أسد الغابة في
معرفة الصحابة، ط الفكر [المجلد
الثالث]
[باب العين]
باب العين والألف
2656- عابس مولى حويطب
(د ع) عابس مولى حويطب بْن عبد العزى.
روى الكلبي، عَنْ أَبِي صالح، عَنِ ابن عباس، في قوله
تعالى: وَمن النَّاسِ من يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغاءَ
مَرْضاتِ الله 2: 207 [1] قال: نزلت في صهيب، وعمار، وأمه
سمية، وأبيه ياسر، وبلال وخباب، وعابس مولى حويطب بْن عبد
العزى، أخذهم المشركون يعذبونهم.
أخرجه ابن مندة وأبو نعيم.
2657- عابس بن ربيعة
(د ع) عابس بْن ربيعة بْن عامر الغطيفي، والد عبد الرحمن
بْن عباس، له صحبة.
روى عمرو بْن ثابت، عَنْ عبد الرحمن بْن عابس، عَنْ أبيه،
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «خير إخوتي علي،
وخير أعمامي حمزة» . رواه الكرماني بْن عمرو، عَنْ عمرو
بْن ثابت، مثله. أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ
الْفَقِيهُ وَغَيْرُهُ بِإِسْنَادِهِمْ إِلَى أَبِي عِيسَى
التِّرْمِذِيُّ، حَدَّثَنَا هناد، حَدَّثَنَا أَبُو
معاوية، عَنِ الأعمش، عَنْ إِبْرَاهِيم، عَنْ عابس بْن
ربيعة، قال: رأيت عمر بْن الخطاب يقبل الحجر، ويقول: إني
أقبلك، وأعلم أنك حجر، ولولا إني رأيت رَسُول اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقبلك، لم أقبلك [2] .
أخرجه ابن مندة وأبو نعيم.
2658- عابس بن عبس الغفاريّ
(ب د ع) عابس بْن عبس الغفاري، وقيل: عبس بن عابس، نزل
للكوفة، روى عنه أَبُو أمامة الباهلي، وعليم [3] الكندي
وزاذان أَبُو عمر.
روى [4] يزيد بْن هارون، عَنْ شريك، عَنْ عثمان بْن عمير،
عَنْ زاذان أَبِي عمر، قال: «كنا جلوسًا عَلَى سطح، ومعنا
رجل من أصحاب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ، ولا أعلمه إلا قال: عبس أو عابس
__________
[1] البقرة: 207.
[2] تحفة الأحوذي، كتاب الحج: 3/ 597.
[3] في الأصل والمطبوعة: حكيم. والمثبت عن الإصابة، وينظر
المشتبه للذهبى: 469، ومستدرك تاج العروس: علم.
[4] الحديث رواه أحمد في المسند بهذا السند عن يزيد: 3/
494.
(3/5)
الغفاري، والناس يخرجون من الطاعون، فقال
عبس: يا طاعون، خذني. ثلاثًا، فقال له عليم الكندي: لم
تقول [1] هذا؟ ألم يقل رَسُول الله صلى الله عليه وسلم:
«لا يتمنى أحدكم الموت [فإنه] [2] عند انقطاع أمله [3] ؟
فقال: إِنِّي سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
بادروا بالموت ستا: إمرة السفهاء، وكثرة الشرط، وبيع
الحكم، واستخفافًا بالدم، وقطيعة الرحم، [ونشأ يتخذون
القرآن مزامير] [4] يقدمونه ليفتيهم [5] ، وَإِن كان أقل
منهم فقهًا. أخرجه الثلاثة.
2659- عازب بن الحارث
(د ع) عازب بْن الحارث بْن عدي الأنصاري. تقدم نسبه عند
ابنه البراء أَخْبَرَنَا أبو الفضل عبد الله بن أحمد
الخطيب، حدثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ بَدْرَانَ
الْحُلْوَانِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو محمد الحسن بن علي بن
محمد الجوهري، أَخْبَرَنَا أَبُو بكر بْن مالك،
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنِي
أَبِي، حدثنا عمرو بن محمد أبو سعيد، حدثنا إسرائيل، عن
أبي إسحاق عن البراء بن عازب، قال: اشترى أبو بكر من عازب
رحلا بثلاثة عشر درهما، قال. فقال أبو بكر لعازب: مُرِ
الْبَرَاءَ فَلْيَحْمِلْهُ إِلَى مَنْزِلِي. فَقَالَ: لا
حتى تحدثنا: كيف صنعت حيث خرج رسول الله صلى الله عليه
وسلم وأنت معه؟ قال: فقال أبو بكر: خرجنا فأدلجنا فاحثثنا
يومنا وليلتنا، حتى أظهرنا [6] وقام قائم الظهيرة، فضربت
ببصري هل أرى ظلا نأوي إِلَيْه؟ فَإِذَا أَنَا بِصَخْرَةٍ
فَأَهْوَيْتُ إِلَيْهَا، فَإِذَا بقية ظلها، فسويته لرسول
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [7] ... وذكر
الحديث، ويرد في ترجمة أَبِي بكر عَبْد اللَّهِ بْن عثمان،
إن شاء الله تعالى. أخرجه ابن منده وأبو نعيم.
2660- العاص بن عامر
العاص بْن عَامِر بْن عوف بْن كعب بْن أَبِي بكر بْن كلاب
بْن عامر بْن صعصعة، العامري الكلابي.
له صحبة، وفد عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ فسأله عَنِ اسمه، فقال: العاص، فقال: أنت مطيع.
قاله ابن الكلبي.
__________
[1] في الأصل والمطبوعة: تقل.
[2] عن مسند أحمد.
[3] نص المسند: «فإنه عند انقطاع عمله، ولا يرد فيستعتب» .
[4] عن مسند أحمد: مكانه في الأصل: وسوء المجاورة والقرآن
مزامير. وفي المطبوعة: وسوء المجاورة من أمير.
والنشأ: جمع ناشئ، يريد جماعة أحداثا.
[5] في المسند: يغنيهم.
[6] أظهرنا: دخلنا في وقت الظهيرة، وقام قائم الظهيرة: أي
وقفت الشمس في وقت الزوال، من قولهم: قلت به دابته: أي
وقفت، وفي هذا الوقت تبطأ حركة الظل إلى أن تزول الشمس،
فيحسب الناظر أنها واقفة.
[7] مسند أحمد: 1/ 2.
(3/6)
2661- العاص بن هشام
(ع س) العاص بْن هشام، أَبُو خَالِد المخزومي، جد عكرمة
بْن خَالِد. سكن مكة.
روى عكرمة بْن خَالِد، عَنْ أبيه- أو عمه- عَنْ جده: أن
رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال في
غزوة تبوك: «إذا وقع الطاعون في أرض، وأنتم بها، فلا
تخرجوا منها، وَإِن كنتم بغيرها فلا تقدموا عليها» . أخرجه
أَبُو نعيم وَأَبُو موسى.
2662- عاصم الأسلمي
(ب د ع) عاصم الأسلمي. مدني، والد هاشم [1] ، روى عنه ابنه
هاشم: أَنَّهُ رَأَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ بالغميم [2] ، ولا يصح، قاله ابن منده.
وقال أَبُو نعيم: ذكره بعض المتأخرين وقال: لا يصح.
أخرجه أبو عمر مختصرا.
2663- عاصم بن ثابت
(ب د ع) عاصم بْن ثابت بْن أَبِي الأقلح، واسم أَبِي
الأقلح: قيس بْن عصمة بن النعمان بن مالك ابن أمة بْن
ضبيعة بْن زَيْد بْن مَالِك بْن عوف بْن عمرو بْن عوف بْن
مالك بْن الأوس، الأنصاري الأوسي ثم الضبعي، وهو جَدَّ
عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ لأُمِّهِ، وهو حمي
الدبر، شهد بدرًا.
روى معمر، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي
سُفْيَانَ الثقفي، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: بَعَثَ
رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم سرية عينًا، وأمر
عليهم عاصم بْن ثابت، فانطلقوا، حتى كانوا بَيْنَ
عُسْفَانَ وَمَكَّةَ ذُكِرُوا لِحَيٍّ مِنْ هُذَيْلٍ، وهم
بنو لحيان، فتبعوهم في قريب من مائة رجل رامٍ، حتى لحقوهم
وأحاطوا بهم، وقالوا: لكم العهد والميثاق إن نزلتم إلينا
أن لا نقتل منكم رجلًا. فقال عاصم: أما أنا فلا أنزل في
جوار مشرك، اللَّهمّ فأخبر عنا رسولك. فقاتلوهم فرموهم حتى
قتلوا عاصمًا في سبعة نفر، وبقي خبيب بْن عدي، وزيد بْن
الدثنة، ورجل آخر، فأعطوهم العهد، فنزلوا إليهم، فأخذوهم.
وقد ذكرنا خبر خبيب عند اسمه، وأما عاصم فأرسلت قريش إليه
ليؤتوا به أو بشيء من جسده ليعرفوه [3] .
وكان قتل عقبة بن أبى معيط الأموي يوم بدر، وقتل مسافع بن
طلحة وأخاه
__________
[1] في المطبوعة: هشام. ينظر الاستيعاب: 785.
[2] الغميم: موضع قرب المدينة بين رابغ والجحفة.
[3] ينظر مسند احمد: 2/ 295، 311.
(3/7)
گلاب [1] ، كلاهما أشعره سهمًا، فيأتي أمه
سلافة ويقول: سمعت رجلًا حين رماني يقول:
خذها وأنا بن الأقلح، فنذرت إن أمكنها اللَّه تعالى من رأس
عاصم لتشربن فيه الخمر، فلما أصيب عاصم يَوْم الرجيع
أرادوا أن يأخذوا رأسه ليبيعون من سلافة، فبعث اللَّه
سبحانه عليه مثل الظلّة الدبر [2] ، فحمته من رسلهم، فلم
يقدروا عَلَى شيء منه، فلما أعجزهم قَالُوا:
إن الدبر سيذهب إذا جاء الليل، فبعث اللَّه مطرًا، فجاء
سيل فحمله فلم يوجد، وكان قد عاهد اللَّه تعالى أن لا يمس
مشركا ولا يمسه مشرك، فحماه اللَّه تعالى بالدبر بعد
وفاته، فسمي حمي الدبر، وقنت النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شهرًا يلعن رعلًا وذكوان وبني لحيان،
وقال حسان:
لعمري لقد شانت [3] هذيل بْن مدرك ... أحاديث كانت في خبيب
وعاصم
أحاديث لحيان صلوا بقبيحها ... ولحيان ركابون [4] شر
الجرائم
أخرجه الثلاثة.
2664- عاصم بْن أبى جبل
عاصم بْن أَبِي جبل، واسمه قيس بْن عمرو بْن مالك بْن عزيز
بْن مالك بْن عوف بْن عمرو ابن عوف.
كذا نسبه الأمير أَبُو نصر بْن ماكولا، وقال: صحب
النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم، وكان شريفا زمن
عمر ابن الخطاب، قاله العدوي، قال: وقال الواقدي: هو عاصم
بْن عَبْد اللَّهِ بْن قيس، وقيس هو أَبُو جبل بْن مالك
بْن عمرو بْن عزيز بْن مالك، وقال: شهد أحدًا.
استدركه ابن الدباغ الأندلسي عَلَى أَبِي عمر.
2665- عاصم الحبشي
(س) عاصم الحبشي، غلام زرعة الشقري.
أخرجه أَبُو موسى، وقال: ذكره المستغفري، وقد أخرجه أَبُو
عَبْد اللَّهِ بْن منده في أصرم الذي سماه النبي صلى الله
عليه وسلم زرعة [5] ، وهو مولى عاصم الحبشي من فوق.
__________
[1] كذا في الأصل والمطبوعة، وفي سيرة ابن هشام 2/ 74،
127: وأخاه الجلاس بن طلحة، وقد قتل كلاب أيضا يوم أحد.
[2] الدبر: النحل والزنابير.
[3] في الأصل والمطبوعة: شابت، والمثبت عن سيرة ابن هشام:
2/ 180.
[4] في المطبوعة: ركانون، وفي سيرة ابن هشام: جرامون.
[5] تقدم في: 1/ 120.
(3/8)
2666- عاصم بن حدرة
(ب د ع) عاصم بْن حدرة، وقيل: ابن حدرد.
روى سَعِيد بْن بشر، عَنْ قتادة، عَنِ الحسن، قال: دخلنا
عَلَى عاصم بْن حدرة، فقال:
ما كان لرسول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
بواب قط، ولا مشي معه بوسادة قط، ولا أكل عَلَى خوان قط
[1] .
أخرجه الثلاثة.
حدرة: بحاء مهملة مفتوحة، ودال مهملة ساكنة، ثم راء، وهاء،
قاله ابن ماكولا.
2667- عاصم بن حصين
(ب) عاصم بْن حصين بْن مشمت الحماني.
قيل: أنه وفد عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ مع أبيه. روى عنه ابنه شعيب بن عاصم.
أخرجه أبو عمر.
2668- عاصم بن الحكم
(س) عاصم بْن الحكم. أَخْبَرَنَا أَبُو موسى كتابة،
أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيل بْن الفضل بْن أحمد السراج،
أَخْبَرَنَا أَبُو طاهر بْن عبد الرحيم، أخبرنا أبو بكر بن
المقري، أخبرنا أبو يعلى الموصلي في مسنده، حدثنا عمرو بْن
الضحاك بْن مخلد، حدثنا أَبِي، حدثنا طالب بن مسلم بن عاصم
ابن الحكم، حدثني بعض أهلي: أن جدي حدثه: أَنَّهُ شَهِدَ
النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في حجته في
خطبته، فقال: «ألا إن أموالكم ودماءكم عليكم حرام كحرمة
هذا البلد، في هذا اليوم، ألا فلا أعرفنكم بعدي كفارًا [2]
، يضرب بعضكم رقاب بعض، ألا فليبلغ الشاهد الغائب، فإني لا
أدري هل ألقاكم هاهنا أبدًا بعد اليوم، اللَّهمّ أشهد،
اللَّهمّ بلغت [3] » . وبالإسناد قال: قال رَسُول اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «ألا إن اللَّه عز وجل
نظر إِلَى أهل الجمع، فقبل من محسنهم، وشفع محسنهم في
مسيئهم، فتجاوز عنهم جميعًا» . أخرجه أبو موسى.
2669- عاصم بن سفيان
(ب س ع) عاصم بْن سفيان الثقفي، سكن المدينة.
روى حشرج بْن نباتة، عَنْ هشام بْن حبيب، عَنْ بشر بْن
عاصم، عن أبيه، قال: بعث
__________
[1] الخوان: ما يوضع عليه الطعام.
[2] في المطبوعة: ترجعون كفارا.
[3] في المطبوعة: هل بلغت.
(3/9)
إليه عمر يستعين به عَلَى بعض الصدقة، فأبى
أن يعمل، وقال: أني سمعت رَسُول الله صلى الله عليه وسلم
يقول: «إذا كان يَوْم القيامة أتي بالوالي، فوقف عَلَى جسر
جهنم، فيأمر الله الجسر فينتفض به انتفاضة، فإن كان للَّه
مطيعا أخذ بيده، وأعطاه كفلين [1] من رحمته، وَإِن كان
عاصيًا خرق به الجسر، فهوى في جهنم مقدار سبعين خريفًا.
كذا رواه حشرج بْن نباتة، ورواه غيره ولم يقل: عَنْ أبيه.
أخرجه الثلاثة، وقال أَبُو عمر: لا يصح حديثه. وترجم عليه
ابن منده، فقال: عاصم أَبُو بشر. وأخرجه أَبُو موسى فقال:
استدركه أَبُو زكريا عَلَى جَدّه، وَقَدْ أَخْرَجَهُ جَدّه
فقال عاصم أَبُو بشر.
والحق مع أَبِي موسى، ما كان لأبى زكريا أن يستدركه على
جده، والله أعلم.
2670- عاصم بن عدي
(ب د ع) عَاصِم بْن عدي بْن الجد بْن العجلان بْن حارثة
بْن ضبيعة بْن حرام بْن جعل بْن عمرو بْن ودم بْن ذبيان
بْن هميم بْن ذهل بْن بلي، البلوي، حليف بني عبيد بْن زيد،
من بني عمرو بْن عوف، من الأوس من الأنصار، يكنى أبا عَبْد
اللَّهِ، وقيل: أَبُو عمر، وَأَبُو عمرو، وهو أخو معن بْن
عدي، وكان سيد بني العجلان.
شهد بدرا وأحدا والخندق، والمشاهد كلها، مع رَسُول اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وقيل: لم يشهد بدرًا
بنفسه، لأن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ رده من الروحاء، واستخلفه عَلَى العالية من
المدينة، قاله مُحَمَّد بْن إِسْحَاق [2] ، وابن شهاب،
وضرب لَهُ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ بسهمه وأجره.
وهو الَّذِي سَأَلَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لعويمر العجلاني، فنزلت قصة اللعان،
وهو والد أَبِي البداح ابن عاصم.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِم يعيش بْن صدقة بْن عَلِيٍّ
الْفَقِيهُ بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ
النسائي، قال: أَخْبَرَنَا عمرو بْن عَلِيٍّ، حدثنا يحيى،
حدثنا مالك، حدثنا عَبْد اللَّهِ بن أبي بكر [عن أبيه] [3]
، عن أبي البداح بن عاصم بن عدي، عن أبيه: أن رسول الله
صلى الله عليه وسلم رخّص للرّعاء في البيتوتة، يرمون يوم
النحر واليومين اللذين بعده، يجمعونهما في أحدهما [4] .
__________
[1] الكفل: الحظ والنصيب.
[2] سيرة ابن هشام: 1/ 689.
[3] عن سنن النسائي. وينظر التهذيب: 5/ 64، 12/ 38.
[4] سنن النسائي، كتاب الحج: 5/ 273.
(3/10)
وتوفي سنة خمس وأربعين، وقد عاش مائة سنة
وخمس عشرة سنة، وقيل: عاش مائة سنة وعشرين سنة.
أخرجه الثلاثة.
ودم: بفتح الواو، والدال المهملة.
2671- عاصم بن العكير
(ب) عاصم بْن العكير، المزني الأنصاري، حليف لبني عوف
الخزرج من الأنصار، ذكره موسى بْن عقبة فيمن شهد بدرا
وأحدًا، قاله الطبري.
أخرجه أَبُو عمر، وقال: فيه نظر.
العكير: بضم العين، وفتح الكاف، وتسكين الياء وتحتها
نقطتان، ثم راء
2672- عاصم بن عمر
(ب د ع) عاصم بْن عمر بْن الخطاب، العدوي القرشي، أمه:
جميلة بنت ثابت بن أبى الأقلح، كان اسمها عاصية فسماها
رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جميلة،
وقيل: هي بنت عاصم بْن ثابت، لا أخته.
ولد عاصم قبل وفاة رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ بسنتين، وخاصمت فيه أمه أباه إِلَى أَبِي بكر
الصديق وهو ابن أربع سنين، وقيل: ابن ثماني سنين، ولما طلق
عمر أم عاصم تزوجها يزيد بْن جارية الأنصاري، فهي أم عبد
الرحمن بْن يَزِيدَ أيضًا، فهو أخو عاصم لأمه.
وكان عاصم طويلا جسيما، يقال: إنه كان ذراعه ذراعًا ونحوًا
من شبر، وكان خيرًا فاضلًا يكنى أبا عمر.
مات سنة سبعين قبل وفاة أخيه عَبْد اللَّهِ، ورثاه أخوه
عَبْد اللَّهِ فقال:
وليت المنايا كن خلفن عاصمًا ... فعشنا جميعًا أو ذهبن بنا
معًا [1]
وكان عاصم شاعرًا حسن الشعر، وقيل: ما من أحد إلا وهو
يتكلم ببعض ما لا يريد، إلا عاصم بْن عمر بْن الخطاب.
وهو جد عمر بْن عبد العزيز لأمه أم عاصم بنت عاصم بْن عمر
بْن الخطاب، رضي اللَّه عنهم.
أخرجه الثلاثة
__________
[1] المعارف لابن قتيبة: 187.
(3/11)
2673- عاصم بن عمرو
(ب د ع) عاصم بْن عمرو بْن خَالِد بْن حرام بن أسعد بْن
وديعة بْن مالك بْن قيس بْن عامر بْن ليث بْن بكر بْن عبد
مناة بن كنانة، الكناني الليثي.
روى عنه ابنه نصر أَنَّهُ قال: دخلت مسجد النَّبِيّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَصْحَابُ رَسُول اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقولون:
نعوذ باللَّه من غضب اللَّه وغضب رسوله. قلت: مم ذاك؟
قَالُوا: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وسلم: كان يخطب آنفًا، فقام رجل فأخذ بيد ابنه ثم خرجا،
فقال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
«لعن اللَّه القائد والمقود، ويل لهذه الأمة من فلان ذي
الأستاه» . أخرجه الثلاثة.
2674- عاصم بن قيس
(ب د ع) عاصم بْن قيس بْن ثابت بْن النعمان بْن أمية بْن
امرئ القيس بن ثعلبة بن عمرو ابن عوف الأنصاري.
شهد بدرًا قاله مُحَمَّد بْن إِسْحَاق [1] وموسى بْن عقبة،
وشهد أحدًا.
أخرجه الثلاثة.
2675- عاقل بن البكير
(ب د ع) عاقل بْن البكير بْن عَبْد ياليل بْن ناشب بْن
غيرة بْن سعد بْن ليث بْن بكر بن عبد مناة بْن كنانة،
الكناني الليثي، حليف بني عدي بْن كعب.
شهد بدرًا هو وَإِخوته: عامر، وخالد، وَإِياس، بنو البكير
[2] ، وقتل عاقل ببدر [3] ، شهد قتله مالك بْن زهير الجشمي
وهو ابن أربع وثلاثين سنة.
كان اسمه غافلًا، بالفاء، فلما أسلم سماه رَسُول اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عاقلًا، بالقاف، وكان
أول من أسلم وبايع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ في دار الأرقم.
أخرجه الثلاثة.
2676- عامر بن الأسود
(س) عامر بْن الأسود الطائي. ذكره سَعِيد القرشي، وروى
عَنْ أَبِي بكر بْن مُحَمَّدِ بْنِ عمرو بْن حزم، عَنْ
أبيه، عَنْ جده عمرو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كتب
لعامر بن الأسود:
__________
[1] سيرة ابن هشام: 1/ 689.
[2] المرجع السابق: 1/ 684
[3] المرجع السابق: 1/ 707.
(3/12)
«بسم اللَّه الرحمن الرحيم، هذا كتاب من
مُحَمَّد رَسُول اللَّهِ لعامر بْن الأسود المسلم، إنه له
ولقومه من طيِّئ ما أسلموا عليه من بلادهم ومياههم، ما
أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وفارقوا المشركين» . وكتب
المغيرة.
أخرجه أبو موسى.
2677- عامر بن الأضبط
(ب س) عامر بْن الأضبط الأشجعي. هو الذي قتلته سرية رَسُول
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يظنونه،
متعوِّذا بالشهادة، قاله أَبُو عمر.
وقيل في سبب قتله ما روى القعقاع بْن عَبْد اللَّهِ، عَنْ
أَبِي عَبْد اللَّهِ قال: بعثنا رَسُول اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في سرية فمر بنا عامر بْن
الأضبط، فحيا بتحية الإسلام، قال: ففزعنا منه، فحمل عليه
محلّم ابن جثامة فقتله وسلبه بعيرًا ووطبًا من لبن، وشيئًا
من متاع، فلما دفعنا إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أخبرناه، فأنزل الله تعالى: يا
أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ
اللَّهِ فَتَبَيَّنُوا 4: 94 [1] .
ورواه مُحَمَّد بْن إِسْحَاق عَنِ الْقَعْقَاعِ بْن عَبْد
اللَّهِ بْن [2] أَبِي حدرد، عَنْ أبيه.
أخرجه أَبُو عمر وَأَبُو موسى.
وقيل: إن المقتول في تلك السرية: مرداس بْن نهيك. والله
تعالى أعلم.
2678- عامر بن الأكوع
(ب د ع) عامر بْن الأكوع. روى عنه ابن أخيه سلمة بْن عمرو
بْن الأكوع، ويذكر في عامر بْن سنان بْن الأكوع، إن شاء
الله تعالى.
أخرجه هاهنا الثلاثة.
2679- عامر بن أمية
(ب د ع) عَامِر بْن أمية بْن زيد بن الحسحاس بْن مالك بْن
عدي بْن عامر بْن غنم بن عدىّ ابن النجار الأنصاري
الخزرجي، من بني عدي بْن النجار، وهو والد هشام بْن عامر.
وشهد بدرًا، قاله ابن إِسْحَاق وابن شهاب، وقتل يَوْم أحد
شهيدًا، قال أَبُو عمر، ولما دخل ابنه هشام عَلَى عائشة،
قالت: «نعم المرء كان عامرا» . ولا عقب له.
__________
[1] النساء: 94.
[2] في المطبوعة: عن، وينظر سيره ابن هشام: / 626.
(3/13)
أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَضْلِ الْمَنْصُورُ
بْنُ أَبِي الْحَسَنِ الطبري الْفَقِيهُ بِإِسْنَادِهِ
إِلَى أَبِي يَعْلَى أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ، قال:
حَدَّثَنَا شيبان بْن فروخ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَان بن
المغيرة، حَدَّثَنَا حميد بن هلال، عَنْ هِشَام بْن
عَامِر، قَالَ: جاءت الأنصار يَوْم أحد فقالوا: يا رَسُول
اللَّهِ، بنا قرح [1] وجهد، فكيف تأمرنا؟
قَالَ: احفروا وأوسعوا واجعلوا الرجلين والثلاثة في القبر
الواحد، فقالوا: من نقدم؟ قَالَ:
قدموا أكثرهم قرآنا. قَالَ: فقدم أَبِي بين يدي اثنين من
الأنصار، أو قال: واحد من الأنصار.
أخرجه الثلاثة.
قلت: كذا قال أَبُو عمر: إن ابنه هشام دخل عَلَى عائشة،
وَإِنما الذي دخل عليها سعد بْن هشام بْن عامر، حين سألها
عَنِ الوتر.
الحسحاس: بحاءين وسينين مهملات.
2680- عامر بن أبى أمية
(ب د ع) عامر بْن أَبِي أمية بْن المغيرة بْن عَبْد
اللَّهِ بْن عمر بْن مخزوم القرشي المخزومي، أخو أم سلمة،
زوج النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أسلم
عام الفتح، روى عَنْ أم سلمة.
أَخْبَرَنَا عبد الوهاب بْن هبة اللَّه الدَّقَّاقُ
بِإِسْنَادِهِ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ،
حَدَّثَنِي أَبِي، حدثنا عفان، حدثنا همام، عَنْ قتادة،
عَنْ سَعِيدِ بْنِ المسيب، عَنْ عامر بْن أَبِي أمية، عَنْ
أخته أم سلمة: أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ كان يصبح جنبًا، فيصوم ولا يفطر [2] .
أخرجه الثلاثة.
2681- عامر بن البكير
(ب د ع) عامر بْن البكير الليثي. تقدم عند أخيه عاقل.
شهد بدرًا، قاله ابن شهاب، شهدها هو وَإِخوته.
أخرجه الثلاثة، وقال أَبُو عمر: لا أعلم له رواية.
2682- عامر بن بلحارث
(س) عامر بن بلحارث، وقيل. ابن ثعلبة بْن زيد بْن قيس بْن
أمية بْن سهل بْن عامر، أَبُو الدرداء، أورده المستغفري
هكذا، وقال: نسبه يحيى بْن يونس هكذا، وخالفه غيره، وقال
بعض ولد أَبِي الدرداء: اسم أَبِي الدرداء: عامر.
أخرجه أَبُو موسى.
__________
[1] القرح: الجرح، أراد ما نالهم من القتل والهزيمة.
[2] المسند: 6/ 23.
(3/14)
قلت: هكذا نسبه فقال: ابن بلحارث، وهو وهم،
وَإِنما هو من بني الحارث بْن الخزرج الأكبر، ويقال لولده:
بلحارث، كما يقال: بلهجيم، وبلعنبر وغيرهم، يعني بني
الحارث وبني الهجيم وبني العنبر، بينه وبين الحارث عدة
آباء، ويذكر في عويمر أتم من هذا.
أخرجه أبو موسى.
2683- عامر بن ثابت
(ب س) عامر بْن ثابت، حليف لبني جحجبي بْن عوف بْن كلفة
بْن عوف بْن عمرو بْن عوف من الأنصار، ثم من الأوس.
شهد أحدًا وقتل يَوْم اليمامة، قاله ابن إسحاق.
أخرجه أبو عمرو أبو موسى مختصرا.
2684- عامر بن ثابت بن سلمة
(ب) عامر بْن ثابت بْن سلمة بْن أمية بن يزيد بْن مالك بْن
عوف بْن عمرو بْن عوف قتل يَوْم اليمامة شهيدا.
أخرجه أَبُو عمر مختصرا.
2685- عامر بن ثابت بن قيس
(ب) عامر بْن ثابت بْن قيس، وقيس هو أَبُو الأقلح،
الأنصاري الأوسي، تقدم نسبه عند ذكر أخيه عاصم، كان سيدًا
في قومه، وهو الذي ضرب عنق عقبة بْن أَبِي معيط يَوْم بدر،
في قول، وقيل: إنما قتله أخوه عاصم بْن ثابت، أمره رَسُول
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بذلك.
أخرجه أبو عمر.
2686- عامر بن الحارث
(د) عامر بْن الحارث بْن ثوبان. لَهُ صحبة، شهد فتح مصر،
ولا تعرف له رواية.
أخرجه ابن منده.
2687- عامر بن الحارث الفهري
(د ع) عامر بْن الحارث الفهري. من بني الحارث بْن فهر بْن
مالك.
شهد بدرًا، ولا تعرف له رواية، قال مُحَمَّد بْن إِسْحَاق
من رواية يونس بْن بكير عنه، في تسمية من شهد بدرا، من بني
الحارث بْن فهر: عامر بْن الحارث.
(3/15)
أخرجه ابن منده وَأَبُو نعيم، وقال أَبُو
نعيم: عامر بْن الحارث الفهري، وذكر قول ابن منده، ثم قال:
ذكره بعض المتأخرين عَنْ يونس عَنِ ابن إِسْحَاق. وقال
إِبْرَاهِيم بْن سعد، عَنِ ابن إِسْحَاق: هو عامر بْن
عَبْد اللَّهِ بْن الجراح، أَبُو عبيدة، وقال موسى بْن
عقبة، عَنِ ابن شهاب:
هو عمرو بْن عامر بْن الحارث، من بني ضبة بْن فهر.
قلت: هذا قول أَبِي نعيم، وفيه نظر، فأن ابن إِسْحَاق ذكره
كما قال ابن منده، أَخْبَرَنَا أَبُو جعفر عبيد الله بن
أحمد بإسناده إلى يونس بن بكير، عن ابن إِسْحَاق، في تسمية
من شهد بدرا، قال: ومن بني الحارث بْن فهر: أَبُو عبيدة
وهو عامر بْن عَبْد اللَّهِ بْن الجراح، وعامر بْن الحارث،
وكذلك أيضًا رواه سلمة عَنِ ابن إِسْحَاق، مثل يونس سواء،
وَإِنما عَبْد الْمَلِكِ بْن هشام روى عَنْ زياد بْن عَبْد
اللَّهِ البكائي، عَنِ ابن إِسْحَاق، في تسمية من شهد
بدرًا، قال: ومن بني الحارث بْن فهر: أَبُو عبيدة بْن
الجراح، وهو عامر بْن عَبْد اللَّهِ بْن الجراح بْن هلال
بن أهيب ابن ضبة بْن الحارث، وعمرو بْن الحارث بْن زهير بن
أبي شداد بن ربيعة بن هلال [1] . وذكر غيرهما، ولم يذكر
عامر بْن الحارث، إنما ذكر عوضه: عمرو بْن الحارث. ولم يزل
أصحاب ابن إِسْحَاق وغيره يختلفون، فكان هذا مما اختلفوا
فيه، وبالجملة فإن ابن منده نقل عَنِ ابن بكير، عَنِ ابن
إِسْحَاق الصحيح، فلا يلزمه أن يكون إِبْرَاهِيم بْن سعد
لم يذكره، فلا حجة عَلَى ابن منده، وقد وافق يونس سلمة،
والله أعلم.
2688- عامر بن الحارث الأشعري
(د ع) عامر بْن الحارث بْن هانئ بْن كلثوم الأشعري، يكنى
أبا مالك، قدم عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ في السفينة.
وهو ممن ورد إِلَى مصر، روى عنه من أهلها: إِبْرَاهِيم بْن
مقسم مولى هذيل، ومن أهل الشام عبد الرحمن بْن غنم،
وَأَبُو سلام الحبشي، قاله يونس بْن عبد الأعلى.
أخرجه ابن منده وَأَبُو نعيم، وقال أَبُو نعيم: قد اختلف
في اسم أَبِي مالك، فقيل: عمرو، وقيل: عبيد، وقيل: الحارث.
وقد ذكر كل اسم في موضعه.
2689- عامر بن حذيفة
(ب د ع) عامر بْن حذيفة بْن غانم بن عامر بن عبد الله بن
عبيد بن عويج [2] بن عدي
__________
[1] سيرة ابن هشام: 1/ 685.
[2] في المطبوعة: عريج انظر المشتبه: 45، وكتاب نسب قريش
82
(3/16)
ابن كعب بْن لؤي القرشي العدوي، يكنى أبا
جهم، اختلف في اسمه، فقيل: عامر، وقيل:
عبيدة، وهو بكنيته أشهر، ونذكره في عبيدة، وفي الكنى إن
شاء اللَّه تعالى.
وهو صاحب الخميصة [1] التي أرسلها إليه رَسُول اللَّهِ صلى
الله عليه وسلم.
أخرجه الثلاثة.
2690- عامر الرام
(ب د ع) عامر الرام الخضري، والخضر قبيلة من قيس عيلان، ثم
من محارب بن حصفة بْن قيس عيلان [2] ، وهم ولد مالك بْن
طريف بْن خلف بْن محارب. قيل لمالك وأولاده:
الخضر، لانه كان آدم، وكان عامر أرمى العرب.
أَخْبَرَنَا أَبُو أحمد عبد الوهاب بْن عَلِيٍّ
بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَبِي داود، حدثنا عَبْد اللَّهِ بْن
مُحَمَّد النفيلي، حدثنا مُحَمَّد بْن سلمة، عَنْ
مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاق، عَنْ أَبِي منظور، عَنْ عمه عامر
الرام، أخي الخضر، قال: إنا لببلادنا إذ رفعت لنا رايات
وألوية، فقلت: ما هذا؟ قَالُوا: رَسُول اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فأقبلت، فإذا رَسُول اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم جالسا تحت شجرة، وحوله
أصحابه [3] .
وذكر الحديث في ثواب الأسقام ورحمة اللَّه سبحانه لعباده.
أخرجه الثلاثة.
2691- عامر بن ربيعة
(ب د ع) عامر بن ربيعة بن كعب بن مالك بن ربيعة بْن عامر
بْن سعد بْن عَبْد اللَّهِ بْن الحارث بْن رفيدة بْن عنز
بْن وائل بْن قاسط بْن هنب بْن أفصى بْن دعمي بْن جديلة
بْن أسد بْن ربيعة بْن نزار، وقيل: ربيعة بْن مالك بْن
عامر بْن حجير بْن سلامان بْن هنب بْن أفصى، وقيل: عامر
بْن رَبِيعة بْن عَامِر بْن مَالِك بْن ربيعة بْن حجير بْن
سلامان بْن مالك بْن ربيعة ابن رفيدة بْن عنز بْن وائل.
هذا الاختلاف كله ممن نسبه إِلَى عنز بْن وائل، وعنز،
بسكون النون، هو أخو بكر وتغلب ابني وائل، ومنهم من ينسبه
إِلَى مذحج، كنيته أَبُو عَبْد اللَّهِ، وهو حليف الخطاب
بْن نفيل العدوي، والد عمر بْن الخطاب.
__________
[1] الخميصة: ثوب خز أو صوف معلم، ولا تسمى خميصة إلا أن
تكون سوداء معلمة.
[2] في المطبوعة: بن عيلان.
[3] سنن أبى داود، كتاب الجنائز، الحديث رقم 3089: 3/ 182.
(3/17)
أسلم قديما بمكة وهاجر إِلَى الحبشة، هو
وامرأته، وعاد إِلَى مكة، ثم هاجر إِلَى المدينة أيضًا،
ومعه امرأته ليلى بنت أَبِي حثمة، وقيل: إن ليلى أول من
هاجر إِلَى المدينة، وقيل: إن أبا سلمة ابن عبد الأسد أول
من هاجر.
وشهد عامر بدرًا وسائر المشاهد كلها مع رَسُول اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وروي عَنِ النَّبِيّ
صلى الله عَلَيْهِ وسلم.
أخبرنا أبو منصور مسلم بْن عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّد، حدثنا
أَبُو البركات مُحَمَّد بْن مُحَمَّدِ بْنِ خميس، حدثنا
أَبُو النصر أحمد بْن عبد الباقي بْن طوق، أخبرنا أبو
القاسم نصر بن أحمد بن الخليل الْمَرْجِيِّ، أَخْبَرَنَا
أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى، حدثنا يحيى، هو
ابن معين، حدثنا حجاج قال:
أخبرني عاصم بْن عبيد اللَّه، عَنْ رجل أن النَّبِيّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال له: «سيكون أمراء
بعدي، يصلون الصلاة لوقتها [1] ، ويؤخرونها عَنْ وقتها،
فصلوها معهم، فإن صلوها لوقتها وصليتموها معهم فلكم [ولهم،
وَإِن أخروها عَنْ وقتها فصليتموها معهم، فلكم] [2]
وعليهم، ومن فارق الجماعة مات ميتة جاهلية، ومن نكث العهد
ومات ناكثًا للعهد جاء يَوْم القيامة ولا حجة له، قلت
لعاصم: من أخبرك هذا الخبر؟ قال: عَبْد اللَّهِ بْن عامر
بْن ربيعة، عَنْ أبيه عامر. وروى نافع عَنِ ابن عمر، عَنْ
عامر، عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
أَنَّهُ قال: «إذا رَأَى أحدكم الجنازة فإن لم يكن ماشيًا
معها، فليقم حتى تخلفه أو توضع [3] » . وتوفى سنة اثنتين
وثلاثين حين نشم [4] الناس في أمر عثمان:
روى مالك، عَنْ يحيى بْن سَعِيد، عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن
عامر بْن ربيعة، عَنْ أبيه: أَنَّهُ قام من الليل يصلي،
حين نشم الناس في أمر عثمان والطعن عليه، ثم نام فأتى في
المنام فقيل له: قم فاسأل اللَّه أن يعيذك من الفتنة التي
أعاذ منها صالح عباده، فقام فصلى، ثم دعا ثم اشتكى، فما
خرج بعد إلا بجنازته.
وقيل: توفي بعد قتل عثمان، رضي اللَّه عنهما، بأيام.
قال علي بْن المديني: هو من عنز، بفتح النون. والصحيح
سكونها، وعنز قليل، وَإِنما عنزة بالتحريك آخره هاء كثير،
وهم من ولد عنزة بْن أسد بن ربيعة، أيضا.
__________
[1] في الأصل والمطبوعة: يصلون الصلاة لغير وقتها
فيؤخرونها. والمثبت عن مسند أحمد: 3/ 445.
[2] سقط في الأصل والمطبوعة، والمطبوعة والمثبت من المسند.
[3] مسند أحمد: 3/ 445
[4] أي طعنوا فيه وقالوا منه.
(3/18)
2692- عامر بن أبى ربيعة
(س) عامر بْن أَبِي ربيعة، أورده أَبُو بكر بْن أَبِي على
في الصحابة.
روى يزيد بن أبي زياد، عن عبد الرحمن بْن سابط، عَنْ عامر
بْن أَبِي ربيعة، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه
وَسَلَّمَ يقول: «لا يزال الناس بخير ما عظموا هذه الحرمة،
فإذا ضيعوها، أو قال:
تركوها، هلكوا» . أخرجه أبو موسى.
2693- عامر بن ساعدة
(ب س) عامر بْن ساعدة بْن عامر الأنصاري الحارثي، أَبُو
حثمة [1] والد سهل بْن أَبِي حثمة [1] الذي كان بعثه
رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خارصًا
[2] إِلَى خيبر، ذكره المستغفري، وقال: توفي زمن معاوية،
وكان دليل رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد، وسماه
الواقدي عامرًا، وكذلك سماه الحسن بْن مُحَمَّد، وهو من
بعض أهله، وقيل: اسمه عَبْد اللَّهِ، وضرب لَهُ رَسُول
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بسهمه من خيبر
وسهم فرسه.
أخرجه أَبُو عمر وَأَبُو موسى، ويذكر في الكنى، إن شاء
اللَّه تعالى.
2694- عامر بن سعد بن الحارث
عامر بْن سعد بْن الحارث بْن عباد [3] بْن سعد بْن عَامِر
بْن ثعلبة بْن مالك بْن أفصى، استشهد هو وأخوه عمرو يَوْم
مؤتة، قاله ابن هشام [4] عَنِ الزُّهْرِيّ.
ذكره ابْنُ الدباغ فيما استدركه عَلَى أَبِي عمر.
2695- عامر بن سعد الأنماري
(ب) عامر بْن سعد، أَبُو سعد الأنماري. شامي، قال أَبُو
عمر في أَبِي سعد الخير الأنماري:
اسمه عامر بْن سعد، وقيل: عمرو بْن سعد، ويذكر هناك، إن
شاء الله تعالى.
2696- عامر بن سعد بن ثقف
عامر بْن سعد بْن عمرو بْن ثقف [5] ، شهد بدرًا وما بعدها
فيما قاله العدوي وابن القداح.
ذكره ابن الدباغ الأندلسي عَلَى أبى عمر.
__________
[1] في المطبوعة: خيثمة، وسترد ترجمته في باب الكنى، وينظر
الاستيعاب: 791.
[2] تقدم في: 2/ 468. والحرص هو تقدير الثمر.
[3] كذا ضبط في الأصل
[4] سيرة ابن هشام: 2/ 389.
[5] في المطبوعة: ثقيف.
(3/19)
2697- عامر بن سلمة
(ب د ع) عامر بْن سلمة بْن عامر البلوي. حليف الأنصار،
قاله أَبُو عمر، وقال ابن منده:
من الأنصار، ولم يذكر أَنَّهُ حليف الأنصار، وذكر أَبُو
نعيم أَنَّهُ حليف لهم، وقالوا كلهم: إنه شهد بدرًا، وقال
موسى بْن عقبة ومحمد بْن إِسْحَاق في تسمية من شهد بدرا،
من الأنصار:
عامر بْن سلمة بْن عامر، حليف لهم.
أخبرنا عبيد الله بن أحمد بن علي بإسناده إلى يونس بن بكير
عن محمد بن إِسْحَاق، في تسمية من شهد بدرا، قال: ومن بني
جزي [1] بْن عدي بْن مالك ... وعامر بْن سلمة بْن عامر،
حليف لهم، من أهل اليمن. فقوله: من أهل اليمن، لا يناقض
قولهم: إنه من بلى.
لأن بليا من قضاعة، وقضاعة من اليمن في قول الأكثر، والله
أعلم.
أخرجه الثلاثة، وقال أَبُو عمر: وقيل في اسمه عمرو.
2698- عامر بن سليم
(س) عامر بْن سليم الأسلمي. صاحب راية رَسُول اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في بعض المغازي. توفي
بنيسابور ودفن بها في مقبرة ملقاباذ [2] ، قاله الحاكم
أَبُو عَبْد اللَّهِ في تاريخ نيسابور.
أخرجه أبو موسى.
2699- عامر بن سنان
(ب د ع) عامر بْن سنان، وهو الأكوع بْن عَبْد اللَّهِ بْن
قشير بْن خزيمة بْن مالك بْن سلامان بْن أسلم الأسلمي، عم
سلمة بْن عمرو بْن الأكوع، ويقال: سلمة بْن الأكوع وَإِنما
هو ابن عمرو بْن الأكوع.
وكان عامر شاعرًا، وسار مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
إِلَى خيبر، فقتل بها.
أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَر بْن السمين، قال بِإِسْنَادِهِ،
عَنْ يونس بْن بكير، عن ابن إسحاق، قال: حَدَّثَنِي
مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ
التَّيْمِيُّ، عَنْ أَبِي الهيثم: أن أباه حدثه: أَنَّهُ
سمع رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يقول فِي مسيره إِلَى
خيبر لعامر بْن الأكوع، وكان اسم الأكوع سنانًا: انزل يا
ابن الأكوع، فخذ لنا من هناتك [3] ، فنزل يرتجز برسول الله
صلى الله عَلَيْهِ وسلم، ويقول:
__________
[1] في الأصل والمطبوعة: جدي، وينظر سيرة ابن هشام: 1/
693، وترجمة زيد بن وديعة فيما تقدم: 2/ 301، والروض
الأنف: 2/ 93.
[2] في المطبوعة: بلقا. وملقاباذ كما في «مراصد الاطلاع» :
محلة بأصفهان، وقيل: بنيسابور.
[3] الهنات: الأخبار والأشعار، وارتجز به: أنشده وجزا.
ومثله: رجز به.
(3/20)
والله لولا أنت ما اهتدينا ... ولا تصدقنا
ولا صلينا
فأنزلن سكينة علينا ... وثبت الأقدام إن لاقينا
إنا إذا قوم بغوا علينا [1] ... وإن أرادوا فتنة أبينا
كذا قال يونس، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: رحمك
ربك، فقال عمر بْن الخطاب: وجبت والله.
لو متعتنا [2] به! فقتل يَوْم خيبر شهيدًا، وكان قتله،
فيما بلغني، أن سيفه رجع عليه وهو يقاتل، فكلمه كلمًا
شديدا، [وهو يقاتل] [3] ، فمات منه.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِم يعيش بن صدقة بن عَلِيٍّ
الْفَقِيهُ الشَّافِعِيُّ بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَبِي
عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَحْمَدَ بْنِ شعيب، أَخْبَرَنَا عمرو
بْن سواد، أَخْبَرَنَا ابن وهب، أَخْبَرَنَا يونس، عَنِ
ابن شهاب، أخبرني عبد الرحمن وعبد اللَّه ابنا كعب بْن
مالك أنّ [4] سلمة بن الأكوع قال: لما كان يَوْم خيبر قاتل
أخي قتالًا شديدًا مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فارتد سيفه عليه، فقتله، فقال أصحاب
رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في ذلك،
وشكوا فيه، رجل مات بسلاحه. قال سلمة: فقفل رَسُول اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من خيبر، فقلت: يا
رَسُول اللَّهِ، أتأذن لي أن أرجز بك. فأذن لي رَسُول
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقلت:
والله لولا اللَّه ما اهتدينا ... ولا تصدقنا ولا صلينا
فقال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
صدقت. فقلت:
فأنزلن سكينة علينا ... وثبت الأقدام إن لاقينا
والمشركون قد بغوا علينا
فقال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
من قال هذا؟ قلت: أخي. قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يرحمه اللَّه.
فقلت: يا رَسُول اللَّهِ، إن ناسًا ليهابون الصلاة عليه،
يقولون: رجل مات بسلاحه. فقال رَسُول اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عليه وسلم: مات جاهدا مجاهدًا. قال ابن شهاب: ثم
سألت ابنًا لسلمة بْن الأكوع، فحدثني [عَنْ أبيه] [5] مثل
ذلك، غير أَنَّهُ قال، حين قلت إن ناسًا ليهابون الصلاة
عَلَيْهِ: فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وسلم: كذبوا، مات جاهدا مجاهدا، فله أجره مرّتين،
وأشار بإصبعيه.
__________
[1] في الأصل والمطبوعة: إن بنى الكفار قد بغوا علينا ولا
يستقيم البيت، والمثبت عن سيرة ابن هشام: 2/ 328.
[2] أي: لو تركتنا فتنفع به.
[3] هذه الجملة غير ثابتة في سيرة ابن هشام: 2/ 329.
[4] في المطبوعة: ابن والحديث رواه النسائي في كتاب
الجهاد: 6/ 31، 32.
[5] عن سنن النسائي: 6/ 32.
(3/21)
أخرجه مسلم، عَنْ أَبِي الطاهر، عَنِ ابن
وهب. والصحيح أن عامرًا عم سلمة وليس بأخ له، والله أعلم.
أخرجه الثلاثة.
2700- عامر بن شهر
(ب د ع) عامر بْن شهر الهمداني. ويقال: البكيلي، ويقال:
الناعطي. وهما بطنان من همدان، يكنى أبا شهر، ويقال: أَبُو
الكنود [1] .
وسكن الكوفة، روى عنه الشعبي، روى عكرمة، عَنِ ابن عباس،
قال: أول من اعترض عَلَى الأسود العنسي وكابره: عامر بْن
شهر الهمداني في ناحيته، وفيروز وداذويه في ناحيتهما.
وكان عامر بْن شهر أحد عمال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى اليمن:
أَخْبَرَنَا المنصور بْن أَبِي الحسن الديني الطبري
بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَبِي يعلى، حدثنا إِبْرَاهِيم بْن
سَعِيد الجوهري، حدثنا أَبُو أسامة، عَنْ مجالد، عَنِ
الشعبي، عَنْ عامر بْن شهر، قال: كانت همدان قد تحصنت في
جبل يقال له: الحقل- من الحبش- قد منعهم اللَّه به حتى جاء
أهل فارس، فلم يزالوا محاربين، حتى هم القوم الحرب، وطال
عليهم الأمر، وَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقالت لي همدان: يا عامر بْن شهر، إنك
قد كنت نديمًا للملوك مذ كنت، فهل أنت آت هذا الرجل ومرتاد
لنا؟ فإن رضيت لنا شيئًا فعلناه، وَإِن كرهت شيئا كرهناه.
قلت: نعم، وقدمت عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وجلست عنده، فجاء رهط، فقالوا: يا
رَسُول اللَّهِ، أوصنا، فقال: أوصيكم بتقوى اللَّه، أن
تسمعوا من قول قريش وتدعوا فعلهم، فاجتزأت بذلك- والله- من
مسألته ورضيت أمره. ثم بدا لي أن أرجع إلى قومي حتى أمر
بالنجاشي، وكان للنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
صديقًا، فمررت به، فبينا أنا عنده جالس إذ مر ابن له صغير،
فاستقرأه لوحًا معه، فقرأه الغلام، فضحكت، فقال النجاشي:
مم ضحكت! فو الله لهكذا أنزلت عَلَى لسان عِيسَى بْن مريم:
إن اللعنة تنزل إِلَى الأرض إذا كان أمراؤها صبيانًا. قلت:
فما قرأ هذا الغلام؟
قال: فرجعت، وقد سمعت هذا من النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهذا من النجاشي.
وأسلم قومي ونزلوا إِلَى السهل، وكتب رَسُول اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هذا الكتاب إِلَى عمير
ذي مران، وبعث رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ مالك بْن مرارة الرهاوي إِلَى اليمن جميعًا،
وأسلم عك ذو خيوان، فقيل: انطلق إِلَى رَسُول اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فخذ منه الأمان عَلَى
قومك ومالك، وقد ذكرناه في ذي خيوان.
أخرجه الثلاثة.
__________
[1] في المطبوعة «الكنوز» وينظر الاستيعاب: 792.
(3/22)
2701- عامر بن صبرة
عامر بْن صبرة بْن عَبْد اللَّهِ بْن المنتفق، والد أَبِي
رزين لقيط، بْن عامر العقيلي.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِم بْن يعيش بْن صدقة
بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَحْمَدَ بْنِ شُعَيْبٍ، قَالَ:
حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عبد الأعلى، حدثنا خَالِد، حدثنا
شعبة، قال: سمعت النعمان بْن سالم قال: سمعت عمرو بْن أوس-
يحدث عَنْ أَبِي رزين أَنَّهُ قال: يا نبي اللَّه، إن
أَبِي شيخ كبير لا يستطيع الحج ولا العمرة ولا الظعن؟ قال:
حج عَنْ أبيك واعتمر [1] .
2702- عامر بْن الطفيل بْن الحارث
عامر بْن الطفيل بْن الحارث. قال وثيمة: قال مُحَمَّد بْن
إِسْحَاق: كان وافد قومه إلى رسول الله صلى الله عليه
وسلم، وذكر مقامه في الأزد في الردة يوصيهم بالإسلام،
وذكره الترمذي في الصحابة أيضًا.
استدركه ابن الدّباغ على ابن عبد البر.
2703- عامر بن الطفيل العامري
(س) عامر بْن الطفيل بْن مَالِك بْن جَعْفَر بْن كلاب بْن
ربيعة بن عامر بْن صعصعة، العامري الجعفري، كان سيد بني
عامر في الجاهلية.
أخرجه أَبُو موسى وقال: اختلف في إسلامه، فأورده أَبُو
العباس المستغفري في الصحابة، وروى بِإِسْنَادِهِ، عَنْ
أَبِي أمامة، عَنْ عامر بْن الطفيل: أَنَّهُ قال: يا
رَسُول اللَّهِ، زودني كلمات أعيش بهن، قال: «يا عامر، أفش
السلام، وأطعم الطعام واستحي من الله كما تستحي رجلًا من
أهلك ذا هيئة، وَإِذا أسأت فأحسن ف إِنَّ الْحَسَناتِ
يُذْهِبْنَ السَّيِّئاتِ» . 11: 114 وروى المستغفري أن
عامر بْن الطفيل أهدى لرسول اللَّه صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ... الحديث. قلت: قول المستغفري وغيره
ليس بحجة في إسلام عامر، فإن عامرًا لم يختلف أهل النقل من
المتقدمين أَنَّهُ مات كافرًا، وهو الذي قال- لما عاد من
عند رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
كافرًا، هو وأربد بْن قيس، أخو لبيد لأمه، وقد دعا رَسُول
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عليهما، وقال:
«اللَّهمّ اكفنيهما بما شئت» فأنزل اللَّه تعالى عَلَى
أربد صاعقة، واتخذت عامرًا الغدة، فكان يقول: غدة كغدة
البعير وموت فِي بيت سلولية. ولم يختلفوا في ذلك، فتركه
كان أولى من ذكره.
__________
[1] سنن النسائي، كتاب المناسك: 5/ 111.
(3/23)
2704- عامر بن أبى عامر
(س) عامر بْن أَبِي عامر الأشعري. أدرك النَّبِيّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مع أبيه، وروى أن رَسُول
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: «لا إذن
عَلَى عامر» ثم وفد عَلَى معاوية فكان يدخل عليه بغير إذن،
وأدرك عَبْد الْمَلِكِ بْن مروان، وتوفي بالأردن في ملكه،
قاله ابن شاهين عَنِ ابن سعد أخرجه أبو موسى.
2705- عامر بن عبد الله بن الجراح
(ب د ع) عامر بْن عَبْد اللَّهِ بن الجراح بن هلال بن أهيب
بن ضبة بن الحارث بْن فهر بْن مالك بْن النضر بْن كنانة
بْن خزيمة، أَبُو عبيدة، اشتهر بكنيته ونسبه إِلَى جده،
فيقال:
أَبُو عبيدة بْن الجراح.
وهو أحد العشرة المشهود لهم بالجنة، وشهد بدرا وأحدا
والمشاهد كلها مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ، وهو من السابقين إِلَى الإسلام، وهاجر إِلَى
الحبشة وَإِلى المدينة أيضًا، وكان يدعى القوي الأمين.
وكان أهتم، وسبب ذلك أَنَّهُ نزع الحلقتين اللتين دخلتا في
وجه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من
المغفر [1] يوم أحد، فانتزعت ثنيتاه فحسّنتا فاه، فلما رئي
أهتم قط أحسن منه.
وقال له أَبُو بكر الصديق يَوْم السقيفة: «قد رضيت لكم أحد
هذين الرجلين: عمر بْن الخطاب وَأَبُو عبيدة بْن الجراح» .
وكان أحد الأمراء المسيرين إِلَى الشام، والذين فتحوا
دمشق، ولما ولي عمر بْن الخطاب الخلافة عزل خَالِد بْن
الْوَلِيد واستعمل أبا عبيدة، فقال خَالِد: ولي عليكم أمين
هذه الأمة وقال أَبُو عبيدة: سمعت رَسُول اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: «إن خالدًا لسيف من سيوف
اللَّه» . ولما كان أَبُو عبيدة ببدر يَوْم الوقعة، جعل
أبوه يتصدى له، وجعل أَبُو عبيدة بحيد عنه، فلما أكثر أبوه
قصده قتله أَبُو عبيدة، فأنزل اللَّه تعالى: لا تَجِدُ
قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ
يُوادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ، وَلَوْ
كانُوا آباءَهُمْ أَوْ أَبْناءَهُمْ 58: 22 [2] الآية.
وكان الواقدي ينكر هذا، ويقول: توفي أَبُو أَبِي عبيدة قبل
الإسلام، وقد رد بعض أهل العلم قول الواقدي.
__________
[1] المغفر: ما يلبسه الدارع على رأسه من الزرد ونحوه.
[2] المجادلة: 22.
(3/24)
أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيل بْنُ عَلِيِّ بْنِ
عُبَيْدِ اللَّهِ وَغَيْرُهُ، قَالُوا بِإِسْنَادِهِمْ
إِلَى أَبِي عِيسَى التِّرْمِذِيِّ، قال:
حدثنا عَبْد اللَّهِ بْن معاوية الجمحي، حدثنا حماد بْن
سلمة، عَنْ خَالِد الحذاء، عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن شقيق،
عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن سراقة، عَنْ أَبِي عبيدة بْن
الجراح، قال: سمعت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ يقول: «إنه لم يكن نبي بعد نوح إلا وقد أنذر
قومه الدجال، وَإِني أنذركموه» . فوصفه لنا رَسُول اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقال: «لعله يدركه بعض
من رآني وسمع كلامي. قَالُوا: يا رَسُول اللَّهِ، فكيف
قلوبنا يومئذ؟ قال: مثلها- يعني اليوم- أو خير [1] .
أَخْبَرَنَا أَبُو الفضل المخزومي الطبري بإسناده إلى أبي
يعلى أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ
أَبِي شَيْبَةَ وَأَبُو خيثمة، قالا: حدثنا إِسْمَاعِيل
بْن علية، عَنْ خَالِد عَنْ أَبِي قلابة، قال: قال أنس:
قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
لكل أمة أمين، وَإِن أميننا، أيتها الأمة، أَبُو عبيدة بْن
الجراح.
أَخْبَرَنَا أَبُو الفضل عَبْد اللَّهِ بْن أحمد
الْخَطِيبُ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ
عَلِيِّ بن بدران الحلواني، أَخْبَرَنَا القاضي أَبُو
الطيب الطبري، أَخْبَرَنَا أَبُو أحمد الغطريفي،
أَخْبَرَنَا أَبُو خليفة الجمحي، أَخْبَرَنَا سليمان بْن
حرب، حدثنا شعبة، عَنْ خَالِدٌ الْحَذَّاءُ، عَنْ أَبِي
قِلابَةَ، عَنْ أَنَسِ:
أَنَّهُ قال: «لكل أُمَّةٍ أَمِينٌ، وَأَمِينُ هَذِهِ
الأُمَّةِ أَبُو عُبَيْدَةَ بْن الجراح [2] » . ولما هاجر
أَبُو عبيدة بْن الجراح إِلَى المدينة آخى رَسُول اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بينه وبين أَبِي طلحة
الأنصاري.
وأَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّد بْن أَبِي الْقَاسِمِ بْن
عساكر الدمشقي، إجازة، أَخْبَرَنَا أَبِي، أَخْبَرَنَا
أَبُو غالب بْن المثنى، حدثنا أَبُو مُحَمَّد الجوهري،
أَخْبَرَنَا أَبُو عمر بْن حيويه وأبو بكر بن إسماعيل،
قالا: حدثنا يحيى بْن مُحَمَّدِ بْنِ ساعد، حدثنا الحسين
بن الحسن، أخبرنا عبد الله ابن المبارك، حدثنا معمر، عَنْ
هشام بْن عروة، عَنْ أبيه، قال: قدم عمر بْن الخطاب الشام
فتلقاه أمراء الأجناد وعظماء أهل الأرض، فقال عمر: أين
أخي؟ قَالُوا: من؟ قال: أَبُو عبيدة. قَالُوا: يأتيك الآن.
قال: فجاء عَلَى ناقة مخطومة بحبل، فسلم عليه وسأله، ثم
قال للناس: انصرفوا عنا. فسار معه حتى أتى منزله، فنزل
عليه، فلم ير في بيته إلا سيفه وترسه [ورحله] [3] ، فقال
عمر: لو اتخذت متاعًا؟ أو قال شيئًا. قال أَبُو عبيدة: يا
أمير المؤمنين، إن هذا سيبلغنا المقيل.
__________
[1] تحفة الأحوذي، كتاب الفتن: 6/ 490، 491.
[2] الحديث رواه أحمد في مسندة: 3/ 133.
[3] سقط من المطبوعة.
(3/25)
قال: وحدثنا معمر، عَنْ قتادة، قال: قال
أَبُو عبيدة بْن الجراح: «لوددت أني كبش يذبحني أهلي
فيأكلون لحمي، ويحسون مرقي» .
قال: وقال عمران بْن حصين: «لوددت أني كنت رمادًا تسفيني
الريح في يَوْم عاصف حثيث» .
وروى عنه العرباض بْن سارية، وجابر بْن عَبْد اللَّهِ،
وَأَبُو أمامة الباهلي، وَأَبُو ثعلبة الخشني وسمرة بْن
جندب، وغيرهم.
وقال عروة بن الزبير: لما نزل طاعون عموا من كان أَبُو
عبيدة معافى منه وأهله، فقال:
«اللَّهمّ، نصيبك في آل أَبِي عبيدة. قال: فخرجت بأبي
عبيدة في خنصرة بثرة، فجعل ينظر إليها، فقيل له: إنها ليست
بشيٍء، فقال: إني لأرجو أن يبارك اللَّه فيها، فإنه إذا
بارك في القليل كان كثيرًا.» وقال عروة بْن رويم: إن أبا
عبيدة بْن الجراح انطلق يريد الصلاة ببيت المقدس، فأدركه
أجله بفحل [1] ، فتوفي بها. وقيل: إن قبره ببيسان، وقيل:
توفي بعمواس سنة ثمان عشرة، وعمره ثمان وخمسون سنة.
وكان يخضب رأسه ولحيته بالحناء والكتم.
وبين عمواس والرملة أربعة فراسخ مما يلي البيت المقدس، وقد
انقرض ولد أَبِي عبيدة، ولما حضره الموت استخلف معاذ بْن
جبل عَلَى الناس.
أخرجه الثلاثة.
2706- عامر بن عبد الله البدري
(ع س) عامر بْن عَبْد اللَّهِ البدري.
أخبرنا أبو موسى إجازة، أخبرنا أبو غالب أحمد بْن العباس
وَأَبُو بكر مُحَمَّد بْن القاسم وأبو محمد نوشروان بن
شهرزاذ، قَالُوا: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ رِيذَةَ
[2] ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِم الطبراني، حدثنا معاذ
بْن المثنى، حدثنا مسدد (ح) قال أَبُو الْقَاسِم: وحدثنا
علي بْن عبد العزيز، حدثنا مسلم بْن إِبْرَاهِيم، قالا:
حدثنا خَالِد بْن عَبْد اللَّهِ، حدثنا عمرو بْن يحيى،
عَنْ عمرو بْن عامر بن عبد الله بن الزبير، عن أبيه،
__________
[1] فحل: موضع بالشام.
[2] في المطبوعة: زيدة.
(3/26)
عَنْ عامر بْن عَبْد اللَّهِ البدري، قال:
كانت صبيحة بدر يَوْم الاثنين لسبع عشرة من رمضان.
أخرجه أَبُو نعيم وَأَبُو موسى.
2707- عامر بن عبد الله الخولانيّ
(د ع) عامر بْن عَبْد اللَّهِ بْن جهم، الخولاني، من أصحاب
النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم، شهد فتح مصر.
قاله ابن منده، عَنْ عبد الرحمن بْن يونس، وأخرجه معه أبو
نعيم مختصرا.
2708- عامر بْن عَبْد اللَّهِ بْن أَبِي ربيعة
(س) عامر بْن عَبْد اللَّهِ بْن أَبِي ربيعة. أورده ابن
شاهين في الصحابة.
روى بشر بْن عمر، عَنْ إِسْمَاعِيل بْن إِبْرَاهِيم بْن
عامر بْن عَبْد اللَّهِ بْن أَبِي ربيعة، عَنْ أبيه عَنْ
جده، قال: استسلف رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ أربعين ألفًا، فأتاه مال، فقال: «ادعوا لي ابن
أَبِي ربيعة. فقال: هذا مالك، فبارك اللَّه لك في مالك،
إنما جزاء السلف الوفاء والحمد» .
ورواه غير واحد، عَنْ إِسْمَاعِيل، فقال: ابن إِبْرَاهِيم
بْن عَبْد اللَّهِ بْن أَبِي ربيعة، عَنْ أبيه، عَنْ جده،
فعلى هذا يكون الصحابي: عَبْد اللَّهِ، لا مدخل لعامر فيه.
أخرجه أَبُو موسى، وهذا أصح، والأول وهم.
2709- عامر بن عبد الله
(س) عامر بْن عَبْد اللَّهِ، أَبُو عَبْد اللَّهِ. مر به
مالك بْن عَبْد اللَّهِ الخثعمي أمير الجيوش، وعامر يقود
بغلا له، وهو يمشي، فقال له مالك: يا أبا عَبْد اللَّهِ،
ألا تركب؟ فقال: سمعت رَسُول الله صلى الله عليه وسلم
يقول: «من اغبرت قدماه في سبيل اللَّه فهما حرام عَلَى
النار» .
كذا روى، والصواب جابر بْن عَبْد اللَّهِ، ويتصحف عامر من
جابر. أخرجه أبو موسى.
2710- عامر بن عبد عمرو
(ب د ع) عامر بْن عبد عمرو، وقيل: عامر بن عَمْرو بْن ثابت
بْن كلفة بْن ثعلبة بْن مالك بْن عمرو بْن عوف بْن مالك
بْن الأوس، أَبُو حبة البدري، وهو أخو سعد بْن خيثمة لأمه
أمهما هند بنت أوس بْن عدي بْن أمية بْن عَامِر بْن خطمة.
شهد بدرًا، واستشهد يَوْم أحد، نسبه هكذا ابن منده وَأَبُو
نعيم، وقال: أَبُو نعيم: هكذا ذكره بعض المتأخرين.
(3/27)
وأخرجه أَبُو عمر ترجمتين في الأسماء،
ولعله قد نسي، وقال: عَامِر بْن عبد عَمْرو، ويقال:
عَامِر بْن عمير أَبُو حبة الأنصاري البدري، وهو من بني
ثعلبة بْن عمرو بْن عوف بْن مالك بْن الأوس [1] ، غلب عليه
أَبُو حبة البدري لشهوده بدرًا، واختلف في اسمه، وهو مذكور
في الكنى.
روى عنه أَبُو بكر بْن حزم، وعمار بْن أَبِي عمار: روى ابن
شهاب، عَنِ ابن حزم، عَنْ أَبِي حبة البدري وابن عباس،
قالا: قَالَ رسول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لما
عرج بي إِلَى السماء ظهرت لمستوى أسمع فيه صريف الأقلام.
أخرجه الثلاثة، وفيه اختلاف كثير، يرد فِي الكنى، إن شاء
الله تعالى.
2711- عامر بن عبد غنم
(ب) عامر بْن عبد غنم بْن زهير بن أبي شداد بن ربيعة [2]
بن هلال القرشي الفهري.
قديم الإسلام، من مهاجرة الحبشة، في قول جميعهم، وقال هشام
الكلبي: هو عامر بْن عبد غنم، وأخرجه أَبُو عمر في: عثمان
بن [عبد] [3] غنم، وقال: سماء الكلبي: عامر بن عبد غنم.
2712- عامر بن عبد القيس
(س) عامر بْن عبد القيس، وقيل: ابن عَبْد اللَّهِ بْن عبد
قيس بْن ناشب بْن أسامة بْن خدينة بْن معاوية بْن شيطان
بْن معاوية بْن أسعد بْن جون بْن العنبر بْن عمرو بْن تميم
التميمي العنبري، أَبُو عَبْد اللَّهِ، وقيل: أَبُو عمرو
البصري.
بعد من الزهاد الثمانية [4] ، ذكره أبو موسى في كتابه في
الصحابة، وهو تابعي، قيل: أدرك الجاهلية، وكان أعبد أهل
زمانه، وأشدهم اجتهادًا، وسعي به إِلَى عثمان بْن عفان رضي
اللَّه عنه أَنَّهُ لا يأكل اللحم ولا ينكح النساء وأنه
يطعن عَلَى الأئمة، ولا يشهد الجمعة، فأمره أن يسير إِلَى
الشام، فسار، فقدم عَلَى معاوية فوافقه وعنده ثريد، فأكل
معه أكلًا غريبًا، فعلم أن الرجل مكذوب عليه، فقال: يا
هذا، أتدري فيم أخرجت؟ قال: لا. قال: بلغ الخليفة: إنك لا
تأكل اللحم، وقد رأيتك تأكل، وأنك لا ترى التزويج، ولا
تشهد الجمعة. قال: أما الجمعة فإني أشهدها في مؤخر المسجد،
ثم أرجع في أوائل الناس، وأما اللحم فقد رأيت، ولكن رأيت
قصابًا يجر الشاة ليذبحها وهو يقول: النفاق النفاق، حتى
ذبحها ولم يذكر اسم اللَّه، فإذا اشتهيت اللحم ذبحت الشاة
وأكلتها، وأما التزويج فقد خرجت وأنا يخطب علي. قال: فترجع
إِلَى بلدك قال. لا أرجع
__________
[1] كذا في إحدى نسخ الاستيعاب، ينظر: 795.
[2] في المطبوعة: ابن أبى شداد آل بن ربيعة، ينظر سيرة ابن
هشام: 1/ 330.
[3] ليست في الأصل والمطبوعة، وينظر الاستيعاب: 1026.
[4] كذا في الأصل، وفي المطبوعة: اليمانية.
(3/28)
إِلَى بلد استحل أهله مني ما استحلوا، فكان
يقيم في السواحل، فكان يكثر معاوية أن يقول له:
حاجتك، فقال يومًا: حاجتي أن ترد عَلَى حر البصرة فإن
ببلادكم لا يشتد علي الصوم [1] .
وكان عامر إذا خرج إِلَى الجهاد وقف يتوسم الناس، فإذا
رَأَى رفقة توافقه قال: أريد أن أصحبكم عَلَى ثلاث خلال،
فإذا قالوا: ما هي؟ قال: أكون لكم خادمًا، لا ينازعني أحد
الخدمة، وأكون مؤذنًا، وأنفق عليكم بقدر طاقتي. فإذا
قَالُوا: نعم، صحبهم، فإذا نازعه أحد من ذلك شيئًا فارقهم.
وكان ورده كل يَوْم ألف ركعة، ويقول لنفسه: بهذا أمرت،
ولهذا خلقت. ويصلي الليل أجمع، وقيل لعامر: أتحدث نفسك
بشيء في الصلاة؟ قال: نعم، أحدث نفسي بالوقوف بين يدي
اللَّه عز وجل، ومنصرفي من بين يديه.
وقال عامر: لقد أحببت اللَّه تعالى حبًا سهل عَلَى كل
مصيبة، ورضاني بكل قضية، فما أبالي مع حبي إياه ما أصبحت
عليه، وما أمسيت.
وكان إذا رَأَى الناس في حوائجهم يقول: يا رب، غدا الغادون
في حوائجهم، وغدوت إليك أسألك المغفرة.
ولما نزل به الموت بكى، وقال: لمثل هذا المصرع فليعمل
العاملون، اللَّهمّ، إنى أستغفرك من تقصيري وتفريطي، وأتوب
إليك من جميع ذنوبي، لا إله إلا أنت. وما زال يرددها حتى
مات.
قيل: إن قبره بالبيت المقدس.
2713- عامر بن عبدة الرقاشيّ
(د ع) عامر بْن عبدة الرقاشي، عم أَبِي حرة، روى حديثه
واصل بْن عبد الرحمن، عَنْ أَبِي حرة، عَنْ عمه. مختلف في
اسمه.
أخرجه ابن منده وَأَبُو نعيم.
2714- عامر بن عبدة
(ب) عامر بْن عبدة. روى حديثه الأعمش، عَنِ المسيب بْن
رافع، عَنْ عامر بْن عبدة:
__________
[1] ينظر عيون الأخبار لابن قتيبة: 1/ 308.
(3/29)
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن
الشيطان يأتى في صورة الرجل، يعرفون وجهه ولا يعرفون نسبه،
فيحدثهم فيقولون: حدثنا فلان، ما اسمه؟ ليس يعرفونه. أخرجه
أَبُو عمر.
قلت: كذا ذكره أَبُو عمر، وهو تابعي يروي عَنِ ابن مسعود،
قال ابن أَبِي حاتم: عامر بْن عبدة أَبُو إياس البجلي سمع
ابن مسعود، روى عنه المسيب بْن رافع. قال ابن معين: هو
ثقة، وهذا الحديث أخرجه مسلم في صدر كتابه، عَنِ ابن مسعود
قوله.
وقال ابن ماكولا في عبدة: بفتح العين والباء، عامر بْن
عبدة أَبُو إياس البجلي. كوفي.
روى عَنِ ابن مسعود، روى عنه المسيب بْن رافع، وَأَبُو
إِسْحَاق السبيعي، وقيل: عبدة، بسكون الباء، وهذا غير الذي
قبله، لأن هذا بجليّ والأول رقاشىّ.
2715- عامر بن العكير
(س) عامر بن العكير، حليف الأنصار. شهد بدرًا.
أخرجه أَبُو موسى، وقال: ذكره المستغفري.
2716- عامر بن عمرو التجيبي
(د ع) عامر بْن عمرو بْن حذافة بن عبد الله بن المهزم بن
الأعم بْن الأعجم التجيبي، أَبُو بلال من أصحاب النَّبِيّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، شهد فتح مصر، لا تعرف
لَهُ رواية.
أخرجه ابن منده وَأَبُو نعيم كذا مختصرا.
المهزم: بكسر الميم، وسكون الهاء، وفتح الزاى وتخفيفها.
2717- عامر بن عمرو المزني
(ب ع) عامر بْن عمرو المزني، أَبُو هلال، انفرد بحديثه
أَبُو معاوية الضرير، ويقال:
أخطأ فيه، لأن يعلى بْن عبيد قال فيه: عَنْ هلال بْن عامر،
عَنْ رافع بْن عمرو، وقال أَبُو معاوية: هلال بْن عامر
عَنْ أبيه، قاله أَبُو عمر.
وقال أَبُو نعيم: حدثنا أَبُو بكر بْن مالك، عَنْ عَبْد
اللَّهِ بْن أحمد، عَنْ أبيه، عَنْ أَبِي معاوية (ح) قال
أَبُو نعيم: وحدثنا أَبُو عمرو بْن حمدان، عَنِ الحسن بْن
سفيان، عَنْ إِبْرَاهِيم بْن أَبِي معاوية، عَنْ أبيه،
عَنْ هلال بْن عامر المزني، عَنْ أبيه، قال: رأيت
النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يخطب
(3/30)
الناس بمنى، عَلَى بغلة بيضاء، وعليه برد
أحمر، ورجل من أهل بدر يعبر عنه. وقال إبراهيم ابن أَبِي
معاوية: وعلي بْن أَبِي طالب يعبر عنه [1] .
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مِسْمَارُ بْن عُمَرَ بْن العويس
الْبَغْدَادِيّ، أَخْبَرَنَا أَبُو العباس بْن الطلاية،
أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِم الأنماطي، أَخْبَرَنَا أَبُو
طاهر المخلص، حدثنا أَبُو مُحَمَّد بْن صاعد، حدثنا
مُحَمَّد بْن عثمان بْن أَبِي صفوان الثقفي، حَدَّثَنَا
أُمَيَّةُ بْن خَالِد، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ بسطام
بْن مسلم، عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن خليفة الغبري [2] ، عَنْ
عامر بْن عمرو: أن رجلا أتى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فسأله فأعطاه، فلما وضع رجله عَلَى
أسكفة [3] الباب قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لو تعلمون ما في المسألة ما مشى أحد
إِلَى أحد يسأله شيئًا.
2718- عامر بن عمير
(د ع) عامر بْن عمير النميري. شهد حجة الوداع مع النَّبِيّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يعد فِي أهل الكوفة
روى ثابت البناني، عَنْ أَبِي يزيد المدني [4] ، عَنْ عامر
بْن عمير، قَالَ: قَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إني وجدت ربي عز وجل ماجدًا [5] ،
أعطاني سبعين ألفًا يدخلون الجنة بغير حساب، مع كل واحد من
السبعين سبعين. فقلت: إن أمتي لا تبلغ أو لا تكمل هذا،
قال: أكملهم من الأعراب. وروى موسى بْن أكتل بْن عمير
النميري، عَنْ عمه عامر بْن عمير، وكان شهد حجة الوداع مع
رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قال:
«آخر ما تكلم به رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضه:
الصلاة الصلاة. أخرجه ابن منده وَأَبُو نعيم.
2719- عامر بن عوف
(ع س) عَامِر بْن عوف بْن حارثة بْن عَمْرو بن الخزرج بن
ساعدة الأنصاري الساعدي.
روى سلمة، عَنِ ابن إِسْحَاق، في تسمية من شهد بدرا، من
الأنصار، من الخزرج، من بني البدن: عَامِر بْن عوف بْن
حارثة بْن عَمْرو بْن الخزرج.
أخرجه أبو نعيم وأبو موسى.
__________
[1] مسند أحمد: 3/ 477.
[2] في المطبوعة: العبري، ينظر خلاصة التذهيب: 199.
[3] أسكفه الباب: عتبته.
[4] كذا في الأصل. وفي المطبوعة: المزني. وفي الاصابة:
المديني.
[5] في المطبوعة: ساجدا. والماجد: المفضال الكثير الخير.
(3/31)
2720- عامر بن غيلان
عامر بْن غيلان بْن سلمة بْن معتب بْن مالك بْن كعب بْن
عَمْرو بْن سعد بْن عوف بْن ثقيف، الثقفي أسلم قبل أبيه،
وهاجر ومات بالشام في طاعون عمواس، وأبوه يومئذ حي.
أخرجه أَبُو عمر مختصرا.
2721- عامر الفقيمي
(س) عامر الفقيمي، أَبُو عروة، ذكره المستغفري.
روى غاضرة بْن عروة، عَنْ أبيه، قال: قدمت المدينة مع أبى،
والناس ينتظروننا، فمرينا- يعني- رسول الله صلى الله عليه
وسلم، ورأسه يقطر من وضوء أو غسل، فسمعت الناس يقولون له:
يا رَسُول اللَّهِ، يا رَسُول اللَّهِ. فسمعته يقول بيده
هكذا: يا أيها الناس: «إن دين اللَّه تعالى في اليسر» .
وأشار بعض الرواة بيده.
ومما يدل عَلَى أن اسم أَبِي عروة «عامر» ما رواه عبد
الرحمن بْن مهدي، عَنْ سفيان، عَنْ حبيب، عَنْ عروة بْن
عامر، قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عَنِ الطيرة.
أخرجه أَبُو موسى، وقال: الحديث الأول رواه غير واحد، ولا
أعلم أحدًا منهم قال: مع أَبِي، فإن كان محفوظًا فهو عزيز.
2722- عامر بن فهيرة
(ب د ع) عامر بْن فهيرة، مولى أَبِي بكر الصديق، يكنى أبا
عمرو، وكان مولدًا من مولدي الأزد، أسود اللون، مملوكًا
للطفيل بْن عَبْد اللَّهِ بْن سخبرة، أخي عائشة لأمها.
وكان من السابقين إِلَى الإسلام، أسلم قبل أن يدخل رَسُول
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دار الأرقم،
أسلم وهو مملوك، وكان حسن الإسلام، وعذب في اللَّه،
فاشتراه أَبُو بكر، فأعتقه.
ولما خرج رَسُول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر إِلَى
الغار بثور مهاجرين، أمر أَبُو بكر مولاه عامر بْن فهيرة
أن يروح بغنم أَبِي بكر عليهما، وكان يرعاها، فكان عامر
يرعى في رعيان أهل مكة، فإذا أمسى أراح عليهما غنم أَبِي
بكر فاحتلباها، وَإِذا غدا عَبْد اللَّهِ بْن أَبِي بكر من
عندهما اتبع عامر بْن فهيرة أثره بالغنم حتى يعفي عليه،
فلما سار النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
وَأَبُو بَكْرٍ من الغار هاجر معهما، فأردفه أَبُو بكر
خلفه، ومعهم دليلهم من بني الديل، وهو مشرك، ولما قدم
رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المدينة
اشتكى أصحابه، فاشتكى أَبُو بكر وبلال وعامر بْن فهيرة رضي
اللَّه عنهم.
(3/32)
وشهد عامر بدرًا وأحدًا، وقتل يَوْم بئر
معونة، سنة أربع من الهجرة، وهو ابن أربعين سنة، وقال عامر
بْن الطفيل لرسول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ، لِمَا قدم عليه: من الرجل الذي لما قتل رأيته
رفع بين السماء والأرض حتى رأيت السماء دونه، قال: هو عامر
بْن فهيرة. أَخْبَرَنَا به أَبُو جَعْفَر بْن السمين
بِإِسْنَادِهِ إِلَى يونس بْن بكير، عَنْ هشام بْن عروة،
أو محمد ابن إِسْحَاق [1] ، عَنْ هشام- شك يونس- عَنْ
أبيه، قال: قدم عامر بْن الطفيل عَلَى رَسُول اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مثله.
وروى ابن المبارك وعبد الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ
الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ قال: طلب عامر يومئذ في
القتلى فلم يوجد، فيرون أن الملائكة دفنته، ودعا رَسُول
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الذين
قتلوا أصحابه ببئر معونة أربعين صباحًا، حتى نزلت: لَيْسَ
لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ 3: 128 [2] وقيل: نزلت في غير
هذا.
وروى ابن منده بِإِسْنَادِهِ، عَنْ أيوب بْن سيار [3] عَنْ
مُحَمَّدِ بْنِ المنكدر، عَنْ جابر، عَنْ عامر ابن فهيرة،
قال: تزود أَبُو بكر مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في جيش العمرة بنحي من سمن، وعكيكة [4]
من عسل، عَلَى ما كنا عليه من الجهد.
قال أَبُو نعيم: أظهر، يعني ابن منده، في روايته هذا
الحديث غفلته وجهالته: فإن عامرًا لم يختلف أحد من أهل
النقل أَنَّهُ استشهد يَوْم بئر معونة وأجمعوا أن جيش
العسرة هو غزوة تبوك، وبينهما ست سنين، فمن استشهد ببئر
معونة كيف يشهد جيش العسرة. وصوابه أَنَّهُ تزود مع رَسُول
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في مخرجه إِلَى
الهجرة، والحق مع أبى نعيم.
أخرجه الثلاثة.
2723- عامر بن قيس
(ب د ع) عامر بْن قيس الأشعري، أَبُو بردة، أخو أَبِي موسى
الأشعري، ويرد نسبه في ترجمة أخيه أَبِي موسى، إن شاء الله
تعالى.
__________
[1] ينظر سيرة ابن هشام: 2/ 18
[2] آل عمران: 128.
[3] في الأصل- والمطبوعة: سنان. ينظر ميزان الاعتدال: 1/
288، وترجمة بلال بن رباح فيما تقدم: 1/ 245.
[4] النحى والعكيكة: وعاءان.
(3/33)
قال أَبُو أحمد العسكري: نزل أَبُو عامر
الأشعري بالكوفة، وكناه مسلم بْن الحجاج، وقال:
اسمه عامر، وله صحبة. ومن حديثه عَنِ النَّبِيّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم أنه قال: اللَّهمّ، اجعل فناء أمتي
قتلا في سبيلك بالطعن والطاعون [1] .
رواه عاصم الأحول، عَنْ كريب بْن الحارث بْن أَبِي موسى،
عَنْ أَبِي بردة. أخرجه الثلاثة.
2724- عامر بن كريز
(ب س) عامر بْن كريز بْن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس بن عبد
مناف، والد عَبْد اللَّهِ بْن [2] عامر القرشي العبشمي،
وأمه البيضاء بنت عبد المطلب.
أسلم يَوْم الفتح، ذكره ابن شاهين والمستغفري، وبقي إِلَى
خلافة عثمان، وقدم عَلَى ابنه عَبْد اللَّهِ بْن عامر
البصرة، لما استعمله عثمان، رضي اللَّه عنه، عليها وعلى
خراسان.
أخرجه أبو عمر وأبو موسى مختصرا.
2725- عامر بن لدين
(س ع) عامر بْن لدين [3] الأشعري. أورده ابن شاهين في
الصحابة، وروى بإسناده عن أسد ابن موسى، عَنْ معاوية بْن
صالح، عَنْ أَبِي بشر، مؤذن دمشق، عَنْ عامر بْن لدين
الأشعري، قال: سمعت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: «إن الجمعة يَوْم عيدكم، فلا
تجعلوا يَوْم عيدكم يَوْم صيامكم، إلا أن تصوموا يومًا
قبله أو بعده» . ورواه عَبْد اللَّهِ بْن صالح، عَنْ
معاوية، فقال: عامر عَنْ أَبِي هريرة.
أخرجه أَبُو موسى وَأَبُو نعيم، وقال أَبُو نعيم: عامر بْن
لدين الأشعري، مختلف في صحبته، وهو معدود في أهل الشام.
2726- عامر بن لقيط العامري
(س ع) عامر بْن لقيط العامري.
أَخْبَرَنَا أَبُو موسى، أَخْبَرَنَا أَبُو غالب، وَأَبُو
بكر، ونوشروان، وحمد، قالوا: أخبرنا ابن ربذة (ح) قال
أَبُو موسى: وأَخْبَرَنَا الحسن، أَخْبَرَنَا أحمد، قالا:
حدثنا سليمان بْن أحمد الطبراني، حدثنا أحمد بْن عمرو
القطراني، حدثنا هاشم بن القاسم الحراني، حدثنا يعلى بن
__________
[1] الحديث رواه أحمد في المسند عن أبى بردة بن قيس: 3/
437، 4/ 238.
[2] ينظر كتاب نسب قريش: 147.
[3] في المطبوعة: لدين، وينظر الإصابة: القسم الرابع.
(3/34)
الأشدق، حدثني عامر بْن لقيط العامري، قال:
أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أبشره بإسلام قومي
وطاعتهم ووافدًا إليه، فلما أخبرته قال: «أنت الوافد
الميمون، بارك اللَّه تعالى فيك» . ومسيح ناصيتي، ثم
صافحني.
أخرجه أَبُو نعيم وَأَبُو موسى، وقال أَبُو موسى: رواه غير
القطراني عَنْ هاشم، فقال: عَنْ يعلى، عَنْ عاصم.
2727- عامر بن ليلى
(س) عامر بْن ليلى بْن ضمرة، أورده أَبُو العباس بْن عقدة.
روى عَبْد اللَّهِ بْن سنان، عَنْ أَبِي الطفيل عَامِر بْن
واثلة، عَنْ حذيفة بْن أسيد الغفاري وعامر بْن ليلى بْن
ضمرة، قالا: لما صدر رسول الله صلى الله عليه وسلم من حجة
الوداع، ولم يحج غيرها، أقبل حتى إذا كان بالجحفة، وذلك
يَوْم غدير خم من الجحفة، وله بها مسجد معروف، فقال:
«أيها الناس، إنه قد نبأني اللطيف الخبير أَنَّهُ لم يعمر
نبي إلا نصف عمر الذي قبله، وَإِني يوشك أن أدعى فأجيب»
... ثم ذكر الحديث إِلَى أن قال: فأخذ بيد علي فرفعها،
وقال: «من كنت مولاه فهذا مولاه، اللَّهمّ وال من والاه
وعاد من عاداه ... » وذكر الحديث. قال أَبُو موسى: هذا
حديث غريب جدًا، لا أعلم أني كتبته إلا من رواية ابن
سَعِيد.
أخرجه أبو موسى.
2728- عامر بن ليلى
(س) عامر بْن ليلى الغفاري. ذكره ابن عقدة أيضًا في ترجمة
مفردة عَنِ الأول.
قال أَبُو موسى: وأظنهما واحدًا، وروى بِإِسْنَادِهِ عَنْ
عُمَرَ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَعْلَى بن مرّة، عن عَنْ
أبيه، عَنْ جده يعلى، قَالَ: سمعت رسول الله صلى الله عليه
وسلم يقول: «من كنت مولاه فعلي مولاه، اللَّهمّ وال من
والاه وعاد من عاداه» . فلما قدم علي الكوفة نشد الناس: من
سمع النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فانتشد
له بضعة عشر رجلًا، فيهم: عامر بْن ليلى الغفاري.
أخرجه أَبُو موسى.
قلت: قول أَبِي موسى: أظنهما واحدًا، صحيح، والحق معه،
وَإِنما دخل الوهم عَلَى ابن عقدة أَنَّهُ رَأَى عامر بْن
ليلى من ضمرة، فظنه ابن ضمرة، وغفار بْن مليل بْن ضمرة،
فرآه في موضع غفاريا، ورآه في موضع من ضمرة، فظنه ابن
ضمرة، وكثيرًا ما يشتبه ابن بمن، فاعتقد أنهما اثنان وهما
واحد، فإن كل غفاري ضمرىّ، والله أعلم.
(3/35)
2729- عامر بن مالك الأشجعي
(س) عامر بْن مالك الأشجعي. قال المستغفري: روى عَنِ
النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، روى عنه
أَبُو عثمان النهدي.
أخرجه أَبُو موسى.
2730- عامر بن مالك القرشي
(ب) عامر بْن مالك بْن أهيب بْن عبد مناف بْن زهرة بْن
كلاب بْن مرة، القرشي الزُّهْرِيّ، وهو عامر بْن أَبِي
وقاص، واسم أَبِي وقاص مالك.
أسلم بعد عشرة رجال، وهو من مهاجرة الحبشة، ولم يهاجر
إليها أخوه سعد.
أخرجه أَبُو عمر مختصرًا. وقد أخرجناه في عامر بْن أَبِي
وقاص.
2731- عامر بن مالك العامري
(د ع) عَامِر بْن مَالِك بْن جَعْفَر بْن كلاب بْن ربيعة
بن عامر بن صعصعة، العامري الكلابي، أَبُو براء وهو ملاعب
الأسنة، وهو عم عامر بْن الطفيل.
أرسل إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
يلتمس منه دواء أو شفاء، فبعث إليه بعكة [1] عسل.
كذا أخرجه ابن منده وَأَبُو نعيم.
قلت: الصحيح أن أبا براء لم يسلم، وقال المستغفري: لم
يخرجه في الصحابة إلا خليفة بْن خياط، ونحن نذكر خبر ملاعب
الأسنة حتى يعلم أَنَّهُ لم يسلم:
أَخْبَرَنَا عبيد الله بن أحمد بن علي بإسناده إلى يونس بن
بكير، عن ابن إِسْحَاق، قال:
حدثني والدي إِسْحَاق بْن يسار، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْن
عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْن الْحَارِثِ بن هشام، وعبد الله ابن
[2] أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حَزْمٍ، وَغَيْرِهِمَا
مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ، قَالُوا: قَدِمَ أَبُو البراء
عَامِرُ بْن مَالِكِ بْن جَعْفَر مُلَاعِبُ الأَسِنَّةِ،
عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
بِالْمَدِينَةِ، فَعَرَضَ عَلَيْهِ رَسُول اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الإسلام، فَلَمْ يُسْلِمْ
وَلَمْ يَبْعُدْ مِنَ الإِسْلامِ، وَقَالَ: يَا مُحَمَّد،
لَوْ بَعَثْتَ رِجَالا مِنْ أَصْحَابِكَ إِلَى أهل نجد
فدعوهم إِلَى أمرك، رجوت أن يستجيبوا لك، فقال رَسُول
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إني أخشى
عليهم أهل نجد، فقال أَبُو البراء: أنا لهم جار، فابعثهم
فليدعوا الناس إلى أمرك.
__________
[1] العكة: وعاء السمن والعسل.
[2] في الأصل والمطبوعة: عبد الله بن محمد بن أبى بكر ...
والمثبت عن سيرة ابن هشام: 2/ 184، وينظر خلاصة التذهيب:
383.
(3/36)
فبعث رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المنذر بْن عمرو [1] [المعنق ليموت
[2]] فِي أَرْبَعِينَ رَجُلا مِنْ أَصْحَابِهِ، مِنْ
خِيَارِ المسلمين. وذكر قصة بئر معونة وقتل أصحاب رَسُول
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولم يذكر فيه
إسلامه وكذلك غير ابن إِسْحَاق [ولهذا] لم يذكره أَبُو عمر
في كتابه، والله أعلم.
2732- عامر بن مالك بن صفوان
(ب) عامر بْن مالك بْن صفوان. ذكره ابن قانع في الصحابة،
وروى بِإِسْنَادِهِ عَنْ سليمان التيمي، عَنْ أَبِي عثمان،
عَنْ عامر بن مالك، قال: قال رسول الله صلى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الطاعون شهادة والغرق شهادة» . أخرجه
ابن الدباغ على أبى عمر.
2733- عامر بن مالك القشيري
(س) عامر بْن مالك القشيري، وقيل: عمرو بْن مالك، وقيل:
مالك بْن عمرو، وقيل:
أنس بْن مالك، وقيل غير ذلك.
روى إِسْحَاق بْن يوسف الأزرق، عَنْ شريك، عَنْ أشعث بْن
سوار، عَنْ عَلِيِّ بْن زَيْدٍ، عَنْ زُرَارَةَ بْن أوفى،
عَنْ عامر بْن مالك، قال: كنت عند النَّبِيّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذ جاءه سائل، فقال له
النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «هلم أحدثك
أن اللَّه، عز وجل، وضع عَنِ المسافر الصّوم وشطر الصلاة
[3] » . أخرجه أبو موسى.
2734- عامر بن مالك الكعبي
(س) عامر بْن مالك الكعبي، قال المستغفري: له صحبة.
أخرجه أَبُو موسى كذا مختصرًا.
قلت: أظن هذا والذي قبله واحدًا فإن أبا موسى وغيره نقلوا
في الأول اختلافًا كثيرًا منه:
أنس بْن مالك القشيري، وقيل له: كعبي، أيضًا، وقيل: عامر
بْن مالك، وقيل غير ذلك، وقد تقدم في أنس بن مالك ما فيه
كفاية [4] .
__________
[1] في الأصل والمطبوعة: عوف. وينظر سيرة ابن هشام: 2/
184، وترجمته فيما يأتى.
[2] سقط من المطبوعة. والمعنق: المسرع، وذلك أنه لما بلغ
رسول الله صلى الله عليه وسلم قتله قال: أعتق ليموت، أي
إنه أسرع للقاء مصرعه.
[3] الحديث رواه أحمد في مسندة 4/ 347، 5/ 39 عن أنس بن
مالك، أحد بنى كعب.
[4] تقدم في: 1/ 150.
(3/37)
2735- عامر بن مخرمة
(د) عامر بْن مخرمة بْن نوفل بْن أهيب [1] بْن عبد مناف
بْن زهرة بْن كلاب بْن مرة، القرشي الزُّهْرِيّ، أخو [2]
المسور بْن مخرمة.
يقال: إنه أدرك النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ، روى عنه عبد الرحمن الأعرج مقطوعا.
أخرجه ابن مندة.
2736- عامر بن مخلد
(ب د ع) عامر بْن مخلد بْن الحارث بْن سواد بْن مَالِك بْن
غنم بْن مالك بْن النجار، الأنصاري الخزرجي، ثُمَّ من بني
مالك بْن النجار شهد بدرًا، قاله ابن إِسْحَاق وموسى بْن
عقبة، وقتل يَوْم أحد شهيدًا، ولا عقب له.
أخرجه الثلاثة.
2737- عامر بن مرقش
(س) عامر بْن مرقش الهذلي. ذكره سَعِيد القرشي، وروى
بِإِسْنَادِهِ عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن الفضل بْن رجاء،
عَنْ أَبِي قيس البكري، عَنْ عامر بْن مرقش: أن حمل بْن
مالك بْن النابغة الهذلي مر بأثيلة بنت راشد، وقد رفعت
برقعها عَنْ وجهها، وهي تهش عَلَى غنمها، فلما أبصرها ونظر
إِلَى جمالها أناخ راحلته، ثم عقلها، ثم أتاها فذهب يريدها
عَنْ نفسها، فقالت: مهلا يا حمل، فإنك في موضع وأنا في
موضع، واخطبني إِلَى أَبِي، فإنه لا يردك. فأتى عليها
فحملته فجلدت به الأرض، وجلست عَلَى صدره، وأخذت عليه
عهدًا وميثاقًا أن لا يعود، فقامت عنه، فلم تدعه نفسه،
فوثب عليها، ففعلت به مثل ذلك ثلاث مرات، وأخذت في الثالثة
فهرًا [3] فشدخت به رأسه، ثم ساقت غنمها، فمر به ركب من
قومه، فقالوا: يا حمل، من فعل بك هذا؟
قال: راحلتي عثرت بى. قالوا: هذه راحلتك معقولة، وهذا فهر
إِلَى جنبك قد شدخت به. قال:
هو ما أقول لكم، فاحملوني. فحملوه إِلَى منزله، فحضره
الموت، فقالوا: يا حمل، من نأخذ بك؟
قال: الناس من دمي أبرياء غير أثيلة. فلما مات جاءت هذيل
إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
فقالت: إن دم حمل بْن مالك عند راشد، فأرسل إليه النَّبِيّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فأتاه، فقال: يا راشد،
إن هذيلًا تزعم أن دم حمل عندك، وكان راشد يسمى في الشرك
ظالمًا، فسماه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ راشدًا، فقال:
__________
[1] في المطبوعة: أنيف، وينظر كتاب نسب قريش: 262.
[2] في الأصل والمطبوعة: أبو. وهو خطأ، وينظر الإصابة.
[3] الفهر: الحجر.
(3/38)
يا رَسُول اللَّهِ، ما قتلت. قَالُوا:
أثيلة، قال: أما أثيلة فلا علم لي بها، فجاء إِلَى أثيلة
فقال:
إن هذيلًا تزعم أن دم حمل عندك. قالت: وهل تقتل المرأة
الرجل! ولكن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ لا يكذب، فجاءت فأخبرت النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقال: بارك اللَّه فيك، وأهدر دمه.
أخرجه أبو موسى.
2738- عامر المزني
(د) عامر المزنيّ، أبو هلال. رَأَى النَّبِيّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهو وهم.
روى أَبُو معاوية، عَنْ هلال بْن عامر المزني، عَنْ أبيه،
قال: رأيت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ يخطب بمنى عَلَى بغلة، وعليه برد أحمر.
كذا رواه أَبُو معاوية، فقال: هلال [1] بْن عامر، عَنْ
أبيه. والصواب: هلال بْن عامر، عَنْ رافع بْن عمرو.
أخرجه ابن منده هكذا. وقد أخبرنا أبو ياسر بن أبي حبة
بإسناده عن عبد الله بن أحمد، قال: حدثني أَبِي، عَنْ
أَبِي معاوية الضرير، بِإِسْنَادِهِ، وذكره. وقد رواه أحمد
أيضا عن محمد ابن عبيد، عَنْ شيخ من بني فزارة، عَنْ هلال
بْن عامر المزني، عَنْ أبيه، قال: رأيت رسول الله صلى الله
عليه وسلم، نحوه [2] . وقد تقدم ذكر ذلك في: رافع بن عمرو،
والله أعلم.
2739- عامر بن مسعود القرشي
(ب د ع) عامر بْن مسعود بْن أمية بْن خلف بْن وهب بْن
حذافة بْن جمح، القرشي الجمحي.
مختلف في صحبته، قال أَبُو داود: قلت لأحمد بْن حنبل: عامر
بْن مسعود القرشي، له صحبة؟ قال: لا أدري، وقد روى عَنِ
النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وقال أَبُو
داود: وسمعت مصعبًا الزبيري يقول: له صحبة، وهو والد
إِبْرَاهِيم بْن عامر، الذي روى عنه الثوري وشعبة.
وهو الذي ولي الكوفة بعد موت يزيد بْن معاوية باتفاق من
أهلها عليه. ولما وليهم خطبهم فقال في الخطبة: إن لكل قوم
أشربة ولذات، فاطلبوها في مظانها، وعليكم بما يحل ويحمد
واكسروا شرابكم بالماء، فقال شاعر:
من ذا يحرّم ماء المزن خالطة ... في قعر خابية ماء
العناقيد
__________
[1] في المطبوعة: هاجر.
[2] مسند أحمد: 4/ 477.
(3/39)
إني لأكره تشديد الرواة لنا ... فيها،
ويعجبني قول ابن مسعود
وكثير من الناس يظنون أَنَّهُ أراد ابن مسعود، صاحب
النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
ولما ولي ابن الزبير الخلافة أقره عَلَى الكوفة، وكان
يلقب: دحروجة الجعل، لقصره.
وعزله ابن الزبير بعد ثلاثة أشهر، واستعمل بعده عَبْد
اللَّهِ بْن يَزِيدَ الخطميّ.
أخرجه الثلاثة
2740- عامر بن مطر
(ع س) عامر بْن مطر الشيباني. ذكره الطبراني في معجمه،
وروى وكيع عَنْ مسعر، عَنْ جبلة بْن سحيم، عَنْ عامر بْن
مطر، قَالَ: تَسَحَّرْنَا مَعَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثم قمنا إِلَى الصلاة ...
كذا قاله سهل بْن زنجلة [1] ، عَنْ وكيع. ورواه غيره عَنْ
وكيع، قال: تسحرنا مع ابن مسعود، وهو الصحيح.
أخرجه أَبُو نعيم وَأَبُو موسى.
2741- عامر بن نابي
(ب) عامر بْن نابي [2] بْن زيد بْن حرام. قال هشام الكلبي:
إنه شهد العقبة.
أخرجه ابن الدباغ مستدركا عَلَى أبي عمر.
2742- عامر بن الهذيل
(س) عامر بْن الهذيل. ذكره سَعِيد القرشي.
روى زياد النميري، عَنْ نفيع، عَنْ عامر بْن هذيل، قال:
سمعت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
يقول: «من حضر الجمعة بالسكوت والإنصات، وصلى حتى يخرج
الإمام، فهي كفارة له ما بينها وبين الجمعة الأخرى، وزيادة
ثلاثة أيام» . أخرجه أبو موسى.
2743- عامر أبو هشام
(ب د ع) عامر، أَبُو هشام الأنصاري استشهد بأحد مع
النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
روى همام، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ زُرَارَةَ بْنِ أَوْفَى،
عَنْ سعد بْن هشام بْن عامر، قال: سألت ابن عباس عَنْ وتر
رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقال:
ائت عائشة، فإنّها اعلم الناس بوقر رسول الله صلى الله
عليه وسلم،
__________
[1] في المطبوعة: بن نجلة، وترجمته في خلاصة التذهيب: 133.
[2] في المطبوعة: بابي. ينظر المشتبه: 38، وسيرة ابن هشام
في ابنه عقبة: 1/ 432، والجمهرة لابن حزم، 340.
(3/40)
فدخلت أنا وحكيم بن أفلج على عائشة، فقالت:
من معك يا حكم؟ قال: سعد بْن هشام قالت: هشام بْن عامر
الذي قتل بأحد؟ قلت: نعم. قالت: نعم المرء كان عامرًا.
ولعامر وابنه هشام صحبة.
أخرجه ابن منده وَأَبُو نعيم، وأما أَبُو عمر فإنه ذكر في
ابنه هشام أن أباه عامرًا له صحبة وقتل بأحد.
2744- عامر بن هلال
(ب س) عَامِر بْن هلال، من بني عبس بْن حبيب بْن خارجة بْن
عدوان، يكنى أبا سيارة المتقى، كتب له النَّبِيّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كتابًا هو عند بني عمه
المتعيين.
كذلك سماه أَبُو أحمد العسكري، وقيل: اسمه الحارث، ويرد في
الكنى، وهناك أخرجه ابن منده وأبو عمر [1] ، وأخرجه هاهنا
أبو عمر وأبو موسى.
2745- عامر بن واثلة
(ب د ع) عامر بْن واثلة بْن عَبْد اللَّهِ بْن عمير بن
جابر بْن خميس بْن حدي بْن سعد بْن ليث بْن بكر بْن عبد
مناة بن كنانة، الكناني الليثي، أَبُو الطفيل، وهو بكنيته
أشهر.
ولد عام أحد، أدرك من حياة النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثمان سنين، وكان يسكن الكوفة، ثم انتقل
إِلَى مكة.
روى عمارة بْن ثوبان، عَنْ أَبِي الطفيل، قال: رأيت
النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقسم لحمًا
بالجعرانة، فجاءت امرأة فبسط لها رداءه، فقلت: من هذه؟
قَالُوا: أمه التي أرضعته.
وروى سَعِيد الجريري، عَنْ أَبِي الطفيل: أَنَّهُ قال: لا
يحدثك اليوم أحد عَلَى وجه الأرض أنه رأى النبي صلى الله
عليه وسلم غيري، قال: فقلت له: فهل تنعت من رؤيته؟ قال:
نعم، مقصدًا، أبيض مليحًا [2] .
وكان أَبُو الطفيل من أصحاب عَلَى المحبين له، وشهد معه
مشاهده كلها، وكان ثقة مأمونًا يعترف بفضل أَبِي بكر وعمر
وغيرهما، إلا أَنَّهُ كان يقدم عليًا.
توفي سنة مائة، وقيل: مات سنة عشر ومائة، وهو آخر من مات
ممن رَأَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم.
أخرجه الثلاثة.
__________
[1] في الأصل والمطبوعة: عامر.
[2] المقصد: هو الّذي ليس بطويل ولا قصير ولا جسيم.
(3/41)
حُدي: بالحاء المضمومة المهملة، قاله ابن
ماكولا. قال: ووجدته في جمهرة ابن الكلبي:
جدي، بالجيم، والله أعلم.
2746- عامر بن أبى وقاص
(ب س) عامر بْن أَبِي وقاص، أخو سعد بْن أَبِي وقاص، لأبيه
وأمه، وأمهما حمنة بنت سفيان بْن أمية بْن عبد شمس. قال
الواقدي: أسلم بعد عشرة رجال، وكان هو الحادي عشر، فلقي من
أمه ما لم يلق أحد من قريش، وحلفت لا يظلها ظل، ولا تأكل
طعامًا ولا تشرب شرابًا، حتى يدع دينه، فأقبل سعد فرأى
الناس مجتمعين، فقال: ما شأن الناس؟ قالوا: هذه أمك قد
أخذت أخاك عامرًا، وقد عاهدت اللَّه تعالى أن لا يظلها ظل
ولا تأكل طعامًا ولا تشرب شرابًا حتى يدع الصبا [1] . فقال
لها سعد: يا أمه، علي فاحلفي أن لا تستظلي ولا تأكلي ولا
تشربي حتى تري مقعدك من النار، فقالت: إنما أحلف على ابى
البر، فأنزل اللَّه تعالى: وَإِنْ جاهَداكَ عَلى أَنْ
تُشْرِكَ بِي 31: 15 [2] الآية.
وهاجر إلى أرض الحبشة.
أخرجه هاهنا أَبُو عمر وَأَبُو موسى، وقد تقدم في: عامر بن
مالك.
2747- عامر بن يزيد
(ب) عامر بْن يَزِيدَ بْن السكن. أخو أسماء بنت يزيد بْن
السكن.
استشهد مع أبيه يَوْم أحد، ذكره أَبُو عمر في باب أبيه
مدرجا، وذكره العدوي أيضا.
2748- عائذ بن ثعلبة
(د ع) عائذ بْن ثعلبة بْن وبرة البلوي. له صحبة، شهد فتح
مصر، وقتله الروم ببرلس [3] سنة ثلاث وخمسين، قاله ابن
يونس.
أخرجه ابن منده وأبو نعيم مختصرا
2749- عائذ بن سعيد
(ب د ع) عائذ بْن سَعِيد بْن زيد بْن جندب بْن جابر بْن
زيد بْن عبد الحارث بْن بغيض الجسري، حي من عنزة بن ربيعة.
__________
[1] صبأ فلان من دينه: خرج عنه إلى دين آخر.
[2] العنكبوت: 8.
[3] برلس: بليدة على شاطئ نيل مصر، قرب البحر من جهة
الإسكندرية.
(3/42)
كان فيمن وفد عَلَى النَّبِيّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وقتل مع علي بصفين سنة سبع
وثلاثين.
روى عَبْد اللَّهِ بْن إِبْرَاهِيم القرشي، عَنْ أَبِي بكر
بْن النضر، عَنْ أم البنين بنت شراحيل العبدية، عَنْ عائذ
بْن سَعِيد الجسري، قال: وفدنا عَلَى رَسُول الله صلى الله
عليه وسلم، فقلت: يا رَسُول اللَّهِ، بأبي أنت امسح عَلَى
وجهي وادع لي بالبركة. ففعل، قالت أم البنين، وهي امرأته:
ما رأيته قام من نوم قط إلا وكأن وجهه مدهن [1] وَإِن كان
ليتجزأ بالتمرات.
أخرجه الثلاثة، إلا أن ابن منده جعله حميريًا، وقال في اسم
امرأته، أم اليسر وَإِنما هو جسري بالجيم، وأم البنين:
بالباء الموحدة والنون.
وقال أَبُو نعيم: هو عائذ بن سعد الجسري، حي من عنزة، بْن
ربيعة. وليس كذلك، وإنما هو من جسر بْن محارب بْن خصفة،
فهو محاربي جسري، ولعله قد رَأَى في عنزة جسرًا، وهو جسر
بْن النمر بْن يقدم بْن عنزة، فظن عائذًا منهم، وليس كذلك،
وَإِنما هو عائذ بْن سَعِيد بْن جابر بْن زيد بْن عبد
الحارث بْن بغيض بْن شكم بْن عبد بْن عوف بْن زيد بْن بكر
بْن عميرة بْن عَلِيِّ بْنِ جسر بْن محارب، والله أعلم.
2750- عائذ بن أبى عائذ
(ب د ع) عائذ بْن أَبِي عائذ الجعفي. روى عَنِ النَّبِيّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، روى عنه الجعد بْن
أَبِي الصلت أَنَّهُ قَالَ: مَرَّ النَّبِيُّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بقوم يرفعون حجرًا، وكنا نسميه
حجر الأشداء.
أخرجه الثلاثة، وقال أَبُو عمر: أخشى أن يكون الحديث
مرسلا.
2751- عائذ بن عبد عمرو
(د ع) عائذ بْن عبد عمرو الأزدي، عداده في البصريين، توفي
بعد عثمان، ذكره البخاري في الوحدان، ولم يذكر عنه حديثًا.
أخرجه ابن منده وَأَبُو نعيم مختصرًا.
2752- عائذ بن عمرو
(ب د ع) عائذ بْن عمرو بْن هلال بْن عبيد بن يزيد بْن
رواحة بْن زبينة بْن عدي بْن عامر بْن ثعلبة بن تور بْن
هذمة بْن لاطم بْن عثمان بْن عمرو بْن أد بْن طابخة بْن
إلياس بْن مضر، المزني، يكنى أبا هبيرة، ويقال لولد عثمان
وأوس ابني عَمْرو: مزينة، نسبا إلى أمهما.
__________
[1] المدهن: ما يجعل فيه الدهن، شبهت وجهه بصفاء الدهن.
ويتجزأ: يكتفى.
(3/43)
وكان ممن بايع بيعة الرضوان تحت الشجرة،
وكان من صالحي الصحابة، سكن البصرة، وابتنى بها دارًا،
وتوفي في إمارة عبيد اللَّه بْن زياد، أيام يزيد بْن
معاوية، وأوصى أن يصلي عَلَيْهِ أَبُو برزة الأسلمي، لئلا
يصلي عليه ابن زياد.
روى عنه الحسن، ومعاوية بْن قرة، وعامر الأحول، وغيرهم
أَخْبَرَنَا يحيى بْن محمود بن سعد إجازة بِإِسْنَادِهِ
إِلَى ابْنِ أَبِي عَاصِمٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْن
بكار، حَدَّثَنَا أُمَيَّةُ بْن خَالِد، حَدَّثَنَا
شُعْبَةُ، عَنْ بسطام بْن مسلم، عَنْ خليفة بْن عَبْد
اللَّهِ، عن عائذ ابن عمرو: أن رجلا سأل رَسُول اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فأعطاه، فلما وضع رجله
خارجًا من أسكفة الباب قال: «لو يعلم ما في المسألة ما سأل
رجل يجد شيئا» . أخرجه الثلاثة.
2753- عائذ بن قرط
(ب د ع) عائذ بْن قرط السكوني شامي.
أَخْبَرَنَا يحيى بْن محمود إذنا بِإِسْنَادِهِ إلى
أَحْمَدَ بْنِ عَمْرِو بْنِ الضَّحَّاكِ، قَالَ:
حَدَّثَنَا الحوطي، حدثنا مُحَمَّد بْن حمير، عَنْ عمرو
بْن قيس السكوني، عَنْ عائذ بْن قرط: أن النَّبِيّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: من صلى صلاة لم يتمها زيد
فيها من سبحانه [1] حتى تتم. أَخْرَجَهُ الثلاثة، إلا أن
أبا عُمَر جعله سكونيًا، وأمَّا ابْن منده وَأَبُو نعيم
فلم ينسباه، وجعله ابن أَبِي عاصم ثماليا.
2754- عائذ بن ماعص
(ب س) عائذ بْن ماعص بْن قيس بْن خلدة بْن مخلد بْن عَامِر
بْن زريق، الأنصاري الخزرجي ثُمَّ الزرقي.
شهد بدرًا مع أخيه: معاذ بْن ماعص، وقتل عائذ يَوْم
اليمامة شهيدًا، وقيل: إنه استشهد يَوْم بئر معونة. وكان
رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قد آخى
بينه وبين سويبط، بن حرملة العبذرى.
أخرجه أبو عمر وأبو موسى.
2755- عائذ الله بن سعيد
(ب) عائذ اللَّه. هذا منسوب إِلَى اسم اللَّه تعالى، هو
ابن سَعِيد بْن جندب، وقيل: عائذ ابن سَعِيد، غير مضاف
إِلَى اسم اللَّه، عز وجل، وقد تقدم ذكره.
__________
[1] سبحات: جمع سبحة، وهي النافلة.
(3/44)
وفد إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ومن ولده لقيط الراوية ابن بكر بْن
النضر بْن سَعِيد بْن عائذ، العلامة [1] أخرجه أبو عمر.
2756- عائذ الله بن عبد الله
(ب) عائذ اللَّه بْن عَبْد اللَّهِ، أَبُو إدريس الخولاني.
ولد عام حنين، وهو مذكور في الكنى إن شاء الله تعالى.
أخرجه أبو عمر مختصرا.
باب العين والباء
2757- عباد بن أخضر
(ب ع س) عباد بْن أخضر، وقيل: ابن أحمر.
روى عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
أَنَّهُ كان إذا أخذ مضجعه قرأ: قُلْ يا أَيُّهَا
الْكافِرُونَ 109: 1 حتى يختمها ذكره الحضرمي، في
المفاريد، وابن أَبِي شيبة في الوحدان. أخرجه أَبُو نعيم،
وأبو عمر وأبو موسى.
2758- عباد بن بشر
(د ع) عباد بْن بشر بْن قيظي. قال ابن منده: وهو ابن وقش،
من بني النبيت، ثُمَّ من بني عبد الأشهل.
شهد بدرًا، وقتل يَوْم اليمامة، قاله مُحَمَّد بْن
إِسْحَاق [2] عَنِ الزُّهْرِيّ.
وروى ابن منده بِإِسْنَادِهِ عَنْ يعقوب بْن مُحَمَّد
الزُّهْرِيّ، عَنْ إِبْرَاهِيم بْن جَعْفَر بْن محمود بْن
مُحَمَّدِ بْنِ مسلمة، حدثنا أَبِي، عَنْ جدته تويلة بنت
أسلم بْن عميرة، قالت: صلينا في بني حارثة الظهر- أو
العصر- فصلينا سجدتين إِلَى بيت المقدس، فجاء رجل فأخبرهم
أن القبلة قد صرفت إِلَى المسجد الحرام. قالت: فتحولنا،
فتحول الرجال مكان النساء، والنساء مكان الرجال، قال: هذا
الرجل الذي أخبرهم أن القبلة قد صرفت هو: عباد بْن بشر.
وروى عَنْ إِبْرَاهِيم بْن حمزة الزبيري، عَنْ إِبْرَاهِيم
بْن جَعْفَر، عَنْ أبيه، عَنْ تويلة وكانت من المبايعات
قالت: جاء رجل من بني حارثة، يقال له: عباد بْن بشر بن
قيظىّ
__________
[1] انه ترجمة في ميزان الاعتدال: 3/ 409.
[2] سيرة ابن هشام: 1/ 686.
(3/45)
الأنصاري، فقال: أن النَّبِيّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قد استقبل البيت الحرام،
فتحولوا عنه، وذكر نحوه، هذا كلام ابن منده.
وقال أَبُو نعيم: عباد بْن بشر بْن قيظي الأنصاري، قيل: هو
المتقدم من بني عبد الأشهل، يعني عباد بْن بشر بْن وقش
الذي يأتي ذكره قال: وقيل غيره، فرقه بعض المتأخرين، وأخرج
له هذا الحديث، وذكر حديث إِبْرَاهِيم بْن جَعْفَر، عَنْ
أبيه، عَنْ تويلة: أنها قالت:
إنا لنصلي في بني حارثة، فقال عباد بْن بشر بْن قيظي ...
وذكره.
رواه يعقوب الزُّهْرِيّ، عَنْ إِبْرَاهِيم بْن جَعْفَر،
ولم يسم عبادًا، ورواه يعقوب بْن إِبْرَاهِيم بْن سعد،
عَنْ شريك، عَنْ أَبِي بكر بْن صخير، عَنْ إِبْرَاهِيم بْن
عباد الأنصاري، عَنْ أبيه، وكان إمام بني حارثة عَلَى عهد
النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قال: بينما
هو يصلي إذ سمع: إلا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد
حول نحو الكعبة، فاستداروا.
قلت: هذا كلام أَبِي نعيم، ولم يقطع فيه بشيء وأما ابن
منده فإنه قطع بأنهما اثنان، أحدهما هذا، والثاني عباد بْن
بشر بْن وقش، الذي يأتي ذكره، ولا يبعد أن يكونا اسمين،
فإنه قد جعل في نسب هذا بشر بْن قيظي، وليس في نسب الذي
يأتي ذكره قيظي، حتى يقال: قد نسب إِلَى جده، ثم جعل هذا
من بني حارثة، وبنو حارثة ليسوا من بني عبد الأشهل، فإن
حارثة هو ابن الحارث بْن الخزرج بْن عمرو بْن مالك بْن
الأوس، وعبد الأشهل هو ابن جشم ابن الحارث بْن الخزرج بْن
عمرو بْن مالك بْن الأوس، ويجتمعان في الحارث بْن الخزرج،
وَإِنما في بني حارثة عرابة بْن أوس بْن قيظي بْن عمرو بْن
جشم بْن حارثة، فيكون هذا ابن عمه، ومن بني حارثة، مربع
بْن قيظي بْن عمرو، عم عرابة، فيكون هذا ابن أخيه أيضًا.
وقد ذكر أَبُو عمر: عباد بْن قيظي الأنصاري الحارثي، وقال:
هو أخو عَبْد اللَّهِ وعقبة ابني قيظي، وهذا يؤيد أنهما
اثنان، والله أعلم.
2759- عباد بن بشر بن وقش
(ب د ع) عباد بْن بشر بْن وقش بْن زغبة بْن زعوراء بْن
عَبْد الأشهل بن جشّم بن الحارث ابن الخزرج بْن عمرو، وهو
النبيت، بْن مالك بْن الأوس، الأنصاري الأوسي ثم الأشهلي،
يكنى أبا بشر، وقيل: أَبُو الربيع.
أسلم بالمدينة عَلَى يد مصعب بْن عمير، قبل إسلام سعد بْن
معاذ، وأسيد بْن حضير. وشهد بدرا وأحدا والمشاهد كلها مع
رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
(3/46)
وكان ممن قتل كعب بْن الأشرف اليهودي،
الَّذِي كَانَ يُؤْذِي رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ والمسلمين، وكان الذين قتلوه عبادًا
ومحمد بْن مسلمة، وأبا عبس بْن جبر، وأبا نائلة، وغيرهم.
وقال في ذلك شعرًا.
وكان من فضلاء الصحابة، قالت عائشة: ثلاثة من الأنصار لم
يكن أحد يعتد [1] عليهم فضلًا، كلهم من بني عبد الأشهل:
سعد بْن معاذ، وأسيد بْن حضير، وعباد بْن بشر.
وروت عائشة رضي اللَّه عنها: أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سمع صوت عباد بْن بشر، فقال: «اللَّهمّ
ارحم عبادًا» . أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ أَبِي
حَبَّةَ بِإِسْنَادِهِ عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن أحمد، عَنْ
أبيه، حدثنا بهز بْن أسد [2] حدثنا حماد بْن سلمة، عَنْ
ثابت، عَنْ أنس: أن أسيد بْن حضير وعباد بن بسر كانا عند
النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في ليلة
مظلمة، فخرجا من عنده، فأضاءت عصا أحدهما، فكانا يمشيان
بضوئها، فلما افترقا أضاءت عصا هذا وعصا هذا وروى مُحَمَّد
بْن إِسْحَاق، عَنْ حصين بْن عبد الرحمن، عَنْ عبد الرحمن
بْن ثابت، عَنْ عباد بْن بشر الأنصاري: أن النَّبِيّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: «يا معشر الأنصار،
أنتم الشعار، والناس الدثار [3] ، لا أوتين من قبلكم» .
وقتل عباد يَوْم اليمامة، وكان له يومئذ بلاء عظيم، وكان
عمره خمسًا وأربعين سنة.
ولا عقب له.
أخرجه الثلاثة.
2760- عباد أبو ثعلبة
(د ع) عباد، أَبُو ثعلبة العبدي، يعد فِي أهل الكوفة.
روى عَنْهُ ابنه ثعلبة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال: ما من مسلم يقرب وضوءه، فيغسل وجهه ... الحديث في فضل
الوضوء.
أخرجه ابن مندة وأبو نعيم.
__________
[1] يعتد، يحصى.
[2] في المطبوعة: حدثنا مهر بن أثيل، وترجمة بهز في ميزان
الاعتدال: 1/ 353. والحديث رواه أحمد في المسند: 3/ 190،
191.
[3] اشعار: الثوب الّذي يلي الجسد فيكون على شعره،
والدثار: الثوب الّذي فوق الشعار، يقول، أنتم الخاصة
والبطانة.
(3/47)
2761- عباد بن جعفر
(د ع) عباد بْن جَعْفَر المخزومي. روى عنه ابنه مُحَمَّد.
ذكر في الصحابة، ولا يعرف لَهُ رؤية [1] ولا صحبة.
أَخْرَجَهُ ابْن منده وأبو نعيم مختصرا.
2762- عباد بن الحارث
(ب) عباد بْن الحارث بْن عدي بْن الأسود بْن الأصرم بْن
جحجبي بْن كلفة بْن عوف، الأنصاري الأوسي. يعرف بفارس ذي
الخرق، فرس له كان يقاتل عليه.
شهد أحدا والمشاهد كلها مع رَسُول اللَّهِ صلى الله
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى فرسه ذلك، وقتل يَوْم اليمامة
شهيدًا.
أَخْرَجَهُ أَبُو عُمَر.
2763- عباد بن خالد
(س) عباد بْن خَالِد الغفاري. من أهل الصفة، أورده
المستغفري ولم يورد له حديثًا.
أخرجه أبو موسى مختصرا.
2764- عباد بن الخشخاش
(ب) عباد بْن الخشخاش [2] ، وقيل: عبادة. ويذكر في عبادة
أتم من هذا، إن شاء اللَّه تعالى.
أخرجه هاهنا أبو عمر
2765- عباد بن سائس
(س) عبّاد بن سائس [3] . روى عنه أَبُو هريرة. قال أَبُو
موسى: ذكره الحافظ أبو زكريا هكذا، لم يزد.
أخرجه أبو موسى
2766- عباد بن سحيم
(د ع) عباد بْن سحيم الضبي. ذكره ابن أَبِي عاصم في
الصحابة ولم يورد له شيئًا، وقال البخاري: هو تابعي أخرجه
ابن منده وَأَبُو نعيم مختصرًا.
__________
[1] في المطبوعة: رواية.
[2] في المطبوعة: الحسحاس.
[3] كذا في الأصل، وفي المطبوعة والإصابة «سابس» بالباء.
(3/48)
2767- عباد بن سنان
(ب د ع) عباد بْن سنان- وقيل: ابن شيبان- بن جابر بْن سالم
بْن مرة بْن عبس من رفاعة ابن الحارث بْن حيي بْن الحارث
بْن بهثة بْن سليم، أَبُو إِبْرَاهِيم السلمي، حليف قريش.
خطب إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
أمامة بنت ربيعة بْن الحارث بْن عبد المطلب، فأنكحه ولم
يشهد. روى عنه ابنه إِبْرَاهِيم.
أخرجه الثلاثة، إلا أن أبا نعيم قال: سنان، وقيل: شيبان،
وأما ابن منده وَأَبُو عمر فقالا: شيبان. فحسب، وقال
الكلبي: سنان.
2768- عباد بن سهل
(ب د ع) عباد بْن سهل بْن مخرمة بْن قلع بْن حريش بْن عبد
الأشهل، الأنصاري الأشهلي.
قتل يَوْم أحد شهيدا، قتله صفوان بْن أمية الجمحي، قاله
ابن إِسْحَاق وموسى بْن عقبة.
أخرجه الثلاثة.
2769- عباد بن شرحبيل
عباد بْن شرحبيل الغبري اليشكري. يعد في البصريين. وهو من
بني غبر بْن يشكر بْن وائل، أَخْبَرَنَا أَبُو الفرج بْن
مُحَمَّود إِذْنًا بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَبِي بَكْرِ بْنِ
أَبِي عَاصِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي
شيبة، حدثنا شبابة، عَنْ شعبة، عَنْ أَبِي بشر جَعْفَر بْن
أَبِي وحشية، عَنْ عباد بْن شرحبيل، رجل من بني غبر، قال:
أصابنا عام مخمصة، فأتيت المدينة، فدخلت حائطًا من
حيطانها، فأخذت سنبلًا ففركته فأكلته، وحملت في كسائي،
فجاء صاحب الحائط فضربني، وأخذ ثوبي، فأتيت النَّبِيّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأخبرته بذلك، فقال له
رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «ما
علمته إذ كان جاهلًا، ولا أطعمته إذ كان جائعًا، أو
ساغبًا. وأمره النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ فرد إليه ثوبه، وأمر له بوسقٍ [1] [2] من طعام
أو نصف وسق. أخرجه الثلاثة.
2770- عباد بن شيبان
عباد بْن شيبان، أَبُو يحيى. روى عنه ابنه يحيى، مختلف في
إسناد حديثه.
روى جنادة بْن مروان، عَنْ أشعث بْن سوار، عَنْ يحيى بْن
عباد، عَنْ أبيه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: أبا
يحيى، هلمّ إلى الغداء المبارك.
__________
[1] سيرة ابن هشام: 2/ 123.
[2] الوسق: ستون صاعا. والحديث رواه أحمد في مسندة من طريق
شعبة: 4/ 166، 167.
(3/49)
ورواه حفص بْن غياث، عَنْ أشعث، عَنْ أَبِي
هبيرة يحيى بْن عباد، عَنْ جده شيبان. وقد ذكر في شيبان.
2771- عباد بن عبد العزى
(ب) عباد بْن عبد العزى بْن محصن بن عقيدة بن وهب بْن
الحارث بْن جشم بْن لؤي ابن غالب، كان يلقب الخطيم، لأنه
ضرب عَلَى أنفه يَوْم الجمل.
أخرجه أَبُو عمر عَنِ ابن الكلبي.
2772- عباد بن عبيد
(ب) عباد بْن عبيد بْن التيهان. شهد بدرًا، ذكره الطبري.
أخرجه أَبُو عمر مختصرًا.
2773- عباد العدوي
(د ع) عباد العدوي. ذكره البخاري في الصحابة، وروى عَنْ
ثابت بْن مُحَمَّد، عَنْ أَبِي بكر بْن عَيَّاشٍ، عَنْ
عائشة بنت ضرار، عَنْ عباد العدوي، قَالَ: قَالَ
النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «ويل
للعرفاء [1] ويل للأمناء» . وخالفه غيره، فقال: عَنْ عباد،
رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم.
أخرجه ابن مندة وأبو نعيم.
2774- عباد بن عمرو
(د ع) عباد بْن عمرو الديلي، وقيل: الليثي. يعد في
الكوفيين.
روى عطاء بْن السائب، عَنِ ابن عباد، عَنْ أبيه: أَنَّهُ
رَأَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم واقفًا
في موقف، ثم رآه بعد ما بعث وقف فيه بعرفات، قال: وجاء رجل
من بني ليث إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ، فقال: ألا أنشدك؟ فقال النَّبِيّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لا. ثلاث مرات، فأنشده
الرابعة، فقال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ: إن كان من الشعراء من أحسن فقد أحسنت. أخرجه
ابن منده وأبو نعيم.
2775- عباد بن عمرو
(د ع) عباد بْن عمرو، وقيل: عباد بْن عبد عمرو. كان يخدم
النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
__________
[1] ينظر التعليق رقم 2 في: 1/ 344.
(3/50)
روى الضحاك بْن مخلد، عَنْ بشر بْن صحار
الأعرجي، عَنِ المعارك [بْن] [1] بشر بْن عباد وغير واحد
من أعمامي، عَنْ عباد بْن عمرو، وكان يخدم النَّبِيّ
صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم فخاطبه يهودي فسقط، رداؤه عَنْ
منكبه، وكان يكره أن يرى الخاتم، فسويته عليه، فقال: من
فعل هذا؟ قلت: أنا.
قال: تحول إلي. فجلست بين يديه، فوضع يده عَلَى رأسي،
فأمرها عَلَى وجهي وصدري، وقال: إذا أتانا سبي فاتني،
فأتيته، فأمر لي بجذعة، وكان الخاتم عَلَى طرف كتفه الأيسر
كأنها ركبة عنز. أخرجه ابن منده وَأَبُو نعيم.
وأخرجه الأمير أَبُو نصر بْن ماكولا عياذ: بكسر العين
وبالياء تحتها نقطتان، والذال المعجمة.
ومثله أخرجه أَبُو عمر ويرد في موضعه، إن شاء اللَّه
تعالى، وأخرجه ابن منده وَأَبُو نعيم في الموضعين.
2776- عباد بن عمرو
(س) عباد بْن عمرو. يحدث بحديث فتح مكة، يرويه أَبُو عاصم،
ذكره جَعْفَر، أخرجه أبو موسى مختصرا.
2777- عباد بن قيس
(ب) عباد بْن قيس بْن عبسه، وقيل: عيشة، بْن أمية بْن مالك
بْن عامر بْن عدي بْن كعب بْن الخزرج بْن الحارث بْن
الخزرج، الأنصاري الخزرجي.
شهد بدرًا هو وأخوه سبيع بْن قيس، وقتل يَوْم مؤتة شهيدا.
أخرجه أبو عمر.
2778- عباد بن قيظى
(ب) عباد بْن قيظي الأنصاري الحارثي، أخو عَبْد اللَّهِ
وعقبة ابني قيظي.
قتل هو وأخواه يَوْم الجسر جسر أَبِي عبيد، له صحبة.
أخرجه أبو عمر.
2779- عباد بن مرة
(د ع) عباد بْن مرة، وقيل: مرة بْن عباد. عداده في
الشاميين، روى أَبُو الزاهرية، عَنْ جبير بْن نفير، عَنْ
عباد بْن مرة الأنصاري: أَنَّهُ خرج يومًا فإذا النَّبِيّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جالس مختلج [2]
__________
[1] في الأصل والمطبوعة: عن. والمثبت عن ترجمة عياذ فيما
يأتى، وعن الاستيعاب: 1249، والإصابة.
[2] أي متغير اللون.
(3/51)
لونه، ثم عاد فقال: بأبي أنت وأمي، أرى
لونك مختلجًا! فقال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: الجوع.
ورواه عباد بْن عباد، عَنْ أبان بْن أَبِي عياش، عَنْ
سَعِيدِ بْنِ المسيب، عَنْ مرة بْن عباد نحو معناه. أخرجه
ابن منده وَأَبُو نعيم.
2780- عباد
(ذ ع) عباد. له ذكرى في المهاجرين ولا تعرف له رواية.
أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَر عُبَيْد الله بن أحمد بإسناده
إلى يونس بْن بكير، عَنِ ابن إِسْحَاق، في هجرة أصحاب رسول
الله صلى الله عليه وسلم إِلَى المدينة، قال: ونزل عبيدة
بْن الحارث، والطفيل، ومسطح بْن أثاثة، وعباد بْن المطلب،
وذكر غيرهم، عَلَى عَبْد اللَّهِ بْن سلمة العجلاني.
وذكره ابن منده هكذا، وقال أَبُو نعيم: عباد بْن المطلب
ذكره بعض المتأخرين، وزعم أَنَّهُ له ذكر في المهاجرين،
ولا تعرف له رواية، وذكر قول ابن إِسْحَاق، قال: وهذا وهم
شنيع، وخطأ قبيح، وَإِنما هو مسطح بْن أثاثة بْن عباد بْن
المطلب [1] ونزل هو وعبيدة بْن الحارث وأخواه، وذكر غيرهم،
بقباء عَلَى أخي بني العجلان، قال: واتفقوا عَلَى أَنَّهُ
ليس في المهاجرين أحد اسمه عباد بْن المطلب.
وقال أَبُو موسى: عباد بْن المطلب، من المهاجرين الأولين
إِلَى المدينة، ذكره جَعْفَر بِإِسْنَادِهِ إِلَى ابن
إِسْحَاق، قال: وأظنه عياذ، بالياء والذال المعجمة.
قلت: الذي قاله أَبُو نعيم صحيح، ولكن ليس عَلَى ابن منده
فيه مأخذ، فإنه نقل رواية يونس عَنِ ابن إِسْحَاق، وقد صدق
في روايته فإنها رواية يونس كما ذكرناه، وقد ذكره سلمة ابن
الفضل عَنِ ابن إِسْحَاق أيضًا مثل يونس، وأما عَبْد
الْمَلِكِ بْن هشام فذكره كما قال أَبُو نعيم، وأما
استدراك أَبِي موسى عَلَى ابن منده فلا وجه له، لأنه قد
أخرجه في عباد وعياذ، كما تراه.
2781- عباد بن نهيك
(ب) عباد بْن نهيك الأنصاري الخطمي. هو الذي أنذر قومه حين
وجدهم يصلون إِلَى البيت المقدس، وأخبرهم أن القبلة قد
حولت، في قول، وقيل غيره.
أخرجه أَبُو عمر مختصرا.
__________
[1] ينظر سيرة ابن هشام: 1/ 478.
(3/52)
2782- عباد أبو ثعلبة
(ب) عباد، بكسر العين وتخفيف الباء، وهو عباد أَبُو ثعلبة،
يعد في أهل الكوفة، روى الأسود بْن قيس، عَنْ ثعلبة بْن
عباد العبدي، عَنْ أبيه، عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قال: «ما من عبد يتوضأ فيحسن
الوضوء، فيغسل وجهه حتى يسيل الماء عَلَى ذقنه، ثم يغسل
ذراعيه حتى يسيل الماء عَلَى مرفقيه، ثم يغسل رجليه حتى
يسيل الماء من قبل كعبيه، ثم يقوم فيصلي إلا غفر له ما سلف
من ذنوبه» . أخرجه أَبُو عمر، وقال أَبُو عمر: بكسر العين.
ووافقه الأمير أَبُو نصر، وأما ابن منده وَأَبُو نعيم
فذكراه في عباد، المفتوح العين المشدد الباء ولم يتعرضا
إِلَى كسره، والصواب كسر العين، وكذلك قاله ابن يونس
أيضًا، وقد ذكرناه في عباد بفتح العين.
2783- عباد بن خالد
(ب) عباد بْن خَالِد الغفاري، بكسر العين أيضًا. له صحبة
ورواية، له حديثان عند عطاء ابن السائب، عَنْ أبيه، عَنْ
خَالِد بْن عباد، عَنْ أبيه عباد بْن خَالِد.
أخرجه أَبُو عمر مختصرا.
2784- عبادة بن الأشيب
(د ع) عبادة- بضم العين وفتح الباء المخففة، وبعد الدال
هاء- هو عبادة بْن الأشيب العنزي، عداده في أهل فلسطين،
روى عنه أَنَّهُ قال: خرجت إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأسلمت، وكتب لي كتابًا: «بسم
اللَّه الرحمن الرحيم، من نبي اللَّه لعبادة بْن الأشيب
العنزي: إني أمرتك عَلَى قومك، ممن جرى عليه عمالي وعمل
بني أبيك، فمن قرئ عليه كتابي هذا، فلم يطع، فليس له من
اللَّه معون» قال: فأتيت قومي، فأسلموا. أخرجه ابن منده
وَأَبُو نعيم.
عنزي: بسكون النون، نسبة إِلَى عنز بْن وائل بْن قاسط بْن
هنب بن أفصى، وعنز: أبو بكر ابن وائل.
2785- عبادة بن أوفى
(ب د ع) عبادة بْن أوفى، وقيل: ابن أَبِي أوفى بْن حنظلة
بْن عمرو بن رياح بن جعونة ابن الحارث بْن نمير بْن عامر
بْن صعصعة، أَبُو الْوَلِيد النميري.
(3/53)
اختلف في صحبته، قال أَبُو نعيم: ذكره بعض
المتأخرين، ولم يذكره أحد في الصحابة وهو شامي سكن قنسرين،
وقيل: سكن دمشق، وشهد صفين مع معاوية، يروي عَنْ عمرو بْن
عبسة [1] ، روى عنه أَبُو سلام الأسود، ومكحول، ويزيد بْن
أَبِي مريم.
روى عَنْ عمرو بْن عبسة [1] . فيمن أعتق امرأ مسلمًا.
قال أَبُو عمرو: يقال إن حديثه مرسل، لأنه يروي عَنْ عمرو
بْن عبسة [1] . وقول أبى نعيم:
«لم يذكره في الصحابة» يرده إخراج أبى عمر له.
2786- عبادة بن الخشخاش
(ب د ع) عبادة بْن الخشخاش العنبري، قاله ابن منده، ولم
يذكره غيره أَنَّهُ عنبري، وهو ابن الخشخاش بْن عمرو بْن
زمزمة بْن عَمْرو بْن عمارة بْن مالك بْن عَمْرو بْن بثيرة
بْن مشنوء بْن القشر [2] بْن تميم بْن عوذ مناة [3] [بْن
ناج [4]] بن تيم بْن إراشة بْن عَامِر بْن عبيلة بْن قسميل
ابن فران [5] بْن بلي البلوي.
لم يختلفوا أَنَّهُ من بلي، إلا ابن منده، فإنه جعله
عنبريا، قالوا: وهو ابن عمّ المجذّر ابن ذياد [6] وأخوه
لأمه وهو حليف بني سالم من بني عوف من الأنصار. شهد بدرًا
وقتل يَوْم أحد شهيدًا.
وقد روى ابن منده بِإِسْنَادِهِ إِلَى يُونُسَ بْنِ
بُكَيْرٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاق، قال: قتل يَوْم أحد من
المسلمين، من بني عوف بْن الخزرج، ثم من بني سالم: عبادة
بْن الخشخاش [7] ، ودفن هو والنعمان بْن مالك، والمجذر بْن
ذياد في قبر واحد.
أخرجه الثلاثة قلت: وقيل فيه: عباد، بفتح العين، وبغير هاء
في آخره، وقيل: الخشخاش، بخاءين وشينين معجمات، وقيل:
بحاءين وسينين مهملات. وقول ابن منده إنه عنبري، وهم منه،
وأظنه رَأَى أن الخشخاش العنبري له صحبة، فظن أن هذا ابن
له، ثم هو نقضه على نفسه
__________
[1] في المطبوعة: عبسة، وعمرو بن عبسه صحابى، تأتى ترجمته،
وينظر خلاصة التذهيب: 247.
[2] في المطبوعة: العشر. بالعين، ينظر الجمهرة، لابن حزم:
414.
[3] في المطبوعة: عوذ بن مناة. ينظر المرجع السابق.
[4] سقط من المطبوعة.
[5] في الأصل المطبوعة: فراز ينظر القاموس.
[6] في المطبوعة: زياد، بالزاي، وهو خطأ.
[7] سيرة ابن هشام: 2/ 126.
(3/54)
بقوله: قتل بأحد من الأنصار من بني سالم:
عبادة، ومع أنه قد نسبه إلى سالم ثم إِلَى الخزرج، ولم ير
في نسبه العنبر، كيف قال: إنه عنبري!! وقد ذكره ابن ماكولا
فقال: عبادة بْن الخشخاش بْن عمرو بْن زمزمة، له صحبة،
وشهد بدرًا، وقتل يَوْم أحد، قاله ابن إِسْحَاق وَأَبُو
معشر، يعني بالخاءين والشينين المعجمات، وقال الواقدي: هو
عبدة بْن الحسحاس، بالحاءين والسينين المهملات، وهو ابن عم
المجذر بْن ذياد وأخوه لأمه، قتل يَوْم أحد، وهذا جميعه
يرد قول ابن منده، وسياق النسب أول الترجمة عَنِ ابن
الكلبي يقوي ما قلناه، والله أعلم.
2787- عبادة بن رافع
(س) عبادة بْن رافع. ذكره يحيى بْن يونس، عَنْ سلمة بْن
شبيب، عَنْ أَبِي المغيرة، عَنْ ثابت بْن سَعِيد، عَنْ عمه
خَالِد بْن ثابت، عَنْ عبادة بْن رافع، قال: إن المؤمنين
إذا التقيا يحضرهما سبعون حسنة، فأيهما كان أبش بصاحبه كان
له تسع وستون، وللآخر حسنة.
قال: وكان عبادة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم.
أخرجه أبو موسى.
2788- عبادة الزرقيّ
(ب د ع) عبادة الزرقي، وقيل: عباد، وقيل: أبو عبادة، فإن
كان أبا عبادة فاسمه:
سعد بْن عثمان بْن خلدة بْن مخلد بن عامر بن زريق بْن عامر
بْن زريق بْن عبد حارثة بن مالك ابن غضب بْن جشم بْن
الخزرج، الأنصاري.
يعد في أهل الحجاز، وهو بدري، وقد روى عنه ابناه: عَبْد
اللَّهِ وسعد، روى يعلى عَنْ [1] عبد الرحمن بْن هرمز،
عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن عبادة، أَنَّهُ كان يصيد العصافير
في بئر أَبِي إهاب، قال: فرآني عبادة، يعني أباه، وقد أخذت
عصفورًا، فانتزعه مني، فأرسله، وقال: أن رَسُول اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حرم ما بين لابتيها [2]
، كما حرم إِبْرَاهِيم مكة.
قال موسى بْن هارون: من قال: إن هذا عبادة بْن الصامت فقد
وهم، هذا عبادة بْن الزرقي صحابي.
أخرجه الثلاثة، وقال أَبُو عمر: لا تدفع [3] صحبته.
__________
[1] في الأصل والمطبوعة: ابن، والمثبت عن الإصابة.
[2] اللابة: أرض ذات حجارة سود، والمدينة تقع بين لابتين
عظيمتين.
[3] في المطبوعة: ترفع، والمثبت عن الأصل، وإحدى نسخ
الاستيعاب، ينظر: 810.
(3/55)
2789- عبادة بن الصامت
(ب د ع) عبادة بْن الصامت بْن قيس بْن أصرم بْن فهر بْن
ثعلبة بْن قوقل، واسمه غنم بْن عوف بْن عَمْرو بْن عوف بن
الخزرج، الأنصاري الخزرجي، أَبُو الْوَلِيد، وأمه قرة
العين بنت عبادة بْن نضلة بْن مالك بْن العجلان.
شهد العقبة الأولى والثانية، وكان نقيبا على القواقل بني
عوف بْن الخزرج، وآخى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بينه وبين أَبِي مرثد الغنوي، وشهد
بدرا وأحدا والخندق والمشاهد كلها مع رَسُول الله صلى الله
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، واستعمله النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى بعض الصدقات، وقال له: اتق
اللَّه، لا تأتي يَوْم القيامة ببعير تحمله له رغاء، أو
بقرة لها خوار، أو شاة لها ثوّاج! قال: فو الّذي بعثك
بالحق لا أعمل عَلَى اثنين.
قال مُحَمَّد بْن كعب القرظي: جمع القرآن في زمن النَّبِيّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خمسة من الأنصار:
معاذ بن جبل، وعبادة بْن الصامت، وأبي بْن كعب، وَأَبُو
أيوب، وَأَبُو الدرداء.
وكان عبادة يعلم أهل الصفة القرآن، ولما فتح المسلمون
الشام أرسله عمر بْن الخطاب.
وأرسل [معه] معاذ بْن جبل وأبا الدرداء، ليعلموا الناس
القرآن بالشام ويفقهوهم في الدين، وأقام عبادة بحمص، وأقام
أَبُو الدرداء بدمشق، ومضى معاذ إِلَى فلسطين، ثم صار
عبادة بعد إِلَى فلسطين، وكان معاوية خالفه في شيء أنكره
عبادة، فأغلظ له معاوية في القول، فقال عبادة:
لا أساكنك بأرض واحدة أبدًا، ورحل إِلَى المدينة، فقال
عمر: ما أقدمك؟ فأخبره، فقال:
ارجع إِلَى مكانك، فقبح [1] اللَّه أرضًا لست فيها أنت ولا
أمثالك، وكتب إِلَى معاوية: لا إمرة لك عليه.
روى عنه أنس بْن مالك، وجابر بْن عَبْد اللَّهِ، وفضالة
بْن عبيد، والمقدام بْن عمرو بْن معديكرب، وَأَبُو أمامة
الباهلي، ورفاعة بْن رافع، وأوس بْن عَبْد اللَّهِ الثقفي،
وشرحبيل بْن حسنة، وكلهم صحابي. وروى عنه جماعة من
التابعين.
قال الأوزاعي: أول من ولي قضاء فلسطين عبادة بْن الصامت.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْبَرَكَاتِ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ
بْنِ هِبَةِ الله الدمشقي، أخبرنا أبو عبد الرحمن
مُحَمَّدِ بْنِ عَبْد اللَّهِ بْن أَبِي بكر الخطيب
الكشمهني وولده أَبُو البديع محمود، والقاضي
__________
[1] في المطبوعة: يفتح.
(3/56)
أَبُو سليمان بْن داود بْن مُحَمَّدِ بْنِ
الحسن بْن خَالِد الموصلي، أَخْبَرَنَا أَبُو مَنْصُور
مُحَمَّد بْن عَلِيِّ بْنِ محمود المروزي، حدثنا جدي أبو
غانم أحمد بْن عَلِيِّ بْنِ الحسين الكراعي، أَخْبَرَنَا
أَبُو العباس عبد الله بن الحسين بن الحسن البصري، قال:
قرئ علي الحارث بْن أَبِي أسامة: حدثنا عبد الوهاب، هو ابن
عطاء، أَخْبَرَنَا سَعِيد، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ مُسْلِمِ
بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي الأشعث الصنعاني، عَنْ عبادة بن
الصامت، وكان عقبيّا بدريًا، أحد نقباء الأنصار: بايع
رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى
أن لا يخاف في اللَّه لومة لائم، فقام في الشام خطيبًا
فقال: يا أيها الناس، إنكم قد أحدثتم بيوعًا، لا أدري ما
هي؟ ألا إن الفضلة بالفضة وزنًا بوزن، تبرها وعينها والذهب
بالذهب وزنًا بوزن، تبره وعينه، ألا ولا بأس ببيع الذهب
بالفضة يدًا بيد، والفضة أكثرها، ولا يصلح نسيئة، ألا
وَإِن الحنطة بالحنطة مديا بمدي [1] ، والشعير بالشعير
مديًا بمدي، ألا ولا بأس ببيع الحنطة بالشعير، والشعير
أكثرهما، يدًا بيد، ولا يصلح نسيئة، والتمر بالتمر مديًا
بمدي، والملح بالملح مديًا بمدي، فمن زاد أو ازداد فقد
أربى.
وتوفي عبادة سنة أربع وثلاثين بالرملة، وقيل: بالبيت
المقدس، وهو ابن اثنتين وسبعين سنة، وكان طويلًا جسيمًا
جميلًا. وقيل: توفي سنة خمس وأربعين أيام معاوية، والأول
أصح.
أخرجه الثلاثة.
2790- عبادة بن عمرو
عبادة بْن عمرو بْن محصن بْن عمرو بْن مبذول، الأنصاري ثم
النجاري، قتل يَوْم بئر معونة.
هكذا نسبه أَبُو أحمد العسكري، ولا شك قد أسقط، من نسبه
شيئًا، فإن من يعاصره من مالك بْن النجار يعدون أكثر من
هذا، منهم: ثعلبة بن عمرو بن محسن بْن عمرو بْن عتيك بْن
عمرو بْن مبذول بْن مالك بْن النجار، فقد أسقط، عتيكًا
وعمرًا، وأظنه أخا عبادة والله أعلم.
2791- عبادة أبو عوانة
(س) عبادة أَبُو عوانة بْن الشماخ. ممن حضر كتاب العلاء
بْن الحضرمي، ذكرناه فيما تقدم.
أخرجه أبو موسى كذا مختصرا.
__________
[1] أي مكيال بمكيال، والمدى: مكيال لأهل الشام.
(3/57)
2792- عبادة بن قرط
(ب د ع) عبادة بْن قرط الليثي، وقيل: ابن قرص وهو أصح، وهو
عبادة بْن قرص بْن عروة بْن بجير بْن مالك بْن قيس بْن
عامر بْن ليث بْن بكر بْن عبد مناة بن كنانة الكناني
الليثي.
عداده في أهل البصرة، قتله الخوارج بالأهواز، وكان قد خرج
سهم بْن غالب الهجيمي والخطيم الباهلي، فلقوه فقتلوه،
فأرسل معاوية عَبْد اللَّهِ بْن عامر إِلَى البصرة،
فاستأمن إليه [1] سهم والخطيم، فآمنهما، وقتل عدة من
أصحابهما، ثم عزل عَبْد اللَّهِ بْن عامر واستعمل زيادًا
سنة خمس وأربعين، فقدم البصرة، فقتل سهم بْن غالب والخطيم
الباهلي أحد بني وائل أَخْبَرَنَا أَبُو ياسر بْن أبي حبة
بإسناده إلى عبد الله بن أحمد، قال: حدثني أَبِي، حدثنا
إِسْمَاعِيل- هو ابن إِبْرَاهِيم- أَخْبَرَنَا أيوب، عَنْ
حميد بْن هلال، قال: قال عبادة بْن قرط:
إنكم لتأتون أمورًا هي أدق في أعينكم من الشعر، كنا نعهدها
على عهد رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ من الموبقات.
قال: فذكر ذلك لمحمد بْن سيرين، فقال: صدق، وأرى جر الإزار
منها [2] أخرجه الثلاثة.
2793- عبادة بن قيس
(ب د ع) عبادة بْن قيس بْن زيد بْن أمية بْن مالك بْن عامر
بن عدي بن كعب بن الخزرج ابن الحارث بْن الخزرج، الأنصاري
الخزرجي، ثم من بني الحارث بْن الخزرج. وقيل:
قيس بْن عبسة [3] ابن أمية.
شهد بدرًا وأحدًا والخندق والحديبية وخيبر، وقتل يَوْم
مؤتة شهيدا، وقيل فيه: عباد ابن قيس. وقد ذكرناه، إلا أن
في نسبه اختلافا قد ذكرناه قبل.
أخرجه الثلاثة.
2794- عبادة بن مالك
(س) عبادة بْن مالك الأنصاري. كان عَلَى ميسرة الناس يَوْم
مؤتة، وكان عَلَى ميمنتهم قطبة بْن قتادة. أورده المستغفري
عَنِ ابن إِسْحَاق. وقيل: عباية. ويذكر إن شاء اللَّه
تعالى.
أخرجه أَبُو موسى.
__________
[1] في المطبوعة: إليهم.
[2] مسند أحمد: 3/ 470، 5/ 79.
[3] في المطبوعة: عنبسة. وينظر ترجمة عباد بن قيس.
(3/58)
2795- عباس بن أنس
(س) عباس بْن أنس بْن عامر السلمي.
روى سَعِيد بْن العلاء القرشي، عَنْ عَبْد الْمَلِكِ بْن
عَبْد اللَّهِ الفهري، عَنْ أَبِي بكر بن عبد الله ابن
أَبِي الجهم أَنَّهُ قال: كان العباس شريكًا لعبد اللَّه
بْن عبد المطلب، والد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قال: وقد كان شهد يَوْم الخندق مع قومه، فلما هزم اللَّه
تعالى الأحزاب رجعت بنو سليم إِلَى بلادهم. وذكر إسلام
العباس وبني سليم بطوله.
أخرجه أبو موسى مختصرا
2796- عباس بن عبادة
(ب د ع) عباس بْن عبادة بْن نضلة بْن مَالِك بْن العجلان
بْن زَيْد بن غنم بن سالم بن عوف ابن عمرو بْن عوف بْن
الخزرج بْن ثعلبة، الأنصاري الخزرجي.
شهد بيعة العقبة، وقيل: شهد العقبتين. وقيل بل كان في
النفر الستة من الأنصار الَّذِينَ لقوا رَسُول اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأسلموا قبل جميع
الأنصار.
أَخْبَرَنَا عبيد اللَّه بْن أحمد بْن علي الْبَغْدَادِيّ
بِإِسْنَادِهِ إِلَى يونس بْن بكير، عَنِ ابن إِسْحَاق في
بيعة العقبة الثانية، قال ابن إِسْحَاق: حدثني عاصم بْن
عُمَرَ بْن قَتَادَةَ، وَعَبْدُ اللَّه بْن أَبِي بكر بْن
حزم: أن العباس بْن عبادة بْن نضلة أخا بني سالم قال: يا
معشر الخزرج، هل تدرون علام تبايعون رَسُول اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ أنكم تبايعونه عَلَى حرب
الأحمر والأسود، فإن كنتم ترون أنها إذا نهكت [1] أموالكم
مصيبة وأشرافكم قتلًا أسلمتموه، فمن الآن، فهو والله، إن
فعلتم، خزي الدنيا والآخرة.
وإن كنتم ترون أنكم مستضلعون [2] به، وافون له بما
عاهدتموه عليه عَلَى مصيبة الأموال وقتل الأشراف فهو [3]
والله خير الدنيا والآخرة.
قال عاصم: فو الله ما قال العباس هذه المقالة إلا ليشد
لرسول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بها
العقد.
وقال عَبْد اللَّهِ بْن أَبِي بكر، ما قالها إلا ليؤخر بها
أمر القوم تلك الليلة، ليشهد عَبْد اللَّهِ بْن أَبِي
أمرهم، فيكون أقوى لهم.
قالوا: فما لنا بذلك- يا رَسُول اللَّهِ- إن نحن وفينا؟
قال: الجنة. قالوا: أبسط، يدك.
__________
[1] النهك: التنقص والنفاد والفناء.
[2] نص السيرة 1/ 446: «وإن كنتم ترون أنكم وافون له» .
ومعنى مستضلعون به: أي أقوياء على تحمل هذا الأمر.
[3] في المطبوعة: لهو.
(3/59)
فبسط، يده، فبايعوه. فقال عباس بْن عبادة
للنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لئن شئت لنميلن
عليهم غدًا بأسيافنا.
فقال النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لم
نؤمر بذلك [1] ثم إن عباسًا خرج إِلَى رَسُول اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهو بمكة، وقام معه
حتى هاجر إِلَى المدينة فكان أنصاريًا مهاجريًا [2] وآخى
رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بينه
وبين عثمان بْن مظعون، ولم يشهد بدرًا. وقتل يَوْم أحد
شهيدًا. أخرجه الثلاثة.
2797- عباس بن عبد المطلب
(ب د ع) عباس بْن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بْن قصي
بْن كلاب بْن مرة.
عم رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وصنو
[3] أبيه. يكنى أبا الفضل، بابنه.
وأمه نتيلة بنت جناب [4] بْن كليب بْن مالك بْن عَمْرو بْن
عَامِر بن زيد مناة بْن عامر- وهو الضحيان- بْن سعد بْن
الخزرج بْن تيم اللَّه بْن النمر بْن قاسط. وهي أول عربية
كست البيت الحرير والديباج وأصناف الكسوة، وسببه أن العباس
ضاع، وهو صغير، فنذرت إن وجدته أن تكسو البيت، فوجدته،
ففعلت وكان أسن من رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ بسنتين، وقيل: بثلاث سنين وكان العباس في
الجاهلية رئيسًا في قريش، وَإِليه كانت عمارة المسجد
الحرام [والسقاية في الجاهلية، أما السقاية فمعروفة، وأما
عمارة المسجد الحرام] فإنه كان لا يدع أحدًا يسب في المسجد
الحرام، ولا يقول فيه هجرًا لا يستطيعون لذلك امتناعًا،
لأن ملأ قريش كانوا قد اجتمعوا وتعاقدوا عَلَى ذلك، فكانوا
له أعوانًا عليه وشهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
بيعة العقبة، لما بايعه الأنصار، ليشدد له العقد، وكان
حينئذ مشركًا وكان ممن خرج مع المشركين إِلَى بدر مكرها،
وأسر يومئذ فيمن أسر، وكان قد شد وثاقه، فسهر النَّبِيّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تلك الليلة ولم يتم،
فقال له بعض أصحابه: ما يسهرك يا نبي اللَّه؟
فقال: أسهر لأنين العباس فقام رجل من القوم فأرخى وثاقه
فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم:
__________
[1] سيرة ابن هشام: 1/ 448.
[2] المصدر السابق: 1/ 464.
[3] الصنو: المثل. وأصله أن تطلع نخلتان من عرق واحد، يريد
أن أصل العباس وأصل والد الرسول واحد، وهو مثله.
[4] في الأصل دون فقط. والمثبت عن كتاب قريش: 18، وكتاب
حذف من نسب قريش: 5. وفي تاج العروس، مادة نتل: خباب.
(3/60)
ما لي لا أسمع أنين العباس؟ فقال الرجل:
أنا أرخيت من وثاقه فقال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
فافعل ذلك بالأسرى كلهم وفدى يَوْم بدر نفسه وابني أخويه:
عقيل بْن أَبِي طالب، ونوفل بْن الحارث، وأسلم عقيب ذلك
وقيل: إنه أسلم قبل الهجرة وكان يكتم إسلامه، وكان بمكة
يكتب إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ أخبار المشركين، وكان من بمكة من المسلمين
يتقوون به وكان لهم عونا عَلَى إسلامهم، وأراد الهجرة
إِلَى رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فقال له رسول
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مقامك بمكة
خير فلذلك قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ يَوْم بدر: من لقي العباس فلا يقتله، فإنه أخرج
كرهًا وقصة الحجاج بْن علاط، تشهد بذلك [1] وقال لَهُ
النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أنت آخر
المهاجرين كما أنني آخر الأنبياء» أَخْبَرَنَا أَبُو الفضل
الطبري الْفَقِيهُ بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَبِي يَعْلَى
الْمَوْصِلِيِّ قَالَ: حدثنا شعيب بن سلمة ابن قاسم
الأنصاري، من ولد رفاعة بْن رافع بْن خديج، حدثنا أَبُو
مصعب إِسْمَاعِيل بْن قيس بْن [2] زيد بْن ثابت، حدثنا
أَبُو حازم، عن سهل بن سعد الساعدي قال: استأذن العباس بْن
عبد المطلب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
في الهجرة فقال له: «يا عم، أقم مكانك الذي أنت به، فإن
اللَّه تعالى يختم بك الهجرة كما ختم بي النبوة» ثم هاجر
إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وشهد
معه فتح مكة، وانقطعت الهجرة، وشهد حنينًا، وثبت مع رسول
الله صلى الله عليه وسلم لما انهزم الناس بحنين وكان
رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يعظمه
ويكرمه بعد إسلامه، وكان وصولًا لأرحام قريش، محسنًا
إليهم، ذا رأي سديد وعقل غزير وقال النَّبِيّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ له: «هذا العباس بْن عبد
المطلب أجود قريش كفًا، وأوصلها وقال: هذا بقية آبائي» .
أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ وَإِسْمَاعِيلُ
بْنُ عَلِيٍّ وغيرهما قَالُوا بِإِسْنَادِهِمْ إِلَى
مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى السُّلَمِيِّ: حدثنا قتيبة، حدثنا
أبو عوانة، عن يزيد بن أبي زياد، عن عبد الله بن الحارث
قال:
حدثني عبد المطلب بْن ربيعة بْن الحارث بْن عبد المطلب: أن
العباس دخل عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ مغضبًا، وأنا عنده. فقال: ما أغضبك؟ فقال: يا
رسول الله، ما لنا ولقريش؟ إذا تلاقوا بينهم تلاقوا بوجوه
مبشرة [3] وإذا لقونا لقونا بغير ذلك. قال: فغضب رسول الله
صلى الله عليه وسلم حتى
__________
[1] تقدمت في: 1/ 457.
[2] في الجرح لابن أبى حاتم 1/ 1/ 193: «إسماعيل بن قيس بن
سعيد بن زيد بن ثابت»
[3] أي: يعلوها البشر. ويروي: مسفرة. من الإسفار، بمعني
مضيئة.
(3/61)
احمر وجهه. ثم قال: «والذي نفسي بيده لا
يدخل قلب رجل الإيمان حتى يحبكم للَّه ولرسوله.
ثم قال: أيها الناس، من آذى عمي فقد آذاني، فإنما عم الرجل
صنو أبيه» [1] . وأَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِم يعيش بْن
صدقة بن علي الفقيه، أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ يَحْيَى
بْنُ عَلِيِّ بْنِ الطَّرَّاحِ، أَخْبَرَنَا أَبُو الحسين
بْن المهتدي، أَخْبَرَنَا عُمَر بْنُ شَاهِينَ،
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ محمد ابن سليمان الباغندي،
حدثنا عبد الوهاب بْن الضحاك، حدثنا إسماعيل بن عيّاش، عن
صفوان ابن عمرو، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُبَيْرِ
بْنِ نُفَيْرٍ، عَنْ كثير بْن مرة عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن
عمر [2] قال: قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ: «إن اللَّه اتخذني خليلًا كما اتخذ إِبْرَاهِيم
خليلًا، ومنزلي ومنزل إِبْرَاهِيم تجاهين في الجنة، ومنزل
العباس بْن عبد المطلب بيننا مؤمن بن خليلين» . روى عنه
عَبْد اللَّهِ بْن الحارث، وعامر بْن سعد، والأحنف بْن
قيس، وغيرهم وله أحاديث منها:
ما أَخْبَرَنَا به عبد الوهاب بن هبة الله بْنُ أَبِي
حَبَّةَ بِإِسْنَادِهِ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بن أحمد قال:
حدثني أبي، حدثنا حسين بن علي، عن زائدة، عَنْ يَزِيدَ
بْنِ أَبِي زياد، عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن الحارث، عَنْ
العباس قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت:
علمني- يا رَسُول اللَّهِ- شيئًا أدعو به قال:
فقال: «سل اللَّه العافية» ثم أتيته مرة أخرى، فقلت: يا
رَسُول اللَّهِ علمني شيئًا أدعو به فقال:
«يا عباس، يا عم رَسُول اللَّهِ، سل اللَّه العافية في
الدنيا والآخرة [3] » . أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرٍ عَبْدُ
الرَّحِيمِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الحسن بْن هبة اللَّه،
وَأَبُو إِسْحَاق إِبْرَاهِيم بْن أَبِي طاهر بركات بْن
الخشوعي [4] وَغَيْرُهُمَا، قَالُوا: أَخْبَرَنَا
الْحَافِظُ. أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بن الحسن بن هبة
اللَّه الدمشقي، أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْد اللَّهِ الحسين
بْن مُحَمَّدِ بْنِ الفرحان السمناني، أَخْبَرَنَا الأستاذ
أَبُو الْقَاسِم القشيري، أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنُ
أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الخفاف، أَخْبَرَنَا أَبُو
العباس السَّرَّاجُ، أَخْبَرَنَا أَبُو مَعْمَرٍ
إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْن معمر، أَخْبَرَنَا
الدراوردي، عَنْ يَزِيدَ بْنِ الْهَادِ، عَنْ مُحَمَّدِ
بْنِ إِبْرَاهِيم، عَنْ عامر بْن سعد، عَنْ العباس بْن عبد
المطلب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ: «ذاق
طعم الإيمان من رضي باللَّه ربّا، وبالإسلام دينا، وبمحمد
رسولا» [5] .
__________
[1] تحفة الأحوذي، كتاب المناقب: 10/ 263، 264. ومسند
أحمد: 4/ 164.
[2] الحديث رواه ابن ماجة في سننه عن عبد الوهاب بن الضحاك
بسنده إلى عبد الله بن عمرو. ينظر المقدمة، الحديث 141:
501
[3] مسند أحمد: 1/ 209.
[4] قيل له: «الخشوعي» لأنه كان يؤم الناس، فتوفى في
المحراب. تاج العروس: 5/ 319.
[5] الحديث رواه أحمد في المسند من طريق يزيد بن الهاد: 1/
208. ومسلم في كتاب الإيمان، من طريق الدراوَرْديّ، وهو
عبد العزيز بن محمد: 1/ 46.
(3/62)
وأَخْبَرَنَا أَبُو الفضل المخزومي
الْفَقِيهُ، بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَحْمَدَ بْنِ عَلِيِّ
بْنِ المثنى، قال: حدثنا مُحَمَّد بْن عباد، حدثنا
مُحَمَّد بْن طلحة، عَنْ أَبِي سهيل بْن مالك، عَنِ ابن
المسيب، عَنْ سعد قال: كنا مع النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ببقيع الخيل، فأقبل العباس فقال رَسُول
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «هذا العباس
عم نبيكم، أجود قريش كفا وأوصلها» [1] واستسقى عمر بْن
الخطاب بالعباس رضي اللَّه عنهما عام الرمادة لما اشتد
القحط. فسقاهم اللَّه تعالى به، وأخصبت الأرض. فقال عمر:
هذا والله الوسيلة إِلَى اللَّه، والمكان منه. وقال حسان
بن ثابت: [2] .
سأل الإمام وقد تتابع جدبنا ... فسقى الغمام بغرة العباس
عم النَّبِيّ وصنو والده الذي ... ورث النَّبِيّ بذاك دون
الناس
أحيا إلا له به البلاد فأصبحت ... مخضرة الأجناب بعد الياس
ولما سقى الناس طفقوا يتمسحون بالعباس، ويقولون: هنيئًا لك
ساقي الحرمين.
وكان الصحابة يعرفون للعباس فضله، ويقدمونه ويشاورونه
ويأخذون برأيه، وكفاه شرفًا وفضلًا أَنَّهُ كان يعزى
بالنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لما مات، ولم
يخلف من عصباته أقرب منه.
وكان له من الولد عشرة ذكور سوى الإناث، منهم: الفضل، وعبد
اللَّه، وعبيد اللَّه، وقثم، وعبد الرحمن، ومعبد، والحارث،
وكثير، وعون، وتمام، وكان أصغر ولد أبيه.
وأضر العباس في آخر عمره، وتوفي بالمدينة يَوْم الجمعة
لاثنتي عشرة ليلة خلت من رجب، وقيل: بل من رمضان، سنة
اثنتين وثلاثين، قبل قتل عثمان بسنتين. وصلى عليه عثمان،
ودفن بالبقيع، وهو ابن ثمان وثمانين سنة. وكان طويلًا
جميلًا أبيض بضًا، ذا ضفيرتين [3] .
ولما أسر يَوْم بدر لم يجدوا قميصًا يصلح عليه إلا قميص
عبد الله بن أبىّ بن سلول، فألبسوه إياه ولهذا لما مات
عَبْد اللَّهِ بْن أَبِي كفنه رَسُول اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في قميصه. وأعتق العباس سبعين
عبدا.
أخرجه الثلاثة.
__________
[1] رواه أحمد من طريق محمد بن طلحة: 1/ 185. وأبو سهيل هو
نافع بن مالك، وابن المسيب هو سعيد، وسعد هو ابن أبى وقاص.
[2] الأبيات في الاستيعاب: 815.
[3] في المطبوعة: ظفيرتين. وهو خطأ.
(3/63)
2798- عباس بن قيس
(س) عباس بْن قيس الحجري. أخرجه يحيى بْن يونس، ذكره
المستغفري هكذا، ولم يورد له شيئًا: قاله أَبُو موسى.
وقد ذكره أَبُو بكر الإسماعيلي، وروى بِإِسْنَادِهِ عَنْ
قيس بْن بدر الحجري، عَنْ عباس بْن قيس الحجري، عَنِ
النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فيما يروي
عَنْ ربه تبارك وتعالى: «ابن آدم، أعطيتك ثلاثًا، لم يكن
لك ذلك حق حتى إذا أخذت بكظمك [1] جعلت لك ثلث مالك يكفر
لك خطاياك، ودعوة عبادي الصالحين لك بعد موتك، وستري عليك
عيوبك، لو أبديتها لنبذك أهلك فلم يدفنوك» .
2799- عباس بن مرداس السلمي
(ب د ع) عباس بْن مرداس بْن أَبِي عامر بن جارية [2] بْن
عبد بْن عبس بن رفاعة بن الحارث ابن حبي بْن الحارث بْن
بهثة بْن سليم بْن مَنْصُور السلمي، وقيل في نسبه غير ذلك.
يكنى أبا الهيثم، وقيل: أَبُو الفضل.
أسلم قبل فتح مكة بيسير، وكان أبوه مرداس شريكًا ومصافيًا
لحرب بْن أمية، فقتلتهما الجن جميعًا، وخبرهما معروف،
وذكروا أن ثلاثة نفر ذهبوا عَلَى وجوههم، فهاموا فلم
يوجدوا، ولم يسمع لهم بأثر: طالب بْن أَبِي طالب، وسنان
بْن حارثة المري، ومرداس.
وكان العباس من المؤلفة قلوبهم، وممن حسن إسلامه منهم،
وقدم عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ في ثلاثمائة راكب من قومه، فأسلموا وأسلم قومه،
ولما أعطاه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ مع المؤلفة قلوبهم، وهم: الأقرع بْن حابس،
وعيينة بْن حصن وغيرهما من غنائم حنين مائة من الإبل، ونقص
طائفة من المائة، منهم عباس بْن مرداس، فقال عباس [3] :
أتجعل [4] نهبي ونهب العبيد ... بين عيينة والأقرع
فما كان حصن ولا حابس ... يفوقان مرداس في مجمع
وما كنت دون امرئ منهما ... ومن تضع اليوم لا يرفع
__________
[1] الكظم: مخرج النفس من الحلق.
[2] كذا في الأصل، وفي المطبوعة: حارثة.
[3] سيرة ابن هشام: 2/ 493، 494.
[4] في السيرة: فأصبح نهبي.. والنهب: ما ينهب ويغنم.
(3/64)
وقد كنت في القوم ذا تدرأ [1] ... فلم أعط
شيئًا ولم أمنع
فصالًا أفائل [2] أعطيتها ... عديد قوائمها الأربع
وكانت نهابًا [3] تلافيتها ... بكري عَلَى المهر في الأجرع
وَإِيقاظي القوم أن يرقدوا ... إذا هجع [4] القوم لم أهجع
فقال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
اذهبوا فاقطعوا عني لسانه. فأعطوه حتى رضي، وقيل: أتمها له
مائة.
وكان شاعرًا محسنًا، وشجاعًا مشهورا. قال عَبْد الْمَلِكِ
بْن مروان: أشجع الناس في شعره عباس بْن مرداس حيث يقول:
أقاتل في الكتيبة لا أبالي ... أفيها كان حتفي أم سواها
[5]
وكان العباس بْن مرداس ممن حرم الخمر في الجاهلية، فإنه
قيل له: ألا تأخذ من الشراب فإنه يزيد في قوتك وجراءتك؟
قال: لا أصبح سيد قومي وأمسي سفيهها، لا والله لا يدخل
جوفي شيء يحول بيني وبين عقلي أبدًا. وكان ممن حرمها أيضًا
في الجاهلية: أَبُو بكر الصديق، وعثمان بْن مظعون، وعثمان
بْن عفان، وعبد الرحمن بْن عوف- وفيه نظر- وقيس بْن عاصم.
وحرمها قبل هؤلاء: عبد المطلب بْن هاشم، وعبد اللَّه بْن
جدعان. ويقال: أول من حرمها عَلَى نفسه في الجاهلية عامر
بْن الظرب العدواني. وقيل: بل عفيف بْن معديكرب العبدي.
وكان عباس بْن مرداس ينزل بالبادية بناحية البصرة، وقيل:
إنه قدم دمشق وابتنى بها دارًا.
أَخْبَرَنَا المنصور بن أبي الحسن الْفَقِيهُ
بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَبِي يَعْلَى أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ
قال: حدثنا إِبْرَاهِيم ابن الحجاج السامي [6] حدثنا عبد
القاهر بْن السري [7] السلمي، حدثني كنانة بْن العباس بْن
مرداس، عَنْ أبيه العباس: أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دعا عشية عرفة لأمته بالمغفرة
والرحمة، وأكثر الدعاء، فأجابه اللَّه عز وجل: أني قد فعلت
وغفرت لأمتك إلا ظلم بعضهم بعضا. فأعاد فقال:
__________
[1] يعنى: ذا قوة ودفع.
[2] في السيرة: إلا أفائل أعطيتها. والأفائل جمع أفيل: وهي
الصغار من الإبل.
[3] وكانت نهابا يعنى الإبل والماشية، والنهاب جمع نهب،
وقد تقدم شرحه. والأجرع: المكان السهل.
[4] هجع هنا بمعنى: نام.
[5] البيت في عيون الأخبار: 2/ 194، والاستيعاب: 818 مع
اختلاف يسير.
[6] في المطبوعة: الشامي. ينظر الجرح 1/ 1/ 93 والخلاصة 15
والمشتبه 345.
[7] في المطبوعة: عبد القاهر بن السنى. والصواب ما
أثبتناه، ينظر الجرح 3/ 1/ 57.
(3/65)
يا رب، إنك قادر أن تغفر للظالم، وتثيب
المظلوم خيرًا من مظلمته. فلم يكن تلك العشية إلا ذا.
فلما كان من الغد دعا غداة المزدلفة، فعاد يدعو لأمته، فلم
يلبث النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن
تبسم. فقال بعض أصحابه: بأبي أنت وأمي تبسمت في ساعة لم
تكن تضحك فيها، فما أضحكك؟ قال:
تبسمت من عدو اللَّه إبليس، حين علم أن اللَّه تعالى
أجابني في أمتي وغفر للظالم [1] ، أهوى يدعو بالثبور
والويل، ويحثوا التراب عَلَى رأسه. وقال مرة: فضحكت من
جزعه [2] » . أخرجه الثلاثة.
2800- عباس بن معديكرب
(س) عباس بْن معديكرب الزبيدي. له صحبة. ذكره المستغفري
هكذا ولم يورد له شيئًا، ويرد نسبه عند ذكر أبيه، إن شاء
الله تعالى.
أخرجه أبو موسى مختصرا.
2801- عباس مولى بنى هاشم
(د ع) عباس مولى بني هاشم. قديم أدرك النَّبِيّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
روى قيس بْن الربيع، عَنْ عاصم بْن سليمان، عَنِ العباس
مولى بني هاشم. قال: خرج رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وسلم ذات يَوْم إِلَى المسجد، فرأى نخامة في
المسجد في القبلة، فحكه ثم لطخه بالزعفران.
أخرجه ابن مندة وأبو نعيم.
2802- عباية أبو قيس
(د ع) عباية أَبُو قيس. روى حديثه الجريري، عَنْ قيس بْن
عباية: عَنْ أبيه في الصوم.
ذكر [3] في الصحابة، ولا يصح.
أخرجه ابن منده وَأَبُو نعيم.
2803- عباية بْن مالك
عباية بْن مالك الأنصاري. كان عَلَى ميسرة المسلمين يوم
مؤتة.
__________
[1] في المطبوعة: المظالم. والمثبت عن الأصل ومسند أحمد.
[2] الحديث رواه أحمد في المسند 4/ 14، 15 من طريق إبراهيم
بن الحجاج. وفي المسند: حدثني ابن لكنانة ...
[3] في المطبوعة: ذكره.
(3/66)
أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَر بْن السمين
بِإِسْنَادِهِ إِلَى يونس بن بكير، عن محمد بن إسحاق قال:
ثم مضى الناس فتعبأ المسلمون [فجعلوا] على ميمنتهم رجلًا
من عذرة، يقال له: قطبة بْن قتادة، وعلى ميسرتهم رجلًا من
الأنصار، يقال له: عباية بْن مالك، فالتقى الناس، يعني
بمؤتة. قال ابن هشام: ويقال: عبادة بن مالك [1] .
2804- عبد الأعلى بن عدي
(ع س) عبد الأعلى بْن عدي البهراني.
روى عبد الرحمن بْن عدي البهراني، عَنْ أخيه عبد الأعلى
بْن عدي: إن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
دعا علي بْن أَبِي طالب يَوْم غدير خم، فعممه وأرخى عذبة
العمامة من خلفه، ثم قال: «هكذا فاعتموا، فإن العمائم سيما
الإسلام، وهي حاجز بين المسلمين والمشركين» . أخرجه أبو
نعيم وأبو موسى.
2805- عبد الله بن أبى بن خلف
(ب) عبد الله بن أبىّ بن خلف القرشي الجمحيّ. أسلم يَوْم
الفتح، وقتل يَوْم الجمل.
أخرجه أبو عمر.
2806- عَبْد اللَّهِ بْن أَبِي أحمد بْن جحش
(د ع) عَبْد اللَّهِ بْن أَبِي أحمد بْن جحش. ذكر نسبه عند
ذكر أبيه. أتى بِهِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ لما ولد، فسماه عَبْد اللَّهِ له ولأبيه صحبة
أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَرَجِ بْنُ مَحْمُودِ بْنِ سَعْدٍ
بإسناده إلى أبي بكر بن أبي عاصم، حدثنا مُحَمَّد بْن يحيى
الباهلي، حدثنا يعقوب بْن مُحَمَّد، حدثنا عبد العزيز بْن
عمران، عَنْ مجمع بْن يعقوب عَنْ حسين بْن أَبِي لبابة،
عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن أَبِي أحمد. قال: هاجرت أم كلثوم
بنت عقبة بْن أَبِي معيط، في الهدنة، فخرج أخواها عمارة
والْوَلِيد حتى قدما عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فكلماه فيها أن يردها إليهما، فنقض
اللَّه العهد بينه وبين المشركين خاصة في النساء، ومنعهن
أن يرددن إِلَى المشركين، فأنزل اللَّه تعالى آية الامتحان
[2] .
أخرجه ابن منده وَأَبُو نعيم.
2807- عَبْد الله بن الأخرم
عَبْد اللَّهِ بْن الأخرم واسم الأخرم ربيعة- بن سيدان بْن
فهم بْن غيث بْن كعب بْن عامر بْن الهجيم التميمي الهجيمي.
روى عنه ابن أخيه المغيرة بْن سعد بن الأخرم.
__________
[1] عن سيرة ابن هشام: 2/ 377.
[2] وهي الآية العاشرة من سورة الممتحنة.
(3/67)
روى عَبْد اللَّهِ بْن داود عَنِ الأعمش عن
عمرو بن مرة. عن المغيرة بن سعد بْن الأخرم، عَنْ عمه:
أَنَّهُ أتى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
وهو بعرفات، قال: فحال الناس بيني وبينه، فقال رَسُول
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
«دعوه فأرب ما له [1] . فقلت: يا رَسُول اللَّهِ، دلني
عَلَى عمل يقربني من الجنة، ويباعدني من النار.
قال: لئن كنت أقصرت الخطبة لقد أعرضت وأطولت، تعبد اللَّه
لا تشرك به شيئا، وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان،
وتأتي إلى الناس ما تحب أن يؤتي إليك» . قاله هكذا أَبُو
أحمد العسكري. وقد تقدم [2] هذا الحديث في ترجمة سعد بْن
الأخرم، فإن عِيسَى بْن يونس ويحيى بْن عِيسَى روياه [3]
عَنِ الأعمش، عَنْ عمرو، عَنِ المغيرة، عَنْ أبيه أو عمه.
وقال ابن نمير في حديثه: شك الأعمش في أبيه أو عمه.
2708- عبد الله بن الأدرع
(د ع) عَبْد اللَّهِ بْن الأدرع. وقيل: الأزعر بْن زيد بْن
العطاف بْن ضبيعة بْن زيد بن مالك ابن عوف بْن عمرو بْن
عوف بْن مالك بْن الأوس الأنصاري الأوسي، شهد بيعة
الرضوان، وشهد أبوه أَبُو حبيبة بدرًا والمشاهد، قاله ابن
منده، عَنِ ابن أَبِي داود. وروى عن محمد بن إسماعيل ابن
مجمع الأنصاري قال: قلت لعبد اللَّه بْن أَبِي حبيبة:
أدركت من رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ شيئًا؟ قال جاءنا في مسجدنا- يعني مسجد قباء-
قال: فجلست إِلَى جنبه، وجلس الناس حوله، ثم رأيته قام،
فرأيته يصلي في نعليه.
أخرجه هكذا ابن مندة وأبو نعيم.
2709- عبد الله بن الأرقم
(ب د ع) عَبْد اللَّهِ بْن الأرقم بْن عبد يغوث بْن وهب
بْن عبد مناف بْن زهرة بْن كلاب بْن مرة القرشي
الزُّهْرِيّ. كانت آمنة بنت وهب أم رَسُول اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عمة أبيه الأرقم، وأمه أميمة
__________
[1] في المطبوعة: قارب ما له. والمثبت عن الأصل، وينظر
مسند أحمد 5/ 372 وصحيح البخاري، كتاب الزكاة: 2/ 120.
وفي هذه اللفظة ثلاث روايات، إحداها: أرب- بوزن علم-
ومعناها الدعاء عليه بان تصاب آرابه، أي أعضاؤه.
وهي كلمة لا يراد بها وقوع الأمر، وإنما تذكر في معرض
التعجب، وفي هذا الدعاء من النبي صلى الله عليه وسلم
قولان: أحدهما تعجبه من حرص السائل ومزاحمته.
والرواية الثانية: أرب ما له- بوزن جمل- أي حاجة له. وما
زائدة للتقليل، أي: له حاجة يسيرة.
والرواية الثالثة: أرب- بوزن كتف- والأرب: الحاذق الكامل.
أي هو أرب ثم سأل فقال: ما له، أي ما شأنه (النهاية لابن
الأثير بتصرف) .
[2] مضى في 2/ 335.
[3] في المطبوعة وروياه.
(3/68)
بنت حرب بْن أَبِي همهمة [1] بْن عبد العزي
الفهري. وقيل: عمرة بنت الأوقص بْن هاشم بْن عبد مناف.
أسلم عام الفتح، وكتب للنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ، ولأبي بكر، وعمر رضي اللَّه عنهما. وأعطاه
رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بخيبر
خمسين وسقًا، واستعمله عمر عَلَى بيت المال، وعثمان بعده،
ثم إنه استعفى عثمان من ذلك فأعفاه.
ولما استكتبه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ أمن إليه ووثق به، فكان إذا كتب له إِلَى بعض
الملوك يأمره أن يختمه ولا يقرؤه لأمانته عنده.
وروى مالك قال: بلغني أَنَّهُ ورد عَلَى النَّبِيّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كتاب فقال: من يجيب عنه؟ فقال
عبد عَبْد اللَّهِ بْن الأرقم: أنا. فأجاب، وأتى به
النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فأعجبه
وأنفذه، وكان عمر حاضرًا فأعجبه ذلك من عَبْد اللَّهِ، حيث
أضاف ما أراده إِلَى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما
ولي عمر استعمله عَلَى بيت المال.
وروى مالك قال: بلغني أن عثمان أجاز عَبْد اللَّهِ بْن
الأرقم- وهو عَلَى بيت المال- بثلاثين ألفًا فأبى أن
يقبلها. وروى عمرو بْن دينار أن عثمان، رضي اللَّه عنه،
أعطاه ثلاثمائة ألف درهم فأبى أن يقبلها. وقال: عملت
للَّه، وَإِنما أجري عَلَى اللَّه.
وقال له عمر بْن الخطاب: لو كان لك مثل سابقة القوم ما
قدمت عليك أحدًا. وكان عمر يقول: ما رأيت أخشى للَّه تعالى
من عَبْد اللَّهِ بْن الأرقم.
وعمي قبل وفاته.
أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيل بْنُ عَلِيِّ بْنِ عُبَيْدِ
اللَّهِ وغير واحد قالوا بإسنادهم إلى أبي عيسى محمد بن
عيسى، حدثنا هناد، حدثنا أَبُو معاوية، عَنْ هشام، بْن [2]
عروة، عن أبيه، عن عبد الله بن الأرقم قال: أقيمت الصلاة،
فأخذ بيد رجل فقدمه، وكان إمام القوم، وقال: سمعت رَسُول
الله صلى الله عليه وسلم يقول: إذا أقيمت الصلاة ووجد
أحدكم الخلاء فليبدأ بالخلاء [3] . رواه شعبة، والثوري،
والحمادان، ومعمر، وابن عيينة، ومحمد بْن إِسْحَاق، وغيرهم
عَنْ هشام بْن عروة مثله. ورواه وهيب، وشعيب بْن إِسْحَاق،
وابن جريج في بعض الروايات عنه
__________
[1] أبو همهمة، اسمه: عمرو. ينظر كتاب نسب قريش 443.
[2] في المطبوعة: عن عروة. وهو خطأ.
[3] أي الحاجة إلى الخلاء. والحديث رواه الترمذي في كتاب
الطهارة. ينظر تحفة الأحوذي: 1/ 435.
(3/69)
فقالوا: عَنْ هشام، عَنْ أبيه، عَنْ رجل،
عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن الأرقم. ورواه أَبُو الأسود، عَنْ
عروة، عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن الأرقم. ورواه أَبُو معشر،
عَنْ هشام، عَنْ أبيه، عن عائشة.
أخرجه الثلاثة.
2810- عبد الله بن إسحاق
(د ع) عَبْد اللَّهِ بْن إِسْحَاق الأعرج، جد حاجب بْن
أبان. أصيبت رجله مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فسماه الأعرج.
روى عَبْد الْمَلِكِ بْن إِبْرَاهِيم، عَنْ حاجب بْن عمر
[1] قال: كان اسم جدي عَبْد اللَّهِ بْن إِسْحَاق وكان
أصيبت رجله مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فسماه رَسُول
اللَّهِ الأعرج.
أخرجه ابن منده وَأَبُو نعيم. ذكره- يعني ابن منده- في
الترجمة: حاجب بْن أبان، وفي الحديث: حاجب بن عمر [1] .
2811- عبد الله بن أسعد
(ب د ع) عَبْد اللَّهِ بْن أسعد بْن زرارة الأنصاري، وهو
ابن أَبِي أمامة أسعد بن زرارة.
تقدم نسبه عند ذكر أبيه [2] . له ولأبيه صحبة.
روى يحيى بْن أَبِي بكير، عَنْ جَعْفَر الأحمر، عَنْ هلال
الصيرفي قال: حدثنا أَبُو كثير الأنصاري، عَنْ عَبْد
اللَّهِ بْن أسعد بْن زرارة قال: قال رسول الله صلى الله
عليه وَسَلَّمَ: «لما أسري بِي إِلَى السَّمَاءِ انْتَهَى
بِي إِلَى قَصْرٍ مِنْ لُؤْلُؤٍ، فِرَاشُهُ مِنْ ذَهَبٍ
يَتَلأْلأُ، فَأَوْحَى اللَّه إلي- أو أمرني في علي بثلاث
خصال: أَنَّهُ سَيِّدُ الْمُسْلِمِينَ، وَإِمَامُ
الْمُتَقَّيِن، وَقَائِدُ الْغُرِّ المحجلين» .
ورواه أَبُو غسان وغير واحد، عَنْ جَعْفَر هكذا، وقيل:
عَنْ أَبِي غسان، عَنْ إسرائيل، عَنْ هلال الوزان، عَنْ
رجل من الأنصار، عَنْ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ
بْنِ أَسْعَدَ بْنِ زرارة.
ورواه عمران بْن الحصين، عَنْ يحيى بْن العلاء، عَنْ هلال
الوزان، عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن أسعد بْن زرارة. عَنْ
أبيه.
أخرجه الثلاثة، إلا أن أبا عمر قال: عَبْد اللَّهِ بْن
أَبِي أمامة، وهو أسعد بْن زرارة.
__________
[1] في المطبوعة: عمرو. والمثبت عن الأصل والإصابة.
[2] مضى في: 1/ 86.
(3/70)
2812- عبد الله بن الأسقع
(د ع) عَبْد اللَّهِ بْن الأسقع الليثي. روى حديثه أَبُو
شهاب [1] : عَنِ المغيرة بْن زياد، عَنْ مكحول مرسلًا
أخرجه ابن منده وأبو نعيم مختصرا.
2813- عبد الله بن الأسود السدوسي
(ب د ع) عَبْد اللَّهِ بْن الأسود بْن شعبة بن علقمة بْن
شهاب بْن عوف بن عمرو بن الحارث ابن سدوس السدوسي. نسبه
هكذا أَبُو أحمد العسكري. وفد عَلَى النَّبِيّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في وفد بني سدوس:
روى مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ،
عَنْ أبيه عَبْد اللَّهِ بْن الأسود قال: خرجنا إِلَى
النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في وفد بني
سدوس من القرية [2] ، ومعنا تمر من البرود- برود بني عمير-
حتى قدمنا عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ، فنثرنا التمر عَلَى نطع بين يديه. فقال: أي تمر
هذا؟ فقلنا:
الجذامي [3] . فقال: اللَّهمّ بارك في الجذامي، وفي حديقة
خرج هذا منها. وقال قتادة: هاجر من ربيعة أربعة: بشير بْن
الخصاصية، وعمرو بْن تغلب [4] ، وعبد اللَّه ابن الأسود،
وفرات بن حيّان.
أخرجه الثلاثة.
2814- عبد الله بن الأسود المزني
(س) عَبْد اللَّهِ بْن الأسود المزني. أخرجه أَبُو موسى
وقال: ذكرناه في ترجمة الخمخام [5] ، ويمكن أن يكون
السدوسي الذي ذكروه، إلا أن في تلك الترجمة قال: المزني،
ومزينة غير سدوس.
قلت: هذا لفظ أَبِي موسى. وقال في الخمخام: بن الحارث
البكري. وروى بِإِسْنَادِهِ عَنْ مجالد بْن خمخام. قال:
«هاجر أَبِي الخمخام إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في وفد بكر بْن وائل مع أربعة من سدوس،
أحدهم: بشير بْن الخصاصية، وفرات بْن حيان العجلي، وعبد
الله بن أسود
__________
[1] في المطبوعة: ابن شهاب. والمثبت عن الأصل والإصابة.
[2] هي قرية بنى سدوس، وهي أخصب قرى اليمامة.
[3] الجذامي: تمر أحمر اللون. والنطع: بساط من الجلد.
[4] في المطبوعة: ثعلب. وستأتي ترجمته.
[5] مضى في: 2/ 146.
(3/71)
المزني، ويزيد بْن ظبيان» . فهذا يدل عَلَى
أن المزني غلط. من الكتاب، فإنه قد جعله تارة من بكر، ثم
من سدوس، وهو من بكر أيضًا، فلا مدخل للمزني فيه، والصحيح
أنه الأول، والله أعلم.
2815- عبد الله بن أصرم
(س) عَبْد اللَّهِ بْن أصرم. أورده ابن شاهين في الصحابة
وروى بِإِسْنَادِهِ عَنِ الْمَدَائِنِيِّ، عَنْ أَبِي
مَعْشَرٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ رومان قال: قدم عَلَى رَسُول
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عبد عوف بْن
أصرم بْن عمرو بن شعيثة بن الهزم بن رويبة، فقال له رسول
الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ: من أنت؟ قال: عبد عوف. قال:
أنت عَبْد اللَّهِ فأسلم. أخرجه أَبُو موسى.
2816- عبد الله بن الأعور
(ب د ع) عَبْد اللَّهِ بْن الأعور. وقيل: عَبْد اللَّهِ
بْن الأطول الحرمازي المازني، من بني مازن بْن عَمْرو بْن
تميم، وهو الشاعر المعروف بالأعشى المازني، وقد تقدم في
الهمزة في الأعشى [1] أكثر من هذا، لأنه بلقبه أشهر منه
باسمه.
أخرجه الثلاثة.
2817- عبد الله بن أقرم
(ب د ع) عَبْد اللَّهِ بْن أقرم بْن زيد الخزاعي، أَبُو
معبد. روى عنه ابنه عُبَيْد اللَّهِ:
أَخْبَرَنَا أَبُو ياسر بْن أبي حبة بإسناده عن عبد
اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ. قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ:
حدثنا عبد الرحمن بْن مهدي، عَنْ داود بْن قيس، عَنْ
عُبَيْد اللَّهِ بْن عَبْد اللَّهِ بْن أقرم الخزاعي، عَنْ
أبيه قال: كنت مع أَبِي بالقاع من نمرة، فمر بنا ركب
فأناخوا فقال لي أَبِي: كن في بهمنا حتى آتي هؤلاء القوم
فأسائلهم. فدنا منهم ودنوت معه، فإذا رَسُول اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فيهم، فكنت أنظر إِلَى
عفرة إبطي رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ وهو ساجد [2] .
رواه ابن عيينة وابن المبارك، وعبد الرزاق، ووكيع، وَأَبُو
أسامة وغيرهم عَنْ داود مثله.
ورواه عبد الحميد بْن سليمان، عَنْ رجل من بني أقرم، عَنْ
أبيه، عن جده.
أخرجه الثلاثة.
__________
[1] مضى في: 1/ 122.
[2] مسند أحمد: 4/ 35. وينظر سنن ابن ماجة، كتاب إقامة
الصلاة، الحديث رقم 881: 1/ 285.
والقاع: أرض سهلة مطمئنة قد انفرجت عنها الجبال والآكام،
ونمرة: مكان قرب عرفة، والعفرة: بياض ليس بالناصع.
(3/72)
2818- عبد الله بن أبي أمية بن المغيرة
(ب د ع) عبد الله بْن أَبِي أمية بْن المغيرة بْن عَبْد
اللَّهِ بْن عمر [1] بْن مخزوم، واسم أَبِي أمية حذيفة،
وهو أخو أم سلمة زوج النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ. وأمه عاتكة بنت عبد المطلب. عمة رَسُول اللَّهِ
صَلَّى الله عليه وَسَلَّمَ.
وكان يقال لأبيه أَبِي أمية: زاد الركب. وزعم الكلبي أن
أزواد الركب من قريش ثلاثة:
زمعة بْن الأسود بْن المطلب بْن عبد مناف، قتل يَوْم بدر
كافرًا. ومسافر بْن أَبِي عمرو بْن أمية.
وَأَبُو أمية بْن المغيرة، وهو أشهرهم بذلك. وَإِنما سموا
زاد الركب لأنهم كانوا إذا سافر معهم أحد كان زاده عليهم.
وقال مصعب والعدوي: لا تعرف قريش زاد الركب إلا أبا أمية
وحده.
وكان عَبْد اللَّهِ بْن أَبِي أمية شديدًا عَلَى المسلمين،
مخالفًا لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ، وَهُوَ الذي قال له لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى
تَفْجُرَ لَنا مِنَ الْأَرْضِ يَنْبُوعاً: أَوْ تَكُونَ
لَكَ جَنَّةٌ من نَخِيلٍ 17: 90- 91 [2] ... الآية.
وكان شديد الْعَدَاوَةِ لِرَسُولِ اللَّه صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولم يزل كذلك إِلَى عام الفتح، وهاجر
إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قبيل
الفتح هو وَأَبُو سفيان بْن الحارث بْن عبد المطلب، فلقيا
النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالطريق:
أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَرِ بْنُ السَّمِينِ
الْبَغْدَادِيُّ بِإِسْنَادِهِ إلى يونس بن بكير، عن ابن
إسحاق قَالَ: وَكَانَ أَبُو سفيان بْن الحارث، وعبد اللَّه
بْن أَبِي أمية قد لقيا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بنيق [3] العقاب فيما بين مكة
والمدينة، فالتمسا الدخول، فمنعهما، فكلمته أم سلمة فيهما،
فقالت: يا رَسُول اللَّهِ، ابن عمك، وابن عمتك وصهرك قال:
لا حاجة لي بهما، أما ابن عمي فهتك عرضي، وصهري قال لي
بمكة ما قال: ثم أذن لهما، فدخلا عليه، فأسلما وحسن
إسلامهما. وشهد عَبْد اللَّهِ مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فتح مكة مسلمًا، وحنينًا،
والطائف، ورمي من الطائف بسهم فقتله، ومات يومئذ.
وله قال هيت المخنث عند أم سلمة: يا عَبْد اللَّهِ، إن فتح
اللَّه الطائف فإني أدلك عَلَى ابنة غيلان، فإنها تقبل
بأربع وتدبر بثمان. فقال النَّبِيّ صلى الله عَلَيْهِ
وسلم: «لا يدخل هؤلاء عليكنّ» [4] .
__________
[1] في المطبوعة: عمرو. وهو خطأ نبهنا عنه مرارا.
[2] الإسراء: 90، 91.
[3] في الأصل والمطبوعة: بثنية العقاب. وهو خطأ. فثنية
العقاب- كما في مراصد الاطلاع- هي ثنية مشرفة على غوطة
دمشق، يطؤها القاصد إلى دمشق من حمص. والمثبت عن سيرة ابن
هشام 2/ 400، وفي مراصد الاطلاع: نيق العقاب:
موضع بين مكة والمدينة، قرب الجحفة.
[4] الحديث رواه مسلم في كتاب السلام 7/ 11، وابن ماجة،
كتاب النكاح، الحديث 1902: 1/ 613. وأحمد في مسندة 6/ 152.
والمعنى أنها تقبل بأربع عكن- بضم ففتح- وتدبر بثمان عكن،
والعكن جمع عكنة، وهي: ما أنطوى وتثنى من لحم البطن سنا.
(3/73)
وروى مسلم بْن الحجاج بِإِسْنَادِهِ، عَنْ
هشام بن عروة، عن أبيه، عن عبد الله بْن أَبِي أمية:
أَنَّهُ رَأَى النَّبِيّ صَلَّى الله عليه وسلم يصلى في
بيت أم سلمة، في ثوب واحد ملتحفًا به، مخالفًا بين طرفيه
ومثله روى ابن أَبِي الزناد، عَنْ أبيه، عَنْ عروة، عَنْ
عَبْد اللَّهِ بْن أَبِي أمية.
وذلك غلط، لأن عروة لم يدرك عَبْد اللَّهِ، إنما روى عن
عبد الله بن عبد الله بن أَبِي أمية، ورواه أصحاب هشام،
عَنْ هشام، عَنْ أبيه، عَنْ عمر أَبِي سلمة، وهو المشهور
[1] .
2819- عَبْد اللَّهِ بْن أَبِي أمية بْن وهب
(ب) عَبْد اللَّهِ بْن أَبِي أمية بْن وهب. حليف بني أسد
بْن عبد العزى بْن قصي وابن أختهم.
قتل بخيبر شهيدًا، ذكره الواقدي [2] ، ولم يذكره ابن
إِسْحَاق.
أخرجه أَبُو عمر.
2820- عبد الله بن أنس
(ب د ع) عَبْد اللَّهِ بْن أنس، أَبُو فاطمة الأسدي تقدم
ذكره في حرف الهمزة. وقال أَبُو عمر:
روى عنه زهرة بْن معبد أَبُو عقيل، وجعله أَبُو عمر،
وَأَبُو أحمد العسكري أزديًا.
أخرجه الثلاثة مختصرًا.
2821- عبد الله بن أنيس
(د ع) عَبْد اللَّهِ بْن أنيس الأسلمي. روى عنه جابر بْن
عَبْد اللَّهِ الأنصاري.
روى عَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّدِ بْنِ عقيل، عَنْ جابر بْن
عَبْد اللَّهِ قال: بلغني حديث عَنْ رجل من أصحاب
النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، سمعه من
النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لم أسمعه
منه، فسرت شهرًا إليه حتى قدمت الشام، فإذا هو عَبْد
اللَّهِ بْن أنيس، فأرسلت إليه أن جابرًا عَلَى الباب،
فرجع إلي الرسول فقال:
أجابر بْن عَبْد اللَّهِ؟ قلت نعم. فخرج إلي فاعتنقني
واعتنقته. قال: قلت: حديث بلغني أنك سَمِعْتُهُ مِنْ
رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم لم أسمعه منه
في المظالم، فخشيت أن أموت أو تموت. قال: سمعت النَّبِيّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: يحشر الناس- أو
العباد- عراة غرلا بهما، فيناديهم بصوت يسمعه من بعد، كما
يسمعه من قرب: أنا الملك، أنا الديان، لا ينبغي لأحد من
أهل الجنة أن يدخل الجنة
__________
[1] مسلم، كتاب الصلاة: 2/ 61. وينظر مسند أحمد: 4/ 27.
[2] المغازي، للواقدي: 737.
(3/74)
وأحد من أهل النار يطلبه بمظلمة، ولا ينبغي
لأحد من أهل النار أن يدخل النار، وأحد من أهل الجنة يطلبه
بمظلمة، حتى يقتصه منه، حتى اللطمة، قال: وكيف، وإنما نأتي
عراة غرلا؟
قال: بالحسنات والسيئات [1] . أخرجه ابن منده وَأَبُو
نعيم، إلا أن أبا نعيم جعل هذا وعبد اللَّه بْن أنيس
الجهني ترجمة واحدة، وقال: فرق بعض المتأخرين بينهما،
وجعلهما ترجمتين، وجمعنا بينهما، وخرجنا عنهما ما خرج.
وقال ابن منده: فرق أَبُو حاتم بينه وبين ابن أنيس
الجهنيّ، وأراهما واحدا.
2822- عبد الله بن أنيس الجهنيّ
(ب د ع) عَبْد اللَّهِ بْن أنيس الجهني ثم الأنصاري. حليف
بني سلمة من الأنصار، وقال الواقدي: هو من البرك بْن وبر،
أخي كلب بْن وبرة من قضاعة، ومثله قال الكلبي: وقال:
هو عَبْد اللَّهِ بْن أنيس بْن أسعد بْن حرام بْن حبيب [2]
بْن مالك بْن غنم بْن كعب بن تيم بن نفائة ابن إياس بْن
يربوع بْن البرك بْن وبرة. دخل ولد البرك بْن وبرة في
جهينة.
وكان مهاجريا أنصاريا عقبيا. شهد بدرًا وأحدًا وما بعدهما.
وقال ابن إِسْحَاق: وهو من قضاعة، حليف لبني نابي من بني
سلمة، وقيل: هو من جهينة حليف للأنصار. وقيل: هو من
الأنصار وقول الكلبي يجمع هذه الأقوال كلها، فإنه من البرك
ابن وبرة نسبًا. وقال: إنهم دخلوا في جهينة، فقيل لكل منهم
جهني، وقال: له حلف في الأنصار فقيل: أنصاري يكنى أبا
يحيى.
روى عنه أولاده: عطية، وعمرو، وضمرة، وعبد اللَّه. وجابر
بن عبد الله، وبسر [3] ابن سَعِيد. وهو الَّذِي سَأَلَ
رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ
ليلة القدر، وقال: إني شاسع الدار، فمرني بليلة أنزل لها.
قال: «انزل ليلة ثلاث وعشرين» [4] وهو أحد الذين كانوا
يكسرون أصنام بني سلمة.
أَخْبَرَنَا أبو منصور مسلم بن عَليّ بن محمد السِّيحِيِّ
[5] أَخْبَرَنَا أَبُو الْبَرَكَاتِ مُحَمَّدُ بْنُ
مُحَمَّدِ
__________
[1] رواه أحمد في المسند: 3/ 495. والغرل: جمع أغرل، وهو
الأقلف الّذي لم يختن. والبهم: جمع بهيم، وهو في الأصل:
الّذي لا يخالط لونه لون سواه، يعنى ليس فيهم شيء من
العاهات والأعراض التي تكون في الدنيا، كالعمى والعور.
[2] في المطبوعة: خبيب. والمثبت عن الأصل، والجمهرة،
والاستيعاب، والإصابة.
[3] في المطبوعة: بشر. والمثبت عن الأصل، وينظر الاستيعاب
والخلاصة وميزان الاعتدال، والجرح: 1/ 1/ 423.
[4] رواه أبو داود في كتاب الصلاة، باب في ليلة القدر،
الحديث 1379: 2/ 51، ومالك في الموطأ، كتاب الاعتكاف،
الحديث رقم 12: 1/ 320.
[5] في المطبوعة: السنجى. ينظر المشتبه: 350، وقد مضى في
3/ 27.
(3/75)
ابن خَمِيسٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرِ
بْنُ طَوْقٍ، أَخْبَرَنَا أبو القاسم نصر بن أحمد
الْمَرْجِيِّ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ
الْمُثَنَّى، حدثنا وهب بْن بقية الواسطي. حدثنا خَالِد
بْن عَبْد اللَّهِ، حدثنا عبد الرحمن بْن إِسْحَاق، عَنْ
مُحَمَّدِ بْنِ زيد، عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن أَبِي أمية،
عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن أنيس قال:
قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
«أكبر الكبائر الإشراك باللَّه، وعقوق الوالدين، واليمين
الغموس، والذي نفسي بيده لا يحلف أحد ولو عَلَى مثل جناح
بعوضة إلا كانت وكتة في قلبه إِلَى يَوْم القيامة [1] » .
وتوفي سنة أربع وسبعين، قاله أَبُو عمر.
أخرجه الثلاثة، إلا أن ابن منده جعل هذا والذي قبله
ترجمتين، وقال: أراهما واحدًا، وقول أَبِي عمر في هذه
الترجمة: روى عنه- يعني الجهني- جابر بْن عَبْد اللَّهِ.
يدل عَلَى أَنَّهُ لا يرى غيره، فإن كان قول ابن منده في
الأولى أسلميًا ليس غلطًا، فهما اثنان، لأن هذا لا كلام في
صحته، ولم يقل فيه أحد من العلماء: إنه أسلمي. وَإِنما
قَالُوا: أنصاري، وجهني، وقضاعي، والبرك بْن وبرة وجهينة
من قضاعة، والأصح أنهما واحد.
2823- عبد الله بن أنيس الزهري
(س) عَبْد اللَّهِ بْن أنيس الزُّهْرِيّ. ذكره ابن أَبِي
علي، وروى عَنْ سليمان بْن أحمد، عَنِ الحسن بْن عبد
الأعلى البوسي الصنعاني، عَنْ عبد الرزاق، عَنْ عَبْد
اللَّهِ بن عمر، عن عيسى ابن عَبْد اللَّهِ بْن أنيس
الزُّهْرِيّ، عَنْ أبيه: أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ انتهى إِلَى قربة معلقة، فخنقها، ثم
شرب منها وهو قائم.
أخرجه أَبُو موسى وقال: هذا الحديث أَخْبَرَنَا به أَبُو
غالب الكوشيدي، أَخْبَرَنَا ابن ريذة [2] أَخْبَرَنَا
سليمان بْن أحمد الطبراني، حدثنا الحسن، وآخر ذكره معه،
عَنْ عبد الرزاق بِإِسْنَادِهِ إلا أَنَّهُ لم يقل فيه:
الزُّهْرِيّ. وأورده في ترجمة عَبْد اللَّهِ بْن أنيس
الجهنيّ.
__________
[1] الحديث رواه أحمد في مسندة: 3/ 495. والوكتة: الأثر في
الشيء كالنقطة من غير لونه. واليمين الغموس هي اليمين
الكاذبة الفاجرة، كالتي يقتطع بها الحالف مال غيره. سميت
غموسا لأنها تغمس صاحبها في الإثم، ثم في النار.
[2] في المطبوعة: ابن زيد. وهو خطأ. وابن ريذة هو أَبُو
بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أحمد بن
إبراهيم الأصبهاني التاجر، راوية أبى القاسم الطبراني،
توفى في رمضان سنة 440 عن 94 سنة. قال يحيى بن مندة: ثقة
أمين، كان أحد وجوه الناس.
(العبر للذهبى: 3/ 193) .
(3/76)
2824- عبد الله بن أنيس
(س) عَبْد اللَّهِ بْن أنيس، أو ابن أنس. قال أَبُو موسى:
ذكره أَبُو عَبْد اللَّهِ في ترجمة هزال أَنَّهُ هو الذي
رمى ماعزًا، فقتله حين رجم، ويمكن أن يكون الجهني أيضًا،
والله أعلم.
أخرجه أَبُو موسى مختصرا.
2825- عبد الله بن أنيس العامري
(س) عَبْد اللَّهِ بْن أنيس العامري. روى يعلى بْن الأشدق،
عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن أنيس بن المنتفق ابن عامر الوافد
عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
قال: قدمت عليه أبشره بإسلام قومي، فقال: أنت الوافد
المبارك. فلما أصبح صحبته بنو عامر فأسلموا. فقال رسول
الله صلى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يأبى اللَّه، عز
وجل، لبني، عامر إلا خيرا» . قالها ثلاث مرات. أخرجه أَبُو
موسى.
2826- عَبْد اللَّهِ بْن أوس بن قيظى
عَبْد اللَّهِ بْن أوس بْن قيظي، أخو عرابة وكباثة، أخرجه
أَبُو عمر مدرجًا في ترجمة والده أوس ابن قيظي، وقال: شهد
أحدًا مع أبيه وأخيه كباثة.
2827- عبد الله بن أوس بن وقش
(د ع) عَبْد اللَّهِ بْن أوس بْن وقش بْن الخزرج الأنصاري
الخزرجي. شهد بدرا، ولا تعرف له رواية.
أَخْبَرَنَا عبيد اللَّه بْن أحمد بن علي بإسناده إلى يونس
بن بكير، عن ابن إِسْحَاق- في تسمية من شهد بدرا قال: ومن
بني طريف بْن الخزرج: عَبْد اللَّهِ بْن أوس بْن وقش.
كذا أخرجه ابن منده. وقال أَبُو نعيم: عَبْد اللَّهِ بْن
سعد بْن أوس بْن وقش، وقيل: عبد الله ابن أحق، وقيل: ابن
حق بْن أوس بْن وقش. وقال عَنِ ابن إِسْحَاق- في تسمية من
شهد بدرًا: عَبْد اللَّهِ بْن أحق بْن وقش بْن ثعلبة بْن
طريف بْن الخزرج. رواه بعض المتأخرين عَنْ يونس بْن بكير،
عَنِ ابن إِسْحَاق فقال: عَبْد اللَّهِ بْن أوس، وأسقط
أباه حقًا أو أحق.
قلت: الذي نقله ابن منده عَنْ يونس عن ابن إسحاق صحيح، كذا
رويناه أيضًا كما تقدم أول الترجمة، فلا ذنب له، فإن يونس،
كذا قال، وقد روى عبد الملك بْن هِشَام، عَنِ البكائي،
عَنِ ابن إِسْحَاق فقال: عبد ربه بْن حق بْن أوس بْن وقش
بْن ثعلبة بْن طريف [1] .
__________
[1] سيرة ابن هشام: 1/ 696.
(3/77)
ورواه سلمة بْن الفضل عَنِ ابن إِسْحَاق
فقال: عَبْد اللَّهِ بْن حق بْن أوس بْن وقش بْن ثعلبة بْن
طريف بْن الخزرج بْن ساعدة، فهذا الاختلاف عَنِ ابن
إِسْحَاق كما تراه، فأي ذنب لابن منده؟! وهذا عَبْد
اللَّهِ يجتمع هو وسعد بْن عبادة في ثعلبة بْن طريف، ويذكر
في عَبْد اللَّهِ بْن سعد، إن شاء اللَّه تعالى.
2828- عبد الله بن أبى أوفى
(ب د ع) عبد الله بْن أَبِي أوفى، واسم أَبِي أوفى: علقمة
بْن خَالِد بْن الحارث بْن أَبِي أسيد ابن رفاعة بْن ثعلبة
بْن هوازن بْن أسلم الأسلمي. يكنى أبا معاوية. وقيل: أَبُو
إِبْرَاهِيم. وقيل:
أَبُو مُحَمَّد.
شهد الحديبية، وبايع بيعة الرضوان، وشهد خيبر وما بعدها من
المشاهد، ولم يزل بالمدينة حتى قبض رَسُول اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثم تحول إِلَى الكوفة، وهو
آخر من بقي بالكوفة من أصحاب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
روى أحمد بْن حنبل، عَنْ يَزِيدَ بْنِ هارون، عَنْ
إِسْمَاعِيل بْن أَبِي خَالِد قال: رأيت عَلَى ساعد عَبْد
اللَّهِ بْن أَبِي أوفى ضربة، فقلت: ما هذه؟ قال: ضربتها
يَوْم حنين. فقلت: أشهدت معه حنينًا؟ قال: نعم، وقبل ذلك
[1] .
روى عنه عمرو بْن مرة أنه قال: كان أصحاب الشجرة ألفا
وأربعمائة، وكانت أسلم ثمن المهاجرين يومئذ.
روى عنه إِسْمَاعِيل بْن أَبِي خَالِد، والشعبي، وعبد
الملك بْن عمير، وَأَبُو إِسْحَاق الشيباني، والحكم بْن
عتيبة، وسلمة بْن كهيل، وغيرهم.
أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيم بْنُ مُحَمَّدٍ الْفَقِيهُ
وَغَيْرُهُ بإسنادهم إلى أبي عيسى الترمذي قال: حدثنا أحمد
ابن منيع، حدثنا سفيان، عَنْ أَبِي يعفور العبدي، عَنْ
عَبْد اللَّهِ بْن أَبِي أوفى. أَنَّهُ سئل عَنِ الجراد.
فقال: غَزَوْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ست غزوات نأكل الجراد. كذا رواه سفيان
بْن عيينة، ورواه الثوري عَنْ أَبِي يعفور قال: سبع غزوات
[2] .
وأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ
مُحَمَّدِ بْنِ سرايا بْن علي الفقيه البلدي، وَغَيْرُ
وَاحِدٍ قَالُوا بِإِسْنَادِهِمْ إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ
إِسْمَاعِيل الجعفي قال: حدثنا عَبْد اللَّهِ بْن محمد،
حدثنا معاوية بن [3]
__________
[1] في المطبوعة: وقيل غير ذلك. والمثبت عن الأصل ومسند
أحمد: 4/ 355.
[2] تحفة الأحوذي، كتاب الأطعمة: 5/ 547، 548.
[3] في المطبوعة: عن عمرو. وهو خطأ. ينظر صحيح البخاري،
كتاب الجهاد: 4/ 26.
(3/78)
عمرو، حدثنا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ موسى
بْن عقبة، عَنْ سالم أَبِي النضر: مولى عمر بْن عبيد [1]
اللَّه، وكان كاتبه، قال: كتب إليه عَبْد اللَّهِ بْن
أَبِي أوفى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «اعلم أن
الجنة تحت ظلال السيوف» . توفي عَبْد اللَّهِ بْن أَبِي
أوفى بالكوفة سنة ست وثمانين، وقيل: سبع وثمانين، بعد ما
كفّ بصره، وكان يصبغ رأسه ولحيته بالحناء، وكان له
ضفيرتان.
أخرجه الثلاثة [2] .
2829- عبد الله بن بحينة
(ب) عَبْد اللَّهِ بْن بحينة- وهي أمه- وهي بحينة بنت
الحارث بْن المطلب بْن عبد مناف، وقيل: إنها أزدية، واسم
أبيه مالك بْن القشب الأزدي، من أزد شنوءة. كان حليفا لبني
المطلب ابن عبد مناف. وله صحبة. وقد ينسب إِلَى أبيه وأمه
معًا، فيقال: عَبْد اللَّهِ بْن مالك بْن بحينة.
يكنى أبا مُحَمَّد. وكان ناسكًا فاضلًا يصوم الدهر، وكان
ينزل بطن ريم عَلَى ثلاثين ميلًا من المدينة.
أخرجه هاهنا أَبُو عمر، لأنه مشهور بأمه، ويذكر في عَبْد
اللَّهِ بْن مالك، إن شاء اللَّه تعالى، فإن ابن منده وأبا
نعيم أخرجاه هناك.
2830- عبد الله بن بدر
(ب د ع) عَبْد اللَّهِ بْن بدر بْن بعجة بْن زيد بن معاوية
بْن خشان بْن سعد بْن وديعة بْن عدي بْن غنم بْن الربعة
بْن رشدان بْن قيس بْن جهينة بْن زيد الجهني مدني. كان
اسمه عبد العزي فسماه رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ عَبْد اللَّهِ يكنى أبا بعجة.
وهو أحد الذين حملوا راية جهينة يَوْم الفتح. روى عنه ابنه
بعجة [3] ، ومعاذ بن عبد الله ابن خبيب روى يحيى بْن أَبِي
كثير، عَنْ بعجة بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِيهِ عَبْدِ
اللَّهِ بْن بدر، عَنْ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قال لهم يومًا: هذا يَوْم
عاشوراء فصوموه فقال. رجل من [بنى] عمرو بن عوف:
__________
[1] في المطبوعة: مولى عمرو بن عبد الله، وهو خطأ. ينظر
المرجع السابق.
[2] ذكرت بعد هذه الترجمة في المطبوعة ترجمة «عبد الله ذو
البجادين» ، بيد أنها ذكرت في الأصل بعد ترجمة عبد الله
ابن بدر. وفي كلا الموضعين لم تذكر هذه الترجمة بحسب
الترتيب الأبجدي الّذي انتهجه ابن الأثير. وسوف نذكرها
هناك بعد ترجمة عبد الله بن ذياد، إن شاء الله تعالى.
[3] في الاستيعاب: 3/ 872: روى عنه ابنه بعجة، لم يرو عنه
غيره.
(3/79)
إني تركت قومي، منهم صائم ومنهم مفطر. فقال
النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اذهب إِلَى
قومك، فمن كان منهم مفطرًا فليتم صومه. أخرجه الثلاثة،
وقال أَبُو عمر: مات بعجة قبل الْقَاسِم بْن مُحَمَّد، وله
ابن يقال له:
معاوية، روى عنه الدراوردي.
خشان: بكسر الخاء والشين المعجمتين ووديعة: بفتح الواو
وكسر الدال.
2831- عبد الله بن بدر
(ع س) عَبْد اللَّهِ بْن بدر. غير منسوب، ذكره الحصرمى في
المفاريد، وسليمان بْن أحمد في المعجم.
أخبرنا أبو موسى بن أبي بكر المديني كِتَابَةً،
أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ، أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ،
حدثنا محمد بن محمد، حدثنا محمد بن عَبْد اللَّهِ الحضرمي،
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا
أَبُو أسامة، عَنْ شعبة، عَنْ أَبِي الجويرية قال: سمعت
عَبْد اللَّهِ بْن بدر يذكر عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قال: لا نذر في معصية. أخرجه
أبو نعيم وأبو موسى.
2832- عبد الله بن بديل
(ب د ع) عَبْد اللَّهِ بْن بديل بْن ورقاء بْن عبد العزى
الخزاعي. تقدم نسبه عند ذكر أبيه [1] .
أسلم مع أبيه قبل الفتح، وكان سيد خزاعة، وقيل: بل هو من
مسلمة الفتح. والأول أصح وشهد الفتح، وحنينًا، والطائف،
وتبوك، وكان له نخل كثير، وقتل هو وأخوه عبد الرحمن بصفين
مع علي، وكان عَلَى الرجالة، وهو من أفاضل أصحاب علي
وأعيانهم. وهو الذي صالح أهل أصبهان مع عَبْد اللَّهِ بْن
عامر، في خلافة عثمان سنة تسع وعشرين.
قال الشعبي: كان عَلَى عَبْد اللَّهِ بْن بديل درعان
وسيفان، وكان يضرب أهل الشام ويقول:
لم يبق إلا الصبر والتوكل ... ثم التمشي في الرعيل الأول
مشى [2] الجمال في حياض المنهل ... والله يفضي ما يشاء
ويفعل
__________
[1] تقدم في: 1/ 203.
[2] في الاستيعاب 2/ 872: مشى الجمالة.
(3/80)
فلم يزل يقاتل حتى انتهى إِلَى معاوية،
فأحاط، به أهل الشام فقتلوه، فلما رآه معاوية قال:
والله لو استطاعت نساء خزاعة لقاتلتنا فضلًا عَنْ رجالها.
وتمثل بقول حاتم: [1]
كليث هزبر كان يحمي ذماره ... رمته المنايا قصدها فتقطرا
[2]
أخو الحرب إن عضت به الحرب عضها ... وإن شمرت يومًا به
الحرب شمرا
وكانت صفين سنة سبع وثلاثين.
أخرجه الثلاثة، إلا أن ابن منده ذكره فقال: عَبْد اللَّهِ
بْن بديل بْن ورقاء، ذكر في كتاب الطبقات من الأصبهانيين
هذا القدر.
وقال أَبُو نعيم: ذكر بعض المتأخرين عَبْد اللَّهِ بْن
بديل بْن ورقاء، هذا جميع ما ذكره.
2833- عبد الله بن بديل
(د) عَبْد اللَّهِ بْن بديل. آخر. روى عَنِ النَّبِيّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في المسح عَلَى الخفين.
أخرجه ابن منده مختصرًا.
2834- عبد الله بن بر
عَبْد اللَّهِ بْن بر الداري. كان اسمه الطيب فسماه رَسُول
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَبْد اللَّهِ،
ذكره ابن إِسْحَاق في النفر الداريين الذين وفدوا عَلَى
رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأمر
لهم من خيبر بخمسين [3] وسقا.
قاله أبو على الغساني.
2835- عبد الله بن البراء
(د) عَبْد اللَّهِ بْن البراء، أَبُو هند الداري، ويقال:
برير بْن عَبْد اللَّهِ.
أخرجه ابن منده مختصرًا، وما أقرب أن يكون هذا والّذي قبله
واحدا [4] ، والله أعلم.
__________
[1] في الأصل والمطبوعة: همام، ينظر الكامل لابن الأثير:
3/ 154. وقد ذكر البيت.
[2] البيتان في الاستيعاب: 3/ 873 بتقديم الثاني على
الأول، والبيت الثاني في الكامل للمبرد 959، وفيه يروى
الشطر الثاني:
وإن شمرت عن ساقها الحرب شمرا
[3] سيرة ابن هشام: 2/ 345.
[4] هذه الترجمة ساقطة في أصلنا. وفي سيرة ابن هشام عند
ذكر الداريين: «وأبو هند بن بر، وأخوه الطيب بن بر، فسماه
رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الله» . فأبو هند على
هذا هو أخو عبد الله.
(3/81)
2836- عبد الله بن برير
(د ع) عَبْد اللَّهِ بْن برير بْن ربيعة. روى عنه أَبُو
عبد الرحمن الحبلي. عداده في أهل مصر.
ذكره أَبُو سَعِيد بْن يونس. أخرجه ابن منده وأبو نعيم.
الحبلى: بضم الحاء المهملة والباء الموحدة.
2837- عبد الله بن بسر المازني
(ب د ع) عَبْد اللَّهِ بْن بسر المازني، من مازن بْن
مَنْصُور بْن عكرمة، يكنى أبا بسر، وقيل: أبا صفوان.
صلى القبلتين. وضع النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ يده عَلَى رأسه ودعا له. صحب النَّبِيّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هُوَ وأبوه وأمه وأخوه عطية
وأخته الصماء. روى عنه الشاميون منهم: خَالِد بْن معدان،
ويزيد بْن خمير، وسليم بْن عامر، وراشد بْن سعد، وغيرهم.
أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيل بْنُ عَلِيِّ بْنِ عُبَيْدِ
اللَّهِ وَغَيْرُهُ قَالُوا بِإِسْنَادِهِمْ عَنْ
مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى بْن سورة قَالَ: حَدَّثَنَا
مُحَمَّد بْن الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بن جعفر،
حدثنا شعبة، عن يَزِيدَ [1] بْنِ خمير، عَنْ عَبْد اللَّهِ
بْن بسر قَالَ: نزل رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى أَبِي، فقربنا إليه طعامًا، فأكل
منه، ثم أتى بتمر، فكان يأكله ويلقي النوى بإصبعيه، جمع
السبابة والوسطى- قال شعبة: وهو ظني فيه- إن شاء اللَّه
تعالى- إلقاء النوى بين إصبعيه [2] .
توفي سنة ثمان وثمانين، وهو ابن أربع وتسعين سنة. وقيل:
مات بحمص سنة ست وتسعين، أيام سليمان بْن عَبْد الْمَلِكِ
وعمره مائة سنة، وهو آخر من مات بالشام من الصحابة.
أخرجه الثلاثة، إلا أن ابن منده قال: عَبْد اللَّهِ بْن
بسر السلمي المازني، وهذا لا يستقيم، فإن سليمًا أخو مازن،
وليس لعبد اللَّه حلف في سليم حتى ينسب إليهم بالحلف.
وبسر: بالباء الموحدة المضمومة، والسين المهملة. وحريز:
بفتح الحاء المهملة وكسر الراء وآخره زاي. وخمير: بضم
الخاء المعجمة، وفتح الميم، وآخره راء.
__________
[1] في المطبوعة: حريز بن خمير. وهو خطأ. والحديث رواه
الترمذي في كتاب الدعوات، ينظر تحفة الأحوذي: 10/ 29.
وسيأتي ضبط لكلمة حريز، ولا معنى له هنا.
[2] يعنى: كان صلى الله عليه وسلم يجعل النوى بين إصبعيه،
اى يجعله بينهما لقلته، ولم يلقه في إناء النمر، لئلا
يختلط بالتمر. وقيل: كان يجمعه على ظهر الإصبعين ثم يرمى
به.
(3/82)
2838- عبد الله بن بسر النصري
(ب س) عَبْد اللَّهِ بْن بسر النصري. قال أَبُو موسى: وليس
بالمازني، لأن بني مازن غير بني نصر. وأورده الطبراني في
مسند المازني، ووهم فيه، إلا أنهما شاميان، وأورده أَبُو
عَبْد اللَّهِ الصوري وَأَبُو بكر الخطيب وغيرهما، وفرقوا
بينهما، وهو الصواب.
أَخْبَرَنَا أَبُو موسى إجازة، أَخْبَرَنَا أَبُو غالب
أحمد بْن العباس، وَأَبُو بكر القراني، وَأَبُو مشكر [1]
الصالحاني، قَالُوا: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ
رِيذَةَ [2] ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِم الطبراني،
حدثنا عَبْد اللَّهِ ابن أحمد بْن حنبل، حدثنا الفضل بْن
سهل الأعرج، حدثنا الأسود بْن عامر شاذان، حدثنا عبد
الواحد النصري، من ولد عَبْد اللَّهِ بْن بسر، حدثني عبد
الرحمن الأوزاعي قال: مررت بجدك عبد الواحد بْن عَبْد
اللَّهِ بْن بسر، وأنا غاز، وهو أمير عَلَى حمص. فقال لي:
يا أبا عمرو، ألا أحدثك بحديث يسرك، فو الله ربما كتمته
الولاة؟ قلت: بلى. قال: حدثني أبى عبد الله ابن بسر قال:
بينما نحن بفناء رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ جلوس، إذ خرج علينا مشرق الوجه يتهلل، فقمنا في
وجهه فقلنا: يا رَسُول اللَّهِ، إنه ليسرنا ما نرى من
إشراق وجهك وتطلقه. فقال: «إن جبريل أتاني آنفًا فبشرني أن
اللَّه، عز وجل، أعطاني الشفاعة. قلنا: يا رَسُول اللَّهِ،
أفي بني هاشم خاصة؟ قال: لا، فقلنا في قريش عامة؟ قال: لا.
فقلنا: في أمتك؟ قال: هي في أمتي للمذنبين المثقلين» .
وذكر أَبُو عمر وغيره: أن عَبْد اللَّهِ بْن بسر روى عنه
عمر بْن [3] روبة.
أخرجه أَبُو عمر وَأَبُو موسى. وإخراج أَبِي عمر له يقوي
قول الصوري والخطيب في أنه غير المازني، والله أعلم.
2839- عبد الله بن بغيل
(د ع) عَبْد اللَّهِ بْن بغيل [4] الكناني. لا يعرف له
صحبة، وله إدراك. روى عنه أبو سليمان الحمصي، أخرجه ابن
منده وَأَبُو نعيم، وقد أخرجه غيرهما فقال في اسم أبيه:
نفيل. بالنون ونذكره إن شاء الله تعالى.
__________
[1] كذا في الأصل. وفي المطبوعة: شكر.
[2] في المطبوعة: ربذة. وقد نبهنا على هذا التصحيف مرارا.
[3] في المطبوعة: عمرو بن رؤبة. وفي الأصل: عمرو بن روبة.
والصواب ما أثبتناه، ينظر الخلاصة، والتهذيب:
7/ 447، والتقريب: 2/ 55.
[4] في الأصل والمطبوعة: نفيل. بالنون والفاء، ولا يقتضيه
الترتيب. والمثبت عن ترجمة عبد الله بن نفيل، وستأتي بعد،
ففيها: « ... وذكره أَبُو عَبْد اللَّهِ- يعني ابْنُ منده-
في حرف الباء، بالباء والغين» .
(3/83)
2840- عَبْد اللَّهِ بْن أَبِي بكر بْن
ربيعة السعدي
(س) عَبْد اللَّهِ بْن أَبِي بكر بْن ربيعة السعدي.
أخرجه أَبُو موسى وقال: هو من سعد بْن بكر. رَأَى
النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وذكر قصة
عامر بْن الطفيل في قدومه عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وعوده وموته، وَإِسلام الضحاك بْن
سفيان الكلابي، لا حاجة إلى ذكره هاهنا.
2841- عبد الله بن أبى بكر الصديق
(ب د ع) عبد الله بن أبي بكر الصديق، واسم أَبِي بكر عَبْد
اللَّهِ بْن عثمان. يذكر فيمن اسم أبيه عَبْد الله إن شاء
الله تعالى.
أخرجه هاهنا الثلاثة.
2842- عبد الله البكري
(د ع) عَبْد اللَّهِ البكري. مجهول. سأل النَّبِيّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ أفضل الأعمال. روت عنه
ابنته بهية بنت عَبْد اللَّهِ البكرية.
بهذا أخرجه ابن منده وَأَبُو نعيم مختصرا.
2843- عبد الله بن ثابت الأنصاري
(د ع) عَبْد اللَّهِ بْن ثابت الأنصاري. عداده في
الكوفيين.
أَخْبَرَنَا أَبُو ياسر بْن أبي حبة بإسناده، عن عبد الله
بن أحمد قال: حدثني أبي، حدثنا عبد الرزاق، أَخْبَرَنَا
سفيان، عَنْ جابر، عَنِ الشعبي، عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن
ثابت قال: جاء عمر بْن الخطاب إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عليه وسلم فقال: «يا رسول الله، إني مررت بأخ لي
من بني قريظة، فكتب لي جوامع من التوراة، ألا أعرضها عليك؟
فتغير وجه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ. قال عَبْد اللَّهِ: فقلت:
ألا ترى ما بوجه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ؟! فقال عمر: رضينا باللَّه ربا، وبالإسلام
دينًا، وبمحمد رسولًا. قال: فسري عَنِ النَّبِيّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثم قال: والذي نفسي بيده لو
أصبح فيكم موسى ثم اتبعتموه وتركتموني لضللتم، إنكم حظي من
الأمم وأنا حظكم من النبيين» [1] .
رواه خَالِد، وحريث بْن أَبِي مطر، وزكريا بْن أَبِي
زائدة، عَنِ الشعبي، عَنْ ثابت بْن يَزِيدَ:
ورواه هشيم وحفص ابن غياث وغيرهما، عَنْ مجالد، عَنِ
الشعبي، عَنْ جابر.
__________
[1] مسند أحمد: 3/ 470، 471، 4/ 265، 266.
(3/84)
أخرجه ابن منده وَأَبُو نعيم. وأما أَبُو
عمر فجعل حديث كتب أهل الكتاب في عَبْد اللَّهِ بْن ثابت،
الذي بعد هذه الترجمة.
2844- عَبْد اللَّهِ بْن ثابت الأنصاري أَبُو أسيد
(ب د ع) عَبْد اللَّهِ بْن ثابت الأنصاري، أَبُو أسيد،
وقيل: أَبُو أسيد. بالضم، والفتح أصح.
روى عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
«كلوا الزيت وادهنوا به» . ذكره الثلاثة، وقال أَبُو عمر
أيضًا: روى الشعبي حديثًا آخر في قراءة كتب أهل الكتاب،
حديثه مضطرب فيه، وقيل: إن عَبْد اللَّهِ بن ثابت الأنصاري
هذا هو الذي روى عنه أَبُو الطفيل، وقيل: إن أبا أسيد
الأنصاري هذا اسمه ثابت، خادم رَسُول اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. هذا كلام أَبِي عمر.
وقال ابن منده: عَبْد اللَّهِ بْن ثابت الأنصاري، يكنى أبا
أسيد، قاله يحيى بْن صاعد، وروى بِإِسْنَادِهِ، عَنْ أَبِي
حمزة، عَنْ جابر، عَنْ أَبِي الطفيل، عَنْ عَبْد اللَّهِ
بْن ثابت: أَنَّهُ دعا بنيه ودعا بزيت فقال: ادهنوا
رءوسكم. فقالوا: لا ندهن، فجعل يضربهم وقال: أترغبون عَنْ
دهن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟
وروى عنه أَنَّهُ قال- عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «كلوا الزيت وادهنوا به» [1] وقال
أَبُو نعيم: عَبْد اللَّهِ بْن ثابت، يكنى أبا أسيد، ذكره
بعض المتأخرين حاكيًا عَنِ ابن صاعد، وهو عندي المتقدم،
يعني الذي يروي عنه الشعبي، وذكر له دهن الزيت.
فأبو عمر وَأَبُو نعيم قد اتفقا عَلَى أن جعلا الاثنين
واحدًا، وابن منده فرق بينهما، والحق معهما.
أخرجه الثلاثة.
2845- عَبْد اللَّهِ بْن ثابت الأنصاري أَبُو الربيع
(ب د ع) عَبْد اللَّهِ بْن ثابت الأنصاري، أَبُو الربيع
الظفري، من بني ظفر بن الخزرج ابن عمرو بْن مالك بْن
الأوس، ورد ذكره في حديث جابر بْن عتيك.
أَخْبَرَنَا أَبُو أحمد بْنِ سُكَيْنَةَ بِإِسْنَادِهِ
إِلَى سُلَيْمَانَ بْنِ الأَشْعَثِ، حدثنا القعنبي، عَنْ
مالك، عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن عَبْد اللَّهِ بْن جَابِرِ
بْنِ عَتِيكٍ. [عَنْ عَتِيكِ بْنِ الْحَارِثِ بْن عتيك
[2]] وهو جد عَبْد اللَّهِ بْن عَبْد اللَّهِ أَبُو أمه
أَنَّهُ أخبره، أَنَّ جَابِرَ بْنَ عَتِيكٍ أَخْبَرَهُ:
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
جَاءَ يَعُودُ
__________
[1] الحديث رواه أحمد في مسندة 3/ 497 عن أبى أسيد
الساعدي.
[2] سقط من المخطوطة، والمثبت عن سنن أبى داود، كتاب
الجنائز: 3/ 188.
(3/85)
عَبْدَ اللَّهِ بْنَ ثَابِتٍ، فَوَجَدَهُ
قَدْ غُلِبَ، فَصَاحَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فلم يجبه، فاسترجع رَسُول اللَّهِ
صَلَّى الله عليه وسلم وقال: «غلبنا عليك أبا الربيع. فصاح
النساء وبكين، فنهاهن جابر بْن عتيك. فقال رَسُول اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: دعهن يا أبا عبد
الرحمن يبكين ما دام بينهن» . وتوفي في مرضه ذلك، فكفنه
النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في قميصه.
أخرجه الثلاثة.
وقيل: إن أبا الربيع كنية عَبْد اللَّهِ بْن عَبْد اللَّهِ
بْن ثابت هذا، ويرد في موضعه، إن شاء اللَّه تعالى،
والصواب أنها كنية أبيه. وجعله ابن منده وَأَبُو نعيم
ظفريًا، ولم ينسبه أَبُو عمر إِلَى قبيلة.
وقال ابن الكلبي: أَبُو الربيع كنية عَبْد اللَّهِ بْن
ثابت بْن قيس بْن هيشة بْن الحارث بْن أميّة ابن معاوية
بْن مالك بْن عوف بْن عَمْرو بْن عوف بْن مالك بْن الأوس.
يجتمع هو وظفر في مالك ابن الأوس، فإن ظفر هو ابن الخزرج
بْن عمرو بْن مالك بْن الأوس، والله أعلم.
2846- عبد الله بن ثعلبة البلوى
(ب د ع س) عَبْد اللَّهِ بْن ثعلبة بْن خزمة بْن أصرم بْن
عمرو بْن عمارة بْن مالك البلوي.
حليف بني عمرو بْن عوف بْن الخزرج، من الأنصار.
شهد بدرا مع النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ هو
وأخوه بحاث. وقد تقدم ذكرهما في بحاث [1] أخرجه الثلاثة،
إلا أن ابن منده ذكره فقال: ثعلبة بْن حزابة، جعل حزابة
عوض خزمة، وخزمة أصح. وأخرجه أَبُو موسى أيضا مستدركا
عَلَى ابن منده.
قلت: لا وجه لاستدراكه عَلَى ابن منده، فإن ابن منده
أخرجه، فلا أدري كيف خفي عليه؟
ولعله حيث رَأَى ابن منده لم يخرج بحاثًا أخا عَبْد
اللَّهِ بْن ثعلبة ظن أَنَّهُ لم يخرج عَبْد اللَّهِ
أيضًا، ولعله حيث رَأَى ابن منده ذكره في كتابه فقال:
عَبْد اللَّهِ بْن ثعلبة بْن حزابة- بضم الحاء المهملة
وبالزاي والباء الموحدة- ظنه غير هذا، وهو هو، وَإِنما
الغلط وقع في خزمة وحزابة، والصحيح خزمة. وقد ذكره أَبُو
موسى ونسبه في أخيه بحاث عَلَى الصواب، وعمارة بتشديد
الميم، والله أعلم.
2847- عبد الله بن ثعلبة بن صعير
(ب د ع) عَبْد اللَّهِ بْن ثعلبة بْن صعير، وتقدم نسبه في
ترجمة [2] أبيه. يكنى أبا مُحَمَّد، وهو حليف بني زهرة.
ولد قبل الهجرة بأربع سنين.
__________
[1] مضى في: 1/ 198.
[2] مضى في: 1/ 288.
(3/86)
أخبرنا أبو جعفر عبيد الله بن أحمد بإسناده
إلى يونس بن بكير، عن محمد بْنِ إِسْحَاقَ قَالَ:
حَدَّثَنِي الزُّهْرِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْن ثعلبة
بْن صعير الزُّهْرِيّ- وكان ولد عام الفتح- فَأُتِيَ بِهِ
رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فمسح
عَلَى وجهه وبرك عليه أَخْبَرَنَا عبد الوهاب بْن هبة
اللَّه الدقاق، أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ
الْحُصَيْنِ، أَخْبَرَنَا أَبُو طالب مُحَمَّد بْن
مُحَمَّدِ بْنِ غيلان، أَخْبَرَنَا أَبُو بكر الشافعي،
حدثنا مُحَمَّد بْن علي السكري، حدثنا قطن، حدثنا حفص،
حدثنا إِبْرَاهِيم، عَنْ عباد بْن إِسْحَاق [1] عَنِ
الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْن
صعير: أَنَّهُ أَخْبَرَهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال لقتلى أحد: زملوهم
بجراحهم، فإنه ليس مكلوم يكلم في سبيل اللَّه إلا وهو يأتي
يَوْم القيامة لونه لون دم، وريحه ريح مسك. وتوفي سنة تسع
وثمانين، وهو ابن ثلاث وتسعين سنة. هذا قول من يقول: إنه
ولد قبل الهجرة، وقيل: ولد بعد الهجرة، وَإِنه مات سنة سبع
وثمانين، وهو ابن ثلاث وثمانين سنة، والله أعلم.
أخرجه الثلاثة.
صعير: بضم الصاد، وفتح العين، المهملتين.
2848- عبد الله الثقفي
(ب) عبد الله الثّقفي، والد سفيان بْن عَبْد اللَّهِ.
مدني. من حديثه عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ: «المتشبع بما لم يعط. كلابس ثوبي زور» . روى
عنه ابنه سفيان [2] .
أخرجه أبو عمر.
2849- عبد الله الثمالي
(د) عَبْد اللَّهِ الثمالي. له صحبة. روى عنه عبد الرحمن
بْن أَبِي عوف، وثور بْن يَزِيدَ.
روى يحيى بْن سَعِيد، عَنْ ثور بْن يَزِيدَ، عَنْ عَبْد
اللَّهِ الثمالي قال: وكان من أصحاب رَسُول اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وخالفه غيره من أهل الشام،
وقال: كان من التابعين.
أخرجه ابن منده. وهو عَبْد اللَّهِ بْن عَبْد اللَّهِ
الثمالي، وَيُذْكَرُ فِي مَوْضِعِهِ، إِنْ شَاءَ اللَّهُ
تَعَالَى.
__________
[1] هو عبد الرحمن بن إسحاق بن عبد الله بن الحارث بن
كنانة العامري القرشي، مولاهم، ويقال: الثقفي المدني.
ويقال له: عباد بن إسحاق. روى عن الزهري، وعنه إبراهيم بن
طهمان، قال القطان: سألت عنه بالمدينة فلم أرهم يحمدونه،
وكذا قال على بن المديني (تهذيب التهذيب 6/ 137 بتصرف) .
والحديث رواه النسائي في كتاب الجهاد من طريق معمر عَنِ
الزُّهْرِيِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ ثَعْلَبَةَ. ينظر
كتاب الجهاد: 6/ 29
[2] الحديث رواه مسلم في كتاب اللباس عن عائشة وأسماء رضى
الله عنهما: 6/ 168، 169. وينظر مسند أحمد: 6/ 90.
167، 345، 346، 353. والمتشبع: هو المتزين والمتجمل بما
ليس عنده يظهر للناس التكثر بذلك.
(3/87)
2850- عبد الله بن ثوب
(ب د ع) عَبْد اللَّهِ بْن ثوب، أَبُو مسلم الخولاني. غلبت
عليه كنيته. قال شرحبيل بن مسلم: أتى أبو مسلم إِلَى
المدينة، وقد قبض النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ، واستخلف أَبُو بكر رضي اللَّه عنه، وكان فاضلًا
عابدًا ناسكًا، له فضائل كثيرة، وهو من كبار التابعين.
قال أَبُو نعيم: كان مولده يَوْم حنين. قال: وهو الصحيح.
وقيل: إنه أسلم في عهد النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ ولم يره. وهو الصحيح.
روى عنه مُحَمَّد بْن زياد الألهاني، وَأَبُو إدريس
الخولاني، وشرحبيل بْن مسلم، ومكحول، ونزل بداريًا، من أرض
دمشق. وروى عَنْ عمر، وأبي عبيدة، ومعاذ.
وكان أَبُو مسلم إذا دخل أرض الروم غازيًا لا يزال في
المقدمة، فإذا أذن لهم كان في الساقة، وكان الولاة يتيمنون
بأبي مسلم، فيمرونه عَلَى المقدمات. وشهد صفين مع معاوية،
وكان يرتجز ويقول:
ما علتي ما علتي ... وقد لبست درعتي
أموت عند طاعتي
وتوفي أَبُو مسلم بأرض الروم غازيًا، أيام معاوية، وقيل:
إن الّذي ولد يوم حنين هو أبو إدريس الخولاني، وأما أَبُو
مسلم فكان في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلًا.
ويرد فِي الكنى أتم من هَذَا. إن شاء الله تبارك وتعالى.
2851- عبد الله بن جابر البياضي
(ب د ع) عَبْد اللَّهِ بْن جابر البياضي. وبياضة بطن من
الأنصار، وهو بياضة بْن عامر بْن زريق بْن عبد حارثة بْن
مالك بْن غضب بْن جشم بن الخزرج الأكبر.
أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ مَحْمُودٍ إِجَازَةً
بِإِسْنَادِهِ إِلَى أبي بكر بن أبي عاصم، حدثنا هشام بْن
عمار، حدثنا عَبْد اللَّهِ بْن سفيان- من أهل المدينة وهو
من ثقاتهم- قال: سمعت جدي عقبة بْن أَبِي عائشة [1] يقول:
رأيت عَبْد اللَّهِ بْن جابر البياضي، صاحب رَسُول اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ واضعًا إحدى يديه عَلَى
الأخرى في الصلاة.
روى عنه عَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّدِ بْنِ عقيل، عَنِ
النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم في فضل الفاتحة.
أخرجه الثلاثة.
__________
[1] ينظر الجرح: 3/ 1/ 315.
(3/88)
2852- عبد الله بن جابر العبديّ
(ب د ع) عَبْد اللَّهِ، وقيل: عبد الرحمن بْن جابر العبدي.
أحد وفد عبد القيس. كان مع أبيه حين وفد عَلَى النَّبِيّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولم يكن من الوفد،
إنما كان صغيرًا مع أبيه، وسكن البحرين، ثم انتقل إِلَى
البصرة.
روى الحارث بْن مرة، عَنْ نفيس- رجل من أهل البصرة- عَنْ
عَبْد اللَّهِ بْن جابر العبدي قَالَ: كنت فِي الوفد
الَّذِينَ أتوا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ مع أَبِي، فنهاهم عَنِ الشرب في الأوعية:
الدباء، والحنتم والنقير، والمزفت [1] فلما كان بعد ما قبض
رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حججت مع
أَبِي حتى إذا كنت بمنى قال لي أَبِي: اذهب بنا فنسلم
عَلَى الحسن بْن عَلِيٍّ. قال: فأتيناه، فلما رَأَى أَبِي
رحب به ووسع له، فسئل عَنْ نبيذ الجر فرخص فيه، فقال له
أبى: أبا فلان، بعد ما قَالَ لنا رَسُول اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فيه ما قال؟! قال: نعم، كانت
فيه بعدكم رخصة.
أخرجه الثلاثة.
2853- عبد الله بن جبر
(س) عبد الله بن جبر ابن عتيك. حديثه أن النَّبِيّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عاد جبرًا.
كذا أورده النسائي في سننه، وهذا إسناد مختلف فيه.
أخرجه أَبُو موسى.
قلت: قد اختلف في الذي عاده رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كثيرا، فمنهم من قال هكذا، ومنهم من
قال:
جابر. ومنهم من قال: إن عَبْد اللَّهِ بْن ثابت عاده
رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. ومنهم
من قال: عبد الله بن عبد الله بن ثابت. وكان جابرا أو جبر
حاضرا، والأكثر على أن العيادة كانت لعبد اللَّه بْن ثابت
وقد ذكرنا الجميع في مواضعه من كتابنا هذا، ونسبنا كل قول
إلى قائله
2854- عبد الله بن جبير الخزاعي
(ب د ع) عَبْد اللَّهِ بْن جبير الخزاعي. يكنى أبا عبد
الرحمن. مختلف في صحبته. سكن الكوفة.
__________
[1] الدباء: القرع، واحده دباءة، كانوا ينتبذون فيها،
فتسرع الشدة، في الشراب. والختم: جرار خضر تحمل فيها
الخمر. والنقير: أصل النخلة، ينقر وسطه ثم ينبذ فيه التمر،
ويلقى عليه الماء ليصير نبيذا مسكرا. والمزفت: إناء مطلى
بالزفت، وهو القار، ينتبذ فيه.
وقد نهى عن الانتباذ في هذه الأوعية لأنه لا يتبين فيها
الشدة، فأما إذا كان وعاء من جلد موكى- يعنى له رباط- فليس
هناك ما يمنع من الانتباذ فيه، لأن الشدة تظهر فيه.
والأحاديث في النهى عن الانتباذ في هذه الأوعية كثيرة،
ينظر البخاري كتاب الأشربة: 7/ 138، 139. ومسلم، كتاب
الإيمان: 1/ 37، ومسند أحمد: 4/ 206.
(3/89)
روى سماك بْن حرب أَنَّهُ قال: طعن النبي
صلى الله عليه وسلم رجلا في بطنه إما بقضيب وَإِما بسواك،
فقال: أوجعتني فأقدني [1] فأعطاه العود الذي كان معه، ثم
قال: استقد فقبل بطنه، ثم قال:
بل أعفو عنك، لعلك تشفع لي بها يَوْم القيامة. أخرجه
الثلاثة، وقال أَبُو عمر: عبد الله بن جبير بن هذا هو الذي
يروي عَنْ أَبِي الفيل [2] .
2855- عبد الله بن جبير الأنصاري
(ب د ع) عَبْد اللَّهِ بْن جبير بْن النعمان بْن أمية بْن
امرئ القيس- وهو البرك بْن ثعلبة بْن عمرو بْن عوف بْن
مالك بْن الأوس الأنصاري الأوسي، ثم من بني ثعلبة بْن
عمرو.
شهد العقبة وبدرًا. وقتل يَوْم أحد. وهو أخو خوات بْن
جبير، صاحب ذات النحيين. [3] وكان رَسُول اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جعل عَبْد اللَّهِ عَلَى
الرماة يَوْم أحد، وكانوا خمسين رجلًا، وقال لهم:
لا تبرحوا مكانكم، وَإِن رأيتم الطير تخطفنا. فلما انهزم
المشركون نزل من عنده من الرماة ليأخذوا الغنيمة، فقال لهم
عَبْد اللَّهِ بْن جبير: كيف تصنعون بِقَوْلِ رَسُول
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فمضوا وتركوه،
فأتاه المشركون فقتلوه [4] . ولم يعقب. أخرجه الثلاثة.
2856- عبد الله بن جحش
(ب د ع) عَبْد اللَّهِ بْن جحش بْن رياب بْن يعمر بْن صبرة
بْن مرة بْن كَثِير بن غنم بن دودان ابن أسد بْن خزيمة،
أَبُو مُحَمَّد الأسدي. أمه أميمة بنت عبد المطلب عمة
رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهو
حليف لبني عبد شمس، وقيل: حليف حرب بْن أمية، وَإِذا كان
حليفًا لحرب فهو حليف لعبد شمس، لأنه منهم.
أسلم قبل دخول رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم
دار الأرقم، وهاجر الهجرتين إلى أرض الحبشة هو وأخواه
أَبُو أحمد، وعبيد اللَّه، وأختهم زينب بنت جحش، زوج
النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأم حبيبة
وحمنة بنات جحش، فأما عبيد اللَّه فإنه تنصر بالحبشة ومات
بها نصرانيًا، [وبانت منه] [5] زوجه أم حبيبة بنت أَبِي
سفيان، فتزوجها رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ وهي بأرض الحبشة، وهاجر عَبْد اللَّهِ إِلَى
المدينة بأهله وأخيه أَبِي أحمد، فنزل عَلَى عاصم بْن ثابت
بْن أَبِي الأقلح.
__________
[1] أي مكنى من الاقتصاص.
[2] في المخطوطة والمطبوعة: أبى القيل. بالقاف، وستأتي
ترجمته.
[3] ينظر: 2/ 148.
[4] ينظر سيرة ابن هشام: 2/ 65، 66.
[5] في الأصل والمطبوعة: وكانت زوجة أم حبيبة. والمثبت عن
الاستيعاب. 877.
(3/90)
وأمره رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى سرية، وهو أول أمير أمره- في
قول- وغنيمته أول غنيمة غنمها المسلمون، وخمس الغنيمة وقسم
الباقي، فكان أول خمس في الإسلام.
ثم شهد بدرًا، وقتل يَوْم أحد:
روى إِسْحَاق بْن سعد بْن أَبِي وقاص، عَنْ أبيه: أن عَبْد
اللَّهِ بْن جحش قال له يَوْم أحد:
ألا تأتي ندعو الله؟ فخليا في ناحية فدعا سعد فقال:
اللَّهمّ إذا لقيت العدو غدًا فلقني رجلًا شديدًا بأسه،
شديدًا حرده [1] فأقتله فيك وآخذ سلبه. فأمن عَبْد اللَّهِ
بْن جحش، ثم قال عَبْد اللَّهِ: اللَّهمّ ارزقني غدًا
رجلًا شديدًا بأسه، شديدًا حرده، أقاتله فيك ويقاتلني، ثم
يقتلني ويأخذني فيجدع أنفي وأذني، فإذا لقيتك قلت: يا
عَبْد اللَّهِ، فيم جدع أنفك وأذناك؟ فأقول:
فيك وفي رسولك. فيقول: صدقت. قال سعد: كانت دعوة عبد الله
خيرا من دعوتي، فلقد رأيته آخر النهار وَإِن أنفه وأذنيه
معلقان في خيط.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ يَحْيَى بْنُ أَسْعَدَ بْنِ
يحيى بن يونس الأزجي، أَخْبَرَنَا أَبُو غالب بْن البناء،
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ
بْنِ على الآبْنُوسِيِّ، أَخْبَرَنَا أَبُو إِسْحَاقَ
إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بن الفتح الجلِّيّ
الْمِصِّيصِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو يُوسُفَ مُحَمَّدُ بْنُ
سُفْيَانَ بن موسى الصفار المصيصي، حدثنا أَبُو عُثْمَانَ
سَعِيدُ بْنُ رَحْمَةَ [2] بْنِ نُعَيْمٍ الأصبحي قال:
سمعت ابن المبارك، حدثنا سفيان ابن عيينة، عَنْ علي بْن
زيد بْن جدعان، عَنْ سَعِيدِ بْنِ المسيب قال: قال عَبْد
اللَّهِ بْن جحش يَوْم أحد: اللَّهمّ أقسم عليك أن نلقى
العدو، وَإِذا لقينا العدو أن يقتلوني، ثم يبقروا بطني، ثم
يمثلوا بي، فإذا لقيتك سألتني: فيم هذا؟ فأقول: فيك. فلقي
العدو ففعل وفعل به ذلك.
قال ابن المسيب: فإني أرجو أن يبر اللَّه آخر قسمه كما بر
أوله.
وروى الزبير بْن بكار في «الموفقيات» أن عَبْد اللَّهِ بْن
جحش انقطع سيفه يَوْم أحد، فأعطاه رَسُول اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عرجون نخلة، فصار في يده
سيفًا، فكان يسمى العرجون، ولم يزل يتناول حتى بيع من بغا
التركي بمائتي دينار، وكان الذي قتله يَوْم أحد أَبُو
الحكم بْن الأخنس بْن شريق الثقفي، وكان عمره حين قتل
نيفًا وأربعين سنة ودفن هو وخاله حمزة بْن عبد المطلب في
قبر واحد، صلى [رَسُول] اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ عليهما.
وولي رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
تركته، فاشترى لابنه مالا بخيبر.
__________
[1] الحرد- بفتحتين- الغضب.
[2] في المطبوعة: أحمد. والمثبت عن الأصل.
(3/91)
وكان عَبْد اللَّهِ يقال له: المجدع في
اللَّه. روى الزبير بْن بكار، عَنِ الحسن بْن زيد بْن
الحسن بْن عَلِيٍّ أَنَّهُ قال: قاتل اللَّه ابن هشام! ما
أجرأه عَلَى اللَّه دخلت إليه يومًا مع أَبِي هذه الدار-
يعني دار مروان- وقد أمره هشام بْن عَبْد الْمَلِكِ بْن
مروان أن يفرض للناس، فدخل ابن لعبد اللَّه المجدع في
اللَّه، فانتسب له وسأله الفريضة، فلم يجبه بشيء، ولو كان
أحد يرفع إِلَى السماء لكان ينبغي أن يرفع لمكان أبيه،
وأحرى لابن أَبِي تجراة الكندي، لأنه قال: صاحبت عمك عمارة
بْن الْوَلِيد بْن المغيرة فقال: لينفعنك. وفرض له.
أخرجه الثلاثة.
2857- عبد الله بن الجد
(ب د ع) عَبْد اللَّهِ بْن الجد بْن قيس. تقدم نسبه فِي
ترجمة أبيه [1] ، وهو من بني سلمة من الأنصار، شهد بدرًا
وأحدًا:
أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَر بْن السمين بِإِسْنَادِهِ إِلَى
يونس بن بكير، عن بن إِسْحَاق، في تسمية من شهد بدرا من
بني عُبَيْد بْن عدي بْن غنم بْن كعب، ثم من بني خنساء بن
سنان بْن عبيد:
... وعبد اللَّه بْن الجد بْن قيس بْن صخر بْن خنساء [2] .
أخرجه الثلاثة.
2858- عَبْد اللَّهِ بْن أَبِي الجدعاء
(ب د ع) عبد الله بن أبي الجدعاء [3] . وقال بعضهم: ابن
أَبِي الحمساء. قال أَبُو عمر:
قيل: هو تميمي. وقيل: كناني. وقيل: عبدي. روى عنه عَبْد
اللَّهِ بْن شقيق:
أَخْبَرَنَا أَبُو ياسر بْن أَبِي حبة بإسناده عن عبد الله
بن أحمد، حدثني أبي، حدثنا عفان، حدثنا وهيب، حدثنا
خَالِد- هو الحذاء- عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن شقيق، عَنْ
عَبْد اللَّهِ بْن أَبِي الجدعاء [3] أنه قال: سمعت رسول
الله صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول «ليدخلن الجنة
بشفاعة رجل من أمتي أكثر من [بني] تميم. قال قلنا: يا
رَسُول اللَّهِ، سواك؟ قال: سواي [4] .
__________
[1] ينظر: 1/ 327.
[2] سيرة ابن هشام: 1/ 697.
[3] يقال أيضا: الجذعاء، بالذال المعجمة، ينظر التقريب.
[4] مسند أحمد: 3/ 470.
(3/92)
رواه بشر بْن المفضل والثوري وابن علية
ويزيد بْن زريع وعلي بْن عاصم، عَنْ خَالِد عَنْ عَبْد
اللَّهِ بْن شقيق [1] مثله. وروى عنه عَبْد اللَّهِ بْن
شقيق أن رجلًا قال لرسول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ: متى كنت نبيا؟ قال: «وآدم بين الروح والجسد»
[2] أخرجه الثلاثة.
2859- عبد الله بن جراد
(ب د ع) عَبْد اللَّهِ بْن جراد الخفاجي، وخفاجة هُوَ ابن
عَمْرو بْن عقيل. قاله أَبُو نعيم، وقيل: عَبْد اللَّهِ
بْن جراد بْن المنتفق بْن عامر بْن عقيل العقيلي، له صحبة،
ساق هذا النسب ابن ماكولا. عداده في أهل الطائف، حديثه عند
ابن أخيه يعلى بْن الأشدق:
أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ مَحْمُودِ بْنِ سَعْدٍ
الأَصْفَهَانِيُّ، أَخْبَرَنَا زاهر بْن طاهر السحامي،
أَخْبَرَنَا أَبُو الحسين [3] مُحَمَّد بْن علي الهاشمي
إجازة، حدثنا أبو حفص عمر بْن أحمد الواعظ، حدثنا أحمد بْن
عِيسَى بْن السكين البلدي، حدثنا هاشم بْن الْقَاسِم
الحراني، حدثنا يعلى بْن الأشدق، عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن
جراد قال: أنشد لبيد، رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بيتين، فقال في الأول:
صدقت. وفي الآخر: كذبت. قال.
ألا كل شيء ما خلا اللَّه باطل
قال: صدقت.
وكل نعيم لا محالة زائل.
قال: كذبت، نعيم الجنة لا يزول. وروى يعلى عنه أن رَسُول
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم قال: «من ظلم ذميا
مؤديا لجزيته مقرًا بذلته، فأنا خصمه» . لا يروي عنه غير
يعلى، وهو ضعيف، قال أَبُو أحمد العسكري: يعلى بْن الأشدق
ضعيف، كان أعرابيًا يسأل الناس.
أخرجه الثلاثة.
__________
[1] في المطبوعة: قيس. وهو خطأ. وقد ذكر أحمد بن حنبل
رواية إسماعيل ابن علية في المسند: 3/ 469. وذكرها أيضا
الترمذي، ينظر تحفة الأحوذي، كتاب القيامة: 7/ 130.
[2] رواه ابن سعد في الطبقات 7/ 1/ 41 عن عبد الله بن ابى
الجدعاء، ورواه الترمذي في كتاب المناقب عن أبى هريرة،
ينظر تحفة الاحوذى 10/ 77، 78.
[3] في المطبوعة: أبو الحين.
(3/93)
2860- عبد الله بن جزء السلمي
(د ع) عَبْد اللَّهِ بْن جزء بْن أنس بْن عامر بْن علي
السلمي. يعد في البصريين. روى نائل ابن مطرف بْن رزين بْن
أنس، عَنْ أبيه، عَنْ جده أَنَّهُ قال: لما ظهر الإسلام
كانت لنا بئر بالدفينة [1] ، فأتيت رَسُول اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فكتب لي كتابًا. رواه يحيى
بْن يونس الشيرازي، عَنْ عبد السلام بْن عمر عَنْ نائل بْن
عبد الرحمن بْن عَبْد اللَّهِ بْن جزء بْن أنس قال:
حدثني أَبِي، عَنْ آبائه، وعن عمر بْن جزء: أن هذا الكتاب
من رسول الله صلى الله عليه وسلم فرزين ابن أنس.
أخرجه ابن منده وأبو نعيم.
2861- عبد الله بن جزء الزبيدي
(س) عَبْد اللَّهِ بْن جزء الزبيدي. أورده أَبُو بكر بْن
أَبِي على في الصحابة، وروى عَنْ حيوة بْن شريح، عَنْ عقبة
بْن مسلم، عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن جزء الزبيدي قال: أكلنا
مع النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شواء ونحن
في المسجد، ثم أقيمت الصلاة، فلم نزد عَلَى أن مسحنا
أيدينا بالحصى.
أخرجه أَبُو موسى وقال: كذا أورده، وَإِنما هو عَبْد
اللَّهِ بْن الحارث بن جزء [2] .
2862- عبد الله بن جعفر
(ب د ع) عَبْد اللَّهِ بْن جَعْفَر- ذي الجناحين- بْن
أَبِي طالب بْن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف، القرشي
الهاشمي. له صحبة، وأمه أسماء بنت عميس الخثعمية، ولد بأرض
الحبشة، وكان أبواه رضي اللَّه عنهما هاجرا إليها، فولد
هناك، وهو أول مولود ولد في الإسلام بأرض الحبشة، وقدم مع
أبيه المدينة، وهو أخو مُحَمَّد بْن أَبِي بكر الصديق،
ويحيى بْن عَلِيِّ بْنِ أَبِي طالب رضي اللَّه عنهم
لأمهما.
وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث، وروى عَنْ أمه
أسماء وعمّه علي بْن أَبِي طالب.
روى عنه بنوه إِسْمَاعِيل وَإِسْحَاق ومعاوية، ومحمد بْن
عَلِيِّ بْنِ الحسين، والقاسم بْن مُحَمَّد، وعروة بْن
الزبير والشعبي وغيرهم.
وتوفي رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
ولعبد اللَّه عشر سنين.
أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفَقِيهُ
وَغَيْرُ وَاحِدٍ بإسنادهم إلى أَبِي عِيسَى الترمذي قال:
حدثنا أحمد بْن منيع وعلي بْن حجر قالا: حدثنا سفيان بْن
عيينة، عَنْ جَعْفَر بْن خَالِد، عَنْ أبيه،
__________
[1] الدفينة: ماء على خمس مراحل من مكة للبصرة (مراصد
الاطلاع) .
[2] كذا أورده الإمام أحمد في مسندة: 4/ 190.
(3/94)
عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن جَعْفَر قال: لما
جاء نعي جَعْفَر قال النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ: «اصنعوا لأهل جَعْفَر طعامًا، فإنهم قد جاءهم
ما يشغلهم» [1] وأَخْبَرَنَا أَبُو الفضل بْنُ أَبِي
الْحَسَنِ الْمَخْزُومِيُّ بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَبِي يعلى
الموصلي قال: حدثنا عَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّدِ بْنِ
أسماء، حدثنا مهدي بْن ميمون، حدثنا مُحَمَّد بْن عَبْد
اللَّهِ بْن أَبِي يعقوب، عَنِ الحسن بْن سعد- مولى الحسين
بْن عَلِيٍّ، عَنْ [2] عَبْد اللَّهِ بْن جَعْفَر- قال:
أردفني رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ وراءه ذات
يَوْم، فأسر إلي حديثًا لا أحدث به أحدًا من الناس، وكان
أحب ما استتر به رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ لحاجته هدف أو حائش نخل- يعني حائطًا [3] فدخل
حائطًا لرجل من الأنصار، فإذا فيه جمل، فلما رَأَى
النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جرجر [4]
وذرفت عيناه. قال: فأتاه النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فمسح رأسه إِلَى سنامه وذفريه [5] فسكن
فقال: من رب هذا الجمل؟ فجاء فتى من الأنصار فقال:
هو لي يا رَسُول اللَّهِ. قال: أفلا تتقى اللَّه في هذه
البهيمة [التي] [6] ملكك اللَّه إياها، فإنه شكى أنك تجيعه
وتدئبه [7] . وروى هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ،
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْن جَعْفَر قال: قال رَسُول اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «خير نسائها مريم بنت
عمران، وخير نسائها خديجة بنت خويلد [8] » . وكان عَبْد
اللَّهِ كريمًا جوادًا حليمًا، يسمى بحر الجود أَخْبَرَنَا
أَبُو مُحَمَّدٍ الْقَاسِمُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الحسن
الدمشقي إذنًا، أَخْبَرَنَا أَبِي، حدثنا أَبُو الحسن علي
بْن أحمد بْن مَنْصُور، أَخْبَرَنَا أَبُو الحسن بْن أَبِي
الحديد، أَخْبَرَنَا جدي أَبُو بَكْرٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ
اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْن ربيعة بْن زير، أَخْبَرَنَا
مُحَمَّد بْن الْقَاسِم بْن خلاد، حدثنا الأصمعي عَنِ
العمري وغيره: أن عَبْد اللَّهِ بْن جَعْفَر أسلف الزبير
بْن العوام ألف ألف درهم، فلما قتل الزبير قال ابنه عَبْد
اللَّهِ لعبد اللَّه بْن جَعْفَر: إني وجدت في كتب أَبِي
أن له عليك ألف ألف درهم. فقال:
هو صادق فاقبضها إذا شئت. ثم لقيه فقال: يا أبا جَعْفَر،
ووهمت، المال لك عليه.
__________
[1] تحفة الأحوذي، كتاب الجنائز: 4/ 77.
[2] في المطبوعة: على بن عبد الله. وهو خطأ. والحديث رواه
أحمد في المسند: 1/ 204.
[3] الهدف: كل بناء مرتفع، والحائط: البستان من النخيل،
إذا كان عليه حائط، أي جدار.
[4] في المطبوعة: حرحر. والجرجرة كما في النهاية: صوت
البعير عند الفجر. وذرفت عيناه: جرى دمعها
[5] الذفرى من البعير: مؤخر رأسه، وهو الموضع الّذي يعرق
من قفاه.
[6] عن المسند.
[7] وتدئبه: تكده وتتعبه.
[8] تحفة الأحوذي، كتاب المناقب: 10/ 389.
(3/95)
قال: فهو له. قال لا أريد ذاك. قال فاختر
إن شئت فهو له، وَإِن كرهت ذلك فله فيه نظرة ما شئت، وَإِن
لم ترد ذلك فبعني من ماله ما شئت. قال: أبيعك ولكن أقوم.
فقوم الأموال ثم أتاه فقال: أحب أن لا يحضرني وَإِياك أحد.
قال: فانطلق. فمضى معه فأعطاه حرابا وشيئا لا عمارة فيه
وقومه عليه، حتى إذا فرغ قال عَبْد اللَّهِ بْن جَعْفَر
لغلامه: ألق لي في هذا الموضع مصلى. فألقى له في أغلظ موضع
من تلك المواضع مصلى، فصلى ركعتين وسجد فأطال السجود يدعو،
فلما قضى ما أراد من الدعاء قال لغلامه: احفر في موضع
سجودي فحفر، فإذا عين قد أنبطها [1] ، فقال له ابن الزبير:
أقلني، قال: أما دعائي وَإِجابة اللَّه إياي فلا أقيلك
فصار ما أخذ منه أعمر مما في يد ابن الزبير.
وأخباره في جوده وحلمه وكرمه كثيرة لا تحصى، وتوفي سنة
ثمانين، عام الجحاف بالمدينة، وأمير المدينة أبان بْن
عثمان لعبد الملك بْن مروان، فحضر غسل عَبْد اللَّهِ
وكفنه، والولائد خلف سريره قد شققن الجيوب، والناس يزدحمون
عَلَى سريره، وأبان بْن عثمان قد حمل السرير بين العمودين،
فما فارقه حتى وضعه بالبقيع، وَإِن دموعه لتسيل عَلَى
خديه، وهو يقول: كنت والله خيرًا لا شر فيك، وكنت والله
شريفًا واصلًا برًا.
وإنما سمى عام الجحاف لأنه جاء سيل عظيم ببطن مكة جحف [2]
الحاج وذهب بالإبل عليها أحمالها، وصلى عليه أبان بْن
عثمان. ورئي عَلَى قبره مكتوب:
مقيم إِلَى أن يبعث اللَّه خلقه ... لقاؤك لا يرجي وأنت
قريب
تزيد بلى في كل يَوْم وليلة ... وتنسى كما تبلى وأنت حبيب
وقيل: توفي سنة أربع أو خمس وثمانين، والأول أكثر، قال
المدائني كان عمره تسعين سنة، وقيل: إحدى، وقيل: اثنان
وتسعون سنة.
أخرجه الثلاثة.
2863- عَبْد اللَّهِ أَبُو جمرة اليربوعي
عَبْد اللَّهِ أَبُو جمرة [3] اليربوعي. روت عنه ابنته
جمرة [3]- ولها أيضًا صحبة- قالت: ذهب بي أبي إلى رسول
الله صلى الله عليه وسلم فقال: ادع لبنتي هذه بالبركة.
قالت: فأجلسنى في حجره تم وضع يده على رأسي.
__________
[1] أقبط الحفار: بلغ الماء في البئر.
[2] جحفه: جرفه.
[3] في المطبوعة: حمزة. وهو خطأ، وستأتي ترجمتها.
(3/96)
2864- عبد الله بن أبى الجهم
(ب س) عَبْد اللَّهِ بْن أَبِي الجهم بن حذيفة بن غانم بن
عامر بن عبد الله بن عبيد بن عويج ابن عدي القرشي العدوي،
وهو أخو عُبَيْد [1] اللَّهِ بْن عمر بْن الخطاب لأمه.
أسلم يَوْم فتح مكة، وخرج إِلَى الشام غازيًا، وقتل
بأجنادين شهيدا.
2865- عبد الله بن جهيم
(ب د ع) عَبْد اللَّهِ بْن جهيم بن الحارث بن الصّمّة بن
زيد مناة بْن حبيب- وقيل:
الصمة بْن عمرو بْن الجموح بْن حرام بْن غنم بْن كعب بْن
سلمة بْن سعد بْن عَلِيِّ بْنِ أسد بْن ساردة بْن تزيد بْن
جشم بْن الخزرج الأنصاري السلمي، يكنى أبا جهيم، وهو ابن
أخي معاذ وخراش ابني الصمة، وهو ابن أخت أَبِي بْن كعب.
روى عنه بسر [2] بْن سَعِيد وعمير مولى ابن عباس. روى يزيد
بْن خصيفة، عَنْ مسلم بْن سَعِيد أن أبا جهيم أخبره: أن
رجلين اختلفا في آية، فسألا النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عنها، فقال: «إن القرآن أنزل عَلَى
سبعة أحرف، فلا تماروا في القرآن، فإن مراء في القرآن كفر
وروى عَنْ يَزِيدَ بْنِ بسر بْن سَعِيد، وهو الصحيح.
أخرجه الثلاثة.
2866- عبد الله بن الحارث أبو إسحاق
(س) عَبْد اللَّهِ بْن الحارث أَبُو إِسْحَاقَ. أورده
العسكري وَأَبُو بكر بْن أَبِي علي وغيرهما في الصحابة.
روى همام، عَنْ قتادة، عَنْ إِسْحَاق بْن عَبْد اللَّهِ
بْن الحارث، عن أبيه: أن النبي صلى الله عليه وَسَلَّمَ
اشترى حلة بسبع وعشرين ناقة، فكان يلبسها. أخرجه أَبُو
موسى وقال: عَبْد اللَّهِ هذا هو ابن الحارث بْن نوفل.
قلت: هذا الاستدراك لا وجه له، فإن ابن منده قد أخرجه،
ويرد ذكره، إن شاء اللَّه تعالى، وهذا عَبْد اللَّهِ هو
ابن الحارث بْن نوفل بْن الحارث بْن عبد المطلب بْن هاشم
الهاشمي من أهل المدينة، وسكن البصرة، واصطلح عليه أهلها
لما مات يزيد بْن معاوية، وجعلوه أميرا عليهم،
__________
[1] في المطبوعة: عبد الله. وهو خطأ، قال مصعب الزبيري في
كتاب نسب قريش 349- وقد ذكر من ولد عمر: زيدا الأصغر وعبيد
الله- قال: «وأمهما أم كلثوم بنت جرول بن مالك بن المسيب،
من خزاعة وأخوهما «لأمهما: عبد الله الأكبر ابن أبى جهم بن
حذيفة بن غانم»
[2] في المطبوعة: بئر، وهو خطأ، ينظر الخلاصة.
(3/97)
وقالوا: أبوه هاشمي وأمه أموية، فإن أمه
هند بنت أَبِي سفيان بْن حرب، وقالوا: لمن كانت الخلافة
رضي بما فعلناه.
وهو الذي يلقب ببة، وكنيته أَبُو إِسْحَاقَ، بابنه
إِسْحَاق. روى عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ، وروايته مرسلة، وقيل: إنه ولد في زمان
النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وروى عَنْ عمر، وعثمان، وعلي، والعباس، وأبي بْن كعب
وغيرهم. روى عنه ابناه: إِسْحَاق وعبد اللَّه، وسليمان بْن
يسار، وَأَبُو سلمة بْن عبد الرحمن والسبيعي، وعمر بْن عبد
العزيز.
2867- عبد الله بن الحارث بن أسد
(ب د ع) عَبْد اللَّهِ بْن الحارث بْن أسد- وقيل أسيد- بْن
جندل بْن عَامِر بن مالك بن تميم بن الدّول بْن حل [1] بْن
عدي بْن عبد مناة بْن أد بْن طابخة، أَبُو رفاعة العدوي
عدي بْن عبد مناة، وهو عدي الرباب، كان من فضلاء الصحابة
واختلف في اسمه، فقيل: عَبْد اللَّهِ. وقيل:
تميم بْن أسد، ويرد في الكنى، إن شاء اللَّه تعالى، أتم من
هذا.
أسيد، قيل: بفتح الهمزة وكسر السين. وقيل: بضم الهمزة وفتح
السين. وقيل: أسد بغير ياء.
أخرجه الثلاثة.
2868- عَبْد الله بن الحارث بن أمية
عَبْد اللَّهِ بْن الحارث بْن أمية الأصغر بْن عبد شمس
والحارث يقال له: ابن عيلة. ويقال لولد أمية الأصغر:
العبلات. نسبة إِلَى عبلة أم أمية.
وعاش عَبْد اللَّهِ كثيرًا، وأدرك خلافة معاوية شيخًا
كبيرًا، وورث دار عبد شمس بمكة، لأنه كان أقعدهم [2]
نسبًا، فحج معاوية في خلافته، فدخل الدار ينظر إليها، فخرج
إليه بمحجن [3] ليضربه وقال: لا أشبع اللَّه بطنك! أما
يكفيك الخلافة حتى تجيء فتطلب الدار.
فخرج معاوية وهو يضحك.
وهو جد الثريا بنت علي بْن عَبْد اللَّهِ، التي كانت يشبب
بها عمر بْن أبى ربيعة [4] . ذكر هذا هشام بن الكلبي
__________
[1] كذا في الأصل. وفي المطبوعة: حسل. وفي إحدى طبعتى
الجمهرة 200: جل، بالجيم، وفي الأخرى 189: جلى مصفر
[2] يعنى هو أقرب الآباء من الجد الأكبر، ويقال له: قعيد
وقعود
[3] المحجن: عصا منعطفة الرأس.
[4] ينظر كتاب نسب قريش 151، 269 ففيه أن الثريا ابنته.
كما ينظر الشعر والشعرا 557، 558.
(3/98)
2869- عبد الله بن الحارث بن أوس
(س) عَبْد اللَّهِ بْن الحارث بْن أوس.
روى عارم [1] بْن الفضل، عَنِ ابن المبارك، عَنِ الحجاج
بْن أرطأة، عَنْ عَبْد الْمَلِكِ بْن المغيرة، عَنْ عبد
الرحمن بْن البيلماني، عَنْ أوس، عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن
الحارث بْنِ أَوْسٍ قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
«من حج البيت أو اعتمر فليكن آخر عهده بالبيت. قال فقال
عمر بْن الخطاب: خررت من يديك، هذا عندك ولم تخبرنا.
ورواه غيره عَنِ ابن المبارك فقال: عَنِ ابن البيلماني،
عَنْ عمرو بن أوس، عن الحارث ابن عَبْد اللَّهِ بْن أوس.
ورواه المحاربي، عَنِ الحجاج، مثله. وهو الصواب [2] .
أَخْبَرَنَا به إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد الفقيه وغيره
بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَبِي عِيسَى قال: أَخْبَرَنَا نصر
بْن عبد الرحمن الكوفي، حدثنا الْمُحَارِبِيُّ، عَنِ
الْحَجَّاجِ بْنِ أَرْطَاةَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْن
المغيرة، عَنْ عبد الرحمن بْن البيلماني عَنْ عمرو بْن
أوس، عَنِ الحارث بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَوْسٍ قَالَ:
سَمِعْتُ النبي صلى الله عليه وسلم يقول ... مثله [3] .
أخرجه أبو موسى.
2870- عبد الله بن الحارث الباهلي
(س) عَبْد اللَّهِ بْن الحارث الباهلي، أَبُو مجيبة.
حديثه مشهور في الصوم [4] ، وذكر أَبُو عَبْد اللَّهِ بْن
عَلِيِّ بْنِ بحر البلخي في مفردات الأسماء أن اسمه: عَبْد
اللَّهِ بن الحارث، وذكره ابن منده وغيره فيمن لا يعرف
اسمه.
أخرجه أبو موسى.
2871- عَبْد اللَّهِ بْن الحارث بْن جزء
(ب د ع) عَبْد اللَّهِ بْن الحارث بْن جزء بن عبد الله بن
معديكرب بن عمرو بن عسم
__________
[1] في الأصل والمطبوعة: عارم أبو الفضل. وهو خطأ، والصواب
ما أثبتناه، وهو أبو نعمان محمد بن الفضل السدوسي البصري
البصري الحافظ، يلقب بعارم، كان أحد أركان الحديث، صدوقا
مكثرا، يروى عن الحمادين وغيرهما، وعنه أحمد والبخاري وخلق
(ميزان الاعتدال: 4/ 7، والعبر للذهبى: 1/ 392)
[2] وكذا هو في المسند عَنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ
اللَّهِ بْنِ أَوْسٍ: 3/ 416، 417. وخررت من يديك: أي سقطت
إلى الأرض بسبب يديك، يعنى من جنايتهما. وهذا دعاء عليه.
[3] تحفة الأحوذي، كتاب الحج: 4/ 16.
[4] أورد الحديث ابن ماجة في باب صيام أشهر الحرم، الحديث
1741: 1/ 554، فقال: عن أبى مجيبة، عن أبيه أو عن عمه. وقد
أورده داود، في صوم أشهر الحرم، سنن أبى داود عن مجيبة
الباهلية عن أبيها أو عمها. وقد أشير إلى هذا في التهذيب:
10/ 49.
(3/99)
- وقيل عصم- بْن عمرو بْن عريج [1] بْن
عمرو بْن زبيد الزبيدي وزبيد من مذحج من اليمن، وهو حليف
أَبِي وداعة السهمي، سكن مصر وتوفي بها بعد أن عمر طويلا.
وهو ابن أخى مخمية بْن جزء الذي كان عَلَى المقاسم يَوْم
بدر.
قال ابن منده: هو ابن أَبِي مالك بن الحارث بن عبيد بن
مالك، حليف بني سهم يكنى أبا الحارث، شهد بدرًا، وتوفي سنة
ست وثمانين، وقيل: بل قتل باليمامة. وقال: قاله لي أَبُو
سَعِيد بْن يونس.
روى عنه يزيد بْن أَبِي حبيب، وعقبة بْن مسلم، وغيرهما.
أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيل بْنُ عَلِيِّ بْنِ عُبَيْدِ
اللَّهِ وَغَيْرُهُ قَالُوا بِإِسْنَادِهِمْ إِلَى
مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى قال: حدثنا قتيبة، أَخْبَرَنَا ابن
لهيعة، عَنْ عُبَيْد اللَّه بْن المغيرة، عَنْ عَبْد
اللَّهِ بْن الحارث بْن جزء قال:
«ما رأيت أحدًا أكثر تبسمًا من رَسُول اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ» [2] وروى دراج أَبُو السمح،
عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن الحارث الزبيدي، عَنِ النَّبِيّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قال: «إن في
جهنم لحيات مثل أعناق البُخت تلسع أحدهم اللسْعة فيجد
حمتها أربعين خريفًا» [3] . وتوفي سنة خمس، أو سبع، أو
ثمان وثمانين.
أخرجه الثلاثة.
وعندي- في قول ابن مندة: إنه شهد بدرًا وَإِنه قتل
باليمامة- نظر، والله أعلم.
2872- عَبْد اللَّهِ بْن الحارث بْن أَبِي ربيعة
(ب) عَبْد اللَّهِ بْن الحارث بْن أَبِي ربيعة بْن المغيرة
بْن عَبْد اللَّهِ بْن عمر بْن مخزوم، القرشي المخزومي،
ذكر في الصحابة.
قال أَبُو عمر: ولا يصح عندي صحبته، وحديثه مرسل، رواه ابن
جريج، عَنْ عبد الله ابن أَبِي أمية عَنْ عَبْد اللَّهِ
بْن الحارث بن أبي ربيعة، عن النَّبِيّ صلى الله عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ في قطع يد السارق.
قال: وأظنه هو: عَبْد اللَّهِ بْن الحارث بْن عَبْد
اللَّهِ بْن عَيَّاشٍ بن أبي ربيعة المخزومي، أخو عبد عبد
الرحمن بْن الحارث، فانظر فيه فإن كان هو فحديثه مرسل لا
شك فيه.
أخرجه أبو عمر، وهذا كلامه.
__________
[1] في المطبوعة: عويج. والمثبت عن الأصل.
[2] تحفة الأحوذي، كتاب المناقب: 10/ 124، 125. والحديث
رواه أحمد في المسند: 4/ 190، 191.
[3] مسند أحمد: 4/ 191. والبحت: جمال طوال الأعناق،
والحمة- بضم الحاء وفتح الميم مخففة وقد تشدد: السم.
(3/100)
2873- عبد الله بن الحارث العدوي
(ب د ع) عَبْد اللَّهِ بْن الحارث أبو رفاعة العدوي. تقدم
في تميم بْن أسيد [1] ، وفي عَبْد اللَّهِ ابن الحارث بْن
أسد، ويرد في الكنى إن شاء اللَّه تَعَالى.
أَخْرَجَهُ الثلاثة.
2874- عَبْد اللَّه بن الحارث الضبي
(ب) عَبْد اللَّهِ بْن الحارث بْن زيد بْن صفوان بْن صباح
بْن طريف بْن زيد بْن عمرو بْن عامر بْن ربيعة بْن كعب بْن
ربيعة بْن ثعلبة بْن سعد بْن ضبة بْن أد الضبي الصباحي وفد
عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فسماه
عَبْد اللَّهِ نسبه الكلبي وابن حبيب، قال ابن حبيب:
وفي عنزة أيضًا صباح، وفي عبد القيس.
أخرجه هاهنا أَبُو عمر، وهو نسبه هكذا، ورواه عَنِ ابن
حبيب والكلبي، والذي رأيناه في جمهرة الكلبي رواية ابن
حبيب الّذي نذكره في: عَبْد اللَّهِ بْن زيد بْن صفوان،
وأخرجه أَبُو موسى في عَبْد اللَّهِ بْن زيد بن صفوان،
وسيذكر بعد هذا.
2875- عبد الله بن الحارث الخزاعي
(ب) عَبْد اللَّهِ بْن الحارث بْن أَبِي ضرار- واسمه حبيب-
بْن الحارث بْن عائد بْن مالك ابن جذيمة- وهو المصطلق،
وَإِنما سمي المصطلق لحسن صوته- ابن سعد بن كعب بن عمرو
ابن ربيعة بن حارثة بن عمرو مزيقياء بْن عامر ماء السماء،
يقال لولد عمرو بْن ربيعة. خزاعة.
وعبد اللَّه أخو جويرية بنت الحارث زوج النَّبِيّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قدم عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في
فداء أسارى من بني المصطلق، وغيب في بعض الطريق ذودًا [2]
كن معه وجارية سوداء، فكلم رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في فداء الأسارى، فقال: رَسُول اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: نعم، بما جئت به.
فقال: ما جئت بشيء. قال: فأين الذود والجارية السوداء التي
غيبت بموضع كذا؟
فقال: أشهد أن لا إله إلا اللَّه وأنك رسول الله، والله ما
كان معي أحد، ولا سبقني إليك أحد.
فأسلم، فقال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ: لك الهجرة حتى تبلغ برك الغماد [3] . أخرجه أبو
عمر.
__________
[1] ينظر: أسد الغابة 1/ 255.
[2] الذود- بفتح الذال-: من الإبل ما بين الخمس إلى التسع،
وقيل: ما بين الثلاث إلى العشر.
[3] برك الغماد، بفتح الباء وكسرها، والفتح أكثر. والغماد-
بكسر الغين وضمها، والكسر أشهر- موضع وراء مكة بخمس ليال
مما يلي البحر، وقيل: بلد باليمن.
(3/101)
2876- عَبْد اللَّهِ بْن الحارث بْن عبد
المطلب
(ب) عَبْد اللَّهِ بْن الحارث بْن عبد المطلب بن هاشم، وهو
ابن عم رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
كان اسمه عبد شمس فسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم
عَبْد اللَّهِ، مات بالصفراء [1] في حياة رَسُول اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فدفنه رَسُول اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في قميصه، وقال: هذا
سَعِيد أدركته سعادة. أخرجه أَبُو عمر: وقال ذكره مصعب
وغيره.
2877- عبد الله بن الحارث بن عمرو القرشي
(ب) عَبْد اللَّهِ بْن الحارث بْن عمرو بْن مؤمل القرشي
العدوي. ولد عَلَى عهد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وحنكه. لا صحبة له، من ولده: أَبُو
بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الحارث بْن
عمرو- وكان يرى رأي الخوارج، وكان قد جاء مع عَبْد اللَّهِ
بْن يحيى الكندي- الذي يقال له:
طالب الحق- يَوْم قديد. يقاتل قومه.
أخرجه أبو عمر.
2878- عَبْد اللَّهِ بْن الحارث بْن عويمر الأنصاري
(ب د ع) عَبْد اللَّهِ بْن الحارث بْن عويمر الأنصاري،
وقيل: المزني.
روى عنه مُحَمَّد بْن نافع بْن عجير قال: لقد كان من
رَسُول اللَّهِ في عمتي سهيمة بنت عويمر قضاء ما قضى به في
امرأة من المسلمين قبلها.
أخرجه الثلاثة.
2879- عَبْد اللَّهِ بْن الحارث بْن قيس القرشي
(ب د ع) عَبْد اللَّهِ بْن الحارث بْن قيس بْن عدي بْن سعد
بن سهم القرشي السهمي، أخو السائب، كذا نسبه ابن الكلبي.
وقال الواقدي وابن إِسْحَاق: ابن عدي بْن سَعِيد بْن سهم،
قاله أَبُو عمر.
كان من مهاجرة الحبشة، وكان شاعرًا، وهو الذي يدعى المبرق،
لبيت قاله وهو:
إذا أنا لم أبرق فلا يسعنني ... من الأرض بر ذو قضاء ولا
بحر [2]
يقول فيها:
وتلك قريش تجحد اللَّه ربها [3] ... كما جحدت عاد ومدين
والحجر
__________
[1] الصفراء: واد من ناحية المدينة، كثير النخل والزرع،
بينه وبين بدر مرحلة.
[2] هذا البيت والّذي يليه في سيرة ابن هشام: 1/ 331،
وأبرق: تهدد وخوف.
[3] في السيرة: تجحد الله حقه.
(3/102)
روى يونس بْن بكير، عَنِ ابن إِسْحَاق قال:
وكان مما قيل من الشعر في الحبشة أن عبد الله ابن الحارث
بْن قيس بْن عدي، لما أمنوا بأرض الحبشة، وحمدوا جوار
النجاشي، وعبدوا اللَّه لا يخافون عَلَى دينهم أحدًا، فقال
أبياتًا منها [1]
إنا وجدنا بلاد اللَّه واسعة ... تنجي من الذل والمخزاة
والهون
فلا تقيموا عَلَى ذل الحياة ولا ... خزي الممات [2] وغيب
غير [3] مأمون
إنا تبعنا رَسُول اللَّهِ واطرحوا ... قول النَّبِيّ
وعالوا [4] في الموازين
وقتل عَبْد اللَّهِ بْن الحارث يَوْم الطائف شهيدًا، هو
وأخوه السائب بْن الحارث، كذا قال يونس عَنِ ابن إِسْحَاق،
وقاله الزبير وغيره. وقيل: إنه قتل يَوْم اليمامة شهيدًا
هو وأخوه أَبُو قيس، وقد انقرض بنو الحارث بْن قيس بْن
عدىّ.
أخرجه الثلاثة.
2880- عَبْد اللَّهِ بْن الحارث بْن نوفل
(ب د ع) عَبْد اللَّهِ بْن الحارث بْن نوفل بْن الحارث بْن
عبد المطلب بْن هاشم القرشي الهاشمي، له ولأبيه صحبة.
وقيل: إن له إدراكًا ولأبيه صحبة، وأمه هند بنت أبى سفيان
ابن حرب بْن أمية.
ولد قبل وفاة النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
بسنتين، وأتى به رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ فحنكه ودعا له. يكنى أبا مُحَمَّد وقيل: أَبُو
إِسْحَاقَ. ويلقب ببه، وَإِنما لقب ببه لأن أمه كانت ترقصه
وهو طفل، وتقول:
لأنكحن ببه [5] ... جارية خدبه
مكرمة محبة ... تجب أهل الكعبة
وهو الذي اتفق عليه أهل البصرة عند موت يزيد بْن معاوية،
حتى يتفق الناس عَلَى إمام، وَإِنما فعلوا ذلك لأن أباه من
بني هاشم وأمه من بني أمية، فقالوا: من ولي الأمر رضي به.
__________
[1] الأبيات في سيرة ابن هشام أيضا: 1/ 331.
[2] في السيرة:
فلا تقيموا على ذل الحياة وخزي ... في الممات وغيب غير
مأمون
[3] في المطبوعة: وعتب. والمثبت عن الأصل.
[4] في المطبوعة: وعاثوا. والمثبت عن الأصل وهو موافق
للسيرة، وعال في الميزان: خان.
[5] ببة في الأصل: كثرة اللحم وتراكبه، وبه لقب عبد الله
بن الحارث، لكثرة لحمه في صغره. وخدبه ضخمة، وتجبهن تغلب
نساء قريش بحسنها، يقال: جبت فلانة النساء تجبهن جبا: إذا
غلبتهن. والرجز في حاشية الكامل للمبرد: 1042. وفيه مكان:
جارية خدبه: جارية كالقبة، هذا وينظر الكامل لابن الأثير:
3/ 322.
(3/103)
وسكن البصرة ومات بعمان سنة أربع وثمانين،
لأنه كان مع ابن الأشعث لما خلع الحجاج وقاتله، فلما انهزم
ابن الأشعث هرب عبد الله إلى عمان فمات بها.
قال علي بْن المديني: روى عَبْد اللَّهِ بْن الحارث بْن
نوفل، عَنْ عمر، وعثمان، وعلى، والعباس. ابن عباس، وصفوان
بْن أمية، وأم هانئ، وكان ثقة. روى عنه بنوه عَبْد
اللَّهِ، وعبيد اللَّه، وَإِسْحَاق وعبد الملك بْن عمير،
وغيرهم.
أَخْرَجَهُ الثَّلاثَةُ، وَقَدِ اسْتَدْرَكَهُ أَبُو
مُوسَى عَلَى ابن منده فقال: عَبْد اللَّهِ بْن الحارث
أَبُو إِسْحَاقَ وقد تقدم ذكره والكلام عليه.
2881- عبد الله بن الحارث بن هشام المخزومي
(ب) عَبْد اللَّهِ بْن الحارث بْن هشام بْن المغيرة
المخزومي. روى عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ، يقال: إن حديثه مرسل ولا صحبة له. والله أعلم،
إلا أَنَّهُ ولد عَلَى عهد النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
أخرجه أَبُو عمر، وهو ابن أخي أَبِي جهل بْن هِشَام، وأبوه
مشهور.
2882- عَبْد الله بن الحارث بن هيشة الأنصاري
عَبْد اللَّهِ بْن الحارث بْن هيشة بْن الحارث بْن أمية بن
معاوية بن مالك الأنصاري. شهد أحدًا، ولا عقب له، وأخوه
عمرو بْن الحارث شهد أحدًا أيضًا، ولا عقب له.
2883- عبد الله بن حارثة الأنصاري
(ب د ع) عَبْد اللَّهِ بْن حارثة بْن النعمان الأنصاري.
تقدم نسبه عند ذكر أبيه، يعد في المدنيين.
روى إِسْحَاق بْن إِبْرَاهِيم بْن عَبْد اللَّهِ بْن حارثة
بْن النعمان، عَنْ أبيه، عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن حارثة
قال: لما قدم صفوان بْن أمية الجمحي المدينة قَالَ لَهُ
رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «عَلَى
من نزلت؟ قال:
عَلَى العباس بْن عبد المطلب. فقال رَسُول اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: نزلت عَلَى أشدّ قريش لقريش
حبّا» . أخرجه الثلاثة
2884- عبد الله بن حبشي
(ب د ع) عَبْد اللَّهِ بْن حبشي الخثعمي، سكن مكة، وله
صحبة. روى عنه عبيد بْن عمير ومحمد بْن جبير بْن مطعم:
أَخْبَرَنَا أَبُو ياسر بْن أَبِي حبة بإسناده إلى عبد
الله بن أحمد قال: حدثني أبي، حدثنا حجاج ابن مُحَمَّد،
عَنِ ابن جريج، حدثني عثمان بْن أَبِي سليمان، عَنْ علي
الأزدي، عَنْ عبيد بن عمير
(3/104)
عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن حبشي أَنَّ
النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُئِلَ: أي
الأعمال أفضل؟ قال: «إيمان لا شك فيه، وجهاد لا غلول فيه،
وحج مبرور [1] . قيل: فأي الصلاة أفضل؟ قال: طول القنوت.
قيل:
فأي الصدقة أفضل؟ قال: جهد المقل. قيل: فأي الهجرة أفضل؟
قال: من هجر ما حرم اللَّه عليه. قيل: فأي الجهاد أفضل؟
قال: من جاهد المشركين بماله ونفسه. قيل: فأي القتل أشرف؟
قال: من أهريق دمه وعقر جواده» [2] . أخرجه الثلاثة.
2885- عبد الله بن حبيب
(د ع) عَبْد اللَّهِ بْن حبيب. مجهول. روى عنه عبيد بْن
عمير: أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
قال: «من ضن بماله أن ينفقه، وبالليل أن يكابده، فعليه
بسبحان اللَّه وبحمده» . أخرجه ابن منده وَأَبُو نعيم.
2886- عبد الله بن أبى حبيبة
(ب د ع) عبد الله بن أبي حبيبة، واسم أَبِي حبيبة: الأدرع.
وقد تقدم نسبه في عبد الله ابن الأدرع، وقيل: ابن أَبِي
حبيبة بْن الأزعر بْن زيد بْن العطاف بْن ضبيعة، من بنى
عمرو ابن عوف، وهو أنصاري من بني عبد الأشهل، وقيل: من بني
عمرو بْن عوف بْن مالك بْن الأوس فهو عَلَى النسبين أوسي،
والأصح أَنَّهُ من بني عمرو بْن عوف.
أخبرنا يَحْيَى بْنُ مَحْمُودٍ الثَّقَفِيُّ إِجَازَةً
بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَبِي بَكْرٍ أَحْمَدَ بْنِ عمرو بن
الضحاك قَالَ:
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حدثنا يونس
بْن مُحَمَّد، حدثنا مجمع بْن يعقوب حدثنا مُحَمَّد بْن
إِسْمَاعِيل قال: قيل لعبد اللَّه بْن أَبِي حبيبة: ما
أدركت من رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ؟ قال: جاءنا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في مسجدنا بقباء، فجئت وأنا غلام حتى
جلست عَنْ يمينه، ثم دعا بشراب فشرب، ثم أعطانيه فشربت
منه، ثم قام يصلي فرأيته يصلي في نعليه.
أخرجه الثلاثة.
قلت: قوله: جاءنا في مسجدنا بقباء، يدل عَلَى أَنَّهُ من
بني عمرو بْن عوف، لا من بني عبد الأشهل، لأن قباء مساكن
بنى عمرو بن عوف.
__________
[1] في المسند: وحجة مبرورة.
[2] مسند أحمد: 3/ 411، 412.
(3/105)
2887- عبد الله أبو الحجاج الثمالي
(ب د ع) عَبْد اللَّهِ أَبُو الحجاج الثمالي. غير منسوب،
قيل: اسمه عَبْد اللَّهِ بْن عبد، ويرد ذكره، إن شاء
اللَّه تعالى.
أخرجه الثلاثة.
2888- عبد الله بن ابى حدرد
(ب د ع) عبد الله بن أبي حدرد الأسلمي، واسم أَبِي حدرد
سلامة بْن عمير بْن أَبِي سلامة بْن سعد بْن مساب [1] بن
الحارث بْن عبس [2] بْن هوازن بْن أسلم، وقيل عبد بْن،
عمير بْن عامر. له صحبة، يكنى أبا مُحَمَّد، وأول مشاهده
الحديبية وخيبر وما بعدهما، وبعثه رَسُول اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عينا إِلَى مالك بْن عوف
النصري [3] وفي سرية أخرى قتل فيها عامر بْن الأضبط،
فحياهم بتحية الإسلام، فقتله محلّم بن جثّامة، فنزلت: يا
أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ
اللَّهِ فَتَبَيَّنُوا 4: 94 [4] ... الآية.
واتفق أهل المعرفة على أنه له صحبة، وشدّ بعضهم فقال: لا
صحبة له، وَإِن أحاديثه مرسلة. ومن قال هذا فقد أخطأ، لأن
فيما تقدم- من إرساله مرة عينًا، ومرة في السرية التي قتل
فيها محلم عامر بْن الأضبط- حجة لمن يقول: له صحبة، روى
ذلك ابن إِسْحَاق، وروى [مُحَمَّد بْن [5]] جَعْفَر بْن
الزبير، عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن أَبِي حدرد: قال: كنت في
سرية بعثها النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
إِلَى إضم- وادٍ من أودية أشجع- فهذا كله يدل عَلَى أن له
صحبة.
قال أَبُو عمر: وقد قيل: إن القعقاع بْن عَبْد اللَّهِ بْن
أَبِي حدرد له صحبة. وهذا ليس بشيء.
واحتج من زعم أن عَبْد اللَّهِ لا صحبة له بأنه يروي عَنْ
أبيه. وليس فيه حجة، فقد روى ابن عمر عَنْ أبيه، وكثير ممن
له ولأبيه صحبة يروي الابن تارة عَنِ النَّبِيّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وتارة عَنْ أبيه، عَنِ
النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في بعض ما
يروي، وأما رواية الصحابة بعضهم عَنْ بعض فكثير، حتى إن
عليًا مع كثرة صحبته وملازمته يروي عَنْ أَبِي بكر، عَنِ
النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم.
__________
[1] قال ابن حجر في الإصابة: «مسآب، بكسر الميم: وسكون
المهملة بعدها همزة ممدودة وآخره موحدة» وفي الاستيعاب مثل
ما هذا.
[2] في المطبوعة: عنبس. والمثبت عن الأصل والاستيعاب.
[3] ينظر سيرة ابن هشام: 2/ 439، 440، والمغازي للواقدي:
3/ 893.
[4] سيرة ابن هشام: 2/ 626. والمغازي للواقدي: 2/ 797.
[5] عن المرجع السابق، والاستيعاب 888، وينظر الخلاصة.
(3/106)
أخبرنا عبد الوهاب بن هبة الله بن عبد
الوهاب بإسناده إلى عبد الله بن أحمد قال: حدثني أبي،
حدثنا إبراهيم ابن إِسْحَاق، حدثنا حاتم [1] بْن
إِسْمَاعِيل المدني، حدثنا عَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّدِ
بْنِ أَبِي يحيى، عَنْ أبيه، عَنْ ابن أَبِي حدرد الأسلمي
أَنَّهُ قال: كان ليهودي [2] عليه أربعة دراهم، فاستعدى
عليه فقال: يا مُحَمَّد، إن لي عَلَى هذا أربعة دراهم، وقد
غلبني عليها، فقال: أعطه حقه. قال: والذي بعثك بالحق ما
أقدر عليها! قال: أعطه حقه. قال: والذي نفسي بيده ما أقدر
عليها، قد أخبرته أنك تبعثنا إلى خيبر، فأرجو أن تغنمنا
شيئًا فأرجع فأقضيه قال:
فأعطه حقه- قال: وَكَانَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذا قال ثلاثًا لا يراجع- فخرج به ابن
أَبِي حدرد إِلَى السوق وعلى رأسه عصابة، وهو متزر ببردة،
فنزع العمامة من رأسه فاتزر بها، ونزع البردة فقال: اشتر
مني هذه البردة، فباعها منه بأربعة دراهم، فمرت عجوز
فقالت: مالك يا صاحب.
رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
فأخبرها فقالت: ها دونك هذا، لبرد عليها [3] ، فطرحته
عليه. وتوفي عَبْد اللَّهِ سنة إحدى وسبعين، قاله الواقدي،
وضمرة بن ربيعة، ويحيى بن [عبد الله [4]] ابن بكير،
وَإِبْرَاهِيم بْن المنذر، وكان عمره إحدى وثمانين سنة،
وقال خليفة: مات زمن مصعب بْن الزبير. روى عنه ابنه
القعقاع وغيره.
2889- عبد الله بن حذافة
(ب د ع) عَبْد اللَّهِ بْن حذافة بْن قيس بْن عدي بْن سعد
بْن سهم بْن عمرو بْن هصيص بْن كعب بْن لؤي القرشي السهمي،
يكنى أبا حذافة، قاله أَبُو نعيم وَأَبُو عمر وقال ابن
منده: عَبْد اللَّهِ بْن حذافة بْن سعد بْن عدي بْن قيس
بْن سعد بْن سهم. والأول أصح، ونقلت قول ابن منده من نسخ
صحاح، وهو غلط.
وأمه بنت حرثان، من بني الحارث بْن عبد مناة، أسلم قديمًا،
وصحب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
وهاجر إِلَى أرض الحبشة الهجرة الثانية، مع أخيه قيس بْن
حذافة، وهو أخو خنيس بن حذافة، زوج حفصة بنت عمر بْن
الخطاب قبل النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم.
__________
[1] في الأصل والمطبوعة: جابر بن إسماعيل. وهو خطأ، فجابر
هذا لم يرو عنه غير ابن وهب فقط، ثم هو حضرمى، وحاتم بن
إسماعيل مدني. ينظر الخلاصة، ومسند أحمد: 3/ 423.
[2] سماه الواقدي في المغازي 2/ 634، فقال: كان لأبى الشحم
اليهودي.
[3] في الأصل والمطبوعة: هذا البرد عليها. وفي المسند: هذا
ببرد.
[4] عن الاستيعاب: 877، وينظر الخلاصة.
(3/107)
قال أَبُو سَعِيد الخدري [1] : إن عَبْد
اللَّهِ شهد بدرًا. ولم يصح، ولم يذكره موسى بْن عقبة، ولا
عروة، ولا ابن شهاب، ولا ابن إِسْحَاق في البدريين.
وشهد له رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم أنه
ابن حذافة.
أَخْبَرَنَا أَبُو يَاسِرٍ بِإِسْنَادِهِ إِلَى عَبْدِ
اللَّهِ بن أحمد، حدثني أبي، حدثنا عبد الرزاق، حدثنا
معمر، عَنِ الزُّهْرِيّ قال: أخبرني أنس بْن مالك: أن
رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خرج حين
زاغت الشمس، فصلى الظهر، فلما سلم قام عَلَى المنبر فذكر
الساعة، وذكر أن بين يديها أمورًا عظامًا، ثم قال:
«من أحب أن يسأل عن شيء فليسأل عنه، فو الله لا تسألوني
عَنْ شيء إلا أخبرتكم به ما دمت في مقامي هذا. قال: فسأله
عَبْد اللَّهِ بْن حذافة فقال: من أَبِي؟ قال: أبوك حذافة»
[2] ... وذكر الحديث.
وأرسله رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
بكتابه إِلَى كسرى [3] يدعوه إِلَى الإسلام، فمزق كتاب
رَسُول الله صلى الله عليه وسلم، فقال رسول اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اللَّهمّ مزق ملكه» . فقتله
ابنه شيرويه.
وكان فيه دعابة، وأسرته الروم في بعض غزواته عَلَى
قيسارية: أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّد بْن أَبِي الْقَاسِمِ
بْن عساكر إذنًا قال أَخْبَرَنَا والدي، قال: أَخْبَرَنَا
أبو سعد المطرز وأبو علي الحداد، قالا: أخبرنا أبو نعيم،
أخبرنا ثابت بْن بندار بْن أسد، حدثنا مُحَمَّد بْن
إِبْرَاهِيم بْن إِسْحَاق الإستراباذي، حدثنا عَبْد
الْمَلِكِ بْن مُحَمَّدِ بْنِ نعيم، حدثنا صالح بْن علي
النوفلي قال حدثنا عَبْد اللَّهِ بن محمد ابن ربيعة
القدامي، حدثنا عمر بْن المغيرة، عَنْ عطاء بْن عجلان،
عَنْ عكرمة، عَنْ ابن عباس قال: أسرت الروم عَبْد اللَّهِ
بْن حذافة السهمي، صاحب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ، فقال له الطاغية: تنصر وَإِلا ألقيتك في
البقرة، لبقرة من نحاس، قال: ما أفعل. فدعا بالبقرة النحاس
فملئت زيتًا وأغليت، ودعا برجل من أسرى المسلمين فعرض عليه
النصرانية، فأبى، فألقاه في البقرة، فإذا عظامه تلوح، وقال
لعبد الله: تنصّروا إلا ألقيتك. قال: ما أفعل. فأمر به أن
يلقى في البقرة فبكى، فقالوا: قد جزع، قد بكى: قال ردوه.
قال: لا ترى أنى بكيت جزعا مما تريد أن أن تصنع بي، ولكني
بكيت حيث ليس لي إلا نفس واحدة يفعل بها هذا في اللَّه،
كنت أحب أن يكون لي من الأنفس عدد كل شعرة في، ثم تسلط علي
فتفعل بي هذا. قال: فأعجب منه وأحب أن يطلقه، فقال: قبل
رأسي وأطلقك. قال: ما أفعل. قال: تنصر وأزوجك بنتي
__________
[1] ينظر الاستيعاب: 889.
[2] مسند أحمد: 3/ 161، 162.
[3] مسند أحمد، مسند ابن عباس: 1/ 243.
(3/108)
وأقاسمك ملكي. قال: ما أفعل. قال: قبل رأسي
وأطلقك وأطلق معك ثمانين من المسلمين.
قال: أما هذه فنعم. فقبل رأسه، وأطلقه، وأطلق معه ثمانين
من المسلمين. فلما. قدموا عَلَى عمر بْن الخطاب قام إليه
عمر فقبل رأسه، قال: فكان أصحاب رَسُول اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يمازحون عَبْد اللَّهِ
فيقولون: قبلت رأس علج، فيقول لهم: أطلق اللَّه بتلك
القبلة ثمانين من المسلمين.
أَخْبَرَنَا أَبُو ياسر بن أبي حبة بإسناده إلى عبد الله
بْن أحمد قال: حدثني عبد الرحمن، حدثنا سفيان، عَنْ عَبْد
اللَّهِ- يعني ابن أَبِي بكر- وسالم أَبِي النضر، عَنْ
سُلَيْمَان بْن يسار، عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن حذافة: أن
النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أمر أن ينادى
أيام التشريق أنها أيام أكل وشرب [1] . وتوفي عَبْد
اللَّهِ بمصر في خلافة عثمان.
أخرجه الثلاثة.
2890- عبد الله بن حرام
(س) عَبْد اللَّهِ بْن حرام. أورده أَبُو بكر بْن أَبِي
علي، وروى بِإِسْنَادِهِ إِلَى إِبْرَاهِيم بْن أَبِي عبلة
قال: رأيت عَلَى رأس عَبْد اللَّهِ بْن حرام كساء، وقال:
صليت مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
القبلتين، وقال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ: «أكرموا الخبز، فإن اللَّه عز وجل سخر له بركات
السماء والأرض» . أخرجه أَبُو موسى وقال: كذا أورده،
وَإِنما هو عبد الله بن عمرو بن أم حرام، وربما يقال:
عبد الله بن أم حرام، ولعلها أمه أو أم أبيه.
2891- عبد الله بن أم حرام
(ب د ع) عبد الله بن أم حرام، أَبُو أَبِي. رأيته في
تذكرتي، وعليه علامة الثلاثة، ولم أجده، وَإِنما هو مذكور
في عَبْد اللَّهِ بْن عمرو بْن قيس.
2892- عبد الله بن حرملة
(د ع) عَبْد اللَّهِ بْن حرملة المدلجي. مجهول، روى عنه
أَبُو بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ
بْنِ هشام. أن رجلًا قال: يا رَسُول اللَّهِ، إني أحب
الجهاد والهجرة، وأنا في مال لا يصلحه غيري. فقال رسول
الله صلى الله عليه وسلم: «لا يألتك [2] اللَّه من عملك
شيئًا» . أخرجه ابن مندة وأبو نعيم.
__________
[1] مسند أحمد: 3/ 450، 451.
[2] يعنى: لا ينقصك.
(3/109)
2893- عبد الله بن حريث
(ب) عَبْد اللَّهِ بْن حريث البكري، قال: سألت رسول الله
صلى الله عليه وسلم: أي الأعمال أفضل؟
قَالَ: «إسباغ الوضوء والصلاة لوقتها» . روت عنه ابنته
بهية.
أخرجه أَبُو عمر.
2894- عبد الله بن حزابة
(د ع) عَبْد اللَّهِ بْن حزابة. ذكر في الصحابة، وهو من
تابعي أهل الشام. روى عنه خَالِد بْن معدان.
أخرجه ابن منده وَأَبُو نعيم مختصرًا.
2895- عَبْد اللَّه بْن الحسن
(س) عَبْد اللَّهِ بْن الحسن. أورده عَلَى العسكري فيما
ذكر ابن أَبِي علي، وروى عن داود ابن عبد الرحمن العطار،
عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن الحسن قال: قال رَسُول اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «ألا أَبُو أيم، ألا
أخو أيم يزوج عثمان بْن عفان، فإني لو كانت عندي ثالثة
لزوجته، فما زوجته إلا بوحي من السماء» . أخرجه أَبُو موسى
وقال: هذا مرسل، بل معضل [1] ، فليس لعبد اللَّه بن الحسن
صحبة.
2896- عبد الله بن حصن
(س) عَبْد اللَّهِ بْن حصن، أَبُو مدينة الدارمي.
أَخْبَرَنَا أَبُو موسى إجازة، أَخْبَرَنَا أَبُو علي،
أَخْبَرَنَا أَبُو نعيم، أَخْبَرَنَا الطبراني، حدثنا محمد
ابن هشام المستملي حدثنا عبيد اللَّه بْن عائشة، حدثنا
حماد عَنْ ثابت، عَنْ أَبِي مدينة الدارمي- وكانت له صحبة-
قال: كان الرجلان من أصحاب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذا التقيا لم يتفرقا حتى يقرأ أحدهما
عَلَى الآخر «وَالْعَصْرِ» إِلَى آخرها، ثم يسلم أحدهما
عَلَى الآخر- قال الطبراني:
قال علي بْن المديني: اسم أَبِي مدينة: عَبْد اللَّهِ بْن
حصن.
أخرجه أَبُو موسى وقال: أورده ابن منده وغيره أبا مدينة في
الكنى في التابعين، وقال:
يروي عن عبد الرحمن بن عوف.
__________
[1] المرسل: ما سقط منه الصحابي، كقول نافع: قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم كذا، أو فعل كذا، أو فعل بحضرته كذا،
ونحو ذلك. والمعضل بفتح الضاد: ما سقط من إسناده اثنان
فأكثر بشرط التوالي، كقول مالك: قال رسول رَسُول اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ... وقول الشافعيّ: قال
ابن عمر.
(3/110)
2897- عبد الله بن حكل
(ب د ع) عَبْد اللَّهِ بْن حكل الأزدي. شامي. روى عَنِ
النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «عقر دار
الإسلام الشام [1] » روى عنه خَالِد بْن معدان.
أخرجه الثلاثة، وقال ابن منده وَأَبُو نعيم: ذكر في
الصحابة، وهو تابعي.
2898- عَبْد اللَّهِ بْن حكيم الجهني
عَبْد اللَّهِ بْن حكيم الجهني. أدرك النَّبِيّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولا يعرف له سماع، قاله
البخاري. وقال أَبُو حاتم الرازي: إنما هو عَبْد اللَّهِ
بْن عكيم أَبُو معبد الجهني [2] .
2899- عبد الله بن حكيم القرشي
(ب س) - عَبْد اللَّهِ بْن حكيم بْن حزام القرشي الأسدي.
تقدم نسبه عند أبيه [3] .
صحب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وكان
إسلامه يَوْم الفتح هو وأبوه وَإِخوته: هشام، وخالد،
ويحيى، وأمه زينب بنت العوام. وقتل يَوْم الجمل مع عائشة،
وكان صاحب لواء طلحة والزبير، رضي اللَّه عنهم.
أخرجه أَبُو عمر وأبو موسى.
2900- عبد الله بن حكيم الضبي
(س) عَبْد اللَّهِ بْن حكيم الضبي.
روى سيف بْن عمر، عَنِ الصعب [4] بْن بلال بْن هلال، عَنْ
أبيه، عَنْ عبد الحارث بْن حكيم الضبي: أَنَّهُ وفد عَلَى
النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم فقال: ما اسمك؟ قال: عبد
الحارث بْن حكيم. قال:
أنت عَبْد اللَّهِ، وولاه صدقات قومه. وروى أيضًا فقيل [5]
: عَنِ الحارث بْن حكيم. والصحيح عبد الحارث.
أَخْرَجَهُ أَبُو مُوسَى.
قلت: وَقَدْ أخرج أَبُو موسى أيضًا: عَبْد اللَّهِ بْن زيد
الضبي، وقال: كان اسمه عبد الحارث فسماه رسول الله صلى
الله عليه وسلم عبد اللَّهِ. وأخرج أَبُو عمر: عَبْد
اللَّهِ بْن الحارث الضبيّ، وقال: سماه
__________
[1] أخرجه أحمد في مسند سلمة بن نفيل: 4/ 104.
[2] ينظر الجرح: 2/ 2/ 121.
[3] ينظر: 2/ 45.
[4] في الإصابة: عَنِ الصعب بْن عطية، عَنْ بلال بْن أبى
هلال.
[5] في المطبوعة: نفيل.
(3/111)
رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ عَبْد اللَّهِ. وأنا أظن الثلاثة واحدًا، فلم
يكن فيمن أسلم من ضبة من الكثرة إِلَى أن تشتبه أسماؤهم
وأسماء آبائهم، ويرد الكلام في «عَبْد اللَّهِ بْن زيد»
أتم من هذا، والله أعلم.
2901- عبد الله بن حكيم الكناني
(ب) عَبْد اللَّهِ بْن حكيم الكناني. من أهل اليمن، سمع
النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول في حجة
الوداع: «اللَّهمّ اجعلها حجة لا رياء فيها ولا سمعة» .
أخرجه أَبُو عمر، وذكره الأمير أَبُو نصر فقال: عَبْد
اللَّهِ بْن حكيم يعني بضم الحاء وفتح الكاف- الكناني، من
أهل اليمن، يروى عَنْ بشر بْن قدامة قال: «أبصرت عيناي
رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ واقفا
بعرفات. [1] روى حديثه مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ بْن
عَبْد الحكم، عَنْ سَعِيدِ بْنِ بشير، [2] عنه.
فهذا يدل عَلَى أَنَّهُ تابعي، وقد ذكره أَبُو عمر في «بشر
بْن قدامة» الضبابي فقال: روى عنه عَبْد اللَّهِ بْن حكيم.
ورواه ابن منده وَأَبُو نعيم في «بشر بْن قدامة» فقالا:
روى عنه عَبْد اللَّهِ بْن حكيم. وذكر الحديث وقال: «أبصرت
عيناي رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
واقفًا بعرفات» . فهذا يدل على أن «عبد الله» تابعي، والله
أعلم.
2902- عبد الله الملقب بالحمار
(د ع) عَبْد اللَّهِ. يلقب حمارًا، كان صاحب مزاح يضحك
النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ويهدي إليه.
أَخْبَرَنَا مسمار بْن عمر بْن العويس وغير واحد قَالُوا:
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل أَبُو عَبْد اللَّهِ
قال: حدثنا يحيى بْن بكير، عَنِ اللَّيْث، حدثني خَالِدِ
بْنِ يَزِيدَ [3] ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هلال، عَنْ
زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عمر بْن الخطاب
رضي اللَّه عنه: أن رجلا كَانَ عَلَى عهد رَسُول اللَّهِ-
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وكان اسمه عَبْد
اللَّهِ، [وكان [4]] يلقب حمارًا، كان يضحك رَسُول اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وكان النَّبِيّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جلده في الشراب فأتى به يومًا
فأمر به فجلد، فقال رجل من القوم:
اللَّهمّ الْعَنْهُ مَا أَكْثَرَ مَا يُؤْتِي بِهِ رَسُول
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم. فقال النبي صلى
الله عليه وسلم: «لا تلعنه، فو الله ما علمت إلا أَنَّهُ
[5] يحب اللَّه ورسوله. أخرجه ابن منده وَأَبُو نعيم» .
__________
[1] ينظر: 1/ 224، 225.
[2] قال ابن أبى حاتم في الجرح 2/ 1/ 8: «سعيد بن بشير
القرشي، روى عن عبد الله بن حكيم الكناني، رجل من أهل
اليمن من مواليهم، عن بشر بن قدامة، عَنِ النَّبِيّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، روى عنه مُحَمَّد بْن عَبْد
اللَّهِ بْن عَبْد الحكم» .
[3] في المطبوعة: خالد بن زيد. وهو خطأ، وينظر صحيح
البخاري، كتاب الحدود: 8/ 197.
[4] عن صحيح البخاري.
[5] كذا في الأصل والمطبوعة، وفي الصحيح: فو الله ما علمت
إنه يحب الله ورسوله. وكلتا العبارتين جائزة، وليست ما
نافية في عبارة الصحيح، بل المعنى: فو الله- مدة علمي- إنه
يحب الله ورسوله.
(3/112)
2903- عبد الله بن أبى الحمساء
(ب د ع) عبد الله بن أبي الحمساء العامرىّ، من عامر بن
صعصعة. قاله أَبُو عمر، عداده في البصريين، وقيل: سكن مكة.
أَخْبَرَنَا هبة اللَّه بْن عبد الوهاب بْنِ أَبِي
حَبَّةَ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْن
مُحَمَّدِ بْنِ حسنون، أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّد بْن
أَبِي عثمان الدقاق، أَخْبَرَنَا أَبُو القاسم الحسن بن
الحسن بْنِ الْمُنْذِرِ، أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ
صَفْوَانَ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ
القرشي، حدثنا أحمد بْن إِبْرَاهِيم، حدثنا أحمد بْن سنان
القوفي [1] ، حدثنا إِبْرَاهِيم بْن طهمان، عَنْ بديل بْن
ميسرة، عَنْ عبد الكريم، عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن شقيق،
عَنْ أبيه، عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن أَبِي الحمساء قَالَ:
بايعت النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ببيع
قبل أن يبعث، فوعدته أن آتيه بها في مكانه ذلك، فنسيت يومي
هذا والغد، فأتيته في اليوم الثالث وهو في مكانه، فقال لي:
يا فتى، لقد شققت عليّ! أنا هاهنا منذ ثلاث أنتظرك. وقال
ابن منده وَأَبُو نعيم: وقيل ابن أَبِي الجدعاء. وقد تقدم،
وأخرجه أَبُو عمر هناك وقال: التميمي، وقيل: الكناني،
وقيل: العبدي. وجعل هذا عامريًا، فكأنه رآهما اثنين.
وأمَّا ابْن منده وَأَبُو نعيم فلم ينسباه في الموضعين،
وقالا في الترجمتين: ابن أَبِي الحمساء، وقيل: ابن أَبِي
الجدعاء. فهما رأياه واحدًا، لأنهما لم يذكرا نسبًا يفرق
بينهما، ومع أنهما جعلاه واحدًا جعلا ترجمتين، كل واحدة
منهما يقولان فيها: ابن أبى الحمساء، وقيل: ابن أبى
الجدعاء.
2904- عبد الله بن الحمير
(ب س) عَبْد اللَّهِ بْن الحمير الأشجعي، من بني دهمان،
حليف للأنصار.
شهد بدرًا مع أخيه خارجة، وشهد أحدا، وقد تقدم عند أخيه
خارجة أتم من هَذَا.
أَخْرَجَهُ أَبُو عُمَر وَأَبُو موسى، وقال أبو موسى:
أخرجه أبو عبد الله في الخاء يعني خمير [2]- بالخاء
المعجمة، وذكر ابن ماكولا حمير- بضم الحاء المهملة، وفتح
الميم، وتشديد الياء تحتها نقطتان.
__________
[1] كذا في أصلنا، وفي المطبوعة: العوفيّ، وفي الجرح 1/ 1/
53: أحمد بن سنان الواسطي.
[2] ينظر: 1/ 424، 2/ 84، والمشتبه: 251.
(3/113)
2905- عبد الله بن حَنْطَبٍ
(ب د ع) عَبْد اللَّه بْن حنطب بْن الحارث بْن عُبَيْد بْن
عمر بْن مخزوم بْن يقظة [1] القرشي المخزومي، والد المطلب.
أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ وَإِسْمَاعِيلُ
بْنُ عَلِيٍّ وغيرهما قَالُوا بِإِسْنَادِهِمْ إِلَى أَبِي
عِيسَى قَالَ: حَدَّثَنَا قتيبة، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي
فُدَيْكٍ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بن المطلب، عن أبيه، عن
جدّه، عن عبد الله ابن حنطب أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَى أبا بكر وعمر فقال: «هذان السمع
والبصر» . وروى عنه ابنه أيضًا أَنَّهُ قال: خطبنا رَسُول
اللَّهِ قال: «إني سائلكم عَنِ اثنتين، عَنِ القرآن، وعن
عترتي» . قال الترمذي: عبد الله بن حنطب لم يدرك النبي
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [2] .
أخرجه الثلاثة.
حنطب: بفتح الحاء المهملة، وسكون النون، وفتح الطاء
المهملة، وآخره باء موحدة.
2906- عبد الله بن حنظلة
(ب د ع) عَبْد اللَّهِ بْن حنظلة بْن أَبِي عامر الراهب
الأنصاري الأوسي، وأبوه حنظلة هو غسيل الملائكة، وقد تقدم
نسبه عند ذكر أبيه [3] ولد عَلَى عهد رَسُول اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لأن أباه قتل بأحد،
ولما توفي النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
كان لعبد اللَّه سبع سنين. يكنى أبا عبد الرحمن، وقيل:
أَبُو بكر. وأمه جميلة بنت عَبْد اللَّهِ بْن أَبِي بن
سلول، فدخل بها الليلة التي في صبيحتها قتال أحد، فبات
عندها، فلما صلى الصبح عاد إليها، فأرسلت إِلَى أربعة من
قومها فأشهدتهم عليه أَنَّهُ دخل بها، فقيل لها بعد: لم
فعلت هذا؟ قالت:
رأيت كأن السماء انفرجت فدخل فيها ثم أطبقت، فقلت: هذه
الشهادة: فأشهدت عليه، وخلقت بعبد اللَّه تلك الليلة.
وقد روى عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
ورآه. روى عنه عَبْد اللَّهِ بْن يَزِيدَ الخطمي، وأسماء
بنت زيد ابن الخطاب، وعبد اللَّه بْن أَبِي مليكة وغيرهم.
__________
[1] في المطبوعة: نقطة. وهو تصحيف، ينظر المشتبه: 671،
وكتاب نسب قريش: 299، وهو يقظة بْن مرة بْن كعب بْن لؤي بن
غالب بن فهر بن مالك.
[2] تحفة الأحوذي، كتاب المناقب: 10/ 154، 155.
[3] ينظر: 2/ 66.
(3/114)
روى المسيب بْن رافع ومعبد بْن خَالِد،
عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن يَزِيدَ الخطمي- وكان أميرًا عَلَى
الكوفة- قال: أتينا قيس بْن سعد بْن عبادة في بيته، فأذن
بالصلاة فقلنا: قم فصل بنا.
فقال: لم أكن لأصلي بقوم لست عليهم أميرًا. فقال عَبْد
اللَّهِ بْن حنظلة: أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: «إن الرجل أحق بصدر دابته، وصدر
فراشه، وأن يؤم في رحله» . قال: فقال قيس لمولى لهم [1] :
قم فصل بهم.
وقتل عَبْد اللَّهِ يَوْم الحرة، في ذي الحجة، سنة ثلاث
وستين، قتله أهل الشام، وكان سبب وقعة الحرة أَنَّهُ وفد
هو وغيره من أهل المدينة إِلَى يزيد بن معاوية، فرأوا منه
مالا يصلح فلم ينتفعوا بما أخذوا منه، فرجعوا إِلَى
المدينة وخلعوا يزيد، وبايعوا لعبد اللَّه بْن الزبير،
ووافقهم أهل المدينة، فأرسل إليهم يزيد مسلم بْن عقبة
المري، وهو الذي سماه الناس بعد وقعة الحرة مجرماً، فأوقع
بأهل المدينة وقعة عظيمة، قتل كثيرًا منهم في المعركة،
وقتل كثيرًا صبرًا. وكان عَبْد اللَّهِ بْن حنظلة ممن قتل
في المعركة، ولما اشتد القتال قدم بنيه واحدًا واحدًا، حتى
قتلوا كلهم، وهم ثمانية بنين، ثم كسر جفن سيفه فقاتل حتى
قتل.
وكان فاضلًا صالحًا، عظيم الشأن كبير المحل، شريف البيت
والنسب. سمع قارئًا يقرأ:
لَهُمْ مِنْ جَهَنَّمَ مِهادٌ وَمن فَوْقِهِمْ غَواشٍ 7:
41 [2] فبكى حتى ظنوا أن نفسه ستخرج، ثم قام فقيل:
يا أبا عبد الرحمن، اقعد. فقال: منع مني ذكر جهنم القعود،
ولا أدرى لعلى أحدهم.
وقال مولاه سَعِيد: لم يكن لعبد اللَّه بْن حنظلة فراش
ينام عليه، إنما كان يلقي نفسه إذا أعيا من الصلاة، يتوسد
رداءه وذراعه، ويهجع شيئًا قال عَبْد اللَّهِ بْن أَبِي
سفيان: رأيت عَبْد اللَّهِ بْن حنظلة في النوم بعد مقتله
في أحسن صورة، فقلت: أما قتلت؟ قال بلى، ولقيت ربي فأدخلني
الجنة، فأنا أسرح في ثمارها حيث شئت، فقلت: أصحابك؟ ما صنع
بهم؟ قال: هم معي حول لوائي، لم تحل عقده حتى الساعة.
واستيقظت.
أخرجه الثلاثة.
2907- عبد الله بن حوالة
(ب د ع) عَبْد اللَّهِ بْن حوالة. نسبه الهيثم بْن عدي
إِلَى الأزد، ونسبه الواقدي إلى بنى عامر ابن لؤي. والأول
أشهر، ويمكن أن يكون أزديًا. وهو حليف لبني عامر.
__________
[1] في المطبوعة: لمولى له.
[2] الأعراف: 41.
(3/115)
سكن الأردن من أرض الشام، يكنى أبا حوالة.
أَخْبَرَنَا أَبُو ياسر بْن أَبِي حبة بإسناده إلى عبد
الله بن أحمد قال: حدثني أبي، حدثنا يحيى ابن إِسْحَاق،
حدثني يحيى بْن أيوب، حدثني يَزِيدَ بْنِ أَبِي حبيب، عَنْ
ربيعة بْن لقيط، عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن حوالة: أن رَسُول
الله صلى الله عليه وسلم قال: «من نجا من ثلاث فقد نجا:
موتي، والدجال، وقتل خليفة مصطبر بالحق معطيه» [1] وروى
أَبُو إِدْرِيسَ الْخَوْلانِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ
حَوَالَةَ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: إنكم
ستجنّدون أجنادا، فجند بالشام، وجند بالعراق، وجند باليمن.
فقال [2] الحوالي: يا رسول الله، خرّلى. قال: عليك بالشام.
ورواه مكحول [3] وجبير بْن نفير وغيرهما، عَنْ عَبْد
اللَّهِ بْن حوالة، نحوه. وروى عنه من أهل مصر ربيعة بْن
لقيط التجيبي- وكان قدم مصر- وتوفي بالشام سنة ثمانين، وله
أحاديث غير هذا.
أخرجه الثلاثة
2908- عبد الله بن حولي
عَبْد اللَّهِ بْن حولي. قال الأمير أَبُو نصر: وأما حولي-
بحاء مهملة مفتوحة- فهو عَبْد اللَّهِ بْن حولي، ويقال: هو
ابن حوالة [4] صاحب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وسلم.
2909- عبد الله بن خازم
(د ع) عَبْد اللَّهِ بْن خازم [5] بْن أسماء بن الصلت بن
حبيب بن حارثة بن هلال بن سماك ابن عوف بْن امرئ القيس بْن
بهثة بْن سليم بْن مَنْصُور، أَبُو صالح السلمي.
أمير خراسان، شجاع مشهور وبطل مذكور. روى عنه سعد [6] بْن
الأزرق وسعيد بْن عثمان، قيل: إن له صحبة. وفتح سرخس [7] ،
وكان أميرًا عَلَى خراسان أيام فتنة ابن الزبير، وأول
__________
[1] مسند أحمد: 4/ 105، 106 وأيضا: 4/ 109، 5/ 33. وفي
الجميع: فقد نجا ثلاث مرات: موتى ...
[2] في المسند: فقال ابن حوالة.
[3] المسند: 5/ 33.
[4] في المطبوعة: حوالي.
[5] في المطبوعة: حازم، وفي الإصابة، «بالمعجمتين» . ترتيب
ابن الأثير يقتضيه.
[6] في الأصل والمطبوعة: سعيد. وهو خطأ، وهو سعد بن عثمان.
[7] سرخس: مدينة قديمة، من نواحي خراسان كبيرة، بين
نيسابور ومرو (مراصد الاطلاع) .
(3/116)
ما وليها سنة أربع وستين، بعد موت يزيد بْن
معاوية وابنه معاوية، وجرى له فيها حروب كثيرة، حتى تم
أمره بها، وقد استقصينا أخباره في كتاب الكامل في التاريخ
[1] .
وقتل سنة إحدى وسبعين بخراسان في الفتنة.
2910- عبد الله بن خالد بن أسيد
(د ع) عَبْد اللَّهِ بْن خَالِد بْن أسيد بْن أَبِي العيص
بْن أمية بْن عبد شمس القرشي الأموي، وهو ابن أخي عتاب بْن
أسيد.
في صحبته ورؤيته نظر. روى عنه ابنه عبد العزيز أن
النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: «عرفة
اليوم الذي يعرف فيه الناس» . أخرجه ابن منده وَأَبُو
نعيم، وقال ابن منده: هو مخزومي. وليس بشيء، وهو أموي لا
شبهة فيه.
واستعمله زياد عَلَى بلاد فارس، واستخلفه زياد حين مات،
وهو الذي صلى عَلَى زياد، وأقره معاوية عَلَى الولاية بعد
زياد، قاله الزبير [2]
2911- عبد الله بن خالد بن سعد
(س) عَبْد اللَّهِ بْن خَالِد بْن سعد. أورده أَبُو بكر
بْن أَبِي عاصم في بني فهر، من كتاب «الآحاد والمثاني» .
أَخْبَرَنَا أَبُو مُوسَى إِذْنًا، أَخْبَرَنَا أَبُو
عَلِيٍّ الْمُقْرِي [3] ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ
بْنُ أَبِي بَكْرِ بْن أَبِي علي، حدثنا عَبْد اللَّهِ بْن
مُحَمَّد القباب، حدثنا أحمد بْن عمرو، حدثنا عبد الرحمن
عمرو، حدثنا محمد بن عائد، حدثنا الهيثم بْن حميد، حدثنا
العلاء، عَنْ حرام بْن حكيم- ونسب هذا: حرام بْن حكيم بْن
خَالِد بْن سعد- رجل من قريش، عَنْ عَمِّهِ: أَنَّ رَسُولَ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: «إنكم
أصبحتم في زمان كثير فقهاؤه، قليل خطباؤه، وقليل من يسأل
وكثير من يعطي، العمل فيه خير من العلم، وسيأتي عليكم زمان
كثير خطباؤه، قليل فقهاؤه، كثير من يسأل، قليل من يعطى،
العلم فيه خير من العمل» .
__________
[1] ينظر الكامل لابن الأثير: 3/ 330، 4/ 20.
[2] ينظر كتاب نسب قريش: 188.
[3] في المطبوعة: المقبري. والمثبت عن الأصل.
(3/117)
وهذا الرجل أورده ابن منده، وجعل ترجمته:
عَبْد اللَّهِ بْن سعد. ولم يذكر في نسبه «خَالِد» ،
والله، عز وجل، أعلم.
أخرجه أَبُو موسى، وهذا استدراك لا وجه له، فأنه قد ذكره،
وَإِن كان أَبُو موسى يستدرك كل من أخل ابن منده بشيء من
نسبه، فليستدرك عليه أكثر كتابه، فإنه ترك أكثر الأنساب
فلم خصص هذا بالذكر؟.
2912- عبد الله بن خالد بن عروة
عَبْد اللَّهِ بْن خَالِد بْن عروة بْن شهاب، قال: أتيت
رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فبايعته
وأتيت النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم بأكيدر [1] دومة
الجندل [2]
2913- عبد الله أبو خالد
(د ع) عبد الله أَبُو خَالِد. من أهل الشام روى حديثه عقيل
بْن مدرك، عَنْ خَالِد بْن عَبْد اللَّهِ السُّلَمِيِّ،
عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ قال: «إن اللَّه أعطاكم ثلث أموالكم زيادة في
أعمالكم» . أخرجه ابن منده وَأَبُو نعيم.
2914- عَبْد اللَّهِ بْن أَبِي خالد
عَبْد اللَّهِ بْن أَبِي خَالِد بْن قيس بْن مَالِك بْن
كعب بْن عبد الأشهل بْن حارثة بْن دينار بْن النجار،
الْأَنْصَارِيّ الخزرجي، ثُمَّ من بني دينار. قتل يَوْم
الخندق.
قاله ابن الكلبي.
2915- عبد الله بن خباب
(د ع) عَبْد اللَّهِ بْن خباب بْن الأرت. وقد تقدم نسبه
عند ذكر أبيه [3] ، أدرك النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، له رؤية ولأبيه صحبة.
روى عن أبيه، وعن أبىّ بن كعب. قال زكريا بْن العلاء أول
مولود ولد في الإسلام عَبْد اللَّهِ بْن الزبير، وعبد
اللَّه بْن خبّاب.
__________
[1] دومة الجندل: بوادي القرى بين المدينة والشام، ووادي
القرى من أعمال المدينة، وقد كان لأكيدر بن عبد الملك بها
حصن منيع، وقد صالحه النبي صلى الله عليه وسلم وأمنه، وكان
نصرانيا، وأجلاه عمر فيمن أجلى من أهل الكتاب إلى الحيرة.
(مراصد الاطلاع: 2/ 543) .
[2] قال ابن حجر في الإصابة: أورده ابن فتحون، وذكره ابن
الأثير أيضا بغير إسناد.
[3] ينظر: 2/ 114.
(3/118)
وقتل عَبْد اللَّهِ بْن خباب، قتله
الخوارج، كان طائفة منهم أقبلوا من البصرة إِلَى إخوانهم
من أهل الكوفة، فلقوا عَبْد اللَّهِ بْن خباب ومعه امرأته،
فقالوا له: من أنت؟ قال: أنا عبد الله ابن خباب صاحب
رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فسألوه
عَنْ أَبِي بكر وعمر وعثمان وعلي، فأثنى عليهم خيرًا،
فذبحوه فسال دمه في الماء، وقتلوا المرأة وهي حامل متم [1]
فقالت: أنا امرأة، ألا تتقون اللَّه؟! فبقروا بطنها، وذلك
سنة سبع وثلاثين، وكان من سادات المسلمين رضى الله عنه.
2916- عبد الله بن خبيب
(ب د ع) عَبْد اللَّهِ بْن خبيب الجهني. حليف الأنصار،
عداده في أهل المدينة، له ولأبيه صحبة، روى عنه ابنه معاذ:
أَخْبَرَنَا أَبُو أَحْمَدَ عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ أَبِي
منصور ابن سكينة الأَمِينُ بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَبِي
دَاوُدَ سُلَيْمَانَ بْن الأشعث قال: حدثنا مُحَمَّد بْن
المصفى، حدثنا بن أَبِي فديك، عَنِ ابن أَبِي ذئب، عَنْ
أَبِي أسيد البراد، عَنْ معاذ بْن عَبْد اللَّهِ بْن خبيب،
عَنْ أبيه قال: «خرجنا في ليلة مطيرة وظلمة شديدة، نطلب
رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ليصلي
لنا، قال: فأدركته فقال: قل: فلم أقل، ثم قال: قل.
فلم أقل شيئًا، قال: قل: فقلت: ما أقول؟ قال: قل هو اللَّه
أحد، والمعوذتين حين تمسي وحين تصبح، ثلاث مرات تكفيك من
كل شيء» [2] . أخرجه الثلاثة.
أبو أسيد: بفتح الهمزة وكسر السين.
2917- عبد الله بن الخريت
(ب د ع) عَبْد اللَّهِ بْن الخريت البكري، من بني بكر بْن
معاوية. يعد في الحجازيين، لم يسند ولم تصح له صحبة ولا
رؤية.
روى مُحَمَّد بْن إِسْحَاق، عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن أَبِي
نجيج، عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن عبيد بْن عمير، عَنْ عَبْد
اللَّهِ بْن خريت- وكان قد أدرك الجاهلية- قال: لم يكن من
قريش فخذ إلا وله ناد معلوم في المسجد يجلسون فيه، فكان
لبني بكر مجلس تجلسه، فبينا نحن جلوس في المسجد إذ أقبل
غلام فدخل من باب المسجد مسرعًا، حتى تعلق بأستار الكعبة،
فجاء بعده شيخ يريده، حتى انتهى إليه، فلما ذهب ليتناوله
يبست يده، فقلنا: ما أخلق هذا أن يكون من بنى بكر.
__________
[1] يقال: امرأة متم، للحامل إذا شارفت الوضع.
[2] سنن أبى داود، كتاب الأدب، الحديث رقم 5082: 4/ 321،
322.
(3/119)
فقمنا إليه فقلنا: ممن أنت؟ قال: من بني
بكر. فقلنا: لا مرحبًا بك، مالك ولهذا الغلام؟
فقال الغلام: لا، والله إلا أن أَبِي مات ونحن صبيان صغار،
وأمنا موتمة [1] لا جدة لها، فعاذت بهذا البيت فنقلتنا
إليه، وأوصتنا فقالت: إذا ذهبت وبقيتم بعدي فظلم أحد منكم،
فرأى هذا البيت، فليأته فليتعوذ به فإنه سيمنعه. وَإِن هذا
أخذنى واستخدمى واسترعاني إبله، فجلب من إبله قطيعًا، فجاء
بي معه، فلما رأيت البيت ذكرت وصاة أمي. فقلنا: قد والله
نرى البيت منعك. فانطلقنا بالرجل، فإذا قد يبست يده،
فشددناه عَلَى بعير من إبله، وقلنا له: انطلق، لعنك الله!
أخرجه الثلاثة.
2918- عبد الله بن خلف
(ب) عَبْد اللَّهِ بْن خلف بْن أسعد بْن عامر بْن بياضة
بْن سبيع بْن جعثمة بن سعد بن مليح ابن عمرو بْن ربيعة
الخزاعي، والد طلحة الطلحات كان كاتبًا لعمر بْن الخطاب
عَلَى ديوان البصرة، وأمه جنيبة [2] بنت أَبِي طلحة
العبدري، وقتل مع عائشة يَوْم الجمل، وشهد أخوه عثمان بْن
خلف وقعة الجمل مع علي.
أخرجه أَبُو عمر وقال: لا أعلم له صحبة، وفي ذلك نظر.
2919- عبد الله بن خمير
(د ع) عَبْد اللَّهِ بْن خمير، من بني عُبَيْد بْن عدي بْن
غنم بْن كعب بْن سلمة، حليف لهم من بني دهمان، بطن من
أشجع. وهو أخو حارثة بْن خمير، شهد بدرًا، قاله ابن
إِسْحَاق وعروة بْن الزبير.
أخرجه ابن منده وَأَبُو نعيم مختصرًا.
حمير: بضم الحاء المهملة، وفتح الميم، وتشديد الباء، قاله
الأموي عَنِ ابن إِسْحَاق. ورواه يونس بْن بكير عَنِ ابن
إِسْحَاق: خمير، بخاء معجمة مضمومة، وفتح الميم، وتسكين
الياء، والله أعلم.
__________
[1] موتمة: ذات أولاد أيتام، يقال: أيتمت المرأة فهي موتم
وموتمة، إذا كان أولادها أيتاما. ولا جدة لها: ليس لها ما
تستغني به، يقال: وجد يجد جدة: استغنى غنى لا فقر بعده.
[2] كذا ضبط في أصلنا، وفي المطبوعة: حبيبة.
(3/120)
2920- عبد الله بن خنيس
(ب) عَبْد اللَّهِ بْن خنيس، ويقال: عبد الرحمن. وهو أصح،
ويذكر في باب عبد الرحمن، إن شاء اللَّه تعالى.
أخرجه أَبُو عمر مختصرا.
2921- عبد الله الخولانيّ
(ب) عَبْد اللَّهِ الخولاني، والد أَبِي إدريس الخولاني.
له صحبة وهو من ساكني الشام، واسم أَبِي إدريس عائذ اللَّه
أخرجه أَبُو عمر، وقال البخاري: له صحبة، سمع منه ابنه
أَبُو إدريس.
2922- عَبْد اللَّهِ بْن أَبِي خولى
عَبْد اللَّهِ بْن أَبِي خولي. ذكره الكلبي فيمن شهد بدرا،
وذكره أَبُو عمر مدرجًا في ترجمة أخيه خولي [1] بن أبى
خولى.
2923- عبد الله بن خيثمة
(س) عَبْد اللَّهِ بْن خيثمة ذكره ابن شاهين.
قال مُحَمَّد بْن سعد الواقدي: أَبُو خيثمة السالمي اسمه:
عَبْد اللَّهِ بْن خيثمة، أحد بني سالم من الخزرج. شهد
أحدا وبقي إِلَى أيام يزيد بْن معاوية.
وقال أَبُو بكر بْن الجعابي [2] في كتاب «الإخوة» : عَبْد
اللَّهِ بْن خيثمة، أخو سعد أَبِي خيثمة، شهد أحدًا.
أخرجه أَبُو موسى.
قلت قد ذكر أَبُو موسى كلام الجعابي، وهو يدل عَلَى أن أبا
موسى ظن أن عَبْد اللَّهِ وسعدًا اللذين ذكرهما ابن
الجعابي أن عَبْد اللَّهِ هو المذكور في هذه الترجمة، وليس
كذلك، فإنه ذكر أن المذكور في هذه الترجمة هو من بني سالم
من الخزرج، وكذلك ذكره غيره أَنَّهُ سالمي، وأما عَبْد
اللَّهِ وسعد ابنا خيثمة اللذان ذكرهما ابن الجعابي فليسا
من الخزرج، إنما هما من الأوس، من ولد امرئ القيس بْن
مالك، وليسا من الخزرج في شيء، وقيل: إن عَبْد اللَّهِ هو
ابن سعد بْن خيثمة، لا أخوه، وهو الأشهر، فإن كان ابن
الجعابيّ ظن أن سعد بْن خيثمة هذا أخو عَبْد اللَّهِ ابن
خيثمة السالمي، فقد وهم لأن سعدًا من الأوس لا خلاف فيه
بينهم، وَإِن كان ظن أن سعدا
__________
[1] ينظر: 2/ 150.
[2] في المطبوعة: الجعانى. بالنون، والصواب الجعابيّ،
بالباء، ينظر الباب: 1/ 229.
(3/121)
من الأوس وأن عَبْد اللَّهِ أخوه فهو أيضًا
وهم، إنما هو ابنه، ويرد ذكره في عبد الله بن سعد ابن
خيثمة مشروحا، والله أعلم.
2924- عبد الله بن دارة
(د ع) عَبْد اللَّهِ بْن دارة كان في حياة النَّبِيّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، روى عنه مُحَمَّد بْن
كعب القرظي، لا تعرف لَهُ رواية عَنِ النَّبِيّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وروى عَنْ عثمان عَنِ
النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قاله ابن منده: وقال أَبُو نعيم: عَبْد اللَّهِ بْن دارة،
مولى عثمان، ذكره بعض المتأخرين، وزعم أَنَّهُ كان في حياة
النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولم يذكره
أحد في الصحابة، واختلف في اسمه فقيل:
عَبْد اللَّهِ. وقيل: زيد بْن دارة. روايته عَنْ حمران وعن
عثمان أيضًا. روى مُحَمَّد بْن كعب القرظي عَنْ عَبْد
اللَّهِ بْن دارة مولى عثمان عَنْ حمران مولى عثمان، عَنْ
عثمان أَنَّهُ توضأ فأصبغ الوضوء وقال: لو لم أسمعه مرة أو
مرتين أو ثلاثًا ما حدثتكموه، سمعت رَسُول الله صلى الله
عليه وسلم يقول: «ما توضأ عبد فأسبغ الوضوء، ثم قام إِلَى
الصلاة إلا غفر له ما بينه وبين الصلاة الأخرى» .
رواه مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ بْن أَبِي مريم، عَنِ ابن
دارة، عَنْ عثمان نفسه، وسماه زيد بْن دارة. أخرجه ابن
منده وأبو نعيم.
2925- عبد الله بن الديان
(ب) عَبْد اللَّهِ بْن الديان- واسم الديان يزيد بْن قطن
بْن زياد بْن الحارث بْن مالك بْن ربيعة بْن كعب بْن
الحارث بْن كعب الحارثي. كان اسمه عبد الحجر فسماه رَسُول
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَبْد اللَّهِ.
وقيل: عَبْد اللَّهِ بْن عبد المدان، واسمه عمرو. وفد
عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فسماه
عَبْد اللَّهِ، وأسلم وبايع النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وكانت ابنته عائشة تحت عبيد اللَّه
بْن العباس وهي التي قتل بسر [1] ابن أَبِي أرطأة أباها
وابنيها، والقصة مشهورة، وقد ذكرناها في بسر من هذا
الكتاب. وقد ذكر هذا الاسم هكذا في بعض نسخ كتاب
«الاستيعاب [2] » لأبي عمر، ولم يرد في البعض، ولعله سهو
من الناسخ، وأما «عَبْد اللَّهِ بْن عبد المدان» ففي جميع
نسخ كتابه، ويرد هناك، ونشير إليه أفنا ذكرناه هاهنا
__________
[1] في المطبوعة: بشر. وهو خطأ، ينظر ترجمته فيما تقدم: 1/
213.
[2] الّذي في الاستيعاب 943، عبد الله بن عبد المدان، وعبد
المدان اسمه عمرو بن الديان، والديان اسمه يزيد بن قطن
(3/122)
2926- عبد الله بن ذرة
(س) عَبْد اللَّهِ بْن ذرة [1] المزني. وفد إِلَى
النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مع خزاعيّ
[2] بن عبد نهم وبلال [3] ابن الحارث ونسبه أَبُو أحمد
العسكري فقال: عَبْد اللَّهِ بْن ذرة المزني بْن عائذ بْن
طابخة بْن لأي بْن خلاوة بْن ثعلبة بْن ثور بْن هدمة بْن
لاطم بْن عثمان بْن عمرو المزني. وهو مولى أرطبان، جد عبد
الله بن عون بن أرطبان، من فوق. وكنيته أَبُو بردة.
أخرجه أَبُو موسى وقال: هو بالذال المعجمة، وتقدم له ذكر
في خزاعيّ بن عبد نهم.
2927- عبد الله بن ذياد
(ب) عَبْد اللَّهِ بْن ذياد [4] بْن عمرو بن زمزمة بن عمرو
بن عمارة [5] بن مالك البدويّ، حليف الأنصار، وهو المجذر
بْن ذياد [6] والمجذر: الغليظ. الخلق [7] . شهد بدرًا، وهو
بالمجذر أشهر. ويرد في الميم أتم من هذا إن شاء اللَّه
تعالى.
أخرجه هاهنا أبو عمر.
2928- عبد الله ذو البجادين
(ب د ع) عَبْد اللَّهِ ذو البجادين، وهو ابن عبد نهم بْن
عفيف بْن سحيم بْن عدي بْن ثعلبة بْن سعد بْن عدي بْن
عثمان بْن عمرو.
قدم عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
وكان اسمه عبد العزى، فسماه رسول الله صلى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَبْد اللَّهِ. وهو عم عَبْد اللَّهِ
بْن مغفل بْن عبد نهم، ولقبه رَسُول اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، «ذو البجادين» ، لأنه لما
أسلم عند قومه جردوه من كل ما عليه وألبسوه بجادًا- وهو
الكساء الغليظ. الجافي- فهرب منهم إِلَى رسول الله صلى
الله عليه وسلم، فلما كان قريبًا منه شق بجاده باثنين،
فاتزر بأحدهما وارتدى بالآخر، ثم أتى رَسُول اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقيل له: ذو البجادين.
وقيل: إن أمه أعطته بجادًا فقطعته قطعتين، فأتى فيهما
رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم، والله أعلم.
__________
[1] كذا ضبط في أصلنا، وهو موافق لما في الإصابة، وفي
المطبوعة: درة، بالدال، وسيأتي ضبط أبى موسى له، ويصحح ما
سبق في: 2/ 132.
[2] تقدم في: 2/ 131.
[3] تقدم في: 1/ 242.
[4] في المطبوعة: ديدان. وهو خطأ.
[5] كذا ضبط في أصلنا، وهو الصواب، ينظر المشتبه: 471.
[6] في المطبوعة: زياد. بالزاي، ينظر تاج العروس، مادة:
ذود. وسيأتي في ترجمة المجذر على الصواب.
[7] في المطبوعة: الحلق. وفي تاج العروس: والمجذر: القصير
الغليظ الشتن الأطراف.
(3/123)
وصحب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأقام معه، وكان أوّاها [1] فاضلا
كثيرا التلاوة للقرآن العزيز.
أَخْبَرَنَا عبيد اللَّه بْن أحمد بن علي بإسناده إلى يونس
بن بكير، عن ابن إسحاق قال:
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ
التَّيْمِيُّ، قَالَ: كان عَبْد اللَّهِ- رجل من مزينة ذو
البجادين- يتيمًا في حجر عمه، فكان يعطيه، وكان محسنًا
إليه، فبلغ عمه أَنَّهُ قد تابع دين مُحَمَّد، فقال له:
لئن فعلت وتابعت دين مُحَمَّد لأنزعن منك كل شيء أعطيتك.
قال: فإني مسلم. فنزع منه كل شيء أعطاه حتى جرده من ثوبه،
فأتى أمه فقطعت بجادًا لها باثنين، فاتزر نصفًا، وارتدى
نصفًا، ثم أصبح فصلى مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الصبح، فلما صلى رَسُول اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تصفح الناس ينظر من أتاه، وكان
يفعل، فرآه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ فقال: من أنت؟ قال: أنا عبد العزى.
فقال: أنت عَبْد اللَّهِ ذو البجادين، فالزم بابي. فلزم
بَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
وكان يرفع صوته بالقرآن والتسبيح والتكبير. فقال عمر: يا
رَسُول اللَّهِ، أمراء هو؟ قال: دعه عنك، فإنه أحد
الأواهين. وتوفي في حياة رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
روى الأعمش، عَنْ أَبِي وائل، عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن
مسعود أَنَّهُ قال: لكأني أَرَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في غزوة تبوك، وهو في قبر
عَبْد اللَّهِ ذي البجادين، وَأَبُو بكر وعمر يدليانه،
ورسول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يقول:
أدنيا مني أخاكما. فأخذه من قبل القبلة حتى أسنده في لحده،
ثم خرج رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
ووليا هما العمل، فلما فرغا من دفنه استقبل القبلة رافعًا
يديه يقول: «اللَّهمّ إني أمسيت عنه راضيا فارض عنه. قال:
يقول ابن مسعود: فو الله لوددت أني مكانه، ولقد أسلمت قبله
بخمس عشرة سنة.
وقد روى من طريق آخر قال: فقال أَبُو بكر: وددت أني-
والله- صاحب القبر.
وذكر مُحَمَّد بْن إِسْحَاق أَنَّهُ مات في غزوة تبوك،
وروى عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيم بْن الحارث، عَنِ
ابن مسعود في موته، ودعا لَهُ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نحو ما تقدم [2] . وقال: قال عَبْد
اللَّهِ: ليتني كنت صاحب الحفرة.
أخرجه الثلاثة.
__________
[1] الأواه: المتأوه المتضرع، وفي مسند أحمد 4/ 159 عن
عقبة بن عَامِر أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ قال لرجل يقال له: ذو البجادين-: إنه أواه. وذلك
أنه كان رجلا كثير الذكر للَّه عز وجل في القرآن، ويرفع
صوته في الدعاء.
[2] سيرة ابن هشام: 2/ 527، 528.
(3/124)
2929- عبد الله بن راشد الكندي
عَبْد اللَّهِ بْن راشد الكندي. أحد الوفد الذين قدموا من
كندة مع الأشعث بْن قيس عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم.
2930- عبد الله بن رافع
(ب) عَبْد اللَّهِ بْن رافع بْن سويد بْن حرام بْن الهيثم
بْن ظفر الأنصاري الأوسي الظفري.
شهد أحدًا أخرجه أَبُو عمر مختصرا
2931- عبد الله بن الربيع
(ب د ع) عَبْد اللَّهِ بْن الربيع بْن قيس بْن عمرو بن
عباد بْن الأبجر- والأبجر هُوَ خدرة بْن عوف بْن الحارث
بْن الخزرج الأنصاري الخزرجي ثم الخدري.
شهد العقبة. وقال عروة: إنه شهد بدرًا.
وأَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَر بْن السمين بِإِسْنَادِهِ
إِلَى يونس بْن بكير عَنِ ابن إِسْحَاق، في تسمية من شهد
بدرا، من الأنصار من الخزرج قال: ومن بني الأبجر- وهم بنو
خدرة بن عوف بن الحارث ابن الخزرج: عَبْد اللَّهِ بْن
الربيع بْن قيس، رجل [1] .
أخرجه الثلاثة.
2932- عبد الله بن ربيعة بن الأغفل
(ب د ع) عَبْد اللَّهِ بْن ربيعة بْن الأغفل العامري، من
بني عامر بْن صعصعة، قاله أَبُو عمر.
وقال ابن منده وَأَبُو نعيم: عَبْد اللَّهِ بْن ربيعة بْن
مسروح بْن معاوية- وقيل: ربيعة بْن عامر بْن صعصعة.
واتفقوا عَلَى أَنَّهُ وفد مع عامر بْن الطفيل عَلَى
النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وذكروا [2]
قصة عامر وامتناعه عَنِ الإسلام ودعاء النَّبِيّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عليه، وذكر ابن منده القصة
كلها، وأما ابن عبد البر، وَأَبُو نعيم فاختصراها.
قلت: قول ابن منده وأبي نعيم في نسبه: «ربيعة بْن عامر بْن
صعصعة» فيه نظر، لأن من يعاصر النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لا يكون بينه وبين عامر بْن صعصعة أب
واحد، إنما يكون بينهما عدة آباء، كعلقمة بْن علاثة بْن
عوف بْن الأحوص بْن جَعْفَر بْن كلاب بْن رَبِيعة بْن عامر
بْن صعصعة، ولبيد بْن ربيعة بْن مالك بْن جَعْفَر بْن
كلاب، فهذا لبيد مع طول عمره قبل الإسلام
__________
[1] سيرة ابن هشام: 1/ 693.
[2] في الأصل والمطبوعة: وذكر.
(3/125)
يكون بينه وبين عامر خمسة آباء، وعلقمة ستة
آباء، فكيف يكون بين عَبْد اللَّهِ وبين عامر أب واحد!!
ولعل قد سقط عليهما ما بينه وبين ربيعة بْن عامر، ورأيا
ربيعة بْن عامر، فظناه أباه، والله أعلم.
وذكر بعضهم أن الأغفل بالغين المعجمة والفاء.
أخرجه الثلاثة.
2933- عبد الله بن ربيعة
(د ع) عَبْد اللَّهِ بْن رَبِيعة بْن الحارث بْن المطلب
بْن عبد مناف القرشي المطلبي، أمه بنت الزبير بْن عبد
المطلب.
روى عنه عروة بْن الزبير، والفضل بْن الحسن الضمري.
روى ابن لهيعة، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حبيب، عَنِ الفضل
بْن الحسن بْن عمرو بْن أمية الضمري، عَنْ عَبْد اللَّهِ
بْن ربيعة: أن أم الحكم [1] بنت الزبير أرسلته وهو غلام،
في إثر رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
وهو يريد بيت أم سلمة، وأمرته أن يدركه فينتزع عنه رداءه،
فأتاه يشتد [2]- قال: فأمسكت بردائه، فالتفت إلي فقال: من
أنت؟ فأخبرته، فقلت: إن أمي أمرتني بهذا. فلف رداءه ثم
أعطانيه فقال: اذهب إِلَى أمك فمرها فلتشقه بينها وبين
أختها، فلتختمر به.
قلت: أخرجه ابن منده وَأَبُو نعيم وجعلاه من بني المطلب
كما ذكرناه، رأيته في عدة نسخ كذلك، وَإِنما هو من بني عبد
المطلب، وقد ذكر الزبير بْن بكار ولد الحارث بْن عبد
المطلب فقال: وربيعة بْن الحارث. وقال: وكان أسن من عمه
العباس. ثم قال: وكان ولد ربيعة بْن الحارث محمدًا وعبد
اللَّه والعباس. ثم قال: وأمهم جميعًا أم الحكم بنت الزبير
بن عبد المطلب، ولكلهم عقب.
وقال أَبُو عمر في ترجمة أم حكيم بنت الزبير بْن عبد
المطلب: وهي أخت ضباعة بنت الزبير. قال: وكانت تحت ربيعة
بْن الحارث بْن عبد المطلب، روى عنها ابنها عَبْد اللَّهِ
بْن ربيعة بْن الحارث.
وذكر ابن منده وَأَبُو نعيم في اسمها أيضًا فقالا: أم
حكيم، ويقال أم الحكم وذكر حديثًا عَنِ الفضل بْن الحسن،
عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن ربيعة بْن الحارث، عَنْ أمه- وذكرا
أيضًا أباه ربيعة فقالا: ربيعة بْن الحارث بْن عبد المطلب.
__________
[1] سيأتي في ترجمتها، أنه يقال فيها أيضا: أم حكيم.
[2] يشتد: يعدو.
(3/126)
وقال أَبُو أحمد العسكري، بعد ذكر ربيعة
بْن الحارث، قال: ابنه عَبْد اللَّهِ بْن ربيعة ابن
الحارث.
فظهر بهذا أَنَّهُ من ولد عبد المطلب بْن هاشم، لا من ولد
عمه المطلب بْن عبد مناف، وهذا ربيعة هو الَّذِي قَالَ
فِيهِ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
«أول دم أضع دم ربيعة بْن الحارث [1] » . وقد ذكرناه في
ربيعة، والله أعلم.
2934- عبد الله بن ربيعة الثقفي
(س) عَبْد اللَّهِ بْن ربيعة الثقفي.
قال أَبُو موسى. أورده ابن أَبِي عاصم في الآحاد وقال: له
حديث واحد:
أَخْبَرَنَا أَبُو مُوسَى إِجَازَةً، أَخْبَرَنَا
الْحَسَنُ بْنُ أحمد المقرئ، حدثنا عبد الرحمن بن محمد ابن
أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا عَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّدِ بْنِ
فورك أَخْبَرَنَا أَحْمَدَ بْنِ عَمْرِو بْنِ الضَّحَّاكِ،
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا
معاوية بْن هشام، عَنْ سفيان، عَنْ أَبِي إِسْحَاق، عَنِ
الأسود بْن يَزِيدَ:
أن عَبْد اللَّهِ بْن ربيعة كان يؤم أصحابه في التطوع في
سوى رمضان.
هكذا رواه أَبُو موسى، وقد ذكره ابن أَبِي عاصم في الآحاد،
عَنْ أَبِي بكر بْن أَبِي شيبة، وذكر له هذا الحديث وقال:
قال أَبُو بكر: وله حديث مسند لم يقع لي.
2935- عبد الله بن ربيعة النميري
(ع س) عَبْد اللَّهِ بْن ربيعة النميري، أَبُو يزيد. ذكره
الحضرمي في الوحدان.
روى عفيف بْن سالم، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْد اللَّهِ بْن
ربيعة النميري، عَنْ أبيه: أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعث إِلَى أهل قريتين بكتابين يدعوهم
إِلَى الإسلام، فترب [2] أحد الكتابين ولم يترب الآخر،
فأسلم أهل القرية التي ترب كتابهم.
أخرجه أَبُو موسى وأبو نعيم.
__________
[1] ينظر ترجمة ربيعة: 2/ 210. والحديث رواه أحمد في
مسندة، عن عم أبى حرة الرقائى: 5/ 43، 43.
[2] اختلف في المقصود بترتيب الكتاب، والمعتمد مما قيل في
ذلك هو أن المراد بتتريب الكتاب ذو التراب عليه ليجف، وانه
ورد في ذلك حديث ذكره الترمذي عَنْ جابر أن رَسُول اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم قال: «إذا كتب أحدكم كتابا
فليتربه، فإنه أنجح الحاجة» وقال الترمذي: هذا حديث منكر،
ذلك أن في سنده حمزه بن أبى حمزه النصيبي، وهو متروك متهم
بالوضع، كما روى ابن ماجة في كتاب الأدب عن جابر: «تربوا
صفحكم، أنجح لها، إن التراب مبارك» وفي سنده أبو أحمد
الدمشقيّ، وهو مجهول. ينظر تحفة الأحوذي: 7/ 494. وابن
ماجة، كتاب الأدب، الحديث 3774، 2/ 1240.
(3/127)
2936- عَبْد اللَّه بْن أبى ربيعة الثقفي
(د ع) عَبْد اللَّهِ بْن أَبِي ربيعة الثقفي، والد سفيان،
روى عنه ابنه سفيان، وفي حديثه نظر.
روى حميد بْن الأسود، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن سفيان
بْن عَبْد اللَّهِ الثقفي، عَنْ أبيه أن النبي صلى الله
عليه وسلم قال: «المتشبع بما لم [1] يعط كلابس ثوبي زور» .
أخرجه ابن منده وأبو نعيم.
2937- عبد الله بن أبى ربيعة
(ب د ع) عَبْد اللَّهِ بْن أَبِي ربيعة بْن المغيرة بْن
عَبْد اللَّهِ بْن عمر [2] بْن مخزوم القرشي المخزومي،
وأمه ثقفية. وقيل: أمه وأم أخيه عياش بْن أَبِي ربيعة:
أسماء بنت مخربة [3] من بني مخزوم وقيل من بنى فهشل بْن
دارم والله أعلم وهو والد عمر بْن عَبْد اللَّهِ بْن أَبِي
ربيعة الشاعر المشهور يكنى أبا عبد الرحمن وكان اسمه في
الجاهلية بحيرا [4] فسماه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَبْد اللَّهِ، وله يقول ابن الزبعري:
بحير بْن ذي الرمحين قرب مجلسي ... وراح علينا فضله غير
عاتم [5]
واسم أَبِي ربيعة عمرو، وقيل: حذيفة. وقيل: اسمه كنيته.
والأكثر يقوله: عمرو.
وقال هشام بْن الكلبي: اسمه عمرو، واسم أخيه أَبِي أمية:
حذيفة.
وكان أَبُو ربيعة يقال له: ذو الرمحين. وكان من أشراف قريش
في الجاهلية، وأسلم يَوْم الفتح، وكان من أحسن الناس
وجهًا، وهو الذي أرسلته قريش مع عمرو بْن العاص إِلَى
النجاشي في طلب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين
كانوا بالحبشة، وقيل غيره، وقيل: إنه هو الّذي
__________
[1] في المطبوعة: بما لا يعط. والحديث أخرجه البخاري في
كتاب النكاح: 7/ 45، ومسلم في كتاب اللباس: 6/ 169.
والمعنى: أن المتزين والمتجمل بما ليس عنده ليرى الناس أن
عنده الكثير، والحقيقة أنه ليس عنده شيء، مثل هذا المرء
كمثل من يزور على الناس فيلبس لباس ذوى التقشف، ويظهر ترى
أهل الصلاح، وليس منهم.
[2] يتردد في المطبوعة: عمرو بن مخزوم. وصوابه عمر.
[3] في الأصل والمطبوعة: مخرمة. والمثبت عن القاموس.
[4] في المطبوعة بجيرا. بالجيم، وقد سبق في حرف الباء مع
الحاء، هذا وقد ضبط في الإصابة: بالباء الموحدة والجيم
مصفرا، وهو سهو من الحافظ، فقد سبق أن ضبطه على الصواب في
حرف الباء. وينظر الشعر والشعراء لابن قتيبة، في ترجمة ابن
عمر بن أبى ربيعة: 2/ 553.
[5] البيت في كتاب نسب قريش: 317. وفيه يروى: يروج علينا
ومعنى غير عاتم: غير مبطئ.
(3/128)
استجار بأم هانئ يَوْم الفتح، وكان مع
الحارث بْن هشام، فأراد علي قتلهما، فمنعته منهما وأتت
النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأخبرته
بذلك، فقال: «قد أجرنا من أجرت [1] » . وولاه رَسُول
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الجند [2] من
اليمن ومخاليفها، ولم يزل واليًا عليها حتى قتل عمر رضي
اللَّه عنه، وكان عمر قد أضاف إليه صنعاء، ثم ولي عثمان
الخلافة، رضي اللَّه عنه، فولاه ذلك أيضًا، فلما حصر عثمان
جاء لينصره فسقط عَنْ راحلته بقرب مكة فمات.
يعد في أهل المدينة، ومخرج حديثه عنهم.
أَخْبَرَنَا أبو القاسم يعيش بن صدقة بن علي الفقيه
الشافعي، بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَبِي عبد الرحمن النسائي:
حدثنا عمرو بْن عَلِيٍّ، حدثنا عبد الرحمن، عَنْ سفيان،
عَنْ إِسْمَاعِيل بْن إِبْرَاهِيم بْن عَبْد اللَّهِ بْن
أَبِي ربيعة، عَنْ أبيه، عَنْ جده عَبْد اللَّهِ قال:
«استقرض مني رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ أربعين ألفا، فجاءه مال فدفعه إلي، وقال: «بارك
اللَّه في أهلك ومالك، إنما جزاء السلف الأداء والحمد [3]
» . أخرجه الثلاثة.
2938- عبد الله بن ربيعة السلمي
(ب د ع) عَبْد اللَّهِ بْن ربيعة السلمي. كوفي.
روى عنه عبد الرحمن بْن أَبِي ليلى. قال الحكم وشعبة: له
صحبة. وغيرهما يمنع صحبته ويقول: حديثه مرسل.
وقال علي بْن المديني: عَبْد اللَّهِ بْن ربيعة السلمي، له
صحبة، وهو خال عمرو بْن عتبة بْن فرقد السلمي، وهو من
أعمام مَنْصُور بْن المعتمر، لأن منصورًا هو ابن المعتمر
بْن عتاب بْن ربيعة. وروى شعبة، عن الحكم، عَنْ عبد الرحمن
بْن أَبِي ليلى قال: سمعت عَبْد اللَّهِ بْن ربيعة يقول:
«كان رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في
سفر، فسمع مؤذنًا يقول: أشهد أن لا إله إلا اللَّه. فقال
النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أشهد أن لا
إله إلا الله. فقال: أشهد أن محمدا رسول الله. فقال
النَّبِيّ صلى الله عَلَيْهِ وسلم: أشهد أن محمدا رَسُول
اللَّهِ. فقال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ: تجدونه راعي غنم أو عازبًا عن أهله. فلما
__________
[1] الحديث رواه البخاري في كتاب الصلاة: 1/ 100، وأحمد في
مسندة: 6/ 341، 343، 423، 425،
[2] الجند- بفتحتين: ولاية باليمن.
[3] سنن النسائي، كتاب البيوع: 97.
(3/129)
هبطوا الوادي فإذا هو راعي غنم، وَإِذا شاة
ميتة، فقال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ: أترون هذه هينة عَلَى أهلها؟ فو الله للدنيا
أهون عَلَى اللَّه من هذه الشاة عَلَى أهلها» [1] . وقد
روى عنه عمرو بْن ميمون، ومالك بْن الحارث، وعلي بْن
الأقمر وغيرهم.
أخرجه الثلاثة.
ربيعة: بضم الراء، وفتح الباء الموحدة، وتشديد الياء تحتها
نقطتان، فلهذا أخرناه عن ربيعة بفتح الراء.
2939- عبد الله بن رزق
(د ع) عَبْد اللَّهِ بْن رزق المخزومي. ذكر في الصحابة،
ولا يعرف له صحبة ولا رؤية.
روى عمران بْن أَبِي أَنَسٍ، عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن رزق
المخزومي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «للَّه
عز وجل خيرتان من خلقه، فخيرته من العرب قريش، وخيرته من
العجم الفرس» . أخرجه ابن منده وأبو نعيم.
2940- عبد الله بن رفاعة
(د ع) عَبْد اللَّهِ بْن رفاعة بْن رافع الزرقي. قد تقدم
نسبه عند ذكر أبيه [2] ، ذكره الحسن بْن سفيان في الوحدان،
ووافقه بعض المتأخرين.
أَخْبَرَنَا أَبُو ياسر بْن أبي حبة، بإسناده عن عبد الله
بن أحمد، حدثني أبي، حدثنا مروان ابن معاوية الفزاري، عَنْ
عبد الواحد بْن أيمن المكي، عَنْ عبيد اللَّه بْن عَبْد
اللَّهِ بْن رفاعة الزرقي، عَنْ أبيه- وقال: قال الفزاري
مرة: عَنِ ابن رفاعة الزرقي، عَنْ أبيه قال أَبِي: وقال
غير الفزاري: ابن عبيد [3] بْن رفاعة الزرقي قال: لما كان
يَوْم أحد، وانكفأ المشركون قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «استووا حتى أثني عَلَى ربي،
فصاروا خلفه صفوفًا، فقال: اللَّهمّ لك الحمد كله، لا قابض
لما بسطت، ولا باسط، لما قبضت» ... وذكر الحديث.
أخرجه ابن منده وَأَبُو نعيم، وقال ابن منده: في إسناد
حديثه نظر.
2941- عبد الله بن رواحة
(ب د ع) عَبْد اللَّهِ بْن رواحة بن ثعلبة بْن امرئ القيس
بْن عمرو بْن امرئ القيس الأكبر ابن مالك الأغر بْن ثعلبة
بْن كعب بْن الخزرج بْن الحارث بْن الخزرج الأنصاري
الخزرجي،
__________
[1] الحديث رواه أحمد في مسندة: 4/ 336.
[2] تقدم في: 2/ 225.
[3] في مسند أحمد 3/ 424: وقال غير الفزاري: عبيد بن رفاعة
...
(3/130)
ثم من بني الحارث، يكنى أبا مُحَمَّد،
وقيل: أَبُو رواحة. وقيل: أَبُو عمرو وأمه كبشة بنت واقد
بْن عمرو بْن الإطنابة، من بني الحارث بْن الخزرج أيضًا.
وكان ممن شهد العقبة [1] ، وكان نقيب بْن الحارث بْن
الخزرج. وشهد بدرًا، وأحدًا، والخندق، والحديبية، وخيبر،
وعمرة القضاء، والمشاهد كلها مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلا الفتح وما بعده، فإنه كان
قد قتل قبله. وهو أحد الأمراء في غزوة مؤتة، وهو خال
النعمان بْن بشير.
روى حماد بْن زيد، عَنْ ثابت، عَنْ عبد الرحمن بْن أَبِي
ليلى: أن عَبْد اللَّهِ بْن رواحة أتى النَّبِيّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو يخطب، فسمعه يقول: اجلسوا.
فجلس مكانه خارجًا من المسجد حتى فرغ النَّبِيّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من خطبته، فبلغ ذلك النَّبِيّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال له: «زادك اللَّه
حرصًا عَلَى طواعية اللَّه وطواعية رسوله» . وكان عَبْد
اللَّهِ أول خارج إِلَى الغزو وآخر قافل. وكان من الشعراء
الذين يناضلون عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن شعره
في النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
إني تفرست فيك الخير أعرفه ... والله يعلم أن ما خانني
البصر [2]
أنت النَّبِيّ ومن يحرم شفاعته ... يوم الحساب فقد أزرى به
القدر
فثبت اللَّه ما آتاك من حسن ... تثبيت موسى ونصرًا كالذي
نصروا
فقال النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وأنت،
فثبتك اللَّه يا ابن رواحة. قال هشام بْن عروة: فثبته
اللَّه أحسن الثبات، فقتل شهيدًا، وفتحت له أبواب الجنة،
فدخلها شهيدا.
قال أَبُو الدرداء: أعوذ باللَّه أن يأتي علي يَوْم، لا
أذكر فيه عَبْد اللَّهِ بْن رواحة، كان إذا لقيني مقبلًا
ضرب بين ثديي، وَإِذا لقيني مدبرًا ضرب بين كتفي. ثم يقول:
يا عويمر، اجلس فلنؤمن ساعة. فنجلس، فنذكر اللَّه ما شاء،
ثم يقول: يا عويمر، هذه مجالس الإيمان.
أَخْبَرَنَا عبيد الله بن أحمد بن علي بإسناده إلى يونس بن
بكير، عن ابن إسحاق، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي
بَكْرِ بْنِ حزم قال: سار عَبْد اللَّهِ بْن رواحة- يعني
إِلَى مؤتة- وكان زيد بْن أرقم يتيمًا في حجره، فحمله في
حقيبة رحله، وحرج به غازيا إلى مؤتة، فسمعه زيد من الليل
وهو يتمثل أبياته التي قال [3] :
__________
[1] سيرة ابن هشام: 1/ 443.
[2] ذكر البيتان الأول والثالث في طبقات ابن مسعد: 3/ 2/
81، وفيه يروى عجز الأول:
فراسة خالفتهم ... في الّذي نظروا
[3] الأبيات في سيرة ابن هشام: 2/ 376، 377.
(3/131)
إذا أدنيتني [1] وحملت رحلي ... مسيرة أربع
بعد الحساء
فشأنك فانعمي [2] وخلاك ذم ... ولا أرجع إِلَى أهلي ورائي
وجاء المؤمنون وغادروني ... بأرض الشام مشهور [3] الثواء
وردك كل ذي نسب قريب ... إلى الرحمن منقطع الإخاء
هنالك لا أبالي طلع بعل [4] ... ولا نخل أسافلها رواء
فلما سمعه زيد بكى، فخفقه بالدرة وقال: ما عليك يا لكع أن
يرزقني اللَّه الشهادة وترجع بين شعبتي [5] الرحل! ولزيد
يقول عَبْد اللَّهِ بْن رواحة:
يا زيد زيد اليعملات الذبل [6] ... تطاول الليل هديت فانزل
يعني: انزل فسق بالقوم.
قال: وحدثنا ابن إِسْحَاق، حدثني مُحَمَّد بْن جَعْفَر بْن
الزبير، عَنْ عروة بْن الزبير قَالَ: أمر رَسُول اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الناس يَوْم مؤتة
زيد بْن حارثة، فإن أصيب فجعفر بْن أَبِي طالب، فإن أصيب
جَعْفَر فعبد اللَّه بْن رواحة، فإن أصيب عَبْد اللَّهِ
فليرتض المسلمون رجلًا فليجعلوه عليهم.
فتجهز الناس وتهيئوا للخروج، فودع الناس أمراء رَسُول
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وسلموا عليهم،
فلما ودع.
الناس أمراء رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ وسلموا عليهم، وودعوا عَبْد اللَّهِ بْن رواحة
بكى. قَالُوا: ما يبكيك يا ابن رواحة؟ فقال: أما والله ما
بي حب الدنيا ولا صبابة إليها، ولكني سمعت رَسُول اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقرأ: وَإِنْ مِنْكُمْ
إِلَّا وارِدُها كانَ عَلى رَبِّكَ حَتْماً مَقْضِيًّا 19:
71 [7] فلست أدري كيف لي بالصدر بعد الورود؟ فقال
المسلمون: صحبكم اللَّه وردكم إلينا صالحين ودفع [8] عنكم.
فقال ابن رواحة:
__________
[1] في السيرة: إذا أديتنى. والحساء: موضع
[2] في السيرة: فشأنك أنعم. يريد أنه لا يكلفها سفرا بعد
ذلك، وإنما تنعم مطلقة، لعزمه على الموت في سبيل الله ولا
أرجع: دعاء، فهو يدعو على نفسه أن يستشهد في سبيل الله.
[3] في السيرة: مشتهى الثواء. والثواء: موضع.
[4] البعل: الّذي يشرب بعروقه من الأرض. والبيت في اللسان
وتاج العروس، مادة بعل، وروايته فيهما:
هنالك لا أبالى نخل بعل ... ولا سقى وإن عظم الإناء
[5] شعبتا الرحل: طرفاه المقدم والمؤخر.
[6] اليعملة: الناقة السريعة. والذيل: التي أضعفها السير.
[7] مريم: 71
[8] في المطبوعة: ورفع إليكم. وفي الأصل: ودفع إليكم.
والمثبت عن سيرة ابن هشام: 2/ 374، ومعنى دفع عنكم:
أبعد عنكم الشر.
(3/132)
لكنني أسأل الرحمن مغفرة ... وضربه ذات [1]
فرغ يقذف الزّبد
أو طعنة بيدي حران مجهزة ... بحربة تنفذ الأحشاء والكبدا
[2]
حتى يقولوا إذا مروا عَلَى جدثي ... يا أرشد اللَّه من غاز
وقد رشدا [3]
ثم أتى عَبْد اللَّهِ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فودعه، ثم خرج القوم حتى نزلوا «معان
[4] » فبلغهم أن هرقل نزل بمآب في مائة ألف من الروم ومائة
ألف من المستعربة ... فأقاموا بمعان يومين، وقالوا:
نبعث إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ فنخبره بكثرة عدونا، فإما أن يمدنا، وَإِما أن
يأمرنا أمرًا. فشجعهم عَبْد اللَّهِ بْن رواحة، فساروا وهم
ثلاثة آلاف حتى لحقوا جموع الروم بقرية من قرى البلقاء،
يقال لها: مشارف [5] . ثم انحاز المسلمون إِلَى مؤتة.
وروى عبد السلام بْن النعمان بْن بشير: أن جَعْفَر بْن
أَبِي طالب حين قتل دعا الناس عبد الله ابن رواحة، وهو في
جانب العسكر، فتقدم فقاتل، وقال يخاطب نفسه:
يا نفس إلا تقتلي تموتي ... هذا حياض [6] الموت قد صليت
وما تمنيت فقد لقيت [7] ... إن تفعلي فعلهما هديت
وإن تأخّرت فقد شقيت
يعني زيدًا وجعفرًا. ثم قال: يا نفس إِلَى أي شيء تتوقين؟
إِلَى فلانة- امرأته- فهي طالق.
وإلى فلان وفلان- علمان له- فهم أحرار، وَإِلى معجف- حائط
له- فهو للَّه ولرسوله.
ثم قال:
يا نفس مالك تكرهين الجنة ... أقسم باللَّه لتنزلنه
طائعة أو لتكرهنه ... فطالما قد كنت مطمئنة.
__________
[1] في الأصل والمطبوعة: ذات فرع. بالعين. وفي شرح السيرة
للخشى 353: ذات فرغ: يعنى ذات سعة. والزيد هنا رغوة الدم.
[2] مجهزة: سريعة القتل. وتنفذ الأحشاء: تخترقها.
[3] الجدث: القبر. وفي السيرة: أرشده الله ...
[4] معان: مدينة في طرف بادية الشام، تلقاء الحجاز، من
نواحي البلقاء. وكذلك مآب.
[5] في الأصل والمطبوعة: شراف. وهو خطأ، ينظر سيرة ابن
هشام: 2/ 377، ومعجم ما استعجم: 4/ 1172، ومراصد الاطلاع:
1273.
[6] في السيرة 2/ 379: هذا حمام الموت.
[7] في السيرة: فقد أعطيت..
(3/133)
هل أنت إلا نطفة في شنه ... قد أجلب الناس
وشدوا الرنة [1]
وروى مصعب بْن شيبة قال: لما نزل ابن رواحة للقتال طعن،
فاستقبل الدم بيده فدلك به وجهه، ثم صرع بين الصفين فجعل
يقول: يا معشر المسلمين، ذبوا عَنْ لحم أخيكم. فجعل
المسلمون يحملون حتى يحوزوه، فلم يزالوا كذلك حتى مات
مكانه.
قال يونس بْن بكير: حدثنا ابن إِسْحَاق قال: لما أصيب
القوم قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- فيما
بلغني-: «أخذ زيد بْن حارثة الراية فقاتل بها حتى قتل
شهيدًا، ثم أخذها جعفر بن أبي طالب فقاتل حتى قتل شهيدا.
ثم صمت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
حتى تغيرت وجوه الأنصار، وظنوا أَنَّهُ قد كان في عَبْد
اللَّهِ بْن رواحة ما يكرهون، فقال: ثم أخذها عَبْد
اللَّهِ بْن رواحة فقاتل حتى قتل شهيدًا، ثم لقد رفعوا لي
في الجنة [فيما يرى النائم] [2] عَلَى سرر من ذهب، فرأيت
في سرير عَبْد اللَّهِ بْن رواحة ازورارًا [3] عَنْ سريري
صاحبيه، فقلت: عم هذا؟ فقيل لي: مضيا، وتردد عَبْد اللَّهِ
بعض التردد، ثم مضى فقتل» . ولم يعقب. وكانت مؤتة في جمادى
سنة ثمان.
أخرجه الثلاثه.
2942- عبد الله بن رياب
(ب) عَبْد اللَّهِ بْن رياب. روى عَنِ النَّبِيّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وحديثه مرسل، رواه معمر، عَنْ
كثير بْن سويد، عنه.
قاله أبو عمر.
2943- عبد الله بن زائدة
(ب د ع) عَبْد اللَّهِ بْن زائدة بْن الأصم، وهو المعروف
بابن أم مكتوم. هكذا سماه قتادة، وقال غيره: عَبْد اللَّهِ
بْن قيس بْن زائدة، وقيل غير ذلك، ويرد في موضعه، إن شاء
الله تعالى أخرجه الثلاثة.
__________
[1] الرجز في سيرة ابن هشام: 2/ 379، وطبقات ابن سعد: 3/
2/ 82 مع اختلاف غير يسير.
والشنة: القربة القديمة، والنطفة الماء القليل الصافي.
وأجلب القوم: صاحوا واجتمعوا، والرنة: صوت فيه ترجيع شبه
البكاء (ينظر شرح السيرة للخشى: 356) .
[2] عن سيرة ابن هشام: 2/ 380.
[3] ازورارا: ميلا وعوجا.
(3/134)
2944- عبد الله بن الزبعري
(ب د ع) عَبْد اللَّهِ بْن الزبعري بْن قيس بْن عدي بْن
سعد بْن سهم بْن عَمْرو بْن هصيص القرشي السهمي الشاعر،
أمه عاتكة بنت عَبْد اللَّهِ بْن عمير [1] بْن أهيب بْن
حذافة بْن جمح.
وكان من أشد الناس عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الجاهلية وعلى أصحابه بلسانه ونفسه،
وكان يناضل عَنْ قريش ويهاجي المسلمين، وكان من أشعر قريش،
قال الزبير: كذلك تقول رواة قريش: إنه كان أشعرهم في
الجاهلية، وأما ما سقط إلينا من شعره وشعر ضرار بْن
الخطاب، فضرار عندي أشعر منه وأقل سقطًا.
ثم أسلم عَبْد اللَّهِ بعد الفتح وحسن إسلامه، قَالَ يونس
بْن بكير عَنِ ابن إِسْحَاق: لما فتح رَسُول اللَّهِ صلى
اللَّه عَلَيْهِ وسلم وَسَلَّمَ مكة هرب هبيرة بْن أَبِي
وهب وعبد اللَّه بْن الزبعري إِلَى نجران، فقال حسان بْن
ثابت في ابن الزبعري وهو بنجران:
لا تعد من رجلًا أحلك بغضه ... نجران في عيش أجد لئيم [2]
فلما سمع ذلك ابن الزبعري رجع إلى رسول الله صلى الله عليه
وسلم فأسلم وقال حين أسلم:
يا رسول المليك إن لساني ... راتق ما فتقت إذ أنا بور [3]
إذ أجاري [4] الشيطان في سنن ... الغي ومن مال ميله [5]
مثبور
آمن اللحم والعظام بما قلت ... فنفسي الشهيد أنت النذير
[6]
إن ما جئتنا به حق صدق ... ساطع نوره مضيء منير
جئتنا باليقين والبر والصدق ... وفي الصدق واليقين سرور
أذهب اللَّه ضلة الجهل عنّا ... وأتانا الرّخاء والميسور
__________
[1] في الأصل: عمر بن وهب. وفي المطبوعة: عمرو بن وهب.
والمثبت عن كتاب نسب قريش: 402. فليس من ولد وهب من يدعى
عمرا أو عمر، وإنما ذلك في ولد أهيب، ينظر أيضا في المرجع
نفسه: 397.
[2] سيرة ابن هشام: 2/ 418، والمغازي للواقدي: 847.
والأجد: المنقطع. وقد روى أيضا: أحذ، بالحاء والذال، وهو
بمعناه. ينظر شرح السيرة للخشنى: 373.
[3] الراتق: الساد، تقول: رتقت الشيء، إذا سددته، والبور:
الهالك. وفي الأصل: إذا يغرو.
[4] في السيرة 2/ 419: إذا أبارى.
[5] في المطبوعة: ومن ماله مثله. ومثبور: هالك.
[6] في السيرة:
آمن اللحم والعظام لربي ... ثم قلبي الشهيد أنت النذير
(3/135)
في أبيات له، وقال أيضًا [1] :
منع الرقاد بلابل وهموم ... والليل معتلج الرواق بهيم [2]
مما أتاني أن أحمد لامني ... فيه فبت كأنني محموم
يا خير من حملت عَلَى أوصالها ... عيرانة سرح اليدين غشوم
[3]
إني لمعتذر إليك من التي ... أسديت إذ أنا في الضلال أهيم
[4]
أيام تأمرني بأغوى خطة ... سهم وتأمرني بها مخزوم
وأمد أسباب الهوى [5] ويقودني ... أمر الغواة وأمرهم مشئوم
فاليوم آمن بالنبي مُحَمَّد ... قلبي ومخطئ هذه محروم
مضت العداوة وانقضت أسبابها ... وأتت أواصر بيننا وحلوم
[6]
فاغفر فدى لك والداي كلاهما ... وارحم فإنك راحم مرحوم
وعليك من سمة [7] المليك علامة ... نور أغر وخاتم مختوم
أعطاك بعد محبة برهانه ... شرفًا وبرهان الإله عظيم
قد انقرض ولد ابن الزّبعرى.
أخرجه الثلاثة.
2945- عبد الله بن زبيب
(د ع) عَبْد اللَّهِ بْن زبيب الجندي. ذكر في الصحابة ولا
يصح، وروى حديثه عبد الرزاق عَنْ كثير بْن عطاء الجندي
قال: حدثني عَبْد اللَّهِ بْن زبيب الجندي قال: قال رسول
الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ: «يا أبا الْوَلِيد، يا
عبادة بْن الصامت، إذا رأيت الصدقة كتمت، واستؤثر [8]
عَلَى الغزو،
__________
[1] الأبيات في السيرة: 2/ 419.
[2] البلابل: الوساوس المختلطة والأحزان، ومعتلج: مضطرب
يركب بعضه بعضا. والبهيم: الّذي لا ضياء فيه.
[3] العيرانة: كافة تشبه العير- وهو حمار الوحش- في شدته
ونشاطه، وسرح اليدين، أي: خفيفة اليدين. وغشوم:
ظلوم، يعنى أن مشيها فيه خفاء. ويروى: رسوم. والمعنى: أنها
ترسم الأرض وتؤثر فيها من شدة وطنها.
[4] أسديت: صنعت. وفي السيرة: من الّذي أسديت.
[5] في السيرة: أسباب الردى.
[6] الأواصر: قرابة الرحم بين الناس.
[7] في السيرة: ن علم.
[8] في الإصابة: واستؤجر.
(3/136)
وخرب العامر وعمر الخراب، ورأيت الرجل
يتمرس [1] بأمانته كما يتمرس البعير بالشجرة، فإنك والساعة
كهاتين» - وأشار بإصبعيه السبابة والتي تليها. أخرجه ابن
منده وَأَبُو نعيم.
زبيب: بضم الزاي، وبباءين موحدتين، بينهما ياء تحتها
نقطتان والجندي: بفتح الجيم والنون.
2946- عبد الله بن الزبير
(ب) عَبْد اللَّهِ بْن الزبير بْن عبد المطلب بن هاشم بن
عبد مناف القرشي الهاشمي، ابن عم النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأمه عاتكة بنت أَبِي وهب بْن عَمْرو
بْن عائذ بْن عمران بْن مخزوم. لا عقب له، وهو أخو ضباعة
بنت الزبير، وكان الزبير أخا عَبْد اللَّهِ أَبَى رَسُولُ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأخا أَبِي
طالب لأبيهما وأمهما.
وشهد عَبْد اللَّهِ قتال الروم فِي خلافة أَبِي بَكْر
الصديق رَضِيَ اللَّه عنه، وقتل يَوْم أجنادين شهيدا، ووجد
حوله عصبة من الروم قتلهم، ثم أثخنته الجراح فمات.
قال الواقدي: أول قتيل قتل من الروم يَوْم أجنادين
البطريق، الذي قتله عَبْد اللَّهِ بْن الزبير بْن عبد
المطلب. برز بطريق معلم، فبرز إليه عَبْد اللَّهِ بْن
الزبير، فقتله عَبْد اللَّهِ ولم يتعرض لسلبه.
ثم برز إليه آخر فبرز إليه عَبْد اللَّهِ بْن الزبير أيضًا
فاقتتلا بالرمحين، ثم صارا إِلَى السيفين، فحمل عليه عَبْد
اللَّهِ بْن الزبير فضربه وهو دارع عَلَى عاتقه، وقال:
خذها وأنا ابن عبد المطلب فقطع بسيفه الدرع وأسرع في
منكبه، ثم ولى الرومي منهزمًا. فعزم عليه عمرو بْن العاص
أن لا يبارز، فقال عَبْد اللَّهِ: إني والله ما أجدني أصبر
فلما اختلطت السيوف وأخذ بعضها من بعض، وجد في ربضة [2]
وحوله عشرة من الروم قتلى، وهو مقتول بينهم.
وَكَانَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
يقول: ابن عمي وحبي. وقيل: إنه كان يقول: ابن أمي. لا تحفظ
لَهُ رواية عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ. وكان عمره يَوْم توفي النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نحوًا من ثلاثين سنة.
أخرجه أَبُو عمر.
__________
[1] تمرس بالشيء: احتك به وتلاعب.
[2] الربضة- بكسر الراء: مقتل قوم قتلوا في بقعة واحدة
(النهاية) .
(3/137)
2947- عبد الله بن الزبير بن العوام
(ب د ع) عَبْد اللَّهِ بْن الزبير بْن العوام بْن خويلد
بْن أسد بْن عبد العزى بْن قصي بْن كلاب ابن مرة القرشي
الأسدي، أَبُو بكر. وله كنية أخرى: أَبُو خبيب- بالخاء
المعجمة المضمومة- وهو اسم أكبر أولاده- وقيل: كان يكنيه
بذلك من يعيبه [1] . وأمه أسماء بنت أَبِي بكر بْن أَبِي
قحافة ذات النطاقين وجدته لأبيه: صفية بنت عبد المطلب، عمة
رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وخديجة
بنت خويلد عمة أبيه الزبير بْن العوام بْن خويلد. وخالته
عائشة أم المؤمنين.
وهو أول مولود ولد في الإسلام بعد الهجرة للمهاجرين، فحنكه
رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بتمرة
لاكها في فيه، ثم حنكه بها، فكان ريق رَسُول اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أول شيء دخل جوفه،
وسماه عَبْد اللَّهِ، وكناه أبا بكر بجده أَبِي بكر الصديق
[وسماه باسمه [2]] ، قاله أَبُو عمر.
وهاجرت أمه إِلَى المدينة وهي حامل به، وقيل: حملت به بعد
ذلك وولدته بالمدينة على على رأس عشرين شهرا من الهجرة.
وقيل: ولد في السنة الأولى. ولما ولد كبر المسلمون وفرحوا
به كثيرًا، لأن اليهود كانوا يقولون: قد سحرناهم فلا يولد
لهم ولد. فكذبهم اللَّه سبحانه وتعالى.
وكان صوامًا قواما، طويل الصلاة، عظيم الشجاعة. وأحضره
أبوه الزبير عند رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ ليبايعه وعمره سبع سنين أو ثماني سنين، فَلَمَّا
رَآهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
مقبلًا تبسم، ثم بايعه.
وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث، وعن أبيه، وعن
عمر، وعثمان، وغيرهما. روى عنه أخوه عروة وابناه: عامر
وعباد، وعبيدة السلماني، وعطاء بْن أَبِي رباح، والشعبي
وغيرهم.
أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْقَاسِمُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ
الحسن الدمشقي كتابة، أَخْبَرَنَا والدي، أَخْبَرَنَا
أَبُو الحسين بْن أَبِي يعلى، وَأَبُو غالب وَأَبُو عَبْد
اللَّهِ ابنا البناء، أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَر،
أَخْبَرَنَا أَبُو طاهر المخلص، أَخْبَرَنَا أحمد بْن
سليمان، حدثنا الزبير بْن أَبِي بكر قال: حدثني عَبْد
الْمَلِكِ بْن عبد العزيز، عَنْ خاله يوسف بْن الماجشون،
عَنِ الثقة بسنده قال: قسم عَبْد اللَّهِ بْن الزبير الدهر
عَلَى ثلاث ليال: فليلة هو قائم حتى الصباح، وليلة هو راكع
حتى الصباح، وليلة هو ساجد حتى الصباح.
قال: وحدثنا الزبير قال: وحدثني سليمان بْن حرب، عَنْ
يَزِيدَ بْنِ إِبْرَاهِيم التستري، عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن
سَعِيد، عَنْ مسلم بْن يناق المكي قال: ركع ابن الزبير
يومًا ركعة، فقرأت البقرة، وآل عمران، والنساء، والمائدة،
وما رفع رأسه.
__________
[1] كذا في المطبوعة. وفي الأصل مكان الباء نون، ولا يوجد
فقط على الباء.
[2] مكانه في الأصل والمطبوعة: واسمه. والمثبت عن
الاستيعاب: 905.
(3/138)
وروى هشيم، عَنْ مغيرة، عَنْ قطن بْن عَبْد
اللَّهِ قال: رأيت ابن الزبير يواصل من الجمعة إِلَى
الجمعة فإذا كان عند إفطاره من الليلة المقبلة يدعو بقدح،
ثم يدعو بقعب من سنن، ثم يأمر فيحلب عليه، ثم يدعو بشيء من
صبر فيذره عليه، ثم يشربه، فأما اللبن فيعصمه، وأما السمن
فيقطع عنه العطش، وأما الصبر فيفتح أمعاءه.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَضْلِ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ
الطَّبَرِيُّ بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَبِي يَعْلَى
الْمَوْصِلِيِّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو خيثمة، حدثنا يحيى
بْن سَعِيد، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عجلان، عن عامر بن عبد
الله بن الزبير، عن أبيه قال:
كان رسول الله صلى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذا قعد في
التشهد قال هكذا [1]- وضع يحيى يده اليمنى عَلَى فخذه
اليمنى، واليسرى عَلَى فخذه اليسرى- وأشار بالسبابة معًا
ولم يجاوز بصره إشارته [2] .
وغزا عَبْد اللَّهِ بْن الزبير إفريقية مع عَبْدُ اللَّهِ
بْنُ سَعْدِ بْنِ أَبِي سَرْحٍ، فأتاهم جرجير ملك إفريقية
في مائة ألف وعشرين ألفًا، وكان المسلمون في عشرين ألفًا،
فسقط في أيديهم، فنظر عَبْد اللَّهِ فرأى جرجير وقد خرج من
عسكره، فأخذ معه جماعة من المسلمين وقصده فقتله، ثم ثم كان
الفتح عَلَى يده [3] .
وشهد الجمل مع أبيه الزبير مقاتلًا لعلي، فكان علي يقول:
ما زال الزبير منا أهل البيت حتى نشأ له عَبْد اللَّهِ [4]
وامتنع من بيعة يزيد بْن معاوية بعد موت أبيه معاوية،
فأرسل إليه يزيد مسلم بْن عقبة المري فحصر المدينة، وأوقع
بأهلها وقعة الحرة المشهورة. ثم سار إِلَى مكة ليقاتل ابن
الزبير، فمات في الطريق، فاستخلف الحصين بْن نمير السكوني
عَلَى الجيش، فصار الحصين وحصر ابن الزبير بمكة لأربع بقين
من المحرم من سنة أربع وستين، فأقام عليه محاصرًا، وفي هذا
الحصر احترقت الكعبة، واحترق فيها قرنا الكبش الذي فدي به
إِسْمَاعِيل بْن إِبْرَاهِيم الخليل صلى اللَّه عليهما
وسلم، ودام الحصر إِلَى أن مات يزيد، منتصف ربيع الأول من
السنة، فدعاه الحصين ليبايعه ويخرج معه إِلَى الشام، ويهدر
الدماء التي بينهما ممن قتل بمكة والمدينة في وقعة الحرة،
فلم يجبه ابن الزبير وقال: لا أهدر الدماء. فقال الحصين:
قبح اللَّه من يعدك داهيًا أو أريبًا، أدعوك إلى الخلافة
وتدعونني إلى القتل!!.
__________
[1] قال هكذا: يعنى أشار هكذا.
[2] الحديث رواه أحمد في المسند، عن يحيى بن سعيد بإسناده،
نحوه: 4/ 3.
[3] ينظر كتاب نسب قريش: 237.
[4] نهج البلاغة: 424، بتحقيقنا.
(3/139)
وبويع عَبْد اللَّهِ بْن الزبير بالخلافة
بعد موت يزيد، وأطاعه أهل الحجاز، واليمن، والعراق،
وخراسان، وجدد عمارة الكعبة، وأدخل فيها الحجر، فلما قتل
ابن الزبير أمر عَبْد الْمَلِكِ بْن مروان أن تعاد عمارة
الكعبة إِلَى ما كانت أولًا، ويخرج الحجر منها. ففعل ذلك
فهي هذه العمارة الباقية.
وبقي ابن الزبير خليفة إِلَى أن ولي عَبْد الْمَلِكِ بْن
مروان بعد أبيه، فلما استقام له الشام ومصر جهز العساكر،
فسار إِلَى العراق فقتل مصعب بْن الزبير، وسير الحجاج بْن
يوسف إِلَى الحجاز، فحصر عَبْد اللَّهِ بْن الزبير بمكة،
أول ليلة من ذي الحجة سنة اثنتين وسبعين، وحج بالناس
الحجاج ولم يطف بالبيت ولا بين الصفا والمروة، ونصب
منجنيقًا عَلَى جبل أَبِي قبيس فكان يرمي الحجارة إِلَى
المسجد، ولم يزل يحاصره إِلَى أن قتل في النصف من جمادى
الآخرة، من سنة ثلاث وسبعين.
قال عروة بْن الزبير: لما اشتد الحصر عَلَى عَبْد اللَّهِ
قبل قتله بعشرة أيام، دخل عَلَى أمه أسماء وهي شاكية، فقال
لها: إن في الموت لراحة. فقالت له: لعلك تمنيته لي، ما أحب
أن أموت حتى يأتي علي أحد طرفيك، إما قتلت فأحتسبك، وَإِما
ظفرت بعدوك فتقر عيني. فضحك.
فلما كان اليوم الذي قتل فيه دخل عليها فقالت له: يا بني،
لا تقبلن منهم خطة تخاف فيها على نفسك الذل مخافة القتل،
فو الله لضربة بسيف في عز خير من ضربة بسوطٍ في ذل. وخرج
عَلَى الناس وقاتلهم في المسجد، فكان لا يحمل عَلَى ناحية
إلا هزم من فيها من جند الشام، فأتاه حجر من ناحية الصفا،
فوقع بين عينيه، فنكس رأسه وهو يقول [1] :
ولسنا عَلَى الأعقاب تدمى كلومنا ... ولكن عَلَى أقدامنا
يقطر الدما
ثم اجتمعوا عليه فقتلوه. فلما قتلوه كبر أهل الشام، فقال
عَبْد اللَّهِ بْن عمر: المكبرون عليه يَوْم ولد، خير من
المكبرين عليه يَوْم قتل.
وقال يعلى بْن حرملة: دخلت مكة بعد ما قتل ابن الزبير،
فجاءت أمه امرأة طويلة عجوزًا مكفوفة البصر تقاد، فقالت
للحجاج: أما آن لهذا الراكب أن ينزل؟! فقال لها الحجاج:
المنافق؟ قالت: والله ما كان منافقًا، ولكنه كان صوامًا
قوامًا وصولًا. قال: انصرفي فإنك عجوز قد خرفت. فقالت: لا
والله ما خرفت، ولقد سمعت رَسُول اللَّهِ صَلَّى الله عليه
وسلم يقول: «يخرج من
__________
[1] البيت في خزانة الأدب، الشاهد 566، ويقول البغدادي:
«وهو من أبيات ثلاثة أوردها أبو تمام في الحماسة للحصين
ابن الحمام المري» وذكر الأبيات. ينظر الخزانة: 3/ 252/
255.
(3/140)
ثقيف كذاب ومبير [1] » أما الكذاب فقد
رأيناه، وأما المبير فأنت المبير. تغني بالكذاب المختار
ابن أَبِي عبيد.
وكان ابن الزبير كوسجًا [2] واجتاز به ابن عمر وهو مصلوب،
فوقف وقال: السلام عليك أبا خبيب. ودعا له ثم قال: أما
والله إن أمة أنت شرها لنعم الأمة. يعني إن أهل الشام
كانوا يسمونه ملحدًا ومنافقًا إلى غير ذلك.
2948- عبد الله بن زغب
(ب د ع) عَبْد اللَّهِ بْن زغب الإيادي. قال أَبُو زرعة
الدمشقي: له صحبة وقد خالفه غيره فقال: لا صحبة له [3] روى
عنه عبد الرحمن بن عائذ أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم
يقول: «من كذب علي متعمدا فليتبوَّأ مقعده من النار» .
وروى عنه ضمرة بْن حبيب أيضًا، وهو الذي يروي عَنِ
النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حديث قس بْن
ساعدة.
أخرجه الثلاثة.
زغب: بضم الزاي وسكون الغين المعجمة، وعائذ: بالياء تحتها
نقطتان، وبالذال المعجمة.
2949- عبد الله بن زمعة
(ب د ع) عَبْد اللَّهِ بْن زمعة بْن الأسود بْن المطلب بْن
أسد بن عبد العزى بْن قصي القرشي الأسدي. أمه قريبة [4]
بنت أَبِي أمية بْن المغيرة، أخت أم سلمة أم المؤمنين.
كان من أشراف قريش وكان يأذن عَلَى النَّبِيّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. روى عنه أَبُو بكر بْن عبد
الرحمن، وعروة بْن الزبير أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيم بْن
مُحَمَّد الفقيه وَإِسْمَاعِيل بْن عَلِيٍّ وغيرهما
قَالُوا بِإِسْنَادِهِمْ إِلَى أَبِي عِيسَى مُحَمَّدِ
بْنِ عِيسَى، حَدَّثَنَا هَارُونُ بْن إِسْحَاق
الْهَمْدَانِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ،
عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أبيه، عَنْ عَبْد
اللَّهِ بْن زمعة قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم
يومًا يذكر الناقة والذي عقرها فقال: انبعث لها رجل عارم
[5] عزيز مثل زمعة ثم ذكر النساء فقال: يجلد أحدكم امرأته
جلد
__________
[1] مسند أحمد: 6/ 351، 352.
[2] الكوسج: الّذي لحيته على ذقنه لا على العارضين.
[3] في التهذيب: 5/ 217: «روى عن عبد الله بن حوالة، وعنه
ضمرة بن حبيب»
[4] كتاب نسب قريش: 222.
[5] رجل عارم: صعب على من يرومه، كثير الشر. وعزيز: شديد
قوى ونص الترمذي: «انبعث لها رجل عارم عزيز منيع في رهطه
مثل أبى زمعة»
(3/141)
العبد، ولعله يضاجعها من آخر يومه. ثم
وعظهم في ضحكهم من الضرطة فقال: يضحك أحدكم مما يفعل» [1]
!. وأبو زمعة هو الأسود بْن المطلب، وقتل زمعة يَوْم بدر
كافرًا، وكان الأسود من المستهزءين الذين قال اللَّه تعالى
فيهم: إِنَّا كَفَيْناكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ 15: 95 [2] .
وقتل عَبْد اللَّهِ مع عثمان يَوْم الدار، قاله أَبُو أحمد
العسكري عَنْ أَبِي حسان الزيادي.
وكان لعبد اللَّه ابن اسمه يزيد، قتل يَوْم الحرة صبرًا،
قتله مسلم بْن عقبة المرّي [3] .
أخرجه الثلاثة.
2950- عبد الله بن زمل
(د ع) عَبْد اللَّهِ بْن زمل الجهني. روى مسلمة بْن عَبْد
اللَّهِ الجهني، عَنْ عمه أبى مشجّعة [4] ابن ربعي، عَنِ
ابن زمل الجهني قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا
صلى الصبح قال وهو ثان رجله:
«سبحان اللَّه وبحمده، استغفر اللَّه إن اللَّه كان
توابًا» سبعين مرة. وذكر حديث الرؤيا التي رآها ابن زمل.
أخرجه ابن منده وَأَبُو نعيم، وسمياه عَبْد اللَّهِ بْن
زمل. وقد أخرجه أَبُو نعيم: الضحاك بْن زمل. وكلاهما ليس
بصحيح، فإن عَبْد اللَّهِ تابعي، ويقال: ابن زامل. والضحاك
من أتباع التابعين. والصحيح: ابن زمل، غير مسمى، وهو غير
عَبْد الله والضحاك، والله أعلم.
2951- عبد الله بن زهير
(س) عَبْد اللَّهِ بْن زهير. أورده العسكري في الأفراد،
ذكره أبو بكر بن أبي علي بِإِسْنَادِهِ عَنْ حماد بْن
سلمة، عَنْ عطاء بْن السائب، عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن
زُهَيْرٍ قَالَ: قَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «النفقة في الحج كالنفقة في سبيل
اللَّه عز وجل، الدرهم بسبعمائة» . أخرجه أَبُو موسى
مستدركا عَلَى ابن منده. وقد أخرجه ابن منده إلا أَنَّهُ
قال: أَبُو زهير.
وهو هو، وبعض الرواة قد غلط فيه أو الناسخ، أو إن بعض
الرواة نسبه إِلَى أبيه، وغيره عرفه بابنه الراوي عنه،
والمتن في الترجمتين واحد، ونذكره عقيب هذه الترجمة، إن
شاء الله تعالى.
__________
[1] تحفة الأحوذي، تفسير سورة الشمس: 9/ 268، 270. وما
أثبته ابن الأثير فيه بعض اختصار.
[2] الحجر: 95.
[3] ينظر خبر مقتله في كتاب نسب قريش: 222.
[4] في الأصل والمطبوعة: مسجعة. بالسين، والمثبت عن
التهذيب: 12/ 237.
(3/142)
2952- عبد الله أبو زهير
(د ع) عَبْد اللَّهِ أَبُو زهير. روى عنه ابنه ولا يصح، في
إسناده اختلاف.
روى علي بْن عاصم، عَنْ عطاء بْن السائب، عَنْ زهير بْن
عَبْد اللَّهِ، عَنْ أبيه قال: قال رسول الله صلى الله
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «النفقة في الحج كالنفقة في سبيل
اللَّه» .
كذا رواه علي بْن عاصم عن عطاء. وهو وهم، وقد اختلف عَلَى
عطاء بن السائب في إسناده هذا الحديث، قاله ابن منده. وقال
أَبُو نعيم وذكره: أخرج بعض المتأخرين- يعني ابن منده- هذا
الحديث، وذكره عَنْ علي بْن عاصم، عَنْ عطاء بْن السائب،
عَنْ زهير، عَنْ أبيه قال:
وصوابه ما حدثنا مُحَمَّد بْن علي بِإِسْنَادِهِ، عَنْ
مَنْصُور بْن أَبِي الأسود، عَنْ عطاء بْن السائب، عَنْ
أَبِي زهير الضبعي، عَنِ ابن [1] بريدة، عَنْ أبيه قال:
قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
«النفقة في الحج كالنفقة في سبيل اللَّه، الدرهم بسبعمائة»
ورواه أَبُو عوانة [2] وجماعة، عَنْ عطاء كرواية مَنْصُور،
وما ذكره الواهم من رواية علي بْن عاصم، عَنْ عطاء، عَنْ
زهير، عَنْ أبيه- فهو خطأ فاحش. وَإِنما هو أَبُو زهير،
فأسقط «أَبُو» وهو عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ،
عَنْ أَبِيهِ. فقال:
زهير بْن عَبْد اللَّهِ، عَنْ أبيه، والله أعلم.
2953- عبد الله بن زيد الأنصاري
(ب د ع) عَبْد اللَّهِ بْن زيد بْن ثعلبة بْن عبد ربه بْن
زيد، من بني جشم بْن الحارث بْن الخزرج الأنصاري الخزرجي
الحارثي، يكنى أبا مُحَمَّد، قاله أَبُو عمر وقال عَبْد
اللَّهِ بْن مُحَمَّد الأنصاري: ليس في آبائه ثعلبة، إنما
هو عَبْد اللَّهِ بْن زيد بْن عبد ربه بْن زيد بْن الحارث.
وثعلبة بْن عبد ربه عم عَبْد اللَّهِ بْن زيد، فأدخلوه في
نسبه.
وذلك خطأ، وقد نسبه كما ذكرناه ابن الكلبي وابن منده
وَأَبُو نعيم، وأثبتوا ثعلبة.
شهد عَبْد اللَّهِ العقبة، وبدرًا، والمشاهد كلها مع
رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وهو الذي أري الأذان في النوم، فأمر النَّبِيّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بلالًا أن يؤذن عَلَى ما رآه
عَبْد اللَّهِ. وكانت رؤياه سنة إحدى، بعد ما بنى رَسُول
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مسجده.
__________
[1] في المطبوعة: أبى بريدة. وهو خطأ، فهو عبد الله بن
بريدة.
[2] وهذه رواية أحمد ابن حنبل في مسندة: 5/ 354، فقد رواه
عن بكر بن عيسى، عن أبى عوانة باسناده إلى عبد الله بن
بريدة، عن أبيه.
(3/143)
أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيل بْنُ عَلِيٍّ
وَغَيْرُ وَاحِدٍ بِإِسْنَادِهِمْ إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ
عِيسَى بْنِ سَوْرَةَ قَالَ: حدثنا سَعِيد بْن يحيى بْن
سَعِيد الأموي، حدثنا أَبِي، حَدَّثَنَا [مُحَمَّد بْن
إِسْحَاق عَنْ [1]] مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيم بْن الحارث
التيمي، عن مُحَمَّدِ بْنِ عَبْد اللَّهِ بْن زيد [عَنْ
أبيه [1]] قال: «لما أصبحنا أتيت رَسُول اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأخبرته بالرؤيا، فقال: هذه
رؤيا حق، فقم مع بلال فإنه أندى [2] صوتًا منك، فألق عليه
ما قيل لك، وليناد بذلك قال: فلما سمع عمر بْن الخطاب نداء
بلال بالصلاة، خرج إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وسلم وهو يجر رداءه [3] ، وهو يقول: يا رَسُول
اللَّهِ، والذي بعثك بالحق لقد رأيت مثل الذي قال. فقال
رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فلله
الحمد، فذاك أثبت» . قال مُحَمَّد بْن عِيسَى: عَبْد
اللَّهِ بْن زيد هو ابن عبد ربه، ولا نعرف لَهُ عَنِ
النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شيئا يصح إلا
هذا الحديث الواحد، وعبد اللَّه بْن زيد بْن عاصم المازني
له أحاديث، وهو عم عبّاد ابن تميم [4] .
وقد تقدم [5] عند ذكر «زيد بْن ثعلبة» والد «عَبْد
اللَّهِ» الحديث [6] الذي فيه: إن عَبْد اللَّهِ ابنه تصدق
بماله.
أخرجه الثلاثة.
قلت: قول أَبِي عمر في نسبه: «إنه من بني جشم بْن الحارث
بْن الخزرج» . وهم منه، وَإِنما هو من بني زيد بْن الحارث
بْن الخزرج، قال ابن إِسْحَاق- فيمن شهد العقبة- قال: وعبد
اللَّه بْن رواحة. ثم قال: وعبد اللَّهِ بْن زيد بْن ثعلبة
بْن عبد ربه بْن زيد بْن الحارث بْن الخزرج [7] .
وقال فيمن شهد بدرا: [و] [8] من بني جشم بْن الحارث بْن
الخزرج، وزيد بن الحارث
__________
[1] سقط من الأصل والمطبوعة، والمثبت عن تحفة الأحوذي،
كتاب الصلاة، باب بدء الآذان: 1/ 563، 5364.
وينظر تهذيب التهذيب، ترجمة محمد بن إسحاق: 9/ 38، 39.
[2] أندى: أرفع وأعلى. وقيل: أحسن وأعذب.
[3] هذا كناية عن أنه كان متعجلا.
[4] تحفة الأحوذي: 1/ 566.
[5] ينظر: 2/ 280.
[6] في المطبوعة: والد عبد الله بن الحارث الّذي ... وهو
خطأ.
[7] سيرة ابن هشام: 1/ 458، 459.
[8] عن سيرة ابن هشام: 1/ 692.
(3/144)
ابن الخزرج، وهما التوأمان: خبيب بْن إساف
بْن عنبة [1] بْن عمرو بْن خديج [2] [بْن عامر] [3] ابن
جشم، وعبد اللَّهِ بْن زيد بْن ثعلبة بْن عبد ربه بْن زيد
بْن الحارث بْن الخزرج.
ومثله نسبه ابن الكلبي، فبان بهذا أَنَّهُ ليس من بني جشم،
وَإِنما دخل الوهم عليه أَنَّهُ رَأَى ابن إِسْحَاق قد
قال: «ومن بني جشم بْن الحارث وزيد بْن الحارث: خبيب» .
ونسبه إِلَى جشم، ثم قال: «وعبد اللَّه بْن زيد» . فظنه من
جشم أيضًا، ولو استقصى النظر لعلم أَنَّهُ من «زيد» لا من
«جشم» ، والله أعلم. وقد ذكر أَبُو عمر، عَنْ عَبْد
اللَّهِ بْن مُحَمَّد الأنصاري النسب الذي ذكرناه أول
الترجمة إِلَى «زيد» إنما أسقط من نسبه «ثعلبة» .
2954- عبد الله بن زيد الجهنيّ
(د ع) عَبْد اللَّهِ بْن زيد الجهني. في إسناد حديثه نظر.
روى حرام بْن عثمان، عَنْ معاذ بْن عَبْد اللَّهِ بْن خبيب
[4] ، عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن زيد الجهني: أن النَّبِيّ
صلى الله عَلَيْهِ وسلم قال: «سرق فاقطع يده، سرق فاقطع
رجله، سرق فاقطع يده، سرق فاقطع رجله، سرق فاضرب عنقه» .
هكذا قال حرام، عَنْ معاذ بْن عبد الله. وخالفه غيره.
أخرجه ابن منده وَأَبُو نعيم، وقال أَبُو نعيم: ذكره بعض
المتأخرين- يعني ابن منده- وقال: في إسناد حديثه نظر، ذكره
من حديث مُحَمَّد بْن يحيى المازني، عَنْ حرام، عَنْ معاذ
عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن خبيب [4] ، عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن
زيد: أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال:
«من سرق فاقطع يده» ... الحديث.
كذا قال: يحيى، عَنْ حرام، عَنْ معاذ. وصوابه: معاذ بْن
عَبْد اللَّهِ بْن خبيب، [4] عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن بدر
الجهنيّ. وقد تقدم
2955- عبد الله بن زيد الضبيّ
(س) عَبْد اللَّهِ بْن زيد بْن صفوان بْن صباح بْن طريف
الضبي. تقدم نسبه في عَبْد اللَّهِ بْن الحارث بْن زيد.
رواه الدارقطني بِإِسْنَادِهِ، عَنْ سيف بْن عمر، عن الصعب
بن عطية، عن
__________
[1] في الأصل والمطبوعة: عبيد. والضبط عما سبق في 2/ 119،
والمشتبه: 442.
[2] في الأصل والمطبوعة: جندح. والمثبت عن ترجمة خبيب: 2/
118، وسيرة ابن هشام: 1/ 692.
[3] عن المرجعين السابقين.
[4] في المطبوعة: حبيب، بالحاء، والمثبت عن الأصل
والخلاصة، وترجمة أبيه عبد الله بن خبيب.
(3/145)
بلال بن أبى بلال النبي، عَنْ أبيه قال:
«وفد عبد الحارث بْن زيد الضبي عَلَى النَّبِيّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فانتسب له، فدعاه فأسلم،
وقال: أنت عَبْد اللَّهِ لا عبد الحارث. فقال: صدق رَسُول
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وبر، لا تقوى
إلا بعصمة، ولا عمل إلا بتوفيق. وأحق ما عمل له الثواب،
وأحق ما حذر منه العقاب، رضينا باللَّه ربًا، وانتهينا
إِلَى أمره لنصيب من وعده، ونسلم من وعيده» ورجع ولم
يهاجر.
أخرجه أَبُو موسى.
قلت: هذا الاسم أخرجه أَبُو موسى هاهنا، وفي عَبْد اللَّهِ
بْن حكيم الضبي، وروى عَنْ سيف عَنِ الصعب، وذكر مثل هذا.
وذكره أَبُو عمر في «عَبْد اللَّهِ بْن الحارث» . والصحيح
أَنَّهُ:
عَبْد اللَّهِ بْن زيد، كما ذكره أَبُو موسى، ووافقه عليه
ابن ماكولا، وابن حبيب، وابن الكلبي وغيرهم، ولعل أبا عمر
قد رَأَى «عبد الحارث» فظنه «عَبْد اللَّهِ بْن الحارث» ،
وأما أَبُو موسى فلا أعلم لم جعله ترجمتين، وغاية ما في
الأمر أن اسم أبيه اختلف فيه، ولم يكن وفد ضبة من الكثرة
بحيث يكون فيهم ثلاثة، كانت أسماؤهم عبد الحارث، فغيره
رسول الله صلى الله عليه وسلم وجعله عبد الله.
2956- عبد الله بن زيد بن عاصم
(ب د ع) عَبْد اللَّهِ بْن زيد بْن عاصم بْن كعب بْن عمرو
بْن عوف بْن مبذول بْن عَمْرو بْن غنم بْن مازن بْن النجار
الأنصاري الخزرجي، ثم المازني، يعرف بابن أم عمارة، يكنى
أبا مُحَمَّد.
وقد نسبه أَبُو عمر عند ذكر أبيه، فخالف في بعض النسب كما
ذكرناه هناك.
شهد بدرًا، قاله ابن منده وَأَبُو نعيم. وقال أَبُو عمر:
شهد أحدًا وغيرها ولم يشهد بدرًا.
وهو الصحيح، وهو قاتل مسيلمة الكذاب، لعنه اللَّه في قول
خليفة بْن خياط وغيره. وكان مسيلمة قد قتل أخاه حبيب بْن
زيد وقطعه عضوًا عضوًا، وقد ذكرناه [1] ، فأحب عَبْد
اللَّهِ [بْن زيد] أن يأخذ بثأر أخيه، فقدر اللَّه تعالى
أن شارك وحشيا في قتل مسيلمة، رماه وحشي بالحربة، وضربه
عَبْد اللَّهِ بْن زيد بالسيف فقتله.
وروى عَبْد اللَّهِ عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أحاديث. روى عنه ابن أخيه عباد بْن
تميم، ويحيى بْن عمارة، وواسع بن حبّان وغيرهم
__________
[1] تقدم في: 1/ 443.
(3/146)
أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ
طَبَرْزُدَ وغَيْرُهُ قالوا: أخبرنا أبو القاسم
الْحَرِيرِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو إِسْحَاقَ
الْبَرْمَكِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو بكر بْن بخيت [1] ،
حدثنا عَبْد اللَّهِ بْن زيدان، حدثنا أَبُو كريب، حدثنا
ابن أَبِي زائدة، عَنْ شعبة، عَنْ حبيب بْن زيد، عَنْ عباد
بْن تميم، عن عبد الله ابن زيد، عَنِ النَّبِيّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنَّهُ توضأ ومسح عَلَى
أذنيه. أَخْبَرَنَا عبد الوهاب بن هبة الله بإسناده إِلَى
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ، حَدَّثَنِي أَبِي، حدثنا
حجاج بْن مُحَمَّد، عَنِ ابن جريج، أخبرني يحيى بْن جرجة
[2] ، عَنِ ابن شهاب، عَنْ عباد بْن تميم، عَنْ عمه عَبْد
اللَّهِ بْن زيد قال: رأيت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مستلقيًا في المسجد عَلَى ظهره، واضعًا
إحدى رجليه عَلَى الأخرى.
روى هذا الحديث عَنِ ابن شهاب: مالك [3] ، ويونس، وابن
جريج، ويحيى بْن سَعِيد، ومعمر، وعبد اللَّه بْن عمر،
وَإِبْرَاهِيم بْن سعد وغيرهم مثل سفيان [4] . وخالفهم عبد
العزيز ابن الماجشون فقال: عَنِ الزُّهْرِيّ، عَنْ محمود
بْن لبيد، عَنْ عباد بْن تميم، عَنْ عمه. والأول أصح. وقتل
عَبْد اللَّهِ بْن زيد يَوْم الحرة سنة ثلاث وستين، أيام
يزيد بن معاوية.
أخرجه الثلاثة.
2957- عبد الله بن زيد بن عمرو
(د ع) عَبْد اللَّهِ بْن زيد بْن عمرو بْن مازن. كان عَلَى
ثقل رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
روى يونس عَنِ ابن إِسْحَاق قال: أقبل النَّبِيّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قافلًا إِلَى المدينة، واحتمل
معه الثقل الذي أصاب، وجعل عَلَى الثقل عَبْد اللَّهِ بْن
زيد بْن عمرو بْن مازن. قاله ابن منده، وذكر أَبُو نعيم
كلامه هذا وقال: وهم وصحف، أما الوهم فهو عَبْد اللَّهِ
بْن كعب [5] بْن عمرو بْن عوف بْن مبذول بْن عَمْرو بْن
غنم بْن مازن بْن النجار، وأما التصحيف فإنما هو النفل من
الأنفال والعطية، ليس الثقل من الظعن والنساء، جعل إليه
رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ القيام
بالنفل، الّذي هو الغنائم
__________
[1] في المطبوعة: نحيت. وهو خطأ، والمثبت عن الأصل،
والمشتبه: 54.
[2] في المطبوعة: خرجة. والمثبت عن الأصل والقاموس ومسند
أحمد: 4/ 39.
[3] ينظر صحيح البخاري، كتاب الصلاة: 1/ 128. ومسلم، كتاب
اللباس: 6/ 154، 155.
[4] ينظر صحيح البخاري، كتاب الاستئذان: 8/ 87، ومسند
أحمد: 4/ 40.
[5] سيرة ابن هشام: 1/ 643.
(3/147)
في مقفله من بدر إِلَى المدينة. وقد ذكره
هذا المتأخر- يعني ابن منده- في باب الكاف، في باب عَبْد
اللَّهِ بْن كعب.
والحق مع أَبِي نعيم، ووافقه غيره: أَبُو عمر، وابن
الكلبي، وغيرهما. عَلَى أن ابن منده له بعض العذر، فإن ابن
إِسْحَاق قد ذكر من رواية يونس بْن بكير، عنه قال: «ثم
أقبل رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
قافلًا إِلَى المدينة- يعني من بدر- واحتمل معه النفل الذي
أصاب، وجعل عَلَى النفل عَبْد اللَّهِ بْن زيد بْن عمرو
بْن مازن» فإن ابن منده نقل ما سمع، إلا أَنَّهُ لا كلام
في أَنَّهُ صحف «النفل» بالنون «بالثقل» بالثاء والقاف،
والله أعلم.
2958- عبد الله بن سابط
(ب) عَبْد اللَّهِ بْن سابط بْن أَبِي حميضة بْن عمرو بْن
أهيب [1] بْن حذافة بْن جمح القرشي الجمحي.
مكي، روى عنه ابنه عبد الرحمن بْن عَبْد اللَّهِ بْن سابط،
ومن قال: «عبد الرحمن بْن سابط» نسبه إِلَى جده، وهو من
كبار التابعين أكثر ما يأتي ذكره: «ابن سابط» غير منسوب،
أو «عبد الرحمن بْن سابط» إذا روي عنه من رأيه أو من غير
رأيه شيء، وأبوه عَبْد اللَّهِ له صحبة، وزعم بعض أهل
[العلم] بالنسب: أن عَبْد اللَّهِ وعبد الرحمن ابني سابط
أخوان، لا صحبة لهما، وأنهما جميعًا كانا فقيهين.
وقال الزبير وعمه مصعب: عبد الرحمن بْن سابط، أمه وأم
إخوته: عَبْد اللَّهِ، وربيعة، وموسى، وفراس، وعبيد
اللَّه، وَإِسْحَاق، والحارث: أم موسى [2] بنت الأعور،
واسمه خلف ابن عمرو بْن أهيب [1] بْن حذافة بْن جمح،
واسمها تماضر.
قال أَبُو عمر: عبد الرحمن بْن عَبْد اللَّهِ بْن سابط، من
كبار التابعين وفقهائهم، حدث عنه ابن جريج وغيره، وأبوه
عَبْد اللَّهِ بْن سابط مذكور في الصحابة، من بني جمح في
قريش، معروف الصحبة، مشهور النسب [3] .
أخرجه أبو عمر.
__________
[1] في الأصل والمطبوعة: وهب. والمثبت عن كتاب نسب قريش:
357.
[2] في المرجع السابق: أم موسى تماضر بنت الأعور بن عمرو
بن أهيب.
[3] الاستيعاب: 904.
(3/148)
2959- عبد الله بن ساعدة بن عامر
(ب) عَبْد اللَّهِ بْن ساعدة بْن عامر أَبُو حثمة [1]
الأنصاري، وذكرناه في عامر أيضًا، وهو بكنيته أشهر، وهو
والد سهل بْن أَبِي حثمة [1] ، يذكر في الكنى إن شاء الله
تعالى.
أخرجه أبو عمر.
2960- عبد الله بن ساعدة بن عائش
(ب د ع) عَبْد اللَّهِ بْن ساعدة بن عائش بن قيس بْن زَيْد
بْن أمية بْن مَالِك بْن عوف بْن عمرو بْن عوف بْن مالك
بْن الأوس الأنصاري الأوسي. نسبه هكذا ابن الكلبي وقال:
أصله من بلي، وهو أخو عويم بْن ساعدة.
وهو مدني، ولد عَلَى عهد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عليه وسلم. روى عنه مسلم بْن جندب أن النَّبِيّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: «من كانت له غنم فليسر
[2] بها عَنِ المدينة، فإن المدينة أقل أرض اللَّه مطرًا»
أخرجه الثلاثة، وقال ابن مندة: توفى سنة مائة.
2961- عبد الله بن ساعدة الهذلي
(س) عَبْد اللَّهِ بْن ساعدة الهذلي، يكنى أبا مُحَمَّد.
روى عَنْ عمر، ومات سنة مائة. أورده ابن شاهين، وقد ذكر
ابن منده عَبْد اللَّهِ بْن ساعدة الأنصاري أَنَّهُ مات
سنة مائة، فيحتمل أن يكونا واحدًا.
أخرجه أبو موسى.
2962- عبد الله بن سالم
(د ع) عَبْد اللَّهِ بْن سالم. روى عنه عبادة بْن نسي
أَنَّهُ قال: قلت: يا رَسُول اللَّهِ، تجد في [التوراة]
كتاب الله: أمّة حمّاد بن. ثُمَّ ذكر حديثا طويلا.
أخرجه ابن منده وَأَبُو نعيم.
2963- عَبْد اللَّهِ بْن السائب بْن أسد
(س) عَبْد اللَّهِ بْن السائب بْن أَبِي حبيش بْن المطلب
بْن أسد بْن عبد العزى. وأمه عاتكة بنت الأسود بْن المطلب
بن أسد، وكان شريفا.
__________
[1] في المطبوعة: خيثمة. وهو خطأ. والمثبت عن الأصل،
وسيأتي في باب الكنى، كما ينظر ترجمة عامر فيما تقدم،
[2] في الإصابة: «فلينا بها عن المدينة» وقال: وسنده ضعيف.
(3/149)
أخرجه أَبُو موسى وقال: ذكره بعض مشايخنا
في الصحابة، وهو ابن أخي فاطمة بنت أَبِي حبيش، ويبعد أن
يكون له صحبة.
2964- عبد الله بن السائب المخزومي
(ب د ع) عَبْد اللَّهِ بْن السائب بْن أَبِي السائب، واسم
أَبِي السائب: صيفي بْن عائذ بْن عَبْد اللَّهِ بْن عُمَر
بْن مخزوم القرشي المخزومي القارئ.
أخذ عنه أهل مكة القراءة، وعليه قرأ مجاهد وغيره من قراء
أهل مكة. سكن مكة، وتوفي بها قبل أن يقتل عَبْد اللَّهِ
بْن الزبير بيسير، وقيل: إنه مولى مجاهد. وقيل: إن مولى
مجاهد قيس بْن السائب.
قرأ ابن كثير القرآن عَلَى مجاهد، وقرأ مجاهد عَلَى عَبْد
اللَّهِ بْن السائب.
قال هشام بْن مُحَمَّد الكلبي: كان شريك النَّبِيّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الجاهلية عَبْد اللَّهِ
بْن السائب.
وقال الواقدي: كان شريكه السائب بْن أَبِي السائب.
وقال غيرهما: كان شريكه قيس بْن السائب.
وقد جاء بذلك كله أثر، واختلف فيه عَلَى مجاهد، قاله أَبُو
عمر.
وقال ابن منده وأبو نعيم: عبد اللَّهِ بْن السائب بْن
أَبِي السائب العائذي المخزومي القاري، من قارة. يكنى أبا
عبد الرحمن.
أَخْبَرَنَا هبة اللَّه بْن عبد الوهاب، أخبرنا أبو غالب
بن البناء، أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْجَوْهَرِيُّ،
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ بْن حمدان، حدثنا بشر بْن موسى،
حدثنا هوذة بْن خليفة، حدثنا ابن جريج، حدثنا مُحَمَّد بْن
عباد بْن جَعْفَر قال: حدثني حديثًا رفعه إِلَى أَبِي سلمة
بْن سفيان وعبد اللَّه بْن عمرو، عَنْ [1] عَبْد اللَّهِ
بْن السائب قَالَ: حضرت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْم الفتح، فصلى في فناء الكعبة وخلع
نعليه، ووضعهما عَنْ يساره، ثم استفتح بسورة «المؤمنون»
فلما جاء ذكر عِيسَى- أو موسى- أخذته سعلة [2] فركع.
أَخْرَجَهُ الثَّلاثَةُ.
قلت: قول ابن منده وأبي نعيم: إنه قاري من قارة. هذا
لفظهما وقارة هي القبيلة المشهورة التي ينسب إليها هو قارة
وهو: أيثع [3] بْن [مليح] بْن الهون بْن خزيمة بْن مدركة
بْن إلياس بْن
__________
[1] في الأصل والمطبوعة: وعبد الله بن السائب. والمثبت عن
مسند أحمد: 3/ 411.
[2] سعلة- بضم العين-: هي حركة تدفع بها الطبيعة أذى عن
الرئة والأعضاء التي تتصل بها.
[3] كذا في الأصل والمطبوعة، وفي الجمهرة والقاموس: يثيع.
(3/150)
مضر. وقيل: هو الديش بْن محلم بْن غالب بْن
يثيع بْن مليح بْن الهون بْن خزيمة. قاله ابن الكلبي،
فتكون النسبة إليه: قاري بالتشديد، وليس كذلك، وَإِنما هذا
هو عَبْد اللَّهِ من بني مخزوم، وليس من القارة، وهو قارئ
بالهمز، كما قاله أَبُو عمر [1] ، ثم إن ابن منده وأبا
نعيم قد نسباه إِلَى مخزوم، ومع هذا فيقولان: إنه من
قارة!! والله أعلم.
2965- عبد الله بن سبرة الجهنيّ
(ب د ع) عَبْد اللَّهِ بْن سبرة الجهني. عداده في أهل
البصرة، روى عنه ابنه مسلم أَنَّهُ سمع النَّبِيّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: «إن اللَّه ينهاكم عَنْ
ثلاث: عَنْ قيل وقال، وكثرة السؤال، وَإِضاعة المال [2] »
. أخرجه الثلاثة.
2966- عبد الله بن سبرة الهمدانيّ
(ب د ع) عَبْد اللَّهِ بْن سبرة الهمدانيّ. مجهول، ذكره
ابن أبى حيثمة في الصحابة، روى مُحَمَّد بْن مهاجر، عَنْ
محمد بن سعد، عن عبد الله بن سبرة الهمداني قال: قال
رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «ما من
عبد تصيبه زمانة تمنعه مما يصل إليه الأصحاء، بعد أن يكون
مسددًا، إلا كانت كفارة لذنوبه، وكان عمله بعد فضلا» .
أخرجه الثلاثة، وقال أَبُو عمر: يقال: إنه عبدي، من عبد
القيس.
2967- عبد الله السدوسي
(ب) عَبْد اللَّهِ السدوسي. هو عَبْد اللَّهِ بْن عمير
السدوسي [حديثه عند عمرو بْن سفيان ابن عبد الله بن عمير
السدوسي [3]] عن أبيه، عَنْ جده، عَبْد اللَّهِ السدوسي.
أخرجه أَبُو عمر. وَيُذْكَرُ فِي مَوْضِعِهِ إِنْ شَاءَ
اللَّهُ تَعَالَى.
2968- عبد الله بن سراقة
(ب د ع) عَبْد اللَّهِ بْن سراقة بْن المعتمر بْن أنس بْن
أذاة بن رياح بن عبد الله بن قرط ابن رزاح بْن عدي بْن كعب
بْن لؤي- نسبه الكلبي، ونسبه أَبُو عمر، وأسقط ما بين
المعتمر وعبد اللَّه من الآباء- القرشي العدوي. يجتمع هو
وعمر بْن الخطاب في رياح، وهو أخو عمرو ابن سراقة، أمهما:
أمة بنت عَبْد اللَّهِ بْن عمير بْن أهيب بْن حذافة بْن
جمح [4] .
__________
[1] الاستيعاب: 915.
[2] الحديث رواه البخاري بإسناده إلى المغيرة بن شعبة، باب
الاستقراض: 3/ 57، وكتاب الأدب: 8/ 4.
[3] سقط من الأصل والمطبوعة، أثبتناه عن الاستيعاب: 960.
وينظر ترجمته فيما يأتى.
[4] كتاب نسب قريش: 367.
(3/151)
وقال ابن إِسْحَاق والزبير: شهد عَبْد
اللَّهِ بْن سراقة وأخوه عمرو بدرًا [1] .
وقال موسى بْن عقبة- وَأَبُو معشر: لم يشهد عَبْد اللَّهِ
بدرًا، وشهد أحدًا وما بعدها من المشاهد.
قاله أَبُو عمر [2] .
وروى ابن منده وَأَبُو نعيم، عَنْ موسى بْن عقبة، عَنِ ابن
شهاب: أَنَّهُ شهد بدرًا.
روى عمران القطان، عَنْ قتادة، عَنْ عقبة بْن وساج [3] ،
عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن سراقة، عَنِ النَّبِيّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قال: «تسحروا ولو
بالماء» . قاله ابن منده. وقال أَبُو نعيم. حديث عمران،
وذكر إسناده إِلَى مُحَمَّد بْن بلال، عَنْ عمران، عَنْ
قتادة، عَنْ عقبة، عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن عَمْرٍو قَالَ:
قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
«تسحروا ولو بجرعة من ماء [4] » . أخرجه الثلاثة.
2969- عبد الله بن سرجس المزني
(ب د ع) عَبْد اللَّهِ بْن سرجس المزني. قيل: له حلف في
بني مخزوم، أكل مع النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ خبزا ولحما، واستغفر له، عداده في البصريين.
روى عنه عاصم الأحول وقتادة. قال عاصم: رَأَى عَبْد
اللَّهِ بْن سرجس النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ، ولم يكن له صحبة.
قال أَبُو عمر: لا يختلفون في ذكره في الصحابه، ويقولون:
له صحبة. عَلَى مذهبهم في اللقاء والرؤية والسماع، وأما
عاصم فأحسبه أراد الصحبة التي يذهب إليها العلماء، وأولئك
قليل.
أَخْبَرَنَا أَبُو يَاسِرِ بْنُ أَبِي حَبَّةَ:
أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِم بْن الحصين، أَخْبَرَنَا
أَبُو عَلَى بْن المذهب بِإِسْنَادِهِ إِلَى عَبْد اللَّهِ
بْن أَحْمَدَ، حَدَّثَنِي أبي، حدثنا حسن بن موسى، حدثنا
حماد بْن زيد، عَنْ عاصم، عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن سرجس
أَنَّهُ [كان [5]] رَأَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. [قَالَ: كان رَسُول الله صلى الله
عليه وسلم [5]] إذا سافر قال: «اللَّهمّ أنت الصاحب في
السفر، والخليفة في الأهل، اللَّهمّ اصحبنا في سفرنا،
__________
[1] سيرة ابن هشام: 1/ 683، 684.
[2] الاستيعاب: 916.
[3] في المطبوعة: وشّاح. بالشين، وهو خطأ، ينظر التهذيب:
5/ 232.
[4] الحديث رواه أبو يعلى عن أنس، ينظر مجمع الزوائد: 3/
150.
[5] عن المسند: 5/ 83.
(3/152)
واخلفنا في أهلنا، اللَّهمّ إني أعوذ بك من
وعثاء السفر، وكآبة المنقلب، ومن الحور بعد الكون [1] .
ودعوة المظلوم وسوء المنظر في الأهل والمال» . قال: وسئل
عاصم عَنِ الحور بعد الكون [2] قال: [3] حار بعد ما كان
[4] .
أخرجه الثلاثة.
2970- عبد الله بن سعد الأزدي
(ب) عَبْد اللَّهِ بْن سعد الأزدي الشامي.
أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ مَحْمُودٍ إِجَازَةً
بِإِسْنَادِهِ إِلَى ابن أبي عاصم، قال: حدثنا عمرو بْن
عثمان، حدثنا بقية، عَنْ بحير [5] بْن سعد، عَنْ خَالِد
بْن معدان، عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن سعد أَنَّهُ قال: قال
رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم: «إن الله عز وجل
أعطاني «فارس» ونساءهم وأبناءهم وسلاحهم وأموالهم، وأعطاني
«الروم» وأبناءهم وسلاحهم، وأمدني بحمير» . أخرجه أَبُو
عمر مختصرا.
قلت: هذا الحديث الذي في هذه [الترجمة] قد أخرجه ابن منده
وَأَبُو نعيم في: «عبد الله ابن سعد الأنصاري» ، ولم
يذكروا هذه الترجمة، وذكرهما أَبُو عمر ترجمتين، واللَّه
أعلم.
2971- عبد الله بن سعد الأسلمي
(ب) عَبْد اللَّهِ بْن سعد الأسلمي. مدني، حديثه عند
الواقدي عَنْ هشام بْن عاصم الأسلمي، عَنْ عَبْد اللَّهِ
بْن سعد الأَسْلَمِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ يقول: «إن الأَرْضَ تُطْوَى
بِاللَّيْلِ مَا لا تُطْوَى بِالنَّهَارِ [6] » . أخرجه
أبو عمر.
__________
[1] كذا في مخطوطتنا، وفي المطبوعة والمسند: الكور.
وكلتاهما مروية، ينظر النهاية لابن الأثير، مادة: كون.
[2] عن المسند. وقد أثبتنا «الكون» بالنون، ولم نثبتها
بالراء، كرواية المسند، لأن من الوضح أن هذا سقط نظر في
مخطوطتنا، ونهاية الفقرة السابقة التي وقع عندها السقط
«الكون» بالنون.
[3] في الأصل والمطبوعة: يقال. والمثبت عن المسند.
[4] في المطبوعة: بعد ما كار. والمثبت عن المسند. ومعنى:
«نعوذ باللَّه من الحور بعد الكون» أي: من الرجوع عن
الجماعة بعد أن كنا منهم.
[5] في المطبوعة: بجير. بالجيم، ينظر المشتبه: 47،
والتهذيب: 1/ 431. والجرح: 1/ 1/ 412.
[6] الحديث رواه أبو داود، في كتاب الجهاد، باب في الدلجة:
3/ 28، ومالك في الموطأ، كتاب الاستئذان، الحديث:
38: 979. وينظر مسند أحمد: 3/ 305، 382.
ومعنى الحديث: أن الإنسان في الليل أنشط منه بالنهار، فهو
أقدر على قطع المسافة بالليل لعدم الحر.
(3/153)
2972- عبد الله بن سعد الأنصاري
(ب د ع) عَبْد اللَّهِ بْن سعد الأنصاري، عم حرام بْن
حكيم. وقيل: حرام بْن معاوية.
يعد في الشاميين. يقال: إنه شهد القادسية، وكان يومئذ
عَلَى مقدمة الجيش.
روى حديثه ابن أخيه حرام بْن حكيم، وخالد بْن معدان.
أَخْبَرَنَا أَبُو أحمد عبد الوهاب بْن علي الصوفي
بِإِسْنَادِهِ إِلَى سليمان بْن الأشعث، حدثنا إبراهيم ابن
موسى، حدثنا عَبْد اللَّهِ بْن وهب، حدثنا معاويه، عَنِ
العلاء بْن الحارث، عَنْ حرام ابن حكيم، عَنْ عمه عَبْد
اللَّهِ بْن سعد الأنصاري قال: سألت رَسُول اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عما يوجب الغسل، وعن الماء
يكون بعد الماء؟ قال: «ذاك المذي، وكل فحل يمذي فتغسل من
ذلك فرجك وأنثييك، وتوضأ وضوءك للصلاة» [1] . وروى بقية
بْن الْوَلِيد، عن بحير بن سعد، عن خالد بن معدان، عَنْ
عَبْد اللَّهِ بْن سعد الأنصاري أَنَّهُ قَالَ: قَالَ
النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إن اللَّه
عز وجل أعطاني «فارس» ونساءهم وأبناءهم وسلاحهم وأموالهم،
وأعطاني «الروم» وأبناءهم وسلاحهم وأموالهم. وأمدنى بحمير»
. وذكره أَبُو أحمد العسكري، وجعله تميميا من بني العنبر،
وجعله أخا ذؤيب بْن شعثم بْن قرط العنبري.
أَخْرَجَهُ الثَّلاثَةُ، إِلا أَنَّ أَبَا عُمَرَ لَمْ
يورد له حديثا، وَإِنما قال: «شهد القادسية، روى عنه
خَالِد بْن معدان، وحرام بْن حكيم» . وحديث فارس والروم
ذكره أَبُو عمر في: عَبْد اللَّهِ بْن سعد الأزدي، وأخرجه
ابن مندة وأبو نعيم هاهنا، ولم يذكرا سوى هذا، وَإِنما
أَبُو عمر جعلهما اثنين، والله أعلم.
2973- عبد الله بن سعد بن خيثمة
(ب د ع) عَبْد اللَّهِ بْن سعد بْن خيثمة بْن مالك بْن
الحارث بْن النحاط بْن كعب بْن عمرو من بني عمرو بْن عوف.
قاله ابن منده.
وقال الكلبي وابن حبيب: عَبْد اللَّهِ بْن سعد بْن خيثمة
بْن الحارث بْن مالك بْن كعب ابن النحاط بْن كعب بْن حارثة
[بْن غنم] [2] بْن السلم بْن امرئ القيس بْن مالك بْن
الأوس.
له ولأبيه ولجده صحبة. قتل أبوه يَوْم بدر، وقتل جده يَوْم
أحد.
__________
[1] سنن أبى داود، كتاب الطهارة، باب في المذي: 1/ 55.
[2] عن ترجمة أبيه سعد في 2/ 346، والجمهرة: 325.
(3/154)
روى ابن المبارك، عَنْ رباح بْن أَبِي
معروف، عَنِ المغيرة بْن حكيم [1] قال: سألت عَبْد اللَّهِ
بْن سعد بْن خيثمة الأنصاري: أشهدت أحدا مع رَسُول اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قال: نعم والعقبة،
وأنا رديف أبى.
وروى بشبر بْن السري، عَنْ رباح، عَنْ مغيرة: قال قلت لعبد
اللَّه: أشهدت بدرا؟ قال نعم، والعقبة، وأنا رديف أَبِي.
قال أَبُو عمر: هكذا قال: بدرا. وابن المبارك أحفظ وأضبط.
أخرجه الثلاثه قلت: وقد روى هذا الحديث أَبُو عامر العقدي،
وَأَبُو أحمد الزبيري، وَأَبُو داود الطيالسي، وَأَبُو
عاصم، عَنْ رباح بْن أَبِي معروف فقالوا: قلت لعبد اللَّه،
أشهدت بدرا؟ قال: نعم، والعقبة ومع أَبِي رديفا.
2974- عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعْدِ بْنِ أَبِي سَرْحٍ
(ب د ع) عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعْدِ بْنِ أَبِي سَرْحٍ بن
الحارث بْن حبيب بْن جذيمة بْن مالك بن ابن حسل بْن عامر
بْن لؤي القرشي العامري، قريش الظواهر، وليس من قريش
البطاح، يكنى أبا يحيى، وهو أخو عثمان بْن عفان من الرضاعة
أرضعت أمه عثمان.
أسلم قبل الفتح، وهاجر إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وكان يكتب الوحي لرسول
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثم ارتد
مشركًا، وصار إِلَى قريش بمكة، فقال لهم: إني كنت أصرف
محمدًا حيث أريد، كان يملي علي: «عزيز حكيم» فأقول: «أو
عليم حكيم» ؟ فيقول: «نعم، كل صواب» . فلما كان يَوْم
الفتح أمر رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ بقتله وقتل عَبْد اللَّهِ بْن خطل ومقيس بْن
صبابة ولو وجدوا تحت أستار الكعبة. ففر عَبْد اللَّهِ بْن
سعد إِلَى عثمان بْن عفان، فغيبه عثمان حتى أتى به إِلَى
رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم بعد ما اطمأن
أهل مكة، فاستأمنه له، فصمت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ طويلًا، ثم قال: «نعم. فلما انصرف
عثمان قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ لمن حوله: ما صمت إلا ليقوم إليه بعضكم فيضرب
عنقه. فقال رجل من الأنصار: فهلا أومأت إلي يا رَسُول
اللَّهِ؟
فقال: إن النَّبِيّ لا ينبغي أن يكون له خائنة الأعين» [2]
.
__________
[1] في المخطوطة: المغيرة بن الحكم. والمثبت عن الجرح: 4/
1/ 220.
[2] أخرجه أبو داود في سننه، كتاب الحدود، باب الحكم فيمن
ارتد: 4/ 128. والمعنى: لا ينبغي لنبي أن يضمر في نفسه غير
ما يظهره، فإذا كف لسانه وأومأ بعينه فقد خان.
(3/155)
وأسلم ذلك اليوم فحسن إسلامه، ولم يظهر منه
بعد ذلك ما ينكر عليه. وهو أحد العقلاء الكرماء من قريش،
ثم ولاه عثمان بعد ذلك مصر سنة خمس وعشرين، ففتح اللَّه
عَلَى يديه إفريقية [1] ، وكان فتحًا عظيمًا بلغ سهم
الفارس ثلاثة آلاف مثقال، وسهم الراجل ألف مثقال. وشهد معه
هذا الفتح عَبْد اللَّهِ بْن عمر، وعبد اللَّه بْن الزبير،
وعبد اللَّه بْن عمرو بْن العاص. وكان فارس بني عامر بْن
لؤي، وكان عَلَى ميمنة عمرو بْن العاص لما افتتح مصر، وفي
حروبه هناك كلها، فلما استعمله عثمان عَلَى مصر وعزل عنها
عمرًا، جعل عمرو يطعن عَلَى عثمان ويؤلب عليه، ويسعى في
إفساد أمره.
وغزا عَبْد اللَّهِ بْن سعد بعد إفريقية الأساود من أرض
النوبة سنة إحدى وثلاثين. وهو [الذي] هادنهم الهدنة
الباقية إِلَى اليوم، وغزا غزوة الصواري في البحر إِلَى
الروم [2] .
ولما اختلف الناس عَلَى عثمان رضي اللَّه عنه، سار عَبْد
اللَّهِ من مصر يريد عثمان، واستخلف عَلَى مصر السائب بْن
هشام بْن عمرو العامري، فظهر عليه مُحَمَّد بْن أَبِي
حذيفة بْن عتبة بْن ربيعة ابن أمية الأموي، فأزال عنها
السائب، وتأمر عَلَى مصر، فرجع عَبْد اللَّهِ بْن سعد
فمنعه مُحَمَّد بْن أَبِي حذيفة من دخول الفسطاط، فمضى
إِلَى عسقلان فأقام حتى قتل عثمان، وقيل: بل أقام بالرملة
حتى مات، فارًا من الفتنة. وقد ذكرنا هذه الحروب والحوادث
مستقصاة في «الكامل» في التاريخ.
ودعا عَبْد اللَّهِ بْن سعد فقال: «اللَّهمّ اجعل خاتمة
عملي الصلاة» . فصلى الصبح فقرأ في الركعة الأولى بأم
القرآن والعاديات، وفي الثانية بأم القرآن وسورة، وسلم
عَنْ يمينه، ثم ذهب يسلم عَنْ يساره فتوفي، ولم يبايع لعلي
ولا لمعاوية. وقيل: بل شهد صفين مع معاوية.
وقيل: لَمْ يشهدها. وهو الصحيح.
وتوفي بعسقلان [3] : سنة ست وثلاثين، وقيل: سنة سبع
وثلاثين. وقيل: بقي إِلَى آخر أيام معاوية، فتوفي سنة تسع
وخمسين. والأول أصح.
أخرجه الثلاثة.
قلت: قد وهم ابن منده وَأَبُو نعيم في نسبه، فإنهما قدما
«حبيبًا» عَلَى «الحارث» ، وليس بشيء، ثم قالا: «جذيمة بْن
نصر بْن مالك» . وَإِنما جذيمة هو ابن مالك. ثم قالا:
__________
[1] ينظر الكامل لابن الأثير: 3/ 45، 46.
[2] الكامل لابن الأثير: 3/ 58، 59.
[3] في المطبوعة: «وتوفى بعسقلان، وقيل: بإفريقية ... » .
(3/156)
«القرشي من بني معيص» . وهذا وهم ثان، فإن
حسلًا أخوه معيص بْن عامر، وليس باب له، ولا ابن [1] ،
والصواب تقديم «الحارث» عَلَى «حبيب» . قال الزبير بْن
بكار- وَإِليه انتهت المعرفة بأنساب قريش- قال: «وولد عامر
بْن لؤي بْن غالب: حسل [2] بْن عامر، ومعيص بْن عامر، فولد
حسل بْن عامر: مالك بْن حسل، فولد مالك بْن حسل: نصرا
وجذيمة ابن مالك بْن حسل» ، ثم ذكر ولد نصر بْن مالك، ثم
قال: «وولد جذيمة، وهو شحام بن مالك ابن حسل بْن عامر بْن
لؤي- حبيبًا وهو ابن شحام، فولد حبيب بْن جذيمة: الحارث،
فولد الحارث بْن حبيب: ربيعة، وأبا سرح، وولد أَبُو السرح
بْن الحارث بْن حبيب بن جذيمة ابن مالك بْن حسل: سعدًا،
فولد: سعد عَبْد اللَّهِ بْن سعد- وكان أخا عثمان من
الرضاعة» .
هذا معنى ما قاله الزبير، ومثله قال ابن الكلبي.
حبيب: بضم الحاء المهملة، وتخفيف الياء تحتها نقطتان، قاله
الكلبي وابن ماكولا وغيرهما. وقال الكلبي: إنما ثقله
«حسان» للحاجة. وقال ابن حبيب: هو حبيب، بتشديد الياء.
2975- عَبْد اللَّهِ بْن سعد بْن سفيان
عَبْد اللَّهِ بْن سعد بْن سفيان بْن خَالِد بْن عبيد
الشاعر بْن سالم بْن مالك بْن سالم بْن عوف، أَبُو سعد.
شهد أحدًا وما بعدها، وتوفي منصرف رَسُول اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من تبوك. زعم بنو عوف بْن
الخزرج أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ كفنه في قميصه، ذكره الغساني عَنِ ابن القداح.
2976- عَبْد الله بن سعد الهذلي
عَبْد اللَّهِ بْن سعد بْن معاذ الأشهلي. لا عقب له.
قاله الغساني عَنِ العدوي.
2977- عبد الله بن السعدي
(ب د ع) عَبْد اللَّهِ بْن السعدي. اختلف في اسم أبيه،
فقيل: قدامة. وقيل: وقدان.
وقيل: عمرو بْن وقدان. وهو الصواب، إن شاء اللَّه تعالى،
وهو وقدان بْن عبد شمس بن عبد
__________
[1] ينظر كتاب نسب قريش: 412.
[2] في الأصل والمطبوعة: غالب بن حسل. وهو خطأ، ينظر
المرجع السابق.
(3/157)
ود بْن نصر بْن مالك بْن حسل بْن عامر بْن
لؤي القرشي العامري، وَإِنما قيل لأبيه: «السعدي» لأنه
استرضع في بني سعد بْن بكر، يجتمع هو وسهيل بْن عمرو في
«عبد شمس» . يكنى أبا مُحَمَّد.
روى عطاء الخراساني، عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن محيريز، عَنْ
عَبْد اللَّهِ بْن السعدي قال: «وفدت مع قومي عَلَى رَسُول
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأنا من
أحدثهم سنًا، فأتوا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقضوا حوائجهم وخلفوني في رحالهم، فجئت
رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقلت:
حاجتي قال: وما حاجتك؟
قلت له: انقطعت الْهِجْرَةِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: لا تنقطع الهجرة ما قوتل
الكفار» [1] . توفي سنة سبع وخمسين.
أخرجه الثلاثة.
2978- عبد الله بن سعيد بن العاصي
(ب د ع) عَبْد اللَّهِ بْن سَعِيد بْن العاصي بْن أمية بْن
عبد شمس بْن عبد مناف القرشي الأموي.
وأمه صفية بنت عَبْد اللَّهِ بْن عمر بْن مخزوم.
كان اسمه في الجاهلية الحكم فقال له النَّبِيّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ما اسمك؟ قال: الحكم. قال:
أنت عَبْد اللَّهِ. وكان يكتب في الجاهلية، فأمره رَسُول
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إن يعلم الكتاب
بالمدينة. وكان كاتبًا محسنًا، قتل يَوْم بدر شهيدًا. وقال
الزبير: قتل يَوْم مؤتة. وقال أَبُو معشر: استشهد يَوْم
اليمامة. وهو أكثر.
أخرجه الثلاثة.
2979- عبد الله بن سفيان الأزدي
(ب د ع) عَبْد اللَّهِ بْن سفيان الأزدي. شامي، سكن حمص.
روى عنه عثامة بْن قيس- وكلاهما من أصحاب النَّبِيّ صَلَّى
الله عليه وسلم- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ما من
رجل يوم يومًا في سبيل اللَّه إلا باعده اللَّه من النار
مائة عام» . قال عبد الله بْن سفيان: إنما أحدثكم ما سمعت
من النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم [2] .
أخرجه الثلاثة.
__________
[1] الحديث رواه أحمد في مسندة: 5/ 270 عن إسحاق بن عيسى،
عن يحيى بن حمزة، عن عطاء باسناده، مع اختلاف يسير.
[2] روى مسلم نحوه عن أبى سعيد الخدريّ، في كتاب الصيام،
باب فضل الصيام في سبيل الله: 3/ 159.
(3/158)
2980- عبد الله بن أبى سفيان
(د ع) عَبْد اللَّهِ بْن أَبِي سفيان بْن الحارث بْن عبد
المطلب بن هاشم بْن عبد مناف القرشي الهاشمي.
ذكر في الصحابة، ولا تصح له صحبة ولا رؤية. روى حديثه
شعبة، عَنْ سماك، عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن أَبِي سفيان-
وكان كبيرًا- قال: كان لرجل من اليهود عَلَى النَّبِيّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تمر، فجاء يتقاضاه،
فاستقرض النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من
خولة بنت حكيم تمرًا، فأعطاه ... وذكر الحديث.
أخرجه ابن منده وَأَبُو نعيم [1] .
2981- عبد الله بن سفيان بن عبد الأسد
(ب د ع) عَبْد اللَّهِ بْن سفيان بْن عبد الأسد بْن هلال
بن عبد الله بن عمر بن مخزوم القرشي المخزومي. وهو ابن أخي
[أبي] [2] سلمة بن عبد الأسد، وهو أخو هبار بْن سفيان،
هاجرا [3] كلاهما إِلَى الحبشة، وقتل يَوْم اليرموك شهيدًا
[4] ، قاله ابن إِسْحَاق.
أخرجه الثلاثة، وقال ابن منده وَأَبُو نعيم: هو ابن عم
أَبِي سلمة بْن عبد الأسد، والصحيح أن أبا سلمة عم عَبْد
اللَّهِ.
2982- عَبْد اللَّهِ بْن سفيان
عَبْد اللَّهِ بْن سفيان. ذكره ابن أَبِي عاصم.
أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ مَحْمُودٍ الثَّقَفِيُّ
إِجَازَةً بِإِسْنَادِهِ إِلَى أحمد بن عمرو بن الضحاك،
حدثنا علي بْن ميمون، حدثنا معمر بْن سليمان، عَنْ زيد بْن
حبان [5] ، عَنْ أَبِي أمية، عن مجاهد، عن عبد الله بن
سفيان قال: كان رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ يصلي قبل الظهر، قبل أن تزول الشمس أربع ركعات،
ويقول: «إنها ساعة تفتح فيها أبواب السماء، فأحب أن يصعد
لي فيها عمل صالح» [6]
__________
[1] ذكر أبو عمر ترجمة لعبد الله بن أبى سفيان، ينظر
الاستيعاب: 921.
[2] سقط من المطبوعة. واسم أبى سلمة بن عبد الأسد: عبد
الله، وهو صحابى قديم الإسلام، وستأتي ترجمته. وينظر كتاب
نسب قريش: 327.
[3] سيرة ابن هشام: 1/ 327.
[4] الّذي في كتاب نسب قريش أن الّذي قتل يوم اليرموك، هو
عبيد الله بن سفيان أخو عبد الله. ينظر: 338.
[5] في الأصل والمطبوعة: بن حيان. بالياء، وهو خطأ، ينظر
الجرح: 1/ 2/ 561.
[6] الحديث رواه الإمام أحمد في مسندة عن أبى أيوب
الأنصاري: 5/ 417، 420.
(3/159)
2983- عبد الله أبو سفيان
(د ع) عَبْد اللَّهِ، أَبُو سفيان. روى عروة بْن الزبير،
عَنْ سفيان بْن عَبْد اللَّهِ الثقفي، عَنْ أبيه. ولا يصح
قوله: «عَنْ أبيه» . وهو صحيح لسفيان نفسه من غير ذكر أبيه
[1] .
أخرجه ابن منده وَأَبُو نعيم [2] .
2984- عبد الله بن سلام
(ب د ع) عَبْد اللَّهِ بْن سلام بْن الحارث الإسرائيلي، ثم
الأنصاري. كان حليفاً لهم من بني قينقاع، وهو من ولد يوسف
بْن يعقوب عليهما السلام. وكان اسمه في الجاهلية الحصين،
فسماه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
حين أسلم عَبْد اللَّهِ.
وكان إسلامه لِمَا قدم النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ المدينة مهاجرًا.
روى عنه ابناه: يوسف ومحمد، وأنس بْن مالك، وزرارة بْن
أوفى.
أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد الْفَقِيهُ
وَغَيْرُهُ بِإِسْنَادِهِمْ إِلَى أَبِي عِيسَى قَالَ:
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ سَعِيدٍ الْكِنْدِيُّ، حدثنا
أَبُو محياة يحيى بْن يعلى، عَنْ عَبْد الْمَلِكِ بْن
عمير، عَنِ ابن أخي عَبْد اللَّهِ بْن سلام قال: لما أريد
قتل عثمان رضي اللَّه عنه، جاء عَبْد اللَّهِ بْن سلام
فقال له عثمان: ما جاء بك؟ قال: جئت في نصرك. قال: أخرج
إِلَى الناس فاطردهم عني، فإنك خارج خير إلي منك داخل.
فخرج عَبْد اللَّهِ إِلَى الناس فقال: أيها الناس، إنه كان
اسمي في الجاهلية [3] فلان، فسماني رَسُول اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَبْد اللَّهِ، ونزلت في آيات
من كتاب اللَّه عز وجل، نزل في: وَشَهِدَ شاهِدٌ مِنْ
بَنِي إِسْرائِيلَ عَلى مِثْلِهِ فَآمَنَ
وَاسْتَكْبَرْتُمْ 46: 10 [4] ونزل في: قُلْ كَفى
بِاللَّهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمن عِنْدَهُ
عِلْمُ الْكِتابِ 13: 43 [5] . إن للَّه سيفًا مغمودًا [6]
[عنكم] ، وَإِن الملائكة قد جاوزتكم في بلدكم هذا، الذي
نزل فيه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ، فاللَّه اللَّه في هذا الرجل، أن تقتلوه، فو
الله لئن قتلتموه
__________
[1] ينظر ترجمة سفيان بن عبد الله: 2/ 405.
[2] له ترجمة في الاستيعاب: 921.
[3] كان الظاهر أن يقال: فلانا. خبرا لكان. وما ثبت في
الحديث له وجه في العربية معروف، وهو أن يكون في كان ضمير
الشأن.
[4] الأحقاف: 10.
[5] الرعد: 43.
[6] أي مستورا عنكم.
(3/160)
لتطردن جيرانكم الملائكة، وليسلن [1] سيف
اللَّه المغمود عنكم [2] فلا يغمد إِلَى يَوْم القيامة.
قَالُوا: اقتلوا اليهودي، واقتلوا [3] عثمان [4] .
قال: وأَخْبَرَنَا الترمذي: حدثنا قتيبة، حدثنا اللَّيْث،
عَنْ معاوية بْن صالح، عن ربيعة ابن [5] يَزِيدَ، عَنْ
أَبِي إدريس الخولاني، عَنْ يَزِيدَ [6] بْنِ عميرة قال:
لما حضر معاذ بْن جبل الموت قيل له: يا أبا عبد الرحمن،
أوصنا. فقال: أجلسوني، قال: إن العلم والإيمان مكانهما، من
ابتغاهما وجدهما [7] ، فالتمسوا العلم عند أربعة رهط: عند
عويمر أَبِي الدرداء، وعند سلمان الفارسي، وعند عَبْد
اللَّهِ بْن مسعود، وعند عَبْد اللَّهِ بْن سلام الذي كان
يهوديًا فأسلم، فإني سمعت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: «إنه عاشر عشرة في الجنة [8] » .
روى زرارة بْن أوفى، عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن سلام قَالَ:
لَمَّا قَدِمَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم
المدينة خرجت أنظر فيمن ينظر، فلما رأيت وجهه عرفت أَنَّهُ
ليس بوجه كذاب، وكان أول ما سمعته يقول:
«أفشوا السلام، وأطعموا الطعام، وصلوا الأرحام، وصلوا
بالليل والناس نيام، تدخلوا الجنة بسلام» [9] . توفي عَبْد
اللَّهِ بْن سلام سنة ثلاث وأربعين، قاله أَبُو أحمد
العسكري.
أخرجه الثلاثة.
2985- عبد الله بن سلامة
(ب) عَبْد اللَّهِ بْن سلامة بْن عمير، وهو عَبْد اللَّهِ
بْن [أَبِي] حدرد الأسلمي.
كان من وجوه أصحاب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ، وممن كان يؤمره عَلَى السرايا. وقد تقدم ذكره،
وَإِنما أَبُو أحمد أنكر أن يكون له صحبة أو سماع من
النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وقال:
«الصحبة والرواية لأبيه» فغلط ووهم، والله أعلم.
__________
[1] في سنن الترمذي: ولتسلن. بصيغة الخطاب إلى الجماعة.
[2] في المطبوعة: فيكم. والمثبت عن الأصل، والترمذي.
[3] في الأصل والمطبوعة: وقتلوا. والمثبت عن الترمذي.
[4] تحفة الأحوذي، تفسير سورة الأحقاف: 9/ 137، 138، 139،
وكتاب المناقب: 10/ 305، 306.
[5] في المطبوعة: عن يزيد. وهو خطأ، ينظر تحفة الأحوذي:
10/ 306.
[6] في الأصل والمطبوعة. عن زيد. وهو خطأ أيضا، ينظر
المرجع السابق، والخلاصة.
[7] بعده في الترمذي: «يقول ذلك ثلاث مرات» .
[8] تحفة الأحوذي، كتاب المناقب: 10/ 306، 307. وهذا
الحديث رواه الإمام أحمد في مسندة: 5/ 242، 243 عن قتيبة
بهذا الإسناد، مثله.
[9] الحديث رواه الإمام أحمد في مسندة: 5/ 450 عن يحيى بن
سعيد، عن عوف، عن زرارة، نحوه.
(3/161)
وقال المدائني: عَبْد اللَّهِ بْن أَبِي
حدرد، يكنى أبا مُحَمَّد، توفي سنة إحدى وسبعين، وهو ابن
إحدى وثمانين سنة.
أخرجه أبو عمر.
2986- عبد الله بن سلمة بن مالك
(ب د ع) عَبْد اللَّهِ بْن سلمة بن مالك بن الحارث بن عدي
[بن الجدّ] [1] بن العجلان ابن حارثة بْن ضبيعة [2] البلوي
العجلاني، ثم الأنصاري الأوسي. هو من بلي، وحلفه فِي
الأنصار، فِي بني عَمْرو بْن عوف. يكنى أبا مُحَمَّد، وأمه
أنيسة بنت عدي.
شهد بدرًا، وقتل يَوْم أحد شهيدًا، قتله ابن الزبعري، قاله
ابن إِسْحَاق وغيره [3] .
وقال الدارقطني وابن ماكولا: هو سلمة بكسر اللام.
ولما قتل حمل هو والمجذر بْن ذياد [4] عَلَى ناضح واحد له،
في عباءة واحدة، وكانت أمه قد جاءت إِلَى النَّبِيّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقالت: يا رَسُول اللَّهِ،
ابني عَبْد اللَّهِ بْن سلمة كان بدريًا، وقتل يَوْم أحد،
احببت أن أنقله فآنس بقربه؟ فأذن لها في نقله.
وكان عَبْد اللَّهِ رجلًا جسيمًا ثقيلاً، وكان المجذر
رجلًا خفيفًا قليل اللحم، فاعتدلا عَلَى الناضح، فعجب
الناس لهما فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ساوى
بينهما عملهما. وقَالَ ابْن إِسْحَاق فِي تسمية من شهد
بدرًا من الأنصار من الأوس: عبد الله بن سلمة بن ابن مالك
بْن الحارث بْن عدي بْن العجلان، حليف بني عبيد بْن زيد،
وقتل يَوْم أحد.
وقال موسى بْن عقبة: عَبْد اللَّهِ بن سلمة بن مالك بن
الحارث بن زيد، من بني العجلان الأنصاري، شهد بدرًا. ولم
يقل: إنه من بلي. وبنو العجلان البلويون كلهم حلفاء في بني
عمرو بْن عوف.
أخرجه الثلاثة.
2987- عبد الله بن سلمة المرادي
(س) عَبْد اللَّهِ بْن سلمة المرادي. من تابعي أهل الكوفة،
قيل: أدرك الجاهلية.
أخرجه موسى مختصرا.
__________
[1] سقط من المطبوعة، ففيها: بن عدي بن العجلان.
[2] في المطبوعة: ضبعة. وهو خطأ.
[3] ينظر سيرة بن هشام: 1/ 644، 2/ 124، ومغازي الواقدي:
114، 138، 302.
[4] في المطبوعة: زياد. وهو خطأ نبهنا عليه مرارا.
(3/162)
2988- عبد الله بن أبى سليط
(ب) عَبْد اللَّهِ بْن أَبِي سليط. [1] كان أبوه بدريًا،
وفي صحبة عَبْد اللَّهِ نظر، وهو مدني، روى النهي عَنْ
لحوم الحمر الأهلية.
أخرجه أبو عمر.
2989- عبد الله بن سليمان الليثي
(د ع) عَبْد اللَّهِ بْن سليمان بْن أكيمة الليثي. عداده
في أهل الحجاز.
روى مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ
أُكَيْمَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدّه قَالَ قلت: يا
رَسُول اللَّهِ، إني أسمع منك الحديث لا أستطيع أو أؤديه
كما أسمع منك، يزيد حرفًا أو ينقص حرفا؟
فقال «إذا لم تحلوا حرامًا ولا تحرموا حلالًا، وأصبتم
المعنى، فلا بأس» . فذكر ذلك للحسن فقال: لولا هذا ما
حدثنا.
قاله ابن منده، وقال أَبُو نعيم- وذكر كلام ابن منده-
فقال: رواه الْوَلِيد بْن سلمة الطبراني، عَنْ يعقوب بْن
[2] عَبْد اللَّهِ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ أُكَيْمَةَ، عَنْ
أَبِيهِ، عَنْ جده، مثله. وقد تقدم في حرف السين. فعلى قول
أَبِي نعيم وابن منده تكون الصحبة لسليمان، لا لعبد
اللَّه.
أخرجه ابن منده وأبو نعيم.
2990- عبد الله بن سنان
(س) عَبْد اللَّهِ بْن سنان المزني. وقال ابن أَبِي خيثمة:
عَبْد اللَّهِ بْن عمرو بْن سنان بْن نبيشة [3] بْن سلمة،
من بني لاطم بْن عثمان بْن عمرو، وهو أَبُو علقمة [4] بْن
عَبْد اللَّهِ المزني.
نزل البصرة، أورده ابن منده في عَبْد اللَّهِ بْن عمرو.
أَخْرَجَهُ أَبُو مُوسَى مختصرًا.
2991- عَبْد اللَّه بْن سندر
(ب د ع) عَبْد اللَّهِ بْن سندر الجذامي أبو الأسود. كان
أبوه سندر مولى لزنباع بن سلامة الجذامي، ولسندر [5]
ولابنه عَبْد اللَّهِ صحبة.
__________
[1] أبو سليط هو أسير- أو أسيرة- بن عمرو. مضت ترجمته في:
1/ 116.
[2] في المطبوعة: يعقوب عن عبد الله. والمثبت عن الأصل،
وترجمة سليمان بن أكيمة: 2/ 448.
[3] في المطبوعة: نبشة. والمثبت عن الأصل، والتهذيب: 5/
347.
[4] يروى علقمة عن أبيه وابن عمر، وعنه بكر المزني وحميد
الطويل وقتادة، قال على بن عبد الله المديني، علقمة بن عبد
الله المزني ثقة. ينظر الجرح: 3/ 1/ 406، والخلاصة.
[5] مضت ترجمته في: 2/ 464، 645.
(3/163)
روى عنه ابنه، وَأَبُو الخير مرثد بْن
عَبْد اللَّهِ اليزني، وربيعة بْن لقيط.
روى ابن لهيعة، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حبيب، أن أبا
الخير حدثه، أَنَّهُ سمع ابن سندر يقول:
أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
قال: «أسلم سالمها اللَّه، وغفار غفر اللَّه لها [1] ،
وتجيب أجابت اللَّه ورسوله» قال أَبُو الخير: يا أبا
الأسود، أسمعت النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ يذكر تجيبًا؟ قال: نعم. قال: وأحدث الناس عنك
بهذا؟ قال: نعم.
وله حديث آخر أن أباه كان عبدًا لزنباع الجذامي، فخصاه
وجدعه، فأتى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
فأخبره، فأغلظ، لزنباع القول.
أخرجه الثلاثة.
2992- عبد الله بن سهل بن حنيف
(د ع) عَبْد اللَّهِ بْن سهل بْن حنيف الأنصاري. ولد عَلَى
عهد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
وقد تقدم نسبه عند ذكر أبيه [2] . وأمه أميمة التي كانت
امرأة حسان بْن الدحداح، وفيها نزلت إِذا جاءَكَ
الْمُؤْمِناتُ يُبايِعْنَكَ 60: 12 [3] رواه ابن وهب، عَنِ
ابن لهيعة، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حبيب: أَنَّهُ بلغه
ذلك. والصحيح أن عَبْد اللَّهِ يروي عَنْ أبيه سهل بْن
حنيف.
أَخْبَرَنَا أَبُو ياسر بْن أبي حبة بإسناده عن عبد الله
بن أحمد قال: حدثني أبى، حدثنا زكريا ابن عدي، حدثنا عبيد
اللَّه [4] بْن عمرو، عَنْ عبد الله بن محمد بن عقيل، عن
عبد الله ابن سهل بن حنيف، عن أبيه قال: رسول الله صلى
الله عليه وسلم: «من أعان مجاهدًا في سبيل اللَّه [أو
غارمًا في عسرته [5]] أو مكاتبًا في رقبته، أظله اللَّه
[في ظله [5]] يَوْم لا ظل إلا ظله [6] » . أخرجه ابن منده
وَأَبُو نعيم، وقال أَبُو نعيم: الصحيح روايته عَنْ أبيه.
__________
[1] الأحاديث في فضل أسلم وغفار كثيرة، ينظر صحيح مسلم،
كتاب فضائل الصحابة: 7/ 176- 179. ومسند أحمد: 2/ 20.
[2] ينظر: 2/ 470.
[3] الممتحنة: 12.
[4] في المطبوعة: عبد الله بن عمر. وفي الأصل: لعبيد الله
بن عمر. والصواب ما أثبتناه عن المسند، وهو عبيد الله ابن
عمرو بن أبى الوليد الأسدي، مولاهم، ابن وهب الجزري، أحد
الأئمة، يروى عن عبد الملك بن عمير، وعبد الله بن محمد بن
عقيل، وعنه زكريا ويوسف ابنا عدي. ينظر الخلاصة، والتهذيب:
7/ 42.
[5] عن المسند.
[6] مسند أحمد: 3/ 487.
(3/164)
2993- عبد الله بن سهل بن رافع
(ب ع س) عَبْد اللَّهِ بْن سهل بْن رافع الأنصاري ثم
الأشهلي، من بني زعوراء بْن عبد الأشهل. وقيل: إنه من
غسان، وهو حليف لبني عبد الأشهل، قال أَبُو عمر: ونسبه
بعضهم فقال: عَبْد اللَّهِ بْن سهل بْن زيد بْن عامر بْن
عمرو بْن جشم بْن الحارث بْن الخزرج بن عمرو ابن مالك بْن
الأوس، الأنصاري الأوسي، وأما النسب الأول فذكره أَبُو
نعيم وقال: ذكره ابن إِسْحَاق وموسى بْن عقبة فيمن شهد
بدرا من الأنصار، من بني عبد الأشهل وحلفائهم.
أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَر بْن السمين بِإِسْنَادِهِ إِلَى
يونس بْن بكير، عَنِ ابن إِسْحَاق، في تسمية من شهد بدرا
من الأنصار، من بني عبد الأشهل: وعبد اللَّه بْن سهل [1] .
أخرجه أبو عمر، وأبو نعيم، وأبو موسى. وقال أَبُو موسى،
عَنْ أَبِي نعيم بِإِسْنَادِهِ إِلَى ابن شهاب: إنه شهد
بدرًا، وقال: أخرجه أَبُو نعيم مفردًا عَنْ غيره، ويحتمل
أن يكون المقتول بخيبر، ذكرناه في ترجمة رافع بْن سهل.
انتهى كلام أَبِي موسى، وقد ذكر ابن إِسْحَاق فيمن قتل من
المسلمين يَوْم الخندق.
عَبْد اللَّهِ بْن سهل [2] ، من بني عبد الأشهل، والله
أعلم.
قلت: الذي أظنه أن النسب الذي ذكره أَبُو عمر عَنْ بعضهم
ليس المذكور أولًا فإن الأول من بني عبد الأشهل، [وهذا من
بني عمرو بْن جشم بْن الحارث، وعمرو أخو عبد الأشهل] ،
وكثيرًا ما ينسبون ولد الأخ القليلي العدد إِلَى الأخ
المشهور، وقد ذكرنا له أمثالًا كثيرة في غير موضع من
كتابنا هذا، والله أعلم. وليس هو الذي يأتي في الترجمة
التي بعد هذه، فإن الذي يأتي هو عَبْد اللَّهِ بْن سهل بْن
زيد، وهو ابن أخي حويصة، من بني حارثة بْن الحارث بْن
الخزرج، يجتمع هو والذي ذكره في الحارث بْن الخزرج، فلعله
غيرهما، أو هو اختلاف في النسب.
وقد تقدم نسبه عند ذكر أخيه رافع بن سهل [3] .
2994- عبد الله بن سهل بن زيد
(ب د ع) عَبْد اللَّهِ بْن سهل بْن زيد الأنصاري الحارثي.
قتيل اليهود بخيبر، وهو أخو عبد الرحمن، وابن أخي حويصة
ومحيّصة، وبسببه كانت القسامة.
__________
[1] سيرة ابن هشام: 1/ 687.
[2] سيرة ابن هشام: 2/ 252.
[3] ينظر: 2/ 193.
(3/165)
قال ابن منده بِإِسْنَادِهِ إِلَى يونس بْن
بكير، عَنِ ابن إِسْحَاق، عَنِ الزُّهْرِيّ، عَنْ بشير ابن
أَبِي حبشان مولى بني حارثة عَنْ سهل بْن حنيف قال: أصيب
عَبْد اللَّهِ بْن سهل بخيبر، وكان خرج إليها في أصحاب له
يمتارون تمرًا، فوجد في عين قد كسرت عنقه، ثم طرح فيها
فدفنوه، ثم قدموا عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فذكروا له شانه ... وذكر الحديث.
رواه مالك في الموطأ، عَنْ أَبِي ليلى [بْن] [1] عَبْد
اللَّهِ بْن عبد الرحمن بْن سهل، عَنْ سهل بْن حنيف، قاله
ابن منده.
قال أَبُو نعيم: حدث بعض المتأخرين- يعني ابن منده- من
حديث يونس، عَنِ ابن إِسْحَاق عَنِ الزُّهْرِيّ، عَنْ بشير
بْن أَبِي حبشان مولى بني حارثة، عَنْ سهل بْن حنيف، فوهم
في موضعين:
في «أَبِي حبشان» وهو يسار [2] مشهور لا خلاف فيه أَنَّهُ
بشير بن يسار، والآخر في: سهل ابن حنيف، وهو سهل بْن أَبِي
حثمة [3] لا خلاف فيه. ومن أعجبه أَنَّهُ استشهد بحديث
مالك، فقال رواه، مالك في الموطأ عَنْ أَبِي ليلى، عَنْ
سهل بْن حنيف. وفي الموطأ خلاف ما ذكر، فإنه سهل بْن أَبِي
حثمة [3] ، وليس لسهل بْن حنيف في هذا الحديث ذكر.
قلت: الذي رويناه من مغازي بْن إِسْحَاق رواية يونس بْن
بكير عنه: بشير بْن يسار [2] .
كما ذكره أَبُو نعيم، فلا أعلم الوهم من أين دخل عَلَى ابن
منده، ولعل الكاتب قد كتب يسار، وأمال الياء فظنها ابن
منده حاء، وأما حديث الموطأ فأَخْبَرَنَا به فتيان الجوهري
بِإِسْنَادِهِ إِلَى القعنبي، عَنْ مالك، عَنْ أَبِي ليلى
بْن عَبْد اللَّهِ بْن عبد الرحمن بْن سهل، عَنْ سهل بْن
أَبِي حثمة [3] أَنَّهُ أخبره رجال من كبراء قومه: أن
عَبْد اللَّهِ بْن سهل ومحيصة خرجا إِلَى خيبر من جهد
أصابهم، فأتى محيصة فأخبر أن عَبْد اللَّهِ بْن سهل قد قتل
وطرح في فقير [4] بئر أو عين، فأتى يهود وقال: أنتم والله
قتلتموه ... وذكر الحديث، فليس لسهل بْن حنيف فيه ذكر،
والله أعلم. ورواه مالك أيضًا عَنْ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ،
عَنْ بُشَيْرِ بْنِ يَسَارٍ.
__________
[1] سقط من المطبوعة، والحديث رواه مالك في الموطأ، كتاب
القسامة، الحديث 1: 877.
[2] في المطبوعة: بشار. وهو خطأ، والصواب عن الأصل، وسيرة
ابن هشام: 2/ 355، وسيأتي ضبط ابن الأثير لها.
ونص السيرة: «قال ابن إسحاق: فحدثني الزهري عن سهل بن أبى
حثمة، وحدثني أيضا بشير بن يسار مولى بنى حارثة، عن سهل بن
أبى حثمة» .
[3] في المطبوعة: خيثمة. وهو خطأ، والمثبت عن الأصل،
والسيرة، والموطأ، وقد مضت ترجمته في:
2/ 468.
[4] في المطبوعة: قعر، والمثبت عن الأصل والموطأ. والفقير:
البئر القريبة القعر الواسعة الفم. وقيل: الحفرة التي تكون
حول النخل.
(3/166)
بشير: بضم الباء الموحدة، وفتح الشين
المعجمة. ويسار: بالياء تحتها نقطتان، والسين المهملة.
أخرجه الثلاثة.
2995- عبد الله بن سهيل العامري
(ب د ع) عَبْد اللَّهِ بْن سهيل [1] بْن عمرو العامري، من
بني عامر بْن لؤي. وتقدم نسبه عند أبيه، وأمه وأم أخيه
أَبِي جندل فاختة بنت عَامِر بْن نوفل بْن عبد مناف،
وأخوهما لأمهما.
أَبُو إهاب بْن عزيز بْن قيس بْن سويد من بني تميم [2] .
قال ابن منده: له صحبة، ذكر في المغازي، ولا يعرف له
رواية. ورواه عَنِ ابن إِسْحَاق.
وقال أَبُو عمر: يكنى أبا سهيل [3] ، وهاجر إِلَى الحبشة
الهجرة الثانية في قول ابن إِسْحَاق والواقدي، ثم رجع
إِلَى مكة، فأخذه أبوه فأوثقه عنده، وفتنه في دينه، فأظهر
العود عَنِ الإسلام وقلبه مطمئن به، [يعني بالإسلام] ، ثم
خرج مع أبيه إِلَى بدر وكان يكتم أباه إسلامه، فلما نزل
رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بدرًا،
فر إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ من أبيه. وشهد بدرا مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ والمشاهد كلها، وكان من فضلاء
الصحابة، وهو أحد الشهود في صلح الحديبية، وهو أسن من أخيه
أَبِي جندل.
وهو الذي أخذ الأمان لأبيه يَوْم الفتح، أتى رسول الله صلى
الله عليه وسلم فقال: يا رَسُول اللَّهِ، أَبِي تؤمنه؟
قال: هو آمن بأمان اللَّه، فليظهر. ثم قال رَسُول اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لمن حوله: من رأى سهيل
ابن عمرو فلا يشد إليه النظر. فلعمري إن سهيلًا له عقل
وشرف، وما مثل سهيل جهل الإسلام.
فخرج عَبْد اللَّهِ إِلَى أبيه فأخبره مقالة رَسُول
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقال سهيل:
كان والله برًا كبيرًا وصغيرًا. واستشهد عَبْد الله بن
سهيل بن يوم اليمامة، سنة اثنتي عشرة، وهو ابن ثمان
وثلاثين سنة.
أخرجه الثلاثة.
__________
[1] في المطبوعة: سهل. والصواب عن الأصل، والاستيعاب: 925،
والسيرة: 1/ 685، وكتاب نسب قريش، 419، وترجمة أبيه فيما
تقدم: 2/ 480.
[2] كتاب نسب قريش: 420.
[3] في المطبوعة: سهل. والمثبت عن الاستيعاب: 925.
(3/167)
2996- عَبْد اللَّهِ بْن سهيل أخو أَبِي
جندل
(د) عَبْد اللَّهِ بْن سهيل بْن عمرو، أخو أَبِي جندل بْن
سهيل. شهد بدرًا.
أخرجه ابن منده وحده ترجمة ثانية، وروى بِإِسْنَادِهِ عَنِ
ابن إِسْحَاق أَنَّهُ قال في تسمية من شهد بدرا، مع رَسُول
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، من بني عَامِر
بْن لؤي، ثُمَّ من بني مالك بْن حسل:
عَبْد اللَّهِ بْن سهيل بْن عمرو. انتهى كلامه.
قال أَبُو نعيم: كرره بعض المتأخرين، فجعله ترجمتين، فمرة
قال: «عَبْد اللَّهِ بن سهيل ابن عمرو بْن عبد شمس» . ومرة
قال: «عَبْد اللَّهِ بْن سهيل، أخو أَبِي جندل بْن سهيل» .
وهما واحد.
قلت: الحق مع أَبِي نعيم، هما واحد. إلا أَنَّهُ قال: كرره
بعض المتأخرين فجعله ترجمتين- يعني ابن منده- وَإِنما في
نسخ كتاب ابن منده التي رأيناها، وهي عدة نسخ، ثلاث تراجم،
والجميع واحد. وقد تقدم ترجمتان، والثالثة هي التي نذكرها
بعد هذه.
أخرجه ابن مندة.
2997- عبد الله بن سهيل
(د) عَبْد اللَّهِ بْن سهيل. من مهاجرة الحبشة، يقال: إنه
غير الأول.
قاله ابن منده، وروى بِإِسْنَادِهِ عَنِ ابن عباس أَنَّهُ
قال: وممن هاجر إِلَى أرض الحبشة:
عَبْد اللَّهِ بْن سهيل. انتهى كلام ابن منده.
قلت: وهذا هو الأول والثاني، لا شبهة فيه، ولعله قد دخل
عليه الوهم أَنَّهُ رآه في تسمية من شهد بدرًا، ولم ير له
ذكرًا فيمن هاجر إِلَى الحبشة. ورآه في موضع آخر فيمن هاجر
إِلَى الحبشة، فظنه غير الأول، ولقد أحسن أَبُو عمر في
الذي ذكره، أتى بالجميع في ترجمة واحدة، والله أعلم.
2998- عبد الله بن سويد
(ب د ع) عَبْد اللَّهِ بْن سويد الأنصاري الحارثي، أحد بني
حارثة. لَهُ صحبة، عداده فِي أهل المدينة.
روى اللَّيْث بْن سعد، عَنْ عَقِيلٌ، عَنِ الزُّهْرِيّ،
عَنْ ثَعْلَبَةَ بْنِ أَبِي مالك: أنه سأل عبد الله ابن
سويد الحارثي- وكان من أصحاب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَنِ الإذن في العورات الثلاث، يعني
قوله تعالى: لِيَسْتَأْذِنْكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ
أَيْمانُكُمْ 24: 58 ... الآية [1] . قال: لا جناح فيما
سواهن.
__________
[1] النور: 58.
(3/168)
وقال أَبُو أحمد العسكري: ذكر بعضهم
أَنَّهُ لا تصح صحبته [1] ، وقال: روى عَنْ أم حميد عمته،
وهي امرأة أَبِي حميد الساعدي. روى عنه ثعلبة بْن أَبِي
مالك.
أخرجه الثلاثة.
2999- عبد الله بن سيدان
(س) عَبْد اللَّهِ بْن سيدان [2] السلمي. ذكره ابن شاهين
وقال: ذكروا أَنَّهُ رَأَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وقد روى عَنْ أَبِي بكر الصديق
أَنَّهُ صلى معه الجمعة، وقال: صليت مع عمر، وعثمان [وعلي]
رضي اللَّه عنهم.
رواه ابن شاهين، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سعد كاتب الواقدي.
أخرجه أَبُو موسى.
3000- عبد الله بن سيلان
(د ع) عَبْد اللَّهِ بْن سيلان. يعد في الكوفيين، روى عنه
قيس بْن أَبِي حازم، سماه أَبُو علي النيسابوري الحافظ [3]
، روى قيس، [عَنِ] ابن سيلان: أَنَّهُ سمع النَّبِيّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ورفع رأسه إِلَى السماء
يقول: سبحان اللَّه، يرسل عليكم الفتن إرسال القطر. أخرجه
ابن منده وَأَبُو نعيم.
قال الأمير أَبُو نصر: سيلان: بكسر السين، وسكون الياء
تحتها نقطتان. ابن سيلان له صحبة، روى حديثه بيان بْن بشر،
عَنْ قيس، عنه.
3001- عبد الله بن شبل الأنصاري
(ب د ع) عَبْد اللَّهِ بْن شبل بْن عمرو بْن نجدة بْن مالك
بْن عمرو، من بنى السّميعة، ثم من الخزرج. من نقباء
الأنصار.
__________
[1] ذكر ابن حجر في التهذيب 5/ 249: «أثبت صحبته البخاري
وأبو حاتم وغيرهما، وقال السكرى (كذا) : قال بعضهم: لا تصح
له صحبة، وكأنه اشتبه عليه بغيره» .
وقال ابن حاتم في الجرح 2/ 2/ 66: «له صحبة، قال: لم يعمل
أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم بهذه الآية غيري:
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنْكُمُ
الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ) 24: 58، روى عنه ثعلبة
بن أبى مالك القرظي» .
[2] سيدان: بكسر السين، كما في تاج العروس. ويقول ابن أبى
حاتم في الجرح 2/ 2/ 68: «عبد الله بن سيدان الرمي، مولى
بنى سليم» .
[3] هو محمد بن على بن عمر. قال الذهبي في العبر 2/ 245:
«أحد الضعفاء» وينقل عن الحاكم في ميزان الاعتدال 3/ 652:
«سمع من أحمد بن الأزهر، ومحمد بن يزيد، وإسحاق بن عبد
الله بن رزين، فلو اقتصر على هؤلاء لصار محدث عصره، لكنه
حدث عن شيوخ أبيه: محمد بن رافع وأقرانه، وأتى أيضا عنهم
بالمناكير» . مات سنة 337.
(3/169)
قال ابن عِيسَى: عَبْد اللَّهِ بْن شبل،
أحد نقباء الأنصار، وممن نزل حمص، وشهد بيعة الرضوان.
وقيل: إنه أخو عبد الرحمن بْن شبل. أورده ابن أَبِي عاصم،
وَأَبُو عروبة، وابن شاهين، وغيرهم.
أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ مَحْمُودٍ إِجَازَةً
بِإِسْنَادِهِ إِلَى أبي بكر بن الضحاك بن مخلد، حدثنا
محمد ابن عَوْفٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل بْن
عَيَّاشٍ [1] ، عَنْ أبيه، عَنْ ضَمْضَمِ بْن [2]
زُرْعَةَ، عَنْ شُرَيْحِ بْن عبيد قال: قال يزيد بْن خمير
[3] ، عَنْ حديث عَبْد اللَّهِ بْن شبل، عن رسول الله صلى
الله عليه وسلم أَنَّهُ قال «اللَّهمّ العن رجلًا- سماه-
واجعل قلبه قلب سوء، وأملأ جوفه من رضف [4] جهنم» . توفي
عَبْد اللَّهِ أيام معاوية.
أخرجه أبو نعيم، وأبو عمر، وأبو موسى.
3002- عبد الله بن شبيل الأحمسي
(ب) عَبْد اللَّهِ بْن شبيل الأحمسي. في صحبته نظر، قدم
أذربيجان في سنة ثمان وعشرين غازيًا، في خلافة عثمان،
فأعطوه الصلح الذي كان صالحهم عليه حذيفة.
أخرجه أَبُو عمر.
وقال الطبري: إن عَبْد اللَّهِ بْن شبيل كان عَلَى مقدمة
الْوَلِيد بْن عقبة لما غزا أذربيجان، حين نقضوا الصلح،
فأغار عَبْد اللَّهِ عَلَى أهل موقان [5] والتتر
والطيلسان، ففتح وغنم وسبى، فطلب أهل أذربيجان الصلح،
فصالحهم.
3003- عبد الله بن الشخير
(ب د ع) عَبْد اللَّهِ بْن الشخير بْن عوف بن كعب بْن
وقدان بْن الحريش- واسمه معاوية ابن كعب بْن ربيعة بْن
عامر بْن صعصعة العامري ثم الكعبي، ثم من بني الحريش- وهو
بطن من بني عامر بْن صعصعة. له صحبة، سكن البصرة.
__________
[1] في المطبوعة: عباس. وهو خطأ، ينظر الخلاصة، والمشتبه:
432.
[2] في المطبوعة: ضمضم عن زرعة. وهو خطأ. ينظر الخلاصة.
[3] في المطبوعة: حمير. بالحاء، وهو خطأ. ينظر التهذيب:
11/ 324، والمشتبه: 251.
[4] الرضف: الحجارة المحماة.
[5] موقان: ولاية فيها قرى ومروج كثيرة يحتلها التركمان
للرعي. والطيلسان: إقليم واسع كثير البلدان والسكان، من
نواحي الديلم والخزر.
(3/170)
أَخْبَرَنَا عبد الوهاب بْن هبة اللَّه،
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ
الحسين ابن حَسْنُونٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ
أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ الدَّقَّاقُ،
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو الْقَاسِمِ ابن الحسن بن على
بن المندر، أَخْبَرَنَا أبو علي الحسين بْن صفوان البرذعي،
أخبرنا أبو بكر ابن أَبِي الدنيا، حدثنا خَالِد بْن خداش،
حدثنا مهدي بن ميمون، عن عيلان بْن جرير، عَنْ مطرف بْن
عَبْد اللَّهِ بْن الشخير، عَنْ أبيه أَنَّهُ قال: قدمت
على رسول الله صلى الله عليه وسلم في رهط، من بني عامر
فقالوا: يا رَسُول اللَّهِ، أنت سيدنا، وأنت والدنا، وأنت
أفضلنا علينا فضلًا، وأنت أطولنا علينا طولًا، وأنت الجفنة
الغرّاء، وأنت وأنت. فقال: قولوا بقولكم ولا يستهوينكم
الشيطان» [1] . أَخْبَرَنَا إسماعيل بن علي وإبراهيم بن
محمد وغيرهما، قَالُوا: أَخْبَرَنَا الْكَرُوخِيُّ
بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَبِي عِيسَى التِّرِمْذِيِّ قَالَ:
حَدَّثَنَا مَحْمُودُ بْنُ غَيْلانَ، حَدَّثَنَا وهب بْن
جرير، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ
مُطَرِّفِ بْنِ عبد الله بن الشخير، عَنْ أبيه: أَنَّهُ
انتهى إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
وهو يقرأ:
أَلْهاكُمُ التَّكاثُرُ 102: 1 قال: «يقول ابن آدم: مالي
مالي، وهل لك من مالك إلا ما تصدقت فأمضيت، أو أكلت
فأفنيت، أو لبست فأبليت [2] » . أخرجه الثلاثة.
3004- عبد الله بن سداد
(ب) عَبْد اللَّهِ بْن شداد بْن أسامة بْن عمرو- وهو الهاد
بْن عَبْد اللَّهِ بن جابر بن بر [3] ابن عتواره بْن عامر
بْن ليث بْن بكر بْن عبد مناة بن كنانة الكناني الليثي ثم
العتواري، وَإِنما قيل لجده: «الهاد» لأنه كان يوقد نارًا
بالليل، ليهتدي بها الأضياف، ويقال لابنه: «شدّاد ابن
الهاد» نسب إلى جده.
__________
[1] الحديث رواه الإمام أحمد بإسناده إلى غيلان عن مطرف
(المسند: 4/ 25) ، وكذا رواه ابن سعد في طبقاته بإسناده
إلى يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الشِّخِّيرِ عَنْ
أبيه، وفيها أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال بعد أن
ذكروا مقالتهم: «مه مه» قولوا بقولكم، ولا يستجرينكم
الشيطان، السيد الله، السيد الله، السيد الله» (طبقات ابن
سعد: 7/ 1/ 22) .
وقد كانت العرب تدعو السيد طعام جفنة، لأنه يضعها ويطعم
الناس فيها، فسمى باسمها. والغراء: البيضاء، أي أنها
مملوءة بالشحم والدهن.
ومعنى (قولوا بقولكم) رأى: بقول أهل دينكم وملتكم، أي:
أدعونى رسولا ونبيا، كما سماني ربى، لا تسموني.
سيدا، كما تسمون رؤساءكم، لأنهم كانوا يحسبون أن السيادة
بالنّبوّة كالسيادة بأسباب الدنيا.
[2] تحفة الأحوذي، تفسير سورة ألهاكم التكاثر: 9/ 286،
287.
[3] كذا في أصلنا: «جابر بن بر» في ترجمة عبد الله، وترجمة
أبيه شداد بن الهاد وقد سبق في ترجمة شداد 2/ 509، «جابر
بن بشر» فيصحح.
(3/171)
ولد عَبْد اللَّهِ عَلَى عهد النَّبِيّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، روى عَنْ أبيه، وعن
عمر، وعلي. روى عنه الشعبي وَإِسْمَاعِيل بْن مُحَمَّدِ
بْنِ سعد، وغيرهما.
أخرجه أَبُو عمر.
3005- عبد الله بن أبى شديدة
(د ع) عَبْد اللَّهِ بْن أَبِي شديدة. يعد في أهل الطائف،
لا تصح صحبته. روى عنه المغيرة بْن سَعِيد الطائفي [1] .
قال المغيرة: دخلت مع عَبْد اللَّهِ بْن أَبِي شديدة
بستانًا، وفيه سدرة قد علت، فقلت:
لو قطعتها؟ فقال: معاذ اللَّه، أن رَسُول الله صلى الله
عليه وسلم قال: «من قطع سدرة من غير زرع، بنى اللَّه له
بيتًا فِي النار» . أخرجه ابن منده وَأَبُو نعيم. وقد نسبه
ابن قانع فقال: عَبْد اللَّهِ بْن أَبِي شديدة بْن عَبْد
الله ابن ربيعة بن الحارث بن حبيب بن الحارث بْن مالك بْن
حطيط بْن جشم بن قسى- وهو ثقيف- الثقفي.
3006- عبد الله بن شرحبيل
(د ع) عَبْد اللَّهِ بْن شرحبيل، أَبُو علقمة. نسبه يحيى
بْن يونس الشيرازي، ذكره في الصحابة، وعداده فِي
التَّابِعِينَ.
أَخْرَجَهُ ابْنُ مَنْدَهْ وَأَبُو نُعَيْمٍ مختصرًا.
3007- عَبْد اللَّه بْن شريح
(س) عَبْد اللَّهِ بْن شريح- وقيل: عمرو- وهو ابن أم
مكتوم، من بني عبد غنم بن عامر ابن لؤي. نسبه أَبُو موسى
عَنِ ابن شاهين هكذا وقال: قدم المدينة مهاجرًا بعد بدر
بسنتين، وكان قد ذهب بصره، وشهد القادسية ومعه الراية، ثم
رجع إِلَى المدينة ومات بها، ولم يسمع له بذكر بعد عمر.
وكان النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يستخلفه
عَلَى المدينة في بعض غزواته، وقد اختلف في اسمه، ويرد في
«عمرو بْن قيس» ويحقق نسبه هناك إن شاء اللَّه تعالى.
أخرجه أَبُو موسى.
__________
[1] كذا، ولعله المغيرة بن سعد الطائي، ينظر الجرح: 4/ 1/
223، والتهذيب: 10/ 261.
(3/172)
3008- عبد الله بن شريك
(ب س) عَبْد اللَّهِ بْن شريك بْن أنس بْن رافع بْن امرئ
القيس بْن زيد بْن عبد الأشهل الأنصاري الأوسي ثُمَّ
الأشهلي، شهد أحدا مع أبيه شريك.
أخرجه أَبُو عمر وَأَبُو موسى.
3009- عبد الله بن شقي بن رقى
(س) عَبْد اللَّهِ بْن شفي بْن رقي بْن زيد بن ذي العابل
بْن رحيب [1] بن ينحض [2] ابن تزايد بْن العبل بْن عَمْرو
بْن مَالِك بْن زَيْد بْن رعين الرعيني ثم العبلي.
وفد عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
ورجع إِلَى اليمن، وعقد له معاذ بْن جبل لواء باليمن، وهو
أول لواء عقده باليمن، وقاتل أهل الردة، فقتل أخوه جرادة
بْن شفي.
شهد عَبْد اللَّهِ فتح مصر، وقد ذكره هانئ بن المنذر، وهو
رجل معروف من أهل مصر، وهو من العبل.
ذكر جميع ذلك أَبُو سعيد بن يونس.
أخرجه أبو موسى.
3010- عبد الله بن شمر
(د ع) عَبْد اللَّهِ بْن شمر الخولاني. له صحبة، شهد فتح
مصر، قاله ابن يونس.
أخرجه ابن منده وَأَبُو نعيم، وقال أَبُو نعيم: عداده في
التابعين.
3011- عبد الله بن شهاب الزهري الأكبر
(ب د) عَبْد اللَّهِ بْن شهاب بْن عَبْد اللَّهِ بْن
الحارث بْن زهرة بْن كلاب بْن مرة القرشي الزُّهْرِيّ. هو
جد ابن شهاب الزُّهْرِيّ [الفقيه] في قول. قال الزبير: هما
أخوان، عَبْد اللَّهِ الأكبر وعبد اللَّه الأصغر ابنا شهاب
بْن عَبْد اللَّهِ، كان هذا الأكبر اسمه عبد الجان فسماه
رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد اللَّهِ، وهو من
المهاجرين إِلَى أرض الحبشة، ومات بمكة قبل الهجرة إِلَى
المدينة، وأخوه عَبْد اللَّهِ بْن شهاب الأصغر، شهد أحدًا
مع المشركين، ثم أسلم بعد ومات بمكة، وهو جد ابن شهاب [3]
. هذا قول الزبير.
__________
[1] كذا ضبط في أصلنا.
[2] في المطبوعة: بيحص. وفي الأصل: ينحص. والمثبت عن تاج
العروس، مادة: «عبل» : 8- 3.
[3] ينظر كتاب نسب قريش: 274.
(3/173)
قال ابن إِسْحَاق: هو الذي شج وجه رَسُول
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وابن قميئة
جرح وجنته، وعتبة ابن أَبِي وقاص كسر رباعيته [1] .
وحكى الزبير، عَنْ عبد الرحمن بْن عَبْد اللَّهِ بْن عبد
العزيز قال: ما بلغ أحد الحلم من ولد عتبة بْن أَبِي وقاص
إلا بخر [2] أو هتم، لكسر عتبة رباعية رَسُول اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وقيل: إن عَبْد اللَّهِ بْن شهاب الأصغر هو جد الزُّهْرِيّ
الفقيه من قبل أمه، وأما جده من قبل أبيه فهو عَبْد
اللَّهِ الأكبر.
وقيل: إن عَبْد اللَّهِ الأصغر هو الذي هاجر إِلَى أرض
الحبشة، وأنه جد الزُّهْرِيّ، وأنه هو الذي مات بمكة بعد
عوده من الحبشة قبل الهجرة إِلَى المدينة.
وقد روي أن ابن شهاب قيل [له] : أشهد جدك بدرًا؟ قال: من
ذلك الجانب. يعني مع المشركين، والله أعلم أي جديه أراد.
أخرجه أَبُو عمر وابن منده.
3012- عَبْد اللَّهِ بْن شهاب الزهري الأصغر
عَبْد اللَّهِ بْن شهاب الزُّهْرِيّ. وهو أخو عَبْد
اللَّهِ المذكور قبل هذه الترجمة، وهو أصغر من الأول، وقد
تقدم من ذكر هذا في ترجمة أخيه ما فيه كفاية، وقد انقرض
ولد شهاب بْن عَبْد اللَّهِ، قاله الزبير.
3013- عبد الله بن الشياب
(د ع) عَبْد اللَّهِ بْن الشياب [3] . عداده في أهل حمص،
سماه ابن أَبِي داود عَبْد اللَّهِ.
روى خَالِد بْن معدان، عَنِ ابن أَبِي بلال قال: قال ابن
الشياب: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يَوْم الشعب
آخر أصحابة، ليس بينه وبين العدو غير عمه حمزة رضي اللَّه
عنه، يقاتل العدو، فرصده وحشي فقتله، وقد قتل اللَّه بيد
حمزة من الكفار واحدًا وثلاثين، وكان يسمى أسد اللَّه.
أخرجه ابن مندة وأبو نعيم.
__________
[1] الرباعية: السن التي بين الثنية والناب.
[2] بخرفه: أنتن ريحه. وهتم: انكسرت ثناياه.
[3] الشياب: بفتح الشين وتشديد الياء، كما في المشتبه:
387، وتبصير المنتبه: 767.
(3/174)
3014- عبد الله بن أبى شيخ
(س) عَبْد اللَّهِ بْن أَبِي شيخ المحاربي. سماه ابن أَبِي
داود عَبْد اللَّهِ. روى عنه عاصم ابن بحير [1] : أن
رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أتاهم
فقال: يا معشر محارب، نصركم اللَّه، لا تسقوني حلب [2]
امرأة. قال ابن أَبِي داود: لم يرو عَبْد اللَّهِ بْن
أَبِي شيخ غيره.
أخرجه أَبُو موسى.
3015- عَبْد الله بن صعصعة
عَبْد اللَّهِ بْن صعصعة بْن وهب بْن عدي بْن مالك بْن عدي
بْن عامر بْن غنم بْن عدي بْن النجار الأنصاري الخزرجي
ثُمَّ النجاري.
شهد أحدًا والمشاهد بعدها، وقتل يوم الجسر [3] .
3016- عبد الله بن صفوان الجمحيّ
(ب س) عَبْد اللَّهِ بْن صفوان بْن أمية بْن خلف الجمحي.
ذكر نسبه عند أبيه.
روى عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
أَنَّهُ قال. «ليغزون هذا البيت جيش يخسف بهم بالبيداء» .
منهم من جعله [4] مرسلًا، ومنهم من أدخله في المسند. روى
عنه جماعة منهم ابنه أمية، وكان مع ابن الزبير لما حصره
الحجاج، فبذلوا له الأمان حين تفرق الناس عَنِ ابن الزبير.
فقال له ابن الزبير: قد أقلتك بيعتي. فقال: «إني والله ما
قاتلت معك لك، ما قاتلت إلا عَنْ ديني» . ولم يقبل الأمان.
وقتل عَبْد اللَّهِ بْن صفوان يَوْم قتل عَبْد اللَّهِ بْن
الزبير، منتصف جمادى الآخرة من سنة ثلاث وسبعين، وبعث
الحجاج برأسه ورأس ابن الزبير ورأس عمارة بن عمرو ابن حزم
إِلَى المدينة، فنصبوها وجعلوا يقربون رأس ابن صفوان إِلَى
رأس ابن الزبير كأنه يساره، يسخرون بذلك، ثم بعثوا الرءوس
إِلَى عبد الملك بن مروان [5] .
__________
[1] في المشتبه 48: «وعاصم بن بحير تابعي [يعنى بضم الباء]
وقيل بالفتح» .
[2] الحلب- بفتح الحاء واللام. والمعنى: لا تسقونى لبنا
حلبته امرأة. يقول ابن الأثير: وذلك أن حلب النساء عيب عند
العرب، يعيرون به، فلذلك تنزه عنه.
[3] في الإصابة: ذكره العدوي، واستدركه ابن فتحون وابن
الأثير.
[4] الحديث رواه مسلم في كتاب الفتن: 8/ 167 عن عمرو
الناقد وابن أبى عمر، عن سفيان بن عيينة، عن أمية بن
صفوان، عن جده عبد الله بن صفوان، عن حفصة ترفعه. وكذا
رواه الإمام أحمد في مسندة: 6/ 285، 286، 287.
[5] ينظر الكامل لابن الأثير: 4/ 21- 27.
(3/175)
روى مجاهد، عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن صفوان
قال: استشفعت بالعباس عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ليبايع أَبِي عَلَى الهجرة، فقال: لا
هجرة بعد الفتح. فأقسم عليه العباس، فبايعه النَّبِيّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وقال:
قد أبررت عمي، ولا هجرة بعد الفتح [1] . أخرجه أبو عمرو
أبو موسى.
3017- عبد الله بن صفوان الأنصاري
(د ع) عَبْد اللَّهِ بْن صفوان الأنصاري. وقيل: صفوان بْن
عَبْد اللَّهِ. وقيل: مُحَمَّد ابن صفوان، أو صفوان بْن
مُحَمَّد.
روى داود بْن أَبِي هند، عَنِ الشعبي، عَنْ صفوان بْن
عَبْد اللَّهِ- أو عَبْد اللَّهِ بْن صفوان- قال: مررت
عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
وأنا معلق [2] أرنبين قد اصطدتهما ... وذكر الحديث.
أخرجه ابن منده وَأَبُو نعيم مختصرًا، ويرد مستقصى في
مُحَمَّد بْن صفوان، إن شاء اللَّه تَعَالى.
3018- عَبْد اللَّه بْن صفوان الخزاعي
(ب د ع) عَبْد اللَّهِ بْن صفوان الخزاعي. لَهُ صحبة.
روى حماد بْن سلمة، عَنْ أَبِي [3] سنان، عَنْ يعلى بْن
شداد: أن عَبْد اللَّهِ بْن صفوان- وكانت له صحبة- أوصى أن
تشق أكفانه مما يلي الأرض، وأن يهال عليه التراب هيلا.
قاله ابن منده، وقال أَبُو نعيم لما ذكره: زعم بعض
المتأخرين أن له صحبة، ولم يسند عنه شيئًا، وقال: ذكره في
حرف الصاد. «صفوان بْن عَبْد اللَّهِ» وذكر هذا الحديث
بعينه عَنْ حماد فقال: عَنْ أَبِي سنان، عَنْ عَبْد
اللَّهِ بْن أوس، عَنْ صفوان بْن عَبْد اللَّهِ [4] قال
أَبُو عمر: ذكره بعضهم في الرواة، وقال: له صحبة. وهو عندي
مجهول، لا يعرف أخرجه الثلاثة.
__________
[1] رواه الإمام أحمد في مسندة: 3/ 430، 431 باسناده إلى
مجاهد عن عبد الرحمن بن صفوان، لا عبد الله بن صفوان.
وكذلك رواه ابن ماجة في كتاب الكفارات، الحديث 2116: 1/
681، 682.
[2] في المطبوعة: متعلق. والمثبت عن ترجمة صفوان بن عبد
الله: 3/ 26. والحديث رواه أحمد في مسند محمد بن صفوان 3/
47، ونصه «أنه مر على رسول الله صلى الله عليه وسلم
بارنبين معلقهما» وفي اللسان: «وأعلق الحابل» : أعلق الصيد
في حبالته، أي نشب، وقال اللحياني: الإعلاق وقوع الصيد في
الحبل» .
[3] أبو سنان هو عيسى بن سنان. ينظر التهذيب: 11/ 402.
[4] مضى في: 3/ 25.
(3/176)
3019- عبد الله بن صفوان التميمي
(ب د ع) عَبْد اللَّهِ بْن صفوان بْن قدامة التميمي. قدم
عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مع
أبيه صفوان، وهو أخو عبد الرحمن بْن صفوان، له ولأبيه [1]
ولأخيه صحبة، ولما قدما عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان اسماهما: عبد العزى وعبد
نهم، فسماهما رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ: عَبْد اللَّهِ وعبد الرحمن.
أخرجه الثلاثة
3020- عبد الله الصنابحي
(ب د ع) عَبْد اللَّهِ الصنابحي. روى عنه عطاء بْن يسار.
قال ابن أَبِي خيثمة، عَنْ يحيى بْن معين قال: يقال:
«عَبْد اللَّهِ. ويقال: أَبُو عَبْد اللَّهِ» ، وخالفه
غيره فقال: هذا غير أَبِي عَبْد اللَّهِ، اسم أَبِي عَبْد
اللَّهِ: عبد الرحمن، وهذا عَبْد اللَّهِ.
أَخْبَرَنَا بحديثه أَبُو الفضل بْن أَبِي الحسن
بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَبِي يعلى أحمد بْن عَلِيِّ بْنِ
المثنى، حَدَّثَنَا مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ
الزُّبَيْرِيُّ، حَدَّثَنِي مالك بْن أنس، عَنْ زيد بْن
أسلم، عَنْ عطاء قال:
سمعت عَبْد اللَّهِ الصنابحي قال: أن رَسُول اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم قال: إن الشمس يطلع معها قرن
[2] شيطان، فإذا ارتفعت فارقها، فإذا استوت قارنها فإذا
زالت فارقها، فإذا دنت للغروب قارنها، فإذا غربت فارقها.
فنهى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
عَنِ الصلاة في تلك الساعات [3] . وروى عنه عطاء أَنَّهُ
قال: قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ: ما من عبد مؤمن يتوضأ فيتمضمض إلا خرجت الخطيئة
من فيه ... وذكر الحديث وروى مالك في الموطأ، عَنْ زيد بْن
أسلم، مثله [4] . قال أَبُو عمر: أَبُو عَبْد اللَّهِ
الصنابحي من كبار التابعين، واسمه عبد الرحمن بْن عسيلة،
لم يلق النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وعبد
اللَّه الصنابحي غير معروف في الصحابة، وقال ابن معين مرة
حديثه مرسل وقال مرة أخرى: عَبْد اللَّهِ الصنابحي الذي
يروي عنه المدنيون يشبه أن تكون له صحبة.
قال: والصواب عندي أَنَّهُ أَبُو عَبْد اللَّهِ، لا عَبْد
اللَّهِ.
وقال أَبُو عِيسَى الترمذي: الصنابحي الذي روى عَنْ أَبِي
بكر الصديق، ليس له سماع من النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، واسمه: «عبد الرحمن بْن عسيلة» ، يكنى
أبا عَبْد اللَّهِ، رجل إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
__________
[1] ينظر: 3/ 28.
[2] نص الموطأ: تطلع ومعها قرن ...
[3] الموطأ، كتاب القرآن، باب النهى عن الصلاة بعد الصبح
وبعد العصر: ورواه الإمام أحمد في مسند أبى عبد الله
الصنابحي، من طريق معمر، عن زيد بن أسلم: 4/ 348. ولكن
رواه من طريق مالك وزهير عن معمر عن زيد عَنْ عطاء قال:
سمعت عَبْد اللَّهِ الصنابحي: 4/ 349.
[4] الموطأ، كتاب الطهارة، باب جامع الوضوء، وينظر مسند
أحمد: 4/ 348، 349.
(3/177)
فقبض النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ وهو في الطريق وقد روى عَنِ النَّبِيّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أحاديث. والصنابح بْن الأعسر
الأحمسي صاحب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ، يقال له: الصنابحي أيضًا، وَإِنما حديثه: سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إني مكاثر بكم الأمم
فلا تقتتلن بعدي [1] » . أخرجه الثلاثة.
3021- عبد الله بن صياد
(س) عَبْد اللَّهِ بْن صياد. أورده ابن شاهين وقال: هو ابن
صائد، كان أبوه من اليهود، لا يدري ممن هو؟ وهو الذي يقول
بعض الناس: إنه الدجال. ولد عليه عهد رسول الله صلى الله
عليه وسلم أعور مختونًا، من ولده: عمارة بْن عَبْد اللَّهِ
بْن صياد، من خيار المسلمين، من أصحاب سعيد ابن المسيب.
روى عنه مالك وغيره.
أَخْبَرَنَا غير واحد بإسنادهم عَنْ أَبِي عِيسَى:
حَدَّثَنَا عَبْدُ بْن حُمَيْدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ
الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ،
عَنْ سالم، عَنِ ابن عمر: أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى الله
عليه وسلم مر بابن صياد في نفر من أصحابه، منهم: عمر بْن
الخطاب، وهو يلعب مع الغلمان عند أطم بني مغالة [2] وهو
غلام، فلم يشعر حتى ضرب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ظهره بيده ... وذكر الحديث [3] .
قال: وأَخْبَرَنَا أَبُو عِيسَى، حدثنا سفيان بْن وكيع،
حدثنا عبد الأعلى، عَنِ الجريري، عَنْ أَبِي نضرة، عَنْ
أَبِي سَعِيد قال: «صحبني ابن صياد إما حجاجًا وَإِما
معتمرين. وذكر الحديث، قال: فقال لي: لقد هممت أن آخذ
حبلًا فأوثقه إِلَى شجرة ثم أختنق مما يقول الناس لي وفي،
أرأيت من خفي عليه حديثي فلن يخفى [4] عليكم، ألستم أعلم
الناس بحديث رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ [5] ؟ ألم يقل رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أنه عقيم لا يولد له، وقد خلفت ولدي
بالمدينة؟
ألم يقل رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنه لا يدخل مكة
ولا المدينة [6] ؟ ألست من أهل المدينة، وأنا هو ذا أنطلق
إلى مكة؟ قال: فو الله ما زال يجيء بهذا حتى قلت فلعله
مكذوب عليه. ثم قال: يا أبا سَعِيد
__________
[1] تحفة الأحوذي، كتاب الطهارة: 1/ 34، 35. وينظر ترجمة
الصنابح بن الأعسر فيما تقدم من هذا الكتاب، 3/ 35.
[2] الأطم- بضم الهمزة والطاء-: كل حصن مبنى بحجارة، وكل
بيت مربع مسطح، وجمعه: آطام وأطوم. وبنو المغالة- بفتح
الميم والغين-: قوم من الأنصار من بنى عدي، نسبوا إلى أمهم
مغالة، امرأة من الخزرج.
[3] تحفة الأحوذي، كتاب الفتن: 6/ 518- 520.
[4] في المطبوعة: فلم يخف، والمثبت عن الأصل وسنن الترمذي.
[5] بعده في الترمذي: «يا معشر الأنصار، ألم يقل رسول الله
صلى الله عليه وسلم: أنه كافر وأنا مسلم» .
[6] نص الترمذي: «ألم يقل رسول الله صلى الله عليه وسلم:
لا تحل له مكة» .
(3/178)
والله لأخبرنك خبرًا حقًا، والله إني
لأعرفه وأعرف والده، وأين هو الساعة من الأرض. فقلت:
تبا لك سائر اليوم [1] » .
أخرجه أَبُو موسى.
قلت: الذي صح عندنا أَنَّهُ ليس الدجال، لما ذكره في هذا
الحديث، ولأنه توفي بالمدينة مسلمًا، ولحديث تميم الداري
في الدجال وغيره من أشراط الساعة، فإن كان إسلام ابن صياد
في حياة رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
فله صحبة، لأنه رآه وخاطبه، وَإِن كان أسلم بعد النَّبِيّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فلا صحبة له. والأصح
أَنَّهُ أسلم بعد النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ، لأن جماعة من الصحابة منهم عمر وغيره كانوا
يظنونه الدجال، فلو أسلم في حياة رَسُول اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ لا نتفى هذا الظن، والله أعلم.
3022- عبد الله بن صيفي
(س) عَبْد اللَّهِ بْن صيفي بْن وبرة بن ثعلبة بن غنم بن
سري بن سلمة بْن أنيف البلوي، حليف الأنصار، ثم لبني عمرو
بْن عوف. شَهِدَ الْحُدَيْبِيَةَ مَعَ رَسُول اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وبايع تحت الشجرة بيعة
الرضوان.
أخرجه أَبُو موسى.
3023- عبد الله بن ضمرة
(ب د ع) عَبْد اللَّهِ بْن ضمرة بْن مالك بْن سلمة بْن عبد
العزى البجلي. عداده في أهل البصرة روى يزيد بْن عَبْد
اللَّهِ بْن ضمرة، عَنْ أخته أم القصاف [2] بنت عَبْد
اللَّهِ بْن ضمرة، عَنْ أبيها عَبْد اللَّهِ بْن ضمرة
أَنَّهُ قال: بينما هو ذات يَوْم عند رَسُول اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في جماعة من أصحابه،
أكثرهم اليمن، إذ قال لهم رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يطلع عليكم من هذه الثنية خير ذي
يمن» . فبقي القوم كل رجل منهم يرجو أن يكون من أهل بيته،
فإذا هم بجرير بْن عَبْد اللَّهِ، قد طلع، فجاء حتى
سَلَّمَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ، فردوا عليه بأجمعهم السلام، ثم بسط له رداءه،
وقال: «عَلَى ذا يا جرير فاقعد» . فقعد معهم، ثم قام
فانصرف، فقال جماعة من أصحاب رَسُول اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عليه وسلم:
لقد رأينا منك اليوم منظرًا لجرير ما رأيناه منك لأحد!
قال: «نعم، هذا كريم قومه، فإذا أتاكم كريم قوم فأكرموه» .
__________
[1] تحفة الأحوذي، كتاب الفتن: 6/ 515/ 518.
[2] أم القصاف: بفتح القاف وتشديد الصاد، آخره فاء (تبصير
المنتبه: 1170) .
(3/179)
أخرجه الثلاثة، وقال أَبُو عمر: من ولده:
صابر بْن سالم بْن حميد بْن يَزِيدَ بن عبد الله ابن ضمرة
المحدّث.
3024- عبد الله بن طارق
(ب د ع) عَبْد اللَّهِ بْن طارق الظفري. شهد بدرًا، قاله
الزُّهْرِيّ. وقال عروة: شهد بدرًا عَبْد اللَّهِ بْن طارق
البلوي، حليف الأنصار. وقيل: هو عَبْد اللَّهِ بْن طارق
بْن عمرو بْن مالك البلوي، حليف لبني ظفر من الأنصار، شهد
بدرًا وأحدًا.
وهو أحد الستة الذين بعثهم رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى رهط من عضل والقارة في آخر سنة
ثلاث من الهجرة، ليفقهوهم في الدين ويعلموهم القرآن وشرائع
الإسلام، فلما كانوا بالرجيع وهو ماء لهذيل بالحجاز
استصرحوا عليهم هذيلًا وغدروا بهم فقاتلوهم، وكانوا: عاصم
بن ثابت، ومرثد بن أبى مرثد، وحبيب بْن عدي، وخالد بْن
البكير، وزيد بْن الدثنة، وعبد اللَّه بْن طارق. فقتل مرثد
وخالد وعاصم، واستسلم حبيب وعبد اللَّه وزيد، فأخذوا أسرى
وساروا بهم إِلَى مكة، فلما كانوا بالظهران انتزع عَبْد
اللَّهِ بْن طارق يده من الحبل، وأخذ سيفه فتأخر القوم
عنه، فرموه بالحجارة حتى قتلوه، فقبره بالظهران، وذكرهم
حسان في شعره [1] .
أخرجه الثلاثة.
3025- عبد الله بن أبى طلحة
(ب د ع) عبد الله بن أَبِي طلحة زيد بْن سهل بْن الأسود
بْن حرام. تقدم نسبه عند ذكر أبيه [2] ، وهو أنصاري من
الخزرج، ثم من بني مالك بْن النجار، يكنى أبا يحيى. وهو
عَبْد الله ابن أَبِي طلحة، وهو أخو أنس بْن مالك لأمه،
أمهما أم سليم بنت ملحان، وهو الذي جاء في الحديث ما
أَخْبَرَنَا به يحيى بْن محمود قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو
عَلِيٍّ قِرَاءَةً عَلَيْهِ وأَنَا حاضر أسمع، أَخْبَرَنَا
أَبُو نعيم الأصفهاني، حدثنا مُحَمَّد بْن أحمد بْن يعقوب
الوراق، حدثنا أحمد بْن عبد الرحمن السقطي، حدثنا يزيد بْن
هارون، عَنِ ابن عون، عَنِ ابْنُ سِيرِينَ، عَنْ أَنَسِ
بْنِ مَالِكٍ قَالَ: كان ابن لأبي طلحة يشتكي، فخرج في بعض
حاجاته وقبض الصبي، فلما رجع أَبُو طلحة قال:
ما فعل الصبي؟ فقالت أم سليم: هو أسكن مما كان. وقربت إليه
العشاء، فأكل ثم أصاب منها، فلما فرغ قالت: واروا الصبي.
قال: فلما أصبح أَبُو طلحة أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرَهُ
__________
[1] ينظر سيرة ابن هشام: 2/ 183.
[2] ينظر: 2/ 289.
(3/180)
فقال: أعرستم [1] الليلة؟ قال: نعم. قال:
بارك اللَّه لكم. فولدت غلامًا. فقال لي أَبُو طلحة:
أحمله حتى تأتي به رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ. قال: فَأَتَيْتُ بِهِ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأرسلت معي أم سليم تمرات،
فأخذها النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
فمضغها، وأخذ من فيه وجعله في في الصبي، وحنكه رَسُول
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وسماه عَبْد
اللَّهِ [2] .
وفي غير هذا الحديث: فلما فرغ أَبُو طلحة قالت أم سليم:
أرأيت أبا طلحة آل فلان، فإنهم استعاروا عارية من آل فلان،
فلما طلبوا العارية أبوا أن يردوها. قال أَبُو طلحة: ما
ذلك لهم. قالت أم سليم: فإن ابنك كان عارية من اللَّه
تعالى متعك به إذ شاء، وأخذه إذ شاء. قال أنس. فما كان في
الأنصار ناشئ أفضل منه- يعني عَبْد اللَّهِ بن أبى طلحة
[3] .
قال علي بْن المديني: ولد لعبد اللَّه بْن أبى طلحة عشرة
من الذّكور كلّهم قرعوا القرآن، وروى أكثرهم العلم.
وشهد عَبْد اللَّهِ مع علي صفين. روى عنه ابناه: إِسْحَاق
وعبد اللَّه، وقتل بفارس شهيدًا، وقيل مات بالمدينة في
خلافة الْوَلِيد بْن عَبْد الْمَلِكِ، والصبي أخوه الذي
توفي هو أَبُو عمير، الذي كان النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يمازحه ويقول «يا أبا عمير، ما فعل
النّغير» [4] . أخرجه الثلاثة.
2026- عبد الله بن طهفة
(ب د ع) عَبْد اللَّهِ بْن طهفة الغفاري. يقال: له ولأبيه
صحبة. وهو من أصحاب الصفة، قد اختلف فيه العلماء اختلافًا
كثيرًا، ذكرناه في طهفة، وحديثه مضطرب جدًا.
__________
[1] يعنى: هل وطئت زوجتك الليلة؟
[2] الحديث رواه البخاري في كتاب العقيقة: 7/ 109 ومسلم في
كتاب الأدب: 6: 174، 175، بإسناديهما إلى يزيد بن هارون.
[3] الحديث مروى بمعناه في مسند أحمد: 3/ 105، 196.
[4] البخاري، كتاب الأدب: 8/ 37. ومسلم كذلك في كتاب
الأدب: 6/ 176، 177. ومسند أحمد: 3/ 15 ثلاثتهم عن أنس بن
مالك رضى الله عنه.
والتغير: تصغير النغر- بفتح فسكون- وهو طائر يشبه العصفور،
أحمر المنقار، ويجمع على: نغران، بكسر فسكون. وقد كان هذا
الصغير يلعب بهذا الطائر، يدل لذلك- رواية أحمد: 3/ 119.
وقد قيل في فوائد هذا الحديث: جواز لعب الصبى بالعصفور،
وتمكين ولى الصبى إياه من ذلك، وجواز السجع بالكلام الحسن
بلا كلفة، وملاطفة الصبيان وتأنيسهم وبيان ما كان عليه
النبي صلى الله عليه وسلم من حسن الحلق وكرم الشمائل
والتواضع.
(3/181)
روى ابن أَبِي ذئب، عَنِ الحارث بْن عبد
الرحمن، عَنْ أَبِي سلمة بْن عبد الرحمن، عن ابن لعبد بن
اللَّه بْن طهفة، عَنْ أبيه: أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان إذا اجتمع عنده الضيفان قال:
«لينقلب كل رجل بضيفه ... » وذكر [1] القصة. أخرجه
الثلاثة.
3027- عبد الله بن عامر بن أنيس
(د ع) عبد الله بن عامر بن أنيس، من بني المُنْتَفِق بْن
عَامِر بْن عقيل بْن كعب بن ربيعة ابن عامر بْن صَعْصَعَة.
روى عَنْهُ يَعْلَى بْن الأشْدَق: أَنَّهُ وفد عَلَى
رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بإسلام
قومه، قَالَ: فصافحه النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ وحَيَّاه وقَالَ: «أنت الوافد المبارك» فلما
أصبح صَبَّحَتْه بنو عامر، فأسلموا. فقال رسول الله صلى
الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يأبى اللَّه لبني عامر إلا
خيرًا» . ثلاث مرات. أَخْرَجَهُ ابْنُ منده وَأَبُو نعيم.
3028- عبد الله بن عامر البلوى
(ب) عَبْدُ اللَّه بنُ عَامِر البَلَويّ. حليف لبني
سَاعدَة من الأنصار، شهد بدرًا [2] .
أَخْرَجَهُ أبو عمر مختصرا.
3029- عبد الله بن عامر العنزي الأكبر
(ب) عَبْدُ اللَّه بْنُ عَامِر بْن رَبِيعة بْنِ مَالكِ
بْن عَامِر العَنْزِي. حليف بني عَدِيّ بْن كعب، ثُمَّ
حليف الخطَّاب منهم. وهو من عَنْز بْن وَائل، أخي بَكْر
بْن وَائِل، القبيلة المشهورة من رَبِيعة بْن نِزَار.
وقيل: هُوَ من مَذْحِج، من اليمن.
وهذا عَبْد اللَّه هُوَ الأكبر، صحب هُوَ وأبوه رَسُول
اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، واستشهد يَوْم
الطَّائِف مَعَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ.
أَخْرَجَهُ أَبُو عُمَر، وجعل عَبْد اللَّه بْن عَامِر بْن
رَبِيعة: رجلين، هَذَا وهو الأكبر، والثاني وهو الأصغر.
ومثله قَالَ الزُّبَيْر بْن بَكَّار، جعلهما اثنين أكبر
وأصغر. وأمَّا ابْنُ منده وَأَبُو نعيم فلم يذكرا غير
واحد، وهو الَّذِي نذكره بعد هذه الترجمة.
__________
[1] مسند أحمد: 5/ 426.
[2] سيرة ابن هشام: 61/ 69.
(3/182)
3030- عبد الله بن عامر العنزي الأصغر
(ب د ع) عبد الله بن عامر بن ربيعة بن مالك بن عامر
العنزي. حليف الخطَّاب والد عَمْرو، هُوَ أخو المقدم ذكره
قبل هَذِهِ الترجمة، وهذا هُوَ الأصغر فِي قول أَبِي
عُمَر، يكنى أبا مُحَمَّد، وهو عَنْزِيِّ- بسكون النون- من
عَنْز بْن وائل. وقيل: هو من مَذْحِج من اليمن.
وقَالَ ابْنُ منده وأبو نعيم: عَنْزَة حيٍّ من اليمن. ولد
عَلَى عهد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم، قيل:
ولد سنة ست، وتوفي رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ وهو ابْنُ أربع سنين. وقَالَ أَبُو نعيم: كَانَ
ابْنُ خمس سنين.
وأُمه أُم أخيه المقدم ذكره: ليلى بِنْت أَبِي حَثْمَةَ
بْن عَبْد اللَّه بْن عَوِيج بْن عَدِيّ بْن كعب، وأبوهما
عَامِر من أكابر الصحابة [1] .
وعبد اللَّه بْن عَامِر هَذَا هُوَ القائل يرثي زيدَ بْن
عُمَر بْن الخطاب، وكان قتل فِي حرب كانت بين عَدِيّ بْن
كعب، جناها بَنُو أَبِي جَهْم [2] بْن حُذَيْفة وابن
مُطِيع [3] :
إنَّ عَدِيًّا ليلةَ البَقِيع ... تَكَشَّفُوا [4] عن
رَجُل صَرِيعِ
مُقَابِلٍ [5] فِي الحَسَبِ الرفيعِ ... أَدْرَكَهُ شُؤمُ
بني مُطِيعِ
وروى شُعَيْب، عن الزُّهْرِيّ قَالَ: أخبرني عَبْد اللَّه
بْن عَامِر بْن رَبِيعة- وكان من أكبر بني عَدِيّ- قَالَ
أَبُو عُمَر: نسبة إلى حِلْفِه، وكذلك كانوا يفعلون.
أَخْبَرَنَا أَبُو ياسر بن أبي حبة بإسناده عن عبد الله بن
أحمد قال: حدثني أبي، حدثنا هَاشِمٌ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ
بْنُ سَعْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلانَ، عَنْ زِيَادٍ
[6] مَوْلَى لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ
الْعَدَوِيٍّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرٍ قَالَ:
أَتَانَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
فِي بَيْتِنَا، وَأَنَا صَبِيٌّ، فَذَهَبْتُ أَلْعَبُ،
فَقَالَتْ أُمِّي: تَعَالَ يَا عَبْدَ اللَّه أُعْطِكَ.
فَقَالَ رَسُولُ اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ: «مَا أَرَدْتِ أَنْ تُعْطِيَهُ» ؟ قَالَتْ:
__________
[1] تقدم في: 3/ 121.
[2] في الأصل والمطبوعة: «بنو أبى حذيفة» . وفي الاستيعاب
931: «جناها بنو أبى جهيم ابن أبى حذيفة» وما أثبتناه بين
القوسين عن كتاب نسب قريش 369، ففيه: «فولد حذيفة بن غانم:
أبا جهم بن حذيفة، كان من مشيخة قريش، عالما بالنسب، صحب
رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ» وستأتي
ترجمته في باب الكنى.
[3] الرجز في كتاب نسب قريش: 352، والاستيعاب: 931.
[4] في كتاب نسب قريش: تفرجوا.
[5] في المطبوعة: مقاتل. وهو خطأ. والمثبت عن الأصل، وكتاب
نسب قريش، وإحدى نسخ الاستيعاب. وفي اللسان:
رجل مقابل ومدابر: إذا كان كريم النسب من قبل أبيه وأمه.
وقال اللحياني: المقابل: الكريم من كلا طرفيه. وقيل:
مقابل:
كريم النسب من قبل أبويه، قال الشاعر:
إن كنت في بكر تمت خئولة ... فإذا المقابل من ذوى الأعمام
[6] في المسند: «عن مولى لعبد الله بن ربيعة» . ولم يسم
المولى.
(3/183)
أَرَدْتُ أَنْ أُعْطِيَهُ تَمْرًا. قَالَ:
فَقَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ: «أَمَا إِنَّكِ لَوْ لَمْ تَفْعَلِي كُتِبَتْ
عَلَيْكِ كِذْبَةٌ» [1] . وَتُوُفِّيَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ
عَامِرٍ سَنَةَ خَمْسٍ وَثَمَانِينَ.
أَخْرَجَهُ الثَّلاثَةُ.
قلت: قَالَ ابْنُ منده وَأَبُو نعيم: «عَنْزَة حيّ من
اليمن» . وليس كذلك، إنَّما قيل لَهُ:
عَنْزِي، وعَنْز من رَبِيعة بْن نِزَارِ وهو عَنْز بْن [2]
بَكْر بْن وائل بْن قاسط بْن هنب بْن أفصى بْن دعمي بْن
جديلة بْن أسد بن رَبِيعة بْن نِزَار. وقيل: إن عَبْد
اللَّه من مَذْحِج، ومَذْحِج من اليَمَن، وأمَّا أن يكون
من عَنْزَة من اليمن فليس كذلك، إنَّما عَنَزة- بتحريك
النون وفي أخرها هاء- فهو عَنَزَة بْن أسد بْن رَبِيعة بْن
نزار قبيلة مشهورة من رَبِيعة أيضًا، وذكر جماعة من
النَّسابين أَنَّهُ من عَنْز بْن بَكْر بْن وائل، منهم:
ابْنُ الكلبي، وابن حبيب، والزبير بْن أَبِي بَكْر، وابن
ماكولا، وغيرهم.
3031- عبد الله بن عامر بن كريز
(ب د ع) عبد الله بن عامر بْن كُرِيز بْن رَبِيعة بْن
حَبيب بْن عبد شمس بن عبد مناف ابن قصىّ القرشي
العَبْشَمِيّ، وهو ابْنُ خال عثمان بْن عفان، أم عثمان:
أروى [3] بنت كريز، وأمها وأم عَامِر بْن كُرَيْز: أُم
حَكِيم البَيْضَاء بِنْت عبد المطلب، عمة النبي صلى الله
عليه وَسَلَّمَ، وأُم عَبْد اللَّه دِجَاجَة [4] بِنْت
أسماء بْن الصَّلت السّلميَّة.
وُلِدَ عَلَى عهد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ، وأُتي بِهِ النَّبِيّ وهو صغير فَقَالَ: «هَذَا
يشبهنا» . وجعل يَتْفُل عَلَيْهِ ويُعَوُذْه، فجعل عَبْد
اللَّه يبتلع ريق رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال رسول
الله صلى الله عليه وسلم: «أنه لَمُسْقَى» فكان لا يعالج
أرضًا إلا ظهر لَهُ الماء.
وكان كريمًا مَيْمُون النَّقِيبَة، واستعمله عثمان عَلَى
البصرة سنة تسع وعشرين بعد أبى موسى، وولاه أيضا بلاد فارس
بعد عثمان بْن أَبِي العاص، وكَانَ عمره لما ولي البصرة
أربعًا، أَوْ خمسًا وعشرين سنة، فافتتح خراسان كلَّها،
وأطراف فارس، وسجستان، وكرمان، وزابلستان
__________
[1] مسند أحمد: 3/ 447.
[2] كتاب نسب قريش: 147.
[3] كتاب نسب قريش: 149.
[4] كتاب نسب قريش: 148: والمستدرك، كتاب معرفة الصحابة.
3/ 139.
(3/184)
وهي أعمال غَزنَة. أرسل الجيوش ففتح هَذِهِ
الفتوح كلَّها، وفي ولايته قُتِل كسرى يَزْدَجُرد، فأحرم
ابنُ عامرٍ من نَيْسابُور بعمرةِ وحَجَّةِ شُكْرًا للَّه،
عزَّ وجلَّ، عَلَى ما فتح عَلَيْهِ، وقدم عَلَى عثمان
بالمدينة فَقَالَ لَهُ عثمان: صِلْ قَرَابتك وقَوْمَك.
ففرَّق فِي قريش والأنصار شيئا عظيما من الأموال والسكوات،
فأثنوا عَلَيْهِ، وعاد إلى عمله.
وهو الَّذِي سَيَّر عَامِر بْن عبدِ القيس العَبْدِي من
البصرة إلى الشَّام، وهو الَّذِي اتخذ السُّوق بالبصرة،
اشترى دورًا فهدمها، وجعلها سوقًا، وهو أول من لبس الخز
بالبصرة، لبس جبة دكناء، فَقَالَ النَّاس: لَبس الأمير جلد
دُبّ. فلبس جبة حمراء.
وهو أول من اتخذ الحِيَاض بعرفة، وأجرى إليها العين.
ولم يزل واليًا عَلَى البصرة إلى أن قتل عثمان، فلما
سَمِعَ ابْنُ عَامِر بقتله حَمَل ما فِي بيت المال وسار
إلى مكَّة، فوافى بها طلحة والزبير وعائشة وهم يريدون
الشام، فَقَالَ: بل ائتوا البصرة فإن لي بها صنائع، وهي
أرض الأموال [1] وبها عدد الرجال. فساروا إلى البصرة. وشهد
وقعة الجمل معهم، فلما انهزموا سار إلى دمشق فأقام بها،
ولم يسمع لَهُ بذكر فِي صفين. ولكن لما بايع الْحَسَن
معاوية وسلم إِلَيْه الأمر استعمل معاوية بسر بْن أَبِي
أرطاة عَلَى البصرة، فَقَالَ ابْنُ عَامِر لمعاوية إن لي
بالبصرة أموالًا عند أقوام، فإن لم تولني البصرة ذهبت.
فولاه البصرة ثلاث سنين.
وَرَوَى مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللَّه الزُّبَيْرِيُّ:
حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ جَدِّي مُصْعَبِ بْنِ ثَابِتٍ،
عَنْ حَنْظَلَةَ ابن قَيْسٍ، عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن
الزُّبَيْرِ وَعَبْدِ اللَّه بْن عَامِرٍ أَنَّ رَسُولَ
اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ
قُتِلَ دُونَ مَالِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ [2] » . وتوفي ابْنُ
عَامِر سنة سبع، وقيل: سنة ثمان وخمسين. وأوصى إلى عَبْد
اللَّه بْن الزُّبَيْر، وكان أحد الأجواد الممدوحين.
أخرجه الثلاثة.
3032- عبد الله بن عامر بن لويم
(ع) عَبْد اللَّه بْن عَامِر بْن لُويم. يرد ذكره فِي
عَبْد اللَّه بْن عَمْرو بن لويم ذكره أَبُو نعيم فِي
ترجمة: «عَبْد اللَّه بْن عَمْرو» وقَالَ: قيل: ابْنُ
عامر.
__________
[1] في المطبوعة: أرض أموال. والمثبت عن الأصل.
[2] رواه الحاكم في مستدركه بسنده إلى مصعب، ينظر كتاب
معرفة الصحابة: 3/ 639. وكتاب نسب قريش: 128.
والحديث رواه أيضا البخاري في كتاب المظالم عن عبد الله بن
عمرو: 3/ 179.
(3/185)
3033- عبد الله بن عائذ الثمالي
عَبْد اللَّه بْن عائذ الثمالي. وقَالَ أَبُو حاتم: عَبْد
اللَّه بْن عَبْد. وقيل: عَبْد الرَّحْمَن بْنُ عائذ.
وقيل: عَبْد بْن عَبْد.
قَالَ يَحيى بْن جَابِر: كَانَ عَبْد الرَّحْمَن بْن عائذ
من أصحاب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم، ومن أصحاب
أصحابه: روى صفوان بن عمرو، عن عبد الرحمن بن أبي عوف
الجرشي [1] ، عن عبد الله ابن عَائِذٍ الثُّمَالِيِّ،
أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ يَقُولُ: «لَوْ حَلَفْتَ يَمِينًا لبررت ... »
الحديث. ذكره أبو أحمد العسكري.
3034- عبد الله بن عائذ بن قرط
(د ع) عَبْد اللَّه بْن عائذ بْن قرط. وَيُقَال: ابْنُ
قريط لَهُ صحبة.
روى عَمْرو بْن عثمان ومحمد بْن هاشم، عَنِ ابْنِ حمير [2]
، عن عَمْرو بْن قيس السكوني، عن عَبْد اللَّه بْن عائذ
بْن قرط- رَجُل من الصحابة- قَالَ: سَمِعْتُ رَسُول اللَّه
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «يؤتى بصلاة
المرء يَوْم القيامة، فإن أكملها وإلا زَيْد من سبحته
حتَّى تتم [3] » رَوَاهُ حيرة بْن شريح وأبو التقى هشام
بْن عَبْد الملك عَنِ ابْنِ حمير، عن عَمْرو، عَنِ ابْنِ
عائذ بْن قرط، ولم يسمياه.
ورواه الوليد بْن شجاع، وحسين بْن أَبِي السري، والهيثم
بْن خارجة، عَنِ ابْنِ حمير، عن عَمْرو ابن عائذ بْن قرط.
ورواه ابْنُ المهنا، عَنِ ابْنِ حمير، عن عَمْرو، عن [4]
عائذ بْن عَمْرو. وهو وهم.
أَخْرَجَهُ ابْنُ منده وَأَبُو نعيم.
3035- عَبْد اللَّه بْن عَبَّاس بْن عَبْد المطلب
(ب د ع) عَبْد اللَّه بْن عَبَّاس بن عبد المطلب بن هاشم
بن عبد مناف، أَبُو الْعَبَّاس الْقُرَشِيّ الهاشمي. ابْنُ
عم رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كني
بابنه [5] الْعَبَّاس، وهو أكبر ولده، وأمه لبابة [6]
الكبرى بِنْت الحارث بْن حزن الهلالية. وهو ابن خالة خالد
بن الوليد.
__________
[1] في المطبوعة: الحريثى. وهو خطأ، ينظر التهذيب: 6/ 246.
[2] في الأصل والمطبوعة: خمير. بالخاء، وهو خطأ. ينظر
التهذيب: 8/ 91، وهو محمد بن حمير السيلحينى.
[3] الحديث مروى بمعناه في مسند أحمد عَنْ رجل من أصحاب
النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم: 4/ 65، 5/ 72.
[4] في المطبوعة: عن عمرو بن عائذ. والمثبت عن الأصل.
وينظر ترجمة «عائذ بن قرط» فيما مضى: 3/ 148.
[5] في المطبوعة: «كنى بأبيه» . وهو خطأ. وينظر كتاب نسب
قريش: 26.
[6] كتاب نسب قريش: 27، وكتاب حذف من نسب قريش: 7.
(3/186)
وكان يسمى البحر، لسعة علمه، ويسمى حبر
الأمة. ولد والنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأهل
بيته بالشعب من مكَّة، فَأُتِيَ بِهِ النَّبِيُّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فحنكه بريقه، وذلك قبل الهجرة
بثلاث سنين وقيل غير ذَلِكَ، ورأى جبريل عند النَّبِيّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخْبَرَنَا
إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مِهْرَانَ الْفَقِيهُ
وَغَيْرُهُ، قَالُوا بِإِسْنَادِهِمْ إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ
عِيسَى السُّلَمِيِّ قَالَ: حَدَّثَنَا بُنْدَارٌ
وَمَحْمُودُ بْنُ غَيْلانَ قَالا: حَدَّثَنَا أَبُو
أَحْمَدَ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ أَبِي
جَهْضَمٍ، عَنِ ابن عباس. «أنه رأى جبريل عليه السلام
مَرَّتَيْنِ، وَدَعَا لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّتَيْنِ [1] » .
قَالَ: وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى قَالَ:
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ
الْوَهَّابِ الثَّقَفِيُّ، حَدَّثَنَا خَالِدٌ
الْحَذَّاءُ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ:
«ضَمَّنِي رَسُولُ اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ وَقَالَ:
اللَّهمّ عَلِّمْهُ الْحِكْمَةَ [2] » . أَخْبَرَنَا أَبُو
يَاسِرِ بْنُ أَبِي حَبَّةَ وَغَيْرُ وَاحِدٍ إِجَازَةً
قَالُوا: أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ إِسْمَاعِيلُ بْنُ
أَحْمَدَ أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ النَّقُّورِ،
أَخْبَرَنَا الْمُخَلِّصُ، أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ
مُحَمَّدِ بْنِ صَاعِدٍ، حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ
مُحَمَّدِ بْنِ سَابِقٍ، حَدَّثَنَا أَبُو مَالِكٍ
الْجَنْبِيُّ، عَنْ جُوَيْبِرٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ، عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: «نَحْنُ أَهْلُ الْبَيْتِ شَجَرَةُ
النُّبُوَّةِ، وَمُخْتَلَفُ الْمَلائِكَةِ، وَأَهْلُ
بَيْتِ الرِّسَالَةِ، وَأَهْلُ بَيْتِ الرَّحْمَةِ،
وَمَعْدِنُ الْعِلْمِ» .
أخبرنا أبو محمد بن أبي القاسم، أخبرنا أَبِي
أَخْبَرَتْنَا أُمُّ الْبَهَاءِ فَاطِمَةُ بِنْتُ
مُحَمَّدٍ أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ الثَّقَفِيُّ،
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ،
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الزَّرَّادُ،
حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ سَعْدٍ، حَدَّثَنَا
شُرَيْحُ بْنُ النُّعْمَانِ، حَدَّثَنَا ابْنُ الزِّنَادِ،
عَنْ أبيه، عن عبيد الله ابن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ
عُتْبَةَ: أَنَّ عُمَرَ كَانَ إِذَا جَاءَتْهُ
الأَقْضِيَةُ الْمُعْضِلَةُ قَالَ لابْنِ عَبَّاسٍ: «إنها
قد طرت [3] علينا أَقْضِيَةٌ وَعُضِلَ، فَأَنْتَ لَهَا
وَلأَمْثَالِهَا» . ثُمَّ يَأْخُذُ بِقَوْلِهِ، وَمَا
كَانَ يَدْعُو لِذَلِكَ أَحَدًا سِوَاهُ.
قال عبيد اللَّه: «وعمر عُمَر» . يعني فِي حذقه واجتهاده
للَّه وللمسلمين.
وقَالَ عُبَيْد اللَّه بْن عَبْد اللَّه بْن عتبة: كَانَ
ابْنُ عَبَّاس قَدْ فات [4] النَّاس بخصال: بعلم ما سبقه،
وفقه فيما احتيج إِلَيْه من رأيه، وحلم، ونسب، ونائل [5] ،
وما رأيت أحدا كان
__________
[1] تحفة الأحوذي، كتاب المناقب: 10/ 326. ويقول الترمذي:
«هذا حديث مرسل، وأبو جهضم لم يدرك ابن عباس، واسمه موسى
بن سالم» . وقد روى هذا الحديث ابن سعد في طبقاته: 2/ 2/
123.
[2] تحفة الأحوذي، كتاب المناقب: 10/ 327. ويقول الترمذي:
«هذا حديث حسن صحيح» .
[3] يعنى: فأجأتنا وجاءتنا من مكان بعيد.
[4] فات الناس: سبقهم، يقال: جاريته حتى فته: أي سبقته.
[5] في المطبوعة: وتأويل. والمثبت عن الأصل، والطبقات
الكبرى لابن سعد: 2/ 2/ 122.
(3/187)
أعلم مما سبقه من حديث رَسُول اللَّه
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْهُ، ولا بقضاء
أَبِي بَكْر وعمر وعثمان مِنْهُ، ولا أفقه فِي رأي مِنْهُ،
ولا أعلم بشعر ولا عربية ولا بتفسير القرآن، ولا بحساب ولا
بفريضة مِنْهُ، ولا أثقب [1] رأيًا فيما احتيج إِلَيْه
مِنْهُ، ولقد كَانَ يجلس يومًا ولا يذكر فِيهِ إلا الفقه،
ويومًا التأويل، ويومًا المغازي، ويومًا الشعر، ويومًا
أيام العرب، ولا رَأَيْت عالمًا قط جلس إِلَيْه إلا خضع
لَهُ، وما رَأَيْت سائلًا [قط] سأله إلا وجد عنده علمًا.
وقَالَ ليث بْن أَبِي سليم: قلت لطاوس: لزمت هَذَا الغلام-
يعني ابْنَ عَبَّاس- وتركت الأكابر من أصحاب رَسُول اللَّه
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟! قَالَ: إني رَأَيْت
سبعين رجلا من أصحاب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا تدارءُوا [2] فِي أمر صاروا إلى
قول ابْنِ عَبَّاس.
وقَالَ المعتمر بْن سُلَيْمَان، عن شُعَيْب [3] بْن درهم
قَالَ: كَانَ هَذَا المكان- وأُومأ إلى مجرى الدموع من
خدية- من خدي ابْنِ عَبَّاس مثل الشراك [4] البالي، من
كثرة البكاء.
واستعمله عليّ بْن أَبِي طَالِب عَلَى البصرة، فبقي عليها
أميرًا، ثُمَّ فارقها قبل أن يقتل عليّ [بْن أبي طَالِب] ،
وعاد إلى الحجاز، وشهد مَعَ عليّ صفين، وكان أحد الأمراء
فيها.
وروى ابن عباس عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ، وعن عُمَر، وعلي، ومعاذ بْن جبل، وأبي ذر.
روى عَنْهُ عَبْد اللَّه بْن عمر، وأنس من مَالِك، وأبو
الطفيل، وأبو أمامة بْن سهل بْن حنيف، وأخوه كَثِير بْن
عَبَّاس، وولده عليّ بْن عَبْد اللَّه بْن عَبَّاس،
ومواليه: عكرمة، وكريب، وأبو معبد نافذ، وعطاء بْن أبي
رباح، ومجاهد، وابن أَبِي مليكة، وعمرو بْن دينار، وعبيد
بْن عمير، وسعيد بْن المسيب، والقاسم بْن مُحَمَّد، وعبيد
اللَّه بْن عَبْد اللَّهِ بْن عتبة، وسليمان بْن يسار،
وعروة بْن الزُّبَيْر، وعلي بْن الْحُسَيْن، وأبو
الزُّبَيْر [5] ، ومحمد بْن كعب، وطاوس ووهب بْن منبه،
وأبو الضحى، وخلق كَثِير غير هَؤُلَاءِ.
أَخْبَرَنَا غَيْرُ وَاحِدٍ بِإِسْنَادِهِمْ إِلَى أَبِي
عِيسَى [قَالَ] : حَدَّثَنَا أَحْمَدُ [بْنُ مُحَمَّدِ
[6]] بْنِ مُوسَى، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ، حَدَّثَنَا
اللَّيْثُ وَابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ قَيْسِ بْنِ
الْحَجَّاجِ- قَالَ التِّرْمِذِيُّ: وَحَدَّثَنَا
__________
[1] في طبقات ابن سعد: ولا أثقف.
[2] يعنى: اختلفوا.
[3] له ترجمة في الجرح 2/ 1/ 345، قال ابن أبى حاتم، «شعيب
بن درهم أبو درهم مولى لقريش» روى عن العلاء أبى محمد
النهدي وأبى رجاء، روى عنه المعتمر بن سليمان» .
[4] الشراك: أحد سيور النعل التي تكون على وجهها
[5] هو محمد بن مسلم بن الأسدي. التهذيب: 9/ 440.
[6] عن تحفة الأحوذي.
(3/188)
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ،
حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ،
حَدَّثَنِي قَيْسُ بْنُ الْحَجَّاجِ، الْمَعْنَى وَاحِدٍ-
عَنْ حَنَشٍ [1] الصَّنْعَانِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ
قَالَ: كُنْتُ خَلْفَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ [2] :
«يَا غُلامُ، إِنِّي أعلمك كلامات: احْفَظِ اللَّهَ
يَحْفَظْكَ، احْفَظِ اللَّهَ تَجِدْهُ تُجَاهَكَ، إِذَا
سَأَلْتَ فَاسْأَلِ اللَّهَ، وَإِذَا اسْتَعَنْتَ
فَاسْتَعِنْ باللَّه، وَاعْلَمْ أَنَّ الأُمَّةَ لَوِ
اجْتَمَعَتْ عَلَى أَنْ يَنْفَعُوكَ بِشَيْءٍ لَمْ
يَنْفَعُوكَ إِلا بِشَيْءٍ كَتَبَهُ اللَّهُ لَكَ، وَإِنِ
اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَضُرُّوكَ، لَمْ يَضُرُّوكَ
بِشَيْءٍ إِلا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَيْكَ،
رُفِعَتِ الأَقْلامُ وَجَفَّتِ الصُّحُفُ [3] » . قَالَ
مُحَمَّد بْن سعد: أخبرنا مُحَمَّد بْن عُمَر الواقدي،
حَدَّثَنِي الْحُسَيْن بْن الْحَسَن بْن عطية ابن سعد بْن
جنادة العوفي القاضي، عن أَبِيهِ، عن جَدّه قَالَ: لما
وقعت الفتنة بين عَبْد اللَّه بْن الزُّبَيْر وعبد الملك
بْن مروان، ارتحل عَبْد اللَّه بْن عَبَّاس ومحمد بْن
الحنفية بأولادهما ونسائهما، حتَّى نزلوا مكَّة، فبعث
عَبْد اللَّه بْن الزُّبَيْر إليهما، تبايعان؟ فأبيا
وقالا: أنت وشأنك، لا نعرض لَكَ ولا لغيرك. فأبى وألحّ
عليهما إلحاحًا شديدًا، فَقَالَ لهما فيما يَقُولُ:
لتبايعن أو لأحرقنكم بالنار. فبعثا أبا الطفيل إلى شيعتهم
بالكوفة وقالا: إنا لا نأمن هَذَا الرجل.
فانتدب أربعة آلاف، فدخلوا مكَّة، فكبروا تكبيرة سمعها أهل
مكَّة وابن الزُّبَيْر، فانطلق هاربًا حتَّى دخل دار
الندوة- وَيُقَال: تعلق بأستار الكعبة وقَالَ: أَنَا عائذ
بالبيت- قَالَ: ثُمَّ ملنا إلى ابْنِ عَبَّاس وابن الحنفية
وأصحابهما، وهم فِي دور قريب من المسجد، قَدْ جمع الحطب
فأحاط، بهم حتَّى بلغ رءوس الجدر، لو أن نارا تقع فيه ما
رئي منهم أحد، فأخرناه عن الأبواب، وقلنا لابن عَبَّاس:
ذرنا نريح النَّاس مِنْهُ. فَقَالَ: لا، هَذَا بلد حرام،
حرمه اللَّه، ما أحله عزَّ وجلَّ لأحد إلا للنبي صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ساعة، فامنعونا وأجيزونا
قَالَ: فتحملوا وإن مناديا ينادى في الخيل:
ما غنمت سرية بعد نبيها ما غنمت هَذِهِ السرية، إن السرايا
تغنم الذهب والفضة، وإنما غنمتم دماءنا. فخرجوا بهم حتَّى
أنزلوهم مني، فأقاموا ما شاء اللَّه، ثُمَّ خرجوا بهم إلى
الطائف، فمرض عَبْد اللَّه بْن عَبَّاس، فبينا نَحْنُ عنده
إذ قَالَ فِي مرضه: إني أموت فِي خير عصابة عَلَى وجه
الأرض، أحبهم إلى اللَّه، وأكرمهم عَلَيْهِ، وأقربهم إلى
اللَّه زلفى، فإن مت فيكم فأنتم هم
__________
[1] في الأصل والمطبوعة: «عن قيس الصنعاني» . وهو خطأ،
والمثبت عن تحفة الأحوذي، وهو حنش بن عبد الله، ويقال: ابن
على بن عمرو بن حنظلة السبائى أبو رشدين الصنعاني. ينظر
التهذيب: 3/ 57.
[2] في تحفة الأحوذي: يوما فقال.
[3] تحفة الأحوذي، كتاب صفة القيامة: 7/ 219، 220، وقال
الترمذي: «هذا حديث حسن صحيح» .
(3/189)
فما لبث إلا ثماني ليال بعد هَذَا القول
حتَّى توفي رَضِي اللَّه عَنْهُ، فصلى عَلَيْهِ مُحَمَّد
بْن الحنفية، فأقبل طائر أبيض فدخل فِي أكفانه، فما خرج
منها حتَّى دفن معه، فلما سوي عَلَيْهِ التراب قَالَ ابن
الحنفية: مات والله اليوم خبر هَذِهِ الأمة.
وكان لَهُ لما توفي النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ ثلاث عشرة سنة. وقيل: خمس عشرة سنة. وتوفي سنة
ثمان وستين بالطائف، وهو ابْنُ سبعين سنة. وقيل: إحدى
وسبعين سنة. وقيل: مات سنة سبعين.
وقيل: سنة ثلاث وسبعين. وهذا القول غريب.
وكان يُصَفّر لحيته، وقيل: كَانَ يخضب بالحناء، وكان
جميلًا أبيض طويلًا، مشربًا صفرة، جسيمًا وسيمًا صبيح
الوجه، فصيحًا.
وحج بالناس لما حُصر عثمان، وكان قَدْ عمي فِي آخر عمره،
فَقَالَ فِي ذَلِكَ:
إن يأخذ اللَّه من عيني نورهما ... ففي لساني وقلبي منهما
نور
قلبي ذكي وعقلي غير ذي دخل ... وفي فمي صارم كالسيف مأثور
[1]
أَخْرَجَهُ الثلاثة.
3036- عبد الله بن عبد الأسد
(ب د ع) عَبْد اللَّهِ بْن عَبْد الأسد بْن هلال بن عبد
الله بن عمر بن مخزوم بن يقظة ابن مرة بْن كعب بْن لؤي
الْقُرَشِيّ المخزومي، يكنى أبا سَلَمة، وهو ابْنُ عمة
رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أمة برة
بِنْت عَبْد المطلب، وهو أخو رَسُول اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأخو حمزة بْن عَبْد المطلب
من الرضاعة، أرضعتهم ثويبة مولاة أَبِي لهب [2] أرضعت حمزة
رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، ثُمَّ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ أبا سَلَمة رَضِيَ اللهُ
عَنْهُ. وهو ممن غلبت عَلَيْهِ كنيته، ويذكر فِي الكنى، إن
شاء اللَّه تَعَالى قَالَ ابْنُ منده: شهد أَبُو سَلَمة
بدرًا [3] وأُحدًا وحنينًا والمشاهد [4] ، ومات بالمدينة
لما رجع من بدر.
__________
[1] سيف مأثور: في متنه أثر الوشي والزينة.
[2] سيرة ابن هشام: 2/ 96.
[3] سيرة ابن هشام: 1/ 252.
[4] قوله: «وأحدا وحنينا والمشاهد» مضروب عليه في أصلنا.
ولكن لا بد من إثباته، فسيأتي نقد ابن الأثير لهذا القول.
(3/190)
وهو زوج أُم سَلَمة قبل النَّبِيّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أسلم بعد عشرة أنفس، وكان
الحادي عشر، قاله ابْنُ إِسْحَاق [1] وهاجر إلى الحبشة،
وكان أول من هاجر إليها، قَالَه أَبُو عُمَر.
وقَالَ ابْنُ منده: وهو أول من هاجر بظعينته إلى الحبشة
وإلى المدينة.
وقَالَ أَبُو نعيم: كَانَ أَبُو سَلَمة أول من هاجر من
قريش إلى المدينة، قبل بَيَّعَةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الأنصار بالعقبة، ومعه امرأته
أم سَلَمة.
وقيل: إن أُم سَلَمة لم تهاجر معه إلى المدينة إنَّما
هاجرت بعده، وَقَدْ ذكرناه عند اسمها.
وولد لَهُ بالحبشة عُمَر بْن أَبِي سَلَمة.
وشهد بدرًا وأحدًا، ونزل فِيهِ قولُه تَعَالى: فَأَمَّا
مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ: هاؤُمُ
اقْرَؤُا كِتابِيَهْ 69: 19 [2] ... الآيات.
حَدَّثَنَا يونس بْن بكير حَدَّثَنَا ابْنُ إِسْحَاق
قَالَ: عدت قريش عَلَى من أسلم منهم، فأوثقوهم وآذوهم،
واشتد البلاء عليهم وعظمت الفتنة فيهم وزلزلوا زلزالًا
شديدًا، عدت بنو جمح عَلَى عثمان بْن مظعون، وفر أَبُو
سَلَمة بْن عَبْد الأسد إلى أَبِي طَالِب، ليمنعه- وكان
خاله- فمنعه، فجاءت بنو مخزوم ليأخذوه فمنعه، فقالوا: يا
أبا طَالِب، منعت منا ابْنَ أخيك، أتمنع منا ابْنَ أخينا؟
فَقَالَ أَبُو طَالِب: نعم أمنع ابْنَ أختي مما أمنع
مِنْهُ ابْنَ أخي. فَقَالَ أَبُو لهب- ولم يسمع مِنْهُ
كلام خير قط ليس يومئذ-: صدق أَبُو طَالِب، لا يسلمه إليكم
[3] .
واستخلفه رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
عَلَى المدينة [4] لما سار إلى غزوة العشيرة سنة اثنتين من
الهجرة، أَخْبَرَنَا أَبُو الفرج بْن أَبِي الرجاء،
أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ قِرَاءَةً عَلَيْهِ وأَنَا
حَاضِرٌ أَسْمَعُ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ
اللَّهِ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ
الْجَابِرِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ
الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ، حَدَّثَنَا
ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ قَبِيصَةَ
بْنِ ذُؤَيْبٍ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ: لَمَّا
حَضَرَ أَبَا سَلَمَةَ الْمَوْتُ حَضْرَةَ رَسُول اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا شَخَصَ
أَغْمَضَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم عينيه.
__________
[1] سيرة ابن هشام: 2/ 368، 644، 645.
[2] الحاقة: 19.
[3] نص سيرة ابن هشام 1/ 371: «فقام أبو لهب فقال: يا معشر
قريش، والله لقد أكثرتم على هذا الشيخ، ما تزالون توئبون
عليه في جواره من بين قومه، والله لتنتهن عنه أو لنقومن
معه في كل ما قام فيه، حتى يبلغ ما أراد. قال: فقالوا:
بل ننصرف عما تكره يا أبا عتبة» .
[4] سيرة ابن هشام: 1/ 598.
(3/191)
وَرَوَاهُ أَبُو قِلابَةَ عَنْ قَبِيصَةَ،
وَزَادَ بَعْدُ «فَأَغْمَضَهُ» [1] : «ثُمَّ قَالَ: إِنَّ
الرُّوحَ إِذَا قُبِضَ تَبِعَهُ الْبَصَرُ. فَضَجَّ نَاسٌ
مِنْ أَهْلِهِ فَقَالَ: لا تَدْعُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ
إِلا بِخَيْرٍ، فَإِنَّ الْمَلائِكَةَ [2] يُؤَمِّنُونَ
ثُمَّ قَالَ: اللَّهمّ اغْفِرْ لأَبِي سَلَمَةَ، وَارْفَعْ
دَرَجَتَهُ فِي الْمَهْدِيِّينَ، وَاخْلُفْهُ فِي عَقِبِهِ
فِي الْغَابِرِينَ، وَاغْفِرْ لَنَا وَلَهُ يَا رَبَّ
الْعَالَمِينَ [3] .
قَالَ مصعب الزبيري: توفي أَبُو سَلَمة بْن عَبْد الأسد
بعد أُحد، سنة أربع من الهجرة، وقيل:
توفي فِي جمادى الآخرة سنة ثلاث. وقَالَ أَبُو عُمَر: إنه
توفى ستة اثنتين بعد وقعة بدر. وقَالَ ابْنُ إِسْحَاق:
توفي بعد أُحد، قبل تزوج رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زوجته أم سَلَمة، فِي شوال سنة أربع.
ولما حضرت أبا سَلَمة الوفاة قَالَ: «اللَّهمّ اخلفني فِي
أهلي بخير» . فخلفه رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ عَلَى زوجه أم سَلَمة، فصارت أما للمؤمنين، وصار
رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أبا
لأولاده: عُمَر، وسلمة وزينب، ودرة.
أَخْرَجَهُ الثلاثة.
قلت: قَالَ ابْنُ منده: إن أبا سَلَمة شهد بدرًا وأحدًا
وحنينًا والمشاهد، ثُمَّ قَالَ بعد هَذَا القول:
إنه مات بالمدينة زمن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ لما رجع من بدر. فمن مات لما رجع من بدر كيف
يشهد حنينًا وكانت سنة ثمان! وقولُه: إنه مات لما رجع من
بدر، فِيهِ نظر، فإنه شهد أُحدًا ومات بعدها، كما ذكرناه.
وقَالَ أَبُو عُمَر: إنه توفي بعد بدر سنة اثنتين، وكانت
بدر في رمضان منها.
3037- عَبْد اللَّهِ بْن عَبْد اللَّهِ بْن أَبِي الأنصاري
(ب د ع) عَبْد اللَّهِ بْن عَبْد اللَّهِ بْن أَبِي بْن
مَالِك بْن الحارث بْن عُبَيْد بْن مَالِك بْن سالم بْن
غنم بْن عوف بْن الخزرج الْأَنْصَارِيّ الخزرجي. وسالم
يُقال لَهُ: «الحبلى» لعظم بطنه وله شرف فِي الأنصار،
وأبوه «عَبْد اللَّه بْن أبى» هو المعروف بابن سلول، وكانت
سلول امْرَأَة من خزاعة، وهي أم أبىّ، وابنه عبد الله بن
أبىّ هو رأس المنافقين، وكان ابنه عبد الله ابن عَبْد
اللَّه من فضلاء الصحابة وخيارهم، وكان اسمه الحُباب، وبه
كَانَ أَبُوهُ يكنى أبا الْحُبَاب، فلما أسلم سماه رَسُول
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عبد الله.
__________
[1] نص رواية أبى قلابة في المسند 6/ 297. «دَخَلَ رَسُولُ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على أبى سلمة
وقد شق بصره فأغمضه» ...
[2] في المسند: يؤمنون على ما تقولون.
[3] بعده في المسند: «اللَّهمّ افسح في قبره، ونور له فيه»
.
(3/192)
وشهد بدرا، وأحدا، والمشاهد كلها مع رَسُول
اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وكانت الخزرج
قَدْ أجمعت عَلَى أن يتوجوا أباه عَبْد اللَّه بْن أَبِي
ويملكوه أمرهم قبل الْإِسْلَام، فلما جاء النَّبِيّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رجعوا عن ذَلِكَ، فحسد
النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأخذته
العزة، فأضمر النفاق، وهو الَّذِي قَالَ فِي غزوة بني
المصطلق: لَئِنْ رَجَعْنا إِلَى الْمَدِينَةِ
لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ 63: 8 [1]
فقال ابنه عَبْد اللَّه للنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ: هُوَ والله الذليل وأنت العزيز يا رَسُول
اللَّه، إن أذنت لي فِي قتله قتلته، فو الله لقد علمت
الخزرج ما كَانَ بها أحد أبر بوالده مني، ولكني أخشى أن
تأمر بِهِ رجلًا مسلمًا فيقتله، فلا تدعني نفسي أنظر إلى
قاتل أَبِي يمشي عَلَى الأرض حيًّا حتَّى أقتله، فأقتل
مؤمنًا بكافر فأدخل النار. فَقَالَ النَّبِيّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «بل نُحْسِنُ صحبته ونترفق
بِهِ ما صحبنا، ولا يتحدث النَّاس أن محمدًا يقتل أصحابه
ولكن برّ أباك وأحسن صحبته [2] » . فلما مات أبوه سأل ابنه
عبد الله النبيّ صلى الله عليه وسلم ليصلي عَلَيْهِ.
أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَلِيٍّ وَغَيْرُ وَاحِدٍ
قَالُوا بِإِسْنَادِهِمْ إِلَى أَبِي عِيسَى
التِّرْمِذِيِّ قال: حدثنا محمد ابن بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا
يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ،
أَخْبَرَنَا نَافِعٌ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: «جاء عَبْد
اللَّهِ بْن عَبْد اللَّهِ بْن أَبِي إلى رسول الله صلى
الله عليه وسلم حِينَ مَاتَ أَبُوهُ، فَقَالَ: أَعْطِنِي
قَمِيصَكَ أُكَفِّنْهُ فِيهِ، وَصَلِّ عَلَيْهِ،
وَاسْتَغْفِرْ لَهُ. فَأَعْطَاهُ قَمِيصَهُ وَقَالَ: إِذَا
فَرَغْتُمْ فَآذِنُونِي. فَلَمَّا أَرَادَ أَنْ يُصَلِّيَ
عَلَيْهِ جَذَبَهُ عُمَرُ وَقَالَ: أَلَيْسَ قَدْ نَهَى
اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى
الْمُنَافِقِينَ؟ فَقَالَ: أَنَا بَيْنَ خَيْرَتَيْنِ [3]
: اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أو لا تستغفر لهم. فَصَلَّى عَلَيْهِ
فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى: وَلا تُصَلِّ عَلى أَحَدٍ
مِنْهُمْ ماتَ أَبَداً وَلا تَقُمْ عَلى قَبْرِهِ 9: 84
[4] فَتَرَكَ الصَّلاةَ عَلَيْهِمْ [5] » . قَالَ ابْنُ
منده: أُصيب أنف عَبْد اللَّه بْن عَبْد اللَّه يَوْم أحد،
فأمره النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن
يتخذ أنفًا من ذهب.
وَقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: رَوَى عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ،
عَنْ عَائِشَةَ، عن عبد الله بن عبد الله بن أُبَيٍّ
أَنَّهُ قَالَ:
نَدَرْتُ [6] ثَنِيَّتِي، فَأَمَرَنِي رَسُولُ اللَّه
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ أَتَّخِذَ
ثَنِيَّةً مِنْ ذَهَبٍ. وقَالَ هَذَا هُوَ المشهور.
وقول المتأخر- يعني ابْنَ منده- أصيب أنفه. وهم.
__________
[1] المنافقون: 8.
[2] سيرة ابن هشام: 2/ 292، 293.
[3] في تحفة الأحوذي: «أنا بين الخيرتين» . والخيرتان:
تثنية خيرة، بوزن عنبة، أي: أنا مخير بين الاستغفار وتركه.
[4] التوبة: 84.
[5] تحفة الأحوذي، تفسير سورة التوبة: 8/ 499- 502.
[6] يعنى: سقطت.
(3/193)
وبقي عَبْد اللَّه إلى أن قتل يَوْم
اليمامة فِي حرب مسيلمة الكذاب شهيدًا، فِي خلافة أَبِي
بَكْر سنة اثنتي عشرة أَخْرَجَهُ الثلاثة.
3038- عبد الله بن عبد الله الأعشى
(ب) عَبْد اللَّه بْن عَبْد اللَّه الأعشى الْمَازِنِي.
وَقَدْ تقدم فِي الهمزة [1] ، وفي أول العبادلة، لأن أباه
عَبْد اللَّه يعرف بالأعور. رُوِيَ عَنْهُ معن بْن ثعلبة
[2] ، وصدقة الْمَازِنِي، والد طيسلة بْنِ صدقة.
أَخْرَجَهُ أَبُو عُمَر.
3039- عَبْد اللَّهِ بْن عَبْد اللَّهِ بْن أَبِي أمية
المخزومي
(ب س) عَبْد اللَّهِ بْن عَبْد اللَّهِ بْن أَبِي أُمية
المخزومي، وهو ابْنُ أخي أم سلمة زوج النَّبِيّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
ذكره جماعة فِي الصحابة، وفيه نظر، قَالَ أَبُو عُمَر: لا
تصح عندي صحبته لصغره، روى عَنْهُ عروة بْن الزُّبَيْر،
ومحمد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن ثوبان.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الوهاب بن هبة الله بإسناده عن عبد
اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ: حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا
يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ،
حَدَّثَنَا هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ
عَبْدِ الله بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُمَيَّةَ
بْنِ الْمُغِيرَةِ الْمَخْزُومِيِّ قَالَ: رَأَيْتُ
رَسُولَ اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
يُصَلِّي [3] فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ مُتَوَشِّحًا بِهِ مَا
عَلَيْهِ غَيْرُهُ [4] .
وذكره ابْنُ شاهين وقَالَ: توفي النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو ابْنُ ثماني سنين. وروي عن
النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ رآه
يصلي.
قَالَ الطبري: أسلم عَبْد اللَّهِ بْن عَبْد اللَّهِ بْن
أَبِي أُمية مَعَ أَبِيهِ، وعاش بعد النَّبِيّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
أخرجه أبو عمر وَأَبُو موسى، إلا أن أبا مُوسَى قَالَ: عبد
اللَّه بِنْ أَبِي عَبْد اللَّه بْن أمية، فنقل «أَبِي» من
«أمية» ، وجعله مَعَ «عَبْد اللَّه» الثَّاني، وليس بصحيح،
والصواب ما ذكرناه أول الترجمة، وَقَدْ تقدم نسبه عند ذكر
أبيه [5] .
__________
[1] ينظر: 1/ 212، 123.
[2] الجرح: 4/ 1/ 277.
[3] في المسند: «يصلى في بيت أم سلمة زوج النَّبِيّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم في ثوب ... » .
[4] مسند أحمد: 4/ 27.
[5] ينظر: 3/ 177.
(3/194)
3040- عبد الله بن عبد الله بن ثابت
عبد الله بن عبد الله بن ثابت بْن قيس بْن هيشة، أَبُو
الربيع الْأَنْصَارِيّ.
قَالَ الواقدي والكلبي: هُوَ الَّذِي عاده رَسُول اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم وقال: «غلبنا عليك أبا
الربيع [1] » . وقيل: كَانَ هَذَا مَعَ أبيه. قالا: ولما
مات هَذَا- عَبْد اللَّه- كفنه النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي قميصه، والله أعلم.
قَالَه الغساني مستدركًا عَلَى أَبِي عُمَر.
3041- عَبْد اللَّه بْن عَبْد اللَّه بْن عتبان
(س) عبد الله بن عبد الله بن عتبان الْأَنْصَارِيّ.
روى الحافظ أَبُو مُوسَى بإسناده عن أَبِي الشَّيْخ الحافظ
قَالَ: قَالَ أهل التاريخ: عبد الله ابن عَبْد اللَّه بْن
عتبان، كَانَ من أصحاب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ، وهو الَّذِي كتب الصلح بين المسلمين وبين أهل
جي [2] .
أَخْرَجَهُ أَبُو مُوسَى مختصرًا.
3042- عَبْد اللَّه بْن عبد الله بن عثمان
(د ع) عَبْد اللَّه بْن عَبْد اللَّه بْن عثمان، وهو عَبْد
اللَّه بْن أَبِي بكر الصديق، ويذكر نسبه عند أَبِيهِ
رَضِي اللَّه عَنْهُمَا. وهو أخو أسماءَ بِنْت أَبِي بَكْر
لأبويها، أمهما قُتيلة [3] ، من بني عَامِر بْنِ لؤي.
وهو الَّذِي كَانَ يأتي النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ وأباه أبا بَكْر بالطعام وبأخبار قريش، إذ هما
فِي الغار، كل ليلة، فمكثا فِي الغار ثلاث ليال. وقيل غير
ذَلِكَ. وكان عبد الله يبيت عندهما وهو شاب، فيخرج من
عندهما السحر، فيصبح مَعَ قريش فلا يسمع أمرًا يكادان بِهِ
إلا وعاه حتَّى يأتيهما بخبر ذَلِكَ إِذَا اختلط الظلام.
وشهد عَبْد اللَّه الطائف مَعَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فرمي بسهم، رماه أَبُو محجن
الثقفي فجرحه، فاندمل جرحه، ثُمَّ انتقض بِهِ، فمات مِنْهُ
أول خلافة أَبِيهِ أَبِي بَكْر، وذلك فِي شوال من سنة إحدى
عشرة [4]
__________
[1] رواه مالك في الموطأ، كتاب الجنائز، الحديث 36/ 233.
[2] جى- بفتح الجيم وتشديد الياء-: اسم مدينة أصبهان
القديم.
[3] كتاب نسب قريش: 276.
[4] سيرة ابن هشام: 2/ 486.
(3/195)
وكان إسلامه قديمًا، ولم يسمع لَهُ بمشهد
إلا شهوده الفتح، وحنينًا، والطائف.
وكان قَدْ ابتاع الحلة التي أرادوا أن يُدفن فيها رَسُول
اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بسبعة [1]
دنانير، فلم يكفن فيها رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فتركها لنفسه ليكفن فيها، فلما حضرته
الوفاة قَالَ: لا تكفنوني فيها، فلو كان فيها خير لكفن
فيها رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم. ودفن
بعد الظهر، وصلى عَلَيْهِ أَبُوهُ، ونزل فِي قبره أخوه
عَبْد الرَّحْمَن، وعمر، وطلحة بْن عُبَيْد الله رضى الله
عنهم.
أخرجه هاهنا أبو نعيم، وأخرجه قبل ابن مندة وأبو عمر،
واستدركه هاهنا أبو موسى على ابن مندة.
3043- عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ
(س) عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنُ
الخطاب. أورده ابْنُ أبي عاصم فِي الآحاد، قَالَ يزيد بْن
هارون: كَانَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ
عُمَرَ أكبر ولد عَبْد الله. وروى سَعِيد بْن جُبَيْر، عن
عَبْد اللَّه بْن عَبْد اللَّه بْن عُمَر: «أن رَسُول
اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حين دفع عشية
عرفة، سَمِعَ وراءه زجرًا شديدًا وضربًا فِي الأعراب،
فالتفت إليهم فَقَالَ: السكينة أيها النَّاس، فإن البر ليس
بالايضاع [2] » . أخرجه أبو موسى.
3044- عَبْد اللَّهِ بْن عَبْد اللَّهِ بْن أَبِي مالك
(د) عَبْد اللَّهِ بْن عَبْد اللَّهِ بْن أَبِي مَالِك.
روى يونس بْن بكير، عَنِ ابْنِ إِسْحَاق قَالَ: شهد بدرًا
من بني عوف بْن الخزرج من الأنصار: عَبْد اللَّهِ بْن
عَبْد اللَّهِ بْن أَبِي مَالِك.
أَخْرَجَهُ ابْنُ منده.
قلت: كذا ذكره يونس بْن بكير، عَنِ ابْنِ إِسْحَاق فيما
سمعناه، وهو وهم مِنْهُ، فإن الَّذِي شهدها من بني عوف بْن
الخزرج: عَبْد اللَّهِ بْن عَبْد اللَّهِ بْن أَبِي بْن
مَالِك. كذا رَوَاهُ ابْنُ هشام [3] عَنِ البكائي، عَنِ
ابْنِ إِسْحَاق. ورواه أيضًا سَلَمة، عَنِ ابْنِ إِسْحَاق.
وهو الصحيح. وَقَدْ روى الثلاثة- أعني يونس والبكائي
وسلمة- عَنِ ابْنِ إِسْحَاق، فيمن شهد بدرا، من بنى عوف
__________
[1] في الاستيعاب 875: بتسعة دنانير.
[2] أخرجه البخاري، في كتاب الحج عن ابن عباس: 2/ 201.
وأوضع الراكب بعيره إذا حمله على سرعة السير السير بالزجر
أو الضرب.
[3] سيرة ابن هشام: 1/ 693.
(3/196)
ابن الخزرج رجلين، أحدهما هَذَا، والآخر
أوس بْن خولي، إلا أن يونس قَالَ: عَبْد اللَّه بْن أَبِي
مَالِك. فخالف الجميع، وهو سهو، والله أعلم.
3045- عبد الله بن عبد الرحمن الأنصاري
(ب س) عَبْد اللَّه بْن عَبْد الرَّحْمَن الْأَنْصَارِيّ
الأشهلي. لَهُ صحبة ورواية.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَرَجِ بْنُ أَبِي الرَّجَاءِ
كِتَابَةً بِإِسْنَادِهِ إِلَى ابْنِ أَبِي عَاصِمٍ،
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا
عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْن
أَبِي حَبِيبَةَ [1] ، عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن عَبْدِ
الرَّحْمَنِ أَنَّهُ قَالَ: جَاءَنَا النَّبِيُّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَصَلَّى بِنَا فِي مَسْجِدِ
بَنِي عَبْدِ الأَشْهَلِ، فَرَأَيْتُهُ وَاضِعًا يَدَهُ
فِي ثَوْبِهِ إِذَا سَجَدَ.
أَخْرَجَهُ أَبُو عمر وأبو موسى.
3046- عَبْد اللَّه بْن عَبْد الرَّحْمَن أَبُو رويحة
(ب) عَبْد اللَّه بْن عَبْد الرَّحْمَن، أَبُو رويحة
الخثعمي. يذكر فِي الكنى إن شاء الله تعالى.
أخرجه أبو عمر.
3047- عَبْد اللَّهِ بْن عبد الرحمن بْن أَبِي بكر
(د) عَبْد اللَّهِ بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي بَكْر
الصديق. قتل يَوْم الطائف، أخرجه هكذا مختصرًا ابْنُ منده
وحده.
قلت: هَذَا غلط، فإن الَّذِي قتل يَوْم الطائف من ولد
أَبِي بَكْر رَضِي اللَّه عَنْهُ إنَّما هو عبد الله ابن
أبي بَكْر لصُلْبه، لا ابْنُ ابنه، والله أعلم.
3048- عبد الله بن عبد المدان
(ب) عَبْد اللَّه بْن عَبْد المدان، واسم عَبْد المدان
عَمْرو بْن الديان، واسم الديان يزيد ابن قطن بْن زياد بْن
الحارث بْن مالك بْن ربيعة بْن كعب بْن الحارث بْن كعب بن
عمرو ابن عُلة [2] بْن جلد الْحَارِثِيّ. وفد عَلَى
النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قاله
الطبري، فَقَالَ له رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما
اسمك؟ قَالَ: عَبْد الحجر. فَقَالَ: أنت عَبْد اللَّه.
قتله بُسْر بْن أَبِي أرطاة لما سيره معاوية إلى الحجاز،
واليمن ليقتل شيعة على، وكان عبيد الله [3] ابن الْعَبَّاس
أميرًا لعليّ عَلَى اليمن، وهو زوج ابْنَة عَبْد اللَّه،
فقتله.
أَخْرَجَهُ أَبُو عُمَر.
__________
[1] في المطبوعة: إسماعيل بن أبى خيثمة. وهو خطأ، ينظر
التهذيب: 1/ 288.
[2] في الأصل والمطبوعة: عكة. والمثبت عن الجمهرة: 389،
391.
[3] في المطبوعة: عبد الله. والمثبت عن الأصل وترجمة بسر
فيما تقدم: 1/ 214.
(3/197)
3049- عبد الله بن عبد الغافر
(س) عَبْد اللَّه بْن عَبْد الغافر. رَوَى حماد بن سلمة،
عن ثابت البناني، عن عبد الله ابن عَبْدِ الْغَافِرِ-
وَكَانَ مَوْلَى لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم-:
أن النبي صلى الله عليه وَسَلَّمَ قَالَ: «إِذَا ذُكِرَ
أَصْحَابِي فَأَمْسِكُوا، وَإِذَا ذُكِرَ النُّجُومُ
فَأَمْسِكُوا، وَإِذَا ذُكِرَ الْقُرْآنُ فَقُولُوا:
كَلامُ اللَّهِ عزَّ وجلَّ غَيْرُ مَخْلُوقٍ، وَمَنْ قَالَ
غَيْرَ هَذَا فَهُوَ كَافِرٌ» . أَخْرَجَهُ أَبُو موسى.
3050- عبد الله بن عبد الملك
(ب س) عَبْد اللَّه بْن عَبْد الملك. وقيل: عَبْد اللَّه
بْن عَبْد اللَّه بْن مالك. وقيل: عبد الله ابن عَبْد بْن
مَالِك بْن عَبْد اللَّهِ بْن ثعلبة بْن غفار بْن مليل،
المعروف بآبي اللحم. وإنما قيل لَهُ:
«آبِي اللَّحْمِ» لأنَّه كَانَ لا يأكل ما ذبح عَلَى النصب
فِي الجاهلية، وقيل: كَانَ لا يأكل اللحم ويأباه. وقيل:
اسمه الحويرث. وَقَدْ ذكرناه [1] ، وقتل يوم حنين.
أخرجه أبو عمر وأبو موسى.
3051- عبد الله بن عبد مناف
(ب د ع) عَبْد اللَّه بْن عَبْد مناف بْن النعمان بْن سنان
بْن عُبَيْد بْن عدي بن غنم بن كعب ابن سَلَمة، من بني جشم
بْن الخزرج الْأَنْصَارِيّ الخزرجي السلمي، أَبُو يَحيى.
شهد بدرًا، قاله عروة، وابن شهاب، وابن إِسْحَاق [2] ،
وشهد أُحدًا.
أخرجه الثلاثة.
3052- عبد الله بن عبد بن هلال
(ب د ع) عَبْد اللَّه بْن عَبْد بْن هلال. أنصاري، يعد فِي
أهل قُباء.
روى بشر [3] بْن عِمْرَانَ من أهل قباء حَدَّثَنِي مولاي
عَبْد اللَّه بْن عَبْد بْن هلال قَالَ: ما أنسى حين ذهب
بي أبي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله،
ادع الله لَهُ وبارك عَلَيْهِ. قَالَ: فما أنسى برد يد
رسول الله صلى الله عليه وسلم على يافوخى [4] .
__________
[1] ينظر: 1/ 45.
[2] سيرة ابن هشام: 1/ 698.
[3] قال ابن أبى حاتم في الجرح 1/ 1/ 361: «بشر بن عمران
بن كيسان القبائي، من أهل قباء. روى عن عبد الله ابن عبد
بن هلال مولاه، روى عنه زيد بن الحباب» .
[4] اليافوخ: ملتقى عظم مقدم الرأس ومؤخره.
(3/198)
قَالَ: وكان يقوم الليل ويصوم النهار. ومات
وهو أبيض الرأس واللحية، وكان لا يكاد يفرق شعره من كثرته.
أَخْرَجَهُ ابْنُ منده وأبو نعيم، وعبد الثَّاني غير مضاف
إلى اسم اللَّه تَعَالى. وقَالَ أَبُو نعيم:
عَبْد اللَّه بْن عَبْد بْن هلال. وقيل: عَبْد اللَّه بْن
عَبْد اللَّه بْن هلال، والله أعلم. وأخرجه أَبُو عُمَر
أيضًا وقَالَ: عَبْد اللَّه بْن عَبْد [اللَّه [1]] بْن
هلال. أَوْ عبيد بن هلال، وقيل: عبد هلال.
3053- عبد الله بن عبد
(ب د ع) عَبْد اللَّه بْن عَبْد. وَيُقَال: عَبْد بْن
عَبْد الثمالي أَبُو الحجاج، وثمالة بطن من الأزد. يعد فِي
الشاميين، سكن حمص.
رَوَى بَقِيَّةُ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ عَمْرٍو، وَعَنْ
عَبْدِ الرَّحْمَن بْنِ أَبِي عَوْفٍ الجرشي عن عبد الله
ابن عَبْدٍ الثُّمَالِيِّ أَنَّهُ قَالَ: قَالَ رَسُول
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَوْ
أَقْسَمْتُ لَبَرَرْتُ، لا يَدْخُلُ الْجَنَّةُ قَبْلَ
سَابِقِ أُمَّتِي إِلا بضعة عشر رجلا، منهم: إبراهيم،
وإسماعيل، وإسحاق، وَيَعْقُوبُ، وَالأَسْبَاطُ، وَمُوسَى،
وَعِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ، صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ
وَسَلَّمَ» . وله حديث آخر، رَوَاهُ إِسْمَاعِيل بْن عياش،
عن صفوان وقَالَ: عن عَبْد الرَّحْمَن بْن عائذ» عن عَبْد
اللَّه بْن عَبْد الثمالي [2] .
أَخْرَجَهُ الثلاثة، وَقَدْ أَخْرَجَهُ الثلاثة أيضًا
فقالوا: عَبْد اللَّه أَبُو الحجاج الثمالي. وأخرجه ابْنُ
منده فَقَالَ: عَبْد اللَّه الثمالي. وذكر لَهُ أَنَّهُ
روى عَنْهُ عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي عوف، وَقَدْ تقدم
الجميع.
3054- عبد الله بن عبس الأنصاري
(ب د ع) عَبْد اللَّه بْن عبس. وقيل: عُبَيْس، والأكثر
عبيس. وهو أنصاري من بني عدي بْن كعب بْن الخزرج بْن
الحارث بْن الخزرج.
شهد بدرًا وما بعدها من المشاهد مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ الزُّهْرِيّ [3] ، شهد
بدرًا من الأنصار من بني الحارث بْن الخزرج: عَبْد الله بن
عبس. ولم يترك ولدا.
__________
[1] عن الاستيعاب: 942.
[2] ترجم له ابن أبى حاتم في الجرح 2/ 2/ 102 فقال: «عبد
الله بن عبد الثمالي: روى عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وسلم، روى عنه عبد الرحمن بن أبي عوف الجرشى» .
[3] في الأصل: قال الزبيري.
(3/199)
أخبرنا عبيد الله بن أحمد بن علي بإسناده
إلى يونس بن بكير عن ابن إِسْحَاق، في تسمية من شهد بدرا
من الخزرج، من بني زَيْد [1] بْن مَالِك بْن ثعلبة: «عَبْد
اللَّه بْن عبس» . وهذا ثعلبة هُوَ ابْنُ كعب بْن الخزرج
بْن الحارث بْن الخزرج.
أخر الثلاثة، وقَالَ أَبُو عُمَر: ليس هَذَا من أبى عبس
[2] ينسب، هذا خزرجي، وأبو عبس أوسي، وهما من الْأَنْصَار.
3055- عبد الله بن عبس
(ب) عَبْد اللَّه بْن عبس. أَخْرَجَهُ أَبُو عُمَر [3]
قَالَ: شهد بدرًا، ولم ينسبوه، وقالوا:
هُوَ من حلفاء بني الحارث بْن الخزرج.
قلت: وهذا هُوَ الأول الَّذِي قبله فيما أظن، وإنما اشتبه
عَلَى أَبِي عُمَر، حيث رَأَى فِي هَذَا أَنَّهُ حليف، ولم
يذكر فِي الأول أَنَّهُ حليف. والعلماء قَدْ اختلفوا فِي
كَثِير، منهم من يجعل الرجل حليفًا، ومنهم من يجعله من
القبيلة أنفسها، والله أعلم.
3056- عبد الله بن عبيد الله
(س) عَبْد اللَّه بْن عُبَيْد اللَّه بْن عتيق. أورده
العسكري فِي الأفراد، ذَكَرَهُ أَبُو بكر ابن [أَبِي]
عَلِيٍّ، بِإِسْنَادِهِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ سَعِيدٍ
العطاردي، عن يونس بن بكير، عن محمد ابْنِ إِسْحَاق، عَنْ
مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيم بْن الحارث التيمي، عن محمد بن
عبد الله بن عبيد الله ابن عَتِيقٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ:
سَمِعْتُ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ يَقُولُ: «مَنْ خَرَجَ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا
فِي سَبِيلِ اللَّهِ عزَّ وجل- ثم صم رسول الله صلى الله
عليه وسلم أصابعه الثلاثة- فخرّ عن دَابَّتِهِ فَمَاتَ،
وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ، أَوْ لَدَغَتْهُ دَابَّةٌ
فَمَاتَ، وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ،
أَوْ مَاتَ كَيْفَ مَاتَ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ،
عَزَّ وَجَلَّ، أَوْ مَنْ قُتِلَ قَعْصًا [4] ، فَقَدِ
اسْتَوْجَبَ الْمَآبَ» . أَخْرَجَهُ أَبُو مُوسَى،
وَيَرِدُ الْكَلامُ عَلَيْهِ فِي: «عَبْدِ اللَّهِ بن
عتيك» .
3057- عبد الله بن عتبان
(س) عَبْد اللَّه بْن عتبان الْأَنْصَارِيّ. سماه عَبْد
الباقي بْن قانع.
رَوَى عَبْدُ اللَّهِ بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، عن أَبِي
أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيِّ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ زَيْدٍ،
__________
[1] الّذي في سيرة ابن هشام 1/ 691 أنه من بني عدي بْن كعب
بْن الخزرج بْن الحارث بن الخزرج.
[2] نص الاستيعاب 944: «وليس هذا من أبى عبس بن جبير»
وصوابه: جبر. وستأتي ترجمته.
[3] الّذي في الاستيعاب 944: «عبد الله بن عبيس» بصيغة
التصغير.
[4] القعص: أن يضرب الإنسان فيموت مكانه. واستوجب المآب:
حسن المرجع بعد الموت.
(3/200)
عَنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ،
عَنِ ابْنِ [1] عِتْبَانَ قَالَ قُلْتُ: يَا رَسُولَ
اللَّهِ، إِنِّي كنت مع أهلي، فلما سمع صَوْتَكَ عَجِلْتُ
فَاغْتَسَلْتُ [2] . فَقَالَ رَسُولُ اللَّه صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الْمَاءُ مِنَ الْمَاءِ» [3]
أَخْرَجَهُ أَبُو مُوسَى، وَقَالَ: قَدْ مَرَّ فِي ذِكْرِ
صَالِحٍ [4] أَنَّهُ كَانَ صَاحِبَ هَذِهِ الْحَادِثَةِ،
وَقِيلَ:
عِتْبَانُ، وَلَيْسَ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عِتْبَانَ
ذِكْرٌ فِي هَذَا الْحَدِيثِ، فَلا أَدْرِي مِنْ أَيْنَ
سَمَّاهُ عَبْدَ اللَّهِ؟! وَقَدْ ذكر أَبُو جَعْفَر
الطبري أن سعد بْن أَبِي وقاص سَيّر عَبْد اللَّه بْن
عتبان [5] من العراق إلى الجزيرة، فسار عَلَى الموصل إلى
نصيبين، فصالحه أهلها، فلا أدري هُوَ هَذَا أم غيره؟.
3058- عَبْد اللَّه بْن عتبة أَبُو قيس الذكواني
(ب س) عَبْد اللَّه بْن عتبة، أَبُو قيس الذكواني. مدني،
روى عَنْهُ سالم بْن عبد الله ابن عمر.
أخرجه أبو عمر مختصر وأخرجه أَبُو مُوسَى وقَالَ: أورده
ابْنُ شاهين فِي الصحابة، وفرق بينه وبين ابْنِ عتبة بْن
مَسْعُود، وروى عن الزُّهْرِيّ [6] عن سالم عن عبد اللَّه
بْن عُمَر قَالَ: خرجنا مَعَ عَبْد اللَّه بْن عتبة إلى
أرض يريم ويريم [7] من المدينة عَلَى قريب من ثلاثين ميلًا
نقصر الصلاة.
3059- عبد الله بن عتبة بن مسعود
(ب د ع) عَبْد اللَّهِ بْن عتبة بْن مَسْعُود الهذلي.
وَهُوَ حجازي، ويرد نسبه عند ذكر عمه:
«عَبْد اللَّه بْن مَسْعُود» .
روى عَنْهُ ابْنه حمزة أَنَّهُ قَالَ: سَأَلت أَبِي عَبْد
اللَّه بْن عتبة: أي شيء تَذْكُرُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: أذكر أَنَّهُ
أخذني وأنا خماسي [8] أَوْ سداسي، فأجلسني فِي حجره، ومسح
عَلَى رأسي بيده، ودعا لي ولذريتي من بعد بالبركة.
__________
[1] في مسند أحمد: عن عتبان أو ابن عتبان الأنصاري.
[2] في المسند: أقلعت فاغتسلت.
[3] مسند أحمد: 4/ 342.
[4] ينظر: 3/ 5.
[5] الّذي في تاريخ الطبري 4/ 54: «عَبْد اللَّه بْن عَبْد
اللَّه بْن عتبان» .
[6] في الأصل: عن الزبيري. وهو خطأ، ينظر الجرح: 2/ 1/
184.
[7] في المطبوعة: «إلى أرض يريم ويريم» والصواب عن الأصل،
وفي مراصد الاطلاع 2/ 649، 650: «رئم- بكسر أوله وهمز
ثانيه وسكونه، وقيل بالياء غير مهموز: بطن رئم على ثلاثين
ميلا من المدينة» .
[8] في تاج العروس: «قال ابن شميل: غلام خماسي ورباعي: طال
خمسة أشبار وأربعة أشبار، وإنما يقال خماسي ورباعي فيمن
يزداد، ولا يقال في الثوب: سباعي. وقال الليث: الخماسي
والخماسية من الوصائف ما كان طوله خمسة أشبار، قال:
ولا يقال: سداسي ولا سباعي، إذا بلغ ستة أشبار وسبعة. وقال
غيره: ولا في غير الخمسة، لأنه إذا بلغ ستة أشبار فهو رجل.
وفي اللسان: إذا بلغ سبعة أشبار صار رجلا» .
(3/201)
قَالَ أَبُو عُمَر: ذكره العقيلي فِي
الصحابة، وغلط، إنَّما هُوَ تابعي من كبار التابعين
بالكوفة، وهو والد عُبَيْد اللَّه بْن عَبْد اللَّه بْن
عتبة بْن مَسْعُود الفقيه الْمَدَنِيّ، شيخ ابْنِ شهاب.
واستعمل عُمَر بْن الخطاب [عَبْد اللَّه بْن عتبة بْن
مَسْعُود] . روى عَنْهُ ابنه عُبَيْد [1] اللَّه، وحميد
بْن عَبْد الرَّحْمَن، ومحمد بْن سِيرِينَ، وعبد اللَّه
بْن معبد الزماني [2] . وذكره الْبُخَارِيّ فِي التابعين
[3] ، وإنما ذكره العقيلي فِي الصحابة لحديث أَبِي
إِسْحَاق السبيعي، عن عَبْد اللَّه بْن عتبة بْن مسعود
قال:
«بعثنا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم إِلَى
النجاشي نحوًا من ثمانين رجلًا، منهم: ابن مَسْعُود،
وجعفر.
فقال جَعْفَر: أَنَا خطيبكم اليوم» . قال: «لو صح هَذَا
الحديث لثبتت هجرته إِلَى الحبشة» .
والصحيح أن أبا إسحاق رواه عن عَبْد اللَّه بْن عتبة، عَنِ
ابْنِ مسعود قال: بعثنا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وسلم إِلَى النجاشي.
أَخْرَجَهُ الثلاثة.
قلت: قول أَبِي عُمَر: «إن عُمَر بْن الخطاب استعمل عَبْد
اللَّه» ، يدل على أن له صحبة، لأن عُمَر مات بعد رسول
اللَّه صلى الله عليه وسلم بنحو ثلاث عشرة سنة، فلو لم تكن
له صحبة وكان كبيرًا فِي حياة رَسُول اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم لم يستعمله عُمَر، والله أعلم.
3060- عبد الله بن عتيك الأنصاري
(ب د ع) عَبْد اللَّه بْن عتيك الْأَنْصَارِيّ، أخو جَابِر
[4] بْن عتيك الأوسي، من بني مالك بْن مُعَاوِيَة. وهو أحد
قتلة أَبِي رافع بْن أَبِي الحقيق اليهودي.
كذا نسبه ابن منده وأبو نعيم، وهذا فِيهِ نظر نذكره آخر
الترجمة، ونذكر نسبه الصحيح إن شاء اللَّه تعالى.
وقال ابن أَبِي داود: هو أبو جابر وجبر ابني عتيك. حديثه
عند ابنه، وكعب بْن مالك، وعبد الرَّحْمَن بْن كعب. قتل
باليمامة شهيدًا سنة اثنتي عشرة أَخْبَرَنَا أَبُو
جَعْفَرِ بْنُ السَّمِينِ الْبَغْدَادِيُّ بِإِسْنَادِهِ
إلى يونس بن بكير، عن ابْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ مُحَمَّدِ
بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الحارث التيمي، عن محمد بن عبد
الله بن عتيك، عن أبيه قال:
__________
[1] في المطبوعة: ابنه عبد الله. والمثبت عن الأصل
والاستيعاب: 945.
[2] في المطبوعة: الذمارى. وهو خطأ، والمثبت عن الأصل،
والجرح: 2/ 2/ 124.
والتهذيب: 6/ 40.
[3] التاريخ الكبير: 3/ 1/ 157.
[4] مضى في: 1/ 309.
(3/202)
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يَقُولُ: «مَنْ خَرَجَ مُجَاهِدًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ- ثم
ضم رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ أَصَابِعَهُ:
الإِبْهَامَ وَالسَّبَّابَةَ وَالْوُسْطَى، وَقَالَ:
وَأَيْنَ الْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ؟ - فَخَرَّ
عَنْ دَابَّتِهِ فمات، فقد وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ،
أَوْ لَدَغَتْهُ دَابَّةٌ فَمَاتَ، فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ
عَلَى اللَّه، عَزَّ وَجَلَّ، أَوْ مَاتَ حَتْفَ أَنْفِهِ-
فَمَا سَمِعْتُهَا مِنْ أَحَدٍ قَبْلَ رَسُولِ اللَّه
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَدْ وَقَعَ
أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ، عَزَّ وَجَلَّ، وَمَنْ قُتِلَ
قَعْصًا فَقَدِ اسْتَوْجَبَ الْمَآبَ» [1] . وهو الَّذِي
ولي قتل أَبِي رافع بْن أَبِي الحقيق بيده [2] . وكان فِي
بصره ضعف، فنزل لما قتله من الدّرجة فسقط، فوثئت [3]
رجلُه، واحتمله أصحابه. فلما وصل إلى رَسُول اللَّه صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مسح رجله، قَالَ: فكأني لم
أشتكها قط. ولما أقبلوا إلى رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يخطب، فَقَالَ لهم: «أفلحت
الوجوه» . قَالَ أَبُو عُمَر: وأظنه وأخاه شهدا بدرًا، ولم
يختلفوا أن عَبْد اللَّه بْن عَتِيك شهد أحدًا [4] .
قَالَ: وقَالَ هشام بْن الكلبي، وأبوه مُحَمَّد بْنُ
السائب: إن عَبْد اللَّه شهد صفّين مع على ابن أَبِي
طَالِب، فإن كَانَ هَذَا صحيحًا فلم يقتل يَوْم اليمامة.
قَالَ: وَقَدْ قيل: إنه ليس بأخ لجابر بْن عتيك، وإن أخا
جَابِر هُوَ الحارث، والأول أكثر، لأن [5] الرهط الَّذِينَ
قتلوا ابْنَ أَبِي الحقيق خزرجيون والذين قتلوا كعب بْن
الأشرف من الأوس، كذلك ذكره ابْنُ إِسْحَاق وغيره، لم
يختلفوا فِي ذَلِكَ، وهو يصحَّح قول من قَالَ:
إن عَبْد اللَّه بْن عتيك ليس من الأوس، وليس بأخ لجابر
بْن عتيك، وَقَدْ نسبه خليفة بْن خياط، فَقَالَ: عَبْد
اللَّه بْنُ عتيك بْن قيس بْن الأسود بْن مري بْن كعب بْنُ
غنم بْن سَلَمة من الخزرج.
قلت: وَقَدْ نسبه ابْنُ الكلبي وابن حبيب وغيرهما مثل
خليفة بْن خياط، سواء، وأما جابر ابن عتيك فهو عتيك بْن
قيس بْن هيشة بْن الحارث بْن أمية [6] بْن معاوية بْن مالك
بْن عوف ابن عَمْرو بْن عوف بطن من الأوس. وكذلك نسبه
ابْنُ إِسْحَاق وغيره إلى الأوس، فلا يكون
__________
[1] الحديث مضى في ترجمة: عبد الله بن عبيد الله بن عتيق.
وقد رواه الإمام أحمد في مسندة: 4/ 36 عن يزيد بْن هارون،
عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاق، بهذا الإسناد.
[2] سيرة ابن هشام: 2/ 274، 275، 619.
[3] أي أصابها وهن دون الخلع والكسر.
[4] في الاستيعاب 947: شهد بدرا. وهو خطأ. وهو على الصواب
في الطبعة التي على حاشية الإصابة.
[5] في الأصل والمطبوعة: «إلا أن الرهط» وهو خطأ صوبناه من
الاستيعاب: 947، وبقرينة السياق
[6] سبق في ترجمة جابر بن عتيك 1/ 309: أنه أمية بن زيد بن
معاوية.
(3/203)
عَبْد اللَّه أخا جَابِر. ومما يقوي
أَنَّهُ ليس بأخ لَهُ أن الأوس قتلوا كعب بْن الأشرف،
والخزرج قتلوا أبا رافع، لا يختلف أهل السير فِي ذَلِكَ.
وَقَدْ أخرج أَبُو مُوسَى قبل هَذِهِ الترجمة عَبْد اللَّه
بْن عُبَيْد بْن عتيق، وأورد لَهُ هَذَا الحديث الَّذِي
رَوَاهُ ابْنُ بكير عَنِ ابْنِ إِسْحَاق بإسناده، فِي أجر
من خرج مجاهدًا- الحديث فِي هَذِهِ الترجمة- فجعله أَبُو
مُوسَى فِي عَبْد اللَّه بْن عُبَيْد بْنُ عتيق. ولا شك أن
بعض النساخ أَوْ الرواة قد صحفوا «عتيك» ب «عبيد» ، وجعلوا
الكاف دالًا. وهذا هُوَ الصحيح، والترجمة الأولى ليست
بشيء، ومما يقوى أن الَّذِي قلناه هُوَ الصحيح أن يونس بْن
بكير روى عَنِ ابْنِ إِسْحَاق الحديث الَّذِي ذكرناه فِي
أول هَذِهِ الترجمة فِي فضل الجهاد، فظهر بهذا أن الأول
تصحيف، والله أعلم.
وأما قول ابْنِ أَبِي دَاوُد: «هُوَ أَبُو جَابِر وجَبْر
ابني عَتِيك» فهو وهم مِنْهُ، فإن كان من الأوس فهو أخوهما
لا أبوهما، لأن الجميع أولاد عتيك، والأكثر عَلَى أن
جَابِر بْن عتيك قيل فِيهِ: جبر أيضًا، وليسا أخوين، وإن
كَانَ عَبْد اللَّه من الخزرج، وهو الأظهر، فلا كلام أنه
ليس بأخ لهما إلا أنهما من الأنصار، والله أعلم.
3061- عبد الله بن عثمان الأسدي
(ب) عَبْد اللَّه بْن عثمان الأسدي، من أسد بْن خزيمة،
حليف لبني عوف بْن الخزرج.
قتل يَوْم اليمامة شهيدا.
أَخْرَجَهُ أَبُو عمر مختصرا.
3062- عبد الله بن عثمان التميمي
(س) عَبْد اللَّه بْن عثمان التيمي. وقيل: عَبْد
الرَّحْمَن.
روى يَحيى بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن حاطب، عن عَبْد اللَّه
بْن عثمان التيمي: أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ نهى عن لقطة الحاج [1] أَخْرَجَهُ أَبُو مُوسَى.
3063- عبد الله بن عثمان الثقفي
(س) عَبْد اللَّه بْن عثمان الثقفي. روى هَمَّامٌ، عَنْ
قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عَبْدِ الله ابن
عُثَمْانَ الثَّقَفِيِّ، عَنْ رَجُلٍ أَعْوَرَ مِنْ
ثَقِيفٍ- قال قتادة: وكان يقال له: معروف [2] ، إن
__________
[1] روى الإمام أحمد هذا الحديث بإسناده إلى يحيى بْنِ
عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَاطِبٍ، عَنْ عبد الرحمن بن
عثمان التيمي. ينظر المسند:
4/ 499.
[2] أي: يثنى عليه خيرا.
(3/204)
لم يكن اسمه عَبْد اللَّه بْن عثمان فلا
أدري ما اسمه؟ - أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ قَالَ: «الْوَلِيمَةُ أَوَّلَ يَوْمٍ حَقٌّ،
وَالثَّانِي مَعْرُوفٌ، وَالثَّالِثُ رياءٌ وسمعة» . وقيل:
اسمه زُهَيْر بْن عثمان [1] ، وَقَدْ تقدم ذكره أخرجه أبو
موسى.
3064- عبد الله بن عثمان أبو بكر الصديق
(ب د ع) عَبْد اللَّه بْن عثمان بْن عَامِر بْن عَمْرو بْن
كعب بْن سعد بْن تيم بْن مرة بْن كعب ابن لؤي الْقُرَشِيّ
التيمي، أَبُو بَكْر الصديق بْن أَبِي قُحافة، واسم أَبِي
قحافة: عثمان، وأمه أم الخير سلمى بِنْت صخر بْن عَامِر
بْن كعب [2] بْن سعد بْن تيم بْن مرة، وهي ابْنَة عم أَبِي
قحافة، وقيل: اسمها: ليلى بِنْت صخر بْن عَامِر. قاله
مُحَمَّد بْن سعد [3] ، وقَالَ غيره: اسمها سلمى بِنْت صخر
بْن عَامِر بْن عَمْرو بْن كعب بْن سعد بْن تيم. وهذا ليس
بشيء، فإنها تكون ابْنَة أخيه، ولم تكن العرب تنكح بنات
الإخوة. والأول أصح.
وهو صاحب رسول الله صلى الله عَلَيْهِ وسلم فِي الغار وفي
الهجرة، والخليفة بعده.
روى عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وروى عَنْهُ: عُمَر، وعثمان، وعلي، وعبد الرَّحْمَن بْن
عوف، وابن مَسْعُود، وابن عُمَر، وابن عَبَّاس، وحذيفة،
وزيد بْن ثابت، وغيرهم.
وَقَدْ اختلف فِي اسمه، فقيل: كَانَ عَبْد الكعبة فسماه
رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد اللَّه. وقيل: إن أهله
سموه عَبْد اللَّه. وَيُقَالُ لَهُ: عتيق أيضًا. واختلفوا
فِي السبب الَّذِي قيل لَهُ لأجله عتيق، فَقَالَ بعضهم:
قيل لَهُ: «عتيق» لحسن وجهه وجماله، قاله الليث بْن سعد
وجماعة معه. وقَالَ الزُّبَيْر بْن بكار وجماعة معه:
إنَّما قيل لَهُ: «عتيق» لأنَّه لم يكن فِي نسبه شيء يعاب
بِهِ. وقيل: إنَّما سمي «عتيقًا» لأن رَسُول اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال لَهُ: «أنت عتيق
[اللَّه] من النار» . أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ
مُحَمَّدِ بْنِ مِهْرَانَ الْفَقِيهُ وَغَيْرُهُ، قَالُوا:
بِإِسْنَادِهِمْ إِلَى أَبِي عِيسَى التِّرْمِذِيِّ، قال:
حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مُوسَى الأَنْصَارِيُّ،
حَدَّثَنَا مَعْنٌ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يَحْيَى
بْنِ طَلْحَةَ، عَنْ عَمِّهِ إِسْحَاقَ بْنِ طَلْحَةَ،
عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ أَبَا بَكْرٍ دَخَلَ عَلَى رَسُول
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ لَهُ:
«أَنْتَ عَتِيقٌ مِنَ النَّارِ» . فَيَوْمَئِذٍ سُمِّيَ
عَتِيقًا وَقَدْ رُوِيَ هذا الحديث عن معن وقال: موسى ابن
طلحة، عن عائشة [4] .
__________
[1] أخرجه الإمام أحمد من طريقين عن همام، في مسند زهير بن
عثمان: 5/ 28.
[2] كتاب نسب قريش: 275.
[3] كذا، والّذي في الطبقات لابن سعد 3/ 1/ 119: سلمى بنت
صخر.
[4] تحفة الأحوذي، كتاب المناقب: 10/ 164، 165. وقال
الترمذي: هذا حديث غريب.
(3/205)
وقيل له: «الصديق» أيضا، لما أَخْبَرَنَا
أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ أَبِي الْقَاسِمِ الدِّمَشْقِيُّ
إِذْنًا، أَنْبَأَنَا أَبِي قَالَ: أَنْبَأَنَا أَبُو
سَعْدٍ المطرز وأبو علي الحداد قالا: أخبرنا أبو نعيم،
حدثنا أبو محمد ابن حَيَّانَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ
الْعَبَّاسِ، حَدَّثَنَا الْمُفَضَّلُ بْنُ غَسَّانَ،
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ
الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ:
«لَمَّا أُسْرِيَ بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى، أَصْبَحَ
يُحَدِّثُ بِذَلِكَ النَّاسَ، فَارْتَدَّ نَاسٌ مِمَّنْ
كَانَ آمَنَ وَصَدَّقَ بِهِ وَفُتِنُوا، فَقَالَ أَبُو
بَكْرٍ:
إِنِّي لأُصَدِّقُهُ فِيمَا هُوَ أَبْعَدُ مِنْ ذَلِكَ
أُصَدِّقُهُ بِخَبَرِ السَّمَاءِ غَدْوَةً أَوْ رَوْحَةً»
، فَلِذَلِكَ سُمِّيَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقَ.
وقَالَ أَبُو محجن الثقفي:
وسميت صديقًا وكل مهاجر ... سواك يسمى باسمه غير منكر
سبقت إلى الْإِسْلَام والله شاهد ... وكنت جليسًا فِي
العريش المشهر
إسلامه
كَانَ أَبُو بَكْر رَضِي اللَّه عَنْهُ من رؤساء قريش فِي
الجاهلية، محببًا فيهم، مألفًا [1] لهم، وكان إليه الأشناق
في الجاهلية، والأشناق: الدّيات. كان إِذَا حمل شيئًا
صدقته قريش وأمضوا حمالته [2] وحمالة من قام معه، وإن
احتملها غيره خذلوه ولم يصدقوه.
فلما جاء الْإِسْلَام سبق إِلَيْه، وأسلم عَلَى يده جماعة
لمحبتهم [3] لَهُ، وميلهم إِلَيْه، حتَّى إنه أسلم عَلَى
يده خمسة من العشرة، وَقَدْ ذكرناه عند أسمائهم. وَقَدْ
ذهب جماعة من العلماء إلى أَنَّهُ أول من أسلم، منهم ابْنُ
عَبَّاس، من رواية الشعبي، عنه. وقاله حسان بْن ثابت فِي
شعره [4] ، وعمرو بْن عبسة [5] ، وإبراهيم النخعي، وغيرهم.
أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَر بْن السمين بِإِسْنَادِهِ إِلَى
يونس بن بكير، عن ابن إسحاق قال: حدثني محمد بْن عَبْدِ
الرَّحْمَنِ بْن عَبْد اللَّهِ بْن الْحُصَيْنِ
التَّمِيمِيُّ أَنَّ رَسُولَ اللَّه صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وسلم قال: «ما دعوت أحدا
__________
[1] في المطبوعة: مؤلفا. والمثبت عن الأصل وسيرة ابن هشام:
1/ 250. والمألف: الّذي يألفه الإنسان.
[2] الحمالة: الدية.
[3] ينظر سيرة ابن هشام: 1/ 250/ 252.
[4] ديوانه: 240، وأول الأبيات:
إِذَا تَذَكَّرْتَ شَجْوًا مِنْ أَخِي ثِقَةٍ ...
فَاذْكُرْ أخاك أبا بكر بما فعلا
التالي الثاني المحمود شيعته ... وأول الناس طرا صدق
الرسلا
[5] في المطبوعة: عنبسة. وهو خطأ، وهو صحابى تأتى ترجمته.
(3/206)
إِلَى الإِسْلامِ إِلا كَانَتْ لَهُ عَنْهُ
كَبْوَةٌ وتردّد ونظر، إلا أبا بكر عَتَمَ حِينَ [1]
ذَكَرْتُهُ لَهُ، مَا تَرَدَّدَ فِيهِ.» أَخْبَرَنَا
الْحَافِظُ الْقَاسِمُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ [2]
كِتَابَةً قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: أَنْبَأَنَا
أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ
بْنِ بَيَانٍ- قَالَ عَلِيٌّ: ثُمَّ أَخْبَرَنَا أَبُو
الْبَرَكَاتِ الأَنْمَاطِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو
الْفَضْلِ بْنُ خَيْرُونٍ- قَالا أَخْبَرَنَا أَبُو
الْقَاسِمِ بْنُ بِشْرَانَ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ
الصَّوَّافُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ
أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا الْمِنْجَابُ بْنُ الْحَارِثِ،
أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ يُوسُفَ، حَدَّثَنَا خَلَفٌ
الْعُرْفُطِيُّ أَبُو أُمَيَّةَ، مِنْ وَلَدِ خَالِدِ بْنِ
عُرْفُطَةَ، عَنِ ابْنِ دَابٍ [3] يَعْنِي عِيسَى بْنَ
يَزِيدَ قَالَ قَالَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ: «كُنْتُ
جَالِسًا بِفِنَاءِ الْكَعْبَةِ، وَكَانَ زَيْدُ بْنُ
عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ [4] قَاعِدًا، فَمَرَّ بِهِ
أُمَيَّةُ بْنُ أَبِي الصَّلْتِ [5] فَقَالَ: كَيْفَ
أَصْبَحْتَ يَا بَاغِيَ الْخَيْرِ؟ قَالَ: بِخَيْرٍ.
قَالَ:
هَلْ وَجَدْتَ؟ قَالَ: لا، وَلَمْ آلُ مِنْ طَلَبٍ.
فَقَالَ:
كُلُّ دِينٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِلا ... مَا قَضَى
اللَّهُ وَالْحَنِيفَةُ، بُورُ
أما إن هَذَا النَّبِيّ الَّذِي ينتظر منا أَوْ منكم، أَوْ
من أهل فلسطين.
قَالَ: ولم أكن سَمِعْتُ قبل ذَلِكَ بنبي ينتظر أَوْ يبعث.
قَالَ: فخرجت أريد ورقة بْن نوفل وكان كَثِير النظر فِي
السماء، كَثِير همهمة الصدر قَالَ: فاستوقفته ثُمَّ اقتصصت
عَلَيْهِ الحديث، فَقَالَ: نعم يا ابْنَ أخي، أَبَى أهل
الكتاب والعلماء إلا أن هَذَا النَّبِيّ الَّذِي ينتظر من
أوسط العرب نسبًا، ولي علم بالنسب، وقومك أوسط العرب
نسبًا. قَالَ: قلت: يا عم، وما يَقُولُ النَّبِيّ؟ قال:
يَقُولُ. ما قيل لَهُ إلا أَنَّهُ لا ظلم ولا تظالم. فلما
بعث النَّبِيّ صَلَّى الله عليه وسلم آمنت وصدقت» .
__________
[1] في سيرة ابن هشام 1/ 252: «ما عكم عنه حين ذكرته له» ،
وفسره ابن هشام بقوله: «قوله «عكم» : تلبث» وعتم- بتشديد
التاء- بمعناه، يقال: ما عتمت: بمعنى تأخرت.
[2] في المطبوعة: أخبرنا الحافظ القاسم بن على بن الحسين.
وهو خطأ، والمثبت عن الأصل، وينظر فيما تقدم: 2/ 14، كما
ينظر العبر للذهبى: 4/ 314. وهو المحدث أبو محمد القاسم
ابن الحافظ أبى القاسم على بن الحسن ابن عساكر الدمشقيّ،
ولد سنة 527، وكان محدثا فهما حسن المعرفة شديد الورع.
وتوفى في صفر سنة 600.
[3] في المطبوعة: «ابن رأب» . بالهمز، والمثبت عن الأصل،
وتبصير المنتبه: 1/ 557.
[4] كان زيد بن عمرو بن نفيل قد ترك عبادة الأوثان، وكان
لا يأكل ما ذبح لغير الله، وله في ذلك كلمات مأثورة، وقد
سئل عَنْهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ فقال: «يبعث يوم القيامة أمة وحده» . وقد مضت له
ترجمة في: 2/ 295. وينظر كتاب نسب قريش: 364- 365.
[5] شاعر جاهلى، كان ممن رغب عن عبادة الأوثان، كان يخبر
بأن نبيا يبعث قد أظل زمانه، ويؤمل أن يكون ذلك النبي،
فلما بلغه خروج رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ كفر حسدا له. ولما أنشد النبي عليه الصلاة
والسلام شعره قال: «آمن لسانه وكفر قلبه» . له ترجمة في
«الشعر والشعراء» لابن قتيبة: 1/ 459.
(3/207)
وَأَخْبَرَنَا الْقَاسِمُ، عَنْ أَبِيهِ،
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَتْحِ نَصْرُ اللَّهِ بْنُ
مُحَمَّدٍ [1] حَدَّثَنَا، نَصْرُ بن إبراهيم [2] ، أخبرنا
على بن الحسين بْنِ عُمَرَ الْقُرَشِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو
بَكْرٍ مُحَمَّدُ بن على ابن عُمَرَ الْغَازِي
النَّيْسَابُورِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ
أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الرَّازِيُّ بِمَكَّةَ،
حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ،
حَدَّثَنَا أَبُو يَعْقُوبَ الْقَزْوِينِيُّ الصُّوفِيُّ،
حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ
مُحَمَّدِ بْنِ إِدْرِيسَ الرَّاسِبِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو
الْقَاسِمِ يَحْيَى بْنُ حُمَيْدٍ التِّكَكِيُّ،
حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ
الْجَرَّاحِ، حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ، عن عبد العزيز بن
معاوية- من ولد عَتَّابِ بْنِ أَسِيدٍ- حَدَّثَنَا أَبُو
دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ مَنْصُورٍ،
عَنْ زَيْدٍ، عَنْ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ عَنْ عَبْدِ
اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ:
قَالَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ: إِنَّهُ خَرَجَ إِلَى
الْيَمَنِ قَبْلَ أَنْ يُبْعَثَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَنَزَلَتْ عَلَى شَيْخٍ مِنَ
الأَزْدِ عَالِمٍ قَدْ قَرَأَ الْكُتُبَ، وَعَلِمَ مِنْ
عِلْمِ النَّاسِ كَثِيرًا، فَلَمَّا رَآنِي قَالَ:
أَحْسَبُكَ حرميّا [3] ؟ قال أَبُو بَكْرٍ قُلْتُ: نَعَمْ،
أَنَا مِنْ أَهْلِ الْحَرَمِ. قَالَ: وَأَحْسَبُكَ
قُرَشِيًّا؟ قَالَ قُلْتُ:
نَعَمْ، أَنَا مِنْ قُرَيْشٍ. قَالَ: وَأَحْسَبُكَ
تَيْمِيًّا قَالَ قُلْتُ: نَعَمْ، أَنَا مِنْ تَيْمِ بْنِ
مُرَّةَ، أنا عبد الله ابن عُثْمَانَ، مِنْ وَلَدِ كَعْبِ
بْن سَعْدِ بْن تَيْمِ بْن مُرَّةَ. قَالَ: بَقِيَتْ لِي
فِيكَ وَاحِدَةٌ. قُلْتُ: مَا هِيَ؟
قَالَ: تَكْشِفُ عَنْ بَطْنِكَ. قُلْتُ: لا أَفْعَلُ أَوْ
تُخْبِرُنِي لِمَ ذاك؟ قَالَ: أَجِدُ فِي الْعِلْمِ
الصَّحِيحِ الصَّادِقِ أَنَّ نَبِيًّا يُبْعَثُ فِي
الْحَرَمِ، يُعَاوِنُ عَلَى أَمْرِهِ فَتًى وَكَهْلٌ،
فَأَمَّا الْفَتَى فَخَوَّاضُ غَمَرَاتٍ وَدَفَّاعُ
مُعْضِلاتٍ، وَأَمَّا الْكَهْلُ فَأَبْيَضُ نَحِيفٌ، عَلَى
بَطْنِهِ شَامَةٌ، وَعَلَى فَخِذِهِ الْيُسْرَى عَلامَةٌ،
وَمَا عَلَيْكَ أَنْ تُرِيَنِي مَا سَأَلْتُكَ، فَقَدْ
تَكَامَلَتْ لِي فِيكَ الصِّفَةُ إِلا مَا خَفِيَ عَلَيَّ.
قَالَ أَبُو بَكْرٍ: فَكَشَفْتُ لَهُ عَنْ بَطْنِي،
فَرَأَى شَامَةً سَوْدَاءَ فَوْقَ سُرَّتِي. فَقَالَ:
أَنْتَ هُوَ وَرَبِّ الْكَعْبَةِ، وَإِنِّي مُتَقَدِّمٌ
إِلَيْكَ فِي أَمْرٍ فَاحْذَرْهُ. قَالَ أَبُو بَكْرٍ
قُلْتُ: وَمَا هُوَ؟ قَالَ: إِيَّاكَ وَالْمَيْلَ عَنِ
الْهُدَى، وَتَمَسَّكْ بِالطَّرِيقَةِ الْمُثْلَى
الْوُسْطَى، وَخَفِ اللَّهَ فِيمَا خَوَّلَكَ وَأَعْطَاكَ.
قال أبو بكر: فقضيت باليمن أرنى، تمم أَتَيْتُ الشَّيْخَ
لأُوَدِّعَهُ، فَقَالَ: أَحَامِلٌ عَنِّي أَبْيَاتًا من
الشعر قلتها في ذلك النبي؟ قلت: نعم، فذكر أبياتا
__________
[1] هو أبو الفتح نصر الله بن محمد بن عبد القوى المصيصي
ثم اللاذقي ثم الدمشقيّ. كان فقيها شافعيا أصوليا، وكان
شيخ دمشق في وقته. توفى في ربيع الأول سنة 542 (العبر
للذهبى: 4/ 116) .
[2] هو الفقيه أبو الفتح نصر بن إبراهيم بن نصر المقدسي
النابلسي، كان شيخ الشافعية بالشام، وكان إماما علامة
مفتيا محدثا حافظا زاهدا، توفى في المحرم سنة 490 (العبر
للذهبى: 3/ 329) .
[3] كذا ينسب إلى الحرم، ذكر صاحب اللسان: «والنسب إلى
الحرم: حرمي (يعنى بكسر الحاء وسكون الراء) والأنثى:
حرمية وهو من المعدول الّذي يأتى على غير قياس» .
(3/208)
قَالَ أَبُو بَكْرٍ: «فَقَدِمْتُ مَكَّةَ،
وَقَدْ بُعِثَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ، فَجَاءَنِي عُقْبَةُ بْنُ أَبِي مُعَيْطٍ،
وَشَيْبَةُ، وَرَبِيعَةُ، وَأَبُو جَهْلٍ، وَأَبُو
الْبَخْتَرِيِّ، وَصَنَادِيدُ قُرَيْشٍ، فَقُلْتُ لَهُمْ:
هَلْ نَابَتْكُمْ نَائِبَةٌ.
أَوْ ظَهَرَ فِيكُمْ أَمْرٌ؟ قَالُوا: يَا أَبَا بَكْرٍ،
أَعْظَمُ الْخَطْبِ: يَتِيمُ أَبِي طَالِبٍ يَزْعُمُ
أَنَّهُ نَبِيٌّ، وَلَوْلا أَنْتَ مَا انْتَظَرْنَا بِهِ،
فَإِذْ قَدْ جِئْتَ فَأَنْتَ الْغَايَةُ وَالْكِفَايَةُ.
قَالَ أَبُو بَكْرٍ: فَصَرَفْتُهُمْ عَلَى أَحْسَنِ مَسٍّ
وَسَأَلْتُ عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ، فَقِيلَ: فِي مَنْزِلِ خَدِيجَةَ. فَقَرَعْتُ
عَلَيْهِ الْبَابَ، فَخَرَجَ إِلَيَّ.» فَقُلْتُ: يَا
مُحَمَّدُ، فَقَدْتَ مِنْ مَنَازِلِ أَهْلِكَ، وَتَرَكْتَ
دِينَ آبَائِكَ وَأَجْدَادِكَ؟. قَالَ: يَا أَبَا بَكْرٍ،
إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكَ وَإِلَى النَّاسِ
كُلِّهِمْ، فَآمِنْ باللَّه. فَقُلْتُ: مَا دَلِيلُكَ
عَلَى ذَلِكَ؟ قَالَ: الشَّيْخُ الَّذِي لَقِيتُ
بِالْيَمَنِ. قُلْتُ: وَكَمْ مِنْ شَيْخٍ لَقِيتَ
بِالْيَمَنِ؟ قَالَ: الشَّيْخُ الَّذِي أَفَادَكَ
الأَبْيَاتَ.
قُلْتُ: وَمَنْ خَبَّرَكَ بِهَذَا يَا حَبِيبِي؟ قَالَ:
الْمَلِكُ الْمُعَظَّمُ الَّذِي يَأْتِي الأَنْبِيَاءَ
قَبْلِي. قُلْتُ: مُدَّ يَدَكَ، فَأَنَا أَشْهَدُ أَنْ لا
إِلَهَ إِلا اللَّه، وَأَنَّكَ رَسُولُ اللَّه. قَالَ
أَبُو بَكْرٍ: فَانْصَرَفْتُ وَمَا بَيْنَ لابَتَيْهَا [1]
أَشَدَّ سُرُورًا مِنْ رَسُولِ اللَّه صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِإِسْلامِي» :
أَخْبَرَنَا غَيْرُ وَاحِدٍ إِجَازَةً قَالُوا:
أَخْبَرَنَا أَبُو غالب بن البناء، أخبرنا أبو محمد
الجوهري، أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ
الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ
هَارُونَ بْنِ حُمَيْدِ بْنِ الْمُجَدَّرِ، حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ
بْنُ مِغْرَاءٍ، عَنْ مُجَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ:
سَأَلْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ: مَنْ أَوَّلُ مَنْ أَسْلَمَ؟
قَالَ: أَبُو بَكْرٍ، أَمَا سَمِعْتَ قَوْلَ حَسَّانٍ [2]
:
إِذَا تَذَكَّرْتَ شَجْوًا مِنْ أَخِي ثِقَةٍ ...
فَاذْكُرْ أَخَاكَ أَبَا بَكْرٍ بِمَا فَعَلا [3]
خَيْرَ الْبَرِيَّةِ أَتْقَاهَا وَأَعْدَلَهَا [4] ...
بَعْدَ النَّبِيِّ وَأَوْفَاهَا بما حملا
الثّاني التَّالِيَ الْمَحْمُودَ مَشْهَدُهُ [5] ...
وَأَوَّلَ النَّاسِ [6] مِنْهُمْ صَدَّقَ الرُّسُلا
أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ مَحْمُودِ بْنِ سَعْدٍ إجازة
بإسناده إلى أبي بكر بن الضحاك بْنِ مَخْلَدٍ، قَالَ:
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ مُصَفًّى، حَدَّثَنَا
الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بن
العلاء، حدثني أبو سلّام
__________
[1] اللابة: الحرة، وهي الأرض ذات الحجارة السود، والمدينة
بين حرتين عظيمتين.
[2] ديوان حسان: 240.
[3] الشجو: الهم والحزن. أي: إذا تذكرت من أخيك ما يحزنك،
فاذكر أبا بكر، فإنه لم يصدر منه ما يحزن، بل ما يسلى
ويفرح.
[4] في الديوان: وأرأفها. وهذا البيت في الديوان في آخر
الأبيات.
[5] في الديوان: المحمود شيمته.
[6] في الديوان: وأول الناس طرا ...
(3/209)
الْحَبَشِيُّ: أَنَّهُ سَمِعَ عَمْرُو بْنُ
عَبَسَةَ [1] السُّلَمِيُّ يقول: ألقي في روعي أن عبادة
الأوثان بَاطِلٌ، فَسَمِعَنِي رَجُلٌ وَأَنَا أَتَكَلَّمُ
بِذَلِكَ، فَقَالَ: يَا عَمْرُو، بِمَكَّةَ رَجُلٌ يَقُولُ
كَمَا تَقُولُ. قَالَ: فَأَقْبَلْتُ إِلَى مَكَّةَ
أَسْأَلُ عَنْهُ، فَأُخْبِرْتُ أَنَّهُ مُخْتَفٍ لا
أَقْدِرُ عَلَيْهِ إِلا بِاللَّيْلِ يَطُوفُ بِالْبَيْتِ،
فَقُمْتُ بَيْنَ الْكَعْبَةِ وَأَسْتَارِهَا، فَمَا
عَلِمْتُ إِلا بِصَوْتِهِ يُهَلِّلُ اللَّهَ، فَخَرَجْتُ
إِلَيْهِ فَقُلْتُ: مَا أَنْتَ؟ قَالَ:
رَسُولُ اللَّهِ، فَقُلْتُ: وَبِمَ أَرْسَلَكَ؟ قَالَ:
أَنْ يُعْبَدَ اللَّهُ وَلا يشرك به شيء وتحقن الدماء،
وتوصل الأرحام. قَالَ قُلْتُ: وَمَنْ مَعَكَ عَلَى هَذَا؟
قَالَ: حر وعبد. فقلت: أبسط يدك أبايعك.
فبسط يده فبايعته، فلقد رأيتني وإني لرابع الإِسْلامِ [2]
. وَأَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيل بْنُ عَلِيٍّ وَغَيْرُ
وَاحِدٍ بِإِسْنَادِهِمْ إِلَى محمد بن عيسى السلمي. حدثنا
أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ حَدَّثَنَا عُقْبَةُ بْنُ
خَالِدٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنِ الْجُرَيْرِيِّ عَنْ
أَبِي نَضْرَةَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ [قَالَ] : قَالَ، أَبُو
بَكْرٍ: أَلَسْتَ أَحَقَّ النَّاسِ بِهَا؟ يَعْنِيَ
الْخِلافَةَ- أَلَسْتَ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ؟
أَلَسْتَ صَاحِبَ كَذَا؟ أَلَسْتَ صَاحِبَ كَذَا [3] ؟
وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ النَّخَعِيُّ: أَوَّلُ مَنْ أَسْلَمَ
أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ.
هجرته مع رسول الله صلى الله
عليه وسلم
هاجر أَبُو بَكْر الصديق رَضِيَ اللهُ عَنْهُ مع رسول الله
صلى الله عليه وسلم، وصحبه فِي الغار لما سارا مهاجرين،
وآنسه فِيهِ، ووقاه بنفسه. قَالَ بعض العلماء: لو قَالَ
قائل: إن جميع الصحابة ما عدا أبا بكر ليست لهم صحبة لم
يكفر، ولو قَالَ: إن أبا بَكْر لم يكن صاحب رَسُول اللَّه
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كفر، فإن القرآن العزيز
قَدْ نطق أَنَّهُ صاحبه.
أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَرٍ عبيد الله بن أحمد بن على
بإسناد إلى يونس بن بكير، عن ابن إسحاق قال: وأقام رَسُول
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَكَّةَ
يَنْتَظِرُ أَمْرَ اللَّهِ، عَزَّ وَجَلَّ، فجاء جبريل
عليه السلام وَأَمَرَهُ أَنْ يَخْرُجَ مِنْ مَكَّةَ
بِإِذْنِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ لَهُ فِي الْهِجْرَةِ
إِلَى الْمَدِينَةِ، فَاجْتَمَعَتْ قُرَيْشٌ فَمَكَرَتْ
بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
فَأَتَاهُ جِبْرِيلُ وَأَمَرَهُ أَنْ لا يَبِيتَ
مَكَانَهُ، فَفَعَلَ، وَخَرَجَ عَلَى الْقَوْمِ وَهُمْ
عَلَى بَابِهِ، وَمَعَهُ حَفْنَةٌ مِنْ تُرَابٍ، فَجَعَلَ
يَنْثُرُهَا عَلَى رُءُوسِهِمْ، وَأَخَذَ اللَّهُ
أَبْصَارَهُمْ [4] وَكَانَ مَخْرَجُ رَسُول اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعد الْعَقَبَةِ بِشَهْرَيْنِ،
وَأَيَّامَ بُويِعَ أَوْسَطَ أَيَّامِ التَّشْرِيقِ، وخرج
لهلال ربيع الأول. قاله ابن إسحاق.
__________
[1] في المطبوعة: عنبسة. وقد نبهنا على هذا الخطأ مرارا.
[2] ساق الإمام أحمد في مسندة نحوه. ينظر: 4/ 111، 114.
[3] تحفة الأحوذي، كتاب المناقب: 10/ 151.
[4] ينظر سيرة ابن هشام: 1/ 480/ 483.
(3/210)
وَقَدْ كَانَ أَبُو بَكْرٍ يَسْتَأْذِنُهُ
فِي الْخُرُوجِ فَيَقُولُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لا تَعْجَلْ، لَعَلَّ اللَّهَ
يَجْعَلُ لَكَ صَاحِبًا» . فَلَمَّا كَانَتِ الْهِجْرَةُ
جَاءَ رَسُولُ اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
إِلَى أَبِي بَكْرٍ وَهُوَ نَائِمٌ فَأَيْقَظَهُ، فَقَالَ
لَهُ رَسُولُ اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
«قَدْ أَذِنَ لِي فِي الْخُرُوجِ» . قَالَتْ عَائِشَةُ:
فَلَقْد رَأَيْتُ أَبَا بَكْرٍ يبكى من الفرح، ثم خرجا حتى
دخلا الْغَارَ، فَأَقَامَا فِيهِ ثَلاثًا [1] .
أَخْبَرَنَا أَبُو يَاسِرٍ بِإِسْنَادِهِ إِلَى عَبْدِ
اللَّهِ بن أحمد قال: حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنَا
عَفَّانُ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، أَخْبَرَنَا ثَابِتٌ، عَنْ
أَنَسٍ: أَنَّ أَبَا بَكْرٍ حَدَّثَهُ قَالَ، قُلْتُ
لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ فِي
الْغَارِ- وَقَالَ مَرَّةً: وَنَحْنُ فِي الْغَارِ- لَوْ
أَنَّ أَحَدَهُمْ نَظَرَ إِلَى تَحْتِ [2] قَدَمَيْهِ
لأَبْصَرَنَا! قَالَ فَقَالَ: «يَا أَبَا بَكْرٍ، مَا
ظَنُّكَ بِاثْنَيْنِ اللَّهُ ثَالِثُهُمَا [3] » .
أَخْبَرَنَا أَبُو القاسم الحسين [4] بن هبة الله بن
محفوظ. بْنِ صَصَرَى التَّغْلِبِيُّ الدِّمَشْقِيُّ،
أَخْبَرَنَا الشَّرِيفُ أَبُو طالب علي بن حيدرة بن جعفر
العلوي الحسيني، وأبو القاسم الحسين ابن الْحَسَنِ بْنِ
مُحَمَّدٍ الأَسَدِيُّ قَالا: أَخْبَرَنَا الْفَقِيهُ أبو
القاسم علي بن محمد بن علي بْنِ أَبِي الْعَلاءِ
الْمِصِّيصِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ
الرَّحْمَنِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ الْقَاسِمِ بْنِ أبي نصر،
أخبرنا أبو الحسن خيثمة بن سَلْمَانَ بْنِ حَيْدَرَةَ،
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ الدَّوْرَقِيُّ،
حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْقُرَشِيُّ،
حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عن أنس:
أن النبي صلى الله عليه وَسَلَّمَ لَمَّا خَرَجَ
مُهَاجِرًا إِلَى الْمَدِينَةِ، كَانَ أَبُو بَكْرٍ
مَعَهُ، وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ أَعْرَفَ بِذَلِكَ
الطَّرِيقِ، وَكَانَ الرَّجُلُ لا يَزَالُ قَدْ عرف أبا
بكر، فَيَقُولُ: يَا أَبَا بَكْرٍ، مَنْ هَذَا مَعَكَ؟
فَيُقوُل: هَذَا يَهْدِينِي السَّبِيلَ [5] .
أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَضْلِ عبد الله بن أحمد بن عبد
القاهر، أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي بن بَدْرَانَ
الْحُلْوَانِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ
بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْفَارِسِيُّ، أَخْبَرَنَا
أَبُو بَكْرٍ الْقَطِيعِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ
بْنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنِي أبي، حدثنا عمرو بن محمد أبو
سعيد، حدثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن البراء بن عازب
قال: اشترى أبو بكر من عازب سرجا [6] بثلاثة عشر
__________
[1] ينظر المرجع السابق: 1/ 484، 485.
[2] في المسند: إلى قدميه لأبصرنا تحت قدميه.
[3] مسند أحمد: 1/ 4.
[4] كذا في أصلنا مضبوطا، وكذلك هو في المطبوعة. وفي العبر
للذهبى 4/ 258: الحسن بن هبة الله.
[5] روى الإمام أحمد بإسناده إلى حماد بن سلمة، عن ثابت
البناني، عن أنس، نحوه. ينظر المسند: 3/ 122. كما ينظر: 3/
211، 287.
[6] في المطبوعة: رجلا. والمثبت عن الأصل، ومسند أحمد: 1/
2 وقد سبق تخريجنا لهذا الحديث في ترجمة عازب:
2/ 110، وكانت الرواية هناك، رحلا. بالحاء.
(3/211)
درهما. قال: فقال أبو بكر لعازب: مُرِ
الْبَرَاءَ فَلْيَحْمِلْهُ إِلَى مَنْزِلِي. فَقَالَ: لا،
حتى تحدثنا كيف صنعت حيث [1] خرج رسول الله صلى الله عليه
وسلم، وأنت معه. قال: فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: خَرَجْنَا
فَأَدْلَجْنَا [2] فَأَحْيَيْنَا [3] يَوْمَنَا وليلتنا،
حتى أظهرنا وقام قائم الظهيرة، فضربت ببصري: هل أرى ظلا
نأوي إليه؟ فإذا أَنَا بِصَخْرَةٍ، فَأَهْوَيْتُ إِلَيْهَا
فَإِذَا بَقِيَّةُ ظِلِّهَا، فسويته لرسول الله صلى الله
عليه وسلم وفرشت له فروة، [و] [4] قلت: اضْطَجِعْ يَا
رَسُولَ اللَّه [فَاضْطَجَعَ] [4] ، ثُمَّ خَرَجْتُ
[أَنْظُرُ] [4] هَلْ أَرَى أَحَدًا مِنَ الطَّلَبِ؟
فَإِذَا [أَنَا] [4] بِرَاعِي غَنَمٍ، فَقُلْتُ: لِمَنْ
أَنْتَ [5] . فَقَالَ: لِرَجُلٍ مِنْ قُرَيْشٍ. فَسَمَّاهُ
فَعَرَفْتُهُ، فَقُلْتُ: هَلْ فِي غَنَمِكَ مِنْ لَبَنٍ؟
قَالَ: نَعَمْ. قُلْتُ: هَلْ أَنْتَ حَالِبٌ لِي؟
قَالَ: نَعَمْ. فَأَمَرْتُهُ فَاعْتَقِلْ شَاةً مِنْهَا،
ثُمَّ أَمَرْتُهُ فَنَفِّضْ ضَرْعَهَا، ثُمَّ أَمَرْتُهُ
فَنَفِّضْ كَفَّيْهِ مِنَ الْغُبَّارِ، وَمَعِي إِدَاوَةٌ
عَلَى فَمِهَا خِرْقَةٌ، فَحَلَبَ لِي كُثْبَةً [6] مِنَ
اللَّبَنِ، فَصَبَبْتُ [7] عَلَى الْقَدَحِ، حَتَّى بَرَدَ
أَسْفَلُهُ، ثُمَّ أَتَيْتُ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَوَافَيْتُهُ وَقَدِ اسْتَيْقَظَ،
فَقُلْتُ: (اشْرَبْ يَا رَسُولَ اللَّهِ. فَشَرِبَ حَتَّى
رَضِيتُ، ثُمَّ قُلْتُ: هَلْ آنَ الرَّحِيلُ؟ قَالَ:
فَارْتَحَلْنَا، وَالْقَوْمُ يَطْلُبُونَنَا، فَلَمْ
يُدْرِكْنَا أَحَدٌ مِنْهُمْ إِلا سُرَاقَةُ بْنُ مَالِكِ
بْنِ جُعْشُمٍِ عَلَى فَرَسٍ لَهُ، فَقُلْتَ: يَا رَسُول
اللَّهِ، هَذَا الطَّلِبُ قَدْ لَحِقَنَا؟ قَالَ: (لا
تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا) حَتَّى إِذَا دَنَا
مِنَّا فَكَانَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُ قَدْرَ رُمْحٍ أَوْ
رُمْحَيْنِ- أَوْ قَالَ: رُمْحَيْنِ أَوْ ثَلاثَةٍ- قَالَ
قُلْتُ: يَا رَسُول اللَّهِ، هَذَا الطَّلِبُ قَدْ
لَحِقَنَا وَبَكَيْتُ. قَالَ: لِمَ تَبْكِي؟ قَالَ قُلْتُ:
وَاللَّهِ [8] ، مَا عَلَى نَفْسِي أَبْكِي، وَلَكِنِّي
أَبْكِي عَلَيْكَ.
قَالَ: فَدَعَا عَلَيْهِ رسول الله صلى الله عليه وسلم،
فَقَالَ: اللَّهمّ اكْفِنَاهُ بِمَا شِئْتَ. فَسَاخَتْ
فَرَسُهُ [9] إِلَى بَطْنِهَا فِي أَرْضٍ صَلْدٍ [10] ،
وَوَثَبَ عَنْهَا وَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، قَدْ عَلِمْتُ
أَنَّ هَذَا عَمَلُكَ، فَادْعُ اللَّهَ أَنْ يُنْجِيَنِي
مِمَّا أَنَا فِيهِ، فو الله لأَعْمِيَنَّ عَلَى مَنْ
وَرَائِي مِنَ الطَّلَبِ، وَهَذِهِ كنانتي فخذ منها سهما،
__________
[1] في المسند: حين.
[2] يعنى: سرنا من أول الليل.
[3] في المسند: أحثثنا.
[4] عن المسند.
[5] في المسند: لمن أنت يا غلام؟
[6] الكثبة: القليل من اللبن.
[7] في المسند: فصببت- يعنى الماء- على القدح.
[8] في المسند: أما والله ...
[9] في المسند: «فساخت قوائم فرسه» . وساخت: غاصت.
[10] أرض صلد: مسماه صلبة لا تنبت شيئا.
(3/212)
فَإِنَّكَ سَتَمُرُّ عَلَى إِبِلِي [1]
وَغَنَمِي فِي مَوْضِعِ كَذَا وَكَذَا، فَخُذْ مِنْهَا
حَاجَتَكَ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّه صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لا حَاجَةَ لِي فِيهَا. قَالَ: وَدَعَا
لَهُ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
فَأَطْلَقَ وَرَجَعَ إِلَى أَصْحَابِهِ، وَمَضَى رَسُولُ
اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا مَعَهُ،
حَتَّى قَدِمْنَا الْمَدِينَةَ، فَتَلَقَّاهُ الناس في
الطريق [2] وعلى الأَجَاجِيرِ [3] وَاشْتَدَّ الْخَدَمُ
وَالصِّبْيَانُ فِي الطَّرِيقِ [يَقُولُونَ] [4] : اللَّهُ
أَكْبَرُ، جَاءَ رَسُولُ اللَّه، جَاءَ مُحَمَّدٌ. قَالَ:
وَتَنَازَعَ الْقَوْمُ أَيُّهُمْ يَنْزِلُ عَلَيْهِ؟
قَالَ: فقال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم:
أَنْزِلُ اللَّيْلَةَ عَلَى بَنِي النَّجَّارِ، أَخْوَالِ
عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، أُكْرِمُهُمْ [5] بِذَلِكَ. قَالَ:
وَقَالَ الْبَرَاءُ: أَوَّلُ مَنْ قَدِمَ عَلَيْنَا مِنَ
الْمُهَاجِرِينَ مُصْعَبُ بْنُ عُمَيْرٍ، أَخُو بَنِي
عَبْدِ الدَّارِ، ثُمَّ قَدِمَ عَلَيْنَا ابْنُ أُمِّ
مَكْتُومٍ الأَعْمَى، أَخُو بَنِي فِهْرٍ، ثُمَّ قَدِمَ
عَلَيْنَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ فِي عِشْرِينَ
رَاكِبًا، فَقُلْنَا: مَا فَعَلَ رَسُولُ الله صلى الله
عليه وسلم؟ قال: هو على أثري. ثم قدم رسول الله صلى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبُو بَكْرٍ مَعَهُ. قَالَ
الْبَرَاءُ: وَلَمْ يَقْدَمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى قَرَأْتُ سُوَرًا مِنَ
الْمُفَصَّلِ- قَالَ إِسْرَائِيلُ: وَكَانَ الْبَرَاءُ
مِنَ الأَنْصَارِ مِنْ بَنِي حَارِثَةَ.
أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفَقِيهُ
بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَبِي عِيسَى التِّرْمِذِيِّ قَالَ:
حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى الْقَطَّانُ
الْبَغَّداِدُّي، حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ،
عَنْ مَنْصُورِ بْنِ أَبِي الأَسْوَدِ قَالَ: حَدَّثَنِي
كَثِيرٌ أَبُو إِسْمَاعِيلَ، عَنْ جُمَيْعِ بْنِ عُمَيْرٍ،
عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أَنَّ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لأَبِي بَكْرٍ: «أَنْتَ أَخِي،
وَصَاحِبِي فِي الْغَارِ» [6] .
شهوده بدرًا وغيرها
أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ الْحُسَيْنُ بْنُ هِبَةِ
اللَّهِ بْنِ مَحْفُوظِ بْنِ صَصَرَى التَّغْلِبِيُّ،
أَخْبَرَنَا الشَّرِيفُ أَبُو طَالِبٍ عَلِيُّ بْنُ
حَيْدَرَةَ بْنِ جَعْفَرٍ الْحُسَيْنِيُّ، وَأَبُو
الْقَاسِمِ الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ
الأَسْدِيُّ قَالا: أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ
بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي الْعَلاءِ
الْمِصِّيصِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ
الرَّحْمَنِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ الْقَاسِمِ بن أبي
نَصْرٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ خَيْثَمَةُ بْنُ
سُلَيْمَانَ بْنِ حَيْدَرٍ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ
مُحَمَّدٍ الأُبَلِّيُّ [7] الْعَطَّارُ بِالْبَصْرَةِ،
أَخْبَرَنَا الْمُقَدَّمِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ
عبد الله
__________
[1] في المسند: ستمر بإبلي.
[2] في المسند: فتلقاه الناس فخرجوا في الطريق ...
[3] الأجاجير: جمع إجار- بكسر الهمزة وتشديد اللام- وهو
السطح
[4] عن المسند.
[5] في المسند: «لأكرمهم بذلك، فلما أصبح غدا حيث أمر» .
[6] تحفة الأحوذي، كتاب المناقب 10/ 154، ونصه: «أنت صاحبي
على الحوض، وصاحبي في الغار» وقد روى الإمام أحمد في مسندة
عن عبد الله بن الزبير 4/ 4 أن رسول الله صلى الله عليه
وسلم قال: «ولكنه أخى في الدين وصاحبي في الغار» .
[7] في المطبوعة: «الأيلي» بالياء، وهو خطأ ينظر الخلاصة.
(3/213)
الأَسْدِيُّ، أَخْبَرَنَا مِسْعَرُ بْنُ
كِدَامٍ، عَنْ أَبِي عَوْنٍ [1] ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ
الْحَنَفِيُّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ قَالَ:
قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وسلم ولأبي بكر
الصِّدِّيقِ يَوْمَ بَدْرٍ «مَعَ أَحَدِكُمَا جِبْرِيلُ،
وَمَعَ الآخَرِ مِيكَائِيلُ وَإِسْرَافِيلُ، مَلِكٌ
عَظِيمٌ، يَشْهَدُ الْقِتَالَ وَيَكُونُ فِي الصَّفِّ» .
أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَر بْن السمين بِإِسْنَادِهِ إِلَى
يونس بن بكير، عن ابن إسحاق قال: حَدَّثَنِي عَبْدُ
اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ حَزْمٍ: أَنَّ سَعْدَ بْنَ
مُعَاذٍ قَالَ لِرَسُولِ اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ- لَمَّا الْتَقَى النَّاسُ يَوْمَ بَدْرٍ-:
يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَلا نَبْنِي لَكَ عَرِيشًا [2] ،
فَتَكُونُ فِيهِ وَنُنِيخُ [3] إِلَيْكَ رَكَائِبَكَ،
وَنَلْقَى عَدُوَّنَا، فَإِنْ أَظْفَرَنَا اللَّهُ
وَأَعَزَّنَا فَذَاكَ أَحَبُّ إِلَيْنَا، وَإِنْ تَكُنِ
الأُخْرَى تَجْلِسْ عَلَى رَكَائِبِكَ، فَتَلْحَقْ بِمَنْ
وَرَاءَنَا؟ فَأَثْنَى عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَيْرًا، وَدَعَا لَهُ.
فَبُنِيَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ عَرِيشٌ، فَكَانَ فِيهِ أَبُو بَكْرٍ، مَا
مَعَهُمَا غَيْرُهُمَا.
قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: فَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُنَاشِدُ رَبَّهُ وَعْدَهُ
وَنَصْرَهُ، وَيَقُولُ: «اللَّهمّ إِنْ تَهْلَكْ هَذِهِ
الْعِصَابَةُ لا تُعْبَدْ» . وَأَبُو بَكْرٍ يَقُولُ:
بَعْضُ مُنَاشَدَتِكَ رَبَّكَ، فَإِنَّ الله موفيك ما وعدك
مِنْ نَصْرِهِ [4] . وقَالَ مُحَمَّد بْن سعد: «قَالُوا:
وشهد أَبُو بَكْر بدرًا، وأحدًا، والخندق، والحديبية [5]
والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
ودفع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
رَاَيْته العظمى يَوْم تبوك إِلَى أَبِي بَكْر، وكانت
سوداء، وأطعمه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ من خيبر مائة وسق [6] ، وكان فيمن ثبت مَعَ
رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْم
أحد ويوم حنين [7] حين ولى النَّاس [8] » .
ولم يختلف أهل السير فِي أن أبا بَكْر الصديق، رَضِي
اللَّه عَنْهُ، لم يتخلف عَنْ رَسُول اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مشهد من مشاهده كلها.
__________
[1] هو محمد بن عبيد الله بن سعيد، أبو عون الثقفي الكوفي
الأعور. روى عن أبيه، وسعيد بن جبير، وأبى صالح الحنفي.
وعنه الأعمش، ومسعر، والمسعود. ينظر التهذيب: 9/ 322.
[2] العريش: شبه الخيمة يستظل به.
[3] في السيرة 1/ 620: «ونعد عندك ركائبك» . وأناخ الرجل
الجمل، حمله على أن يبرك على صدره.
[4] سيرة ابن هشام: 1/ 627.
[5] ليس في الطبقات ذكر الحديبيّة.
[6] الوسق: ستون ضاعا.
[7] كذلك لم يذكر فيها يوم حنين.
[8] الطبقات الكبرى لابن سعد: 3/ 1/ 124.
(3/214)
فضائله رَضِي اللَّه عَنْهُ
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ الْخَطِيبُ،
أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ السراج، أخبرنا الحسن
بن أحمد ابن شَاهِينَ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ
الدَّقَّاقُ، حَدَّثَنَا حَامِدُ بْنُ سَهْلٍ، حَدَّثَنَا
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الرَّقِّيُّ، حَدَّثَنَا
عُبَيْد اللَّهِ بْن عَمْرٍو، عَنْ زَيْدِ بْن أَبِي
أُنَيْسَةَ، عَنْ عَمْرِو بْن مرة، عَنْ عَبْد اللَّهِ ابن
الْحَارِثِ قَالَ: حَدَّثَنَا جُنْدُبٌ- هُوَ ابْنُ عَبْدِ
اللَّهِ- أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّه صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ قَبْلَ أَنْ يُتَوَفَّى
بِيَوْمٍ: «قَدْ كَانَ لِي فِيكُمْ أُخْوَةٌ
وَأَصْدِقَاءُ، وَإِنِّي أَبْرَأُ إِلَى اللَّهِ أَنْ
أَكُونَ اتَّخَذْتُ مِنْكُمْ خَلِيلا، وَلَوْ كُنْتُ
مُتَّخِذًا خَلِيلا لاتَّخَذْتُ أَبَا بَكْرٍ خَلِيلا،
وَإِنَّ رَبِّي اتَّخَذَنِي خَلِيلا، كَمَا اتَّخَذَ
إِبْرَاهِيمُ خَلِيلا» قَالَ وَأَخْبَرَنَا جَعْفَرٌ،
أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ الْمُحْسِنِ
التَّنُوخِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الْحَسَنُ بْنُ
جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْوَضَّاحِ الْحُرْفِيُّ
السِّمْسَارُ، حَدَّثَنَا أَبُو شُعَيْبٍ الْحَرَّانِيُّ،
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْبَابُلُتِّيُّ
[1] ، حَدَّثَنَا الأَوْزَاعِيُّ، حَدَّثَنَا يحيى بن أبى
كثير، عن محمد ابن إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ
التَّيْمِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ:
سَأَلْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ
قُلْتُ: أَخْبِرْنِي بِأَشَدِّ شَيْءٍ رَأَيْتَهُ صَنَعَهُ
الْمُشْرِكُونَ بِرَسُولِ اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ. قَالَ: أَقْبَلَ عُقْبَةُ بْنُ أَبِي مُعَيْطٍ،
وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
يُصَلِّي عِنْدَ الْكَعْبَةِ، فَلَوَى ثَوْبَهُ فِي
عُنُقِهِ فَخَنَقَهُ خَنْقًا شَدِيدًا. فَأَقْبَلَ أَبُو
بَكْرٍ، فَأَخَذَ مَنْكِبَهُ فَدَفَعَهُ عَنْ رَسُولِ
اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ قَالَ
أَبُو بَكْرٍ: يَا قَوْمُ، أَتَقْتُلُونَ رَجُلا أَنْ
يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ جاءكم بالبيّنات من ربّكم.
[2] .
الحرفي: بضم الحاء المهملة، وسكون الراء، وبالفاء.
أخبرنا أبو منصور مسلم بن عَليّ بن مُحَمَّدِ بْنِ
مَنْصُورٍ السّيحِيُّ الْعَدْلُ، أَخْبَرَنَا أَبُو
الْبَرَكَاتِ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّد بن خميس الجهني،
أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْبَاقِي
بن طوق، أخبرنا أبو القاسم نصر بن أَحْمَدَ بْنِ
الْخَلِيلِ الْمَرْجِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى [أحمد
بن علي [3]] ، حدثنا زهير بن حرب، حدثنا قتيبة بن سعيد،
حدثنا عبد العزيز بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ
بْنِ حُمَيْدٍ، عن أبيه، عن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ
عَوْفٍ قَالَ: قَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَبُو بَكْرٍ فِي الْجَنَّةِ،
وَعُمَرُ فِي الْجَنَّةِ، وَعُثْمَانُ فِي الْجَنَّةِ،
وَعَلِيٌّ فِي الْجَنَّةِ، وَطَلْحَةُ فِي الْجَنَّةِ،
والزبير في الجنة، وعبد
__________
[1] في العبر للذهبى 1/ 376: «النابلسي» وهو خطأ. ينظر
«الخلاصة» .
[2] الحديث رواه الإمام أحمد في المسند 2/ 204 فقال: حدثنا
على بن عبد الله، حدثنا الوليد بن مسلم، حدثني الأوزاعي،
بإسناده مثله.
[3] سقط من المطبوعة.
(3/215)
الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ فِي الْجَنَّةِ،
وَسَعْدُ بْنِ أبى وقاص في الجنة، وسعيد بن زياد في الجنة،
وأبو عبيدة ابن الْجَرَّاحِ فِي الْجَنَّةِ» [1] .
أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُعَمَّرِ بْنِ
طَبَرْزَدَ وَغَيْرُهُ قَالُوا: أَخْبَرَنَا أبو القاسم
الحريري، أخبرنا أبو إسحاق البرمكي، حَدَّثَنَا أَبُو
بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُخَيْتٍ [2]
الدَّقَّاقُ، حَدَّثَنَا أَبُو هَاشِمٍ مُحَمَّدُ بْنُ
إِبْرَاهِيمَ الْمَلَطِيُّ [3] ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ
مُوسَى بْنِ مَعْدَانَ الْكَرَابِيسِيُّ، حَدَّثَنَا
زَكَرِيَّا بْنُ رُوَيْدٍ الْكِنْدِيُّ، عَنْ حُمَيْدِ
بْنِ أَنَسٍ قَالَ: جَاءَ جِبْرِيلُ إِلَى النَّبِيِّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِوَحْيٍ مِنْ عِنْدِ
اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، إِنَّ
اللَّهَ يَقْرَأُ عَلَيْكَ السَّلامَ، وَيَقُولُ لَكَ:
قُلْ لِعَتِيقِ بْنِ أَبِي قُحَافَةَ: إِنَّهُ عَنْهُ
رَاضٍ.
قال: وأَخْبَرَنَا ابْنُ بخيت [2] ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَان
بْن دَاوُد بْن كَثِير بْن وقدان، حَدَّثَنَا سوار [4] بْن
عَبْد اللَّه العنبري قَالَ: قَالَ ابْنُ عيينة: عاتب
اللَّه سبحانه المسلمين كلهم فِي رَسُول اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلا أبا بَكْر، فإنه خرج من
المعاتبة: إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ
إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ
هُما في الْغارِ 9: 40 [5] .
أخبرنا أبو القاسم يعيش بن صدقة بن عَلِيٍّ الْفَقِيهُ،
أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ الطّراحِ، أَخْبَرَنَا
أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ الْمُهْتَدِي، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ
اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ حُبَابَةَ،
حَدَّثَنَا عبد الله بن مُحَمَّد البغوي، حَدَّثَنَا أَبُو
الْجَهْمِ الْعَلاءُ بْنُ مُوسَى الْبَاهِلِيُّ،
حَدَّثَنَا سَوَّارُ [6] بْنُ مُصْعَبٍ، عَنْ عَطِيَّةَ،
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ
الله صلى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ لِي
وَزِيرَيْنِ مِنْ أَهْلِ السَّمَاءِ، وَوَزِيرَيْنِ مِنْ
أَهْلِ الأَرْضِ، فَأَمَّا وَزِيرَايَ مِنْ أَهْلِ
السَّمَاءِ فَجِبْرِيلُ وَمِيكَائِيلُ، صَلَّى الله عليهما
وَسَلَّمَ وَأَمَّا وَزِيرَايَ مِنْ أَهْلِ الأَرْضِ
فَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ. ثُمَّ رَفَعَ رَسُول اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأْسَهُ إِلَى
السَّمَاءِ فَقَالَ:
__________
[1] الحديث رواه الإمام أحمد في المسند 1/ 193 عن قتيبة بن
سعيد بإسناده مثله.
[2] في المطبوعة: بجيت. ينظر المشتبه: 54.
[3] كذا ضبط في مخطوطتنا.
[4] في المطبوعة: «سواد» بالدال. التهذيب: 4/ 290.
[5] التوبة: 40
[6] في المطبوعة: «سويد» . والمثبت عن المخطوطة، وفي الجرح
2/ 1/ 271، 272: «سوار بن مصعب الهمدانيّ الكوفي الضرير.
روى عن حماد. وكليب بن وائل، سمعت أبى بقول ذلك. قال أبو
محمد: روى عن عطية للعوفى ومطرف» .
(3/216)
«إِنَّ أَهْلَ عِلِّييَن لَيَرَاهُمْ مَنْ
هُوَ أَسْفَلُ منهم كما ترون النجم- أَوِ الْكَوَكْبَ- فِي
السَّمَاءِ، وَإِنَّ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ مِنْهُمْ
وَأَنْعَمَا» - قُلْتُ لأَبِي سَعِيدٍ-: وَمَا «أَنْعَمَا
[1] » ؟ قَالَ: أَهْلُ ذَاكَ هُمَا. وأسلم عَلَى يد أَبِي
بَكْر الزُّبَيْر، وعثمان، وعبد الرَّحْمَن بْن عوف،
وطلحة. وأعتق سبعةً كانوا يعذبون فِي اللَّه تَعَالَى،
منهم: بلال، وعامر بْنُ فهيرة، وغيرهما يذكرون فِي
مواضعهم. وكان رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ كَثِير الثقة إِلَيْه وبما عنده من الْإِيمَان
واليقين، ولهذا لما قيل لَهُ: «إن البقرة تكلمت» قَالَ:
«آمنت بذلك أَنَا وَأَبُو بَكْر وعمر» . وما هُماَ فِي
القوم. أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ
وَغَيْرُهُ بِإِسْنَادِهِمْ إِلَى أَبِي عِيسَى مُحَمَّدِ
بْنِ عِيسَى قَالَ: حَدَّثَنَا محمود ابن غَيْلانَ،
حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ
سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا سَلَمَةَ
بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ
قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وَسَلَّمَ:
«بَيْنَمَا رَجُلٌ يَرْكَبُ بَقَرَةً إِذْ قَالَتْ:
لَمْ أُخْلَقْ لِهَذَا، إِنَّمَا خُلِقْتُ لِلْحَرْثِ.
فَقَالَ رَسُولُ اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ: «آمَنْتُ بِذَلِكَ أَنَا وَأَبُو بَكْرٍ
وَعُمَرُ» [2] : قَالَ أَبُو سَلَمَةَ: وَمَا هُمَا فِي
الْقَوْمِ.
أَخْبَرَنَا أَبُو منصور بن مكارم بن أحمد بن سعد
الْمُؤَدِّبُ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ نَصْرُ بْنُ
أَحْمَدَ ابن صَفْوَانَ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ
عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ السَّرَّاجُ، أَخْبَرَنَا أَبُو
طَاهِرٍ هِبَةُ اللَّهِ بْنُ إبراهيم ابن أَنَسٍ،
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ طَوْقٍ،
حَدَّثَنَا أَبُو جَابِرٍ زَيْدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ
بْنِ حَيَّانَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ
بْنِ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا الْمُعَافَى بْنُ عِمْرَانَ،
حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ
أَسِيدٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: كُنَّا نَتَحَدَّثُ أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم خَيْرُ هَذِهِ الأُمَّةِ،
ثُمَّ أَبُو بَكْرٍ، ثُمَّ عُمَرُ، وَلَقْد أُعْطَى
عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ ثلاث خِصَالٍ لأَنْ أَكُونَ
أُعْطِيتُهُنَّ أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْ حُمُرِ النَّعَمِ:
زَوَّجَهُ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ ابْنَتَهُ، وَأَعْطَاهُ الرَّايَةَ يَوْمَ
خَيْبَرَ، وَسَدَّ الأَبْوَابَ مِنَ الْمَسْجِدِ إِلا
بَابَ عَلِيٍّ أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَرَجِ بْنُ أَبِي
الرَّجَاءِ الثَّقَفِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ
قِرَاءَةً عَلَيْهِ وأَنَا حَاضِرٌ أَسْمَعُ، أَخْبَرَنَا
أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ
بْنُ خَلادٍ، حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ أبي أسامة (ح)
قال
__________
[1] الحديث رواه الترمذي في كتاب المناقب بإسناده إلى عطية
العوفيّ عن أبى سعيد الخدريّ. بيد أنه مشطور فيه شطرين،
فشطره الأول إلى قوله: «وَأَمَّا وَزِيرَايَ مِنْ أَهْلِ
الأَرْضِ فَأَبُو بَكْرٍ وعمر» في تحفة الأحوذي: 10/ 165،
166. وقال عنه الترمذي:
هذا حديث حسن غريب» وأما شطره الثاني إلى قوله: «وإن أبا
بكر وعمر منهم زادا وأنعما» ففي تحفة الأحوذي: 10/ 141،
142. وقال عنه الترمذي: «هذا حديث حسن، وقد روى من غير وجه
عن عطية عن أبى سعيد» . وكذا روى شطره الثاني أحمد في مسند
أبى سعيد: 3/ 26، 27.
ومعنى قوله: «وأنعما» أي: زادا وفضلا، يقال: أحسنت إلى
وأنعمت: أي زدت على الإنعام.
[2] تحفة الأحوذي، كتاب المناقب: 10/ 166، 167.
(3/217)
أَبُو نُعَيْمٍ [1] : وَحَدَّثَنَا عَبْدُ
اللَّهِ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ بُنْدَارٍ، حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الصَّائِغُ قَالا:
حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ،
عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: صَعِدَ النَّبِيُّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أحدا ومعه أبو بَكْرٍ
وَعُمَرُ وَعُثْمَانُ، فَرَجَفَ بِهِمُ الْجَبَلُ،
فَقَالَ: «اثْبُتْ فَمَا عَلَيْكَ إِلا نَبِيٌّ وَصِدِّيقٌ
وَشَهِيدَانِ» [2] أَخْبَرَنَا أَبُو الْبَرَكَاتِ
الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ هِبَةِ اللَّهِ
الدِّمَشْقِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَشَائِرِ مُحَمَّدُ
بْنُ الْخَلِيلِ بْنِ فَارِسٍ الْقَيْسِيُّ، أَخْبَرَنَا
الْفَقِيهُ أبو القاسم علي بن محمد بن علي بْنِ أَبِي
الْعَلاءِ، أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الرحمن بن
عثمان بن القاسم بن معروف، أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن
محمد بن أَحْمَدَ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ
بْنُ دَاوُدَ الْقَنْطَرِيُّ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي
مَرْيَمَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ
حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ عَامِرٍ
الشَّعْبِيِّ، عَنِ الْحَارِثِ، عَنْ علي بن أبي طالب: أن
رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَظَرَ إِلَى
أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ فَقَالَ: «هَذَانِ سَيِّدَا كُهُولِ
أَهْلِ الْجَنَّةِ مِنَ الأَوَّلِينَ وَالآخِرِينَ، إِلا
النَّبِيِّينَ وَالْمُرْسَلِينَ، لا تُخْبِرْهُمَا [3] يَا
عَلِيُّ» [4] . قال: وأَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّد عَبْد
الرَّحْمَن بْن عثمان، أَخْبَرَنَا أَبُو الحسن خيثمة بن
سليمان بن حيدرة الأطرابلسي، حَدَّثَنَا يَحيى بْن أَبِي
طَالِب، حَدَّثَنَا إِسْحَاق بن منصور، حدثنا عبد الرحمن
ابن مُحَمَّد المحاربي، عَنْ جويبر، عَنِ الضحاك فِي قوله
تعالى: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ
وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ 9: 119 [5] مَعَ أَبِي بَكْر
وعمر.
قَالَ: وَأَخْبَرَنَا خَيْثَمَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ،
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي طَالِبٍ، حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ الطَّنَافِسِيُّ حَدَّثَنَا
إِسْمَاعِيلُ بن أبي خالد، عن عامر الشعبي، عن أَبِي
جُحَيْفَةَ السُّوَائِيِّ قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ:
يَا وَهْبُ، أَلا أُخْبِرُكَ بِخَيْرِ هَذِهِ الأُمَّةِ
بَعْدَ نَبِيِّهَا؟ أَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ، وَرَجُلٌ
آخَرُ.
وَقَدْ روى نحو هذا محمد بن الحنفيّة، عن أبيه.
__________
[1] أبو نعيم هو أحمد بن عبد الله.
[2] أخرجه البخاري في باب فضائل الصحابة عن أنس: 5/ 11.
وأحمد عن سهل بن سعد: 5/ 331، وعن بريدة الأسلمي، 5/ 346
وابن ماجة عن سعيد بن زيد، المقدمة، الحديث 134: 1/ 48.
[3] في الأصل والمطبوعة: «لا تخيرهما» . بالياء، وهو خطأ.
[4] الحديث رواه الترمذي في كتاب المناقب عن على بن أبى
طالب، تحفة الأحوذي: 10/ 149، 150 وقال: «هذا حديث غريب من
هذا الوجه، وقد روى عن على من غير هذا الباب. وفي الباب عن
أنس وابن عباس» ورواه ابن ماجة في المقدمة، عن على،
المقدمة، الحديث 95: 1/ 36، وزاد: «لا تخبرهما يا على ما
داما حيين» . ورواه أيضا في المقدمة عن عون بن أبي جحيفة،
عن أبيه، الحديث 100: 1/ 38 إلى قوله: «إلا النبيين
والمرسلين» .
ورواه الإمام أحمد عن على، المسند: 1/ 80.
[5] التوبة: 119.
(3/218)
قَالَ: وَأَخْبَرَنَا خَيْثَمَةُ،
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الصٍّورِيُّ،
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُصَفًّى، حَدَّثَنَا يُوسُفُ
بْنُ الصَّبَّاحِ، حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ
الْحَمِيدِ، حدثنا سعيد الفافلانى، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ
أَنَسٍ قَالَ: تَنَاوَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الأَرْضِ سَبْعَ حَصَيَاتٍ
فَسَبَّحْنَ فِي يَدِهِ، ثُمَّ نَاوَلَهُنَّ أَبَا بَكْرٍ
فَسَبَّحْنَ فِي يَدِهِ، كَمَا سَبَّحْنَ فِي يَدِ
النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ
نَاوَلَهُنَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ عُمَرَ فَسَبَّحْنَ فِي يَدِهِ كَمَا سَبَّحْنَ
فِي يَدِ أَبِي بَكْرٍ، ثُمَّ نَاوَلَهُنَّ عُثْمَانَ
فَسَبَّحْنَ فِي يَدِهِ كَمَا سَبَّحْنَ فِي يَدِ أَبِي
بَكْرٍ [1] وَعُمَرَ.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ الْحُسَيْنُ بْنُ هِبَةِ
اللَّهِ بْنِ مَحْفُوظِ بْنِ صَصَرَى التَّغْلِبِيُّ،
أَخْبَرَنَا الشَّرِيفُ أَبُو طَالِبٍ عَلِيُّ بْنُ
حَيْدَرَةَ الْعَلَوِيُّ، وَأَبُو الْقَاسِمِ الْحُسَيْنُ
بْنُ الْحَسَنِ الأَسْدِيُّ قَالا: أَخْبَرَنَا أَبُو
الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ
أَبِي الْعَلاءِ الْمِصِّيصِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو
مُحَمَّدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْقَاسِمِ،
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ خَيْثَمَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ،
أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْقَلانِسِيُّ
بِالرَّمْلَةِ، أَخْبَرَنَا دَاوُدُ بْنُ الرَّبِيعِ ابن
مصححٍ، أَخْبَرَنَا حَفْصُ بْن مَيْسَرَةَ، عَنْ زَيْدِ
بْن أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي
هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ صَائِمًا؟
قَالَ أَبُو بَكْرٍ: أَنَا. قَالَ: مَنْ تَصَدَّقَ
بِصَدَقَةٍ؟ قَالَ أَبُو بَكْرٍ: أَنَا. قَالَ مَنْ شَهِدَ
جِنَازَةً؟ قَالَ أَبُو بَكْرٍ: أَنَا. قَالَ: مَنْ
أَطْعَمَ الْيَوْمَ مِسْكِينًا؟ قَالَ أَبُو بَكْرٍ:
أَنَا. قَالَ: مَنْ جَمَعَهُنَّ فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ
وَجَبَتْ لَهُ- أَوْ غُفِرَ لَهُ-» [2] . قَالَ:
وَحَدَّثَنَا خَيْثَمَةُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ
الْحُسَيْنِ الْحُنَيْنِيُّ، أَخْبَرَنَا عارم أبو
النُّعْمَانِ، حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ حُصَيْنٍ، عَنْ
عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْن أَبِي لَيْلَى قَالَ: وَفَدَ نَاسٌ
مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ وَنَاسٌ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ
إِلَى عمر بْن الخطاب رضي اللَّه عَنْهُ، قَالَ: فَلَمَّا
نَزَلُوا الْمَدِينَةَ تَحَدَّثَ الْقَوْمُ بَيْنَهُمْ
إِلَى أَنْ ذَكَرُوا أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ، فَفَضَّلَ
بَعْضُ الْقَوْمِ أَبَا بَكْرٍ عَلَى عُمَرَ، وَفَضَّلَ
بَعْضُ الْقَوْمِ عُمَرَ عَلَى أَبِي بَكْرٍ، وَكَانَ
الْجَارُودُ بْنُ الْمُعَلَّى مِمَّنْ فَضَّلَ أَبَا
بَكْرٍ عَلَى عُمَرَ. فَجَاءَ عُمَرُ وَمَعَهُ دِرَّتُهُ
فَأَقْبَلَ عَلَى الَّذِينَ فَضَّلُوهُ عَلَى أَبِي
بَكْرٍ، فَجَعَلَ يَضْرِبُهُمْ بِالدِّرَّةِ، حَتَّى مَا
يَتَّقِي أَحَدُهُمْ إِلا بِرِجْلِهِ.
فَقَالَ لَهُ الْجَارُودُ: أَفِقْ أَفِقْ يَا أَمِيرَ
الْمُؤْمِنِينَ، فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَمْ
يَكُنْ يَرَانَا نُفَضِّلُكَ عَلَى أَبِي بَكْرٍ، أَبُو
بَكْرٍ أَفْضَلُ مِنْكَ فِي كَذَا، وَأَفْضَلُ مِنْكَ فِي
كَذَا. فَسُرِّيَ عَنْ عُمَرَ ثُمَّ انْصَرَفَ. فَلَمَّا
كَانَ مِنَ الْعَشِيِّ صَعِدَ الْمِنْبَرَ فَحَمِدَ اللَّه
وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: أَلا إِنَّ أَفْضَلَ
هَذِهِ الأُمَّةِ بَعْدَ نَبِيِّهَا أَبُو بَكْرٍ، فَمَنْ
قَالَ غَيْرَ ذَلِكَ بَعْدَ مُقَامِي هَذَا فهو مفتر، عليه
ما على المفترى.
__________
[1] حديث تسبيح الحصى أخرجه البزار بإسنادين، ورجاله ثقات،
وفي بعضهم ضعف. كما أخرجه الطبراني في الأوسط.
ينظر مجمع الزوائد: 8/ 299، وأخرجه البيهقي في الدلائل،
وينظر المواهب اللدنية: 5/ 121 والخصائص الكبرى للسيوطي:
2/ 304.
[2] أخرجه مسلم بنحوه عن أبى هريرة، ينظر كتاب الزكاة: 3/
92، وكتاب فضائل الصحابة: 7/ 110.
(3/219)
قَالَ: وَحَدَّثَنَا خَيْثَمَةُ،
حَدَّثَنَا هِلالُ بْنُ الْعَلاءِ، حَدَّثَنَا أَبِي،
حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ الأَزْرَقُ، حَدَّثَنَا أَبُو
سِنَانٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ بْنِ مُزَاحِمٍ، عَنِ
النَّزَّالِ بن سيرة الْهِلالِيِّ قَالَ: وَافَقْنَا مِنْ
عَلِيٍّ طِيبَ نَفْسٍ وَمُزَاحٍ، فَقُلْنَا: يَا أَمِيرَ
الْمُؤْمِنِينَ، حَدِّثْنَا عَنْ أَصْحَابِكَ. قَالَ:
كُلُّ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ أَصْحَابِي. قُلْنَا: حَدِّثْنَا عَنْ أصحاب
رسول الله صلى الله عليه وسلم. قَالَ: سَلُونِي. قُلْنَا:
حَدِّثْنَا عَنْ أَبِي بَكْرٍ.
قَالَ: ذَاكَ امْرُؤٌ سَمَّاهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ
صِدِّيقًا عَلَى لِسَانِ جِبْرِيلَ وَلِسَانِ مُحَمَّدٍ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَانَ خَلِيفَةَ
رَسُولِ اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى
الصَّلاةِ، رَضِيَهُ لِدِينِنَا، فَرَضِينَاهُ
لِدُنْيَانَا.
علمه رَضِيَ اللهُ عَنْهُ
أخبرنا أبو محمد بن أبي القاسم، أخبرنا أَبِي، أَخْبَرَنَا
أَبُو بَكْرٍ الْحَاسِبُ، أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ،
أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ بْن حَيُّوَيْهِ [1] ،
أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن معروف، أَخْبَرَنَا الْحُسَيْن
بْن القهم [2] ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ وَاقِدٍ
الأَسْلَمِيُّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ المغيرة بن عبد الرحمن
ابن الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ بْنِ
خَالِدٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّهُ سُئِلَ: مَنْ كَانَ
يُفْتِي النَّاسَ فِي زَمَانِ رَسُولِ اللَّه صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فَقَالَ: أَبُو بَكْرٍ
وَعُمَرُ، مَا أَعْلَمُ غَيْرَهُمَا.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي عَلِيٍّ
الْمُقْرِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو رُشَيْدٍ عَبْدُ
الْكَرِيمِ بْنُ أَحْمَدَ بن منصور بن مُحَمَّدِ بْنِ
سَعِيدٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو مَسْعُودٍ سُلَيْمَانُ بْنُ
إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا
أَبُو بَكْرِ بْنُ مَرْدُوَيْهِ الْحَافِظُ، حَدَّثَنَا
دَعْلَجُ بْنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ
أَيُّوبَ، حَدَّثَنَا محمد ابن سِنَانٍ، حَدَّثَنَا
فُلَيْحُ بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا سَالِمٌ أَبُو
النَّضْرِ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ حُنَيْنٍ وَبُسْرِ [3] بْنِ
سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ: أَنَّ رَسُولَ
اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَطَبَ يَوْمًا
فَقَالَ: «إِنَّ رَجُلا خَيَّرَهُ اللَّهُ بَيْنَ
الدُّنْيَا وَبَيْنَ مَا عِنْدَهُ، فَاخْتَارَ مَا
عِنْدَهُ» . فَبَكَى أَبُو بَكْرٍ، فَتَعَجَّبْنَا
لِبُكَائِهِ أَنْ يُخْبِرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ رَجُلٍ قَدْ خُيِّرَ- وَكَانَ
هُوَ الْمُخَيَّرَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ أَعْلَمَنَا بِهِ- فقال: «لا تبك يا
أبا بكر»
__________
[1] في المطبوعة: «حيوة» وهو خطأ، والمثبت عن الأصل وهو
محمد بن العباس بن محمد بن زكريا البغدادي الحزاز، كان
محدثا حجة ثقة، توفى سنة 382 عن 87 سنة (ينظر العبر: 3/
21، والمشتبه: 139) .
[2] في الأصل والمطبوعة: «الفهم» بالفاء. يقول الذهبي في
المشتبه 511: «وبقاف: الحسين بن قهم، صاحب يحيى ابن معين»
.
[3] في المطبوعة: «وبشر» بالشين. والمثبت عن الأصل، وينظر
الجرح لابن أبى حاتم: 1/ 1/ 423.
(3/220)
إِنَّ أَمَنَّ النَّاسِ فِي صُحْبَتِهِ
وَمَالِهِ أَبُو بَكْرٍ، وَلَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا خَلِيلا
لاتَّخَذْتُهُ خَلِيلا، وَلَكِنْ أُخُوَّةُ الإِسْلامِ
وَمَوَدَّتُهُ، لا يَبْقَيَنَّ فِي الْمَسْجِدِ بَابٌ إِلا
سُدَّ، إِلا بَابَ أَبِي بَكْرٍ» [1] .
زهده وتواضعه وَإِنفاقه رَضِيَ اللهُ عَنْهُ
أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْقَاسِمُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ
الْحَسَنِ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبِي، أَخْبَرَنَا أَبُو
مُحَمَّدٍ عبد الرحمن ابن أَبِي الْحَسَنِ بْنِ
إِبْرَاهِيمَ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ نَصْرُ بْنُ
أَحْمَدَ الْهَمْدَانِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ خليل
ابن هِبَةِ اللَّهِ بْنِ الْخَلِيلِ، أَخْبَرَنَا أَبُو
عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ
الْقَاسِمِ بْنِ دُرُسْتُوَيْهِ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ
مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ، أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ
بْنُ يَعْقُوبَ الْجُوزَجَانِيُّ، حَدَّثَنِي الحسين ابن
عِيسَى، حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ
الْوَارِثِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زَيْدٍ،
حَدَّثَنِي أَسْلَمُ الْكُوفِيُّ، عَنْ مُرَّةَ، عَنْ
زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ قَالَ: دَعَا أَبُو بَكْرٍ
بِشَرَابٍ، فَأُتِيَ بِمَاءٍ وَعَسَلٍ، فَلَمَّا أَدْنَاهُ
مِنْ فِيهِ نَحَّاهُ، ثُمَّ بَكَى حَتَّى بَكَّى
أَصْحَابُهُ، فَسَكَتُوا وَمَا سَكَتَ. ثُمَّ عَادَ
فَبَكَى حتَّى ظَنُّوا أَنَّهُمْ لا يَقْوُونَ عَلَى
مَسْأَلَتِهِ، ثُمَّ أَفَاقَ فَقَالُوا: يَا خَلِيفَةَ
رَسُولِ اللَّهِ، مَا أَبْكَاكَ؟ قَالَ: «كُنْتُ مع رسول
الله صلى الله عليه وسلم فَرَأَيْتُهُ، يَدْفَعُ عَنْ
نَفْسِهِ شَيْئًا، وَلَمْ أَرَ أَحَدًا مَعَهُ، فَقُلْتُ:
يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا هَذَا الَّذِي تَدْفَعُ، وَلا
أَرَى أَحَدًا مَعَكَ؟ قَالَ: هَذِهِ الدُّنْيَا
تَمَثَّلَتْ فَقُلْتُ لَهَا: إِلَيْكِ عَنِّي.
فَتَنَحَّتْ ثُمَّ رَجَعَتْ، فَقَالَتْ: أَمَا إِنَّكَ
إِنْ أَفْلَتَّ فَلَنْ يُفْلِتَ مَنْ بَعْدَكَ» .
فَذَكَرْتُ ذَلِكَ فَمَقَتُّ [2] أَنْ تَلْحَقَنِيَ.
قَالَ: وَأَخْبَرَنَا أَبِي، أَخْبَرَنَا أَبُو السّعُودِ
أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ محمد بن المجلّى، حدثنا محمد
ابن مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْعُكْبَرِيُّ، حَدَّثَنَا
أَبُو الطَّيِّبِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ خَلَفِ
بْنِ خَاقَانَ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ
الْحَسَنِ بْنِ دُرَيْدٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو حَاتِمٍ، عَنِ
الأَصْمَعِيِّ قَالَ: كَانَ أَبُو بَكْرٍ إِذَا مُدِحَ
قَالَ: «اللَّهُمَّ أَنْتَ أَعْلَمُ بِي مِنْ نَفْسِي،
وَأَنَا أَعْلَمُ بِنَفْسِي مِنْهُمْ، اللَّهمّ اجْعَلْنِي
خَيْرًا مِمَّا يَظُنُّونَ، وَاغْفِرْ لِي مَا لا
يَعْلَمُونَ، وَلا تُؤَاخِذْنِي بِمَا يَقُولُونَ» .
قَالَ: وَأَخْبَرَنَا أَبِي، أَخْبَرَنَا أَبُو القاسم بن
السمرقندي، أخبرنا أبو بكر بن الطَّبَرِيِّ، أَخْبَرَنَا
أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ، أَخْبَرَنَا
الْحُسَيْنُ بْنُ صَفْوَانَ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ
الْقُرَشِيُّ، حدثنا الوليد
__________
[1] الحديث رواه البخاري في كتاب الصلاة عن محمد بن سنان
بإسناده: 1/ 126 ورواه الترمذي بإسناده إلى عبيد بن حنين
في كتاب المناقب، ينظر تحفة الأحوذي: 10/ 144- 146، وقال:
«هذا حديث حسن صحيح» ورواه الإمام أحمد عن ابن عباس: 1/
270، وعن أبى المعلى: 3/ 478، 5/ 211، 212.
[2] في المطبوعة: «فخشيت» والمثبت عن الأصل.
(3/221)
ابن شُجَاعٍ السَّكُونِيُّ وَغَيْرُهُ،
حَدَّثَنَا [أَبُو] [1] ، أُسَامَةَ، عَنْ مَالِكِ بْنِ
مِغْوَلٍ سَمِعَ أَبَا السَّفَرِ قَالَ:
دَخَلُوا عَلَى أَبِي بَكْرٍ فِي مَرَضِهِ فَقَالُوا: يَا
خَلِيفَةَ رَسُولِ اللَّهِ، أَلا نَدْعُوا لَكَ طَبِيبًا
يَنْظُرُ إِلَيْكَ؟
قَالَ: قَدْ نُظِرَ إِلَيَّ. قَالُوا: مَا قَالَ لَكَ؟
قَالَ إِنِّي فَعَّالٌ لِمَا أُرِيدُ [2] .
أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ،
أَخْبَرَنَا أَبُو رُشَيْدٍ عَبْدُ الْكَرِيمِ بْنُ
أَحْمَدَ بْنِ مَنْصُورِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ،
أَخْبَرَنَا أَبُو مَسْعُودٍ سُلَيْمَانُ بْنُ
إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ،
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ ابن مُوسَى بْنِ
مَرْدُوَيْهِ الْحَافِظُ، حَدَّثَنَا مَيْمُونُ بْنُ
إِسْحَاقَ بْنِ الْحَسَنِ الْحَنَفِيُّ، حَدَّثَنَا
أَحْمَدُ بْنُ عبد الجبار هو الْعُطَارِدِيُّ، حَدَّثَنَا
أَبُو مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرُ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ
أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ
رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «مَا نَفَعَنِي مَالٌ
قَطُّ مَا نَفَعَنِي مَالُ أَبِي بَكْرٍ» . فَبَكَى أَبُو
بَكْرٍ وَقَالَ: وَهَلْ أَنَا وَمَالِي إِلا لَكَ يَا
رَسُولَ اللَّهِ؟ [3] .
قَالَ: وَأَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ مَرْدُوَيْهِ،
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَاصِمٍ،
حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيم، حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ
عُمَيْرٍ الْقُرَشِيُّ، عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: لَمَّا
نَزَلَتْ:
إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقاتِ فَنِعِمَّا هِيَ 2: 271 [4] ...
إِلَى آخِرِ الآيَةِ قَالَ: جَاءَ عُمَرُ بِنِصْفِ مَالِهِ
يَحْمِلُهُ إِلَى رَسُولِ اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ عَلَى رُءُوسِ النَّاسِ، وَجَاءَ أَبُو بَكْرٍ
بِمَالِهِ أَجْمَعَ يَكَادُ يُخْفِيهِ مِنْ نَفْسِهِ. فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم مَا تَرَكْتَ لأَهْلِكَ؟
قَالَ: عِدَّةُ اللَّهِ وَعِدَّةُ رَسُولِهِ. قَالَ:
يَقُولُ عُمَرُ لأَبِي بَكْرٍ: بِنَفْسِي أَنْتَ
وَبِأَهْلِي أَنْتَ، مَا اسْتَبَقْنَا بَابَ خَيْرٍ قَطُّ
إِلا سَبَقْتَنَا إِلَيْهِ [5] .
وَقَدْ رَوَاهُ أَبُو عِيسَى التِّرْمِذِيُّ، عَنْ
هَارُونَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْبَزَّازِ، عَنِ الْفَضْلِ
بْنِ دُكَيْنٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ زَيْدِ
بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ [6] عُمَرَ قَالَ:
أَمَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إن تتصدق،
وَوَافَقَ ذَلِكَ مَالا عِنْدِي، فَقُلْتُ، الْيَوْمَ
أَسْبِقُ أبا بكر إن سبقته [7] . قال: فجئت
__________
[1] سقط من المطبوعة والمثبت عن الأصل، ينظر التهذيب ترجمة
مالك بن مغول: 10/ 22.
[2] أخرجه ابن سعد في الطبقات 3/ 1/ 141.
[3] أخرجه الإمام أحمد وابن ماجة عن أبى معاوية بإسناده
إلى أبى هريرة، ينظر المسند: 2/ 253، وسنن ابن ماجة،
المقدمة، الحديث 94: 1/ 36. ورواه الإمام أحمد أيضا، عن
معاوية، عن أبى إسحاق الفزاري، عن الأعمش بإسناده إلى أبى
هريرة، وهي رواية أطول من الأولى ينظر المسند: 2/ 366
[4] البقرة: 271.
[5] رواه ابن حاتم بإسناده إلى موسى بن عمير عن الشعبي،
ينظر «تفسير القرآن العظيم» للحافظ ابن كثير: 1/ 477، 478،
بتحقيقنا.
[6] لفظ الترمذي: «عن أبيه قال: سمعت عمر بن الخطاب ... »
.
[7] لفظ الترمذي: «إن سبقته يوما» والمعنى: «إن سبقته يوما
فهذا يومه» وقيل: إن «إن» نافية، والمعنى، ما سبقته يوما
قبل ذلك.
(3/222)
بِنِصْفِ مَالِي، فَقَالَ [1] : مَا
أَبْقَيْتَ لأَهْلِكَ؟ قُلْتُ: مِثْلُهُ. وَجَاءَ [2]
أَبُو بَكْرٍ بِكُلِّ مَا عِنْدَهُ، فَقَالَ يَا أَبَا
بَكْرٍ، مَا أَبْقَيْتَ لأَهْلِكَ؟ قَالَ: أَبْقَيْتُ
لَهُمُ اللَّهَ وَرَسُولَهُ. قُلْتُ: لا أَسْبِقُهُ إِلَى
شَيْءٍ أَبَدًا [3] .
أَخْبَرَنَا الْقَاسِمُ [4] بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ
الدِّمَشْقِيُّ إِجَازَةً، أَخْبَرَنَا أَبِي، أخبرنا أبو
القاسم ابن السمرقندي، أخبرنا أبو بكر بن الطبري، أخبرنا
أَبُو الْحُسَيْن بْن الفضل، حَدَّثَنَا عَبْد اللَّه ابن
جَعْفَر، حَدَّثَنَا يعقوب، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر
الحميدي، حَدَّثَنَا سُفْيَان، عَنْ هشام بْن عروة، عَنْ
أَبِيهِ قَالَ: أسلم أَبُو بَكْر وله أربعون ألفًا،
فأنفقها فِي اللَّه، وأعتق سبعة كلهم يعذب فِي اللَّه:
أعتق بلالًا، وعامر بْن فهيرة، وزنيرة، والنهدية، وابنتها،
وجارية بني مؤمل، وأم عنيس.
زنيرة: بكسر الزاي، والنون المشددة، وبعدها ياء تحتها
نقطتان، ثُمَّ راء وهاء.
وعبيس: بضم العين المهملة، وفتح الباء الموحدة، والياء
الساكنة تحتها نقطتان، وآخره سين مهملة.
قَالَ: وَأَخْبَرَنَا أَبِي، أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ
الْوَاسِطِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الْخَطِيبُ،
حدثني الحسن ابن عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْوَاعِظُ،
حَدَّثَنَا أَبُو نَصْرٍ إِسْحَاقُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ
شَبِيبٍ الْبُخَارِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ نَصْرُ
بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بن سائح [5] بْنِ قوامَةَ
بِبُخَارَى، أَخْبَرَنَا جِبْرِيلُ بْنُ منجَاعٍ
الْكُشَانِيُّ بِهَا، حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا
رِشْدِينُ، عَنِ الْحَجَّاجِ بْنِ شَدَّادٍ الْمُرَادِيِّ،
عَنْ أَبِي صَالِحٍ الْغِفَارِيِّ: أَنَّ عُمَرَ بْنَ
الْخَطَّابِ كَانَ يَتَعَاهَدُ عَجُوزًا كَبِيرَةً
عَمْيَاءَ، فِي بَعْضِ حَوَاشِي الْمَدِينَةِ مِنَ
اللَّيْلِ، فَيَسْتَقِي لَهَا وَيَقُومُ بِأَمْرِهَا،
فَكَانَ إِذَا جَاءَ وَجَدَ غَيْرَهُ قَدْ سَبَقَهُ
إِلَيْهَا، فأصلح ما أرادت.
فجاءها غير مرة كلّا يُسْبَقَ إِلَيْهَا، فَرَصَدَهُ
عُمَرُ فَإِذَا هُوَ بِأَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ الَّذِي
يَأْتِيهَا، وَهُوَ يَوْمَئِذٍ خَلِيفَةٌ. فَقَالَ عُمَرُ:
أَنْتَ هُوَ لَعَمْرِي!! قَالَ: وَأَخْبَرَنَا أَبِي،
أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ،
أَخْبَرَنَا الْفُضَيْلُ بْنُ يَحْيَى، أَخْبَرَنَا أَبُو
مُحَمَّدِ بْنُ أَبِي شُرَيْحٍ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ
بْنُ عَقِيلِ بْنِ الأَزْهَرِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ
إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَاذٍ،
حَدَّثَنَا أَبِي، حدثنا شعبة، عن حبيب بن عبد الرحمن، سمع
عمته
__________
[1] لفظ الترمذي: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ...
[2] لفظ الترمذي: وأتى أبو بكر.
[3] تحفة الأحوذي، كتاب المناقب: 10/ 161، وقال الترمذي:
«هذا حديث حسن صحيح» .
[4] في المطبوعة: «أخبرنا أبو القاسم» . وهو خطأ نبهنا
عليه في هذه الترجمة.
[5] في المطبوعة: «سانح» بالنون. والمثبت عن الأصل
(3/223)
أُنَيْسَةَ قَالَتْ: نَزَلَ فِينَا أَبُو
بَكْرٍ ثَلاثَ سِنِينَ: سَنَتَيْنِ قَبْلَ أَنْ
يُسْتَخْلَفَ، وَسَنَةً بَعْدَ مَا اسْتُخْلِفَ فَكَانَ
جَوَارِي الْحَيِّ يَأْتِينَهُ بِغَنَمِهِنَّ،
فَيَحْلِبْهُنَّ لَهُنَّ.
قَالَ: وَأَخْبَرَنَا أَبِي، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ
الأَنْصَارِيُّ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ،
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ، أَخْبَرَنَا
أَحْمَدُ بْنُ مَعْرُوفٍ أَخْبَرَنَا الْحُسَيْن بْن القهم
[1] ، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن سَعْدٍ، أَخْبَرَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا أَبُو بكر بن عبد الله
بن أبي سبرة، عَنْ مُوَرِّقٍ عَنْ أَبِي سَعِيدِ بْنِ
الْمُعَلَّى قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ الْمُسَيِّبِ قَالَ-
وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا مُوسَى
بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ
عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ صبيحَةَ، عَنْ أَبِيهِ (ح) قَالَ:
وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ
الرَّحْمَنِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ
قَالَ: بُويِعَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ يَوْمَ قُبِضَ
رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ
الإِثْنَيْنِ، لاثْنَتَيْ عَشْرَةَ لَيْلَةً خَلَتْ مِنْ
رَبِيعٍ الأَوَّلِ، سَنَةَ إِحْدَى عَشْرَةَ [2] وَكَانَ
مَنْزِلُهُ بِالسُّنُحِ [3] عِنْدَ زَوْجَتِهِ حَبِيبَةَ
بِنْتِ خَارِجَةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ أَبِي زهير، من بنى
الحارث ابن الْخَزْرَجِ، وَكَانَ قَدْ حُجِرَ عَلَيْهِ
حَجْرَةٌ مِنْ شِعْرٍ، فَمَا زَادَ عَلَى ذَلِكَ حَتَّى
تَحَوَّلَ إلى المدينة [4] ، وأقام هناك بالسّنح بعد ما
بُويِعَ لَهُ سَبْعَةَ [5] أَشْهُرٍ، يَغْدُو [6] عَلَى
رِجْلَيْهِ وَرُبَّمَا رَكِبَ عَلَى فَرَسٍ لَهُ [7] ،
فَيُوَافِي الْمَدِينَةَ فَيُصَلِّي الصَّلَوَاتِ
بِالنَّاسِ فَإِذَا صَلَّى الْعِشَاءَ الآخِرَةَ رَجَعَ
إِلَى أَهْلِهِ [8] . وَكَانَ يَحْلِبُ لِلْحَيِّ
أَغْنَامَهُمْ، فَلَمَّا بُويِعَ لَهُ بِالْخِلافَةِ
قَالَتْ جَارِيَةٌ مِنَ الحي: الآن لا يجلب لَنَا
مَنَائِحُنَا.
فَسَمِعَهَا أَبُو بَكْرٍ فَقَالَ: بَلَى، لَعَمْرِي
لأَحْلِبَنَّهَا لَكُمْ، وَإِنِّي لأَرْجُو أَنْ لا
يُغَيِّرَنِي مَا دَخَلْتُ فِيهِ عَنْ خُلُقٍ كُنْتُ
عَلَيْهِ. فَكَانَ يَحْلِبُ لَهُمْ، فَرُبَّمَا قَالَ
لِلْجَارِيَةِ: أتحبين أن أرغى لك [9] أَوْ أَنْ
أُصَرِّحَ؟
[فَرُبَّمَا قَالَتْ: أَرْغِ. وَرُبَّمَا قَالَتْ صَرِّحْ
[10]] فَأَيَّ ذَلِكَ قَالَتْ فَعَلَ.
وله فِي تواضعه أخبار كثيرة، نقتصر منها عَلَى هذا القدر.
__________
[1] في المطبوعة: «الفهم» بالفاء. وقد سبق التنبيه عليه.
[2] بعده في الطبقات 3/ 1/ 131: «من مهاجر رَسُول اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ» .
[3] السنح- بضم السين المهملة وسكون النون، وآخره حاء
مهملة: إحدى محال المدينة، كان بها منزل أبى بكر، وهي من
منازل بنى الحارث بن الخزرج بعوالي المدينة.
[4] في الطبقات: 3/ 1/ 132: «إلى منزله بالمدينة» .
[5] في المطبوعة: «بسبعة» والمثبت عن الأصل. وفي الطبقات:
«ستة» .
[6] في المطبوعة: «يعدو» بالعين. والمثبت عن الأصل
والطبقات. وفي الطبقات زيادة، وهي: يغدو على رجليه إلى
المدينة.
[7] في الطبقات: «وربما ركب على فرس له وعليه إزار ورداء
ممشق، فيوافي»
[8] في الطبقات: «رجع إلى أهله بالسنح» . وبعد هذه الفقرة
زيادة قد اختصرت في رواية ابن الأثير.
[9] يعنى: أتحبين لبنا تعلوه رغوة أو صريحا خالصا لا رغوة
عليه.
[10] من الطبقات.
(3/224)
خلافته
أَخْبَرَنَا أَبُو الْبَرَكَاتِ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ
بْنِ هِبَةِ اللَّهِ الدِّمَشْقِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو
الْعَشَائِرِ مُحَمَّدُ بْنُ الْخَلِيلِ بْنِ فَارِسٍ
الْقَيْسِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ
مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي الْعَلاءِ
الْمِصِّيصِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ بْنُ عَبْدُ
الرَّحْمَنِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ الْقَاسِمِ بْنِ
مَعْرُوفِ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو
إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ
أَبِي ثَابِتٍ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ بَكْرَوَيْهِ
الْبَالِسِيُّ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْحَسَنِ
الْمَدَنِيُّ، حَدَّثَنَا الْمُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ،
عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ
النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
«رَأَيْتُنِي عَلَى حَوْضٍ، فَوَرَدَتْ عَلَيَّ غَنَمٌ
سُودٌ وَبِيضٌ، فَأَوَّلْتُ السُّودَ: الْعَجَمَ،
وَالْعُفْرَ [1] : الْعَرَبُ، فَجَاءَ أَبُو بَكْرٍ
فَأَخَذَ الدَّلْوَ مِنِّي، فَنَزَعَ ذَنُوبًا [2] أَوْ
ذَنُوبَيْنِ، وَفِي نَزْعِهِ ضَعْفٌ، وَاللَّهُ يَغْفِرُ
لَهُ، فَجَاءَ عُمَرُ فَمَلأَ الْحَوْضَ وَأَرْوَى
الْوَارِدَ» [3] . قَالَ: وَأَخْبَرَنَا عَبْدُ
الرَّحْمَنِ بْنُ عُثْمَانَ، حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ
خَيْثَمَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ حَيْدَرَةَ، حَدَّثَنَا
الْحَسَنُ بْنُ حُمَيْدِ بْنِ الرَّبِيعِ الْخَزَّازُ،
حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ يَحْيَى
بْنِ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ
سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي الزَّعْرَاءِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ
بْن مَسْعُودٍ قَالَ: قَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى الله
عليه وسلم: «اقتدوا باللّذين مِنْ بَعْدِي: أَبِي بَكْرٍ
وَعُمَرَ» [4] . قال: وحَدَّثَنَا خيثمة، حَدَّثَنَا
أَحْمَد بْن ملاعب الْبَغْدَادِيّ، أَخْبَرَنَا خلف بْن
الْوَلِيد، أَخْبَرَنَا المبارك بْن فضالة، حَدَّثَني
مُحَمَّد بْن الزُّبَيْر قَالَ: أرسلني عُمَر بن العزيز
إِلَى الْحَسَن الْبَصْرِيّ أسأله عَنْ أشياء، فصعدت
إِلَيْه فإذا هُوَ متكئٌ عَلَى وسادة من أدم، فقلت: أرسلني
إليك عُمَر أسألك عَنْ أشياء، فأجابني فيما سَأَلْتُهُ
عَنْهُ، وقلت [5] : اشفني فيما اختلف النَّاس فِيهِ: هَلْ
كَانَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
استخلف أبا بكر؟ فاستوى الحسن قاعدا فقال: أوفى شك هُوَ لا
أبا لَكَ؟ إي والله الَّذِي لا إله إلا هُوَ، لقد استخلفه،
ولهو كَانَ أعلم باللَّه، وأتقى لَهُ، وأشد مخافة من أن
يموت عليها لو لم يأمره.
__________
[1] العفر- بضم العين وسكون الفاء-: البيض، وهو جمع أعفر،
ومؤنثه عفراء.
[2] الذنوب- بفتح الذال-: الدلو فيها ماء.
[3] أخرجه البخاري بنحوه عن ابن عمر وأبى هريرة، ينظر كتاب
التعبير: 9/ 49. وأخرجه مسلم أيضا عن أبى هريرة، في كتاب
فضائل الصحابة: 7/ 112، 113، والإمام أحمد في مسندة عن ابن
عمر: 2/ 28، 29، 39، 104، 107 وعن أبى هريرة: 2/ 318، 319،
368، 450. وعن أبى الطفيل عامر بن واثلة: 5/ 554.
[4] أخرجه الترمذي، عن حذيفة، وقال: «وفي الباب عن ابن
مسعود، هذا حديث حسن» . ينظر تحفة الأحوذي، كتاب المناقب:
10/ 147، 148. كما أخرجه ابن ماجة في المقدمة في الحديث
97: 1/ 37، والإمام أحمد عن حذيفة بن اليمان:
5/ 382، 385، 399، 402.
[5] في الأصل والمطبوعة: «وقال» والمثبت عن تاريخ الخلفاء
للسيوطي 42، ونصه: «وأخرجه ابن عساكر، عن محمد ابن
الزُّبَيْر قَالَ: أرسلني عُمَر بْن عَبْد العزيز إلى
الحسن البصري أسأله عن أشياء، فجئته فقلت له: اشفني فيما
اختلف الناس فيه»
(3/225)
أَخْبَرَنَا مَنْصُورُ بْنُ أَبِي
الْحَسَنِ الطَّبَرِيُّ بِإِسْنَادِهِ إلى أبي يعلى،
[حدثنا زكريا بْنُ يَحْيَى] ، حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ
خَالِدٍ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ دِينَارٍ الْمَكِّيُّ،
حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ طَلْحَةَ، عَنْ عَائِشَةَ بِنْتِ
سَعْدٍ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لِيُصَلِّ أَبُو
بَكْرٍ بِالنَّاسِ. قَالُوا: لَوْ أَمَرْتَ غَيْرَهُ؟
قَالَ: لا يَنْبَغِي لأُمَّتِي أَنْ يَؤُمَّهُمْ إِمَامٌ
وَفِيهِمْ أَبُو بَكْرٍ» . أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بن
علي، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ وَغَيْرُهُمَا،
بِإِسْنَادِهِم إِلَى أَبِي عِيسَى السُّلَمِيِّ:
حَدَّثَنَا النَّصْرُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ
الْكُوفِيِّ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ بَشِيرٍ، عَنْ
عِيسَى بْنِ مَيْمُونٍ الأَنْصَارِيِّ، عَنِ الْقَاسِمِ
بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لا يَنْبَغِي
لِقَوْمٍ فِيهِمْ أَبُو بَكْرٍ أَنْ يَؤُمَّهُمْ غَيْرُهُ
[1] » . قَالَ: وَحَدَّثَنَا أَبُو عِيسَى، حَدَّثَنَا
عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، أَخْبَرَنِي يَعْقُوبُ بْنُ
إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ
أَبِيهِ، أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ جُبَيْرِ بْنِ
مُطْعِمٍ أَنَّ أَبَاهُ جُبَيْرَ بْنَ مُطْعِمٍ
أَخْبَرَهُ: أَنَّ امْرَأَةً أَتَتِ النَّبِيَّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي شَيْءٍ [2] فَأَمَرَهَا
بِأَمْرٍ، فَقَالَتْ: أَرَأَيْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنْ
لَمْ أَجِدْكَ؟ قَالَ:
إِنْ لَمْ تَجِدِينِي فَأْتِي أَبَا بَكْرٍ» [3] .
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي عَلِيٍّ
الْمُقْرِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو رُشَيْدٍ عَبْدُ
الْكَرِيمِ بْنُ أَحْمَدَ بن منصور ابن مُحَمَّدِ بْنِ
سَعِيدٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو مَسْعُودٍ سُلَيْمَانُ بْنُ
إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ
أحمد بن موسى ابن مَرْدُوَيْهِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ
سُلَيْمَانَ الْمَالِكِيُّ، حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ
مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ الْوَاسِطِيُّ، حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ أَبَانٍ الْوَاسِطِيُّ، حَدَّثَنَا شَرِيكُ
بْنُ عَبْدِ اللَّهِ النَّخَعِيُّ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ
الْهُذَلِيِّ، عَنِ الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ، عَنْ عَلِيِّ
بْنِ أَبِي طَالِبٍ قَالَ: «قَدَّمَ رَسُولُ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبَا بَكْرٍ فَصَلَّى
بِالنَّاسِ، وَإِنِّي لَشَاهِدٌ غَيْرُ غَائِبٍ، وَإِنِّي
لَصَحِيحٌ غَيْرُ مَرِيضٍ، وَلَوْ شَاءَ أَنْ يُقَدِّمَنِي
لَقَدَّمَنِي، فَرَضِينَا لِدُنْيَانَا مَنْ رَضِيَهُ
اللَّهُ وَرَسُولُهُ لِدِينِنَا» . أَخْبَرَنَا أَبُو
القاسم يعيش بن صدقة بن علي الفقيه الشافعيّ، أخبرنا أبو
القاسم إسماعيل ابن أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ
السَّمَرْقَنْدِيُّ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ
بْنِ أَحْمَدَ الْبَزَّازُ، أَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ على
ابن عِيسَى الْوَزِيرُ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ
مُحَمَّدٍ البلوى، حدثنا وهب بن بقية، أخبرنا إسحاق
__________
[1] تحفة الأحوذي، كتاب المناقب: 10/ 158. وقال الترمذي:
«هذا حديث غريب» .
[2] لفظ الترمذي: «فكلمته في شيء» .
[3] تحفة الأحوذي، كتاب المناقب: 10/ 162 وقال الترمذي:
«هذا حديث صحيح» . وأخرجه البخاري عن عبد العزيز ابن عبد
الله، عن إبراهيم بن سعد، باسناده، ينظر كتاب الأحكام: 9/
101، وأخرجه مسلم أيضا عن عباد بن موسى، عن إبراهيم بن سعد
بإسناده. وعن حجاج بن الشاعر عن يعقوب بن إبراهيم بإسناده،
ينظر كتاب فضائل الصحابة: 7/ 110.
(3/226)
الأَزْرَقُ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ نُبَيْطٍ،
عَنْ نُعَيْمِ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ نُبَيْطٍ- يَعْنِيَ
ابْنَ شريط- عن سالم ابن عُبَيْدٍ- وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ
الصُّفَّةِ-: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ لَمَّا اشْتَدَّ مَرَضُهُ أُغْمِيَ عَلَيْهِ،
فَلَمَّا أَفَاقَ قَال: مُرُوا بِلالا فَلْيُؤَذِّنْ،
وَمُرُوا أَبَا بَكْرٍ فَلْيُصَلِّ بِالنَّاسِ- قَالَ:
ثُمَّ أُغْمِيَ عَلَيْهِ، فَقَالَتْ عَائِشَةُ:
إِنَّ أَبِي رَجُلٌ أَسِيفٌ [1] ، فَلَوْ أَمَرْتَ
غَيْرَهُ؟ فَقَالَ: أُقِيمَتِ الصَّلاةُ؟ فَقَالَتْ
عَائِشَةُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ أَبِي رَجُلٌ
أَسِيفٌ، فَلَوْ أَمَرْتَ غَيْرَهُ؟ قَالَ: إِنَّكُنَّ
صَوَاحِبَاتُ يُوسُفَ، مُرُوا بِلالا فَلْيُؤَذِّنْ،
وَمُرُوا أَبَا بَكْرٍ فَلْيُصَلِّ بِالنَّاسِ. ثُمَّ
أَفَاقَ فَقَالَ: أقيمت الصلاة؟ قالوا: نعم. قال: أدعو
إِلَيَّ إِنْسَانًا أَعْتَمِدُ عَلَيْهِ. فَجَاءَتْ
بُرَيْرَةُ وَإِنْسَانٌ آخَرُ، فَانْطَلَقُوا يَمْشُونَ
بِهِ، وَإِنَّ رِجْلَيْهِ تَخُطَّانِ فِي الأَرْضِ قَالَ:
فَأَجْلِسُوهُ إِلَى جَنْبِ أَبِي بَكْرٍ، فَذَهَبَ أَبُو
بَكْرٍ يَتَأَخَّرُ، فَحَبَسَهُ حتَّى فَرَغَ النَّاسُ،
فَلَمَّا تُوُفِّيَ قَالَ- وَكَانُوا قَوْمًا أُمِّيِّينَ
لَمْ يَكُنْ فِيهِمْ نَبِيٌّ قَبْلَهُ- قَالَ عُمَرُ: «لا
يَتَكَلَّمُ أَحَدٌ بِمَوْتِهِ إِلا ضَرَبْتُهُ بِسَيْفِي
هَذَا» ! قَالَ فَقَالُوا لَهُ: اذْهَبْ إِلَى صَاحِبِ
رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم فَادْعُهُ،
يَعْنِي أَبَا بَكْرٍ. قَالَ: فَذَهَبْتُ فَوَجَدْتُهُ فِي
الْمَسْجِدِ، قَالَ: فَأَجْهَشْتُ أَبْكِي، قَالَ: لَعَلَّ
نَبِيَّ اللَّهِ تُوُفِّيَ؟
قُلْتُ: إِنَّ عُمَرَ قَالَ: «لا يَتَكَلَّمُ أَحَدٌ
بِمَوْتِهِ إِلا ضَرَبْتُهُ بِسَيْفِي هَذَا» ! قَالَ:
فَأَخَذَ بِسَاعِدِي ثُمَّ أَقْبَلَ يَمْشِي، حَتَّى
دَخَلَ، فَأَوْسَعُوا لَهُ. فَأَكَبَّ عَلَى رَسُولِ
اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى كَادَ
وَجْهُهُ يَمَسُّ وَجْهَ رَسُولِ اللَّه صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَنَظَرَ نَفْسَهُ حَتَّى اسْتَبَانَ
أَنَّهُ توفى. فقال: إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ
مَيِّتُونَ 39: 30 [2] قَالُوا: يَا صَاحِبَ رَسُولِ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، تُوُفِّيَ
رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟
قَالَ: نَعَمْ. فَعَلِمُوا أَنَّهُ كَمَا قَالَ.
قَالُوا: يَا صَاحِبَ رَسُولِ اللَّهِ، هَلْ يُصَلَّى
عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟
قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: يَجِيءُ نَفَرٌ مِنْكُمْ
فَيُكَبِّرُونَ فَيَدْعُونَ وَيَذْهَبُونَ حَتَّى يَفْرَغَ
النَّاسُ. فَعَلِمُوا أَنَّهُ كَمَا قَالَ، قَالُوا: يَا
صَاحِبَ رَسُولِ اللَّهِ، هَلْ يُدْفَنُ النَّبِيَّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: نِعْمَ. قَالُوا:
أَيْنَ يُدْفَنُ؟ قَالَ: حَيْثُ قبض الله روحه، فإنه لَمْ
يَقْبِضْهُ إِلا فِي مَوْضِعٍ طَيِّبٍ. قَالَ: فَعَرَفُوا
أَنَّهُ كَمَا قَالَ. ثُمَّ قَالَ: عِنْدَكُمْ
صَاحِبُكُمْ. ثُمَّ خَرَجَ، فَاجْتَمَعَ إِلَيْه
الْمُهَاجِرُونَ- أَوْ مَنِ اجْتَمَعَ إِلَيْه مِنْهُمْ-
فَقَالَ: انْطَلِقُوا إِلَى إِخْوَانِنَا مِنَ
الأَنْصَارِ، فَإِنَّ لَهُمْ فِي هَذَا الْحَقِّ نَصِيبًا.
قَالَ: فَذَهَبُوا حَتَّى أَتَوُا الأَنْصَارَ، قَالَ:
فَإِنَّهُمْ لَيَتَآمَرُونَ إِذْ قَالَ رَجُلٌ مِنَ
الأَنْصَارِ: «مِنَّا أَمِيرٌ وَمِنْكُمْ أَمِيرٌ» فَقَامَ
عُمَرُ وَأَخَذَ بِيَدِ أَبِي بَكْرٍ، فَقَالَ: «سَيْفَانِ
فِي غِمْدٍ إِذَنْ لا يَصْطَحِبَانِ» ثُمَّ قَالَ: مَنْ
لَهُ هَذِهِ الثَّلاثَةُ: إِذْ هُما فِي الْغارِ 9: 40،
__________
[1] أسيف: سريع البكاء والحزن، رقيق القلب.
[2] سورة الزمر، الآية 30.
(3/227)
إِذْ يَقُولُ لِصاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إِنَّ
اللَّهَ مَعَنا 9: 40 [1] مَعَ مَنْ؟ فَبُسِطَ يَدُ أَبِي
بَكْرٍ فَضُرِبَ عَلَيْهَا، ثُمَّ قَالَ لِلنَّاسِ:
بَايِعُوا. فَبَايَعَ النَّاسُ أَحْسَنَ بَيْعَةً» .
أَخْبَرَنَا أَبُو يَاسِرِ بْنُ أَبِي حبة بإسناده عن عبد
الله بن أحمد، حدثني أبي، حدثنا حسين [2] ابن عَلِيٍّ،
عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرٍّ، عَنْ عَبْدِ
اللَّهِ قَالَ: «لَمَّا قُبِضَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتِ الأَنْصَارُ: «مِنَّا
أَمِيرٌ وَمِنْكُم أَمِيرٌ» فَأَتَاهُمْ عُمَرُ فَقَالَ:
يَا مَعْشَرَ الأَنْصَارِ، أَلَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ
رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَرَ
أَبَا بَكْرٍ أَنْ يَؤُمَّ النَّاسَ؟ فَأَيُّكُمْ تَطِيبُ
نَفْسُهُ أَنْ يَتَقَدَّمَ أَبَا بَكْرٍ؟ فَقَالُوا:
«نَعُوذُ باللَّه أَنْ نَتَقَدَّمَ أَبَا بَكْرٍ» .
أَخْبَرَنَا الْقَاسِمُ بْنُ عَلِيٍّ الدِّمَشْقِيُّ، عَنْ
أَبِيهِ، أَخْبَرَنَا أَبُو طَالِبٍ عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ
الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ الْخِلَعِيُّ،
أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ النَّحَّاسِ،
أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدِ بْنُ الأَعْرَابِيِّ،
حَدَّثَنَا مشرفُ بْنُ سَعِيدٍ الْوَاسِطِيُّ، عَنْ
إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ زِرِّ بْنِ
حُبَيْشٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قال:
كَانَ رُجُوعُ الأَنْصَارِ يَوْمَ سَقِيفَةِ بَنِي
سَاعِدَةَ بِكَلامٍ قَالَهُ عُمَرُ، قَالَ: أَنْشُدُكُمْ
باللَّه، أَمَرَ أَبُو بَكْرٍ أَنْ يُصَلِّيَ بِالنَّاسِ؟
قَالُوا: اللَّهمّ نَعَمْ. قَالَ: فَأَيُّكُمْ تَطِيبُ
نَفْسُهُ أَنْ يُزِيلَهُ عَنْ مُقَامِهِ الَّذِي أَقَامَهُ
فِيهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟
قَالُوا: كُلُّنَا لا تَطِيبُ أَنْفُسُنَا، نَسْتَغْفِرُ
اللَّهَ!.
وَقَدْ وَرَدَ فِي الصَّحِيحِ حَدِيثَ عُمَرَ فِي بَيْعَةِ
أَبِي بَكْرٍ، وَهُوَ حَدِيثٌ طَوِيلٌ، تَرَكْنَاهُ
لِطُولِهِ وَشُهْرَتِهِ [3] .
ولما توفي رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ ارتجت مكَّة، فسمع بذلك أَبُو قحافة فَقَالَ: ما
هَذَا؟ قَالُوا:
قبض رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قَالَ: أمر جليل، فمن ولي بعده؟ قَالُوا: ابنك. قَالَ: فهل
رضيت بذلك بنو عَبْد مناف وبنو المغيرة؟ قَالُوا: نعم.
قَالَ: لا مانع لما أعطى اللَّه، ولا معطي لما منع.
وكان عُمَر بْن الخطاب أول من بايعه، وكانت بيعته فِي
السقيفة يَوْم وفاة رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ كانت بيعة العامة من الغد. وتخلف
عَنْ بيعته: عليّ، وبنو هاشم، والزبير بْن العوام، وخالد
بْن سَعِيد بْن العاص، وسعد بْن عبادة الْأَنْصَارِيّ.
ثُمَّ إن الجميع بايعوا بعد موت فاطمة بِنْت رَسُول
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلا سعد بْن
عبادة، فإنه لم يبايع أحدًا إِلَى أن مات. وكانت بيعتهم
بعد ستة أشهر على القول الصحيح، وقيل غير ذلك.
__________
[1] سورة التوبة، الآية 40.
[2] في المطبوعة: «مسعود بن على» وهو خطأ، والمثبت عن
الأصل، ومسند أحمد: 1/ 396. ولم نجد من يدعى «مسعود بن
على» . وحسين بن على بن الوليد الجعفي يروى عن زائدة، وعنه
الإمام أحمد: ينظر التهذيب 2/ 357، 358.
[3] البخاري، باب فضائل أصحاب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: 5/ 827.
(3/228)
وقام فِي قتال أهل الردة مقامًا عظيمًا
ذكرناه فِي الكامل فِي التاريخ [1] .
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الوهاب بن هبة الله بإسناده إلى عبد
الله بن أحمد قال: حدثني أبي، حدثنا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا
مِسْعَرٌ وَسُفْيَانُ [2] ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ
الْمُغِيرَةِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ رَبِيعَةَ، عَنْ
أَسْمَاءَ بْنِ الْحَكَمِ الْفَزَارِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ
عَلِيًّا يَقُولُ: كُنْتُ إِذَا سَمِعْتُ عَنْ رَسُولِ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدِيثًا
نَفَعَنِي اللَّهُ بِمَا شَاءَ أَنْ يَنْفَعَنِي [3] ،
فَإِذَا حَدَّثَنِي عَنْهُ غَيْرُهُ أَسْتَحْلِفُهُ،
فَإِذَا حَلَفَ لِي صَدَّقْتُهُ، وَإِنَّهُ حَدَّثَنِي
أَبُو بَكْرٍ- وَصَدَقَ أَبُو بَكْرٍ- أَنَّهُ سَمِعَ رسول
الله صلى الله عليه وسلم يقول: «مَا مِنْ رَجُلٍ يُذْنِبُ
فَيَتَوَضَّأُ فَيُحْسِنُ الْوُضُوءَ- قَالَ مِسْعَرٌ:
وَيُصَلِّي، وَقَالَ سُفْيَانُ: ثُمَّ يُصَلِّي-
رَكْعَتَيْنِ فَيَسْتَغْفِرُ اللَّهَ إِلا غَفَرَ لَهُ»
[4] .
وفاته
قَالَ ابْنُ إِسْحَاق: «توفي أَبُو بَكْر» ، رَضِي اللَّه
عَنْهُ، يَوْم الجمعة، لسبع ليال بقين من جمادى الآخرة،
سنة ثلاث عشرة، وصلى عَلَيْهِ عُمَر بْن الخطاب.
وقَالَ غيره: توفي عشي يَوْم الاثنين. وقيل: ليلة
الثلاثاء. وقيل: عشي يَوْم الثلاثاء، لثمان بقين من جمادى
الآخرة.
وأَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّد بْن أَبِي الْقَاسِمِ إجازة،
أَخْبَرَنَا أَبِي، أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَتْحِ يُوسُفُ
بْن عَبْد الواحد، حَدَّثَنَا شجاع بْن عليّ، أَخْبَرَنَا
أَبُو عَبْد اللَّه بْن منده قَالَ: وُلد- يعني أَبا
بَكْر- بعد الفيل بسنتين وأربعة أشهر إلا أيامًا، ومات بعد
النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بسنتين وأشهر
بالمدينة، وهو ابْنُ ثلاث وستين سنة. وكان رجلًا أبيض
نحيفًا، خفيف العارضين، معروق [5] الوجه غائر العينين،
ناتىء الجبهة، يخضب بالحناء والكتم [6] . وكان أول من أسلم
من الرجال، وأسلم أبواه لَهُ، ولوالديه ولولده وولد ولده
صحبة، رَضِي اللَّه عَنْهُمْ.
__________
[1] الكامل لابن الأثير: 2/ 231/ 260.
[2] في المطبوعة: «حدثنا مسعر عن سفيان» والمثبت من
المسند. ووكيع بن الجراح يروى عن مسعر بن حبيب الجرمي،
وسفيان الثوري. ينظر التهذيب: 11/ 123، 124.
[3] لفظ المسند: «بما شاء منه» .
[4] مسند أحمد: 1/ 2.
[5] معروق الوجه: قليل اللحم.
[6] الكتم- بفتح الكاف والتاء-: نبت يخلط مع الوسمة، ويصبغ
به الشعر أسود.
(3/229)
قَالَ: وأَخْبَرَنَا أَبِي، أَخْبَرَنَا
أَبُو بَكْر الفرضي، أَخْبَرَنَا أَبُو محمد الجوهري،
أخبرنا أبو عمر ابن حيويه [1] أَخْبَرَنَا أحمد بْن معروف،
أَخْبَرَنَا الحسين بن القهم [2] حدثنا محمد بن سعد، حدثنا
عَبْد العزيز بْن عَبْد اللَّه الأويسي [3] ، حَدَّثَني
ليث بْن سعد، عَنْ عقيل، عَنِ ابْنِ شهاب أن أبا بَكْر،
والحارث بْن كلدة كانا يأكلان خزيرة [4] أهديت لأبي بَكْر،
فَقَالَ الحارث: ارفع يدك يا خليفة رَسُول اللَّه، والله
إن فيها لسم سنة، وأنا وأنت نموت فِي يَوْم واحد. قَالَ:
فرفع يده، فلم يزالا عليلين حتَّى ماتا فِي يَوْم واحد،
عند انقضاء السنة [5] .
قَالَ: وأَخْبَرَنَا أَبِي بِإِسْنَادِهِ عَنْ مُحَمَّدِ
بْنِ سعد، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عُمَر، حَدَّثَنَا
مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة
قالت: كَانَ أول [ما بدئ] [6] مرض أَبِي بَكْر أَنَّهُ
اغتسل يَوْم الاثنين، لسبع خلون من جمادى الآخرة- وكان
يومًا باردًا- فحم خمسة عشر يومًا، لا يخرج إِلَى صلاة،
وكان يأمر عُمَر يصلي بالناس، ويدخل النَّاس عَلَيْهِ
يعودونه وهو يثقل كل يَوْم [وهو نازل يومئذ فِي داره التي
قطع لَهُ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
وجاه دار عثمان بْن عفان اليوم] [7] ، وكان عثمان ألزمهم
لَهُ فِي مرضه، وتوفي مساء ليلة الثلاثاء لثمان ليال بقين
من جمادى الآخرة سنة ثلاث عشرة، فكانت خلافته سنتين،
وثلاثة أشهر وعشر ليال وكان أَبُو معشر يَقُولُ: سنتين
وأربعة أشهر إلا أربع ليال، وتوفي وهو ابْنُ ثلاث وستين
سنة، مجمع [8] عَلَى ذَلِكَ فِي الروايات كلها، استوفى سن
رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وكان
أَبُو بَكْر ولد بعد الفيل بثلاث سنين [9] » وهو أول خليفة
كَانَ فِي الْإِسْلَام، وأول من حج أميرا فِي الْإِسْلَام،
فإن رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فتح
مكَّة سنة ثمان، وسير أبا بَكْر يحج بالناس أميرًا سنة
تسع، وهو أول من جمع القرآن، وقيل:
عليّ بْن أَبِي طَالِب أولُ من جمعه، وكان سبب جمع أَبِي
بَكْر للقرآن ما ذكرناه في ترجمة عثمان ابن عفان، وهو أوّل
خليفة ورثه أبوه.
__________
[1] في المطبوعة: «حيوة» . وهو خطأ، والمثبت عن الأصل،
وينظر المشتبه: 139.
[2] في الأصل والمطبوعة: «الفهم» بالفاء، وقد نبهنا عليه
من قبل. وينظر المشتبه: 511.
[3] في المطبوعة: «الأوسي» وهو خطأ، وهو: عبد العزيز بن
عبد الله بن يحيى بن عمرو بن أويس القرشي الأويسي المدني،
أبو القاسم الفقيه، روى عن مالك وسليمان بن بلال، ونافع،
وعنه البخاري. وثقة أبو داود. «ينظر الخلاصة» .
[4] الخزيرة: لحم يقطع صغارا، ويصب عليه ماء كثير، فإذا
نضج ذر عليه الدقيق.
[5] الطبقات الكبرى لابن سعد: 3/ 1/ 141.
[6] عن الأصل. وفي الطبقات 3/ 1/ 141: «أول بدء مرض» .
[7] سقط نظر، أثبتناه عن الطبقات الكبرى لابن سعد.
[8] في الأصل والمطبوعة: «مجتمع» .
[9] الطبقات الكبرى لابن سعد: 3/ 1/ 143، 144.
(3/230)
وقَالَ زياد بْن حنظلة: كَانَ سببُ موت
أَبِي بَكْر الكمد عَلَى رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. ومثله قَالَ عَبْد اللَّه بْن عُمَر.
ولما حضره الموت استخلف عُمَر بْن الخطاب، رَضِي اللَّه
عَنْهُمَا، وَقَدْ ذكرنا ذلك فِي ترجمة عُمَر، رَضِي
اللَّه عَنْهُ.
3065- عبد الله بن عثمان بن عفان
(د ع) عَبْد اللَّه بْن عثمان بْن عفان بْن أَبِي العاص
بْن أمية بْن عَبْد شمس، وأمه رقية بِنْت [1] رَسُول
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وبه كَانَ
أَبُوهُ عثمان يُكنى. ولد بأرض الحبشة.
قَالَ مصعب الزبيري: لما هاجر عثمان بْن عفان ومعه زَوْجَه
رقية بِنْت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ، ولدت لَهُ هناك غلامًا سماه عَبْد اللَّه.
وروى عَبْد الكريم بْن روح بْن عنبسة بْن سَعِيد، مَوْلَى
عثمان بْن عفان- وكانت أمه أم عياش لرقية بِنْت رَسُول
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عن أَبِيهِ
روح بْن عنبسة، عَنْ جدته أم عياش قَالَتْ:
ولدت رقية لعثمان غلامًا، فسماه النبي صلى الله عليه وسلم
عبد الله، وكني عثمان بأبي عَبْد اللَّه، وعاش ست سنين،
ومات ودخل رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ قبره، قَالَه الزُّبَيْر بْن بكار.
أخرجه ابن منده وأبو نعيم.
3066- عبد الله بن العدوي
(ب) عبد الله العدوي، من بني عدي. كَانَ اسمه السائب فسماه
رسول الله صلى الله عليه وسلم عَبْد اللَّهِ.
روى عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي
ضمان الدين نحو حديث أَبِي قَتَادَة، وفي حديثه: «ديناران
كيتان [2] » . رَوَاهُ ابْنُ لهيعة عَنْ أَبِي قبيل. حديثه
فِي المصريين. أخرجه أبو عمر [3] .
3067- عبد الله بن عدي الأنصاري
(ب د ع) عَبْد اللَّه بْن عدي الْأَنْصَارِيّ.
رَوَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، عَنْ
أَبِيهِ، عَنْ عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ
الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ عُبَيْدِ
اللَّهِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ الْخِيَارِ، عَنْ عَبْدِ
اللَّهِ بْنِ عَدِيٍّ الأَنْصَارِيِّ قَالَ:
__________
[1] كتاب نسب قريش: 104.
[2] ينظر مسند أحمد عن جابر بن عبد الله: 3/ 330. ومجمع
الزوائد 4/ 127.
[3] الاستيعاب: 3/ 1004.
(3/231)
«بَيْنَمَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في أصحابه، إذ جَاءَهُ رَجُلٌ
فَسَارَّهُ فِي قَتْلِ رَجُلٍ مِنَ الْمُنَافِقِينَ،
فَجَهَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ بِكَلامِهِ، فَقَالَ: أَلَيْسَ يَشْهَدُ أَنْ لا
إِلَهَ إِلا اللَّهُ؟ قَالَ: بَلَى، وَلا شَهَادَةَ لَهُ.
قَالَ: أَلَيْسَ يُصَلِّي؟ قَالَ: بَلَى، وَلا صَلاةَ
لَهُ. قَالَ: أُولَئِكَ الَّذِينَ نُهِيتُ عَنْ
قَتْلِهِمْ» أَخْرَجَهُ الثَّلاثَةُ، وَقَالَ أَبُو
عُمَرَ: وَقَدْ رَوَى عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُبَيْدِ
اللَّهِ بْنِ عَدِيٍّ [1] أَنَّ رَجُلا مِنَ الأَنْصَارِ
أَخْبَرَهُ [2] وذكر الحديث، قال: والصواب هو الأول [3] .
3068- عبد الله بن عدي بن الحمراء
(ب د ع) عَبْد اللَّه بْن عدي بْن الحمراء الْقُرَشِيّ
الزُّهْرِيّ، من أنفسهم. وقيل: إنه ثقفي حليف لهم. يكنى
أبا عُمَر، وقيل: أَبُو عَمْرو.
لَهُ صحبة، وهو من أهل الحجاز، وكان ينزل بين قديد [4]
وعسفان.
أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفَقِيهُ
وَغَيْرُهُ بِإِسْنَادِهِمْ إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى،
حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ
عَقِيلٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ
عَبْدِ الرَّحْمَنِ: أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ ابن عَدِيِّ
بْنِ الْحَمْرَاءِ الزُّهْرِيَّ أَخْبَرَهُ قَالَ:
رَأَيْتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم واقفا عَلَى
الْحَزْوَرَةِ [5] وَهُوَ، يَقُولُ: «وَاللَّهِ إِنَّكِ
لَخَيْرُ أَرْضِ اللَّهِ، وَأَحَبُّ أَرْضِ اللَّهِ إِلَى
اللَّهِ، وَلَوْلا أَنِّي أُخْرِجْتُ مِنْكِ لَمَا
خَرَجْتُ» [6] .
رَوَاهُ جَمَاعَةٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي
سَلَمَةَ، عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم.
أخرجه الثلاثة.
3069- عبد الله بن عديس البلوى
(د ع) عَبْد اللَّه بْن عديس البلوي، أخو عَبْد
الرَّحْمَن.
نذكر نسبه عند أخيه، إن شاء اللَّه تَعَالى. يُقال: لَهُ
صحبة. شهد فتح مصر، وله بها خطة، ولا تعرف لَهُ رواية.
قاله [أَبُو] [7] سَعِيد بْن يونس. قيل: إنه كَانَ ممن
بايع تحت الشجرة.
أخرجه ابن مندة وأبو نعيم.
__________
[1] في الأصل والمطبوعة: «عن عدي» وهو خطأ.
[2] وهذه هي رواية الإمام أحمد في مسندة الّذي بأيدينا،
ينظر 5/ 432، 433.
[3] الاستيعاب: 947، 948.
[4] قديد: اسم موضع قرب مكة. وعسفان: على مرحلتين من مكة.
[5] الحزورة: موضع بمكة. والحزورة في الأصل بمعنى التل
الصغير، سميت بذلك لأنه كان هناك تل صغير.
[6] تحفة الأحوذي، كتاب المناقب، باب في فضل مكة: 10/ 426.
[7] سقط من المطبوعة.
(3/232)
3070- عبد الله بن عرابة
(د ع) عَبْد اللَّه بْن عرابة الجهني.
روى عَنْهُ مُعَاذُ بْن عَبْد اللَّهِ بْن خبيب [1]
أَنَّهُ قَالَ: أقبلنا مَعَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِن غزوة الفتح حتَّى إِذَا كُنَّا
بالكديد [2] ، أتاه ناس يسألونه التسريح إِلَى أهليهم،
فأذن لهم ... وذكر الحديث.
أخرجه ابن منده وَأَبُو نعيم.
3071- عبد الله بن عرفجة
(د ع) عَبْد اللَّه بْن عرفجة السالمي، من بني سالم بْن
مَالِك بْن الأوس.
قَالَ ابن إِسْحَاق، فِي تسمية من شهد بدرا مع رسول الله
صلى الله عليه وَسَلَّمَ من بني غنم بْن سالم بْن مَالِك
بْن الأوس: عَبْد اللَّه بْن عرفجة.
أخرجه ابن منده وَأَبُو نعيم.
3072- عبد الله بن عرفطة
(ب د ع) عَبْد اللَّه بْن عرفطة بْن عدي بْن أمية بْن
خدارة [3] بْن عوف الْأَنْصَارِيّ، وخدارة أخو خدرة، قاله
أَبُو عُمَر.
وجعله ابْنُ منده وَأَبُو نعيم من بني خدرة، وقالا: قَالَ
عروة وابن شهاب وابن إِسْحَاق، في تسمية من شهد بدرا مع
رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم من بني خدرة بْن عوف:
عَبْد اللَّه بْن عرفطة. وكان حليف بني الحارث بْن الخزرج.
أَخْرَجَهُ الثلاثة.
قلت: كذا ذكره ابْنُ مندة وأبو نعيم أنه من خدرة عَنِ
ابْنِ إِسْحَاق، والذي عندنا من سيرة ابْنُ إِسْحَاق رواية
يونس بْن بكير، وعبد الملك بْن هشام، وسلمة بْن الفضل:
خدارة بزيادة ألف، وهُوَ أخو خدرة، ولعل الغلط إنَّما وقع
من الكاتب، والله أعلم.
3073- عبد الله أبو عصام المزني
(س) عَبْد اللَّه أَبُو عصام المزني. أورده ابن شاهين.
__________
[1] في المطبوعة: حبيب، بالحاء، وقد نبهنا على صوابه وأنه
خبيب، بضم الخاء المعجمة مصغرا. وينظر التقريب 2/ 256.
[2] الكديد: موضع بالحجاز، على اثنين وأربعين ميلا من مكة.
[3] في تاج العروس 3/ 172: «وخدارة- بالضم- أخو خدرة من
الأنصار.. هكذا ضبطه ابن عبد البر في الاستيعاب وابن دريد
في الاشتقاق، وقال ابن إسحاق: هو جذارة، بالجيم المكسورة»
.
(3/233)
رَوَى سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ
عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ نَوْفَلِ بْنِ مُسَاحِقٍ
الْقُرَشِيُّ، عَنْ عِصَامِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ
الْمُزَنِيِّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: بعثنا رَسُول اللَّهِ
صَلَّى الله عليه وسلم فَقَالَ: «اقْتُلُوا مَا لَمْ
تَرَوْا مَسْجِدًا، أَوْ تَسْمَعُوا مُؤَذِّنًا. قَالَ:
فَأَتَيْنَا بَطْنَ نَخْلَةٍ فَرَأَيْنَا رَجُلا،
فَقُلْنَا: «أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ
وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ» . فَلَمْ
يُجِبْنَا، حتَّى قُلْنَا ثَلاثًا، وَقُلْنَا لَهُ: «إِنْ
لَمْ تَقُلْ قَتَلْنَاكَ» قَالَ: ذَرُونِي أَقْضِي إِلَى
النِّسْوَانِ حَاجَةً، فَأَتَى امْرَأَةً مِنْهُنَّ
فَقَالَ [1] :
[فَلا ذَنْبَ لِي قَدْ قُلْتُ إِذْ نَحْنُ جِيرَةٌ] ...
أَثِيبِي بِوُدٍّ قَبْلَ إِحْدَى الصَّفَائِقِ [2]
أَثِيبِي بِوُدٍّ قَبْلَ أَنْ تَشْحَطَ [3] النَّوَى ...
وَيَنْأَى أَمِيرِي بِالْحَبِيبِ الْمُفَارِقِ
قَالَ: فَقَتَلْنَاهُ فَجَاءَتِ امْرَأَةٌ فَوَقَعَتْ
عَلَيْهِ، فَلَمْ تَزَلْ تَرْشِفُهُ حتَّى مَاتَتْ
عَلَيْهِ. قَالَ سُفْيَانُ:
وَكَانَتِ امْرَأَةٌ كَثِيرَةُ الشَّحْمِ.
أَخْرَجَهُ أَبُو مُوسَى.
قُلْتُ: وَهَذِهِ الْقِصَّةُ كَانَتْ مَعَ بَنِي
جُذَيْمَةَ، لَمَّا أَرْسَلَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم لما فتح مكة خالد ابن الوليد،
فقتلهم خطأ، فَوَدَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ الْقَتْلَى، وَاسْمُ الْمَرْأَةِ حَبَيِشَّةُ،
وَقَدْ أَتَيْنَا عَلَى الْقِصَّةِ جميعها في الكامل في
التاريخ [4] .
3074- عبد الله بن عصام
(د ع) عَبْد اللَّه بْن عصام الأَشْعَرِي. عداده فِي أهل
الشام.
روى عَنْهُ عَبْد اللَّه بْن محيريز أَنَّهُ قَالَ:
«لَعَنَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ عشرة: العاضهة والمعتضهة- يعني [5] الساحرة-
والواشرة والموتشرة» الحديث يرد فِي عائذ [6] .
أَخْرَجَهُ ابْنُ منده وَأَبُو نعيم [7] .
__________
[1] ذكر ابن هشام هذين البيتين في أبيات أخر، مع اختلاف
يسير: 2/ 433، 434. وكذلك ذكر هذه الأبيات ابن الأثير في
الكامل: 2/ 175.
[2] الصفائق: جمع صفيقة، وهي حوادث الدهر وصروفه.
[3] تشحط: تبعد. والنوى: النوى الوجه الّذي ينويه المسافر.
[4] الكامل: 2/ 173- 177.
[5] في النهاية: «أنه لعن العاضهة والمستعضهة. قيل: هي
الساحرة والمستسحرة» .
والواشرة: المرأة التي تجدد أسنانها، وترفق أطرافها، تفعله
المرأة الكبيرة تشبها بالشواب. والموتشرة: التي تأمر من
يفعل بها ذلك.
[6] كذا في المطبوعة. وفي الأصل: «يرد في ابن وعائد» .
[7] قال الحافظ في الإصابة- وقد ذكر عبد الله بن عصام-:
«هكذا ذكره ابن الأثير. ولم أر له في الكتابين ذكرا، ولا
في تاريخ ابن عساكر، نعم في تاريخ ابن عساكر: عبد الله بن
عضاء الأشعري، وأبو عضاه- بضاد معجمة وآخرة هاء عوض الميم-
وذكر أنه شهد صفين مع معاوية ... ولم يذكر من أمره غير
ذلك، ولا ذكر لعبد الله بن محيريز عنه رواية» .
(3/234)
3075- عبد الله بن عكبرة
(د ع) عَبْد اللَّه بْن عكبرة [1] ، يُقال: إنه من اليمن.
روى حديثه أَبُو أَحْمَد الزبيري، عَنْ حنظلة بْنُ عَبْد
الحميد، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ بْنِ أَبِي أُمَيَّةَ،
عَنْ مجاهد، عَنْ عَبْد اللَّه بْن عكبرة- وكانت لَهُ
صحبة-، قَالَ: «التخليل من السنة» .
أَخْرَجَهُ أَبُو أَحْمَد العسكري، وأخرجه ابْنُ منده
وَأَبُو نعيم.
3076- عبد الله بن عكيم
(ب د ع) عَبْد اللَّه بْن عكيم، أَبُو معبد.
سكن الكوفة، أدرك النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ ولم يره، قَاله ابْنُ منده وَأَبُو نعيم.
وقَالَ أَبُو عُمَر: اختلف فِي سماعه من النَّبِيّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [2] .
روى عَنْهُ زيد بْن وهب، وعبد الرَّحْمَن بْن أَبِي ليلى،
وعيسى ابنه، وهلال الوزان، والقاسم بْن مخيمرة.
أَخْبَرَنَا الْخَطِيبُ أَبُو الْفَضْلِ عَبْدُ اللَّهِ
بْنُ أَحْمَدَ بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَبِي دَاوُدَ
الطَّيَالِسِيُّ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنِ الْحَكَمِ،
عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عَبْدِ
اللَّهِ بْنِ عُكَيْمٍ قَالَ: قُرِئَ عَلَيْنَا كتاب رسول
الله صلى الله عليه وسلم وَنَحْنُ بِأَرْضِ جُهَيْنَةَ:
«أَنْ لا تَسْتَمْتِعُوا مِنَ الْمَيْتَةِ بِشَيْءٍ مِنْ
إِهَابٍ وَلا عَصَبٍ» [3] وَقَدْ رُوِيَ عَنْ عَبْدِ
اللَّهِ بْنِ عُكَيْمٍ مِنْ غَيْرِ وَجْهٍ، وَفِي
بَعْضِهَا يَقُولُ: «جَاءَنَا كِتَابُ رَسُولِ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم قبل وَفَاتِهِ بِشَهْرٍ:
«أَنْ لا تَنْتَفِعُوا مِنَ الْمَيْتَةِ بِإِهَابٍ وَلا
عَصَبٍ.» أَخْرَجَهُ الثَّلاثَةُ.
3077- عَبْد اللَّه بن علقمة القرشي
عَبْد اللَّهِ بْن علقمة بْن المطلب بْن عَبْد مناف
الْقُرَشِيّ المطلبي، يكنى أبا نبقة، وهو والد هذيم [4]
وجنادة. قَالَ الطبري: أقطع له رسول الله صلى الله عليه
وسلم من خيبر خمسين وسقًا.
ذكره أَبُو عُمَر وأبو موسى في الكنى [5] ، ولم يخرجه
هاهنا واحد منهم.
__________
[1] عكبرة- آخره تاء- هكذا في أسد الغابة والإصابة، لكن في
تاج العروس 3/ 430: «وعبد الله بن عكبر- كجعفر- محدث روى
عنه مجاهد في التخليل سنة.... هكذا ضبطه ابن ماكولا. وقال
غيره: هو ابن عكيم مصغرا، قال الصاغاني، وروايتهم له
بالميم يدل على أنه عكير مصغرا»
[2] الاستيعاب: 949.
[3] رواه أحمد في مسندة عن وكيع وابن جعفر عن شعبة بإسناد
نحوه: 4/ 310.
[4] هكذا بالذال مصغرا، ومثله في كتاب نسب قريش: 96. وقد
نقل ابن الأثير عن أبى عمر أنه بالراء. وسيورد له ترجمتين
على هذا: «هريم» ، «وهذيم» .
[5] الّذي في باب الكنى من الاستيعاب 1765: «أبو نبقه،
اسمه علقمة بن المطلب» ومثله في الإصابة: «أبو نبقة بن عبد
المطلب» والصواب ما ذكره ابن الأثير، فقد قال مصعب الزبيري
في كتاب نسب قريش 96: «وولد علقمة بن المطلب أبا نبقة
واسمه عبد الله» .
(3/235)
3078- عبد الله بن عمار
(ب) عَبْد اللَّه بْن عمار. روى عَنِ النَّبِيّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وحديثه عندهم مرسل. روى
عَنْهُ عَبْد اللَّه بْن يربوع.
أَخْرَجَهُ أَبُو عُمَر مختصرًا.
3079- عَبْد اللَّه بْن عمر الجرمي
عبد الله بن عمر الجرمي. يُقال: لَهُ صحبة، من حديثه:
أَنَّهُ جاء بإداوة من عند النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فيها ماءٌ، قَدْ غسل فيها وجهه، ومضمض،
وغسل ذراعيه وقال لَهُ: لا «تردن ماء إلا وملأت الإداوة
عَلَى ما فيها، فإذا وردت بلادك فرش بها تلك البيعة
واتخذها مسجدا» [1] .
3080- عبد الله بن عمر بن الخطاب
(ب د ع) عَبْد اللَّه بْن عُمَر بْن الخطاب الْقُرَشِيّ
العدوي. يرد نسبه عند ذكر أَبِيهِ إن شاء اللَّه تَعَالى،
أمه وأم أخته حفصة: زينب بِنْت مظعون بْن حبيب الجمحية [2]
.
أسلم مَعَ أَبِيهِ وهو صغير لم يبلغ الحلم، وَقَدْ قيل: إن
إسلامه قبل إسلام أَبِيهِ. ولا يصح وَإِنما كانت هجرته قبل
هجرة أَبِيهِ، فظن بعضُ النَّاس أن إسلامه قبل إسلام
أَبِيهِ.
وأجمعوا عَلَى أَنَّهُ لم يشهد بدرًا، استصغره النَّبِيّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فردَّه، واختلفوا فِي
شهوده أحدًا، فقيل: شهدها. وقيل: رده رَسُول اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَعَ غيره ممن لم يبلغ
[الحلمُ] .
أَخْبَرَنَا عبيد الله بن أحمد بن علي، بإسناده إلى يونس
بن بكير عن ابن إسحاق: حَدَّثَنِي نَافِعٌ عَنِ ابْنِ
عُمَرَ قَالَ: لَمَّا أَسْلَمَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ
قَالَ: أَيُّ أَهْلِ مَكَّةَ أَنْقَلُ لِلْحَدِيثِ؟
قَالُوا:
جَمِيلُ بْنُ مَعْمَرٍ الْجُمَحِيُّ. فَخَرَجَ عُمَرُ
وَخَرَجْتُ وَرَاءَهُ، وَأَنَا غُلَيْمٌ أَعْقِلُ كُلَّ
مَا رَأَيْتُ، حَتَّى أَتَاهُ، فَقَالَ: يا جميل، أشعرت
أنّى قد أسلمت؟ فو الله مَا رَاجَعَهُ الْكَلامَ حَتَّى
قَامَ يَجُرُّ رِدَاءَهُ، وَخَرَجَ عُمَرُ يَتْبَعُهُ،
وَأَنَا مَعَهُ، حَتَّى إِذَا قَامَ عَلَى بَابِ
الْمَسْجِدِ صَرَخَ: يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ، إِنَّ عُمَرَ
قَدْ صَبَأَ. قَالَ: كَذَبْتَ. ولكنى أسلمت ... » وذكر
الحديث [3] .
__________
[1] قال ابن حجر في الإصابة: «استدركه ابن الأمين على
الاستيعاب، وقال: يقال له صحة ... وتبعه ابن الأثير. وفيه
تغيير في اسم أبيه، وقد ذكره أبو عمر على الصواب في عبد
الله بن عمير، بالتصغير» بتصرف.
وقال الحافظ في عبد الله بن عمير: «السدوسي» ، ويقال:
الجرمي» وقد ذكر أبو عمر ترجمة عبد الله بن عمير السدوسي،
ينظر الاستيعاب: 960.
[2] كتاب نسب قريش: 348.
[3] سيرة ابن هشام: 1/ 348، 349.
(3/236)
والصحيح أن أول مشاهدة الخندق، وشهد غزوة
مؤتة مَعَ جَعْفَر بْن أَبِي طَالِب رَضِي اللَّه عَنْهُمْ
أجمعين، وشهد اليرموك، وفتح مصر، وَإِفريقية.
وكان كَثِير الأتباع لآثار رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، حتَّى إنه ينزل منازله، ويصلي فِي كل
مكان صلى فِيهِ، وحتى إن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نزل تحت شجرة، فكان ابْنُ عُمَر
يتعاهدها بالماء لئلا تيبس.
أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنِ عَلِيٍّ، وَغَيْرُهُ
بِإِسْنَادِهِمْ إِلَى أَبِي عِيسَى مُحَمَّدِ بْنِ عيسى
قال: حدثنا أحمد ابن مَنِيعٍ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ
بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ
ابْنِ عُمَرَ قَالَ: رَأَيْتُ فِي الْمَنَامِ كَأَنَّمَا
بِيَدِي قِطْعَةُ إِسْتَبْرَقٍ، وَلا أُشِيرُ بِهَا إِلَى
مَوْضِعٍ مِنَ الْجَنَّةِ إِلا طَارَتْ بِي إِلَيْهِ،
فَقَصَصْتُهَا عَلَى حَفْصَةَ، فَقَصَّتْهَا حَفْصَةُ
عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
فَقَالَ: «إِنَّ أَخَاكِ رَجُلٌ صَالِحٌ- أَوْ: إِنَّ
عَبْدَ اللَّهِ رَجُلٌ صَالِحٌ» [1] أَخْبَرَنَا
الْحَافِظُ أَبُو مُحَمَّدٍ الْقَاسِمُ بْنُ أَبِي
الْقَاسِمِ عَلَيَّ. إِجَازَةً قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبِي،
أَخْبَرَنَا زَاهِرُ بْنُ طَاهِرٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو
بَكْرٍ الْبَيْهَقِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو نَصْرِ بْنُ
قَتَادَةَ، أَخْبَرَنَا أَبُو أَحْمَدَ الْحَافِظُ،
أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الثَّقَفِيُّ، حَدَّثَنَا
قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا الْخُنَيْسِيُّ- يَعْنِي مُحَمَّدَ
بْنَ يَزِيدَ بْنِ خُنَيْسٍ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ
أَبِي رَوَّادٍ، عَنْ نَافِعٍ قَالَ: خَرَجَ ابْنُ عُمَرَ
فِي بَعْضِ نَوَاحِي الْمَدِينَةِ، وَمَعَهُ أَصْحَابٌ
لَهُ، وَوَضَعُوا السُّفْرَةَ لَهُ، فَمَرَّ بِهِمْ رَاعِي
غَنَمٍ، فَسَلَّمَ، فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: هَلُمَّ يَا
رَاعِي فَأَصِبْ مِنْ هَذِهِ السُّفْرَةِ. فَقَالَ لَهُ:
إِنِّي صَائِمٌ. فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: أَتَصُومُ فِي
مِثْلِ هَذَا الْيَوْمِ الْحَارِّ الشَّدِيدِ سَمُومُهُ،
وَأَنْتَ فِي هَذِهِ الْحَالِ تَرْعَى هَذِهِ الْغَنَمَ؟
فَقَالَ: وَاللَّهِ إِنِّي أُبَادِرُ أَيَّامِي هَذِهِ
الْخَالِيَةَ.
فَقَالَ لَهُ ابْنُ عُمَرَ- وَهُوَ يُرِيدُ أَنْ
يَخْتَبِرَ وَرَعَهُ-: فَهَلْ لَكَ أَنْ تَبِيعَنَا شَاةً
مِنْ غَنَمِكَ هَذِهِ فَنُعْطِيَكَ ثَمَنَهَا وَنُعْطِيَكَ
مِنْ لَحْمِهَا مَا تُفْطِرُ عَلَيْهِ؟ قَالَ: إِنَّهَا
لَيْسَتْ لِي بِغَنَمٍ، إِنَّهَا غَنَمُ سَيِّدِي. فَقَالَ
لَهُ ابْنُ عُمَرَ: فَمَا يَفْعَلُ سَيِّدُكَ إِذَا
فَقَدَهَا؟ فَوَلَّى الرَّاعِي عَنْهُ، وَهُوَ رَافِعٌ
أُصْبُعَهُ إِلَى السَّمَاءِ، وَهُوَ يَقُولُ: فَأَيْنَ
اللَّهُ؟ قَالَ: فَجَعَلَ ابْنُ عُمَرَ يُرَدِّدُ قَوْلَ
الرَّاعِي، يَقُولُ: «قَالَ الرَّاعِي فَأَيْنَ اللَّهُ» ؟
قَالَ: فَلَمَّا قَدِمَ الْمَدِينَةَ بَعَثَ إِلَى
مَوْلاهُ، فَاشْتَرَى مِنْهُ الْغَنَمِ وَالرَّاعِي،
فَأَعْتَقَ الرَّاعِي وَوَهَبَ مِنْهُ الْغَنَمَ.
قال: وأَخْبَرَنَا أَبِي، أَخْبَرَنَا أَبُو المعالي
مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر
البيهقي، أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْد اللَّه الحافظ،
حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن سهل الفقيه، حَدَّثَنَا
إِبْرَاهِيم بْن معقل، حَدَّثَنَا
__________
[1] تحفة الأحوذي، كتاب المناقب: 10/ 328، وقال الترمذي:
«هذا حديث حسن صحيح» .
(3/237)
حرملة، حَدَّثَنَا ابْنُ وهب قَالَ: قَالَ
مَالِك: قَدْ أقام ابْنُ عُمَر بعد النَّبِيّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ستين سنة يفتي النَّاس فِي
الموسم وغير ذَلِكَ، قَالَ مَالِك: وكان ابْنُ عُمَر من
أئمة المسلمين.
قَالَ: وأَخْبَرَنَا أَبِي، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْر بْن
عَبْد الباقي، أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّد الجوهري،
وأَخْبَرَنَا أَبُو عُمَر بْن حيوية [1] أَخْبَرَنَا أَبُو
بَكْر بْن معروف، حَدَّثَنَا الْحُسَيْن بْن القهم،
حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن سعد قَالَ: «أخبرت عَنْ مجالد،
عَنِ الشَّعْبِيّ قَالَ: كَانَ ابْنُ عُمَر جيد الحديث،
ولم يكن جيد الفقه.
وكان ابْنُ عُمَر شديد الاحتياط والتوقي لدينه فِي الفتوى،
وكل ما تأخذ بِهِ نفسه، حتَّى إنه ترك المنازعة فِي
الخلافة مَعَ كثرة ميل أهل الشام إِلَيْه ومحبتهم لَهُ،
ولم يقاتل فِي شيء من الفتن، ولم يشهد مَعَ عليّ شيئًا من
حروبه، حين أشكلت عَلَيْهِ، ثُمَّ كَانَ بعد ذَلِكَ يندم
عَلَى ترك القتال معه.
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو غَانِمٍ مُحَمَّدُ بْنُ
هِبَةِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي جَرَادَةَ،
أَخْبَرَنَا عمي أبو المجد عبد الله بن محمد، حَدَّثَنَا
أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ
مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي جَرَادَةَ، أَخْبَرَنَا أَبُو
الْفَتْحِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَحْمَدَ
بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو
النَّمِرِ الْحَارِثُ بْنُ عَبْدِ السَّلامِ بْنِ
رَغْبَانَ الْحِمْصِيُّ، حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ
خَالَوَيْهِ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ
مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْبَزَّازُ، حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ يَحْيَى الْكُوفِيُّ،
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بن
ابن حَبِيبٍ، أَخْبَرَنِي أَبِي، قَالَ: قَالَ ابْنُ
عُمَرَ حِينَ حَضَرَهُ الْمَوْتُ: «مَا أَجِدُ فِي نَفْسِي
مِنَ الدُّنْيَا إِلا أَنِّي لَمْ أُقَاتِلِ الْفِئَةَ
الْبَاغِيَةَ» .
أَخْرَجَهُ أَبُو عُمَرَ، وَزَادَ فِيهِ: «مَعَ عَلِيٍّ
[2] » .
وَكَانَ جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: «مَا مِنَّا
إِلا مَنْ مَالَتْ بِهِ الدُّنْيَا وَمَالَ بِهَا، مَا
خَلا عُمَرَ، وَابْنِهِ عَبْدِ اللَّهِ» .
وقَالَ لَهُ مروان بْن الحكم ليبايع لَهُ بالخلافة، وقَالَ
لَهُ: إن أهل الشام يريدونك. قَالَ:
فكيف أصنع بأهل العراق؟ قَالَ: تقاتلهم. قَالَ: والله لو
أطاعني النَّاس كلهم إلا أهل فدك.
فإن قاتلتهم يقتل منهم رَجُل واحد، لم أفعل. فتركه.
__________
[1] في المطبوعة: «أبو بكر بن حيوة» وفي المخطوطة: «أبو
بكر بن حيويه» والصواب ما أثبتناه.
[2] الاستيعاب: 953.
(3/238)
وكان بعد رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يكثر الحج، وكان كَثِير الصدقة وربما
تصدق فِي المجلس الواحد بثلاثين ألفًا.
قَالَ نافع: كَانَ ابْنُ عُمَر إِذَا اشتد عجبه بشيء من
ماله قربه لربه، وكان رقيقه قَدْ عرفوا ذَلِكَ مِنْهُ،
فربما لزم أحدهم المسجد، فإذا رآه ابْنُ عُمَر عَلَى تلك
الحال الحسنة أعتقه، فيقول لَهُ أصحابه: يا أبا عَبْد
الرَّحْمَن، والله ما بهم إلا أن يخدعوك! فيقول ابْنُ
عُمَر: من خدعنا باللَّه انخدعنا لَهُ.
قَالَ نافع: ولقد رأيتنا ذات عشية، وراح ابْنُ عُمَر عَلَى
نجيب [1] لَهُ قَدْ أخذه بمال، فلما أعجبه سيره أناخه
بمكانه، ثُمَّ نزل عَنْهُ، فَقَالَ: يا نافع، انزعوا
عَنْهُ زمامه ورحله وأشعروه [2] وجللوه وأدخلوه فِي البدن.
وقَالَ نافع: دخل ابْنُ عُمَر الكعبة، فسمعته وهو ساجد
يَقُولُ: «قَدْ تعلم يا ربي ما يمنعني من مزاحمة قريش
عَلَى الدنيا إلا خوفك» .
وقَالَ نافع: كَانَ ابْنُ عُمَر إِذَا قَرَأَ هَذِهِ
الآية: أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ
قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ الله 57: 16 [3] بكى حتَّى يغلبه
البكاء.
وقَالَ ابْنُ عُمَر: «البرّ شيء هين: وجه طلق، وكلام لين»
وروى ابْنُ عُمَر عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ فأكثر. وروى عَنْ أَبِي بَكْر، وعمر، وعثمان،
وأبى ذر، ومعاذ بن جبل، ورافع بْن خديج، وأبي هُرَيْرَةَ،
وعائشة.
روى عَنْهُ ابْنُ عَبَّاس، وجابر والأغر المزني من
الصحابة. وروى عَنْهُ من التابعين بنوه:
سالم، وعبد اللَّه، وحمزة. وَأَبُو سَلَمة وحُميد ابنا
عَبْد الرَّحْمَن. ومصعب بْن سعد، وسعيد المسيب، وأسلم
مَوْلَى عُمَر، ونافع مولاه، وخلق كَثِير.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ
الْقَاهِرِ الطُّوسِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ
بَدْرَانَ الْحُلْوَانِيُّ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ
مُحَمَّدِ بْنِ يعقوب المعروف بابن قفرجل [4] ، حدثني جدّى
محمد بن عبيد الله ابن الْفَضْلِ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ
مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ بْنِ حُمَيْدٍ، حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ حبيب،
__________
[1] النجيب من الإبل: القوى منها، الخفيف السريع.
[2] الإشعار: أن يشق أحد جنبي السنام حتى يسيل الدم، علامة
على أنه هدى. ومعنى جللوه: ألبسوه الجل- بضم الجيم- وهو
للدابة كالثوب للإنسان، تصان به.
[3] الحديد: 16.
[4] في المطبوعة: «سفرجل» والمثبت من الأصل. وقد ذكر صاحب
القاموس: «قفرجل» وقال إنه علم مرتجل.
(3/239)
حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ
أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، رَفَعَهُ
قَالَ: «كُلُّ مُسْكِرٍ خَمْرٌ، وَكُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ،
وَمَنْ شَرِبَ الخمر في الدنيا ومات وَهُوَ مُدْمِنُهَا،
لَمْ يَشْرَبْ مِنْهَا فِي الآخِرَةِ» [1] وَأَخْبَرَنَا
أَبُو مَنْصُورٍ مُسْلِمُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّد
السِّيحِيِّ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْبَرَكَاتِ مُحَمَّدُ
بْنُ مُحَمَّدِ ابن خَمِيسٍ الْجُهَنِيُّ الْمَوْصِلِيُّ،
أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْبَاقِي
بْنِ طَوْقٍ، حَدَّثَنَا أَبُو القاسم نصر [2] بن أحمد بن
الخليل المرجي، حَدَّثَنَا أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا
سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، حدثنا فضيل ابن عِيَاضٍ، عَنْ
لَيْثٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ
قَالَ: أَخَذَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ يَوْمًا بِبَعْضِ جَسَدِي، وَقَالَ: «يَا عَبْدَ
اللَّهِ، كُنْ فِي الدُّنْيَا كَأَنَّكَ غَرِيبٌ أَوْ
كَأَنَّكَ عَابِرُ سَبِيلٍ وَعُدَّ نَفْسَكَ فِي أَهْلِ
الْقُبُورِ، ثُمَّ قَالَ لِي: يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ
عُمَرَ، فَإِنَّهُ لَيْسَ ثَمَّ دِينَارٌ وَلا دِرْهَمٌ،
إِنَّما هِيَ حَسَنَاتٌ وَسَيِّئَاتٌ، جَزَاءٌ بِجَزَاءٍ،
وَقِصَاصٌ بِقِصَاصٍ، وَلا تَتَبَرَّأْ مِنْ وَلَدِكَ فِي
الدُّنْيَا فَيَتَبَرَّإِ اللَّهُ مِنْكَ فِي الآخِرَةِ،
فَيَفْضَحْكَ عَلَى رُءُوسِ الأَشْهَادِ، وَمَنْ جَرَّ
ثَوْبَهُ خُيَلاءَ لَمْ يَنْظُرِ اللَّهُ إِلَيْهِ يَوْمَ
الْقِيَامَةِ» . توفي عَبْد اللَّه بْن عُمَر سنة ثلاث
وسبعين، بعد قتل ابْنُ الزُّبَيْر بثلاثة أشهر، وكان سبب
قتله أن الحجاج أمر رجلًا فسم زج [3] رمح وزحمه فِي
الطريق، ووضع الزّجّ في ظهر قدمه، وَإِنما فعل الحجاج
ذَلِكَ لأنَّه خطب يومًا وأخر الصلاة، فَقَالَ لَهُ ابْنُ
عُمَر: إن الشمس لا تنتظرك.
فَقَالَ لَهُ الحجاج: لقد هممت أن أضرب الَّذِي فِيهِ
عيناك! قَالَ: إن تفعل فإنك سفيه مسلط!.
وقيل: إن الحجاج حج مَعَ عَبْد اللَّه بْن عُمَر، فأمره
عَبْد الملك بْن مروان أن يقتدي بابن عُمَر، فكان ابْنُ
عُمر يتقدم الحجاج فِي المواقف بعرفه وغيرها، فكان ذَلِكَ
يشق عَلَى الحجاج، فأمر رجلًا معه حربة مسمومة، فلصق بابن
عُمَر عند دفع النَّاس، فوضع الحربة عَلَى ظهر قدمه، فمرض
منها أيامًا، فأتاه الحجاج يعوده، فَقَالَ لَهُ: من فعل
بك؟ قَالَ: وما تصنع قَالَ: قتلني اللَّه إن لم أقتله!
قَالَ: ما أراك فاعلًا! أنت أمرت الّذي نخسنى بالحربة!
فَقَالَ، لا تفعل يا أبا عَبْد الرَّحْمَن. وخرج عنه، وليث
أياما، ومات وصلى عليه الحجاج.
__________
[1] أخرجه مسلم في كتابه الأشربة: 6/ 100 عن أبى الربيع
العتكيّ عن حماد بن زيد، بإسناده مثله.
[2] في المطبوعة: «أبو القاسم بن نصر» وفي الأصل: «أبو
القاسم بن أحمد بن الخليل، المرجى» وفي اللباب لابن
الأثير:
3/ 123: «أبو القاسم نصر بن أحمد ... » .
[3] الزج- بضم الزاى: الحديدة في أسفل الرمح.
(3/240)
ومات وهو ابْنُ ست وثمانين سنة، وقيل: أربع
وثمانين سنة. وقيل: توفي سنة أربع وسبعين. ودفن بالمحصب
[1] ، وقيل: بذي [2] طوي. وقيل: يفج [3] . وقيل: بسرف [4]
قيل: كَانَ مولده قبل المبعث بسنة، وهذا يستقيم على قول من
يجعل مقام النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
بمكة بعد المبعث عشر سنين، لأنه توفي سنة ثلاث وسبعين،
وعمره أربع وثمانون سنة، فيكون لَهُ فِي الهجرة إحدى عشرة
سنة، فيكون مولده قبل المبعث بسنة، وأمَّا عَلَى قول من
ذهب إِلَى أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
لم يُجزه يَوْم أُحد، وكان لَهُ أربع عشرة سنة، وكانت أُحد
فِي السنة الثالثة، فيكون لَهُ فِي الهجرة إحدى عشرة سنة.
وأمَّا عَلَى قول من يَقُولُ: إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أقام بعد المبعث بمكة ثلاث
عشرة سنة، وأن عُمَر عَبْد اللَّه أربع وثمانون سنة، فيكون
مولده بعد المبعث بسنتين.
وأمَّا عَلَى قول من يجعل عمره ستًا وثمانين سنة، فيكون
مولده وقت المبعث، والله أعلم.
3081- عبد الله بن عمرو بن الأحوص
(س) عَبْد اللَّه بْن عَمْرو بْن الأحوص. أَخْبَرَنَا
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ الْخَطِيبُ، قَالَ أنبأنا
طراد ابن مُحَمَّدٍ الزَّيْنَبِيُّ، أَخْبَرَنَا هِلالٌ
الْحَفَّارُ، عَنِ الْحُسَيْنِ بن يحيى بن عباس، عن الحسن
ابن مُحَمَّدِ بْنِ الصَّبَّاحِ، عَنْ عُبَيْدَةَ بْنِ
حُمَيْدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ
سُلَيْمَانَ بْنِ عَمْرِو بْنِ الأَحْوَصِ، عَنْ أُمِّهِ
قَالَتْ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وسلم عِنْدَ جَمْرَةِ الْعَقَبَةِ رَاكِبًا،
فَقَالَ: يَا أَيُّهَا الناس، من رمى الجمرة فليرمها بمثل
حصى الحذف [5] . قَالَتْ: وَرَأَيْتُ بَيْنَ أَصَابِعِهِ
حَجَرًا، قَالَتْ: فَرَمَى وَرَمَى النَّاسُ، ثُمَّ
انْصَرَفَ، فَجَاءَتِ امْرَأَةٌ مَعَهَا ابْنٌ لَهَا بِهِ
مَسٌّ فَقَالَتْ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، ابْنِي هَذَا.
فَأَمَرَهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
فَدَخَلَتْ بَعْضَ الأَخْبِيَةِ، فَجَاءَتْ بِتَوْرٍ [6]
مِنْ حِجَارَةٍ فِيهِ مَاءٌ، فَأَخَذَهُ بِيَدِهِ فَمَجَّ
فِيهِ، وَدَعَا فِيهِ وَأَعَادَهُ، وَقَالَ: اسْقِيهِ
وَاغْسِلِيهِ فِيهِ. قَالَتْ: فَتَبِعْتُهَا فَقُلْتُ:
هَبِي لِي مِنْ هَذَا الْمَاءِ. فَقَالَتْ: خُذِي مِنْهُ.
فَأَخَذَتْ مِنْهُ حَفْنَةً، فَسَقَيْتُهُ ابْنِي عَبْدَ
اللَّهِ، فَعَاشَ فَكَانَ مِنْ بَرِّهِ مَا شَاءَ اللَّهُ
أَنْ يَكُونَ، قَالَتْ: وَلَقِيتُ الْمَرْأَةَ
فَأَخْبَرَتْنِي أَنَّ ابْنَهَا بَرَأَ، وَأَنَّهُ غُلامٌ
لا غُلامَ أَحْسَنُ مِنْهُ [7] . أَخْرَجَهُ أبو موسى.
__________
[1] المحصب- بضم الميم وفتح الحاء وتشديد الصاد المفتوحة-
بين مكة ومنى، وهو إلى منى أقرب.
[2] ذو طوى- بضم الطاء، وقيل: بفتحها. وقيل: بكسرها-: موضع
عند مكة.
[3] فج: موضع أو جبل.
[4] سرف: موضع على ستة أميال من مكة.
[5] حصى الحذف: حصى صغار.
[6] في المطبوعة: «بثور» . وتور- بفتح التاء وسكون الواو-:
إناء بشرب فيه.
[7] رواه أحمد بإسناده إلى يزيد بن أبى زياد، نحوه، ينظر
المسند: 6/ 319.
(3/241)
عَمْرو هَذَا: بفتح العين، وسكون الميم،
وآخره واو.
3082- عبد الله بن عمرو بن بجرة
(ب) عَبْد اللَّه بْن عَمْرو بْن بجرة بْن خلف بْن صداد
بْن عَبْد اللَّه بن قرط بن رزاح بن عدىّ ابن كعب
الْقُرَشِيّ العدوي.
أسلم يَوْم الفتح، وقتل يَوْم اليمامة شهيدًا، ولا نعلم
لَهُ رواية. ذكره مُوسَى بْن عقبة وابن إِسْحَاق فيمن
استشهد يَوْم اليمامة، من بني عدي بْن كعب.
وقَالَ أَبُو معشر: هُمْ بيت من اليمن تبناهم بجرة بْن
عَبْد اللَّه بْن قرط.
أخرجه أَبُو عُمَر [1] .
بجره: بضم الباء، وسكون الجيم.
3083- عبد الله بن عمرو الجمحيّ
(ب) عَبْد اللَّه بْن عَمْرو الجمحي. مدني، روى عَنِ
النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ
كَانَ يأخذ من شاربه وظفره يَوْم الجمعة. فيه نظر، روى عنه
إبراهيم بن قدامة، يعد فِي الشاميين.
أَخْرَجَهُ أَبُو عُمَر مختصرا.
3084- عبد الله بن عمرو بن حرام
(ب د ع) عَبْد اللَّهِ بْن عَمْرو بْن حرام بْن ثعلبة بْن
حرام بْن كعب بْن غنم بْن سلمة ابن سعد بْن عَلِيِّ بْنِ
أسد بْن ساردة بْن تزيد [2] بْن جشم بْن الخزرج
الْأَنْصَارِيّ الخزرجي السلمي، يكنى أبا جَابِر، بابنه
جَابِر بْن عَبْد اللَّه.
كَانَ عَبْد اللَّه عقبيا بدريًا نقيبًا، كَانَ نقيب بني
سَلَمة هُوَ والبراء بْن معرور، ذكره عروة، وابن شهاب،
وموسى بْن عقبة وابن إِسْحَاق وغيرهم فيمن شهد بدرًا
وأُحدًا، وقتل يَوْم أحد.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَرَايَا بْنِ
علي، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الأَوَّلِ بْنُ عِيسَى،
أَخْبَرَنَا أَبُو منصور ابن أَبِي عَاصِمٍ الْفُضَيْلِ
بْنِ يَحْيَى الْفُضَيْلِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ
الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي شُرَيْحٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو
الْقَاسِمِ الْمَنِيعِيُّ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ
مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ،
قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ الْمُنْكَدِرِ قَالَ:
سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قُتِلَ أَبِي
يَوْمَ أُحُدٍ، فَجِئْتُ إليه- وقد مثّل به، وهو مغطى
__________
[1] الاستيعاب: 954.
[2] في الأصل والمطبوعة: «يزيد» بالياء. ينظر المشتبه:
668.
(3/242)
الْوَجْهِ، فَجَعَلْتُ أَبْكِي، وَجَعَلَ
الْقَوْمُ يَنْهَوْنَنِي، وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لا يَنْهَانِي، قَالَ:
فَجَعَلَتْ فَاطِمَةُ بِنْتُ عَمْرٍو- يَعْنِي عَمَّتَهُ-
تَبْكِي، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ: «تَبْكِيهِ أَوْ لا تَبْكِيهِ مَا زَالَتِ
الْمَلائِكَةُ تُظِلُّهُ بِأَجْنِحَتِهَا حَتَّى
رَفَعْتُمُوهُ» [1] . أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ
اللَّهِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ سُوَيْدَةَ التِّكْرِيتِيُّ،
أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بْنُ الْحُسَيْنِ ابن
الْفَرْحَانِ إِجَازَةً، أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ
عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الْوَاحِدِيُّ، أَخْبَرَنَا [أَبُو
بَكْرٍ أَحْمَدُ الْوَاحِدِيُّ أَخْبَرَنَا] أَبُو بَكْرٍ
أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَارِثِ، أَخْبَرَنَا
أَبُو الشَّيْخِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بن
الحسين الحذّاء، أخبرنا على بن الْمَدِينِيِّ، حَدَّثَنَا
مُوسَى بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ بَشِيرِ بْنِ الْفَاكِهِ
الأَنْصَارِيُّ، أَنَّهُ سَمِعَ طَلْحَةَ بْنَ خِرَاشٍ
الأَنْصَارِيَّ قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ
اللَّهِ قَالَ: نَظَرَ إِلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: مَا لِي أَرَاكَ
[مُنْكَسِرًا] مُهْتَمًّا؟ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ،
قُتِلَ أَبِي وَتَرَكَ دَيْنًا وَعِيَالا. فَقَالَ: أَلا
أُخْبِرُكَ؟ مَا كَلَّمَ اللَّهُ أَحَدًا قَطُّ إِلا مِنْ
وَرَاءِ حِجَابٍ، وَإِنَّهُ كَلَّمَ أَبَاكَ كِفَاحًا [2]
، فَقَالَ: يَا عَبْدِي، سَلْنِي أُعْطِكَ. قَالَ:
أَسْأَلُكَ أَنْ تَرُدَّنِي إِلَى الدُّنْيَا فَأُقْتَلُ
فِيكَ ثَانِيَةً! قَالَ: إِنَّهُ قَدْ سَبَقَ مِنِّي
أَنَّهُمْ لا يَرِدُونَ إِلَيْهَا وَلا يَرْجِعُونَ.
قَالَ: يَا رَبِّ، أَبْلِغْ مَنْ وَرَائِي، فَأَنْزَلَ
اللَّهُ تَعَالَى:
وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ
أَمْواتاً بَلْ أَحْياءٌ 3: 169 [3] ... الآية [4] . ولما
أراد أن يخرج إِلَى أُحد دعا ابنه جابرًا فَقَالَ: يا بني،
إني لا أراني إلا مقتولًا فِي أول من يقتل، وَإِني والله
لا أدع بعدي أحدًا أعز عليّ منك، غير نفس رَسُول اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَإِن عليّ دينًا فاقض
عني ديني، واستوص بأخواتك خيرًا. قَالَ: فأصبحنا فكان أول
قتيل جدعوا أنفه وأذنيه.
ودفن هُوَ وعمرو بْن الجموح فِي قبر واحد، قَالَ النَّبِيّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «ادفنوهما في قبر
واحد، فإنّهما كان متصافيين متصادقين فِي الدنيا» [5] .
وكان عَمْرو أيضًا زوج أخت عَبْد اللَّه، واسمها هند بِنْت
عمرو بن حرام.
__________
[1] رواه أحمد بإسناده إلى شعبه نحوه. ينظر المسند: 3/
398.
[2] كفاحا: مواجهة.
[3] سورة آل عمران، الآية 169.
[4] الحديث رواه أبو بكر بن مردويه بإسناده إلى على بن
المديني مثله، ينظر تفسير ابن كثير 2/ 141 بتحقيقنا. وقد
خرجنا عند هذه الآية الأحاديث التي وردت في شأن عبد الله
بن عمرو بن حرام هذا.
[5] سيرة ابن هشام: 2/ 98.
(3/243)
قَالَ جَابِر: حفرت لأبي قبرًا بعد ستة
أشهر، فحولته إليه، فما أنكرت مِنْهُ شيئًا إلا شعرات من
لحيته، كانت مستها الأرض.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَرَمِ مَكِّيُّ بْنُ زَيَّانَ بْنِ
شبة المقرئ النحوي بِإِسْنَادِهِ إِلَى يَحْيَى بْنِ
يَحْيَى، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ عبد الرحمن بْن عَبْد اللَّهِ
بْن عبد الرحمن بن أبى صعصعة: أنه بلغه أنه عمرو بْن
الجموح وعبد اللَّه بْن عَمْرو بن حرام الأنصاريين ثم
السّلميّين كانا قَدْ حفر السيل عَنْ [1] قبرهما وكان
قبرهما مما يلي السيل، وكانا فِي قبر واحد، وكانا ممن
استشهد يَوْم أحد، فحفروا [2] عَنْهُمَا ليغيّرا من
مكانهما، فوجدا لم يتغيرا كأنما ماتا بالأمس وكان أحدهما
قَدْ [3] وضع يده عَلَى جرحه، فدفن وهو كذلك، فأميطت يده
عَنْ جرحه، ثُمَّ أرسلت فرجعت كما كانت. وكان بين يَوْم
أحد وبين يَوْم حفر عَنْهُمَا ست وأربعون سنة» .
وكان الذي قتل عَبْد اللَّه أسامة الأعور بْن عُبَيْد
وقيل: بل قتله سُفْيَان بْن عَبْد شمس أَبُو أَبِي الأعور
السلمي [4] .
أَخْرَجَهُ الثلاثة، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وأرضاه.
3085- عبد الله بن عمرو بن حزم
(د ع) عَبْد اللَّه بْن عَمْرو بْن حزم الْأَنْصَارِيّ،
أخو عمارة بْن عَمْرو بْن حزم، لَهُ ذكر فِي المغازي، ولا
تعرف له رواية.
أخرجه ابن منده وأبو نعيم.
3086- عبد الله بن عمرو بن الحضرميّ
(ب س) عَبْد اللَّه بْن عَمْرو بْن الحضرمي، حليف بْني
أمية. قَالَ الواقدي: ولد عَلَى عهد رَسُول اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وروى عَنْ عُمَر بْن الخطاب.
أَخْرَجَهُ أبو عمرو أبو موسى مختصرا.
3087- عبد الله بن عمرو بن حلحلة
(د ع) عَبْد اللَّه بْن عَمْرو بْن حلحلة. ذكر في الصحابة
وهو وهم.
__________
[1] في الموطأ، كتاب الجهاد، باب الدفن في قبر واحد: «كانا
قد حفر السيل قبرهما» بدون عن.
[2] في المطبوعة: «فحفرا» والمثبت عن الأصل. وفي الموطأ:
«فحفر» بالبناء للمجهول.
[3] في الموطأ: «وكان أحدهما قد جرح فوضع ... » .
[4] الاستيعاب: 954.
(3/244)
رَوَى مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ
عَمْرِو بن حلحلة، عَنْ أَبِيهِ وَرَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ
قَالا: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ: «غُسْلُ يَوْمِ الْجُمُعَةِ وَاجِبٌ عَلَى
كُلِّ مُحْتَلِمٍ وَالسِّوَاكُ» . أخرجه ابن منده وأبو
نعيم.
3088- عبد الله بن عمرو الألهاني
عَبْد اللَّه بْن عَمْرو بْن زَيْد بْن مخمر بْن عوثبان
[1] بْن عَمْرو بْن مَالِك بْن ألهان [2] الألهاني.
وفد إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
فسأله عن اسمه، فقال: عَبْد العزي. قَالَ: أنت عَبْد
اللَّه. قَالَه ابن الكلبي.
3089- عبد الله بن عمرو بن الطفيل
(ب) عَبْد اللَّه بْن عَمْرو بْن الطفيل ذي النور
الْأَزْدِيّ ثُمَّ الدوسي. وَقَدْ تقدم نسبه.
قَالَ الْحَسَن بْن عثمان: كَانَ من فرسان المسلمين وأهل
الشدة والنجدة واستشهد يَوْم أجنادين سنة ثلاث عشرة.
أَخْرَجَهُ أَبُو عُمَر [3] .
3090- عَبْد اللَّهِ بْن عمرو بْن العاص
(ب د ع) عَبْد اللَّه بْن عَمْرو بْن العاص بْن وائل بْن
هاشم بْن سَعِيد بْن سهم بْن عَمْرو بْن هصيص بْن كعب بن
لؤي القرشي السهمي، يكنى أبا مُحَمَّد، وقيل: أَبُو عَبْد
الرَّحْمَن. أُمه ريطة بِنْت منبه بْن الحجاج السهمي. وكان
أصغر من أَبِيهِ باثنتي عشرة سنة.
أسلم قبل أَبِيهِ، وكان فاضلًا عالمًا قَرَأَ القرآن
والكتب المتقدمة، واستأذن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي أن يكتب عَنْهُ، فأذن لَهُ،
فَقَالَ: يا رَسُول اللَّه، أكتب ما أسمع فِي الرضا
والغضب؟ قَالَ: «نعم، فإني لا أقول إلا حقًا» [4] . قَالَ
أَبُو هُرَيْرَةَ: ما كَانَ أحد أحفظ لحديث رَسُول اللَّه
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مني إلا عَبْد اللَّه
بْن عَمْرو بْن العاص، فإنه كَانَ يكتب ولا أكتب.
وقال عبد الله: حفظت عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ألف مثل.
__________
[1] كذا في الأصل والمطبوعة. وقد ذكر صاحب القاموس من
الأعلام: «عوبثان» بتقديم الباء مع الثاء.
[2] في المطبوعة: «التيهان» والمثبت عن الأصل.
[3] الاستيعاب: 956.
[4] ينظر مسند أحمد: 2/ 162، 192.
(3/245)
أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنِ عَلِيٍّ
وَغَيْرُهُ بِإِسْنَادِهِمْ إِلَى أَبِي عِيسَى قَالَ:
حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بْنُ أَسْبَاطِ بْنِ مُحَمَّدٍ
الْقُرَشِيُّ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ مُطَرِّفٍ، عَنْ
أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ عَبْدِ
اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ،
فِي كَمْ أَقْرَأُ الْقُرْآنَ؟ قَالَ: اخْتِمْهُ فِي
شَهْرٍ. قُلْتُ: إِنِّي أُطِيقُ أَفْضَلَ مِنْ ذَلِكَ؟
قَالَ: اخْتِمْهُ فِي عِشْرِينَ. قُلْتُ: إِنِّي أُطِيقُ
أَفْضَلَ مِنْ ذَلِكَ؟ قَالَ: اخْتِمْهُ فِي خَمْسَ
عَشْرَةَ. قُلْتُ: إِنِّي أُطِيقُ أَفْضَلَ مِنْ ذَلِكَ؟
قَالَ: اخْتِمْهُ فِي عَشْرٍ. قُلْتُ: إِنِّي أُطِيقُ
أَفْضَلَ مِنْ ذَلِكَ؟ [قَالَ: اخْتِمْهُ فِي خَمْسٍ.
قُلْتُ: إِنِّي أُطِيقُ أَفْضَلَ مِنْ ذَلِكَ؟] [1] قَالَ:
فَمَا رَخَّصَ لِي [2] » . قَالَ مجاهد: أتيت عَبْد اللَّه
بْن عَمْرو، فتناولت صحيفة تحت مفرشه، فمنعني، قلت:
ما كنت تمنعني شيئًا! قَالَ: هَذِهِ الصادقة، [فيها] [3]
مَا سَمِعْتَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه
وسلم ليس بيني وبينه أحد، إِذَا سلمت لي هَذِهِ وكتابُ
اللَّه والوهط، فلا أبالي علام كانت عَلَيْهِ الدنيا؟
والوهط أرض [4] كانت لَهُ يزرعها.
وقَالَ عَبْد اللَّه: لخير أعمله اليوم أحب إِلَى من مثليه
مَعَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
لأنا كُنَّا مَعَ مع رسول الله صلى الله عليه وسلم تهمنا
الآخرة ولا تهمنا الدنيا، وَإِنا اليوم مالت بنا الدنيا.
وشهد مَعَ أبيه فتح الشام، وكانت معه راية أَبِيهِ يَوْم
اليرموك، وشهد معه أيضًا صفين، وكان عَلَى الميمنة- قَالَ
لَهُ أَبُوهُ: يا عَبْد اللَّه، أخرج فقاتل. فقال: يا
أبتاه، أتأمرني أن أخرج فأقاتل، وَقَدْ سمعت رَسُول
اللَّهِ صلى اللَّه عَلَيْهِ وسلم يعهد إليَّ ما عهد؟!
قَالَ: إني أنشدك اللَّه يا عَبْد اللَّه، ألم يكن آخر ما
عهد إليك رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
إن أخذ بيدك فوضعها فِي يدي، وقَالَ: أطع أباك؟
قَالَ: اللَّهمّ بلى. قَالَ: فإني أعزم عليك أن تخرج
فتقاتل، فخرج فقاتل وتقلد سيفين. وندم بعد ذَلِكَ، فكان
يَقُولُ: ما لي ولصفين، ما لي ولقتال المسلمين، لوددت أني
مت قبله بعشرين سنة. وقيل: إنه شهدها بأمر أبيه لَهُ، ولم
يقاتل.
قَالَ ابْنُ أَبِي مليكة. قَالَ عَبْد اللَّه بْن عَمْرو:
أما والله ما طعنت برمح، ولا ضربت بسيف، ولا رميت بسهم،
وما كَانَ رَجُل أجهد مني، رَجُل لم يفعل شيئا من ذلك.
__________
[1] سقط من الأصل والمطبوعة، أثبتناه عن تحفة الأحوذي،
أبواب القراءات: 8/ 271.
[2] قال الترمذي: «هذا حديث حسن صحيح غريب، يستغرب من حديث
أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو» ثم ذكر
روايات أخرى في قراءة القرآن. ينظر تحفة الأحوذي: 8/ 271-
273.
[3] عن الطبقات الكبرى لابن سعد: 4/ 2/ 9.
[4] في المطبوعة: «الوهظ» بالظاء المعجمة، وهو خطأ. وهي
أرض بالطائف، ينظر النهاية لابن الأثير.
(3/246)
وقيل: إنه كانت الراية بيده وقَالَ: قدمت
النَّاس منزلة أَوْ منزلتين، أَخْبَرَنَا الْقَاسِمُ بْنُ
عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ إِجَازَةً، أَخْبَرَنَا أَبِي،
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بن الحسين، أخبرنا أبو
الحسين بْنُ الْمُهْتَدِي (ح) قَالَ: وَأَخْبَرَنَا أَبِي،
أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ السَّمَرْقَنْدِيِّ،
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ النَّقُّورِ- قَالا:
أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِم عِيسَى بْنُ عَلِيِّ بْنِ
عِيسَى، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ،
حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ
بْنُ هَاشِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ
رَجَاءٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كُنْتُ فِي مَسْجِدِ
الرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي
حَلْقَةٍ فِيهَا أَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ وَعَبْدُ
اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو، فَمَرَّ بِنَا حُسَيْنُ بْنُ
عَلِيٍّ، فَسَلَّمَ فَرَدَّ الْقَوْمُ السَّلامَ، فَسَكَتَ
عَبْدُ اللَّهِ حتى فرغوا، رفع صَوْتَهُ، وَقَالَ:
وَعَلَيْكَ السَّلامُ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ.
ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى الْقَوْمِ فَقَالَ: أَلا
أُخْبِرُكُمْ بِأَحَبِّ أَهْلِ الأَرْضِ إِلَى أَهْلِ
السَّمَاءِ؟ قَالُوا: بَلَى. قَالَ: هُوَ هَذَا الْمَاشِي،
مَا كَلَّمَنِي كَلِمَةً مُنْذُ لَيَالِي صِفِّينَ،
وَلأَنْ يَرْضَى عَنِّي أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ يَكُونَ
لِي حُمُرُ النَّعَمِ. فَقَالَ أَبُو سَعِيدٍ: أَلا
تَعْتَذِرُ إِلَيْه؟ قَالَ:
بَلَى. قَالَ: فَتَوَاعَدَا أَنْ يَغْدُوَا إِلَيْه.
قَالَ: فَغَدَوْتُ مَعَهُمَا، فَاسْتَأْذَنَ أَبُو
سَعِيدٍ، فَأَذِنَ لَهُ، فَدَخَلَ، ثُمَّ اسْتَأْذَنَ
لِعَبْدِ اللَّهِ، فَلَمْ يَزَلْ بِهِ حَتَّى أَذِنَ لَهُ،
فَلَمَّا دَخَلَ قال أبو سعيد: يا ابن رسول الله، إنك
لَمَّا مَرَرْتَ بِنَا أَمْسِ ... فَأَخْبَرَهُ بِالَّذِي
كَانَ مِنْ قَوْلِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، فَقَالَ
حُسَيْنٌ:
أَعَلِمْتَ يَا عَبْدَ اللَّهِ أَنِّي أَحَبُّ أَهْلِ
الأَرْضِ إِلَى أَهْلِ السَّمَاءِ؟ قَالَ: إِي وَرَبِّ
الْكَعْبَةِ! قَالَ: فَمَا حَمَلَكَ عَلَى أَنْ قاتلتنى
وأبى يوم صفّين؟ فو الله لأَبِي كَانَ خَيْرًا مِنِّي.
قَالَ: أَجَلْ، وَلَكِنَّ عَمْرٌو شَكَانِي إِلَى رَسُولِ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم. فقال: يا رَسُول
اللَّهِ، إن عَبْد اللَّهِ يَقُومُ اللَّيْلَ وَيَصُومُ
النَّهَارَ، فَقَالَ لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: يَا
عَبْدَ اللَّهِ، صَلِّ وَنَمْ وَصُمْ وَأَفْطِرْ، وَأَطِعْ
عَمْرًا. قَالَ: فَلَمَّا كَانَ يَوْمَ صِفِّينَ أقسم عليّ
فخرجت، أما وَاللَّهِ مَا اخْتَرَطْتُ سَيْفًا، وَلا
طَعَنْتُ بِرُمْحٍ، وَلا رَمَيْتُ بِسَهْمٍ. قَالَ:
فَكَانَهُ» وتوفي عَبْد اللَّه سنة ثلاث وستين، وقيل: سنة
خمس وستين بمصر. وقيل: سنة سبع وستين بمكة. وقيل: توفي سنة
خمس وخمسين بالطائف. وقيل: سنة ثمان وستين. وقيل:
سنة ثلاث وسبعين. وكان عمره اثنتين وسبعين سنة. وقيل:
اثنتان وتسعون سنة- شك ابْن بكير فِي: سبعين وتسعين.
أَخْرَجَهُ الثلاثة.
(3/247)
3091- عبد الله بن عمرو بن عوف
عَبْد اللَّه بْن عَمْرو بْن عوف. كَانَ في جملة الذين
خرجوا إلى العرنيّين الذين قتلوا راعي رَسُول اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قاله الواقدي [1] .
3092- عبد الله بن عمرو بن قيس
(ب س) عَبْد اللَّه بْن عَمْرو بْن قيس بن زيد بْن سواد
بْن مالك بْن غنم بْن مالك بْن النجار، أَبُو أَبِي، وغلب
عَلَيْهِ «ابْنُ أم حرام» . وهو ابْنُ خالة أنس بْن
مَالِك، أمه أم حرام بِنْت ملحان، امْرَأَة عبادة بْن
الصامت، فهو ربيب عبادة، عُمَر حتَّى روى عَنْهُ
إِبْرَاهِيم بْن أَبِي عبلة.
أَخْبَرَنَا أَبُو يَاسِرٍ بِإِسْنَادِهِ إِلَى عَبْدِ
اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي،
حَدَّثَنَا كَثِيرُ بْنُ مَرْوَانَ أَبُو مُحَمَّدٍ،
حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي عَبْلَةَ قَالَ:
رَأَيْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عمرو بن أُمِّ حَرَامٍ
الأَنْصَارِيَّ، وَقَدْ صَلَّى مَعَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم القبلتين، وعليه خَزٍّ أَغْبَرَ،
وَأَشَارَ بِيَدِهِ إِلَى مَنْكِبَيْهِ، فَظَنَّ كَثِيرٌ
أَنَّهُ رِدَاءٌ [2] .
أَخْرَجَهُ أَبُو عُمَرَ، وَأَبُو موسى.
3093- عبد الله بن عمرو بن لويم
(د ع) عَبْد اللَّه بْن عَمْرو بْن لويم، وقيل: عَبْد
اللَّه بْن عَامِر.
يعد في الصحابة. روى مسعر، عن عبيد بن الْحَسَن، عَنْ
عَبْد اللَّه بْن معقل، عَنْ رجلين أحدهما من مزينة،
أحدهما عَنِ الآخر: عَبْد اللَّه بْنُ عَمْرو بْن لويم
والآخر غالب بْن أبجر- قَالَ مسعر: وأرى غالبًا الَّذِي
أتى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقال:
يا رسول الله، إنه لم يبق من مالي إلا حمرات [3] قَالَ:
«فأطعم أهلك من سمين مَالِك، فإني قذرت لهم جوال [4]
القرية» . أَخْرَجَهُ ابْنُ منده وَأَبُو نعيم، وأخرجه
أَبُو عُمَر قَالَ: عَبْد اللَّه بْن عَمْرو بْن مليل
المزني، لَهُ صحبة أَخْرَجَهُ أَبُو عُمَر مختصرًا وقَالَ
أَبُو أَحْمَد العسكري: عَبْد اللَّه بْن عَمْرو بْن مليل
المزني، قَالَ: وقَالَ ابْنُ أَبِي خيثمة:
لَهُ صحبة. قَالَ أَبُو حاتم: لا أعرفه. وروى العسكري
الحديث الَّذِي رَوَاهُ مسعر، عَنْ عبيد بن
__________
[1] ينظر المغازي للواقدي: 568- 571. وقال في نسبة:
«المزني» .
[2] مسند أحمد: 4/ 233.
[3] حمرات: جمع حمار.
[4] جوال: جمع جالة، وهي التي تأكل الجلة، وهي البعر.
وقد روى أبو داود في سننه عن عبد الله بن أبى زياد،
بإسناده إلى غالب بن ابجر حديثا بمعناه، وفيه: «أَطْعِمْ
أَهْلَكَ مِنْ سَمِينِ حُمُرِكَ، فَإِنَّمَا حَرَّمْتُهَا
من أجل جوال القرية» ينظر سنن أبى داود، كتاب الأطعمة،
الحديث 3809: 3/ 356.
(3/248)
الْحَسَن، عَنِ ابْنِ معقل، عَنْ رجلين من
مزينة، وَقَدْ تقدم فِي أول الترجمة كأنه جعلهما واحدًا.
وهو الصحيح، وَإِنما اختلفوا فِي الجد، والله أعلم.
3094- عبد الله بن عمرو أبو هريرة
(س) عَبْد اللَّه بْن عَمْرو، أَبُو هُرَيْرَةَ. سماه
الواقدي هكذا وقَالَ: توفي سنة تسع وخمسين، وهو ابْنُ ثمان
وخمسين سنة، وكان ينزل ذا الحليفة، وله دار بالمدينة تصدق
بها عَلَى مواليه، ويرد فِي كنيته.
أَخْرَجَهُ أَبُو مُوسَى، وَقَدْ اختلف فِي اسم أَبِي
هُرَيْرَةَ عَلَى نحو من عشرين وجهًا.
أَخْرَجَهُ أبو موسى.
3095- عبد الله بن عمرو بن هلال
(ب د ع) عَبْد اللَّه بْن عَمْرو بْن هلال. وقيل: ابْنُ
شرحبيل المزني، والد علقمة وبكر ابني عَبْد اللَّه، وهو
أحد البكّاءين الذين نزلت فيهم: وَلا عَلَى الَّذِينَ إِذا
مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لا أَجِدُ مَا
أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ 9: 92 [1] ... الآية، وكانوا ستة
نفر.
روى عنه ابنه علقمة وابن بريدة، لَهُ صحبة ورواية، وكان
ابنه بَكْر [2] من جلة أهل البصرة، كَانَ يُقال: «الْحَسَن
شيخها، وبكر فتاها.
أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ مَحْمُودٍ إِجَازَةً
بِإِسْنَادِهِ إِلَى أبي بكر بن أبي عاصم، قال: حدثنا أبو
بكر بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا الْمُعْتَمِرُ بْنُ
سُلَيْمَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ فَضَاءٍ [3] ، عَنْ
أَبِيهِ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ
أَبِيهِ قَالَ: «نَهَى نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ كَسْرِ سِكَّةِ الْمُسْلِمِينَ
الْجَائِزَةِ [4] بَيْنَهُمْ، إِلا مِنْ بَأْسٍ. وروى
عَنْهُ ابنه علقمة قَالَ: قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم: «إِذَا اشترى أحدكم لحمًا فليكثر مرقه» [5] .
أَخْرَجَهُ الثلاثة.
__________
[1] سورة التوبة، الآية 92.
[2] ينظر الجرح والتعديل لابن أبى حاتم: 2/ 2/ 116، 117،
إذ يبدو من حديث ابن أبى حاتم أن عبد الله بن عمرو ابن
هلال، هو عبد الله بن عمرو بن مليل، فقد ذكر في ترجمة «ابن
مليل» أنه روى عنه بكر وعلقمة ابناه. وفي ترجمة بكر 1/ 1/
388 قال: «بكر بن عبد الله المزني» وهو ابن عمرو بن هلال،
وهو أخو علقمة بن عبد الله» وذكر نحو هذا في ترجمة علقمة،
ينظر: 3/ 1/ 406.
[3] هو محمد بن فضاء الجهضمي، روى عن أبيه، وروى عنه
المعتمر بن سليمان. ينظر الجرح لابن أبى حاتم 4/ 1/ 56.
[4] أراد بسكة المسلمين: الدنانير والدراهم المضروبة، يسمى
كل واحد منهما سكة، لأنه طبع بالحديدة، واسمها السكة
والسك. وقد روى هذا الحديث الإمام أحمد عن المعتمر بن
سليمان بإسناده. ينظر المسند: 3/ 419. وكذا رواه ابن ماجة
عن أبى بكر بن أبى شيبة وغيره عن المعتمر، ينظر كتاب
التجارات، الحديث 2263: 2/ 761.
[5] روى الإمام أحمد نحوا من هذا عن جابر بن عبد الله، وعن
أبى ذر، ينظر المسند: 3/ 377، 5/ 156.
(3/249)
3096- عبد الله بن عمرو بن هلال
(ب د ع) عَبْد اللَّه بْن عَمْرو بْن وهب بْن ثعلبة بْن
وقش بْن ثعلبة بْن طريف بْن الخزرج ابن ساعدة،
الْأَنْصَارِيّ الخزرجي ثُمَّ الساعدي.
قَالَ ابْنُ شهاب وابن إِسْحَاق، فِي تسمية من قتل يَوْم
أحد، من بني ساعدة: «عَبْد اللَّه ابن عَمْرو» . ونسبه
ابْنُ إِسْحَاق إِلَى طريف.
أَخْرَجَهُ الثلاثة، وقَالَ أَبُو عُمَر: كل من كَانَ من
بني طريف، فهو من رهط سعد بْن ابْنُ مُعَاذٍ [1] قلت:
وَقَدْ نقله ابْنُ منده، عَنْ يونس بْن بكير، عَنِ ابْنِ
إسحاق: أنه من رهط سعد ابن مُعَاذٍ. وكذلك هُوَ فيما
رويناه عَنْ يونس عَنِ ابْنِ إِسْحَاق، وهو وهم، والصواب:
«سعد ابن عبادة» فإن سعد بْن مُعَاذ من الأوس، وبنو طريف
من ساعدة من الخزرج، وبنو ساعدة قبيلة سعد بْن عبادة،
رَأَيْت كلام ابن مندة وأبى عمر فِي عدة نسخ صحاح، فليس من
الناسخ، والله أعلم. والعجب من يونس يذكره فِي الخزرج،
ثُمَّ فِي بني ساعدة ويقول: «ومن بني طريف:
عَبْد اللَّه بْن وهب بْن عَمْرو، رهط سعد بْن مُعَاذٍ»
فكيف يكون من رهط ابْنُ مُعَاذٍ وهو من الأوس، وهذا من
الخزرج؟! وَقَدْ خالف يونس عَنِ ابْنِ إِسْحَاق عَبْد
الملك بْن هشام، وسلمة، وَإِبْرَاهِيم بْن سعد، فقالوا
عَنْهُ: رهط سعد بن عبادة [2] ، وهو الصواب.
3097- عبد الله بن عمرو بن وقدان
(ب) عَبْد اللَّه بْن عَمْرو بْن وقدان بْنُ عَبْد شمس بْن
عَبْد ود، العامري المعروف بابن السعدي، وَقَدْ تقدم ذكره
فِي عَبْد اللَّه بْن السعدي [3] .
أَخْرَجَهُ أَبُو عُمَر.
3098- عبد الله بن عمرو اليشكري
(س) عَبْد اللَّه بْن عَمْرو اليشكري. كَانَ اسمه الأعرس
[4] ، فيما ذكره ابْنُ شاهين.
روى أَبُو سنان الحنفي قَالَ: أول حي أدوا إلى رسول الله
صلى الله عليه وسلم صدقتهم حىّ بنى اليشكر،
__________
[1] الاستيعاب: 960.
[2] سيرة ابن هشام: 2/ 125، 126.
[3] انظر: 3/ 261، 264.
[4] في الأصل والمطبوعة: «الأعوس» بالواو. وهو خطأ. فقد
ترجم له ابن الأثير من قبل 1/ 122: «الأعرس بن عمرو
اليشكري» بالراء. كما ذكر هذه القصة- قصة صدقة حي يشكر-
الحافظ في الإصابة، في ترجمة الأعرس.
(3/250)
فأتي الأعرس بْن عَمْرو فَقَالَ: من أنت؟
قَالَ: أَنَا الأعرس بْن عَمْرو. قَالَ: لا، ولكنك عبد
الله. أخرجه أبو موسى.
3099- عبد الله بن عمير الأشجعي
(ب د ع) عَبْد اللَّه بْن عمير الأشجعي له صحبة، عداده في
أهل المدينة، سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:
إِذَا خرج عليكم خارج يشق عصا المسلمين ويفرق جماعتهم،
فاقتلوه، ما استثنى أحدًا. أخرجه الثلاثة [1] .
3100- عبد الله بن عمير الخطميّ
(ب د ع) عَبْد اللَّه بْن عمير الخطمي، من بني خطمة بْن
جشم بْن مَالِك بْن الأوس، أنصاري أوسي، ثُمَّ خطمي.
يعد فِي أهل المدينة، كَانَ أعمى وجاهد مع رسول الله صلى
الله عليه وسلم وهو أعمى، وكان يوم فِي مسجد بني خطمة.
روى جَرِيرٌ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ،
عن عبد اللَّه بْن عمير: أَنَّهُ كَانَ إمام بني خطمة على
عهد رسول الله وروى أَبُو معاوية، عَنْ هشام، عَنْ أَبِيهِ
فَقَالَ: عَنْ عدي بْن عميرة.
أَخْرَجَهُ [2] الثلاثة.
3101- عبد الله بن عمير السدوسي
(ب د ع) عَبْد اللَّه بْن عمير السدوسي. لَهُ صحبة، وَفَدَ
إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
رَوَى عَمْرُو بْنُ سفيان بن عبد الله بن عمير السدوسي، عن
أبيه، عن جده: أنه جاءنا بإدواة من عند رَسُول اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَدْ غَسَلَ
النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيهَا
وَجْهَهُ وَمَضْمَضَ فِي الْمَاءِ، وَغَسَلَ يَدَيْهِ
وَذِرَاعَيْهِ ثُمَّ مَلأَ الإِدَاوَةَ وَقَالَ: لا
تَرِدَنَّ مَاءٌ إِلا مَلأَتِ الإِدَاوَةَ عَلَى مَا
بَقِيَ فِيهَا، فَإِذَا أَتَيْتَ بِلادَكَ فَرُشَّ تِلْكَ
الْبَيْعَةَ، وَاتَّخِذْهَا مَسْجِدًا. قَالَ:
فَاتَّخَذُوهُ مَسْجِدًا. قَالَ: وقد صليت أنا فيه. أخرجه
الثلاثة.
__________
[1] وذكره ابن أبى حاتم في الجرح والتعديل: 2/ 2/ 123.
وقال: «روى عنه وقدان» .
[2] وأخرجه ابن أبى حاتم 2/ 2/ 124، وقال: «عبد الله بن
عمير» وذكر أنه كان إمام مسجد بنى خطمة. وأنه روى عنه عروة
بن الزبير.
(3/251)
3102- عبد الله بن عمير بن عدي
(ب د ع) عَبْد اللَّه بْن عمير بْن عدي بْن أمية بْن خدارة
بْن عوف بْن الحارث بْن الخزرج الْأَنْصَارِيّ.
شهد بدرًا فِي قول الجميع [1] ، كذا نسبه أَبُو عُمَر.
وأمَّا ابْنُ منده وَأَبُو نعيم فجعلاه خدريًا، من بني
خدرة بْن عوف، وخدرة وخدارة أخوان.
وقَالَ ابْنُ ماكولا: هُوَ عَبْد اللَّه بْن عمير بْنُ
حارثة بْن ثعلبة بْن خلاس بْن أمية بْن خدارة، قَالَ عروة
وابن شهاب وابن إِسْحَاق: إنه شهد بدرًا. وقَالَ ابْنُ
منده: وقَالَ- يعني عروة- في موضع آخر: عبد الله بن عرفطة.
والذي رأيناه فِي كتب المغازي أَنَّهُ من خدارة بزيادة
ألف، لا من خدرة، وهو الصحيح، وأمَّا قول ابْنِ منده عَنْ
عروة أَنَّهُ قَالَ في موضع آخر: «عَبْد اللَّه بْن عرفطة»
فلا شك أن ابْنُ منده قَدْ ظن أن «عَبْد اللَّه بْن عدي»
قيل فِي أَبِيهِ: «عرفطة» وَإِنما هما اثنان، شهدا بدرا:
أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَر بِإِسْنَادِهِ، عَنْ يونس، عَنِ
ابْنِ إِسْحَاق، فِي تسمية من شهد بدرًا قَالَ:
«ومن بني خدارة: «تميم بْن يعار بْن قيس، وعبد اللَّه بْن
عمير، وزيد بْن المزين [2] بْن قيس، وعبد اللَّه بْن
عرفطة، أربعة نفر» .
فقد جعلهما اثنين كما ترى، ثُمَّ قَالَ: أربعة نفر. فهذا
تأكيد فِي أنهما اثنان، والله أعلم.
وكذلك قَالَ غيره، ثُمَّ قَالَ ابْنُ إسحاق: ومن بنى
الأبجر- وهم بنو خدرة- وذكرهم.
أَخْرَجَهُ الثلاثة.
خلَّاس: بتشديد اللام، وفتح الخاء المعجمة.
3103- عبد الله بن عمير الليثي
(س) عَبْد اللَّه بْن عمير بْن قَتَادَة اللّيثي، أورده
ابْنُ شاهين.
أَخْبَرَنَا أَبُو مُوسَى إذنا، عَنْ كتاب أَبِي بَكْر بْن
الحارث، أَخْبَرَنَا أَبُو أحمد العطار، أخبرنا أبو حفص بن
شاهين، حَدَّثَنَا الْحُسَيْن بْن أَحْمَد، حَدَّثَنَا
ابْنُ أَبِي خيثمة، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا جرير بْن
عَبْد الحميد، حَدَّثَنَا هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ
أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّه بْن عمير: أَنَّهُ كَانَ أم
بني خطمة وهو أعمى، عَلَى عهد رَسُول اللَّه صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وجاهد مع رسول الله صلى الله
عليه وسلم، وهو أعمى.
__________
[1] سيرة ابن هشام: 1/ 692.
[2] في الأصل والمطبوعة: «زيد بن المرار» . والمثبت عن
سيرة ابن هشام 1/ 692، وترجمة «زيد بن المزين» فيما مضى:
2/ 300.
(3/252)
أخرجه أَبُو مُوسَى وقَالَ: كذا ترجم لَهُ
ابْنُ شاهين، ويمكن أن يكون غير الليثي، لأن بني خطمة من
الأنصار، وهم غير بني ليث.
قلت: هَذَا كلام أَبِي مُوسَى، وهذا عَبْد اللَّه بْن عمير
الخطمي الأعمى، قَدْ أَخْرَجَهُ ابْنُ منده مثل ما ذكره
أَبُو مُوسَى، وَقَدْ تقدم ذكره قبل هَذِهِ الترجمة، وروى
لَهُ هَذَا الحديث، عَنْ جرير بِإِسْنَادِهِ مثله، ولا
أدري من أَيْنَ أتي أَبُو مُوسَى؟ فإن كَانَ لأجل زيادة
«قَتَادَة» فِي نسبه، فهذا لا يوجب استدراكًا عَلَيْهِ!
وَإِن كَانَ لأجل أَنَّهُ قيل فِيهِ: «ليثي» ، فهذا غلط من
قائله لا يوجب استدراكًا أيضًا، فإن كَانَ كل من يغلط،
يجعل غلطه استدراكًا، فهذا يخرج عَنِ الحد، لا سيما فِي
زمننا هَذَا مَعَ غلبة الجهل، فلم يكن لاستدراكه وجه!
وقوله: «يمكن أن يكون غير الليثي» فلا شبهة أَنَّهُ غيره،
لأن خطمة من الأنصار، والأنصار من الأزد، وهم من أهل
اليمن، وليث من كنانة، وكنانة من مضر، فكيف يُقال: «يمكن
أن يكون غيره» ! ولعل قولُه: «ليثي» غلط من الناسخ، أَوْ
قَدْ سقط من الكتاب ما بعد «الليثي» وبعض ترجمة
الْأَنْصَارِيّ، وبقي حديثه فظنه بعض من رآه أن الحديث
لليثي، وليس لَهُ، والله أعلم. وقولُه فِي الحديث: «إنه
كَانَ يؤم بني خطمة» يدل عَلَى أَنَّهُ خطمي، لأن إمام كل
قبيلة كَانَ منها، لنفور طباع العرب أن يتقدم عَلَى
القبيلة من غيرها، والله أعلم.
3104- عبد الله بن عميرة
(د ع) عَبْد اللَّه بْن عميرة- بزيادة هاءٍ في آخره- أدرك
الجاهلية، ولا تصح صحبته، يعد فِي الكوفيين.
روى روح، عَنْ شُعْبَة، عَنْ سماك بْن حرب، عَنْ عَبْد
اللَّه بْن عميرة- وكان قائد الأعشى فِي الجاهلية.
أَخْرَجَهُ ابْنُ منده وَأَبُو نعيم، وقَالَ الأمير أَبُو
نصر: عَبْد اللَّه بْن عميرة- يعني بفتح العين، وكسر
الميم- حديثه في الكوفيين، روى عَنْ جرير وغيره، روى
عَنْهُ سماك بْن حرب. وقَالَ:
قَالَ إِبْرَاهِيم الحربي: لا أعرف عَبْد اللَّه بْن
عميرة، وَإِنما أعرف عميرة بْن زياد الكندي، حدث عَنْ
عَبْد اللَّه، إن كَانَ هَذَا ابنه وَإِلا فلا أعرفه.
3105- عبد الله بن عنبة
(د ع) عَبْد اللَّه بْن عنبة، أَبُو عنبة الخولاني، سماه
الطبراني فِي معجمه، وعداده فِي الشاميين سكن حمص.
(3/253)
روى عَنْهُ مُحَمَّد بْن زياد الألهاني،
وبكر بْن زرعة، وغيرهما. أسلم عَلَى عهد النَّبِيّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ولم يره، وقيل: أنه سمع النبي
صلى الله عليه وسلم وصلى القبلتين.
رَوَى الْجَرَّاحُ بْنُ مَلِيحٍ الْبَهْرَانِيُّ [1] ،
عَنْ بَكْرِ بْنِ زُرْعَةَ الْخَوْلانِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ
أَبَا عِنَبَةَ الْخَوْلانِيَّ- وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ
رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
مِمَّنْ صَلَّى الْقِبْلَتَيْنِ، وَأَكَلَ الدَّمَ فِي
الْجَاهِلِيَّةِ- قَالَ: سَمِعْتُ رَسُول اللَّهِ صَلَّى
الله عليه وسلم يقول: «لا يَزَالُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ
يَغْرِسُ غَرْسًا فِي هَذَا الدِّينِ، يَسْتَعْمِلُهُمْ
فِي طَاعَتِهِ [2] » . أَخْرَجَهُ ابن منده وأبو نعيم [3]
.
3106- عبد الله بن عنمة المزني
(د ع) عَبْد اللَّه بْن عنمة المزني. لَهُ صحبة، شهد فتح
مصر، ذكره مُحَمَّد بْن عُمَر الواقدي وقَالَ: شهد فتح
الإسكندرية الثَّاني، لَهُ ذكر فِي الصحابة، قاله أَبُو
سَعِيد بْن يونس.
أخرجه ابن منده وأبو نعيم مختصرا.
3107- عبد الله بن عوسجة البجلي
(س) عَبْد اللَّه بْن عوسجة البجلي، ثُمَّ العرني، كَانَ
رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعثه
بكتابه إِلَى بني حارثة بْن عَمْرو بْن قريط يدعوهم إِلَى
الْإِسْلَام، فأخذوا الصحيفة فغسلوها، فرقّعوا بها أسفل
دلوهم [4] ، وأبوا أن يجيبوا رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ:
«أذهب اللَّه عقولهم» فهم أهل سفة وكلام مختلط. أخرجه أبو
موسى.
3108- عبد الله بن عوف
(د ع) عَبْد اللَّه بْن عوف. روى عَنِ النَّبِيّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أخرجه يَحيى بْن يونس
الشيرازي فِي كتابه.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَرَجِ بْنُ أَبِي الرَّجَاءِ فِي
كِتَابِهِ بِإِسْنَادِهِ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ أَحْمَدَ بْنِ
عَمْرِو بن الضّحّاك،
__________
[1] له ترجمة في الجرح والتعديل: 1/ 1/ 523.
[2] أخرجه ابن ماجة، عن هشام بن عمار، عن الجراح بن المليح
باسناده مثله، ينظر المقدمة، الحديث 8: 1/ 5.
[3] قال ابن أبى حاتم في الجرح والتعديل 4/ 2/ 418: «أبو
عنبة الخولانيّ، ليست له صحبة» وينقل عن أبيه أنه قال:
«هو من الطبقة الأولى من تابعي أهل الشام» ويقول إنه «روى
عنه أبو الزاهرية، ومحمد بن زياد الألهاني، وبكر بن زرعة
الخولانيّ» .
[4] ينظر ترجمة رعية السحيمى العرني: 2/ 223 فقد تقدم في
ترجمته نحو هذا الحديث، كما ينظر مسند أحمد: 5/ 285، 286.
(3/254)
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي
شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، عَنْ
حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ جَبَلَةَ بْنِ عَطِيَّةَ
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَوْفٍ أَنَّ النَّبِيّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «الإِيمَانُ يَمَانٍ» .
قَالَ مَحْمُودُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سُمَيْعٍ: هُوَ
مِنْ تَابِعِي أَهْلِ الشام، من الطبقة الثالثة من عمال
عمر بن عَبْدِ الْعَزِيزِ [1] .
أَخْرَجَهُ ابْنُ مَنْدَهْ وَأَبُو نُعَيْمٍ.
3109- عبد الله بن عوف الأشج
(س) عَبْد اللَّه بْن عوف الأشج، من الوفد، نزل البصرة.
قَالَه ابْنُ شاهين، أَخْرَجَهُ أَبُو مُوسَى مختصرًا.
2110- عَبْد اللَّه بْن عوف بْن عَبْد عوف
(س) عَبْد اللَّه بْن عوف بْن عَبْد عوف بْن [عَبْد بْن]
[2] الحارث بْن زهرة، أخو عَبْد الرَّحْمَن بْن عوف.
قَالَ ابْنُ شاهين: أسلم يوم الفتح، وأخوه الأسود لَهُ دار
بالمدينة. قَالَ الزُّبَيْر: لم يهاجر، يعني عَبْد اللَّه
بْن عوف.
أَخْرَجَهُ أَبُو مُوسَى مختصرًا.
3111- عَبْد اللَّه بْن أَبِي عوف
عَبْد اللَّه بْن أَبِي عوف بْن عويف بْن مَالِك بْن كيسان
بْن ثعلبة بْن عمرو بن يشكر بن على ابن مالك بْن سعد بْن
نذير بْن قسر بْن عبقر بْن أنمار بْن إراش البجلي، كَانَ
اسمه «عَبْد شمس» فسماه النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ «عَبْد اللَّه» لما وفد إليه.
قاله ابن الكلبي.
3112- عبد الله بن عويم
(د ع) عَبْد اللَّه بْن عويم بْن ساعدة الْأَنْصَارِيّ،
ويذكر نسبه عند ذكر أَبِيهِ، إن شاء اللَّه تعالى عداده
فِي أهل المدينة، اختلف فِي اسمه.
__________
[1] وكذا ذكر ابن أبى حاتم في الجرح 2/ 2/ 125، قال: «عبد
الله بن عوف القاري أبو القاسم. رأى عثمان ومعاوية.
وكان عامل عمر بن عبد العزيز على ديوان فلسطين. روى عن أبى
جمعة وبشير بن عقربة، روى عنه الزهري، ورجاء بن أبى سلمة..
سمعت أبى يقول ذلك» .
[2] سقط من المطبوعة، أثبتناه عن الأصل، وينظر ترجمة أخيه
أسود بن عوف في: 1/ 106.
(3/255)
رَوَى مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادٍ، عَنْ
عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ
عُوَيْمِ بْنِ سَاعِدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ،
أَنَّ النَّبِيّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وسلم قَالَ: «إن
اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ اخْتَارَنِي، وَاخْتَارَ لِي
أَصْحَابًا» فَجَعَلَ لِي مِنْهُمْ وُزَرَاءَ
وَأَنْصَارًا، فَمَنْ سَبَّهُمْ فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ
اللَّهِ وَالْمَلائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ» .
ورواه جماعة عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ طلحة، عَنْ عَبْد الرحمن
بن سالم بن عبد الرحمن بن عويم ابن ساعدة، عَنْ أَبِيهِ،
عَنْ جَدّه. وهو الصواب. أَخْرَجَهُ ابْنُ منده وَأَبُو
نعيم.
عويم: بضم العين، تصغير عام.
3113- عبد الله بن عياش
(ب د ع) عَبْد اللَّه بْن عياش بْن أَبِي رَبِيعة، واسم
أَبِي رَبِيعة: عَمْرو بن المغيرة بن عبد الله ابن عُمَر
بْن مخزوم الْقُرَشِيّ المخزومي.
ولد بأرض الحبشة، يكنى أبا الحارث، وأمه أسماء بِنْت مخربة
[1] بْن جندل بْن أبير ابن نهشل التميمية.
روى عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
وروى عن عمر [2] وغيره، فمما روى عَنِ النَّبِيّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ما رَوَاهُ عَنْهُ عَبْد
اللَّه بْن الحارث [3] قَالَ: دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعض بيوت آل أَبِي
رَبِيعة، إما لعيادة مريض، وَإِما لغير ذَلِكَ، فقالت لَهُ
أسماء بِنْت مخربة [1] التميمية- وهي أم عياش بْن أَبِي
رَبِيعة-: يا رَسُول اللَّه، ألا توصني؟ فقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: «يا أم الْجُلاس، ائتي إِلَى أختك ما
تحبين أن تأتي إليك» . وأتى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بصبي من ولد عياش، وكانت أم الجلاس
ذكرت لرسول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
مرضًا بالصبي- فَأَخَذَهُ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وجعل يرقيه وينقل عَلَيْهِ، وجعل
الصبي يتفل عَلَى رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ، فجعل بعض أهل البيت ينتهر الصبىّ، ورسول الله
يكفّهم عن ذلك.
وى عَنْهُ بَكْر بْن مُحَمَّد بْن عَمْرو بْن حزم، ونافع
مَوْلَى ابْنُ عمر، وغيرهما.
أَخْرَجَهُ الثلاثة.
__________
[1] في المطبوعة: «مخرمة» بالميم مكان الياء، وهو خطأ.
ينظر تاج العروس 1/ 231، وستأتي ترجمتها، كما ينظر كتاب
نسب قريش: 318.
[2] قال ابن أبى حاتم في الجرح 2/ 2/ 125: روى عن عمر، روى
عنه الحارث بن عبد الله بن عياش، ونافع، سمعت أبى يقول
ذلك» ولم يذكر له صحبة.
[3] كذا، ولعله: «الحارث بن عبد الله» ابنه، كما سبق أن
نقلنا عن ابن أبى حاتم.
(3/256)
قلت: قولهم: «فقالت لَهُ أسماء بِنْت مخربة
التميمية، وهي أم عياش: «يا رَسُول اللَّه» فأم عياش هِيَ
أم أَبِي جهل، وَهِيَ لم تسلم، ويرد ذكرها فِي ابنها عياش،
ويرد الكلام عليها.
وعلى أسماء بِنْت مخربة [أم عَبْد اللَّه هذا في أسماء بنت
سلامة بن مخربة] ، فإن أم عَبْد اللَّهِ هِيَ بِنْت أخي
أسماء بِنْت مخربة [1] أم عياش وأبي جهل، وقد نسبوها هاهنا
إِلَى جدها، فربما يظن بعض من يراه أنه غلط، والله أعلم.
3114- عبد الله بن غالب
(ب) عَبْد اللَّه بْن غالب الليثي. من كبار الصحابة. بعثه
رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي
سرية سنة اثنتين من الهجرة.
أَخْرَجَهُ أَبُو عُمَر مختصرًا.
3115- عَبْد اللَّه بْن الغسيل
(د ع) عَبْد اللَّه بْن الغسيل. مجهول.
روى عنه عامر بن عبد الأسود، يعد فِي بادية البصرة.
حَدَّثَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْحَكَمِ بْنِ
الْبَرَاءِ بْنِ قَبِيصَةَ الثَّقَفِيُّ، عَنْ أَبِيهِ،
عَنْ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ الأَسْوَدِ الْعَبْقَسِيِّ، عَنْ
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْغَسِيلِ قال: كنت مع رسول الله صلى
الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَمَرَّ بِالْعَبَّاسِ فَقَالَ:
يَا عَمِّ، اتبعنى ببنيك. فانطلق بستة من بينه: الْفَضْلِ،
وَعَبْدِ اللَّهِ، وَعُبَيْدِ اللَّهِ، وَقُثَمَ،
وَمَعْبَدٍ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ، فَأَدْخَلَهُمُ
النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم بيتا، وغطاهم
بشملة سوداء مخططة بخمرة، فَقَالَ:
«اللَّهمّ إِنَّ هَؤُلاءِ أَهْلُ بَيْتِي وَعِتْرَتِي،
فَاسْتُرْهُمْ مِنَ النَّارِ كَمَا سَتَرْتَهُمْ بِهَذِهِ
الشَّمْلَةِ» . فَمَا بَقِيَ فِي الْبَيْتِ مَدَرَةٌ وَلا
بَابٌ إِلا أَمِنَ. أَخْرَجَهُ ابْنُ مَنْدَهْ وَأَبُو
نُعَيْمٍ.
قلت: قَدْ كَانَ يُقال لعبد اللَّه بْن حنظلة بْن أَبِي
عَامِر الْأَنْصَارِيّ: «ابْنُ الغسيل» . لأن أباه حنظلة
قتل يَوْم أحد، فَقَالَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ: «إن الملائكة تغسله» فقيل لابنه: ابْنُ الغسيل
[2] وله صحبة أيضا.
3116- عبد الله الغفاريّ
(د) عَبْد اللَّه الغفاري. أَخْرَجَهُ ابْنُ منده، ولم يزد
على هذا القدر.
__________
[1] كتاب نسب قريش: 319.
[2] ينظر ترجمته: 3/ 218، 219.
(3/257)
3117- عبد الله بن غنام
(ب د ع) عَبْد اللَّه بْن غنام بْن أوس بْن مَالِك بْن
بياضة الْأَنْصَارِيّ البياضي لَهُ صحبة، يعد فِي أهل
الحجاز.
أخبرنا أبو أحمد عبد الوهاب بن علي الأَمِينُ
بِإِسْنَادِهِ إِلَى سُلَيْمَانَ بْنِ الأَشْعَثِ،
حَدَّثَنَا أحمد ابن صَالِحٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ
حَسَّانٍ، وَإِسْمَاعِيلُ قَالا: حدثنا سليمان بن بلال، عن
ربيعة بن أبي عبد الرحمن، عن عبد الله بن عَنْبَسَةَ، عَنْ
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ غَنَّامٍ: أَنَّ رسول الله صلى الله
عليه وسلم قال: من قال حين يصبح: «اللَّهمّ ما أصبح بِي
مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنْكَ وَحْدَكَ، لا شَرِيكَ لَكَ، فَلَكَ
الْحَمْدُ، وَلَكَ الشُّكْرُ. فَقَدْ أَدَّى شُكْرَ
يَوْمِهِ، وَمَنْ قَالَ ذَلِكَ حِينَ يُمْسِي فَقَدْ
أَدَّى شُكْرَ لَيْلَتِهِ [1] » . أَخْرَجَهُ الثَّلاثَةُ،
قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: وَقَدْ صَحَّفَ فِيهِ بَعْضُ
الرُّوَاةِ مِنْ رِوَايَةِ ابْنِ وَهْبٍ، فَقَالَ عَنْ
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ، وَقِيلَ: هُوَ عَبْدُ
الرَّحْمَنِ بْنُ غَنَّامٍ، وَقِيلَ: «ابْنُ غَنَّامٍ»
مِنْ غَيْرِ أَنْ يَذْكُرَ اسْمَهُ. وَقَدْ رَوَاهُ ابْنُ
مَنْدَهْ مِنْ حَدِيثِ يَحْيَى بْنِ صَالِحٍ
الْوُحَاظِيِّ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْلَمَةَ، عَنْ
سُلَيْمَانَ، فَقَالَ: «عَنِ ابن غنام» ولم يذكر اسمه.
3118- عبد الله بن فضالة الليثي
(ب د ع) عَبْد اللَّه بْن فضالة الليثي أَبُو عَائِشَة.
روى عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ: «ولدت فِي الجاهلية، فعق [2]
أَبِي عني بفرس» وَإِسناده ليس بالقائم، واختلف فِي إتيانه
النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فروى مسلمة
بْن علقمة، عَنْ دَاوُد بْن أَبِي هند عَنْ أبي حرب بن أبي
الأسود، عن عبد اللَّه بْن فضالة، أَنَّهُ أتى النَّبِيّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ورواه خَالِد الواسطي
وزُهير [3] بْن إِسْحَاق، عَنْ دَاوُد عَنْ [4] أَبِي حرب،
عن عبد الله بن فضالة، عن أبيه، وهو أصح، قَالَهُ أَبُو
عُمَر [5] .
وقَالَ ابْنُ منده وَأَبُو نعيم: لا تصح لَهُ صحبة. عداده
فِي التابعين، وذكره بعض النَّاس فِي الصحابة، قَالَ
خليفة: كَانَ عَبْد اللَّه بْن فضالة عَلَى قضاء البصرة،
وقَالَ أَبُو عُمَر: ما رواه عن
__________
[1] سنن أبى داود، كتاب الأدب، الحديث 5073، 4/ 318.
[2] العقيقة: التي تذبح عن المولود.
[3] في الأصل والمطبوعة: «عن زهير» والمثبت عن ابن أبى
حاتم في الجرح، فسيأتي أن هذا لفظه. وخالد الواسطي يروى عن
داود، ينظر الجرح 21/ 340.
[4] في المطبوعة: «داود بن أبى حرب» وهو خطأ والمثبت عن
الأصل، ولفظ ابن أبى حاتم.
[5] هذا الّذي نسبه ابن الأثير إلى أبى عمر، من قوله:
«واختلف في إتيانه» هو لفظ ابن أبى حاتم في الجرح
والتعديل:
2/ 2/ 135، 136، وقد نقله ابن أبى حاتم عن أبيه.
(3/258)
النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ فهو عندهم مرسل عَلَى أَنَّهُ قَدْ أتى
النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولا يختلف
فِي صحبة أَبِيهِ، ويذكر فِي بابه، إن شاء اللَّه تعالى.
3119- عبد الله بن فضالة المزني
(س) عَبْد اللَّه بْن فضالة المزني.
قَالَ أَبُو مُوسَى: كأنه غير الليثي. روى إِبْرَاهِيم بْن
جَعْفَر، عَنْ عَبْد اللَّه بْن سَلَمة الجبيري، عَنْ
أَبِيهِ، عَنْ عَمْرو بْن مرة الجهني وعبد اللَّه بْن
فضالة المزني- وكانت لهما صحبة، عن جابر ابن عَبْد اللَّه:
أنهم كانوا يقولون: «عليّ بْنُ أَبِي طَالِب أول من أسلم»
.
أَخْرَجَهُ أَبُو موسى.
3120- عبد الله بن أبو قابوس
(د ع) عَبْد اللَّه أَبُو قابوس غير منسوب، عداده فِي أهل
الكوفة.
اختلف فِي اسمه فقيل: اسمه المخارق.
رَوَى سِمَاكٌ، عَنْ قَابُوسَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ
أَبِيهِ قَالَ: جَاءَتْ أُمُّ الْفَضْلِ- وَهِيَ امْرَأَةُ
الْعَبَّاسِ- إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ فقالت: يا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي رَأَيْتُ
بَعْضَ جِسْمِكَ فِي بيتي. فقال: خيرا رَأَيْتِ، تَلِدُ
فَاطِمَةُ غُلامًا، فَتُرْضِعِينَهُ بِلَبَنِ قُثَمَ،
فَجَاءَتْ بِهِ إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَبَالَ عَلَيْهِ، فَقَالَتْ بِيَدِهَا
هَكَذَا. فَقَالَ: أَوْجَعْتِ ابْنِي، رَحِمَكِ اللَّهُ،
ثُمَّ قَالَ: «النَّضْحُ مِنَ الْغُلامِ، وَالْغُسْلُ مِنَ
الْجَارِيَةِ» لَمْ يَذُكْر فِي هَذِهِ الرِّوَايَةِ
وَلَدَ فَاطِمَةَ.
أَخْرَجَهُ ابن منده وأبو نعيم.
3121- عبد الله بن قارب
(ب د ع) عَبْد اللَّه بْن قارب، أَبُو وهب الثقفي. وقيل:
ابْنُ مأرب.
روى عنه ابنه وهب أَنَّهُ قَالَ: كنت مَعَ أَبِي فرأيت
رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يدعو
بيده: «رحم اللَّه المحلقين» فَقَالَ رَجُل: يا رَسُول
اللَّه، والمقصرين؟ فَقَالَ فِي الثانية، أَوْ الثالثة:
«والمقصرين» [1] يذكر الاختلاف فِيهِ، فِي أَبِيهِ قارب،
إن شاء اللَّه تَعَالى.
أَخْرَجَهُ الثلاثة.
__________
[1] أخرج أحمد في مسندة عن قارب نحوه، ينظر: 6/ 393.
(3/259)
|