْبَرَ بِهَا مَنْ أَخْبَرَ مِنْكُمْ، وَإِنَّكُمْ [كنتم] [1] تقولون كلمة كان بمنعنى الْحَيَاءُ مِنْكُمْ أَنْ أَنْهَاكُمْ عَنْهَا، لا تَقُولُوا: مَا شَاءَ اللَّهُ وَشَاءَ مُحَمَّدٌ، قُولُوا: مَا شَاءَ اللَّهُ وَحْدَهُ.
وَرَوَاهُ سُفْيَانُ وَشُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ، فَقَالا: عَنِ الطُّفَيْلِ: أَنَّ رَجُلًا رَأَى فِي الْمَنَامِ.
وَرَوَاهُ مَعْمَرٌ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ. أخرجه الثلاثة، إلا أن ابن منده وأبا نعيم قالا: إنه أخو عائشة وعبد اللَّه. وليس بشيء، فإن عَبْد اللَّهِ ليس بأخ لعائشة من أمها، عَلَى ما نذكره في اسمه إن شاء اللَّه تعالى. والصحيح أَنَّهُ أخو عائشة وعبد الرحمن، عَلَى ما ذكرناه في اسمهما، والله أعلم.
2611- طفيل بن عمرو
(ب د ع) طفيل بْن عمرو بْن طريف بن العاص بْن ثعلبة بْن سليم بْن فهم بْن غنم بْن دوس بْن عدثان [2] بْن عَبْد اللَّهِ بْن زهران بْن كعب بْن الحارث بْن كعب بْن عَبْد اللَّه بْن نصر ابن الأزد، الأزدي الدوسي، يلقب ذا النور [3] .
أَخْبَرَنَا أبو موسى كتابة، أخبرنا أبو علي، أخبرنا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا حَبِيبُ بْنُ الْحَسَنِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّد يَحْيَى، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَيُّوبَ، عَنْ إِبْرَاهِيم بْن سَعْدٍ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاق، قَالَ: كَانَ الطُّفَيْلُ بْنُ عَمْرٍو الدَّوْسِيُّ يُحَدِّثُ أَنَّهُ قَدِمَ مَكَّةَ وَرَسُولُ اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بها، فمشى إليه
__________
[1] عن سند أحمد: 5/ 72.
[2] في المطبوعة: عدنان، وينظر المشتبه: 449.
[3] في المطبوعة: ذا النون والمثبت عن المخطوطة الإصابة والاستيعاب.

(2/460)


رِجَالٌ مِنْ قُرَيْشٍ، وَكَانَ الطُّفَيْلُ شَرِيفًا شَاعِرًا لَبِيبًا، فَقَالُوا: يَا طُفَيْلُ، إِنَّكَ قَدِمْتَ بِلادَنَا، وَهَذَا الرَّجُلُ بَيْنَ أَظْهُرِنَا، قَدْ عَضَلَ [1] بِنَا وَفَرَّقَ جَمَاعَتَنَا، وَإِنَّمَا قَوْلُهُ كَالسِّحْرِ، يُفَرِّقُ بَيْنَ الرَّجُلِ وَبَيْنَ أَبِيهِ، وَبَيْنَ الرَّجُلِ وَبَيْنِ أَخِيهِ، وَبَيْنَهُ وَبَيْنَ زَوْجِهِ، وَإِنَّمَا نَخْشَى عَلَيْكَ وَعَلَى قَوْمِكَ، فَلا تُكَلِّمْهُ وَلا تَسْمَعْ مِنْهُ.
قَالَ: فو الله مَا زَالُوا بِي حَتَّى أَجْمَعْتُ أَنْ لا أَسْمَعَ مِنْهُ شَيْئًا وَلا أُكَلِّمَهُ، حَتَّى حَشَوْتُ أُذُنَيَّ كُرْسُفًا [2] ، فَرَقًا أَنْ يَبْلُغَنِي مِنْ قَوْلِهِ، وَأَنَا أُرِيدُ أَنْ لا أَسْمَعَهُ.
قَالَ: فَغَدَوْتُ إِلَى الْمَسْجِدِ فَإِذَا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَائِمٌ يُصَلِّي عِنْدَ الْكَعْبَةِ، قَالَ: فَقُمْتُ قَرِيبًا مِنْهُ، فَأَبَى اللَّهُ إِلا أَنْ يُسْمِعَنِي قَوْلَهُ، فَسَمِعْتُ كَلامًا حَسَنًا، قَالَ: فَقُلْتُ فِي نَفْسِي: وَاثَكْلَ أُمِّي! وَاللَّهِ إِنِّي لَرَجُلٌ شَاعِرٌ لَبِيبٌ مَا يَخْفَى عَلَيَّ الْحَسَنُ مِنَ الْقَبِيحِ، فَمَا يَمْنَعُنِي أَنْ أَسْمَعَ هَذَا الرَّجُلَ ما يقول! إن كان الّذي يأتى به حَسَنًا قَبِلْتُهُ، وَإِنْ كَانَ قَبِيحًا تَرَكْتُهُ.
قَالَ: فَمَكَثْتُ حَتَّى انْصَرَفَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى بَيْتِهِ، فَتَبِعْتُهُ، حَتَّى إِذَا دَخَلَ بَيْتَهُ دَخَلْتُ عَلَيْهِ، فَقُلْتُ: يا مُحَمَّدُ، إِنَّ قَوْمَكَ قَالُوا لِي كَذَا وَكَذَا، ثُمَّ إِنَّ اللَّهَ أَبَى إِلا أَنْ أَسْمَعَ قَوْلَكَ، فَسَمِعْتُ قَولًا حَسَنًا، فَأَعْرِضْ عَلَيَّ أَمْرَكَ.
قَالَ: فَعَرَضَ عَلَيَّ الإِسْلامَ، وَتَلا عَلَيَّ الْقُرْآنَ، قَالَ: فو الله مَا سَمِعْتُ قَوْلًا قَطُّ، أَحْسَنَ مِنْهُ، وَلا أَمْرًا أَعْدَلَ مِنْهُ، فَأَسْلَمْتُ، وَقُلْتُ: يَا رَسُول اللَّهِ، إِنِّي امْرُؤٌ مُطَاعٌ فِي قَوْمِي، وَأَنَا رَاجِعٌ إِلَيْهِمْ وَدَاعِيهِمْ إِلَى الإِسْلامِ، فَادْعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَ لِي آيَةً، تَكُونُ لِي عَوْنًا عَلَيْهِمْ فِيمَا أَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ. فَقَالَ:
اللَّهمّ، اجْعَلْ لَهُ آيَةً. قَالَ: فَخَرَجْتُ إِلَى قَوْمِي حَتَّى إِذَا كُنْتُ بِثَنِيَّةٍ تُطْلِعُنِي عَلَى الْحَاضِرِ [3] ، وَقَعَ نُورٌ بَيْنَ عَيْنَيَّ مِثْلُ الْمِصْبَاحِ، قَال: فَقُلْتُ: اللَّهمّ، فِي غَيْرِ وَجْهِي، فَإِنِّي أَخْشَى أَنْ يَظُنُّوا أَنَّهَا مُثْلَةً لِفِرَاقِي دِينَهِمْ.
فَتَحَوَّلَتْ فِي رَأْسِ سَوْطِي، فَجَعَلَ الْحَاضِرُ يَتَرَاءُونَ ذَلِكَ النُّورَ فِي سَوْطِي كَالْقِنْدِيلِ الْمُعَلَّقِ، وَأَنَا أَهْبِطُ إِلَيْهِمْ مِنَ الثَّنِيَّةِ، فَلَمَّا نَزَلْتُ أَتَانِي أَبِي، وَكَانَ شَيْخًا كَبِيرًا، فَقُلْتُ: إِلَيْكَ عَنِّي أَبَهْ، فَلَسْتُ مِنْكَ وَلَسْتَ مِنِّي. قَالَ: وَلِمَ، أَيْ بُنَيَّ؟ قُلْتُ: إِنِّي أَسْلَمْتُ. قَالَ: أَيْ بُنَيَّ، فَدِينِي
__________
[1] يقال: عضل بى الأمر وأعضل بى: اشتد وغلظ. وفي سيرة ابن هشام 1/ 382: أعضل بنا.
[2] الكرسف: القطن.
[3] في الاستيعاب 760: فخرجت حتى أشرفت على ثنية أهلي التي تهبطنى على حاضر دوس.

(2/461)


دِينُكَ، فَأَسْلَمَ. ثُمَّ أَتَتْنِي صَاحِبَتِي، فَقُلْتُ لَهَا مِثْلَ ذَلِكَ، فَأَسْلَمْتُ، وَقَالَتْ: أَيَخَافُ عَلَيَّ مِنْ ذِي الشَّرَى [1] ؟ - صَنَمٍ لَهُمْ- فَقُلْتُ: لا، أَنَا ضَامِنٌ لِذَلِكَ.
ثُمَّ دَعَوْتُ دَوْسًا فَأَبْطَئُوا عَنِ الإِسْلامِ، فَرَجَعْتُ إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَكَّةَ، فَقُلْتُ: يا رَسُول اللَّهِ، إنه قد غلبني عَلَى دَوْسٍ الزِّنَا، فَادْعُ اللَّهَ عَلَيْهِمْ. فَقَالَ: اللَّهمّ اهْدِ دَوْسًا، ارْجِعْ إِلَى قَوْمِكَ فَادْعُهُمْ وَارْفُقْ بِهِمْ. قَالَ: فَرَجَعْتُ، فَلَمْ أَزَلْ بِأَرْضِ قَوْمِي دَوْسٍ أَدْعُوهُمْ إِلَى الإِسْلامِ حَتَّى هَاجَرَ [2] النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى المدينة، وَقَضَى بَدْرًا وَأُحُدًا وَالْخَنْدَقَ، ثُمَّ قَدِمْتُ عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَنْ أَسْلَمَ مَعِي مِنْ قَوْمِي، وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِخَيْبَرَ، حَتَّى نَزَلْتُ الْمَدِينَةَ بِسَبْعِينَ أَوْ بِثَمَانِينَ بَيْتًا مِنْ دَوْسٍ، ثُمَّ لَحِقْنَا بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِخَيْبَرَ، فَأَسْهَمَ لَنَا مَعَ الْمُسْلِمِينَ.
ثُمَّ لَمْ أَزَلْ مَعَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى فَتَحَ اللَّهُ، عَزَّ وَجَلَّ، عَلَيْهِ مَكَّةَ، فَقُلْتُ: يَا رَسُول اللَّهِ، ابْعَثْنِي إِلَى ذي الكفّين- صنم عمرو ابن حُمَمَةَ- حَتَّى أُحَرِّقَهُ.
فَخَرَجَ إِلَيْهِ طُفَيْلٌ يَقُولُ وَهُوَ يُحَرِّقُهُ، وَكَانَ مِنْ خَشَبٍ [3] .
يَا ذَا الْكَفَّيْنِ [4] لَسْتُ مِنْ عِبَادِكَا ... مِيلادُنَا أَقْدَمُ مِنْ مِيلادِكَا!
إِنِّي حَشَوْتُ النَّارَ فِي فُؤَادِكَا
ثُمَّ رَجَعَ طُفَيْلٌ إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَكَانَ مَعَهُ بِالْمَدِينَةِ، حَتَّى قَبَضَ اللَّهِ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فلما ارتدت العرب خرج مع المسلمين مجاهدًا أهل الردة حتى فرغوا من نجد، وسار مع المسلمين إِلَى اليمامة، فقال لأصحابه: إني رأيت رؤيا فاعبروها، إني رأيت رأسي حلق، وأنه خرج من فمي طائر، وأنه لقيتني امرأة فأدخلتني في فرجها، وأرى ابني عمرًا يطلبني طلبًا حثيثًا، ثم رأيته حبس عني، قَالُوا: خيرًا، قال: أما أنا فقد أولتها، أما حلق رأسي فقطعه، وأما الطائر فروحي، وأما المرأة التي أدخلتني في فرجها فالأرض تحفر لي، فأغيب فيها، وأما طلب ابني لي ثم حبسه عني فإني أراه سيجهد أن يصيبه ما أصابني، فقتل الطفيل باليمامة شهيدا،
__________
[1] في سيرة ابن هشام 1/ 384: «أتخشى على الصبية من ذي الشري شيئا؟» .
[2] في المطبوعة: حتى هاجروا إلى النبي. وفي سيرة ابن هشام كما في أصلنا.
[3] الرجز في كتاب الأصنام للكلبي: 37، وسيرة ابن هشام: 1/ 385.
[4] قال السهيليّ في الروض 1/ 235، «أراد للكفين، بالتشديد، فخفف للضرورة» .

(2/462)


وجرح ابنه عمرو بْن الطفيل ثم عوفي، وقتل عام اليرموك في خلافة عمر بْن الخطاب، رضي اللَّه عنهم، شهيدًا.
أخرجه الثلاثة.
2612- طفيل بن مالك بن حنساء
(ب د ع) طفيل بْن مالك بْن خنساء. شهد بدرًا، له ذكر، ولا نعرف له رواية، قال أَبُو نعيم بِإِسْنَادِهِ عَنْ موسى بْن عقبة، عَنِ ابن شهاب، في تسمية من شهد بدرا من الأنصار، من الخزرج: الطفيل بْن مالك بْن خنساء.
وأَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَر عبيد اللَّه بْن أحمد بن علي بإسناده إلى يونس بن بكير، عَنِ ابن إِسْحَاق، في تسمية من شهد بدرا، من الأنصار، ومن بني عُبَيْد بْن عدي بْن غنم بْن كعب، ثم من بني خنساء بْن سنان بْن عبيد: ... والطفيل بْن مالك بْن خنساء [1] .
وقال أَبُو عمر: الطفيل بْن مالك بْن النعمان بْن خنساء، وقيل: طفيل بْن النعمان بْن خنساء الأنصاري السلمي. من بني سلمة، شهد العقبة وبدرًا وأحدًا، وجرح بأحد ثلاث عشرة جراحة ولم يمت منها، وقتل يَوْم الخندق شهيدًا، قتله وحشي بْن حرب، وذكر موسى بْن عقبة في البدريين: طفيل بْن النعمان بْن خنساء، وطفيل بْن مالك بْن خنساء، رجلين.
وكلام أَبِي عمر يدل عَلَى أَنَّهُ ظنهما واحدًا، ويرد الكلام عليه في: طفيل بْن النعمان، إن شاء الله تعالى.
أخرجه الثلاثة
2613- طفيل بن مالك
(ب) طفيل بْن مالك. مدني. قال: طاف النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وبين يديه أَبُو بكر، رضي اللَّه عنه، وهو يرتجز بأبيات أَبِي أحمد بْن جحش المكفوف:
حبذا مكة من وادي ... بها أهلي وأولادي
بها أمشي بلا هادي
الأبيات بتمامها. روى عنه عامر بْن عَبْد اللَّهِ بْن الزبير.
أخرجه أبو عمر.
__________
[1] سيرة ابن هشام: 1/ 697.

(2/463)


2614- طفيل بن النعمان
(د ع) طفيل بْن النعمان بْن خنساء بْن سنان بْن عُبَيْد بْن عدي بْن غنم بْن كعب بْن سلمة الأنصاري الخزرجي السلمي، عقبي بدري، استشهد يَوْم الخندق، قال عروة، في تسمية عن شهد العقبة، من بني سلمة: طفيل بْن النعمان بْن خنساء، وقد شهد بدرًا.
وقال موسى بْن عقبة وابن إِسْحَاق، في تسمية من شهد بدرا من الأنصار، من الخزرج، ثم من بني عُبَيْد بْن عدي بْن غنم بْن كعب بْن سلمة، ثم من بني خنساء بْن سنان بْن عبيد:
الطفيل بْن النعمان بْن خنساء [1] .
أخرجه ابن منده وأبو نعيم.
قلت: لم يخرجه أَبُو عمر لأنه غلط في نسبه أولا في ترجمة طفيل بْن مالك بْن خنساء، فقال: طفيل بْن مالك بْن النعمان، قال: وقيل: طفيل بْن النعمان، ورأى النسب واحدًا في الترجمتين، فظنهما واحدًا، وأن بعضهم نسبه إلى أبى مالك، وبعضهم نسبه إِلَى جده النعمان، وليس للنعمان صحة في النسب الأول، وهما ابنا عم، وقد ذكرهما موسى بْن عقبة وابن إِسْحَاق، وكفى بهما، فيمن شهد بدرًا أحدهما بعد الآخر كما ذكرناه في هذه الترجمة، وفي ترجمة طفيل بْن مالك، وقد ذكرهما هشام بْن الكلبي اثنين أيضًا مثل ابن إِسْحَاق وموسى، والله أعلم.
باب الطاء واللام
2615- طلحة الأنصاري
(ع س) طلحة الأنصاري. روى أَبُو المنذر إِسْمَاعِيل بْن مُحَمَّدِ بْنِ طلحة الأنصاري، عَنْ أبيه، عَنْ جده، قال: قال رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إن أسعد العجم بالإسلام أهل فارس، وأشقى العرب به هذا الحي من بهز وتغلب» . أخرجه أَبُو نعيم، وأبو موسى.
2616- طلحة بن البراء
(ب د ع) طلحة بْن البراء بْن عمير بْن وبرة بن ثعلبة بْن غنم بْن سري بْن سلمة بْن أنيف، البلوي الأنصاري، حليف لبني عمرو بْن عوف من الأنصار.
ولما قدم رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى المدينة لقيه طلحة، وجعل يلصق برسول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ويقبّل
__________
[1] سيرة ابن هشام: 1/ 697.

(2/464)


قدمه [1] وهو غلام حدث، وقال: يا رَسُول اللَّهِ، مرني بما شئت لا أعصى لك أمرًا. فضحك رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، «وقال: «اذهب فاقتل أباك. فخرج موليًا ليفعل، فقال له النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إني لم أبعث بقطيعة الرحم» . أَخْبَرَنَا أبو أحمد عبد الوهاب بن علي الأَمِينُ بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَبِي دَاوُدَ سُلَيْمَانَ بْنِ الأشعث، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ مُطَرِّفٍ الرُّؤَاسِيُّ أَبُو سُفْيَانَ، وَأَحْمَدُ بْنُ جَنَابٍ قَالا: حَدَّثَنَا عِيسَى هُوَ ابْنُ يُونُسَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عُثْمَانَ الْبَلَوِيِّ، عَنْ عَزْرَةَ [2] ، وَقَالَ عَبْدُ الرَّحِيمِ: عُرْوَةَ بْنِ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الْحُصَيْنِ بْن وَحْوَحٍ: أَنَّ طَلْحَةَ بْنَ الْبَرَاءِ مَرِضَ، فَعَادَهُ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا انْصَرَفَ قَالَ لأَهْلِه: إِنِّي أَرَى طَلْحَةَ قَدْ حَدَثَ فِيهِ الْمَوْتُ، فَإِذَا مَاتَ فَآذِنُونِي حَتَّى أُصَلِّيَ عَلَيْهِ، وَعَجِّلُوا، فَإِنَّهُ لا يَنْبَغِي لِجَيْفَةِ مُسْلِمٍ أَنْ تُحْبَسَ بَيْنَ ظَهْرَانَيْ أَهْلِهِ [3] .
وروى أَنَّهُ توفي ليلًا، فقال: ادفنوني وألحقوني بربي، ولا تدعوا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فإني أخاف عليه اليهود أن يصاب في سببي، فأخبر رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حين أصبح، فجاء حتى وقف عَلَى قبره، وصف الناس معه، ثم رفع يديه وقال: «اللَّهمّ، الق طلحة وأنت تضحك إليه، وهو يضحك إليك» .
وقد روي عَنْ طلحة بْن البراء، أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دعا له. أخرجه الثلاثة.
سري: بضم السين، وفتح الراء وتشديد الياء.
2617- طلحة بن أبى حدرد
(ب د ع) طلحة بْن أَبِي حدرد الأسلمي. وقد ذكر نسبه عند ذكر أبيه، واسمه سلامة.
روى معتمر بْن سليمان وشبيب، عَنْ ليث بْن أَبِي سليم، عَنْ عَبْد الْمَلِكِ بْن أَبِي حدرد، عَنْ أخ له، يقال له: طلحة، قال: أتيت النَّبِيّ صَلَّى الله عليه وسلم فذكرت له أني مررت بنفر من اليهود، فقالوا: ما شاء اللَّه.
أخرجه الثلاثة، قال أَبُو عمر: حديثه عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أن من أشراط الساعة أن يروا الهلال، يقولون: هو ابن ليلتين. وهو ابن ليلة. ولم يذكر الحديث الأول، وقد تقدم معناه في طفيل ابن عبد الله بن سخبرة.
__________
[1] في المطبوعة: يديه.
[2] في المطبوعة: عروة. والمثبت عن الأصل وسنن أبى داود.
[3] سنن أبى داود، كتاب الجنائز، الحديث 3159: 3/ 200.

(2/465)


2618- طلحة بن خراش
(س) طلحة بْن خراش بْن الصمة. قال يحيى بْن معين: طلحة بْن خراش بْن الصمة من أصحاب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وقال ابن أَبِي حاتم الرازي: طلحة بن خراش بن عبد الرحمن بن خراش بْن الصمة، عَنْ جابر بْن عَبْد اللَّهِ، وعبد الملك بْن جابر بْن عتيك [1] .
أخرجه أَبُو موسى، وقال: لا أدري هما واحد أم اثنان؟ والله أعلم.
2619- طلحة بن داود
(ع س) طلحة بْن داود أَخْبَرَنَا أَبُو موسى إجازة، أخبرنا أبو علي، أخبرنا أبو نعيم، أخبرنا سلمان بْنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَنْبَسَةَ مَوْلَى طَلْحَةَ بْنِ دَاوُدَ: أَنَّهُ سَمِعَ طَلْحَةَ بْنَ دَاوُدَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: «نعم المرضعون أهل عمان» ، يَعْنِي الأَزْدَ. أخرجه أَبُو نعيم وَأَبُو موسى، وقال أَبُو موسى: أورده الطبراني وسعيد القرشي وغيرهما، وقال سَعِيد: ليست له صحبة، ورواه سَعِيد القرشي، عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن أحمد، عَنْ عباس بْن يَزِيدَ، عَنْ عبد الرزاق، فخالف فيه خلافًا بعيدًا، وقال: «نعم المرضعون أهل نعمان» . ونعمان واد بعرفات.
2620- طلحة الزرقيّ
(ع س) طلحة الزرقي، أَبُو عبيد، من أصحاب الشجرة.
روى عمرو بْن دينار، عَنْ عبيد بْن طلحة الزرقي، عَنْ أبيه، وكان من أصحاب الشجرة، قال: كان رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذا رَأَى الهلال قال: «اللَّهمّ أهله علينا بالأمن والإيمان، والسلامة والإسلام، ربي وربك اللَّه» . أخرجه أَبُو نعيم وَأَبُو موسى، وقال أَبُو نعيم: قيل: هو ابن أَبِي حدرد، وهذا القول فيه نظر، فإن ابن أَبِي حدرد أسلمي، وهذا زرقي من الأنصار، فلا يكونان واحدًا، والله أعلم.
__________
[1] عبد الملك بن جابر، تابعي، يروى عن جابر بن عبد الله (خلاصة التذهيب: 206) .

(2/466)


2621- طلحة بن زيد
(ب) طلحة بْن زيد الأنصاري. آخى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بينه وبين الأرقم بْن أَبِي الأرقم، أخرجه أَبُو عمر، قال: أظنه آخا خارجة بْن زيد بْن أبى زهير.
2622- طلحة السحيمى
(س) طلحة السحيمي. أورده أَبُو بكر بْن أَبِي عَليّ، وقال: ذكره علي بْن سَعِيد العسكري، روى يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنْ طلحة السحيمي، عَنْ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قال: «لا ينظر اللَّه تبارك وتعالى إِلَى صلاة عبد لا يقيم صلبه في ركوعه وسجوده» . أخرجه أَبُو موسى.
2623- طلحة بن سعيد
طلحة بْن سَعِيد بْن عمرو بْن مرة الجهني. صحب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قاله ابن الكلبي،
2624- طلحة أخو عبد الملك
(س) طلحة، أخو عَبْد الْمَلِكِ. ذكره سَعِيد القرشي، وروى عَنْ معتمر بْن سليمان، عَنْ ليث، عَنْ عَبْد الْمَلِكِ، عَنْ أخ له- يقال له: طلحة- قال: أتيت النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقلت:
إني مررت عَلَى ملأ من اليهود، فقلت: يا معشر اليهود، أيّ قوم أنتم لولا أنكم تقولون:
عزير ابن اللَّه! فقالوا: يا معشر العرب، أي قوم أنتم لولا أنكم تقولون: ما شاء اللَّه وشاء مُحَمَّد! فقال النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «صدقوا، قد نهيتكم فلا تفعلوا» .
أخرجه أَبُو موسى وقال: هذا خطأ، وَإِنما هو عَبْد الْمَلِكِ بْن عمير، عَنْ ربعي، عن الطفيل ابن عَبْد اللَّهِ بْن سخبرة [1] ، وقد تقدم. قلت: ليس عَلَى ابن منده فيه استدراك، فأنه قد أخرج هذا الحديث في ترجمة طلحة بن أبى حدرد، وقد تقدم.
2625- طلحة بن عبيد الله القرشي التيمي
(ب د ع) طلحة بْن عبيد اللَّه بْن عثمان بْن عَمْرو بْن كعب بْن سعد بْن تيم بْن مرة بْن كعب بْن لؤي بْن غالب بْن فهر بْن مالك بْن النضر بْن كنانة، أَبُو مُحَمَّد، القرشي التيمي، وأمه الصعبة بنت عَبْد اللَّهِ بْن [2] مالك الحضرمية، يعرف بطلحة الخير، وطلحة الفيّاض.
__________
[1] الحديث رواه أحمد في مسندة: 5/ 73 عن الطفيل.
[2] في الاستيعاب 764: عبد الله بن عماد بن مالك، ومثله في كتاب نسب قريش: 280، وطبقات ابن سعد 3/ 1/ 152.

(2/467)


وهو من السابقين الأولين إِلَى الإسلام، دعاه أَبُو بكر الصديق إِلَى الإسلام، فأخذه ودخل به عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فلما أسلم هو وَأَبُو بكر. أخذهما نوفل بْن خويلد بْن العدوية فشدهما في حبل واحد، ولم يمنعهما بنو تيم، وكان نوفل أشد قريش، فلذلك كان أَبُو بكر وطلحة يسميان القرينين، وقيل: إن الذي قرنهما عثمان بْن عبيد اللَّه أخو طلحة، فشدهما ليمنعهما عَنِ الصلاة، وعن دينهما، فلم يجيباه، فلم يرعهما إلا وهما مطلقان يصليان.
ولما أسلم طلحة والزبير آخى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بينهما بمكة قبل الهجرة، فلما هاجر المسلمون إِلَى المدينة آخى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بين طلحة وبين أَبِي أيوب الأنصاري.
وهو أحد العشرة المشهود لهم بالجنة، وأحد أصحاب الشورى، ولم يشهد بدرًا لانه كان بالشام، فقدم بعد رجوع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من بدر، فكلم رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في سهمه، فقال: لك سهمك، قال: وأجرى؟ قال: وأجرك، فقيل: كان في الشام تاجرًا، وقيل: بل أرسله رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ومعه سَعِيد بْن زيد إِلَى طريق الشام يتجسسان الأخبار، ثم رجعا إِلَى المدينة، وهذا أصح، ولولا ذلك لم يطلب سهمه وأجره.
وشهد أحدًا وما بعدها من المشاهد، وبايع بيعة الرضوان، وأبلى يَوْم أحد بلاء عظيمًا، ووقى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بنفسه، واتقى عنه النبل بيده، حتى شلت إصبعه، وضرب عَلَى رأسه، وحمل رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى ظهره حتى صعد الصخرة.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَرَجِ بْنُ أَبِي الرَّجَاءِ الأَصْبَهَانِيُّ، إِجَازَةً، بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي عاصم، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَيُّوبَ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ عِيسَى بْنِ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، أَخْبَرَنِي أَبِي، عَنْ جَدِّي، عَنْ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ، عَنْ أَبِيهِ طَلْحَةَ، قَالَ: سَمَّانِي رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ أُحُدٍ طَلْحَةَ الْخَيْرِ، وَيَوْمَ الْعُسْرَةِ طَلْحَةَ الْفَيَّاضِ، وَيَوْمَ حُنَيْنٍ طَلْحَةَ الْجُودِ.
أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مِهْرَانَ الشَّافِعِيُّ وَغَيْرُ وَاحِدٍ، بِإِسْنَادِهِمْ إِلَى أَبِي عِيسَى مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ يحيى بْن عَبَّادِ بْن عَبْد اللَّهِ بن الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ عَبْد اللَّهِ بْن الزُّبَيْرِ، عَنْ الزُّبَيْرِ، قَالَ: كَانَ عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ أُحُدٍ دِرْعَانِ، فَنَهَضَ إِلَى الصَّخْرَةِ فَلَمْ يَسْتَطِعْ، فَأَقْعَدَ تَحْتَهُ طَلْحَةَ فَصَعِدَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى اسْتَوَى عَلَى الصَّخْرَةِ، قَالَ: فَسَمِعْتُ رَسُول اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلم يقول: «أوجب طلحة» [1] .
__________
[1] تحفة الأحوذي، كتاب الجهاد: 5/ 340، 341. وكتاب المناقب: 10/ 241.

(2/468)


قَالَ: وَحَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنُ مَنْصُورٍ الْعَنَزِيُّ اسْمُهُ النَّضْرُ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَلْقَمَةَ الْيَشْكُرِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ يَقُولُ: سَمِعَتْ أُذَنَيَّ رَسُول اللَّهِ يَقُولُ: «طَلْحَةُ وَالزُّبَيْرُ جَارَايَ فِي الْجَنَّةِ [1] » . أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مِسْمَارُ [2] بْن عُمَرَ بْن الْعُوَيْسِ النِّيَارُ [3] أَخْبَرَنَا أَبُو العباس أحمد بْن أَبِي غالب ابن الطلاية، أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِم عَبْدُ الْعَزِيزِ بْن عَلِيِّ بْنِ أحمد بْن الحسين الأنماطي، أَخْبَرَنَا أَبُو طاهر المخلص، حَدَّثَنَا عَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّد البغوي، حَدَّثَنَا داود بْن رشيد، حدثنا مكي بْن إِبْرَاهِيم، حدثنا الصلت بْن دينار، عَنْ أَبِي نضرة، عَنْ جابر بْن عَبْد اللَّهِ، قَالَ: قَالَ رسول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «من أراد أن ينظر إِلَى شهيد يمشي عَلَى رجليه، فلينظر إِلَى طلحة بْن عبيد اللَّه» . أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَضْلِ الْمَنْصُورُ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الطَّبَرِيُّ بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَبِي يعلى، عَنْ أَبِي كريب، حدثنا يونس بْن بكير، عَنْ طلحة بْن يحيى، عَنْ موسى وعيسى ابني طلحة، عَنْ أبيهما: أن أصحاب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالُوا لأعرابي جاء يسأله عمن قضى نحبه من هو؟ قال:
فسأله الأعرابي، فأعرض عنه، ثم سأله فأعرض عنه، ثم سأله فأعرض عنه، ثم إني طلعت من باب المسجد، وعلي ثياب خضر، فلما رآني رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «أين السائل عمن قضى نحبه؟ قال الأعرابي: أنا يا رَسُول اللَّهِ. قال: هذا ممن قضى نحبه» .
وقتل طلحة يَوْم الجمل، وكان شهد ذلك اليوم محاربًا لعلي بْن أَبِي طالب رضي اللَّه عنهما، فزعم بعض أهل العلم أن عليًا دعاه، فذكره أشياء من سوابقه، عَلَى ما قال للزبير، فرجع عَنْ قتاله، واعتزل في بعض الصفوف، فرمي بسهم في رجله، وقيل: إن السهم أصاب ثغرة نحره، فمات، رماه مروان بْن الحكم.
روى عبد الرحمن بْن مهدي، عَنْ حماد بْن زيد، عَنْ يحيى بْن سَعِيد، قال: قال طلحة يَوْم الجمل:
ندمت ندامة الكسعي [4] لمّا ... شريت رضي بني جرم برغمي
اللَّهمّ خذ لعثمان منى حتى ترضى.
__________
[1] تحفة الأحوذي، كتاب المناقب: 1/ 42، 243.
[2] في المطبوعة: ممشار.
[3] في المطبوعة: البناء.
[4] الكسعي: رجل من كسع، حي من قيس عيلان، به يضرب المثل في الندامة، كان راميا، رمى بعد أن أسدف الليل عيرا فأصابه وظن أنه أخطأه، فكسر قوسه، وقيل: وقطع إصبعه، ثم ندم من الغد حين نظر إلى العير مقتولا وسهمه فيه فصار مثلا.

(2/469)


وإنما قال ذلك لأنه كان شديدًا عَلَى عثمان رضي اللَّه عنه.
وقال علي لما بلغه مسير طلحة والزبير وعائشة: «منيت بأربعة: أدهى الناس وأسخاهم طلحة، وأشجع الناس الزبير، وأطوع الناس في الناس عائشة، وأكثر الناس غنى يعلى بْن منية، والله ما أنكروا علي شيئًا، ولا استأثرت بمال، ولا ملت بهوى، وَإِنهم يطلبون حقًا تركوه، ودمًا سفكوه، ولقد ولوه دوني، وَإِن كنت شريكهم في الإنكار لما أنكروه، وما تبعه عثمان إلا عندهم، بايعوني ونكثوا بيعتي وما استأنوا [1] في حتى يعرفوا جوري من عدلي، وَإِني لراض بحجة اللَّه عليهم وعلمه فيهم، وَإِني مع هذا لداعيهم ومعذر إليهم، فإن قبلوه فالتوبة مقبولة، والحق أولى ما انصرف إليه، وإن أبو أعطيتهم حد السيف، وكفى به شافيًا من باطل وناصرًا» . وروي عَنْ علي أَنَّهُ قال: إني لأرجو أن أكون أنا وطلحة وعثمان والزبير ممن قال اللَّه فيهم:
وَنَزَعْنا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْواناً عَلى سُرُرٍ مُتَقابِلِينَ [2] 15: 47. وكان سبب قتل طلحة أن مروان بْن الحكم رماه بسهم في ركبته، فجعلوا إذا أمسكوا فم الجرح انتفخت رجله، وإذا تركوه جرى، فقال: دعوه فإنما هو سهم أرسله اللَّه تعالى، فمات منه. وقال مروان: لا أطلب بثأري بعد اليوم، والتفت إِلَى أبان بْن عثمان، فقال: قد كفيتك بعض قتلة أبيك.
ودفن إِلَى جانب الكلأ.
وكانت وقعة الجمل لعشر خلون من جمادى الآخرة سنة ست وثلاثين، وكان عمره ستين سنة، وقيل: اثنتان وستون سنة، وقيل: أربع وستون سنة.
وكان آدم حسن الوجه كثير الشعر، ليس بالجعد القطط. ولا بالسبط [3] ، وكان لا يغير شيبه، وقيل: كان أبيض يضرب إِلَى الحمرة، مربوعًا، إِلَى القصر أقٌرب، رحب الصدر، عريض المنكبين، إذا التفت التفت جميعًا، ضخم القدمين.
قال الشعبي: لما قتل طلحة ورآه علي مقتولًا جعل يمسح التراب عَنْ وجهه، وقال عزيز علي، أبا مُحَمَّد، أن أراك مجدلًا تحت نجوم السماء ثم قال: إِلَى اللَّه أشكو عجري وبجرى [4] ، وترحم
__________
[1] في المطبوعة: استبانوا.
[2] الحجر: 47.
[3] السبط من الشعر. المنبسط المسترسل، والقطط: الشديد الجعودة، أي كان شعره وسطا بينهما، وكذا وصف به شعر النبي صلّى الله عليه وسلّم.
[4] أي: همومي وأحزانى.

(2/470)


عليه، وقال: ليتني مت قبل هذا اليوم بعشرين سنة، وبكى هو وأصحابه عليه، وسمع على رجلًا ينشد:
فتى كان يدنيه الغنى من صديقه ... إذا ما هو استغنى ويبعده الفقر [1]
فقال: ذاك أَبُو مُحَمَّد طلحة بْن عبيد اللَّه، رحمه اللَّه. وقال سفيان بْن عيينة: كانت غلة طلحة كل يَوْم ألفًا وافيًا، قال الواقدي: والوافي وزنه وزن الدينار [وعلى ذلك] [2] وزن دراهم فارس التي تعرف بالبغلية.
وروى حماد بْن سلمة عَنْ علي بْن زيد، عَنْ أبيه: أن رجلًا رَأَى في منامه أن طلحة بْن عبيد اللَّه قال: حولوني عَنْ قبري فقد آذاني الماء، ثم رآه أيضًا حتى رآه ثلاث ليال، فأتى ابن عباس فأخبره، فنظروا فإذا شقه الذي يلي الأرض قد اخضر من نز الماء، فحولوه، فكأني أنظر إِلَى الكافور في عينيه لم يتغير إلا عقيصته [3] فإنها مالت عَنْ موضعها، فاشتروا له دارًا من دور أَبِي بكرة بعشرة آلاف درهم، فدفنوه فيها.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ القاهر، أَخْبَرَنَا أَبُو الْخَطَّابِ بْنُ الْبَطِرِ [4] ، إِجَازَةً إِنْ لم يكن سماعًا، حدثنا مُحَمَّد بْن أحمد بْن رزق، حدثنا مكرم بْن أحمد القاضي، حدثنا سعيد بن محمد أبو عثمان الأبخذانى، حدثنا إِبْرَاهِيم بْن الفضل بْن أَبِي سويد، حدثنا حماد بن سلمة، حدثنا على ابن زيد، عَنْ سَعِيدِ بْنِ المسيب: أن رجلًا كان يقع في علي وطلحة والزبير، فجعل سعد بْن مالك ينهاه، ويقول: لا تقع في إخواني، فأبى، فقام سعد فصلى ركعتين، ثم قال: اللَّهمّ إن كان مسخطًا لك فيما يقول فأرني فيه آفة، واجعله للناس آية، فخرج الرجل فإذا هو ببختي [5] يشق الناس، فأخذه بالبلاط، فوضعه بين كركرته والبلاط، فسحقه حتى قتله، فأنا رأيت الناس يتبعون سعدًا ويقولون: هنيئًا لك أبا إِسْحَاق، أجيبت دعوتك.
أخرجه الثلاثة.
__________
[1] ينسب البيت للأبيرد الرياحي، ينظر الكامل للمبرد: 185.
[2] عن الاستيعاب: 77، ومكانه في المطبوعة: هي.
[3] العقيصة: الشعر المضفور.
[4] في المطبوعة: النضر.
[5] البختي جمل خراسانى طويل العنق. والكركرة: رحى زور البعير والناقة، الّذي إذا برك أصاب الأرض، وهي ناتئة عن جسمه كالقرصة.

(2/471)


2626- طلحة بن عبيد الله
(س) طلحة بْن عبيد اللَّه بْن مسافع بْن عياض بْن صخر بْن عَامِر بْن كعب بْن سعد بن تيم ابن مرة بْن كعب بْن لؤي.
سمي طلحة الخير أيضًا كما سمي طلحة بْن عبيد اللَّه، الذي من العشرة، وأشكل عَلَى الناس، وقيل: إنه الذي نزل في أمره: وَما كانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْواجَهُ من بَعْدِهِ أَبَداً 33: 53 [1] وذلك أَنَّهُ قال: لئن مات رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لأتزوجن عائشة. فغلط لذلك جماعة من أهل التفسير، فظنوا أَنَّهُ طلحة بْن عبيد اللَّه الذي من العشرة، لما رأوه طلحه بْن عبيد اللَّه التيمي القرشي، وهو صحابي.
أخرجه أَبُو موسى، ونقل هذا القول عن ابن شاهين.
2627- طلحة بن عتبة
(ب س) طلحة بْن عتبة الأنصاري الأوسي، ثم من بني جحجبي شهد أحدًا وقتل يَوْم اليمامة شهيدًا.
أَخْرَجَهُ أَبُو عُمَر وأبو موسى، وذكره موسى بْن عقبة: طليحة مصغرًا.
2628- طلحة أبو عقيل
(ب د ع) طلحة أَبُو عقيل السلمي. قيل: إن له صحبة.
روى ابن شوذب عَنْ عقيل بْن طلحة، قال: وكان لطلحة صحبة، وروى أَبُو الْوَلِيد الطيالسي، عَنْ سَلامُ بْنُ مِسْكِينٍ، عَنْ عَقِيلِ بْنِ طَلْحَةَ، وكان لأبيه صحبه.
أخرجه الثلاثة.
2629- طلحة بن عمرو
(ب د ع) طلحة بْن عمرو النصري وقال أَبُو أحمد العسكري: طلحة بْن مالك الليثي، ويقال. طلحة بْن عَبْد اللَّهِ، ويقال: طلحة بْن عمرو النصري، أحد بني ليث، وكان من أصحاب الصفة.
أَخْبَرَنَا أَبُو ياسر بن هبة الله الدقاق بإسناده، عن عبد الله بن أحمد، قال: حدثني أبي، حدثنا عبد الصمد بْن عبد الوارث، حدثنا أَبِي، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ [أبي] [2] حرب بْن أَبِي الأسود: أن طلحة حدثه، وكان من أصحاب رسول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قال: أتيت المدينة، وليس لي بها
__________
[1] الأحزاب: 53.
[2] عن مسند أحمد 3/ 487، والجرح: 4/ 2/ 358.

(2/472)


معرفة، فنزلت في الصفة مع رجل، وكان بيني وبينه كل يَوْم مد من تمر، فصلى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذات يَوْم، فلما انصرف قال رجل من أصحاب الصفة: يا رَسُول اللَّهِ، أحرق بطوننا التمر وتخرقت عنا الخنف [1] . فصعد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المنبر، فخطب، ثم قال: «لو وجدت خبزًا أو لحمًا لأطعمتكموه، أما إنكم توشكون- تدركون أو [2] من أدرك ذلك منكم- أن يراح عليكم بالجفان، وتلبسون مثل أستار الكعبة، وقال: لقد مكثت أنا وصاحبي ثمانية عشر يوما وليلة، وما لنا طعام إلا البرير [3] ، حتى جئنا إِلَى إخواننا من الأنصار فواسونا، وكان خير ما أصبنا هذا التمر» .
وكانت الكعبة تستر بثياب بيض، تحمل من اليمن.
رواه ابن فضيل، وزكريا بْن أَبِي زائدة، ومسلمة بْن علقمة، عَنْ داود. أخرجه الثلاثة.
النصري: بالنون.
2630- طلحة بن مالك
(ب د ع) طلحة بْن مالك الخزاعي. مولى أم الحرير [4] ، نزل البصرة.
أَخْبَرَنَا يحيى بن محمود إذنا بِإِسْنَادِهِ إِلَى ابْنِ أَبِي عَاصِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا سليمان بْن حرب، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي رزين، قال: حدثتني أمي، قالت: كانت أم الحرير [4] إذا مات رجل من العرب اشتد عليها ذلك، فقيل لها: يا أم الحرير، إنا نراك إذا مات رجل من العرب اشتد عليك ذلك. قالت: سمعت مولاي، هو طلحة بْن مالك، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم:
«من اقتراب الساعة هلاك العرب» . أخرجه الثلاثة.
2631- طلحة بن معاوية
(ب د ع) طلحة بْن معاوية بْن جاهمة السلمي. روى عنه ابنه مُحَمَّد أَنَّهُ قال: أتيت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، فقلت: يا رَسُول اللَّهِ، إني أريد الجهاد معك في سبيل اللَّه، أبتغي بذلك وجه اللَّه والدار الآخرة، قال: «أحية أمك؟ قال: قلت: نعم. قال: الزمها، فثم الجنة» . أخرجه الثلاثة.
__________
[1] في الأصل والمطبوعة: وتخرقت عنه، والمثبت عن النهاية. والخنف: جمع خنيف، وهو نوع غليظ من أردأ الكتان، أراد ثيابا تعمل منه كانوا يلبسونها.
[2] في المسند: أما إنكم توشكون أن تدركوا، ومن أدرك ذلك منكم، أن يراح ...
[3] البرير: ثمر الأراك، والأراك، شجر له حمل كعناقيد العنب، ترعاه الماشية، ويستاك بفروعه.
[4] في المطبوعة: الجرير، بالجيم، وفي خلاصة التذهيب 428: أم الحرير، بالفتح، وضبطها عبد الغنى بالضم، مولاها طلحة بن مالك الخزاعي، وعنها ولدها» .

(2/473)


2632- طلحة بن نضيلة
(ب س) طلحة بْن نضيلة [1] . أورده أَبُو بَكْر بْن أَبِي عليّ، وروى بِإِسْنَادِهِ عَنْ الأوزاعي، عن أبي عُبَيْد حاجب سُلَيْمَان بن عبد الملك، عن القاسم بن مخيمرة عن طلحة بْن نضيلة قال: قيل لرسول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: سعر لنا يا رَسُول اللَّهِ، قال: «لا يسألني اللَّه عَنْ سنة أحدثتها فيكم لم يأمرني بها، ولكن سلوا اللَّه تعالى من فضله» .
وقد رواه أَبُو المغيرة، ومحمد بْن كثير، عَنِ الأوزاعي، وقالا: عَنِ ابن نضيلة، ولم يسمياه. وأورده ابن منده فيمن لم يسم من الصحابة.
أخرجه أبو عمر، وأبو موسى.
2633- طلحة
طلحة، غير منسوب، ذكره ابن إِسْحَاق فيمن قتل يَوْم خيبر [2] شهيدًا، هو وأوس بْن الفائد [3] ، وأنيف بْن حبيب، وثابت بْن وائلة، وطلحة [4]
2634- طلق بن على
(ب د ع) طلق بْن عَلِيِّ بْنِ طلق بْن عمرو، وقيل: طلق بْن قيس بن عمرو بن عبد الله بن عمرو بْن عَبْد العزي بْن سحيم بْن مرة بْن الدؤل بْن حنيفة، الربعي الحنفي السحيمي، وهو والد قيس بن طلق وكنيته أَبُو علي، وكان من الوفد الَّذِينَ قدموا عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلم من اليمامة فأسلموا، مخرج حديثه عَنْ أهل اليمامة.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ يَعِيشُ بْنُ صَدَقَةَ الْفَقِيهُ الشَّافِعِيُّ، بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَحْمَدَ بْنِ شُعَيْبٍ، قَالَ:
حدثنا هناد، عَنْ ملازم، عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن بدر، عَنْ قيس بْن طلق، عَنْ أبيه قال: خرجنا وفدًا إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فبايعناه، وصلينا معه، وأخبرناه أن بأرضنا بيعة، واستوهبناه من فضل طهوره، فدعا بماء فتوضأ وتمضمض، ثم صبه في إداوة، وأمرنا فقال: «إذا أتيتم أرضكم فاكسروا بيعتكم وانضحوها بهذا الماء، واتخذوها مسجدًا» . فقدمنا بلدنا فكسرنا بيعتنا، ثم نضحنا مكانها، فاتخذناها مسجدًا، ونادينا بالأذان، وراهبنا رجل من طيِّئ، فلما سمع الأذان قال: دعوة حق. ثم استقبل تلعة من تلاعنا، فلم نره بعد [5] .
__________
[1] كذا ضبط ابن حجر، ومثله في الاستيعاب: 771، وفي الأصل: فضيلة، بالفاء.
[2] في المطبوعة: حنين، وهو خطأ.
[3] في المطبوعة: العائذ، وقد تقدم في 1/ 174.
[4] سيرة ابن هشام 2/ 344.
[5] سنن النسائي، كتاب المساجد: 2/ 38، 39. وما ذكره ابن الأثير فيه بعض اختصار.

(2/474)


وأخبرنا إِسْمَاعِيل بْنُ عَلِيِّ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ وَغَيْرُهُ بإسنادهم إِلَى مُحَمَّد بْن عِيسَى الترمذي، حدثنا هناد، حدثنا ملازم بْن عمرو، عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن بدر، عَنْ قيس بْن طلق بْن علي الحنفي، عَنْ أبيه، عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قال: «وهل هو إلا مضغة [1] منه، أو بضعة منه [2] » . يعني الذكر.
وقد روى هذا الحديث أيوب بْن عتبة، ومحمد بْن جابر، عَنْ قيس بْن طلق، عَنْ أبيه.
وحديث ملازم عَنْ عَبْد اللَّهِ أصح وأحسن، وله عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أحاديث غير هذا.
أخرجه الثلاثة.
2635- طلق بن يزيد
(س) طلق بْن يَزِيدَ، وقيل: يزيد بْن طلق، وقيل غير ذلك. أورده سَعِيد القرشي وابن شاهين في هذه الترجمة.
أَخْبَرَنَا أَبُو موسى مُحَمَّدُ بْن أَبِي بَكْرِ بْن أَبِي عِيسَى الْمَدِينِيُّ كِتَابَةً، أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَدَّادُ، أَخْبَرَنَا أَبُو عمر عبد الوهاب بْن مُحَمَّدِ بْنِ مهرة المعلم، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْن أَحْمَدَ بْن أَيُّوبَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، حدثني أَبِي، حدثنا مُحَمَّد بْن جَعْفَر، حدثنا شعبة، عَنْ عاصم الأحول، عَنْ عِيسَى بْن حطان، عن مسلم بن سلام، عن طلق بْن يَزِيدَ، أو يزيد بْن طلق، عَنِ النبي صلى الله عليه وسلم، قال: «إن اللَّه تبارك وتعالى لا يستحيي من الحق، لا تأتوا النساء في استاههن» .
ورواه إِبْرَاهِيم، عَنْ عَبْد الْمَلِكِ بْن مسلم، عَنْ عِيسَى بْن حطان، عَنْ مسلم، عَنْ علي بْن طلق. وكذلك رواه عبد الرزاق، عَنْ معمر، عن عاصم. أخرجه أبو موسى.
2636- طليب بن أزهر
(ب) طليب بْن أزهر بْن عَبْد عوف بْن عَبْد بْن الحارث بْن زهرة بْن كلاب بْن مرة بْن كعب بْن لؤي، القرشي الزُّهْرِيّ.
أسلم قديمًا، وهاجر إِلَى الحبشة هو وأخوه المطلب، فماتا بها، وهما أخوا عبد الرحمن بن أزهر.
أخرجه أبو عمر.
__________
[1] المضغة القطعة من اللحم، قدر ما يمضغ، والبضعة مثلها.
[2] تحفة الأحوذي، كتاب الطهارة: 1/ 274. والحديث رواه أحمد في المسند عن طلق بن على: 4/ 22 من رواية عبد الله بن بدر، 4/ 23 من رواية محمد بن جابر.

(2/475)


2637- طليب بن عرفة
(ب) طليب بن عرفة بْن عَبْد اللَّهِ بْن ناشب. قدم عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فسمعه يقول:
اتق اللَّه في عسرك ويسرك» . لم يرو عنه غير ابنه كليب بْن طليب، وكليب ابنه مجهول، حديثه عند أَبِي قرة موسى بْن طارق، عَنِ المثنى بْن الصباح، عَنْ كليب، عَنْ أبيه.
أخرجه أبو عمر.
2638- طليب بن عمير
(ب د ع) طليب بْن عمير، وقيل: ابن عمرو بْن وهب بْن عبد بْن قصىّ بن كلاب ابن مرة، القرشي العبدي. أمه أروى بنت عبد المطلب، عمة النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يكنى أبا عدي من السابقين إِلَى الإسلام، أسلم ورسول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في دار الأرقم، وخرج إِلَى أمه فقال:
اتبعت محمدًا، فقالت: «إن أحق من وازرت ابن خالك، والله لو نقدر عَلَى ما يقدر عليه الرجال لمنعناه» . وهاجر إِلَى أرض الحبشة.
أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَر بْن السمين بِإِسْنَادِهِ إِلَى يونس بْن بكير، عَنِ ابن إِسْحَاق، في تسمية من هاجر إلى أرض الحبشة، قال: ومن بني عبد بْن قصي: طليب بْن عمير بْن وهب بْن أَبِي كثير بْن عبد بْن قصي [1] . ومثله قال موسى بْن عقبة، والزُّهْرِيّ.
وقال الواقدي [2] وابن إِسْحَاق: إنه شهد بدرًا.
وكان من خيار الصحابة.
وقال الزبير بْن بكار: كان طليب بْن عمير من المهاجرين الأولين، وشهد بدرًا، وقتل بأجنادين شهيدًا، وقيل: استشهد باليرموك، وليس له عقب، وانقرض ولد عبد بْن قصي، قاله الزبير، وآخر من بقي منهم لم يكن له من يرثه من بني عبد بْن قصي، فورثه عبد الصمد ابن عَلِيِّ بْنِ عَبْد اللَّهِ بْن العباس، وعبيد اللَّه بْن عروة بْن الزبير بالقعدد [3] إِلَى قصي، وهما سواء [4] .
قيل: إنه أول من أراق دمًا في الإسلام، وقيل: سعد بْن أبى وقاص.
أخرجه الثلاثة.
__________
[1] سيرة ابن هشام: 1/ 324.
[2] المغازي: 1/ 24.
[3] في المطبوعة: بالمتعدد. والقعدد: الأقرب إلى الأب الأكبر.
[4] ينظر كتاب نسب قريش: 257.

(2/476)


2639- طليحة بن خويلد
(ب س) طليحة بْن خويلد بْن نوفل بْن نضلة بْن الأشتر بن حجوان بْن فقعس بن طريف ابن عمرو بْن قعين [1] بْن الحارث بْن دودان بْن أسد بْن خزيمة بْن مدركة بْن إلياس بْن مضر، الأسدي الفقعسي.
كان من أشجع العرب وكان يعد بألف فارس، قال الواقدي: قدم وفد أسد بْن خزيمة عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وفيهم طليحة بْن خويلد سنة تسع ورسول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مع أصحابه، فسلموا وقالوا:
يا رَسُول اللَّهِ، جئناك نَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّه، وَأَنَّكَ عبده ورسوله، ولم تبعث إلينا، ونحن لمن وراءنا، فأنزل الله تعالى: يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا 49: 17 [2] الآية.
فلما رجعوا تنبأ طليحة في حياة النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فأرسل إليه النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ضرار بْن الأزور الأسدي ليقاتله فيمن أطاعه، ثم توفي رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فعظم أمر طليحة، وأطاعه الحليفان أسد وغطفان، وكان يزعم أنه يأتيه جبريل عليه السّلام بالوحي، فأرسل إليه أَبُو بكر رضي اللَّه عنه خالد بن ابن الْوَلِيد، فقاتله بنواحي سميراء وبزاخة [3] ، وكان خَالِد قد أرسل ثابت بن أقرم وعكّاشة ابن محصن، فقتل طليحة أحدهما، وقتل أخوه الآخر، وكان معه عيينة بْن حصن، فلما كان وقت القتال أتاه عيينة بْن حصن، فقال: هل أتاك جبريل؟ فقال: لا، فأعاد إليه مرتين، كل ذلك يقول: لا، فقال عيينة: لقد تركك أحوج ما كنت إليه! فقال طليحة: قاتلوا عَنْ أحسابكم، فأما دين فلا دين! ولما انهزم طليحة لحق بنواحي الشام، فأقام عند بني جفنة حتى توفي أَبُو بكر، ثم خرج محرمًا في خلافة عمر بْن الخطاب، فقال له عمر: أنت قاتل الرجلين الصالحين، يعني ثابت بْن أقرم وعكاشة؟ فقال طليحة أكرمهما اللَّه بيدي، ولم يهني بأيديهما، وَإِن الناس قد يتصالحون عَلَى الشنان، وأسلم طليحة إسلامًا صحيحًا، وله في قتال الفرس في القادسية بلاء حسن، وكتب عمر بْن الخطاب إِلَى النعمان بْن مقرن رضي اللَّه عنهما: أن استعن في حربك بطليحة وعمرو ابن معديكرب، واستشرهما في الحرب، ولا تولهما من الأمر شيئًا، فإن كل صانع أعلم بصناعته.
أخرجه أبو عمر وأبو موسى.
__________
[1] في المطبوعة:؟ عين. ينظر الجمهرة: 184، والقاموس.
[2] الحجرات: 7.
[3] سميراء: منزل بطريق مكة، وبزاخة: ماء لطيّئ، بأرض نجد.

(2/477)


2640- طليحة الديليّ
(ب) طليحة الديلي. قال أَبُو عمر: هو مذكور في الصحابة، لا أقف له عَلَى خبر.
أخرجه أَبُو عمر.
2641- طليحة بْن عتبة
طليحة بْن عتبة الأنصاري. قاله موسى بْن عقبة، وقال غيره: طلحة، وقد تقدم.
2642- طليق بن سفيان
(ب) طليق بْن سفيان بْن أمية بْن عبد شمس بْن عبد مناف، من المؤلفة هو وابنه حكيم بْن طليق.
أخرجه أَبُو عمر، وقال: لا أعرفه بغير ذلك.
باب الطاء والهاء والياء
2643- طهفة بن زهير
(ب) طهفة بْن زهير النهدي. وفد عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سنة تسع، حين وفد أكثر العرب.
روى ليث بْن أَبِي سليم، عَنْ حبة العرني، عَنْ حذيفة بْن اليمان، قال: لما اجتمعت وفود العرب إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قام طهفة بْن زهير النهدي، فقال: يا رَسُول اللَّهِ، أتيناك من غوري تهامة، بأكوار الميس، ترتمي بنا العيس، نستحلب الصبير ونستخلب الخبير، ونستحيل الجهام، من أرض غائلة النطا [1] ، غليظة الموطا، قد يبس المدهن، وجف الجعثن، وسقط الأملوج، ومات العسلوج، وهلك الهدي، ومات الودي، برئنا إليك يا رَسُول اللَّهِ من الوثن والعنن، وما يحدث الزمن، لنا دعوة السلام، وشريعة الإسلام، ما طما البحر وقام تعار، لنا نعم همل أغفال، ما تبض ببلال، ووقير كثير الرسل قليل الرسل، أصابتهما سنة حمراء، ليس لها علل ولا نهل.
فقال رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: اللَّهمّ بارك لهم في محضها ومخضها ومذقها، وابعث راعيها بالدثر ويانع الثمر، وافجر لهم الثمد [2] ، وبارك لهم في الولد، من أقام الصلاة كان مسلمًا، ومن أدى الزكاة كان محسنًا، ومن شهد أن لا إله إلا اللَّه كان مخلصًا، لكم- يا بني نهد- ودائع الشرك، لا تلطط، في الزكاة، ولا تغافل عَنِ الصلاة. أخرجه أبو عمر هاهنا، وأما ابن منده وَأَبُو نعيم فأخرجاه طهية بضم الطاء، وآخره ياء مشددة تحتها نقطتان، ويرد ذكره إن شاء الله تعالى.
__________
[1] يروى: غائلة المنطى، ينظر النهاية: نطا.
[2] الثمد: المال القليل، أي افجره حتى يصير كثيرا.

(2/478)


غريبة:
أكوار الميس: جمع كور بالضم، وهو رحل البعير، والميس: خشب صلب تعمل منه الأكوار.
نستحلب الصبير، الصبير: سحاب رقيق أبيض، ونستحلب: نستدر ونستمطر.
ونستخلب الخبير، الخبير: النبات والعشب، واستخلابه: احتشاشة بالمخلب وهو المنجل.
نستخيل الجهام، الجهام: هو السحاب الذي قد فرغ ماؤه، ونستخيل، أي: لا نتخيل في السحاب خالًا إلا المطر، وَإِن كان جهامًا، لحاجتنا إليه، وقيل: معناه لا ننظر [1] من السحاب في حال إلا الجهام، من قلة المطر.
غائلة النطا، الغائلة: التي تغول سالكها ببعدها، والنّطا [2] : البعد، وبلد نطيء: بعيد.
يبس المدهن، المدهن: نقرة في الجبل يجتمع فيها الماء.
والجعثن: أصل النبات. والعسلوج: الغصن إذا يبس، وقيل: هو القضيب الحديث الطّلوع. الأملوج: نوى المقل، وقيل: هو ورق من أوراق الشجر، يشبه الطرفاء، وقيل: هو ضرب من النبات، ورقه كالعيدان، ويسمى العبل.
مات الودي، أي النخل من شدة القحط، والهدي: ما يهدي إِلَى البيت الحرام من النعم، ومات لعدم ما يرعى. ويخفف ويثقل.
الوثن معروف، والعنن: الاعتراض، يقال: عَنْ لي الشيء إذا اعترض، كأنه قال: برئنا إليك من الشرك والظلم، وقيل: أراد الخلاف والباطل.
طما البحر: ارتفع بأمواجه، وتعار: اسم جبل.
نعم همل أغفال: أي غير مرعية، لإعواز النبات، والأغفال: التي لا ألبان لها، والأصل أنها لا سمات عليها، فكأنها مغفلة مهملة.
ما تبض ببلال: أي ما يقطر منها لبن، وما يسيل منها ما يبل.
كثير الرسل قليل الرسل، الرسل بفتح الراء والسين: من الإبل والغنم ما بين عشرة إِلَى خمس وعشرين، يريد أن الذي يرسل من المواشي إِلَى الرعي كثير، وقليل الرسل بالكسر:
اللبن، وقيل: كثير الرسل، بالفتح: أي شديد التفرق في طلب المرعى.
__________
[1] هذا إذا كانت الرواية بالحاء، أي نستحيل، ينظر النهاية لابن الأثير: جهم.
[2] النطاء بالمد، ولكن قصر رعاية للفاصلة.

(2/479)


المحض: اللبن الخالص. والمخض: تحريك السقاء الذي فيه اللبن ليخرج زبده [1] .
والمذق: المزج والخلط، يقال: مذقت اللبن، فهو مذيق، إذا خلطته.
والدثر: المال الكثير، أراد بالدثر هاهنا الخصب والكثير من النبات.
ودائع الشرك: يريد العهود والمواثيق، يقال توادع الفريقان إذا أعطى كل واحد الآخر عهدًا أن لا يغزوه [2] .
لا تلطط [3] في الزكاة أي لا تمنعها.
2644- طهفة بن قيس
(ب د ع) طهفة بْن قيس، وقيل: طخفة بْن قيس الغفاري.
كان من أهل الصفة وقد اختلف في اسمه اختلافًا كثيرًا، واضطرب فيه اضطرابًا عظيمًا.
أَخْبَرَنَا عبد الوهاب بن هبة الله بإسناده عن عبد الله بْن أحمد قال: حدثني أَبِي، حدثنا إِسْمَاعِيل بْن إِبْرَاهِيم، عَنْ هِشَامٌ الدَّسْتُوَائِيُّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سلمة بْن عبد الرحمن، عَنْ يعيش بْن طخفة بْن قيس الغفاري، قال: كان أَبِي من أصحاب الصفة فأمر رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بهم، فجعل الرجل يذهب بالرجل، والرجل يذهب بالرجلين، حتى بقيت خامس خمسة، فقال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: انطلقوا بنا إِلَى بيت عائشة، فانطلقنا معه، فقال: يا عائشة، أطعمينا فجاءت بجشيشة، فأكلنا، ثم قال: يا عائشة، أطعمينا. فجاءت بحيسة، فأكلنا، ثم قال:
يا عائشة، اسقينا. فجاءت بعس، فشربنا، ثم جاءت بقدح فيه لبن فشربنا، ثم قال: إن شئتم نمتم وَإِن شئتم انطلقتم إِلَى المسجد. فقلنا: بل ننطلق إِلَى المسجد. قال: فبينما أنا مضطجع من السحر عَلَى بطني إذا رجل يحركني برجله، وقال: هذه ضجعة يبغضها اللَّه، عز وجل. قال:
فنظرت فإذا هو رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [4] .
رواه إِبْرَاهِيم بْن طهمان، وخالد بْن الحارث، ومعاذ بْن هشام، ووهب بْن جرير، عن هشام، مثله.
__________
[1] والمراد هنا: ما مخض من اللبن وأخذ زبده، ويسمى مخيضا أيضا.
[2] واسم ذلك العهد: وديع. يقال: أعطيته وديعا: أي عهدا، والجمع ودائع.
[3] في النهاية: «هكذا رواه القتيبي، على النهى للواحد، والّذي رواه غيره: «ما لم يكن عهد ولا موعد، ولا تثاقل عن الصلاة، ولا يلطط في الزكاة، ولا يلحد في الحياة» وهو الوجه، لأنه خطاب للجماعة، واقع على ما قبله» .
[4] الحديث رواه الإمام أحمد في مسندة: 3/ 429، 430. والجشيشة: طعام من حنطة ولحم أو تمر. والحيسة:
تمر يخلط بالسمن واللبن. والعس: القدح الكبير.

(2/480)


ورواه الأوزاعي، وشيبان، وموسى بْن خلف، ويحيى بْن عبد العزيز، وَأَبُو إِسْمَاعِيل القناد [1] عَنْ يحيى عَنْ أَبِي سلمة، نحوه.
ورواه الحارث بْن عبد الرحمن، عَنْ أَبِي سلمة، عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن طخفة عَنْ أبيه.
ورواه ابن أَبِي العشرين، عَنِ الأوزاعي، عَنْ يحيى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيم [عَنِ] الحارث، عَنْ قيس بْن طغفة [2] ، عَنْ أبيه.
ورواه مُحَمَّد بْن إِسْحَاق، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرو بْن عطاء، عَنْ نعيم المجمر، عَنْ أَبِي طخفة، عَنْ أبيه.
وروى مسلمة بْن عَلِيٍّ، عَنْ زيد بْنِ واقد، عَنْ عبد العزيز بْن عبيد الله، عن محمد بن عمرو ابن عطاء [عَنْ نعيم المجمر [3]] عَنِ ابن طهفة عَنْ أبيه.
ورواه نعيم المجمر أيضًا، عَنِ ابن طهفة الغفاري، وقال: عَنْ أَبِي ذر.
ورواه ابن أَبِي ذئب، عَنِ الحارث بْن عبد الرحمن، عَنْ أَبِي سلمة، عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن طهفة.
وفيه اختلاف كثير، والحديث واحد. أخرجه الثلاثة.
2645- طهمان مولى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم
(ب د ع) طهمان، مولى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وقيل: ذكوان، وقيل غير ذلك.
روى شريك، عَنْ عطاء بْن السائب، قال: أوصى أَبِي بشيء لبني هاشم، فأتيت أبا جَعْفَر فأخبرته، فبعثني إِلَى امرأة منهم كبيرة، فقالت: حدثني مولى لرسول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يقال لَهُ:
طهمان، أو ذكوان، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا طهمان، إن الصدقة لا تحل لي ولا لأهل بيتي، وَإِن مولى القوم من أنفسهم» . أخرجه الثلاثة، إلا أن ابن منده جعل متن الحديث، عَنْ إِسْمَاعِيل بْن أمية، عَنْ أبيه، عَنْ، جده، قال: كان لهم غلام يقال له: طهمان، أو ذكوان، فأعتق جده بعضه، فَجَاءَ إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فأخبره، فقال: يعتق في عنقك. فكان يخدم سيده حتى مات.
__________
[1] في المطبوعة: القباد، وهو إبراهيم بن عبد الملك (ميزان الاعتدال: 491، وخلاصة التذهيب: 17)
[2] في المطبوعة: طهفة، وينظر الاستيعاب: 774.
[3] ليست في الأصل.

(2/481)


وهذا المتن أخرجه أَبُو عمر في ترجمة طهمان، مولى سَعِيد بْن العاص عَلَى ما نذكره، والحق مع أَبِي عمر، فإن هذا المتن يحكم أن المولى لغير رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأن معتقه جد إِسْمَاعِيل بْن أمية، لا رَسُول اللَّهِ، وإنما اشتبه عليه حيث رَأَى فيهما طهمان وذكوان، والله أعلم.
2646- طهمان مولى سعيد
(ب) طهمان، مولى سَعِيد بْن العاص، وقيل: ذكوان، حديثه عند إِسْمَاعِيل بْن أمية بْن عمرو بْن سَعِيد بْن العاص، عَنْ أبيه، عَنْ جده أن غلامًا له، يقال له طهمان أعتقوا نصفه، وذكر الحديث مرفوعًا، وقد تقدم ذكره فِي ذَكْوَان.
أخرجه أَبُو عمر.
2647- طهية بن زهير
(د ع) طهية بْن زهير النهدي، وفد عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سنة تسع، وقيل: طهفة، وقد تقدم في طهفة أتم من هذا.
أخرجه ابن منده وَأَبُو نعيم.
2648- الطيب بن عبد الله الداريّ
(ب د ع) الطيب بْن عَبْد اللَّهِ الداري، أخو أَبِي هند. قدم مع أخيه عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ...
فسماه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَبْد الرحمن.
روى زياد [1] بْن فائد بْن زياد بْن أَبِي هند الداري، عَنْ أبيه، عَنْ جده، عَنْ أَبِي هند، قال:
قدمنا عَلَى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ونحن ستة نفر: تميم بْن أوس، وأخوه نعيم بْن أوس، ويزيد بْن قيس، وَأَبُو هند بْن عَبْد اللَّهِ، وهو صاحب الحديث، وأخوه الطيب بْن عَبْد اللَّهِ، فسماه رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عبد الرحمن، و [رفاعة] [2] بْن النعمان، فأسلمنا، وسألنا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إن يعطينا أرضًا من الشام، فأعطانا، وكتب لنا.
أخرجه الثلاثة، إلا أن أبا عمر قال: الطيب بْن البراء أخو أَبِي هند الداري لأمه، كان أحد الوفد، وسماه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَبْد اللَّهِ [3] .
وقال هشام بْن الكلبي: سواد بْن مالك بْن سواد الداري، سماه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عبد الرحمن. وقد تقدم ذكره في سواد.
__________
[1] ينظر ميزان الاعتدال؟ / 38.
[2] في الأصل المطبوعة، وفاء، ولم يترجم له أحد، والمثبت عن الإصابة في ترجمة الطيب، ويقول ابن حجر في رفاعة:
«وقال الواقدي: هو الفاكه بن النعمان» . وقد ذكر ابن الأثير ترجمة الفاكه.
[3] في المطبوعة: عبد الرحمن، وما في الأصل يوافق الاستيعاب: 777.

(2/482)


باب الظاء

(2/483)


2649- ظالم بن سارق
(ع س) ظالم بْن سارق، وقيل: سراق بْن صبح بن كندي بْن عمرو بْن عدىّ بن وائل ابن الحارث بْن العتيك، أَبُو صفرة، الأزدي العتكي والد المهلب بْن أَبِي صفرة، وهو مشهور بكنيته.
ذكره الطبراني وغيره، وأخرجه ها هنا أَبُو نعيم وَأَبُو موسى، وأخرجه الثلاثة في الكنى، ويرد هناك، إن شاء اللَّه تعالى.
2650- ظالم بن عمرو
(س) ظالم بْن عمرو بْن سفيان بْن جندل بن يعمر بْن حلبس [1] بْن نفاثة بْن عدي بْن الديل بْن بكر بْن عبد مناة بْن كنانة، الكناني الديلي، أَبُو الأسود، وهو مشهور بكنيته.
ذكره ابن شاهين في الصحابة، وروى بِإِسْنَادِهِ عَنِ الْقَاسِم بْن يزيد، عن سفيان، عن بكير ابن عطاء الليثي، عَنْ أَبِي الأسود الديلي، قال: «أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو واقف بعرفة، فأتاه نفر من أهل نجد، فقالوا: يا رَسُول اللَّهِ، كيف الحج، فأمر رجلًا فنادى: الحج يَوْم عرفة، من جاء قبل صلاة الصبح ليلة جمع، فقد تم حجه» .
هكذا أورده، وهو خطأ، رواه شعبة، عَنْ بكير، عَنْ عبد الرحمن بْن يعمر الديلي. ورواه غير واحد عَنْ سفيان، كذلك، وهو الصواب، ولا مدخل لأبي الأسود فيه. وروى عبد الرزاق عَنِ ابن جريج، عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن عثمان بْن خثيم: أن مُحَمَّد بْن خلف أخبره:
أن أبا الأسود أتى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهو يبايع الناس يَوْم الفتح. وهذا أيضًا خطأ، رواه أَبُو عاصم عَنِ ابن جريج، عَنِ ابن خثيم، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الأسود بْن خلف: أن أباه الأسود حضر النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهو يبايع، فسقط عَلَى الراوي «الهاء» في الكتابة من أباه، فجعله أبا الأسود.
وليس لأبي الأسود الديلي صحبة، وهو تابعي، مشهور، وكان من أصحاب علي، فاستعمله عَلَى البصرة، وهو أول من وضع النحو، وله شعر حسن، وجواب حاضر، وأخباره مشهورة، وكلامه كثير الحكم والأمثال.
أخرجه أبو موسى.
__________
[1] في المطبوعة: حليس. وقد ضبطه النووي في تهذيب الأسماء واللغات كما أثبتناه.

(2/485)


2651- ظبيان بن ربيعة
ظبيان بْن ربيعة الأسدي. أقام عَلَى إسلامه في الردة أيام تنبؤ طليحة الأسدي، وهو القائل لطليحة: «إنما أنت كاهن، تصيب وتخطىء، والنبي يصيب ولا يخطئ» ، في كلام ذكره ابن إسحاق.
2652- ظبيان بن عمارة
(د ع) ظبيان بْن عمارة، ذكره البخاري في الصحابة، وهو ممن يروي عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، رَضِيَ اللَّهُ عنه، روى عنه سويد أَبُو قطبة، قاله ابن منده.
وقال أَبُو نعيم: ظبيان بْن عمارة، ذكره البخاري في الصحابة، فيما حكاه عنه بعض المتأخرين، والبخاري إنما ذكره أَنَّهُ روى عَنْ علي قوله.
أخرجه ابن مندة وأبو نعيم.
2653- ظبيان بن كدادة
(ب د ع) ظبيان بْن كدادة، ويقال: كرادة [1] .
روى يونس بْن خباب، عَنْ عطاء الخراساني، عَنْ ظبيان، أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال له: «إن نعيم الدنيا يزول» . وقال أَبُو عمر: ظبيان بْن كداد الإيادي، وقيل: الثقفي، قدم عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في حديث طويل يرويه أهل الأخبار والغريب، وأقطعه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قطعة من بلاده، ومن قوله فيه:
وأشهد بالبيت العتيق وبالصفا ... شهادة من إحسانه متقبل
بأنك محمود لدينا مبارك ... وفي أمين صادق القول مرسل
أخرجه الثلاثة.
2654- ظهير بن رافع
(ب د ع) ظهير بْن رافع بْن عدي بن زيد [2] بن جشم بْن حارثة بْن الحارث بْن الخزرج ابن عمرو، وهو النبيت بْن مالك بْن الأوس الأنصاري الأوسي.
شهد العقبة الثانية وبدرًا، قاله ابن إِسْحَاق، وقال عروة- ورواه موسى بْن عقبة عَنِ ابن شهاب-: إنه شهد العقبة.
__________
[1] في الأصل والمطبوعة: كدادة، أيضا، والمثبت عن مستدرك تاج العروس: كدد.
[2] في المطبوعة: تزيد، وينظر الجمهرة: 321، والاستيعاب: 778، وسيرة ابن هشام:؟ / 455، كما تقدم في ترجمة ابنه أسيد: 1/ 114.

(2/486)


قال أَبُو عمر: لم يشهد بدرًا وشهد أحدًا وما بعدها من المشاهد، وهو عم رافع بْن خديج، ووالد أسيد بْن ظهير.
أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْن مَحْمُود وَأَبُو يَاسِرِ بْنُ أَبِي حَبَّةَ بِإِسْنَادَيْهِمَا إِلَى مُسْلِمِ بْنِ الْحَجَّاجِ، قَالَ:
حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُور، حدثنا أَبُو مسهر، حدثني يحيى بْن حمزة، حدثني الأوزاعي، عَنْ أَبِي النجاشي مولى رافع بْن خديج، عَنْ رافع بْن خديج، قال: أتاني ظهير بْن رافع فقال:
نهى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ أمر كان بنا رافقًا. فقلت: وما ذاك؟ ما قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [فهو] حق. قال:
سألني: كيف تصنعون بمحاقلكم؟ قلت: نؤاجرها يا رَسُول اللَّهِ عَلَى الربيع أو الأوسق من التمر والشعير. قال: فلا تفعلوا، ازرعوها [أو أزرعوها] أو أمسكوها [1] » . أخرجه الثلاثة.
2655- ظهير بن سفيان
(د ع) ظهير بْن سنان الأسدي. عداده في أهل الحجاز، روى عيينة بْن عاصم بْن سعر بْن نقادة الأسدي، قال: حدثني أَبِي، عَنْ أبيه نقادة الأسدي، قال: «قدمت المدينة في جلب، فلقيني النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولا أعرفه، فقال: ممن الرجل؟ فانتسبت له، فدعاني إِلَى الإسلام، فأسلمت فقلت: يا رَسُول اللَّهِ، مالي كذا وكذا، فخذ صدقته، فأخذ مني، فكنت أول من أدى صدقته من بني أسد، فقلت: يا رَسُول اللَّهِ، اطلب إلي طلبة فإني أحب أن [أطلبكها] [2] فقال: ابتغ لي ناقة حلبانة [3] ركبانة، غير أن [4] لا توله ذات ولد. قال: فخرجت فلم أجد في نعمي، فطلبتها فوجدتها في نعم ابن عم لي، يقال له: ظهير بْن سنان، فقدمت بها عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقام يحلبها، فحلب، ثم ملأ القعب ثم سقاني، قال: فنظرت فإذا هو ملآن، فقمت أحلبها، فقال:
دع داعي اللبن، وقال: اللَّهمّ بارك فيها وفيمن منحها، قال: فخشيت أن تكون الدعوة لظهير، لأنها خرجت من إبله، فقلت: يا رَسُول اللَّهِ، وفيمن جاء بِهَا، قَالَ: وفيمن جاء بها» .
أخرجه ابن منده وَأَبُو نعيم، وقال أَبُو نعيم: صحف فيه المتأخر، يعني ابن منده، في سعر ابن نقادة، فقال: سعد بْن نقادة، يعني بالدال، ورواه في نقادة عَنْ شيخه الذي روى عنه بهذا الإسناد غير مصحف فقال: سعر بن نقادة، يعنى بالراء.
__________
[1] صحيح مسلم، كتاب البيوع: 5/ 24. والربيع: هو الساقية، والنهر الصغير. وفي رواية: «على الربع» بضم الراء، وهو جزء من أربعة، وقد يكون جمع ربيع كسبيل وسبل.
[2] عن النهاية، مادة طلب، والطلبة: الحاجة، والإطلاب: إنجازها وقضاؤها.
[3] حلبانة ركبانة: غزيرة تحلب، وذلولا تركب.
[4] في المطبوعة: عيران. ولا توله: لا تفرق بينهما في البيع، وكل أنى فارقت ولدها فهي واله، والوله: ذهاب العقل، والتحير من شدة الوجد.

(2/487)