أسد الغابة في معرفة الصحابة، ط الفكر

3122- عبد الله بن قداد
عَبْد اللَّه بْن قداد [1] الحارثي. ذكره ابْنُ إِسْحَاق فيمن وفد من بني الحارث بْن كعب عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَعَ خَالِد بْن الْوَلِيد. وقيل فِيهِ: عَبْد الله بن قريط، ويذكر في موضعه.
3123- عبد الله بن قدامة
(ب د ع) عَبْد اللَّه بْن قدامة السعدي، أخو وقاص بْن قدامة. اختلف فِي اسم أَبِيهِ فقيل:
قدامة، وقيل غير ذَلِكَ. وَقَدْ ذكر فِي عَبْد اللَّه بْن السعدي [2] . وهو من بني عَامِر بْن لؤي، يكنى أبا مُحَمَّد. كتب لهما النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كتابًا.
أَخْرَجَهُ الثلاثة، إلا أن أبا عُمَر جعله من عَامِر، وجعله ابْنُ منده وَأَبُو نعيم سلميًا، وسمى ابْنُ منده أباه قمامة، بدل قدامة، ونذكره فِي موضعه، وهما واحد، والله أعلم.
3124- عبد الله بن قرط
(ب د ع) عَبْد اللَّه بْن قرط الْأَزْدِيّ الثمالي. كَانَ اسمه فِي الجاهلية شيطانًا فسمّاه رسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَبْد اللَّه لَهُ ولأخيه عَبْد الرَّحْمَن صحبة. وشهد اليرموك وفتح دمشق، وأرسله يزيد بْن أَبِي سُفْيَان بكتابه إِلَى أَبِي بَكْر الصديق رَضِي اللَّه عَنْهُمْ. ذكره عبد الله بن محمد بن رَبِيعة فِي كتابه «فتوح الشام» واستعمله أَبُو عبيدة عَلَى حمص مرتين، ولم يزل عليها حتَّى توفي أَبُو عبيدة، ثُمَّ استعمله معاوية عَلَى حمص أيضًا. روى عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
روى عَنْهُ، غضيف بْن الحارث، وعمرو بْن [3] محصن، وسليم بْن عَامِر الخبائري وغيرهم.
أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ مَحْمُودِ بْنِ سَعْدٍ بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي عَاصِمٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، عَنْ يَحْيَى الْقَطَّانِ، عَنْ ثَوْرِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ رَاشِدِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُجَيٍّ [4] ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قُرْطٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَفْضَلُ الأَيَّامِ عِنْدَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ يَوْمُ النَّحْرِ وَيَوْمُ الْقَرِّ الَّذِي تَسْتَقِرُّ النَّاسُ فِيهِ [5] » ، قَالَ: وَقُرِّبَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم بدنات خمس أو ستّ
__________
[1] في المطبوعة: «قذاذ» . وفي سيرة ابن هشام: 2/ 593: «قراد» . وقداد وقراد معروفان في الأسماء.
[2] ينظر: 3/ 261.
[3] كذا في الأصل والمطبوعة. وفي التهذيب: 5/ 361: «وعبد الله بن محصن» .
[4] في المطبوعة: «عبد الله بن يحيى» . وهو خطأ، والمثبت من الأصل، ومسند أحمد: 4/ 350، والمشتبه للذهبى، 559. والتهذيب: 6/ 55.
[5] يوم القر: هو الغد من يوم النحر، وهو حادي عشر ذي الحجة، لأن الناس يقرون فيه بمنى، أي: يسكنون ويقيمون. ووقع في مسند أحمد: «ثم يوم النعر» .

(3/260)


فَطَفِقْنَ يَزْدَلِفْنَ إِلَيْه بِأَيَّتِهِنَّ يَبْدَأُ [1] ، فَلَمَّا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا قَالَ كَلِمَةً خَفِيَّةً [2] لَمْ أَفْهَمْهَا، فَسَأَلَتْ بَعْضَ مَنْ يَلِيهِ مَا قَالَ؟ فَقَالَ: «مَنْ شَاءَ اقْتَطَعَ» وقتل عَبْد اللَّه بأرض الروم شهيدا، سنة ست وخمسين، قاله ابن يونس.
أخرجه الثلاثة.
3125- عبد الله بن قرة
(س) عَبْد اللَّه بْن قُرَّة. أَخْرَجَهُ أَبُو مُوسَى، ونقله عَنِ الخطيب أَبِي بَكْر قَالَ: وقَالَ غيره:
عَبْد اللَّه بْن قرط، وروى أَنَّهُ كَانَ اسمه شيطانًا فسماه النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَبْد اللَّه، وَقَدْ تقدم هذا في عبد الله بن قرط.
3126- عبد الله بن قرة الهلالي
(د) عَبْد اللَّه بْن قُرَّة بْن نهيك الهلالي. دعا لَهُ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالبركة، رَأَيْته فِي بعض نسخ كتاب أبى عبد الله بن مندة.
3127- عبد الله بن قريط
(ب) عَبْد اللَّه بْن قريط الزيادي. قدم مَعَ خَالِد بْن الْوَلِيد فِي وفد بني الحارث بْن كعب فأسلموا، وذلك سنة عشر.
أَخْرَجَهُ أَبُو عُمَر هكذا.
قَالَ ابْنُ إِسْحَاق: من رواية سَلَمة ويونس عَنْهُ: «قريط» . ورواه عبد الملك بْن هِشَام، عَنِ البكائي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاق: «قُداد» وَقَدْ تقدم، وهما واحد، والله أعلم.
3128- عبد الله بن قمامة
(د) عَبْد اللَّه بْن قمامة السلمي، أخو وقاص بْن قمامة. كتب لهما النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كتابًا.
أَخْرَجَهُ ابْنُ منده هكذا، وَقَدْ أَخْرَجَهُ أَبُو عُمَر وَأَبُو نعيم فقالا: «عَبْد اللَّه بْن قدامة» ، وَقَدْ تقدم ذكره.
3129- عبد الله بن قنيع
عَبْد اللَّه بْن قنيع بْن أهبان بْن ثعلبة بْن رَبِيعة، كَانَ اسمه عَبْد عمرو فسماه رَسُول اللَّه عَبْد اللَّه، وهو قاتل دريد بْن الصمة. قاله الغساني عَنِ ابْنِ هشام [3] .
__________
[1] في المطبوعة: «يأتيهن بيداء» وهو خطأ.
[2] في المطبوعة: «كلمة خفيفة» والمثبت عن الأصل ومسند أحمد.
[3] سيرة ابن هشام: 2/ 454.

(3/261)


3130- عبد الله بن قيس الأسلمي
(د ع) عَبْد اللَّه بْن قيس الأسلمي. رَوَى يَزِيدُ بْنُ عِيَاضٍ، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ عبد الله ابن قَيْسٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ قَامَ يُرَائِي [بِعَمَلِهِ] فَهُوَ فِي مَقْتِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ حَتَّى يَجْلِسَ» قَالَهُ ابْنُ مَنْدَهْ، وروى لَهُ أَبُو نعيم: أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ابتاع من رَجُل من بني غفار سهمه من خيبر ببعير، فقال لَهُ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إن الَّذِي أخذت منك خير من الَّذِي أعطيتك، فإن شئت فخذ، وَإِن شئت فاترك. قَالَ: قَدْ أخذت» . أَخْرَجَهُ ابْنُ منده وَأَبُو نعيم، فابن منده أخرج الحديث الأول فِي هَذِهِ الترجمة، وأخرجه أَبُو نعيم في ترجمة «عبد الله بن قيس الخزاعي» الَّذِي يأتي ذكره، وأخرج الحديث الثَّاني فِي هَذِهِ الترجمة، والله عزَّ وجلَّ أعلم.
وأمَّا أَبُو عُمَر فإنه لم يخرج هَذِهِ الترجمة، وَإِنما أخرج الخزاعي، وقَالَ: «وقيل: الأسلمي» وروى لَهُ أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ابتاع من رَجُل من غفار.. ونذكره بعد هَذِهِ الترجمة إن شاء اللَّه تعالى.
3131- عبد الله بن قيس الأنصاري
(د ع) عَبْد اللَّه بْن قيس الْأَنْصَارِيّ. قتل فِي بعض بعوث النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شهيدًا.
روى ابْنُ عَبَّاس أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم قال: «ما عَلَى الأرض رَجُل يموت وفي قلبه مثقال حبة من خردل من الكبر، إلا جعله اللَّه فِي النار» فلما سَمِعَ عَبْد اللَّه بْن قيس الْأَنْصَارِيّ بكى، فَقَالَ لَهُ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم: يا عبد الله بْن قيس، لم تبكي؟ قَالَ: من كلمتك! فَقَالَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
«أبشر بأنك فِي الجنة» فبعث النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعثًا، فقتل فيهم شهيدًا. أَخْرَجَهُ ابن منده وأبو نعيم.
3132- عبد الله بن قيس بن خالد
(ب ع س) عبد الله بن قيس بْن خَالِد بْن خلدة بْن الحارث بْن سواد بْن مالك بْن غنم ابن مَالِك بْن النجار الْأَنْصَارِيّ الخزرجي ثُمَّ النجاري.
شهد بدرًا، قاله مُوسَى بْن عقبة، عَنِ ابْنِ شهاب. وقاله ابْنُ إِسْحَاق وذكر مُحَمَّد بْن سعد عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّدِ [1] بْنِ عمارة الْأَنْصَارِيّ أَنَّهُ قتل شهيدًا يَوْم أحد، وأنكر مُحَمَّد بْن عُمَر- يعني الواقدي- ذَلِكَ، وقَالَ: عاش عَبْد اللَّه هَذَا وشهد المشاهد كلها مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وتوفي فِي خلافة عثمان رَضِي الله عنهما، قيل انه لم يعقب.
__________
[1] في الأصل والمطبوعة: «محمد بن عبد الله بن عمارة» والمثبت عن طبقات ابن سعد 3/ 2/ 57. وميزان الاعتدال 2/ 489

(3/262)


أخرجه أبو نعيم، وَأَبُو عمر، وأبو موسى. وقال أبو موسى: أفرده أبو نعيم عن الَّذِي يروي حديثه ابْنُ عَبَّاس فِي الكبر، ويحتمل أن يكون هُوَ هُوَ، وهو قبل هذه الترجمة.
3133- عبد الله بن قيس الخزاعي
(ب د ع) عَبْد اللَّه بْن قيس الخزاعي. روى أَبُو نعيم بِإِسْنَادِهِ، عَنْ يَزِيدَ بن عياض، عن الأعرج، عن عبد الله بْن قيس الخزاعي: أن رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «من قام رياء وسمعة، فهو فِي مقت اللَّه حتَّى يجلس» . أخرجه أبو نعيم وأبو عمر وأبو موسى، إلا أن أبا عُمَر قَالَ: «خزاعي وقيل: أسلمي» .
قلت: قَدْ أخرج ابْنُ منده هَذَا المتن فِي ترجمة عَبْد اللَّه بْن قيس الأسلمي، وَقَدْ ذكرناه هناك، وأمَّا أَبُو نعيم فلم يخرجه فِي تلك الترجمة، لأنَّه ظنهما اثنين، فذكر فِي الأول حديث أن رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ابتاع من رَجُل من بني غفار سهمه من خيبر، وأمَّا أَبُو عُمَر فإنه ظنهما واحدًا، وقَالَ: عَبْد اللَّه بْن قيس الخزاعي، وقيل: الأسلمي. وروى لَهُ حديث سهم خيبر، وقَالَ:
«وله حديث آخر» . وأنا أظنهما واحدا، قيل فِيهِ: خزاعي، وقيل: أسلمي، وكلام أَبِي عُمَر يؤيد ما قلته، والله سبحانه وتعالى أعلم.
3134- عبد الله بن قيس بن زائدة
(ب) عبد الله بن قيس زائدة بْن الأصم بْن هرم بْن رواحة بن حجر بن عبد بن معيص ابن عَامِر بْن لؤي الْقُرَشِيّ العامري، المعروف بابن أم مكتوم. واختلف فِي اسمه فقيل: عَبْد اللَّه، وقيل: عَمْرو، وهو الأكثر.
أَخْرَجَهُ أَبُو عمر.
3135- عبد الله بن قيس الأشعري
(ب د ع) عَبْد اللَّه بْن قيس بْن سليم بْن حضار بْن حرب بْن عَامِر بْن عنز بْن بَكْر بْنُ عَامِر بْن عذر بْن وائل بْن ناجية بْن الجماهر بْنُ الأشعر بْن أدد بْن زَيْد بْن يشجب أَبُو مُوسَى الأَشْعَرِي، صاحب رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. واسم الأشعر نبت، وأمه ظبية [1] بنت وهب، امرأة من عك، أسلمت وماتت بالمدينة.
ذكر الواقدي أن أبا مُوسَى قدم مكَّة، فحالف أبا أحيحة سَعِيد بْن العاص بْن أمية، وكان قدومه مَعَ إخوته فِي جماعة من الأشعريين، ثمّ أسلم وهاجر إلى أرض الحبشة.
__________
[1] في الأصل والمطبوعة، «طيبة» وقد أوردها ابن الأثير في حرف الظاء المعجمة.

(3/263)


وقالت طائفة من العلماء بالنسب والسير: إن أبا مُوسَى لما قدم مكَّة، وحالف سَعِيد بْن العاص، انصرف إِلَى بلاد قومه ولم يهاجر إِلَى أرض الحبشة، ثُمَّ قدم مَعَ إخوته فصادف قدومه قدوم السفينتين من أرض الحبشة.
قال أبا عُمَر: الصحيح أن أبا مُوسَى رجع بعد قدومه مكَّة ومحالفته من حالف من بني عَبْد شمس إِلَى بلاد قومه، وأقام بِهَا حتَّى قدم مَعَ الأشعريين نحو خمسين رجلًا فِي سفينة، فألقتهم الريح إِلَى النجاشي، فوافقوا خروج جَعْفَر وأصحابه منها، فأتوا معهم وَقَدْم السفينتان معًا: سفينة جَعْفَر، وسفينة الأشعريين، عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حين فتح خيبر. وَقَدْ قيل: إن الأشعريين إذ رمتهم الريح إِلَى الحبشة أقاموا بالحبشة مدة، ثُمَّ خرجوا عند خروج جَعْفَر، رَضِي اللَّه عَنْهُ، فلهذا ذكره ابْنُ إِسْحَاق فيمن هاجر إِلَى الحبشة، والله أعلم [1] وكان عامل رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى زبيد وعدن، وأستعمله عمر رضي اللَّه عنه عَلَى البصرة، وشهد وفاة أَبِي عبيدة بْن الجراح بالشام.
قَالَ لمازة بْن زبار: ما كَانَ يشبه كلام أَبِي مُوسَى إلا بالجزار الَّذِي لا يخطئ المفصل.
وقال قتادة: بلغ أبا مُوسَى أن قومًا يمنعهم من الجمعة أن ليس لهم ثياب، فخرج عَلَى النَّاس فِي عباءة.
وقَالَ ابْنُ إِسْحَاق: فِي سنة تسع عشرة بعث سعد بْن أَبِي وقاص عياض بْن غنم إِلَى الجزيرة، وبعث معه أبا مُوسَى وابنه عُمَر بْن سعد، وبعث عياض أبا مُوسَى إِلَى نصيبين فافتتحها فِي سنة تسع عشرة. وقيل: إن الَّذِي أرسل عياضًا أَبُو عبيدة بْن الجراح، فوافق أبا مُوسَى، فافتتحا حران ونصيبين.
وقَالَ خليفة: قَالَ عاصم بْن حَفْص: قدم أَبُو مُوسَى إِلَى البصرة سنة سبع عشرة واليًا، بعد عزل المغيرة، وكتب إِلَيْه عُمَر رَضِي اللَّه عَنْهُ: أن سر إِلَى الأهواز فأتى الأهواز فافتتحها عنوة- وقيل: صُلحًا- وافتتح أَبُو مُوسَى أصبهان سنة ثلاث وعشرين، قاله ابْنُ إِسْحَاق.
وكان أَبُو مُوسَى عَلَى البصرة لما قتل عُمَر، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، فأقره عثمان عليها، ثُمَّ عزله واستعمل بعده ابن عامر، فعمار من البصرة إِلَى الكوفة، فلم يزل بها حتَّى أخرج أهل الكوفة سَعِيد بْن العاص، وطلبوا من عثمان أن يستعمله عليهم، فاستعمله، فلم يزل عَلَى الكوفة حتَّى قتل عثمان، رضى الله عنه. فعزله عليّ عنها.
__________
[1] الاستيعاب: 180.

(3/264)


قَالَ عكرمة: لما كَانَ يَوْم الحكمين، حكم معاوية عَمْرو بْن العاص، قَالَ الأحنف بْن قيس لعلي: يا أمير المؤمنين، حكم ابْنُ عَبَّاس، فإنه نحوه. قَالَ: أفعل. فقالت اليمانية: يكون أحد الحكمين منًا. واختاروا أبا مُوسَى، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاس لعلي: علام تحكم أبا موسى؟
فو الله لقد عرفت رأيه فينا، فو الله ما نصرنا، وهو يرجونا، فتدخله الآن فِي معاقد الأمر مَعَ أن أبا مُوسَى ليس بصاحب ذَلِكَ! فاجعل الأحنف فإنه قرن [1] لعمرو. فَقَالَ: أفعل، فقالت اليمانية أيضًا- منهم الأشعث بْن قيس وغيره-: لا يكون فيها إلا يمان، ويكون أبا مُوسَى. فجعله عليّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، وقَالَ لَهُ ولعمرو: أحكمكما عَلَى أن تحكما بكتاب اللَّه، وكتاب اللَّه كُلِّه معي، فإن لم تحكما بكتاب اللَّه فلا حكومة لكما. ففعلا ما هُوَ مذكور فِي التواريخ، وَقَدْ استقصينا ذَلِكَ فِي الكامل فِي التاريخ [2] .
ومات أَبُو مُوسَى بالكوفة، وقيل: مات بمكة سنة اثنتين وأربعين. وقيل: سنة أربع وأربعين، وهو ابْنُ ثلاث وستين سنة. وقيل: توفي سنة تسع وأربعين. وقيل: سنة خمسين، وقيل. سنة اثنتين وخمسين. وقيل: سنة ثلاث وخمسين والله أعلم.
أَخْرَجَهُ الثلاثة
3136- عَبْد اللَّه بْن قيس بْن صخر
(ب د ع) عَبْد اللَّه بْن قَيْسِ بْن صَخْرِ بْن حَرَامِ بْن رَبِيعة بْن عدي بْن غنم بْن كعب بْن سلمة الأنصاري الخزرجي السلمي.
شهد بدرا هو وأخوه معبد.
قَالَ ابْنُ إِسْحَاق إنه شهد بدرًا [3] . وقَالَ ابْنُ عقبة: إنه شهد بدرًا، رَوَاهُ أَبُو نعيم عَنْهُ.
وقَالَ أَبُو عُمَر، عَنْ مُوسَى بْن عقبة: إنه لم يذكره فِي البدريين [4] ، وأجمعوا أَنَّهُ شهد أحدًا.
أَخْرَجَهُ الثلاثة.
3137- عَبْد اللَّه بْن قيس بْن صرمة
عَبْد اللَّه بْن قيس بْن صرمة بْن أبى أنس. استشهد يوم بئر معونة قاله الغساني عن العدوي.
__________
[1] القرن: النظير والكف.
[2] ينظر الكامل: 3/ 166- 169.
[3] سيرة ابن هشام: 1/ 698. والطبقات الكبرى لابن سعد: 3/ 2/ 120.
[4] الاستيعاب: 981. وقال ابن سعد: «ولم يذكره موسى بن عقبة في كتابه فيمن شهد بدرا» .

(3/265)


3138- عبد الله بن قيس العتقيّ
(د ع) عَبْد اللَّه بْن قيس العتقي [1] . لَهُ صحبة وشهد فتح مصر، ولا تعرف لَهُ رواية، قاله أَبُو يونس.
أَخْرَجَهُ ابْنُ منده وَأَبُو نعيم، ومات سنة تسع وأربعين.
3139- عبد الله بن قيس بن عدس
عَبْد اللَّه بْن قيس بْن عدس النابغة الجعدي- يرد فِي النون إن شاء اللَّه تعالى، وهو بالنابغة أشهر.
3140- عبد الله بن قيس بن عكرمة
(د ع) عَبْد اللَّه بْن قيس بْن عكرمة بْن المطلب.
روى حديثه أَبُو بَكْر بْن مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرو بْن حزم، عن أَبِيهِ، عَنْ عَبْد اللَّه بْن قيس أَنَّهُ قَالَ:
«لأرمقن صلاة رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالليل [2] .
أَخْرَجَهُ ابْنُ منده وَأَبُو نعيم، وفي صحبته نظر.
3141- عبد الله بن قيس بن مخرمة
(س) عَبْد اللَّه بْن قيس بْن مخرمة بْن المطلب بْن عَبْد مناف.
أسلم يَوْم فتح مكَّة، قَالَه ابْنُ شاهين.
أَخْرَجَهُ أَبُو مُوسَى مختصرًا، وَقَدْ ذكره أَبُو أَحْمَد العسكري فِي ترجمة أَبِيهِ قيس، فَقَالَ:
«وَقَدْ أدرك ابناه مُحَمَّد وعبد اللَّه» .
3142- عَبْد اللَّه بْن قيس بن العوراء
عبد الله بن قيس، أخو بني وهب بْن رياب، وَيُقَال لَهُ: «ابْنُ العوراء» . وهو الَّذِي قَالَ للنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يا رَسُول اللَّه، هلكت بنو رياب. فَقَالَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اللَّهمّ اجبر مصيبتهم» . أَخْبَرَنَا عَبْد اللَّهِ بْن أحمد بْن علي بإسناده إلى يونس بن بكير، عن ابن إسحاق قال: لَمَّا اسْتَحَرَّ الْقَتْلُ مِنْ بَنِي نَصْرٍ فِي بَنِي رِيَابٍ قَالَ: فَزَعَمُوا أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ قَيْسٍ- وَهُوَ الَّذِي يُقَالُ لَهُ: ابْنُ الْعَوْرَاءِ- قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَلَكَتْ بَنُو رِيَابٍ» فَذَكَرُوا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم قال: «اللَّهمّ اجبر مصيبتهم» .
__________
[1] في المطبوعة: «العنقى» . بالنون. والمثبت عن الأصل بهذا الضبط.
[2] الحديث رواه الإمام أحمد في مسندة: 5/ 193. وفي سنده: «عبد الله بن قيس، عن زيد بن خالد الجهنيّ أنه قال:
لأرمقن ... » .

(3/266)


3143- عبد الله بن قيظى
(ب) عَبْد اللَّه بْن قيظي بْن قيس بْن لوذان بْن ثعلبة بْن عدي بْن مجدعة بْن حارثة الْأَنْصَارِيّ. شهد أحدًا، وقتل يَوْم جسر أَبِي عُبَيْد هُوَ وأخواه عقبة وعبّاد شهداء.
أَخْرَجَهُ أَبُو عُمَر مختصرًا [1] .
3144- عَبْد اللَّه بْن أبى كرب
(س) عَبْد اللَّه بْن أَبِي كرب بْن الأسود بْن شجرة بْن معاوية بْن رَبِيعة بن وهب بن ربيعة ابن معاوية الأكرمين الكندي، يكنى أبا لينة.
وفد إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأسلم.
ذكره ابْنُ شاهين: وهو والد عياض بْن أَبِي لينة، ولي لعلي بْن أَبِي طَالِب ولايات.
أخرجه أبو موسى.
3145- عبد الله بن كرز
(د ع) عَبْد اللَّه بْن كرز الليثي. لَهُ ذكر فِي حديث عَائِشَة.
رَوَى ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنَّهُ كَانَ قَاعِدًا وَحَوْلَهُ نَفَرٌ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ، فَقَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: «أيها الناس، إِنَّمَا مَثَلُ أَحَدِكُمْ وَمَثَلُ أَهْلِهِ وَمَالِهِ وَعَمَلِهِ، كَمَثَلِ رَجُلٍ لَهُ إِخْوَةٌ ثَلاثَةٌ، فَقَالَ لأَخِيهِ الَّذِي هُوَ مَالُهُ وَقَدْ نَزَلَ بِهِ الْمَوْتُ: مَا عِنْدَكَ، فَقَدْ نَزَلَ بِي مَا تَرَى؟ فقال: مالك عِنْدِي غِنًى وَلا نَفْعٌ إِلا مَا دُمْتَ حَيًّا، فَخُذْ مِنِّي الآنَ مَا أَرَدْتَ، فَإِنِّي إِذَا فَارَقْتُكَ سَيُذْهَبُ بِي إِلَى غَيْرِ مَذْهَبِكِ، وَيَأْخُذُنِي غَيْرُكَ. فَالْتَفَتَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ: هَذَا أَخُوهُ الَّذِي هُوَ مَالُهُ، فَأَيَّ أَخٍ تَرَوْنَهُ؟ فَقَالُوا: لا نَسْمَعُ طَائِلا يا رسول الله! ثم قال لأخيه الذي هُوَ أَهْلُهُ: قَدْ نَزَلَ بِي الْمَوْتُ، وَحَضَرَنِي ما ترى، فماذا عندك من العناء؟ قَالَ: عِنْدِي أَنْ أُمَرِّضَكَ وَأَقُومَ عَلَيْكَ وَأُعِينَكَ، فَإِذَا مُتَّ غَسَّلْتُكَ وَكَفَّنْتُكَ وَحَنَّطْتُكَ وَحَمَلْتُكَ فِي الْحَامِلِينَ، وَشَيَّعْتُكَ، ثُمَّ أَرْجِعُ وَأُثْنِي بِخَيْرٍ عِنْدَ مَنْ يَسْأَلُنِي عَنْكَ. فَقَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَيَّ أَخٍ تَرَوْنَهُ؟ قَالُوا: لا نَسْمَعُ طَائِلا يَا رَسُولَ اللَّهِ! ثُمَّ قَالَ لأَخِيُه اِلَّذِي هُوَ عَمَلُهُ: مَاذَا عِنْدَكَ، وَمَاذَا لَدَيْكَ؟ قَالَ: أُشَيِّعُكَ إِلَى قَبْرِكَ، فَأُونِسُ وَحْشَتَكَ، وَأُذْهِبُ غَمَّكَ، وَأُجَادِلُ عَنْكَ، وَأَقْعُدُ فِي كَفَنِكَ، فَأَشُولُ [2] بِخَطَايَاكَ.
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فَأَيَّ أَخٍ تَرَوْنَ هَذَا الَّذِي هُوَ عَمَلُهُ؟ قَالُوا: خَيْرَ أَخٍ يَا رسول الله. قال:
__________
[1] الاستيعاب: 981.
[2] أشول بخطاياك: أرفعها.

(3/267)


فَالأَمْرُ هَكَذَا» : قَالَت عَائِشَةُ: فَقَامَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ كُرْزٍ اللَّيْثِيُّ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَتَأْذَنُ لِي أَنْ أَقُولَ فِي هَذَا شِعْرًا؟ قَالَ: نَعَمْ. وَذَكَرَ شِعْرَهُ فِي الْمَعْنَى. أَخْرَجَهُ ابن منده وأبو نعيم.
3146- عبد الله بن كريز
(س) عَبْد اللَّه بْن كريز. أورده عَليّ بْن سَعِيد العسكري فِي الأفراد.
روى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُصْعَبِ بْنِ ثَابِتِ بْنِ عبد الله بن الزبير، عن أبيه، عن حَنْظَلَةَ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كُرَيْزٍ: أَنَّ النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «من قتل دون ماله فهو شهيد» . أخرجه أبو موسى.
3147- عبد الله بن كعب الحميري
(د) عَبْد اللَّه بْن كعب الحميري الْأَزْدِيّ. من أهل الشام، توفي سنة ثمان وخمسين.
أخرجه ابن منده مختصرًا.
3148- عَبْد اللَّهِ بْن كعب بن زيد الأنصاري
(د ع) عَبْد اللَّه بْن كعب بْن زَيْد بْن عاصم. يكنى أبا الحارث، من بني مازن بْن النجار الْأَنْصَارِيّ الخزرجي.
شهد بدرا، ولاه النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حفظ الأنفال يَوْم بدر.
أَخْرَجَهُ ابْنُ منده وَأَبُو نعيم، وقَالَ أَبُو نعيم: «وقيل: عَبْد اللَّه بْن كعب بْن عاصم» :
وقَالَ ابْنُ منده: توفي سنة ثلاث وثلاثين، فصلى عَلَيْهِ عثمان. ونسبه ابْنُ منده فَقَالَ: عَبْد اللَّه بْن كعب بْنُ عاصم بْن مازن بْن النجار، فأسقط مِنْهُ عدة أباء يرد ذكرهم فِي الترجمة التي بعد هَذِهِ، إن شاء الله تعالى.
3149- عبد الله بن كعب بن عمرو الأنصاري
(ب ع س) عَبْد اللَّه بْن كعب بْن عمرو بْن عوف بْن مبذول بْن عَمْرو بْن غنم بْن مازن ابن النجار، الْأَنْصَارِيّ الخزرجي النجاري، ثُمَّ الْمَازِنِي.
شهد بدرًا، وكان عَلَى غنائم النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْم بدر، وشهد المشاهد كلها مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلم، وكان عَلَى خمس النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي غيرها، يكنى أبا الحارث، وقيل: أَبُو يَحيى. قاله أَبُو عُمَر.

(3/268)


وقَالَ أَبُو نعيم وَأَبُو مُوسَى: إنه شهد بدرًا، ولم يذكر أَنَّهُ كَانَ عَلَى الخمس، لأن أبا نعيم وابن منده ذكرًا أن الخمس كَانَ عَلَيْهِ عَبْد اللَّه بْن كعب المقدم ذكره أَخْرَجَهُ أَبُو نعيم وَأَبُو عُمَر وَأَبُو مُوسَى، وقَالَ أَبُو عُمَر: توفي سنة ثلاثين بالمدينة، وصلى عَلَيْهِ عثمان.
قلت: قَدْ جعل أَبُو نعيم هَذَا غير الَّذِي قبله، وجعل الأول هُوَ الَّذِي حفظ الأنفال، وجعل هذا الثاني فيمن شهد بدرًا، ولم يذكر وفاة أحدهما، وأمَّا ابْنُ منده فلم يذكر الثَّاني وَإِنما جعل الأول هُوَ الَّذِي حفظ الأنفال، وذكر وفاته. وأما أبو عمر فلم يذكر الأول، وإنما ذكر هَذَا وجعله هُوَ الَّذِي حفظ الأنفال، وأنَّه مات سنة ثلاثين. وكنى أَبُو نعيم وابن منده الأول:
أبا الحارث، وجعل أَبُو عُمَر هَذِهِ الكنية لهذا. وقَالَ ابْنُ الكلبي: عبد الله بن كعب بن عمرو بن عوف ابن مبذول، شهد بدرًا، وجعله رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى قبض مغانمها، ووافق أبا عُمَر ولم يذكر الأول، وَإِنما ذكر حبيب [1] بْن كعب بْن زَيْد بْن عاصم بْن عَمْرو بْن عوف بْن مبذول. وَقَدْ تقدم ذكره.
والصحيح أن أبا الحارث كنية عبد الله بن كعب بن عمرو بن عوف، وهو الَّذِي كَانَ عَلَى الخمس وهو الَّذِي صلى عَلَيْهِ عثمان. عَلَى أن أبا أَحْمَد العسكري قَالَ فِي ترجمة «عَبْد اللَّه بْن كعب بْنُ عاصم» : ذكره ابْنُ أَبِي خيثمة، يكنى أبا الحارث، كَانَ عَلَى الخمس يَوْم بدر، مات سنة ثلاث وثلاثين وصلى عَلَيْهِ عثمان.
ولا شك أن ابْنُ منده وأبا نعيم عَنِ ابْنِ أَبِي خيثمة نقلًا ما قالاه، والعجب من أَبِي نعيم فإنه ذكر فِي ترجمة «عَبْد اللَّه بْن يَزِيدَ بْن عَمْرو بْن مازن [2] » المقدم كلام ابْنُ منده، ونسب ابْنُ منده إِلَى الخطأ، وقَالَ: الَّذِي كَانَ عَلَى النفل «عَبْد اللَّه بْن كعب بْن عمرو بْن عوف بْن مبذول ابن عمرو بْن غنم بْن مازن بن النجار» وجعل هاهنا الَّذِي عَلَى النفل «عَبْد اللَّه بْن كعب بن زيد ابن عاصم» وهذا خلاف ما قاله أولًا، والله أعلم.
3150- عَبْد اللَّه بْن كعب بْن مَالِك
عَبْد اللَّهِ بْن كعب بْن مَالِك بْن أُبي بْن كعب الْأَنْصَارِيّ السلمي.
ذكره أَبُو أَحْمَد العسكري فيمن لحق النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم.
__________
[1] كذا.
[2] ينظر: 3/ 251.

(3/269)


3151- عبد الله بن كعب المرادي
(ب) عَبْد اللَّه بْن كعب المرادي قتل يَوْم صفين، وكان من أعيان أَصْحَابِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عنه.
أخرجه أبو عمر [1] :
3152- عبد الله بن كليب
(ب) عَبْد اللَّه بْن كليب بْن رَبِيعة الخولاني. كَانَ اسمه ذؤيبًا فسماه رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَبْد اللَّه، وَقَدْ تقدم فِي الذال أَخْرَجَهُ أَبُو عُمَر مختصرًا [1] .
3153- عبد الله بن لبيد
عَبْد اللَّه بْن لبيد بْن ثعلبة، أخو زياد بْن لبيد البياضي، تقدم نسبه عند أخيه [2] .
قَالَ ابْنُ القداح: شهد أحدًا والمشاهد بعدها، قاله أَبُو عليّ الغساني، عَنِ العدوي.
3154- عبد الله بن اللتبية
(ع س) عَبْد اللَّه بْن اللتبية الْأَزْدِيّ. استعمله النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى بعض الصدقات ذكره فِي حديث أَبِي حميد الساعدي أَخْرَجَهُ أَبُو نعيم وَأَبُو مُوسَى مختصرًا، ويذكر فيمن لم يسم من الأبناء إن شاء اللَّه تَعَالى.
3155- عَبْد اللَّه بْن أَبِي ليلى
عَبْد اللَّه بْن أَبِي ليلى الْأَنْصَارِيّ. روى عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ: تلقيت النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حين رجع من تبوك، مَعَ غلمان من الأنصار، وأنا غلام خماسي [3] ، كأني أنظر إِلَيْه حين هبط، من الثنية عَلَى بعير، والناس حوله، وتوفي وأنا يافع، أرى النَّاس يحثون عَلَى رءوسهم وثيابهم، وأبكي لبكائهم لا يعرف لعبد اللَّه بْن أَبِي ليلى غير هذا الحديث.
3156- عبد الله بن ماعز التميمي
(د ع) عَبْد اللَّه بْن ماعز التميمي. عداده فِي البصريين، حديثه عند الجعيد بْن عبد الرحمن.
__________
[1] الاستيعاب: 981.
[2] ينظر: 2/ 273
[3] ينظر: 3/ 305، التعليق رقم: 8.

(3/270)


روى الهنيد بْن الْقَاسِم، عَنِ الجعيد بْن عَبْد الرَّحْمَن، عَنْ عَبْد اللَّه بْن ماعز: أنه أتى النبي فبايعه فقال: إن ماعز أسلم آخر قومه، وَإِنَّهُ لا يجني عَلَيْهِ إلا يده، فبايعه عَلَى ذَلِكَ.
أَخْرَجَهُ ابن منده وأبو نعيم.
3157- عبد الله بن مالك الأسلمي
عَبْد اللَّه بْن مَالِك بْن أَبِي أسيد بْن رفاعة بْن ثعلبة بْن هوازن بْن أسلم بْن أفصى الأسلمي:
وهو من أعمام عَبْد اللَّه بْن أَبِي أوفى بْن الحارث بْن [أَبِي] [1] أسد الأسلمي.
روى عَنْهُ عقبة بْن عَامِر أَنَّهُ قَالَ: «خرجنا مَعَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي عمرة، حتَّى إِذَا كُنَّا ببطن رابغ قَالَ وأنا إِلَى جنبة ... » . وذكر فِي فضل «قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ» والمعوذتين.
قاله أَبُو عليّ الغساني عَنِ ابن الكلبي، وقاله أبو أحمد العسكري:
3158- عبد الله بن مالك بن بحينه
(ب د ع) عَبْد اللَّه بْن مَالِك بْن بحينة، وبحينة أمه، وأبوه مَالِك هُوَ ابْنُ القشب الْأَزْدِيّ، من أزد شنوءة، وهو حليف بنى المطلب بْن عَبْد مناف، وكان ينزل بطن ريم [2] من نواحي المدينة، يكنى أبا مُحَمَّد، وقيل: إن بحينة أم أَبِيهِ، قَالَ أَبُو عُمَر [3] : والأول أصح.
روى عَنْهُ أبنه عليّ، وعطاء بْن يسار، والأعرج، ومحمد بْن عَبْد الرحمن بْن ثوبان، وغيرهم.
أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنِ عَلِيٍّ وَغَيْرُهُ بِإِسْنَادِهِمْ إِلَى أَبِي عِيسَى قَالَ: حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُحَيْنَةَ الأَزْدِيِّ، حَلِيفِ بَنِي الْمُطَّلِبِ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَامَ فِي صَلاةِ الظُّهْرِ، وَعَلَيْهِ جُلُوسٌ، فَلَمَّا أَتَمَّ صَلاتَهُ سَجَدَ سَجْدَتَيْنِ يُكَبِّرُ فِي كُلِّ سَجْدَةٍ، وَهُوَ جَالِسٌ قَبْلَ السَّلامِ، وَسَجَدَهُمَا النَّاسُ مَعَهُ، مَكَانَ مَا نَسِيَ مِنَ الْجُلُوسِ [4] . وله حديث كَثِير، توفي [5] آخر أيام معاوية. وَقَدْ ذكر فِي عبد الله بن بحينة [6] .
أخرجه الثلاثة
__________
[1] سقط من المطبوعة، والمثبت عن الأصل والإصابة.
[2] ينظر: 3/ 305، التعليق رقم: 7.
[3] الاستيعاب: 982.
[4] تحفة الأحوذي، كتاب الصلاة: 2/ 403، 404.
[5] ينظر مسند أحمد: 5/ 344- 346.
[6] ينظر: 3/ 183.

(3/271)


3159- عبد الله بن مالك الحجازي
(ب د ع) عَبْد اللَّه بْن مَالِك الحجازي الأوسي، من الأنصار، ثُمَّ من الأوس سكن الحجاز لَهُ صحبة.
أَخْبَرَنَا أَبُو يَاسِرِ بْنُ أَبِي حَبَّةَ بِإِسْنَادِهِ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ ابْنُ أَخِي الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَمِّهِ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بن عبد الله بن عتبة بن مسعود، أَنَّ شِبْلَ [1] بْنَ خُلَيْدٍ الْمُزَنِيَّ حَدَّثَهُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَالِكٍ الأَوْسِيِّ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «الْوَلِيدَةُ إِنْ زَنَتْ فَاجْلِدُوهَا، ثُمَّ إِنْ زَنَتْ فَاجْلِدُوهَا، ثُمَّ إن زَنَتْ فَاجْلِدُوهَا، ثُمَّ إِنْ زَنَتْ فَبِيعُوهَا وَلَوْ بِضَفِيرٍ» . وَالضَّفِيرُ:
الْحَبْلُ [2] » .
وَرَوَاهُ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَزَيْدِ بْنِ خَالِدٍ [3] وَشِبْلٍ، عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. أخرجه الثلاثة.
3160- عبد الله بن مالك الغافقي
(ب د ع) عَبْد اللَّه بْن مَالِك الغافقي أَبُو مُوسَى. وقيل: مَالِك بْن عَبْد اللَّه. مصري.
رَوَى ابْنُ وَهْبٍ، عَنِ ابْنِ رَبِيعَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سُلَيْمَانَ [4] ، عَنْ ثَعْلَبَةَ بْنِ أَبِي الْكَنُودِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَالِكٍ الْغَافِقِيِّ أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ لِعُمَرَ: «إِذَا تَوَضَّأْتُ وَأَنَا جُنُبٌ أَكَلْتُ وَشَرِبْتُ وَلا أُصَلِّي وَلا اقرأ القرآن» [5] . أخرجه الثلاثة.
3161- عَبْد اللَّه بْن مَالِك بْن أَبِي القين
(د ع) عَبْد اللَّه بْن مَالِك بْن أَبِي القين الخزرجي، أخو كعب بْن مَالِك.
روى عَنْهُ ابن أخيه عَبْد اللَّه. لا يعرف لَهُ رواية.
أَخْرَجَهُ ابْنُ منده وَأَبُو نعيم.
__________
[1] في المسند: «شبيل» . والمثبت عن الأصل، وفي الجرح 2/ 1/ 380: «شبل بن خالد، ويقال: ابن خليد، ويقال: شبل بن حامد. يروي عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وعن عبد الله بن مالك الأوسي. روى عنه عبيد الله بن عبد الله ابن عتيبة» .
[2] مسند أحمد: 4/ 343.
[3] ينظر مسلم، كتاب الحدود: 5/ 123، 124.
[4] هو عبد الله بن سليمان البكري. ينظر الجرح: 2/ 2/ 75.
[5] في الاستيعاب 3/ 983: «إذا توضأت وأنت جنب» بصيغة الخطاب.

(3/272)


3162- عبد الله بن مالك أبو كاهل
(ب د ع) عَبْد اللَّه بْن مَالِك، أَبُو كاهل البجلي الأحمسي.
كذا يَقُولُ إِسْمَاعِيل بْن أَبِي خَالِد [1] ، عَنْ أخيه، عَنْ عَبْد اللَّه بْن مَالِك، وتابعه قوم.
والأكثر عَلَى أن اسم أَبِي كاهل: قيس بْن عائذ.
أخرجه الثلاثة.
3163- عبد الله بن مالك
عَبْد اللَّه بْن مَالِك. ذكره ابْنُ أَبِي عاصم.
أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ مَحْمُودٍ بِإِسْنَادِهِ إِلَى ابْنِ أَبِي عَاصِمٍ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ [2] ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَسْلَمَةَ، حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ، عَنْ عَمْرِو بْن مُرَّةَ، عَنْ عَبْد اللَّهِ بْنِ الحارث، عن عبد الله ابن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِيَّاكُمْ وَالظُّلْمَ فَإِنَّ الظُّلْمَ ظُلُمَاتٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَإِيَّاكُمْ وَالْفُحْشِ فَإِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْفُحْشَ وَلا التَّفَحُّشَ، وَإِيَّاكُمْ وَالشُّحَّ فَإِنَّهُ أَهْلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ، أَمَرَهُمْ بِالظُّلْمِ فَظَلَمُوا، وأمرهم بالفجور ففجروا، وأمرهم بالقطيعة فقطعوا [3] » .
3164- عبد الله بن مالك بن المعتمر
(د ع) عَبْد اللَّه بْن مَالِك بْن المعتمر، من بني قطيعة بْن عِيسَى.
لَهُ صحبة، عقد لَهُ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لواء أبيض فِي رهط بعثهم. شهد فتح القادسية، وكان عَلَى إحدى المجنبتين [4] . لا تعرف لَهُ رواية.
أخرجه ابن منده وَأَبُو نعيم.
3165- عبد الله بن مالك الخثعميّ
(د ع) عَبْد اللَّه بْن مَالِك الخثعمي. لَهُ ذكر فِي حديث مُحَمَّد بْن مسلمة.
روى أبو يحيى عن عمرو بْن عَبْد اللَّه، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مروا صبيانكم بالصلاة إِذَا بلغوا سبعة ... » وذكر الحديث. أخرجه ابن منده وَأَبُو نعيم مختصرا.
__________
[1] قال ابن أبى حاتم في الجرح 2/ 2/ 150: رآه إسماعيل بن أبى خالد، وروى عَنْ أخيه: عَنْ عَبْد اللَّه بْن مَالِك، واسم أخى إسماعيل: سعيد، كما في الجرح: 3/ 2/ 102
[2] هو أبو الحسن على بن ميمون الرقى العطار، ينظر الجرح: 3/ 1/ 206.
[3] روى الإمام أحمد نحوه عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن عمرو بْن العاص: 2/ 159، 160، 191.
[4] مجنبة الجيش- بكسر النون مشددة-: هي التي تكون في الميمنة والميسرة.

(3/273)


3166- عبد الله بن مبشر
عَبْد اللَّه بْن مبشر. فارق هوازن حين أرادوا الرجوع عَنِ الْإِسْلَام أيام الردة.
قَاله الغساني عن ابن إسحاق.
3167- عبد الله بن محمد بن مسلمة
(س) عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن مسلمة بْن سَلَمة الْأَنْصَارِيّ.
صحب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وشهد فتح مكَّة والمشاهد بعده.
أورده ابْنُ شاهين وقَالَ: «سَمِعْتُ عَبْد اللَّهِ بْن سُلَيْمَان يَقُولُ ذَلِكَ» .
أَخْرَجَهُ أَبُو مُوسَى مختصرا.
3168- عبد الله بن محمد
(ب) عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد. رَجُل من أهل اليمن.
روى عبد الله- هو ابن قرط- أنه سمع عبد الله بن مُحَمَّد، من أهل اليمن، يُحَدِّثُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ لعائشة: «احتجبي من النار ولو بشق تمرة [1] » . وروى عَنْهُ عَبْد اللَّه بْن قرط، وعبد اللَّه بْن قرط يعد فِي الصحابة أيضًا.
أَخْرَجَهُ أَبُو عُمَر مختصرًا، كذا ذكره أَبُو عُمَر «مُحَمَّد» وَقَدْ قيل: مخمر، ويرد ذكره إن شاء الله تعالى،
3169- عبد الله ابو محمد
(د ع) عَبْد اللَّه، أَبُو مُحَمَّد. روى عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في مدمن الخمر.
روى حديثه سهيل بْن أَبِي صالح، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْد اللَّه، عَنْ أبيه.
أخرجه ابن منده وَأَبُو نعيم مختصرا، وقال أبو نعيم: والصواب سهيل عن أبيه [2] .
3170- عبد الله بن محيريز
عَبْد اللَّه بْن محيريز. ذكره العقيلي فِي الصحابة فَقَالَ: حَدَّثَنِي جدي، حَدَّثَنَا فهد [3] بْن حيان، حَدَّثَنَا شُعْبَة، عَنْ خَالِد الحذاء، عَنْ أَبِي قلابة، عَنِ ابْنِ محيريز- وكانت لَهُ صُحْبَةٌ أَنَّ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِذَا سألتم اللَّه فاسألوه ببطون أكفكم ولا تسألوه بظهورها [4] » .
__________
[1] رواه الإمام أحمد في مسند عائشة: 6/ 79.
[2] في الإصابة: «كذا ذكره أبو نعيم، زاد: وصحيحه ما رواه سهيل عن أبيه عن أبى هريرة. وهذا لا يدفع أن يكون سهيل حدث بن على الوجهين» .
[3] في المطبوعة: «فهر» بالراء، وهو خطأ. والمثبت عن الأصل، والإصابة، وميزان الاعتدال: 3/ 366.
[4] رواه أبو داود بإسناده إلى مالك بن يسار السكونيّ العوفيّ، ينظر أبواب الوتر، الحديث 1486، 2/ 78.

(3/274)


كذا ذكره العقيلي فِي الصحابة بهذا الحديث، وهذا الحديث رَوَاهُ إِسْمَاعِيل ابْنُ علية، وعبد الوهاب الثقفي، عَنْ أيوب، عَنْ أَبِي قلابة أن عَبْد الرَّحْمَن بْن محيريز قَالَ: «إِذَا سألتم اللَّه ... » ، الحديث مثله سواءٌ، وقالا: «عَبْد الرَّحْمَن» لا عَبْد اللَّه. وَقَدْ روى خَالِد الحذاء فِي هَذَا الحديث: «عَبْد الرَّحْمَن» أيضًا، كما قَالَ أيوب. وعبد اللَّه بْن محيريز رَجُل مشهور من أهل الشام، من أشراف قريش، من بني جمح، وله جلالة فِي العلم والدين. روى عن عبادة ابن الصامت، وأبي سَعِيد [1] وغيرهما، وأمَّا أن تكون لَهُ صحبة فلا، ولا يشكل أمره عَلَى أحد من العلماء وَقَدْ جعلهما أَبُو نصر الكلاباذي أخوين، فقال: عَبْد اللَّه بْن محيريز الْقُرَشِيّ الشامي، أخو عَبْد الرَّحْمَن، سَمِعَ أبا سَعِيد الخدري، روى عَنْهُ الزُّهْرِيّ، ومحمد بْن يَحيى بْن حبان، ومات فِي ولاية الْوَلِيد بْن عَبْد الْمَلِكِ، وقَالَ الهيثم: توفي فِي خلافة عمر بن عبد العزيز.
1371- عبد الله بن مخرمة
(ب د ع) عَبْد اللَّه بْن مخرمة بْن عبد العزى بْن أَبِي قيس بْن عبد ودّ بن نصر [2] بن مالك ابن حسل بْن عامر بْن لؤي القرشي العامري وهو عَبْد اللَّه الأكبر وأمه بهنانة [3] بِنْت صفوان بْن أمية بْن محرث [4] امْرَأَة من بني كنانة. يكنى أبا مُحَمَّد.
من السابقين إِلَى الْإِسْلَام.
روى ابْنُ منده وَأَبُو نعيم، عَنِ ابْنِ إِسْحَاق: أن عَبْد اللَّه بْن مخرمة هاجر إِلَى أرض الحبشة مَعَ جَعْفَر بْن أَبِي طَالِب، وهاجر أيضًا إِلَى المدينة، وآخى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم بينه وبين فروة بْن عَمْرو بْن وذفة [5] الْأَنْصَارِيّ البياضي، وشهد بدرًا وجميع المشاهد.
قَالَ أَبُو عُمَر: قَالَ الواقدي: هاجر الهجرتين جميعًا [6] ، قَالَ: ولم يذكره ابْنُ إِسْحَاق فيمن هاجر الهجرة الأولى، وقَالَ: إنه هاجر الهجرة الثانية مَعَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهو ابْنُ ثلاثين سنة، واستشهد يَوْم اليمامة سنة اثنتي عشرة، وهو ابْنُ إحدى وأربعين سنة، وكان يدعو الله
__________
[1] كذا ذكر ابن أبى حاتم في الجرح والتعديل: 2/ 2/ 168.
[2] في المخطوطة مكان نصر: «قصي» وهو خطأ. ينظر كتاب نسب قريش: 412.
[3] كذا في مخطوطتنا، ومثله في كتاب نسب قريش: 426. والطبقات الكبرى لابن سعد: 3/ 1/ 294. وفي الإصابة:
«بهثانة» وهو خطأ.
[4] كذا ضبطه صاحب تاج العروس: 1/ 614.
[5] في المطبوعة: «ودقة» بالدال المهملة والقاف. والمثبت عن الأصل، وسيرة ابن هشام عن ابن إسحاق: 1/ 459.
والطبقات الكبرى لابن سعد: 3/ 1/ 294 ويقول السهيليّ في الروض الأنف 1/ 282: «وذكر في بنى بياضة: عمرو بن وذفة، بذال معجمة، وقال ابن هشام: ودفة بدال مهملة، وهو الأصح» .
[6] ينظر طبقات ابن سعد: 3/ 1/ 294.

(3/275)


عزَّ وجلَّ أن لا يميته حتَّى يرى فِي كل مفصل مِنْهُ ضربة فِي سبيل اللَّه، فضرب يَوْم اليمامة فِي مفاصله واستشهد، وكان فاضلًا عابدًا [1] .
أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ يَحْيَى بْنُ أَسْعَدَ بْنِ يَحْيَى بْنِ بَوْشٍ إِجَازَةً، أخبرنا أبو غالب بن البناء، أخبرنا أبو الْحُسَيْنِ بْنِ الآبْنُوسِيِّ، أَخْبَرَنَا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَتْحِ الجلِّيّ الْمِصِّيصِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ بْنُ مُحَمَّدُ بْنُ سُفْيَانَ بْنِ مُوسَى الصَّفَّارُ الْمِصِّيصِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو عُثْمَانَ مَعْبَدُ بْنُ رَحْمَةَ بْنِ نُعَيْمٍ الأَصْبَحِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ الْمُبَارَكِ، عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنِي بُكَيْرُ ابن الأشج، عن ابن عمر قال: توافقت أَنَا وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَخْرَمَةَ، وَسَالِمٌ مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ، عَامَ الْيَمَامَةِ، فَكَانَ الرَّعْيُ عَلَى كُلِّ امْرِئٍ مِنَّا يَوْمًا، فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ تَوَاقَعُوا كَانَ الرَّعْيُ عَلَيَّ، فَأَقْبَلْتُ فَوَجَدْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَخْرَمَةَ صَرِيعًا، فَوَقَفْتُ عَلَيْهِ فَقَالَ: يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ، هَلْ أَفْطَرَ الصَّائِمُ؟
قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: فَاجْعَلْ فِي هَذَا الْمِجَنِّ مَاءً لَعَلِّي أُفْطِرُ عَلَيْهِ. فَفَعَلْتُ، ثُمَّ رَجَعْتُ إِلَيْه فَوَجَدْتُه قَدْ قَضَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ.
أَخْرَجَهُ الثَّلاثَةُ.
قلت: قول أَبِي عُمَر عَنِ ابْنِ إِسْحَاق إنه لم يذكره فيمن هاجر الهجرة الأولى، وقَالَ:
إنه هاجر الهجرة الثانية مَعَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقول أَبِي عُمَر يدل أَنَّهُ أراد الهجرتين هجرة الحبشة وهجرة المدينة، لأنه قال: هاجر الهجرة الثانية مَعَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، والنبي إنَّما هاجر إِلَى المدينة، فحينئذ يناقض ما نقله ابْنُ منده وَأَبُو نعيم عَنِ ابْنِ إِسْحَاق، لأنهما نقلا عَنْهُ أَنَّهُ هاجر إِلَى الحبشة مع جَعْفَر بْن أَبِي طَالِب رَضِيَ اللَّه عَنْهُ، وَإِنما أراد ابن إِسْحَاق أَنَّهُ لم يهاجر الهجرة الأولى إِلَى الحبشة، لأن المسلمين هاجروا إِلَى الحبشة هجرتين أولى وثانية، والثانية كَانَ فيها جَعْفَر وهو معه، فحينئذ يمكن الجمع بين ما نقله أَبُو عُمَر، وبين ما نقله ابْنُ منده وَأَبُو نعيم عَنِ ابْنِ إِسْحَاق، لولا قولُه: هاجر الثانية مَعَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فإن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لم يهاجر إِلَى الحبشة، ولعل قولُه: «مَعَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ» وهم وغلط، فإن كَانَ كذلك فقد صح قولهم واتفق. والصحيح أن ابْنُ إِسْحَاق ذكره فيمن هاجر مَعَ جَعْفَر إِلَى الحبشة.
أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَر عُبَيْد اللَّه بن السمين بإسناده عن يونس بن بكير عَنِ ابن إِسْحَاق، في تسمية من هاجر إلى الحبشة الهجرة الثانية، قَالَ: «ومن بني عَامِر بْن لؤي: ... وعبد الله بن
__________
[1] الاستيعاب: 985.

(3/276)


مخرمة بْن عبد العزى بْن أَبِي قيس بْن عَبْد ود [1] » . وكذلك روى سَلَمة والبكائي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاق. فبان بهذا أن قولُه مَعَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهم وغلط، والله أعلم.
3172- عبد الله بن مخمر
(د ع) عَبْد اللَّه بْن مخمر. من أهل اليمن، عداده فِي الشاميين، مختلف فِي صحبته:
أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَرَجِ بْنُ أَبِي الرَّجَاءِ بِإِسْنَادِهِ عَنِ ابْنِ أَبِي عَاصِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَيُّوبَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ هو ابن قرط-: أنه سمع عبد الله ابن مخمر- رجل مِنْ أَهْلِ الْيَمَنِ- يُحَدِّثُ أَنَّ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِعَائِشَةَ: «احْتَجِبِي مِنَ النَّارِ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ» أَخْرَجَهُ ابْنُ مَنْدَهْ وَأَبُو نُعَيْمٍ هَكَذَا بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَةِ وَآخِرُهُ رَاءٌ، وَأَخْرَجَهُ أَبُو عُمَرَ بِالْحَاءِ [2] الْمُهْمَلَةِ وَآخِرُهُ دَالٌ، وَقَوْلُ ابْنُ مَنْدَهْ وَأَبِي نُعَيْمٍ تَصْحِيفٌ.
3173- عبد الله بن مربع الأنصاري
(ب) عَبْد اللَّه بْن مربع الْأَنْصَارِيّ. روى عَنْهُ يزيد بْن شيبان قَالَ: أتانا ابْنُ مربع فَقَالَ:
إني رَسُولُ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إليكم يَقُولُ: «كونوا عَلَى مشاعركم هَذِهِ، فإنكم عَلَى إرث من إرث أبيكم إِبْرَاهِيم» [3] وقيل: يزيد بْن مربع، وقيل: زَيْد بْن مربع.
أَخْرَجَهُ أَبُو عُمَر هكذا وأخرج لَهُ هَذَا المتن. وأخرج ابْنُ منده وَأَبُو نعيم هَذَا المتن في الترجمة التي تتلو هَذِهِ، ويرد ذكرها والكلام عليها، إن شاء اللَّه تَعَالى.
3174- عَبْد اللَّه بْن بربع بن قبظى
(ب د ع) عَبْد اللَّه بْن مربع بْن قيظي بْن عَمْرو بْن زيد بْن جشم بْن حارثة بْن الحارث، الْأَنْصَارِيّ والحارثي.
شهد أحدا والخندق والمشاهد كلها مَعَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وروي عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وقتل هُوَ
__________
[1] سيرة ابن هشام: 1/ 329.
[2] الاستيعاب: 983.
[3] رواه الإمام أحمد بإسناده إلى يزيد بن شيبان» عن ابن مربع، المسند: 4/ 137.

(3/277)


وأخوه عَبْد الرَّحْمَن يَوْم جسر أَبِي عُبَيْد، ولهما أخوان لأبيهما وأمهما، أحدهما زَيْد، والآخر مرارة، صحبا النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ولم يشهدا أحدًا. وكان أبوهم مربع بْن قيظي منافقًا، وكان أعمى، وهو الَّذِي سلك النبي صلى الله عليه وسلم حائطه لما سار إِلَى أحد، فجعل يحثوا التراب فِي وجوه المسلمين، ويقول: إن كنت نبيًا فلا تدخل حائطي. هَذَا كلام أَبِي عُمَر [1] .
وأمَّا ابْنُ منده وَأَبُو نعيم فنسباه كذلك، ورويا عَنْ عَبْد اللَّه بْن صفوان الجمحي: أَنَّهُ سَمِعَ رجلًا من أخواله، يُقال لَهُ: يزيد بْن شيبان قَالَ: أتانا ابْنُ مربع فَقَالَ: إني رَسُولُ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إليكم ... الحديث. وَرُوِيَا أَيْضًا عَنِ الْوَاقِدِيِّ، عن عبد الله بن يزيد الهذلي، عن عبد الرحمن ابن مُحَمَّدٍ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مِرْبَعِ بْنِ قَيْظِيٍّ الْحَارِثِيَّ قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُتِيَ زَمْزَمُ فَشَرِبَ مِنْ مَائِهَا.
أَخْرَجَهُ الثَّلاثَةُ.
قلت: أخرج ابْنُ منده وَأَبُو نعيم هذين الحديثين فِي هَذِهِ الترجمة، وأخرج أَبُو عمر الحديث الأول فِي الترجمة الأولى، فجعلهما أَبُو عُمَر اثنين، وجعلهما ابنُ منده وَأَبُو نعيم واحدًا، ولو ارتفع نسب الأول لعلمنا هَلْ هما واحدًا أَوْ اثنان، والله أعلم.
مربع: بالميم المكسورة وبالباء الموحدة.
3172- عبد الله بن مرقع
(د ع) عَبْد اللَّه بْن مرقع. وقيل: عَبْد الرَّحْمَن روى عَنْهُ أَبُو يزيد الْمَدَنِيّ أَنَّهُ قَالَ: فتح رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خيبر، وهو فِي ألف وثمانمائة، فقسم عَلَى ثمانية عشر سهمًا، فأكلوا الفواكه فحموا، فأمرهم النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن يشنوا [2] عليهم من الماء بين المغرب والعشاء.
أَخْرَجَهُ ابْنُ منده وَأَبُو نعيم.
مرقع: بضم الميم وبالقاف.
__________
[1] الاستيعاب: 986.
[2] أي: يرشوا عليهم من الماء رشا متفرقا.

(3/278)


3173- عبد الله المزني
(ب د ع) (عَبْد اللَّه المزني، غير منسوب. يُقال: إنه ابْنُ مغفل.
رَوَى حَدِيثَهُ أَبُو مَعْمَرٍ، عَنْ عَبْدِ الْوَارِثِ، عَنْ حُسَيْنٍ الْمُعَلِّمِ، عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ الْمُزْنِيِّ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لا يَغْلِبَنَّكُمُ الأَعْرَابُ عَلَى اسْمِ صَلاتِكُمْ» . أَخْرَجَهُ الثَّلاثَةُ، وَهَذَا عَبْدُ اللَّهِ هُوَ ابْنُ مُغَفَّلٍ لا شُبْهَةَ فِيهِ، وَالْحَدِيثُ [1] لَهُ، وَاللَّهُ أعلم.
3174- عبد الله بن المزين
عَبْدِ اللَّه بْن المزين، أخو زَيْد بْن المزين.
ذكرهما ابْنُ عقبة فيمن شهد بدرا، من بني الحارث بْن الخزرج. وذكر ابْنُ إِسْحَاق [2] زيدًا فيمن شهد بدرًا، وذكر أَبُو عُمَر «عَبْد اللَّه» مدرجًا فِي ترجمة أخيه زيد [3] .
3175- عبد الله بن أبى مستقة
(د ع) عَبْد اللَّه بْن أَبِي مستقة [4] الباهلي. روى حديثه شبل بْن نعيم الباهلي أَنَّهُ قَالَ:
جئت إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حجة الوداع، فألفيته واقفًا عَلَى بعيره كأن ساقه فِي غرزة الجمار [5] ، فاحتضنتها، فقرعني بالسوط، فقلت: القصاص يا رَسُول اللَّه. فدفع إليَّ السوط، فقبلت ساقه ورجله. وقيل فِيهِ: عَبْد اللَّه بْن أَبِي سقية [6] .
أخرجه ابن مندة وأبو نعيم.
__________
[1] أخرجه الإمام أحمد في مسندة عن عبد الله بن مغفل المزني، ينظر المسند: 5/ 55، ونصه: «لا تغلبنكم الأعراب على اسم صلاة المغرب، قال: وتقول الأعراب: هي العشاء» .
[2] ينظر سيرة ابن هشام: 1/ 692. وترجمه زيد فيما مضى: 2/ 300.
[3] لم أجده في ترجمة زيد في الاستيعاب: 558. ولا في ترجمة يزيد بن المزين في الاستيعاب: 1579. ولعل ابن الأثير في غير أبى عمر.
[4] كذا ضبط في مخطوطتنا. وفي المطبوعة: «مسبقة» بالباء.
[5] الجمار: قلب النخلة وشحمها. والغرز: ركاب كور الجمل. شبه ساقه بالجمار في بياضه. والعبارة غير مستقيمة في المطبوعة. وينظر النهاية مادة: جمر.
[6] كذا في مخطوطتنا بالياء. وفي المطبوعة: سقبة بالباء الموحدة.

(3/279)


3176- عبد الله بن مسعدة
(ب س) عَبْد اللَّه بْن مسعدة، وقيل: ابْنُ مَسْعُود الفزاري، صاحب الجيوش، لأنَّه كَانَ أميرًا عليها فِي غزو الروم، سماه الطبراني فِي الأوسط، وذكره غيره فيمن لا يسمى.
أَخْبَرَنَا أَبُو مُوسَى كِتَابَةً، أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ، أَخْبَرَنَا أَبُو نعيم، حَدَّثَنَا سُلَيْمَان بْن أحمد، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ بُزَّةَ الصَّنْعَانِيُّ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ، عَنِ ابْنِ مَسْعَدَةَ: أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صلى الظُّهْرَ أَوِ الْعَصْرَ، فَسَلَّمَ مِنْ رَكْعَتَيْنِ، فَقَالَ لَهُ ذُو الْيَدَيْنِ: أَقَصَرْتَ الصَّلاةَ أَمْ نَسِيتَ؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ما يَقُولُ ذُو الْيَدَيْنِ؟ قَالُوا:
صَدَقَ. فَأَتَمَّ بِهِمُ الرَّكْعَتَيْنِ، ثُمَّ سَجَدَ سَجْدَتَيِ السَّهْوِ، وَهُوَ جَالِسٌ بعد ما سَلَّمَ. قَالَ سُلَيْمَان: «ابْنُ مسعدة اسمه: عَبْد اللَّه، من أصحاب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولم يروه عَنِ ابْنِ جريج إلا عَبْد الرزاق» .
أَخْرَجَهُ أَبُو عُمَر وَأَبُو مُوسَى وَقَدْ ذكره الحافظ أَبُو الْقَاسِم بْن عساكر فِي تاريخه فَقَالَ: عَبْد اللَّه بْن مسعدة، وَيُقَال:
ابْنُ مَسْعُود بْن حكمة [1] بْن مَالِك بْن حذيفة بْن بدر الفزاري، لَهُ رؤية من رسول الله صلى الله عليه وسلم، قيل: إنه كَانَ من سبي فزارة، وأن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهبه لفاطمة ابنته، فأعتقته، وسكن دمشق، وكان مَعَ معاوية بصفين، وبعثه يزيد بْن معاوية عَلَى جند دمشق يَوْم الحرة، وبقي إِلَى أن بايع مروان بالخلافة بالجابية وقَالَ يَحيى بْن عباد بْن عَبْد اللَّه، عَنْ أَبِيهِ: أن ابْنُ مسعدة كَانَ شديدًا فِي قتال ابْنُ الزُّبَيْر، فضربه مُصعب بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن عوف عَلَى فخذه فجرحه، وضربه ابْنُ أَبِي درع من جانبه الآخر فجرحه جرحا آخر، فما عاد خرج للحرب حتى ولوا منصرفين.
3177- عبد الله بن مسعود
(ب د ع) عَبْد اللَّه بْن مَسْعُود بْن غافل بْن حبيب بْن شمخ بْن فار بن مخزوم بن صاهلة ابن كاهل بْن الحارث بْن تميم بْن سعد بْن هذيل بْن مدركة بْن إلياس بْن مضر أَبُو عَبْد الرَّحْمَن الهذلي، حليف بني زهرة، كان أبوه مَسْعُود قَدْ حالف فِي الجاهلية عَبْد بْن الحارث بْن زهرة، وأم عَبْد اللَّه بْن مسعود أم عبد عَبْد بِنْت عَبْد ود بْنُ سواء من هذيل أيضا.
__________
[1] كذا ضبط في مستدرك تاج العروس: 8/ 355. وقد ضبط في مخطوطتنا بفتح الحاء والكاف.

(3/280)


كان إسلامه قديما أول الإسلام، حين أسلم سَعِيد بْن زَيْد وزوجته فاطمة بْنت الخطاب، وذلك قبل إسلام عُمَر بْن الخطاب بزمان.
رَوَى الأَعْمَشُ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: لَقَدْ رَأَيْتُنِي سَادِسَ سِتَّةٍ، مَا عَلَى ظَهْرِ الأَرْضِ مُسْلِمٌ غَيْرَنَا [1] .
وكان سببُ إسلامه ما أَخْبَرَنَا بِهِ أَبُو الفضل الطبري الْفَقِيهُ بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَبِي يَعْلَى أَحْمَدَ بْنِ علي قال: حَدَّثَنَا الْمُعَلَّى بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ بَهْدَلَةَ، عَنْ زِرٍّ [2] عَنْ عبد الله ابن مسعود قال: كُنْتُ غُلامًا يَافِعًا فِي غَنَمٍ لِعُقْبَةَ بْنِ أَبِي مُعَيْطٍ. أَرْعَاهَا، فَأَتَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَعَهُ أَبُو بَكْرٍ، فَقَالَ: يَا غُلامُ، هَلْ مَعَكَ مِنْ لَبَنٍ؟ فَقُلْتُ: نَعَمْ، ولكنى مؤتمن! فقال: ائتني بشاة لم ينزل عَلَيْهَا الْفَحْلُ. فَأَتَيْتُهُ بِعَنَاقٍ- أَوْ جَذَعَةٍ- فَاعْتَقَلَهَا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فجعل يَمْسَحُ الضَّرْعَ وَيَدْعُو حَتَّى أَنْزَلَتْ، فَأَتَاهُ أَبُو بَكْرٍ بِصَخْرَةٍ [3] فَاحْتَلَبَ فِيهَا، ثُمَّ قَالَ لأَبِي بكر: اشرب.
فشرب أبو بكر، ثم شر، النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْدَهُ، ثُمَّ قَالَ لِلضَّرْعِ: اقْلِصْ [4] . فَقَلَصَ فَعَادَ كَمَا كَانَ، ثُمَّ أَتَيْتُ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، عَلِّمْنِي مِنْ هَذَا الْكَلامِ- أَوْ مِنْ هَذَا الْقُرْآنِ- فَمَسَحَ رَأْسِي وَقَالَ: إِنَّكَ غُلامٌ مُعَلَّمٌ. قَالَ: فَلَقَدْ أَخَذْتُ مِنْهُ سَبْعِينَ سُورَةً، مَا نَازَعَنِي فِيهَا بِشَرٍّ. وَهُوَ أَوَّلُ مَنْ جَهَرَ بِالْقُرْآنِ بمكة:
أخبرنا عبيد الله بن أحمد بإسناده [5] ، عن يونس بن بكير، عن محمد بن إسحاق قَالَ:
حَدَّثَنِي يَحْيَى بْن عُرْوَةَ بْن الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ أَوَّلَ مَنْ جَهَرَ بِالْقُرْآنِ بِمَكَّةَ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ، اجْتَمَعَ يَوْمًا أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالُوا: وَاللَّهِ مَا سَمِعَتْ قُرَيْشٌ هَذَا الْقُرْآنَ يُجْهَرُ لَهَا بِهِ قَطُّ، فَمَنْ رَجُلٌ يُسْمِعُهُمْ؟ فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ: أَنَا. فَقَالُوا:
إِنَّا نَخْشَاهُمْ عَلَيْكَ، إِنَّمَا نُرِيدُ رَجُلا لَهُ عَشِيرَةٌ تَمْنَعُهُ مِنَ الْقَوْمِ إِنْ أَرَادُوهُ! فَقَالَ: دَعُونِي، فَإِنَّ اللَّهَ سَيَمْنَعُنِي. فَغَدَا عَبْدُ اللَّهِ حَتَّى أَتَى الْمَقَامَ فِي الضُّحَى وَقُرَيْشٌ في أنديتها، حتى قام عند المقام،
__________
[1] أخرجه الحاكم في مستدركه، من طريق الأعمش، في كتاب معرفة الصحابة 3/ 312، وقال: «صحيح ولم يخرجاه» .
[2] في المطبوعة: «عن دد» . وهو خطأ فاحش. وزر بن حبيش يروى عن عبد الله بن مسعود، ويروى عنه عاصم بن بهدلة. ينظر الجرح والتعديل، 1/ 2/ 622، والتهذيب: 3/ 321.
[3] في المطبوعة: «بصحوة» وهي كلمة محرفة. والصواب ما أثبتناه عن الأصل، وفي مسند الإمام أحمد عن عبد الله بن مسعود 1/ 462: «ثم أتاه أبو بكر رضى الله عنه بصخرة منقعرة فاحتلب فيها» .
[4] اقلص: اجتمع.
[5] رواه الإمام أحمد في مسند عبد الله بن مسعود في موضعين: أو لهما: 1/ 379 عن أبى بكر عن عاصم بإسناده، وثانيهما: 1/ 462 عن عفان عن حماد بن سلمة عن عاصم أيضا بإسناده. وهذه الرواية الثانية أقرب إلى النص الّذي معه.

(3/281)


فَقَالَ رَافِعًا صَوْتَهُ: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ- الرَّحْمنُ عَلَّمَ الْقُرْآنَ 55: 0- 2، فَاسْتَقْبَلَهَا فَقَرَأَ بِهَا، فَتَأَمَّلُوا فَجَعَلُوا يَقُولُونَ: مَا يَقُولُ ابْنُ أُمِّ عَبْدٍ؟ ثُمَّ قَالُوا: إِنَّهُ لَيَتْلُو بَعْضَ مَا جَاءَ بِهِ مُحَمَّدٌ! فَقَامُوا فَجَعَلُوا يَضْرِبُونَ فِي وَجْهِهِ، وَجَعَلَ يَقْرَأُ حَتَّى بَلَغَ مِنْهَا مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَبْلُغَ، ثم انصرف إلى أصحابه وقد أثّروا بوجهه فَقَالُوا: هَذَا الَّذِي خَشِينَا عَلَيْكَ! فَقَالَ: مَا كَانَ أَعْدَاءُ اللَّهِ قَطُّ أَهْوَنَ عَلَيَّ مِنْهُمُ الآن، ولئن شئتم غاديتهم بمثلها غدا؟ قالوا: حَسْبُكَ، قَدْ أَسْمَعْتُهُمْ مَا يَكْرَهُونَ [1] ولما أسلم عبد الله أخذه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إليه، وكان يخدمه، وقَالَ لَهُ: إذنك عليّ أن تسمع سوادي ويرفع الحجاب [2] » . فكان يلج عَلَيْهِ، ويلبسه نعليه، ويمشي معه وأمامه، ويستره إِذَا اغتسل، ويوقظه إِذَا نام، وكان يعرف فِي الصحابة بصاحب السواد والسواك.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَرَجِ الثَّقَفِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَدَّادُ- وَأَنَا حَاضِرٌ أَسْمَعُ- أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الْجَابِرِيُّ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ زِيَادٍ الأَحْمَرُ، حدثنا بن إِدْرِيسَ وَحَفْصٌ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سُوَيْدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ابن يَزِيدَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِذْنُكَ عَلَيَّ أَنْ يُرْفَعَ الْحِجَابُ وَتَسْمَعَ سِوَادِي حَتَّى أَنْهَاكَ [3] » . وهاجر الهجرتين جميعًا إِلَى الحبشة وَإِلى المدينة، وصلى القبلتين، وشهد بدرًا، وأُحدًا، والخندق، وبيعة الرضوان، وسائر المشاهد مَعَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وشهد اليرموك بعد النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهو الَّذِي أجهز عَلَى أَبِي جهل، وشهد لَهُ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالجنة.
وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم، روى عَنْهُ من الصحابة: ابْنُ عَبَّاس، وابن عُمَر، وَأَبُو مُوسَى، وعمران بْن حصين، وابن الزُّبَيْر، وجابر، وأنس، وَأَبُو سَعِيد، وَأَبُو هُرَيْرَةَ، وَأَبُو رافع، وغيرهم. وروى عَنْهُ من التابعين: علقمة، وأبو وائل، والأسود، ومسروق، وعبيدة، وقيس ابن أبى حازم، وغيرهم.
__________
[1] سيرة ابن هشام: 1/ 314، 315.
[2] أخرجه الإمام أحمد في مسندة: 1/ 388، 94، 404. ومسلم في كتاب السلام، باب جواز جعل الإذن رفع حجاب أو نحوه من العلامات، 8/ 6 ونصه: «إذنك على برفع الحجاب وأن تستمع، سوادي حتى أنهاك» .
والسواد- بكسر السين وبالدال-: «والمراد به السرار، وهو السر، يقال: ساودت الرجل مساودة: إذا ساررته، قالوا: هو مأخوذ من إدناء سوادك من سواده عند المسارة، أي: إدناء شخصك من شخصه. وقال عبد الله بن الإمام أحمد:
قال أبى: «سوادي: سرى، أذن له أن يسمع سره» . المسند: 1/ 388.
[3] رواية الإمام أحمد في المواضع الثلاثة المتقدمة من طريق الحسن بن عبيد الله.

(3/282)


أخبرنا أبو منصور مسلم بن عَليّ بن مُحَمَّدٍ الْمَوْصِلِيُّ الْعَدْلُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْبَرَكَاتِ مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن خميس، أخبرنا أبو نَصْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْبَاقِي بْنِ طَوْقٍ، أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن الخليل الْمَرْجِيِّ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى، حدثنا أبو خيشمة، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ أَبِي رَزِينٍ قَالَ: قَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اقْرَأْ عَلَيَّ سُورَةَ النِّسَاءِ.
قَالَ قُلْتُ: أَقْرَأُ عَلَيْكَ وَعَلَيْكَ أُنْزِلَ؟ قَالَ: إِنِّي أُحِبُّ أَنْ أَسْمَعَهُ مِنْ غَيْرِي. فَقَرَأْتُ عَلَيْهِ حَتَّى بَلَغْتُ: فَكَيْفَ إِذا جِئْنا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنا بِكَ عَلى هؤُلاءِ شَهِيداً 4: 41 ... إِلَى آخِرِ الآيَةِ فَاضَتْ عَيْنَاهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. [1] أَخْبَرَنَا أَبُو الْبَرَكَاتِ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ هِبَةِ اللَّهِ الدِّمَشْقِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَشَائِرِ مُحَمَّدُ بْنُ خَلِيلِ بْنِ فَارِسٍ الْقَيْسِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْمِصِّيصِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ الْقَاسِمِ بْنِ أَبِي نَصْرٍ، أَخْبَرَنَا أبو الحسن خيثمة بن سُلَيْمَانَ بْنِ حَيْدَرَةَ الأَطْرَابُلُسِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدَةَ السري بن يحيى بالكوفة، حدثنا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ عبد الملك بن عمير، عن مولى لربعي، عن ربيع، عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وَتَمَسَّكُوا بِعَهْدِ ابْنِ أُمِّ عَبْدٍ [2] .
وَقَدْ رَوَاهُ سَلَمَةُ بْنُ كُهَيْلٍ، عَنْ أَبِي الزَّعْرَاءِ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ [3] . وَأَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بن علي بن عبيد الله وغير واحد بإسنادهم إلى مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عن الأسود ابن [4] يَزِيدَ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا مُوسَى يَقُولُ: لَقَدْ قَدِمْتُ أَنَا وَأَخِي مِنَ الْيَمَنِ، وَمَا نَرَى [5] إلا أن عبد الله ابن مَسْعُودٍ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ بَيْتِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لِمَا نَرَى مِنْ دُخُولِهِ وَدُخُولِ أُمِّهِ عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [6] » .
__________
[1] أخرجه البخاري ومسلم من حديث الأعمش، عن إبراهيم، عن عبيدة، عن عبد الله بن مسعود. ينظر البخاري، فضائل القرآن: 6/ 241، ومسلم، باب فضل استماع القرآن: 2/ 195، 196. كما أخرجه الإمام أحمد من طريق أبى رزين وأبى حيان الأشجعي، ينظر المسند: 1/ 374. هذا وينظر تفسير ابن كثير بتحقيقنا، عند الآية 41 من سورة النساء: 2/ 267.
[2] أخرج الإمام أحمد نحوه من طريق ربعي بن خراش عن حذيفة، ينظر المسند: 5/ 399. ونصه: «بَيْنَا نَحْنُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم قال: إني لست أدرى ما قدر بقائي فيكم، فاقتدوا باللذين من بعدي- يشير إلى أبى بكر وعمر رضى الله عنهما ... واهدوا هدى عمار، وعهد ابن أم عبد، رضى الله عنهما» .
[3] هذه رواية أبى عيسى الترمذي في سننه، أبواب المناقب، ينظر تحفة الأحوذي: 10/ 308. وقال الترمذي: «هذا حديث غريب من هذا الوجه، من حديث ابن مسعود، لا نعرفه إلا من حديث يحيى بن سلمة بن كهيل، ويحيى بن سلمة يضعف في الحديث» .
[4] في المطبوعة: «عن أبى الأسود بن يزيد» وهو خطأ، والصواب ما أثبتناه عن الأصل، والترمذي. وينظر التهذيب: 1/ 343.
[5] ما نرى، بضم النون- أي: لا نظن. ونص الترمذي: وما نرى حينا إلا أن ... » .
[6] تحفة الأحوذي، أبواب المناقب: 10/ 310.

(3/283)


قال: وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاق، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْن يَزِيدَ قَالَ: أَتَيْنَا حُذَيْفَةَ فَقُلْنَا: حَدِّثْنَا بِأَقْرَبِ النَّاسِ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَدْيًا وَدَلا، فَنَأْخُذُ عَنْهُ وَنَسْمَعُ مِنْهُ. قَالَ: كَانَ أَقْرَبَ النَّاسِ هَدْيًا وَدَلا وَسَمْتًا بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ابْنُ مَسْعُودٍ [1] [حَتَّى يَتَوَارَى مِنَّا فِي بَيْتِهِ] [2] ، وَلَقَدْ عَلِمَ الْمَحْفُوظُونَ [3] مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ أَنَّ ابْنَ أُمِّ عَبْدٍ هُوَ مِنْ أَقْرَبِهِمْ إِلَى اللَّهِ [4] زُلْفَى» .
قَالَ: وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا صَاعِدٌ الْحَرَّانِيُّ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ:
قَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَوْ كُنْتُ مُؤَمِّرًا أَحَدًا [5] مِنْ غَيْرِ مَشُورَةٍ لأَمَّرْتُ ابْنَ أُمِّ عَبْدٍ [6] » . ومن مناقبه أَنَّهُ بعد وفاة رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شهد المشاهد العظيمة، منها: أَنَّهُ شهد اليرموك بالشام وكان عَلَى النفل، وسيره عُمَر بْن الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّه عَنْهُ إِلَى الكوفة، وكتب إِلَى أهل الكوفة:
إني قَدْ بعثت عمار بْن ياسر أميرًا، وعبد اللَّه بْن مَسْعُود معلمًا ووزيرًا، وهما من النجباء من أصحاب رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، من أهل بدر، فاقتدوا بهما، وأطيعوا واسمعوا قولهما، وَقَدْ آثرتكم بعبد اللَّه عَلَى نفسي» .
أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي حبة بإسناده عن عبد الله بن أحمد، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ حَدَّثَنَا مُغِيرَةُ، عَنْ أُمِّ مُوسَى قَالَتْ: سَمِعْتُ عَلِيًّا يَقُولُ: «أَمَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ابْنَ مَسْعُودٍ فَصَعِدَ عَلَى شَجْرَةٍ يَأْتِيهِ مِنْهَا بِشَيْءٍ، فَنَظَرَ أَصْحَابُهُ إِلَى سَاقِ عَبْدِ اللَّهِ فَضَحِكُوا مِنْ حُمُوشَةِ سَاقَيْهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَا تَضْحَكُونَ؟ لَرِجْلُ عَبْدِ اللَّهِ أَثْقَلُ فِي الْمِيزَانِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ أُحُدٍ [7] » وَأَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ طَبَرْزَدَ إِجَازَةً، أَخْبَرَنَا أَبُو الْبَرَكَاتِ الأَنْمَاطِيُّ إِجَازَةً إِنْ لَمْ يَكُنْ سَمَاعًا، أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ وَأَبُو الْفَضْلِ الْبَاقِلانِيَّانِ قَالا: أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ الْوَاعِظُ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ الصَّوَّافُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بن عبد الله بن نمير،
__________
[1] هديا: طريقة وسيرة. ودلا: حالة وهيئة، والسمت: الهيئة الحسنة.
[2] عن الترمذي.
[3] أي: الذين حفظهم الله من تحريف في قول أو فعل.
[4] تحفة الأحوذي، أبواب المناقب: 31010، 1/ 31. وقد رواه البخاري من طريق أبى إسحاق عن عبد الرحمن ابن يزيد، ينظر كتاب فضائل الصحابة: 5/ 35. كما أخرجه الحاكم في مستدركه، في كتاب معرفة الصحابة: 3/ 315.
وينظر «الطبقات الكبرى» لابن سعد: 3/ 1/ 109.
[5] في الترمذي: «أحدا منهم من غير ... » ، «لأمرت عليهم ابن ... » .
[6] تحفة الأحوذي، أبواب المناقب: 10/ 311، 312. وقد أخرجه أحمد في مسندة من طريق أبى إسحاق، ينظر المسند: 1/ 76، 107، 108، كما أخرجه ابن ماجة عن أبى إسحاق كذلك، ينظر المقدمة، الحديث 137: 1/ 49.
وأخرجه الحاكم في مستدركه «كتاب معرفة الصحابة: 3/ 318، وقال: «هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه» .
[7] مسند أحمد: 1/ 114. وحموشة الساقين: دقتهما.

(3/284)


حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ حَبَّةَ بْنِ جُوَيْنٍ، عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: كُنَّا عِنْدَهُ جُلُوسًا، فَقَالُوا:
مَا رَأَيْنَا رَجُلا أَحْسَنَ خُلُقًا، وَلا أرفق تعليما، ولا أحسن مجالسته، وَلا أَشَدَّ وَرَعًا، مِنَ ابْنِ مَسْعُودٍ. قَالَ عَلِيٌّ: أُنْشِدُكُمُ اللَّهَ أَهُوَ الصِّدْقُ مِنْ قُلُوبِكُمْ؟ قَالُوا: نَعَمْ. قَالَ: اللَّهمّ أَشْهَدُ أَنِّي أَقُولُ مِثْلَ مَا قَالُوا وَأَفْضَلَ [1] . قَالَ أَبُو وائل: لما شق عثمان رَضِيَ اللهُ عَنْهُ المصاحف، بلغ ذَلِكَ عَبْد اللَّه فَقَالَ: لقد علم أصحاب مُحَمَّد أني أعلمهم بكتاب اللَّه، وما أَنَا بخيرهم، ولو أني أعلم أن أحدًا أعلمُ بكتاب اللَّه مني تبلغنيه الإبل لأتيته فَقَالَ أَبُو وائل: فقمت إِلَى الخلق أسمع ما يقولون، فما سَمِعْتُ أحدًا من أصحاب مُحَمَّد ينكر ذَلِكَ عَلَيْهِ.
وقَالَ زَيْد بْن وهب: إني لجالس مَعَ عُمَر إذ جاءه ابْنُ مَسْعُود يكاد الجلوس يوارونه من قصره فضحك عُمَر حين رآه، فجعل يكلم عُمَر ويضاحكه وهو قائم ثُمَّ ولى فأتبعه عُمَر بصرة حتى توارى فَقَالَ: كنيف مليء علمًا [2] .
وقَالَ عُبَيْد اللَّه بْن عَبْد اللَّه: كَانَ عَبْد اللَّه إِذَا هدأت العيون قام فسمعت له دويّا كدوىّ النّخل حتَّى يصبح.
وقَالَ سَلَمة بْن تمام: لقي رجل ابن مسعود فقال: لا تعدم حالمًا مذكرًا، رأيتك البارحة ورأيت النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى منبر مرتفع، وأنت دونه وهو يَقُولُ: يا ابْنُ مسعود، هلمّ إليّ، فلقد جفيت بعدي. فقال: الله لأنت رَأَيْت هَذَا؟ قَالَ: نعم قَالَ فعزمت أن تخرج من المدينة حتَّى تصلي عليّ، فما لبث أيامًا حتَّى مات.
وقَالَ أَبُو ظبية [3] : مرض عَبْد اللَّه، فعاده عثمان بْن عفان، فَقَالَ: ما تشتكي؟ قَالَ: ذنوبي! قَالَ: فما تشتهي؟ قَالَ: رحمة ربي. قَالَ: ألا آمر لَكَ بطبيب؟ قَالَ: الطبيب أمرضني.
قَالَ: آلا آمر لَكَ بعطاء؟ قَالَ: لا حاجة لي فِيهِ. قَالَ: يكون لبناتك. قَالَ أتخشى على بناتي
__________
[1] أخرجه الحاكم في المستدرك، كتاب معرفة الصحابة، من طريق حبة العرني 3/ 315. ونصه: «أن ناسا أتوا عليا، فأثنوا على عبد الله بن مسعود، فقال: أقول فيه مثل قالوا، وأفضل من قرأ القرآن، وأحل حلاله، وحرم حرامه، فقيه في الدين، عالم بالسنة» . وينظر الطبقات لابن سعد: 3/ 1/ 110.
[2] أخرج الحاكم في المستدرك نحوه من طريق زيد بن وهب 3/ 318، وقال: «هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه» . وينظر الطبقات لابن سعد: 3/ 1/ 110. وكنيف- تصغير كنف بكسر فسكون والكنف: هو الوعاء.
والمقصود بالتصغير هنا التعظيم.
[3] في المطبوعة: أبو طيبة. ينظر التهذيب: 12/ 140.

(3/285)


الفقر، إني أمرت بناتي أن يقرآن كل ليلة سورة الواقعة، أني سَمِعْتُ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «من قَرَأَ الواقعة كل ليلة لم تصبه فاقه أبدًا [1] . وإنما قَالَ لَهُ عثمان: ألا آمر لَكَ بعطائك؟ لأنَّه كَانَ قَدْ حبسه عَنْهُ سنتين، فلما توفي أرسله إِلَى الزُّبَيْر، فدفعه إِلَى ورثته. وقيل: بل كَانَ عَبْد اللَّه ترك العطاء استغناء عَنْهُ، وفعل غيره كذلك.
وروى الْأَعْمَش، عَنْ زَيْد بْن وهب قَالَ: لما بعث عثمان إِلَى عَبْد اللَّه بْن مَسْعُود يأمره بالقدوم عَلَيْهِ بالمدينة، وكان بالكوفة، اجتمع النَّاس عَلَيْهِ فقالوا: أقم، ونحن نمنعك أن يصل إليك شيء تكرهه. فَقَالَ عَبْد اللَّه: «إن له على حق الطاعة، وَإِنها ستكون أمور وفتن، فلا أحب أن أكون أول من فتحها» . فرد النَّاس وخرج إِلَيْه وتوفي ابْنُ مَسْعُود بالمدينة سنة اثنتين وثلاثين. وأوصى إِلَى الزُّبَيْر [2] رَضِي اللَّه عَنْهُمَا، ودفن بالبقيع، وصلى عَلَيْهِ عثمان، وقيل: صلى عَلَيْهِ عمار بْن ياسر. وقيل: صلى عَلَيْهِ الزُّبَيْر.
ودفنه ليلًا أوصى بذلك، وقيل: لم يعلم عُثْمَان رَضِيَ اللَّه عَنْهُ بدفنه، فعاتب الزبير عَلَى ذلك.
وكان عمره يَوْم توفي بضعا وستين سنة، وقيل: بل توفي سنة ثلاث وثلاثين. والأول أكثر.
ولما مات ابْنُ مَسْعُود نُعي إِلَى أَبِي الدرداء، فَقَالَ: «ما ترك بعده مثله» .
أخرجه الثلاثة.
3178- عبد الله بن مسعود الغفاريّ
(س) عَبْد اللَّه بْن مَسْعُود الغفاري. وقيل: أَبُو مَسْعُود الغفاري.
رُوِيَ عَنْهُ حديث طويل فِي فضائل رمضان، سماه بعضهم فِي الرواية عَبْد اللَّه، وأكثر ما يروى عَنْهُ لا يسمى.
أَخْرَجَهُ أَبُو مُوسَى مختصرا، ويذكر فِي الكنى إن شاء اللَّه تَعَالى.
3179- عَبْد اللَّه بْن مسلم
(س) عَبْد اللَّه بْن مسلم. أورده أَبُو الْقَاسِم الرقاعي [3] فِي العبادلة، وذكر لَهُ حديثًا رواه سعيد
__________
[1] ينظر تخريج ابن حجر لهذا الحديث على الكشاف: 4/ 375.
[2] الطبقات الكبرى لابن سعد: 3/ 1/ 112
[3] في المطبوعة: «الرفاعيّ» . بالفاء، والمثبت عن الأصل، والمشتبه للذهبى: 422.

(3/286)


ابن سليمان، عَنْ عباد بْن حصين قَالَ: سَمِعْتُ عَبْد اللَّه بْن مُسْلِم- وكانت لَهُ صحبة- قَالَ:
قال رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «ما من مملوك يطيع اللَّه تَعَالى ويطيع مالكه إلا كَانَ لَهُ أجران» . أَخْرَجَهُ أَبُو موسى.
3180- عبد الله بن مسيب
(س) عَبْد اللَّه بْن مسيب. ذكره العسكري فِي الصحابة.
رَوَى ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبَّادِ بْنِ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ سُفْيَانَ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُسَيَّبِ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالُوا: صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الصُّبْحَ بِمَكَّةَ، فَاسْتَفْتَحَ سُورَةَ الْمُؤْمِنِينَ، حَتَّى إِذَا جَاءَ ذِكْرُ مُوسَى وَهَارُونَ، وَجَاءَ ذِكْرُ عِيسَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِمْ، أَخَذَتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُعْلَةٌ فَسَجَدَ [1] .
كَذَا رَوَاهُ، وَهَذَا الإِسْنَادُ عَنْ هَؤُلاءِ الثَّلاثَةِ مَحْفُوظٌ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ السّائب، عن النبي أخرجه أبو موسى.
3181- عبد الله بن مطر
(د ع) عَبْد اللَّه بْن مطر أَبُو ريحانة، وقيل: اسمه شمعون. وهو من الأزد، وكان يقص بإيليا، وله كرامات وآيات.
روى عَنْهُ كريب بْن أبرهة، وثوبان بْن شهر، والهيثم بْن شفي وعبادة بْن نسي، قاله أَبُو نعيم.
وقَالَ ابْنُ منده: وهو من بني نمير، من بني ثعلبة بْن يربوع، روى شهر بْن حوشب، عَنْ أَبِي ريحانة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الحمّى من فيح جهنم، وهي نصيب المؤمن من النار» . أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ مَحْمُودٍ إِجَازَةً بِإِسْنَادِهِ إِلَى أبي بَكْر ابْن أَبِي عاصم، حَدَّثَنَا أَبُو عمير، عَنْ ضمرة، عَنِ ابْنِ عطاء، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: ركب أَبُو ريحانة البحر، فاشتد عَلَيْهِ، فَقَالَ:
«اسكن، فإنما أنت عَبْد حبشي، فسكن حتَّى صار كالزيت، قَالَ: وسقطت إبرته، فَقَالَ:
أي رب عزمت عليك لما رددتها عليّ. فظهرت حتَّى أخذها.
أَخْرَجَهُ ابْنُ منده وَأَبُو نعيم.
__________
[1] ينظر تخريجنا هذا الحديث في ترجمة عبد الله بن السائب: 3/ 254.

(3/287)


قلت: ذكر بعض العلماء أن عَبْد اللَّه بْن مطر أبا ريحانة الَّذِي قيل فِيهِ: شمعون، قَالَ:
هما رجلان، أحدهما صحابي، وهو شمعون أَبُو ريحانة، وهو الَّذِي كَانَ يقص بالبيت المقدس، وله الكرامات. والثاني: أَبُو ريحانة عبد الله بن مطر، هو تابعي بصري روى عَنْ ابْنُ عُمَر، وسفينة. كذلك ذكرهما الأئمة، منهم مُسْلِم وابن أَبِي حاتم [1] .
3182- عبد الله بن أبى مطرف
(ب د ع) عبد الله بن أبي مطرف. لَهُ صحبة، عداده فِي الشاميين، وهو أزْدِيّ.
رَوَى حَدِيثَهُ هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، عَنْ رِفْدَةَ بْنِ قُضَاعَةَ، عَنْ صَالِحِ بْنِ رَاشِدٍ الْقُرَشِيِّ، قَالَ: أَتَى الْحَجَّاجَ بْنَ يُوسُفَ رَجُلٌ قَدِ اغْتَصَبَ أُخْتَهُ نَفْسَهَا، فَقَالَ: احْبِسُوهُ وَسَلُوا من هاهنا مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَسَأَلُوا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي مُطَرِّفٍ عَنْ ذلك، فقال: سمعت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «مَنْ تَخَطَّى الْحُرْمَتَيْنِ الاثْنَتَيْنِ، فَخُطُّوا وَسَطَهُ بِالسَّيْفِ» . وَكَتَبُوا إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ يَسْأَلُونَهُ عَنْ ذَلِكَ. فَكَتَبَ بِذَلِكَ [2] .
أَخْرَجَهُ الثَّلاثَةُ، وَقَالَ أَبُو عُمَرَ: «يَقُولُونَ: إِنَّ رِفْدَةَ غَلِطَ. وَلَمْ يَصِحَّ عِنْدِي قَوْلُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ [3] » .
وقَالَ أَبُو أَحْمَد العسكري: ليس يعرف عَبْد اللَّه بْن أَبِي مطرف، وَإِنما هُوَ عَبْد الله بن مطرّف [4] ابن عَبْد اللَّه بْن الشخير، وهو مرسل. وروي أن الحجاج رفع إِلَيْه رَجُل زنى بأخته، فَقَالَ:
«يضرب ضربة بالسيف» ، فضربت عنقه. والله أعلم.
3183- عَبْد اللَّه بْن المطلب بْن أزهر
عَبْد اللَّه بْن المطلب بْن أزهر بْن عَبْد عون الزُّهْرِيّ. ولد بأرض الحبشة، وهلك بها أَبُوهُ، فورثه عَبْد اللَّه.
قَالَ ابْنُ إِسْحَاق: هُوَ أول من ورث أباه فِي الإسلام.
__________
[1] الجرح والتعديل لابن أبى حاتم: 2/ 2/ 168، 169، 182.
[2] مجمع الزوائد 6/ 269، يقول السيوطي: «رواه الطبراني، وفيه رفدة بن قضاعة وثقه هشام بن عمار، وضعفه الجمهور، وبقية رجاله ثقات» .
وقال الحافظ في الإصابة 4/ 363: «ويضعف رواية رفدة بن قضاعة أن ابن عباس مات قبل أن يلي الحجاج الأمر بمدة طويلة، فإنه ولى إمارة الحجاز بعد قتل عبد الله بن الزبير سنة ثلاث وسبعين، فأقام سنتين، ثم ولى إمرة العراق، وكان موت عبد الله بن عباس سنة ثمان وستين» .
[3] الاستيعاب: 994.
[4] وكذا قال ابن أبى حاتم، عن أبيه: 2/ 2/ 153.

(3/288)


أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَرِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ، بإسناده عن يونس بن بكير، عن ابن إِسْحَاق، في تسمية من هاجر إِلَى أرض الحبشة، من بني زهرة، قَالَ: «والمطلب بْن أزهر بن عبد عوف ابن عَبْد الحارث بْن زهرة، معه امرأته رملة بِنْت أَبِي عوف بْن صبيرة، ولدت لَهُ بأرض الحبشة عبد الله بن المطلب [1] .
3184- عبد الله بن المطلب بن حنطب
(س) عَبْد اللَّه بْن المطلب بْن حنطب بْن الحارث بْن عُبَيْد بْن عمر بن مخزوم الْقُرَشِيّ المخزومي.
قَالَ أَبُو مُوسَى: ذكر بعض مشايخنا أن لَهُ صحبة، وأنه يروي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «أَبُو بَكْر وعمر بمنزلة السمع والبصر» . أخرجه أَبُو موسى.
وذكره ابْنُ أَبِي حاتم الرازي، وقَالَ: لَهُ صحبة [2] .
وَرَوَى ابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ، عن عبد العزيز بن المطلب، عَنْ أبيه، عَنْ جده عَبْد اللَّهِ بْن المطلب ابن حَنْطَبٍ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَطْلَعَ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ، فَقَالَ: «هَذَانِ الَّسْمُع وَالْبَصَرُ» . أَخْبَرَنَا بِهِ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفَقِيهُ وَغَيْرُهُ، بِإِسْنَادِهِمْ إِلَى أبي عيسى قال: حدثنا قتيبة، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بن المطلب، عن أبيه، عن جده، عن عبد الله، ابن حنطب: أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَى أبا بكر وعمر فقال: «هذان السمع وَالْبَصَرُ» . قَالَ أَبُو عِيسَى: «عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حنطب لم يدرك النبي صلى الله عليه وَسَلَّمَ [3] .
كَذَا قَالَ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَنْطَبٍ.
3185- عبد الله بن مطيع
(ب د ع) عَبْد اللَّه بْن مطيع بْن الأسود بْن حارثة بْن نضلة بْن عوف بن عبيد [4] ابن عويج ابن عدىّ بن كعب القرشي العدوىّ.
__________
[1] سيرة ابن هشام: 1/ 325، وينظر أيضا: 1/ 258. وكتاب حذف من نسب قريش: 64.
[2] لم نجد في الجرح لابن أبى حاتم ترجمة عبد الله بن المطلب بن حنطب. ولكنه ترجم لعبد الله بن حنطب: 2/ 2/ 29.
وقال: «له صحبة، روى عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ الْمُطَّلِبِ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جده» .
[3] تحفة الأحوذي، كتاب المناقب، مناقب أبى بكر الصديق رضى الله عنه: 10/ 154، 155.
[4] كذا ضبط ابن الأثير فيما تقدم 2/ 58 «عبيد» و «عويج» بفتح العينين.

(3/289)


ولد عَلَى عهد النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فحنكه النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
ولما أخرج أهلُ المدينة بني أمية أيام يزيد بْنُ معاوية من المدينة، وخلعوا يزيد، كان عبد الله ابن مطيع عَلَى قريش، وعبد اللَّه بْن حنظلة عَلَى الأنصار. فلما ظفر أهل الشام بأهل المدينة يَوْم الحرة، انهزم عَبْد اللَّه بْن مطيع ولحق بعبد اللَّه بْن الزبير بمكة، وشهد معه الحصر الأول لما حصرهم أهل الشام بعد وقعة الحرة، وبقي عنده إِلَى أن حصر الحجاج بْن يُوسُفَ عَبْد اللَّه ابن الزُّبَيْر بمكة، أيام عَبْد الملك بْن مروان، وكان ابْنُ مطيع معه، فقاتل وهو يَقُولُ [1] :
أَنَا الَّذِي فررت يَوْم الحرة ... والحر لا يفر إلا مرة [2]
يا حبذا الكرة بعد الفرة ... لأجزين كرة بفرة
وقتل مَعَ ابْنُ الزبير.
وكان من جلة قريش شجاعة وجلدًا. روى عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: «أيما امرئ عرضت عَلَيْهِ الكرامة، فلا يدع أن يأخذ منها قل أم كثر» . أَخْرَجَهُ الثلاثة، وقَالَ أَبُو نعيم: عَبْد اللَّه بْن مطيع بْن الأسود الْقُرَشِيّ، من العبلات من بني عدي، قَالَ: وروى زَيْد بْن أسلم، عَنْ أَبِيهِ: أن عَبْد اللَّه بْن مطيع كَانَ من العبلات، من رهط ابْنُ عُمَر.
قلت: لا أعرف معنى قول أَبِي نعيم: «إنه من العبلات» إنَّما العبلات ولد أميّة الأصفر [3] ابن عَبْد شمس، وليسوا من بني عدي، والله أعلم.
3186- عبد الله بن مظعون
(ب د ع) عَبْد اللَّه بْن مظعون بْن حبيب بْن وهب بْن حذافة بْن جمح الْقُرَشِيّ الجمحي.
يكنى أبا محمّد.
__________
[1] في كتاب حذف من نسب قريش 83: «وهو الّذي يقول، يوم قتل ابن الزبير، وقال له: اذهب فإنّي مقتول؟
فقال عبد الله بن مطيع ... » وذكر بيتين من الرجز.
[2] في كتاب نسب قريش 384، وكتاب حذف من نسب قريش:
والشيخ لا يفر إلا مرة
وفي الاستيعاب 995 مثل ما هنا.
[3] في الأصل والمطبوعة: «أمية الصغرى» . وفي كتاب «حذف من نسب قريش» 31: «وأمية الأصغر ونوفلا وعبد أمية: أمهم عبلة بنت عبيد بن جاذل بن قيس بْن حنظلة بْن مالك بْن زيد مناة بن تميم، وهم العبلات» . وينظر كتاب نسب قريش 98. ومستدرك تاج العروس، مادة: عبل.

(3/290)


هاجر هُوَ وأخوه عثمان بْن مظعون إِلَى أرض الحبشة، وشهد بدرًا هُوَ وأخوته [1] .
قَالَ الواقدي: توفي سنة ثلاثين، وهو ابْنُ ستين سنة، ولا يحفظ، لأحد منهم رواية إلا لقدامة بْنُ مظعون.
وأولاد مظعون أخوال عَبْد اللَّه بْن عُمَر بْن الخطاب، رَضِي اللَّه عنهم.
أخرجه الثلاثة.
3187- عبد الله بن مظفر
(س) عَبْد اللَّه بْن مظفر. قَالَ أَبُو مُوسَى: كَذَا وَجَدْتُهُ فِي كِتَابِ أَبِي الْحَسَن محمد بن ابن القاسم الفارسي، المسمى ب «كتاب الأسباب الجالبة للرزق» ، روى فيه بإسناده عن أحمد ابن عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى، عَنْ أَبِي الرَّبِيعِ، عَنْ سَلامِ بْنِ سُلَيْمٍ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ قُرَّةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُظَفَّرٍ قَالَ: قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: يقول الله تبارك وتعالى: «يا ابن آدَمَ، تَفَرَّغ لِعِبَادَتِي أَمْلأْ قَلْبَكَ غِنًى، وَأَمْلأْ يَديك رزقاً، يا ابن آدَمَ، لا تَبَاعَد مِنِّي أملَأ قَلْبَكَ فَقْرًا، وَأَمْلأْ يَدَيْكَ شُغْلا» [2] . قَالَ: كَذَا وَجَدْتُهُ. وَإِنَّمَا هُوَ مُعَاوِيَةُ بْنُ قُرَّةَ، وَالْمَحْفُوظُ عَنْ أَبِي يَعْلَى أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ وَغَيْرِهِ، عَنْ أَبِي الرَّبِيعِ بِهَذَا الإِسْنَادِ: «عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ، عَنْ مَعْقِلِ بْنِ يَسَارٍ» .
أَخْرَجَهُ أَبُو مُوسَى.
3188- عبد الله بن معاوية الغاضري
(ب د ع) عَبْد اللَّه بْن معاوية الغاضري. عداده فِي الشاميين، نزل حمص. قيل: هُوَ من غاضرة قيس.
روى عَنْهُ جُبَيْر بْن نفير أن رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «ثلاث من فعلهن فقد ذاق طعم الْإِيمَان:
من عَبْد اللَّه وحده، فإنه لا إله إلا هُوَ. وأعطى زكاة ماله طيبه بها نفسه واجبه [3] عَلَيْهِ كل عام،
__________
[1] كتاب «نسب قريش» : 393، 394، وكتاب «حذف من نسب قريش» : 93، وسيرة ابن هشام: 1/ 327، 367، 684.
[2] أخرج الإمام أحمد نحوه عن أبى هريرة مرفوعا، ونصه: «قال الله عز وجل: يا ابن آدم، تفرغ لعبادتي أملأ صدرك غنى، وأسد فقرك، وإلا تفعل ملأت صدرك شغلا ولم أسد فقرك» المسند: 2/ 358.
[3] كذا في المخطوطة والمطبوعة. وفي سنن أبى داود: رافدة عليه. وفي النهاية: «الرافدة فاعلة، من الرفد وهو الإعانة.
يقال: رفدته أرفده، إذا أعنته: أي تعينه نفسه على أدائها» .

(3/291)


ولم يعط الهرمة ولا الدرنة [1] ولا المريضة ولا الشرط [2] اللئيمة، ولكن من أوسط، أموالكم، فإن اللَّه عزَّ وجلَّ لم يسألكم خيره، ولم يأمركم بشره [3] وزكاة نفسه. فَقَالَ رَجُل: ما تزكيه الرجل نفسه؟ قَالَ: أن يعلم أن اللَّه معه حيث كَانَ» . أَخْرَجَهُ الثلاثة.
3189- عبد الله أخو معبد بن قيس
عَبْد اللَّه أخو معبد بْن قيس بْن صخر. ذكره أَبُو عُمَر مدرجًا في ترجمة أخيه [4] معبد، وشهد أخوه معبد أحدا.
3190- عبد الله بن معتب
(س) عَبْد اللَّه بْن مُعَتّب، وقيل: مغيث، ويرد هناك.
أخرجه أبو موسى.
3191- عبد الله بن المعتمر
(ب د ع) عَبْد اللَّه بْن المعتمر. لَهُ صحبة.
روى عَنْهُ سُلَيْمَان بْن شهاب العبسي، قَالَ سُلَيْمَان: نزل عَبْد اللَّه بْن المعتمر، وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وَسَلَّمَ فحدثني عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أن الدجال ليس بِهِ خفاء، إنه يجيء من قبل المشرق فيدعو إِلَى نفسه، فيتبع ويقاتل ناسًا فيظهر عليهم، لا يزال كذلك حتى يقدم الكوفة فيظهر عليهم. قاله ابْنُ منده وَأَبُو نعيم هكذا: بالتاء فوقها نقطتان، والميم المشددة [5] .
وقَالَ أَبُو عُمَر: «المعتمر» ، فِي آخره راءٌ. وكلهم جعلوا الراوي عَنْهُ: سُلَيْمَان بْن شهاب، وقَالَ أَبُو عُمَر: لا أعرف لَهُ إلا حديثًا واحدًا فِي الدجال.
أَخْرَجَهُ الثلاثة، وجعله أَبُو عُمَر كنديًا، وقيل فيه: مغنم، بالغين المعجمة والنون. [6]
__________
[1] الدرنة: الجرباء.
[2] في المخطوطة والمطبوعة: «ولا السبطاء» . ولم نجد السبطاء فيما أتيح لنا من كتب اللغة. وما أثبتناه عن سنن أبى داود، فقد أخرجه عن عبد الله بن معاوية الغاضري هذا في كتاب الزكاة، الحديث رقم 1588: 2/ 104، 105.
ومعنى الشرط كما في النهاية: وذال المال. وقيل: صغاره وشراره» . وفي هامش نسخة دار الكتب 111 مصطلح حديث:
«الرواية في غير هذا: ولا الشرط اللئيمة» .
[3] إلى هنا ينتهى حديث أبى داود.
[4] لم يصرح أبو عمر باسمه، ونصه كما في الاستيعاب في ترجمة أخيه معبد 1428: «شهد بدرا هو وأخوه، وشهد أحدا.
[5] وعلى هذا يكون ضبط الاسم: المعتم.
[6] ينظر الاستيعاب، ترجمة عبد الله بن مغنم: 997.

(3/292)


3192- عبد الله بن المعتم
عَبْد اللَّه بْن المعتم.
كَانَ عَلَى إحدى المجنبتين [1] يَوْم القادسية، وسيره سعد بْن أَبِي وقاص من العراق إِلَى «تكريت» ، ومعه عرفجة بْن هرثمة، وربعي بْن الأفكل، وفيها جمع من الروم والعرب، ففتح «تكريت» وأرسل عَبْد اللَّه بْن المعتم ربعي بْن الأفكل إِلَى «نينوى» و «الموصل» ، ففتحهما. وجعل عَبْد اللَّه عَلَى الموصل ربعي بْن الأفكل، وعلى الخراج عرفجة بْن هرثمة.
هَذَا قول ابْنِ إِسْحَاق. وقيل: إن الَّذِي فتحها عتبة بْن فرقد، أرسله عُمَر بْن الخطاب إِلَى «الموصل» ، ففتحها سنة عشرين وقيل غير ذَلِكَ.
وكان عَبْد اللَّه عَلَى مقدمة سعد بْن أَبِي وقاص من القادسية إِلَى المدائن، هو وزهرة بْن الحوية.
وقَالَ أَبُو أَحْمَد العسكري: هُوَ عَبْد اللَّه بْن المعتمر- يعني: بالراء- لَهُ صحبة، وقيل:
المعتم، بغير راءٍ، والله أعلم.
وقَالَ الأمير أَبُو نصر: أما معتم- بضم الميم، والتاء فوقها نقطتان، وبالميم المشددة- فهو عَبْد اللَّه بْن المعتم.
وقَالَ أَبُو زكريا يزيد بْن إياس: عَبْد اللَّه بْن المعتم العبسيّ: وهو الَّذِي افتتح الموصل، وروى ذَلِكَ عَنْ سيف بن عمر
3193- عبد الله بن معرض
(د ع) عَبْد اللَّه بْن معرض الباهلي.
سكن البادية نحو اليمامة، وفد عَلَى رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ذكره المنيعي وابن أَبِي دَاوُد فِي الصحابة روى عَبْد اللَّه بْن حمزة أَبُو يمن الباهلي، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدّه عَبْد اللَّهِ بْن معرض الباهلي:
أَنَّهُ وفد عَلَى رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فجعل لهم رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فريضة فِي إبلهم.
أخرجه ابن منده وأبو نعيم.
3194- عبد الله بن أبى معقل
(ب) عَبْد اللَّه بْن أَبِي معقل الْأَنْصَارِيّ.
شهد أحدًا مَعَ أبيه، ونذكر أباه فِي الكنى إن شاء الله تعالى.
أخرجه أبو عمر مختصرا.
__________
[1] مجنبة الجيش: هي التي تكون في الميمنة والميسرة، وهما مجنبتان.

(3/293)


3195- عبد الله بن المعمر العبسيّ
(ب) عَبْد اللَّه بْن المعمر العبسي. لَهُ صحبة، وهو ممن تخلف عَنْ عليّ رَضِيَ اللَّه عنه في فِي قتال أهل البصرة.
أَخْرَجَهُ أَبُو عُمَر مختصرا.
3196- عبد الله بن معية السوائى
(ب د ع) عَبْد اللَّه بْن معية السوائي، من بني سواءة بْن عَامِر بْن صعصعة.
أدرك الجاهلية، وزعم بعضهم أَنَّهُ شهد حصر الطائف.
روى عَنْهُ سَعِيد بْن السائب الطائفي [1] أنه قال: قتل [2] رجلان من أصحاب النَّبِيّ عند باب بني سالم بْن الطائف، فأتى بهما النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ليراهما- يعني أنهما حملا إِلَيْه ... » وذكر الحديث.
أَخْرَجَهُ الثلاثة.
قَالَ ابْنُ ماكولا: عَبْد اللَّه بْن معية العامري، أَخرج حديثه بعض المشايخ فِي الصحابة.
معية: بضم الميم، وبالياء تحتها نقطتان، وهي مشددة، وآخره هاء.
3197- عبد الله بن مغفل
(ب د ع) عَبْد اللَّه بْن مغفل بْن عَبْد غنم، وقيل: عَبْد نهم، بْن عفيف بن أسحم ابن رَبِيعة بْن عداء، وقيل: عدي، [3] بْن ثعلبة بْن ذؤيب، وقيل: ذويد [4] ، بْن [سعد بْن عداء بْن] عثمان بْن عَمْرو بْن أد بْن طابخة المزني. وولد عثمان من مزينة، نسبوا إِلَى أمهم مزينة بنت كلب بن وبرة، وعمرو بْن أد هُوَ عم تميم بن مرّ بن أدّ.
__________
[1] في الأصل والمطبوعة: سعيد بن المسيب الطائفي. والمثبت عن سنن النسائي، والتهذيب: 4/ 30، 36. وقد روى النسائي الحديث في كتاب الجنائز، باب أين يدفن الشهيد: 4/ 79، وفيه: «سعيد بن السائب، عن رجل يقال له: عبيد الله ابن معيسة.
[2] في الأصل، والمطبوعة، ونسخة دار الكتب 111 مصطلح حديث: «أقبل رجلان» ولعل الصواب ما أثبتناه، ونص النسائي: «أصيب رجلان ... » .
[3] في المطبوعة ونسخة الدار: «ربيعة بن عداء بن عدي، والصواب ما أثبتناه عن الأصل. وينظر ترجمة «خزاعي بن عبد نهم» عم عبد الله هذا في: 2/ 121. وقد اعتمدنا في ضبط «عداء» و «عدي» على ما ورد في تاج العروس، مادة، عدو، ويصحح ما سبق ضبطه في ترجمة خزاعيّ، فقد ضبطنا «عداء» بكسر ففتح، وهي مشددة كشداد.
[4] في المطبوعة: «دريد» بالدال المهملة. والمثبت عن الأصل، والقاموس، والتاج.

(3/294)


كَانَ عَبْد اللَّه من أصحاب الشجرة، يكنى أبا سَعِيد. وقيل: أَبُو عَبْد الرَّحْمَن. وقيل:
أَبُو زياد. سكن المدينة، ثُمَّ تحول إِلَى البصرة وابتنى بها دارًا، قرب الجامع.
وكان من البكّاءين الذين أنزل اللَّه، عزَّ وجلَّ فيهم: وَلا عَلَى الَّذِينَ إِذا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ: لا أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّوْا وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ من الدَّمْعِ 9: 92 [1] الآية.
وكان أحد العشرة الَّذِينَ بعثهم عُمَر إِلَى البصرة يفقهون النَّاس، وهو أول من أدخل من باب مدينة «تستر» [2] ، لما فتحها المسلمون. وقَالَ عَبْد اللَّه بْن مغفل إني لآخذ بغصن من أغصان الشجرة التي بايع رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تحتها أظله بها، قَالَ: فبايعناه عَلَى أن لا نفر [3] .
روى عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أحاديث، روى عَنْهُ الْحَسَن الْبَصْرِيّ، وَأَبُو العالية، ومطرف ويزيد ابني عَبْد اللَّه الشخير، وعقبة بْن صهبان، وَأَبُو الوازع، ومعاوية بْن قُرَّة، وحميد بْن هلال وغيرهم.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَضْلِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الْقَاهِرِ، أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ بن جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ، أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ الدَّقَّاقِ، أَخْبَرَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُكْرَمٍ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا كَهْمَسٌ، عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُغَفَّلٍ «أَنَّهُ رَأَى رَجُلا يَخْذِفُ [4] ، فَقَالَ: لا تَخْذِفْ، فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى أَوْ: كَرِهَ- الْخَذْفَ لا أُحَدِّثُكَ بِهِ- أَوْ: لا أُحَدِّثُكَ أَبَدًا [5] .
وتوفي عَبْد اللَّه بالبصرة سنة تسع وخمسين، وقيل: سنة ستين، أيام إمارة «ابْنُ زياد» بالبصرة، وصلى عَلَيْهِ أَبُو برزة الأسلمي، بوصية منه بذلك.
أخرجه الثلاثة.
__________
[1] التوبة: 92. وينظر خبر البكاءين في سيرة ابن هشام، عند الحديث عن غزوة تبوك: 2/ 518. وترجمة سالم بن عمير فيما مضى: 2/ 311.
[2] تستر: أعظم مدينة بخوزستان.
[3] الحديث رواه الإمام أحمد في مسندة، عن عبد الله بن المغفل 5/ 54، قال: «إني لآخذ بغصن من أغصان الشجرة أظل به النبي صلى الله عليه وسلم، وهم يبايعونه، فقالوا: نبايعك على الموت، قال: لا، ولكن لا تفروا.
[4] الحذف: رميك حصاة أو نواة، تأخذها بين سبابتيك، وترمى بها
[5] الحديث رواه الإمام أحمد عن وكيع: 4/ 86، وعن محمد بن جعفر: 5/ 56. بإسناديهما عن كهمس، ونسوق هنا رواية محمد بن جعفر فهي أقرب إلى الرواية التي ذكرها ابن الأثير، وهي موضحة لها شارحة لما خفي من بعض تراكيبها، «عن ابن مفضل قال: رأى رجلا من أصحابه يخذف، فقال: لا تخذف، فإن نَّبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يكره الحذف- أو قال: ينهى عنه، كهمس يقول ذاك- فإنّها لا ينكأ بها عدو، ولا يصاد بها صيد، ولكنها تفقأ العين، وتكسر السن.
ثم رآه بعد ذلك يخذف، فقال: أخبرك أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان ينهى عن الخذف- أو يكرهه- ثم أراك تخذف، لا أكلمك كلمة كذا وكذا»

(3/295)


3198- عبد الله بن مغنم
عَبْد اللَّه بْن مغنم قَالَ الأمير أَبُو نصر: وأمَّا مغنم بفتح الميم، وسكون الغين المعجمة، وبعدها نون مفتوحة خفيفة- هو عَبْد اللَّه بْن مغنم، لَهُ صحبة ورواية عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم. روى عَنْهُ سُلَيْمَان بْن شهاب العبسي، وحديثه فِي الدجال معروف، أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيّ فِي تاريخه. وقيل فيه: معتمر- بالعين المهملة، والتاء فوقها نقطتان، وآخره راءٌ، كذا ضبطه أَبُو عُمَر، والله أعلم.
3199- عبد الله بن مغيث
(س) عَبْد اللَّه بْن مغيث أَوْ مُعَتّب- أورده العسكري هكذا بالشك.
رَوَى يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ أَبِي الْوَلِيدِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُغِيثٍ: أَنَّ رَسُولُ اللَّهِ مَرَّ عَلَى رَجُلٍ يَبِيعُ طَعَامًا، فَأَدْخَلَ يَدَهُ فَإِذَا هُوَ مُبْتَلٌّ، فَقَالَ: «مَنْ غَشَّنَا فَلَيْسَ منا» . أخرجه أبو موسى.
3200- عبد الله بن المغيرة
(ب) عَبْد اللَّه بْن المغيرة وكنية المغيرة: أَبُو سُفْيَان بْن الحارث بْن عَبْد المطلب الْقُرَشِيّ الهاشمي.
روى عَنْهُ سماك بْن حرب أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ما قدست أمه لا يؤخذ لضعيفها حقه من قويها غير متعتع [1] » .
وَقَدْ رُوِيَ هَذَا الحديث عَنْ عَبْد اللَّه، عَنْ أَبِيهِ. وأي ذَلِكَ كَانَ فقد رَأَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وكان معه مُسلمًا بعد الفتح.
أَخْرَجَهُ أَبُو عُمَر، وَقَدْ ذكره فِي عَبْد اللَّه بْن أَبِي سُفْيَان [2] .
3201- عَبْد اللَّه بْن المغيرة بن معيقيب
عَبْد اللَّه بْن المغيرة بْن معيقيب. من مهاجرة الحبشة.
قاله أَبُو أَحْمَد العسكري مختصرًا.
__________
[1] روى ابن ماجة نحوه، في كتاب الصدقات، عن أبى سعيد الخدريّ، باب لصاحب الحق سلطان، الحديث 4426: 2/ 810.
ومعنى «غير متعتع» : من غير أن يصيبه أذى يقلقه ويزعجه.
[2] الاستيعاب، الترجمة 1578، 921.

(3/296)


3202- عبد الله بن المغيرة اليشكري
عَبْد اللَّه أَبُو المغيرة اليشكري.
أَخْبَرَنَا يَحيى بْنُ مَحْمُودٍ بِإِسْنَادِهِ إِلَى ابْنِ أبي عاصم [حدثنا ابن نمير [1]] ، وحدثنا يحيى ابن عِيسَى، عَنِ الْأَعْمَش، عَنْ عَمْرو بْن مرة، عَنِ المغيرة بْن عَبْد اللَّه بْن سعد بْن الأخرم، عَنْ أَبِيهِ- أَوْ: عمه: شك الْأَعْمَش- قَالَ قلت: يا رَسُول اللَّهِ، دلني عَلَى عمل يقربني من الجنة ويباعدني من النار ... [2] » .
كذا أَخْرَجَهُ ابْنُ أَبِي عاصم، ويرد ذكره فِي عَبْد اللَّه اليشكري أبين من هذا، وفي عبد الله ابن المنتفق أيضا.
3203- عبد الله بن مقرن المزني
(د ع) عَبْد اللَّه بْن مقرن المزني.
روى عَنْهُ ابْنُ سِيرِينَ، وعبد الملك بْن عمير. ويرد نسبه عند إخوته النعمان وغيره إن شاء الله تعالى.
أخرجه ابن منده وَأَبُو نعيم، وقال أَبُو نعيم: ذكره بعض المتأخرين- يعني ابْنُ منده- ولم يخرج لَهُ شيئا.
3204- عبد الله بن المنتفق
عَبْد اللَّه بْن المنتفق، أَبُو المنتفق اليشكري، وقيل: السلمي. كوفي، فِي صحبته نظر.
روى عَنْهُ ابنه المغيرة. رَوَى مُحَمَّدُ بْنُ جُحَادَةَ، عَنِ المغيرة بْن عَبْد الله اليشكري، عن أَبِيهِ قَالَ: انْطَلَقْتُ إِلَى الْكُوفَةِ، فَدَخَلْتُ الْمَسْجِدَ فَإِذَا رَجُلٌ مِنْ قَيْسٍ، يُقَالُ لَهُ: ابْنُ الْمُنْتَفِقِ وَهُوَ يَقُولُ: وُصِفَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فَأَتَيْتُهُ وَهُوَ بِعَرَفَاتٍ، فزاحمت عليه حتى خلصت إليه، فقيل إلى: إِلَيْكَ عَنْ طَرِيقِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم! فقال رسول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: دَعُوا الرَّجُلَ، أَرِبَ مَا لَهُ [3] ! فَأَخَذْتُ بِزِمَامِ نَاقَتِهِ، وَقُلْتُ لَهُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، شَيْئَيْنِ أَسْأَلُكَ عَنْهُمَا، مَا يُنَجِّينِي مِنَ النار؟
__________
[1] سقط من المطبوعة، والمثبت عن الأصل، ويحيى بن عيسى الرمليّ يروى عن الأعمش، ويروى عنه محمد بن عبد الله بن نمير، ينظر التهذيب: 11/ 262، والجرح: 4/ 2/ 178.
[2] الحديث روى نحوه عبد الله بن الإمام أحمد بإسناده إلى الأعمش، عَنْ عمرو بْن مرة، عَنِ المغيرة بن سعد، عن أبيه- أو: عن عمه، ينظر المسند: 4/ 76، 77.
[3] ينظر فيما تقدم: 3/ 172. فقد ذكرنا هناك الروايات في ضبط هذا اللفظ، وما قيل في معناه.

(3/297)


وَمَا يُدْخِلُنِي الْجَنَّةَ؟ فَقَالَ: لَئِنْ كُنْتَ أَقْصَرْتَ في المسألة لقد عَظَّمْتَ وَطَوَّلْتَ فَاعْقِلْ عَنِّي إِذًا:
اعْبُدِ اللَّهَ لا تُشْرِكْ بِهِ شَيْئًا، وَأَقِم الصَّلاةَ الْمَكْتُوبَةَ وَأَدِّ الزَّكَاةَ الْمَفْرُوضَةَ، وَصُمْ رَمَضَانَ، وَمَا تُحِبُّ أَنْ يَفْعَلَهُ النَّاسُ بِكَ فَافْعَلْهُ بِهِمْ، وَمَا تَكْرَهُ أَنْ يَأْتِيَ إِلَيْكَ فَذَرِ النَّاسَ مِنْهُ، خَلِّ سَبِيلَ النَّاقَةِ [1] .
وَرَوَاهُ أَبُو إِسْحَاقَ [2] وَيُونُسُ وَإِسْرَائِيلُ ابْنَاهُ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْيَشْكُرِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَقَدْ تقدم فِي «عَبْد اللَّه أَبِي المغيرة» ويرد فِي «عَبْد اللَّه اليشكري» ، والجميع واحد.
3205- عبد الله بن منيب الأزدي
(ب د ع) عَبْد اللَّه بْن منيب الْأَزْدِيّ.
أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ مَحْمُودٍ، إِجَازَةً، بِإِسْنَادِهِ إِلَى ابْنِ أَبِي عَاصِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ بْنِ يُوسُفَ الْفِرْيَابِيُّ [3] ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ بَكْرٍ، حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ عُبَيْدَةَ بْنِ رَبَاحٍ الْغَسَّانِيُّ، عَنْ أَبِيهِ عُبَيْدَةَ، عَنْ مُنِيبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الأَزْدِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُنِيبٍ أَنَّهُ قَالَ: «تَلا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَذِهِ الآيَةَ: كُلَّ يَوْمٍ هُوَ في شَأْنٍ 55: 29 [4] ، قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَا ذَلِكَ الشَّأْنُ؟ قَالَ:
«يَغْفِرُ ذَنْبًا، وَيُفَرِّجُ كَرْبًا، وَيَرْفَعُ قَوْمًا، ويضع آخرين» [5] . أخرجه الثلاثة.
3206- عبد الله بن أبى ميسرة
(ب) عَبْد اللَّه بْن أَبِي ميسرة وقيل: مسرة [6]- بْن عوف بْن السباق بْن عَبْد الدار بْن قصي.
قتل مَعَ عثمان بْن عفان يَوْم الدار، ذكره العدوي، فِي صحبته ورؤيته نظر.
أخرجه أبو عمر مختصرا.
__________
[1] رواه الإمام أحمد بسنده إلى محمد بن جحاده، ينظر المسند: 6/ 383.
[2] أبو إسحاق هو السبيعي، ويونس ابنه، وإسرائيل هو ابن يونس، ينظر التهذيب: 11/ 433، 1/ 261، ورواية يونس في المسند: 5/ 372.
[3] في المطبوعة: «القرباني» ، بقاف وباء، وهو خطأ، ينظر الخلاصة: والمشتبه: 507.
[4] سورة الرحمن، الآية: 29.
[5] رواه ابن ماجة عن أبى الدرداء، ينظر المقدمة، باب فيما أنكرت الجهمية، الحديث 202: 1/ 73.
[6] في المطبوعة: «وقيل: ميسرة» والمثبت عن المخطوطة، ومثله في كتاب نسب قريش: 256.

(3/298)


قَالَ ابْنُ الكلبي: بنو السباق أول من بغى بمكة، فأهلكوا- يعني من قريش- ودرج [1] بنو السباق كلهم، غير أهل بيت باليمن في عكّ [2] .
3207- عبد الله بن ناشج
(ع س) عَبْد اللَّه بْن ناشج الحضرمي.
أورده الْحَسَن بْن سُفْيَان فِي الصحابة. وقَالَ أَبُو نعيم: هُوَ حمصي، لا تصح لَهُ صحبة.
أَخْبَرَنَا أَبُو مُوسَى، إِذْنًا أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ، أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا أَبُو عَمْرِو بْنُ حَمْدَانَ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُصَفًّى، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا أَبُو حَيْوَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ سِنَانٍ، عن شريح بن كسيب عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نَاشِجٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: «لا تَزَالُ شُعْبَةٌ مِنَ اللُّوطِيَّةِ فِي أُمَّتِي، إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ» . أَخْرَجَهُ أَبُو مُوسَى.
قَالَ أَبُو أَحْمَد العسكري: قيل. «ناشح [3] » ، بالحاء غير المعجمة، قَالَ: كذا قرأته عَلَى من أثق بمعرفته، قال: وبعضهم يقول: «ناسج وناشح» .
3208- عبد الله بن النحام
(د ع س) عَبْد اللَّه بْن النحام، وقيل: النحماء.
رَوَى الرَّبِيعُ بْنُ صُبَيْحٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ النَّحَّامِ قَالَ: دَخَلْتُ يَوْمًا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَنَا أَبْيَضُ الرَّأْسِ وَاللِّحْيَةِ، كَأَنَّ بياض لحيتي ورأسي ثغامة [4] قال: يا ابن النَّحَّامِ.
أَلا أُحَدِّثُكَ فِي شَيْبَتِكَ هَذِهِ بِفَضِيلَةٍ؟ قلت: بلى. يا رسول الله! قال: يا ابن النّحّام، إن اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ، يُحَاسِبِ الشَّيْخَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حِسَابًا يَسِيرًا، ثُمَّ يَدْفَعْ صَحِيفَتَهُ إِلَى رِضْوَانَ وَيَقُولُ: إِذَا صَارَ عَبْدِي إِلَى الْجَنَّةِ، وَنَسِيَ هَوْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ، فَادْفَعِ الصَّحِيفَةَ إِلَيْهِ، فَإِذَا هُوَ قَرَأَهَا وَتَغَيَّرَ لَوْنُهُ لَهَا فَقُلْ لَهُ: لا تَحْزَنْ، إِنَّ رَبَّكَ، عَزَّ وَجَلَّ، يَقُولُ لَكَ: إِنِّي اسْتَحْيَيْتُ مِنْ شَيْبَتِكَ أَنْ أُلاقِيَكَ بِهَا، فَقَدْ غَفَرْتُهَا لَكَ. فَإِذَا أُدْخِلَ الْجَنَّةَ أَتَاهُ رِضْوَانُ بِالصَّحِيفَةِ، فَإِذَا هُوَ قَرَأَهَا وَتَغَيَّرَ لَوْنُهُ وَاضْطَرَبَ قَلْبُهُ يَقُولُ: حَبِيبِي، مَا هَذِهِ الصَّحِيفَةُ؟ فَيَقُولُ رِضْوَانُ: إِنَّ رَبَّكَ، عَزَّ وَجَلَّ، يقول لك: إني استحييت
__________
[1] درج: مات.
[2] ينظر كتاب جمهرة أنساب العرب: 116، وكتاب نسب قريش: 256.
[3] في المطبوعة: «ناشح وناشج» . وقد اختلف في ضبط هذا الاسم، ينظر الجرح لابن أبى حاتم: 2/ 2/ 184.
4/ 1/ 503. والمشتبه للذهبى: 627. فقد ضبط في هذين المرجعين بالسين المهملة والحاء: ناسح.
[4] الثغامة: نبت أبيض الزهر والثمر، يشبه به الشيب. وقيل: هي شجرة تبيض كأنها الثلج.

(3/299)


مِنْ شَيْبَتِكَ أَنْ أُلاقِيَكَ بِهَا، فَقَدْ غَفَرْتُهَا لك. يا ابن النَّحَّامِ، إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَسْتَحْيِي مِنْ شَيْبَةِ الْمُسْلِمِ أَكْثَرَ مِمَّا يَسْتَحْيِي الْعَبْدُ مِنَ اللَّهِ، عَزَّ وَجَلَّ» . وَقَدْ رُوِيَ فِي الْمَوَاضِعِ كُلِّهَا: «النَّحْمَاءُ» .
أَخْرَجَهُ ابْنُ مَنْدَهْ وَأَبُو نُعَيْمٍ وَأَبُو مُوسَى، إِلا أَنَّ ابْنَ مَنْدَهْ وَأَبَا نُعَيْمٍ لَمْ يَذُكْرَا غَيْرَ اسْمِهِ، وَالْحَدِيثُ أَخْرَجَهُ أبو موسى
3209- عبد الله بن النضر السلمي
(ب) عَبْد اللَّه بْن النضر السلمي.
روى عَنْهُ أَبُو بَكْر بْن مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرو بْن حزم أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لا يموت لأحد من المسلمين ثلاثة من الولد فيحتسبهم إلا كانوا لَهُ جنة من النار، فقالت امْرَأَة: يا رَسُول اللَّه، أَوْ اثنان؟
قَالَ: أَوْ اثنان» . أَخْرَجَهُ أَبُو عُمَر وقَالَ:: هُوَ مجهول لا يعرف، ولا أعرف لَهُ غير هَذَا الحديث. وَقَدْ ذكروه فِي الصحابة، وفيه نظر. منهم من يَقُولُ فِيهِ مُحَمَّد، ومنهم من يَقُولُ: أَبُو النصر، كل ذَلِكَ قَالَ فِيهِ أصحاب مَالِك [1] . وأمَّا ابْنُ وهب فجعل الحديث لأبي بَكْر بْن محمد بن عمرو ابن حزم، عَنْ عَبْد اللَّه بْن عَامِر الأسلمي [2] .
3210- عبد الله بن نضلة أبو برزة
(س) عَبْد اللَّه بْن نضلة، أَبُو برزة الأسلمي. مختلف فِي اسمه، أورده ابْنُ شاهين فِي هَذَا الباب، وروى عَنِ الواقدي أن ولده يقولون: اسمه عَبْد اللَّه- بْن نضلة، قَالَ: ولده أعلم بِهِ.
وسنذكره فِي الكنى، إن شاء اللَّه تَعَالى.
3211- عَبْد اللَّه بْن نضلة القرشي
(د ع) عبد الله ابن نضلة، من بني عدي بْن كعب الْقُرَشِيّ، ومن مهاجرة الحبشة.
روى عكرمة، عَنِ ابْنِ عباس أنه قال: «وممن هاجر إلى أرض الحبشة مَعَ جَعْفَر بْن أَبِي طَالِب: عَبْد اللَّه بْن نضلة، من بني عدي بْن كعب القرشي.
__________
[1] بعده في الاستيعاب 999: «وبعضهم يقول فيه: ابن النضر، لا يسميه» .
[2] قال أبو عمر بعده أيضا: «وما أعلم في الموطأ رجلا مجهولا غير هذا» .

(3/300)


أخرجه ابن منده وَأَبُو نعيم، وقال أَبُو نعيم: وهو وهم، ولا يختلف أحد من أهل المغازي:
الزُّهْرِيّ وابن إِسْحَاق [1] ، فِي كل الروايات، أَنَّهُ معمر بْن عَبْد اللَّه بْن نضلة، وَيَرِدُ فِي بَابِهِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى.
3212- عبد الله بن نضلة الكناني
(د ع) عَبْد اللَّه بْن نضلة الكناني. روى الفريابي، عَنْ سُفْيَان الثوري، عَنْ عُمَر بن ابن سَعِيد، عَنْ عثمان بْن أَبِي سُلَيْمَان، عَنْ عَبْد اللَّه بْن نضلة الكناني قَالَ: توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بَكْر وعمر، وما تباع رباع مكَّة [2] .
ورواه معاوية بْن هشام، عَنْ عُمَر، عَنْ عثمان، عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، عَنْ علقمة ابن نضلة، عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بهذا. وهذا أصح.
أَخْرَجَهُ ابْنُ منده وَأَبُو نعيم.
3213- عَبْد اللَّه بْن نضلة بْن مَالِك
عَبْد اللَّه بْن نضلة بْن مَالِك بْن العجلان بْن زَيْد بْن سالم بْن عوف بْن عمرو بن عوف، ابن الخزرج الْأَنْصَارِيّ الخزرجي.
شهد بدرًا، وقتل يَوْم أحد.
قاله الكلبي.
3214- عبد الله بن النعمان
(ب س) عَبْد اللَّه بْن النعمان بْن بلدمة بْن خناس بْن سنان بْن عُبَيْد بن عدىّ بن غنم ابن كعب بْن سَلَمة الْأَنْصَارِيّ الخزرجي السلمي قَالَ ابْنُ هشام وَيُقَال: «بلدمة» - يعني بالضم- «وبلذمة» [3] ، بالذال المنقوطة.
وهو ابْنُ عم أَبِي قَتَادَة، شهد عَبْد اللَّه بدرًا وأُحدًا قاله ابْنُ إِسْحَاق وموسى.
أَخْرَجَهُ أَبُو عُمَر [4] ، وَأَبُو مُوسَى مختصرا.
__________
[1] سيرة ابن هشام: 1/ 328.
[2] أخرج ابن ماجة بإسناده إلى علقمة بْن نضلة، قَالَ: «توفي رَسُول اللَّه صلى الله عليه وسلم، وأبو بكر وعمر، وما تدعى وباع مكَّة إلا السوائب. من احتاج سكن، ومن استغنى أسكن» ، وذلك في كتاب المناسك، باب أجر بيوت مكة، الحديث 3107: 2/ 1037.
والسوائب: هي غير المملوكة لأهلها، بل المتروكة للَّه، لينتفع بها المحتاج إليها. واسكن: اى غيره، بلا اجرة.
[3] سيرة ابن هشام: 1/ 698.
[4] الاستيعاب: 999.

(3/301)


3215- عبد الله
(د ع) عَبْد اللَّه- كَانَ اسمه «نعمى» فسماه النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَبْد اللَّه. روى ذَلِكَ أَبُو إِسْحَاقَ، عَنِ البراء أخرجه ابن منده وأبو نعيم.
3216- عبد الله بن نعيم الأشجعي
(س ع) عَبْد اللَّه بْن نعيم الأشجعي. كَانَ دليل النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى خيبر، ذكره البغوي هكذا، ولم يورد له شيئا أخرجه أبو نعيم وأبو موسى.
3217- عبد الله بن نعيم الأنصاري
(ب) عَبْد اللَّه بْن نعيم الْأَنْصَارِيّ. أخو عاتكة بِنْت نعيم، لَهُ صحبة.
أَخْرَجَهُ أَبُو عمر مختصرا.
3218- عبد الله بن نعيم بن النحام
(د ع) عَبْد اللَّه بْن نعيم بْن النحام. روى عنه نافع مَوْلَى ابْنُ عُمَر، وأبو الزبير روى معلى ابن أَسَدٍ، عَنْ حَرْبِ بْنِ أَبِي الْعَالِيَةِ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ تَمِيمٍ- كَذَا قَالَ مُعَلَّى- قَالَ: بَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي أَصْحَابِهِ، إِذْ مرت به امرأة، فدخل على زينب جَحْشٍ، فَقَضَى حَاجَتَهُ، وَخَرَجَ فَقَالَ: «إِذَا رَأَى أَحَدُكُمُ امْرَأَةً فَأَعْجَبَتْهُ، فَلْيَأْتِ أَهْلَهُ، فَإِنَّ الْمَرْأَةَ تُقْبِلُ فِي صُورَةِ شَيْطَانٍ، وَتُدْبِرُ فِي صُورَةِ شَيْطَانٍ» . أَخْرَجَهُ ابْنُ مَنْدَهْ وَأَبُو نُعَيْمٍ، قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: رَوَاهُ الْمُتَأَخِّرُ عَنِ ابْنِ أَبِي الحنين [1] ، عن معلّى ابن أَسَدٍ، عَنْ حَرْبٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُعَيْمٍ، وَقَالَ: «كَذَا قَالَ: مُعَلَّى» .
وَهُوَ وَهْمٌ فَاحِشٌ، فَإِنَّ مُعَلَّى بْنَ أَسَدٍ، وَمُعَلَّى بْنَ مَهْدِيٍّ، وَعَبْدَ الصَّمَدِ [2] بْنَ عَبْدِ الْوَارِثِ، رَوَوْهُ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ. وَكَذَلِكَ رَوَاهُ [3] مَعْقِلٌ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عن جابر.
__________
[1] في المطبوعة: الخبين. وفي أصلنا ونسخة دار الكتب: 111 دون فقط. ولعل الصواب ما أثبتناه» ، ففي تاج العروس:
«ومحمد بن الحسين بن ابن الحنين، له مسند، من أقران أبى داود رحمه الله تعالى» .
[2] رواية عبد الصمد بن عبد الوارث في مسند أحمد: 3/ 330. ومسلم، كتاب النكاح، باب ندب من رأى امرأة فوقعت في نفسه إلى أن يأتى امرأته أو جاريته فيواقعها: 4/ 130.
[3] رواية معقل في مسلم، للكتاب والباب المتقدمين: 4/ 130.

(3/302)


عبد الله بن نفيل
(ع س) عَبْد اللَّه بْن نفيل. قَالَ أَبُو مُوسَى: أورده غير واحد في حرف النون، [من آباء عَبْد اللَّه] ، وذكره أَبُو عَبْد اللَّهِ- يعني ابْنُ منده- فِي حرف «الباء» ، بالباء والغين [1] ، وقَالَ، «لَهُ صحبة» . ولم يورد لَهُ حديثًا.
رَوَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَالِمٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ سُلَيْمٍ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُفَيْلٍ الْكِنَانِيِّ، قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ثَلاثٌ قَدْ فَرَغَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى مِنَ الْقَضَاءِ فِيهِنَّ: لا يَبْغِيَنَّ أَحَدٌ، فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ: يا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّما بَغْيُكُمْ عَلى أَنْفُسِكُمْ 10: 23 [2] وَلا يَمْكُرَنَّ أَحَدٌ، فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ: وَلا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ 35: 43 [3] وَلا يَنْكُثَنَّ أَحَدٌ فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ: فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّما يَنْكُثُ عَلى نَفْسِهِ 48: 10 [4] . قَالَ ابْنُ أَبِي عَاصِمٍ: هَذَا خَطَأٌ وَإِنَّمَا هُوَ «سَلَمَةُ بْنُ نُفَيْلٍ» ، أَخْطَأَ فِيهِ سُلَيْمَانُ بْنُ سُلَيْمٍ.
أَخْرَجَهُ أَبُو نُعَيْمٍ وَأَبُو مُوسَى.
3219- عبد الله بن أبى نملة
(ب) عَبْد اللَّه بْن أَبِي نملة الْأَنْصَارِيّ. ذكره العقيلي فِي الصحابة، وأمَّا أَبُوهُ أَبُو نملة فصحبته وروايته معروفة.
أَخْرَجَهُ أَبُو عُمَر مختصرا [5] .
3220- عبد الله بن نوفل
(ب س) عَبْد اللَّه بْن نوفل بْن الحارث بْن عَبْد المطلب الْقُرَشِيّ الهاشمي، يكنى أبا مُحَمَّد.
قَالَ الواقدي: أدرك النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ولم يحفظ عَنْهُ شيئًا.
وولى القضاء بالمدينة أيام معاوية، ولاه مروان بْن الحكم، وهو أول من ولي القضاء بالمدينة، فِي قول [6] . وكان يشبه بالنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وتوفي سنة أربع وثمانين، وقيل: قتل يوم الحرّة سنة
__________
[1] ينظر فيما تقدم، الترجمة، 2839، 3/ 187
[2] سورة يونس، الآية: 23.
[3] سورة فاطر: الآية: 43.
[4] سورة الفتح، الآية: 10.
[5] الاستيعاب: 999.
[6] كتاب نسب قريش: 86.

(3/303)


ثلاث وستين. وقيل: توفي أيام معاوية. وهو عم عَبْد اللَّه بْن الحارث بْن نوفل بْن الحارث الملقب: ببه، وَقَدْ تقدم ذكره [1] .
أَخْرَجَهُ أَبُو عُمَر وَأَبُو مُوسَى.
3221- عَبْد اللَّه بن نهيك
عَبْد اللَّه بْن نهيك. أحد بني مَالِك بن حنبل.
ذكره ابْنُ داب فِي الصحابة وقَالَ: بعثه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى بنى معيص [2] ، وإلى محارب ابن فهر، يدعوهم إلى الإسلام.
3222- عبد الله بن الهاد
(ع س) عَبْد اللَّه بْن الهاد، أورده الْحَسَن بْن سُفْيَان فِي الوحدان، وقَالَ أَبُو نعيم: فِي ذكره فِي الصحابة نظر. روى عَبْد اللَّه بْن عَمْرو الجمحي، عَنْ عَبْد اللَّه بْن الهاد: أن رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ فِي دعائه: «اللَّهمّ ثبتني، أن أزل، واهدني أن أضل، اللَّهمّ كما حلت بيني وبين قلبي فحل بيني وبين الشيطان وعمله» . أَخْرَجَهُ أَبُو نعيم وأبو موسى.
3223- عبد الله بن هانئ
(د ع) عَبْد اللَّه بْن هانئ، أخو شريح بْن هانئ بْن يَزِيدَ بْن نهيك بن دريد بن سفيان ابن الضباب- واسمه سَلَمة- بْن رَبِيعة بْن الحارث بْن كعب الْحَارِثِيّ، من بنى الحارث ابن كعب بْن مذحج.
رَوَى يَزِيدُ بْنُ الْمِقْدَامِ بْنِ شُرَيْحِ بْنِ هَانِئٍ [عَنْ أَبِيهِ الْمِقْدَامِ، عَنْ أَبِيهِ شُرَيْحٍ، عَنْ أَبِيهِ هَانِئِ] [3] بْنِ يَزِيدَ أَنَّهُ قَالَ: لَمَّا قَدِمَ عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قال: مالك مِنَ الْوَلَدِ؟ فَقَالَ:
شُرَيْحٌ، وَعَبْدُ اللَّهِ، وَمُسْلِمٌ. قَالَ: فَمَنْ أَكْبَرُهُمْ؟ قَالَ: شُرَيْحٌ. قَالَ: أَنْتَ أَبُو شُرَيْحٍ» . ذَكَرَهُ الْبُخَارِيُّ فِيمَنْ أَدْرَكَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
أخرجه ابن منده وأبو نعيم.
__________
[1] ينظر فيما تقدم الترجمة رقم 2880: 3/ 207.
[2] ينظر فيما تقدم 3/ 311.
[3] عن جمهرة أنساب العرب: 392، وترجمة أخيه شريح فيما مضى من هذا الكتاب: 2/ 519.

(3/304)


3224- عبد الله بن هبيب
(ب د ع) عَبْد اللَّه بْن هبيب بْن [أهيب بْن] سحيم بْن غيرة بْن سعد بْن ليث بْن بكر ابن عبد مناة بن كنانة الكناني الليثي، حليف بني عَبْد شمس، وقيل: حليف بني أسد بْن خزيمة وابن أختهم. استشهد بخيبر.
أَخْبَرَنَا عبيد الله بن أحمد بن علي بإسناده إلى يونس بن بكير، عن محمد بن إِسْحَاق، فِي تسمية من استشهد يَوْم خيبر، قَالَ: «ومن بني [1] سعد بْن ليث: عَبْد الله بن فلان ابن وهيب بْن سحيم، حليف لبني أسد، وابن أختهم» .
أخرجه الثلاثة.
3225- عبد الله أبو هريرة
(ب) عَبْد اللَّه، أَبُو هُرَيْرَةَ. صاحب رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، اختلف فِي اسمه واسم أَبِيهِ اختلافا كثيرا. وَقَدْ تقدم البعض، ويأتي الباقي، ونستقصيه فِي الكنى إن شاء اللَّه تَعَالى، فهو بكنيته أشهر.
أَخْرَجَهُ أبو عمر.
3226- عبد الله بن هداج
(ع س) عَبْد اللَّه بْن هداج الحنفي.
رَوَى إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ الْحِزَامِيُّ، عَنْ هَاشِمِ بْنِ غَطَفَانَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ هداجٍ، وَكَانَ قَدْ أَدْرَكَ الْجَاهِلِيَّةَ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ خَضَبَ بِالصُّفْرَةِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «خِضَابُ الإِسْلامِ» . وَجَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَدْ خَضَبَ بِالْحُمْرَةِ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «خِضَابُ الإِيمَانِ» .
رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ الْمَدَنِيُّ، عَنْ هَاشِمٍ فَقَالَ: «عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ هداجٍ، عَنْ أَبِيهِ [2] » . أَخْرَجَهُ أَبُو نُعَيْمٍ وَأَبُو موسى.
__________
[1] الّذي في سيرة ابن هشام 2/ 343: «عبد الله بن الهبيب» ويقال: ابن الهبيب [يعنى بالفتح] فيما قال ابن هشام» .
[2] ينظر مسند الإمام أحمد، 5/ 66، فقد روى نحوه عن الحكم بن عمرو الغفاريّ، والقائل: «هذا خضاب الإيمان وخضاب الإسلام» هو عمر بن الخطاب.

(3/305)


3227- عبد الله بن هشام
(ب د ع) عَبْد اللَّه بْن هشام بْن عثمان بْن عَمْرو الْقُرَشِيّ التيمي، هُوَ جد زهرة بْن معبد، قاله أَبُو عُمَر [1] .
وقَالَ أَبُو نعيم: عَبْد اللَّه بْن هشام بْن زهرة بْن عثمان بْن عَمْرو بْن كعب بْن سعد بن تيم ابن مرة، أمه زينب بِنْت حميد بْن زُهَيْر بْن الحارث بْن أسد بن عبد العزى بْن قصي.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَرَايَا بْنِ عَلِيٍّ وَغَيْرُ وَاحِدٍ، بِإِسْنَادِهِمْ إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الْجُعْفِيِّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يزيد، حدثنا سعيد- هو ابْنُ [أَبِي] [2] أَيُّوبَ- حَدَّثَنَا أَبُو عَقِيلٍ زُهْرَةُ بْنُ مَعْبَدٍ، عَنْ جَدِّهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ هِشَامٍ- وَكَانَ قَدْ أَدْرَكَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: ذَهَبَتْ بِهِ أُمُّهُ زَيْنَبُ بِنْتُ حُمَيْدٍ إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، بَايِعْهُ. فَقَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: هو صَغِيرٌ. فَمَسَحَ رَأْسَهُ، وَدَعَا لَهُ بِالْبَرَكَةِ. وَكَانَ يُضَحِّي بِالشَّاةِ الْوَاحِدَةِ عَنْ جَمِيعِ أَهْلِهِ [3] » . وَكَانَ مولده سنة أربع. أخرجه الثلاثة.
3228- عَبْد اللَّه بْن هلال بْن عَبْد اللَّه
(ب د ع) عَبْد اللَّه بْن هلال بْن عَبْد اللَّه بْن همام الثقفي. يعد فِي المكيين.
روى عَنْهُ عثمان بْن عَبْد اللَّه بْن الأسود أَنَّهُ قَالَ: «جاء رَجُل إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم فقال: كدت أن أقتل فِي عناق- أَوْ شاة- من الصدقة. فَقَالَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لولا أنها تغطى فقراء المهاجرين ما أخذتها» [4] . أَخْرَجَهُ الثَّلاثَةُ، وقَالَ أَبُو عُمَرَ: حَدِيثُهُ عِنْدَهُمْ مرسل.
__________
[1] الاستيعاب، الترجمة 1679: 1000.
[2] عن الصحيح، وينظر التهذيب: 4/ 6.
[3] صحيح البخاري، كتاب الأحكام، باب بيعة الصغير: 9/ 98. وينظر كتاب الشركة، باب الشركة في الطعام وغيره:
3/ 184، عن أصبغ بن الفرج، عن عبد الله بن وهب، عن سعيد، به.
[4] أخرجه النسائي في كتاب الزكاة، باب إعطاء السيد المال بغير اختيار المصدق 5/ 34، ونصه: «كدت أقتل بعدك فِي عناق- أَوْ شاة- من الصدقة، فَقَالَ: لولا ... » والمعنى: كأنه شكى أن العامل شدد عليه في الأخذ، وكاد يفضي ذلك إلى قتل رب المال بعده صلى الله عليه وسلم، فإنه إذا كان الحال في وقته كذلك، فكيف بعده، وحاصل الجواب: أن الزكاة شرعت لتصرف في مصارفها، ولولا ذلك لما أخذت أصلا، فليس لرب المال أن ينشدد حتى لا يفضي ذلك إلى تشدد العامل.

(3/306)


3229- عبد الله بن هلال المزني
(ب د ع) عَبْد اللَّه بْن هلال المزني. عداده فِي أهل المدينة. روى كَثِير بن عبد الله بن عمرو ابن عوف المزني، عَنْ بَكْر بْن عَبْد الرَّحْمَن، عَنْ عَبْد اللَّه بْن هلال المزني صاحب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ كان يَقُولُ: «ليس لأحد بعدنا أن يحرم بالحج ثُمَّ يفسخ حجه فِي عمرة» . أَخْرَجَهُ الثلاثة.
3230- عبد الله بن هلال
عبد الله بن عبد هلال. ذكر بعضهم أَنَّهُ أنصاري.
رَوَى زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، عَنْ بَشِيرِ بْنِ عِمْرَانَ الْقُبَائِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ هِلالٍ قَالَ:
«ذَهَبَتْ بِي أُمِّي إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، ادْعُ اللَّهَ لَهُ. فما أنسى وَضَعَ يَدَهُ عَلَى رَأْسِي، حَتَّى وَجَدْتُ بَرْدَهَا وَدَعَا لِي» . وَقِيلَ ذَهَبَ بِهِ أَبُوهُ.
ذَكَرَهُ أبو أحمد العسكري.
3231- عبد الله بن هند
(ع س) عَبْد اللَّه بْن هند، أَبُو هند الْأَنْصَارِيّ البياضي.
روى عَنْهُ جَابِر فِي تخمير الآنية. سماه البغوي هكذا، وأورده ابْنُ منده فِي الكنى.
أَخْرَجَهُ أَبُو نعيم وَأَبُو موسى مختصرا.
3232- عبد الله بن الهيثم
عَبْد اللَّه بْن الهيثم بْن عَبْد اللَّه بْن الحارث بْن سيدان بْن مرة بْن سُفْيَان بْن مجاشع، ابْنُ دارم التميمي.
كَانَ اسمه عَبْد اللات، فسماه النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم عبد الله.
3233- عبد الله بن واقد
(س) عَبْد اللَّه بْن واقد. أورده أَبُو الْقَاسِم الرقاعي [1] فِي عبادلة الصحابة.
قَالَ عَبْد الملك بْن سارية الكعبي: سَمِعْتُ عَبْد اللَّه بْن واقد يَقُولُ: إن اليمين فِي الدم كانت عَلَى عهد رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم.
أخرجه أبو موسى.
__________
[1] في المطبوعة: «الرفاعيّ» بالفاء الموحدة. والمثبت عن الأصل، وينظر المشتبه للذهبى: 322.

(3/307)


3234- عبد الله بن وائل
عَبْد اللَّه بْن وائل بْن عَامِر بْن مَالِك بْن لوذان. لَهُ صحبة، شهد أحدا والمشاهد كلها مع رَسُول اللَّهِ صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وله عقب، وأخوه عَبْد الرَّحْمَن بْن وائل يذكر فِي موضعه، إن شاء الله تعالى.
3235- عبد الله بن وديعة
(د ع) عَبْد اللَّه بْن وديعة بْن حرام الْأَنْصَارِيّ.
لَهُ صحبة، أَخْرَجَهُ أَبُو حاتم الرازي فِي الصحابة. روى أَبُو معشر، عَنْ سَعِيد المقبري، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْد اللَّه بْن وديعة صاحب رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم قال: قال رسول الله صلى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «من اغتسل يَوْم الجمعة كغسله من الجنابة ... » وذكر الحديث.
ورواه ابْنُ عجلان، [عَنِ المقبري] ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ وَدِيعَةَ، عَنْ أَبِي ذر. ورواه ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ وديعة، عَنْ سلمان الفارسي [1] . وهو الصواب. أَخْرَجَهُ ابْن منده وَأَبُو نعيم.
3236- عبد الله بن وزاج
(ع س) عبد الله ابن وزاج [2] . أورده الطبراني ومن بعده.
رَوَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وزاجٍ قَدِيمًا لَهُ صُحْبَةٌ، يُحَدِّثُنَا أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «يُوشِكُ أَنْ يُؤَمَّرَ عَلَيْكُمُ الرُّوَيْجِلُ، فَيَجْتَمِعُ عَلَيْهِ قَوْمٌ مُحَلَّقَةٌ أَقْفِيَتُهُمْ، بِيضٌ قُمُصُهُمْ، فَإِذَا أَمَرَهُمْ بِشَيْءٍ حَضَرُوا» ثُمَّ إن عَبْد اللَّه بْن وزاج ولي عَلَى بعض المدن، فاجتمع عَلَيْهِ قوم من الدهاقين، [3] ، محلقة أقفيتهم بيض فمصهم، [فكان] إِذَا أمرهم بشيء حضروا، فيقول: صدق اللَّه ورسوله.
أَخْرَجَهُ أبَوْ نعيم وَأَبُو مُوسَى.
__________
[1] الحديث رواه أحمد بهذا الإسناد، ينظر المسند: 5/ 438، 440.
[2] في المطبوعة: «وزاح» بالزاي، والحاء المهملة، والمثبت عن الأصل، وقد ورد في المطبوعة بالجيم. أما في الإصابة فقد ضبطه الحافظ فقال: «براء ثقيلة، ثم حاء مهملة» .
[3] الدهاقين: جمع دهقان، وهو رئيس القرية، والتاجر.

(3/308)


3237- عبد الله بن وقدان
(ع س) عَبْد اللَّه بْن وقدان بْن عَبْد شمس، بْن عَبْد ود بْن نضر بْن مالك بْن حسل بن عامر ابن لؤي العامري الْقُرَشِيّ. يعرف بابن السعدي، لأنه استرضع فِي بني سعد بْن بَكْر. وقيل فِيهِ: عَبْد اللَّه بْن عَمْرو بْن وقدان. وَقَدْ تقدم فِي مواضع [1] .
روى عَنْهُ كبار التابعين بالشام: أَبُو إدريس، وعبد اللَّه بْن محيريز، ومالك من يخامر.
أخبرنا أبو القاسم بعيش بْنُ صَدَقَةَ بْنِ عَلِيٍّ الْفُرَاتِيُّ الْفَقِيهُ، بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَحْمَدَ بْنِ شُعَيْبٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ مُسَاوِرٍ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ، عَنْ عَبْدِ اللَّه بْن العلاء بْن زبر [2] ، عَنْ بسر ابن عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ وَقْدَانَ السَّعْدِيِّ قَالَ: «وَفَدْنَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كُلُّنَا نَطْلُبُ حَاجَةً، وَكُنْتُ آخِرَهُمْ دُخُولا عَلَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي تَرَكْتُ مِنْ خَلْفِي وَهُمْ يَزْعُمُونَ أَنَّ الْهِجْرَةَ قَدِ انْقَطَعَتْ. فَقَالَ: لَنْ تَنْقَطِعَ الْهِجْرَةُ مَا قُوتِلَ الكفار» [3] . أَخْرَجَهُ أَبُو عُمَر وَأَبُو مُوسَى.
3238- عَبْد اللَّه بن الوليد
(ب د ع) عَبْد اللَّه بْن الْوَلِيد بْن الْوَلِيد بْن المغيرة بْن عَبْد اللَّهِ بن عمر بن مخزوم القرشي المخزومي. وهو ابن أخى خالد ابن الْوَلِيد، وكان أَبُوهُ الْوَلِيد بْن الْوَلِيد أسن من خالد وأقدم إسلاما. كان اسم عَبْد اللَّه هَذَا الْوَلِيد، فَأُتِيَ بِهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهو غلام، فَقَالَ:
ما أسمك؟ قَالَ: الْوَلِيد بْن الْوَلِيد بْن الْوَلِيد بْن المغيرة. فَقَالَ: لقد كادت بنو مخزوم أن تجعل الْوَلِيد ربًا، لكن أنت عَبْد اللَّه [4] . أَخْرَجَهُ الثلاثة.
3239- عَبْد اللَّه بن وهب الأسدي
عَبْد اللَّه بْن وهب الأسدي.
أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَر بْن السمين، بِإِسْنَادِهِ إِلَى يونس بن بكير، عَنْ إِسْحَاق فِي يَوْم حنين، قَالَ ابْنُ إِسْحَاق: وقَالَ أَبُو ثواب بْن زَيْد [5] ، أحد بني سعد بْن بَكْر، ثُمَّ أحد بنى ناصرة [6] .
__________
[1] ينظر فيما تقدم: 3/ 261، 354.
[2] في المطبوعة. «بن زين» بالياء والنون. والمثبت عن الأصل، والجرح والتعديل لابن أبي حاتم: 2/ 2/ 128.
[3] ينظر تخريجنا لهذا الحديث، فيما تقدم: 3/ 262.
[4] ينظر كتاب نسب قريش: 329، 330.
[5] كذا في الأصل والمطبوعة، وفي سيرة ابن هشام 2/ 476: «وقال أبو ثواب زيد بن صحار: ثم قال ابن هشام:
ويقال: أبو ثواب زياد بن ثواب» .
[6] في المطبوعة: «ناضرة» بالضاد، والمثبت عن الأصل، وينظر جمهرة أنساب العرب: 253.

(3/309)


ألا هَلْ أتاك أن غلبت قريش ... هوازن، والخطوب لها شروط
وكنا يا قريش إِذَا غضبا ... يجيء غضابنا بدم عبيط [1]
وكنا يا قريش إذا غضبنا ... كأنّ أتوفا فيها سعوط [2]
فأصبحنا تسوقنا قريش ... سياق العير يحدوها النبيط [3]
قَالَ: وقَالَ عَبْد اللَّه بْن وهب، رَجُل من بني أسد، ثُمَّ من بني غنم يجيب أبا ثواب
بشرط اللَّه نضرب من لقينا ... بأفضل ما لقيت من الشروط
وكنا يا هوازن حين نلقي ... نبل الهام من علق عبط [4]
بجمعكم وجمع بني قسي ... نحك البرك كالورق الخبيط [5]
أصبنا من سراتكم وملنا ... بقتل فِي المباين والخليط [6]
فإن يك قيس عيلان عضابا ... فلا ينفكّ يرغمهم سعوطي
هكذا رَوَاهُ يونس [بْن بكير] عَنِ ابْنِ إِسْحَاق، فجعله من بني غنم من أسد، ورواه ابْنُ هشام عَنِ البكائي، قَالَ: فأجابه عَبْد اللَّه بْن وهب، رَجُل من بني تميم، ثُمَّ من بني أسيد [7] . والله أعلم.
أسيد: بضم الهمزة، وفتح السين، وتشديد الياء، تحتها نقطتان، وآخره دال مهملة.
3240- عبد الله بن وهب الدوسيّ
(د ع) عبد الله بن هب الدوسي، أَبُو الحارث.
قدم المدينة فِي سبعين راكبًا من دوس عَلَى رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ورجع إِلَى «السراة [8] » .
وكان صاحب ثمار كَثِيرة. وسكن ابنه الحارث المدينة إِلَى أن قُبِضَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَهُوَ جد مغرا [9] والد عَبْد الرَّحْمَن بْن مغرا.
أَخْرَجَهُ ابْنُ منده وَأَبُو نعيم.
__________
[1] في المطبوعة، وسيرة ابن هشام 2/ 476:
يجى من الغضاب دم عبيط
والمثبت عن الأصل. ودم عبيط: طرى. وفي الأصل: «غبيط» ، بالغين، وهو خطأ.
[2] السعوط: ما يجعل من الدواء في الأنف فيهيجه.
[3] النبيط: العجم.
[4] الهام: الرءوس، والعلق: الدم.
[5] بنو قسى: يعنى ثقيفا. والبرك: الصدر، والورق الخبيط: هو الّذي يخبط بالعصى ليسقط فتأكله الماشية. يشبه الشاعر شدة الحرب بحك البعير صدره بما تحته.
[6] السراة: الأشراف. وأراد بالمباين: المنهزم، وبالخليط: الّذي بقي في المعركة يخالط الأقوال.
[7] سيرة ابن هشام: 2/ 477.
[8] السراة: جبال تبتدى من أرض اليمن
[9] مغرا: بفتح الميم، وسكون المعجمة، ثم راء مقصورا. ينظر التقريب: 2/ 499.

(3/310)


3241- عبد الله الأكبر بن وهب
(س) عَبْد اللَّه الأكبر بْن وهب بْن زمعة بْن الأسود بْن المطلب بْن أسد بن عبد العزّى ابن قصي، وأمه: زينب بِنْت شَيْبَة بْن رَبِيعة بن عَبْد شمس القرشية.
قَالَ أَبُو مُوسَى: أورده بعض أصحابنا من رواية يَحيى بْن عَبْد اللَّه بْن الحارث قَالَ: لما دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مكَّة يَوْم الفتح، قَالَ سعد بْن عبادة: ما رأينا من نساء قريش ما يذكر من الجمال، فقال النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «هل رَأَيْت بنات أَبِي أمية [1] بْن المغيرة؟ هَلْ رأيت قريبة [2] ؟
هل رأيت هند [3] ؟ إنك رأيتهن وقد أصبهن بآبائهن وأبنائهن» . قَالَ: وذكر الذاكر أن صحبته لا تصح، لأن أباه يروي عَنِ ابْنِ مَسْعُود [4] ، وهو ابْنُ أخي عَبْد اللَّه بْن زمعة بْن الأسود. وهذا الحديث فلو ثبت لكان قبل الحجاب، وَإِلا فهو منكر لا يثبت [5] ، والله أعلم.
قتل يَوْم الجمل أَوْ يَوْم الدار، قاله الزُّبَيْر، وَقَدْ انقرض عقبه إلا من النّساء [6] .
أخرجه أبو موسى.
3242- عبد الله بن ياسر العبسيّ
(ب) عَبْد اللَّه بْن ياسر العبسي، أخو عمار بْن ياسر، ويذكر نسبه فِي ترجمة أخيه عمار إن شاء اللَّه تَعَالى.
ومات ياسر وابنه عَبْد اللَّه بمكة مسلمين، وكانوا كلهم من السابقين إِلَى الْإِسْلَام، وممن عذب فِي اللَّه تَعَالى.
أَخْرَجَهُ أَبُو عُمَر مختصرًا [7] .
3243- عبد الله بن ياميل
(س) عَبْد اللَّه بْن ياميل. أورده ابْنُ عقدة وحده.
__________
[1] في المطبوعة: «بنى أمية» والمثبت عن الأصل. وينظر كتاب نسب قريش: 300
[2] هي بنت ابن أمية بن المغيرة. ينظر كتاب نسب قريش: 316.
[3] هي كذلك بنت أبى أمية، وهي أم سلمة زوج النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم.
[4] قال ابن حجر في الإصابة: «ولم أر لأبيه رواية عن ابن مسعود، ولو كانت لم تكن دالة على أن لا صحبة لولده» .
[5] ذكر الحافظ أيضا في الإصابة: «الحجاب كان قبل الفتح بمدة، فلعل رؤية سعد عن كانت عن غير صد، والعلم عند الله تعالى» .
[6] ينظر كتاب نسب قريش: 228.
[7] الاستيعاب، الترجمة 1684: 1001.

(3/311)


رَوَى جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ، وَأَيْمَنَ بْنِ نَابِلٍ [1] عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَامِيلَ قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «من كنت مولاه فعلي مولاه» . أخرجه أبو موسى.
3244- عبد الله اليربوعي
(د ع) عَبْد اللَّه اليربوعي. غير منسوب.
روى عطوان [2] بْن مشكان [3] الضبي، عَنْ جمرة بِنْت عَبْد اللَّه اليربوعية قَالَتْ: ذهب بي أبي إلى النبي صلى الله عليه وسلم بعد ما وردت عَلَيْهِ إبل الصدقة، فَقَالَ: يا رَسُول اللَّه، ادع اللَّه لابنتي هَذِهِ. فأجلسني فِي حجره، ودعا لي أَخْرَجَهُ ابْنُ منده وَأَبُو نعيم، وذكره أَبُو عُمَر فِي ترجمة ابنته: جمرة [4] .
3245- عبد الله بن يزيد بن حصن
(ب د ع) عَبْد اللَّه بْن يَزِيدَ بْن حصن بْن عَمْرو بْن الحارث بْن خطمة بن جشم بن مالك ابن الأوس الْأَنْصَارِيّ الأوسي ثُمَّ الخطمي. يكنى أبا مُوسَى، وهو كوفي، وله بها دار.
شهد الحديبيّة وهو ابن سبع عشر سنة، وشهد ما بعدها، واستعمله عَبْد اللَّه بْن الزُّبَيْر عَلَى الكوفة، وشهد مَعَ عليّ بْن أَبِي طَالِب الجمل وصفين والنهروان. روى عنه ابنه موسى، وعدي ابن ثابت الْأَنْصَارِيّ، وهو ابْنُ ابنته، وَأَبُو بردة بن أبى موسى، والشّعبي- وكان الشعبي كاتبه- وكان من أفاضل الصحابة، وصحب أَبُوهُ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وشهد أحدًا وما بعدها، وهلك قبل فتح مكَّة.
أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفَقِيهُ وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ عَلِيٍّ الْمُذَكِّرُ وغيرهما، قَالُوا بِإِسْنَادِهِمْ إِلَى أَبِي عِيسَى مُحَمَّدِ بْنِ عيسى: حدثنا سفيان بن وكيع، حدثنا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الْخَطْمِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ الْخَطْمِيِّ الأَنْصَارِيِّ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ فِي دُعَائِهِ: «اللَّهمّ ارْزُقْنِي حُبَّكَ، وَحُبَّ مَنْ يَنْفَعُنِي حُبُّهُ
__________
[1] في المطبوعة: «نائل» بالهمزة، وهو خطأ. والصواب عن الأصل، والمشتبه: 626، وتبصير المنتبه: 1401، وميزان الاعتدال: 283.
[2] في الأصل: «عظوان» وهو خطأ. وقد ضبط عطوان بفتح العين والطاء، وبضم العين وسكون الطاء. ينظر تبصير المنتبه: 1292. والمشتبه للذهبى: 593.
[3] كذا في الأصل بالشين المعجمة، وفي المطبوعة بالسين المهملة، وكلاهما مروى وارد، ينظر الإصابة، وتبصير المنتبه: 1392.
[4] الاستيعاب، الترجمة 3272: 1801.

(3/312)


عِنْدَكَ. اللَّهمّ مَا رَزَقْتَنِي مِمَّا أُحِبُّ فَاجْعَلْهُ قُوَّةً لِي فِيمَا تُحِبُّ، وَمَا زَوَيْتَ [1] عَنِّي مِمَّا أُحِبُّ فَاجْعَلْهُ فَرَاغًا لِي فِيمَا تُحِبُّ» . قَالَ التِّرْمِذِيُّ: أَبُو جَعْفَرٍ الْخَطْمِيُّ اسْمُهُ عُمَيْرُ بن يزيد بن خماشة [2] .
أخرجه الثلاثة.
3246- عبد الله بن يزيد القارئ
(د ع) عَبْد اللَّه بْن يَزِيدَ القارئ. لَهُ ذكر فِي حديث عَائِشَة.
[رَوَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ حَزْمٍ، عَنْ عَمْرَةَ، عَنْ عَائِشَةَ] أَنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم سمع صوت قارئ يقرأ، فقال: «صَوْتُ مَنْ هَذَا؟ قَالُوا: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ. قَالَ: رَحِمَهُ اللَّهُ، لَقَدْ أَذْكَرَنِي آيَةً كُنْتُ نَسِيتُهَا» .
رَوَاهُ هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أبيه، عن عائشة، نحوه ولم يسم القاري [3] . أخرجه ابن منده وأبو نعيم.
3247- عبد الله أبو يزيد المزني
(د ع) عَبْد اللَّه أَبُو يزيد المزني، وقيل: عَبْد.
حَدِيثُهُ عِنْدَ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ، عن أيوب بن موسى، عن يزيد بن عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَنِيِّ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «فِي الإِبِلِ فَرَعٌ [4] وَفِي الْغَنَمِ فَرَعٌ، وَيُعَقُّ [5] عَنِ الْغُلامِ، وَلا يُمَسُّ رَأْسُهُ بِدَمٍ» .
وَقِيلَ [فِيهِ] : يَزِيدُ بْنُ عَبْدٍ، عَنْ أَبِيهِ. أَخْرَجَهُ ابْنُ مَنْدَهْ وَأَبُو نعيم.
3248- عبد الله بن يزيد النخعي
(س) عَبْد اللَّه بْن يَزِيدَ النخعي، والد مُوسَى.
أورده عليّ العسكري فِي الأفراد. روى مُحَمَّد بْن الفضل الراسي [6] ، عَنْ أَبِي نعيم، عن
__________
[1] زويت: قبضت ومحيت.
[2] في الأصل والمطبوعة: «حماسة» بالحاء المهملة. والمثبت عن الترمذي. ينظر تحفة الأحوذي، أبواب الدعوات: 9/ 463. والجرح لابن أبى حاتم: 3/ 1/ 379.
[3] مسند أحمد: 6/ 62.
[4] الفرع- بفتح الفاء والراء ثم عين مهملة-: أول نتاج الشاة أو الناقة، يذبحونه رجاء البركة في الأم.
[5] العقيقة: الذبيحة التي تذبح عن المولود.
[6] الراسى: نسبة إلى «راس عين» وهي بلدة من الجزيرة.

(3/313)


عُمَر بْن مُوسَى الْأَنْصَارِيّ، عَنْ مُوسَى بْن عَبْد اللَّه بْن يَزِيدَ النخعي، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّهُ كَانَ يصلي للناس، فكان أناس يرفعون رءوسهم ويضعونها قبل أن يضع، فَقَالَ: أيها النَّاس، إنكم تأثمون [1] ولو تستقيمون لصليت بكم صلاة رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لا أخرم منها شيئًا.
ورواه أَحْمَد بْن خليد الحلبي، عَنْ أَبِي نعيم، عَنْ مُحَمَّدِ بن موسى الأنصاري، عن موسى بن عبد اللَّه، عَنْ أَبِيهِ، ولم يقل: «النخعي» .
وأورده الطبراني فِي ترجمة عَبْد اللَّه بْن يَزِيدَ الخطمي. وهو أنصاري لا نخعي، وهو بِهِ أشبه.
أَخْرَجَهُ أَبُو مُوسَى.
قلت: هُوَ الخطمي لا شبهة فِيهِ، وابنه مُوسَى يروي عَنْهُ، ولعل الراوي قَدْ رآه مصحفًا فإن النخعي قريب من الخطمي فِي الكتابة، واللَّه أعلم.
3249- عبد الله بن يزيد
(س) عَبْد اللَّه بْن يَزِيدَ. روى ابْنُ المبارك، عَنْ سُفْيَان، عَنْ عَمْرو بْن دينار، عَنْ عمرو ابن عَبْد اللَّه بْن صفوان، عَنْ عَبْد اللَّه بْن يَزِيدَ، قَالَ: «كُنَّا وقوفًا- يعني حديث ابْنُ مربع:
كونوا عَلَى مشاعركم [2] » قَالَ يعقوب بْن سُفْيَان: فذكرت ذَلِكَ لصدقة بْن الفضل، فَقَالَ: هَذَا من ابْنُ المبارك غلط. فقلت لَهُ: فإن عليّ بْن الْحَسَن بْن شقيق قَالَ: سمعته من سُفْيَان مثله؟ فَقَالَ صدقة:
أتكل عَلَى سماع غيره.
وَقَدْ تقدم فِي عَبْد اللَّه بْن مربع، وهو أصح.
أَخْرَجَهُ أبو موسى.
3250- عبد الله اليشكري
عَبْد اللَّه اليشكري.
أَخْبَرَنَا أَبُو مَنْصُورِ بْنُ مُكَارِمٍ بِإِسْنَادِهِ إِلَى الْمُعَافَى بْنِ عِمْرَانَ، عَنْ يُونُسَ بْنِ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْيَشْكُرِيِّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: غَدَوْتُ لحاجة إلى المسجد، وإما إلى السوق،
__________
[1] في المطبوعة: «تأتمون» بالتاء، والمثبت عن الأصل» .
[2] ينظر تخريجنا لهذا الحديث في ترجمة عبد الله بن مربع: 3/ 381.

(3/314)


فَإِذَا أَنَا بِجَمَاعَةٍ فِي السُّوقِ، فَمِلْتُ إِلَيْهِمْ وَقَدْ وُصِفَ لِي النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَعَرَضْتُ لَهُ عَلَى قَارِعَةِ الطَّرِيقِ بَيْنَ عَرَفَاتٍ وَمِنًى، فَرَفَعَ لِي رَكْبٌ، فَعَرَفْتُهُ بِالصِّفَةِ، فهتف بى رجل: أيّها الراكب، حل [1] عَنْ وَجْهِ الرِّكَابِ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ذَرُوا الرَّاكِبَ، أَرِبٌ مَا لَهُ [2] ! فَجِئْتُ حَتَّى أَخَذْتُ بِزِمَامِ نَاقَتِهِ فَقُلْتُ: نَبِّئْنِي يَا رَسُولَ اللَّهِ بِشَيْءٍ يُقَرِّبُنِي مِنَ الْجَنَّةِ وَيُبَاعِدُنِي مِنَ النَّارِ.
قَالَ: اعْبُدِ اللَّه لا تشرك به شيئا، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزَّكَاةَ، وَتَصُومُ رَمَضَانَ، وَتَحُجُّ الْبَيْتَ، وَتَأْتِي إِلَى النَّاسِ مَا تُحِبُّ أَنْ يُؤْتَى إِلَيْكَ، خَلِّ زمام الناقة [3] . وقد تقدم فِي عَبْد اللَّه بْن أَبِي المغيرة، وفي عَبْد اللَّه بْن المنتفق، والجميع واحد، والله أعلم.
نجز [4] من اسمه «عَبْد اللَّه» والحمد للَّه.
وإنما قدمت اسم اللَّه تَعَالى فِي العبيد، عَلَى ما بعده من عَبْد الجبّار» و «عبد الرَّحْمَن» ، لأن اسم اللَّه تَعَالى أشهر أسمائه فتركت الترتيب لهذه العلة، والله أعلم.
3251- عبد الجبار بن الحارث
(د ع) عَبْد الجبار بْن الحارث بْن مَالِك الحدسي، أَبُو عُبَيْد.
رَوَى إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْغِطْرِيفِ بْنِ سَالِمٍ الْحَدَسِيُّ، ثُمَّ أَحَدُ بَنِي منار قال: حدثني أبى: الغطريف ابن سَالِمٍ: أَنَّهُ سَمِعَ أَبَاهُ سَالِمًا يُحَدِّثُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْكُدَيْرِ- بْنِ أَبِي طلاسَةَ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ بْنِ الْحَارِثِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ أَبِي طلاسَةَ عَنْ عَبْدِ الْجَبَّارِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ مَالِكٍ الْحَدَسِيِّ ثُمَّ الْمَنَارِيِّ قَالَ: وفدت عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ أَرْضِ سَرَاةَ، فَحَيَّيْتُهُ بِتَحِيَّةِ الْعَرَبِ: أَنْعِمْ صَبَاحًا. فَقَالَ: إِنَّ اللَّهَ، عَزَّ وجل، قد حيّى محمد وَأُمَّتَهُ بِغَيْرِ هَذِهِ التَّحِيَّةِ، بِالتَّسْلِيمِ بَعْضُنَا عَلَى بَعْضٍ. فَقُلْتُ: السَّلامُ عَلَيْكُمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: وَعَلَيْكَ السَّلامُ. ثُمَّ قَالَ: مَا اسْمُكَ؟
فَقُلْتُ: الْجَبَّارُ. فَقَالَ لِي: أَنْتَ عَبْدُ الْجَبَّارِ فَأَسْلَمْتُ وَبَايَعْتُ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا بَايَعْتُ قِيلَ لَهُ: هَذَا الْمَنَارِيُّ، فَارِسٌ مِنْ فُرْسَانِ قَوْمِهِ. قَالَ: فَحَمَلَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى فَرَسٍ، فَأَقَمْتُ عِنْدَهُ أُقَاتِلُ مَعَهُ. فَفَقَدَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَهِيلَ فَرَسِي الَّذِي حَمَلَنِي عَلَيْهِ، فَقَالَ: مَا لِي لا أَسْمَعُ صَهِيلَ فَرَسِ الْحَدَسِيِّ؟ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، بلغني أنك تأذيت بصهيلة، فخصيته
__________
[1] في المطبوعة: «خل» بالخاء المعجمة. والمثبت والضبط عن الأصل، وفي اللسان: «حال الرجل يحول مثل تحول من موضع إلى موضع» .
[2] ينظر ترجمة عبد الله الأخرم فيما تقدم: 3/ 171/ 172.
[3] رواه الإمام أحمد عن وكيع، عن عمرو بن حسان، عن المغيرة، به نحوه، ينظر المسند: 3/ 472. ورواه أيضا عن وكيع عن يونس، وعن عبد الرزاق، عن معمر، عن أبى إسحاق، عن المغيرة.
[4] نجز- بفتح فكسر- انقضى وانتهى.

(3/315)


فَنَهَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ إِخْصَاءِ الْخَيْلِ فَقِيلَ لِي: لَوْ سَأَلْتَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كِتَابًا، كَمَا سأله ابن عمك تميم الدّارى؟ فقلت: أعاجلا سأل أم آجلا؟ قالوا بل سأله عاجلا. فَقُلْتُ عَنِ الْعَاجِلِ رَغِبْتُ، وَلَكِنِّي أَسْأَلُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُعِينَنِي بَيْنَ يَدَيِ اللَّه، عَزَّ وَجَلَّ. أَخْرَجَهُ ابْنُ منده وَأَبُو نعيم.
3252- عبد الجد بن ربيعة
(ب د ع) عَبْد الجد بْن رَبِيعة بْن حجر بْن الحكم الحكمي. سَمِعَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
روى خطاب بْن نصير الحكمي، عَنْ عَبْد اللَّه بْن حليل عَنْ عَبْد الجد بْن رَبِيعة: أَنَّهُ كَانَ عند النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وعنده ناس من أهل اليمن، وعنده عيينة بْن حصن، فدعا القوم فقاموا:
فما بقي فينا أحد إلا النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ورجل يستره بثوبه، فقلت: ما هَذِهِ السنة؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هَذَا [1] الحياء، رزقه أهل اليمن وحرمه قومك» أَخْرَجَهُ الثلاثة حليل: بضم الحاء المهملة، وفتح اللام.
3253- عَبْد الحارث بْن أنس بْن الديان
عَبْد الحارث بْن أنس بْن الديان. كَانَ ممن ثبت أهل نجران عَلَى الْإِسْلَام فِي الردة، وله فِي ذَلِكَ كلام، قاله الغساني عَنِ ابْنِ إِسْحَاق.
3254- عَبْد الحجر بْن عَبْد المدان
عَبْد الحجر بْن عَبْد المدان بْن الديان.
قَالَ الكلبي: وفد عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم، قتله بسر بْن [أَبِي] [2] أرطأة وقتل ابنه مالكًا. وسمي النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَبْد الحجر: عَبْد اللَّه، قاله الغساني، وَقَدْ تقدم [3] ذكره الحجر- قيل. بكسر الحاء، وتسكين الجيم. وقيل: بفتحهما، قاله الأمير أبو نصر ابن ماكولا.
3255- عبد الحميد بن حفص
(ع س) عَبْد الحميد بْن حَفْص بْن المغيرة بْن عَبْد اللَّهِ بن عمر بن مخزوم الْقُرَشِيّ المخزومي، أَبُو عَمْرو، وأمه ثقفية. وهو روح فاطمة بنت قيس [4] . وهو بن عم خالد بن الوليد.
__________
[1] في المطبوعة: «هذه الحياء» .
[2] عن الأصل. ويقال أيضا: بسر بن أرطاة. ينظر ترجمته فيما تقدم: 1/ 213.
[3] ينظر: 3/ 301
[4] ينظر كتاب نسب قريش: 332.

(3/316)


وكان طلق امرأته فاطمة ثلاثًا، فأتت النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: «لا نفقة لها» . وروى ناشرة بْن سمي أَنَّهُ سَمِعَ عُمَر بْن الخطاب يَقُولُ يَوْم الجابية: «إني قد نزعت خالد ابن الْوَلِيد وأمرت أبا عبيدة» . فقام أَبُو عَمْرو بْن حَفْص بْن المغيرة فَقَالَ: «والله لقد نزعت عاملا [1] استعمله رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأغمدت سيفًا سله رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ووضعت لواء عقده [2] رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ» [3] .
وقيل: اسمه أَحْمَد [4] . وَقَدْ تقدم ذكره، ويرد فِي الكنى إن شاء اللَّه تعالى.
أخرجه أبو نعيم، وأبو موسى.
3256- عبد الحميد بن عبد الله
(س) عَبْد الحميد بْن عَبْد اللَّهِ بْن عَمْرو بْن حرام، أخو جَابِر، يكنى أبا عَمْرو.
قَالَ أَبُو مُوسَى: أورده المستغفري هكذا، وروى عَنْ الْحَسَن بْن سُفْيَان- وذكر الحديث الَّذِي عَنْ أَبِي عَمْرو بْن حَفْص بْن المغيرة زوج فاطمة بِنْت قيس، ويرد ذكره- قَالَ أَبُو مُوسَى:
فلا أدري من أَيْنَ وقع لَهُ أَنَّهُ أخو جَابِر، فإن أبا عَمْرو بْن حَفْص أشهر من أن يخفى، والله أعلم.
أخرجه أبو موسى.
3257- عبد خير بن يزيد
(ب د ع) عَبْد خير بْن يَزِيدَ الهمداني الخيواني، يكنى أبا عمارة.
أدرك زمان النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
أَخْبَرَنَا أَبُو الرُّبَيِّعِ سُلَيْمَانُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خميس، أَخْبَرَنَا أَبِي أَبُو البركات مُحَمَّد، حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن عَبْد الباقي بْن طوق أَبُو نصر، أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِم نصر بْن أَحْمَد ابن المرجي الفقيه، أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى أَحْمَد بْن عَلِيٍّ، حَدَّثَنَا الْحَسَن بْن حَمَّاد الكوفي، حَدَّثَنَا مسهر بْن عَبْد الملك بْن سلع، أخبرني أَبِي قَالَ، قلت لعبد خير: كم أتى عليك؟ قَالَ: عشرون ومائة سنة. قلت: هَلْ تذكر من أمر الجاهلية شيئًا؟ قَالَ: نعم، كُنَّا ببلاد اليمن، فجاءنا كتاب رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يدعو النَّاس إِلَى خير واسع، وكان أَبِي ممن خرج وأنا غلام، فلما رجع
__________
[1] في الأصل والمطبوعة: «غلاما» والمثبت عن مسند أحمد.
[2] في المسند: «نصبه» .
[3] أخرجه الإمام أحمد بإسناده إلى ناشرة: 3/ 475، 476، من حديث طويل، وتكملته: «ولقد قطعت الرحم، وحسدت ابن العم. فقال عمر بن الخطاب: إنك قريب القرابة، حديث السن، معصب من ابن عمك» .
[4] ينظر: 1/ 66.

(3/317)


قَالَ لأمي: مُري بهذه القدر فلترق للكلاب، فإنا قَدْ أسلمنا. فأسلم. وَإِنما أمر بإراقة القدور لأنها كَانَ فيها ميتة.
وكان «عَبْد خير» من أكابر أصحاب عليّ، رَضِي اللَّه عنه، وسكن الكوفة، وهو ثقة مأمون.
أخرجه الثلاثة.
3258- عبد خير
(س) عَبْد خير. كَانَ اسمه عَبْد شر فسماه النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَبْد خير.
ذكره ابْنُ منده وغيره فِي ترجمة حوشب [1] ذي ظليم، ولم يذكره فِي هَذَا الباب، وهذا من حمير والذي قبله من همدان.
أخرجه أبو موسى.
3259- عبد ربه بن حق
(ب) عَبْد ربه بْن حق بْن أوس بْن ثعلبة بْن طريف بْن الخزرج بْن ساعدة بْن كعب بْن الخزرج الْأَنْصَارِيّ الخزرجي الساعدي.
شهد بدرًا، ذكره مُوسَى بْن عقبة فِي البدريين، من بني ساعدة بْن كعب بْن الخزرج، فَقَالَ: عَبْد رب بْن حقي [2] بْن قوال. وقَالَ ابْنُ إِسْحَاق: اسمه عَبْد اللَّه بْن حق. [3] وقَالَ ابْنُ عمارة: هُوَ عَبْد [4] رب بْن حق بْن أوس بْن ثعلبة بْن وقش بْن ثعلبة بْن طريف بْن الخزرج ابن ساعد.
أخرجه أبو عمر.
3260- عبد الرحمن بن أبزى الخزاعي
(ب د ع) عَبْد الرَّحْمَن بْن أبزي الخزاعي، مَوْلَى نافع بْن عَبْد الحارث.
سكن الكوفة، واستعمله، عليّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ عَلَى، خُراسان، أدرك النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأكثر روايته عَنْ عُمَر، وأبي بْن كعب، رضى الله عنهما.
__________
[1] ينظر: 2/ 71.
[2] كذا في الأصل. وفي المطبوعة: «حق» .
[3] الّذي في سيرة ابن هشام 1/ 696 عن ابن إسحاق: «عبد ربه» .
[4] في المطبوعة: «هو ابن عبد رب» والمثبت عن الأصل، والاستيعاب، الترجمة رقم 1699: 1005، 1006.

(3/318)


وقَالَ فِيهِ عُمَر بْن الخطاب: عَبْد الرَّحْمَن بْن أبزي ممن رفعه اللَّه بالقرآن.
روى عَنْهُ ابناه سَعِيد وعبد اللَّه، وعبد اللَّه بْن أَبِي المجالد.
أَخْبَرَنَا الْخَطِيبُ أَبُو الْفَضْلِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَبِي دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ [1] بْنِ أَبِي الْمُجَالِدِ قَالَ: امْتَرَى [2] أَبُو بُرْدَةَ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ شَدَّادٍ فِي السَّلَمِ [3] ، فَأَرْسَلُونِي إِلَى ابْنِ أَبِي أَوْفَى، فَسَأَلْتُهُ فَقَالَ: كُنَّا نُسْلِمُ على عهد رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ فِي الْبُرِّ وَالشَّعِيرِ، وَالتَّمْرِ وَالزَّبِيبِ. قَالَ: وَسَأَلْنَا ابْنَ أَبْزَى، فَقَالَ، مِثْلَ ذَلِكَ [4] .
وَأَخْبَرَنَا أَبُو أَحْمَدَ عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَلِيٍّ الأَمِينُ بإسناده إلى سليمان بن الأشعث: حدثنا محمد ابن بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ. [حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عِمْرَانَ- قَالَ ابْنُ بَشَّارٍ: السَّامِيُّ [5] قال أبو داود] أبو عبد الله الْعَسْقَلانِيُّ- عَنِ ابْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّهُ صَلَّى مَعَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم فكان لا يتم التكبير [6] .
وأَخْبَرَنَا أَبُو الْفَضْلِ الْمَنْصُورُ بْن أَبِي الْحَسَنِ الْفَقِيهُ الطَّبَرِيُّ قَالَ بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَبِي يَعْلَى الْمَوْصِلِيِّ قَالَ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَجَّاجِ السَّامِيُّ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُسْلِمٍ: أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ اسْتَعْمَلَ نَافِعَ بْنَ عَبْدِ الْحَارِثِ عَلَى مَكَّةَ، فَقَدِمَ عُمَرُ فَاسْتَقْبَلَهُ نَافِعٌ، وَاسْتَخْلَفَ عَلَى أَهْلِ مَكَّةَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبْزَى، فَغَضِبَ عُمَرُ حَتَّى قَامَ فِي الْغَرْزِ [7] وَقَالَ:
اسْتَخْلَفْتَ عَلَى آلِ اللَّهِ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبْزَى؟! قَالَ. إِنِّي وَجَدْتُهُ أَقْرَأَهُمْ لِكِتَابِ اللَّهِ وَأَفْقَهَهُمْ فِي دين الله. فتواضع لها عمرو قال: لَقَدْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ «إِنَّ اللَّهَ سَيَرْفَعُ بِالْقُرْآنِ أَقْوَامًا ويضع به آخرين» [8] . أخرجه الثلاثة
__________
[1] يقال في عبد الله بن أبى المجالد: محمد بن أبى المجالد أيضا، ينظر التهذيب 5/ 388.
[2] امترى: اختلف- وهي رواية الإمام أحمد في المسند.
[3] السلم في البيع: مثل السلف، وزنا ومعنى، وأسلمت إليه بمعنى: أسلفت. وفي مسند أحمد: «في السلف» و «كنا نسلف»
[4] الحديث رواه ابن ماجة في كتاب التجارات، باب السلف في كيل معلوم ووزن معلوم إلى أجل، الحديث رقم 2282، 2/ 766. ورواه الإمام أحمد في مسندة: 4/ 354.
[5] في المطبوعة: «الشامي» بالشين المعجمة، ينظر المشتبه: 345.
[6] سنن أبى داود، كتاب الصلاة، باب تمام التكبير، الحديث رقم 837، وبعد قال أبو داود: «معناه إذا رفع رأسه من الركوع وأراد أن يسجد لم يكبر، وإذا أقام من السجود لم يكبر» .
[7] الغرز- بفتح فسكون-: ركاب كور الجمل، إذا كان من جلد أو خشب.
[8] أخرجه مسلم في كتاب المسافرين، باب فضل من يقوم بالقرآن، 2/ 241، 202. وأخرجه ابن ماجة في المقدمة، باب فضل من تعلم القرآن وعلمه، الحديث 218: 1/ 78، 79.

(3/319)


3261- عبد الرحمن بن أذينة العبديّ
(ع س) عَبْد الرَّحْمَن بْن أذينة العبدي. أورده إِسْحَاق بْن راهويه فِي مسنده فِي الصحابة.
وقَالَ أَبُو نعيم: «صوابه: عَنْ أَبِيهِ أذينة» أَخْبَرَنَا أَبُو مُوسَى إِذْنًا، أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ، أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ شِيرَوَيْهِ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أُذَيْنَةَ، أَظُنُّهُ ذَكَر رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ حَلَفَ عَلَى يَمِينٍ فَرَأَى غَيْرَهَا خَيْرًا مِنْهَا، فَلْيَأْتِ الَّذِي هُوَ خَيْرٌ، وَلْيُكَفِّرْ عَنْ يَمِينِهِ [1] » . أَخْرَجَهُ أَبُو نعيم وأبو موسى.
3262- عبد الرحمن بن الأرقم
(س) عَبْد الرَّحْمَن بْن الأرقم. أورده عَلَى العسكري وغيره، قيل: هُوَ أخو عَبْد اللَّه بْن الأرقم [2] .
رَوَى يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ التُّسْتَرِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنَ الأَنْصَارِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الأَرْقَمِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «تَسَحَّرُوا فَنِعْمَ غِذَاءُ الْمُسْلِمِ السُّحُورُ، تَسَحَّرُوا، فَإِنَّ اللَّهَ، عَزَّ وَجَلَّ، يُصَلِّي عَلَى الْمُتَسَحِّرِينَ [3] » .
وَرَوَاهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ قَيْسٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعِيدٍ، عن محمد بن إبراهيم بن الحارث، عن شَمَّاسٍ- رَجُلٍ مِنَ الأَنْصَارِ- عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ. أخرجه أبو موسى.
3263- عبد الرحمن بن أزهر
(ب د ع) عَبْد الرَّحْمَن بْن أزهر بْن عوف بْن عَبْد عوف بْن عَبْد بْن الحارث بْن زهرة بْن كلاب الْقُرَشِيّ الزُّهْرِيّ، أمه بِنْت عَبْد يزيد بْن هاشم بْن المطلب. وهو ابْنُ أخي عَبْد الرَّحْمَن بْن عوف، قاله أَبُو عُمَر، وقَالَ: قَدْ غلط فِيهِ من جعله ابْنُ عم عَبْد الرَّحْمَن بْن عوف.
وقَالَ ابْنُ منده: أزهر بْن عَبْد عوف بْن عَبْد بْن الحارث، وهو ابْنُ عم عَبْد الرَّحْمَن بْن عوف
__________
[1] ينظر فيما تقدم ترجمة أبزى: 1/ 71، 72.
[2] ينظر ترجمة عبد الله: 3/ 172- 174.
[3] أخرج الإمام أحمد نحوه عن أبى سعيد الخدريّ، ينظر المسند: 3/ 12، 44.

(3/320)


وقَالَ أَبُو نعيم: أزهر بْن عَبْد عوف بْن عبد بْن الحارث بْن زهرة، وهو ابْنُ أخي عَبْد الرحمن ابن عوف شهد مَعَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حنينًا، يكنى أبا جُبَيْر. روى عَنْهُ أَبُو سلمة بْن عبد الرحمن، ومحمد ابن إِبْرَاهِيم بْن الحارث، وابنه عَبْد الحميد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن أزهر.
أَخْبَرَنَا زَيْنُ الأُمَنَاءِ أَبُو الْبَرَكَاتِ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ هِبَةِ اللَّهِ الدِّمَشْقِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَشَائِرِ مُحَمَّدُ بْنُ الْخَلِيلِ بْنِ فَارِسٍ الْقَيْسِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي الْعَلاءِ، أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ الْقَاسِمِ بْنِ مَعْرُوفِ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ دَاوُدَ الْقَنْطَرِيُّ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ، حدثنا نافع بن يزيد، حدثني جَعْفَرُ بْنُ رَبِيعَةَ، عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْن السَّائِبِ، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَزْهَرَ، عَنْ أَبِيهِ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: «إِنَّمَا مَثَلُ الْعَبْدِ الْمُؤْمِنِ حِينَ يُصِيبُهُ الْوَعْكُ- أَوِ: الْحُمَّى- كَمَثَلِ الْحَدِيدَةِ الْمُحْمَاةِ تَدْخُلُ النَّارَ، فَيَذْهَبُ خَبَثُهَا وَيَبْقَى طِيبُهَا» . وَأَخْبَرَنَا أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَلِيِّ بْنِ سُكَيْنَةَ الصُّوفِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو غَالِبٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الْمَاوَرْدِيُّ مُنَاوَلَةً، بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَبِي دَاوُدَ السِّجِسْتَانِيِّ، حَدَّثَنَا ابْنُ السَّرْحِ قَالَ: وَجَدْتُ فِي كِتَابِ خَالِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ، عَنْ عَقِيلٍ: أَنَّ ابْنَ شِهَابٍ أَخْبَرَهُ، عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْن أَزْهَرَ، عَنْ أَبِيهِ: «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مرّ بشارب وهو يحنين، فَحَثَا فِي وَجْهِهِ التُّرَابَ، ثُمَّ أَمَرَ أَصْحَابَهُ فَضَرَبُوهُ بِنِعَالِهِمْ وَمَا كَانَ فِي أَيْدِيهِمْ، حَتَّى قَالَ لَهُمُ: ارْفَعُوا، فَرَفَعُوا [1] قَالَ: وكان عبد الرَّحْمَن يحدث أن خَالِد بْن الْوَلِيد جرح [2] يومئذ- يعني يَوْم حنين- وكان عَلَى الخيل- خيل رسول الله صلى الله عليه وسلم- قَالَ ابْنُ أزهر: فلقد رَأَيْت رَسُول اللَّه صلى الله عليه وسلم بعد ما هزم اللَّه الكفار ورجع المسلمون إِلَى رحالهم يمشي فِي المسلمين ويقول: من يدل عَلَى رحل خالد ابن الْوَلِيد؟ حتَّى دللناه، فنظر إِلَى جرحه. أَخْرَجَهُ الثلاثة.
قلت: هكذا نسبه أَبُو عُمَر كما ذكرناه أولًا، وقَالَ: هُوَ ابْنُ أخي عَبْد الرَّحْمَن بْن عوف.
ونسبه ابْنُ منده كما ذكرناه عنه، وقال: هو ابْنُ عم عَبْد الرَّحْمَن. ونسبه أَبُو نعيم مثل ابن
__________
[1] سنن أبى داود، كتاب الحدود، باب إذا تتابع شرب الخمر، الحديث رقم 4487: 4/ 165، 166.
[2] في المطبوعة: «خرج» ، والمثبت عن الأصل، وهو الصواب.

(3/321)


منده، وقَالَ: هُوَ ابْنُ أخي عَبْد الرَّحْمَن. فأمَّا قول أَبِي نعيم فهو ظاهر الوهم، لأن عبد الرحمن ابن عوف، وعبد الرَّحْمَن بْن أزهر، لا يجتمعان عنده إلا فِي «عَبْد عوف» وهو جد عبد الرحمن ابن عوف، فكيف يكون ابْنُ أخيه. وأمَّا قول ابْنِ منده: «إنه ابْنُ عم عَبْد الرَّحْمَن بْن عوف» فهو صحيح عَلَى ما ساق من نسبه، ومثله قَالَ الْبُخَارِيّ ومسلم. وقَالَ الزُّبَيْر بْن بكار:
«أزهر بْن عوف» مثل أَبِي عُمَر. وقَالَ ابْنُ الكلبي: «أزهر بْن عَبْد عوف» ، مثل ابْنُ منده وأبي نعيم.
وأمَّا قول أَبِي عُمَر فِي نسبه الَّذِي سقناه أول الترجمة، وأنَّه ابْنُ أخي عَبْد الرَّحْمَن بْن عوف، فهو صحيح عَلَى ما ساقه. وَقَدْ ساق أَبُو عُمَر نسب «أزهر» فِي الهمزة، فَقَالَ: «أزهر بْن عَبْد عوف الزُّهْرِيّ» [1] عم عَبْد الرَّحْمَن بْن عوف، وقَالَ فِي [2] نسب طليب ومطلب ابني أزهر فَقَالَ «أزهر بْن عَبْد عوف» وقَالَ: «هما أخوا عَبْد الرَّحْمَن بْن أزهر» .
فقد وافق ابْنُ منده وأبا نعيم فِي سياق النسب. وبالجملة فالجميع قَدْ قاله العلماء، لكن من جعل أزهر بْن عَبْد عوف فينبغي أن يجعل عَبْد الرَّحْمَن ومطلبًا وطليبًا بني أزهر يجعلهم بني [عم] [3] عَبْد الرَّحْمَن بْن عوف. وَقَدْ وافق ابْنُ أَبِي خيثمة أبا عُمَر أيضًا، والله أعلم.
3264- عبد الرحمن بن أسعد
(د ع) عَبْد الرَّحْمَن بْن أسعد، وقيل: عَبْد الرَّحْمَن بْن سعد بْن زرارة. وَقَدْ تقدم النسب عند أسعد بْن زرارة [4] .
أدرك النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
روى يزيد بْن هارون ووهب بْن جرير عَنْ أَبِيه كلاهما، عَنْ مُحَمَّد بْن إِسْحَاق، عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن أَبِي بَكْر، عَنْ يَحيى بْن عباد، عَنْ عَبْد الرَّحْمَن بْن أسعد بْن زرارة، قَالَ: قدم بأساري بدر وسودة بِنْت زمعة يعني زوج النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مناحتهم ... الحديث.
هكذا فِي هَذِهِ الرواية، وَقَدْ أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَر عُبَيْد اللَّه بن أحمد بإسناده إلى يونس بن بكير، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْر، عَنْ يَحيى بْن عبد الله بن عبد الرحمن ابن أسعد بْن زرارة قَالَ: قدم بالأساري حين قدم بهم المدينة، وسودة ابْنَة زمعة زوج النبي
__________
[1] الاستيعاب: 74.
[2] الاستيعاب: 771، 1401.
[3] سقط من المطبوعة، والمثبت عن الأصل، ويقتضيه السياق.
[4] ينظر الترجمة رقم 98: 1/ 86، ورقم 1996: 2/ 350.

(3/322)


صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عند آل عفراء، فِي مناحتهم عَلَى عوف ومعوذ ابني عفراء، وذلك قبل أن يضرب عليهنّ، الحجاب ... » وذكر حديث أساري بدر.
وَقَدْ رَوَاهُ ابْنُ هشام، عَنْ إِسْحَاق، فَقَالَ: «عَبْد الرَّحْمَن بْن سعد [1] » ، بغير همزة، والله أعلم.
أَخْرَجَهُ ابْنُ منده وَأَبُو نعيم.
3265- عبد الرحمن بن الأسود
(د ع) عَبْد الرَّحْمَن بْن الأسود بْن عبد يغوث بْن وهب بْن عبد مناف بْن زهرة الْقُرَشِيّ الزُّهْرِيّ، وأمه آمنة بِنْت نوفل بْن أهيب بْن عبد مناف بْن زهرة.
وكان ذا قدر كبير ومنزلة عند النَّاس، وهو ابْنُ خال النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم، وابن عم عبد الله ابن الأرقم.
أدرك النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولا تصح لَهُ رؤية ولا صحبة.
وشهد الحكمين، وكان ممن ذكره أَبُو مُوسَى وعمرو بن العاص، ثم قالوا: «ليس له و [لا] [2] لأبيه هجرة» ، وكان ذا منزلة من عَائِشَة أم المؤمنين.
روى عَنْهُ مروان بْن الحكم، وسليمان بْن يسار، وغيرهما.
رَوَى مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَوْفِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنِ الْمِسْوَرِ بن مخرمة وعبد الرحمن ابن الأَسْوَدِ بْنِ عَبْدِ يَغُوثَ أَنَّهُمَا قَالا: «إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنِ الْهِجْرَةِ، أَنَّهُ لا يَحِلُّ لِلْمُسْلِمِ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلاثٍ» . أَخْرَجَهُ ابْنُ مَنْدَهْ وأبو نعيم.
3266- عبد الرحمن الأشجعي
(د ع) عَبْد الرَّحْمَن الأشجعي، أَبُو عياش.
ذكره يَحيى بْن يونس الشيرازي فِي الصحابة، ولا يصح.
روى عنه ابنه عياش بْن عَبْد الرَّحْمَن، عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَنَّهُ أمر أصحابه يومئذ أن يستقوا من آبارهم» . أَخْرَجَهُ ابْنُ منده وأبو نعيم.
__________
[1] سيرة ابن هشام: 1/ 645. وقد أثبت المحققون «أسعد» بالهمزة عن بعض المخطوطات، وأشاروا إلى أن في بعضها «سعدا» من غير همز.
[2] عن كتاب نسب قريش: 262.

(3/323)


3267- عَبْد الرَّحْمَن بْن أشيم
(ب د ع) عَبْد الرَّحْمَن بْن أشيم الأنماري، وقيل: الْأَنْصَارِيّ قَالَ أَبُو عُمَر: أظنه حليفًا لهم. قَالَ سَلَمة بْن وردان: رَأَيْت أنس بْن مالك، وسلمة ابن الأكوع، وعَبْد الرَّحْمَن بْن أشيم، من بني أنمار، وكلهم صحبوا النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم لا يغيرون الشّيب.
أخرجه الثلاثة.
3268- عبد الرحمن الأنصاري
(د ع) عَبْد الرَّحْمَن الْأَنْصَارِيّ، أَبُو مُحَمَّد. وهو مجهول، لا تعرف لَهُ صحبة، وَقَدْ ذكر فِي الصحابة.
روى يَحيى بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن الْأَنْصَارِيّ قَالَ: حَدَّثَنِي جدي: «أن النبي صلى الله عليه وسلم لما أتى خيبر جاءته امْرَأَة يهودية بشاه مصلية- يعني مشوية- فأكل منها رَسُول اللَّه صَلَّى الله عليه وسلم وبشر ابن البراء بْنُ معرور ... » وذكر الحديث.
أَخْرَجَهُ ابْنُ منده وَأَبُو نعيم.
3269- عبد الرحمن بن بجيد
(ب د ع) عَبْد الرَّحْمَن بْن بجيد بْن وهب بْن قيظي بْن قيس بْن لوذان بْن ثعلبة بن عدي ابن مجدعة الْأَنْصَارِيّ.
صحب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قاله ابْنُ أَبِي دَاوُد. وقَالَ غيره: لا صحبة لَهُ.
رَوَى مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاق، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيم بْن الحارث التيمي: أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ بُجَيْدٍ الأَنْصَارِيَّ، أَخَا بَنِي حَارِثَةَ حَدَّثَهُ: أَنَّهُ لَمَّا قُتِلَ عَبْدُ الله بن سهل بِخَيْبَرَ، جَاءَ أَخُوهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَهْلٍ وَمُحَيِّصَةُ بْنُ مَسْعُودٍ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِيُكَلِّمُوهُ فِي صَاحِبِهِمْ، فَتَكَلَّمَ عَبْدُ الرحمن ابن سَهْلٍ- وَكَانَ أَصْغَرَ الْقَوْمِ- فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: الْكُبْرَ الْكُبْرَ [1] ! فَتَكَلَّمَ حُوَيِّصَةُ [2] ، فَأَرْسَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى يَهُودَ فَاسْتَحْلَفَهُمْ باللَّه مَا قَتَلُوهُ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اعْقِلُوهُ [3] لأَنَّهُ قُتِلَ بَيْنَ أَظْهُرِهِمْ. أَخْرَجَهُ الثَّلاثَةُ، قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ وَرَوَاهُ بَعْضُ الْمُتَأَخِّرِينَ فَقَالَ فِي التَّرْجَمَةِ: «عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ بُجَيْدٍ» . وَقَالَ فِي إِسْنَادِ الْحَدِيثِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ،
__________
[1] أي: قدموا الأكبر فالأكبر، إرشادا إلى الأدب في تقديم الأسن.
[2] في سيرة ابن هشام 2/ 355: «ومعه ابنا عمه: حويصه ومحيصه ابنا مسعود ... فتكلم حويص ومحيصه، ثم تكلم هو بعد ... » .
[3] عقل للقتيل، أدى ديته.

(3/324)


عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ: وَهُوَ تَصْحِيفٌ، وَوَهْمٌ عَجِيبٌ وَغَفْلَةٌ! يَعْنِي أَنْ جَعَلَ «بُجَيْدًا» :
«مُحَمَّدًا» فِي الإِسْنَادِ، وَصَدَقَ أَبُو نُعَيْمٍ، هَكَذَا في كتاب ابن مندة!
3270- عبد الرحمن بن بديل
(ب) عَبْد الرَّحْمَن بْن بديل بْن ورقاء الخزاعي. وَقَدْ تقدم نسبه [1] .
قَالَ ابْنُ الكلبي: كَانَ هُوَ وأخوه عَبْد اللَّه رسولي رَسُول الله صلى الله عليه وسلم إلى أهل اليمن، وشهدا جميعًا صفين مَعَ عَليّ، رَضِيَ اللَّه عَنْهُ.
أخرجه أبو عمر.
3271- عبد الرحمن بن بشير
(ب د ع) عَبْد الرَّحْمَن بْن بشير، وقيل: بشر.
روى عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي فضل عليّ. روى عَنْهُ الشَّعْبِيّ، وابن سِيرِينَ، وعبد الملك بْن عمير:
رَوَى السَّرِيُّ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ عَامِرٍ الشَّعْبِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ بَشِيرٍ قَالَ: كُنَّا جُلُوسًا عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذْ قَالَ: لَيَضْرِبَنَّكُمْ رَجُلٌ عَلَى تَأْوِيلِ الْقُرْآنِ كَمَا ضَرَبْتُكُمْ عَلَى تَنْزِيلِهِ! فَقَالَ:
أَبُو بَكْرٍ: أَنَا هُوَ؟ قَالَ: لا. قَالَ عُمَرُ: أَنَا هُوَ؟ قَالَ: لا، وَلَكِنْ خَاصِفُ النَّعْلِ. وَكَانَ عَلِيٌّ يَخْصِفُ نَعْلَ النَّبِيِّ. أَخْرَجَهُ الثَّلاثَةُ، وَقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: أُرَاهُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبِي سيرة، وَقِيلَ: هُوَ الأَنْصَارِيُّ.
وَأَمَّا أَبُو عُمَرَ فَلَمْ يَشُكَّ أَنَّهُ ابْنُ بَشِيرٍ، بِإِثْبَاتِ الْيَاءِ. وَقَالَ ابْنُ مَنْدَهْ: أُرَاهُ الأَوَّلَ- وَكَانَ قَبْلَهُ:
عَبْدُ الرحمن بن أبى سيرة، والله أعلم.
3272- عبد الرحمن بن ثابت بن الصامت
(ب د ع) عَبْد الرَّحْمَن بْن ثابت بْن الصامت بْن عدي بْن كعب الْأَنْصَارِيّ.
ذكره الْبُخَارِيّ فِي الصحابة، وذكره مُسْلِم فِي التابعين. وتوفي أَبُوهُ ثابت فِي الجاهلية.
أَخْرَجَهُ الثلاثة.
3273- عبد الرحمن بن ثابت بن قيس
(د ع) عَبْد الرَّحْمَن بْن ثابت بْن قيس بْن شماس الْأَنْصَارِيّ. وَقَدْ تقدم نسبه، له ولأبيه صحبة.
__________
[1] ينظر الترجمة رقم 383: 1/ 203.

(3/325)


روى عَنْهُ الْحَسَن أَنَّهُ استأذن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن يزور أخواله من المشركين، فأذن لَهُ، فلما رجع قَرَأَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوادُّونَ مَنْ حَادَّ الله وَرَسُولَهُ 58: 22 [1] الآية. أَخْرَجَهُ ابْنُ منده وَأَبُو نعيم.
3274- عَبْد الرَّحْمَن بْن ثوبان
(د ع) عَبْد الرَّحْمَن بْن ثوبان، أَبُو مُحَمَّد.
ذكر فِي الصحابة. أخرج عَنْهُ الطبراني في معجمه. وروى بِإِسْنَادِهِ عَنْ يَحْيَى بْن أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْن ثَوْبَانَ، عَنْ أبيه: أن رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ قَالَ فِي خُطْبَتِهِ: «إِنَّ هَذِهِ الْقَرْيَةَ- يَعْنِيَ الْمَدِينَةَ- لا يَصْلُحُ فِيهَا قِبْلَتَانِ، فَأَيُّمَا نَصْرَانِيٍّ أَسْلَمَ ثُمَّ تَنَصَّرَ، فَاضْرِبُوا عُنُقَهُ» . وَرَوَى عَبَّادُ بْن كَثِيرٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ خُصَيْفَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْن ثَوْبَانَ، عن أبيه قال: قال رسول الله صلى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ سَمِعْتُمُوهُ يُنْشِدُ شِعْرًا- أَوْ: ضَالَّةً- أَوْ يَبِيعُ أَوْ يَبْتَاعُ فِي الْمَسْجِدِ، فَقُولُوا: فَضَّ اللَّهُ فَاكَ» .
رَوَاهُ الدَّرَاوَرْدِيُّ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ خُصَيْفَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْن ثَوْبَانَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، نَحْوَهُ. أَخْرَجَهُ ابْنُ مَنْدَهْ، وَأَبُو نُعَيْمٍ.
3275- عبد الرحمن بن جابر
(د ع) عَبْد الرَّحْمَن، وقيل: عَبْد اللَّه بْن جَابِر العبدي.
وفد عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، روى عَنْهُ نفيس [2] العبدي أَنَّهُ قَالَ: كنت فِي الوفد الَّذِينَ قدموا عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولست منهم، إنَّما كنت مَعَ أَبِي، فنهاهم رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الشرب فِي الأوعية.
أَخْرَجَهُ ابن مندة، وأبو نعيم.
__________
[1] المجادلة: 22.
[2] في المطبوعة: «يعيس العبديّ» وهو خطأ. والمثبت عن الأصل، ومخطوطة دار الكتب 111، وفي الجرح لابن أبى حاتم 4/ 1/ 510: «نفيس، روى عبد الله بن جابر العبديّ» .

(3/326)


3276- عبد الرحمن بن جبر
(ب د ع) عَبْد الرَّحْمَن بْن جبر بْن عمرو بْن زيد بْن جشم بْن حارثة بن الحارث بن الخزرج ابن عَمْرو بْن مَالِك بْن الأوس- وقيل فِي نسبه غير ذَلِكَ- أَبُو عبس الْأَنْصَارِيّ الأوسي الحارثي، غلبت عَلَيْهِ كنيته. كَانَ اسمه عَبْد العزى فسماه رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ عَبْد الرَّحْمَن.
شهد بدرًا [1] ، وكان عمره فيها ثمانيًا وأربعين سنة، وهو أحد قتلة كعب بْن الأشرف اليهودي الَّذِي كَانَ يُؤْذِي رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ والمسلمين.
روى عَنْهُ عباية بْن رفاعة بْن رافع بْن خديج. وكان يكتب بالعربي قبل الْإِسْلَام.
أَخْبَرَنَا مِسْمَارُ بْنُ عُمَرَ بْنِ الْعويسِ وَأَبُو الْفَرَجِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي الْعِزِّ الْوَاسِطِيُّ وَغَيْرُ وَاحِدٍ، قَالُوا بِإِسْنَادِهِمْ إِلَى أَبِي عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ: [حَدَّثَنَا إسحاق [2]] حدثنا محمد ابن الْمُبَارَكِ، حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ، حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ عَبَايَةَ بْنِ رِفَاعَةَ بن رافع ابن خَدِيجٍ، عَنْ أَبِي عَبْسِ بْنِ جَبْرٍ أَنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «مَا أُغْبِرَتْ قَدَمَا عَبْدٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَمَسُّهُ النَّارَ [3] » . وتوفي أَبُو عبس بْن جبر سنة أربع وثلاثين، وصلى عَلَيْهِ عثمان، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، ونزل فِي قبره أَبُو بردة بْن نيار، ومحمد بْن مسلمة، وسلمة بْن سلامة بْن وقش. ودفن بالبقيع وهو ابْنُ سبعين سنة، وكان يخضب بالحناء.
أَخْرَجَهُ الثلاثة.
3277- عبد الرحمن بن الحارث
(ب س) عَبْد الرَّحْمَن بْن الحارث بْن هِشَام بْن المغيرة بْن عَبْد اللَّهِ بْن عُمَر بْن مخزوم الْقُرَشِيّ المخزومي. يكنى أبا مُحَمَّد، وأُمه فاطمة بِنْت الْوَلِيد بْن المغيرة [4] قَالَ مصعب الزبيري والواقدي: كَانَ عَبْد الرَّحْمَن ابن عشر سنين حين قبض النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكَانَ مِنْ فضلاء المسلمين وخيارهم علمًا ودينًا وعلو قدر.
روى عَنْ عُمَر، وعثمان، وعلي، وعائشة، وغيرهم. روى عَنْهُ ابنه أَبُو بَكْر، والشعبي وغيرهما.
__________
[1] سيرة ابن هشام: 1/ 687.
[2] سقط من الأصل والمطبوعة، والمثبت عن البخاري، ومحمد بن المبارك يروى عنه إسحاق بن منصور الكوسج، ويروى عن إسحاق الجماعة سوى أبى داود. ينظر التهذيب: 9/ 4223، 1/ 249، 250.
[3] صحيح البخاري، كتاب الجهاد، باب من اغبرت قدماه في سبيل الله، 4/ 25.
[4] كتاب نسب قريش: 303.

(3/327)


قَالَ أَبُو معشر، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ قيس: ذكر لعائشة يَوْم الجمل، فقالت: والناس يقولون:
يَوْم الجمل؟ قَالُوا لها: نعم. فقالت: وددت أني لو كنت جلست كما جلس صواحبي، وكان أحب إليَّ من أن أكون ولدت من رسول الله صلى الله عليه وسلم بضع عشرة، كلهم مثل عَبْد الرَّحْمَن بْن الحارث ابن هشام أَوْ مثل عَبْد اللَّه بْن الزُّبَيْر.
وتوفي أَبُوهُ الحارث بْن هشام فِي طاعون عمواس [1] ، فتزوج عُمَر بْن الخطاب امرأته فاطمة أم عَبْد الرَّحْمَن، ونشأ عَبْد الرَّحْمَن فِي حجر عُمَر، وكان اسمه إِبْرَاهِيم فغير عُمَر اسمه لما غير أسماء من تسمى بالأنبياء، وسماه عَبْد الرَّحْمَن.
وشهد الجمل مَعَ عَائِشَة، وكان صهر عثمان، تزوج مريم ابْنَة عثمان. وهو ممن أمره عثمان أن يكتب المصاحف مَعَ زَيْد بْن ثابت، وسعيد بْن العاص، وعبد اللَّه بْن الزُّبَيْر، وشهد الدار مَعَ عثمان، وجرح، وحمل إِلَى بيته، فصاح نساؤه، فسمع عمار بْن ياسر أصواتهن، فأنشد [2] :
فذوقوا [3] كما ذقنا غداة محجّر ... من الحرّ في أكبادنا والتّحوّب [4]
يريد أن أبا جهل- وهو عم عَبْد الرَّحْمَن- قتل أمه سمية.
وانقرض عقب الحارث بْن هشام إلا من عَبْد الرَّحْمَن، وتوفي عَبْد الرَّحْمَن فِي خلافة معاوية.
أَخْرَجَهُ أَبُو عُمَر، وَأَبُو موسى.
3278- عبد الرحمن بن حارثة
(د ع) عَبْد الرَّحْمَن بْن حارثة- وقيل: جارية- ذكره أَبُو مَسْعُود فِي الصحابة.
مجهول، رَوَى مُحَمَّدُ بْنُ كَعْبٍ الْقُرَظِيُّ، عَنِ ابْنِ أَبِي سَلِيطٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْن حَارِثَةَ أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم قال: «أَبْرِدُوا [5] بِالظُّهْرِ» . أَخْرَجَهُ ابْنُ مَنْدَهْ، وَأَبُو نُعَيْمٍ.
__________
[1] ينظر ترجمته فيما تقدم: 1/ 421.
[2] البيت في اللسان، مادة: حجر، وحوب. و «التنبيه على أوهام أبى على في أماليه» للبكرى: 73 منسوبا إلى الطفيل الغنوي.
[3] في الأصل والمطبوعة: «ذوقوا» دون فاء، وقد أثبتها عن المراجع السابقة.
[4] محجر: اسم مكان. والتحوب: الحزن. وفي اللسان والتنبيه:
من الغيظ في أكبادنا والتحوب
[5] الإيراد: انكسار الوهج واخر. وقال بعض أهل اللغة، أراد: صلوها في أول وقتها. ينظر الغريبين: 1/ 153، والنهاية: 1/ 114.

(3/328)


3279- عبد الرحمن بن حاطب
(ب د ع) عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَاطِبِ بْنِ أَبِي بَلْتَعَةَ اللخمي. تقدم نسبه عند ذكر أَبِيهِ [1] ، يكنى أبا يَحيى، ولد فِي حياة رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم.
روى عَنْهُ ابنه يَحيى أَنَّهُ قَالَ: رَأَيْت رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يأتي العيد فِي الطريق، ويرجع فِي أخرى.
وقد روى جَعْفَر بْن سُلَيْمَان، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرو بْن علقمة، عَنْ مُحَمَّدِ [2] بْنِ عَبْد الرحمن ابن حاطب، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سئل رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ وقت صلاة العشاء، قَالَ: «إِذَا ملأ الليل كل واد» [3] .
رَوَاهُ قطن بْن نسير، عَنْ جَعْفَر فَقَالَ: «عَنْ عَائِشَة» . وتوفي سنة ثمان وستين.
أَخْرَجَهُ الثلاثة.
3280- عبد الرحمن بن حبيب
(س) عَبْد الرَّحْمَن بْن حبيب الخطمي.
قَالَ الخطيب أَبُو بَكْر الحافظ: عَبْد الرَّحْمَن بْن حبيب الْأَنْصَارِيّ، لَهُ صحبة، يُقال:
هُوَ عَبْد الرَّحْمَن بْن حبيب بْن حباشة بْن حويرثة [4] بْن عُبَيْد بْنُ عَبْد [5] بْن غيان بْن عَامِر بْن خطمة، وقيل: لَهُ رواية عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم.
أخرجه أبو مُوسَى مختصرًا.
غيان: بالغين المعجمة، والياء تحتها نقطتان، وأخره نون. وقيل: عنان بكسر العين المهملة، وبالنون. وقيل: بفتح العين وبالنون.
__________
[1] ينظر: 1/ 431، 432.
[2] كذا في الأصول كلها، ولعله: يحيى بن عبد الرحمن.
[3] رواه الإمام أحمد عن رجل من جهينة، المسند: 5/ 365.
[4] في المطبوعة: «جويرية» بالجيم والياء. وقد مضى في ترجمة أبيه مثله، ينظر: 1/ 442. وما أثبتناه هنا عن الأصل أيضا، وهو موافق لما في الإصابة: 1/ 304، وجمهرة أنساب العرب: 324.
[5] في الجمهرة: «عبيد بن غيان» من غير ذكر «عبد» . وهو كذلك في ترجمة أبيه.

(3/329)


3281- عبد الرحمن بن حزن
(ب) عَبْد الرَّحْمَن بْن حزن بْن أَبِي وهب بْن عائذ بْن عِمْرَانَ بْن مخزوم الْقُرَشِيّ المخزومي، عم سَعِيد بْن المسيب.
قتل يَوْم اليمامة. وكان للمسيب بْن حزن إخوة، منهم: عَبْد الرَّحْمَن [1] هَذَا، والسائب [2] ، وَأَبُو معبد بنو حزن، كلهم أدرك النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بسنة ومولده، ولا تعرف لهم رواية عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلا المسيب، فإن لَهُ رواية.
أَخْرَجَهُ أَبُو عُمَر [3] .
3282- عبد الرحمن بن حسان
(د ع) عَبْد الرَّحْمَن بْن حسان بْن ثابت. تقدم نسبه عند ذكر أَبِيهِ، وهو أنصاري خزرجي. أدرك النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يكنى أبا مُحَمَّد، وقيل: أَبُو سَعِيد:
وهو شاعر، وأمه سِيرِينَ القبطية، أخت مارية القبطية، وهبها النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لأبيه حسان، فولدت لَهُ عَبْد الرَّحْمَن، فقيل: إنه ابْنُ خالة إِبْرَاهِيم بْن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وقيل: إنه من التابعين، قَالَ مُحَمَّد بْن سعد: هُوَ من الطبقة الثانية من تابعي أهل المدينة [4] .
رَوَى مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَسَّانَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: مَرَّ حَسَّانٌ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَعَهُ الْحَارِثُ الْمُرِّيُّ [5] ، فَلَمَّا عَرَفَهُ حَسَّانٌ قَالَ [6] :
يَا حَارِ مَنْ يَغْدِرْ بِذِمَّةِ جَارِهِ ... مِنْكُمْ فَإِنَّ مُحَمَّدًا لا يَغْدِرِ
وَأَمَانَةُ الْمُرِّيِّ حَيْثُ لَقِيتَهُ ... مِثْلُ الزُّجَاجَةِ صَدْعُهَا لا يُجْبَرِ
إِنْ تَغْدِرُوا فَالْغَدْرُ مِنْ عَادَاتِكُمْ ... وَالْغَدْرُ يَنْبُتُ فِي أُصُولِ السّخبر [7]
__________
[1] كتاب نسب قريش: 345.
[2] ينظر ترجمته: 2/ 313.
[3] الاستيعاب: 828.
[4] الطبقات الكبرى: 5/ 196. فقد عده ابن سعد من الطبقة الثانية من تابعي الأنصار بالمدينة.
[5] في المطبوعة: «المزني» وهو خطأ. وقد مضت ترجمة الحارث المري في: 1/ 409.
[6] تقدم البيتان: الأول والثاني في ترجمة الحارث: 1/ 409. والأبيات الثلاثة في ديوان حسان: 172، 173.
مع اختلاف يسير.
[7] هذا البيت في اللسان، مادة سخبر. والسخبر: شجر إذا طال تدلت رءوسه وانحنت. يريد أن هؤلاء القوم منازلهم ومحالهم في منابت السخبر. وقال ابن بري: «إنما شبه الغادر بالسخبر، لأنه إذا انتهى استرخى برأسه ولم يبق على انتصابه، يقول: أنتم لا تثبتون على وفاه كهذا السخبر الّذي لا يثبت على حال، بينا يرى معتدلا منتصبا عاد مسترخيا غير منتصب» .

(3/330)


أنبأنا أبو محمد بن أبي القاسم الحافظ، أَخْبَرَنِي أَبِي، أَنْبَأَنَا غَيْثُ بْنُ عَلِيٍّ، أَخْبَرَنَا الشَّرِيفُ أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ الْهَاشِمِيُّ، وَأَبُو الْعَبَّاسِ بْنُ قُبَيْسٍ [1] قالا: أخبرنا أبو محمد ابن أَبِي نَصْرٍ، أَخْبَرَنَا عَمِّي أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ بَكْرٍ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْخَلِيلِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ عُبَيْدَةَ قَالَ: حَدَّثَنِي هَارُونُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الزُّهْرِيُّ. قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي زُرَيْقٍ قَالَ:
شَبَّبَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حَسَّانٍ بِرَمْلَةَ بِنْتِ مُعَاوِيَةَ، فَقَالَ:
رَمْلُ، هَلْ تَذْكُرِينَ يَوْمَ غَزَالِ [2] ... إِذْ قَطَعْنَا مَسِيرَنَا بِالتَّمَنِّي
إِذْ تَقُولِينَ: عَمَّرَكَ اللَّهُ هَلْ شَيْءٌ ... وَإِنْ جَلَّ سَوْفَ يُسْلِيكَ عَنِّي
أم هل اطمعت منكم يا ابن حَسَّانٍ ... كَمَا قَدْ أَرَاكَ أَطْمَعْتَ مِنِّي
فَبَلَغَ شِعْرُهُ يَزِيدَ، فَغَضِبَ، وَدَخَلَ عَلَى مُعَاوِيَةَ فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، أَلَمْ تَرَ إِلَى هَذَا الْعِلْجِ مِنْ أَهْلِ يَثْرِبَ كَيْفَ يَتَهَكَّمُ بِأَعْرَاضِنَا، وَيُشَبِّبُ بِنِسَائِنَا؟! فَقَالَ: مَنْ هُوَ؟ قَالَ: عَبْدُ الرحمن ابن حَسَّانٍ. وَأَنْشَدَ مَا قَالَ. فَقَالَ: يَا يَزِيدُ، لَيْسَ الْعُقُوبَةُ مِنْ أَحَدٍ أَقْبَحَ مِنْهَا مِنْ ذَوِي الْقُدْرَةِ، فَأَمْهِلْ حَتَّى يَقْدَمَ وَفْدُ الأَنْصَارِ، ثُمَّ أَذْكِرْنِي بِهِ. فَلَمَّا قَدِمُوا أَذْكَرَهُ بِهِ، فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَيْهِ قَالَ:
يَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ، أَلَمْ يَبْلُغْنِي أَنَّكَ تُشَبِّبُ بِرَمْلَةَ بِنْتِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ؟ قَالَ: بَلَى، يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، وَلَوْ عَلِمْتَ أَنَّ أَحَدًا أَشْرَفَ مِنْهَا لِشِعْرِي لَشَبَّبْتُ بها. قال: فأين أنت عن أُخْتِهَا هِنْدٍ؟ قَالَ: وَإِنَّ لَهَا لأُخْتًا يُقَالُ لَهَا: هِنْدٌ؟ قَالَ: نَعَمْ. وَإِنَّمَا أَرَادَ مُعَاوِيَةُ أَنْ يُشَبِّبَ بِهِمَا جَمِيعًا فَيُكَذِّبَ نَفْسَهُ، فَلَمْ يَرُدَّ يَزِيدُ مَا كَانَ مِنْ ذَلِكَ، فَأَرْسَلَ إِلَى كَعْبِ بْنِ جُعَيْلٍ فَقَالَ: اهْجُ الأَنْصَارَ. فَقَالَ:
أَفَرْقٌ مِنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ! وَلَكِنِّي أَدُلُّكَ عَلَى الشَّاعِرِ الْكَافِرِ الْمَاهِرِ. قَالَ: مَنْ هُوَ؟ قَالَ: الأَخْطَلُ.
فَدَعَاهُ فَقَالَ: اهْجُ الأَنْصَارَ فَقَالَ: أَفَرْقٌ مِنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ! قَالَ: لا تَخَفْ، أنا لك بهذا، فهجاهم فَقَالَ [3] :
وَإِذَا نَسَبْتَ ابْنَ الْفُرَيْعَةَ [4] خِلْتَهُ ... كَالْجَحْشِ بَيْنَ حِمَارَةٍ وَحِمَارِ
لَعَنَ الإِلَهُ مِنَ الْيَهُودِ عصابة ... بالجزع بين صليصل وصرار [5]
__________
[1] في المطبوعة: قيس. والمثبت عن الأصل.
[2] في المطبوعة: عراك، بالكاف: وهي باللام في الأصل غير منقوطة. والمثبت عن الأغاني ج 1 التقدم: 13/ 141.
[3] الأغاني، ط التقدم: 13/ 142.
[4] السريعة: أم حسان. ينظر ترجمته فيما مضى، 512.
[5] الجزع، وصليصل، وصرار: أماكن.

(3/331)


خَلُّوا الْمَكَارِمَ لَسْتُمُ مِنْ أَهْلِهَا ... وَخُذُوا مَسَاحِيَكُمْ بَنِي النَّجَّارِ
ذَهَبَتْ قُرَيْشٌ بِالْمَكَارِمِ وَالْعُلَى ... وَاللُّؤْمُ تَحْتَ عَمَائِمِ الأَنْصَارِ
فَبَلَغَ الشِّعْرَ النُّعْمَانُ بْنُ بشير، فدخل على معاوية فحسر عن رَأْسِهِ عِمَامَتَهُ، وَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، أَتَرَى لُؤْمًا؟ قَالَ: بَلْ أَرَى كَرَمًا وَخَيْرًا، وَمَا ذَاكَ؟ قَالَ: زَعَمَ الأَخْطَلُ أَنَّ اللُّؤْمَ تَحْتَ عَمَائِمِنَا! قَالَ: وَفَعَلَ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: فَلَكَ لِسَانُهُ، وَكَتَبَ أَنْ يُؤْتَى بِهِ، فَلَمَّا أُتِيَ بِهِ قَالَ لِلرَّسُولِ: أَدْخِلْنِي عَلَى يَزِيدَ، فَأَدْخَلَهُ عَلَيْهِ، فَقَالَ: هَذَا الَّذِي كُنْتُ أَخَافُ، قَالَ:
فَلا تَخَفْ شَيْئًا. وَدَخَلَ عَلَى مُعَاوِيَةَ فَقَالَ: عَلامَ أَرْسَلْتَ إِلَى هَذَا الرَّجُلِ الَّذِي يَمْدَحُنَا وَيَرْمِي مِنْ وَرَاءِ جَمْرَتِنَا [1] ؟ قَالَ: هَجَا الأَنْصَارُ! قَالَ: وَمَنْ يَعْلَمُ ذَلِكَ؟ قَالَ: النُّعْمَانُ بْنُ بَشِيرٍ. قَالَ:
لا يُقْبَلُ قَوْلُهُ، وَهُوَ يَدَّعِي لِنَفْسِهِ، وَلَكِنْ تَدْعُوهُ بِالْبَيِّنَةِ، فَإِنْ أَثْبَتَ بَيِّنَةً أَخَذْتَ لَهُ. فَدَعَاهُ بِهَا، فَلَمْ يَأْتِ بِشَيْءٍ فخلّاه.
وتوفى عبد الرحمن سنة أربع ومائة، قاله خليفة.
أَخْرَجَهُ ابْنُ منده وَأَبُو نعيم.
3283- عبد الرحمن بْن حسنة
(ب د) عَبْد الرَّحْمَن بْن حسنة، أخو شرحبيل بْن حسنة [2] ، وحسنة أمهما مولاة لمعمر [3] بْن حبيب بْن حذافة [4] بْن جمح. اختلف فِي اسم أبيهما، وفي نسبه وولائه، عَلَى ما ذكرناه فِي شرحبيل أخيه.
روى عَنْهُ زيد بْن وهب.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَضْلِ الْمَنْصُورُ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ الْمَخْزُومِيُّ، بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَحْمَدَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى قَالَ:
حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَسَنَةَ قَالَ: غَزَوْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَنَزَلْنَا أَرْضًا كَثِيرَةَ الضِّبَابِ، فَأَصَبْنَاهَا، فَكَانَتِ الْقُدُورُ تَغْلِي بِهَا. فَقَالَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَا هَذِهِ؟ فَقُلْنَا: ضِبَابٌ أَصَبْنَاهَا. فَقَالَ: إِنَّ أُمَّةً مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ مُسِخَتْ، فَأَخْشَى أَنْ تكون هذه. فأمرنا فألقيناها وإنا لجياع [5] .
__________
[1] الجمرة: الجماعة.
[2] ينظر الترجمة رقم 2409: 2/ 512.
[3] في الأصل والمطبوعة: «مولاة لعمر» . وهو خطأ، والمثبت من كتاب نسب قريش: 393. كما ينظر ترجمة شرحبيل بن حسنة: 2/ 512.
[4] في الأصل مكان حذافة: «خلافة» وهو خطأ. ينظر المرجعين المتقدمين.
[5] أخرجه الامام أحمد عن أبى معاوية ويحيى بن سعيد، كلاهما عن الأعمش، به نحوه، المسند: 4/ 196.

(3/332)


وروى زَيْد أيضًا عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ: خرج النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ومعه كهيئة الدرقة [1] ، فوضعها، ثُمَّ جلس يبول [2] .
أَخْرَجَهُ ابْنُ منده وَأَبُو عُمَر، وأخرجه أَبُو نعيم فِي عَبْد الرَّحْمَن بْن المطاع. وهما واحد، وَيُذْكَرُ فِي مَوْضِعِهِ، إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى.
3284- عبد الرحمن بن أم الحكم
(د ع س) عَبْد الرَّحْمَن بْن أم الحكم. لَهُ ذكر فِي قصة معاوية ووائل بْن حجر، وأمه أم الحكم [3] التي ينسب إليها هي بِنْت أَبِي سُفْيَان بْن حرب، أخت معاوية. وهو عَبْد الرَّحْمَن بْن عَبْد اللَّه بْن عثمان بْن عَبْد اللَّهِ بْن رَبِيعة بْن الحارث بن حبيب بن الحارث بْن مالك بْن حطيط بْن جشم بْن قسي وهو ثقيف وقيل: عَبْد الرَّحْمَن بْن عَبْد اللَّهِ بْن أَبِي عقيل أَبُو سُلَيْمَان، وقيل: أَبُو مطرف. وهو مشهور بأمه أم الحكم، فلهذا أوردناه هاهنا.
روى عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مرسلًا. وقيل: إنه لَهُ صحبة. وصلى خلف عثمان، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ روى عَنْهُ إِسْمَاعِيل بْن عُبَيْد اللَّه، والعيزار بْن حُرَيْث، ويعقوب بْن عثمان.
واستعمله خاله معاوية عَلَى الكوفة سنة سبع وخمسين، ثُمَّ عزله واستعمل النعمان بْن بشير.
وكان قبيح السيرة فِي إمارته.
أَخْبَرَنَا الْقَاسِم بْن عليّ بْن الْحَسَن الحافظ إجازة، أَخْبَرَنَا والدي قَالَ: قرأت عَلَى أَبِي الوفاء حفاظ بْن الْحَسَن، عَنْ عَبْد العزيز بْن أَحْمَد، أَخْبَرَنَا عَبْد الوهاب الميداني، أَخْبَرَنَا أبو سليمان ابن زبر، أَخْبَرَنَا عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن جَعْفَر، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن جرير الطبري قَالَ: حدثت عَنْ هشام بْن مُحَمَّد قَالَ: استعمل معاوية عَبْد الرَّحْمَن بْن أم الحكم عَلَى الكوفة، فأساء السيرة فيهم، فطردوه فلحق بمعاوية، وهو خاله، فَقَالَ: أوليك خيرًا منها مصر- قال: فولاه، قال: فتوجه إليها، وبلغ معاوية بْن خديج السكوني الخبر فخرج فاستقبله عَلَى مرحلتين من مصر، فَقَالَ: ارجع إِلَى خالك، فلعمري لا تسير فينا سيرتك في إخواننا من أهل الكوفة. فرجع إلى خاله. [4]
__________
[1] الدرقة: الترس من جلود.
[2] رواه الإمام أحمد عن أبى معاوية، وعن وكيع، كلاهما عن الأعمش، عن زيد، به نحوه. المسند: 4/ 196.
[3] كتاب نسب قريش: 125.
[4] كذا ضبط في الأصل. وينظر المشتبه للذهبى: 256.

(3/333)


وقيل: كان سبب عزله عن الكوفة مع قبح سيرته أن عَبْد اللَّه بْن همام السلولي قَالَ شعرًا، وكتبه فِي رقاع، وألقاها فِي المسجد الجامع، وهي.
ألا أبلغ معاوية بْن صخر ... فقد خرب السواد فلا سوادا
أرى العمّال أقساء علينا ... بعاجل نفعهم ظلموا العبادا
فهل لَكَ أن تدارك ما لدينا ... وتدفع عَنْ رعيتك الفسادا
وتعزل تابعًا أبدًا هواه ... يخرب من بلادته البلادا
إِذَا ما قلت: اقصر عَنْ هواه ... تمادى فِي ضلالته وزادا
فبلغ الشعر معاوية، فعزله.
واستعمله معاوية أيضًا عَلَى الجزيرة، وغزا الروم سنة ثلاث وخمسين فشتا [1] فِي أرضهم، وغلب عَلَى دمشق لما خرج عَنْهَا الضحاك بْن قيس إِلَى مرج راهط، ودعا إِلَى البيعة لمروان بْن الحكم.
وتوفي أيام عَبْد الْمَلِكِ بْن مروان.
أخرجه ابن منده وأبو نعيم وأبو موسى، فأمَّا أَبُو مُوسَى، فاختصره، وأمَّا ابْنُ منده وأبو نعيم فقالا: عبد الرحمن بن أبي عقيل الثقفي. وفد عَلَى رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يعد فِي الكوفيين، حديثه عند عَبْد الرَّحْمَن بْن علقمة، وَيُقَال: إنه عَبْد الرَّحْمَن بْن أم الحكم بِنْت أَبِي سُفْيَان.
ورويا بإسنادهما عَنْ عون بْن أَبِي جحيفة، عَنْ عَبْد الرَّحْمَن بْن علقمة الثقفي، عن عبد الرحمن ابن أَبِي عقيل قَالَ: «انطلقت فِي وَفَدَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فأنخنا فِي الباب، وما فِي الأرض أبغض إلينا من رَجُل نلج عَلَيْهِ- يعني النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فما خرجنا حتَّى ما كَانَ فِي النَّاس أحد أحب إلينا من رَجُل دخلنا عَلَيْهِ» .
قلت: هَذَا كلام ابْنُ منده وأبي نعيم. والصحيح أن عَبْد الرَّحْمَن بْن أم الحكم لا صحبة لَهُ وهو غير ابْنُ أَبِي عقيل، وهو من التابعين. قَالَ مُحَمَّد بْن سعد: هُوَ من الطبقة الأولى من أهل الطائف، وقال أبو زرعة إنه من التابعين، ولم يكن كوفيًا، إنَّما كَانَ أميرًا عليها، ولم تطل أيامه حتَّى ينسب إليها، فلعله غيره، والله أعلم.
__________
[1] في المطبوعة: «فنشأ» ، ولا يستقيم الكلام عليه. وفي الأصل بتقديم الشين على التاء، من غير فقط التاء.

(3/334)


وهو الَّذِي خطب يَوْم الجمعة قاعدًا، فرآه كعب بْن عجرة فَقَالَ: انظروا إِلَى هَذَا الخبيث يخطب قاعدًا، وقَالَ اللَّه تَعَالى: وَإِذا رَأَوْا تِجارَةً أَوْ لَهْواً انْفَضُّوا إِلَيْها وَتَرَكُوكَ قائِماً 62: 11 [1] .
3285- عبد الرحمن الحميري
(د ع) عَبْد الرَّحْمَن الحميري، والد حميد.
قَالَ ابْنُ منده: لا تصح لَهُ رؤية. روى عَنْهُ ابنه حميد أَنَّهُ قَالَ: قَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم: «إذا دعاك الداعيان فأجب أقربهما بابًا، فإن أقربهما بابا أقدمهما جوارا. [2] » أَخْرَجَهُ ابْنُ منده، وَأَبُو نعيم.
3286- عَبْد الرَّحْمَن بْن الحنبل
(ب) عَبْد الرَّحْمَن بْن الحنبل، أخو كلدة بْن الحنبل. كَانَ هُوَ وأخوه كلدة أخوي صفوان بْن أمية لأمه، أمهم صفية بِنْت معمر بْن حبيب بْن وهب الجمحي [3] . وقيل: كانا ابني أخت صفوان، أمهما صفية بِنْت أمية بْن خلف، ولذلك كَانَ كلدة متصلًا بصفوان يخدمه لا يفارقه، وكان أبوهما قَدْ سقط من اليمن إِلَى مكَّة، وَقَدْ اختلف فِي نسبه، ويرد فِي ترجمة كلدة أخيه، إن شاء اللَّه تَعَالى.
ولا تعرف لعبد الرَّحْمَن رواية، وهو القائل فِي عثمان، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، وكان منحرفًا عَنْهُ، وَإِن كَانَ لا يثبت:
أقسم باللَّه رب العباد ... ما خَلَقَ اللَّه شيئًا سدى
ولكن خلقت لنا فتنة ... لكي نبتلى بك أَوْ تبتلى
وهي أكثر من هَذَا [4] .
وشهد وقعة أجنادين بالشام، وسيره خَالِد بْن الْوَلِيد إِلَى أَبِي بَكْر مبشرًا. وشهد فتح دمشق، وشهد صفين مَعَ علي، رَضِيَ اللَّه عَنْهُ.
أَخْرَجَهُ أَبُو عُمَر.
__________
[1] الجمعة: 10.
[2] أخرجه الإمام بإسناده إلى حميد بن عبد الرحمن، عَنْ رجل من أصحاب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم. المسند: 5/ 408.
وكذلك أخرجه أبو داود، في كتاب الأطعمة، باب إذا اجتمع الداعيان: 9.
[3] كتاب نسب قريش: 388.
[4] الاستيعاب: 829.

(3/335)


3287- عبد الرحمن بن خالد بن الوليد
(ب د ع) عَبْد الرَّحْمَن بْن خَالِد بْن الْوَلِيد بْن المغيرة الْقُرَشِيّ المخزومي.
أدرك النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ورآه، ولأبيه صحبة، أمه أسماء بِنْت أسد بْن مدرك الخثعمي، يكنى أبا مُحَمَّد.
وكان عَبْد الرَّحْمَن من فرسان قريش وشجعانهم، لَهُ هدى حسن وفضل وكرم، إلا أَنَّهُ كَانَ منحرفًا عَنْ عليّ وبني هاشم مخالفة لأخيه المهاجر بْن خَالِد، فإن المهاجر كَانَ محبًا لعلي، وشهد معه الجمل وصفين، وشهد عَبْد الرَّحْمَن صفين مَعَ معاوية.
وسكن حمص، وكان مَعَ أَبِيهِ يَوْم اليرموك، وكان معاوية يستعمله عَلَى غزو الروم، لَهُ معهم وقائع.
ولما ولي الْعَبَّاس بن الوليد حمص قال لأشراف أهل حمص: يا أهل حمص، ما لكم لا تذكرون أميرًا من أمرائكم مثل ما تذكرون عَبْد الرَّحْمَن بْن خَالِد؟ فَقَالَ بعضهم: كَانَ يدنى شريفنا، ويغفر ذنبنا، ويجلس فِي أفنيتنا، ويمشي فِي أسواقنا، ويعود مرضانا، ويشهد جنائزنا، وينصف مظلومنا.
وقيل: لما أراد معاوية البيعة ليزيد ابنه، خطب أهل الشام فَقَالَ: يا أهل الشام، كبرت سني، وقرب أجلي، وَقَدْ أردت أن أعقد لرجل يكون نظامًا لكم، وَإِنما أَنَا رَجُل منكم. فأصفقوا [1] عَلَى الرضا بعبد الرَّحْمَن بْن خَالِد بْن الْوَلِيد، فشق ذَلِكَ عَلَى معاوية وأسرها فِي نفسه. ثُمَّ إن عَبْد الرَّحْمَن مرض فدخل عليه ابْنُ أثال النصراني فسقاه سما، فمات. فقيل: إن معاوية أمره بذلك، وذلك سنة سبع وأربعين.
قَالَ مُحَمَّد بْن سعد: لا بقية لعبد الرَّحْمَن بْن خَالِد.
ثُمَّ إن المهاجر بْن خَالِد دخل دمشق مستخفيًا، هُوَ وغلام لَهُ، فرصد الطبيب فخرج ليلًا من عند معاوية، فأقصده [2] المهاجر وهذه القصة مشهورة عند أهل السير، قاله أَبُو عُمَر.
وقَالَ الزُّبَيْر بْن بكار: كَانَ خَالِد بْن المهاجر بْن خَالِد اتهم معاوية أَنَّهُ دس إِلَى عمه عَبْد الرَّحْمَن متطببًا، يُقال لَهُ: ابْنُ أثال، فسقاه فِي دواءٍ فمات، فاعترض لابن أثال فقتله [3] ، والله أعلم.
__________
[1] أصفقوا: أجمعوا واتفقوا.
[2] في الأصل والمطبوعة: فقصده. والإقصاد: القتل، يقال: أقصدت الرجل: إذا طعنته أو رميته بسهم فلم تخط مقاتله.
ونص الاستيعاب 830: «فقتله المهاجر» .
[3] ينظر كتاب نسب قريش: 327.

(3/336)


روى عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مرسلًا. روى عَنْهُ خَالِد بْن سَلَمة، والزُّهْرِيّ، وعمرو بْن قيس الشامي، ويحيى بْن أَبِي عَمْرو السيباني [1] ، وَأَبُو هزان.
روى أَبُو هزان، عَنْ عَبْد الرَّحْمَن بْن خَالِد أَنَّهُ احتجم فِي رأسه وبين كتفيه، فقيل لَهُ:
ما هَذَا؟ فَقَالَ: أن رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم قال: من أهراق من هذه الدماء فلا يضره أن [لا] يتداوى بشيءٍ [2] ولما مات رثاه كعب بْن جعيل [3] :
ألا تبكي وما ظلمت قريش ... بإعوال البكاء عَلَى فتاها [4]
ولو سئلت دمشق لأخبرتكم ... وبصري من أباح لكم حماها [5]
وسيف اللَّه أوردها [6] المنايا ... وهدّم حصنها وحمى حماها
أخرجه الثلاثة.
3288- عبد الرحمن بن خباب
(ب د ع) عَبْد الرَّحْمَن بْن خباب السلمي [7] وقيل: إنه ابْنُ خباب بْن الأرت، وليس بشيء، يعد فِي البصريين.
أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بن علي وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ وَغَيْرُهُمَا بِإِسْنَادِهِم إِلَى أَبِي عِيسَى التِّرْمِذِيِّ قَالَ:
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ، عَنِ السَّكَنِ بْنِ الْمُغِيرَةِ- مَوْلًى لآلِ عُثْمَانَ- عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ [أَبِي] [8] هِشَامٍ، عَنْ فَرْقَدٍ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ خَبَّابٍ أَنَّهُ قَالَ: شَهِدْتُ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَضَّ [9] عَلَى جَيْشِ الْعُسْرَةِ، فَقَامَ عُثْمَانُ بن عفان فقال: [عليّ] [10]
__________
[1] في الأصل والمطبوعة: «الشيباني» بالشين المعجمة، والصواب ما أثبتناه عن المشتبه: 382.
[2] رواه أبو داود بإسناده إلى أبى كبشه الأنماري، ينظر كتاب الطب، باب في موضع الحجامة، الحديث 3859: 4/ 4.
[3] الأبيات في كتاب نسب قريش: 325.
[4] الإعوال: رفع الصوت بالصياح والبكاء.
[5] يروى البيت في كتاب نسب قريش:
فلو سئلت دمشق وبعلبكّ ... وحمص من أباح لها حماها
[6] في كتاب نسب قريش:
أدخلها حماها وحوى قراها
[7] في المطبوعة: «الأسلمي» . والمثبت عن الأصل، والاستيعاب: 830. وفي تحفة الأحوذي قال: الحافظ العلى» .
«السلمي: بضم السين، وقيل، بفتحها» .
[8] سقط من الأصل والمطبوعة، أثبتناه عن الترمذي. ينظر التهذيب: 11/ 156، 157.
[9] في تحفة الأحوذي: «وهو يحث على ... » .
[10] عن تحفة الأحوذي.

(3/337)


مِائَةُ بَعِيرٍ بِأَحْلاسِهَا [1] وَأَقْتَابِهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ. ثُمَّ حَضَّ عَلَى الْجَيْشِ، فَقَامَ عُثْمَانُ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، عَلَيَّ مِائَتَا [2] بَعِيرٍ بِأَحْلاسِهَا وَأَقْتَابِهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ. ثُمَّ حَضَّ عَلَى الْجَيْشِ، فَقَامَ عُثْمَانُ فَقَالَ:
يَا رَسُولَ اللَّهِ، عَلَى ثَلاثِمِائَةِ بَعِيرٍ بِأَحْلاسِهَا وَأَقْتَابِهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ. فَرَأَيْتُ [3] النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ينزل عن الْمِنْبَرِ [4] وَيَقُولُ: مَا عَلَى عُثْمَانَ مَا عَمِلَ بعدها، ثلاثا [5] » أخرجه الثلاثة.
3289- عبد الرحمن بن خبيب
(ب) عَبْد الرَّحْمَن بْن خبيب الجهني. حَدِيثُهُ عِنْدَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نَافِعٍ الصَّائِغِ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْجُهَنِيِّ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِذَا عَرَفَ الْغُلامُ يَمِينَهُ مِنْ شِمَالِهِ، فَمُرُوهُ بِالصَّلاةِ» لا يُعْرَفُ هَذَا الْحَدِيثُ بِغَيْرِ هَذَا الإِسْنَادِ.
أَخْرَجَهُ أَبُو عُمَرَ وَقَالَ: أَحْسَبُهُ- إِنْ صَحَّ- أَخَا عبد الله بن خبيب.
3290- عبد الرحمن بن خراش
(ب) عَبْد الرَّحْمَن بْن خراش الْأَنْصَارِيّ. يكنى أبا ليلى.
شهد مَعَ عليّ صفين.
أَخْرَجَهُ أبو عمر مختصرا.
3291- عبد الرحمن الخطميّ
(ب د ع) عَبْد الرَّحْمَن الخطمي، والد مُوسَى.
رَوَى الْجُعَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ مُوسَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْخَطْمِيِّ: أَنَّهُ سَمِعَ مُحَمَّدَ بْنَ كَعْبٍ الْقُرَظِيَّ وَهُوَ يَسْأَلُ أَبَاهُ: مَا سَمِعْتَ فِي شَأْنِ الْمَيْسِرِ؟ فَقَالَ: سَمِعْتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «من لعب بالميسر، ثُمَّ قَامَ يُصَلِّي، فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الَّذِي يَتَوَضَّأُ بِالْقِيحِ، يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: لا تُقْبَلُ صلاته» .
__________
[1] الأحلاس: جمع حلس- بكسر الحاء وسكون اللام- وهو: كساء رقيق يجعل تحت البردعة. والأقتاب: جمع قتب- بفتحتين- وهو: رحل صغير على قدر سنام البعير. يريد: على هذه الإبل بجميع أدواتها.
[2] في الأصل والمطبوعة: «مائة» . والمثبت عن تحفة الأحوذي.
[3] في تحفة الأحوذي: فإذا وليت ... » .
[4] في تحفة الأحوذي: «وهو يقول» .
[5] تحفة الأحوذي، كتبه المناقب، مناقب عثمان بن عفان: 10/ 191، 192. وقد رواه الإمام أحمد عن أبى موسى العنزي، عن عبد الصمد وعثمان بن عمر، كلاهما عن سكن، به نحوه. ينظر المسند: 4/ 75.

(3/338)


أَخْرَجَهُ الثَّلاثَةُ، وَقَدْ أخرج أَبُو مُوسَى عَبْد الرَّحْمَن بْن حبيب الخطمي، وَقَدْ تقدم ذكره، ولم يذكر من حاله ما يعلم. هَلْ هُوَ هَذَا أم لا؟ غالب الظن أَنَّهُ لم يستدركه عَلَيْهِ إلا وَقَدْ علم أَنَّهُ غير هذا، والله أعلم.
3292- عبد الرحمن أبو خلاد
(د ع) عَبْد الرَّحْمَن أَبُو خلاد. ذكره الْبُخَارِيّ فِي الصحابة، وذكره غيره فِي التابعين.
روى عَبْد الرزاق، عَنْ معمر، عَنْ خلاد بْن عَبْد الرَّحْمَن، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك، فَقَالَ: «ألا أخبركم بأحبكم إِلَى اللَّه عزَّ وجلَّ؟ فظننا أَنَّهُ سيسمي رجلًا فقلنا بلى! يا رَسُول اللَّه، قال: أحبكم إِلَى اللَّه أحبكم إِلَى النَّاس» . أَخْرَجَهُ ابْنُ منده وَأَبُو نعيم.
3293- عبد الرحمن بْن خنبش
(ب د ع) عَبْد الرَّحْمَن بْن خنبش [1] التّميسمىّ، وقيل فِيهِ: عَبْد اللَّه، والصحيح عَبْد الرَّحْمَن.
أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي حَبَّةَ بِإِسْنَادِهِ عَنْ عَبْدِ الله بن أحمد قال: حدثني أبي، حدثنا سيّار [2] ابن حَاتِمٍ أَبُو سَلَمَةَ الْعَنْزِيُّ [3] ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ سُلَيْمَانَ الضُّبَعِيِّ، عَنْ أَبِي التَّيَّاحِ قَالَ قُلْتُ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ خَنْبَشٍ- وَكَانَ شَيْخًا كَبِيرًا-: «أَدْرَكْتَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: نَعَمْ. قُلْتُ: كَيْفَ صَنَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْلَةَ كَادَتْهُ الشَّيَاطِينُ؟ قَالَ: تَحَدَّرَتْ [4] عَلَيْهِ الشَّيَاطِينُ مِنَ الشِّعَابِ وَالأَوْدِيَةِ، يُرِيدُونَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَفِيهِمْ شَيْطَانٌ مَعَهُ شُعْلَةُ نَارٍ، يُرِيدُ أَنْ يَحْرِقَ وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهبط، جبريل عليه السلام فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، قُلْ. قَالَ: وَمَا أَقُولُ؟ قَالَ:
قُلْ: «أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّةِ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ وَبَرَأَ وَذَرَأَ، وَمِنْ شَرِّ مَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ، وَمِنْ شَرِّ مَا يَعْرُجُ فِيهَا، وَمِنْ شَرِّ مَا يَخْرُجُ مِنَ الأَرْضِ، وَمِنْ شَرِّ مَا يَنْزِلُ فِيهَا [5] ، وَمِنْ شرّ فتن
__________
[1] في المطبوعة: «خنيش» بالياء، وغير واضحة في الأصل، والمثبت عن المشتبه للذهبى: 273، والإصابة 2/ 389، قال الحافظ: «بمعجمة، ثم نون، ثم موحدة بوزن جعفر» .
[2] في الأصل والمطبوعة: شيبان، وهو خطأ، والمثبت عن مسند أحمد. وينظر الخلاصة.
[3] في الأصل والمطبوعة: «الغنوي» وهو خطأ كذلك، والمثبت عن مسند أحمد، والخلاصة.
[4] نص المسند: «تحذرت تلك الليلة على رسول الله صلى الله عليه وسلم من الأودية والشعاب، وفيهم شيطان بيده شعلة» وتحدرت: تنزلت.
[5] قوله: «وَمِنْ شَرِّ مَا يَخْرُجُ مِنَ الأَرْضِ، وَمِنْ شر ما ينزل فيها» سقط من هذه الرواية في المسند.

(3/339)


اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ، وَمِنْ شَرِّ كُلِّ طَارِقٍ إِلا طارقا يطرق بخير، يا رحمان. فَطُفِئَتْ نَارُهُ [1] وَهَزَمَهُمُ اللَّهُ تَعَالَى [2] » . أَخْرَجَهُ الثَّلاثَةُ.
3294- عبد الرحمن أبو خيثمة
(س) عَبْد الرَّحْمَن، أَبُو خيثمة بْن عَبْد الرَّحْمَن، هُوَ ابْنُ أَبِي سبرة، قَدْ أوردوه.
أَخْرَجَهُ أَبُو مُوسَى مختصرًا.
قلت: قَدْ أَخْرَجَهُ ابْنُ منده فِي عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي سبرة، وليس مشهورًا بكنيته حتَّى يستدركه عَلَيْهِ، عَلَى أن «عَبْد الرَّحْمَن» قَدْ ذكره ابْنُ منده وغيره فقالوا: والد خيثمة، ولم يجعلوا كنيته «أبا خيثمة» حتَّى يستدركه عَلَيْهِ، ويرد فِي عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي سبرة إن شاء اللَّه تَعَالى ما يعلم بِهِ أَنَّهُ هو، والله أعلم.
3295- عبد الرحمن بن أبى درهم
(ب) عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي درهم الكندي.
مذكور فِي الصحابة، روى عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الاستغفار.
أَخْرَجَهُ أَبُو عمر مختصرا.
3296- عبد الرحمن بن دلهم
(د ع) عَبْد الرَّحْمَن بْن دلهم.
مجهول، لا تعرف له صحبة، وفي إسناد حديثه نظر.
روى حميد بْن أَبِي حميد، عَنْ عَبْد الرَّحْمَن بْن دلهم قَالَ: قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «عليكم بالقرع فإنه يشد الفؤاد ويزيد فِي الدماغ» وله أيضًا فِي فضل العدس أَنَّهُ قدس عَلَى لسان سبعين نبيًا، وغير ذَلِكَ، وكلها أحاديث منكرة.
أَخْرَجَهُ ابن مندة، وأبو نعيم.
__________
[1] في المسند: «نارهم» .
[2] مسند الإمام أحمد: 3/ 419.

(3/340)


3297- عبد الرحمن أبو راشد
(ب ع س) عَبْد الرَّحْمَن أَبُو راشد.
قَالَ أَبُو مُوسَى: أورده الطبراني، ويحتمل أن يكون هُوَ عَبْد الرَّحْمَن بْن عَبْد- أَوْ: ابْنُ عُبَيْد. غير أن أبا نعيم فرق بَيْنَهُما، وسنذكر عَبْد الرَّحْمَن بْن عَبْد إن شاء اللَّه تَعَالى.
وقَالَ أَبُو عُمَر وَأَبُو نعيم: عَبْد الرَّحْمَن أَبُو راشد الْأَزْدِيّ، وفد عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال:
ما اسمك؟ قَالَ: عَبْد العزى. قَالَ: أَبُو من؟ قَالَ أَبُو مغوية. قَالَ: كلا، ولكنك عَبْد الرَّحْمَن أَبُو راشد. قَالَ: فمن هَذَا معك؟ قَالَ: مولاي. قَالَ: وما اسمه؟ قَالَ: قيوم. قَالَ: كلا، ولكنه عَبْد القيوم، أَبُو عبيدة. أَخْرَجَهُ أَبُو عُمَر، وَأَبُو نعيم، وَأَبُو مُوسَى.
مغوية: بضم الميم، وتسكين الغين المعجمة، وكسر الواو، وبعدها ياء تحتها نقطتان، وأخره هاء.
3298- عبد الرحمن بن الربيع الأنصاري
(د ع) عَبْد الرَّحْمَن بْن الربيع الْأَنْصَارِيّ الظفري.
رَوَى عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ حَكِيمِ بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ خَشَّافٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الرَّبِيعِ الظَّفَرِيِّ قَالَ: بَعَثَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى رَجُلٍ مِنْ أَشْجَعَ تُؤْخَذُ صَدَقَتُهُ، فَأَبَى أَنْ يُعْطِيَهَا، ثُمَّ رُدَّ إِلَيْه الثَّانِيَةَ فَأَبَى أَنْ يُعْطِيَهَا، ثُمَّ رُدَّ إِلَيْه الثَّالِثَةَ وَقَالَ. إِنْ أَبِي فَاضْرِبْ عُنُقَهُ. قَالَ فَقُلْتُ لِحَكِيمٍ: مَا أَرَى أَبَا بَكْرٍ غَزَاهُمْ إِلا بِهَذَا الْحَدِيثِ؟ قَالَ: أَجَلْ.
أَخْرَجَهُ ابْنُ مَنْدَهْ وَأَبُو نُعَيْمٍ.
خشاف: بفتح الخاء المعجمة، وبالشين المعجمة المشددة، وآخره فاء.
3299- عبد الرحمن بن ربيعة بن كعب
(ب) عَبْد الرَّحْمَن بْن رَبِيعة بْن كعب الأسلمي.
مدني. روى عَنْهُ أَبُو سَلَمة بْن عبد الرحمن.
أخرجه أبو عمر مختصرا.

(3/341)


3300- عبد الرحمن بن ربيعة الباهلي
(ب) عَبْد الرَّحْمَن بْن رَبِيعة الباهلي، أخو سلمان [1]- بْن رَبِيعة بْن يَزِيدَ بْن سهم بن عمرو ابن ثعلبة بْن غنم بْن قتيبة بْن معن الباهلي، نسبوا إِلَى باهلة بِنْت صعب بْن سعد العشيرة، نسب ولد معن إليها.
يعرف عَبْد الرَّحْمَن بذي النور، أدرك النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ولم يسمع مِنْهُ، وهو أكبر من أخيه سلمان. ولما وجه عُمَر سعد بْن أَبِي وقاص، رَضِي اللَّه عَنْهُمَا، إِلَى القادسية، جعل عَلَى قضاء النَّاس عَبْد الرَّحْمَن بْن رَبِيعة، وجعل إِلَيْه الأقباض [2] وقسمة ألفى ثُمَّ استعمله عُمَر عَلَى «الباب» «والأبواب» وقتال الترك وقتل عَبْد الرَّحْمَن ببلنجر فِي أقصى ولاية «الباب» فِي خلافة عثمان، لثمان سنين مضين منها.
أخرجه أبو عمر.
3301- عبد الرحمن بن رشيد
(س) عَبْد الرَّحْمَن بْن رشيد.
قَالَ أَبُو موسى: أورده بعضهم في أصحابه، عازيًا إياه إِلَى الْبُخَارِيّ.
أَخْرَجَهُ أَبُو موسى مختصرا.
3302- عبد الرحمن بن رقيش
(ب) عَبْد الرَّحْمَن بْن رقيش بْن رياب بن يعمر الأسدي.
شهد أحدا، وهو أخو يزيد بن رقيش أخرجه.
أخرجه أبو عمر مختصرا
3303- عبد الرحمن بن الزبير
(ب د ع) عَبْد الرَّحْمَن بْن الزُّبَيْر بْن زَيْد بْن أمية بْن زَيْد بْن مالك بْن عوف بْن عمرو بْن عوف بْن مَالِك بْن الأوس.
نسبه هكذا ابْنُ منده، وَأَبُو نعيم.
وقَالَ أَبُو عُمَر: هُوَ عَبْد الرَّحْمَن بْن الزُّبَيْر بْن باطيا [3] القرظي.
__________
[1] مضت ترجمة برقم 2146: 2/ 415.
[2] الأقباض: جمع قبض- بفتحتين- وهو: ما قبض من أموال الناس.
[3] كذا في أسد الغابة، والإصابة، وبعض نسخ الاستيعاب. وفي سيرة ابن هشام 2/ 242، والتقريب 1/ 479، والاستيعاب 834، باطا.

(3/342)


وذكر الأمير أَبُو نصر النسبين جميعًا.
واتفقوا على أنه هو الّذي تزوج الامرأة التي طلقها رفاعة القرظي بعد رفاعة، فقالت للنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إنَّما معه مثل هدية الثوب:
أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَرَجِ يَحْيَى بْنُ مَحْمُودٍ وَأَبُو يَاسِرِ بْنُ أَبِي حَبَّةَ بِإِسْنَادِهِمَا إِلَى مُسْلِمِ بْنِ الْحَجَّاجِ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَعَمْرٌو النَّاقِدُ- وَاللَّفْظُ لِعَمْرٍو- قَالا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيّ، عَنْ عُرْوَةَ بْن الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا قَالَتْ: جَاءَتِ امْرَأَةُ رِفَاعَةَ الْقُرَظِيِّ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله، إِنِّي كُنْتُ عِنْدَ رِفَاعَةَ الْقُرَظِيِّ فَطَلَّقَنِي فَبَتَّ طَلاقِي، فَتَزَوَّجْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ الزُّبَيْرِ، وَإِنَّ ما مَعَهُ مِثْلَ هُدْبَةِ [1] الثَّوْبِ. فَتَبَسَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ: أَتُرِيدِينَ أَنْ تَرْجِعِي إِلَى رِفَاعَةَ؟ لا، حَتَّى تَذُوقِي عُسَيْلَتَهُ وَيَذُوقَ عُسَيْلَتَكِ [2] » .
وَرَوَاهُ هِشَامُ [3] بْنُ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ كَمَا ذَكَرْنَا. وَرَوَاهُ الْمِسْوَرُ [4] بْنُ رِفَاعَةَ، عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِيهِ، نَحْوَهُ. وَسَمَّى مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْمَرْأَةَ تَمِيمَةَ [5] ، وَقِيلَ: سُهَيْمَةَ، وَقِيلَ: غَيْرَ ذَلِكَ.
أَخْرَجَهُ الثَّلاثَةُ.
الزُّبَيْر والد عَبْد الرَّحْمَن: بفتح الزاي. والزبير والد عروة: بضم الزاي، وفتح الباء.
3304- عبد الرحمن الزجاج
(د ع) عَبْد الرَّحْمَن الزجاج، مَوْلَى أم حبيبة.
أدرك النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
رَوَى عُمَرُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الزَّجَّاجُ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي وَغَيْرُهُ مِنْ أَهْلِي، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الزَّجَّاجِ، عَنْ أُمِّ حَبِيبَةَ قَالَتْ: دَخَلَ عَلَيَّ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ الزَّجَّاجُ بين يدىّ، في يَدَيْهِ رَكْوَةٌ فِيهَا مَاءٌ، فَقَالَ: مَا هَذَا يَا أُمَّ حَبِيبَةَ؟ فَقُلْتُ: غُلامِي يَا رَسُولَ اللَّهِ، ائْذَنْ لِي فِي عِتْقِهِ. قَالَتْ: فَأَذِنَ لي، فأعتقته.
__________
[1] شبهت آلة ذكورته في الاسترخاء وعدم الانتشار بهدبة الثوب، وهي طرفه الّذي لم ينسج.
[2] مسلم، كتاب النكاح، باب لا تحل المطلقة ثلاثا لمطلقها حتى تنكح زوجا غيره، ويطأها ثم يفارقها وتنقضي عدتها:
4/ 154.
[3] رواية هشام عن أبيه في البخاري، كتاب الطلاق، باب من قال لامرأته: أنت على حرام، 7/ 56، وباب إذا طلقها ثلاثا ثم تزوجت بعد العدة زوجا آخر فلم يمسها: 7/ 72، 73
[4] رواية المسور عن الزبير في الموطأ، كتاب النكاح، باب نكاح المحلل وما أشبهه: 2/ 531. وينظر تفسير ابن كثير بتحقيقنا: 1/ 410.
[5] ينظر ترجمة رفاعة بن سموال: 2/ 228.

(3/343)


قَالَ أَبُو نعيم: ذكره بعض المتأخرين- يعني ابْنُ منده- وزعم أَنَّهُ أدرك النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
وعبد الرَّحْمَن في عداد التابعين. وروى بِإِسْنَادِهِ عَنْ عَبْد اللَّه بْن مُسْلِم بْن هرمز، عَنْ عَبْد الرَّحْمَن الزجاج قَالَ: قلت لشيبة بْن عثمان: إنهم زعموا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل الكعبة، فلم يصل فيها؟ فَقَالَ: كذبوا وأبي، لقد صلى بين العمودين، ثُمَّ ألصق بها بطنه وظهره.
أَخْرَجَهُ ابْنُ منده وَأَبُو نعيم
3305- عبد الرحمن بْن زمعة
(ب د ع) عَبْد الرَّحْمَن بْن زمعة بْن قيس بْن عَبْد شمس بْن عَبْد ود بْن نصر بن مالك ابن حسل بْن عامر بْن لؤي القرشي العامري، قاله أبو عمر.
هو ابن وليدة زمعة، الَّذِي قضى فِيهِ رَسُول اللَّه صَلَّى الله عليه وسلم: «الولد للفراش وللعاهر الحجر [1] » حين تخاصم أخوه عَبْد بْن زمعة وسعد بْن أَبِي وقاص. ولم يختلف النسابون لقريش: مصعب [2] ، والزبير، والعدوي فيما ذكرناه، قَالُوا: أمه أمة كانت لأبيه يمانية، وأبوه زمعة. وأخته سودة زوج النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولعبد الرَّحْمَن عقب، وهم بالمدينة. هَذَا كلام أَبِي [3] عُمَر.
وقَالَ ابْنُ منده: عَبْد الرَّحْمَن بْن زمعة بْن المطلب، أخو عَبْد اللَّه وعبد ابني زمعة. روى حديثه هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَن بْن زمعة: أَنَّهُ خاصم فِي غلام إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقَالَ: أخي ولد عَلَى فراش أَبِي. وقَالَ: هكذا رَوَاهُ، وقَالَ غيره: عَبْد بْن زمعة.
وقَالَ أَبُو نعيم: عَبْد الرَّحْمَن بْن زمعة بْن الأسود بْن المطلب بْن أسد بن عَبْد العزى بْن قصي، أمه قريبة بِنْت أَبِي أمية بْن المغيرة بْن عُمَر بْن مخزوم. وروى عَنْ هشام مثل حديث ابْنُ منده، وزاد فِي النسب. «الأسود» .
أَخْبَرَنَا فِتْيَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْجَوْهَرِيُّ الْمَعْرُوفُ بِابْنِ سمنيّة [4] بِإِسْنَادِهِ إِلَى الْقَعْنَبِيِّ، عَنْ مَالِكٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهَا قَالَتْ: «كَانَ عتبة ابن أَبِي وَقَّاصٍ عَهِدَ إِلَى أَخِيهِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ: أَنَّ ابْنَ وَلِيدَةِ زَمْعَةَ مِنِّي، فأقبضه إليك.
__________
[1] البخاري، كتاب البيوع، باب تفسير المشبهات: 3/ 70 ومسلم، كتاب الرضاع، باب الولد للفراش وتوفى الشبهات:
4/ 171.
[2] ينظر كتاب نسب قريش: 421، 422.
[3] الاستيعاب: 833.
[4] في المطبوعة: سمنة، والمثبت عن الأصل، والمشتبه الذهبي: 369.

(3/344)


قَالَتْ: فَلَمَّا كَانَ عَامُ الْفَتْحِ أَخَذَهُ سَعْدٌ وَقَالَ: ابْنُ أَخِي، قَدْ كَانَ عَهِدَ إِلَيَّ فِيهِ. فَقَامَ إِلَيْه عَبْدُ بْنُ زَمْعَةَ فَقَالَ: أَخِي وَابْنُ وَلِيدَةِ أَبِي، وُلِدَ عَلَى فِرَاشِهِ. فَتَسَاوَقَا [1] إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ سَعْدٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ أَخِي قَدْ كَانَ عَهِدَ إِلَيَّ فِيهِ. وَقَالَ عَبْدُ بْنُ زَمْعَةَ: أَخِي وَابْنُ وَلِيدَةِ أَبِي، وُلِدَ عَلَى فِرَاشِهِ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: هُوَ لَكَ يَا عَبْدَ بْنَ زَمْعَةَ. ثُمَّ قَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: «الولد للفراش وللعاهر الحجر» . ثُمَّ قَالَ لِسَوْدَةَ بِنْتِ زَمْعَةَ: «احْتَجِبِي مِنْهُ، لِمَا رَأَى مِنْ شَبَهِهِ بِعُتْبَةَ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ. قَالَتْ: فَمَا رَآهَا حَتَّى لَقِيَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ» [2] . قُلْتُ: أَخْرَجَهُ الثَّلاثَةُ واختلفوا فِي نسبه اختلافًا كبيرًا، لا يمكن الجمع بين أقوالهم.
والصحيح هُوَ الَّذِي قاله أَبُو عُمَر، ودليله أن أبا نعيم ذكر فِي عَبْد بْن زمعة بْن الأسود أَنَّهُ أخو سودة بنت زمعة. وذكر بن منده فِي عَبْد بْن زمعة أيضًا: أَنَّهُ أخو سودة، وذكرا فِي نسب سودة أنها بِنْت زمعة بْن قيس كما سقناه أولًا، فبان بهذا أن عَبْد الرَّحْمَن الَّذِي قالا: إنه أخو عَبْد بْن زمعة هُوَ ابْنُ زمعة بْن قيس العامري، لا زمعة بْن الأسود الأسدي. ومما يؤيد هَذَا القول أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لما اختصم سعد وعبد بْن زمعة فِي ولد وليدة زمعة رَأَى رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم شبها بيّنا بعتبة ابن أَبِي وقاص، فَقَالَ لسودة بِنْت زمعة زوجته: «احتجبي مِنْهُ، والولد للفراش» فلو لم يكن أخاها لأنَّه ولد عَلَى فراش أبيها، لما أمرها بالاحتجاب مِنْهُ، لما رَأَى فِيهِ من شبهة عتبة والله أعلم.
وإنما كَانَ الوهم من ابن منده أولًا حيث رَأَى زمعة، وأنَّه قرشي، فسبق إِلَى قلبه أَنَّهُ زمعة ابْنُ الأسود الأسدي، لأنَّه أشهر، وتبعه أَبُو نعيم، ولو علما أن بني عَامِر بْن لؤي قرشيون أيضًا لما قالا ذَلِكَ، وهم قريش الظواهر، وبنو كعب بْن لؤي قريش البطاح [3] .
وَقَدْ ذكر الزُّبَيْر بْن بكار فَقَالَ: «ولد قيس بْن عَبْد شمس، يعني العامري: زمعة، ثُمَّ قَالَ: فولد زمعة عَبْد بْن زمعة، وعبد الرَّحْمَن بْن زمعة، وهو الَّذِي خاصم فِيهِ أخوه عَبْد بْن زمعة عام الفتح سعد بْن أَبِي وقاص. ثُمَّ قَالَ: وسودة بنت زمعة كانت عبد السكران بْن عَمْرو، فتزوجها بعده رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ» [4] .
فهذا يؤيد ما قلناه، والله أعلم.
__________
[1] أي: ساق كل منهما صاحبه، لمنازعته، فيما ادعاه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
[2] الموطأ، كتاب الاقضية، باب القضاء بإلحاق الولد بابيه.
[3] قريش البطاح: الذين ينزلون الشعب بين أخشبى مكة، وقريش الظواهر: الذين ينزلون خارج الشعب. وأكرمهما قريش البطاح، وأخشبا مكة: جبلاها، أبو قبيس والّذي يقابله. (تاج العروس) .
[4] ينظر كتاب نسب قريش: 421، 422.

(3/345)


3306- عبد الرحمن بن زهير
(ب د ع) عَبْد الرَّحْمَن بْن زُهَيْر الْأَنْصَارِيّ، يكنى أبا خلاد. لَهُ ذكر فِي الصحابة.
رَوَى يَحْيَى بْنُ سَعِيدِ بْنِ أَبَانٍ الْقُرَشِيُّ، عَنْ أَبِي فَرْوَةَ، عَنْ أَبِي خَلادٍ- وَيُقَالُ: اسْمُهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زُهَيْرٍ- وَكَانَتْ لَهُ صُحْبَةٌ مِنْ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم قال: قال رسول الله صلى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا رَأَيْتُمُ الرَّجُلَ قَدْ أُعْطَى الزُّهْدَ فِي الدُّنْيَا، وَقِلَّةَ الْمَنْطِقِ، فَاقْتَرِبُوا مِنْهُ، فَإِنَّهُ يُلْقِي الْحِكْمَةَ [1] » . أَخْرَجَهُ الثَّلاثَةُ.
قلت: قَدْ أخرج ابْنُ منده وَأَبُو نعيم عَبْد الرَّحْمَن أبا خلاد ترجمة أخرى تقدم ذكرها قبل هَذِهِ، ويغلب عَلَى ظني أنهما واحد، وسمى أَبُوهُ فِي هَذِهِ الترجمة ولم يسم فِي تلك، فلهذا أخرج أَبُو عُمَر هَذِهِ، ولم يخرج الأولى، والله أعلم.
3307- عبد الرحمن بن زيد
(ب د س) عَبْد الرَّحْمَن بْن زَيْد بْن الخطاب الْقُرَشِيّ العدوي، وهو ابْنُ أخي عُمَر بْن الخطاب.
تقدم نسبه فِي ترجمة أَبِيهِ [2] . أمه لبابة بِنْت أَبِي لبابة بْن عبد المنذر [3] .
أتى به أَبُو لبابة إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ لَهُ: ما هَذَا منك يا أبا لبابة؟ قَالَ: ابْنُ ابنتي يا رَسُول اللَّه، ما رَأَيْت مولودًا أصغر مِنْهُ. [4] فحنكه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ومسح رأسه، ودعا له بالبركة. فما رئي عبد الرحمن ابن زَيْد مَعَ قوم قط إلا فرعهم طولًا، وكان أطول الرجال وأتمهم.
ولما توفي رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ عمره ست سنين.
وابنه عَبْد الحميد ولي الكوفة لعمر بْن عَبْد العزيز.
وكان عَبْد الرَّحْمَن شبيهًا بأبيه زَيْد، وكان عُمَر بْن الخطاب إِذَا رآه قَالَ [5]
أخوكم غير أسيب قَدْ أتاكم ... بحمد الله عاد له الشباب
__________
[1] أخرجه ابن ماجة في كتاب الزهد، باب الزهد في الدنيا، الحديث: 4101: 2/ 1372.
[2] تقدمت ترجمته برقم 1834: 2/ 283، 284.
[3] كتاب نسب قريش: 363.
[4] في الاستيعاب 834: «أصغر خلقا منه» .
[5] البيت في كتاب نسب قريش: 363.

(3/346)


وزوجه عُمَر بْن الخطاب بابنته فاطمة، فولدت لَهُ عَبْد اللَّه بْن عَبْد الرَّحْمَن.
أَخْرَجَهُ أبو نعيم وَأَبُو عمر، وأبو موسى.
3308- عبد الرحمن بن سابط
(س) عَبْد الرَّحْمَن بْن سابط.
أَخْرَجَهُ أَبُو عِيسَى الترمذي فِي جامعه، وروى عَنْ سويد بْن نصر [1] ، عَنِ ابْنِ المبارك، عَنْ سُفْيَان، عن علقمة بن مرثد عن عبد الرحمن بْن سابط فِي صفة خيل الجنة [2] .
وقَالَ أبو عبد الله ابن منده: عَبْد الرَّحْمَن بْن سابط، عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مرسل.
وهذا إسناد مختلف فِيهِ عَلَى علقمة، قيل: عَنْهُ، عَنْ عَبْد الرَّحْمَن بْن ساعدة، عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وقيل: عَنْهُ، عَنْ عمير بْن ساعدة، وقيل: عَنْهُ، عَن سُلَيْمَان بْن بريدة، عَنْ أَبِيهِ.
وقيل غير ذَلِكَ.
أَخْبَرَنَا أبو أحمد عبد الوهاب بن علي بإسناده إلى سليمان بْنِ الأَشْعَثِ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ [3] بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ الأَحْمَرُ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَابِطٍ أَنَّ النَّبِيَّ: صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابَهُ كَانُوا يَنْحَرُونَ الْبُدْنَ مَعْقُولَةَ الْيُسْرَى قَائِمَةً عَلَى مَا بَقِيَ من قوائمها [4] .
أخرجه أبو موسى.
3309- عبد الرحمن بن أبى سارة
(د ع) عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي سارة.
قَالَ ابْنُ منده: هُوَ وهم.
رَوَى عُبَيْدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنِ السَّرِيِّ بْنِ إِسْمَاعِيلَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي سَارَّةَ قَالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ صَلاةِ اللَّيْلِ، فَقَالَ: ثَلاثَ عَشْرَةَ رَكْعَةً، ثَمَانِي رَكَعَاتٍ، وَالْوِتْرِ، وَرَكَعْتَيْنِ عِنْدَ الْفَجْرِ. قُلْتُ: بِمَ أُوتِرُ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: ب سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى 87: 1 وقُلْ يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ 109: 1: وقُلْ هُوَ الله أَحَدٌ 112: 1.
__________
[1] في المطبوعة: سعيد بن نصر. وهو خطأ. والمثبت عن الأصل، وتحفة الأحوذي، وينظر الخلاصة.
[2] تحفة الأحوذي، أبواب صفة الجنة 7/ 252.
[3] كذا في الأصل والمطبوعة. وفي سنن أبي داود: «حدثنا عثمان بن أبي شيبة» .
[4] سنن أبى داود، كتاب المناسك، باب كيف تنحر البدن، الحديث رقم 1767: 2/ 149.

(3/347)


أخرجه ابن منده وَأَبُو نعيم، وقال أَبُو نُعَيْمٍ: أُرَاهُ وَهْمًا، وَهُوَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي سَمُرَةَ.
وَرَوَى عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ زَرْبِيٍّ [1] ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ أَنَّهُ سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم ما يقرأ في الوتر فذكره.
3310- عبد الرحمن بن ساعدة الأنصاري
(ب د ع) عَبْد الرَّحْمَن بْن ساعدة الْأَنْصَارِيّ الساعدي.
رَوَى حَنَشُ بْنُ الْحَارِثِ، عَنْ علقمة بن مرثد، عن عبد الرحمن بن سَاعِدَةَ قَالَ: «كُنْتُ أُحِبُّ الْخَيْلَ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَلْ لِي فِي الْجَنَّةِ خَيْلٌ؟ قَالَ: يَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ، إِنْ أَدْخَلَكَ اللَّهُ الْجَنَّةَ كَانَتْ لَكَ فَرَسٌ مِنْ يَاقُوتَةٍ، لَهَا جَنَاحَانِ تَطِيرُ بِهِمَا حَيْثُ شِئْتَ. أَخْرَجَهُ الثَّلاثَةُ. وَهَذَا الْحَدِيثُ اخْتُلِفَ فِيهِ عَلَى عَلْقَمَةَ، وَقَدْ تقدم ذكره في: «عبد الرحمن ابن سابط» .
3311- عبد الرحمن بن السائب
(ب) عَبْد الرَّحْمَن بْن السائب بْن أَبِي السائب، أخو عَبْد اللَّه بْن السائب.
قتل يَوْم الجمل، واختلف فِي إسلام أَبِيهِ عَلَى ما ذكرناه عَنْهُ اسمه.
أَخْرَجَهُ أَبُو عُمَر.
3312- عبد الرحمن بن سبرة الأسدي
(ب د ع) عَبْد الرَّحْمَن بْن سبرة الأسدي.
عداده فِي الكوفيين، ذكره مطين فِي الصحابة. روى عَنْهُ الشَّعْبِيّ، ولأبيه صحبة.
رَوَى إِسْمَاعِيلُ بْنُ زَرْبِيٍّ [1] ، عَنْ عَامِرٍ الشَّعْبِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَبْرَةَ: أَنَّهُ سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَا يَقْرَأُ فِي الوتر؟ فقال: سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى 87: 1: وقُلْ يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ 109: 1:
وقُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ 112: 1. أَخْرَجَهُ الثَّلاثَةُ، وقَالَ أَبُو نعيم: ذكره بعض المتأخرين، وأفرده عَنِ المتقدم- يعني:
عَبْد الرحمن بْن أَبِي سبرة- وهو عندي الأول. يعني عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي سبرة الَّذِي يذكره آنفًا.
قلت: وفي هَذَا عندي نظر، لأن هَذَا عَبْد الرَّحْمَن بْن سبرة أسدي، وعبد الرَّحْمَن بْن أَبِي سبرة الَّذِي يأتي ذكره جعفي، فكيف يكونان واحدا؟
__________
[1] في المطبوعة: «ذربى» بالذال. والمثبت عن الأصل، والجرح لابن أبى حاتم: 1/ 1/ 170.

(3/348)


3313- عبد الرحمن بن أبى سبرة
(ب د ع) عبد الرحمن بن أبي سبرة، واسم أَبِي سبرة يزيد بْن مَالِك بْن عبد الله [بن ذؤيب] [1] ابن سلمة بن عمر بن ذهل بن مرّاون بْن جعفي الجعفي.
معدود فِي الكوفيين، كَانَ اسمه عزيزًا فسماه رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَبْد الرَّحْمَن، وقَالَ: «أحب الأسماء إِلَى اللَّه عَبْد اللَّه، وعبد الرَّحْمَن» . وهو والد خيثمة بْن عَبْد الرَّحْمَن، ونحن نذكر أباه «أبا سبرة» فِي الكنى إن شاء اللَّه تَعَالى. وَقَدْ ذكرنا أخاه سبرة بْن أَبِي سبرة، قاله أَبُو عُمَر.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الوهاب بن هبة الله بإسناده إلى عبد الله بن أحمد قال: حدثني أبي، حدثنا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ خَيْثَمَةَ بْن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْن أَبِي سَبْرَةَ [2] . أَنَّ أَبَاهُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ ذَهَبَ مَعَ جَدِّهِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم، فقال له رسول الله صلى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَا اسْمُ ابْنِكَ؟
قَالَ: عَزِيزٌ. قَالَ: لا تُسَمِّهِ عَزِيزًا، وَلَكِنْ سَمِّهِ عَبْدَ الرَّحْمَنِ.
ثُمَّ قَالَ: إِنَّ خَيْرَ الأَسْمَاءِ عَبْدُ اللَّهِ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ، وَالْحَارِثُ [3] » .
وَقِيلَ: كَانَ اسْمُهُ جَبَّارًا، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: هُوَ عَبْد الرَّحْمَن. وقيل: كَانَ اسمه عَبْد العزى [4] .
أَخْرَجَهُ الثَّلاثَةُ، إِلا أَنَّ أَبَا نُعَيْمٍ جَعَلَ هذا والّذي قبله واحدا، والله أعلم.
3314- عبد الرحمن بن سعد
(ع) عَبْد الرَّحْمَن بْن سعد بْن زرارة. تقدم ذكر نسبه عند ذكر أَبِيهِ، وقيل: هُوَ ابْنُ أسعد بْن زرارة. وَقَدْ [5] تقدم.
أَخْرَجَهُ فِي هَذِهِ الترجمة أَبُو نعيم وحده.
3315- عَبْد الرَّحْمَن بْن سعد بْن عَبْد الرَّحْمَن
(ب د ع) عَبْد الرَّحْمَن بْن سعد بن عبد الرحمن بن عمرو بن سعد بْن المنذر بْن سعد بْن خَالِد بْن ثعلبة بْن عَمْرو بْن الخزرج بْن ساعدة الْأَنْصَارِيّ الساعدي، أَبُو حميد، وهو بكنيته أشهر.
__________
[1] عن ترجمة أخيه سبرة: 2/ 323، وترجمة أبيه في باب الكنى، وجمهرة أنساب العرب: 385. وفي الجمهرة زيادة، ففيها أن «سلمة بن سعد بن عمر» .
[2] في المسند: «عبد الرحمن بن سبرة» دون ذكر «أبى» .
[3] مسند أحمد: 4/ 178.
[4] وهذا هو الّذي تقدم في ترجمة أخيه سبرة: 2/ 323.
[5] ينظر: 1/ 86.

(3/349)


واختلف فِي اسمه، فَقَالَ أَحْمَد بْن حنبل ما ذكرناه. وقَالَ الْبُخَارِيّ: اسمه منذر.
روى عَنْهُ جَابِر بْن عَبْد اللَّه، وعباس بْن سهل، وعروة بْن الزُّبَيْر، وغيرهم.
رَوَى أَبُو الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ أَبِي حُمَيْدٍ السَّاعِدِيِّ: أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم بِقَدَحِ لَبَنٍ مِنَ النَّقِيعِ [1] لَيْسَ بِمُخَمَّرٍ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَلا خَمَّرْتَهُ وَلَوْ أَنْ تَعْرُضَ عَلَيْهِ عُودًا. وسيذكر فِي الكنى أتم من هذا إن شاء الله تعالى.
أخرجه الثلاثة.
3316- عبد الرحمن بن سعيد بن يربوع
(ب) عَبْد الرَّحْمَن بْن سَعِيد بْن يربوع بْن عنكثة بْن عَامِر بْن مخزوم، الْقُرَشِيّ المخزومي:
وكان اسمه الصرم فسماه النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَبْد الرَّحْمَن. وقيل: إن أباه سعيدًا [2] كَانَ اسمه الصرم، فغير رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اسمه وسماه سعيدًا.
قَالَ أَبُو عُمَر: وهذا هو الأولى.
أخرجه أبو عمر.
3317- عبد الرحمن بن سمرة
(ب د ع) عَبْد الرَّحْمَن بْن سمرة بْن حبيب بْن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي.
كَذا نسبه ابْنُ الكلبي، وَأَبُو عُبَيْد، ويحيى بْن معين، والبخاري، وابن أَبِي حاتم [3] وغيرهما.
وقَالَ الزُّبَيْر بْن بكار، ومصعب [4] الزبيري: «هُوَ عَبْد الرَّحْمَن بْن سمرة بْن حبيب بْن ربيعة بن عبد شمس» .
__________
[1] البقيع- بالباء- كذا في مخطوطتنا، وقد وردت الرواية به وبالنون، وحكى الروايتين القاضي عياض، والصحيح الأشهر الّذي قاله الخطابي والأكثرون بالنون، وهو موضع حماه النبي صلى الله عليه وسلم خيل المجاهدين فلا يرعاه غيرها، وهو قريب من المدينة، كان يستنقع فيه الماء: أي يجتمع.
وقوله: «ليس بمخمر» يعنى ليس مغطى، والتخمير: التغطية. والمعنى: هلا تعصيه بغط، فإن لم تفعل فلا أقل من أن تعرض عليه عوداه، أي: تضع عليه عودا بعرضه على رأس الإناء.
[2] ينظر الترجمة رقم 2101: 2/ 401. والترجمة رقم 2497: 3/ 17.
[3] الجرح: 2/ 2/ 238.
[4] الّذي في كتاب نسب قريش لمصعب 150: «وولد سمرة بن حبيب بن عبد شمس: عمرا ... وعبد الرحمن بن سمرة» .
فليس فيه ذكر لربيعة.

(3/350)


فزاد فِي نسبه «رَبِيعة» والأول أصح. ذكر ذَلِكَ الحافظ أَبُو الْقَاسِم الدمشقي.
وقَالَ أَبُو أَحْمَد العسكري مثل ابْنُ الكلبي ومن معه.
وأمه بِنْت أَبِي الفرعة، واسمه حارثة بْن قيس ابن أعيا بْن مَالِك بْن علقمة جذل الطعان الكناني.
يكنى أبا سَعِيد، أسلم يَوْم الفتح، وصحب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وكان اسمه عَبْد الكعبة فسماه رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «عَبْد الرَّحْمَن» . وسكن البصرة واستعمله عَبْد اللَّه بْن عَامِر لما كَانَ أميرًا عَلَى البصرة عَلَى جيش فافتتح سجستان، سنة ثلاث وثلاثين. وصالح صاحب الرخج [1] ، وأقام بها حتَّى اضطرب أمر عثمان بْن عفان، فسار عَنْهَا واستخلف رجلًا من بني يشكر، فأخرجه أهل سجستان.
ثُمَّ لما استعمل معاوية عَبْد اللَّه بْن عَامِر عَلَى البصرة، سير عَبْد الرَّحْمَن بْن سمرة إِلَى سجستان أيضًا، سنة اثنتين وأربعين، ومعه فِي تلك الغزوة الْحَسَن الْبَصْرِيّ والمهلب بْن أَبِي صفرة وقطري ابن الفجاءة، ففتح زرنج [2] ، وفي سنة ثلاث وأربعين فتح الرخج وزابلستان [3] .
ثُمَّ عزله معاوية سنة ست وأربعين عَنْ سجستان، واستعمل بعده الربيع بْن زياد، فلما عزل عاد إِلَى البصرة فتوفي بها سنة خمسين، وقيل: سنة إحدى وخمسين، وقيل: كانت وفاته بمرو، والأول أثبت وأكثر وإليه تنسب سكّة سمرة بالبصرة.
وكان متواضعا، فإذا كان اليوم المطير لبس برنسًا وأخذ المسحاة يكنس الطريق.
روى عَنْهُ الْحَسَن، وابن سِيرِينَ، وعمار بْن أَبِي عمار مَوْلَى بني هاشم، وسعيد بْن المسيب وغيرهم.
أخبرنا أبو منصور مسلم بن عَليّ بن عَلِيِّ بْنُ السِّيحِيِّ [4] أَخْبَرَنَا أَبُو الْبَرَكَاتِ مُحَمَّدُ بْنُ محمد ابن خَمِيسٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْبَاقِي بْنِ طَوْقٍ، أَخْبَرَنَا نَصْر أَحْمَد بْن الخليل،
__________
[1] الرخج- بضم الراء، وتشديد الخاء مفتوحة، وآخره جيم-: كورة من أعمال سجستان. ومدينة من نواحي كابل.
وقيل في ضبط الرخج أنها بضم ففتح، مثل صرد.
[2] زرنج- بفتح أوله وثانيه، ونون ساكنة، وجيم: مدينة هي قصبة سجستان.
[3] زابلستان، بعد الألف باء موحدة مضمومة، ولام مكسورة، وسين، وتاء مثناة، وآخره نون: كورة واسعة، جنوبي بلخ.
[4] في المطبوعة: «السنجى» . بنون وجيم، وهو خطأ، ينظر المشتبه للذهبى: 350.

(3/351)


أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ بْنُ فَرُّوخَ الأُبَلِّيُّ [1] ، حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ حازم حَدَّثَنَا الْحَسَنُ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَمُرَةَ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ: يَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ سَمُرَةَ، لا تَسْأَلِ الإِمَارَةَ، فَإِنَّكَ إِنْ أُعْطِيتَهَا عَنْ مَسْأَلَةٍ وُكِلْتَ إِلَيْهَا، وَإِنْ أُعْطِيتَهَا عَنْ غَيْرِ مَسْأَلَةٍ أُعَنْتَ عَلَيْهَا، وَإِذَا حَلَفْتَ عَلَى أَمْرٍ وَرَأَيْتَ غَيْرَهُ خَيْرًا مِنْهُ فَكَفِّرْ عَنْ يَمِينِكَ وَائْتِ الّذي هو خير [2] » . أخرجه الثلاثة.
3318- عبد الرحمن بن سميرة
(د ع) عَبْد الرَّحْمَن بْن سميرة. وقيل: ابْنُ سمير.
ذكر فِي الصحابة، ولا يصح.
رَوَى السَّرِيُّ بْنُ يَحْيَى، عَنْ قَبِيصَةَ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَوْنِ بْنِ أَبِي جُحَيْفَةَ، عَنْ عبد الرحمن ابن سميرة أو سميرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قَالَ: أَيْعَجَزُ أَحَدُكُمْ إِذَا جَاءَهُ الرَّجُلُ يُرِيدُ قَتْلَهُ أَنْ يَمُدَّ عُنُقَهُ مِثْلَ ابْنِ آدَمَ؟!! الْقَاتِلُ فِي النَّارِ وَالْمَقْتُولُ فِي الْجَنَّةِ.
رَوَاهُ حَفْصُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ قَبِيصَةَ بِإِسْنَادِهِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سُمَيْرَةَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ [3] . أَخْرَجَهُ ابْنُ منده وَأَبُو نعيم.
3319- عَبْد الرَّحْمَن بن سندر
(ع س) عَبْد الرَّحْمَن بْن سندر، أَبُو الأسود. وكان سندر روميًا مَوْلَى زنباع، والد روح ابن زنباع الجذامي، سماه الطبراني عَبْد الرَّحْمَن، وذكره غيره عَبْد اللَّه، وَقَدْ تقدم حديثه: «أسلم سالمها اللَّه ... » [4] الحديث.
أَخْرَجَهُ أَبُو نعيم وَأَبُو مُوسَى، وقَالَ أَبُو مُوسَى: أَخْرَجَهُ ابْنُ منده فيمن لا يسمى، حديثه فِي ذكر أسلم وغفار.
3320- عبد الرحمن بن سنة الأسلمي
(ب د ع) عَبْد الرَّحْمَن بْن سنة الأسلميّ. عداده في أهل المدينة.
__________
[1] في المطبوعة: «الأيلي» بالياء المثناة. ينظر المشتبه: 6.
[2] أخرجه الإمام أحمد عن أسود بن عامر وعفان كلاهما عن جرير، بإسناده نحوه. المسند: 5/ 63.
[3] أخرجه أبو داود في سننه عن أبى الوليد الطيالسي، عن أبى عوانة، عن رقبة بن مصقلة، عن عون بإسناده، نحوه.
وقال أبو داود: «رواه الثوري عن عون، عن عبد الرحمن بن سمير وسميرة. سنن أبى داود، كتاب الفتن، باب النهى عن السعي في الفتنة.
[4] ينظر الترجمة رقم 3277: 2/ 464.

(3/352)


أَخْبَرَنَا أَبُو يَاسِرٍ بِإِسْنَادِهِ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ، حَدَّثَنِي أَبُو أَحْمَدَ [1] الْهَيْثَمُ بْنُ خَارِجَةَ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنْ جَدَّتِهِ مَيْمُونَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَنَّةَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «بَدَأَ الإِسْلامُ غَرِيبًا ثُمَّ يَعُودُ كَمَا بَدَأَ، فَطُوبَى لِلْغُرَبَاءِ! فَقِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَنِ الْغُرَبَاءُ؟ قَالَ: الَّذِينَ يَصْلُحُونَ إِذَا فَسَدَ النَّاسُ» [2] . أَخْرَجَهُ الثَّلاثَةُ سَنَّةُ. بِالسِّينِ الْمُهْمَلَةِ الْمَفْتُوحَةِ، وَالنُّونِ الْمُشَدَّدَةِ.
3321- عبد الرحمن بن سهل
(د ع) عَبْد الرَّحْمَن بْن سهل بْن حنيف الْأَنْصَارِيّ. تقدم نسبه عند أَبِيهِ [3] .
ذكره ابْنُ أَبِي دَاوُد فِي الصحابة، ولا يصح. وَإِنما الصحبة لأبيه ولأخيه أَبِي أمامة، وله رؤية روى أَبُو حازم، عَنْ عَبْد الرَّحْمَن بْن سهل بْن حنيف قَالَ: «نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو في بعض أبياته: (وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الّذين يدعون ربّهم بالغدوة والعشىّ) فخرج [4] يلتمسهم، فوجد قومًا يذكرون اللَّه، منهم ثائر الرأس، وجافي الجلد، وذو الثوب الواحد، فلما رآهم قَالَ: «الحمد للَّه الَّذِي جعل فِي أمتي من أمرني أن اصبر نفسي معهم» [5] . أَخْرَجَهُ ابْنُ منده وَأَبُو نعيم.
3322- عَبْد الرَّحْمَن بْن سهل بن زيد
(ب د ع) عَبْد الرَّحْمَن بْن سهل بْن زَيْد بْن كعب بْن عَامِر بْن عدي بْن مجدعة بْن حارثة الْأَنْصَارِيّ. نسبه الواقدي، وأمه ليلى بِنْت نافع بْن عَامِر.
قَالَ أَبُو عُمَر: إنه شهد بدرًا. وقَالَ أَبُو نعيم: شهد أحدًا، والخندق، والمشاهد كلها مع مَعَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وهو المنهوش [6] ، فأمر النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عُمَارَةُ بْنُ حَزْمٍ فرقاه.
__________
[1] في الأصل والمطبوعة: حدثني أحمد بن الهيثم بن خارجة. والمثبت عن مسند أحمد، وينظر الخلاصة: 354 والتهذيب 11/ 93.
[2] مسند أحمد: 4/ 73، والحديث بقية.
[3] ينظر الترجمة 2288: 2/ 470.
[4] في الأصل والمطبوعة: «خرج» والمثبت عن تفسير ابن كثير.
[5] أخرجه الطبراني بإسناده إلى أبى حازم، ينظر تفسير ابن كثير طبعة الحلبي: 3/ 81.
[6] المنهوش: الّذي يشته حية.

(3/353)


استعمله عُمَر بْن الخطاب عَلَى البصرة بعد موت عتبة بْن غزوان:
رَوَى ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ قَالَ: جَاءَتْ إِلَى أَبِي بَكْرٍ جَدَّتَانِ، فَأَعْطَى السُّدُسَ أُمَّ الأُمِّ دُونَ أُمِّ الأَبِ، فَقَالَ لَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَهْلٍ- رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ، مِنْ بَنِي حَارِثَةَ، قَدْ شَهِدَ بَدْرًا-: يَا خَلِيفَةَ رَسُولِ اللَّهِ، أَعْطَيْتَهُ الَّتِي لَوْ مَاتَتْ لَمْ يَرِثْهَا، وَتَرَكْتَ الَّتِي لَوْ ماتت لورثها! فجعله أبو بكر بينهما.
قالوا: وهو الَّذِي روى مُحَمَّد بْن كعب القرظي قَالَ: غزا عَبْد الرَّحْمَن بْن سهل الْأَنْصَارِيّ فِي زمن عثمان، ومعاوية أمير عَلَى الشام، فمرت بِهِ روايا تحمل الخمر، فقام إليها عَبْد الرَّحْمَن فشقها برمحه، فمانعه الغلمان، فبلغ الخبر معاوية فَقَالَ دعوه، فإنه شيخ قَدْ ذهب عقله! فَقَالَ: والله ما ذهب عقلي، ولكن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نهانا أن يدخل بطوننا وأسقيتنا [1] أَخْرَجَهُ الثلاثة، وقَالَ أَبُو عُمَر: هُوَ أخو المقتول بخيبر، وهو الَّذِي بدر بالكلام فِي قتل أخيه قبل عميه حويصه ومحيصة، فَقَالَ لَهُ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: كبر، كبر!!.
3323- عبد الرحمن بن سيحان
(د ع) عَبْد الرَّحْمَن بْن سيحان، وقيل: ابْنُ سحان.
وهو أخو بني أنيف- وهم بطن من بلي- الَّذِي تصدق بالصاع، فلمزه المنافقون. يكنى أبا عقيل.
رَوَى مُحَمَّدِ بْنِ السائب، عَنْ أَبِي صالح، عَنِ ابن عباس فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقاتِ 9: 79 [2] أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خَطَبَهُمْ ذَاتَ يَوْمٍ، فَرَغَّبَهُمْ فِي الصَّدَقَةِ وَحَثَّهُمْ عَلَيْهَا، فَجَاءَ أَبُو عَقِيلٍ- وَاسْمُهُ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَحَّانَ- أَخُو بَنِي أُنَيْفٍ بِصَاعٍ مِنْ تَمْرٍ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، بِتُّ لَيْلَتِي كُلَّهَا أَجُرُّ [3] بِالْجَرِيرِ حَتَّى نِلْتُ صَاعَيْنِ مِنْ تَمْرٍ، أَمَّا أَحَدُهُمَا فَأَمْسَكْتُهُ لِعِيَالِي، وَأَمَّا الآخَرُ فَأَقْرَضْتُهُ لِرَبِّي عَزَّ وَجَلَّ. فَأَمَرَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَنْثُرَهُ فِي تَمْرِ الصدقة، فلمزه المنافقون. فنزلت هذه [4] الآية.
__________
[1] في الاستيعاب 2/ 836: «أن ندخل الخمر بطوننا وأسقيتنا» .
[2] سورة التوبة: 79.
[3] الجرير: حبل من جلد، والمراد: كان يسقي الماء بالحبل.
[4] أخرجه ابن كثير في تفسيره عند الآية 79 من سورة التوبة عن البرقي عن ابن عباس.

(3/354)


روى بشر بْن عَبْد اللَّه بْن مكنف بْن محيصة، عَنْ سهل بْن أَبِي حثمة: أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خرج ومعه عَبْد الرَّحْمَن بْن سحان، فنهشته حية، فرقاه عَمْرو [1] بْن حزم.
أَخْرَجَهُ ابْنُ منده وَأَبُو نعيم، فأمَّا أَبُو نعيم فَقَالَ: إن الحية نهشت هَذَا عَبْد الرَّحْمَن، وذكر فِي عَبْد الرَّحْمَن بْن سهل أَنَّهُ هُوَ الَّذِي نهشته الحية. وأمَّا ابْن منده فلم يذكره إلا في هذا، والله أعلم.
3324- عبد الرحمن بن شبل
(ب د ع) عَبْد الرَّحْمَن بْن شبل بْنُ عَمْرو بْن زَيْد بْن نجدة بْن مالك بن لوذان بن عمرو ابن عوف بْن مالك بْن الأوس الأنصاري الأوسي. وبنو مَالِك بْن لوذان يُقال لهم: بنو السميعة، وكانوا يُقال لهم فِي الجاهلية: بنو الصماء، وهي امْرَأَة من مزينة سماهم النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بني السميعة وأخوه عَبْد اللَّه بْن شبل لَهُ صحبة [2] .
نزل عَبْد الرَّحْمَن الشام، وروى عَنْهُ تميم بْنُ محمود أَنَّهُ قَالَ: نهى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ نقرة الغراب، وافتراش السبع، وأن يوطن الرجل [3] المكان الَّذِي يصلي فيه كما يُوطن البعير [4] .
أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَضْلِ الْمَنْصُورُ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ الدِّينِيُّ الْفَقِيهُ بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَبِي يَعْلَى الْمَوْصِلِيِّ قَالَ:
حَدَّثَنَا هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا أَبَانٌ، حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي رَاشِدٍ الْحُبْرَانِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ شِبْلٍ: أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: اقْرَءُوا الْقُرْآنَ وَلا تَغْلُوا فِيهِ وَلا تَجْفُوا عَنْهُ، وَلا تَأْكُلُوا بِهِ وَلا تَسْتَكْثِرُوا [5] بِهِ» . أَخْرَجَهُ الثلاثة.
__________
[1] كذا، وفي ترجمة عبد الرحمن بن سهل: عمارة بن حزم، وقد كان عمرو وعمارة أخوين صحابيين، وستأتي ترجمتاهما
[2] ينظر الترجمة رقم 3001: 3/ 273.
[3] نقرة العراب: يريد تخفيف السجود، وأنه لا يمكث فيه إلا قدر وضع الغراب منقاره فيما يريد أكله.
ومعنى افتراش السبع: أن يبسط ذراعيه في السجود ولا يرفعها عن الأرض، كما يبسط الكلب والذئب ذراعيه.
وقد نهى الرسول عن الإيمان، وقيل: المراد أن يألف الرجل مكانا معلوما من المسجد مخصوصا به يصلى فيه، وقيل:
معناه: أن يبرك على ركبتيه قبل يديه إذا أراد السجود.
[4] الحديث رواه الإمام أحمد بإسناده إلى تميم، المسند: 3/ 428.
[5] رواه الإمام أحمد عن إسماعيل بن إبراهيم ووكيع، كلاهما عَنْ هِشَامٌ الدَّسْتُوَائِيُّ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، به المسند:
6/ 428.

(3/355)


3325- عبد الرحمن بن شرحبيل
عَبْد الرَّحْمَن بْن شرحبيل بْن حسنة.
ذكره الربيع بْن سُلَيْمَان الجيزي فيمن دخل مصر من الصحابة قاله الغساني.
وقَالَ ابْنُ يونس: هُوَ عَبْد الرَّحْمَن بْن شرحبيل بْن عَبْد اللَّه بْن المطاع، يُقال: إنه وأخاه رَبِيعة بْن عَبْد الرَّحْمَن رأيا النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وشهدًا فتح مصر [حكى عَنْهُ ابنه عِمْرَانَ- وكان عِمْرَانَ ولي قضاء [1] مصر] .
قيل: أَنَّهُ روى عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. روى عَنْهُ ابْنُ وهب، قاله ابن ماكولا.
3326- عبد الرحمن بن شيبة
(د ع) عَبْد الرَّحْمَن بْن شَيْبَة بْن عثمان بْن طلحة بْن أَبِي طلحة بْن عبد العزى بن عثمان ابن عَبْد الدار بْن قصي الحجبي العبدري.
أدرك النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولا يصح لَهُ سماع، ولأبيه وعمه وجده صحبة.
روى عَبْد الملك بْن عَمْرو، عَنْ عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كثير، عن أَبِي قلابة:
أن عَبْد الرَّحْمَن بْن شَيْبَة أخبره: أن النبي صلى الله عليه وسلم طرقه وجع، فجعل يتشكى ويتقلب عَلَى فراشه، فقالت لَهُ عَائِشَة: لو فعل هَذَا بعضنا لوجدت عَلَيْهِ! فَقَالَ: إن المؤمن يشدد [2] عَلَيْهِ» . قَالَه ابْنُ منده. قَالَ أَبُو نعيم: هُوَ تابعي غير مختلف فِيهِ، تفرد بالرواية عَنْهُ أَبُو قلابة، ذكره بعض المتأخرين- يعني ابْنُ منده- وروى أَبُو نعيم هَذَا الحديث عَنْ أَبِي موسى، عَنْ أَبِي عَامِر، عَنْ عليّ بْن المبارك، عَنْ يَحيى، عَنْ أَبِي قلابة، عَنْ عَبْد الرَّحْمَن، عَنْ عَائِشَة.
[ورواه أيضًا عَنْ شيبان، عَنْ يَحيى، عَنْ أَبِي قلابة، عَنْ عَبْد الرَّحْمَن، عَنْ عَبْد اللَّه [3]] وهذا أصح.
أَخْرَجَهُ ابْنُ منده وأبو نعيم.
__________
[1] سقط من الأصل، والمثبت عن مخطوطة دار الكتب 111 مصطلح حديث، والمطبوعة.
[2] رواه الإمام أحمد في مسندة عن عبد الملك بن عمرو بإسناده إلى عبد الرحمن بن شيبة عن عائشة، المسند: 6/ 215.
ورواه أيضا عن هشام بن سعيد، عن معاوية بْنُ سَلامٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ بإسناده إلى عائشة، المسند: 6/ 159، 160.
[3] سقط من مخطوطتنا، والمثبت عن مخطوطة دار الكتب: 111 مصطلح حديث، والمطبوعة.

(3/356)


3327- عبد الرحمن بن صبيحة
(ب) عَبْد الرَّحْمَن بْن صبيحة التميمي.
قَالَ الواقدي: ولد عَلَى عهد النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وحج مَعَ أَبِي بَكْر، وروى عَنْ أَبِي بَكْر وعمر، وله دار بالمدينة عند أصحاب الغرابيل [1] والقفاف.
أَخْرَجَهُ أَبُو عُمَر.
3328- عبد الرحمن بن صخر
(د ع) عَبْد الرَّحْمَن بْن صخر، أَبُو هُرَيْرَةَ.
سماه عَبْد اللَّه بْن سعد الزُّهْرِيّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاق قَالَ: اسمُ أَبِي هُرَيْرَةَ عَبْد الرَّحْمَن ابْنُ صخر.
أَخْرَجَهُ ابْنُ منده وَأَبُو نعيم.
3329- عبد الرحمن بْن أبى صعصعة
(د ع) عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي صعصعة، وهو [2] ابْنُ عَمْرو بْن زَيْد بْن عوف بن المنذر بن عمرو ابن غنم بْن مازن بْن النجار الأنصاري الخزرجي الْمَازِنِي، وهو أخو قيس [3] .
روى قيس بْن عَبْد اللَّهِ بْن عبد الرحمن بْن أبي صعصعة، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدّه- وكان بدريًا- قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ يَقُولُ: «اللَّهمّ اغفر للأنصار، ولأبناء الأنصار، ولأبناء أبناء الأنصار» . أَخْرَجَهُ ابْنُ منده وَأَبُو نعيم ونسباه كما ذكرناه، وَقَدْ نسبه ابْنُ الكلبي فَقَالَ فِي أخيه:
قيس بْنُ [أَبِي] [4] صعصعة بْن زَيْد بْن عوف بْن مبذول [بْن عَمْرو بْن غنم، فأسقط عمرًا أبا صعصعة، وجعل عوض المنذر: مبذولًا [5]] وهو أصح.
3330- عبد الرحمن بن صفوان
(ب د) عَبْد الرَّحْمَن بْن صفوان بْن أمية الجمحي الْقُرَشِيّ.
يعد فِي المكيين. روى عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه استعار سلاحًا من أَبِيهِ صفوان بْن أمية، روى عنه ابن أبى مليكة.
__________
[1] في الاستيعاب 836: «عند أصحاب الأتفاص» .
[2] أي: عبد الرحمن بن عمرو. فكنية عمرو: أبو صعصعة.
[3] ستأتي ترجمة لقيس في حرف «القاف» .
[4] سقط من المطبوعة والمخطوطة، أثبتناه من ترجمة قيس أخيه، من الجمهرة لابن حزم: 333.
[5] سقط من مخطوطتنا والمثبت عن مخطوطة دار الكتب: 111 مصطلح حديث، والمطبوعة.

(3/357)


قَالَ أَبُو حاتم الرازي: إن عَبْد الرَّحْمَن بْن صفوان الجمحي هُوَ الَّذِي روى أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ استعار من أَبِيهِ سلاحًا، روى عَنْهُ ابْنُ أَبِي مليكة، وَإِن الَّذِي روى مجاهد عَنْهُ هُوَ آخر يُقال لَهُ:
عَبْد الرَّحْمَن بْن صفوان بْن عَبْد الرَّحْمَن [1] . ولم ينسب إِلَى قريش.
أَخْرَجَهُ ابن مندة وأبو عمر.
3331- عبد الرحمن بن صفوان بن قتادة
(ب د ع) عَبْد الرَّحْمَن بْن صفوان بْنُ قتادة، لَهُ ولأبيه صحبة.
روى مُوسَى بْن ميمون بْن مُوسَى المرئي، عَنْ أَبِيهِ ميمون، عَنْ جَدّه عَبْد الرَّحْمَن بْن صفوان قَالَ: «هاجر أَبِي صفوان إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو بالمدنية، فبايعه على الإسلام، فمد النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يده فمسح عليها، فَقَالَ صفوان: إني أحبك يا رَسُول اللَّه. فَقَالَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «المرء مع من أحب» . وقَالَ ابْنُ منده: إنه حمصي، وروى عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرو بْن إِسْحَاق، عَنْ أَبِي علقمة نصر بْن علقمة، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدّه، عَنْ عَبْد الرَّحْمَن بْن صفوان بْن قَتَادَة قَالَ: هاجرت أَنَا وأبي إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم فقال: إن هَذَا عَبْد الرَّحْمَن هاجر إليك ليرى حسن وجهك فَقَالَ:
«المرء مَعَ من أحب» . قَالَ أَبُو نعيم: حدث بعض المتأخرين عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرو بْن إِسْحَاق بْن العلاء، عَنْ أَبِي علقمة نصر بْن علقمة، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْد الرَّحْمَن، ووهم، فإن أبا علقمة الّذي روى عنه محمد بن عمرو هو: أَبُو علقمة نصر بْن خزيمة بْن جنادة بْن محفوظ بْن علقمة، عَنْ أَبِيهِ بالنسخة، وهو غير المرئي، فإن أبا علقمة المرئي بصري، واسمه ميمون بْن مُوسَى، وهذا حمصي واسمه نصر بْن خزيمة، فوهم وهما ثانيًا. وقَالَ: نصر بْن علقمة.
وقَالَ أَبُو نعيم: عبد الرحمن بن صفوان بن قتادة [2] : له ولأبيه صحبة.
أخرجه الثلاثة.
__________
[1] الجرح لابن أبى حاتم: 2/ 2/ 245.
[2] قال الحافظ في الإصابة 2/ 396 بعد أن ساق هذه الترجمة: «وجوز بعضهم أنه عبد الرحمن بن صفوان بن قدامة، وأنه وقع في اسم جده اختلاف، وسبب ذلك أن حديث: «المرء مع من أحب» معروف من رواية صفوان بن قدامة التميمي المزني [كذا، وصوابه، المرنى] ، هذا وينظر ترجمة صفوان بن قدامة فيما تقدم: 3/ 28.

(3/358)


3332- عبد الرحمن بن صفوان
(ب د ع) عَبْد الرَّحْمَن بْن صفوان بْن قدامة الجمحي، وقيل: الْقُرَشِيّ. وَيُقَال: صفوان ابن عَبْد الرَّحْمَن بْن أمية بْن خلف. حديثه عند مجاهد.
رَوَى أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ صَفْوَانَ قَالَ: سَأَلْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْهِجْرَةِ فَقَالَ: «لا هِجْرَةَ الْيَوْمَ» [1] . أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بن هبة الله بْنُ أَبِي حَبَّةَ بِإِسْنَادِهِ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بن أحمد، حدثني أبي [2] ، حدثنا جريرى، عن يزيد بن أبي زياد، عن عبد الرَّحْمَنِ بْنِ صَفْوَانَ قَالَ: لَمَّا فَتَحَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَكَّةَ قُلْتُ: لألبسنّ ثيابي فلأنظرنّ ما يصنع رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَانْطَلَقْتُ فَوَافَقْت النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ خَرَجَ مِنَ الْكَعْبَةِ هُوَ وَأَصْحَابُهُ قَدِ اسْتَلَمُوا الْبَيْتَ مِنَ الْبَابِ إِلَى الْحَطِيمِ، وَوَضَعُوا خُدُودَهُمْ عَلَى الْبَيْتِ، وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَسَطُهُمْ، فَقُلْتُ لِعُمَرَ: كَيْفَ صَنَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ دَخَلَ الْكَعْبَةَ؟ قَالَ: صَلَّى رَكْعَتَيْنِ [3] » .
قلت: كذا قاله ابْنُ منده وَأَبُو نعيم عَلَى الشك، وأمَّا أبو عمر فإنه قال: «عبد الرحمن ابن صفوان بن قدامة التميمي [4] . كان اسمه عبد العزي فسماه رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَبْد الرَّحْمَن، وكان قدم مَعَ أَبِيهِ صفوان وأخيه عَبْد اللَّه عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولأبيه صفوان صحبة، يعد فِي أهل المدينة» .
وأمَّا الحديث الَّذِي هُوَ: «لا هجرة بعد اليوم» فإن أبا عُمَر أَخْرَجَهُ فِي ترجمة أخرى غير ترجمة عَبْد الرَّحْمَن بْن صفوان بْن قدامة، فَقَالَ عَبْد الرَّحْمَن بْن صفوان، أَو صفوان بْن عَبْد الرَّحْمَن، وقَالَ: كذا رُوِيَ حديثه عَلَى الشك. روى عَنْهُ مجاهد، وأكثر الرواة يقولون:
عَبْد الرَّحْمَن بْن صفوان، قَالَ: أظنه عَبْد الرَّحْمَن بْنُ صفوان بْن قدامة، والله أعلم.
وَرَوَى حَدِيثَ جَرِيرٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: كَانَ رَجُلٌ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ، يُقَالُ لَهُ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ صَفْوَانَ، وَكَانَ لَهُ فِي الإِسْلامِ بَلاءٌ حسن، وكان صديقا للعباس
__________
[1] أخرج الإمام أحمد نحوه عَنْ جرير، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زياد، بإسناده المسند: 3/ 430.
[2] في المسند: «حدثنا أبى، حدثنا أحمد بن الحجاج، أخبرنا جرير» .
[3] مسند أحمد: 3/ 431.
[4] في الاستيعاب: 837: «التيمي» وهو خطأ. ينظر ترجمة صفوان فيما تقدم، 3/ 28، فقد قال ابن الأثير: «من بني امرئ القيس بْن زَيْد مناة بن تميم» .

(3/359)


ابن عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، فَلَمَّا كَانَ فَتْحُ مَكَّةَ جَاءَ بِابْنِهِ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، بَايِعْهُ عَلَى الْهِجْرَةِ. فَقَالَ: «لا هِجْرَةَ بَعْدَ الْفَتْحِ» . هَذَا كلام أَبِي عُمَر، وَقَدْ جعل هَذَا غير صفوان بْن أمية بْن خلف، وأفرد كل واحد منهما بترجمة. أما ابن مندة وأبو نعيم فقالا فيه: إنه عَبْد الرَّحْمَن بْن صفوان بْن قدامة، وقيل:
هُوَ صفوان بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن أمية بْن خلف، والله أعلم. فابن منده وَأَبُو نعيم جعلا عبد الرحمن ابن صفوان بْن قدامة، وعَبْد الرَّحْمَن بْن صفوان بن أمية واحدا، قيل فِيهِ كذا وكذا، وجعلا عَبْد الرَّحْمَن بْن صفوان بْن قَتَادَة آخر، وأمَّا أَبُو عُمَر فإنه جعل عَبْد الرَّحْمَن بْن صفوان بْن أمية ترجمة، وجعل عَبْد الرَّحْمَن بْن صفوان بْن قدامة ترجمة أخرى، وجعل ترجمة ثالثة: عبد الرحمن ابن صفوان أَوْ صفوان بْن عَبْد الرَّحْمَن، ولم يرفع نسبه أكثر من هَذَا، وقَالَ: أظنه ابن قدامة، والله أعلم.
3333- عبد الرحمن بن عائذ
(د ع) عَبْد الرَّحْمَن بْن عائذ. يُقال: إنه أدرك النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم، ذكره الْبُخَارِيّ فِي الصحابة.
وَقَدْ اختلف فِيهِ.
وحديثه أَنَّهُ قَالَ: كَانَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا بعث بعثًا قَالَ لهم: «تألفوا النَّاس وتأنوهم- أو كلمة نحوها- لا تغيروا عليهم حتَّى تدعوهم، فإنه ليس من أهل الأرض من مدر ولا وبر تأتوني بهم مسلمين إلا أحب إليَّ من أن تأتوني بنسائهم وأبنائهم وتقتلون رجالهم» . أَخْرَجَهُ ابن منده وَأَبُو نعيم.
عائذ: بالياء تحتها نقطتان، والذال المعجمة.
3334- عبد الرحمن بن عائذ بن معاذ
عَبْد الرَّحْمَن بْن عائذ بْن مُعَاذِ بْن أنس.
قال العدوي: شهد أحدا والمشاهد مَعَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، واستشهد يَوْم القادسية. ولأبيه عائذ صحبة، وأظن هَذَا غير الَّذِي قبله، لأن الأول لَهُ إدراك فيكون طفلًا، وهذا شهد أحدًا فيكون كبيرًا، ومن يكون لَهُ إدراك للنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو طفل، فلا يكون فِي القادسية كبيرًا حتَّى يقاتل ويقتل، لأن القادسية كانت سنة خمس عشرة.

(3/360)


3335- عبد الرحمن بن عائش
(ب د ع) عَبْد الرَّحْمَن بْن عائش الحضرمي. يعد فِي أهل الشام، مختلف فِي صحبته وَفِي إسناد حديثه.
روى عَنْهُ خَالِد بن اللّجلاج وأبو سلّام الحبشي، لا تصح صحبته، لأن حديثه مضطرب:
أَخْبَرَنَا أَبُو منصور بن مكارم بن أحمد بن سعد الْمُؤَدِّبُ بِإِسْنَادِهِ عَنِ الْمُعَافَى بْنِ عِمْرَانَ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدٍ: أَنَّهُ سَمِعَ خَالِدَ بْنَ اللَّجْلاجِ يُحَدِّثُ مَكْحُولا عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَائِشٍ الْحَضْرَمِيِّ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «رَأَيْتُ رَبِّي فِي أَحْسَنِ صُورَةٍ» ، فَذَكَرَ أَشْيَاءَ، فَكَانَ فِيمَا ذَكَرَ قَالَ: «اللَّهمّ أَسْأَلُكَ الطَّيِّبَاتِ، وَتَرْكَ الْمُنْكَرَاتِ، وَحُبَّ الْمَسَاكِينِ، وَأَنْ تَتُوبَ عَلَيَّ، وَإِذَا أَرَدْتَ فِتْنَةً فِي قَوْمٍ فَتَوَفَّنِي غَيْرَ مَفْتُونٍ» .
وَرَوَاهُ الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنِ ابْنِ جَابِرٍ، عَنْ خَالِدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَائِشٍ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلَمْ يَقُلْ فِيهِ: «سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ» غَيْرَ الْوَلِيدِ.
وَرَوَاهُ صَدَقَةُ بْنُ خَالِدٍ، عَنِ ابْنِ جَابِرٍ، عَنْ خَالِدٍ، عَنْ عَبْدِ الرحمن، عن النَّبِيّ صلى الله عَلَيْهِ وسلم وَلَمْ يَقُلْ: «سَمِعْتُ» .
وَقَدْ رَوَاهُ ابْنُ جَابِرٍ أَيْضًا، عَنْ أَبِي سَلامٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وَرَوَاهُ يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلامٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَائِشٍ، عَنْ مَالِكِ بْنِ يُخَامِرَ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ.
وَهَذَا هُوَ الصَّحِيحُ عِنْدَهُمْ، قَالَه الْبُخَارِيُّ وَغَيْرُهُ. وَقَالَ [فِيهِ] [1] أَبُو قِلابَةَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ اللَّجْلاجِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فَغَلِطَ. هَذَا كَلامُ أَبِي عُمَرَ، وَأَخْرَجَهُ الثَّلاثَةُ.
عائش: بالياء تحتها نقطتان، وآخره شين معجمة، قاله الأمير أَبُو نصر بن ماكولا.
3336- عبد الرحمن بن العباس
(ب) عَبْد الرَّحْمَن بْن الْعَبَّاس بْن عَبْد المطلب بْن هاشم الْقُرَشِيّ الهاشمي، وهو ابْنُ عم رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم، وأخو عَبْد اللَّه بْن عَبَّاس. ولد عَلَى عهد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم، وقتل بإفريقية
__________
[1] عن الاستيعاب: 838.

(3/361)


شهيدًا هُوَ وأخوه معبد بْن الْعَبَّاس [1] ، مَعَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعْدِ بْنِ أَبِي سَرْحٍ، قاله [2] مصعب وغيره، وقَالَ ابْنُ الكلبي: قتل عَبْد الرَّحْمَن بْن الْعَبَّاس بالشام.
أَخْرَجَهُ أَبُو عمر.
3337- عبد الرحمن بن عبد الله
(ب) عَبْد الرَّحْمَن بْن عَبْد اللَّه بْن ثعلبة بْن بيحان [3] بْن عَامِر بْن مَالِك بن عامر بن جشّم ابن تميم بْن عوذ مناة بْن ناج [4] بْن تيم بْن إراشة بْن عَامِر بْن عبيلة بْن قسميل بن فرّان [5] ابن بلي، أَبُو عقيل البلوي، حليف بني جحجبي بْن كلفة بْن عَمْرو بْن عوف من الأنصار.
كَانَ اسمه عَبْد العزى، فسماه رَسُول الله صلى الله عليه وسلم عبد الرحمن.
شهد بدرا مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وقتل يَوْم اليمامة شهيدا، قاله الواقدي.
أخرجه أَبُو عمر.
3338- عبد الرحمن بْن عَبْد اللَّهِ بن عثمان
(ب د ع) عَبْد الرَّحْمَن بْن عَبْد اللَّه بْن عثمان. وهو عَبْد الرَّحْمَن بْن أبى بكر الصديق ابن أَبِي قحافة الْقُرَشِيّ التيمي. تقدم نسبه عند ذكر أَبِيهِ [6] ، يكنى أبا عَبْد اللَّهِ، وقيل:
أَبُو مُحَمَّد، بابنه مُحَمَّد الَّذِي يُقال لَهُ: أَبُو عتيق، وقيل: أَبُو عثمان، وأمه أم رومان.
سكن المدينة، وتوفي بمكة. ولا يعرف فِي الصحابة أربعة ولاء [7] : أب وبنوه بعده، كل منهم ابْنُ الَّذِي قبله، أسلموا وصحبوا النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلا أَبُو قحافة، وابنه أَبُو بَكْر الصديق، وابنه عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي بَكْر، وابنه مُحَمَّد بْن عَبْد الرحمن أبو عتيق [8] .
__________
[1] بعده في الاستيعاب: «في زمن عثمان بن عفان» .
[2] لم نجده في كتاب نسب قريش، وقد ذكره صاحب كتاب «حذف من نسب قريش» : 7، 14. وجمهرة أنساب العرب: 16.
[3] في المطبوعة: «سحان» . والمثبت عن الأصل، وفي تاج العروس، مادة بيح: «بيحان» - بالفتح-: اسم رجل أبى قبيلة» . وقد ذكر الحافظ في الإصابة خلافا في اسمه، خلاصته أن فيه: «بيجان» بالجيم، و «سيجان» بالسين بدل الباء، و «بيجان» بالباء والحاء.
[4] في المطبوعة: «تاج» بالتاء، والمثبت عن الأصل، وترجمة عبادة بن الخشخاش 2786: 3/ 158، وجمهرة أنساب العرب: 414.
[5] في الأصل والمطبوعة: «فرار» بالراء. والمثبت عن القاموس، والجمهرة، وترجمة عبادة، ومعجم ما استعجم:
1/ 27.
[6] الترجمة 3064: 3/ 309.
[7] أي: متتابعون. وفي المطبوعة: «ولا» .
[8] ذكر ذلك ابن قتيبة في المعارف: 591.

(3/362)


وكان عَبْد الرَّحْمَن شقيق عائشة. وشهد بدرًا وأُحدًا مَعَ الكفار، ودعا إِلَى البراز، فقام إِلَيْه أَبُو بَكْر ليبارزه، فَقَالَ لَهُ رَسُول اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: متعني بنفسك. وكان شجاعًا راميًا حسن الرمي، وأسلم فِي هدنة الحديبية، وحسن إسلامه.
وكان اسمه عَبْد الكعبة فسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الرَّحْمَن. وقيل: كَانَ اسمه عَبْد العزى.
وشهد اليمامة مَعَ خَالِد بْن الْوَلِيد، فقتل سبعة من أكابرهم. وهو الَّذِي قتل محكم اليمامة ابْن طفيل، رماه بسهم فِي نحره فقتله. وكان محكم اليمامة فِي ثلمة فِي الحصن، فلما قتل دخل المسلمون منها.
قَالَ الزُّبَيْر بْن بكار: كَانَ عَبْد الرَّحْمَن أسن ولد أَبِي بَكْر، وكان فِيهِ دعابة، روى عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أحاديث، روى عَنْهُ: أَبُو عثمان النهدي، وعمرو بْن أوس، والقاسم بْن مُحَمَّد، وموسى بْن وردان، [وميمون بْن مهران] ، وعبد الرَّحْمَن بْن أَبِي ليلى، وغيرهم.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ أَبِي مَنْصُورٍ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يَنَالَ [1] الصُّوفِيُّ، يُعْرَفُ بِتُرْكٍ كِتَابَةً [2] ، أَخْبَرَنَا أَبُو مُطِيعٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْمِصْرِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ النَّقَّاشُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الشافعي، حدثنا أحمد بن زياد ابن مِهْرَانَ الْعَدْلُ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، حَدَّثَنَا أَبُو شِهَابٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ قَيْسٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ: أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، «ايتوني بِكَتِفٍ وَدَوَاةٍ أَكْتُبُ لَكُمْ كِتَابًا لا تَضِلُّونَ بَعْدَهُ. ثُمَّ وَلَّى قَفَاهُ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْنَا فَقَالَ: يَأْبَى اللَّهُ وَالْمُؤْمِنُونَ إِلا أَبَا بَكْرٍ» . روى الزبير بن بكار، عن محمد بن الضَّحَّاكِ الْحِزَامِيِّ [3] ، عَنْ أَبِيهِ الضَّحَّاكِ، عَنْ عَبْدِ الرحمن ابن أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ هِشَامِ بْن عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبِي بَكْرٍ الصديق قدم الشام في تجارة، فرأى هنالك امْرَأَةً يُقَالُ لَهَا: ابْنَةُ الْجُودِيِّ، وَحَوْلَهَا وَلائِدُ، فَأَعْجَبَتْهُ فَقَالَ فِيهَا [4] :
تَذَكَّرْتُ لَيْلَى [5] وَالسَّمَاوَةُ دُونَهَا ... فما لابنة الجودىّ ليلى وما ليا
__________
[1] في المطبوعة: «نيال» وفي الأصل: «نبال» والمثبت عن المشتبه للذهبى: 672.
[2] في المطبوعة: «كنانة» .
[3] في الأصل والمطبوعة: «الحرامى» بالراء المهملة. والمثبت عن المشتبه: 223.
[4] الأبيات في كتاب نسب قريش: 276.
[5] في كتاب نسب قريش: تذكر ليلى.

(3/363)


وَأَنِّي تُعَاطِي قَلْبَهُ حَارِثِيَّة؟ ... تدمن [1] بصري أَوْ تحل الجوابيا
وأني تلاقيها؟ بلى! ولعلها ... إن النَّاس حجوا قابلًا أن توافيا
قَالَ: فَلَمَّاَ بَعَثَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ جَيْشَهُ إِلَى الشَّامِ قَالَ لِصَاحِبِ الْجَيْشِ: إِنْ ظَفِرْتَ بِلَيْلَى ابْنَةِ الْجُودِيِّ عَنْوَةً، فَادْفَعْهَا إِلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، فَظَفِرَ بِهَا، فَدَفَعَهَا إِلَيْهِ فَأُعْجِبَ بِهَا وَآثَرَهَا عَلَى نِسَائِهِ، حَتَّى شَكَيْنَهُ إِلَى عَائِشَةَ، فَعَاتَبْتُهُ عَلَى ذَلِكَ، فَقَالَ: وَاللَّهِ لَكَأَنِّي أَرْشُفُ مِنْ ثَنَايَاهَا حَبَّ الرُّمَّانِ! ثُمَّ إِنَّهُ جَفَاهَا حَتَّى شَكَتْهُ إِلَى عَائِشَةَ، فَقَالَتْ لَهُ عَائِشَةُ: يَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ، أَحْبَبْتَ لَيْلَى فَأَفْرَطْتَ، وَأَبْغَضْتَهَا فَأَفْرَطْتَ، فَإِمَّا أَنْ تُنْصِفَهَا وَإِمَّا أَنْ تُجَهِّزَهَا إِلَى أَهْلِهَا! فَجَهَّزَهَا إِلَى أَهْلِهَا وَكَانَتْ غَسَّانِيَّةً.
وشهد وقعة الجمل مَعَ أخته عَائِشَة.
أَخْبَرَنَا [أَبُو] [2] مُحَمَّدِ بْنُ أَبِي الْقَاسِمِ الدِّمَشْقِيُّ إذنا، أخبرنا أبى، حدثنا أبو القاسم ابن السَّمَرْقَنْدِيِّ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ النَّقُّورِ، أَخْبَرَنَا عيسى بن على، أخبرنا عبد الله ابن مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ عَائِشَةَ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ: أَنَّ مُعَاوِيَةَ كَتَبَ إِلَى مَرْوَانَ أَنْ يُبَايِعَ لِيَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ، فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: جِئْتُمْ بِهَا هِرَقْلِيَّةً! تُبَايِعُونَ لأَبْنَائِكُمْ؟! فَقَالَ مَرْوَانُ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ، هَذَا الَّذِي يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى: وَالَّذِي قَالَ لِوالِدَيْهِ أُفٍّ لَكُما 46: 17 [3] إِلَى آخِرِ الآيَةِ. فَغَضِبَتْ عَائِشَةُ وَقَالَتْ: وَاللَّهِ مَا هُوَ بِهِ، وَلَوْ شِئْتُ أَنْ أُسَمِّيَهُ لَسَمَّيْتُهُ.
وروى الزُّبَيْر بْن بكار قَالَ: حَدّثَني إبراهيم بن محمد بن عبد العزيز الزهري، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدّه قَالَ: بعث معاوية إِلَى عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي بَكْر الصديق بمائة ألف درهم، بعد أن أَبِي البيعة ليزيد بْن معاوية، فردها عَبْد الرَّحْمَن وأبى أن يأخذها، وقَالَ: لا أبيع ديني بدنياي! وخرج إِلَى مكَّة فمات بها، قبل أن تتم البيعة ليزيد. وكان موته فجأة من نومة نامها، بمكان اسمه حبشي [4] عَلَى نحو عشرة أميال من مكَّة، وحمل إِلَى مكَّة فدفن بها. ولما اتصل خبر موته بأخته عَائِشَة ظعنت إِلَى مكَّة حاجة، فوقفت عَلَى قبره، فبكت عَلَيْهِ وتمثّلت [5] :
__________
[1] دمن: حل ولزم.
[2] سقط من الأصل، والمثبت عن المطبوعة، والعبر للذهبى: 314.
[3] سورة الأحقاف، الآية: 17.
[4] حبشي: جبل بأسفل مكة.
[5] الكامل المبرد: 1198، والشعر والشعراء لابن قتيبة: 338. والبيتان لمتمم بن نويرة من قصيدة طويلة، ومن أحسن ما قال.

(3/364)


وكنا كندماني جذيمة حقبة ... من الدهر حتَّى قيل: لن يتصدعا
فلما تفرقنا كأني ومالكا ... لطول اجتماع لم نبت ليلة معا
أما والله لو حضرتك لدفنتك حيث مت، ولو حضرتك ما بكيتك.
وكان موته سنة ثلاث، وقيل: سنة خمس وخمسين، وقيل: سنة ست وخمسين، والأول أكثر.
أَخْرَجَهُ الثلاثة.
3339- عَبْد الرَّحْمَن بن عبد الله بن عثمان الثقفي
عَبْد الرَّحْمَن بْن عَبْد اللَّه بْن عثمان الثقفي. وهو ابْنُ أم الحكم.
تقدم فِي ترجمة: عبد الرحمن بن أم الحكم.
3340- عبد الرحمن أبو عبد الله
(س ع) عَبْد الرَّحْمَن أَبُو عَبْد اللَّه، غير منسوب.
رَوَى أَبُو عِمْرَانَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْن عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ- وَكَانَتْ لَهُ صُحْبَةٌ- قَالَ: نَظَرَ رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى عِصَابَةٍ، فَقَالَ: مَنْ هَذِهِ؟ قَالُوا: الأَزْدُ. فَقَالَ:
أَتَتْكُمُ الأَزْدُ، أَحْسَنُ النَّاسِ وُجُوهًا، وَأَعْذَبُهُ [1] أَفْوَاهًا، وَأَصْدَقُهُ لِقَاءً. وَنَظَرَ إِلَى كَبْكَبَةً [2] فَقَالَ:
مَنْ هَذِهِ؟ قَالُوا: بَكْرُ بْنُ وَائِلٍ. فَقَالَ- رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اللَّهمّ اجْبُرْ كَسِيرَهُمْ وَآوِ طَرِيدَهُمْ وَلا تَرُدَّنَّ مِنْهُمْ سَائِلا» . أخرجه أبو نعيم وأبو موسى.
3341- عبد الرحمن بن عبد رب الأنصاري
(س) عَبْد الرَّحْمَن بْن عَبْد رب الْأَنْصَارِيّ.
أورده ابْنُ عقدة وحده.
أَخْبَرَنَا أَبُو مُوسَى إِذْنًا، أَخْبَرَنَا السَّيِّدُ أَبُو مُحَمَّدٍ حَمْزَةُ بْنُ الْعَبَّاسِ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْفَضْلِ الْمِصْرِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَدِينِيُّ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بن محمد بن سعيد، حدثنا محمد ابْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِسْحَاقَ الرَّاشِدِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خَلَفٍ النُّمَيْرِيُّ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ
__________
[1] هذا أسلوب عربي فصيح. وكان الظاهر أن يقال: «وأعذبهم أفواها، وأصدقهم لقاء» . ورجال العربية يقولون، إن المعنى: وأعذب شيء أفواها، وأصدق شيء لقاء. فمن أجل هذا أفرد الضمير.
[2] الكبكبة: الجماعة المتضامة من الناس.

(3/365)


الْعَبْدِيُّ، عَنِ الأَصْبَغِ بْنِ نُبَاتَةَ، قَالَ: نَشَدَ عَلِيٌّ النَّاسَ فِي الرَّحْبَةِ: مَنْ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ غَدِيرِ خُمٍّ [1] ؟ مَا قَالَ إِلا قَامَ، وَلا يَقُومُ إِلا من سمع رسول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ، فَقَامَ بَضْعَةَ عَشَرَ رَجُلا فِيهِمْ: أَبُو أَيُّوبَ الأَنْصَارِيُّ، وَأَبُو عَمْرَةَ بْنُ عَمْرِو بن محصن، وأبو زينب، وسهل ابن حُنَيْفٍ، وَخُزَيْمَةُ بْنُ ثَابِتٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ ثَابِتٍ الأَنْصَارِيُّ، وَحَبَشِيُّ بْنُ جُنَادَةَ السَّلُولِيُّ، وَعُبَيْدُ بْنُ عَازِبٍ الأَنْصَارِيُّ، وَالنُّعْمَانُ بْنُ عَجْلانَ الأَنْصَارِيُّ، وَثَابِتُ بْنُ وَدِيعَةَ الأَنْصَارِيُّ، وَأَبُو فَضَالَةَ الأَنْصَارِيُّ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ رَبٍّ الأَنْصَارِيُّ، فَقَالُوا: نَشْهَدُ أَنَّا سَمِعْنَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «أَلا إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ وَلِيِّي وَأَنَا وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ، أَلا فَمَنْ كنت مولاه فعلي مولاه، اللَّهمّ وال من وَالاهُ، وَعَادِ مَنْ عَادَاهُ، وَأَحِبَّ مَنْ أَحَبَّهُ، وَأَبْغِضْ مَنْ أَبْغَضَهُ، وَأَعِنْ مَنْ أَعَانَهُ» . أَخْرَجَهُ أبو موسى.
3342- عبد الرّحمن بن أبى عبد الرحمن
(ب د ع) عبد الرحمن بن أبي عَبْد الرَّحْمَن، أَبُو عَمْرو المزني.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَضْلِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الْقَاهِرِ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ بَدْرَانَ الْحُلْوَانِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ النَّقُّورِ، حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْجَرَّاحِ، أَخْبَرَنَا الْبَغَوِيُّ، حَدَّثَنَا جَدِّي، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، حَدَّثَنَا أَبُو مَعْشَرٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ شِبْلٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُزَنِيِّ، عَنْ أَبِيهِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُزَنِيِّ قَالَ: سُئِلَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ أَصْحَابِ الأَعْرَافِ، فَقَالَ:
«قَوْمٌ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَهُمْ عَاصُونَ لآبَائِهِمْ، فَمَنَعَهُمْ مِنَ الْجَنَّةِ مَعْصِيَةُ آبَائِهِمْ، وَمَنَعَهُمْ مِنَ النَّارِ قَتْلُهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ [2] . أَخْرَجَهُ الثلاثة، إلا أن أبا نعيم وأبا عُمَر قالا: عَبْد الرَّحْمَن المزني، وسيذكر فِي موضعه إن شاء اللَّه تعالى. وقَالَ أَبُو عُمَر: «وقيل: اسم أبيه محمد، وهو للصواب، وله ابن أخ يسمى عبد الرحمن» .
3343- عبد الرحمن بن عبد القاري
(ب) عَبْد الرَّحْمَن بْن عَبْد [3] القاري، والقارة: هُمْ ولد الهون بْن خزيمة، أخي أسد بن خزيمة.
__________
[1] غدير خم- بضم الخاء وتشديد الميم-: موضع بين مكة والمدينة، تصب فيه عين هناك.
[2] رواه ابن مردويه وابن جرير وابن أبى حاتم، من طرق، عن أبى معشر، عن يحيى من شبل، عن يحيى بن عبد الرحمن المزني، عن أبيه، به. ينظر تفسير ابن كثير، الآية رقم 46 من سورة الأعراف.
[3] في المطبوعة: «عبيد» . والمثبت عن الأصل. والاستيعاب: 839.

(3/366)


ولد عَلَى عهد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ليس لَهُ مِنْهُ سماع، ولا لَهُ مِنْهُ رواية.
قَالَ الواقدي: هُوَ صحابي، وذكره فِي كتاب الطبقات، فِي جملة من ولد عَلَى عهد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وقَالَ: كَانَ مَعَ عَبْد اللَّه بْن الأرقم عَلَى بيت المال، فِي خلافة عمر بن الخطاب.
أخرجه أبو عمر.
3344- عبد الرحمن بن عبد
(د ع) عَبْد الرَّحْمَن بْن عَبْد، وَيُقَال: بن عُبَيْد، أَبُو راشد، يكنى [1] أبا مغوية [2] .
روى عَنْهُ ابنه عثمان، حديثه فِي الشاميين، روى عثمان بْن مُحَمَّد، عَنْ أَبِيهِ مُحَمَّد بْن عثمان، عَنْ أبيه عثمان بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَبِي [3] راشد بْن عُبَيْد قَالَ: قدمت عَلَى رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مائة راكب من قومي، فلما قربنا من النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وقفنا، فقالوا [4] لي: تقدم أنت يا أبا معاوية [5] .
أخرجه هاهنا ابْنُ منده وَأَبُو نعيم، وأخرجه أَبُو نعيم ترجمة أخرى هُوَ وَأَبُو عُمَر، وهي:
عَبْد الرَّحْمَن أَبُو راشد، فأمَّا أَبُو نعيم فجعلهما ترجمتين، وأمَّا أَبُو عُمَر فلم يذكر غير ترجمة واحدة، وهي: عَبْد الرحمن أَبُو راشد.
3345- عبد الرحمن بن عبيد الله
(ب) عَبْد الرَّحْمَن بْن عُبَيْد اللَّه بْن عثمان بْن عَمْرو بْن كعب بْن سعد بْن تيم بْن مرة الْقُرَشِيّ التيمي، أخو طلحة بْن عُبَيْد اللَّه.
لَهُ صحبة، قتل يَوْم الجمل فِي جمادى الآخرة سنة ست وثلاثين، فيها قتل أخوه طلحة، قاله أَبُو عمر [6] .
3346- عبد الرحمن بن عبيد النميري
(ع س) عَبْد الرَّحْمَن بْن عُبَيْد النميري.
عداده فِي الشاميين، ذكره ابْنُ أَبِي عاصم في الآحاد، أفرده أبو نعيم بترجمة.
__________
[1] أي: كان يكنى أبا مغويه. وقد مضى ذلك في ترجمة عبد الرحمن أبى راشد.
[2] في المطبوعة: «معاوية» وهو خطأ.
[3] في المطبوعة: «عبد الرحمن بن أبى راشد» وهو خطأ كذلك، فأبو راشد كنية عبد الرحمن.
[4] في الأصل والمطبوعة: «فقال» والمثبت مما رواه الحافظ في الإصابة 2/ 401 عن الدولابي، فسياقه: «فلما دنونا من النبي صلى الله عليه وسلم وقفوا، وقالوا لي: تقدم إليه ... »
[5] في الأصل والمطبوعة: «معاوية» وهو خطأ نبهنا عليه من قبل.
[6] الاستيعاب، الترجمة 1434: 839.

(3/367)


أَخْبَرَنَا أَبُو مُوسَى إِذْنًا، أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ وأحمد ابن عَبْدِ اللَّهِ قَالا: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا أَحْمَدَ بْنِ عَمْرِو بْنِ أَبِي عَاصِمٍ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ، حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ، حَدَّثَنَا الأَوْزَاعِيُّ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أبى عمرو السّيبانى [1] ، عن عبد الله بن الدَّيْلَمِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عُبَيْدٍ النُّمَيْرِيِّ قَالَ: «إِنَّ الإِسْلامَ خَمْسَ عَشْرَةَ وَثَلاثُمِائَةِ شَرِيعَةٍ، مَا مِنْ عَبْدٍ يَعْمَلُ بِخَصْلَةٍ مِنْهَا الْتِمَاسَ ثَوَابِهَا إِلا أَدْخَلَهُ اللَّهُ الْجَنَّةَ» .
قَالَ ابْنُ أَبِي عَاصِمٍ: لَيْسَ هَذَا فِي كِتَابِي مَرْفُوعًا. وَرَوَاهُ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي سِنَانٍ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ عُبَيْدٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
أَخْرَجَهُ أَبُو نُعَيْمٍ وأبو موسى.
3347- عبد الرحمن بن عتاب
(س) عَبْد الرَّحْمَن بْن عتاب بْن أسيد بْن أَبِي العيص بْن أمية بن عبد شمس الْقُرَشِيّ الأموي. وأمه جويرية بِنْت أَبِي جهل التي كَانَ علي بْن أَبِي طَالِب رَضِيَ اللهُ عَنْهُ يخطبها، فنهاه عَنْهَا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فتزوجها عتاب، فولدت لَهُ عَبْد الرَّحْمَن.
وكان مَعَ عَائِشَة يَوْم الجمل، فكان يصلي بهم إمامًا. وقتل يَوْم الجمل بالبصرة، فلما رآه عليّ قتيلًا قَالَ: هَذَا يعسوب [2] القوم. ولما قتل حملت الطير يده حتَّى ألقتها بالمدينة، فعرفوا أنها يده بخاتمه. فصلوا عليها ودفنوها.
أَخْرَجَهُ أَبُو موسى مختصرا.
3348- عبد الرحمن بن عتبة
(ب) عَبْد الرَّحْمَن بْن عتبة بْن عويم بْن ساعدة.
أَخْرَجَهُ أَبُو عُمَر مختصرًا، ولا تصح له صحبة ولا رؤية.
3349- عبد الرحمن بن عثمان
(ب د ع) عَبْد الرَّحْمَن بْن عثمان بْن عُبَيْد اللَّه الْقُرَشِيّ التيمي. وهو ابْنُ أخى طلحة ابن عُبَيْد اللَّه، وأمه عميرة بِنْت جدعان أخت عَبْد اللَّه بْن جدعان.
أسلم يَوْم الحديبية، وقيل: أسلم يَوْم الفتح. وشهد اليرموك مَعَ أَبِي عبيدة بْن الجراح، وله من الولد مُعَاذٌ وعثمان، رويا عَنْهُ، وروى عَنْهُ سَعِيد بْن المسيب وَأَبُو سَلَمَةَ، وَيَحْيَى بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَاطِبِ.
__________
[1] في الأصل والمطبوعة: «الشيباني» بالشين المعجمة، وهو خطأ ينظر الإصابة: 2/ 402، والمشتبه للذهبى: 382.
[2] يعسوب القوم: رأيهم، تشبيها بفحل النحل.

(3/368)


وكان من أصحاب ابن الزُّبَيْر، فقتل معه، فأمر بِهِ ابْنُ الزُّبَيْر فدفن فِي المسجد، وأخفي قبره وأجرى عَلَيْهِ الخيل لئلا يراه أهل الشام.
أَخْبَرَنَا الْمَنْصُورُ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْمَخْزُومِيُّ بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَحْمَدَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الدَّوْرَقِيِّ، حَدَّثَنَا الطَّالْقَانِيُّ إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي الْمُنْكَدِرُ بن محمد ابن الْمُنْكَدِرِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عُثْمَانَ التَّيْمِيِّ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ عِيدٍ قَائِمًا فِي السوق، ينظر الناس يَمُرُّونَ [1] .
وَأَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ مَحْمُودٍ وَعَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ هِبَةِ اللَّهِ بِإِسْنَادَيْهِمَا إِلَى مُسْلِمِ بْنِ الْحَجَّاجِ قَالَ:
حَدَّثَنَا أَبُو الطَّاهِرِ وَيُونُسُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى [2] قَالا: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وهب، أخبرنى عمرو بن ابن الْحَارِثِ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الأَشَجِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَاطِبٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عُثْمَانَ التَّيْمِيِّ: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نَهَى عَنْ لُقَطَةِ [3] الْحَاجِّ.
أَخْرَجَهُ الثلاثة، وأخرجه أَبُو مُوسَى فَقَالَ: استدركه أَبُو زكريا- يعني ابْنُ منده- عَلَى جَدّه، وَقَدْ أورده جده مشروحًا.
3350- عَبْد الرَّحْمَن بْن عثمان بْن مظعون
عَبْد الرَّحْمَن بْن عثمان بْن مظعون الجمحي، يذكر نسبه عند أَبِيهِ إن شاء اللَّه تَعَالى. وأمه وأم أخيه السائب بْن عثمان: خولة بِنْت حكيم بْن أمية بْن حارثة بْن الأوقص السلمية [4] .
لم يذكروه وَإِنما ذكرته لأن أباه توفي سنة اثنتين بالمدينة، وأمه أيضًا كانت بالمدينة، فلا كلام أَنَّهُ كَانَ في حياة النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ موجودا، وله عدة سنين، والله أعلم.
3351- عبد الرحمن بن عدي
(س) عَبْد الرَّحْمَن بْن عدي، شهد أحدًا. وقَدْ ذكرنا نسبه فِي ترجمة أخيه ثابت [5] ابن عدي.
وقتل عَبْد الرَّحْمَن يَوْم جسر أَبِي عبيد.
أخرجه أبو موسى مختصرا.
__________
[1] رواه الإمام أحمد في مسندة عن إبراهيم بن إسحاق بإسناده، المسند 3/ 499.
[2] في المطبوعة: «عبد العلى» وهو خطأ.
[3] مسلم، كتاب اللقطة، باب في لقطة الحاج: 5/ 137.
والمعنى: أنه عليه السلام نهى عن التقاطها للتملك، وأما التقاطها للحفظ فقط فلا منع منه.
[4] كتاب نسب قريش: 394.
[5] الترجمة رقم 565: 273.

(3/369)


3352- عبد الرحمن بن عديس
(ب د ع) عَبْد الرَّحْمَن بْن عديس بْن عَمْرو بْن عُبَيْد بْن كلاب بْن دهمان بْن غنم بْن هميم بْن ذهل بْن هني بْن بلي.
كذا نسبه ابْنُ منده وَأَبُو نعيم، وهو بلوي. لَهُ صحبة، وشهد بيعة الرضوان، وبايع فيها.
وكان أمير الجيش القادمين من مصر لحصر عثمان بْن عفان، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، لما قتلوه.
روى عَنْهُ جماعة من التابعين بمصر، منهم: أَبُو الحصين الهيثم بن شفىّ [1] ، وعبد الرحمن ابن شماسة، وَأَبُو ثور الفهمي.
رَوَى ابْنُ لَهِيعَةَ، عن عياش بْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ أَبِي الْحُصَيْنِ الْحَجْرِيِّ، عَنْ عبد الرحمن ابن عُدَيْسٍ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «سَيَخْرُجُ نَاسٌ مِنْ أُمَّتِي يُقْتَلُونَ بِجَبَلِ الْخَلِيلِ» ، قَالَ. فَلَمَّا كَانَتِ الْفِتْنَةُ كَانَ ابْنُ عُدَيْسٍ مِمَّنْ أَخَذَهُ مُعَاوِيَةُ فِي الرَّهْنِ فَسَجَنَهُمْ بِفِلَسْطِينَ، فَهَرَبُوا مِنَ السِّجْنِ، فَاتُّبِعُوا حَتَّى أُدْرَكُوا، فَأَدْرَكَ فَارِسٌ مِنْهُم ابْنَ عُدَيْسٍ، فَقَالَ لَهُ ابْنُ عُدَيْسٍ:
وَيْحَكَ! اتَّقِ اللَّهَ فِي دَمِي، فَإِنِّي مِنْ أَصْحَابِ الشَّجَرَةِ! فَقَالَ: الشَّجَرُ بِالْخَلِيلِ كَثِيرٌ. فَقَتَلَهُ سَنَةَ سِتٍّ وَثَلاثِينَ.
أخرجه الثلاثة.
3353- عبد الرحمن بن عرابة الجهنيّ
(ب د ع) عَبْد الرَّحْمَن بْن عرابة الجهني. وقيل: عَبْد اللَّه، والصواب: رفاعة بْن عرابة.
قاله أَبُو نعيم، وَقَدْ تقدم فِي «رفاعة [2] » وفي «عَبْد اللَّه [3] » .
روى مُعَاذُ بْن عَبْد اللَّهِ بْن خبيب [4] ، عَنْ عَبْد الرَّحْمَن بْن عرابة الجهني، وله صحبة من رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «أدنى أهل الجنة حظا قوم يخرجون من النار برحمته، فيدخلون الجنة،
__________
[1] في الأصل والمطبوعة: «الهيثم بن سفيان» وهو خطأ، وصوابه ما أثبتناه، قال الحافظ في التهذيب 11/ 98:
«الهيثم بن شفى- بفتح الشين المعجمة، وتخفيف الفاء- ضبطه الدارقطنيّ وقال: من ضم الشين وثقل فقد وهم» وذكر في ترجمته أنه روى عن عبد الرحمن بن عديس البكري. والبكري في التهذيب خطأ، صوابه: للبلوى. وينظر كذلك الجرح:
4/ 2/ 79.
[2] الترجمة 1693: 2/ 231.
[3] الترجمة 3070: 3/ 337.
[4] في الأصل والمطبوعة: «حبيب» بالحاء، وهو خطأ، ينظر الترجمة 3070: 3/ 337، التعليق رقم: 1.

(3/370)


فيقال لهم: تمنّوا. فيقولون: ربنا أعطنا، أعطنا، حتَّى إِذَا قَالُوا: ربنا حسبنا! قَالَ: هذا لكم وعشرة أمثاله» . أخرجه الثلاثة.
3354- عبد الرحمن بن عسيلة
(ب د ع) عَبْد الرَّحْمَن بْن عسيلة أَبُو عَبْد اللَّه الصنابحي- قبيلة باليمن، نسب إليها أَبُو عَبْد اللَّه- كَانَ مسلما عَلَى عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهاجر إِلَيْه، فلما وصل إِلَى الجحفة لقيه الخبر بوفاة رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قبله بخمسة أيام.
وهو معدود من كبار التابعين. نزل الكوفة، روى عَنْ أَبِي بكر، وعمر، وبلال، وعبادة ابن الصامت، وكان فاضلًا.
روى يزيد بْن أَبِي حبيب، عَنْ أَبِي الخير قَالَ: قلت للصنابحي: هاجرت؟ قَالَ: خرجت من اليمن، فقدمنا الجحفة ضحى، فمر بنا راكب فقلنا: ما وراءك؟ قَالَ: قبض رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ منذ خمس. وقيل: بل توفي قبل وصوله بيومين.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْبَرَكَاتِ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ هِبَةِ الله الدمشقي، أخبرنا أبو عبد الرحمن محمد ابن مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي بَكْر الخطيب الكشميهني وولده أَبُو البدائع [1] محمود بْن محمد والقاضي أبو سليمان مُحَمَّد بْن عليّ بْن خَالِد الموصلي الإربلي قَالُوا: أخبرنا أَبُو مَنْصُور مُحَمَّد بْن عليّ الدولابي [2] ، حَدَّثَنَا جدي أَبُو غانم، أخبرنا أَبُو العباس عبد الله بن الحسين بن الحسن بن أحمد ابن النضر النضري القاضي، أخبرنا أَبُو مُحَمَّد الحارث بْن أَبِي أسامة، حَدَّثَنَا روح، حَدَّثَنَا مَالِك وزهير بْن مُحَمَّد قالا: حَدَّثَنَا زَيْد بْن أسلم، عن عطاء بْن يسار قَالَ: سَمِعْتُ أبا عَبْد اللَّه الصنابحي يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إن الشمس تطلع بين قرني شيطان، فإذا طلعت قارنها، فإذا ارتفعت فارقها، فإذا دنت للغروب قارنها فإذا غربت فارقها، فلا تصلوا عند هذه الساعات الثّلاث [3] » . أخرجه الثلاثة.
__________
[1] في المطبوعة: «أبو البديع» والمثبت عن الأصل.
[2] في الأصل: «الرولاقى» . وأبو غانم هو أحمد بن على بن الحسين المروزي، له ترجمة في العبر: 3/ 205.
[3] رواه الإمام أحمد عن عبد الرزاق عن معمر، عن زين بن أسلم بإسناده مثله. المسند: 4/ 348.

(3/371)


3355- عبد الرحمن أبو عقبة الفارسي
(ع س) عَبْد الرَّحْمَن أَبُو عقبة الفارسي، مَوْلَى الأنصار.
روى يَحيى بْن العلاء، عن دَاوُد بْن حصين، عن عقبة بْن عَبْد الرَّحْمَن، عن أَبِيهِ قَالَ: شهدت مَعَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أحدًا، فضربت رجلًا فقلت: خذها وأنا الغلام الفارسي. فسمعها النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: «هلا قلت: خذها وأنا الغلام الأنصاري [1] ، فإنّ مولى القوم منهم» .
كذا أَخْرَجَهُ أَبُو نعيم وَأَبُو مُوسَى. وَقَدْ روي غيره عن دَاوُد فَقَالَ: عَبْد الرَّحْمَن بْن عقبة، عن أَبِيهِ. أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَرِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ بإسناده إلى يونس بن بكير، عن ابن إِسْحَاق قَالَ: حَدَّثَنِي دَاوُد بْن الحصين، عن عبد الرحمن بن عقبة، عن أبيه عقبة- مَوْلَى جبر بْن عتيك الْأَنْصَارِيّ- قَالَ: شهدت أحدا مع مولاي، فضربت رجلا من المشركين، فلما قتلته قلت: خذها مني وأنا الرجل الفارسي. فبلغت رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ، فَقَالَ: «ألا قَالَ: خذها وأنا الرجل الْأَنْصَارِيّ، إن مولى القوم من أنفسهم؟» . وذكره ابْنُ قانع فَقَالَ: عَبْد الرَّحْمَن الأزرق الفارسي. وهو هذا، والله أعلم.
3356- عبد الرحمن بن أبى عقيل
(ب د ع) عبد الرحمن بن أبي عقيل بْن مَسْعُود بْن مُعَتّب بْن مَالِك بْن كعب بن عمرو ابن سعد بْن عوف بْن ثقيف الثقفي.
كذا نسبه هشام بْن الكلبي. وهو ابْنُ عم الحجاج بْن يُوْسٌف بْن الحكم بْن أَبِي عقيل.
وَقَدْ اختلفوا فِي نسبه وأجمعوا عَلَى أَنَّهُ من ثقيف، ولعبد الرَّحْمَن صحبة.
روى عَنْهُ عَبْد الرَّحْمَن بْن علقمة الثقفي. وَقَدْ ذكر قوم عَبْد الرَّحْمَن بْن علقمة الثقفي فِي الصحابة وصحبة عَبْد الرَّحْمَن بْن أبي عقيل صحيحة. ويروى عَنْهُ أيضًا: هشام بْن المغيرة الثقفي، قاله، أَبُو عُمَر.
وأمَّا ابْنُ منده وَأَبُو نعيم فقالا: عبد الرحمن بن أَبِي عقيل الثقفي. ولم ينسباه أكثر من ذَلِكَ، وقالا: يُقال إنه ابْنُ أم الحكم بنت أبى سفيان. بعد في الكوفيين. روى عنه:
__________
[1] أخرجه ابن ماجة، عَنْ أَبِي بكر بْن أَبِي شيبة، عَنِ حسين بن محمد، عن جرير بن حازم بن إسحاق، عن داود بن الحصين، عن عبد الرحمن بن أبى علقمة، عن أبى علقمة. ينظر كتاب الجهاد، باب النية في القتال، الحديث 2784: 2/ 931.

(3/372)


عَبْد الرَّحْمَن بْن علقمة، وَقَدْ تقدم حديثه فِي عَبْد الرَّحْمَن بْن أم الحكم، فإن صح ذكر «مَسْعُود [1] » عَلَى ما ذكره أَبُو عُمَر فِي نسبه [2]- فهو غير ابْنُ أم الحكم، والله أعلم.
3357- عبد الرحمن بن علقمة
(ب د ع) عَبْد الرَّحْمَن بْن علقمة- وقيل: ابْنُ أَبِي علقمة الثقفي- روى عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وذكر أن وفد تثقيف [قدموا] عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهو أحدهم.
روى عَنْهُ عَبْد الملك بْن مُحَمَّد بْن بشير أَنَّهُ قَالَ: [قدم وفد ثقيف [3]] عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ومعهم هدية، فَقَالَ: ما هَذِهِ؟ قَالُوا: صدقة قَالَ: إن الصدقة يبتغي بها وجه اللَّه تَعَالى، وأن الهدية يبتغى بها وجه رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وقضاء الحاجة. فقالوا: لا، بل هدية. فقبلها منهم. وروى عَنْهُ عون بْن أَبِي جحيفة أيضًا.
وقَالَ أَبُو حاتم: هُوَ تابعي، ليست لَهُ صحبة [4]
3358- عبد الرحمن بن على الحنفي
(ب د ع) عَبْد الرَّحْمَن بْن عليّ الحفنى اليمامي.
لَهُ صحبة، روى عَنْهُ عَبْد اللَّهِ بْن بدر أَنَّهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُول اللَّه صلى الله عليه وسلم: يقول «إن الله لا ينظر إلى امرئ لا يقيم صلبه فِي الركوع والسجود» .
تفرد بِهِ عَبْد الوارث بْن سَعِيد، عن أَبِي عَبْد اللَّه سَلَمة بْن تمام الشقري، عن عُمَر بْن جَابِر عن عَبْد اللَّه بْن بدر.
ورواه عكرمة بْن عمار، عن عَبْد اللَّه بْن بدر، عن طلق بْن عليّ. وهو الصواب [5] . أَخْرَجَهُ الثلاثة.
3359- عبد الرحمن الأكبر بن عمر
(ب د ع) عبد الرّحمن الأكبر ابن عُمَر بْن الخطاب. أخو عَبْد اللَّه وحفصة، أمهم زينب بِنْت مظعون، أخت عثمان بْن مظعون الجمحيّ [6] .
__________
[1] في المطبوعة: «ذكر ابن مسعود» والمثبت عن المخطوطة.
[2] الاستيعاب، ترجمة 1440: 841.
[3] سقط من مخطوطتنا. والمثبت عن مخطوطة دار الكتب 111 مصطلح حديث والمطبوعة.
[4] الجرح والتعديل لابن أبى حاتم، الترجمة 1293: 2/ 2/ 273.
[5] وهكذا أخرجه الإمام أحمد في مسندة عن وكيع عن عكرمة، المسند 4/ 22.
[6] كتاب نسب قريش: 348.

(3/373)


أدرك النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ولم يحفظ عَنْهُ، وعبد الرَّحْمَن بْن عُمَر الأوسط أَبُو شحمة، وهو الَّذِي ضربه عَمْرو بْن العاص، بمصر فِي الخمر، ثُمَّ حمله إلى المدينة فضربه أَبُوه عُمَر بْن الخطاب أدب الوالد، ثُمَّ مرض فمات بعد شهر.
كذا يرويه معمر، عن الزُّهْرِيّ، عن سالم، عن أَبِيهِ. أما أهل العراق فيقولون: إنه مات تحت السياط. وذلك غلط، وعبد الرَّحْمَن بْن عُمَر الأصغر هُوَ أَبُو المجبر، والمجبر أيضًا اسمه [عَبْد الرَّحْمَن بْن] [1] عَبْد الرَّحْمَن بْن عُمَر وإنما قيل لَهُ: «المجبر» لأنه وقع وهو غلام، فكسر. فأتي بِهِ إلى عمته حفصة أم المؤمنين، فقيل لها انظري إلى ابْنُ أخيك المكسر.
فقالت: ليس بالمكسر، ولكنه المجبر [2] . قاله أَبُو عُمَر.
وقَالَ ابْنُ منده: كناه النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أبا عيسى. وأراد أبوه عمر أن يغير كنيته فقال:
يا أمير المؤمنين، والله أن رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كناني بها.
قَالَ أَبُو نعيم: وهم فِيهِ بعض المتأخرين- يعني ابْنُ منده- فعده من الصحابة، وهذه الكنية كني بها رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المغيرة بْن شُعْبَة، لا عَبْد الرَّحْمَن، وإنما عَبْد الرَّحْمَن قَالَ لأبيه لما أراد إن يغير كنيته- وكانت «أبا عِيسَى» - والله: أن رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كني بها المغيرة ابن شعبة.
أخرجه الثلاثة.
3360- عبد الرحمن بن عمرو بن غزية
(س) عَبْد الرَّحْمَن بْن عَمْرو بْن غزية الأنصاري.
أورده الطبراني، وروى عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ عَمْرو الْأَنْصَارِيّ- وهو ابْنُ محصن- عن عَبْد الرَّحْمَن الْأَنْصَارِيّ- أحد بني النجار- قَالَ: قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «من اقتراب الساعة كثرة القطر وقلة النبات، وكثرة الأمراء وقلة الأمناء» . أَخْرَجَهُ أَبُو مُوسَى، وذكره أَبُو عُمَر فِي أخيه: الحارث بن عمرو.
3361- عبد الرحمن بن أبى عمرة
(ع س) عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي عمرة.
مختلف فيه، ذكره الحضرميّ في الوحدان.
__________
[1] سقط من مخطوطتنا. والمثبت عن نسخة الدار 111 مصطلح حديث والمطبوعة.
[2] كتاب نسب قريش: 356.

(3/374)


أخبرنا أبو موسى إجازة، أخبرنا أبو علي، أخبرنا أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن محمد، حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي، حَدَّثَنَا عَبْد الرَّحْمَن بْن شريك، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا عثمان بْن أَبِي زرعة، عن سالم بن بْن الجعد، عن عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي عمرة قَالَ: أُتِيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُل فَقَالَ: كيف أصبحتم يا آل مُحَمَّد؟ قَالَ: «بخير من رَجُل لم يعد مريضًا ولم يصبح صائمًا» . أَخْرَجَهُ أَبُو نعيم وأبو مُوسَى.
عمرة: بفتح العين وآخره هاء.
3362- عبد الرحمن بن أبى عميرة
(ب د ع) عبد الرحمن بن أبي عميرة [المزني. عداده فِي الشاميين.
وقَالَ الوليد بْن مُسْلِم: عَبْد الرَّحْمَن بْن عميرة، وقيل: عَبْد الرَّحْمَن بْن أبي عمير المزني وقيل: عَبْد الرَّحْمَن بْن عمير، أَوْ عميرة الْقُرَشِيّ] [1] حديثه مضطرب، لا يثبت فِي الصحابة.
أخبرنا إبراهيم بن محمد وغير واحد بإسنادهم إلى محمد ابن عِيسَى السلمي، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن يَحيى، حَدَّثَنَا أَبُو مُسْهِرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْد الْعَزِيزِ، عَنْ رَبِيعة بْن يزيد، عن عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي عُمَيْرَةَ- وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ لِمُعَاوِيَةَ: «اللَّهمّ اجْعَلْهُ هاديا مهديّا، واهدبه [2] » . قَالَ أَبُو عُمَر: «ومنهم من يوقف، حديثه هَذَا ولا يرفعه.
ومن حديثه: «لا عدوى ولا هامة» . وروى فِي فضل قريش، قَالَ: وحديثه منقطع الإسناد مرسل، لا تثبت أحاديثه ولا تصح صحبته [3] » .
3363- عبد الرحمن بن العوام
(س) عَبْد الرَّحْمَن بْن العوام بْن خويلد بْن أسد بْن عبد العزى بْن قصي الْقُرَشِيّ الأسدى:
وأمه أم الخير بِنْت مَالِك بْن عميلة بْن السباق بْن عبد الدار بْن قصي [4] .
__________
[1] سقط من المطبوعة.
[2] تحفة الأحوذي، أبواب المناقب، مناقب معاوية بن أبى سفيان: 10/ 340، 341. وقال الترمذي: «هذا حديث حمل غريب» .
[3] الاستيعاب، الترجمة 1445، 843، 844.
[4] كتاب نسب قريش: 235.

(3/375)


أسلم عام الفتح، وصحب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وقَالَ الزَُبَيْر: كَانَ اسمه فِي الجاهلية عَبْد الكعبة، فسماه رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَبْد الرَّحْمَن. استشهد يَوْم اليرموك، وقتل ابنه عَبْد اللَّه بْن عَبْد الرَّحْمَن يَوْم الدار.
وقَالَ أَبُو عَبْد اللَّه العدوي فِي كتاب «النسب» لَهُ: بسبب عَبْد الرحمن هذا هجا حسان ابن ثابت آل الزَُبَيْر بْن العوام، قَالَ: وهذا هُوَ الثبت، ولا يصح قول من قَالَ: «إن ذَلِكَ كَانَ بسبب عَبْد اللَّه بْن الزبير» .
أخرجه أبو موسي.
3364- عبد الرحمن بْن عوف
(ب د ع) عَبْد الرَّحْمَن بْن عوف بْن عَبْد عوف بْن عَبْد بْن الحارث بْن زهرة بْن كلاب ابن مرة الْقُرَشِيّ الزُّهْرِيّ، [1] يكنى أبا مُحَمَّد. كَانَ اسمه فِي الجاهلية: عَبْد عَمْرو، وقيل:
عَبْد الكعبة، فسماه رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَبْد الرَّحْمَن. وأمه الشفا بِنْت عوف بن عبد بن الحارث ابن زهرة.
ولد بعد الفيل بعشر سنين، وأسلم قبل أن يدخل الرَّسُول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دار الأرقم وكان أحد الثمانية الَّذِيِْنَ سبقوا إلى الْإِسْلَام، وأحد الخمسة الَّذِيِْنَ أسلموا عَلَى يد أَبِي بَكْر، وَقَدْ ذكرناهم فِي ترجمة أَبِي بَكْر، وكان من المهاجرين الأولين، هاجر إِلَى الحبشة، وَإِلى المدينة. وآخى رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بينه وبين سعد بْن الربيع.
وشهد بدرا وأحدا والمشاهد كلها مع رَسُول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ، وبعثه رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى دومة الجندل إلى كلب، وعممه بيده وسدلها بين كتفيه [2] . وقَالَ لَهُ: إن فتح اللَّه عليك فتزوج ابْنَة ملكهم- أَوْ قَالَ: شريفهم- وكان الأصبغ [3] بْن ثعلبة بْن ضمضم الكلبي شريفهم، فتزوج ابنته تماضر بِنْت الأصبغ، فولدت لَهُ أبا سَلَمة بْن عَبْد الرَّحْمَن.
وكان أحد العشرة المشهود لهم بالجنة، وأحد الستة أصحاب الشورى، الَّذِيِْنَ جعل عُمَر ابن الخطاب الخلافة فيهم، وأخبر أن رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ توفي وهو عَنْهُمْ راض، وصلى رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خلفه فِي سفرة. وجرح يَوْم أحد إحدى وعشرين جراحة، وجرح فِي رجله فكان يعرج منها، وسقطت ثنيتاه فكان أهتم.
__________
[1] كتاب نسب قريش: 265.
[2] سيرة ابن هشام: 2/ 632.
[3] في كتاب نسب قريش 267: «الأصبغ بن عمرو بن ثعلبة بن الحارث بن حصن بن ضمضم» .

(3/376)


وكان كَثِيْر الإنفاق فِي سبيل اللَّه، عزَّ وجلَّ، أعتق فِي يَوْم واحد ثلاثين عبدًا.
أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مِهْرَانَ الْفَقِيهُ، وإسماعيل بن علي المذكر وغيرهما، قَالُوا بإسنادهم إِلَى أَبِي عِيسَى الترمذي: حَدَّثَنَا صالح بْن مسمار المروزي، حَدَّثَنَا ابْنُ أبي فديك، عن موسي ابن يعقوب، عن عُمَر [1] بْن سَعِيد، عن عَبْد الرَّحْمَن بْن حميد، عن أَبِيهِ: أن سَعِيد بْن زَيْد حدثه فِي نفر أن رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: عشرة فِي الجنة: أَبُو بَكْرٍ فِي الْجَنَّةِ وَعُمَرُ فِي الْجَنَّةِ، وعلي، وعثمان، والزبير، وطلحة وعبد الرَّحْمَن بْن عوف وأبو عبيدة بْن الجراح وسعد بْن أَبِي وقاص- قَالَ: فعد هَؤُلَاءِ التسعة وسكت عن العاشر- فَقَالَ القوم: ننشدك اللَّه [2] من العاشر؟ قَالَ:
نشدتموني باللَّه، أَبُو الأعور فِي الجنة» قَالَ: هُوَ سَعِيد بْن زَيْد بْن عَمْرو بْن نفيل [3] » .
أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَرَجِ بْنُ أَبِي الرَّجَاءِ الأَصْبَهَانِيُّ قَالَ: قرئ عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ وَأَنَا حَاضِرٌ أَسْمَعُ، أخبرنا أبو نعيم الحافظ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَان بْن أَحْمَد، حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن حَمَّاد بْن زغبة، حَدَّثَنَا سَعِيد بْن عفير، حَدَّثَنَا سُلَيْمَان بْن بلال، عن يَحيى بْن سَعِيد، عن حميد، عن: أنس أن الرَّسُول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ آخى بين المهاجرين والأنصار، وآخى بين سعد بْن الربيع وبين عَبْد الرَّحْمَن بْن عوف، فَقَالَ لَهُ سعد: إن لي مالًا فهو بيني وبينك شطران، ولي امرأتان فأنظر أيتهما أحببت حتَّى أخالعها، فإذا حلت فتزوجها. فقال: لا حاجة لي فِي أهلك ومالك، بارك اللَّه لَكَ فِي أهلك ومالك، دلوني عَلَى السوق [4] » .
أخبرنا أَبُو مَنْصُور مُسْلِم بْن عَليّ بن محمد بْنُ السِّيحِيِّ [5] أَخْبَرَنَا أَبُو الْبَرَكَاتِ مُحَمَّدُ بْنُ محمد ابن خميس الجهني، أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرِ بْنُ طَوْقٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو القاسم بْن المرجي، أخبرنا أَحْمَد بن علي، حدثنا زهير بن حرب، حدثنا قتيبة بن سعيد، حدثنا عبد العزيز بن محمد الدّراوردى، عن عبد الرحمن بن حميد، عن أبيه، عن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ قَالَ: قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «عشرة فِي الجنة: أَبُو بَكْرٍ فِي الْجَنَّةِ، وَعُمَرُ فِي الْجَنَّةِ، وعثمان في الجنة،
__________
[1] في المطبوعة: «عمرو بن سعيد» وهو خطأ. والمثبت عن المخطوطة، والتهذيب: 7/ 453، والترمذي.
[2] في الترمذي: «ننشدك الله يا أبا الأعور» .
[3] تحفة الأحوذي، أبواب المناقب، مناقب عبد الرحمن بن عوف: 10/ 250، 251.
[4] أخرجه النسائي عن أحمد بن يحيى بن الوزير، عن سعيد بن عفير بإسناده، ينظر كتاب النكاح، باب الهدية لمن عرس: 6/ 137.
[5] في المطبوعة: «السنجى» وهو خطأ نبهنا عليه مرارا، وينظر التهذيب: 350.

(3/377)


وَعَلِيٌّ فِي الْجَنَّةِ، وَطَلْحَةُ فِي الْجَنَّةِ، وَالزُّبَيْرُ فِي الْجَنَّةِ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ فِي الجنة، وسعد ابن أَبِي وَقَّاصٍ فِي الْجَنَّةِ، وَسَعِيدُ بْنُ زَيْدٍ فِي الْجَنَّةِ، وَأَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ فِي الجنة» [1] قال: وحَدَّثَنَا أَحْمَد بْن عليّ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْن حيان الْمَصْرِيّ، حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن عمر ابن عُبَيْد اللَّه الرومي قَالَ: سَمِعْتُ خليل بْن مرة يحدث عن أَبِي ميسرة، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرحمن، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم: «فضل العالم عَلَى العابد سبعين درجة، ما بين كل درجتين كما بين السماء والأرض» . وقَالَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «عَبْد الرحمن بن عوف أمين في السماء، أمين فِي الأرض» ولما توفي عُمَر رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قَالَ عَبْد الرَّحْمَن بْن عوف لأصحاب الشورى الَّذِيِْنَ جعل عُمَر الخلافة فيهم: من يخرج نفسه مِنْها، ويختار للمسلمين؟ فلم يجيبوه إلى ذَلِكَ، فَقَالَ: أَنَا أخرج نفسي من الخلافة وأختار للمسلمين، فأجابوه إلى ذَلِكَ وأخذ مواثيقهم عَلَيْهِ، فاختار عثمان فبايعه.
والقصة مشهورة. وَقَدْ ذكرناها فِي «الكامل» فِي [2] التاريخ.
وكان عظيم التجارة مجدودًا [3] فيها، كَثِيْر المال. قيل: إنه دخل عَلَى أم سَلَمة فَقَالَ:
يا أمه، قَدْ خفت أن يهلكني كثرة مالي. قَالَتْ: «يا بني، أنفق» .
أخبرنا أَبُو مُحَمَّد بْن أبي القاسم كتابة، أخبرنا أَبِي، أخبرنا أَبُو عُمَر محمد بن محمد ابن القاسم، وأبو الفتح الْمُخْتَار بْن عَبْد الحميد، وأبو المحاسن أسعد بْن عليّ، وأبو القاسم الْحُسَيْن بْن عليّ بْن الْحُسَيْن قَالُوا: أخبرنا أَبُو الْحَسَن عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد بْن المظفر،.
أخبرنا عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن حموية، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيم بْن خزيم، حَدَّثَنَا عَبْد بْن حميد، حَدَّثَنَا يَحيى بْن إِسْحَاق، حَدَّثَنَا عمارة بن زاذان، عن ثابت البناني، عن أنس بْن مَالِك: أن عَبْد الرَّحْمَن بْن عوف لما هاجر آخى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم بينه وبين عثمان بْن عفان، فَقَالَ لَهُ: إن لي حائطين، فاختر أيهما شئت؟ فَقَالَ: بارك اللَّه لَكَ فِي حائطيك ما لهذا أسلمت دلني. على
__________
[1] أخرجه الإمام أحمد والترمذي عن قتيبة بن سعيد بإسناده: 1/ 193. وتحفة الأحوذي، أبواب المناقب، مناقب عبد الرحمن بن عوف: 10/ 249.
[2] الكامل لابن الأثير: 3/ 39.
[3] أي: ذا حظ في التجارة.

(3/378)


السوق. قال: فدله، فكان، يشتري السمينة، والأقيطة والأهاب [1] ، فجمع فتزوج. فأتى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: «بارك اللَّه لَكَ، أَوْلم ولو بشاة» . قَالَ: فكثر ماله، حتَّى قدمت لَهُ سبعمائة راحلة تحمل البر، وتحمل الدقيق والطعام. قَالَ: فلما دخلت المدينة سمع لأهل المدينة رجة، فقالت عَائِشَة: ما هَذِهِ الرجة؟ فقيل لها: عير قدمت لعبد الرَّحْمَن بْن عوف، سبعمائة بعير تحمل البر والدقيق والطعام. فقالت عائشة: سمعت النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: «يدخل عَبْد الرَّحْمَن بْن عوف الجنة حبوًا. فلما بلغ ذَلِكَ عَبْد الرَّحْمَن قَالَ: يا أمّه إني أشهدك أنها بأحمالها وأحلاسها [2] وأقتابها فِي سبيل اللَّه عزَّ وجلَّ» . [3] كذا فِي هَذِهِ الرواية أَنَّهُ آخى بينه وبين عثمان. والصحيح أَن هذا كَانَ، مَعَ سعد بْن الربيع الْأَنْصَارِيّ كما ذكرناه قبل.
وروى معمر عن الزُّهْرِيّ قَالَ: تصدق عَبْد الرَّحْمَن بْن عوف عَلَى عهد رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بشطر ماله أربعة آلاف، ثُمَّ تصدق بأربعين ألفًا، ثُمَّ تصدق بأربعين ألف دينار، ثُمَّ حمل عَلَى خمسمائة فرس فِي سبيل اللَّه، ثُمَّ حمل عَلَى خمسمائة راحلة فِي سبيل اللَّه. وكان عامة ماله من التجارة.
وروى حميد، عن أنس قَالَ: كَانَ بين خَالِد بْن الوليد وبين عَبْد الرَّحْمَن بْن عوف كلام، فَقَالَ خَالِد لعبد الرَّحْمَن: تستطيلون علينا بأيام سبقتمونا بها. فبلغ ذلك النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم، فقال: «دعوا لي أصحابى، فو الّذي نفسي بيده لو أنفق أحدكم مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا مَا أَدْرَكَ مُدَّ أَحَدِهِمْ ولا نصيفه» [4] . وهذا إنَّما كَانَ بَيْنَهُما لما سَيَّرَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَالِد بْن الوليد إلى بني جذيمة بعد فتح مكَّة، فقتل فيهم خَالِد خطأ، فودى رَسُول اللَّه صلى الله عليه وسلم القتلى، وأعطاهم ثمن ما أخذ منهم. وكان بنو
__________
[1] الأقط- بفتح فكسر-: لبن مجفف يابس يطبخ به، والقطعة منه: أقطة، والأقيطة تصغير لها. والإهاب:
الجلد قبل أن يدبغ.
[2] الأحلاس، جمع حلس وهو: الكساء الّذي يلي ظهر البعير تحت القتب، والقتب للبعير بمثابة البرذعة للسمار.
[3] أخرج الإمام أحمد نحوه عن عبد الصمد بن حسان عن عمارة ينظر المسند: 6/ 115
[4] أخرجه البخاري في كتاب فضائل أصحاب النبي عن أبى سعيد الخدريّ: 5/ 10، ومسلم في كتاب فضائل الصحابة، باب تحريم سب الصحابة عن أبى هريرة: 7/ 188. وكذلك أخرجه الإمام أحمد عن أبى سعيد الخدريّ: 3/ 11، 54.
والنصيف: النصف. والمعنى أن إنفاق مثل أحد ذهبا، لا يعدل صدقة أحدهم بنصف مد- والمد: كيل، وهو رطل وثلث عند أهل الحجاز، فهو ربع صاع- وهذا لأن نفقتهم كانت في وقت الحاجة، وإقامة الدين، ونصرة رسول الله صلى الله عليه وسلم وحمايته، وذلك معدوم بعده. وأيضا فإن نفقتهم كانت عن قلة، ونفقة غيرهم عن غنى، أضف إلى ذلك سبقهم إلى الإسلام وجهادهم.

(3/379)


جذيمة قَدْ قتلوا فِي الجاهلية «عوف بْن عَبْد عوف» والد عَبْد الرَّحْمَن بْن عوف، وقتلوا الفاكة بْن المغيرة، عم خَالِد، فقال لَهُ عَبْد الرحمن: إنَّما قتلتهم لأنهم قتلوا عمك. وقَالَ خَالِد: إنَّما قتلوا أباك. وأغلظ فِي القول، فَقَالَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ما قَالَ.
أخبرنا أَبُو ياسر بْن أبي حبة وغير واحد إجازة قالوا: أخبرنا أبو غالب بن البناء أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّد الجوهري، أَخْبَرَنَا أَبُو عمر بن حيويه وأبو بكر بن إسماعيل قالا: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ صَاعِدٍ، حَدَّثَنَا الحسين بن الحسن، حَدَّثَنَا عَبْد اللَّه بْن المبارك، حَدَّثَنَا شُعْبَة، عن سعد بْن إِبْرَاهِيم، عن أَبِيهِ: أن عَبْد الرحمن أتي بطعام، وكان صائمًا، فَقَالَ: قتل مصعب ابن عمير، وهو خير مني فكفن فِي بردته، إن غطي رأسه بدت رجلاه، وإن غطي رجلاه بدا رأسه- وأراه قَالَ: وقتل حمزة وهو خير مني- ثُمَّ بسط لنا من الدنيا ما بسط- أَوْ قَالَ:
أعطينا من الدنيا ما أعطينا- وَقَدْ خشينا أن تكون حسناتنا عجلت لنا، ثُمَّ جعل يبكي حتَّى ترك الطعام [1] .
أخبرنا أَبُو الفضل بْن أَبِي الحسن الطيرى بإسناده إلى أبي يعلى أحمد بن علي قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَن بْن إِسْمَاعِيل أَبُو سَعِيد الْبَصْرِيّ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيم بْن سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدّه، عن عَبْد الرَّحْمَن بْن عوف أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم لما انتهى إلى عَبْد الرَّحْمَن بْن عوف وهو يصلي بالناس أراد عَبْد الرَّحْمَن أن يتأخر فأومأ إِلَيْه النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أن مكانك، فصلى، وصلى رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بصلاة عبد الرَّحْمَن [2] .
روى عَنْهُ ابْنُ عَبَّاس، وابن عُمَر، وجابر، وأنس وجبير بْن مطعم، وبنوه: إِبْرَاهِيم، وحميد، وأبو سَلَمة، ومصعب أولاد عَبْد الرَّحْمَن، والمسور بْن مخرمة، وهو ابْنُ أخت عَبْد الرَّحْمَن، وعبد اللَّه بْن عَامِر بْن رَبِيعة، ومالك بْن أوس بْن الحدثان، وغيرهم.
وتوفي سنة إحدى وثلاثين بالمدينة، وهو ابْنُ خمس وسبعين سنة، وأوصى بخمسين ألف دينار فِي سبيل اللَّه، قاله عروة بْن الزَُبَيْر.
وقَالَ الزُّهْرِيّ: أوصى عَبْد الرَّحْمَن لمن بقي ممن شهد بدرًا، لكل رَجُل أربعمائة دينار، وكانوا مائة، فأخذوها، وأخذها عثمان فيمن أخذ: وأوصى بألف فرس في سبيل الله.
__________
[1] أخرجه البخاري في كتاب الجنائز، باب إذا لم يوجد إلا ثوب واحد، عن محمد بن مقاتل، عن عبد الله بن المبارك بإسناده: 2/ 98.
[2] أخرج الإمام أحمد ومسلم نحوه عن المغيرة بن شعبة. المسند 4/ 248، 249. ومسلم، باب المسح على الناصية والعمامة:
1/ 158، 159.

(3/380)


ولما مات قَالَ عليّ بْن أَبِي طَالِب: «اذهب يا ابْنُ عوف قَدْ أدركت صفوها، وسبقت رنقها» [1] ، وكان سعد بن أَبِي وقاص فيمن حمل جنازته، وهو يقول: وا جبلاه.
وخلف مالًا عظيمًا، من [ذَلِكَ [2]] ذهب قطع بالفئوس، حتَّى مجلت [3] أيدي الرجال مِنْهُ، وترك ألف بعير، ومائة فرس، وثلاثة آلاف شاة ترعي بالبقيع وكان له أربع نسوة، أخرجت امْرَأَة بثمانين ألفًا- يعني صولحت.
وكان أبيض مشربًا بحمرة، حسن الوجه، رقيق البشرة، أعين [4] أهدب الأشفار، أقنى [5] ، لَهُ جمة ضخم الكفين، غليظ الأصابع، لا يغير لحيته ولا رأسه.
أخرجه الثلاثة.
3365- عبد الرحمن بن أبى عوف
(د ع) عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي عوف الجرشي.
أدرك النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: كذا قال آدم بن أبى إياس، وهذا وهم، فإنه من تابعي أهل حمص.
روى آدم بْن أَبِي إياس، عن حَرِيزُ بْنُ عُثْمَانَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي عوف وَقَدْ أَدْرَكَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [صلى] [6] يوما الغداة بغلس [7] .
قاله ابْنُ منده. وقَالَ أَبُو نعيم: عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي عوف الجرشي، من تابعي أهل الشام.
ذكره بعض المتأخرين فِي الصحابة.
قلت: ومثله قَالَ ابْنُ منده: إن آدم وهم فِيهِ، وأنَّه من تابعي أهل حمص، فليس للطعن عليه وجه [8] .
__________
[1] الرنق: الكدر. يقال: رنق الماء- كفرح ونصر- رنقا- بفتح فسكون، وبفتحتين- ورنوقا- كدر، فهو رنق، كعدل، وكتف، وجبل.
[2] سقط من المطبوعة، وأثبتناه عن المخطوطة.
[3] مجلت يده: ظهر فيها ما يشبه البثر.
[4] أعين: واسع العينين. وأهدب الأشفار: طويل شعر الأجفان.
[5] أقنى: طويل الأنف، دقيق الأرنبة مع حدب في وسطه. والجمة: من شعر الرأس ما سقط على المنكبين.
[6] زيادة تستقيم بها العبارة، ليست في الأصل والمطبوعة.
[7] الغلس- بفتحتين-: ظلمة آخر الليل إذا اختلطت بضوء الصبح.
[8] ذكر ابن أبى حاتم «عبد الرحمن بن أبى عوف» وقال: «قاضى حمص. روى عن جبير بن نفير، روى عنه صفوان ابن عمرو، ومحمد بن الوليد الزبيدي، وحريز بن عثمان، وثور بن يزيد» . ينظر الجرح: 2/ 2/ 274.

(3/381)


3366- عبد الرحمن بن عويم بن ساعدة
(د ع) عَبْد الرَّحْمَن بْن عويم بْن ساعدة الْأَنْصَارِيّ. ويرد نسبه فِي ترجمة أَبِيهِ إن شاء اللَّه تَعَالى.
ولد عَلَى عهد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم، وقيل: ولد قبل الهجرة.
روى مُحَمَّد بْن إِسْحَاق، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَر بْن الزَُبَيْر، عَنْ عروة بْن الزَُبَيْر، عن عَبْد الرحمن بْن عويم قَالَ: لما سمعنا بمخرج رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كُنَّا نخرج كل غداة إلى ظهر الحرّة ... فذكر الحديث بطوله.
قاله ابْنُ منده.
وروى أَبُو نعيم بِإِسْنَادِهِ عَنِ ابن إِسْحَاق، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَر بْن الزَُبَيْر، عَنْ عروة، عن عَبْد الرَّحْمَن بْن عويم بْن ساعدة الْأَنْصَارِيّ، أدرك النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وقبل النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أيضًا، قَالَ: قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «تواخوا فِي اللَّه أخوين أخوين، وأخذ بيد عليّ وقَالَ: هَذَا أخي» . أَخْرَجَهُ ابْنُ مندة، وأبو نعيم.
3367- عبد الرحمن أبو عياش الأشجعي
(د ع) عَبْد الرَّحْمَن، أَبُو عياش الأشجعي. تقدم فِي عَبْد الرَّحْمَن الأشجعي.
أَخْرَجَهُ ابْنُ منده، وَأَبُو نعيم.
3368- عبد الرحمن بْن عيسى الثقفي
(د ع) عَبْد الرَّحْمَن بْن عِيسَى بْن عقيل- وقيل: معقل- الثقفي.
روى زياد بْن علاقة، عن عِيسَى بْن معقل قَالَ: أتيت النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بابن لي، يُقال لَهُ:
عارم، فسماه رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَبْد الرَّحْمَن.
أَخْرَجَهُ ابْنُ منده، وَأَبُو نعيم.
3369- عبد الرحمن بْن غنام الأنصاري
(د ع) عَبْد الرَّحْمَن بْن غنام الْأَنْصَارِيّ.
سماه يَحيى بْن يونس فِي كتاب «المصابيح» ، ولم يسمه غيره.
قَالَه ابْنُ منده، وروى بإسناده عن القعنبي: حدثنا سُلَيْمَان بْن بلال، عن ربيعة بن أبي

(3/382)


عبد الرحمن، عن عبد الله بن عنبسة، عن ابْنُ غنام، عن رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: من قَالَ حين يصبح: اللَّهمّ ما أصبح بي من نعمة، أَوْ بأحد من خلقك، فمنك [1] ... » الحديث. وقَالَ أَبُو نعيم: عَبْد الرَّحْمَن بْن غنام، وهو عَبْد اللَّه بْن غنام. وَقَدْ ذكر فِي «عَبْد اللَّه» ، وأخرجه بعض المتأخرين- يعني ابْنُ منده- بعينه من حديث القعنبي فيمن اسمه «عَبْد اللَّه» وفيمن اسمه «عَبْد الرَّحْمَن» ، وَقَدْ نقله بإسناده عن القعنبي فَقَالَ: «ابْنُ غنام» فِي الموضعين جميعًا، يعني «عَبْد اللَّه» «وعبد الرَّحْمَن» ، ولم يسمه فيهما، والله أعلم.
أَخْرَجَهُ ابْنُ منده وَأَبُو نعيم.
3370- عَبْد الرَّحْمَن بن غنم الأشعري
(ب د ع) عَبْد الرَّحْمَن بْن غنم الْأَشْعَرِي.
كَانَ مسلما عَلَى عهد رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ولم يره، ولم يفد إِلَيْه. ولزم مُعَاذِ بْن جبل منذ بعثه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى اليمن إلى أن مات فِي خلافة عُمَر، يعرف بصاحب معاذ، لملازمته. وسمع عُمَر بْن الخطاب، وكان أفقه أهل الشام، وهو الذي فقه عامة التابعين بالشام وكانت لَهُ جلالة وقدر، وهو الَّذِي عاتب أبا الدرداء وأبا هُرَيْرَةَ بحمص إذ انصرفا من عند عليّ رسولين لمعاوية، وكان فيما قَالَ لهما: عجبا منكما. كيف جاز عليكما ما جئتما به؟. تدعو ان عليا [إلى [2]] أن يجعلها شورى، وَقَدْ علمتما أَنَّهُ بايعه المهاجرون والأنصار وأهل الحجاز والعراق، وأن من رضيه خير ممن كرهه، ومن بايعه خير ممن لم يبايعه، وأي مدخل لمعاوية فِي الشورى، وقدّمهما [3] عَلَى مسيرهما، فتابا مِنْهُ بين يديه.
وتوفي سنة ثمان وسبعين.
روى عَنْهُ أَبُو إدريس الخولاني وجماعة من أهل الشام، قاله أَبُو عُمَر.
وقَالَ ابْنُ منده، عن ابْنُ يونس: هُوَ عَبْد الرَّحْمَن بْن غنم بْن كريب بن هانئ بن ربيعة ابن عَامِر بْن عدي بْن وائل بْن ناجية بْن الحنبل بْن جماهر بْن أدعم بْن الأشعر. قدم عَلَى رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي السفينة، وقدم مصر مَعَ مروان بن الحكم سنة خمس وستين.
__________
[1] مضى تخريجه في ترجمة عبد الله غنام، الترجمة رقم 353127/ 362.
[2] سقط من المطبوعة. والمثبت عن المخطوطة.
[3] في المطبوعة: «أو يذمهما» . والمثبت عن المخطوطة، ومخطوطة الدار 111 مصطلح حديث، ولم نجد- فيما أتيح لنا من كتب اللغة- ندم، بتشديد العين. وإنما فيه: اندم، بالهمز.

(3/383)


أخبرنا عبد الوهاب بن هبة الله بإسناده عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن أحمد، عَنْ أبيه قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْد الحميد، عن شهر بْن حوشب، عن عَبْد الرَّحْمَن بْن غنم قَالَ: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن العتل الزنيم، فَقَالَ «هُوَ الشديد الخلق المصحح، الأكول الشروب، [الواجد للطعام والشراب [1]] ، الظلوم الناس، الرحيب [2] الجوف» [3] . أَخْرَجَهُ الثلاثة.
قلت: الَّذِي ذكره أَبُو عُمَر من معاتبة عَبْد الرَّحْمَن أبا الدرداء وأبا هُرَيْرَةَ عندي فِيهِ نظر، فإن أبا الدرداء تقدمت وفاته عن الوقت الَّذِي بويع فِيهِ عليّ فِي أصح الأقوال، قَالَ أَبُو عُمَر:
«الصحيح أن أبا الدرداء توفي قبل قتل عثمان [4] . ورد قول من قَالَ: إنه توفي سنة ثمان أَوْ تسع وثلاثين، والله أعلم.
3371- عبد الرحمن بن فلان
(د ع) عَبْد الرَّحْمَن بْن فلان- أَوْ: فلان بْن عَبْد الرَّحْمَن، مجهول.
روى عَنْهُ حازم بْن مروان، روى مُحَمَّد بْن إِسْحَاق الصاغاني، عن عصمة بْن سُلَيْمَان، عن حازم بْن مروان، عن عَبْد الرَّحْمَن بْن فلان أَوْ فلان بْن عَبْد الرَّحْمَن قَالَ: «شهد النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إملاك [5] رَجُل من الأنصار، فزوجه وقَالَ: عَلَى الخير والألفة، والطائر الميمون، والسعة فِي الرزق، دففوا عَلَى رأسه. فجاءوا بالدف فضرب بِهِ، وجاءت الأطباق عليها فاكهة وسكر فنثرت عَلَيْهِ، فكف النَّاس أيديهم، فقال رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ما لكم لا تنتهبون؟ فقالوا: يا رَسُول اللَّه، ألم تنه عن النهبة؟ قَالَ: أَنَا نهيتكم عن نهبة العساكر [فأمَّا العرسات [6]] فلا. فجاذبهم رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وجاذبوه» .
أَخْرَجَهُ ابْنُ منده وَأَبُو نعيم، وقَالَ أَبُو نعيم: هكذا حدث بِهِ عن مُحَمَّد بْن إِسْحَاق. ورواه أبو مُسْلِم الكشي، عن عصمة، عن حازم مَوْلَى بني هاشم، عن لمازة، عن ثور بْن يزيد، عن خَالِد بْن معدان، عن مُعَاذِ بْن جبل قال: شهد رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ إملاك رَجُل من الصحابة، فذكر مثله.
__________
[1] عن مسند أحمد.
[2] في مسند أحمد: وحب الجوف.
[3] مسند أحمد: 4/ 227.
[4] نص الاستيعاب 1646: «والصحيح أنه مات في خلافة عثمان» .
[5] إملاك رجل: زواجه.
[6] العرسات: جمع عرس- بضم فسكون، وبضمتين- وهو الطعام الّذي يقدم في الزواج.

(3/384)


3372- عبد الرحمن بن قتادة السلمي
(ب د ع) عَبْد الرَّحْمَن بْن قَتَادَة السلمي. شامي، روى عَنْهُ حديث مضطرب الإسناد، يرويه عَنْهُ راشد بْن سعد، قاله أَبُو عمر.
وقال ابن منده وأبو نعيم: عبد الرَّحْمَن بْن قَتَادَة السلمي، يعد فِي الحمصيين.
أَخْبَرَنَا أَبُو يَاسِرٍ بِإِسْنَادِهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْن أَحْمَد، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنَا الْحَسَن بْن سَوَّارٍ، حَدَّثَنَا لَيْثُ بْن سَعْدٍ، عن معاوية بْن صالح، عن راشد بْن سعد، عن عبد الرحمن بن قتادة أنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: «إن اللَّه عز وجل خَلَقَ آدم، ثُمَّ أخذ ذريته من ظهره، ثُمَّ قَالَ: هَؤُلَاءِ فِي الجنة ولا أبالي، وهؤلاء فِي النار ولا أبالي! فَقَالَ قائل: يا رَسُول اللَّه، فعلى ماذا نعمل؟ [فَقَالَ] : على مواقع القدر [1] » .
رواه مع بْن عِيسَى، وعبد اللَّه بْن وهب، وحماد بْن خَالِد [2] الخياط وغيرهم، عن معاوية، مثله. أخرجه الثلاثة.
3373- عبد الرحمن بن أبى قراد السلمي
(ب د ع) عبد الرحمن بن أبي قراد السلمي [3] . عداده فِي أهل الحجاز، يُقال لَهُ: ابْنُ الفاكه.
روى عَنْهُ عمارة بْن خزيمة بْن ثابت، والحارث بْن فضيل.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ يَعِيشُ بْنُ صَدَقَةَ الْفَقِيهُ بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَحْمَدَ بْنِ شعيب، حَدَّثَنَا عَمْرو بْن عليّ، حَدَّثَنَا يَحيى، حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَر الخطمي عمير بْن يزيد، عن عمارة بْن خزيمة والحارث بْن فضيل، عن عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي قراد قَالَ: خَرَجْتُ مَعَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم إلى الخلاء، وكان إِذَا أراد الحاجة أبعد [4] .
وروى أَبُو جَعْفَر الْأَنْصَارِيّ، عن الحارث بْن فضيل، عن عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي قراد: أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ توضأ يومًا، فجعل النَّاس يتمسحون بوضوئه، فَقَالَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «ما يحملكم عَلَى
__________
[1] مسند أحمد: 4/ 186.
[2] في الأصل والمطبوعة: «حماد بن خلف» . والمثبت عن الجرح: 1/ 2/ 136. والتهذيب: 3/ 7.
[3] في الاستيعاب 851: الأسلمي.
[4] للنسائى، كتاب الطهارة، باب الإبعاد عند إرادة الحاجة: 1/ 17، 18.

(3/385)


ذَلِكَ؟ قَالُوا: حب اللَّه ورسوله. فَقَالَ: من سره أن يحبه اللَّه ورسوله فليصدق حديثه.
وليؤد أمانته، وليحسن جوار من جاور» . أَخْرَجَهُ الثلاثة.
3374- عبد الرحمن بن قرط الثمالي
(ب د ع) عَبْد الرحمن بْن قرط الثمالي. مذكور فِي الصحابة.
قَالَ أَبُو عُمَر: أظنه أخا عَبْد اللَّه بْن قرط.
سكن الشّام، عداد فِي أهل فلسطين، روى مسكين بْن ميمون مؤذن مسجد الرملة، عن عروة بْنُ رويم، عن عَبْد الرَّحْمَن بْن قرط: أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ليلة أسري بِهِ إلى المسجد الأقصى كَانَ بين المقام وزمزم، وكان جبريل عن يمينه وميكائيل عن يساره، فطارا بِهِ حتَّى بلغ السموات السبع ... الحديث.
أخرجه الثلاثة، إلا أن أبا عمر قال: روى عنه- يعنى عن عَبْد الرَّحْمَن- مسكين بْن ميمون.
وجعل ابْنُ منده وأبو نعيم بَيْنَهُما «عروة» ، والله أعلم.
3375- عبد الرحمن بن قيظى
(ب) عَبْد الرَّحْمَن بْن قيظي بْن قيس بْن لوذان بْن ثعلبة بْن عدي بْن مجدعة بِنْ حارثة الْأَنْصَارِيّ.
شهد أحدًا مَعَ أَبِيهِ قيظي، وقتل يَوْم اليمامة شهيدًا.
أَخْرَجَهُ أَبُو عُمَر مختصرا [1] .
3376- عبد الرحمن بن كعب الأنصاري
(ب د ع) عَبْد الرَّحْمَن بْن كعب، أَبُو ليلى الْأَنْصَارِيّ الْمَازِنِي، من بني مازن بْن النجار.
وقَالَ أَبُو نعيم: وقيل: عَبْد اللَّه بْن كعب، أبو ليلى شهد بدرًا.
وهو أحد البكاءين الَّذِيِْنَ لم يقدروا عَلَى المسير إلى تبوك مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فنزل فِيهِ وفي أصحابه: تَوَلَّوْا وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَناً أَلَّا يَجِدُوا مَا يُنْفِقُونَ 9: 92 [2] .
أخرجه الثلاثة.
__________
[1] الاستيعاب، الترجمة 1453: 851.
[2] التوبة، آية: 92. وينظر خير البكاءين في سيرة ابن هشام: 2/ 518.

(3/386)


قلت: قَدْ ذكر بعض العلماء قول أَبِي نعيم أن اسمه عَبْد اللَّه، وإنما اسمه عَبْد الرَّحْمَن، وله أخ اسمه عَبْد اللَّه. وقد جعل ابن الكلبي «عبد الرحمن» و «عبد اللَّه» ابني كعب أخوين، وهذا يرد قول أبى نعيم.
3377- عبد الرحمن بن لاشر
عَبْد الرَّحْمَن بْن لاشر [1] أخو أَبِي ثعلبة الخشني.
اختلف فِي اسم أَبِيهِ اختلافًا كثيرًا فِي «دلائل النبوة [2] » لقاسم بْن ثابت وغيره.
ذكره الغساني.
3378- عبد الرحمن بن ماعز
(س) عَبْد الرَّحْمَن بْن ماعز. ذكره عليّ بْن سَعِيد العسكري فِي الأفراد، وأورده ابْنُ منده فِي عَبْد اللَّه.
أَخْرَجَهُ أَبُو مُوسَى.
3379- عبد الرحمن بن مالك الداريّ
(س) عَبْد الرَّحْمَن بْن مَالِك بْن شداد بْن جذيمة بْن دراع بْن عدي بْن الدار بْن هاني الداري.
سماه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «عَبْد الرَّحْمَن» وكان اسمه «عروة» وهو من رهط تميم الداري.
أَخْرَجَهُ أَبُو مُوسَى فِي عروة بْن مَالِك.
وقَالَ ابْنُ الكلبي: كَانَ اسمه «مروان بْن مَالِك» فسماه رَسُول الله صلى الله عليه وسلم «عبد الرحمن» ، من الداريين الَّذِيِْنَ أوصى لَهُم رَسُول اللَّه صلى الله عليه وسلم من خيبر.
3380- عبد الرحمن أبو محمد
(د) عبد الرّحمن أبو محمد. مجهول، لا تعرف لَهُ صحبة، وَقَدْ ذكر فِي الصحابة.
روى وكيع، عن مُحَمَّد بْن فضيل، عن يَحيى بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن، عَنْ جَدّه، عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ لما أتى خيبر جاءت امرأة يهودية بشاه مصلية- يعني مشوية- فأكل منها رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وبشر بن البراء بن معرور ... الحديث.
أخرجه ابن مندة.
__________
[1] في المطبوعة: «الأعر» والمثبت عن المخطوطة: وينتصبه الترتيب الّذي التزمه ابن الأثير. وسيأتي في ترجمة أخيه «أبى ثعلبة في باب الكنى قول المؤلف: «اختلف فِي اسمه واسم أَبِيهِ اختلافا كثيرا، فقيل: جرهم بْن ناشب، وقيل: ابن ناشم، وقيل: ابن ناشر، وقيل: عَمْرو بن جرثوم، وقيل: اسمه لا شر بن جرهم ... » .
[2] الّذي نعرفه أن كتاب «الدلائل» لقاسم إنما هو في شرح غريب الحديث ومعانيه، ينظر الفهرسة لابن خير: 191.

(3/387)


3381- عبد الرحمن بن محيريز
(ب) عبد الرَّحْمَن بْن محيريز. حديثه فِي كيفية رفع الأيدي فِي الدعاء.
أَخْرَجَهُ أَبُو عمر وقال: هو عندي مرسل، ولا وجه لذكره فِي الصحابة إلا على ما شرطنا فيمن ولد عَلَى عهد رَسُول اللَّهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَدْ تقدم الكلام عَلَيْهِ فِي «عَبْد اللَّه بْن محيريز [1] » ، وَقَدْ ذكره فيهم العقيلي. وقيل: اسمه عَبْد اللَّه، وكان فاضلًا.
3382- عبد الرحمن بن مدلج
(س) عَبْد الرَّحْمَن بْن مدلج، أورده ابْنُ عقدة وروى بإسناده عن أَبِي غيلان سعد بن طَالِب، عن أَبِي إِسْحَاق، عن عَمْرو ذي مرّ، ويزيد بن يثيع [2] ، وسعيد بْن وهب، وهانئ بْن هانئ- قال أَبُو إِسْحَاق: وحدَّثني من لا أحصى: أن عليًا نشد النَّاس فِي الرحبة: من سَمِعَ قول رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ كُنْتُ مَوْلاهُ فَعَلِيٌّ مَوْلاهُ، اللَّهمّ وَالِ من والاه وعاد من عاداه» . فقام نفر شهدوا أنهم سمعوا ذَلِكَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وكتم قوم، فما خرجوا من الدنيا حتَّى عموا، وأصابتهم آفة، منهم: يزيد بْن وديعة، وعبد الرَّحْمَن بْن مدلج. أخرجه أبو موسي.
3383- عبد الرحمن بن مربع
(ب) عبد الرّحمن بن مربع بن قيظي. تقدم نسبه عند ذكره أخيه «عَبْد اللَّه [3] » ، وهو أنصاري حارثي.
شهد أحدًا وما بعدها من المشاهد، وقتل يَوْم جسر أَبِي عُبَيْد شهيدًا، وهما أخوا زَيْد بْن مربع، ومرارة بْن مربع.
أَخْرَجَهُ أَبُو عمر.
3384- عبد الرحمن بن مرقع
(ب د ع) عَبْد الرَّحْمَن بْن مرقع السلمي. يعد فِي المدنيين.
روى عَنْهُ أَبُو يزيد الْمَدَنِيّ أَنَّهُ قَالَ: غزا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خيبر فِي ألف وثمانمائة، فقسمها عَلَى ثمانية عشر سهمًا، وهي مخضرة من الفواكه، فوقع النَّاس فِي الفاكهة، فمغثتهم [4] الحمّى.
__________
[1] ينظر الترجمة: 3170: 3/ 378، 379.
[2] في المطبوعة: «نثيع» بالنون. والصواب عن الأصل، وتبصير المنتبه: 1/ 7. وميزان الاعتدال: 4/ 441.
[3] ينظر الترجمة 3174: 3/ 381، 382.
[4] مغثتهم الحمى: أخذتهم وأصابتهم.

(3/388)


فشكوها إلى رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: «يا أيها النَّاس، الحمى سجن اللَّه فِي الأرض، وهي قطعة من النار، فإذا أخذتكم فبردوها بالماء. ففعلوا، فذهبت عَنْهُمْ» . أخرجه الثلاثة.
3385- عبد الرحمن المزني أبو عمرو
(ب ع) عَبْد الرَّحْمَن المزني أَبُو عَمْرو. روى عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
روى يَحيى بْن شبل، عن عَمْرو بْن عَبْد الرَّحْمَن المزني، عن أَبِيهِ قَالَ: سئل رسول الله عن أصحاب الأعراف ... الحديث.
أخرجه هاهنا أَبُو نعيم وأبو عُمَر [1] وَقَدْ أخرجوه فِي «عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي عَبْد الرَّحْمَن» وإنما أخرجناه هاهنا، لئلا يراه أحد فيظن أنني أهملته.
3386- عبد الرحمن المزني
(س) عَبْد الرَّحْمَن المزني.
روى شريك بْن عَبْد اللَّه، عن عَبْد اللَّه بْن عَبْد الرَّحْمَن المزني، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أعطيت فِي عليّ تسع خلال: ثلاث فِي الدنيا، وثلاث فِي الآخرة، وثلاث أرجوها لَهُ، وواحدة أخافها عَلَيْهِ ... » وذكر الحديث. أَخْرَجَهُ أَبُو مُوسَى مختصرًا، وقال: يحتمل أن يكون أحد المذكورين.
3387- عبد الرحمن بن مسعود الخزاعي
(ع س) عَبْد الرَّحْمَن بْن مسعود الخزاعي.
سكن الشام، ذَكَرَهُ مُحَمَّد بْن عُثْمَانَ بْن أَبِي شَيْبَة.
روى إِسْمَاعِيل بْن عياش، عن سَعِيد بْن عَبْد اللَّه الخزاعي، عن الهيثم بْن مَالِك الطائي، عن عَبْد الرَّحْمَن بْن مَسْعُود الْخُزَاعِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أيها النَّاس، عليكم بالسمع والطاعة فيما أحببتم وكرهتم، ألا إن السامع المطيع لا حجة عَلَيْهِ، والسامع العاصي لا حجة لَهُ [2] ، وعليكم بحسن الظن باللَّه عزَّ وجل، فإن الله معطه كل عَبْد بحسن ظنه، وزائده عَلَيْهِ» . أَخْرَجَهُ أبو نعيم، وأبو موسي.
__________
[1] الاستيعاب، الترجمة 1467: 856.
[2] قال عبد الله بن الإمام أحمد في مسند معاوية بن أبى سفيان بعد أن روى حديث: «من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين» ، قال: «وجدت هذا الكلام في آخر هذا الحديث في كتاب أبى بخط يده، متصلا به، وقد خط عليه، فلا أدرى أقرأه على أم لا: وإن السامع المطيع لا حجة عليه، وإن السامع العاصي لا حجة له» . المسند: 4/ 96.

(3/389)


3388- عبد الرحمن بن المطاع
(ع) عَبْد الرَّحْمَن بْن المطاع بْن عَبْد الله بن الغطريف بن عبد العزى بن جثّامة بن مالك ابن ملادم [1] بْن مَالِك بْن رهم بْن يشكر بْن مبشر بْن الغوث بْن مر، أخي تميم بْن مر، وَيُقَال:
إنه من كندة. وهو أخو شرحبيل بْن حسنة.
روى الْأَعْمَش، عن زيد بن وهب، عن عبد الرحمن بْن حسنة قَالَ: «خرج علينا رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ومعه كهيئة الدرقة [2] ، فبال إليها. فَقَالَ بعضهم: انظروا، يبول كما تبول المرأة! فسمعه رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم فقال: أما علمتم ما أصاب بني إسرائيل؟ كانوا إِذَا أصابهم شيء من البول قطعوه بالمقراض، فنهاهم صاحبهم عن ذَلِكَ، فهو يعذب فِي قبره [3] » أَخْرَجَهُ فِي هَذِهِ الترجمة أَبُو نعيم وحده، وأمَّا ابْنُ منده وأبو عُمَر فأخرجاه فِي ترجمة «عَبْد الرَّحْمَن بْن حسنة» ، وهما واحد، والله أعلم.
3389- عبد الرحمن بن مطيع بن نوفل
(د ع) عَبْد الرَّحْمَن بْن مطيع بْن نوفل بْن معاوية.
روى عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «من فاتته صلاة العصر ... » . ولا يصح، دخل اسم فِي اسم، رَوَاهُ ابْنُ طهمان، عن عباد بْن إِسْحَاق، عن الزهري، عن أبي بكر بْن عبد الرحمن، عَنْ عَبْد الرَّحْمَن بْن مطيع بْن نوفل. هكذا رَوَاهُ، وهو وهم.
ورواه خَالِد بْن عَبْد اللَّه، عن عباد، عن الزُّهْرِيّ، عن أبي بكر بْن عبد الرحمن، عَنْ عبد الرحمن بْن مطيع، عن عَبْد الرَّحْمَن بْن نوفل.
ورواه ابْنُ أَبِي ذئب، عن الزُّهْرِيّ، عن أَبِي بَكْر، عن نوفل، مرسلًا.
وقَالَ أَبُو نعيم: عَبْد الرَّحْمَن بْن مطيع، عداده فِي التابعين. روايته عن نوفل بْن معاوية، فوهم فِيهِ بعض المتأخرين، فَقَالَ: عَبْد الرَّحْمَن بن مطيع بْن نوفل بْن معاوية.
أَخْرَجَهُ ابْنُ مندة، وأبو نعيم.
__________
[1] كذا في الأصل والمطبوعة: «ملادم» بالدال المهملة. وفي تاج العروس: ملادم أسم رجل. وقد مرّ في ترجمة شرحبيل ابن حسنة، الترجمة 2409: 2/ 512: «ملازم» بالزاي.
[2] الدرقة: الترس من جلود، ليس فيه خشب ولا عقب.
[3] أخرجه الإمام أحمد عن أبى معاوية، عن الأعمش بإسناده: المسند 4/ 196. وينظر ترجمة عبد الرحمن بن حسنة:
3/ 436، 437.

(3/390)


3390- عبد الرحمن بن معاذ بن جبل
(ب) عَبْد الرَّحْمَن بْن مُعَاذِ بْن جبل الْأَنْصَارِيّ.
يذكر نسبه عند ذكر أَبِيهِ، توفي مَعَ أَبِيهِ فِي طاعون عمواس [1] سنة ثماني عشرة، وكان فاضلًا، فاختلفوا فِيهِ: فمنهم من أنكر أن يكون ولد لمعاذ بْن جبل ولد، وقَالَ الزَُبَيْر:
عَبْد الرَّحْمَن بْن مُعَاذِ بْن جبل، مات بالشام فِي الطاعون، وكان آخر من بقي من بني أدىّ ابن سعد أخي سَلَمة بْن سعد، فانقرضوا، وعدادهم فِي بني سَلَمة.
وقَالَ ابْنُ الكلبي: عَبْد الرَّحْمَن بْن مُعَاذِ بْن جبل، طعن قبل أَبِيهِ بالشام، فمات.
ولعل من أنكر أن يكون ولد لمعاذ ولد، أراد أن معاذًا لم يخلف ولدًا، فيكون قولُه مثل قول ابْنُ الكلبي: إن عَبْد الرَّحْمَن مات قبل أَبِيهِ، وإلا فعبد الرَّحْمَن بْن مُعَاذِ مشهور، ولا شك أَنَّهُ لَهُ صحبة، لأنه توفي سنة ثمان عشرة بعد وفاة النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بثماني سنين تقريبًا، ولما مات كَانَ كبيرًا، فتكون لَهُ صحبة، لأنَّه من أهل المدينة لم يكن خارجًا عَنْهَا حتَّى يُقال: إنه لم يفد إلى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، والله أعلم.
والصحيح أن عَبْد الرَّحْمَن توفي قبل أَبِيهِ مُعَاذِ:
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ أَبِي حَبَّةَ بِإِسْنَادِهِ عن عبد الله بن أحمد، حدثني أبي، حَدَّثَنَا يعقوب، حَدَّثَنَا أَبِي، عن مُحَمَّد بْن إِسْحَاق، حَدَّثَنِي أبان بْن صالح، عن شهر بْن حوشب، عن رأبة [2] رَجُل من قومه، كَانَ خلف عَلَى أمه بعد أَبِيهِ، كَانَ شهد طاعون عمواس- قَالَ:
لما اشتعل الوجع قام أَبُو عبيدة بْن الجراح فِي النَّاس خطيبًا، فَقَالَ: يا أيها النَّاس، إن هَذَا الوجع رحمة ربكم، ودعوة نبيكم، وموت الصالحين قبلكم. وإن أبا عبيدة يسأل اللَّه أن يقسم لَهُ مِنْهُ حظه. قَالَ: فطعن فمات. واستخلف عَلَى النَّاس مُعَاذِ بْن جبل، فقام خطيبا فَقَالَ:
أيها النَّاس، إن هَذَا الوجع رحمة ربكم، ودعوة نبيكم، وموت الصالحين قبلكم، وإن معاذًا يسأل اللَّه أن يقسم لآل معاذ مِنْهُ حظه. فطعن ابنه عَبْد الرَّحْمَن، فمات. ثُمَّ قام فدعا ربه لنفسه.
فطعن فِي راحتيه، فمات [3] ... » وذكر الحديث. أَخْرَجَهُ أَبُو عمر.
__________
[1] عمواس: بفتح العين والميم، وبسكون الميم مع فتح العين وكسرها أيضا، وهي قرية من قرى الشام بين الرملة وبيت المقدس.
[2] كذا في المسند: وفي المخطوطة دون فقط. وفي المطبوعة: «رأبه» ولعله «رابة» . الّذي ذكره ابن أبى حاتم في الجرح والتعديل: 1/ 2/ 522، وقال عنه: «من أصحاب أبى هريرة» .
[3] مسند أحمد: 1/ 196.

(3/391)


3991- عبد الرحمن بن معاذ القرشي
(ب د ع) عَبْد الرَّحْمَن بْن مُعَاذِ بْن عثمان بْن عَمْرو بْن كعب بْن سعد بن تيم بن مرة القرشي التيمي، ابْنُ عم طلحة بْن عُبَيْد اللَّه.
لَهُ صحبة، روى عَنْهُ مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن الحارث التيمي، ولم يدركه.
أخبرنا عبد الوهاب بن علي بن سكينة بإسناده إلى سُلَيْمَان بْن الأشعث: حَدَّثَنَا مسدد، حَدَّثَنَا عَبْد الوارث، عن حميد الأعرج، عن مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم، عن عَبْد الرَّحْمَن بْن مُعَاذِ قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ ونحن بمنى، ففتحت أسماعنا حتَّى كُنَّا نَسْمَع ما يَقُولُ ونحن فِي منازلنا، فطفق يعلمهم مناسكهم حتَّى بلغ الجمار، فوضع إصبعيه السبابتين ثُمَّ قَالَ:
«بحصى الخذف» . ثُمَّ أمر المهاجرين فنزلوا في مقدّم المسجد، وأمر الأنصار فنزلوا من وراء المسجد، قال: ثُمَّ [نزل] النَّاس بعد ذلك [1] .
ورواه الحسن بن عمارة، عن حميد الأعرج، عن مُحَمَّد بْن عباد، عن عبد الرحمن ابن مُعَاذِ. وَقَدْ روى عن مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم، عن رجل من قومه يقال له: ابن معاذ. أخرجه الثلاثة.
3392- عبد الرحمن بن معاوية
(د ع) عَبْد الرَّحْمَن بْن معاوية.
لَهُ ذكر فِي الصحابة، ولا يصح. سكن مصر.
روى يَزِيدَ بْن أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ سُوَيْدِ بْنِ قيس، عن عَبْد الرَّحْمَن بْن معاوية: «أن رجلا سَأَلَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يا رَسُول اللَّه، ما يحل لي وما يحرم على؟ قَالَ: فَسَكَتَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فردد عَلَيْهِ ثلاث مرات، يسكت عَنْهُ، ثُمَّ قَالَ: أَيْنَ السائل؟ فَقَالَ: أَنَا يا رَسُول الله! فقال: ما أنكر قلبك فدعه» . أَخْرَجَهُ ابْنُ منده، وَأَبُو نعيم.
3393- عبد الرحمن بْن معقل السلمي
(ب د ع) عَبْد الرَّحْمَن بْن معقل السلمي، صاحب الدثنية [2] روى الْحَسَن بْن أَبِي جَعْفَر، عن أَبِي مُحَمَّد، عن عَبْد الرَّحْمَن بن معقل صاحب الدثنية قال:
__________
[1] سنن أبى داود، كتاب المناسك، باب ما يذكر الإمام في خطبته بمنى، الحديث 1957: 2/ 198. وقد رواه الإمام أحمد في مسندة، عن حميد، به. المسند: 4/ 61.
[2] الدثنية- بفتح أوله وثانيه، وبعده نون وياء مشددة-: بلد بالشام، ومنزل لبني سليم. معجم ما استعجم: 543.

(3/392)


«سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت: ما تَقُولُ فِي الضبع؟ قَالَ: لا آكله ولا أنهى عَنْهُ. قلت: فما لم تنه عَنْهُ فإني آكله. قلت: ما تَقُولُ في الضب؟ قَالَ: لا آكله ولا أنهى عَنْهُ. قلت: ما لم تنه عَنْهُ فإني آكله. قلت: ما تَقُولُ فِي الأرنب؟ قَالَ: لا آكله ولا أحرمه. قلت: ما لم تحرمه فإني آكله. قلت: ما تَقُولُ فِي الثعلب؟ قَالَ: أَوْ يأكل ذَلِكَ أحد؟! قلت: ما تَقُولُ فِي الذئب؟ قَالَ: أَوْ يأكل ذَلِكَ أحد؟!» . أَخْرَجَهُ الثلاثة.
3394- عبد الرحمن بن معمر الأنصاري
(د ع) عَبْد الرَّحْمَن بْن معمر الْأَنْصَارِيّ.
لا تصح له صحبته، روى عنه محمد بن إبراهيم، وذكره النجاري فِي الوحدان.
روى محمد بْن إِبْرَاهِيم الْأَنْصَارِيّ، عن عَبْد الرَّحْمَن بْن معمر قَالَ: قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: «تسحروا فإن اللَّه يصلي عَلَى المتسحرين، تسحروا ولو بشق تمرة، ولو بكسرة» . أَخْرَجَهُ ابن منده، وأبو نعيم.
3395- عبد الرحمن المكفوف
(س) عَبْد الرَّحْمَن المكفوف. لَهُ ذكر فِي صلاة الأعمى.
أخرجه أَبُو مُوسَى مختصرًا، وقَالَ: ذكرناه «فِي كتاب الوظائف» [1] .
3396- عبد الرحمن بن مل
(ب د ع) عَبْد الرَّحْمَن بْن مل [2]- ويقال: ابن مل- بن عمرو بن عدي بن وهب ابن رَبِيعة بْن سعد بْن خزيمة بْن كعب بْن رفاعة بْن مَالِك بْن نهد بْن زَيْد، أَبُو عثمان النهدي.
ونهد قبيلة من قضاعة.
أسلم فِي عهد النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ولم يره، وأعطي سعاة النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الصدقة ثلاث صدقات، وحج قبل المبعث حجتين. وقدم المدينة أيام عُمَر بْن الخطاب، وغزا عَلَى عهد عُمَر غزوات، وشهد فتح القادسية وجلولاء، وتستر، ونهاوند، وأذربيجان، ومهران بالعراق. وشهد بالشام اليرموك.
__________
[1] في المطبوعة: «الوصائف» والمثبت عن الأصل.
[2] مل، بلام ثقيلة، والميم مثلثة، أي: تضم وتفتح وتكسر. (التقريب: 1/ 499) .

(3/393)


وقَالَ أَبُو عثمان: بلغت نحوًا من ثلاثين ومائة سنة، فما مني شيء إلا عرفت النقص فِيهِ، إلا أملي، فإنه كما كَانَ [1] .
وكان كَثِيْر العبادة، حسن القراءة. صحب سلمان الفارسي اثنتي عشرة سنة.
قَالَ عاصم الأحول: قلت لأبي عثمان النهدي: هَلْ رأيت النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: لا. قلت:
رَأَيْت أبا بَكْر؟ قَالَ: لا، ولكني اتبعت عُمَر حين قام، وَقَدْ صدقت إلى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثلاث صدقات.
وكان يسكن الكوفة، فلما قتل الْحُسَيْن تحول إلى البصرة، وقَالَ: لا أسكن بلدًا قتل فِيهِ ابْنُ بِنْت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وقَالَ أَبُو عثمان: كُنَّا فِي الجاهلية نعبد صنمًا يُقال لَهُ: «يغوث» ، وكان صنمًا من رصاص لقضاعة، تمثال امْرَأَة، وعبدت «ذا الخلصة» ، وكنا نعبد حجرًا ونحمله معنا، فإذا رأينا أحسن مِنْهُ ألقيناه وعبدنا الثَّاني، وإذا سقط الحجر عن البعير قُلْنَا: سقط إلهكم فالتمسوا حجرًا. حتَّى ائتنفت [2] الْإِسْلَام.
وكان كَثِيْر الصلاة، يصلي حتَّى يغشى عَلَيْهِ.
وروى عن عُمَر، وعلي، وابن مَسْعُود، وأبي بْن كعب، وسعد بْن أبى وقاص، وسعيد ابن زَيْد، وحذيفة، وسلمان، وابن عَبَّاس، وأبي مُوسَى وغيرهم.
روى عَنْهُ عاصم الأحول، وسليمان التيمي، وداود بْن أَبِي هند، وقَتَادَة، وحميد الطويل، وأيوب، وغيرهم.
ومات سنة خمس وتسعين، قاله عمرو بن عليّ، والترمذي. وقَالَ مُحَمَّد بْن سعد: توفي أيام الحجاج [3] . وعاش مائة وثلاثين سنة. وقيل: مائة وأربعين سنة. وقيل: توفي سنة إحدى وثمانين، وقيل: سنة مائة.
أخرجه الثلاثة.
__________
[1] الطبقات الكبرى لابن سعد: 7/ 69.
[2] في المطبوعة: «حتى إني اتبعت الإسلام» والمثبت عن المخطوطة، وائتنفت الإسلام: أخذت فيه وابتدأته.
[3] الطبقات الكبرى: 7/ 70

(3/394)


3397- عبد الرحمن بن النحام
(د ع) عَبْد الرَّحْمَن بْن النحام، وَيُقَال: ابْنُ أم النحام، لَهُ ذكر فِي حديث كعب ابْنُ مرة.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ أَبِي حَبَّةَ بِإِسْنَادِهِ عن عبد الله بن أَحْمَد، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ حَدَّثَنَا الْأَعْمَش، عَنْ عَمْرو بْن مُرَّةَ، عَنْ سالم بْن أَبِي الجعد، عن شرحبيل بْن السمط، أَنَّهُ قَالَ قَالَ لكعب بْن مرة: يَا كَعْبُ بْن مُرَّةَ، حَدَّثَنَا عَنْ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَاحْذَرْ. قَالَ: سَمِعْتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «ارموا أهل صنع، من بلغ العدو بسهم رفعه اللَّه بِهِ درجة [قَالَ] : فَقَالَ عَبْد الرَّحْمَن بْن [1] أم النحام: يا رَسُول اللَّه، وما الدرجة؟ قال: فقال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
أما إنها ليست بعتبة أمك، ولكنها بين الدرجتين مائة عام [2] » ورواه أسباط بْن مُحَمَّد، عن الْأَعْمَش، عن عَمْرو، عن أَبِي عبيدة بْن عَبْد اللَّه، عن أَبِيهِ قَالَ: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ... وقال فيه: «عبد الرحمن بن أم النحام» . أَخْرَجَهُ ابْنُ منده، وَأَبُو نعيم.
3398- عبد الرحمن بْن النعمان
عَبْد الرَّحْمَن بْن النعمان بْن بزرج.
ذكره سيف فِي الفتوح، قَالَ: وممن أسلم عَلَى عهد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم من أهل سبأ: باذان، وسعد بْن بالويه، وعبد الرَّحْمَن بْن النعمان بْن بزرج، ووكبود.
3399- عبد الرحمن بن نيار الأسلمي
(د ع) عَبْد الرَّحْمَن بْن نيار الأسلمي. وقيل: هانئ بْن نيار. وهو أصح، سماه يحيى ابن خذام [3] ، عن عَبْد اللَّه بْن يزيد المقري.
قَاله ابْنُ منده، وروى بإسناده عن أَبِي يَحيى بْنُ أَبِي ميسرة، عن عَبْد اللَّه بْن يزيد المقري، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي أيوب، عَنْ يزيد بْن أَبِي حبيب، عن بكير بْن الأشج، عن سُلَيْمَان بْن يسار، عن ابْنُ نيار: أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لا يضرب أحد فوق عشرة أسواط، إلا فِي حد من حدود اللَّه عز وجل» .
__________
[1] في مسند أحمد: «بن أبى النحام» .
[2] مسند أحمد: 4/ 235. ورواه النسائي في كتاب الجهاد، باب ثواب من رمى بسهم في سبيل الله، عز وجل، من محمد بن العلاء، عن أبى معاوية به نحوه: 6/ 27.
[3] في المطبوعة: «جذام» بالجيم، والصواب ما أثبتناه عن الأصل، والتقريب: 2/ 346.

(3/395)


ومثله قَالَ أَبُو نعيم، فسمياه «عَبْد الرَّحْمَن» ، ورويا الحديث، ولم يسمياه، إنَّما قالا:
«ابْنُ نيار» . فأمَّا ابْنُ منده فقد ذكرناه، وأما أَبُو نعيم فرواه بإسناده عن بشر بْن مُوسَى، عن عَبْد اللَّه، مثله. وقَالَ: هُوَ أَبُو برزة [1] الأسلمي واسمه نضلة بْنُ عُبَيْد، ومن قَالَ: أَبُو بردة الأسلمي فاسمه هانئ، وعبد الرَّحْمَن وهم.
وَقَدْ رَوَاهُ غير المقري، ولم يسمه أيضًا.
أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيل بْنُ عَلِيٍّ وَغَيْرُ وَاحِدٍ بِإِسْنَادِهِمْ عن أبي عيسى الترمذي: حَدَّثَنَا قُتَيْبَة، حَدَّثَنَا الليث، عن يزيد بْن أَبِي حبيب، عن بكير بْن عَبْد اللَّه بْن الأشج، عن سُلَيْمَان، عن عَبْد الرَّحْمَن ابن جَابِر بْن عَبْد اللَّه، عن أَبِي بردة بْن نيار قَالَ: قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لا جلد [2] فوق عشر جلدت إلا فِي حد من حدود اللَّه عزَّ وجلَّ [3] » . وأبو بردة بْن نيار اسمه هانئ، ومن قَالَ: «عَبْد الرَّحْمَن» فقد أخطأ.
أَخْرَجَهُ ابْنُ منده وأبو نعيم.
قلت: كذا ذكره ابن منده وأبو نعيم فقالا: عبد الرحمن- وقيل: هانئ بْن نيار الأسلمي، وهو أصح. وهذا القول عندي مردود، فإنهما قَدْ نسبا هانئ بْن نيار أبا بردة إلى بلي، وهو حال البراء بْن عازب. وروى لَهُ أَبُو نعيم الحديث الَّذِي ذكره فِي هَذِهِ الترجمة: «لا جلد فوق عشرة جلدات» ، فبان بهذا السياق أن عَبْد الرَّحْمَن بْن نيار الَّذِي فِي هَذِهِ الترجمة، وقالا:
هانئ بْن نيار أصح، وجعلاه أسلميًا- ليس [4] بشيء، فإن الّذي نقلاه هما وغيرهما في «هانئ ابن نيار أَنَّهُ بلوي، ولم يقل أحد: إنّ اسمه عبد الرحمن، والله أعلم.
3400- عبد الرحمن بن واثلة الأنصاري
(س) عَبْد الرَّحْمَن بْن واثلة الْأَنْصَارِيّ.
ذكر أَبُو عليّ أَحْمَد بْن عثمان الأبهري في الطوالات، في ذكر وفاة النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بإسناده إلى جَعْفَر بْن مُحَمَّدِ بْنِ علي، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدّه، عن عليّ- ذكر بعث مُعَاذِ إلى اليمن ورجوعه إلى أن قَالَ: فلما صار عَلَى مرحلتين من المدينة إِذَا هُوَ بهاتف فِي سواد الليل، وهو يقول:
__________
[1] في المطبوعة: «أبو بردة» بالدال مكان الزاى، وهو خطأ، والمثبت عن الأصل. وسيرد في باب الكنى أن أبا برزة كنية نضلة بن عبيد. وأن أبا بردة- بالدال- كنية هانئ بن نيار.
[2] لفظ الترمذي: «لا يجلد»
[3] تحفة الأحوذي، أبواب الحدود، باب ما جاء في التعزير: 5/ 32.
[4] في المطبوعة: «وليس بشيء» بزيادة واو، وهو خطأ لا تستقيم معه العبارة.

(3/396)


«يا إله مُحَمَّد، بلغ مُعَاذِ بْن جبل أن محمدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فارق الدنيا، وصار بين أطباق الثري» .
فخرج إِلَيْه مُعَاذِ فَقَالَ: ثكلتك أمك! من أنت؟ قَالَ: أَنَا عَبْد الرَّحْمَن بْن واثلة الْأَنْصَارِيّ، أَنَا رَسُول أَبِي بَكْر الصديق إلى مُعَاذِ بْن جبل أَخْبَرَهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ فارق الدنيا، وهذا كتابه إليه ... وذكر الحديث.
أخرجه أبو موسي.
3401- عبد الرحمن بن وائل
عَبْد الرَّحْمَن بْن وائل بْن عَامِر بْن مَالِك بْن لوذان لَهُ صحبة، وشهد أحدًا وما بعدها، وقتل يَوْم القادسية.
قاله ابْنُ القداح، ولم يعرفه غيره فيمن شهد أحدًا.
3402- عبد الرحمن أبو هند
(د ع) عَبْد الرَّحْمَن أَبُو هند. أدرك النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
روى إِبْرَاهِيم بْن سعد، عن خالته هند، عن أبيهما عَبْد الرَّحْمَن. وكان قَدْ أدرك النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ كَانَ يجعل بين فراشه قضيبًا، وكان يأتيه بنوه وبنو أخيه، فإذا عرض الحديث فَقَالَ أحدهم: قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: [فيخرج] القضيب فيعلوه بِهِ، ويقول: أَيْنَ أنت من الحديث عَنْ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم.
أَخْرَجَهُ ابْنُ منده وَأَبُو نعيم.
3403- عَبْد الرَّحْمَن بْن يربوع
(س) عَبْد الرَّحْمَن بْن يربوع. من المؤلفة قلوبهم.
روى عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كثير قال: كان المؤلفة قلوبهم ثلاثة عشر رجلًا، منهم ثمانية من قريش، منهم: أَبو سُفْيَان بْن حرب، من بني أمية: ومنهم الحارث بْن هشام، وعبد الرَّحْمَن بْن يربوع من بني مخزوم.
أَخْرَجَهُ أَبُو موسي.
3404- عبد الرحمن بن يزيد بن جارية
(ب د ع) عَبْد الرَّحْمَن بْن يزيد بْن جارية بْن عَامِر بْن مجمع بْن العطاف بْن ضبيعة بْن زيد بْن مالك بْن عوف بْن عمرو بْن عوف بن مَالِك بْن الأوس، الْأَنْصَارِيّ الأوسي، أخو مجمع، أمه جميلة بِنْت ثابت بْن أَبِي الأقلح، وهو أخو عاصم بْن عُمَر بْن الخطاب لأمه، يكنى أبا مُحَمَّد.

(3/397)


ولد عَلَى عهد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم، وله عنه رواية، ويروى عن عمه مجمّع بن جارية أن النبي قَالَ: «يقتل ابْنُ مريم الدجال بباب لد [1] » . قَالَ إِبْرَاهِيم بْن المنذر: ولد عَبْد الرَّحْمَن بْن يزيد بْن جارية فِي عهد رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قاله أَبُو عُمَر [2] .
وجعله ابْنُ منده وأبو نعيم أخا «مجمع بْن يزيد» وقالا: قَالَ مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل: عداده فِي التابعين. وجعله غيره فِي الصحابة. ورويا عن يَحيى بْن سَعِيد الْأَنْصَارِيّ، عن القاسم بْن مُحَمَّد: أن مجمعًا وعبد الرَّحْمَن ابني يزيد بْن جارية أخبراه: «أن رجلًا يدعى خذامًا [3] أنكح بنتًا لَهُ، فكرهت نكاح أبيها، فرد رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نكاح أبيها، وتزوجت أبا لبابة بْن عبد عَبْد المنذر [4] » .
رَوَاهُ جماعة عن يَحيى، واختلف عَلَيْهِ فِيهِ.
أَخْرَجَهُ الثلاثة.
جارية: بالجيم، والياء تحتها نقطتان.
3405- عبد الرحمن بن يزيد بن رافع
(ب د ع) عَبْد الرَّحْمَن بْن يزيد بْن رافع- وقيل: ابْنُ يزيد بْن راشد- الْأَنْصَارِيّ.
مختلف فِي صحبته، سكن البصرة.
روى عَنْهُ الْحَسَن الْبَصْرِيّ أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إياكم والحمرة، فإنها أحب الزينة إلى الشيطان» . أخرجه الثلاثة:
__________
[1] لد- بضم اللام وتشديد الدال- موضع بالشام، وقيل: بفلسطين.
والحديث رواه الإمام أحمد والترمذي. ينظر المسند: 3/ 420، وتحفة الأحوذي، كتاب الفتن، باب ما جاء في قتل عيسى بن مريم الدجال: 6/ 513، 514. وينظر تفسير ابن كثير: 2/ 417 بتحقيقنا، فقد خرجنا هنالك الأحاديث التي وردت في شأن الدجال.
[2] الاستيعاب، الترجمة 1462: 855.
[3] في المطبوعة: «جذاما» بالجيم، وهو خطأ. والمثبت عن الأصل وترجمة خذام بن ربيعة فيما مضى: 2/ 125.
[4] رواه الإمام أحمد في مسندة من طريق يحيى بن سعيد، به. المسند: 6/ 328، كما أخرجه في مسند عبد الله بن عباس:
1/ 364. ورواه ابن ماجة أيضا في كتاب النكاح، باب من زوج ابنته وهي كارهة، الحديث: 1873: 1/ 602 عن أبى بكر ابن أبى شيبة، عَنْ يَزِيدَ بْن هَارُونَ، عَنْ يَحْيَى بْن سَعِيد، به.

(3/398)


3406- عبد الرحمن بن يزيد بن عامر
عبد الرّحمن بْن يَزِيدَ بْن عَامِر بْن حديدة.
أدرك النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هُوَ وأخوه منذر بْن يزيد، ولهما شرف.
قاله الغساني عَلَى العدوي.
3407- عبد الرحمن بن يعمر الديليّ
(ب د ع) عَبْد الرَّحْمَن بْن يعمر الديلي، سكن الكوفة.
أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ وَغَيْرُهُ بِإِسْنَادِهِمْ إِلَى مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بن سعيد وعبد الرحمن بْن مهدي قالا: حَدَّثَنَا سُفْيَان، عن بكير بْن عطاء، عن عَبْد الرَّحْمَن بْن يعمر: أن ناسًا من أهل نجد أتوا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو بعرفة، فسألوه، فأمر مناديًا فنادى: الحج عرفة، ومن جاء قبل صلاة الصبح من ليلة [1] جمع تم حجه، أيام منى ثلاثة أيام، من تعجل فِي يومين فلا إثم عَلَيْهِ ومن تأخر فلا إثم عَلَيْهِ- زاد يَحيى: وأردف رجلًا خلفه وجعل ينادي [2] » . روى عَنْهُ بكير بْن عطاء الليثي، ورواه عن بكير: شُعْبَة [3] والثوري، ورواه وكيع والناس عن سفيان.
أخرجه الثلاثة.
3408- عبد الرحمن
(د ع) عَبْد الرَّحْمَن. غير منسوب.
روى عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي مَالِك، عن أَبِيهِ، عن جَدّه عَبْد الرَّحْمَن: أَنَّهُ قدم عَلَى رسول الله صلى الله عَلَيْهِ وسلم من اليمن، فدعاه إلى الْإِسْلَام، فأسلم، ومسح عَلَى رأسه، ودعا لَهُ بالبركة، وأنزله عَلَى يزيد بْن أَبِي سُفْيَان. فلما جهز أَبُو بَكْر، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، جيشًا إلى الشام، خرج مَعَ يزيد إلى الشام، فلم يرجع.
أَخْرَجَهُ ابْنُ منده وأبو نعيم. وَقَدْ أخرج أَبُو نعيم وأبو مُوسَى «عَبْد الرَّحْمَن أَبُو عَبْد اللَّه» وَقَدْ تقدم ذكره، ولم يخرجه أَبُو موسى مستدركًا عَلَى ابْنُ منده إلا وَقَدْ علم أنه غير هذا،
__________
[1] لفظ الترمذي: «من جاء ليلة جمع قبل طلوع الفجر فقد أدرك الحج، أيام منى ثلاثة، فمن ... » .
[2] لفظ الترمذي: «وأردف رجلا فنادى به» . ينظر تحفة الأحوذي، أبواب الحج، باب ما جاء في الإفاضة من عرفات: 3/ 633، 634.
[3] رواية شعبة في مسند الإمام أحمد: 4/ 309، 310. ورواية سفيان في المسند أيضا: 4/ 309، 335 وعنه فيهما وكيع.

(3/399)


ولم يخرج أَبُو نعيم الرجلين إلا وَقَدْ ظنهما اثنين، وأمَّا ابْنُ منده فلعله ترك أحدهما لأنه ظنهما واحدًا، لأن القصة متقاربة، فإن عَبْد الرَّحْمَن أبا عَبْد اللَّه يروي حديثه فِي الأزد، وهذا قَدْ قدم من اليمن، والأزد من اليمن، والله أعلم.
3409- عبد الرضى الخولانيّ
(د ع) عَبْد رَضِي [1] الخولاني. يكنى أبا مكنف [2] .
وفد عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي وفد خولان، وكتب لَهُ كتابًا إلى مُعَاذِ. وكان ينزل ناحية الإسكندرية ولا تعرف رواية، قاله أَبُو سَعِيد بْن يونس.
أَخْرَجَهُ ابْنُ منده وأبو نعيم مختصرًا رُضي: بضم الراء.
3410- عبد العزيز بن الأصم المؤذن
(ع) عَبْد العزيز بْن الأصم المؤذن. روى الحارث بْن أَبِي أسامة، عن روح بْن عبادة، عن مُوسَى بْن عبيدة، عن نافع، عَنِ ابْنُ عُمَر قَالَ: كَانَ للنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مؤذنان: أحدهما بلال، والآخر عَبْد العزيز بْن الأصم [3] .
أَخْرَجَهُ أَبُو نعيم.
3411- عبد العزيز بن بدر
(ب) عَبْد العزيز بْن بدر بْن زَيْد بْن معاوية بْن خشان [4] بْن أسعد [5] بْن وديعة بن مبذول ابن عثم [6] بْن الربعة بْن رشدان بْن قيس بْن جهينة الجهني الربعي.
وفد عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقال: ما اسمك؟ قَالَ: عَبْد العزى. فسماه عَبْد العزيز، ذكره ابن الكلبي في نسب قضاعة.
أخرجه أبو عمر.
__________
[1] في المطبوعة: «رضاء» ممدودا. والمثبت عن الأصل، وباب الكنى فيما يأتى. والإصابة 2/ 419، فقد نقل الحافظ عن ابن ماكولا انه ضبطه مقصورا.
[2] كذا ضبط بضم الميم في الأصل، وقد ضبط في الإصابة بكسرها.
[3] رجح ابن حجر في الإصابة 2/ 420: أن عبد العزيز اسم ابن أم مكتوم. وقال: والمشهور في اسمه عمرو:
وقيل: عَبْد اللَّه بْن قيس بْن زائدة بْن الأصم بن هرم. فالأصم اسم جد أبيه، نسب إليه.
[4] في الإصابة 2/ 420، والجمهرة 416: حسان. وهو خطأ. والصواب ما أثبته ابن الأثير، وينظر تاج العروس:
9/ 192، وتبصير المنتبه: 2/ 501، والمشتبه: 235.
[5] في الجمهرة: أسد. والصواب أسعد، كما في تاج العروس: 9/ 192.
[6] مكانه في الجمهرة: «عدي» . والصواب «عثم» ، وينظر القاموس المحيط، مادة: عثم.

(3/400)


عثم: بالعين المهملة والثاء المثلثة، وخشان: بكسر الخاء المعجمة، وبالشين المعجمة، وآخره نون.
3412- عبد العزيز بن سخبر
عَبْد العزيز بْن سخبر [1] بْن جُبَيْر بْنُ منبه بْن سعد بْن عَبْد اللَّه بْن مَالِك الغافقي. كَانَ اسمه عَبْد العزي فسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد العزيز، ودخل مصر.
قَالَه أَبُو عُبَيْد اللَّه الجيزى.
3413- عبد العزيز بن سيف
(د ع س) عَبْد العزيز بْن سيف بْن ذي يزن الحميري.
كتب إِلَيْه النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قاله ابن منده.
وقَالَ أَبُو نعيم: ذكره بعض المتأخرين، والذي كتب إِلَيْه النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «زرعة بن سيف ابن ذي يزن» فلا أعلم أحدًا قاله «عَبْد العزيز» ، ولم يذكر لذلك رواية ولا بيانًا.
وقَالَ أَبُو مُوسَى: أورده أَبُو عَبْد اللَّه- يعني ابْنُ منده- وقَالَ: كتب إِلَيْه النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولم يورد لَهُ إسنادًا، فأنكره عَلَيْهِ أَبُو نعيم.
وقَالَ: الَّذِي كتب إِلَيْه النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «زرعة بْن سيف بْن ذي يزن» .
قَالَ: ولا أعلم أحدًا ذكره «عَبْد العزيز» غيره.
وَقَدْ روى أَبُو عَبْد اللَّه بْن منده حديثه بخراسان، وروى أَبُو موسى بإسناده عن ابْنُ منده قال: أخبرنا أَبُو اليزن إِبْرَاهِيم بْن عَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّدِ بْنِ عَبْد العزيز بن عفير بن عبد العزيز ابن السفر بْن عفير بْن زرعة بْن سيف بْن ذي يزن، حَدَّثَنَا عمي أَبُو روح أَحْمَد بْن خيش [2] حَدَّثَنِي عمي مُحَمَّد بْن عَبْد العزيز قَالَ: سَمِعْتُ أبي وعمي يقولان، عن أبيهما، عن جدهما: أن عَبْد العزيز قدم عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ واسمه عزيز، قَالَ فَقَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ما اسمك؟
قَالَ: عزيز. قَالَ: بل أنت عَبْد العزيز، وهو أخو ذي يزن، فدفع إِلَيْه حللًا، ودفع النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ منها إلى عُمَر بْن الخطاب، فقومت عشرين بعيرًا.
أَخْرَجَهُ ابْنُ منده، وأبو نعيم، وأبو موسى.
__________
[1] في الإصابة 2/ 420: «سخبرة» بهاء. وفي التجريد 1/ 385 مثل ما هنا: سخبر.
[2] في المطبوعة: «خنيس» والمثبت عن الأصل.

(3/401)


3414- عَبْد العزيز بْن عَبْد اللَّه بْن أسيد
(س) عَبْد العزيز بْن عَبْد اللَّه بْن أسيد.
أورده ابْنُ شاهين وقَالَ: كذا قَالَ ابْنُ أَبِي دَاوُد، وَقَدْ اختلف فِيهِ.
روى يزيد بْن هارون، عن العوام بْن حوشب، عن السفاح بْن مطر الشيباني [1] ، عن عَبْد العزيز بْن عَبْد اللَّه بْن أسيد قَالَ: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يَوْم عرفة اليوم الَّذِي يعرف فِيهِ النَّاس» . أخرجه أبو موسي.
3415- عبد العزيز أبو عبد الغفور
(س) عَبْد العزيز أَبُو عَبْد الغفور.
قَالَ أَبُو مُوسَى: أورده أَبُو نعيم وقَالَ: غير منسوب، وتبعه عليه أبو زكريا- يعني ابْنُ منده.
أَخْبَرَنَا أَبُو مُوسَى، فِيمَا أَذِنَ لِي، أَخْبَرَنَا أَبُو علي، أخبرنا أَبُو نعيم، حدثنا أحمد بن جعفر ابن سلم، حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن عليّ الأبار، حَدَّثَنَا مروان بْن جَعْفَر بْن سعد بْن سمرة، حدثنا عبد الرحمن بن محمد المحاربي، عن عثمان بْن مطر الْبَصْرِيّ، عن عَبْد الغفور بْن عَبْد العزيز، عن أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن رجبًا شهر عظيم، تضاعف فِيهِ الحسنات، من صام فِيهِ يومًا كَانَ كسنة» . قَالَ أَبُو مُوسَى: وهذا مرسل، وهم فِيهِ وهمين، أحدهما: أَنَّهُ جعله صحابيًا، وهو تابعي.
وقَالَ: غير منسوب، وهو عَبْد العزيز بْن سَعِيد. رَوَاهُ معلي بْن مهدي، عن عثمان، عن عَبْد الغفور، عن أَبِيهِ، عن جَدّه. كذلك رَوَاهُ غير واحد، عن عَبْد الغفور. وَقَدْ أورده أَبُو نعيم وغيره فِي باب السين:
أَخْرَجَهُ أبو موسي.
3416- عبد العزيز بن اليمان
(د ع) عَبْد العزيز بْن اليمان، أخو حذيفة بْن اليمان.
قال ابْنُ منده: أخبرنا إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد النَّيْسَابُوريّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن إِسْحَاق الثقفي، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيل بْن مُوسَى الفزاري، حَدَّثَنَا الْحَسَن بْن زياد الهمداني، عن ابْنُ جريح، عن
__________
[1] له ترجمة في الجرح والتعديل لابن أبى حاتم: 2/ 1/ 323.

(3/402)


عكرمة بْن عمار، عَنْ مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن أَبِي قدامة [1] ، عن عَبْد العزيز بْن اليمان أخي حذيفة قَالَ: كَانَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم إذا حزبه أمر بادر إلى الصلاة.
أَخْرَجَهُ ابْنُ منده وَأَبُو نعيم، وقَالَ أَبُو نعيم: كذا ذكره بعض المتأخرين- يعني ابْنُ منده- وهو وهم، وصوابه عَبْد العزيز بْن أخي حذيفة بْن اليمان، وروى بإسناده عن عَبْد اللَّه بْن أحمد ابن حنبل، عن أَبِيهِ قال: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيل بْن عُمَر، وخلف بْن الوليد قالا: حَدَّثَنَا يَحيى بْن زكريا- يعني ابْنُ أَبِي زائدة- عن عكرمة بْن عمار، عن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه الدؤلي قَالَ: قَالَ عَبْد العزيز بْن أخي حذيفة بْن اليمان: كَانَ رَسُول اللَّه صلى الله عليه وسلم إذا حزبه أمر صلى [2] .
ورواه أَبُو نعيم، عن سريج بْن يونس، عن يحيي بن زكريا، عن عكرمة بْن عمار، عن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه الدؤلي، عن عَبْد العزيز بْن أخي حذيفة: «أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا حزبه أمر بادر إلى الصلاة» .
أَخْرَجَهُ ابْنُ منده وأبو نعيم.
3417- عَبْد عمرو بن عبد جبل
عَبْد عَمْرو بْن عَبْد جبل الكلبي.
يُقال: لَهُ صحبة.
ذكره ابْنُ ماكولا مختصرًا.
جبل: بالجيم، والباء الموحدة، واللام.
3418- عبد عمرو بن نضلة الخزاعي
(س) عَبْد عَمْرو بْن نضلة الخزاعي. قيل: إنه اسم ذي اليدين. وقال الواقدي: اسم ذي اليدين عَمْرو بْن [عَبْد] ود. استشهد يَوْم بدر.
روى مُحَمَّد بْن كَثِيْر، عن الأوزاعي، عن الزُّهْرِيّ، عن سَعِيد وأبي [3] سَلَمة وعبيد الله ابن عَبْد اللَّه بْن عتبة، عن أَبِي هُرَيْرَةَ قال: سلم رسول الله صلى الله فِي الركعتين، فقام عَبْد عَمْرو بْن نضلة، رَجُل من خزاعة حليف لبني زهرة، فَقَالَ: أقصرت الصلاة أم نسيت؟ قَالَ:
كل لم يكن. قَالَ: بل نسيت، ثُمَّ أقبل رَسُول الله صلى الله عليه وسلم على الناس فَقَالَ: أصدق ذو الشمالين؟ وَقَدْ تقدم القول فِيهِ فِي «ذي اليدين» .
أَخْرَجَهُ أَبُو مُوسَى.
__________
[1] في الإصابة 3/ 157: «ابن أبى قلابة» والصواب «أبى قدامة» . ينظر التهذيب: 9/ 271.
[2] مسند أحمد: 5/ 388.
[3] رواية أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف في مسند الإمام أحمد: 2/ 423.

(3/403)


3419- عبد عوف بن الحارث
(ب د ع) عَبْد عوف بْن عَبْد الحارث بن عوف بن حشيش أَبُو حازم الأحمسي، من أحمس بْن الغوث. وهو والد قيس بْن أَبِي حازم.
روى عَنْهُ ابْنُه قيس، وهو مشهور بكنيته. وقيل: اسمه عوف، وَقَدْ ذكرناه فِي الكنى.
أَخْرَجَهُ الثلاثة.
3420- عبد قيس بن لاى
(ب) عَبْد قيس بْن لاي بْن عصيم. حليف لبني ظفر من الأنصار.
قَالَ أَبُو عُمَر: لا أعرف نسبه. شهد أحدا مَعَ رسول الله صلى الله عليه وسلم.
أخرجه أبو عمر [1] .
3421- عبد القيوم أبو عبيدة
(د ع) عَبْد القيوم أَبُو عبيدة [2] ، الْأَزْدِيّ، مولاهم.
روى مُوسَى بْن سهل، عن عَبْد الجبار بْن يَحيى بْن الفضل بْن يَحيى بْن قيوم، عن جَدّه، الفضل، عن أَبِيهِ يَحيى، عن جَدّه قيوم: أَنَّهُ وفد إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَعَ مولاه أَبِي راشد، فَقَالَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لأبي راشد: ما اسمك؟ قَالَ: عَبْد العزى أَبُو مغوية. قَالَ: أنت عَبْد الرَّحْمَن أَبُو راشد. قَالَ: فمن هَذَا معك؟ قَالَ: مولاي. قَالَ: فما اسمه؟ قَالَ قيوم. قَالَ: ولكنه عَبْد القيوم أَبُو عبيدة. أَخْرَجَهُ ابْنُ مندة وأبو نعيم.
3422- عبد المطلب بن ربيعة
(ب د ع) عَبْد المطلب بْن رَبِيعة بْن الحارث بْن عبد المطلب بن هاشم بْن عَبْد مناف الْقُرَشِيّ الهاشمي. وقيل: اسمه المطلب، وأمه أم الحكم بِنْت الزَُبَيْر بْن عبد المطلب بن هاشم، وكان عَلَى عهد النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رجلًا [3] ، قاله الزَُبَيْر. وقيل: كَانَ غلامًا، والله أعلم. ولم يغير رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اسمه.
__________
[1] الاستيعاب، الترجمة 1703: 1006.
[2] في المخطوطة والمطبوعة: «أبو عبيد» دون هاء. والمثبت عن الإصابة: 2/ 422، وتجريد أسماء الصحابة للذهبى:
1/ 386، وباب الكنى فيما يأتى.
[3] كتاب نسب قريش لمصعب: 87.

(3/404)


سكن المدينة، ثُمَّ انتقل إلى الشام فِي خلافة عُمَر بْن الخطاب، ونزل دمشق، وابتنى بها دارًا.
روى الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْن الحارث بْن نوفل بْن الحارث بْن عَبْد المطلب، عن عَبْد المطلب بْن رَبِيعة بْن الحارث قَالَ: اجتمع رَبِيعة بْن الحارث والعباس فقالا: والله لو بعثنا هذين الغلامين إلى رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فكلماه، فأمرهما عَلَى هَذِهِ الصدقات ... وذكر الحديث أخبرنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مِهْرَانَ وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّد بإسنادهما إلى أَبِي عِيسَى السلمي، حَدَّثَنَا قُتَيْبَة، حَدَّثَنَا أَبُو عوانة، عن يزيد بن أبي زياد، عن عبد الله بن الحارث قال: حدثني عبد المطلب بْن ربيعة بْن الحارث بْن عبد المطلب: أن العباس بْن عَبْد المطلب دخل عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مغضبًا وأنا عنده، فقال: ما أغضبك؟ فقال: يا رسول الله، ما لنا ولقريش! إذا تلاقوا بينهم تلاقوا بوجوه مبشرة، وإذا لقونا لقونا بغير ذلك! قال: فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى احمر وجهه، ثم قال: والذي نفسي بيده لا يدخل قلب رجل الإيمان حتى يحبكم للَّه ولرسوله.
ثم قال: أيها الناس، من آذى عمي فقد آذاني، فإنما عم الرجل صنو أَبِيهِ [1] . وتوفي بدمشق، فصلى عَلَيْهِ معاوية، قَالَ ابْنُ أبي عاصم: كأنه توفي سنة إحدى وستين.
أَخْرَجَهُ الثلاثة.
3423- عبد الملك بن أكيدر
(ع) عَبْد الملك بْن أكيدر، صاحب دومة الجندل [2] .
روى يَحيى بْن وهب بْن عَبْد الملك صاحب دومة الجندل، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدّه: أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كتب إلى أَبِي كتابًا، ولم يكن معه خاتم، فختمه بظفره.
ورواه عَبْد السَّلام بْن مُحَمَّد، عن إِبْرَاهِيم بْن عَمْرو بْن وهب، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جده.
أخرجه ابن منده وأبو نعيم.
قلت: لا شبهة أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كتب إلى عَبْد الملك فِي غزوة تبوك، وسار إِلَيْه خَالِد بْن الوليد فأسره، ثُمَّ صالحه النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وحمل الجزية إلى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، والله أعلم. وَقَدْ تقدم فِي «أكيدر [3] » أتمّ من هذا.
__________
[1] تقدم الحديث في ترجمة العباس بن عبد المطلب 3/ 165، 166، وخرجناه هنالك.
[2] دومة الجندل من أعمال المدينة، وهي منها على نحو خمس عشرة ليلة.
[3] ينظر الترجمة رقم 220: 1/ 135.

(3/405)


3424- عبد الملك الحجبي
(س) عَبْد الملك الحجبي.
أورده أَبُو بَكْر بْن أَبِي على في الصحابة، وروى عَنْ هاشم بْن القاسم الحراني، عن يعلى ابْنُ الأشدق، عن عَبْد الملك الحجبي: «أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مر بأهل مكَّة فقالوا: يا رَسُول اللَّه نسقيك نبيذًا؟ قَالَ: نعم. فجيء بِهِ فمزجه ثُمَّ قَالَ: هكذا فاشربوا يا أهل مكَّة. قَالُوا:
يا رَسُول اللَّه، إنا لنعطش، وإن ماءنا لحار، وهو يشق علينا شرب الماء. قال: فانتبذوا فِي القرب وغيروا طعم الماء واشربوا» . أَخْرَجَهُ أبو موسى.
3425- عبد الملك بن عباد
(ب د ع) عَبْد الملك بْن عباد بْن جَعْفَر المخزومي.
روى سَعِيد بْن السائب الطائفي، عن عَبْد الملك بْن أَبِي زُهَيْر بْن عَبْد الرَّحْمَن الثقفي:
أن حمزة بْن عَبْد اللَّه أخبره، عن القاسم بْن حبيب، عن عَبْد الملك بْن عباد بْن جعفر أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ يَقُولُ: «أول من أشفع لَهُ من أمتي أهل المدينة وأهل مكَّة وأهل الطائف» .
رَوَاهُ عَبْد الوهاب الثقفي، عن سَعِيد بْن السائب، عن حمزة بْن عَبْد اللَّه بْن سبرة، عن القاسم بْن حبيب، عن عَبْد الملك قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ، نحوه.
ورواه مُحَمَّد بْن بكار، عن زافر بن سليمان، عن مُحَمَّد بْن مُسْلِم، عن عَبْد الملك بْن زُهَيْر، عن حمزة بْن أَبِي شمر، عن مُحَمَّد بْن عباد، عن النَّبِيّ صَلَّى الله عليه وسلم، نحوه. أخرجه الثلاثة.
3426- عبد الملك بن علقمة
(س) عَبْد الملك بْن علقمة الثقفي.
أورده يونس بْن حبيب الأصفهاني فِي مسند أَبِي دَاوُدَ الطَّيَالِسِيِّ.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الْقَاهِرِ بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَبِي داود الطَّيَالِسِي، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر الحناط، حَدَّثَنِي يَحيى بْن هانئ بْن عروة بْن قعاص [1] ، عن أبى حذيفة، عن عبد الملك بن
__________
[1] في المطبوعة والمخطوطة: «حَدَّثَنِي يَحيى بْن هانئ بْن عروة بْن قعاس» والصواب ما أثبتناه، ففي التهذيب 11/ 293:
«يحيى بن هاني بن عروة بن قعاص، ويقال: فضفاض المرادي أبو داود الكوفي. روى عن أبيه وأنس بن مالك ... وأبى حذيفة. روى عنه شعبه والثوري ... وأبو بكر بن عياش وهو الحناط. وينظر كذلك الجرح والتعديل لابن أبى حاتم:
4/ 2/ 195.

(3/406)


علقمة الثقفي: أن وفد ثقيف قدموا عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فأهدوا لَهُ هدية، فَقَالَ: أصدقة أم هدية؟ فإن الصدقة يبتغى بها وجه اللَّه عزَّ، وجلَّ، وإن الهدية يبتغي بها وجه الرَّسُول وقضاء الحاجة. فسألوه وما زالوا يسألونه حتَّى ما صلوا الظهر إلا مَعَ العصر.
كذا ترجم لعبد الملك فِي المسند.
ورواة الْبُخَارِيّ فِي تاريخه، عن يُوْسٌف، عن أبي بَكْر هَذَا، وهو ابْنُ عياش، عن يَحيى بْن أَبِي حذيفة، عن عَبْد الملك بْن مُحَمَّد بْن نسير- بالنون- عن عَبْد الرَّحْمَن بْن علقمة.
وقَالَ أَبُو حاتم: عَبْد الرَّحْمَن بْن علقمة تابعي [1] . أخرجه أبو موسى.
3427- عبد مناف بن عبد الأسد
(س) عَبْد مناف بْن عَبْد الأسد بْن هلال بْن عَبْد الله بن عمرو بْن مخزوم، أَبُو سَلَمة، زوج أم سَلَمة قبل النَّبِيّ بدري قديم الْإِسْلَام، توفي فِي حياة النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَقَدْ تقدم فِي «عَبْد اللَّه بْن عَبْد الأسد [2] » ، وهو بكنيته أشهر. ويذكر فِي الكنى، إن شاء اللَّه تَعَالى.
أَخْرَجَهُ أَبُو مُوسَى.
قلت: لم تجر عادة أبى مُوسَى أن يستدرك أمثال هَذَا، وأن يذكر من غير النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الاسم الأول، فإنه متروك، وهو لم يفعل هَذَا فيما تقدم من هَذَا الباب، ولو سلك هذا لطال.
والله أعلم.
3428- عبد هلال
(س) عَبْد هلال. ذكره المستغفري فِي الصحابة.
روى إِبْرَاهِيم بْن عرعرة، عن زَيْد بْن الْحُبَاب، عن بشر [3] ، بْن عِمْرَانَ، عن مولاه عبد الله ابن عَبْد هلال قَالَ: ما أنسى حين ذهب بي أبي إلى النبي صلى الله عليه وَسَلَّمَ فَقَالَ: ادع لَهُ وبرك عَلَيْهِ.
قَالَ: فما أنسى برد يد رَسُول اللَّه صَلَّى الله عليه وسلم على يافوخي [4] .
__________
[1] الجرح لابن أبى حاتم: 2/ 2/ 273.
[2] ينظر الترجمة رقم 3036: 3/ 394.
[3] ذكر ابن أبى حاتم في ترجمة بشر بن عمران 1- 1- 361- أنه: «روى عن عبد الله بن عبد بن هلال» وينظر ترجمة عبد الله في: 2/ 2/ 102.
[4] اليافوخ: الموضع الّذي يتحرك من وسط رأس الطفل.

(3/407)


وكان يصوم النهار ويقوم الليل، ومات وهو أبيض الرأس واللحية. وكان لا يكاد يفرق شعره من كثرته.
ورواه عبدة بْن عَبْد اللَّه، عن زَيْد بإسناده مثله، إلا أَنَّهُ قَالَ: عَبْد اللَّه بْن عَبْد اللَّه بْن هلال.
أَخْرَجَهُ أَبُو مُوسَى.
3429- عَبْد الواحد
عَبْد الواحد، غير منسوب.
أَخْرَجَهُ الباطرقاني فِي طبقات المقرءين.
روى ابْنُ وهب، عن خلاد بْن سُلَيْمَان قَالَ: وكان ممن جمع القرآن عَلَى عهد رَسُول اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلم هو وعبد اللَّه بْن مَسْعُود، فَقَالَ عَبْد الواحد: أرأيت حيث يَقُولُ اللَّه، عزَّ وجلَّ فِي كتابه: «تسع وتسعون نعجة أنثى» . ألم يكن يعرف نعجة أنهن إناث!! قَالَ ابْنُ مَسْعُود: أرأيت حيث يَقُولُ اللَّه: «فَصِيَامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رجعتم تلك عشرة كاملة» ألم يكن يعرف أن سبعة وثلاثة، عشرة؟.
قَالَ أَبُو زرعة: عَبْد الواحد لم ينسب، وخلاف مصرى.
3430- عبد ياليل بن عمرو
(ب س) عَبْد ياليل بْن عَمْرو بْن عمير الثقفي.
كَانَ وجهًا من وجوه ثقيف، وهو الَّذِي أرسلته ثقيف إلى رَسُول اللَّه صلى الله عليه وسلم بعد قتل عروة ابن مَسْعُود، وأرسلوا معه خمسة رجال بإسلامهم. وكانت ثقيف أرادوا أن يرسلوه وحده، فامتنع وخاف أن يفعلوا به ما فعلوا بعروة بْن مَسْعُود، فأرسلوا معه الخمسة، وهم: عثمان بْن أَبِي العاص، وأوس بْن عوف، ونمير بْن خرشة، والحكم بْن عَمْرو، وشرحبيل بْن غيلان بْن سَلَمة.
فأسلموا كلهم وحسن إسلامهم، وانصرفوا إلى قومهم ثقيف، فأسلموا كلهم كذا قَالَ ابْنُ إِسْحَاق: عَبْد ياليل. وقَالَ غيره: مسعود بن عبد ياليل، قَالَه مُوسَى بْن عقبة وابن الكلبي وأبو عُبَيْد وغيرهم.
قَالَ أَبُو عُمَر: وهو الصحيح.
أَخْرَجَهُ أَبُو عُمَر وَأَبُو مُوسَى.

(3/408)


3431- عبد ياليل بن ناشب
(ب) عبد ياليل بْن ناشب بْن غيره الليثي، من بني سعد بْن ليث، حليف لبني عدي ابْنُ كعب.
شهد بدرًا، وتوفي آخر خلافة عُمَر بْن الخطاب. وكان شيخًا كبيرًا.
أَخْرَجَهُ أَبُو عُمَر مختصرًا.
قلت: لا أعرف فِي بني سعد بْن ليث: عَبْد ياليل بْن ناشب، إلا جد [1] إياس، وخالد، وعاقل بني البكير بْن عَبْد ياليل بْن ناشب بْن غيرة بْن سعد بْن ليث. شهد إياس وإخوته بدرا مع النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهم حلفاء بني عدي كما ذكره، ويبعد أن يكون لَهُ صحبة، وإن كَانَ غيره فلا أعرفه.
3432- عبد بن الأزور
(س) عَبْد بْن الأزور. وقيل: ضرار بْن الأزور. وهو الأشهر.
روى ماجد [2] بْن مروان، حَدَّثَنِي أَبِي، عن أَبِيهِ، عن عَبْد بْن الأزور قَالَ: أتيت النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فلما وقفت بين يديه أنشدته [3] :
تَقُولُ جميلة فرقتنا ... وصدعت أهلك شتى شمالًا
تركت القداح وعزف القيانة ... والخمر تصلية وابتهالا
وقد تقدم ذكره فِي ضرار.
أَخْرَجَهُ أَبُو مُوسَى.
عبد: غير مضاف إلى اسم آخر.
3433- عَبْد بْن جحش
(ب س) عَبْد بْن جحش بْن رئاب الأسدي، من أسد خزيمة. وَقَدْ تقدم نسبه عند أخيه عبد الله، ويكنى عَبْد هَذَا «أبا أَحْمَد» وغلبت عَلَيْهِ كنيته، وهو حليف حرب بن أمية.
__________
[1] ينظر تراحمهم في: 1/ 181، 2/ 91، 3/ 116.
[2] كذا في المخطوطة. وفي المطبوعة: مجاهد.
[3] مضى البيتان في ترجمة ضرار 3/ 52 برواية أخرى، وقد خرجناهما هنالك. والبيت الثاني في مسند الإمام أحمد:
4/ 76 وفي المطبوعة والمخطوطة: «وصدع أهلك شتى سلالا.» ولم نجد «سلالا» وأثبتنا «شمالا» مما سبق. إلا أن تكون «شلالا» وأصلها «شللا» بفتحتين. ثم مد لأجل القافية. والشلل: الطرد.
والتصلية: الدعاء، كأنه كان يدعو أن لا تفسد الخمر، والابتهال: الدعاء والتضرع، وذلك كقول الأعشى:
وقابلها الريح في دنها ... وصلى على دنها وارتسم

(3/409)


وهو ممن هاجر إلى أرض الحبشة، وهو أخو زينب بِنْت جحش زوج النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ويذكر فِي الكنى، إن شاء اللَّه تعالى أتم من هَذَا.
أَخْرَجَهُ أَبُو عُمَر وَأَبُو مُوسَى.
عَبْد هَذَا: غير مضاف إلى اسم آخر.
3434- عبد بن الجلندي
عبد بن الجلندي أسلم هو وأخوه جيفر عَلَى عهد رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وكان بعمان.
ذكره أَبُو عُمَر فِي ترجمة أخيه جيفر، وَقَدْ ذكرناه في جيفر [1] .
3435- عبد أبو حدرد
(ب د ع) عَبْد، أَبُو حدرد الأسلمي: هو مشهور بكنيته، وسيذكر إن شاء اللَّه تَعَالى فِي الكنى.
واختلف العلماء فِي اسمه، فَقَالَ أَحْمَد بْن حنبل وَيَحْيَى بْن معين: اسم أبي حدرد عَبْد.
وقَالَ هشام بْن الكلبي: اسمه سلامة بْن عمير، وَقَدْ تقدم [2] .
وهو والد عبد الله بن أبى حدرد، [و [3]] والد أم الدرداء، والله أعلم.
أخبرنا عُبَيْد الله بن أحمد بن علي بإسناده إلى يونس بن بكير، عن محمد بن إسحاق، عن جَعْفَر بْن عَبْد اللَّه بْن أَسْلَمَ، عَنْ أَبِي حدرد قَالَ: تزوجت امْرَأَة مِنْ قَوْمِي، فَأَصْدَقْتُهَا مِائَتَيْ دِرْهَمٍ، فَأَتَيْتُ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَسْتَعِينُهُ عَلَى نكاحي، فَقَالَ: كَمْ أَصْدَقْتَ؟ قُلْتُ: مِائَتَيْ دِرْهَمٍ.
فَقَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: سبحان اللَّه! لو كنتم تأخذونها من واد [ما زاد] [4] ، لا والله ما عندي ما أعينك بِهِ! فلبثت أيامًا، ثُمَّ أقبل رَجُل من جشم بن معاوية يقال له: «رفاعة بن قيس- أَوْ: قيس بْن رفاعة» حتَّى [5] نزل بقومه ومن معه الغابة، يريد أن يجمع قيسًا عَلَى حرب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وكان ذا اسم وشرف فِي جشم، فدعاني رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ورجلين من المسلمين فَقَالَ: اخرجوا إلى هذا الرجل حتى تأتونا بخبر وعلم. فخرجنا ومعنا سلاحنا، حتَّى جئنا قريبًا
__________
[1] مضت ترجمته في: 1/ 371.
[2] الترجمة 2138: 32/ 41.
[3] زيادة لا بد من إثباتها، فأبو حدرد هو والد أم الدرداء، كما سيأتي في ترجمتها. وينظر كذلك الاستيعاب، الترجمة 1381: 820.
[4] سقط من المطبوعة، أثبتناه عن المخطوطة. وفي سيرة ابن هشام: «ما زدتم» .
[5] قبله في السيرة: «في بطن عظيم من بنى جشم، حتى ... » .

(3/410)


من الحاضر مَعَ الغروب، فكمنت فِي ناحية وأمرت صاحبي فكمنا فِي ناحية أخرى من حاضر القوم، وقلت لهما: إِذَا سمعتماني كبرت وشددت فِي العسكر فكبرا وشدا معي. وغشينا الليل وذهبت فحمة العشاء، وَقَدْ كَانَ أبطأ عليهم راع لهم، فتخوفوا عليه. فقام صاحبهم «رفاعة ابن قيس» فأخذ سيفه، وقَالَ: والله لأطلبن أثر راعينا. فَقَالَ لَهُ نفر ممن معه: نَحْنُ نكفيك فَقَالَ: والله لا يذهب إلا أَنَا، ولا يتبعني منكم أحد. وخرج حتَّى مر بي، فلما أمكنني نفحته [1] بسهم، فوضعته فِي فؤاده، فما تكلم. فاحتززت رأسه. ثُمَّ شددت فِي ناحية العسكر [وكبرت] وشدّ صاحباي وكبّرا. فو الله ما كَانَ إلا النجاء بما قدروا عَلَيْهِ من نسائهم وأبنائهم وما خف معهم من أموالهم، واستقنا إبلًا عظيمة وغنمًا كثيرة، فجئنا بها إلى رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وجئت برأسه أحمله. فأعطاني [2] من تلك الإبل ثلاثة عشر بعيرًا فِي صداقي، فجمعت إليَّ أهلي [3] .
رَوَاهُ مُحَمَّد بْن سَلَمة وغيره عن ابْنُ إِسْحَاق، فقالا: عن جَعْفَر، عن عبد الله بن أبي حدرد، عن أبيه.
وَرَوَاهُ إِبْرَاهِيم بْن سَعْدٍ عَنِ ابْنُ إِسْحَاق فقال: عمن لا أتهم. ورواه سَلَمة بْن الفضل مثل رواية يونس، ورواه عَبْد الملك بْن هِشَام، عَنِ البكائي، عَنِ ابن إسحاق مثل رواية إبراهيم ابن سعد.
3436- عبد بن زمعة بن الأسود
(ب د ع) عَبْد بْن زمعة بْن الأسود، أخو سودة بِنْت زمعة. كذا نسبه أبو نعيم.
وقَالَ أَبُو عُمَر: عَبْد بْن زمعة بْن قيس بْن عَبْد شمس بْن عَبْد ود بْن نصر بْن مالك بْن حسل بْن عَامِر بْن لؤي العامري، أمه عاتكة بِنْت الأحنف بْن علقمة بْن بني معيص بْن عَامِر أَبُو لؤي [4] .
وقَالَ ابْنُ منده: عَبْد بْن زمعة، أخو سودة بِنْت زمعة.
__________
[1] أي: رميته به.
[2] في السيرة: «فأعاننى ... بثلاثة عشر ... » .
[3] سيرة ابن هشام: 2/ 629، 630.
[4] الاستيعاب، الترجمة 1382: 820.

(3/411)


وكان عَبْد شريفًا، سيدًا من سادات الصحابة، وهو أخو سودة بِنْت زمعة لأبيها، وأخو عبد الرحمن بن زمعة [1] ابن وليدة زمعة، الَّذِي تخاصم فِيهِ «عَبْد بْن زمعة» مَعَ «سعد بْن أبي وقاص» ، وأخوه لأمه قرظة [2] بْن عَبْد عَمْرو بْن نوفل بْن عَبْد مناف.
أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ مَحْمُودٍ إِجَازَةً بِإِسْنَادِهِ إِلَى أبي بكر بن أبي عاصم، حدثنا سعيد بن يحيى ابن سَعِيد، حَدَّثَنَا أبي، عن مُحَمَّد بْن عَمْرو، عن يَحيى بْن عَبْد الرَّحْمَن، عن عَائِشَة قَالَتْ:
تزوج رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سودة بِنْت زمعة، فجاء أخوها عَبْد بن زمعة من الحج، فجعل يحثو التراب فِي رأسه، فَقَالَ بعد أن أسلم: إني لسفيه يَوْم أحثو فِي رأسي التراب أن تزوج رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بسودة بِنْت زمعة [3] .
أَخْرَجَهُ الثلاثة.
قلت: قول أَبِي نعيم فِي نسبه: «زمعة بْن الأسود، أخو سودة بِنْت زمعة» وهم مِنْهُ، فإن سودة بِنْت زمعة بْن قيس. وكذلك ذكر نسبها أَبُو نعيم، ولم يذكر الأسود. وأمَّا ابْنُ منده فلم يزد فِي نسبه عَلَى زمعة، فخلص من الوهم: والصحيح النسب الأول: أَنَّهُ من عَامِر بْن لؤي، وَقَدْ تقدم هَذَا في عبد الرحمن بن زمعة مستوفى.
3437- عبد أبو زمعة البلوى
(س) عَبْد أَبُو زمعة البلوي.
ممن بايع بيعة الرضوان تحت الشجرة، سكن مصر، واختلف فِي اسمه فَقَالَ جَعْفَر:
اسمه عَبْد.
أَخْرَجَهُ أبو موسي.
3438- عبد بن عبد أبو الحجاج الثمالي
(ب) عَبْد بْن عَبْد، أَبُو الحجاج الثمالي. وقيل: اسمه «عَبْد اللَّه بْن عَبْد» . وهو بكنيته أشهر، نذكره فيها، إن شاء اللَّه تَعَالى.
ذكره أَبُو عُمَر فِي أَبِي الحجاج الثمالي.
3439- عبد بن عبد الجدلي
(د ع) عبد بن عبد الجدليّ.
__________
[1] ينظر الترجمة 3305: 3/ 448.
[2] كتاب نسب قريش: 204، وفي كتاب حذف من نسب قريش 42: «وقرظة بن عبد عمرو بن نوفل، كان ممن ينهى عن حرب النبي صلى الله عليه وسلم ولم يسلم.
[3] أخرجه الإمام أحمد في مسند عائشة من حديث طويل. المسند: 6/ 311.

(3/412)


قديم. ذكر فِي الصحابة ولا يصح. روى عَنْهُ معبد بْن خَالِد، ذكره الْبُخَارِيُّ فِي التَّابِعِينَ.
أَخْرَجَهُ ابْنُ مَنْدَهْ وَأَبُو نعيم مختصرا.
3440- عبد العركى
(س) عَبْد العركي وقيل: عُبَيْد- الَّذِي سَأَلَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم عن ماء البحر.
قَالَ ابْنُ منيع: بلغني أن اسمه «عَبْد» . وأورده الطبراني فيمن اسمه عُبَيْد. والعركي:
الملاح، وليس باسم لَهُ.
أَخْرَجَهُ أَبُو موسى مختصرا.
3441- عبد بن عبد غنم
(د ع) عَبْد بْن عَبْد غنم، أَبُو هُرَيْرَةَ الدوسي.
صاحب رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم، وأكثر الصحابة رواية عنده، اختلف فِي اسمه كثيرًا.
أَخْرَجَهُ ابْنُ منده وأبو نعيم.
3442- عَبْد بْن قيس بْن عَامِر بْن خَالِد الأنصاري
(ب) عَبْد بْن قيس بْن عَامِر بْن خَالِد بْن عَامِر بْن زريق الْأَنْصَارِيّ الزرقي [1] .
شهد العقبة وبدرًا.
أَخْرَجَهُ أَبُو عُمَر مختصرًا.
3443- عبد المزني
(ب د ع) عَبْد المزني، أَبُو يزيد. روى عَنْهُ ابْنهُ يزيد.
أخبرنا أَبُو الفرج بن أبي الرجاء إِجَازَةً بِإِسْنَادِهِ إِلَى ابْنِ أَبِي عَاصِمٍ قَالَ: حدثنا يعقوب ابن حميد، عَنِ ابْنِ وَهْبٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ، عن أيوب بن موسى، عن يزيد بْن عَبْد المزني، عن أَبِيهِ أن رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «يعق عن الغلام، ولا يمس رأسه بدم [2] » . أَخْرَجَهُ الثلاثة، وقَالَ أَبُو عُمَر: إنه مرسل. وقَالَ أبو أحمد العسكري وذكره فقال:
أراه مرسلا.
__________
[1] الّذي في سيرة ابن هشام 1/ 460: «عباد بن قيس بن عامر بن خلدة بن مخلد بن عامر ... » .
[2] أخرجه ابن ماجة في كتاب الذبائح، باب العقيقة، الحديث 3166: 2/ 1057 عن يعقوب بن حمية بن كاسب بإسناده، ولكنه وقفه على «يزيد بن عبد المزني» فلم يقل: «عن أبيه» .
والعقيقة: ما يذبح عن المولود. وقد كانوا في الجاهلية يلطخون رأس الغلام بالدم، فنهى عن ذلك.

(3/413)


3444- عبدة
(ب د ع) عبدة- بزيادة هاء- هُوَ ابْنُ حزن النصري، من بني نصر بْن معاوية بن بكر ابن هوازن. وقيل: نصر بْن حزن.
وهو كوفي، روى عَنْهُ أَبُو إِسْحَاق السبيعي.
روى شُعْبَة، والثوري، والْأَعْمَش، ويونس بْن أَبِي إِسْحَاق، عن أبى إسحاق، عن عبدة ابن حزن أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «بُعِثَ دَاوُدُ وَهُوَ رَاعِي غَنَمٍ، وَبُعِثَ مُوسَى وهو راعي غنم، وبعثت أَنَا وأنا راعي غنم بأجياد» [1] . قَالَ ابْنُ منده: قَالَ يونس بْن أَبِي إِسْحَاق، عن أَبِيهِ: «عبيدة» ، بزيادة ياء.
وقَالَ أَبُو نعيم، عن أَبِي إِسْحَاق: «عبيدة» ، كما تقدم ذكره.
قَالَ الْبُخَارِيّ: عبدة بْن حزن النصري من بني نصر بْن معاوية، أَبُو الوليد. أدرك النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ومنهم من يجعله تابعيًا، ويجعل حديثه مرسلًا، لروايته عن ابْنُ مَسْعُود ورواية مُسْلِم البطين [2] والحسن بْن سعد [3] عَنْهُ.
أخرجه الثلاثة.
3445- عبدة بن الحسحاس
(س) عبدة بْن الحسحاس. هُوَ الَّذِي أسر قَيْس بْن السائب يَوْم بدر.
قَالَ جَعْفَر: كذا قَالَ الواقدي، قَالَ: وقَالَ أَبُو حاتم بْن حبان فِي تاريخه: عُبَيْد بْن الحسحاس.
أَخْرَجَهُ أَبُو مُوسَى مختصرًا.
حبان: بكسر الحاء وبالباء الموحدة. والحسحاس، قَالَ الواقدي: عبدة بْن الحسحاس، بالحاء والسين المهملتين. وهو ابْنُ عم المجذّر بن ذياد [4] وأخوه لأمه، قتل يَوْم أحد.
وقَالَ ابْنُ إِسْحَاق وأبو معشر: عبادة بْن الخشخاش بْن عَمْرو بْن زمزمة، لَهُ صحبة، وقتل يَوْم أحد.
__________
[1] أجياد: موضع من بطحاء مكة، من منازل قريش البطاح.
[2] في المطبوعة: مسلم بن البطين. وهو خطأ. وهو: مسلم بن عمران البطين. ينظر التهذيب: 10/ 134.
[3] في المطبوعة: «بن مسلم» وهو خطأ والصواب عن الأصل، والجرح لابن أبى حاتم: 3/ 1/ 89.
[4] في المطبوعة: «زيادة» بالزاي، وهو خطأ نبهنا عليه كثيرا.

(3/414)


فجعلا «عبادة» بزيادة ألف، «والخشخاش» بالخاء والشين المعجمتين، وَقَدْ تقدم القول فِيهِ فِي «عبادة [1] » أتم من هَذَا. قاله الأمير أَبُو نصر
3446- عبدة مَوْلَى رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم
(س) عبدة مَوْلَى رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
ذكر ابْنُ شاهين. روى يَحيى بْن بكير، عَنِ ابْنِ المبارك، عَنْ سُلَيْمَان التيمي، عَنْ رَجُل قَالَ: قيل لعبدة مَوْلَى رسول الله صلى الله عليه وسلم: هل كَانَ رَسُول اللَّه يأمر بصلاة غير المكتوبة؟ قَالَ بين المغرب والعشاء [2] .
أَخْرَجَهُ أَبُو مُوسَى.
3447- عبدة بن مسهر
(د ع) عبدة بْن مسهر. أدرك النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
رَوَى إِسْمَاعِيلُ بْنُ أبي خالد، عن أبي زرعة بن عمرو بْنِ جَرِيرٍ، عَنْ عَبْدَةَ بْنِ مُسْهِرٍ قَالَ:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أين منزلك يا ابن مُسْهِرٍ؟ قَالَ قُلْتُ: بِكَعْبَةِ نَجْرَانَ [3] .
رَوَاهُ ابْنُ أَبِي زَائِدَةَ، وَمَنْصُورُ بْنُ أَبِي الأَسْوَدِ، وَغَيْرُهُمَا عَنْ إِسْمَاعِيلَ. أَخْرَجَهُ ابْنُ مَنْدَهْ وَأَبُو نُعَيْمٍ.
3448- عبدة بن مغيث البلوى
(ب س) عبدة- بزيادة هاء أيضا- هو ابْنُ مغيث [4] بْن الجد بْن عجلان بْن حارثة ابن ضبيعة بْن حرام بْن جعل بْن عمرو بْن جشم بْن ودم بْن ذبيان بْن هميم بْن هني بْن بلي البلوي، حليف بني ظفر من الأنصار.
شهد بدرًا وأحدًا، وهو والد «شريك بْن سحماء» صاحب اللعان، نسب إِلَى أمه. وذكره الخطيب أَبُو بَكْر فِي ذكر ابنه «شريك بْن سحماء» فِي آخر كتاب الأسماء المبهمة.
أَخْرَجَهُ أَبُو عُمَر وَأَبُو مُوسَى.
ودم: بفتح الواو، وبالدال المهملة. وحرام: بفتح الحاء، وبالراء.
__________
[1] ينظر الترجمة 2786: 3/ 158، 159.
[2] أخرجه الإمام أحمد في مسند «عبدة مَوْلَى رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم» . المسند: 5/ 430، 431.
[3] نجران: من مخاليف اليمن من ناحية مكة، وإليها تنسب كعبة نجران، وهو دير كان لآل عبد المدان بن المدان. بنوة مربعا مستوى الأضلاع والأقطار، مرتفعا عن الأرض، يصعد له بدرجة على مثال الكعبة، فكانوا يحجونه هم وطوائف من العرب ممن يحل الأشهر الحرام ولا يحجون الكعبة، وتحجه خثعم قاطبة.
[4] في المخطوطة دون فقط. وفي الإصابة: فعيث، ومثله في جمهرة أنساب العرب. وقد مضى في ترجمة شريك بن السحماء 2/ 522: معتب، بالعين، والتاء، والباء.

(3/415)


3449- عبس بن عامر الأنصاري
(ب) عبس بْن عَامِر بْن عدي بْن نابي بْن عمرو بْن سواد بْن غنم بْن كعب بْن سلمة الأنصاري السلمي.
شهد العقبة، وبدرًا، وأحدًا عند جميعهم. وسماه ابْنُ إسحاق «عبسا» ، وسماه موسى ابن عقبة «عبسى» بباء موحدة، وفي آخره ياء تحتها نقطتان.
3450- عبس الغفاريّ
(ب ع س) عبس- بالسين أيضا- هو الغفاري، وَيُقَال: عابس. وهو أكثر.
شامي. روى عنه أَبُو أمامة الباهلي، روى عَنْهُ أيضًا أهل الكوفة: حنش وعليم [1] الكنديان، ويروي زاذان عَنْهُ، وعن عليم عَنْهُ.
أَخْرَجَهُ أَبُو نعيم، وَأَبُو عُمَر، وَأَبُو مُوسَى.
أَخْبَرَنَا أَبُو يَاسِرِ بْنُ أبي حبة بإسناده عن عبد الله بن أحمد، حدثني أبي، أخبرنا يزيد ابن هَارُونَ، أَخْبَرَنَا شَرِيكُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عثمان بن عمير، عن زاذان أبي عمر، عَنْ عُلَيْمٍ قَالَ [2] : «كُنَّا جُلُوسًا عَلَى سَطْحٍ ومعنا رجل من أصحاب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ [2] يَزِيدُ:
لا أَعْلَمُهُ إِلا عَبْسًا الْغِفَارِيَّ- وَالنَّاسُ يَخْرُجُونَ فِي الطَّاعُونَ، فَقَالَ عَبْسٌ: يَا طَاعُونُ، خُذْنِي.
ثَلاثًا يَقُولُهَا، فَقَالَ لَهُ عُلَيْمٌ [1] : لِمَ تَقُولُ هَذَا؟ أَلَمْ يقل رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يتمنى أحدكم الموت، فإنه عند انقطاع عمله ولا يُرَدُّ فَيُسْتَعْتَبَ؟! فَقَالَ: إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقول:
بادروا بالموت ستا: إمرة السفهاء، وكثرة الشرط، وبيع الحكم، واستخفافًا بالدم، وقطيعة الرحم، ونشأ يتخذون القرآن مَزَامِيرَ. يُقَدِّمُونَهُ [3] يُغَنِّيهِمْ وَإِنْ كَانَ أَقَلَّ مِنْهُمْ فقها [4] » .
3451- عبيد الله بن أسلم
(ع س) عبيد الله- مصغر مضاف إلى اسم الله تعالى- هو ابْنُ أسلم. مَوْلَى رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم، يعد في الكوفيين.
__________
[1] في المطبوعة: «عكيم» بالكاف، وهو خطأ، ينظر الجرح لابن أبى حاتم: 3/ 2/ 40، والمشتبه: 469.
ومستدرك تاج العروس: مادة علم. ومسند الإمام أحمد، وسيأتي تخريج الحديث فيه.
[2] في الأصل والمطبوعة: «فقال» والمثبت عن المسند.
[3] في مجمع الزوائد 3/ 316، 217، 5/ 245: «يقدمون الرجل يغنيهم» . وفي ترجمة عابس فيما مضى: يقدمونه ليغنيهم.
[4] مسند أحمد: 3/ 494، 495. وقد مضى الحديث في ترجمة عابس بن عبس الغفاريّ، وخرجناه هناك، ينظر:
3/ 109، 110.

(3/416)


أخبرنا عبد الوهاب بن هبة الله بإسناده إلى عبد الله بن أحمد قال: حدثني أَبِي، حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ سَوَادَةَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَسْلَمَ- مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ لِجَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ: «أَشْبَهْتَ خَلْقِي وَخُلُقِي [1] » . أَخْرَجَهُ أَبُو نعيم وأبو موسى.
3452- عبيد الله بن الأسود
(ب) عُبَيْد اللَّه بْن الأسود السدوسي، قَالَ: خرجت إلى رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ فِي وفد بني سدوس.
أَخْرَجَهُ أَبُو عمر مختصرا.
3453- عبيد الله بن بسر المازني
(س) عُبَيْد اللَّه بْن بسر الْمَازِنِي. من بني مازن بن قيس، هو أخو عَبْد اللَّه بْن بسر قاله أَبُو الفضل السّليمانى.
أخرجه أبو موسي مختصرا.
3454- عبيد الله بن التيهان
(ب) [2] عُبَيْد اللَّه بْن التيهان بْن مَالِك بْن عتيك بْن عَمْرو بْن عَبْد الأعلم بن عامر بن زعوراء ابن جشم بْن الحارث بْن الخزرج بْن عمرو- وهو النبيت- بْن مالك بْن الأوس الْأَنْصَارِيّ الأوسي. وهو أخو أَبِي الهيثم بْن التيهان، وأخو عبيد بن التّيّهان أيضا.
شهد أحدًا. ولم يبق من بني زعوراء أحد، انقرضوا. وهذا زعوراء هُوَ أخو عَبْد الأشهل.
وقيل: إن أبا الهيثم وَإِخوته من قضاعة، ثم من بلىّ. والله أعلم.
3455- عبيد الله بن الحارث
(س) عُبَيْد اللَّه بْن الحارث بْن نوفل بْن الحارث بْن عَبْد المطلب، وهو أخو عبد الله ابن الحارث الملقب «ببّه» .
__________
[1] مسند أحمد: 4/ 342. وينظر البخاري، كتاب فضائل أصحاب النبي، باب مناقب جعفر بن أبى طالب: 5/ 24.
والترمذي، أبواب المناقب، مناقب جعفر بن أبى طالب. ينظر تحفة الأحوذي: 10/ 270.
[2] سقط هذا الرمز من المطبوعة. وهذه الترجمة في الاستيعاب برقم 1711: 3/ 1008.

(3/417)


رَوَى الزُّهْرِيُّ، عَنِ الأَعْرَجِ قَالَ: سَمِعْتُ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ الْحَارِثِ يَقُولُ: آخِرُ صَلاةٍ صَلَّيْتُهَا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الْمَغْرِبَ، قَرَأَ فِي الأُولَى بِالطُّورِ، وَفِي الثَّانِيَةِ ب: قُلْ يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ 109: 1.
أخرجه أبو موسي.
3456- عبيد الله أبو حرب الثقفي
(د ع) عُبَيْد اللَّه أَبُو حرب الثقفي. وقيل: حرب بْن عُبَيْد اللَّه.
رَوَى عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ، عَنْ حَرْبِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِيهِ- وَكَانَ مِنَ الْوَفْدِ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، عَلِّمْنِي الإِسْلامَ. فَعَلَّمَهُ، ثُمَّ قَالَ: قَدْ عَلِمْتُهُ، فَكَيْفَ الصَّدَقَةُ؟
وَكَيْفَ الْعُشُورُ؟ قَالَ: الْعُشُورُ عَلَى الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى، وَلَيْسَ عَلَى أَهْلِ الإِسْلامِ، إِنَّمَا عَلَيْهِمُ الصَّدَقَةُ [1] » . أَخْرَجَهُ ابْنُ مَنْدَهْ وأبو نعيم.
3457- عبيد الله أبو خالد السلمي
(ع س) عُبَيْد اللَّه أَبُو خَالِد السلمي.
أَخْبَرَنَا يَحْيَى كِتَابَةً بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَبِي بَكْرٍ أحمد بن عمرو بن الضحاك قال: حدثنا عبد الوهاب بن الضحاك، حدثنا إسماعيل بن عَيَّاشٍ، عَنْ عَقِيلِ بْنِ مُدْرَكٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ عُبَيْدٍ السُّلَمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ رَسُولَ الله صلى الله عَلَيْهِ وسلم قَالَ: «إن اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ أَعْطَاكُمْ عِنْدَ وَفَاتِكُمْ ثُلُثَ أَمْوَالِكُمْ، زِيَادَةً فِي أَعْمَالِكُمْ» [2] . أَخْرَجَهُ أَبُو نُعَيْمٍ وأبو موسى، وقال أبو موسى: أخرجه أبو عَبْدِ اللَّهِ فِي «عَبْدِ اللَّهِ [3] » وَكَأَنَّ عُبَيْدَ الله أصح.
3458- عبيد الله بن عبد الخالق الأنصاري
(د ع) عُبَيْد اللَّه بْن عَبْد الخالق الْأَنْصَارِيّ.
لَهُ ذكر فِي حديث «ابْنُ عُمَر» .
__________
[1] روى الإمام أحمد نحوه عن جرير، عَنْ عطاء بْن السائب، عَنْ حرب بْن هلال الثقفي، عَنْ أَبِي أمية رجل من ثعلب ينظر المسند: 3/ 474، 5/ 410. كما رواه الإمام أحمد أيضا عن عبد الرحمن، عن سفيان، عن عطاء، عن رجل من بكر ابن وائل، عن خاله. المسند: 3/ 474، 4/ 322.
[2] أخرج ابن ماجة نحوه عن أبى هريرة. ينظر كتاب الوصايا، الوصية بالثلث، الحديث 2709: 2/ 904.
[3] ينظر الترجمة 2913: 3/ 222.

(3/418)


روى عطاء بْن أَبِي رباح، عَنِ ابْنِ عُمَر قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: من يذهب «بكتابي إِلَى طاغية الروم وله الجنة؟ فقام رَجُل من الأنصار- يُقال لَهُ: عُبَيْد اللَّه بْن عَبْد الخالق- فَقَالَ:
أَنَا أذهب بِهِ ولي الجنة إن هلكت؟ قَالَ: نعم، لَكَ الجنة» . أَخْرَجَهُ ابْنُ مندة وأبو نعيم.
3459- عُبَيْد اللَّه بْن زَيْد بْن عَبْد ربه
(س) عُبَيْد اللَّه بْن زَيْد بْن عَبْد ربه، أخو عَبْد اللَّه.
روى عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن زَيْد، عَنْ عمه عُبَيْد الله بن زيد قَالَ: أراد رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إن يحدث فِي الأذان. قَالَ: فجاءه عُبَيْد اللَّه بْن زَيْد فَقَالَ: إني رَأَيْت الأذان. قَالَ: فقم فألقه عَلَى بلال. فألقاه عَلَى بلال، ثُمَّ قَالَ: يا رَسُول اللَّه، أنا أريتها وأنا كنت أرى أن أؤذن. قَالَ:
أقم أنت. قَالَ: فقام فأقام. أخرجه أبو موسى.
3460- عبيد الله بن سفيان القرشي المخزومي
(ب) عُبَيْد اللَّه بْن سُفْيَان بْن عَبْد الأسد الْقُرَشِيّ المخزومي. وَقَدْ تقدم نسبه.
قتل يَوْم اليرموك، وهو أخو هبار بْن سُفْيَان، لا تعلم لَهُ رواية.
أَخْرَجَهُ أَبُو عُمَر مختصرا.
3461- عُبَيْد اللَّه بْن سهل بْن عَمْرو الْأَنْصَارِيّ
(س) عُبَيْد اللَّه بْن سهل بْن عَمْرو الأنصاري.
قال جعفر: يقال: إن لَهُ صحبة، ولم يورد لَهُ شيئا.
أخرجه أَبُو موسى مختصرا.
3462- عبيد الله بن شقير القرشي المخزومي
(ب) عُبَيْد اللَّه بْن شقير بْن عَبْد الأسد بْن هلال الْقُرَشِيّ المخزومي.
قتل يَوْم اليرموك شهيدًا.
أَخْرَجَهُ أَبُو عُمَر أيضًا مختصرًا.
قلت: لا أشك أن أبا عُمَر وهم فِيهِ، فإنه قَدْ ذكر عُبَيْد اللَّه بْن سُفْيَان- بالسين المهملة والفاء- وذكر هَذِهِ الترجمة- بالشين المعجمة والقاف- وذكر فِي عَبْد اللَّه بْن سُفْيَان بْن عَبْد الأسد، وذكر فِي الجميع. أَنَّهُ قتل يَوْم اليرموك. وسفيان بْن عَبْد الأسد مشهور، وأمَّا شقير بالقاف والشين المعجمة، فلا يعرف.

(3/419)


3463- عبيد الله بن ضمرة
(ب د ع) عُبَيْد اللَّه بْن ضمرة بْن هود الحنفي اليمامي.
سكن المدينة. روى عَنْهُ ابْنُه المنهال أَنَّهُ قَالَ: أشهد لجاء «الأقيصر [1] بن سلمة» بالإداوة التي بعث رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فنضح بها مسجد قران- أَوْ: مروان- قاله أَبُو نعيم، وَأَبُو عُمَر.
وقَالَ ابْنُ منده: عُبَيْد اللَّه بْن صبرة بْن هوذة- بالصاد المهملة والباء الموحدة، وهوذة بالذال المعجمة، وآخره هاء.
والذي أظنه أن هوذة بزيادة هاء أصح، وأن هوذة هُوَ ابْنُ عليّ ملك اليمامة، وهو مشهور، وأمَّا هود فلا يعرف في حنيفة، والله أعلم.
3464- عبيد الله بن العباس
(ب د ع) عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بن هاشم القرشي الهاشمي. وهو ابن عم رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أمه لبابة الكبرى أم الفضل بِنْت الحارث، يكنى أبا مُحَمَّد.
رَأَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وحفظ عَنْهُ، وكان أصغر سنًا من أخيه عَبْد اللَّه، قيل كَانَ بَيْنَهُما فِي المولد سنة.
أَخْبَرَنَا أَبُو ياسر بن أبي حبة بإسناده إلى عبد الله بن أحمد قال: حدثني أبي، حدثنا جرير، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زياد، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصِفُ عَبْدَ اللَّهِ وَعُبَيْدَ اللَّهِ، وَكَثِيرًا بَنِي الْعَبَّاسِ، ثُمَّ يَقُولُ: مَنْ سَبَقَ إِلَيَّ فَلَهُ كَذَا. فَيَسْتَبِقُونَ إِلَيْهِ، فَيَقَعُونَ عَلَى ظَهْرِهِ وَصَدْرِهِ، فَيُقَبِّلُهُمْ وَيَلْزَمُهُمْ [2] » . وكان عظيم الكرم والجود، يضرب بِهِ المثل فِي السخاء. واستعمله عليّ بْن أَبِي طَالِب عَلَى اليمن، وأمره عَلَى الموسم، فحج بالناس سنة ست وثلاثين، وسنة سبع وثلاثين. فلما كان سنة ثمان وثلاثين بعثه عليّ عَلَى الموسم، وبعث معاوية «يزيد بْن شجرة الرهاوي [3] » ليقيم الحج، فاجتمعا فاصطلحا عَلَى أن يصلي بالناس «شَيْبَة بْن عثمان» . وقيل: كَانَ هَذَا مع قثم ابن العباس.
__________
[1] ينظر فيما مضى ترجمة الأقعس بن سلمة. فقد قيل في اسمه أنه: الأقيصر بن سلمة» .
[2] مسند الإمام أحمد: 1/ 214.
[3] قال ابن أبى حاتم 4/ 2/ 270 «يزيد بن شجرة الرهاوي» شامي. يقال: له صحبة. روى عنه مجاهد» .

(3/420)


ولم يزل عَلَى اليمن حتَّى قتل عليّ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، لكنه فارق اليمن لما سار «بسر بْن أرطاة» إِلَى اليمن لقتل شيعة عليّ. فلما رجع بسر إِلَى الشام عاد «عُبَيْد اللَّه» إِلَى اليمن، وفي هَذِهِ الدفعة قتل «بسر» ولدي «عُبَيْد اللَّه» . وَقَدْ ذكرناه فِي «بسر» .
وكان ينحر كل يَوْم جزورًا، فنهاه أخوه عَبْد اللَّه، فلم ينته. ونحر كل يَوْم جزورين، وكان هُوَ وأخوه عَبْد اللَّه، رَضِي اللَّه عَنْهُمَا، إِذَا قدما المدينة أوسعهم عَبْد اللَّه علمًا، وأوسعهم عُبَيْد اللَّه طعامًا.
أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ أَبِي الْقَاسِمِ، أَخْبَرَنَا أَبِي، أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ السَّمَرْقَنْدِيِّ، أَخْبَرَنَا حَمْزَةُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ قَالا: حَدَّثَنَا أبو الفرج العضارى [1] ، حدثنا أبو محمد بن جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْخَوَّاصُ، حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ أحمد بن محمد، حدثني عبد الله ابن مروان بن معاوية الفزازى، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْوَلِيدِ أَبُو الْحَجَّاجِ الْفَزَارِيُّ: أن عبيد الله ابن الْعَبَّاسِ خَرَجَ فِي سَفَرٍ لَهُ، وَمَعَهُ مَوْلًى لَهُ، حَتَّى إِذَا كَانَ فِي بَعْضِ الطَّرِيقِ، رَفَعَ لَهُمَا بَيْتَ أَعْرَابِيٍّ، قَالَ: فَقَالَ لِمَوْلاهُ: لَوْ أَنَّا مَضَيْنَا فَنَزَلْنَا بِهَذَا الْبَيْتِ وَبِتْنَا به؟! قَالَ: فَمَضَى، [قَالَ] :
وَكَانَ عُبَيْدُ اللَّهِ رَجُلا جَمِيلا جَهِيرًا، فَلَمَّا رَآهُ الأَعْرَابِيُّ أَعْظَمَهُ وَقَالَ، لامْرَأَتِهِ: لَقَدْ نَزَلَ بِنَا رَجُلٌ شَرِيفٌ! وَأَنْزَلَهُ الأَعْرَابِيُّ، ثُمَّ إِنَّ الأَعْرَابِيَّ أَتَى امْرَأَتَهُ فَقَالَ: هَلْ مِنْ عَشَاءٍ لِضَيْفِنَا هَذَا؟ فَقَالَتْ:
لا، إِلا هَذِهِ السُّوَيْمَةَ [2] الَّتِي حَيَاةُ ابْنَتِكَ مِنْ لَبَنِهَا: قَالَ: لا بُدَّ مِنْ ذَبْحِهَا! قَالَتْ: أَفَتَقْتُلُ ابْنَتَكَ؟ قَالَ: وَإِنْ! قَالَ: ثُمَّ إِنَّهُ أَخَذَ الشَّاةَ وَالشَّفْرَةَ وَجَعَلَ يَقُولُ:
يَا جَارَتِي لا تُوقِظِي الْبُنَيَّهْ ... إِنْ تُوقِظِيهَا تَنْتَحِبْ عَلَيَّهْ
وَتَنْزِعِ الشَّفْرَةَ مِنْ يَدَيَّهْ
ثُمَّ ذَبَحَ الشَّاةَ، وهيأ منها طعاما، ثُمَّ أَتَى بِهِ عُبَيْدَ اللَّهِ وَمَوْلاهُ، فَعَشَّاهُمَا وعبيد الله يسمع كلام الأعرابي لامرأته ومحاورتهما، فَلَمَّا أَصْبَحَ عُبَيْدُ اللَّهِ قَالَ لِمَوْلاهُ: هَلْ مَعَكَ شَيْءٌ؟ قَالَ: نَعَمْ، خَمْسُمِائَةِ دِينَارٍ فَضَلَتْ مِنْ نَفَقَتِنَا. قَالَ: ادْفَعْهَا إِلَى الأَعْرَابِيِّ. قَالَ: سُبْحَانَ اللَّهِ! أَتُعْطِيهِ خَمْسَمِائَةِ دِينَارٍ وَإِنَّمَا ذَبَحَ لَكَ شَاةً ثَمَنَ خَمْسَةِ دَرَاهِمَ؟ قَالَ: وَيْحَكَ! وَاللَّهِ لَهُوَ أَسْخَى مِنَّا وَأْجَوَدُ، إِنَّمَا أَعْطَيْنَاهُ بعض ما نملك، وجاد هو علينا وآثرنا عَلَى مُهْجَةِ نَفْسِهِ وَوَلَدِهِ. قَالَ: فَبَلَغَ ذَلِكَ مُعَاوِيَةَ، فَقَالَ: للَّه دَرُّ عُبَيْدِ اللَّهِ! مِنْ أَيِّ بَيْضَةٍ خَرَجَ؟ وَمِنْ أَيِّ عُشٍّ دَرَجَ؟.
__________
[1] كذا في المخطوطة بهذا الضبط. وفي المطبوعة: القصارى.
[2] في المطبوعة: «الشويهة» . والمثبت عن المخطوطة، والسويمة: تصغير سائمة.

(3/421)


روى عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، روى عنه سليمان بْنُ يَسَارٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ، وَعَطَاءُ بْنُ أَبِي رَبَاحٍ.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ أَبِي حَبَّةَ بِإِسْنَادِهِ عن عبد الله بن أحمد، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَبَّاسِ قَالَ: جَاءَتِ الْغُمَيْصَاءُ [1]- أَوْ: الرُّمَيْصَاءُ- إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَشْكُو زَوْجَهَا، تَزْعُمُ أَنَّهُ لا يَصِلُ إِلَيْهَا، فَمَا كَانَ إِلا يَسِيرًا حَتَّى جَاءَ زَوْجُهَا، فَزَعَمَ أَنَّهَا كَاذِبَةٌ، وَإِنَّمَا [2] تُرِيدُ أَنْ تَرْجِعَ إِلَى زَوْجِهَا الأَوَّلِ.
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَيْسَ لَكِ ذَاكَ حَتَّى يَذُوقَ عُسَيْلَتَكِ رَجُلٌ غَيْرُهُ [3] » . وتوفي عُبَيْد اللَّه سنة سبع وثمانين، قاله أَبُو عُبَيْد الْقَاسِم بْن سلام. وقَالَ خليفة: إنه توفي سنة ثمان وخمسين. وقيل توفي أيام يزيد بْن معاوية. وهو الأكثر، وكان موته بالمدينة، وقيل:
باليمن. والأول أصح.
أَخْرَجَهُ الثلاثة.
3465- عبيد الله بن عبيد بن التيهان
(ب) عبيد الله بن عبيد بن التّيّهان. وقيل: هُوَ عُبَيْد اللَّه بْن عتيك، فإن عبيدًا قيل فِيهِ:
«عتيك» أيضًا.
وَقَدْ تقدم نسبه فِي عُبَيْد اللَّه بْن التيهان، وهو ابْنُ أخي أَبِي الهيثم، قتل يَوْم اليمامة شهيدا.
أخرجه أَبُو عمر [4] .
3466- عبيد الله بن عدي
(ب د ع) عُبَيْد اللَّه بْن عدي بْن الخيار بْن عدي بْن نوفل بْن عَبْد مناف الْقُرَشِيّ النوفلي.
وأمه أم قتال [5] بِنْت أسيد بْن أَبِي العيص، أخت عتاب بْن أسيد.
ولد عَلَى عهد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وتوفي فِي زمن الْوَلِيد بْن عَبْد الملك، وله دار بالمدينة عند دار عليّ بْن أَبِي طَالِب.
روى عن عمر وعثمان.
__________
[1] في المطبوعة والمخطوطة: «العميصاء» بالعين المهملة. والصواب بالغين المعجمة. وستأتي ترجمتها في كتاب النساء.
[2] في المسند: «ولكنها تريد ... » .
[3] مسند أحمد: 1/ 214.
[4] الاستيعاب، الترجمة 1716: 1010.
[5] في المطبوعة: «أم قتال» بالنون. والمثبت عن كتاب نسب قريش: 201.

(3/422)


أخبرنا مَكِّيُّ بْنُ رَبَّانَ [1] بْنِ شَبَّةَ النَّحْوِيُّ بِإِسْنَادِهِ إِلَى يَحْيَى بْنِ يَحْيَى عَنْ، مَالِكٍ، عن ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ اللَّيْثِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ الْخِيَارِ أَنَّهُ قَالَ: بَيْنَمَا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَالِسًا بَيْنَ ظَهْرَيِ [2] النَّاسِ، إِذْ جَاءَ رَجُلٌ فَسَارَّهُ، فَلَمْ نَدْرِ [3] مَا سَارَّهُ بِهِ حَتَّى جَهَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَإِذَا هُوَ يَسْتَأْذِنُهُ فِي قَتْلِ رَجُلٍ مِنَ الْمُنَافِقِينَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ جَهَرَ: أَلَيْسَ يَشْهَدُ أَنَّ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَأَنَّ محمدا رَسُولُ اللَّهِ؟ قَالَ: بَلَى، وَلا شَهَادَةَ لَهُ [قَالَ: أَلَيْسَ يُصَلِّي؟ قَالَ: بَلَى، وَلا صَلاةَ لَهُ] [4] فَقَالَ: رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: أُولَئِكَ الَّذِينَ نَهَانِي اللَّهُ عَنْهُمْ [5] » .
روى عروة بْن عياض، عَنْ عُبَيْد اللَّه بْن عدي أَنَّهُ قَالَ: كُسِفَتِ الشَّمْسُ عَلَى عَهْدِ رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ... وذكر الحديث. أخرجه الثلاثة.
3467- عبيد الله بن عُمَر
(ب د ع) عُبَيْد اللَّه بْن عُمَر بْن الخطاب بْن نفيل الْقُرَشِيّ، أَبُو عِيسَى. تقدم نسبه عند أخيه «عَبْد اللَّه [6] » .
ولد عَلَى عهد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وكان من شجعان قريش وفرسانهم، سَمِعَ أباه، وعثمان بْن عفان، وأبا مُوسَى، وغيرهم.
روى زَيْد بْن أسلم، عَنْ أَبِيهِ: أن عُمَر ضرب ابنه عُبَيْد اللَّه بالدرة، وقَالَ: أتكتني بأبي عِيسَى؟ وهل كَانَ لَهُ من أب؟! وشهد عُبَيْد اللَّه صفين مَعَ معاوية، وقتل فيها. وكان سبب شهوده صفين أن أبا لؤلؤة لما قتل أباه عُمَر رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فلما دفن عُمَر مَعَ رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بَكْر، قيل لعبيد اللَّه: قَدْ رأينا أبا لؤلؤة والهرمزان نجيا، والهرمزان يقلب هَذَا الخنجر بيده، وهو الَّذِي قتل بِهِ عُمَر، ومعهما «جفينة» وهو رَجُل من العباد جاء بِهِ سعد بْن أَبِي وقاص يعلم الكتاب [7] بالمدينة «وابن
__________
[1] في المطبوعة: «رباب» وهو خطأ. ولمكى ترجمة في العبر للذهبى: 5/ 8. ويصحح اسمه فيما سبق: 1/ 15.
[2] في الموطأ: «بين ظهراني الناس» .
[3] في الموطأ: «فلم يدر بالبناء للمجهول.»
[4] سقط من المخطوطة والمطبوعة. أثبتناه عن المسند.
[5] الموطأ، كتاب الصلاة، باب جامع الصلاة. والحديث رواه الإمام أحمد عن عبد الرزاق، عن ابن جريج، عن ابن شهاب بإسناده مثله. المسند: 5/ 432، 433.
[6] ينظر الترجمة 3080: 3/ 340.
[7] يعنى: يعلمهم الكتابة.

(3/423)


فيروز» ، وكلهم مشرك إلا الهرمزان. فغدا عليهم عُبَيْد اللَّه بالسيف، فقتل الهرمزان وابنته وجفينة، فنهاه النَّاس فلم ينته. وقَالَ: والله لأقتلن من يصغر هَؤُلَاءِ فِي جنبه. فأرسل إِلَيْه صهيب عَمْرو بْن العاص، فأخذ السيف من يده، وصهيب كَانَ قَدْ وصى إِلَيْه عُمَر بالصّلاة عليه ويعلّم بالناس إِلَى أن يقوم خليفة. فلما أخذ عَمْرو السيف وثب عَلَيْهِ سعد بْن أَبِي وقاص فتناصبًا وقَالَ: قتلت جاري وأخفرتني! فحبسه صهيب حتَّى سلمه إِلَى عثمان لما استخلف.
فَقَالَ عثمان: أشيروا عليّ فِي هَذَا الرجل الَّذِي فتق فِي الْإِسْلَام ما فتق! فأشار عَلَيْهِ المهاجرون أن يقتله، وقَالَ جماعة منهم عَمْرو بْن العاص: قتل عُمَر أمس ويقتل ابنه اليوم! أبعد اللَّه الهرمزان وجفينة! فتركه وأعطى دية من قتل. وقيل: إنَّما تركه عثمان لأنه قَالَ للمسلمين:
من ولي الهرمزان؟ قالوا: أنت. قال: قد عفوت عَنْ عُبَيْد اللَّه. وقيل: إن عثمان سلم عُبَيْد اللَّه إِلَى القماذيان بْن الهرمزان ليقتله بأبيه. قال القماذيان: فأطاف بى النَّاس وكلموني فِي العفو عَنْهُ، فقلت: هَلْ لأحد أن يمنعني مِنْهُ؟ قَالُوا: لا. قلت: أليس إن شئت قتلته؟ قَالُوا:
بلى. قلت: قد عفوت عنه.
قال بعض العلماء: ولو لم يكن الأمر هكذا لم يقل الطعانون عَلَى عثمان: عدل ست سنين.
ولقالوا: إنه ابتدأ أمره بالجور، لأنه عطل حدًا من حدود اللَّه.
وهذا أيضًا فِيهِ نظر، فإنه لو عفا عَنْهُ ابْنُ الهرمزان لم يكن لعلي أن يقتله، وَقَدْ أراد قتله لما ولي الخلافة، ولم يزل عُبَيْد اللَّه كذلك حيًّا حتَّى قتل عثمان وولي عليّ الخلافة، وكان رأيه أن يقتل عُبَيْد اللَّه، فأراد قتله فهرب مِنْهُ إِلَى معاوية، وشهد معه صفين وكان عَلَى الخيل، فقتل فِي بعض أيام صفين قتلته رَبِيعة، وكان عَلَى رَبِيعة زياد بْن خَصَفَة [1] الربعي، فأتت امْرَأَة عُبَيْد اللَّه، وهي بحرية ابْنَة هانئ الشيباني تطلب جثته، فَقَالَ زياد: خذيها، فأخذتها ودفنته.
وكان طويلًا، قيل: لما حملته زوجته عَلَى بغل كان معترضنا عَلَيْهِ، وصلت يداه ورجلاه إِلَى الأرض، ولما قتل اشترى معاوية سيفه، وهو سيف عُمَر، فبعث بِهِ إِلَى عَبْد اللَّه بْن عُمَر. وقيل:
__________
[1] في المطبوعة: خصيفة. والمثبت عن المخطوطة والاستيعاب، الترجمة 1718، 1012.

(3/424)


بل قتله رَجُل من همدان، وقيل: قتله عمار بن ياسر، وقيل: قتله رَجُل من بني حنيفة، وحنيفة من رَبِيعة. وكانت صفين فِي ربيع الأول من سنة سبع وثلاثين.
أخرجه الثلاثة.
3468- عبيد الله بن فضالة
(س) عُبَيْد اللَّه بْن فضالة الليثي.
قَالَ أَبُو مُوسَى: أورده ابْنُ منده فِي «عَبْد اللَّه» ولم يورد لَهُ شيئًا، وأورده ابْنُ شاهين فِي عُبَيْد اللَّه.
وروى بِإِسْنَادِهِ عَنْ عَدِيِّ بْنِ الْفَضْلِ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هند، عن أبي حرب بن أبي الأسود الدِّيلِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ فَضَالَةَ قَالَ: قدمت على رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ فَقَالَ: «مَنْ كَانَ لَهُ [1] عَرِيفٌ فَلْيَنْزِلْ عَلَى عَرِيفِهِ، وَمَن لَمْ يَكُنْ لَهُ عَرِيفٌ نَزَلَ عَلَى أَهْلِ الصُّفَّةِ. قَالَ: فَنَزَلْتُ الصُّفَّةِ، فَنَادَى رَجُلٌ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْمِنْبَرِ: أَيْ رَسُولَ اللَّهِ، الْجُوعَ. فَقَالَ: تُوشِكُونَ مَنْ عَاشَ مِنْكُنَّ أَنْ يُغْدَى عَلَيْهِ وَيُرَاحَ بِجَفْنَةٍ، وَتَلْبَسُونَ كَأَسْتَارِ الْكَعْبَةِ» .
رَوَاهُ غَيْرُ وَاحِدٍ عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ أَبِي حَرْبٍ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ [2] عَمْرٍو النَّصْرِيِّ- بَدَلَ «عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ فضالة» ، وقد تقدم. أخرجه أبو موسى.
3469- عبيد الله بن كثير
(ب د ع) عُبَيْد اللَّه بْن كَثِير، أَبُو مُحَمَّد.
مختلف فِي صحبته، رَوَى سُلَيْمَانُ بْنُ بِلالٍ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِيهِ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: «مَنْ لَقِيَ اللَّهَ وَهُوَ مُدْمِنٌ مِنَ الْخَمْرِ، لَقِيَ اللَّهَ وَهُوَ كَعَابِدِ وَثَنٍ» .
وَرَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الأَصْبَهَانِيُّ، عَنْ سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ» [3] . أَخْرَجَهُ الثلاثة، إلا أن أبا عُمَر قَالَ: عُبَيْد اللَّه بْن كَثِير، والد مُحَمَّد. وقَالَ ابْنُ منده:
عُبَيْد اللَّه أَبُو مُحَمَّد: وقَالَ أَبُو نعيم: عُبَيْد اللَّه غير منسوب. فربما يظن أنهم ثلاثة، وهم واحد، والله أعلم.
__________
[1] العريف: القيم بأمور جماعة من الناس، يلي أمورهم ويتعرف منه الأمير أحوالهم.
[2] مضت ترجمته برقم 2629: 3/ 90، وخرجنا الحديث هنالك.
[3] سنن ابن ماجة، كتاب الأشربة، باب مدمن الخمر، الحديث 3375: 1120. فقد رواه ابن ماجة عن أبى بكر ابن أبى شيبة ومحمد بن الصباح كلاهما عن محمد بن سليمان بن نحوه. وقد أخرجه الإمام أحمد أيضا في مسند ابن عباس: 1/ 272.

(3/425)


وقَالَ أَبُو عُمَر: مُحَمَّد وأبوه عُبَيْد اللَّه مجهولان، والحديث لسهيل، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ والله أعلم.
3470- عُبَيْد اللَّه بْن مَالِك بن النعمان
عُبَيْد اللَّه بْن مَالِك بْن النعمان بْن يعمر بْن أَبِي أسيد الأسلمي صحب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قاله الغساني، عَنِ ابن الكلبي.
3471- عبيد الله بن محصن
(ب د ع) عُبَيْد اللَّه بْن محصن الْأَنْصَارِيّ. رَأَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مِهْرَانَ الْفَقِيهُ وَغَيْرُهُ بِإِسْنَادِهِمْ إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى بْنِ سورة قال: حدثنا عمرو بن مالك، ومحمد بْنُ خِدَاشٍ الْبَغْدَادِيُّ قَالا: حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ معاوية، حدثنا عبد الرحمن بن أبى شعيلة الأَنْصَارِيُّ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مِحْصَنٍ الأَنْصَارِيِّ الْخَطْمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ- وَكَانَتْ لَهُ صُحْبَةٌ- عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: «مَنْ أَصْبَحَ آمِنًا فِي [1] سِرْبِهِ» مُعَافًى فِي بَدَنِهِ، عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ، فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ [2] لَهُ الدُّنْيَا [3] » . وروى عَنْهُ ابنه سَلَمة أَيْضًا، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي فضل رمضان.
أَخْرَجَهُ الثلاثة، وقَالَ أَبُو عُمَر: منهم من يجعل حديثه مرسلًا، وأكثرهم يصحّح صحبته، فيجعل حديثه مسندا.
3472- عبيد الله بن مسلم القرشي
(ب د ع) عُبَيْد اللَّه بْن مُسْلِم الْقُرَشِيّ، أَبُو مُسْلِم. وقيل: مُسْلِم بْن عُبَيْد الله، قاله ابن مندة.
__________
[1] السرب- بكسر السين وسكون الراء- «النفس» أي آمنا في نفسه.
وقيل: السرب: الجماعة، فالمعنى: آمنا في أهله وعياله.
وقيل: السرب- بفتح السين وسكون الراء- ومعناه المسلك والطريقة، فهو آمن في طريقته ومسلكه.
وقيل: السرب- بفتح السين والراء- ومعناه: البيت. فهو آمن في بيته.
[2] حيزت، من الحيازة وهي: الجمع والضم، أي فكانت جمعت له الدنيا.
[3] تحفة الأحوذي، أبواب الزهد، باب ما جاء في الزهادة في الدنيا: 7/ 10، 11. وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث مروان بن معاوية.
ورواه ابن ماجة عن سويد بن سعيد ومجاهد بن موسى كلاهما عن مروان بن معاوية، بإسناده مثله. ينظر كتاب الزهد، باب القناعة، الحديث 4141، 1387.

(3/426)


وقَالَ أَبُو عُمَر: عُبَيْد اللَّه بْن مسلم الْقُرَشِيّ، وَيُقَال: الحضرمي- مذكور فِي الصحابة، قَالَ: ولا أقف عَلَى نسبه فِي قريش، وفيه نظر. قَالَ: وَقَدْ قيل: إنه عُبَيْد بْن مُسْلِم الَّذِي روى عَنْهُ [حصين] [1] فإن كَانَ هُوَ فهو أسدي، أسد قريش.
وَرَوَى ابْنُ مَنْدَهْ وَأَبُو نُعَيْمٍ بِإِسْنَادَيْهِمَا عَنْ أَبِي نُعَيْمٍ الْفَضْلِ بْنِ دُكَيْنٍ وَالْقَاسِمِ بْنِ الْحَكَمِ الْعُرَنِيِّ كِلاهُمَا، عَنْ هَارُونَ بْنِ سَلْمَانَ الْفَرَّاءِ أَبِي مُوسَى مَوْلَى عَمْرِو بْن حُرَيْثٍ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ الْقُرَشِيِّ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّهُ سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَصُومُ الدَّهْرَ كُلَّهُ؟ قَالَ فَسَكَتَ، ثُمَّ سَأَلَهُ الثَّانِيَةَ فَسَكَتَ، ثُمَّ سَأَلَهُ الثَّالِثَةَ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَيْنَ السَّائِلُ عَنِ الصَّوْمِ؟
قَالَ: أَنَا. قَالَ: أَمَا لأَهْلِكَ عَلَيْكَ حَقٌّ؟! صُمْ رَمَضَانَ وَالَّذِي يَلِيهِ، وَصُمِ الأَرْبَعَاءَ وَالْخَمِيسَ، فَإِذًا أَنْتَ قَدْ صُمْتَ الدَّهْرَ» .
وَقِيلَ: عُبَيْدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ أَبِيهِ. وَسَيُذْكَرُ فِي موضعه، إن شاء اللَّه تعالى.
أخرجه الثلاثة.
3473- عبيد الله بن مسلم
(س) عُبَيْد اللَّه بْن مُسْلِم.
أَخْرَجَهُ أَبُو مُوسَى وقال: ليس هُوَ بالذي أورده والذي يروي عَنْهُ ابنه، أورده عَلَى العسكري فيما ذكر أَبُو بَكْر بْن أَبِي عليّ.
وَرَوَى بإسناده عن عَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ، عَنْ حُصَيْنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: سَمِعْتُ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ مُسْلِمٍ- وَكَانَتْ لَهُ صُحْبَةٌ- يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَيْسَ مِنْ مَمْلُوكٍ يُطِيعُ اللَّهَ تَعَالَى وَيُطِيعُ سَيِّدَهُ، إِلا كَانَ لَهُ أَجْرَانِ، أَخْرَجَهُ أَبُو مُوسَى.
قلت: وهذا قَدْ أَخْرَجَهُ ابْنُ منده وَأَبُو نعيم، إلا أنهما قالا: «عُبَيْد بْن مُسْلِم» ، غير مضاف إِلَى اسم اللَّه تَعَالى، وَقَدْ ذكرا لَهُ حديثه المملوك.
3474- عبيد الله بن معمر
(ب د ع س) . عُبَيْد اللَّه بْن معمر.
أدرك النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يعد فِي أهل المدينة، وَقَدْ اختلف فِي صحبته.
روى عَنْهُ عروة بْن الزُّبَيْر، ومحمد بن سيرين، ولا يصح له حديث،
__________
[1] عن الاستيعاب، الترجمة 1721، 1013. وينظر ترجمة عبيد بن مسلم فيما يأتى.

(3/427)


هَذَا جميع ما ذكره ابْنُ منده. وزاد أَبُو نعيم: سكن المدينة، وروى بِإِسْنَادِهِ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مَعْمَرٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَا أُعْطِيَ أَهْلُ بَيْتٍ الرِّفْقَ إِلا نَفَعَهُمْ وَلا مَنَعُوهُ إِلا ضَرَّهُمْ» . وأمَّا أَبُو عُمَر فإنه أحسن فيما قَالَ. قَالَ: فإنه قَالَ: عُبَيْد اللَّه بْن معمر بن عثمان بن عمرو ابن كعب بْن سعد بْن تيم بْن مرة بْن كعب بْن لؤي الْقُرَشِيّ التيمي. صحب النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَانَ مِنْ أحدث أصحابه سنًا. كذا قَالَ بعضهم، قَالَ: وهذا غلط، ولا يطلق عَلَى مثله أَنَّهُ صحب، ولكنه رآه ومات رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو غلام، واستشهد باصطخر [1] مَعَ عَبْد اللَّه بْن عَامِر وهو ابْنُ أربعين سنة، وكان عَلَى مقدمة الجيش يومئذ.
روى عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الرفق، وهو القائل لمعاوية:
إذا أنت لم ترخ الإزار تكرمًا ... عَلَى الكلمة العوراء من كل جانب
فمن ذا الَّذِي نرجو لحقن دمائنا ... ومن ذا الَّذِي نرجو لحمل النوائب
وابنه عُمَر بْن عُبَيْد اللَّه بْن معمر أحد الأجواد. وذكر بعد هَذَا شيئًا من أخبار عُمَر بْن عُبَيْد اللَّه [2] .
أَخْرَجَهُ الثلاثة.
قلت: وَقَدْ أَخْرَجَهُ أَبُو مُوسَى فَقَالَ: عُبَيْد اللَّه بْن معمر، قَالَ المستغفري: ذكره يَحيى بْن يونس، لا أدري لَهُ صحبة أم لا، وذكر أَنَّهُ مات فِي عهد عثمان باصطخر. وروى حديث الرفق، فلا أعلم لأي سبب أَخْرَجَهُ.
وَقَدْ أَخْرَجَهُ ابْنُ منده وَإِن كَانَ اختصره.
وروى عُبَيْد اللَّه عَنْ عُمَر وعثمان، وطلحة. ويكنى أبا مُعَاذٍ بابنه.
وقول أَبِي عمر: إنه قتل بإصطخر مَعَ ابْنُ عَامِر، وهو ابْنُ أربعين سنة، فعليه فِيهِ نظر، فإنه قَالَ: كَانَ من أحدث أصحابه سنًا، ولم تثبت لَهُ رؤية، فكيف يكون من قتل بإصطخر- وهي سنة تسع وعشرين. ابْنُ أربعين سنة، ولا تثبت لَهُ رؤية؟! وعلى هَذَا يكون لَهُ عِنْدَ وَفَاةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ واحدًا وعشرين سنة، والله أعلم.
__________
[1] إصطخر: بلدة بفارس.
[2] الاستيعاب، الترجمة 1722: 1013، 1014.

(3/428)


3475- عبيد الله بن معية السوائى
(ب د ع) عُبَيْد اللَّه بْن معية السوائي، من بني سواءة بْن عَامِر بْن صعصعة.
أدرك الجاهلية، وروي عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. سكن الطائف، وَيُقَال: عَبْد اللَّه [1] بْن معية، وَقَدْ ذكرناه.
روى وكيع عَنْ سَعِيد [2] بْن السائب قَالَ: سَمِعْتُ شيخًا من بنى عامر، أحد بنى سواءة ابن عَامِر بْن صعصعة يُقال لَهُ: عُبَيْد اللَّه بْن معية قَالَ: «أصيب رجلان من المسلمين يَوْم الطائف فحملا إِلَى رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فبلغه ذَلِكَ. فبعث أن يدفنا حيث أصيبنا أَوْ حيث لقيا.
أَخْرَجَهُ الثلاثة.
3476- عُبَيْد اللَّه بن أبى مليكة
عُبَيْد اللَّه بْن أَبِي مليكة والد عَبْد اللَّه الفقيه.
رَوَى الْحَكَمُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِيهِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ: أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم عَنْ أُمِّهِ:
فَقَالَ: إِنَّهَا كَانَتْ أَبَرَّ شَيْءٍ وَأَوْصَلَهُ وَأَحْسَنَهُ صَنِيعًا، فَهَلْ تَرْجُو لَهَا؟ فَقَالَ: هَلْ وَأَدَتْ؟ قَالَ: نَعَمْ.
قَالَ: هِيَ فِي النار» . أخرجه الغسّانى.
3477- عبيد بن أرقم
عُبَيْد- غير مضاف إِلَى اسم اللَّه تَعَالى- هو ابْنُ أرقم، أَبو زمعة البلوي.
سكن مصر، لَهُ صحبة، وهو مشهور بكنيته. ويذكر فِي الكنى أتم من هَذَا.
ذكره أَبُو أَحْمَد العسكري.
3478- عبيد الأنصاري
(ب د ع) عُبَيْد الْأَنْصَارِيّ. روى عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ روى عنه عَبْد اللَّه بْن بريدة أَنَّهُ قَالَ: أمرنا رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالاحتفاء [3] .
أخرجه الثلاثة.
3479- عبيد الأنصاري
(ب) عبيد الأنصاري.
__________
[1] ينظر الترجمة 3196: 3/ 398.
[2] في المطبوعة: «سعد» وهو خطأ، ينظر ترجمة عبد الله بن معية، وقد خرجنا الحديث هنالك.
[3] روى الإمام أحمد عن عبد الله بن بريدة أن رجلا من أصحاب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم رحل إلى فضالة بن عبيد وهو بمصر، فكان مما سأله الصحابي: ما لي أراك حافيا؟ قال: «أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم أمرنا أن نحتفى أحيانا» .
المسند: 6/ 22.

(3/429)


أَخْرَجَهُ أَبُو عُمَر غير الأول، قَالَ: أعطاني عُمَر مالًا مضاربة. حديثه فِي الكوفيين، عند الفضل بْن دكين، عَنْ عَبْد اللَّه بْن حميد بْن عُبَيْد، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدّه.
أخرجه أَبُو عُمَر وقَالَ: فِيهِ وفي الَّذِي قبله، نظر [1] .
3480- عبيد بن أوس
(ب د ع س) عُبَيْد بْن أوس بْن مَالِك بْن سواد بْن كعب الْأَنْصَارِيّ الظفري. قَاله أَبُو [2] عُمَر وقَالَ ابْنُ منده وَأَبُو نعيم: عُبَيْد بْن أوس الْأَنْصَارِيّ. ولم ينسباه أكثر من هَذَا.
ونسبه ابْنُ الكلبي فَقَالَ: عُبَيْد بْن أوس بْن مَالِك بْن زَيْد بْن عَامِر بْن سواد بْن ظفر. واسمه كعب- ابن الخزرج بْن عمرو بْن مالك بْن الأوس.
فقد أسقط أبو عمر «زيدا» و «عامرا» .
وهو أبو النّعمان، شهد بدرًا [3] ، يُقال لَهُ: «مقرن» لأنَّه قرن أربعة أسرى يَوْم بدر. وهو الَّذِي أسر عقيل بْن أَبِي طَالِب، وَيُقَال: إنه أسر الْعَبَّاس، ونوفلًا وعقيلًا، وأتى بهم رَسُول اللَّه صَلَّى الله عليه وسلم، فقال له رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لقد أعانك عليهم ملك كريم، وسماه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مقرنًا. وبنو سَلَمة يدعون أن أبا اليسر كعب بْن عَمْرو أسر الْعَبَّاس. وكذلك قَالَ ابْنُ إِسْحَاق، وليس لأبي النعمان عقب.
أَخْرَجَهُ الثلاثة، وَقَدْ أَخْرَجَهُ أَبُو مُوسَى فَقَالَ: عُبَيْد بْن أوس بْن مَالِك بْن سواد الْأَنْصَارِيّ، من الأوس، ثُمَّ من بني سواد بْن كعب. شهد بدرًا، قيل: هُوَ الَّذِي أسر عقيل بْن أَبِي طَالِب.
قلت: قد أخرج ابن منده هَذَا، ولم يسقط مِنْهُ إلا أسر عقيل، ولعل أبا مُوسَى اشتبه عَلَيْهِ حيث لم ينسبه ابْنُ منده فظنه غيره، وهو هو، فلا وجه لاستدراكه، لأنه لم يستدرك كل من أسقط نسبه.
3481- عبيد بن التيهان
(ب س) عُبَيْد بْن التيهان بْن مَالِك، أخو أَبِي الهيثم بْن التيهان، تقدم نسبه في أبى الهيثم مالك بن التيهان، إن شاء الله تعالى.
__________
[1] الاستيعاب، الترجمة 1744: 1019.
[2] الاستيعاب، الترجمة 1725: 1015.
[3] سيرة ابن هشام: 1/ 687.

(3/430)


ونسبه أبو عمر هاهنا إِلَى الأوس من الأنصار، وخالفه غيره، فجعلوه من حلفاء بني عَبْد الأشهل. وممن قَالَ هَذَا ابْنُ إِسْحَاق، وموسى بْن عقبة، وَأَبُو معشر.
وكان ابْنُ إِسْحَاق والواقدي يقولان: هُوَ عُبَيْد. وقَالَ مُوسَى بْن عقبة وَأَبُو معشر وعبد الله بن محمد بن عمارة- هو عتيك بْن التيهان. ووافقهم ابْنُ الكلبي.
وعبيد هَذَا هُوَ أحد السبعين الَّذِينَ بايعوا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ليلة العقبة. شهد بدرًا، وقتل يَوْم أحد شهيدًا، قتله عكرمة بْن أَبِي جهل، وقيل: بل قتل بصفين مَعَ عليّ.
أخرجه أَبُو عُمَر، وَأَبُو مُوسَى، إلا أن أبا مُوسَى قَالَ: هُوَ حليف بلي، وهذا لم يقله غيره، إنَّما من العلماء من جعله من الأنصار من أنفسهم، ومنهم من جعله من بلي بالنسب وحلفه فِي الأنصار، وأمَّا قول أَبِي مُوسَى فغريب.
3482- عبيد بن ثعلبة
(ع س) عُبَيْد بْن ثعلبة الأنصاري، من بني النجار.
روى عَنِ ابْنِ إِسْحَاق فِي تسمية من شهد بدرًا من الأنصار، من الخزرج، ثُمَّ من بني ثعلبة من غنم بْن مَالِك: عُبَيْد [1] بْن ثعلبة.
أَخْرَجَهُ أَبُو نعيم، وأبو موسى.
3483- عبيد الجهنيّ
(د ع) عبيد الجهنيّ، يكنى أبا عاصم. لَهُ صحبة.
روى عاصم بْن عُبَيْد الجهني، عَنْ أَبِيهِ. وكانت لَهُ صحبة- قَالَ: قَالَ رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: أتاني جبريل فَقَالَ: «فِي أمتك ثلاثة أعمال لم تعمل بها الأمم قبلها: النباشون، والمتسمنون [2] ، والنساء بالنساء» . أَخْرَجَهُ ابْنُ منده وَأَبُو نعيم، وقال أَبُو نعيم: رواه بعض المتأخرين فقال: الشّارون [3] ، والمتسمّنون.
__________
[1] في المطبوعة: «مالك بن عبيد بن ثعلبة» وهو خطأ واضح. والصواب عن المخطوطة.
[2] المتسمنون: قوم يتكثرون بما ليس عندهم، ويدعون ما ليس لهم من الشرف. وقيل: يجمعون المال. وقيل: يحبون التوسع في المآكل والمشارب، وهي أسباب السمن.
[3] الشارون: الذين شروا آخرتهم بدنياهم، أي: باعوا للدين بالدنيا.

(3/431)


3484- عبيد بن حذيفة
(ب د ع) عُبَيْد بْن حذيفة بْن غانم بن عامر بن عبد الله بن عبيد بن عويج بن عدىّ ابن كعب بْن لؤي، أَبُو جهم الْقُرَشِيّ العدوي، صاحب الخميصة [1] .
وَقَدْ اختلف فِي اسمه، فقيل: عبيد. وقيل: عامر [2] . وسنذكره في الكنى أتم من هذا إن شاء اللَّه تَعَالى.
وقَالَ ابْنُ منده: عُبَيْد بْن حذيفة بن غانم بن عامر بن عبد الله بن عبيد بن عويج بن عدي ابن كعب، أبو جهم الْأَنْصَارِيّ. كذا قَالَ.
وقَالَ أَبُو نعيم ونسبه إِلَى كعب، وقَالَ: قاله أَبُو بَكْر بْن أَبِي عاصم، وقَالَ: عداده فِي الأنصار. وقَالَ: توفي فِي خلافة معاوية.
أَخْرَجَهُ الثلاثة.
قلت: قول ابْنِ منده: إنه أنصاري، وقول ابْنُ أَبِي عاصم: عداده فِي الأنصار، لا أعرف معناه، فإن أبا جهم الَّذِي بهذا النسب، عدوي من عدي قريش لا شبهة فيه، يجتمع هو ونعيم النّحّام ومطيع بْن الأسود فِي: عُبَيْد بْن عويج. والذي نقله أَبُو نعيم عَنِ ابْنِ أَبِي عاصم أن عداده فِي الأنصار لم أجده فيما عندنا من كتابه، والله أعلم.
3485- عبيد بن خالد السلمي
(ب د ع) عُبَيْد بْن خَالِد السلمي ثُمَّ البهزي. وَيُقَال: عبدة وعبيدة بْن خَالِد، وعبيد أصح. يكنى أبا عَبْد اللَّه.
وهو مهاجري، روى عَنْهُ جماعة من الكوفيين، وسكن الكوفة، وممن روى عَنْهُ: سعد ابْنُ عبيدة، وتميم بْن سَلَمة. وشهد صفين مَعَ علي، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ الْخَطِيبُ بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَبِي دَاوُدَ الطَّيَالِسِيِّ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عن عمرو ابن مُرَّةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَبِيعَةَ السُّلَمِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ خَالِدٍ السُّلَمِيِّ- وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: آخَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ رَجُلَيْنِ، فَقُتِلَ أَحَدُهُمَا عَلَى عهد النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ مَاتَ الآخَرُ فَصَلُّوا عَلَيْهِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَا قُلْتُم؟ قَالُوا: قلنا: اللَّهمّ ارحمه
__________
[1] ينظر الترجمة رقم 2689: 3/ 120، 121.
[2] ينظر كتاب حذف من نسب قريش: 83. وكتاب نسب قريش: 369، 370.

(3/432)


اللَّهمّ أَلْحِقْهُ بِصَاحِبِه. فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فَأَيْنَ صَلاتُهُ بَعْدَ صَلاتِهِ؟ وَأَيْنَ صِيَامُهُ وَعَمَلُهُ بَعْدَ صِيَامِهِ وَعَمَلِهِ؟ مَا بَيْنَهُمَا أَبْعَدُ مِمَّا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ» [1] .
رَوَاهُ مَنْصُورٌ وَزَيْدُ بْنِ أَبِي أُنَيْسَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، نحوه. أخرجه الثلاثة.
3486- عبيد بن خالد المحاربي
(د ع) عُبَيْد بْن خَالِد المحاربي، أخو الأسود بْن خَالِد. يعد فِي الكوفيين.
نسبه سُلَيْمَان بْن قرم، عَنْ أشعث بْن أَبِي الشعثاء، عَنْ رهم بِنْت الأسود، عَنْ عمها عبيد ابن خَالِد.
وروت عَنْهُ رهم بِنْت أخيه الأسود بْن خَالِد.
رَوَى سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ، عَنْ سَعْيَةَ، عَنْ أَشْعَثَ بْنِ أَبِي الشَّعْثَاءِ سُلَيْمٍ، عَنْ عَمَّتِهِ، عَنْ عَمِّهَا قَالَ: «بَيْنَمَا أَنَا أَمْشِي فِي سِكَّةٍ مِنْ سِكَكِ الْمَدِينَةِ إِذْ نَادَانِي إِنْسَانٌ مِنْ خَلْفِي: ارْفَعْ إِزَارَكَ، فَإِنَّهُ أَتْقَى وَأَنْقَى، فَالْتَفَتَ فَإِذَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هُوَ بُرْدَةٌ [2] مَلْحَاءُ! فَرَفَعَ إِزَارَهُ إِلَى نِصْفِ ساقيه وقال: مالك في أسوة؟!» [3] . هذا حديث مشهور عن شعبة. وَمِمَّنْ رَوَى عَنْهُ أَبُو سَلَمَةَ مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، وَلَمْ يَسْمَعْ أَبُو سَلَمَةَ مِنْ شُعْبَةَ غير هذا الحديث.
أخرجه ابن منده وأبو نعيم.
3487- عبيدة بن الخشخاش العنبري
(د ع) عُبَيْد بْن الخشخاش العنبري. أخو مَالِك وقيس، عداده فِي أعراب البصرة.
رَوَى مُعَاذُ بْنُ الْمُثَنَّى بْنِ مُعَاذٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْحُسَيْنِ، عَنْ جَدِّهِ نَصْرِ بْنِ حَسَّانٍ، عَنْ حُصَيْنِ بْنِ أَبِي الْحَرِّ، عَنْ أَبِيهِ مَالِكٍ وَعَمَّيْهِ قَيْسٍ وَعُبَيْدٍ: أَنَّهُمْ أَتَوُا النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَشَكَوْا إِلَيْهِ رَجُلا مِنْ بَنِي فَهْمٍ. فَكَتَبَ إِلَيْه النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «هَذَا كِتَابٌ مِنْ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ لِمَالِكِ وعبيد
__________
[1] أخرجه الإمام أحمد عن أبى النضر ومحمد بن جعفر كلاهما عن شعبة، عن عمرو بن مرة بإسناده مثله. المسند: 3/ 500.
4/ 219.
[2] بردة ملحاء اى فيها خطوط سود وبيض.
[3] أخرج الإمام أحمد نحوه عن وكيع، عن سفيان، عن اشعب، عن عمته، عن عمها. وكذلك رواه عن حسين بن محمد، عن سليمان بن قرة، عن الأشعث، عن عمته وهم، عن عبيدة بن خلف. [؟] : 5/ 364.

(3/433)


وَقَيْسِ بَنِي الْخَشْخَاشِ، إِنَّكُمْ آمِنُونَ مُسْلِمُونَ عَلَى دِمَائِكُمْ وَأَمْوَالِكُمْ، لا تُؤْخَذُونَ بِجَرِيرَةِ غَيْرِكُمْ، وَلا يَجْنِي عَلَيْكُم إِلا أَيْدِيكُمْ» . أَخْرَجَهُ ابْنُ مَنْدَهْ وَأَبُو نعيم، وقال أَبُو نعيم: رواه بعض الْمُتَأَخِّرِينَ- يَعْنِيَ ابْنَ مَنْدَهْ- مِنْ حَدِيثِ مُعَاذِ بْنِ الْمُثَنَّى، عَنْ أَبِيهِ، وَصَحَّفَ فِيهِ فَقَالَ: الحسن بن الحسين، عَنْ نَصْرٍ. وَإِنَّمَا هُوَ الْحُرُّ بْنُ الْحُصَيْنِ، وَصَحَّفَ أَيْضًا عَنْ رَجُلٍ «مِنْ بَنِي عَمِّهِمْ» ، فَقَالَ: «مِنْ بَنِي فَهْمٍ» .
وَقَدْ ذَكَرَهُ فِي «مَالِكِ بْنِ الْخَشْخَاشِ» فَقَالَ: «عَمِّهِمْ» عَلَى الصَّوَابِ.
3488- عبيد بن دحى الجهضمي
(ب د ع) عُبَيْد بْن دحي الجهضمي. بصرى، مختلف فِي صحبته وَفِي إسناد حديثه.
روى يَحيى بْن إِسْحَاق السيلحيني عَنْ سَعِيد بْن زَيْد، عَنْ واصل- مَوْلَى أَبِي عيينة:
روى عَنْهُ ابنه يَحيى: أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يتبوأ لبوله كما يتبوأ لمنزله.
ورواه وكيع، عَنْ سَعِيد، مثله. ورواه عَمْرو بْن عاصم، عَنْ حَمَّاد وسعيد بْن زيد [1] ، عَنْ واصل، عَنْ يَحيى بْن عُبَيْد، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ أَبِي هُرَيْرَةَ.
أَخْرَجَهُ الثلاثة، إلا أن أبا عُمَر قَالَ: دحي- بالدال- وجعله جهضميًا. وجعله ابْنُ منده وَأَبُو نعيم «رحي» بالراء، وجعلاه جهنيًا. وقَالَ أَبُو نعيم: «وقيل: دحى» والله أعلم.
3489- عبيد مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم
(ب د ع) عُبَيْد، مَوْلَى رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ روى عَنْهُ سُلَيْمَان التيمي.
أَخْبَرَنَا أَبُو مَنْصُورٍ مُسْلِمُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمُعَدَّلُ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْجُهَنِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْبَاقِي طَوْقٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ الْمُرَجَّى، أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الأَعْلَى النَّرْسِيُّ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ، عَنْ عُبَيْدٍ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّ امْرَأَتَيْنِ كَانَتَا صَائِمَتَيْنِ، وَكَانَتَا يَغْتَابَانِ النَّاسَ، فَدَعَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِقَدَحٍ، وَقَالَ لَهُمَا: قِيئَا. فَقَاءَتَا قَيْحًا، وَدَمًا، وَلَحْمًا عَبِيطًا [2] فَقَالَ: إِنَّ هَاتَيَنْ صَامَتَا عَنِ الْخُبْزِ، وَأَفْطَرَتَا عَلَى الحرام» [3] .
__________
[1] في المطبوعة: «عن حماد بن سعيد بن زيد» وهو خطأ، والصواب عن المخطوطة. وفي الخلاصة أن «حماد بن زيد» روى عن واصل الأسد مولى أبى عيينة.
[2] اللحم العبيط: الطري.
[3] أخرج الإمام أحمد نحوه. ينظر المسند: 5/ 431.

(3/434)


وقيل لم يسمع سُلَيْمَان من عُبَيْد، بَيْنَهُما رَجُل. روى المعتمر بْن سُلَيْمَان، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ رَجُل، عَنْ عُبَيْد مَوْلَى رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: سئل: أكان رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يأمر بصلاة بعد المكتوبة؟
قَالَ: نعم، بين المغرب والعشاء [1] .
أخرجه الثلاثة.
3490- عبيد بن رفاعة بن رافع الزرقيّ
(د ع) عُبَيْد بْن رفاعة بْن رافع الزرقي. تقدم نسبه عند ذكر أَبِيهِ.
سكن المدينة. قيل: إنه أدرك النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي صحبته اختلاف.
أَخْبَرَنَا أَبُو أَحْمَدَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ عَلِيٍّ بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَبِي دَاوُدَ السِّجِسْتَانِيِّ: حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ السَّلامِ بْن حَرْبٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ أُمِّهِ [2] حُمَيْدَةَ- أو: عبيدة- بنت عبيد ابن رِفَاعَةَ، عَنْ أَبِيهَا، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم قال: «يشمّت [3] العاطس ثَلاثًا، فَإِنْ شِئْتَ فَشَمِّتْهُ، وَإِنْ شِئْتَ فَكُفَّ [4] » .
وَرَوَى اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلالٍ، عَنْ أَبِي أُمَيَّةَ الأَنْصَارِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ رِفَاعَةَ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا، وَعِنْدَهُ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِهِ ...
رَوَاهُ أَبُو مَسْعُودٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ صَالِحٍ، عَنِ اللَّيْثِ، بِإِسْنَادِهِ عَنْ عُبَيْدِ بْنِ رِفَاعَةَ، عَنْ أَبِيهِ مِثْلَهُ.
أَخْرَجَهُ ابْنُ مَنْدَهْ وأبو نعيم، وقد ذكراه أَيْضًا فِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَافِعٍ، وَلا يصح، فإن كانا ظناهما اثنين فليس كذلك.
3491- عبيد بن زيد بن عامر
(ب ع س) عُبَيْد بْن زَيْد بْن عَامِر بْنُ العجلان بْن عَمْرو بْن عَامِر بْن زريق الْأَنْصَارِيّ الزرقي.
شهد بدرًا وأحدًا، قاله أَبُو عُمَر.
وقَالَ أَبُو نعيم: عُبَيْد [5] بْن زَيْد بْن عَامِر بْن العجلان الْأَنْصَارِيّ الأوسي، من بنى العجلان
__________
[1] أخرجه الإمام أحمد، عن معتمر، بإسناده مثله. المسند: 5/ 431.
[2] كذا في المخطوطة والمطبوعة. وفي سنن أبى داود: عن أم حميدة.
[3] في المطبوعة: «تشميت» والمثبت عن الأصل. وفي سنن أبى داود: «تشمت» بالتاء.
[4] سنن أبى داود، كتاب الأدب، باب كم يشمت العاطس.
[5] في المطبوعة: «عبيد الله بن زيد» وهو خطأ صوابه من المخطوطة. ومن الرواية التي ساقها أبو نعيم عن موسى بن عقبة وابن إسحاق.

(3/435)


ابن عَمْرو بْن عَامِر بْن زريق. وروي بِإِسْنَادِهِ، عَنْ موسى بْن عقبة، عَنِ ابن شهاب، في تسمية من شهد بدرا، من الأنصار من الأوس: «عُبَيْد بْن زَيْد» . وروى بِإِسْنَادِهِ عَنِ ابن إِسْحَاق، فِي تسمية من شهد بدرا من الأنصار، من الأوس، من بني العجلان بن عمرو: «عبيد بن زيد ابن العجلان» .
وقال أَبُو مُوسَى نحوه.
أَخْرَجَهُ أَبُو نعيم، وَأَبُو عُمَر، وَأَبُو مُوسَى.
قلت: قول أَبِي نعيم وأبى مُوسَى فِي نسبه: زرقي، ثُمَّ جعلاه أوسيًا. هَذَا غير مستقيم. فإن زريقًا من الخزرج ليس من الأوس فِي شيء وأمَّا ابْنُ شهاب فلم يرفع نسبه حتَّى يعلم، فخلص.
وأمَّا قول أَبِي نعيم عَنِ ابْنِ إِسْحَاق فِي تسمية من شهدا بدرًا، من الأنصار من الأوس، ثُمَّ بني العجلان بْن عَمْرو: «عُبَيْد بْن زَيْد» فالذي عندنا من طرق كتاب ابن إِسْحَاق فليست كذلك.
أَخْبَرَنَا عُبَيْد اللَّه بْن أحمد بإسناده إلى يونس بْن بكير، عَنِ ابن إِسْحَاق، في تسمية من شهد بدرا، من بني العجلان بْن عَمْرو بْن عَامِر بْن زريق: «رافع بْن مَالِك، وعبيد بْن زيد ابن عَامِر بْن العجلان» .
ومثله نقل عَبْد الملك بْن [1] هشام، عَنِ البكائي، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاق. ومثلهما روى سَلَمة عَنِ ابْنِ إِسْحَاق، والله أعلم.
3492- عبيد بن زيد أبو عياش الزرقيّ
(د) عُبَيْد بْن زَيْد، أَبُو عياش الزرقي.
سماه هكذا مُحَمَّد بْن إِسْحَاق، وخالفه غيره.
وروى ابْنُ منده بِإِسْنَادِهِ، عَنْ مَنْصُور بْن المعتمر، عَنْ مجاهد بْن جبر، عَنْ أَبِي عياش الزرقي: أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «صلى بهم صلاة الخوف [2] ... » وذكر الحديث.
أخرجه ابن مندة.
__________
[1] الّذي في سيرة ابن هشام 1/ 700: «ومن بني العجلان بْن عَمْرو بْن عَامِر بْن زريق: رفاعة بن رافع بن العجلان، وأخوه: خلاد بْن رافع بْن مالك بْن العجلان، وعبيد بْن زَيْد بْن عَامِر بْن العجلان، ثلاثة نفر. وقد ساق ابن الأثير هذه الرواية في ترجمة رافع بن مالك: 2/ 198.
[2] أبو عياش الزرقيّ مختلف في اسمه، فقيل: زيد بن الصامت، وقيل: عبيد بن الصامت. وسيأتي ذلك في ترجمته في باب الكنى. وحديث أبى عياش في صلاة الخوف رواه الإمام أحمد عن عبد الرزاق، عن الثوري، عن منصور بإسناده، المسند: 4/ 59، 60. وقد ساقه الإمام الحافظ ابن كثير في تفسيره عند قوله تعالى: وَإِذا كُنْتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلاةَ ... 4: 102 الآية 102 من سورة النساء. ينظر تفسير ابن كثير: 2/ 354، 355 بتحقيقنا.

(3/436)


3493- عبيد بن سعد
(س) عُبَيْد بْن سعد: ذكره بعضهم، روى عَبْد الوهاب بْن عطاء عمن ذكره عَنْ إبراهيم ابن ميسرة عَنْ عُبَيْد بْن سعد عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم أنه قال: «من أحب فطرتي فليستن بسنتي ومن سنتي النكاح» أخرجه أبو موسى.
3494- عبيد بن سليم
عُبَيْد بْن سليم بْن حضار الأَشْعَرِي عم أَبِي مُوسَى كنيته أَبُو عَامِر وهو مشهور بها، وَقَدْ ذكرنا نسبه فِي ترجمة أَبِي مُوسَى عَبْد اللَّه بْن قيس ونذكر أخباره فِي كنيته أتم من هَذَا إن شاء اللَّه تعالى.
3495- عبيد بن سليم بن ضبع
(ب س) عُبَيْد بْن سليم بْن ضبع بْن عامر بْن مجدعة بْن جشم بن حارثة الأنصاري الحارثي من الأوس شهد أحدًا يعرف بعبيد السهام قَالَ الواقدي: سَأَلت ابْنُ أَبِي حبيبة لم سمي عُبَيْد السهام؟ فَقَالَ أخبرني دَاوُد بْن الحصين قَالَ: إنه كَانَ قَدْ اشترى من سهام خيبر ثمانية عشر سهمًا، فسمى عُبَيْد السهام، وقيل إنَّما سمي عُبَيْد السهام لأنَّه حضر رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بخيبر، فلما أراد رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إن يسهم قَالَ لهم: هاتوا أصغر القوم. فأتي بعبيد، فدفع إِلَيْه بأسهم، فسمي بعبيد السهام، ويكنى أبا ثابت، بابنه ثابت بْن عُبَيْد الَّذِي روى عَنْهُ الْأَعْمَش.
أخرجه أَبُو عُمَر وَأَبُو مُوسَى، إلا أن أبا مُوسَى لم ينسبه، إنما قال: عبيد السّهام وهو هذا.
3496- عبيد بن شرية
(س) عُبَيْد بْن شرية، وَيُقَال: عمير بْن شبرمة.
قَالَ هشام بْن مُحَمَّد الكلبي، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: عاش عُبَيْد بْن شرية الجرهمي مائتي سنة وأربعين سنة، وَيُقَال: ثلاثمائة سنة، وأدرك الإسلام فأسلم، وأتى معاوية بْن أَبِي سُفْيَان وهو خليفة، فَقَالَ لَهُ: أخبرني بأعجب ما رَأَيْت؟ قَالَ: انتهيت إِلَى قوم يدفنون ميتًا، فلما رَأَيْته اغرورقت عيناي، فتمثلت بهذه الأبيات:
استرزق اللَّه خيرًا وأرضين بِهِ ... فبينما العسر إذ دارت مياسير

(3/437)


وبينما المرء فِي الأحياء مغتبط ... إذ صار ميتًا تعفيه الأعاصير
يبكي عَلَيْهِ غريب ليس يعرفه ... وذو قرابته فِي الحي مسرور
قَالَ: فَقَالَ لي رَجُل من القوم: تدري من قائل هَذِهِ الأبيات؟ هُوَ والله الَّذِي دفناه الساعة.
وروى هَذَا من طريق آخر، وسماه عمير بْن شبرمة، وزاد فِي آخره: «وأنت غريب ولا تعرفه تبكيه! وابن عمه فِي هَذِهِ القرية قَدْ خلف عَلَى أهله، وأحرز ماله، وسكن رباعه.
أَخْرَجَهُ أَبُو مُوسَى، وليس فِيهِ ما يدل عَلَى أن لَهُ صحبة، إلا أَنَّهُ قَدْ كَانَ قبل النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وبعده، وَقَدْ أسلم، فلعله أسلم عَلَى عهد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم، والله أعلم.
3497- عبيد بن صخر الأنصاري
(ب د ع) عُبَيْد بْن صخر بْن لوذان الْأَنْصَارِيّ.
كَانَ ممن بعثه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَعَ مُعَاذٍ إِلَى اليمن.
وَرَوَى سَيْفُ بْنُ عُمَرَ التَّمِيمِيُّ، عَنْ سَهْلِ بْنِ يُوسُفَ بْنِ سَهْلٍ الأَنْصَارِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ صَخْرِ بْنِ لُوذَانَ الأَنْصَارِيِّ أَنَّهُ قَالَ: أَمَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عُمَّالَ الْيَمَنِ جَمِيعًا فَقَالَ: «تَعَاهَدُوا الْقُرْآنَ بِالتَّذْكِرَةِ، وَأَتْبِعُوا الْمَوْعِظَةَ الْمَوْعِظَةَ، فَإِنَّهُ أَقْوَى لِلْعَامِلِينَ عَلَى الْعَمَلِ بِمَا يُحِبُّ اللَّهُ تَعَالى، وَلا تَخَافُوا فِي اللَّهِ لَوْمَةَ لائِمٍ، وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي إِلَيْه تُرْجَعُونَ» . وروى عَنْ عُبَيْد أَنَّهُ قَالَ: عهد النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى عماله باليمن: فِي البقر فِي كل ثلاثين تبيع [1] ، وفي كل أربعين مسنة، وليس في الأوقاص [2] . بينهما شيء. أخرجه الثلاثة.
3498- عبيد بن عازب الأنصاري
(ب د ع) عُبَيْد بْن عازب الْأَنْصَارِيّ، أخو البراء بْن عازب. تقدم نسبه عند ذكر أخيه [3] يعد فِي الكوفيين.
رَوَى قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ حَفْصَةَ بِنْتِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ، عَنْ عَمِّهَا عُبَيْدِ بْنَ عَازِبٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لا تَجْمَعُوا بَيْنَ اسمى وكنيتي [4] »
__________
[1] التبيع: ما دخل في الثانية. والمسنة: ما دخلت في الثالثة.
[2] الأوقاص: جمع وقص- بزنة قمر- وهو ما بين الفريضتين، أي ما بين الثلاثين والأربعين.
[3] ينظر الترجمة رقم 389: 1/ 205.
[4] رواه الإمام أحمد باسناده عن أبى هريرة، ينظر المسند: 2/ 433. وعن عبد الرحمن بن أبي عمرة عن عمه، المسند: 3/ 450، 5/ 364.

(3/438)


رَوَاهُ ابْنُ مَنْدَهْ فَقَالَ: «عَنْ حَفْصَةَ بِنْتِ عَازِبٍ، عَنْ عَمِّهَا» وَهُوَ وَهْمٌ، وَالصَّوَابُ، «حَفْصَةُ بِنْتُ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ» . وَقَوْلُهُ: «عَنْ عَمِّهَا» يُرَدُّ عَلَيْهِ.
وقَالَ أَبُو عُمَر: «شهد عَبيد وأخوه البراء مَعَ عليّ مشاهده كلها» وقَالَ: «وهو جد عدي بْن ثابت، روى فِي الوضوء والحيض» [1] أَخْرَجَهُ الثلاثة.
قلت: قَدْ ذكر أَبُو عُمَر فِي «ثابت بْن قيس بْن الخطيم» أنه جدي «عدي بْن ثابت [2] » [لأمه] ، وقَالَ فِي عَبْد الله بن يزيد الخطميّ: «أَنَّهُ جد عدي بْن ثابت [3] لأمه» ، وقَالَ فِي دينار الْأَنْصَارِيّ: «إنه جد عدي بْن ثابت [4] » [وقال في قيس الأنصاري: إنه جدّ عدي] [5] ، فليتأمل.
3499- عبيد أبو عبد الرحمن
(ب د ع) عُبَيْد أَبُو عَبْد الرَّحْمَن.
حدث عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
رَوَى الْمِنْهَالُ بْنُ بَحْرٍ، عَنْ حَمَّادِ بْن سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي سِنَانٍ عِيسَى بْنِ سِنَانٍ، عن المغيرة ابن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عُبَيْدٍ- وَكَانَ لِعُبَيْدٍ صُحْبَةٌ- عن أبيه، عن جده: أن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «الإِيمَانُ ثَلاثُمِائَةٍ وَثَلاثٌ وَثَلاثُونَ شَرِيعَةً، مَنْ وَافَى شَرِيعَةً مِنْهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ» . أَخْرَجَهُ الثَّلاثَةُ، إِلا أَنَّ أَبَا عُمَرَ تَرْجَمَ عَلَيْهِ: «عُبَيْدٌ رَجُلٌ مِنَ الصَّحَابَةِ [6] » وهو هذا.
3500- عبيد بن عبد الغفار
(د ع) عُبَيْد بْن عَبْد الغفار. مَوْلَى النبي صلى الله عليه وسلم.
__________
[1] الاستيعاب، الترجمة 1733: 3/ 1017، 1018.
[2] الّذي في الاستيعاب في ترجمة ثابت بن قيس بن الحطيم: «وابنه عدي بن ثابت من الرواة الثقات» وليس فيها ما نسبه ابن الأثير إلى أبى عمر من أنه قال: «إن ثابت جد عدي» . ينظر الاستيعاب، الترجمة 261: 1/ 206.
[3] الاستيعاب، الترجمة 1685: 3/ 1001.
[4] الاستيعاب، الترجمة 706: 2/ 463.
[5] ما بين القوسين سقط من المطبوعة، أثبتناه عن المخطوطة، وينظر الاستيعاب، الترجمة 2161: 3/ 1302.
[6] الاستيعاب، الترجمة 1746: 3/ 1020.

(3/439)


روى حماد بن سلمة، عن ثابت البناني، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عَبْدِ الْغَفَّارِ- مَوْلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِذَا ذُكِرَ أَصْحَابِي فَأَمْسِكُوا» . أَخْرَجَهُ ابْنُ مَنْدَهْ، وَأَبُو نُعَيْمٍ.
3501- عبيد بن عبد
(س) عُبَيْد بْن عَبْد أورده المستغفري. روى عَنْهُ عتبة بْن عَبْد- وله صحبة أيضًا- قَالَ: سَمِعْتُ عُبَيْد بْن عَبْد أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «لا تقصوا نواصي الخيل، ولا معارفها [1] ، ولا أذنابها، فإن أذنابها مذابها وأعرافها أدفاؤها [2] ونواصيها الخير معقود فيها» .
وَقَدْ روى هَذَا الحديث عَنْ «عتبة بْن عَبْد [3] » ويرد فِي موضعه إن شاء الله تعالى، أخرجه أبو موسى.
3502- عبيد بن أبى عبيد الأنصاري الأوسي
(ب د ع س) عُبَيْد بْن أَبِي عُبَيْد الْأَنْصَارِيّ الأوسي، من بني أمية بْن زيد بن مالك ابن عوف بْن عمرو بْن عوف بْن مالك بْن الأوس.
شهد بدرًا، قاله مُوسَى بْن عقبة عَنِ ابْنِ شهاب، وقاله مُحَمَّد بْن إِسْحَاق.
أَخْرَجَهُ الثلاثة، وقَالَ أَبُو عُمَر: شهد بدرًا، وأحدًا، والخندق مَعَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [4] .
وأخرجه أَبُو مُوسَى عَلَى ابْنُ منده، وَقَدْ أَخْرَجَهُ ابْنُ مَنْدَهْ، فَلا وَجْهَ لاسْتِدْرَاكِهِ عَلَيْهِ!
3503- عبيد العركى
(ع) عُبَيْد العركي.
أَخْرَجَهُ الطبراني فيمن اسمه «عُبَيْد» ، وقيل: اسمه عَبْد، وَقَدْ تقدم حديثه فِي ماء البحر.
أَخْرَجَهُ أَبُو نعيم، ولم يخرجه أَبُو مُوسَى فِي هَذِهِ الترجمة، إنَّما أخرجه في «عبد [5] قال: «ويقال عبيد» .
__________
[1] العرف، وجمعه أعراف- والمعرفة جمعها معارف: شعر عنق الفرس.
[2] في سنن أبى داود: ومعارفها دفاؤها» والأدفاء: جمع دفأ- بفتحتين- وهو: نقيض حدة البرد «اللسان» .
[3] وكذا رواه أبو داود عنه- في كتاب الجهاد، باب كراهة جز نواصي الخيل، الحديث 2542: 3/ 22. والإمام أحمد عن عتبة بن عبد، ينظر المسند: 4/ 184.
[4] الاستيعاب، الترجمة 1724: 3/ 1018.
[5] ينظر فيما تقدم من هذا الكتاب، الترجمة. 344: 3/ 517.

(3/440)


3504- عبيد بن عمر بن صبح الرعيى
(د) عُبَيْد بْن عُمَر بْن صبح [1] الرعيني، ثم الذّبحانى.
له ذكره فِي الصحابة، وشهد فتح مصر، قاله أَبُو سَعِيد بْن يونس.
أَخْرَجَهُ ابْنُ منده، وَيُقَال: لا تعرف لَهُ رواية، وأظنه هُوَ العركي.
3505- عبيد بن عمرو الكلابي
(ب د ع) عُبَيْد بْن عَمْرو الكلابي. وقيل: عبيدة. وهو الصحيح، وهو من بني كلاب ابن رَبِيعة بْن عَامِر بْن صعصعة.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ أَبِي حَبَّةَ بِإِسْنَادِهِ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ، حَدَّثَنَي إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ابن مَعْمَرٍ أَبُو مَعْمَرٍ الْهُذَلِيُّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ رَبِيعَةَ بِنْتِ عِيَاضٍ قَالَت: سَمِعْتُ جَدِّي عُبَيْدَ بْن عَمْرٍو قَالَ: رَأَيْتُ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَوَضَّأُ فَأَسْبَغَ الطُّهُورَ، وَكَانَتْ هِيَ إِذَا تَوَضَّأْتَ أَسْبَغَتِ الطُّهُورَ.
رَوَاهُ سُرَيْجُ بْنُ يُونُسَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ خُثَيْمٍ فَقَالَ: «عَنْ عُبَيْدَةَ [2] » .
أَخْرَجَهُ الثَّلاثَةُ، وَقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: رَوَاهُ بَعْضُ الْمَتَأَخِّرِينَ فَقَالَ: «عَنْ رَبِيعَةَ، وَوَهِمَ، إِنَّمَا هِيَ «رَبِيعَةُ» .
وقَالَ أَبُو عُمَر: وقيل فِيهِ: عبيدة، وعبيدة بْن عَمْرو، يعنى بضم العين وفتحها [3] .
3506- عبيد بن عمير بن قتادة
(ب س) عُبَيْد بْن عمير بْن قَتَادَة بْن سعد بْن عَامِر بْن جندع بْن ليث بْن بكر بْن عبد مناة بن كنانة الليثي الجندعي، يكنى أبا عاصم، قاص أهل مكَّة.
ذكر الْبُخَارِيّ أَنَّهُ رَأَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وذكر مُسْلِم أَنَّهُ ولد عَلَى عهد النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهو معدود فِي كبار التابعين، ويروي عَنْ عُمَر وغيره من الصحابة.
أَخْرَجَهُ أَبُو عمر [4] ، وأبو موسى.
3507- عبيد القارئ
(ب) عُبَيْد القارئ. رَجُل من بني خطمة من الأنصار.
__________
[1] في المطبوعة: «عمر بن صالح» . والمثبت عن المخطوطة، والإصابة، الترجمة 5350: 2/ 438.
[2] وكذلك الحديث في مسند أحمد عن عبيدة بن عمرو الكلابي، ينظر: 4/ 79.
[3] الاستيعاب، الترجمة 1735: 3/ 1018.
[4] الاستيعاب، الترجمة 1736: 3/ 1018.

(3/441)


روى عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، روى عنه زيد بْن إِسْحَاق، أَخْرَجَهُ أَبُو عُمَر مختصرا [1] ، وقد ذكره أَبُو عمر أيضا في عمير [2] ، ويرد ذكره هناك، وهو أصح. وقد قيل فيه: «عبيد» ، فلو أشار إليه لكان أصلح، فإن أبا أحمد العسكري ذكر الترجمتين معا.
3508- عبيد بن قشير
(ب) عبيد بْن قشير. مصري [3] .
حديثه مرفوع: «إياكم والسّريّة التي إن لقيت فرت، وَإِن غنمت غلت [4] » .
روى عنه لهيعة بن عقبة. أخرجه أبو عمر.
3509- عبيد بن قيس أبو الورد الأنصاري
(س) عُبَيْد بْن قيس أَبُو الورد الْأَنْصَارِيّ.
سماه جَعْفَر، وقيل: إن اسم أَبِي الورد «ثابت بْن كامل» .
أَخْرَجَهُ أَبُو مُوسَى، وقَالَ: أخرجه ابن منده في الكنى.
3510- عبيد بن مخمر
(ب د ع) عُبَيْد بْن مخمر أَبُو أمية المعافري.
لَهُ صحبة فيما قَالَ أَبُو سَعِيد بْن يونس، وقَالَ: شهد فتح مصر. روى عَنْهُ أَبُو قبيل المعافري.
أَخْرَجَهُ الثلاثة.
3511- عبيد بن مراوح المزني
عُبَيْد بْن مراوح المزني.
ذكره ابْنُ قانع، وروى بِإِسْنَادِهِ عَنْ عُبَيْد بْن عُبَيْد بْن مراوح المزني قَالَ: نزل رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالنقيع [5] ، والناس يخافون الغارة، فنادى مُنَادِي رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، «الله أكبر» ،
__________
[1] الاستيعاب، الترجمة 1745: 3/ 1019.
[2] الاستيعاب، الترجمة 1998: 3/ 1223.
[3] في المطبوعة: «مضري» بالضاد. وهو خطأ صوابه من المخطوطة، والاستيعاب، الترجمة 1737: 3/ 1018.
[4] رواه ابن ماجة في كتاب الجهاد، باب السرايا، الحديث 2829: 2/ 944 عن أبى بكر بن أبى شيبة بإسناده إلى لهيعة بن عقبة، قال سمعت أبا الورد صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ... وذكره.
[5] النقيع- بفتح النون وكسر القاف: - موضع قرب المدينة، حماه النبي صلى الله عليه وسلم لخيله.

(3/442)


فقلت: لقد كبرت كبيرًا. فَقَالَ: «أشهد أن لا إله إلا اللَّه» . فقلت: «لهؤلاء نبأ» فأتيت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأسلمت، وعلمني الوضوء وصليت معه، وحمى النقيع، واستعملني عليه. قاله الغساني.
3512- عبيد بن مسلم الأسدي
(ب د ع) عُبَيْد بْن مُسْلِم الأسدي.
رَوَى عَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ، عَنْ حُصَيْنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ مُسْلِمٍ- وَلَهُ صحبة- قال: قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَيْسَ مِنْ مَمْلُوكٍ يُطِيعُ اللَّهَ وَيُطِيعُ سَيِّدَهُ، إِلا كَانَ لَهُ أَجْرَانِ [1] » . أَخْرَجَهُ الثَّلاثَةُ، إِلا أَنَّ أَبَا عُمَرَ قَالَ: «عَنْ عباد بن حصين [2] قال: سمعت عبيد ابن مُسْلِمٍ» . وَقَالَ ابْنُ مَنْدَهْ وَأَبُو نُعَيْمٍ: «رَوَى عَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ، عَنْ حُصَيْنِ بْنِ عَبْدِ الرحمن، عن عبيد بن مسلم» .
3513- عبيد بن معاذ
(د ع) عُبَيْد بْن مُعَاذِ بْن أنس الْأَنْصَارِيّ. وهو عم والد مُعَاذِ بْن عَبْد اللَّهِ بْن خبيب الجهني.
رَوَى عَبْدُ [3] اللَّهِ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ الْمَدَنِيُّ، عَنْ معاذ بْن عَبْد اللَّهِ بْن خبيب الجهني، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَمِّهِ- وَاسْمُهُ عُبَيْدٌ-: «أَنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج عَلَيْهِمْ، وَعَلَيْهِ أَثَرُ غُسْلٍ، وَهُوَ طَيِّبُ النَّفْسِ، فَظَنَنَّا أَنَّهُ أَلَمَّ بِأَهْلِهِ، فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَصْبَحْتَ طَيِّبَ النَّفْسِ! قَالَ أَجَلْ، وَالْحَمْدُ للَّه. ثُمَّ ذَكَرَ الْغِنَى فَقَالَ: لا بَأْسَ. بِالْغِنَى لِمَنِ اتَّقَى اللَّه، وَالصِّحَةُ- لِمَنِ اتَّقَى اللَّه- خَيْرٌ مِنَ الْغِنَى، وَطِيبُ النَّفْسِ مِنَ النعيم [4] » . أخرجه ابن مندة، وأبو نعيم.
__________
[1] رواه البخاري بنحوه عن أبى بردة عن أبيه، أبى موسى الأشعري. ينظر كتاب النكاح باب اتخاذ السرايا، ومن أعتق جارية ثم تزوجها: 7/ 7. وكذلك رواه ابن ماجة في كتاب النكاح، باب الرجل يعتق أمته ثم يتزوجها، الحديث 1956:
1/ 629، وأخرجه الإمام أحمد في مسند أبى موسى الأشعري: 4/ 414.
[2] ما نسبه ابن الأثير إلى أبى عمر ثابت في إحدى نسخ الاستيعاب، وقد رمز لها السيد المحقق بحرف «س» أما باقي النسخ التي اعتمد عليها في المطبوعة ففيها: «قال عَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ، عَنْ حُصَيْنِ بْنِ عَبْدِ الرحمن ... » فليس هناك مخالفة إذا. ينظر الترجمة 1739: 3/ 1019.
[3] في المخطوطة: «روى عبيد الله ... » وهو خطأ، ينظر الخلاصة،
[4] رواه ابن ماجة عَنْ أَبِي بكر بْن أَبِي شيبة، عَنِ خالد بن مخلد، عن عبد الله بن سليمان، عَنْ معاذ بْن عَبْد اللَّهِ بْن خبيب، عن أبيه، عن عمه- ولم يسمه. ينظر كتاب التجارات، باب الحث على المكاسب، الحديث 2141: 2/ 724. وكذلك رواه الإمام أحمد في مسندة عن معاذ، عن أبيه، عن عمه- ولم يسمه. المسند: 5/ 372، 381.

(3/443)


3514- عبيد بن معاوية
(ع س) عُبَيْد بْن معاوية- وقيل: عُبَيْد بْن مُعَاذٍ- وقيل: عتيك بْن مُعَاذٍ- وقيل:
زَيْد بْن الصامت أَبُو عياش الزرقي، وَقَدْ تقدم فِي الزاي [1] ، وفي «عُبَيْد بْن زَيْد» .
أخرجه أبو نعيم وأبو موسى.
3515- عبيد بن المعلى
(ب د ع) عُبَيْد بْن المعلى بْن حارثة بْن زَيْد بْن ثعلبة بْن عدي بن مالك بن زيد مناة ابن حبيب بْن عَبْد حارثة بْن مَالِك بْن غضب [2] بْن جشم بْن الخزرج. وبنو مَالِك بْن زَيْد مناة حلفاء بْني زريق، وحبيب وزريق أخوان. وعبيد أنصاري زرقي.
قتل يَوْم أحد شهيدًا، قتله عكرمة بْن أَبِي جهل قاله ابن إسحاق [3] .
أخرجه الثلاثة.
3516- عبيد بن معية
(ب د ع) عُبَيْد بْن معية. وقيل: عُبَيْد اللَّه بْن معية، وَقَدْ تقدم [4] .
أَخْرَجَهُ الثلاثة.
3517- عبيد بن نضيلة الخزاعي
(ع س) عُبَيْد بْن نضيلة [5] الخزاعي.
سكن الكوفة، مختلف فِي صحبته.
رَوَى الأَوْزَاعِيُّ، عَنْ أبي عُبَيْد- حاجب سُلَيْمَان بن عبد الملك- عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُخَيْمِرَةَ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ نُضَيْلَةَ: أَنَّهُمْ قَالُوا فِي عَامِ، سَنَةٍ [6] : سَعِّرْ لَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ. فَقَالَ: «لا يَسْأَلُنِي الله عن سنة أحدثتها فيكم، لم يأمرني بها، ولكن سلوا الله من فضله» [7]
__________
[1] ينظر الترجمة 1846: 2/ 291.
[2] في المطبوعة: «عضب» بالعين المهملة. والصواب عن المخطوطة، ومعجم قبائل العرب: 2/ 471، وتاج العروس:
1/ 414.
[3] سيرة ابن هشام: 2/ 126.
وفيها «عبيد بن المعلى بن لوذان» ومثله في الاستيعاب، الترجمة 74: 3/ 1019 قال أبو عمر: «عبيد بن المعلى بن لوذان بن حارثة الأنصاري» .
[4] ينظر الترجمة 3475: 3/ 533.
[5] كذا في المطبوعة والمخطوطة: «نضيلة» بصيغة التصغير، وفي التقرب 1/ 545: «نضلة» بفتح النون وسكون المعجمة
[6] عام سنة، أي: عام قحط وجدب.
[7] رواه بنحوه الإمام أحمد عن أبى هريرة، ينظر المسند: 2/ 337، 372. وعن أبى سعيد الخدريّ: 3/ 85، وعن أنس بن مالك: 3/ 156، 286. وكذلك رواه أبو داود عن أبى هريرة. ينظر كتاب البيوع، باب في التسعير، الحديث 3450: 3/ 272. ورواه ابن ماجة عن أنس بن مالك في كتاب التجارات، باب من كره أن يسعر، الحديث 2200: 2/ 741.

(3/444)


رَوَى شُعْبَةُ [1] ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ [2] عُبَيْدِ بْنِ نُضَيْلَةَ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ قِصَّةَ الْمَرْأَتَيْنِ اللَّتَيْنِ رَمَتْ إِحْدَاهُمَا الأُخْرَى بِعَمُودِ فُسْطَاطٍ، فَقَتَلَتْهَا وَمَا فِي بَطْنِهَا [3] .
فَعَلَى هَذَا يَكُونُ «عُبَيْدٌ» تَابِعِيًّا، وَاللَّهُ أَعْلَمُ.
أَخْرَجَهُ أَبُو نعيم، وَأَبُو موسى.
3518- عبيد بن وهب أبو عامر الأشعري
(ب د ع) عُبَيْد بْن وهب، أَبُو عَامِر الْأَشْعَرِي.
قتل يَوْم «أوطاس [4] » سنة ثمان من الهجرة شهيدًا، قيل: قتله دريد بْن الصمة.
ولا يصح، لأن دريدًا كَانَ شيخًا كبيرًا لا يقدر عَلَى الامتناع، فكيف أن يقتل؟!.
واستغفر لَهُ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وسماه عبيدًا.
روى عَنْهُ ابنه عَامِر، وابن أخيه أَبُو موسى الْأَشْعَرِي.
ويرد ذكره فِي الكنى أتم من هَذَا، فإنه بكنيته أشهر.
أَخْرَجَهُ الثلاثة.
قلت: قَدْ ذكر بعض العلماء أن قولهم فِي أَبِي عَامِر بْن وهب المستشهد بأوطاس: «إنه عم أَبِي مُوسَى» وهم، وهو مركب من اسم رجلين، أحدهما: «أَبُو عَامِر عُبَيْد بْن سليم بْن حضار» عم أَبِي مُوسَى، وهو الَّذِي قتل بأوطاس، والثاني: «عُبَيْد بْن وهب» عَلَى اختلاف فِي اسمه واسم أَبِيهِ، نزل الشام، روى عَنْهُ ابنه عَامِر بْن أَبِي عَامِر. وَقَدْ بين حالهما الحاكم أَبُو أَحْمَد النَّيْسَابُوريّ، فَقَالَ: عُبَيْد بْن سليم- وقيل: ابْنُ حضار- وساق نسبه إِلَى الأشعر بْن نبت أَبُو عَامِر الْأَشْعَرِي، عم أَبِي مُوسَى عَبْد اللَّه بْن قيس بْن حضار- وقيل: ابْنُ سليم بْن حضّار الأشعري- له صحبة قتل أيا حنين، سيره رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى جيش إِلَى «أوطاس» ، فقتل. وذكر خبر قتله وقَالَ: عُبَيْد بْن وهب- وقيل: عَبْد اللَّه بْن هانئ- وقيل: عَبْد اللَّه ابن وهب. لَهُ صحبة من النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وروى عَنْهُ: نعم الحي الأزد والأشعرون» ، قال:
__________
[1] كذا، وفي المسند: «سفيان» وشعبة وسفيان الثوري يرويان عن منصور بن المعتمر. ينظر التهذيب: 10/ 313.
[2] في المخطوطة والمطبوعة: «إبراهيم بن عبيد» وهو خطأ، صوابه من المسند. ولا تستقيم العبارة إلا به ومنصور بن المعتمر يروى عن إبراهيم النخعي الّذي يروى عن عبيد بن فضلة. ينظر التهذيب: 10/ 312، 7/ 75.
[3] مسند الإمام أحمد: 4/ 245.
[4] أوطاس: واد في ديار هوازن، كانت فيه وقعة حنين.

(3/445)


هُوَ غير عم أَبِي مُوسَى، فإن عم أَبِي مُوسَى قتل بحنين، وهذا مات أيام عَبْد الملك بْن مروان، روى عَنْهُ ابنه عَامِر أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «نعم الحي الأزد والأشعرون» . وقَالَ خليفة بْن خياط فيمن نزل الشام من الصحابة أبو عامر الأشعري واسمه عبد الله ابن هانئ- وَيُقَال: ابْنُ وهب- وَيُقَال: عُبَيْد بْن وهب. توفي أيام عَبْد الملك بْن مروان، وهذا ليس بعم أبي مُوسَى فإن سياق نسب أَبِي مُوسَى يبطل أن يكون هَذَا عمه، والله أعلم.
3519- عبيد
(د ع) عُبَيْد، رَجُل من الصحابة، غير منسوب.
رَوَى جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ: حَدَّثَنِي عُبَيْدٌ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَفَعَهُ قَالَ: «إِذَا صَلَّى الرَّجُلُ ثُمَّ قَعَدَ فِي مُصَلاهُ، فَذَكَرَ اللَّهَ تَعَالَى، فَهُوَ فِي صَلاةٍ، وَذَلِكَ أَنَّ الْمَلائِكَةَ تُصَلِّي عَلَيْهِ يَقُولُونَ: «اللَّهمّ اغْفِرْ لَهُ، اللَّهمّ ارْحَمْهُ» وَإِن دَخَلَ مُصَلاهُ يَنْتَظِرُ الصَّلاةَ، كَانَ مِثْلَ ذَلِكَ» .
رَوَاهُ ابْنُ فُضَيْلٍ، وَحَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ وَغَيْرُهُمَا عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَمَّنْ سَمِعَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، نَحْوَهُ. أَخْرَجَهُ ابْنُ مَنْدَهْ وَأَبُو نعيم.
3520- عبيدة الأملوكي
(ب ع س) عبيدة- بفتح العين، وكسر الباء، وبعدها ياء تحتها نقطتان، وآخره هاءٌ- هُوَ عبيدة الأملوكي. وَيُقَال: المليكي. شامي.
روى عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم أنه قَالَ: «يا أهل القرآن، لا توسدوا القرآن» [1] . روى عَنْهُ المهاجر بْن حبيب، وسعيد بْن سويد.
أَخْرَجَهُ أَبُو نُعَيْمٍ، وَأَبُو مُوسَى، وَأَبُو عُمَر [2] وقَالَ أَبُو مُوسَى: عبيدة- أَوْ: عبيدة- بفتح العين، وضمها.
__________
[1] أي: لا تناموا عن القرآن، ولم تهجدوا به، بل داوموا على قراءته وحافظوا عليه. وقد روى الإمام أحمد في هذا حديثا عن السائب بن زيد أن شريحا الحضرميّ ذكر عند النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقال: ذاك رجل لا يتوسد القرآن» ينظر مسند احمد 3/ 449. وترجمة شريح فيما مضى: 2/ 518.
[2] الاستيعاب، الترجمة 1751: 3/ 1022.

(3/446)


3521- عبيدة بن جابر
(ب) عبيدة، هُوَ ابْنُ جَابِر بْن سليم [1] الجهيمى. لَهُ صحبة، ولأبيه أيضًا، وَقَدْ ذكرناه.
أَخْرَجَهُ أبو عمر.
3522- عبيدة النصري
(د ع) عبيدة- مثله أيضا- هو ابْنُ حزن النصري- وَيُقَال: عبدة. وَقَدْ ذكرناه [2] ، يكنى أبا الوليد.
تفرد عنه بالرواية عَنْهُ أَبُو إِسْحَاقَ السبيعي.
أَخْرَجَهُ ابْنُ منده وأبو نعيم.
3523- عبيدة بن خالد
(ب س) عبيدة- مثله أيضًا- ابْنُ خَالِد- وقيل: ابْنُ خلف الحنظلي- من بني حنظلة بْن مالك بْن زيد مناة بْن تميم. وقيل: المحاربي.
قيل: هُوَ عم عمة [ابْنُ [3]] أَبِي الشعثاء أشعث بْن سليم. حَدِيثُهُ عَنِ الأَشْعَثِ، عَنْ عَمَّتِهِ، عَنْهُ. وَقِيلَ: عَنِ الأَشْعَثِ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ قَوْمِهِ، عَنْ عَمَّتِهِ، عَنْ عَمِّهَا عُبَيْدِ بْنِ خَالِدٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: «ارْفَعْ إِزَارَكَ فَإِنَّهُ أَنْقَى وَأَبْقَى» [4] . وَذَكَرَهُ الدَّارَقُطْنِيُّ «عُبَيْدَةُ» بِالضَّمِّ فَلَمْ يَصْنَعْ شَيْئًا، وَقَالَ فِيهِ: «ابْنُ خَلَفٍ أَوِ: ابْنُ خَالِدٍ» وَخَلَفٌ خَطَأٌ.
وَقَدْ ذَكَرَهُ الْبُخَارِيُّ وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنْ أَبِيهِ: «عَبِيدَةَ» بِالْفَتْحِ بْنِ خَالِدٍ [5] ، وَهُوَ الصَّوَابُ إِنْ شَاءَ اللَّه تعالى.
أخرجه أَبُو عمر [6] ، وأبو موسى. وَقِيلَ فِيهِ: عُبَيْدٌ بِغَيْرِ هَاءٍ، وَقَدْ تَقَدَّمَ ذكره.
__________
[1] في الاستيعاب، الترجمة 1752- 3/ 1022: «جابر بن مسلم، وهو خطأ» وينظر ترجمة أبيه جابر فيما تقدم من أسد الغابة: 1/ 303.
[2] ينظر الترجمة 3444: 3/ 508.
[3] عن الاستيعاب، والتهذيب: 1/ 355. والجرح لا أبى حاتم: 3/ 1/ 91، وسيأتي على الصواب فيما بعد.
[4] الحديث رواه الإمام أحمد عن وكيع، عن سفيان، عن أشعث، عن عمته عن عمتها- وفي رواية أخرى عن حسين بن محمد، عن سليمان بن قرة (كذا) عن الأشعث، عن عمته رهم، عن عبيدة بن خلف. ينظر الروايتان في المسند: 5/ 364.
[5] الجرح والتعديل لابن أبى حاتم، الترجمة 465: 3/ 1/ 90/ 91.
[6] الاستيعاب، الترجمة 1753: 3/ 1022.

(3/447)


3524- عبيدة بن ربيعة بن جبير
عبيدة- مثله أيضا- هو عبيدة بْن رَبِيعة بْن جُبَيْر، من بني عَمْرو بْن كعب، من بهراء [1] كَانَ حليفًا لبني عصينة [2] حلفاء الأنصار، شهد بدرًا.
قاله هشام بن الكلبي.
3525- عبيدة بن صيفي
(د ع) عبيدة- أيضًا هُوَ ابْنُ صيفي الجهني. وقيل: الجعفي.
رَوَى حَمَّادُ بْنُ عِيسَى الْجُهَنِيُّ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عُبَيْدَةَ بْنِ صَيْفِيٍّ قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، ادع الله لذريبى. فَفَعَلَ، ثُمَّ قَالَ: «يَا عُبَيْدَةُ، إِنَّكُمْ لأَهْلُ بَيْتٍ لا تُصِيبُكُمْ خَصَاصَةٌ إِلا فَرَّجَهَا اللَّهُ تَعَالَى.» وروي عَنْ حَمَّاد بْن عِيسَى، عَنْ بشر بْن مُحَمَّد بْن طفيل، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عبيدة بْن صيفي قَالَ: هَاجَرْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وحملت إليه صدقات مالي، وقلت: يا رَسُول اللَّه، ادع لي.
فذكر نحو ما تقدم. أَخْرَجَهُ ابن مندة وأبو نعيم.
3526- عبيدة بن عمرو
(ب د ع) عبيدة بْن عَمْرو- وقيل: ابْنُ قيس السلماني، وسلمان بطن من مراد، يكنى أبا مُسْلِم. وقيل: أَبُو عَمْرو وكان فقيهًا جليلًا، صحب عَبْد اللَّه بْن مَسْعُود، ثُمَّ صحب عليًا، وروى عَنْهُمَا، وعن عُمَر ابن الخطاب رَضِي اللَّه عَنْهُمْ.
روى عَنْهُ ابْنُ سِيرِينَ، أَنَّهُ قَالَ: أسلمت قبل وفاة النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بسنتين، [وصليت] ولم ألقه، وكان من أكابر التابعين.
أَخْرَجَهُ الثلاثة.
__________
[1] في المطبوعة: «بن بهراء» والمثبت عن المخطوطة.
[2] كذا ضبط في المخطوطة، بالعين المهملة. وقد ورد ذكر غصينة بالغين المعجمة في سيرة ابن هشام عند الحديث عن حلفاء بى لوذان عن بلى. ونصه: قال ابن إسحاق: «ومن حلفائهم من بلى، ثم من بنى غصينة- قال ابن هشام: غصينة أمهم ... » السيرة: 1/ 695.

(3/448)


3527- عبيدة بن مسهر
(د ع) عبيدة بْن مسهر.
أدرك النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. روى حديثه إِسْمَاعِيل بن أبي خالد، عن أبي زرعة بن عَمْرو [1] بْن جرير.
وَقَدْ تقدم ذكره فِي «عبدة [2] » .
أخرجه ابن مندة، وأبو نعيم.
3528- عبيدة بن الحارث بن المطلب
(ب د ع) عبيدة، بضم العين، وفتح الباء- هُوَ عبيدة بْن الحارث بْن المطلب بْن عبد مناف ابن قصي الْقُرَشِيّ المطلبي. يكنى أبا الحارث، وقيل: أَبُو معاوية. وأمه وأم أخويه [3] سخيلة بِنْت خزاعي بْن الحويرث الثقفية [4] .
وكان أسن من رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم يعشر سنين، وَكَانَ إسلامه قبل دخول رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم دار الأرقم بن أَبِي الأرقم. أسلم هُوَ وَأَبُو سَلَمة بْن عَبْد الأسدي، وعبد اللَّه بْن الأرقم المخزومي، وعثمان ابن مظعون فِي وقت واحد.
وهاجر عبيدة إِلَى المدينة مَعَ أخويه طفيل والحصين ابني الحارث، ومع مسطح بْن أثاثة بْن عباد بْن المطلب، ونزلوا عَلَى عَبْد اللَّه بْن سَلَمة العجلاني.
وكان لعبيدة قدر ومنزلة كبيرة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم.
أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَر بْن السمين بِإِسْنَادِهِ إِلَى يونس بْنِ بُكَيْرٍ عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: فَأَقَامَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالمدينة- يَعْنِي بَعْدَ عَوْدِهِ مِنْ غَزْوَةِ وَدَّانَ، بَقِيَّةَ صَفَرٍ، وَصَدْرًا مِنْ رَبِيعٍ الأَوَّلِ السَّنَةَ الأُولَى مِنَ الْهِجْرَةِ، وَبَعَثَ فِي مَقَامِهِ ذَلِكَ عُبَيْدَةَ بْنَ الْحَارِثِ بْنِ الْمُطَّلِبِ فِي سِتِّينَ رَاكِبًا مِنَ الْمُهَاجِرِينَ لَيْسَ فِيهِمْ مِنَ الأَنْصَارِ أَحَدٌ فَكَانَ أَوَّلُ لِوَاءٍ عَقَدَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَالْتَقَى عُبَيْدَةُ وَالْمُشْرِكُونَ بِثَنِيَّةِ الْمَرَةِ، وَكَانَ عَلَى الُمْشِرِكيَن أَبُو سُفْيَانَ بْنُ حَرْبٍ، وَكَانَ أَوَّلَ مَنْ رُمِيَ بِسَهْمٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ سَعْدُ بْنُ مَالِكٍ، وَكَانَ هَذَا أَوَّلَ قِتَالٍ كَانَ فِي الإِسْلامِ.
ثُمَّ شهد عبيدة بدرًا [5] ، قَالَ: وحَدَّثَنَا يونس عَنِ ابْنِ إِسْحَاق قَالَ: ثُمَّ خرج عتبة وشيبة ابنا رَبِيعة والْوَلِيد بْن عتبة، فدعوا إِلَى البراز، فخرج إليهم فتية من الأنصار ثلاثة، فقالوا: ممن
__________
[1] في المطبوعة: «أبو زرعة بن عمير» والصواب عن المخطوطة، والتهذيب: 12/ 99.
[2] ينظر الترجمة 3447: 3/ 519.
[3] في المخطوطة: «إخوته» ، ولعبيدة أخوان هما: الحصين والطفيل وقد مضت ترجمتهما.
[4] كتاب نسب قريش: 94.
[5] ينظر سيرة ابن هشام: 1/ 591، 595.

(3/449)


أنتم؟ قَالُوا: رهط من الأنصار. قَالُوا: ما لنا إليكم حاجة. ثُمَّ نادى مناديهم: يا مُحَمَّد، أخرج إلينا أكفاءنا من قومنا. فَقَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: قم يا حمزة، قم يا عليّ، قم يا عبيدة فبارز عبيدة عتبة، فاختلفا ضربتين، كلاهما أثبت صاحبه [1] . وبارز حمزة شَيْبَة فقتله مكانه، وبارز عليّ الْوَلِيد فقتله مكانه. ثُمَّ كرا على عتبة فدفّفا [2] عَلَيْهِ، واحتملا عبيدة فحازوه إِلَى الرحل [3] .
قيل: إن عبيدة كَانَ أسن المسلمين يَوْم بدر، فقطعت رجله، فوضع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رأسه عَلَى ركبته، فَقَالَ: يا رَسُول اللَّه، لو رآني أَبُو طَالِب لعلم أني أحق بقوله مِنْهُ، حيث يَقُولُ:
ونسلمه حتَّى نصرع حوله ... ونذهل عَنْ أبنائنا والحلائل [4]
وعاد مَعَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من بدر، فتوفي بالصفراء [5] .
قيل: أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لما نزل مَعَ أصحابه بالنازية [6] قَالَ لَهُ أصحابه: إنا نجد ريح مسك؟! فقال: وما يمنعكم؟ وهاهنا قبر أَبِي معاوية. وقيل: كَانَ عمره حين قتل ثلاثًا وستين سنة، وكان مربوعًا حسن الوجه.
أخرجه الثلاثة.
3529- عبيدة بن خالد
(ب) عُبَيْدة- بالضم أيضًا- هُوَ ابْنُ خَالِد.
قَالَ أَبُو عُمَر: لم أجد فِي الصحابة عبيدة- بضم العين- إلا عبيدة بْن الحارث، إلا أنّ
__________
[1] أثبت صاحبه أي: جرحه جراحة لم يقم منها.
[2] ذففا عليه: أسرعا قتله.
[3] سيرة ابن هشام: 1/ 625.
[4] البيت في سيرة ابن هشام: 1/ 275. والحلائل: جمع حليلة، وهي الزوجة.
[5] الصفراء: واد من ناحية المدينة، كثير النخل، بينه وبين بدر مرحلة.
[6] في المخطوطة: «بالناريين» وفي مخطوطة دار الكتب «111» مصطلح حديث هكذا دون فقط. وفي المطبوعة، «بالتاريين ومثله في الاستيعاب، وقد علق عليه السيد المحقق بأن لم يجده. ولعل الصواب ما أثبتناه، ففي معجم البلدان لياقوت: «النازية» بالزاي، وتخفيف الياء: عين ثرة على طريق الآخذ من مكة إلى المدينة قرب الصفراء، وهي إلى المدينة أقرب، وإليها مضافة، قال ابن إسحاق: ولما سار النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى بدر، وارتحل من الروحاء، حتى إذا كان بالمنصرف ترك طريق مكة يسارا، وسلك ذات اليمين على النازية يريد بدرا ... » .

(3/450)


الدارقطني ذكر فِي المؤتلف والمختلف: عبيدة بْن خَالِد المحاربي، وقَالَ بعضهم فِيهِ: «ابْنُ خلف» ، حديثه عند أشعث بْن أَبِي الشعثاء، عَنْ عمته، عَنْ عبيدة، عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وقَالَ شيبان، عَنْ أشعث، عَنْ عمته، عَنْ أبيها. وقَالَ غيرهما: عَنْ عمته، عَنْ أبيها.
قَالَ أَبُو عُمَر: لم يذكر [1] اختلافًا فِي أَنَّهُ عبيدة، بضم العين، وَإِنما ذكر الاختلاف فِي الإسناد وفي اسم أَبِيهِ. وذكره ابْنُ أَبِي حاتم، عَنْ أَبِيهِ بفتح العين [2] ، وقَالَ: «أبن خَالِد» وما قاله فهو الصواب [3] .
ونقل ابْنُ ماكولا فِيهِ بضم العين وفتحها إلا أَنَّهُ قَالَ: ابْنُ خلف، وَقَدْ تقدم فِي عُبَيْد بْن خَالِد وعبيدة بْن خالد، والثلاثة واحد.
أخرجه أبو عمر.
3530- عبيدة بن عمرو الكلابي
(د ع) عبيدة- بالضم أيضًا- هُوَ ابْنُ عَمْرو الكلابي. وقيل: عُبَيْد. بغير هاء، وَقَدْ ذكرناه في «عبيد» . وعبيدة أصح.
أخرجه هاهنا ابن مندة، وأبو نعيم.
3531- عبيدة بن مالك
عبيدة- بالضم أيضًا- هُوَ ابْنُ مَالِك بْن همام بْن معاوية.
وَقَدْ ذكر نسبه فِي «مزيدة [4] » النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأسلم.
قاله ابن الكلبي.
__________
[1] يعنى الدارقطنيّ.
[2] الجرح لابن أبى حاتم: 3/ 1/ 90، 91.
[3] الاستيعاب، الترجمة 1749: 3/ 1021، 1022.
[4] في المطبوعة: «مرثدة» وهو خطأ. ينظر فيما يأتى ترجمة «مزيدة بن جابر العبديّ» ففيها. «وقال ابن الكلبي. مزيدة ابن مالك ... » .

(3/451)


باب العين مع التاء
3532- عتاب بن أسيد
(ب د ع) عتاب بْن أسيد بْن أَبِي العيص بْن أمية بْن عبد شمس بْن عبد مناف بْن قصي ابن كلاب بْن مرة الْقُرَشِيّ الأموي. يكنى أبا عَبْد الرَّحْمَن، وقيل: أَبُو مُحَمَّد. وأمه زينب بِنْت عَمْرو بْن أمية بْن عَبْد شمس [1] .
أسلم يَوْم فتح مكَّة، واستعمله النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى مكَّة بعد الفتح لما سار إِلَى حنين. وقيل: إن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ترك مُعَاذَ بْن جبل بمكة يفقه أهلها واستعمل عتابًا بعد عوده من حصن الطائف.
وقَالَ لَهُ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يا عتاب، تدري عَلَى من استعملتك؟ استعملتك عَلَى أهل اللَّه عزَّ وجلَّ، ولو أعلم لهم خيرًا منك استعملته عليهم» . وكان عمره لما استعمله رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نيفًا وعشرين سنة، فأقام للناس الحج وهي سنة ثمان، وحج المشركون عَلَى ما كانوا. وحج أَبُو بَكْر رَضِي اللَّه عَنْهُ سنة تسع، فقيل: كَانَ أَبُو بَكْر أول أمير فِي الْإِسْلَام. وقيل بل كَانَ عتاب، والله أعلم.
ولم يزل عتاب على مكَّة إِلَى أن توفي رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأقره أَبُو بَكْر عليها إِلَى أن مات، وتوفي عتاب- فِي قول الواقدي- يَوْم مات أَبُو بَكْر، ومثله قَالَ أولاد عتاب.
وقَالَ مُحَمَّد بْن سلام وغيره: جاء نعي أَبِي بَكْر إِلَى مكَّة يَوْم دفن عتاب.
وكان عتاب رجلًا خيرًا [2] صالحًا فاضلًا، وأمَّا أخوه «خَالِد بْن أسيد» فروى مُحَمَّد بْن إِسْحَاق السراج، عَنْ عَبْد العزيز بن معاوية، من ولد عتاب بن أسيد أَنَّهُ قَالَ: توفي خَالِد بْن أسيد وهو أخو عتاب لأبويه يَوْم فتح مكَّة، قبل دخول رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم مكَّة.
روى ابْنُ أَبِي عقرب، عَنْ عتاب بْن أسيد قَالَ: أصبت فِي عملي الَّذِي استعملني عَلَيْهِ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بردين معقدين [3] ، كسوتهما غلامي كيسان، فلا يقولن أحدكم: أخذ مني عتاب كذا! فقد رزقني رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كل يَوْم درهمين، فلا أشبع اللَّه بطنًا لا يشبعه كل يَوْم درهمان.
روى عَنْهُ عطاء بن أبى رباح، وسعيد بن المسيب، ولم يدركاه.
__________
[1] كتاب نسب قريش: 187.
[2] في المطبوعة: «خبيرا» ، والمثبت عن مخطوطة دار الكتب «111» مصطلح حديث.
[3] المعقد: ضرب من برود فجر.

(3/452)


أخبرنا أبو أحمد عبد الوهاب بن علي الأَمِينُ الصُّوفِيُّ بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَبِي دَاوُدَ السِّجِسْتَانِيِّ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ السَّرِيِّ النَّاقِطُ، حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ مَنْصُورٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ عَتَّابِ بْنِ أَسِيدٍ قَالَ: أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُخَرَّصَ العنب كما بخرص النَّخْلُ، تُؤْخَذُ زَكَاتُهُ زَبِيبًا كَمَا تُؤْخَذُ صَدَقَةُ النخل تمرا [1] أخرجه الثلاثة.
3533- عتاب بن سليم بن قيس خالد
(ب) عتاب بْن سليم بْن قيس بْن خَالِد بْن مدلج أَبِي الحشر بْن خَالِد بن عبد مناف بن كعب ابن سعد بن تيم بن مرة القرشي التيمي.
أسلم يَوْم فتح مكَّة، وقتل يَوْم اليمامة شهيدًا.
أَخْرَجَهُ أَبُو عُمَر [2] مختصرًا.
الحشر: بالحاء المهملة المفتوحة، وبالشين المعجمة، وآخره راء. قاله ابن ماكولا والدارقطنيّ.
3534- عتاب بن شمير الضبيّ
(ب د ع) عتاب بْن شمير الضبي.
لَهُ صحبة: روى عَنْهُ ابْنُه مجمع.
رَوَى الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ وَيَحْيَى الْحِمَّانِيُّ، عَنْ عَبْدِ الصَّمَدِ بْنِ جَابِرِ بْنِ رَبِيعَةَ الضَّبِّيُّ، عَنْ مُجَمِّعِ بْنِ عَتَّابِ بْنِ شُمَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ لِي أَبًا شَيْخًا كَبِيرًا وَإِخْوَةٌ، فَأَذْهَبُ إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يُسْلِمُونَ، فَآتِيكَ بِهِمْ؟ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم: «إن هم أسلموا فهو خَيْرٌ لَهُمْ، وَإِنْ أَبَوْا فَإِنَّ الإِسْلامَ وَاسِعٌ عَرِيضٌ» [3] . أَخْرَجَهُ الثَّلاثَةِ.
شمير: بضم الشين المعجمة، وفتح الميم، وآخره راء.
__________
[1] سنن أبى داود، كتاب الزكاة، باب في خرص العنب، الحديث.
[2] الاستيعاب، الترجمة 1757: 3/ 1024.
[3] الحديث أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى: 6/ 30. وابو عمر في الاستيعاب، الترجمة 1758: 3/ 1024.

(3/453)


3535- عتاب بن مالك بن عمرو بن العجلان
(ب د ع) عتبان [1] بْن مَالِك بْن عَمْرو بْن العجلان بْن زَيْد بْن غنم بْن سالم بْن عوف بْن الخزرج الْأَنْصَارِيّ الخزرجي السالمي.
شهد بدرا، ولم يذكره ابْنُ إِسْحَاق فِي البدريين، وذكره غيره.
أَخْبَرَنَا الْخَطِيبُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ الطُّوسِيُّ بِإِسْنَادِهِ عن أبى داود الطيالسي، أخبرنا إبراهيم ابن سَعْدٍ قَالَ: سَمِعْتُ الزُّهْرِيَّ يُحَدِّثُ، عَنْ مَحْمُودِ بن الربيع، عن عتبان بن مالك السالمي قَالَ: كُنْتُ أَؤُمُّ قَوْمِي بَنِي سَالِمٍ، وَكَانَ إِذَا جَاءَتِ السُّيُولُ شَقَّ عَلَيَّ أَنْ أَجْتَازَ وَادِيًا بَيْنِي وَبَيْنَ الْمَسْجِدِ، فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله، إِنِّي يَشُقُّ عَلَيَّ أَنْ أَجْتَازَهُ، فَإِنْ رَأَيْتَ أَنْ تَأْتِيَنِي وَتُصَلِّيَ فِي بَيْتِي مَكَانًا أَتَّخِذُهُ مصلى؟ قال: أفعل. فجاءني الغد فاحتبسته عَلَى خَزِيرَةٍ [2] فَلَمَّا دَخَلَ لَمْ يَجلِسْ حَتَّى قَالَ: أَيْنَ تُحِبُّ أَنْ أُصَلِّيَ فِي بَيْتِكَ؟ فَأَشَرْتُ إِلَى الْمَوْضِعِ الَّذِي أُصَلِّي فِيهِ.
فَصَلَّى فِيهِ رَكْعَتَيْنِ ... ثُمَّ ذَكَرَ الْحَدِيثَ [3] . وَإِنَّمَا طَلَبَ ذَلِكَ لأَنَّهُ كَانَ قَدْ عَمِيَ، وَقِيلَ: كَانَ فِي بَصَرِهِ ضَعْفٌ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سرَايَا بْنِ عَلِيٍّ الْفَقِيهُ، وَمِسْمَارٌ، وَأَبُو الْفَرَجِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي الْعِزِّ وَغَيْرُهُمْ، قَالُوا بِإِسْنَادِهِمْ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيل: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ مَحْمُودِ بْنِ الرَّبِيعِ الأَنْصَارِيِّ، عَنْ عِتْبَانَ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّهُ كَانَ يَؤُمُّ قَوْمَهُ وَهُوَ أَعْمَى، وَأَنَّهُ قَالَ لِرَسُولِ اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّهَا تَكُونُ الظُّلْمَةُ وَالسَّيْلُ، وَأَنَا رَجُلٌ ضَرِيرُ الْبَصَرِ، فَصَلِّ يَا رَسُولَ اللَّهِ فِي بَيْتِي مَكَانًا أَتَّخِذُهُ مُصَلًّى. فَجَاءَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: أَيْنَ تُحِبُّ أَنّ تُصَلِّيَ؟
فَأَشَارَ إِلَى مَكَانٍ مِنَ الْبَيْتِ، فَصَلَّى فِيهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [4] . روى عَنْهُ أنس بْن مَالِك، ومحمود. ومات أيام معاوية.
أَخْرَجَهُ الثلاثة.
__________
[1] على هامش مخطوطة دار الكتب «111» مصطلح حديث: «عتبان: بكسر العين، ويجوز ضمها. ذكره النووي في شرح مسلم في باب بيان أن الجماع كان في أول الإسلام لا يوجب الغسل، وأنه هو الّذي مر عليه النبي عليه السلام، فخرج ورأسه يقطر، فقال: لعلنا أعجلناك» .
[2] الخزيرة: لحم يقطع صغارا، ويصب عليه ماء كثير، فإذا نضج ذر عليه الدقيق.
[3] أخرجه بنحوه البخاري في كتاب الجمعة، باب صلاة النوافل، عن يعقوب بن إبراهيم عن أبيه عن الزهري: 2/ 74، 75. وأخرجه كذلك في كتاب الأطعمة، باب الخزيرة، عن يحيى بن بكير، عن الليث، عن عقيل، عن ابن شهاب: 7/ 94 وأخرجه مسلم في كتاب المساجد، باب الرخصة في التخلف عن الجماعة بعذر، عَنْ حَرْمَلَةَ بْن يَحْيَى، عَنِ ابْنِ وَهْبٍ، عن يونس عن ابن شهاب: 2/ 126. وأخرجه الإمام أحمد في مسندة: 4/ 44، 5/ 449، 450.
[4] البخاري، كتاب الأذان، باب الرخصة في المطر والعلة أن يصلى في رحله: 1/ 170.

(3/454)


3536- عتبة بن أسيد بن جارية
(ب د ع) عتبة بْن أسيد بْن جارية بْن أسيد بْن عَبْد اللَّه بْن سَلَمة بْن عَبْد اللَّهِ بْن غيرة بْن عوف بْن ثقيف الثقفي، وكنيته أَبُو بصير. وهو مشهور بكنيته.
وهو الَّذِي هرب من الكفار فِي هدنة الحديبية إِلَى رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فطلبته قريش ليرده رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إليهم، فإنه كَانَ قَدْ صالحهم عَلَى أن يرد عليهم من جاء منهم- فرده رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَعَ رجلين من الكفار، فقتل أَبُو بصير أحدهما وهرب الآخر إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وجاء أَبُو بصير فَقَالَ:
يا رَسُول اللَّه، وفت ذمتك، وأدى اللَّه عنك، وَقَدْ امتنعت بنفسي من المشركين لئلا يفتنوني فِي ديني! فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «وَيْلٌ أمه مسعر حرب [1] ، لو كَانَ لَهُ رجال» فعلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سيرده، فخرج إِلَى سيف البحر [2] ، واجتمع إِلَيْه كل من فر من المشركين فضيقوا عَلَى قريش وقطعوا الطريق عليهم، فكتب الكفار إِلَى رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فردهم إِلَى المدينة إلا أبا بصير، فإنه كَانَ قَدْ توفي.
ونذكره فِي الكنى أتم من هَذَا، إن شاء اللَّه تَعَالى.
أَخْرَجَهُ الثلاثة.
3537- عتبة بن ربيع بن رافع
(ب د ع) عتبة بْن ربيع بْن رافع بْن عُبَيْد بْن ثعلبة بْن عَبْد بْن الأبجر- وهو خدرة- الْأَنْصَارِيّ الخدري.
قتل يَوْم أحد شهيدًا، قاله ابْنُ إِسْحَاق [3] .
أَخْرَجَهُ الثلاثة [4] .
__________
[1] مسعر حرب: موقدها. والمسعر في الأصل: الخشب الّذي يوقد به النار. وفي سيرة ابن هشام: «محش» بكسر الميم وفتح الحاء والشين مشددة، وهو بمعناه، يقال: حششت النار، وأرثتها، وأذكيتها، وأثقبتها، وسعرتها، بمعنى واحد.
و «مسعر» هي رواية البخاري في كتاب الشروط، باب الشروط في الجهاد والمصالحة مع أهل الحرب وكتابة الشروط: 3/ 257، وذلك من حديث طويل. وقد أخرجه أبو داود في كتاب الجهاد، باب في صلح العدو، الحديث 2765: 3/ 86، والإمام أحمد في مسندة: 4/ 331.
[2] سيف البحر- بكسر السين: جانبه وساحله.
[3] سيرة ابن هشام: 2/ 125.
[4] الاستيعاب، الترجمة 1759: 3/ 1025.

(3/455)


3538- عتبة بن ربيعة بن خالد
(ب س) عتبة بْن رَبِيعة بْن خَالِد بْن معاوية البهرائي، حليف الأوس.
قَالَ ابْنُ إِسْحَاق: شهد بدرا [1] .
أَخْرَجَهُ أَبُو عُمَر، وَأَبُو مُوسَى مختصرًا. وقَالَ أَبُو عُمَر. اختلف فِي شهوده بدرًا، وقَالَ ابْنُ إِسْحَاق: بهرائي. وقَالَ ابْنُ الكلبي: بهزي، من بني بهز بْن امرئ القيس بْن بهثة بْن سليم [2] .
3539- عتبة بن سالم بن حرملة العدوي
(س) عتبة بْن سالم بْن حرملة العدوي.
لَهُ صحبة، ذكره المستغفري، ولم يزد.
أَخْرَجَهُ أبو موسى مختصرا.
3540- عتبة بن أبى سفيان
(ب) عتبة بْن أَبِي سُفْيَان- واسمه صخر- بْن حرب بْن أمية بْن عبد شمس، أخو معاوية بْن أَبِي سُفْيَان لأبويه.
ولد عَلَى عهد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، وولاه عُمَر بْن الخطاب الطائف، ولما مات عَمْرو بْن العاص ولى معاوية أخاه عتبة مصر، وأقام عليها سنة، ثُمَّ توفي بها، ودفن فِي مقبرتها [3] ، وذلك سنة أربع وأربعين، وقيل: سنة ثلاث وأربعين.
وكان فصيحًا خطيبًا، قيل: لم يكن أخطب مِنْهُ، خطب أهل مصر يومًا فَقَالَ: «يا أهل مصر، خف عَلَى ألسنتكم مدح الحق ولا تأتونه، وذم الباطل وأنتم تفعلونه، كالحمار يحمل أسفارًا يثقله حملها ولا ينفعه علمها، وَإِني لا أداوي داءكم إلا بالسيف، ولا أبلغ السيف ما كفاني السوط، ولا أبلغ السوط ما صلحتم بالدرة، فالزموا ما ألزمكم اللَّه لنا تستوجبوا ما فرض اللَّه لكم علينا، وهذا يَوْم ليس فِيهِ عقاب، ولا بعدة عتاب، والسلام» .
وشهد صفين مَعَ أخيه معاوية، وكذلك شهد أيضًا الحكمين بدومة الجندل، وله فِيهِ أثر كبير، وكان قَدْ شهد الجمل مَعَ عَائِشَة فذهبت عينه يومئذ.
أَخْرَجَهُ أَبُو عُمَر [4] .
__________
[1] سيرة ابن هشام: 1/ 695.
[2] الاستيعاب، الترجمة 1761: 3/ 1025.
[3] قال الحافظ في الإصابة، الترجمة 6245/ 3/ 79: «ولم أر له بعد التتبع الكثير ذكرا قبل شهوده الدار، حين قتل عثمان، ولم أريد في ترجمته عند ابن عساكر ما يدل على أنه ولد في العصر النبوي، وهو محتمل ... مات بالإسكندرية» .
[4] الاستيعاب، الترجمة 1762: 3/ 1025.

(3/456)


3541- عتبة بن طويع المازني
(د ع) عتبة بْن طويع الْمَازِنِي. ذكر فِي الصحابة ولا يثبت.
رَوَى ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سُفْيَانَ، عَنْ عُتْبَةَ بْنِ طويعٍ الْمَازِنِيِّ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قال: يا معشر الْمَوَالِي، شِرَارُكُمْ مَنْ تَزَوَّجَ فِي الْعَرَبِ! وَيَا مَعْشَرَ الْعَرَبِ، شِرَارُكُمْ مَنْ تَزَوَّجَ فِي الْمَوَالِي! فَقِيلَ لَهُ- فِي مَوْلًى تَزَوَّجَ امْرَأَةً مِنَ الأَنْصَارِ: فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: هَلْ رَضِيَتْ؟ قَالَ:
نَعَمْ. فَأَجَازَهُ. أَخْرَجَهُ ابْنُ مندة، وأبو نعيم
3542- عتبة بن عائذ
(س) عتبة بْن عائذ.
أورده ابْنُ شاهين وقَالَ: إن كَانَ ابْنُ عائذ وَإِلا فهو ابْنُ عَبْد، لأن المتنين واحد.
روى خَالِد بْن معدان، عَنْ عتبة بْن عائذ- كذا قَالَ: ابْنُ عائذ- وكان من أصحاب النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من شهد العشاء والفجر فِي جماعة، كَانَ لَهُ مثل أجر الحاج المعتمر» .
رَوَاهُ أَبُو عَامِر الألهاني، عَنْ أَبِي أمامة وعتبة بْن عَبْد. أَخْرَجَهُ أبو موسى.
3543- عتبة بن عبد الله بن صخر
(ب س) عتبة بْن عَبْد اللَّه بْن صخر بْن خنساء بْن سنان بْن عبيد بْن عدي بْن غنم بْن كعب ابن سلمة الْأَنْصَارِيّ الخزرجي: السلمي.
شهد العقبة، وبدرا.
أَخْرَجَهُ أَبُو عمر، وَأَبُو موسى- إلا أن أبا مُوسَى قَالَ: عتبة بْن عَبْد اللَّه بْن عبيد بن عدىّ ابن غنم بْن كعب بْن سلمة، ثم من بني خنساء. شهد بدرًا، رَوَاهُ عَنِ ابْنِ إِسْحَاق.
فأسقط من نسبه «صخرًا وخنساء وسنانًا» ، ثلاثة أباء، ثُمَّ قَالَ: من بني خنساء، ولم يذكر بني خنساء فِي النسب، حتَّى يعلم كيف هَذَا النسب! وَقَدْ ذكرت أولًا نسبه عَلَى الصحة، والله أعلم.

(3/457)


والّذي ذكره ابن إِسْحَاق هُوَ ما أَخْبَرَنَا بِهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بن علي، بإسناده إلى يونس ابْنِ بكير، عَنِ ابْنِ إِسْحَاق، فِي تسمية من شهد بدرًا قَالَ: ومن بني عُبَيْد بن عدي بن غنم ابن كعب، ثم من بني خنساء بن سنان بْن عُبَيْد: ... وعتبة بْن عَبْد اللَّه بْن صخر بْن خنساء [1] وكذلك ذكره غير يونس عَنِ ابْنِ إِسْحَاق، فظهر بهذا أن أبا موسى أسقط من النسب ما ذكرناه.
3544- عتبة بن عبد الله
(س) عتبة بْن عَبْد اللَّه.
أورده الإسماعيلي فِي الصحابة. حَدَّثَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنِ الحسن بن أيوب، عن عبد الله ابن نَاسِحٍ [2] ، عَنْ عُتْبَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: مَرَّ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِرَجُلَيْنِ يَتَبَايَعَانِ شَاةً، وَهُمَا يَحْلِفَانِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «إِنَّ الْحَلِفَ يَمْحَقُ الْبَرَكَةَ» أَخْرَجَهُ أَبُو مُوسَى، وَلَعَلَّهُ الاسْمُ الَّذِي يَأْتِي بَعْدَ هَذِهِ التَّرْجَمَةِ، وَهُوَ عُتْبَةُ بْنُ عَبْدٍ السُّلَمِيُّ، فَإِنَّ أَبَا نُعَيْمٍ ذَكَرَ فِي تَرْجَمَتِهِ أَنَّ «عَبْدَ اللَّهِ بْنَ نَاسِحٍ» يَرْوِي عنه، ويكون بعض الرواية قَدْ أَضَافَ اسْمَ أَبِيهِ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى، وَبَعْضُهُمْ نَقَّصَهُ، فَإِنَّهُمْ يَخْتَلِفُونَ كَثِيرًا أَمْثَالَ هَذَا، والله أعلم.
3545- عتبة بن عبد الثمالي
(س) عتبة بْن عَبْد الثمالي.
حديثه أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لو أقسمت لبررت، لا يدخل الجنة قبل سائر أُمَّتِي إِلا بَضْعَةَ عَشَرَ رَجُلا، مِنْهُمْ إِبْرَاهِيمُ، وإسماعيل، وإسحاق، ويعقوب، والأسباط، اثنا عشر، وموسى، وعيسى، ومريم بِنْت عمران عليهم السلام» . أخرجه أبو موسى وقال: كذا وجدته فِي تاريخ يعقوب بْن سُفْيَان.
والصواب: عَبْد اللَّه بْن عَبْد، وَقَدْ ذكرناه قبل.
__________
[1] سيرة ابن هشام: 1/ 697.
[2] وردت هذه الكلمة في مخطوطة دار الكتب «111» مصطلح حديث، مرة ناسخ، وأخرى ناسج، وثالثة ناسح. وقد ارتضينا ضبط الحافظ لها في تبصير المنتبه «ناسح» بالسين وآخره حاء مهملة، ينظر: 4/ 1404.

(3/458)


3546- عتبة بن عبد السلمي
(د ع) عتبة بْن عَبْد السلمي، يكنى أبا الْوَلِيد. كَانَ اسمه عتلة فسماه النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عتبة.
سكن حمص، حديثه عند شريح بْن عُبَيْد، ولقمان بْن عَامِر، وكثير بْن مرة الحضرمي، وخالد بْن معدان، وعبد اللَّه بْن ناسح، وعقيل بْن مدرك، وحبيب بن عبيد الرّحبى، وراشد ابن سعد، وغيرهم.
رَوَى إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ ضَمْضَمِ بْنِ زُرْعَةَ، عَنْ شُرَيْحِ بْنِ عبيد قَالَ: قَالَ عُتْبَةُ بْنُ عَبْدٍ السُّلَمِيُّ: كَانَ النبي صلى الله عليه وسلم إذا أتاه الرَّجُلُ، وَلَهُ الاسْمُ لا يُحِبُّهُ حَوَّلَهُ، وَلَقَدْ أَتَيْنَاهُ وَإِنَّا لَسَبْعَةٌ مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ، أَكْبَرُنَا الْعِرْبَاضُ بْنُ سَارِيَةَ فَبَايَعْنَاهُ جَمِيعًا.
أَخْبَرَنَا أَبُو يَاسِرِ بْنُ هِبَةِ اللَّهِ بِإِسْنَادِهِ عَنْ عَبْدِ الله بن أحمد قال: حدثني أبي، حدثنا الحكم ابن نَافِعٍ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ ضَمْضَمِ بْنِ زُرْعَةَ، عَنْ شُرَيْحِ بْنِ عبيد قال: كَانَ عُتْبَةُ يَقُولُ: عِرْبَاضٌ خَيْرٌ مِنِّي. وَعِرْبَاضٌ يَقُولُ: عُتْبَةُ خَيْرٌ مِنِّي، سَبَقَنِي إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِسَنَةٍ [1] .
أَخْبَرَنَا أَبُو محمد الدمشقيّ إذنا عن كِتَابِ أُمِّ الْمُجْتَبَى فَاطِمَةَ- قَالَ: وَأَخْبَرَنَا أَبِي عَنْهَا قَالَتْ:
أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَنْصُورٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ المقري، أخبرنا أبو يعلى الْمَوْصِلِيُّ، أَخْبَرَنَا جُبَارَةُ، حَدَّثَنَا مَنْدَلُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ ثَوْرِ بْنِ يَزِيدَ [2] عَنْ نَصْرِ بْنِ عَلْقَمَةَ، عَنْ عُتْبَةَ بْنِ عَبْدٍ- وَكَانَتْ لَهُ صحبة- قال: قال رَسُول اللَّهِ صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لا تَقُصُّوا نَوَاصِيَ الْخَيْلِ، فَإِنَّهُ مَعْقُودٌ بِنَوَاصِيهَا الْخَيْرُ، وَلا أَعْرَافَهَا فَإِنَّهُ دِفَاؤُهَا، وَلا أَذْنَابَهَا فَإِنَّهَا مَذَابُّهَا.
وَقَدْ تقدم هَذَا الحديث في «عبيد بن عَبْد» ، وعتبة أصح، وعبيد تصحيف مِنْهُ، والله أعلم أَخْرَجَهُ ابْنُ منده، وَأَبُو نعيم.
وروى يحيى بن عتبة بن عبد، عن أبيه قال: دعاني رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ وأنا غلام حدث فقال: ما أسمك؟ فقلت: عتلة. فَقَالَ: بل أنت عتبة. أَخْرَجَهُ ابن مندة، وأبو نعيم.
__________
[1] مسند أحمد: 4/ 186.
[2] في المطبوعة: «ثوير بن يريد» وهو خطأ، والصواب عن الجرح لابن أبى حاتم: 4/ 1/ 469. ومسند الإمام أحمد: 4/ 183.

(3/459)


وروى يَحيى بْن عتبة، عَنْ أَبِيهِ أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ يَوْم قريظة والنضير: «من أدخل هَذَا الحصن سهمًا وجبت لَهُ الجنة» . فأدخلت ثلاثة أسهم.
عتلة بفتح العين، وسكون التاء فوقها نقطتان. قاله ابْنُ ماكولا، قَالَ: وقَالَ عَبْد الغني:
عتلة، يعني بفتحتين.
قلت: كذا جاء «قريظة والنضير» ولم يكن لهما يَوْم واحد، فإن قريظة كَانَ يومهم بعد الخندق سنة خمس، وأمَّا النضير فكان إجلاؤهم سنة أربع. وَقَدْ جعل أَبُو عُمَر عتبة بْن عَبْد، وعتبة بْن الندر واحدًا، ويرد الكلام فِيهِ إن شاء اللَّه تَعَالى.
3547- عتبة بْن عَمْرو بْن جروة
عتبة بْن عَمْرو بْن جروة بْن عدي بن عامر بن عدي بن كعب بن الخزر بن الحارث ابن الخزرج الأنصاري.
شهد أحدًا، ولا عقب له.
ذكره ابن الدباغ، عَنِ العدوي.
3548- عتبة بْن عَمْرو بْن صالح بن ذبحان
عتبة بْن عَمْرو بْن صالح بْن ذبحان الرّعينى، تم الذبحاني.
من أصحاب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، شهد فتح مصر.
قاله ابْنُ ماكولا، عَنِ ابن يونس.
3549- عتبة بن عويم
(د ع) عتبة بْن عويم بْن ساعدة الْأَنْصَارِيّ. يذكر نسبه عند ذكر أَبِيهِ، إن شاء اللَّه تَعَالى.
قَالَ ابْنُ أَبِي دَاوُد: شهد بيعة الرضوان تحت الشجرة، وشهد ما بعدها.
رَوَى عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَالِمِ بْنِ عبد الرحمن بن عتبة بن عويم بن سَاعِدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ عُتْبَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم: «إِنَّ اللَّهَ اخْتَارَ لِي أَصْحَابًا، وَجَعَلَهُمْ لِي أنصارا ووزراء، فَمَنْ سَبَّهُمْ فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلائِكَةِ وَالنَّاسِ أجمعين» . أخرجه ابن مندة، وأبو نعيم.

(3/460)


3550- عتبة بن غزوان بن جابر
(ب د ع) عتبة بْن غزوان بْن جَابِر بْن وهيب بْن نسيب بْن زَيْد بن مالك بن الحارث ابن عوف بْن الحارث بْن مازن بْن مَنْصُور بْن عكرمة بْن خصفة بن قيس عيلان.
وقيل: غزوان بْن الحارث بْن جَابِر.
وقَالَ ابْنُ منده وَأَبُو نعيم: هُوَ عتبة بْن غزوان بْن جَابِر بْن وهيب بْن نسيب بن مالك بن ابن الحارث بْن مازن.
فأسقطا من النسب زيدًا وعوفًا قَالَ ابْنُ منده: وقيل: غزوان بْن هلال بْن عَبْد مناف بْن الحارث بْن منقذ بن عمرو ابن معيص بْن عَامِر بْن لؤي. وقَالَ: قاله ابْنُ أَبِي خيثمة، عَنْ مصعب الزبيري.
يكنى: أبا عَبْد اللَّه، وقيل: أَبُو غزوان. وهو حليف بني نوفل بْن عَبْد مناف بْن قصي.
وهو سابع سبعة فِي الْإِسْلَام مَعَ رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد قَالَ ذَلِكَ فِي خطبته بالبصرة: لقد رأيتني سابع سبعة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ما لنا طعام إلا ورق الشجر، حتَّى قرحت أشدافنا.
وهاجر إِلَى أرض الحبشة- وهو ابْنُ أربعين سنة- ثُمَّ عاد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بمكة، فأقام معه حتَّى هاجر إِلَى المدينة مَعَ المقداد، وكانا من السابقين. وَإِنما خرجا مَعَ الكفار يتوصلان إِلَى المدينة. وكان الكفار سرية، عليهم عكرمة بْن أَبِي جهل، فلقيهم سرية للمسلمين عليهم عبيدة بْن الحارث، فالتحق المقداد وعتبة بالمسلمين.
ثُمَّ شهد بدرًا، والمشاهد مَعَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وسيره عُمَر بْن الخطاب رَضِي اللَّه عَنْهُمَا إِلَى أرض البصرة، ليقاتل من بالأبلة [1] من فارس، فَقَالَ لَهُ لما سيره: «انطلق أنت ومن معك حتَّى تأتوا أقصى مملكة العرب وأدنى مملكة العجم، فسر عَلَى بركة اللَّه تَعَالى ويمنه، اتق اللَّه ما استطعت، واعلم أنك تأتي حومة العدو، وأرجو أن يعينك اللَّه عليهم، وَقَدْ كتبت إِلَى العلاء بْن الحضرمي أن يمدك بعرفجة بْن هرثمة، وهو ذو مجاهدة للعدو وذو مكايدة، فشاوره، وادع إِلَى اللَّه، فمن أجابك فاقبل مِنْهُ، ومن أبي فالجزية عَنْ يد مذلة وصغار، وَإِلا فالسيف فِي غير هوادة.
واستنفر من مررت بِهِ من العرب، وحثهم عَلَى الجهاد، وكابد العدوّ، واتّق الله ربك» .
__________
[1] الأبلة- بضم الهمزة والباء وتشديد اللام: بلدة على شاطئ دجلة.

(3/461)


فسار عتبة وافتتح الأبلة، واختط البصرة، وهو أول من مصرّها وعمّرها. وأمر محجن ابن الأدرع فخط مسجد البصرة الأعظم، وبناه بالقصب. ثم خرج حاجا وخلف مجاشع ابن مَسْعُود، وأمره أن يسير إِلَى الفرات، وأمر المغيرة بْن شُعْبَة أن يصلي بالناس، فلما وصل عتبة إِلَى عُمَر استعفاه عَنْ ولاية البصرة، فأبى أن يعفيه، فَقَالَ: اللَّهمّ لا تردني إليها! فسقط عَنْ راحلته فمات سنة سبع عشرة، وهو منصرف من مكَّة إِلَى البصرة، بموضع يُقال لَهُ: معدن بني سليم، قاله ابن سعد [1] .
وقال المدائني: مات بالربذة [2] سنة سبع عشرة، وقيل: سنة خمس عشرة، وهو ابْنُ سبع وخمسين سنة وكان طوالًا جميلًا.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بِإِسْنَادِهِ عن عبد الله بن أحمد، حدثني أبي، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا قُرَّةُ بْنُ خَالِدٍ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلالٍ الْعَدَوِيِّ، عَنْ خَالِدِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ [3] رَجُلٍ مِنْهُمْ قَالَ:
سَمِعْتُ عُتْبَةَ بْنَ غَزْوَانَ يَقُولُ: لَقَدْ رَأْيَتُنِي سَابِعَ سَبْعَةٍ مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، مَا لَنَا طَعَامٌ إِلا وَرَقُ الْحُبْلَةِ [4] ، حَتَّى قَرَحَتْ أَشْدَاقُنَا [5] .
وفتح عتبة دست ميسان، وغنم ما فيها، وسبي الحريم والأبناء، وممن أخذ منها: يسار أَبُو الْحَسَن الْبَصْرِيّ، وأرطبان جد عَبْد اللَّه بْن عون بْن أرطبان [6] وغيرهم.
أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ مَحْمُودِ بْنِ سَعْدٍ بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي عَاصِمٍ قَالَ: حدثنا أزهر ابن حُمَيْدٍ أَبُو الْحَسَنِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الطُّفَاوِيُّ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ السَّخْتِيَانِيُّ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلالٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ عُمَيْرٍ: أَنَّ عُتْبَةَ بْنَ غَزْوَانَ- وَكَانَ أَمِيرَ الْبَصْرَةِ- خَطَبَ فَقَالَ فِي خُطْبَتِهِ: «أَلا إِنَّ الدُّنْيَا قَدْ وَلَّتْ حَذَّاءَ [7] ، وَلَمْ يَبْقَ مِنْهَا إِلا صُبَابَةٌ [8] كَصُبَابَةِ الإِنَاءِ يَتَصَابُّهَا أَحَدُكُمْ، وَإِنَّكُمْ سَتْنَتَقِلُونَ مِنْهَا لا مَحَالَةَ، فَانْتَقِلُوا مِنْهَا بِخَيْرٍ مَا بِحَضْرَتِكُمْ إلى دار
__________
[1] الطبقات الكبرى، لابن سعد: 3/ 1/ 69. ومعدن بنى سليم: من أعمال المدينة على طريق نجد.
[2] الرَّبَذَة- بفتح الراء والباء: قرية من قرى المدينة على ثلاثة أميال منها.
[3] في المسند: «خالد بن عمير رجل منهم» أو في التهذيب 3/ 111: «خالد بن عمير العدوي البصري، روى عن عتبة بن غزوان، وعنه حميد بن هلال» .
[4] في المسند: «إلا ورق الجنة» وأحسبه خطأ. والحبلة- بضم الحاء وسكون الباء-: ثمر السمر يشبه اللوبياء.
[5] مسند أحمد: 4/ 174.
[6] له ترجمة في الجرح والتعديل لابن أبى حاتم، 2/ 2/ 130، 131. والتهذيب: 5/ 346- 349.
[7] ولت حذاء: سريعة خفيفة.
[8] الصبابة- بضم الصاد: بقية الماء في الإناء، يتصابها: يشربها.

(3/462)


لا زَوَالَ لَهَا، فَلَقَدْ ذَكَرَ لَنَا أَنَّ الْحَجَرَ يُلْقَى مِنْ شَفَا [1] جَهَنَّمَ فَيَهْوِي فِيهَا سَبْعِينَ خَرِيفًا، لا يَبْلُغُ قَعْرَهَا. وَأَيْمُ اللَّهِ لَتَمْلأَنَّ وَلَقَدْ ذَكَرَ لِي أَنَّ مَا بَيْنَ الْمِصْرَاعَيْنِ مِنْ مَصَارِيعِ الْجَنَّةِ مَسِيرَةَ أَرْبَعِينَ عَامًا، وَأَيْمُ اللَّهِ لَيَأْتِيَنَّ عَلَيْهِ يَوْمٌ وَهُوَ كَظِيظٌ بِالزِّحَامِ، وَأَعُوذُ باللَّه أَنْ أَكُونَ عَظِيمًا فِي نَفْسِي صَغِيرًا فِي أَعْيُنِ النَّاسِ، وَسَتُجَرِّبُونَ الأُمَرَاءَ بعدي» [2] .
أخرجه الثلاثة.
3551- عتبة بن فرقد بن يربوع
(ب د ع) عتبة بْن فرقد بْن يربوع بْن حبيب بْن مَالِك بْن أسعد بن رفاعة بن ربيعة ابن رفاعة بْن الحارث بْن بهثة بْن سُلَيْم السلمي، أَبُو عَبْد اللَّه.
وقَالَ الكلبي: اسم فرقد «يربوع» ، أمه بِنْت عباد بْن علقمة بْن عباد بْن المطلب بْن عَبْد مناف، لَهُ صحبة ورواية، وكان شريفًا وقَالَ ابْنُ منده: عتبة بْن فرقد السلمي، من بني مازن. غزا مَعَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غزوتين.
أَخْبَرَنَا أَبُو مَنْصُورِ بْنُ مُكَارِمِ بْنِ سَعْدٍ الْمُؤَدِّبُ بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَبِي زَكَرِيَّا يزيد بْنِ إِيَاسٍ الأَزْدِيِّ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا حُصَيْنٌ قَالَ: كَانَ عُتْبَةُ بْنُ فَرْقَدٍ شَهِدَ خَيْبَرَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم، قال: فَقَسَمَ لَهُ، فَأَصَابَهُ مِنْهَا سَهْمٌ، فَجَعَلَهَا لِبَنِي عَمِّهِ عَامًا، وَلأَخْوَالِهِ عَامًا. فَكَانَ بَنُو سُلَيْمٍ يَجِيئُونَ عَامًا فَيَأْخُذُونَهُ، وَكَانَ بَنُو فُلانٍ- يَعْنِي أَخْوَالَهُ- يَجِيئُونَ عَامًا فَيَأْخُذُونَهُ، قَالَ هُشَيْمٌ: كَانَ حُصَيْنٌ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ قَرَابَةٌ- يَعْنِي عُتْبَةَ- وَكَانَ أَمِيرًا لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ عَلَى بَعْضِ فُتُوحِ الْعِرَاقِ أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ مَحْمُودٍ، وَعَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ هِبَةِ اللَّهِ، بِإِسْنَادَيْهِمَا عَنْ أَبِي الْحَجَّاجِ مسلم ابن الْحَجَّاجِ قَالَ: حَدَّثَنَا [أَحْمَدُ بْنُ] [3] عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، حَدَّثَنَا عَاصِمٌ الأَحْوَلُ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ قَالَ: كَتَبَ إِلَيْنَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَنَحْنُ بِأَذْرَبِيجَانَ:
«يَا عُتْبَةَ بْنَ فَرْقَدٍ، إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ كَدِّكَ وَلا كَدِّ أَبِيكَ وَلا كَدِّ أُمِّكَ، فَأَشْبِعِ الْمُسْلِمِينَ فِي رِحَالِهِمْ مِمَّا تُشْبِعُ مِنْهُ في رحلك، وإياكم والتّنعّم ... » الحديث [4] .
__________
[1] في مسند الإمام أحمد: «شفير جهنم» وفي مسلم: «شانه جهنم» وشفا كل شيء: حرفه. ومثله الشفير.
[2] أخرجه مسلم عن شيبان بن فروخ، عن سليمان بن المغيرة، عن حميد باسناده، وهو حديث طويل. ينظر كتاب الزهد: 8/ 215، 216. كما أخرجه الإمام أحمد عن بهز بن أسد، عن سليمان بن المغيرة، عن حميد، ينظر المسند: 4/ 174.
[3] سقط من المطبوعة، والمثبت عن صحيح مسلم. وينظر ترجمته في التهذيب: 1/ 50.
[4] مسلم، كتاب اللباس والزينة، باب تحريم استعمال إناء الذهب والفضة على الرجال والنساء: 6/ 140.

(3/463)


أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ مَحْمُودٍ كِتَابَةً بِإِسْنَادِهِ إِلَى ابْنِ أَبِي عَاصِمٍ: حَدَّثَنَا وَهْبَانُ، حَدَّثَنَا خَالِدٌ عَنْ أُمِّ عَاصِمٍ امْرَأَةِ عُتْبَةَ بْنِ فَرْقَدٍ قَالَتْ: كُنَّا عِنْدَ عُتْبَةَ ثَلاثَ نِسْوَةٍ، وَإِنَّ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ تُرِيدُ أَنْ تَكُونَ أَطْيَبَ رِيحًا مِنْ صَاحِبَتِهَا، وَكَانَ عُتْبَةُ أَطْيَبَ رِيحًا مِنَّا، وَكَانَ إِذَا خَرَجَ عُرِفَ بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ، فَسَأَلْتُهُ عَنْ ذَلِكَ فَقَالَ: أَخَذَهُ الشَّرَى [1] عَلَى عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فَشَكَا ذَلِكَ إِلَيْهِ، فَأَمَرَ بِهِ فَقَعَدَ بَيْنَ يَدَيْهِ، ثُمَّ تَفَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي يَدِهِ وَمَسَحَ بِهَا ظَهْرَهُ وَبَطْنَهُ.
وله رواية عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وروت عَنْهُ زوجه أم عاصم. وسكن الكوفة، وكان له بها عقب، يقال لهم: «الفراقدة» .
أَخْبَرَنَا أَبُو مَنْصُور بْن مكارم بإسناده إلى أبى زكريا قال: وولى عتبة بن فرقد لعمر ابن الخطاب الموصل- قَالَ: وفي بعض الروايات أَنَّهُ فتحها- قَالَ: وابتنى عتبة دارًا ومسجدًا.
قَالَ: وأخبرنا أبو زكريا قَالَ: أخبرت عَنْ خليفة بْن خياط، حَدَّثَنَا حاتم بْن مُسْلِم:
أن عُمَر بْن الخطاب وجه عياض بْن غنم فافتتح الموصل، وخلف عتبة بن فقد عَلَى أحد الحصنين، وافتتح الأرض كلها عنوة غير الحصن، صالحه أهله عَلَيْهِ، وذلك سنة ثمان عشرة.
قال: وأخبرنا أبو زكريا قَالَ: أنبأني مُحَمَّد بْن يَزِيدَ، عَنِ السري بْن يَحيى، عَنْ شُعَيْب، عَنْ سيف بْن عُمَر، عَنْ مُحَمَّد وطلحة والمهلب قَالُوا: كَانَ عَلَى حرب الموصل فِي سنة سبع عشرة ربعي بْن الأفكل، وعلى الخراج عرفجة بْن هرثمة، وَفِي قول آخر: عتبة بْن فرقد عَلَى الحرب والخراج، وكان قبل ذَلِكَ كُلِّه إِلَى عَبْد اللَّه بْن المعتمر.
أَخْرَجَهُ الثلاثة.
قلت: قول ابْنِ منده: «إنه من مازن» ، لا أعرفه، وليس فِي نسبه إِلَى «سليم» من اسمه مازن حتَّى ينسب إِلَيْه، ولعله قَدْ علق بقلبه مازن بْن مَنْصُور أخو سليم، أَوْ قَدْ نقل من كتاب فِيهِ إسقاط، وغلط، أَوْ أَنَّهُ وصل إِلَيْه ما لا نعلمه، والله أعلم.
__________
[1] الشري: طفح جلدي، بشكل بثور ناتئة، يسبب حكاكا قد يكون شديدا.

(3/464)


3552- عتبة بن أبى لهب
(ب س) عتبة بْن أَبِي لهب- واسم أَبِي لهب: عَبْد العزى بْن عَبْد المطلب الْقُرَشِيّ الهاشمي، وهو ابْنُ عم النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأمه أم جميل بِنْت حرب بْن أمية، أخت أَبِي سُفْيَان، وهي حمالة الحطب.
أسلم هُوَ وأخوه مُعَتّب يَوْم الفتح، وكانا قَدْ هربا من النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فبعث النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْعَبَّاس بْن عَبْد المطلب عمهما إليهما، فأتى بهما، فأسلما، فسر رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بإسلامهما، وشهدا مَعَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حنينًا، وكانا ممن ثبت ولم ينهزم. وشهدا الطائف ولم يخرجا عَنْ مكَّة، ولم يأتيا المدينة، ولهما عقب.
وقال الزبير ابن بكار: شهد عتبة ومعتب [1] ابنا أَبِي لهب حنينا مَعَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وكانا فيمن ثبت، وأقام بمكة.
أَخْرَجَهُ [2] أَبُو عمر، وَأَبُو موسى. وقال أَبُو موسى: «إن ثبت، وما أراه» وقول الزُّبَيْر يرد عليه، وللَّه أعلم.
3553- عتبة بن مسعود الهذلي
(ب د ع) عتبة بْن مَسْعُود الهذلي. تقدم نسبه عند ذكر أخيه عَبْد اللَّه بْن مَسْعُود، يكنى أبا عَبْد اللَّه.
هاجر مع أخيه عبد الله إلى أرض الحبشة الهجرة الثانية، وقدم المدينة، وشهد أحدا وما بعدها من المشاهد كلها مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وقَالَ الزُّهْرِيّ: ما كَانَ عَبْد اللَّه بأفقه عندنا من أخيه، ولكنه مات سريعًا.
وقيل عَنِ الزُّهْرِيّ: ما كَانَ عَبْد اللَّه بأقدم صحبة وهجرة من أخيه، ولكنه مات قبله.
وروى عَنْ عَبْد اللَّه بْن عتبة قَالَ: لما مات عتبة بكاه أخوه عَبْد اللَّه، فقيل لَهُ: أتبكي؟
فَقَالَ: أخي، وصاحبي مَعَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأحب النَّاس إليَّ، إلا ما كان من عمر بن ابن الخطاب.
وقيل: إن عتبة مات فِي خلافة عمر رضى الله عنهما.
__________
[1] الإستيعاب، الترجمة 1766: 3/ 1030.
[2] ينظر الترجمة 3177: 3- 384. وعلى هامش مخطوطة دار الكتب: «111» مصطلح حديث: «قيل: إنهما من أم واحدة، وقيل غير ذلك، والأول أكثر» .

(3/465)


كذا قيل، والذي روى عَنِ الْقَاسِم بْن عَبْد الرَّحْمَن أن عتبة توفي سنة أربع وأربعين، فعلى هَذَا يكون موته بعد أخيه، لا قبله.
أخرجه الثلاثة [1] .
3554- عتبة بن الندر السلمي
(ب د ع) عتبة بْن الندر السلمي.
سكن الشام، روى عَنْهُ عليّ بْن رباح، وخالد بْن معدان.
أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ مَحْمُودٍ إِذْنًا بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي عَاصِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ مُصَفًّى، حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ، عَنْ مَسْلَمَةَ بْنِ عَلِيٍّ، حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ يَزِيدَ الْحَضْرَمِيِّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ رَبَاحٍ قَالَ: سَمِعْتُ عُتْبَةَ بْنَ النُّدَّرِ- وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ-: كُنَّا عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا فَقَرَأَ سُورَةَ «طسم» حَتَّى بَلَغَ قِصَّةَ مُوسَى، قَالَ: «إِنَّ مُوسَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى جَمِيعِ الأَنْبِيَاءِ وَسَلَّمَ، آجَرَ نَفْسَهُ ثَمَانِيَ سِنِينَ- أَوْ قَالَ: عَشْرَ سِنِينَ- لِعِفَّةِ فَرْجِهِ، وَطَعَامِ بَطْنِهِ [2] .
قَالَهُ ابن منده، وأبو نعيم. وقال أبو عمر: عتبة بْن الندر، وهو عتبة بْن عَبْد السلمي، لَهُ صحبة. كَانَ اسمه عتلة، فغير النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اسمه. فسماه عتبة.
رَوَى مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ الطَّائِيُّ، عَنْ يحيى بن عتبة بن عبد، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صلى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَا اسْمُكَ؟ قُلْتُ: عَتَلَةُ. قَالَ: أَنْتَ عُتْبَةُ. وَقِيلَ: كَانَ اسْمُهُ نُشْبَةَ، فَقَالَ:
أنت عتبة. قال: شهد عتبة بْن عَبْد خَيْبَرَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وكنيته أَبُو الْوَلِيد. توفي سنة سبع وثمانين أيام الْوَلِيد بْن عَبْد الملك. وهو ابْنُ أربع وتسعين سنة، يعد فِي الشاميين.
روى عَنْهُ جماعة من تابعي أهل الشام. منهم: خَالِد بْن معدان، وعبد الرَّحْمَن بْن عَمْرو السلمي. وكثير بْن مرة، وراشد بْن سعد، وَأَبُو عَامِر الألهاني، وعلى بن رباح.
__________
[1] أخرجه ابن ماجة عن محمد بن المص الحمصي باسناده، ينظر كتاب الرهون، باب إجازة الأجير على طعام بطنه، الحديث 2444: 2/ 817. وفي الزوائد: إسناده ضعيف، الآن فيه بقية، وهو مدلس. وليس لبقية هذا عند ابن ماجة، سوى هذا الحديث، وليس له شيء في بقية الكتب السنة.
[2] الاستيعاب، الترجمة 1767: 3/ 1030، 1031.

(3/466)


وقَالَ الواقدي: عتبة بْن عَبْد آخر من مات بالشام من أصحاب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قَالَ أَبُو عُمَر: وَقَدْ قيل إن عتبة بْن الندر غير عتبة بْن عَبْد، وليس بشيء، والصواب ما ذكرناه، ولم يختلفوا أنهما سُلْميَان، وَإِن خَالِد بْن معدان روى عَنْ كل واحد منهما.
قَالَ أَبُو حاتم الرازي: عتبة بْن- الندر شامي، روى عَنْهُ خَالِد بْن معدان، وعلي بْن رباح.
وذكر فِي باب آخر: عتبة بْن عَبْد السلمي أَبُو الْوَلِيد، شامي. روى عَنْهُ خَالِد بْن معدان، وعبد الرَّحْمَن بْن عَمْرو السلمي. وقَالَ ابنه عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي حاتم: روى عَنْهُ كَثِير بْن مرة، ولقمان بْن عامر، وراشد بن سعد، وأبو عامر الألهاني، وعبد اللَّه بْن عائذ [1] ، وحبيب ابن عُبَيْد، وشرحبيل بْن شفعة، وعبد الرَّحْمَن بْن أَبِي عوف وابنه يَحيى.
هَذَا كُلِّه ذكره فِي باب عتبة بْن عَبْد، ولم يذكر فِي باب عتبة بْن الندر أَنَّهُ روى عَنْهُ غير رجلين: خَالِد بْن معدان، وعلي بْن رباح. وفي ذَلِكَ نظر، لأن الأغلب عندي ما ذكرته لَكَ [2] .
هَذَا جميعه كلام أَبِي عُمَر، وهو يميل إِلَى أنهما واحد، والله أعلم.
3555- عتبة بن نيار
(د ع) عتبة بْن نيار. بعثه النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى زرعة بْن سيف.
روى الأسود، عَنْ عروة أن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم كتب إلى زرعة بْن سيف بْن ذي يزن: «بسم اللَّه الرَّحْمَن الرَّحِيْم، أما بعد، من مُحَمَّد رَسُول اللَّه إِلَى زُرْعَةَ بْنِ ذِي يَزَنَ: إِذَا أَتَاكُمْ رسلي فآمركم بهم خيرًا: مُعَاذ بْن جبل، وابن رواحة، ومالك بْن عبادة، وعتبة بْن نيار» . أَخْرَجَهُ ابْنُ منده وَأَبُو نعيم.
قلت: فِي هَذَا نظر، فإن رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كاتب النَّاس باليمن سنة تسع بعد الفتح، وعبد اللَّه بْن رواحة قتل بمؤتة سنة ثمان، والله أعلم.
3556- عتبة بن أبى وقاص
(د ع) عتبة بْن أَبِي وقاص- واسم أَبِي وقاص: مَالِك- وَقَدْ تقدم نسبه عند ذكر أخيه «سعد [3] » .
ذكر فِي الصحابة، عهد إِلَى سعد أخيه أن ابْنُ وليدة زمعة مِنْهُ. رَوَاهُ الزُّهْرِيّ، عَنْ عروة، عَنْ عَائِشَة.
__________
[1] في الجرح والتعديل لابن ابى حاتم 3/ 1/ 372: «وعبد الله بن عامر» .
[2] الاستيعاب، الترجمة 1768: 3/ 1031، 1032.
[3] ينظر الترجمة 2037: 2/ 366.

(3/467)


قاله ابن منده، وقَالَ أَبُو نعيم: ذكره بعض المتأخرين فِي الصحابة، واحتج بحديث الزُّهْرِيّ أن سعدًا عهد [إِلَيْه أخوه [1]] بابن وليدة زمعة أَنَّهُ ابنه.
قَالَ: وعتبة هُوَ الَّذِي شج وجه رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ، وكسر رباعيته يَوْم أحد، وما علمت لَهُ إسلامه، ولم يذكره أحد من المتقدمين فِي الصحابة، قيل: إنه مات كافرًا.
وروى عَنْ معمر، عَنْ عثمان الجزري [2] ، عَنْ مقسم: أن عتبة كسر رباعية رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فدعا عَلَيْهِ، فَقَالَ: «اللَّهمّ لا يحول عَلَيْهِ الحول حتَّى يموت كافرًا» ، فما حال عَلَيْهِ الحول حتَّى مات كافرًا. هَذَا كلامه، وَقَدْ قَالَ الزُّبَيْر بْن بكار: عتبة بْن [أَبِي] [3] وقاص كَانَ أصاب دمًا فِي قريش، فانتقل إِلَى المدينة قبل الهجرة، فاتخذ بها منزلًا ومالًا ومات فِي الْإِسْلَام، وأوصى إِلَى سعد بْن أَبِي وقاص، وأمه هند بِنْت وهب بْن الحارث بْن [4] زهره.
3557- عتبة
(س) عتبة، آخر.
أورده ابْنُ شاهين، وفرق بينه وبين غيره. ومن حديثه أن رجلا سَأَلَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: كيف أول شأنك؟ قال: «كانت خاضنتى من بني سعد بْن بَكْر» . وذكر الحديث [5] . أخرجه أبو موسى مختصرا.
3558- عتريس بن عرقوب
(د ع) عتريس بْن عرقوب.
ذكر فيمن أدرك النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم.
روى عَنْهُ طارق بْن شهاب، وهو من أصحاب ابْنُ مَسْعُود، ولا تصح لَهُ صحبة.
أَخْرَجَهُ ابن منده وأبو نعيم.
__________
[1] مكانه في المطبوعة ومخطوطة دار الكتب «111» مصطلح حديث: عهد إلى أخيه ... » ولا يستقيم النص عليه، وينظر ترجمة: «عبد الرحمن بن زمعة» : 3/ 448، 449.
[2] كذا، ولعله «عبد الكريم الجزري» ، فهو الّذي يروى عن مقسم، ويروى عنه معمر. ينظر التهذيب: 10/ 344، 288، 6/ 374.
[3] سقط من المطبوعة.
[4] ينظر كتاب نسب قريش لمصعب: 263.
[5] أخرجه الإمام أحمد في مسند «عتبة بن عبد» ، ينظر المسند: 4/ 184.

(3/468)


3559- عتيبة البلوى
(ع س) عتيبة، البلوي نسبًا، ثُمَّ الْأَنْصَارِيّ حلفًا.
روى الْحَسَن عَنِ ابْنِ لأبي ثعلبة، عن أبيه، أن النبي صلى الله عليه وَسَلَّمَ، صلى فقام رَجُل خلفه فَقَالَ:
سبحانك اللَّهمّ وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لَكَ، عملت سوءًا وظلمت نفسي، فاغفر لي وارحمني وتب عليّ، إنك أنت التواب الرَّحِيْم. فَقَالَ: من صاحب الكلام؟
فَقَالَ الرجل: أَنَا يا رَسُول اللَّه- وهو رَجُل من بلي، ثُمَّ من الأنصار، يُقال لَهُ: عتيبة.
فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وَالَّذِي نفس مُحَمَّد بيده ما خرج آخرها من فيك حتَّى رَأَيْت أحد عشر ملكًا يبتدرونها، أيهم يكتبها. أَخْرَجَهُ أَبُو موسى وأبو نعيم.
3560- عتير البدري
عتير البدري.
لَهُ صحبة ورواية عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. روى عَنْهُ سُلَيْمَان بْن عَبْد الرَّحْمَن الْأَزْدِيّ.
قاله المستغفري: عثير، بثاء معجمة بثلاث. وقاله ابْنُ ماكولا: بضم العين، وفتح التاء فوقها نقطتان، ثُمَّ بالياء تحتها نقطتان، وآخره راء. ولا أدري أهو عتير العذري الَّذِي نذكره أم غيره.
3561- عتير العذري
(س) عتير العذري.
قَالَ أَبُو مُوسَى: استدركه أبو زكريا عَلَى جَدّه، وَقَدْ ذكره جَدّه فَقَالَ: «عس» بالسين، وقيل فِيهِ كلاهما، وقاله البرذعي بالشين المعجمة، وكذلك عثامة بْن قيس قيل فِيهِ: عسامة.
أَخْرَجَهُ أَبُو مُوسَى، وَقَدْ ذكره أَبُو أَحْمَد بالتاء المثلثة، وروى لَهُ حديث: «إِذَا زفت المرأة» كأنه رآهما واحدا.
3562- عتيق بن قيس
(س) عتيق بْن قيس.
ذكرناه فِي ترجمة ابنه الحارث [1] .
أخرجه أبو موسى.
__________
[1] ينظر الترجمة 925: 1/ 405.

(3/469)


3563- عتيقة بن الحارث
(س) عتيقة بْن الحارث الْأَنْصَارِيّ.
روى مكحول، عَنْ عَبْد اللَّه بْن عَمْرو قَالَ: «بينا نَحْنُ مَعَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم إذ أقبل عتيقة ابن الحارث، فَقَالَ: قَدْ أصبت خلوة، فأحب أن أسألك؟ قَالَ: سل عما شئت. قَالَ: يا رَسُول اللَّه، ما لمن تقلد سيفًا فِي سبيل اللَّه؟ قَالَ: يكون لَهُ وشاحًا من أوشحة الجنة من در وياقوت وزبرجد قَالَ: يا رَسُول اللَّه، ما لمن اعتقل [1] رمحًا فِي سبيل اللَّه عزَّ وجلَّ؟ قَالَ: يكون لَهُ علمًا يَوْم القيامة يعرف بِهِ قَالَ: يا رَسُول اللَّه، ما لمن [2] تنكب قوسًا فِي سبيل اللَّه عزَّ وجلَّ قَالَ: يكون لَهُ رداء أخضر من أردية الجنة..» وذكر حديثًا طويلًا فِي فضل الجهاد فِي سبيل الله عز وجل.
أخرجه أبو موسى.
3564- عتيقة
(د) عتيقة، روى عَنْهُ عَبْد اللَّه بْن صفوان، ولم يصح حديثه. ذكره الْبُخَارِيّ فِي الصحابة، ولم يذكر له حديثا.
أخرجه ابن مندة مختصرا، والله أعلم.
3565- عتيك بن التيهان
(ب د ع) عتيك بْن التيهان، أخو أَبِي الهيثم بْن التيهان الْأَنْصَارِيّ الأوسي الأشهلي.
قاله ابن منده، وقال أَبُو نعيم: ذكره بعض المتأخرين عتيكًا، وفي نسختي «عتيد» ، بالدال، عَنِ الزُّهْرِيّ وابن إِسْحَاق.
وقَالَ أَبُو عُمَر: عتيك بْن التيهان، وَيُقَال: عُبَيْد، قَالَ: وَقَدْ ذكرنا من قَالَ ذَلِكَ فِي باب عُبَيْد، شهد بدرًا، وقتل يَوْم أحد شهيدًا. وقيل: بل قتل بصفين.
قَالَ ابْنُ هشام: يُقال: التيهان والتّيهان، بالتخفيف والتشديد [3] .
أخرجه الثلاثة [4]
__________
[1] اعتقال الرمح: أن يجعله الراكب تحت فخذه، ويجر آخره على الأرض وراءه.
[2] تنكب قوسا: علقها في منكبه. والمنكب: مجتمع العضد والكتف.
[3] الّذي في سيرة ابن هشام بعد أن ذكر عبيد بن التيهان. «ويقال» : عتيك بن التيهان» ينظر: 1/ 686، 687، 2/ 123.
[4] الاستيعاب، الترجمة 2020: 3/ 1236.

(3/470)


3566- عتيك بن قيس
(س) عتيك بْن قيس بْن هيشة بْن الحارث بْن أمية بن معاوية بن مالك.
ذكره ابْنُ شاهين، روى عَنْهُ ابنه جَابِر بْن عتيك، عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إن من الغيرة ما يحب اللَّه، ومنها ما يبغض اللَّه. ومن الخيلاء ما يحب اللَّه، ومنه ما يبغض اللَّه. فالغيرة التي يحبها اللَّه الغيرة التي فِي الريبة، والغيرة التي يبغضها اللَّه الغيرة فِي غير الريبة، والخيلاء الَّذِي يحب اللَّه الرجل يختال بنفسه عند القتال، والخيلاء الَّذِي يبغض اللَّه الخيلاء فِي البغي والفجور [1] ورواه غير واحد، عَنِ ابْنِ جَابِر بْن عتيك، عَنْ أَبِيهِ [2] . وهو الأصح. أَخْرَجَهُ أَبُو موسى.
باب العين والثاء
3567- عثامة بن قيس
(ب د ع) عثامة بْن قيس- وقيل: عسامة.
رَوَى أَبُو بِشْرٍ عَنْ [3] عثامَةَ بْنِ قَيْسٍ الأَزْدِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سُفْيَانَ الأَزْدِيِّ، وَكِلاهُمَا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلم قال: «ما من رجل يَصُومُ يَوْمًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ إِلا بَاعَدَ الله وجهه عن النار مائة عام» . قال عبد الله بن سُفْيَانَ: إِنَّمَا أُحَدِّثُكُمْ بِمَا سَمِعْتُ.
وروى عَنْهُ بلال بن أبى بلال فقال: عثامة بْن قيس البجلي قَالَ: قَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «نَحْنُ أحق بالشك من إِبْرَاهِيم، ويرحم اللَّه لوطًا لقد كَانَ يأوى إلى ركن شديد» . أخرجه الثلاثة.
3568- عثم بن الربعة
(ب) عثم بْن الربعة الجهني.
وفد عَلَى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان اسمه عَبْد العزى، فغيره رَسُول اللَّه صَلَّى الله عليه وسلم.
أخرجه أبو عمر مختصرا [4] .
__________
[1] كذا في المطبوعة ومخطوطة دار الكتب. وفي المسند: «البغي والفخر» .
[2] وكذلك هو في مسند أحمد عَنِ ابْنِ جَابِر بْن عتيك، عَنْ أَبِيهِ. ينظر المسند: 5/ 445، 446.
[3] في المطبوعة ومخطوطة دار الكتب: «أبو بشر: بن عثامة» ولعل للصواب ما أثبتناه.
[4] الاستيعاب، الترجمة 2022: 3/ 1236. وفي هامش مخطوطة دار الكتب 111 مصطلح حديث عن الرشاطى، وذكر أبو عمر في باب العين المهملة «عثم بن الربعة» فوهم أن جعله «عثما» ، وهو غثم» بغين معجمة، وجعله من الصحابة، وبينه وبين قرن النبي عليه السلام قرون كثيرة» .

(3/471)


3569- عثمان بن الأرقم
(س) عثمان بْن الأرقم المخزومي.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَرَجِ بْنُ أَبِي الرَّجَاءِ إِذْنًا بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَمْرِو بْنِ الضَّحَّاكِ قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ، حَدَّثَنِي عَطَّافُ بْنُ خَالِدٍ الْمَخْزُومِيُّ، حَدَّثَنَا عبد الله ابن عُثْمَانَ بْنِ الأَرْقَمِ، عَنْ جَدِّهِ عُثْمَانَ بْنِ الأَرْقَمِ قَالَ: «جِئْتُ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ لِي: أَيْنَ تُرِيدُ؟
قُلْتُ: أُرِيدُ بَيْتَ الْمَقْدِسِ. قَالَ: هَلْ مَخْرَجُكَ إِلَيْه التِّجَارَةَ؟ فَقُلْتُ: لا، وَلَكِنِّي أَرَدْتُ الصَّلاةَ فِيهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ. فَقَالَ: صَلاةٌ فِي هَذَا الْمَسْجِدِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ صَلاةٍ ثَمَّ» يُرِيدُ بَيْتَ الْمَقْدِسِ! رَوَاهُ ابْنُ عُفَيْرٍ، عَنْ عَطَّافِ بْنِ خَالِدٍ الْمَخْزُومِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عثمان بن الأَرْقَمِ، عَنْ جَدِّهِ الأَرْقَمِ. وروى ابْنُ أَبِي عاصم أيضًا حديثًا فَقَالَ: عَنْ عَبْد اللَّه بْن عثمان، عَنْ جَدّه الأرقم.
أَخْبَرَنَا بِهِ يحيى بن محمود إِجَازَةً بِإِسْنَادِهِ إِلَى ابْنِ أَبِي عَاصِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عوف، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي مريم، حَدَّثَنَا عطاف بْن خَالِد، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْد اللَّه بْن عثمان بْن الأرقم، عَنْ جَدّه الأرقم وكان بدريًا، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم نزل فِي داره عند الصفا.
وَقَدْ تقدم فِي ترجمة الأرقم [1] ما يقوي هَذَا، وهو الصواب.
أخرجه أبو موسى.
3570- عثمان بن الأزرق
(س ع) عثمان بْن الأزرق.
روى هشام بْن زياد، عَنْ عمار بْن سعد قَالَ: دخل علينا عثمان بْن الأزرق المسجد يَوْم الجمعة والإمام يخطب، فقصر وقعد فِي المسجد، فقلنا: يرحمك اللَّه! لو وصلت إلينا لكان أوفق بك؟
فَقَالَ: إِنِّي سَمِعْتُ رَسُول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: «من تخطى رقاب النَّاس بعد خروج الْإِمَام- أَوْ: فرق بين اثنين- كَانَ كجار قصبه [2] فِي النار» . أخرجه أبو موسى، وأبو نعيم.
__________
[1] ينظر الترجمة 70: 1/ 74، 75.
[2] أخرجه الإمام أحمد عن الأرقم بن أبى الأرقم. ينظر المسند: 3/ 417. والقصب: الأمعاء.

(3/472)


3571- عثمان بن حنيف
(ب د ع) عثمان بْن حنيف الأَنْصَارِيُّ الأوسي. تقدم نسبه عند ذكر أخيه سهل بْن حنيف. يكنى عثمان: أبا عَمْرو. وقيل: أَبُو عَبْد اللَّه.
شهد أحدًا والمشاهد بعدها. واستعمله عُمَر بْن الخطاب، رَضِيَ اللَّه عَنْهُ، عَلَى مساحة سواد العراق، فمسحه عامره وغامره، فمسحه وقسط خراجه. واستعمله عليّ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، عَلَى البصرة فبقي عليها إِلَى أن قدمها طلحة والزبير مَعَ عَائِشَة رَضِي اللَّه عَنْهُمْ فِي نوبة وقعة الجمل، فأخرجوه منها.
ثمّ قدم عليّ إليها فكانت وقعة الجمل، فلما ظفر بهم عليّ استعمل عَلَى البصرة عَبْد اللَّه بْن عَبَّاس.
وسكن عثمان بْن حنيف الكوفة، وبقي إِلَى زمان معاوية.
روى عنه أبو أمامة ابن أخيه سهل بْن حنيف، وابنه عَبْد الرَّحْمَن بْن عثمان، وهانئ بْن معاوية الصدفي.
أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ عَلِيٍّ وغيرهما قَالُوا بِإِسْنَادِهِمْ إِلَى أَبِي عِيسَى مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى قَالَ: حَدَّثَنَا مَحْمُودُ بْنُ غَيْلانَ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ حُنَيْفٍ: أَنَّ رَجُلا ضَرِيرَ الْبَصَرِ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ:
ادْعُ اللَّهَ أَنْ يُعَافِيَنِي. فَقَالَ: إِنْ شِئْتَ دَعَوْتُ وَإِنْ شِئْتَ صَبَرْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ. قَالَ: ادْعُهُ! قَالَ: فَأَمَرَهُ أَنْ يَتَوَضَّأَ فَيُحْسِنَ الْوُضُوءَ، وَيَدْعُوَ بِهَذَا الدُّعَاءِ: «اللَّهمّ إِنِّي أَسْأَلُكَ وَأَتَوَجَّهُ إِلَيْكَ بِمُحَمَّدٍ نَبِيِّكَ نَبِيِّ الرَّحْمَةِ، يَا مُحَمَّدُ، إِنِّي تَوَجَّهْتُ بِكَ إِلَى رَبِّي فِي حَاجَتِي هَذِهِ لِتَقْضِيَ لِي، اللَّهمّ فَشَفِّعْهُ فىّ [1] . أخرجه الثلاثة [2] .
3572- عثمان بن ربيعة الجمحيّ
(ب) عثمان بْن رَبِيعة بْن أهبان بْن وهب بن حذافة بن جمح القرشي الجمحي.
كَانَ من مهاجرة الحبشة، قاله ابْنُ إِسْحَاق وحده [3] وقَالَ الواقدي: ابنه «نبيه بْن عثمان» هُوَ الَّذِي هاجر إِلَى الحبشة.
أَخْرَجَهُ أَبُو عمر.
__________
[1] تحفة الأحوذي، أبواب الدعوات: 10/ 22، 23. وقال الترمذي: «هذا حديث حسن صحيح غريب، لا نعرفه إلا من هذا الوجه، من حديث أبى جعفر، وهو غير الخطميّ» .
وأخرجه ابن ماجة عن أحمد بن منصور بن يسار، عن عثمان بن عمر باسناده. ينظر كتاب إقامة الصلاة والسنة فيها، الحديث 1385: 1/ 441.
[2] الاستيعاب، الترجمة 1769: 3/ 1033.
[3] سيرة ابن هشام: 1/ 328، 2/ 361.

(3/473)


3573- عثمان بن شماس
(د ع) عثمان بْن شماس بْن لبيد المخزومي.
مهاجري، شهد بدرًا، وقتل يَوْم أحد. قاله ابْنُ منده، ورواه عَنْ يونس بْن بكير، عَنِ ابْنِ إِسْحَاق فِي ذكر الهجرة: ثُمَّ خرج مصعب بْن عمير، وعثمان بْن مظعون، وعثمان بن شمّاس ابن الشريد، وجماعة سماهم.
وروى ابْنُ منده، عَنِ ابْنِ عَبَّاس: أن عثمان بْن شماس بْن لبيد ممن أنزل اللَّه، عزَّ وجلَّ فِيهِ، وذكره فِي كتابه.
كذا قَالَ ابْنُ منده فِي الترجمة: «شماس بْن لبيد» ، والذي رَوَاهُ هُوَ عَنِ ابْنِ إِسْحَاق:
شماس بْن الشريد.
قَالَ أَبُو نعيم: وهذا وهم فاحش، فإنه شماس بْن عثمان [1] بْن الشريد كذا ذكره ابْنُ بكير عَنِ ابْنِ إِسْحَاق فيمن قتل يَوْم أحد، من بني مخزوم. وَقَدْ تقدم في شمّاس. وقد ذكره الزبير ابن بكار فَقَالَ: فولد عَامِر بْن مخزوم هرمي بْن عَامِر، فولد هرمي بْن عَامِر [2] : الشريد، وولد الشريد بْن هرمي: عثمان بْن الشريد، وولد عثمان بْن الشريد: عثمان بْن عثمان- وهو الشماس- كَانَ من أحسن النَّاس وجهًا، وهو من المهاجرين، قتل يَوْم أحد شهيدًا، وكان يقي رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بنفسه [3] .
أَخْرَجَهُ ابْنُ منده وَأَبُو نعيم.
3574- عثمان بن أبى طلحة
(ب د ع) عثمان بْن طلحة بْن أَبِي طلحة، واسم أَبِي طلحة عَبْد اللَّه بن عبد العزّى بن عثمان ابن عَبْد الدار بْن قصي بْن كلاب بْن مرة الْقُرَشِيّ العبدري الحجبي [4] . أمه أم سَعِيد من بنى
__________
[1] في المطبوعة ومخطوطة دار الكتب: «فإنه عثمان بن شماس بن الشريد» ، ولا يستقيم النص عليه، فإن أبا نعيم قد استشهد بما رَوَاهُ يونس بْن بكير عَنِ ابْنِ إِسْحَاق، والمروي في سيرة ابن هشام هو الشماس بن عثمان بن الشريد. ينظر السيرة:
1/ 326، 366، 683، 2/ 122، 167، وهذا ليس قاطعا، ولكن ما نقله عن الزبير يسلم إلى ضرورة أن يكون اسمه «شماس بن عثمان بن الشريد» ، وقد قال الحافظ في الإصابة، في ترجمة عثمان بن شماس: «وقد تقدم في حرف الشين:
شماس بن عثمان» فأخشى أن يكون هذا [يعنى عثمان بن شماس] انقلب، ثم وجدت أبا نعيم جنح إلى ذلك، ونسب الوهم فيه إلى ابن مندة» .
[2] ينظر الترجمة 2448: 2/ 528، 529.
[3] كتاب نسب قريش: 342.
[4] المرجع السابق: 251.

(3/474)


عَمْرو بْن عوف، قتل أَبُوهُ طلحة وعمه عثمان بْن أَبِي طلحة جميعًا يَوْم أحد كافرين، قتل حمزة عثمان، وقتل عليّ طلحة مبارزة، وقتل يَوْم أحد منهم أيضا مسافع، والجلاس، والحارث، وكلاب بنو طلحة، كلهم إخوة عثمان بْن طلحة، قتلوا كفارًا. قتل عاصم بْن ثابت بْن أَبِي الأقلح: مسافعًا، والجلاس، وقتل الزُّبَيْر: كلابًا، وقتل قزمان: الحارث.
وهاجر عثمان بْن طلحة إِلَى رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي هدنة الحديبية مَعَ خالد بن الوليد، فلقيا عمرو ابن العاص قَدْ أتى من عند النجاشي يريد الهجرة، فاصطحبوا حتَّى قدموا عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالمدينة، فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم حين رآهم: «ألقت إليكم مكَّة أفلاذ كبدها- يعني أنهم وجوه أهل مكَّة- وأقام مَعَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالمدينة، وشهد معه فتح مكَّة، ودفع إِلَيْه مفتاح الكعبة يَوْم الفتح وَإِلى ابْنُ عمة شَيْبَة بْن عثمان بْن أبى طلحة، وقال: خذوها خالدة تالدة ولا ينزعها منكم إلا ظالم. وأقام عثمان بالمدينة، فلما توفي رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ انتقل إِلَى مكَّة، فأقام بها حتَّى مات سنة اثنتين وأربعين، وقيل: إنه استشهد يَوْم أجنادين.
أَخْبَرَنَا أَبُو يَاسِرِ بْنُ أَبِي حبة بإسناده إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ: حَدَّثَنِي أَبِي، حدثنا عبد الرحمن ابن مَهْدِيٍّ وَحَسَنُ [1] بْنُ مُوسَى قَالا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ طَلْحَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى [2] فِي الْبَيْتِ رَكْعَتَيْنِ- وُجَاهَكَ بَيْنَ السَّارِيَتَيْنِ [3] .
أَخْرَجَهُ الثَّلاثَةُ.
3575- عثمان بن أبى العاص
(ب د ع) عثمان بْن أَبِي العاص بْن بشر بْن عَبْد بْن دهمان- وقيل: عبد دهمان ابن عَبْد اللَّهِ بْن همام بْن أبان بْن سيار [4] بْن مَالِك بْن حطيط بْن جشم [5] بْن ثقيف الثقفي، يكنى أبا عَبْد اللَّه.
وفد عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي وفد ثقيف فأسلم، واستعمله رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على الطائف.
__________
[1] في المطبوعة: «وحسين بن موسى» . وهو خطأ، والمثبت من مسند الإمام أحمد، والخلاصة.
[2] لفظ المسند: «دخل البيت فصلى ركعتين، وجاهك حين تدخل بين الساريتين.» .
[3] مسند الإمام أحمد: 3/ 410. وينظر المسند: 2/ 75، 6/ 12، 13، 14.
[4] كذا في المطبوعة ومخطوطة دار الكتب، وفي الجمهرة لابن حزم 254: يسار
[5] في المطبوعة: «خيثم بن ثقيف» . وهو خطأ، والمثبت عن الجمهرة لابن حزم: 254، وتاج العروس للزبيدى، مادة جشم.

(3/475)


أخبرنا عبيد الله بن أحمد بْنُ السَّمِينِ بِإِسْنَادِهِ إِلَى يُونُسَ بْنِ بُكَيْرٍ، عن ابن إِسْحَاق- وذكر قصة وفد ثقيف- قَالَ: «فلما أسلموا وكتب لهم رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كتابهم، أمر عليهم عثمان بْن أبى العاص- وكان من أحدثهم سنًا، وذلك أَنَّهُ كَانَ أحرصهم عَلَى التفقه فِي الْإِسْلَام وتعلم [1] القرآن- فَقَالَ أَبُو بَكْر: يا رَسُول اللَّه، إني قَدْ رَأَيْت هَذَا الغلام أحرصهم عَلَى التفقه فِي الْإِسْلَام وتعلم القرآن [2] .
قَالَ: وَحَدَّثَنَا يُونُسُ عَنْ إِسْحَاقَ قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ، عن مطرف بن عبد [3] الله بن الشخير، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي الْعَاصِ قَالَ: كَانَ مِنْ آخِرِ مَا أَوْصَانِي بِهِ [4] رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ بَعَثَنِي إِلَى ثَقِيفٍ [5] قَالَ: يَا عُثْمَانُ، تَجَوَّزْ [6] فِي الصَّلاةِ، وَاقْدِرِ النَّاسَ بِأَضْعَفِهِمْ، فَإِنَّ فِيهِمُ الْكَبِيرَ وَالضَّعِيفَ، وَذَا الْحَاجَةِ، وَالصَّغِيرَ [7] . ولم يزل عثمان عَلَى الطائف حياة رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وخلافة أَبِي بَكْر، وسنتين من خلافة عُمَر. واستعمله عُمَر سنة خمس عشرة عَلَى عمان والبحرين، فسار إِلَى عمان ووجه أخاه الحكم إِلَى البحرين، وسار هُوَ إِلَى توج [8] فافتتحها ومصرها وقتل ملكها «شهرك» سنة إحدى وعشرين، وكان يغزو سنوات فِي خلافة عُمَر وعثمان، يغزو صيفا ويشتو يتوّج. وهو الَّذِي منع أهل الطائف من الردة بعد النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأطاعوه، ثُمَّ سكن البصرة.
وروي عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وروى عَنْهُ من أهلها ومن أهل المدينة.
روى عَنْهُ الْحَسَن الْبَصْرِيّ فأكثر، وقيل: لم يسمع مِنْهُ.
أَخْبَرَنَا يَعِيشُ بن صدقة بن علي الفقيه، أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أخبرنا المبارك ابن عَبْدِ الْجَبَّارِ الصَّيْرَفِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُلاعِبِ الأَنْمَاطِيُّ، أَخْبَرَنَا الْحَاكِمُ أَبُو حَامِدٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ الْمَرْوَزِيُّ- يُعْرَفُ بِابْنِ الطَّبَرِيِّ- حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْكَرِيمِ الْمَرْوَزِيُّ الْعَبْدِيُّ، حَدَّثَنَا جَدِّي أبو جعفر
__________
[1] في المطبوعة: «وتعليم القرآن» ، والمثبت عن سيرة ابن هشام.
[2] سيرة ابن هشام: 2/ 540.
[3] في المطبوعة: «مطرف بن عبيد الله» ، وهو خطأ، والمثبت عن سيرة ابن هشام، والخلاصة.
[4] لفظ السيرة: «كان من آخر ما عهد إلى رسول الله ... » .
[5] لفظ السيرة: «حين بعثني على ثقيف» .
[6] أي: خففها وأسرع بها. وفي سيرة ابن هشام: «تجاوز» .
[7] سيرة ابن هشام: 2/ 541.
[8] توج- بفتح أوله، وتشديد ثانيه، وفتحه، وجيم، ويقال بالزاي-: مدينة بفارس.

(3/476)


مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ، حَدَّثَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ عَدِيٍّ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ حَسَّانٍ الْقُرْدُوسِيُّ، حَدَّثَنَا لَقِيطُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: «مَرَّ عُثْمَانُ بْنُ أَبِي الْعَاصِ بِكِلابِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ الأسكر وهو بالأبلّة [1] فقال: ما يحبسك هاهنا؟ قَالَ: عَلَى هَذِهِ الْقَرْيَةِ- قَالَ عُثْمَانُ: أَعْشَارٌ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: إِنِّي سَمِعْتُ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: إِذَا انْتَصَفَ الليل أمر الله تعالى مناديا ينادى: هَلْ مِنْ مُسْتَغْفِرٍ فَأَغْفِرَ لَهُ؟
هَلْ مِنْ دَاعٍ فَأُجِيبَهُ؟ هَلْ مِنْ سَائِلٍ فَأُعْطِيَهُ؟ فَمَا تُرَّدُ دَعْوَةُ دَاعٍ إِلا زَانِيَةٍ بِفَرْجِهَا، أَوْ عشّار» [2] . ولعثمان عقب أشراف.
أخرجه الثلاثة [3] .
3576- عثمان بن عامر القرشي
(ب د ع) عثمان بْن عَامِر بْن عمرو بن كعب بْن سعد بْن تيم بْن مرة بْن كعب بْن لؤي، أبو قحافة الْقُرَشِيّ التيمي. والد أَبِي بَكْر الصديق، أمه [4] آمنه بِنْت عَبْد العزى بْن حرثان [5] ابن عبيد بْن عويج بْن عدي بْن كعب، قاله الزُّبَيْر بْن بكار.
أسلم يَوْم فتح مكَّة، وأتى بِهِ أَبُو بَكْر النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ليبايعه.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بن هبة الله بإسناده إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ: حَدَّثَنِي أَبِي، حدثنا محمد ابن سَلَمَةَ الْحَرَّانِيُّ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ قَالَ: سُئِلَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ عَنْ خِضَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقال: أن رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ لَمْ يَكُنْ شَابَ إِلا يَسِيرًا، وَلَكِنَّ أَبوْ بَكْرٍ وَعُمَرُ بَعْدَهُ خَضَبَا بِالْحِنَّاءِ وَالْكَتَمِ [6] ، قَالَ: وَجَاءَ أَبُو بَكْرٍ بِأَبِيهِ أَبِي قُحَافَةَ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ، يَحْمِلُهُ حَتَّى وَضَعَهُ بَيْنَ يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأَبِي بَكْرٍ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَرِضْوَانُهُ: لَوْ أَقْرَرْتَ الشَّيْخَ فِي بَيْتِهِ لأَتَيْنَاهُ» . تَكْرِمَةً [7] لأَبِي بَكْرٍ، فَأَسْلَمَ وَرَأْسُهُ وَلِحْيَتُهُ كَالثَّغَامَةِ بَيَاضًا [8] . فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: غَيِّرُوهُمَا وجنّبوه السّواد [9] .
__________
[1] الأبلة: بلدة على شاطئ دجلة.
[2] أخرجه الإمام أحمد بنحوه عن عثمان بن أبى العاص. ينظر المسند: 4/ 22، 218.
[3] الاستيعاب، الترجمة 1722: 3/ 1035، 1036.
[4] كذا، وفي كتاب نسب قريش لمصعب 275: «وأمه قيلة بنت أذاة بْن رياح بْن عَبْد اللَّهِ بْن قرط بْن رزاح بْن عدي بْن كعب» وقد ذكر الحافظ في الإصابة، الروايتين، ينظر الترجمة 5445: 2/ 453.
[5] في المطبوعة: «حدثان» ، بالدال. والمثبت عن مخطوطة الدار وكتاب نسب قريش 3281، وفيه: «حرثان بن عوف بن عبيد ... » .
[6] الكتم- بفتحتين-: نبت فيه حمرة، يخلط بالوسمة يختضب به.
[7] في المسند: «مكرمة» .
[8] الثغامة: نبت أبيض الزهر والثمر، يشبه به الشيب.
[9] مسند أحمد: 3/ 160.

(3/477)


وقَالَ قَتَادَة: هُوَ أول مخضوب فِي الْإِسْلَام، وعاش بعد ابنه أَبِي بَكْر، وورثه. وهو أول من ورث خليفة فِي الْإِسْلَام، إلا أَنَّهُ رد نصيبه من الميراث، وهو السدس، عَلَى ولد أَبِي بَكْر.
أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَرٍ عبيد الله بن أحمد بن علي بإسناده إلى يونس بن بكير عن ابن إسحاق:
حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنِ عَبَّادٍ، عَنْ أَبِيهِ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ قَالَتْ:
لَمَّا كَانَ يَوْمُ الْفَتْحِ نَزَلَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَا طُوًى [1] ، قَالَ أَبُو قُحَافَةَ لِبِنْتٍ لَهُ كَانَتْ مِنْ أَصْغَرِ وَلَدِهِ:
أَيْ بُنَيَّةُ، أَشْرِفِي [بِي] [2] عَلَى أَبِي قُبَيْسٍ- وَقَدْ كُفَّ بَصَرُهُ- فَأَشْرَفَتْ بِهِ عَلَيْهِ، فَقَالَ: أَيْ بُنَيَّةُ، مَاذَا تَرَيِّنَ؟ قَالَتْ: أَرَى سَوَادًا مُجْتَمِعًا، وَأَرَى رَجُلا يَشْتَدُّ بَيْنَ [3] ذَلِكَ السَّوَادِ مُقْبِلا وَمُدْبِرًا. فَقَالَ: تِلْكَ الَخْيُل أَيْ بُنَيَّةُ، وَذَلِكَ الرَّجُلُ الْوَازِعُ [4] ثُمَّ. قَالَ: مَاذَا تَرَيِّنَ؟
قَالَتْ: أَرَى السَّوَادَ قَدْ انْتَشَرَ. قَالَ: قَدْ وَاللَّهِ إِذًا دَفَعَتِ الْخَيْلَ، فَأَسْرِعِي بِي إِلَى بَيْتِي. فَخَرَجَتْ بِهِ سَرِيعًا حَتَّى إِذَا هَبَطَتْ بِهِ إِلَى الأَبْطَحِ لَقِيَتْهَا الْخَيْلُ وَفِي عُنُقِهَا طَوْقٌ لَهَا [5] مِنْ وَرِقٍ، فَاقْتَطَعَهُ إِنْسَانٌ مِنْ عُنُقِهَا، فَلَمَّا دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم الْمَسْجِدَ خَرَجَ أَبُو بَكْرٍ حَتَّى جَاءَ بِأَبِيهِ يَقُودُهُ، فَلَمَّا رَآهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: هَلا تَرَكْتَ الشَّيْخَ فِي بَيْتِهِ حَتَّى أَجِيئَهُ. قَالَ: يَمْشِي هُوَ إِلَيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَأَجْلَسَهُ بَيْنَ يَدَيْهِ، ثُمَّ مسح صلى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَدْرَهُ وَقَالَ: أَسْلِمْ تَسْلَمْ. فَأَسْلَمَ [6] ، ثُمَّ قَامَ أَبُو بَكْرٍ. فَأَخَذَ بِيَدِ أُخْتِهِ فَقَالَ: أَنْشُدُ باللَّه وَبِالإِسْلامِ طَوْقَ أُخْتِي. فَمَا أَجَابَهُ أَحَدٌ. ثُمَّ قَالَ الثَّانِيَةَ: أنشد باللَّه وبالإسلام طوق أختي. فما أجابه أحد. فقال: يا أخيّة، احتسبي طوقك، فو الله إِنَّ الأَمَانَةَ فِي النَّاسِ [7] لَقَلِيلٌ [8] .
وتوفي أَبُو قحافة سنة أربع عشرة، وله سبع وتسعون سنة.
أخرجه الثلاثة [9] .
__________
[1] ذو طوى- بضم الطاء وفتح الواو-: موضع بمكة.
[2] عن سيرة ابن هشام ومسند أحمد ونصهما: «أظهرى بى على أبى قبيس» . وأبو قبيس: جبل بمكة.
[3] لفظ السيرة: «يسعى بين يدي ذلك» ولفظ المسند: «يسعى بين ذلك السواد مقبلا ومدبرا» . واشتد: عدا.
[4] في المسند والسيرة: «يا بنية، ذلك الوازع- يعنى الّذي يأمر الخيل ويتقدم إليها» .
[5] الطوق: القلادة. والورق: النضة.
[6] لفظ السيرة والمسند: «وقال: فمسلم. فأسلم» .
[7] في سيرة ابن هشام: «بالأمانة في الناس اليوم لقتيل» .
[8] سيرة ابن هشام: 2/ 405، 406. ومسند الإمام أحمد: 6/ 349، 350.
[9] الاستيعاب، الترجمة 1773: 3/ 1036.

(3/478)


3577- عثمان بن عبد الرحمن التيمي
(ب) عثمان بْن عَبْد الرَّحْمَن التيمي.
قَالَ الْحَسَن بْن عثمان: مات عثمان بْن عَبْد الرَّحْمَن التيمي- ويكنى: أبا عَبْد الرَّحْمَن- سنة أربع وسبعين، وله صحبة.
أَخْرَجَهُ أَبُو عمر مختصرا. [1]
3578- عثمان بن عبد غنم القرشي
(ب) عثمان بْن عَبْد غنم بْن زُهَيْر بن أبي شداد بن ربيعة بن هلال بن مالك بن ضبة بن الحارث بن فهر بْن مَالِك الْقُرَشِيّ الفهري.
كَانَ قديم الْإِسْلَام، وهو من مهاجرة الحبشة فِي قول الجميع [2] . وقَالَ هشام بْن الكلبي: هُوَ عَامِر بن عبد غنم.
أخرجه أبو عمر [3] .
3579- عثمان بن عبيد الله بن عثمان
(ب) عثمان بْن عُبَيْد اللَّه بْن عثمان.
تقدم نسبه عند أخيه: طلحة بْن عُبَيْد اللَّه [4] . وهو قرشي من بني تيم، وأمه كريمة بِنْت موهب بْن نمران، امْرَأَة من كندة [5] .
أسلم، وهاجر، وصحب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قَالَ أَبُو عُمَر: لا أحفظ لَهُ رواية، ومن ولده مُحَمَّد بْن طلحة بن محمد بن عبد الرحمن ابن عثمان بْن عُبَيْد اللَّه. كَانَ أعلم النَّاس بالنسب والمغازي، وَقَدْ روى عَنْهُ الحديث.
أَخْرَجَهُ أبو عمر [6] .
3580- عثمان بن عبيد الله بن الهدير القرشي
(د ع) عثمان بْن عُبَيْد اللَّه بْن الهدير بْن عَبْد العزى بْن عَامِر بْن الحارث بْن حارثة بْن سعد بْن تيم بْن مرة الْقُرَشِيّ التيمي.
ولد عَلَى عهد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
أخرجه ابن منده وَأَبُو نعيم.
__________
[1] الاستيعاب، الترجمة 1774: 3/ 1036.
[2] سيرة ابن هشام: 1/ 330.
[3] الاستيعاب، الترجمة 1775: 3/ 1036، 1037.
[4] ينظر فيما تقدم الترجمة 2625: 3/ 85.
[5] كتاب نسب قريش: 280.
[6] الاستيعاب، الترجمة 1776: 3/ 1037.

(3/479)


3581- عثمان بن عثمان الثقفي
(د) عثمان بْن عثمان الثقفي.
يعد فِي أهل حمص.
روى عَنْهُ عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي عوف أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إن اللَّه تَعَالى يقبل توبة العبد قبل أن يموت بسنة، ثُمَّ قَالَ: بشهر، ثُمَّ قَالَ: بيوم حتى قَالَ: قبل أن يغرغر» . أخرجه ابن مندة.
3582- عثمان بن عثمان الشريد
(ب) عثمان بْن عثمان بْن الشريد بْن سويد بْن هرمي بْن عَامِر بْن مخزوم الْقُرَشِيّ المخزومي.
وأمه صفية بِنْت رَبِيعة بْن عَبْد شمس، أخت عتبة وشيبة ابني رَبِيعة [1] .
كَانَ من مهاجرة الحبشة، شهد بدرًا وقتل يَوْم أحد، وهو المعروف بشماس. وكذلك ذكره ابن إِسْحَاق [2] ، فَقَالَ: الشماس بْن عثمان.
وقَالَ هشام بْن الكلبي: اسم شماس بْن عثمان: عثمان، وَإِنما سمي شماسًا لأن بعض شمامسة النصارى قَدْم مكَّة فِي الجاهلية، وكان جميلًا. فعجب النَّاس من جماله، فَقَالَ عتبة بْن رَبِيعة- وكان خاله-: أَنَا آتيكم بشماس أحسن مِنْهُ. فأتى بابن أخته [3] عثمان بْن عثمان، فسمي شماسًا [4] من يومئذ، وغلب ذَلِكَ عَلَيْهِ.
وكذلك قَالَ الزُّبَيْر مثل قول ابْنِ الكلبي: عثمان ونسبه إِلَى الزُّهْرِيّ. وَقَدْ تقدم فِي شماس ابن عثمان أيضا.
أخرجه أبو عمر [5]
3583- عثمان بن عفان
(ب د ع) عثمان بْن عفان بْن أَبِي العاص بْن أمية بْن عَبْد شمس بْن عَبْد مناف الْقُرَشِيّ الأموي. يجتمع هُوَ ورسول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في «عَبْد مناف» . يكنى: أبا عَبْد اللَّه، وقيل: أبو عمرو
__________
[1] كتاب نسب قريش: 342.
[2] ينظر ترجمة: «عثمان بن شماس بن الشريد» وإحالتنا على سيرة ابن هشام هنالك.
[3] في المطبوعة: «ابن أخيه» . وهو خطأ ظاهر.
[4] سيرة ابن هشام: 1/ 326، 327.
[5] الاستيعاب، الترجمة 1777: 3/ 1037.

(3/480)


وقيل: كَانَ يكنى أولًا بابنه عَبْد اللَّه، وأمه [1] رقية بِنْت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ كني بابنه عَمْرو.
وأمه [2] أروى بِنْت كريز بْن رَبِيعة بْن حبيب بْن عَبْد شمس، فهو ابْنُ عمة عَبْد اللَّه بْن عَامِر [3] ، وأم أروى: البيضاء بِنْت عبد المطلب عمة رَسُول اللَّهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [4] .
وهو ذو النورين، وأمير المؤمنين. أسلم فِي أول الْإِسْلَام، دعاه أَبُو بَكْر إِلَى الْإِسْلَام فأسلم، وكان يَقُولُ: إني لرابع أربعة فِي الْإِسْلَام.
أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَر بِإِسْنَادِهِ إلى يونس بن بكير عن ابن إسحاق قَالَ: فلما أسلم أَبُو بَكْر وأظهر إسلامه دعا إلى الله، عز وجل، ورسوله صلى الله عليه وسلم، وكان أبو بكر رجلًا مألفًا [5] لقومه محببًا سهلًا، وكان أنسب قريش لقريش، وأعلم قريش بما كَانَ فيها من خير وشر. وكان رجال قريش يأتونه ويألفونه لغير واحد من الأمر، لعلمه وتجاربه [6] وحسن مجالسته، فجعل يدعو إِلَى الْإِسْلَام من وثق بِهِ من قومه، ممن يغشاه ويجلس إليه. فأسلم على يديه- فيما بلغني- الزبير ابن العوام، وعثمان بْن عفان، وطلحة بْن عُبَيْد اللَّه- وذكر غيرهم- فانطلقوا ومعهم أَبُو بَكْر حتَّى أتوا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فعرض عَلَيْهِم الْإِسْلَام، وقرأ عليهم القرآن، وأنبأهم بحق الْإِسْلَام، فآمنوا، فأصبحوا مقرين بحق الْإِسْلَام. فكان هَؤُلَاءِ الثمانية الَّذِينَ سبقوا إِلَى الْإِسْلَام، فصلوا وصدقوا [7] .
ولما أسلم عثمان زوجه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بابنته رقية، وهاجرا كلاهما إِلَى أرض الحبشة الهجرتين [8] ثم عاد إلى مكة وهاجر إلى المدينة. ولما قدم إليها نزل عَلَى أوس بْن ثابت أخي حسان بْن ثابت، ولهذا كَانَ حسان يحب عثمان ويبكيه بعد قتله [9] .
قاله ابن إسحاق
__________
[1] أي أم عبد الله بن عثمان اسمها رقية. ينظر كتاب نسب قريش لمصعب: 104.
[2] اى: أم عثمان بن عفان، ينظر المرجع السابق: 101.
[3] مضت ترجمته برقم 3031: 3/ 288.
[4] كتاب نسب قريش: 101
[5] في المطبوعة: «مؤلفا» . والمثبت عن سيرة ابن هشام: 1/ 250، والمألف: الّذي يألفه الإنسان. وينظر ترجمة أبى بكر: 3/ 310.
[6] في سيرة ابن هشام: «وتجارته» ؟؟.
[7] سيرة ابن هشام: 1/ 250- 252.
[8] سيرة ابن هشام: 1/ 323.
[9] المرجع السابق: 1/ 479.

(3/481)


وتزوج بعد رقية أم كلثوم بِنْت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فلما توفيت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
لو أن لنا ثالثة لزوجناك. أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي عَلِيٍّ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو رُشَيْدٍ عَبْدُ الْكَرِيمِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مَنْصُورٍ، حَدَّثَنَا أَبُو مَسْعُودٍ سُلَيْمَانُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ مَرْدَوَيْهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بن إسحاق المفسر المقرئ، حدثنا محمد ابن إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَرْدَوَيْهِ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ بِسْطَامَ، أَخْبَرَنَا سَهْلُ بْنُ عُثْمَانَ، حَدَّثَنَا النَّضْرُ بْنُ مَنْصُورٍ الْعَنْزِيُّ، حَدَّثَنِي أَبُو الْجَنُوبِ [1] عُقْبَةُ بْنُ عَلْقَمَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ أبى طالب يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ يَقُولُ: لَوْ أَنَّ لِي أَرْبَعِينَ بِنْتًا زَوَّجْتُ عُثْمَانَ وَاحِدَةً بَعْدَ وَاحِدَةٍ، حَتَّى لا يَبْقَى مِنْهُنَّ وَاحِدَةٌ. وولد لعثمان ولد من رقية اسمه عَبْد اللَّه، فبلغ ست سنين، وتوفي سنة أربع من الهجرة.
ولم يشهد عثمان بدرًا بنفسه، لأن زوجته رقية بِنْت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كانت مريضة عَلَى الموت، فأمره رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إن يقيم عندها، فأقام، وتوفيت يَوْم ورد الخبر بظفر النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ والمسلمين بالمشركين، لكن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ضرب لَهُ بسهمه وأجره، فهو كمن شهدها.
وهو أحد العشرة الَّذِينَ شهد لهم رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم بالجنة.
أَخْبَرَنَا الْخَطِيبُ أَبُو الْفَضْلِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي نَصْرٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا نَصْرُ بْنُ أحمد أبو الْخَطَّابِ إِجَازَةً إِنْ لَمْ يَكُنْ سَمَاعًا، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ طَلْحَةَ بْنِ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، حَدَّثَنِي عُثْمَانُ بْنُ غِيَاثٍ، حَدَّثَنِي أَبُو عُثْمَانَ النَّهْدِيُّ، عَنْ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ قَالَ: كُنْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَدِيقَةِ بَنِي فُلانٍ، وَالْبَابُ عَلَيْنَا مُغْلَقٌ، إِذِ اسْتَفْتَحَ رَجُلٌ فَقَالَ النبي صلى الله عليه وسلم: يا عبد اللَّهِ بْنَ قَيْسٍ، قُمْ فَافْتَحْ لَهُ الْبَابَ، وَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ. فَقُمْتُ فَفَتَحْتُ الْبَابَ، فَإِذَا أَنَا بِأَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ، فَأَخْبَرْتُهُ بِمَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَحَمِدَ اللَّهَ، وَدَخَلَ، فَسَلَّمَ وَقَعَدَ، ثُمَّ أَغْلَقْتُ الْبَابَ فَجَعَلَ النبيّ صلى الله عليه وسلم ينكت بِعُودٍ فِي الأَرْضِ، فَاسْتَفْتَحَ آخَرَ، فَقَالَ: يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ قَيْسٍ، قُمْ فَافْتَحْ لَهُ الْبَابَ وَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ. فَقُمْتُ فَفَتَحْتُ، فَإِذَا أَنَا بِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، فَأَخْبَرْتُهُ بِمَا قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَحَمِدَ اللَّهَ، وَدَخَلَ، فَسَلَّمَ وَقَعَدَ. وَأَغْلَقْتُ الْبَابَ فَجَعَلَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عليه وسلم ينكت بذلك العود في الأرض إذا اسْتَفْتَحَ الثَّالِثُ الْبَابَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم:
__________
[1] في المطبوعة: «أبو المحبوب» . وهو خطأ، صوابه من الجرح والتعديل لابن أبى حاتم: 4/ 1/ 479، ترجمة النضر بن منصور، ومن التهذيب: 12/ 60.

(3/482)


يا عبد الله بن قيس، قم فافتح الْبَابَ لَهُ، وَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ عَلَى بَلْوَى تَكُونُ. فَقُمْتُ فَفَتَحْتُ الْبَابَ، فَإِذَا أَنَا بِعُثْمَانَ بْنِ عفّان، فَأَخْبَرْتُهُ بِمَا قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: اللَّهُ الْمُسْتَعَانُ وَعَلَيْهِ التُّكْلانُ. ثُمَّ دَخَلَ فَسَلَّمَ وَقَعَدَ [1] . أَخْبَرَنَا أَبُو مَنْصُورِ بْنُ مُكَارِمٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ نَصْرُ بْنُ أَحْمَدَ بن صفوان، أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ السَّرَّاجُ، أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ هِبَةُ اللَّهِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَنَسٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ طَوْقٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو جَابِرٍ زَيْدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ حَيَّانَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا الْمُعَافَى بْنُ عِمْرَانَ، عَنْ شعبة [2] بن الحجاج، عن الحر بن الصياح قَالَ: سَمِعْتُ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ الأَخْنَسِ قَالَ: قَدِمَ سَعِيُد بْنُ زَيْدٍ- هُوَ ابْنُ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ- فَقَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَبُو بَكْرٍ فِي الْجَنَّةِ، وَعُمَرُ فِي الْجَنَّةِ، وَعُثْمَانُ فِي الْجَنَّةِ، وَعَلِيٌّ فِي الْجَنَّةِ، وَطَلْحَةُ فِي الْجَنَّةِ، وَالزُّبَيْرُ فِي الْجَنَّةِ، وَعَبْدُ الرحمن بن عوف في الجنة، وَسَعْدٌ فِي الْجَنَّةِ، وَالآخَرُ لَوْ شِئْتَ سَمَّيْتُهُ، ثُمَّ سَمَّى نَفْسَهُ [3] . قَالَ: وَحَدَّثَنَا الْمُعَافَى بْنُ عِمْرَانَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ هِلالِ بْنِ يَسَافٍ، عَنْ أَبِي طَالِبٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ أَنَّ رَجُلا قَالَ لَهُ: أَحْبَبْتُ عَلِيًّا حُبًّا لَمْ أُحِبَّهُ شَيْئًا قَطُّ. قَالَ: أَحْسَنْتَ، أَحْبَبْتَ رَجُلا مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ قَالَ: وَأَبْغَضْتُ عُثْمَانَ بُغْضًا لَمْ أُبْغِضْهُ شَيْئًا قَطُّ! قَالَ: أَسَأْتَ، أَبْغَضْتَ رَجُلا مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ، ثُمَّ أَنْشَأَ يُحَدِّثُ قَالَ: بَيْنَمَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى حِرَاءٍ وَمَعَهُ أَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ، وَعُثْمَانُ، وَعَلِيٌّ، وَطَلْحَةُ، وَالزُّبَيْرُ قَالَ: اثْبُتْ حِرَاءُ، مَا عَلَيْكَ إِلا نَبِيٌّ أَوْ صِدِّيقٌ أَوْ شَهِيدٌ [4] . أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي عَلِيٍّ، أَخْبَرَنَا أَبُو رُشَيْدٍ عَبْدُ الْكَرِيمِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مَنْصُورٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو مَسْعُودٍ سُلَيْمَانُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ مَرْدَوَيْهِ، حدثنا أحمد
__________
[1] أخرجه البخاري عن أبى موسى بنحوه في كتاب الفتن، باب الفتنة التي تموج كموج البحر: 9/ 69. كما أخرجه في كتاب فضائل الصحابة: 5/ 10، 11. وأخرجه مسلم أيضا في كتاب فضائل الصحابة. باب من فضائل عثمان: 7/ 117.
وكذلك أخرجه الترمذي، ينظر تحفة الأحوذي، أبواب المناقب، باب في مناقب عثمان بن عفان: 10/ 207، 208، وأخرجه أيضا الإمام أحمد في مسند أبى موسى، المسند: 3- 393، 406.
[2] في المطبوعة: «سعيد بن الحجاج» . وهو خطأ واضح، ينظر التهذيب، ترجمة شعبة بن الحجاج: 4/ 338 وما بعدها.
[3] أخرجه الإمام أحمد بنحوه عن محمد بن جعفر، عن شعبة، عن الحر، عن عبد الرحمن بن الأخنس، أن المغيرة بن شعبة خطب فنال من على رضى الله عنه، قال: فقام سعيد بن زيد ... وذكره. المسند: 1/ 188. وينظر أيضا المسند:
1/ 187، 189.
[4] أخرج الإمام أحمد القسيم الثاني بنحوه عن سعيد بن زيد. المسند: 1/ 187، 188.

(3/483)


ابن عبد الله بن أحمد، حدثنا محمد بن أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ، حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ مُوسَى، حدثنا سعيد ابن مَنْصُورٍ، حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ، عَنْ أَبِي إِبْرَاهِيمَ الأَسَدِيِّ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، عَنْ حَسَّانِ بْنِ عَطِيَّةَ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ: «غَفَرَ اللَّهُ لَكَ يَا عُثْمَانُ مَا قَدَّمْتَ وَمَا أَخَّرْتَ، وَمَا أَسْرَرْتَ وَمَا أَعْلَنْتَ، وَمَا هُوَ كَائِنٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ» . أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَرَجِ يَحْيَى بْنُ مَحْمُودٍ الثَّقَفِيُّ، أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ وَأَنَا حَاضِرٌ أَسْمَعُ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ خَلادٍ، حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ (ح) قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ [1] : وَحَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ بُنْدَارٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الصَّائِغُ، قَالا: حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: صَعِدَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أحدا، ومعه أبو بكر وعمر وعثمان فرجف الْجَبَلُ، فَقَالَ: «اثْبُتْ [أُحُدُ، فَإِنَّمَا عَلَيْكَ] [2] نَبِيٌّ وَصِدِّيقٌ وَشَهِيدَانِ» . أَخْبَرَنَا أَبُو الْبَرَكَاتِ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ هِبَةِ اللَّهِ الشَّافِعِيُّ الدِّمَشْقِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَشَائِرِ مُحَمَّدُ بْنُ خَلِيلٍ الْقَيْسِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْمِصِّيصِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ الْقَاسِمِ، حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ خَيْثَمَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ حَيْدَرَةَ الأَطْرَابُلُسِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بن سليمان البناء بِصَنْعَاءَ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَحْمَدَ الْيَمَامِيُّ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَكِيمٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنِ الْكَلْبِيِّ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ عباس في هَذِهِ الآيَةَ: وَنَزَعْنا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ 7: 43 [3] ، قَالَ: نَزَلَتْ فِي عَشَرَةٍ: أَبِي بَكْرٍ، وَعُمَرَ، وَعُثْمَانَ، وَعَلِيٍّ، وَطَلْحَةَ، وَالزُّبَيْرِ، وَسَعْدٍ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، وَسَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ.
أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي الْقَاسِمِ الْحُسَيْنِ بْنِ الْحَسَنِ الأَسَدِيُّ، أَخْبَرَنَا جَدِّي أَبُو الْقَاسِمِ قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى أَبِي الْقَاسِمِ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمِصِّيصِيِّ، أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ هَارُونَ بْنِ مُوسَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْغَسَّانِيُّ، أخبرنا أبو الحسن خيثمة بن سليمان بن حيدرة،
__________
[1] أبو نعيم هو: أحمد بن عبد الله الحافظ.
[2] سقط من المطبوعة، أثبتناه عن سنن الترمذي. فقد رواه أبو عيسى عن محمد بن بشار، عن يحيى بن سعيد، عن سعيد بن أبى عروبة، باسناده مثله. تحفة الأحوذي، مناقب عمر: 10/ 185، 186.
ورواه البخاري في كتاب فضائل الصحابة، باب مناقب عمر، عن مسدد، عن يزيد بن زريع، عن سعيد، به: 5/ 14
[3] سورة الأعراف، آية: 43. وسورة الحجر، آية: 47.

(3/484)


حَدَّثَنَا هِلالُ بْنُ الْعَلاءِ، حَدَّثَنَا أَبِي وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ قَالا: حَدَّثَنَا عُبَيْد اللَّهِ بْن عَمْرٍو [1] عَنْ زَيْدِ بْن أَبِي أُنَيْسَةَ، عَنْ إِسْمَاعِيل بْن أَبِي خَالِد، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو سَهْلَةَ مَوْلَى عُثْمَانَ قَالَ: قُلْتُ لِعُثْمَانَ يَوْمَ الدَّارِ: قَاتِلْ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ! وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ: قَاتِلْ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ! قَالَ: لا، وَاللَّهِ لا أُقَاتِلُ، وَعَدَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمْرًا، فَأَنَا صَائِرٌ إِلَيْهِ [2] .
قَالَ: وَحَدَّثَنَا هِلالٌ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ الأَزْرَقُ، حَدَّثَنَا أَبُو سُفْيَانَ، عَنِ الضَّحَّاكِ بْنِ مُزَاحِمٍ، عَنِ النَّزَّالِ بْنِ سَبْرَةَ الْهِلالِيِّ قَالَ: قُلْنَا لعلى: يا أمير المؤمنين، فحدثنا عن عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ، فَقَالَ: ذَاكَ امْرُؤٌ يُدْعَى فِي الْمَلإِ الأَعْلَى ذَا النُّورَيْنِ، كَانَ خَتَنَ رسول الله صلى الله عليه وسلم على ابْنَتَيْهِ، ضَمِنَ لَهُ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ. أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُبَيْدٍ وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ وَغَيْرُهُمَا بِإِسْنَادِهِمْ إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى قَالَ:
حدثنا أَبُو هِشَامٍ الرِّفَاعِيُّ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ الْيَمَانِ، عَنْ شَيْخٍ مِنْ بَنِي زُهْرَةَ، عَنِ الْحَارِثِ بن عبد الرحمن بن أبي ذباب [3] ، عن طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لِكُلِّ نَبِيٍّ رَفِيقٌ، وَرَفِيقِي- يَعْنِي فِي الْجَنَّةِ- عُثْمَانُ [4] . قَالَ: وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى، حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ بِشْرٍ، حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: «لَمَّا أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِبَيْعَةِ الرِّضْوَانِ، كَانَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ رَسُولَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى أَهْلِ مَكَّةَ قَالَ: فَبَايَعَ النَّاسُ، قَالَ فَقَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ عُثْمَانَ فِي حَاجَةِ اللَّهِ وَحَاجَةِ رَسُولِهِ، فَضَرَبَ بِإِحْدَى يَدَيْهِ عَلَى الأُخْرَى [5] فَكَانَتْ يَدُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِعُثْمَانَ خَيْرًا مِنْ أَيْدِيهِمْ لأَنْفُسِهِمْ» [6] . قَالَ: وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ الثَّقَفِيُّ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ أَبِي قِلابَةَ، عَنْ أَبِي الأَشْعَثِ الصَّنْعَانِيِّ: أنّ خطباء [7] قامت في الشام، فيهم
__________
[1] في المطبوعة: «عبد الله بن عمرو» . والصواب عن التهذيب: 7/ 42، 3/ 397.
[2] ينظر ابن ماجة: المقدمة، باب فضل عثمان رضى الله عنه، الحديث 113: 1/ 42.
[3] في المطبوعة: «ذياب» بالياء. والصواب ما أثبتناه عن تحفة الأحوذي.
[4] تحفة الأحوذي، أبواب المناقب، مناقب عثمان رضى الله عنه: 10/ 188. وأخرجه الإمام أحمد من وجه آخر عن طلحة، المسند: 1/ 74. وابن ماجة عن أبى هريرة، المقدمة، الحديث 109: 1/ 40.
[5] أي: في البيعة. والمعنى أنه جعل إحدى يديه نائبة عن عثمان.
[6] تحفة الأحوذي، أبواب المناقب، مناقب عثمان رضى الله عنه: 10/ 194. وقال الترمذي: «هذا حديث حسن صحيح غريب» وقال الحافظ أبو العلى: «وأخرجه البيهقي» .
[7] الحديث رواه الإمام أحمد أيضا في مسندة عن إسماعيل بن إبراهيم، عن أيوب، عن أبي قلابة قال: «لما قتل عثمان رضى الله عنه قام خطباء بايلياء ... » .

(3/485)


رِجَالٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَامَ آخِرُهُمْ رَجُلٌ [1] يُقَالُ لَهُ: مُرَّةُ بْنُ كَعْبٍ، فَقَالَ: لَوْلا حَدِيثٌ سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم ما قُمْتُ، وَذَكَرَ الْفِتَنَ [2] فَقَرَّبَهَا، فَمَرَّ رَجُلٌ مُقَنَّعٌ [3] فِي ثَوْبٍ، فَقَالَ [4] : هَذَا [5] يَوْمَئِذٍ عَلَى الْهُدَى، فَقُمْتُ إِلَيْهِ، فَإِذَا هُوَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ، فَأَقْبَلْتُ عَلَيْهِ بِوَجْهِهِ، فَقُلْتُ: هَذَا؟ قَالَ [6] : نَعَمْ.
وَرَوَى نَحْوَ هَذَا عَنِ ابْنِ عُمَرَ.
قَالَ: وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّوْرَقِيُّ، حَدَّثَنَا الْعَلاءُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ [7] الْعَطَّارُ، حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ عُمَيْرٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: كُنَّا نَقُولُ وَرَسُولُ اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَيٌّ [8] : أَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ، وَعُثْمَانُ [9] . فَقِيلَ: فِي التَّفْضِيلِ، وَقِيلَ: فِي الْخِلافَةِ.
أَخْبَرَنَا أَبُو يَاسِرٍ بِإِسْنَادِهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنِي أَبُو قَطَنٍ، حَدَّثَنَا يُونُسُ، - يَعْنِيَ [10] ابْنَ أَبِي إِسْحَاقَ- عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: «أَشْرَفَ عُثْمَانُ مِنَ الْقَصْرِ وَهُوَ مَحْصُورٌ، فَقَالَ: أَنْشُدُ باللَّه مَنْ سَمِعَ [11] رَسُولَ اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ حِرَاءَ إِذِ اهْتَزَّ الْجَبَلُ فَرَكَلَهُ بِرِجْلِه [12] ، ثُمَّ قَالَ: اسْكُنْ حِرَاءُ، لَيْسَ عَلَيْكَ إِلا نَبِيٌّ أَوْ صِدِّيقٌ أَوْ شَهِيدٌ، وَأَنَا مَعَهُ، فَانْتَشَدَ [13] لَهُ رِجَالٌ، ثُمَّ قَالَ: أَنْشُدُ باللَّه مَنْ شَهِدَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْم بَيْعَةِ الرِّضْوَانِ إِذْ بَعَثَنِي إِلَى الْمُشْرِكِينَ إِلَى أَهْلِ مَكَّةَ، قَالَ: هَذِهِ يَدِي وَهَذِهِ يَدُ عُثْمَانَ، فبايع لي. فانتشد له
__________
[1] هذا لفظ الترمذي. ورواية أحمد: «فقام من آخرهم رجل» .
[2] لفظ المسند: «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر فتنة، وأحسبه قال: فقربها- شك إسماعيل- ومعنى قربها: قرب وقوعها.
[3] أي مستتر في ثوب، جعله كالقناع.
[4] أي: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم.
[5] لفظ المسند: «هذا وأصحابه يومئذ على الحق» .
[6] تحفة الأحوذي، أبواب الدعوات، مناقب عثمان: 10/ 198، 199، ومسند أحمد: 4/ 235. وينظر المسند أيضا: 4/ 236، 242، 243. وسنن ابن ماجة، المقدمة، فضل عثمان رضى الله عنه، الحديث 111: 1/ 41.
[7] في المطبوعة: «عبد الرحمن العطار» وهو خطأ، صوابه من الترمذي، والتهذيب: 8/ 185.
[8] أي: على هذا الترتيب عند ذكرهم، وبيان أمرهم.
[9] تحفة الأحوذي، أبواب المناقب، مناقب عثمان رضى الله عنه: 10/ 201.
[10] في المطبوعة: «يونس، عن ابن أبى إسحاق» . وهو خطأ، والمثبت عن المسند، والتهذيب: 11/ 433.
[11] في المسند: «من شهد رسول ... » .
[12] في المسند: «فركله بقدمه» .
[13] أي: فأجابه رجال. والّذي في معاجم اللغة. «فأنشد له» .

(3/486)


رِجَالٌ، قَالَ: أَنْشُدُ باللَّه مَنْ شَهِدَ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: من يُوَسِّعُ لَنَا هَذَا الْبَيْتَ فِي الْمَسْجِدِ بِبَيْتٍ لَهُ فِي الْجَنَّةِ؟ فَابْتَعْتُهُ مِنْ مَالِي فَوَسَّعْتُ بِهِ فِي الْمَسْجِدِ. فَانْتَشَدَ لَهُ رِجَالٌ، ثُمَّ قَالَ: وَأَنْشُدُ باللَّه مَنْ شَهِدَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ جَيْشِ الْعُسْرَةِ، قَالَ: مَنْ يُنْفِقُ الْيَوْمَ نَفَقَةً مُتَقَبَّلَةً؟ فَجَهَّزْتُ نِصْفَ الْجَيْشِ مِنْ مَالِي. فَانْتَشَدَ لَهُ رِجَالٌ. قَالَ: وَأَنْشُدُ باللَّه مَنْ شَهِدَ «رُومَةَ [1] » يُبَاعُ مَاؤُهَا مِنَ ابْنِ السَّبِيلِ، فَابْتَعْتُهَا مِنْ مَالِي فَأَبَحْتُهَا ابْنَ السَّبِيلِ. فَانْتَشَدَ لَهُ رِجَالٌ [2] » .
قَالَ: وَحَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ- يَعْنِيَ ابْنَ الْفَضْلِ- حَدَّثَنَا عمرو بْن مرة، عَنْ سالم بْن أَبِي الْجَعْدِ قَالَ: دَعَا عُثْمَانُ نَاسًا مِنْ أَصْحَابِ رسول الله صلى الله عليه وسلم فيهم عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ، فَقَالَ: إِنِّي سَائِلُكُمْ، وَإِنِّي أُحِبُّ أَنْ تَصْدُقُونِي، نَشَدْتُكُمْ باللَّه أَتَعْلَمُونَ أَنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يُؤْثِرُ قُرَيْشًا عَلَى سَائِرِ النَّاسِ، وَيُؤْثِرُ بَنِي هَاشِمٍ عَلَى سَائِرِ قُرَيْشٍ؟ فَسَكَتَ الْقَوْمُ، فَقَالَ عُثْمَانُ: لَوْ أَنَّ بِيَدِي مَفَاتِيحَ الْجَنَّةِ لأَعْطَيْتُهَا بَنِي أُمَيَّةَ حَتَّى يَدْخُلُوا مِنْ عِنْدِ آخِرِهِمْ، فَبَعَثَ إِلَى طَلْحَةَ وَالزُّبَيْرِ، فَقَالَ عُثْمَانُ: أَلا أُحَدِّثُكُمَا [3] عَنْهُ- يَعْنِي عَمَّارًا- أَقْبَلْتُ مَعَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ آخِذٌ [4] بِيَدِي، نَتَمَشَّى فِي الْبَطْحَاءِ، حَتَّى أَتَى عَلَى أَبِيهِ وَأُمِّهِ يُعَذَّبُونَ [5] ، فَقَالَ أَبُو عَمَّارٍ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، الدَّهْرُ هَكَذَا؟ فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اصْبِرْ، ثُمَّ قَالَ: اللَّهمّ اغْفِرْ لآلِ يَاسِرٍ، وَقَدْ فَعَلْتُ [6] .
قَالَ: وحدثنا أبى، حدثنا حجاج، حدثنا ليث، حدثني عَقِيلٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ يَحْيَى بْن سَعِيد بْن الْعَاصِ: أَنَّ سَعِيدَ بْنَ الْعَاصِ أَخْبَرَهُ: أَنَّ عَائِشَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعُثْمَانَ حَدَّثَاهُ: أَنَّ أَبَا بَكْرٍ اسْتَأْذَنَ عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ مُضْطَجِعٌ عَلَى فِرَاشِهِ، لابِسٌ مِرْطَ [7] عَائِشَةَ، فَأَذِنَ لَهُ وَهُوَ كَذَلِكَ، فَقَضَى إِلَيْه حَاجَتَهُ ثُمَّ انْصَرَفَ، ثُمَّ اسْتَأْذَنَ عُمَرُ فَأَذِنَ لَهُ وَهُوَ عَلَى تِلْكَ الْحَالِ، فَقَضَى إِلَيْه حَاجَتَهُ ثُمَّ انْصَرَفَ، قَالَ عُثْمَانُ: ثُمَّ اسْتَأْذَنْتُ عَلَيْهِ فجلس وقال لعائشة:
__________
[1] بئر رومة: بئر بالمدينة، اشتراها عثمان رضى الله عنه وسبلها.
[2] مسند أحمد: 1/ 59.
[3] في المطبوعة: «ألا أحدثكم» . والمثبت عن المسند.
[4] لفظ المسند: « ... آخذا بيدي» .
[5] لفظ المسند: «حتى أتى على أبيه وأمه وعليه يعذبون» .
[6] مسند أحمد: 1/ 62.
[7] المرط- بكسر فسكون-: كساء من صوف، وربما كان من خز.

(3/487)


اجْمَعِي عَلَيْكِ ثِيَابَكِ. فَقَضَيْتُ إِلَيْهِ [1] حَاجَتِي ثُمَّ انْصَرَفْتُ- قَالَتْ عَائِشَةُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَمْ أَرَكِ فَزِعْتَ لأَبِي بَكْرٍ وَلا عُمَرَ كَمَا فَزِعْتِ لِعُثْمَانَ؟ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم: إن عثمان رجل حيّى، وإني خَشِيتُ- إِنْ أَذِنْتَ لَهُ عَلَى تِلْكَ الْحَالِ أَنْ لا يَبْلُغَ إِلَى [2] حَاجَتِهِ- وَقَالَ اللَّيْثُ: قال جماعة الناس [3] ، ألا أستحيى ممن تستحيي منه الملائكة» [4] .
خلافته
أَخْبَرَنَا مِسْمَارُ بْنُ عُمَرَ بْنِ الْعويسِ وَأَبُو فَرَجٍ، مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْوَاسِطِيُّ وَغَيْرُ وَاحِدٍ، قَالُوا بِإِسْنَادِهِمْ إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ حُصَيْنٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ قَالَ: رَأَيْتُ عُمَرَ قَبْلَ أَنْ يُصَابَ بِأَيَّامٍ بِالْمَدِينَةِ، وَوَقَفَ عَلَى حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ وَعُثْمَانَ بْنِ حُنَيْفٍ فَقَالَ: كَيْفَ فَعَلْتُمَا؟ أَتَخَافَانِ [5] أَنْ تكونا حمّلتما الأرض مالا تُطِيقُ؟ قَالا: حَمَّلْنَاهَا أَمْرًا هِيَ لَهُ مُطِيقَةٌ- وَذَكَرَ قِصَّةَ قَتْلِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: فَقَالُوا لَهُ: أَوْصِ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، اسْتَخْلِفْ. قَالَ: مَا أَجِدُ أَحَقَّ بِهَذَا الأَمْرِ من هؤلاء النفر- أو: الرهط- الذين توفي رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم، وهو عَنْهُمْ رَاضٍ، فَسَمَّى عَلِيًّا، وَعُثْمَانَ، وَالزُّبَيْرَ، وَطَلْحَةَ، وَسَعْدًا، وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ- وَقَالَ: يَشْهَدُكُمْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، وَلَيْسَ لَهُ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ، كَهَيْئَةِ التَّعْزِيَةِ لَهُ. فَإِنْ أَصَابَتِ الإِمْرَةُ سَعْدًا فَهُوَ ذَاكَ، وَإِلا فَلْيَسْتَعِنْ بِهِ أَيُّكُمْ مَا أمر، فإنّي لم أعز له مِنْ عَجْزٍ وَلا خِيَانَةٍ. وَقَالَ: أُوصِي الْخَلِيفَةَ مِنْ بَعْدِي بِالْمُهَاجِرِينَ الأَوَّلِينَ، أَنْ يَعْرِفَ لَهُمْ حَقَّهُمْ، وَيَحْفَظَ لَهُمْ حُرْمَتَهُمْ. وَأُوصِيهِ بِالأَنْصَارِ خَيْرًا الَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالإِيمَانِ مِنْ قَبْلِهِمْ، أَنْ يقبل من محسنهم، وأن يغضى [6] عَنْ مُسِيئِهِمْ. وَأُوصِيهِ بِأَهْلِ الأَمْصَارِ خَيْرًا، فَإِنَّهُمْ رَدْءُ الإِسْلامِ، وَجُبَاةُ الْمَالِ، وَغَيْظُ الْعَدُوِّ، وَأَنْ لا يُؤْخَذَ مِنْهُمْ إِلا فَضْلُهُمْ عَنْ رِضَاهُمْ. وَأُوصِيهِ بِالأَعْرَابِ خَيْرًا، فَإِنَّهُمْ أَصْلُ الْعَرَبِ، وَمَادَّةُ الإِسْلامِ، أَنْ [7] يَأْخَذَ مِنْ حَوَاشِي أَمْوَالِهِمْ، وَيَرُدَّ عَلَى فُقَرَائِهِمْ. وَأُوصِيهِ بِذِمَّةِ اللَّهِ وَذِمَّةِ رَسُولِهِ، أَنْ يُوَفِّيَ لَهُمْ بِعَهْدِهِمْ، وَأَنْ يُقَاتِلَ مِنْ وَرَائِهِمْ، وَلا يُكَلِّفُوا إِلا طَاقَتَهُمْ. فَلَمَّا قُبِضَ خَرَجْنَا بِهِ فَانْطَلَقْنَا نَمْشِي، فَسَلَّمَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، وَقَالَ يَسْتَأْذِنُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، فَقَالَتْ- يَعْنِي عَائِشَةَ-: أَدْخِلُوهَ، فَأُدْخِلَ فَوَضَعَ هُنَالِكَ مع صاحبيه.
__________
[1] لفظ المسند: «فقضى إلى حاجتي ... » .
[2] لفظ المسند: «أن لا يبلغ إلى في حاجته» .
[3] لفظ المسند: «وقال جماعة الناس: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعائشة رضى الله عنها: ألا أستحى ... » .
[4] مسند أحمد: 1/ 71، 6/ 155.
[5] في المطبوعة: «أتخاف» والصواب عن صحيح البخاري.
[6] لفظ الصحيح: «وأن يعفى عن» .
[7] لفظ المطبوعة: «وأن يأخذ» والمثبت عن الصحيح.

(3/488)


فَلَمَّا فُرِغَ مِنْ دَفْنِهِ اجْتَمَعَ هَؤُلاءِ الرَّهْطُ، فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: اجْعَلُوا أَمْرَكُمْ إِلَى ثَلاثَةٍ مِنْكُمْ- قَالَ الزُّبَيْرُ: قَدْ جَعَلْتُ أَمْرِي إِلَى عَلِيٍّ، وَقَالَ طَلْحَةُ: قَدْ جَعَلْتُ أَمْرِي إِلَى عُثْمَانَ. وَقَالَ سَعْدٌ:
قَدْ جَعَلْتُ أَمْرِي إِلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ- فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: أَيُّكُمَا تَبَرَّأَ مِنْ هَذَا الأَمْرِ فَنَجْعَلُهُ إِلَيْهِ، وَاللَّهُ عَلَيْهِ وَالإِسْلامُ [1] ، لَيَنْظُرَنَّ أَفْضَلَهُمْ فِي نَفْسِهِ. فَأُسْكِتَ الشَّيْخَانِ. فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ:
أَفَتَجْعَلُونَهُ إِلَيَّ، وَاللَّهِ عَلَيَّ أَنْ لا آلُوَ عَنْ أَفْضَلِكُمْ؟ قَالا: نَعَمْ. وأخذ [2] بيد أحدهما فَقَالَ:
لَكَ قَرَابَةٌ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالْقَدَمُ فِي الإِسْلامِ مَا قَدْ عَلِمْتُ، فاللَّه عَلَيْكَ لَئِنْ أَمَّرْتُكَ لَتَعْدِلَنَّ، وَلَئِنْ أَمَّرْتُ عُثْمَانَ لَتَسْمَعَنَّ وَلَتُطِيعَنَّ. ثُمَّ خَلا بِالآخَرِ فَقَالَ لَهُ مِثْلَ ذَلِكَ، فَلَمَّا أَخَذَ الْمِيثَاقَ قَالَ:
ارْفَعْ يَدَكَ يَا عُثْمَانُ. فَبَايَعَهُ وبايع له عليّ، وولج أهل الدار فبايعوه [3] .
وبويع عثمان بالخلافة يَوْم السبت غرة المحرم سنة أربع وعشرين، بعد دفن عُمَر بْن الخطاب بثلاثة أيام، قاله أَبُو عُمَر [4] .
مقتله
قتل عثمان رَضِيَ اللهُ عَنْهُ بالمدينة يَوْم الجمعة لثمان عشرة- أَوْ: سبع عشرة خلت من ذي الحجة سنة خمس وثلاثين من الهجرة، قاله نافع.
وقَالَ أَبُو عثمان النهدي: قتل فِي وسط، أيام التشريق.
وقَالَ ابْنُ إِسْحَاق: قتل عثمان عَلَى رأس إحدى عشرة سنة، وأحد عشر شهرًا، واثنين وعشرين يومًا من مقتل عمر ابن الخطاب، وعلى رأس خمس وعشرين من متوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وقال الواقدي: قتل يَوْم الجمعة لثمان ليال خلت من ذي الحجة يَوْم التروية سنة خمس وثلاثين.
وَقَدْ قيل: إنه قتل يَوْم الجمعة لليلتين بقيتا من ذي الحجة.
وقَالَ الواقدي: حصروه تسعة وأربعين يومًا. وقَالَ الزُّبَيْر: حصروه شهرين وعشرين يومًا [4] أَخْبَرَنَا عَبْد الوهاب بْن هبة الله بإسناده إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ: حَدَّثَنِي أَبِي، حدثنا إسحاق ابن عِيسَى الطباع، عَنْ أَبِي معشر قَالَ: وقتل عثمان يَوْم الجمعة، لثمان عشرة مضت من ذي الحجة، سنة خمس وثلاثين، وكانت خلافته اثنتي عشرة سنة إلا أثنى عشر يومًا [5] . وقيل:
كانت إحدى عشرة سنة، وأحد عشر شهرًا، وأربعة عشر يوما.
__________
[1] أي: «والله عليه والإسلام رقيب» . ينظر فتح الباري: 7/ 50.
[2] في المطبوعة: «فقال بيد أحدهما» . والمثبت عن الصحيح.
[3] صحيح البخاري، كتاب فضائل الصحابة، باب مناقب عثمان: 5/ 19/ 22.
[4] الاستيعاب: 3/ 1044.
[5] إلى هنا انتهى نص المسند: 1/ 74.

(3/489)


قَالَ: وَحَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ أَبِي [1] الْيَعْفُورِ الْعَبْدِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ- مَوْلَى عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ-: أَنَّ عُثْمَانَ أَعْتَقَ عِشْرِينَ مَمْلُوكًا- يَعْنِي وَهُوَ مَحْصُورٌ- وَدَعَا بِسَرَاوِيلَ فَشَدَّهَا عَلَيْهِ، وَلَمْ يَلْبَسْهَا فِي جَاهِلِيَّةٍ وَلا إِسْلامٍ، وَقَالَ:
إِنِّي رَأَيْتُ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْبَارِحَةَ فِي الْمَنَامِ، وَرَأَيْتُ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ، وَقَالُوا لِي: اصْبِرْ فَإِنَّكَ تُفْطِرُ عِنْدَنَا الْقَابِلَةَ، ثُمَّ دَعَا بِمُصْحَفٍ فَنَشَرَهُ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَقُتِلَ وَهُوَ بَيْنَ يَدَيْهِ [2] .
أخبرنا إبراهيم بن محمد وغير واحد بِإِسْنَادِهِمْ إِلَى أَبِي عِيسَى قَالَ: حَدَّثَنَا مَحْمُودُ بْنُ غَيْلانَ.
حَدَّثَنَا حُجَيْنُ [3] بْنُ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ بْن سعد، عَنْ معاوية بْن صالح، عن رَبِيعَةَ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرٍ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ، عَنْ عَائِشَةَ أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم قال: يَا عُثْمَانُ، إِنَّهُ لَعَلَّ اللَّهَ يُقَمِّصُكَ قَمِيصًا، فَإِنْ أَرَادُوكَ عَلَى خَلْعِهِ فَلا تَخْلَعْهُ لَهُمْ [4] . وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي عَلِيٍّ، أَخْبَرَنَا أَبُو رُشَيْدٍ عَبْدُ الْكَرِيمِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مَنْصُورٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو مَسْعُودٍ: سُلَيْمَانَ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ مَرْدُوَيْهِ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيِّ بن شاذان، حدثنا عبد الله ابن إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ غَالِبٍ، حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ جُبَيْرٍ الْوَرَّاقُ، حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِعُثْمَانَ:
«تُقْتَلُ وَأَنْتَ مَظْلُومٌ، وَتَقْطُرُ قَطْرَةٌ مِنْ دَمِكَ عَلَى (فسيكفيكهم الله) . قَالَ: فَإِنَّهَا إِلَى السَّاعَةِ لَفِي الْمُصْحَفِ.
ولما حصر عثمان وطال حصرة- والذين حصروه هُمْ من أهل مصر، والبصرة، والكوفة، ومعهم بعض أهل المدينة- أرادوه عَلَى أن ينزع نفسه من الخلافة، فلم يفعل، وخافوا أن تأتيه الجيوش من الشام والبصرة وغيرهما ويأتي الحجاج فيهلكوا، فتسوروا عَلَيْهِ فقتلوه رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وأرضاه. وقد ذكرنا كيفية قتله، وخلافته، وجميع فتوحه وأحواله، وما نقموا عَلَيْهِ حتَّى حصروه، ومن الَّذِي حرض النَّاس عَلَى الخروج عَلَيْهِ فِي كتاب «الكامل فِي التاريخ» [5] ، فلا نرى أن نطول بذكره هاهنا.
__________
[1] في المطبوعة: «يونس عن أبى اليعفور» وهو خطأ، والصواب عن المسند، والخلاصة.
[2] مسند أحمد: 1/ 72.
[3] في المطبوعة: «حجير» بالراء. وهو خطأ، والصواب عن الترمذي، والخلاصة.
[4] تحفة الأحوذي، أبواب المناقب، مناقب عثمان: 10/ 199، 200، وقال الترمذي: «وفي الحديث قصة طويلة، وهذا حديث حسن غريب» وقد أخرجه ابن ماجة، في المقدمة باب فضل عثمان رضى الله عنه، عن على بن محمد، عن أبى معاوية، عن الفرج بن فضالة، عن ربيعة بن يزيد، عن النعمان بن بشير، عن عائشة، به نحوه. الحديث 112: 1/ 41.
[5] الكامل لابن الأثير: 3/ 84- 90.

(3/490)


ولما قتل دفن ليلًا، وصلى عَلَيْهِ جُبَيْر بْن مطعم- وقيل: حكيم بْن حزام- وقيل: المسوّر ابن مخرمة- وقيل: لم يصل عَلَيْهِ أحد، منعوا من ذَلِكَ. ودفن فِي حش كوكب [1] بالبقيع، وكان عثمان قَدْ اشتراه وزاده فِي البقيع. وحضره عَبْد اللَّه بْن الزُّبَيْر، وامرأتاه: أم البنين بنت عيينة ابن حصن الفزارية، ونائلة بِنْت الفرافصة الكلبية، فلما دلوه فِي القبر صاحت ابنته عَائِشَة، فَقَالَ لها ابْنُ الزُّبَيْر: اسكتي وَإِلا قتلتك. فلما دفنوه قَالَ لها: صيحي الآن ما بدا لَكَ أن تصيحي.
أَخْبَرَنَا أَبُو ياسر بْن أبي حبة بإسناده إلى عبد الله بن أحمد: حدثني عثمان بْن أَبِي شَيْبَة، حَدَّثَنَا جرير، عَنْ مُغِيرَة [2] ، عَنْ أم مُوسَى قَالَتْ: «كَانَ عثمان من أجمل النَّاس» .
وقيل: كَانَ ربعه لا بالقصير ولا بالطويل، حسن الوجه رقيق البشرة، كبير اللحية، أسمر اللون، كَثِير الشعر، ضخم الكراديس [3] ، بعيد ما بين المنكبين. كَانَ يصفر لحيته ويشد أسنانه بالذهب، وكان عمره اثنتين وثمانين سنة، وقيل: ست وثمانون سنة، قاله قَتَادَة. وقيل: كَانَ عمره تسعين سنة.
ورثاه كَثِير من الشعراء، قَالَ حسان بْن ثابت:
من سره الموت صرفًا لا مزاج لَهُ ... فليأت مأدبة [4] فِي دار عثمانا
ضحوا بأشمط عنوان السجود بِهِ [5] ... يقطع الليل تسبيحًا وقرآنا
صبرا [6] ، فدى لكم أمي وما ولدت ... قَدْ ينفع الصبر فِي المكروه أحيانًا
لتسمعن وشيكا فِي ديارهم: ... اللَّه أكبر يا ثارات عثمانا [7]
وزاد فيها بعض أهل الشام أبياتًا لا حاجة إلى ذكرها، ومنها:
__________
[1] حش كوكب- بفتح أوله وتشديد ثانيه، ويضم أوله أيضا، وكوكب اسم رجل من الأنصار، وهو عند بقيع الغرقد.
[2] في المطبوعة: «حدثنا جرير، عن جرير» . والمثبت عن مسند الإمام أحمد. وينظر التهذيب ترجمة جرير بن عبد الحميد، 2/ 75، وترجمة المغيرة بن مقيم: 10/ 269.
[3] الكراديس: جمع كردوسة، وهي كل عظمين التقيا في مفصل.
[4] في ديوانه: فليأت مأسدة. شبه دار عثمان لما دار فيها من قتال بالمأسدة موضع الأسود.
[5] ضحوا بأشمط، أي: أبيض. يعنى: ذبحوا رجلا أشيب كما تذبح الضحية. عنوان السجود به: أي في وجهه علامة الصلاة. وقرآنا: قراءة.
[6] في الديوان: «ويها» .
[7] يهددهم بأنه عما قريب، سيحضر من ينتقم منهم.

(3/491)


يا ليت شعري وليت الطير تخبرني! ... ما كَانَ بين [1] عليّ وابن عفانا
وإنما زادوا فيها تحريضًا لأهل الشام عَلَى قتال عليّ، ليقوي ظنهم أَنَّهُ هُوَ قتله.
وقَالَ حسان أيضًا:
إن تمس دار [2] بني عفان موحشة ... باب صريع وباب محرق [3] خرب
فقد يصادف باغي الخير حاجته ... فيها، ويأوي إليها الجود [4] والحسب
وقَالَ الْقَاسِم بْن أمية بْن أَبِي الصلت:
لعمري لبئس الذبح ضحيتم بِهِ ... خلاف [5] رَسُول اللَّه يَوْم الأضاحيا
ورثاه غيرهما من الشعراء، فلا تطول بذكره.
أخرجه الثلاثة.
3584- عثمان بن عمرو الأنصاري
(ع س) عثمان بْن عَمْرو الْأَنْصَارِيّ.
ذكره أَبُو الْقَاسِم الطبراني فِي المعجم.
قَالَ أَبُو نعيم: هُوَ عندي نعمان [6] بْن عَمْرو بْنُ رفاعة. وروى ما أَخْبَرَنَا بِهِ أَبُو مُوسَى كِتَابَةً، أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ، أَخْبَرَنَا أَبُو نعيم، حَدَّثَنَا سُلَيْمَان بْن أَحْمَد، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عمرو ابن خَالِد الحراني، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا ابْنُ لهيعة، عَنْ أَبِي الأسود، عَنْ عروة فِي تسمية من شهد بدرا، من الأنصار: عثمان بْن عَمْرو بْن رفاعة بْن الحارث بْن سواد.
أخرجه أبو نعيم، وأبو موسى.
3585- عثمان بن عمرو
(د ع) عثمان بْن عَمْرو.
لَهُ ذكر فِي حديث أنس، رَوَاهُ كَثِير بْن سليم، عَنْ أنس بْن مَالِك قَالَ: جاء عثمان بْن عَمْرو إِلَى رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وكان إمام قومه، وكان بدريًا فَقَالَ-: «إِذَا صليت بقومك فأخف بهم، فإن فيهم الكبير والضعيف وذا الحاجة» .
__________
[1] في الديوان: «ما كان شأن» .
[2] في الديوان: «دار ابن أروى منه خالية» .
[3] في الديوان: «وباب مخرق» بالخاء، أي: صار ممرا، والصريع من الصرع، وهو الطرح على الأرض.
[4] في الديوان: «ويأوى إليها الذكر» يريد أن يقول: إن ذهب شخصه، فقد بقيت آثاره ومكارمه.
[5] في الاستيعاب 3/ 1051: «وخنتم رسول الله في قتل صاحبه» .
[6] ينظر فيما يأتى ترجمة نعمان ونعيمان بن عمرو بن رفاعة.

(3/492)


أَخْرَجَهُ ابْنُ منده وَأَبُو نعيم وقالا: هكذا روى هَذَا الحديث، فقيل: عثمان بْن عَمْرو، وكان بدريًا. وهذا الحديث مشهور بعثمان بْن أَبِي العاص [1] الثقفي، ولم يكن بدريًا، وَإِنما كان إسلامه مع وفد ثقيف.
3586- عثمان بن قيس بن أبى العاص
(د ع) عثمان بْن قيس بْن أَبِي العاص بْن قيس بْن عدي السهمي.
شهد فتح مصر مَعَ أَبِيهِ. قاله أَبُو سَعِيد بْن يونس.
روى اللَّيْث بْن سعد، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حبيب قَالَ: كتب عُمَر بن الخطاب إلى عمرو ابن العاص: أن افرض لكل من قبلك ممن بايع تحت الشجرة فِي مائتين من العطاء، وأبلغ ذَلِكَ بنفسك وأقاربك، وأفرض لخارجة بْن حذافة فِي الشرف لشجاعته، وافرض لعثمان بْن قيس فِي الشرف لضيافته أَخْرَجَهُ ابْنُ منده وأبو نعيم.
3587- عثمان بن محمد بن طلحة التيمي
(س) عثمان بْن مُحَمَّد بْن طلحة بْن عُبَيْد اللَّه التيمي.
أورده ابْنُ أَبِي عليّ فِي الصحابة.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن أَبِي بَكْرٍ كِتَابَةً، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي الرَّجَاءِ، أَخْبَرَنَا أحمد بن الفضل المقري، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَارِثِ، أَخْبَرَنَا صَالِحُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي مُقَاتِلٍ، حَدَّثَنَا عَمَّارُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا أَسَدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي حنيفة، عن محمد ابن الْمُنْكَدِرِ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ قَالَ: تَذَاكَرْنَا لَحْمَ صَيْدٍ يَصِيدُهُ الْحَلالُ فَيَأْكُلُهُ الْمُحْرِمُ، وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَائِمٌ حَتَّى ارْتَفَعَتْ أَصْوَاتُنَا، فَاسْتَيْقَظَ، رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: فِيمَ تَتَنَازَعُونَ؟ فَقُلْنَا: فِي لَحْمِ صَيْدٍ يَصِيدُهُ الْحَلالُ فَيَأْكُلُ مِنْهُ الْمُحْرِمُ؟ قَالَ: فَأَمَرَنَا بِأَكْلِهِ.
قَالَ عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد: كذا رَوَاهُ أسد بْن مُوسَى، عَنْ أَبِي حنيفة، وفلان، وفلان. حتى عدّ خمسة عشر رجلًا يعني كلهم رَوَاهُ كذلك. وهذا مرسل وخطأ.
أخرجه أبو موسى.
__________
[1] وكذا رواه الإمام أحمد في مسند عثمان بن أبى العاص: 4/ 21.

(3/493)


قلت: لا خلاف في أن هذا عثمان ليست لَهُ صحبة، لأن أباه قتل يَوْم الجمل سنة ست وثلاثين وهو شاب، وكان مولده آخر أيام رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فيكون ابنه فِي حجة الوداع ممن يناظر فِي الأحكام الشرعية؟. هَذَا لا يصح، وقد سقط فيه شيء. والله أعلم.
3588- عثمان بن مظعون
(ب د ع) عثمان بْن مظعون بْن حبيب بْن وهب بْن حذافة بْن جمح بْن عمرو بْن هصيص ابن كعب بْن لؤي بْن غالب الْقُرَشِيّ الجمحي. يكنى أبا السائب، أمه سخيلة بِنْت العنبس ابن أهبان بْن حذافة بْن جمح، وهي أم السائب وعبد اللَّه ابني مظعون [1] .
أسلم أول الْإِسْلَام، قَالَ ابْنُ إِسْحَاق: أسلم عثمان بْن مظعون بْعد ثلاثة عشر رجلًا، وهاجر إِلَى الحبشة هُوَ وابنه السائب الهجرة الأولى مَعَ جماعة من المسلمين، فبلغهم وهم بالحبشة أن قريشًا قَدْ أسلمت فعادوا.
أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَر بْن السمين بِإِسْنَادِهِ إِلَى يونس بن بكير عَنِ ابْنِ إِسْحَاق قَالَ: فلما بلغ من بالحبشة سجود أهل مكَّة مَعَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أقبلوا ومن شاء اللَّه منهم، وهم يرون أنهم قَدْ تابعوا النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فلما دنوا من مكَّة بلغهم الأمر فثقل عليهم أن يرجعوا، وتخوفوا أن يدخلوا مكَّة بغير جوار، فمكثوا حتَّى دخل كل رَجُل منهم بجوار من بعض أهل مكة، وقدم عثمان ابن مظعون بجوار الْوَلِيد بْن المغيرة [2] .
قَالَ ابْنُ إِسْحَاق: فحدثني صَالِحُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عوف، عَنْ أَبِيهِ، عمن حدثه قَالَ: لما رَأَى عثمان ما يلقى رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأصحابه من الأذى، وهو يغدو ويروح بأمان الْوَلِيد بْن المغيرة، قال عثمان: والله إن عدوّى ورواحي آمنًا بجوار رَجُل من أهل الشرك، وأصحابي وأهل بيتي [3] يلقون البلاء والأذى فِي اللَّه ما لا يصيبني- لنقص شديد فِي نفسي.
فمضى إِلَى الْوَلِيد بْن المغيرة فَقَالَ: يا أبا عَبْد شمس، وفت ذمتك، قَدْ كنت فِي جوارك، وَقَدْ أحببت أن أخرج مِنْهُ إِلَى رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فلي بِهِ وأصحابه أسوة، فَقَالَ الْوَلِيد: فلعلك- يا ابْنُ أخي- أوذيت أَوْ انتهكت؟ قَالَ: لا، ولكن أرضى بجوار اللَّه، ولا أريد أن أستجير بغيره! قَالَ: فانطلق إِلَى المسجد، فاردد عَلَى جواري علانية كما أجرتك علانية! فقال: انطلق،
__________
[1] كتاب نسب قريش: 393، 394.
[2] ينظر سيرة ابن هشام: 1/ 364، 369.
[3] في السيرة: «وأهل ديني» .

(3/494)


فخرجا حتَّى أتيا المسجد، فَقَالَ الْوَلِيد: هَذَا عثمان بْن مظعون قَدْ جاء ليرد عليّ جواري. فَقَالَ عثمان: صدق، وَقَدْ وجدته وفيًا كريم الجوار، وَقَدْ أحببت أن لا أستجير بغير الله عز وجل، وقد رددت عليه جواره. ثُمَّ انصرف عثمان بْن مظعون، ولبيد بن ربيعة بن جعفر بن كلاب القيمى فِي مجلس قريش، فجلس معهم عثمان، فَقَالَ لبيد وهو ينشدهم:
ألا كل شيء ما خلا اللَّه باطل [1]
فَقَالَ عثمان: صدقت. قَالَ لبيد:
وكل نعيم لا محالة زائل
فَقَالَ عثمان: كذبت، فالتفت القوم إِلَيْه فقالوا للبيد: أعد علينا. فأعاد لبيد، وأعاد لَهُ عثمان بتكذيبه مرة وبتصديقه مرة، وَإِنما يعني عثمان إِذَا قَالَ: «كذبت» ، يعني نعيم الجنة لا يزول. فَقَالَ لبيد: والله- يا معشر قريش- ما كانت مجالسكم هكذا! فقام سفيه منهم إلى عثمان بن مظعون فلطم عينه، فاخضرت، فَقَالَ لَهُ من حوله: والله يا عثمان لقد كنت فِي ذمة منيعة وكانت عينك غنية عما لقيت! فَقَالَ عثمان: جوار اللَّه آمن وأعز وعيني الصحيحة فقيرة إِلَى ما لقيت أختها ولي برسول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وبمن آمن معه أسوة. فقال الْوَلِيد: هل لك في جواري؟
فقال عثمان: لا أرب لي فِي جوار أحد إلا فِي جوار اللَّه [2] .
ثُمَّ هاجر عثمان إِلَى المدينة، وشهد بدرًا. وكان من أشد النَّاس اجتهادًا فِي العبادة، يصوم النهار ويقوم الليل، ويجتنب الشهوات، ويعتزل النساء، واستأذن رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي التبتل والاختصاء [3] ، فنهاه عَنْ ذَلِكَ. وهو ممن حرم الخمر عَلَى نفسه، وقَالَ: لا أشرب شرابًا يذهب عقلي، ويضحك بي من هُوَ أدنى مني.
وهو أول رَجُل مات بالمدينة من المهاجرين، مات سنة اثنتين من الهجرة، قيل: توفى بعد اثنتين وعشرين شهرًا بعد شهوده بدرًا، وهو أول من دفن بالبقيع أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مِهْرَانَ وَغَيْرُهُ قَالُوا بِإِسْنَادِهِمْ إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى قَالَ: حدثنا محمد بن بشار، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عن عاصم بن عبيد الله،
__________
[1] البيت في الشر والشعراء لابن قتيبة: 1/ 279.
[2] سيرة ابن هشام: 1/ 370، 371.
[3] ينظر تفسير الطبري، الأثر 12348: 10/ 519، عند الآية 87 من سورة المائدة.

(3/495)


عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَبَّلَ عُثْمَانَ بْنَ مَظْعُونٍ وَهُوَ مَيِّتٌ، وَهُوَ يَبْكِي، وَعَيْنَاهُ تهراقان [1] .
ولما توفى إبراهيم بن رَسُول اللَّهِ صلى اللَّه عليه وسلم قال رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الحق بالسلف الصالح عثمان ابن مظعون» . وروى أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ ذاك لابنته زينب عليها السَّلام. وأعلم النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى قبره بحجر، وكان يزوره.
وروى ابْنُ عَبَّاس أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دخل عَلَى عثمان بْن مظعون حين مات، فانكب عَلَيْهِ ورفع رأسه، ثُمَّ حنى الثانية، ثُمَّ حنى الثالثة، ثُمَّ رفع رأسه وله شهيق وقَالَ: اذهب عنك أبا السائب.
خرجت منها ولم تلبس مِنْهَا بشيء [2] وروى يُوسف بْن مهران عَنِ ابْنِ عَبَّاس قَالَ: لما مات عثمان بْن مظعون قَالَتْ امرأته: هنيئًا لَكَ الجنة! فَنَظَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نظر المغضب، وقَالَ: وما يدريك؟ فقالت: يا رَسُول اللَّه، فارسك وصاحبك! فَقَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إني رَسُول اللَّه، وما أدري ما يفعل بي! واختلف النَّاس فِي المرأة التي قَالَ لها رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَذَا، فقيل: كانت أم السائب زوجته.
وقيل: أم العلاء الأنصارية، وكان نزل عليها. وقيل: كانت أم خارجة بْن [3] زَيْد، وقالت امرأته ترثيه:
يا عين جودي بدمع غير ممنون ... عَلَى رزية عثمان بْن مظعون
عَلَى امرئ بات فِي رضوان خالقه ... طوبى لَهُ من فقيد الشخص مدفون
طاب البقيع لَهُ سكنى وغرقده ... وأشرقت أرضه من بعد تعيين [4]
وأورث القلب حزنًا لا انقطاع لَهُ ... حتَّى الممات، فما ترقى له شونى
__________
[1] لفظ الترمذي- كما في تحفة الأحوذي، أبواب الجنائز، باب ما جاء في تقبيل الميت 4/ 63-: «وهو يبكى» أو قال: عيناه تذرفان» . قال الترمذي: «وفي الباب عن ابن عباس وجابر وعائشة، قالوا: إن أبا بكر قبل النبي صلى الله عليه وسلم وهو ميت» وقال أيضا: «حديث عائشة حديث حسن صحيح» .
هذا وقد أخرج حديث عائشة ابن ماجة في كتاب الجنائز، باب ما جاء في تقبيل الميت، عن أبى بكر بن أبى شيبة وعلى ابن محمد، عن وكيع، عن سفيان، به نحوه، الحديث 456: 1/ 468. وكذا أخرجه الإمام أحمد، عن يحيى، عن سفيان: 6/ 43. وينظر أيضا المسند: 6/ 55، 6/ 206.
[2] الاستيعاب: 3/ 1055.
[3] في المطبوعة ومخطوطة دار الكتب «111» مصطلح حديث: «خارجة بنت زيد» والصواب ما أثبتناه عن الاستيعاب، وقد مضت ترجمة خارجة برقم 1330: 2/ 85.
[4] كذا في المطبوعة، وفي المخطوطة دون فقط، وفي الاستيعاب 3/ 1056،: «تفتين» .

(3/496)


وقالت أم العلاء: رَأَيْت لعثمان بْن مظعون عينًا تجري، فجئت رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأخبرته، فَقَالَ: ذاك عمله. أَخْرَجَهُ الثلاثة.
3589- عثمان بن معاذ القرشي
(ب) عثمان بْن مُعَاذ الْقُرَشِيّ التيمي- أَوْ: مُعَاذ بْن عثمان.
كذا روى حديثه ابْنُ عيينة، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ التَّيْمِيِّ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ قَوْمِهِ بَنِي تَيْمٍ يُقَالُ لَهُ: عُثْمَانُ بْنُ مُعَاذٍ أَوْ: مُعَاذُ بْنُ عُثْمَانَ- أَنَّهُ سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: ارْمُوا الْجِمَارَ بِمِثْلِ حَصَى الْخَذْفِ [1] . أَخْرَجَهُ أبو عمر.
3590- عثمة أبو إبراهيم الجهنيّ
(ب ع س) عثمة أَبُو إِبْرَاهِيم الجهني.
حديثه عند أولاده. رَوَاهُ يَحيى بْن بكير، عَنْ رفيع بْن خَالِد، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيم بْن عثمة الجهني، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدّه قَالَ: خرج النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذات يوم، فلقيه رجل من الأنصار فقال: يا رسول الله، بأبي أنت وأمي، إنه ليسوؤني الذي أرى بوجهك! فنظر النبي صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى وجه الرجل ساعة، ثُمَّ قَالَ: الجوع! فجاء الرجل بيته فلم يجد فِيهِ شيئًا من الطعام، فأتى بني قريظة فآجر نفسه عَلَى كل دلو بتمرة، حتَّى جمع حفنة- أَوْ: كفا- ثُمَّ رجع بالتمر، فوجد رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مجلسه لم يرم [2] مِنْهُ، فوضعه بين يديه وقَالَ: كل أي رَسُول اللَّه. فَقَالَ له النبي صلى الله عليه وسلم: إني لأظنك تحب اللَّه ورسوله. قَالَ: أجل، والذي بعثك بالحق، لأنت أحب إليَّ من نفسي وولدي وأهلي ومالي. قَالَ: إما لا فاصطبر للفاقة، وأعد للبلاء تجفافا [3] فو الّذي بعثني بالحق لهما أسرع [4] إِلَى من يحبني من هبوط الماء من رأس الجبل إِلَى أسفله. أخرجه أبو موسى وأبو نعيم. وقال أبو مُوسَى: أورده ابْنُ شاهين وَأَبُو نعيم بالثاء، يعني المثلثة، وأورده الحافظ أَبُو عَبْد اللَّه بْن منده بالنون بدل الثاء. وكذلك قاله ابن ماكولا وأبو عمر بالنون [5] .
__________
[1] أي: صغيرة.
[2] أي: لم يبرحه.
[3] التجفاف- بكسر التاء-: ما يجلل به الفرس من سلاح وآلة تقيه الجراح. والكلام تمثيل للاستعداد للأحداث ومعنى «إما لا» : إن لم تفعل كذا ...
[4] في المطبوعة ومخطوطة دار الكتب «111» مصطلح حديث: «لهى أسرع» والمثبت عن الإصابة.
[5] الاستيعاب، الترجمة 2048-: 3/ 1247.

(3/497)


3591- عثيم بن كليب
(س) عثيم بْن كَثِير بْن كليب.
أورده ابْنُ شاهين فِي الصحابة، ورواه عَنِ الواقدي عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِم بْن عثيم بْن كَثِير بْن كليب الجهني، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جده: أَنَّهُ رَأَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دفع من عرفة بعد أن غابت الشمس.
كذا أورده ابْنُ شاهين. ورواه غيره عَنِ الواقدي فَقَالَ: عَنْ عَبْد اللَّه بْن منيب، عن عثيم ابن كثير بن كليب، عن أبيه، عن جده حديثًا آخر. ولعله كَانَ فِي الأصل مُحَمَّد بْن مُسْلِم، عَنْ عثيم بْن كَثِير بْن كليب، فصحف «عَنْ» بابن، لأن الصحابي فِيهِ كليب [1] .
أَخْرَجَهُ أَبُو مُوسَى.
باب العين والجيم
3592- عجرى بن مانع السكسكي
(د ع) عجري بْن مانع السكسكي.
من أصحاب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، شهد فتح مصر. لا تعرف لَهُ رواية، قاله ابن يونس.
أخرجه ابن منده وأبو نعيم.
3593- عجوز بن نمير
(ع س) عجوز بْن نمير.
رَوَى نَصْرُ بْنُ حَمَّادٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنِ الجريريّ، عن أبى السليل، عن عجوز ابن نُمَيْرٍ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي فِي الْكَعْبَةِ مُسْتَقْبِلَ الْبَابِ، فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: «اللَّهمّ اغْفِرْ لِي ذَنْبِي، عَمْدِي وَخَطَئِي» .
أَخْرَجَهُ أَبُو نُعَيْمٍ وَأَبُو مُوسَى. وَقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: هَكَذَا قَالَ: «عَجُوزُ بْنُ نُمَيْرٍ» . وَرَوَاهُ غُنْدَرٌ وَحَجَّاجٌ وَغَيَرْهُمَا عَنْ شُعْبَةَ فَقَالُوا: «عَجُوزٌ مِنْ بَنِي نُمَيْرٍ» . أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بن هبة الله بإسناده إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ: حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنْ [2] شُعْبَةَ، عَنْ سَعِيدٍ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ أَبِي السَّلِيلِ، عَنْ عَجُوزٍ مِنْ بَنِي نُمَيْرٍ أَنَّهُ قَالَ: «رمقت
__________
[1] قال ابن أبى حاتم في الجرح 3/ 2/ 156: «كثير بن كليب الجهنيّ، ولأبيه صحبة: روى عن أبيه، روى عنه ابنه غثيم بن كليب. سمعت أبى يقول ذلك» .
[2] في المطبوعة: «حجاج بن شعبة» . وهو خطأ، والصواب عن مسند الإمام أحمد، والتهذيب، ترجمة حجاج بن محمد المصيصي: 2/ 205.

(3/498)


النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يُصَلِّي بِالأَبْطَحِ، تِجَاهَ الْبَيْتِ قَبْلَ الْهِجْرَةِ، فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: اللَّهمّ، اغْفِرْ لِي ذَنْبِي خَطَئِي وَجَهْلِي [1] » .
وَقَالَ أبو موسى نحو ذلك، والله أعلم.
3594- عجير بن عبد يزيد
(ب) عجير بْن عَبْد يزيد بْن هاشم بْن المطلب بن عبد مناف بن قصي الْقُرَشِيّ المطلبي، أخو ركانة بْن عَبْد يزيد [2] .
كَانَ ممن بعثه عُمَر بْن الخطاب رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ليقيموا أنصاب الحرم [3] ، وكان من مشايخ قريش وجلتهم، وأطعمه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من خيبر ثلاثين وسقا.
أخرجه أبو عمر [4] .
3595- عجير بن عبد العزى
(ع س) عجير بْن يَزِيدَ بْن عَبْد العزي.
سكن مكَّة، قاله الطبراني عَنِ الْبُخَارِيّ أَنَّهُ ذكره فِي الصحابة. ولم يذكر لَهُ شيئًا، وذكر لَهُ غيره حديثًا فِي فضل مقبرة مكَّة، أَنَّهُ يبعث منها يَوْم القيامة سبعون ألفًا لا حساب عليهم، وقَالَ المستغفري: قسم لَهُ رَسُول اللَّهِ صلى اللَّه عَلَيْهِ وسلم من خيبر ثلاثين وسقا.
أخرجه أبو نعيم وَأَبُو مُوسَى، ولم ينسباه إلا هكذا. ولعله الّذي قبل هذا الترجمة: «عجير ابن عَبْد يزيد» ، فسقط «عَبْد» ، ويشهد لهذا أَنَّهُ قسم لَهُ رَسُول اللَّهِ صلى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من خيبر ثلاثين وسقًا.
أَخْبَرَنَا أَبُو جعفر عبيد الله بن أحمد بإسناده إلى يونس بن بكير، عن ابن إسحاق، في تَسْمِيَةِ مَنْ قَسَمَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ خَيْبَرَ، قَالَ: «وَلِعُجَيْرِ بن عبد يزيد ثلاثين وَسْقًا [5] » . فما أقرب أن يكون الأول صحيحًا، وهذا وهم. والله أعلم.
تم الجزء الثالث
__________
[1] مسند الإمام أحمد: 4/ 55. وأخرج نحوه عن محمد بن جعفر، عن شعبة. ينظر المسند: 5/ 270.
[2] مضت ترجمته، برقم 1708: 2/ 236. وينظر كتاب نسب قريش: 95.
[3] أي: ليحددوا معالم الحرم بحجارة تعرف بها حدوده.
[4] الاستيعاب، الترجمة 2023: 3/ 1236.
[5] سيرة ابن هشام: 2/ 352.

(3/499)


باب العين والدال
3596- عداء بن خالد
(ب د) عداء بْن خَالِد بْن هوذة بْن ربيعة بْن عمرو بْن عامر بْن صعصعة بن معاوية بن بكر ابن هوازن، وعمرو هُوَ أخو البكاء بْن عَامِر، واسم البكاء: رَبِيعة. وربيعة بْن عَمْرو هُوَ أنف الناقة، وليس هُوَ أنف الناقة الَّذِي مدح الحطيئة قبيلته.
يعد العداء فِي أعراب البصرة. وفد عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، روى عَنْهُ أَبُو رجاء العطاردي، وعبد المجيد بن وهب، وجهضم بْن الضحاك.
أسلم بعد الفتح وحنين، وهو القائل: «قاتلنا رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْم حنين، فلم يظهرنا اللَّه ولم ينصرنا» . ثُمَّ أسلم وحسن إسلامه.
أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ وَغَيْرُ وَاحِدٍ بِإِسْنَادِهِمْ إِلَى أَبِي عِيسَى التِّرْمِذِيِّ قال: حدثنا محمد ابن بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ لَيْثٍ، صَاحِبُ الْكَرَابِيسِ [1] ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَجِيدِ بْنُ وَهْبٍ قَالَ:
قَالَ لِي الْعَدَّاءُ بْنُ خَالِدٍ: أَلا أُقْرِئُكَ كِتَابًا كَتَبَهُ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ قُلْتُ: بَلَى! فَأَخْرَجَ لِي كِتَابًا: «هَذَا مَا اشْتَرَى الْعَدَّاءُ بْنُ خَالِدِ بْنِ هَوْذَةَ مِنْ رَسُولِ [2] اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم، عبدا [3] أو أمة، لأداء [4] وَلا غَائِلَةَ وَلا خِبْثَةَ، بَيْعُ الْمُسْلِمِ [5] الْمُسْلِمَ [6] . قَالَ الأَصْمَعِيُّ: سَأَلْتُ سَعِيَد بْنَ أَبِي عَرُوبَةَ عَنِ «الْغَائِلَةِ» فَقَالَ: «الإِبَاقُ وَالسَّرِقَةُ وَالزِّنَا» . وَسَأَلْتُهُ عَنِ «الْخِبْثَةِ» فَقَالَ: «بَيْعُ أَهْلِ عَهْدِ الْمُسْلِمِينَ [7] » .
أخرجه ابن مندة وأبو عمر [8] .
__________
[1] «الكرابيس» : جمع كرباس، بكسر الكاف، وهو ثوب من القطن الأبيض.
[2] في الترمذي: «من محمد رسول الله ... » .
[3] في الترمذي: «اشترى منه عبدا أو أمة ... » .
[4] أي: «لا داء يكتمه البائع، وإلا فلو كان بالعبد داء وبينه البائع كان من بيع المسلم المسلم. والمراد بالغائلة الاحتيال في البيع، أو سكوت البائع عن بيان ما يعلم أنه مكروه، والخبثة- بكسر الخاء المعجمة وبضمها، وسكون الموحدة وبعدها مثلثة-: المراد الأخلاق الخبيثة كالإباق، أو الخبثة هي الدنية، أو الحرام.
[5] المراد أن بيع المسلم للمسلم ليس فيه شيء مما ذكر من الداء والغائلة والخبثة.
[6] أخرجه الترمذي في أبواب البيوع، باب ما جاء في كتابة الشروط، ينظر تحفة الأحوذي، الحديث 1234: 4/ 207، 208، وقال الترمذي: «هذا حديث حسن غريب، لا نعرفه إلا من حديث عباد بن ليث. وقد روى عنه هذا الحديث غير واحد من أهل الحديث» .
[7] يعنى أنه لا يحل أن يبيع من أعطى عهدا أو أمانا.
[8] الاستيعاب، الترجمة 2024: 1237، 1238.

(3/500)


3597- عداس
(د ع) عداس، مَوْلَى شَيْبَة بْن رَبِيعة بْن عَبْد شمس.
من أهل «نينوي» الموصل، كَانَ نصرانيًا. لَهُ ذكر فِي صفة النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم.
أخبرنا أبو منصور بن مكارم بإسناده إلى أبي زكريا يزيد بْنِ إِيَاسٍ: حَدَّثَنَا أَبُو شُعَيْبٍ الْحَرَّانِيُّ، حَدَّثَنَا البقيلى عن محمد بن إسحاق، عن يزيد بن زِيَادٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ- وَذَكَرَ قِصَّةَ مَسِيرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الطَّائِفِ، وَمَا لَقِيَ مِنْ ثَقِيفٍ- قَالَ: فَأَلْجَئُوهُ إِلَى حَائِطٍ لِعُتْبَةَ وَشَيْبَةَ ابْنَيْ رَبِيعَةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسٍ، وَهُمَا فِيهِ، فَعَمَدَ إلى ظل جبلة [1] فَجَلَسَ فِيهِ، وَابْنَا رَبِيعَةَ يَنْظُرَانِ إِلَيْهِ وَيَرَيَانِ مَا يَلْقَى مِنْ سُفَهَاءِ أَهْلِ الطَّائِفِ، فَتَحَرَّكَتْ لَهُ رَحِمُهُمَا [2] ، فَدَعَوَا غُلامًا لَهُمَا نَصْرَانِيِّا، يُقَالُ لَهُ: عَدَّاسٌ، فَقَالا لَهُ: خُذْ قِطْفًا مِنْ هَذَا الْعِنَبِ، فَضَعْهُ بَيْنَ يَدَيْ ذَلِكَ الرَّجُلِ. فَفَعَلَ عَدَّاسٌ، وَأَقْبَلَ حَتَّى وَضَعَهُ بَيْنَ يَدَيْ رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم قَالَ لَهُ:
كُلْ. فَلَمَّا وَضَعَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدَهُ قَالَ: «بِسْمِ اللَّهِ» ، ثُمَّ أَكَلَ، فَنَظَرَ عَدَّاسٌ فِي وَجْهِهِ ثُمَّ قَالَ: «وَاللَّهِ إِنَّ هَذَا الْكَلامَ مَا يَقُولُهُ أَهْلُ هَذِهِ الْبِلادِ!» . فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وَمِنْ أَهْلِ أَيِّ الْبِلادِ أَنْتَ يَا عَدَّاسُ؟ وَمَا دِينُكَ؟ قَالَ: نَصْرَانِيٌّ مِنْ أَهْلِ «نِينَوَى، فَقَالَ لَهُ رسول الله صلى الله عليه وسلم: من أهل قرية الرَّجُلِ الصَّالِحِ «يُونُسَ بْنِ مَتَّى» . قَالَ عَدَّاسٌ: وَمَا يُدْرِيكَ مَا يُونُسُ؟
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ذَاكَ أَخِي، كَانَ نَبِيِّا وَأَنَا نَبِيٌّ، فَأَكَبَّ «عَدَّاسٌ» عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُقَبِّلُ رَأْسَهُ وَيَدَيْهِ وَقَدَمَيْهِ» . قَالَ: يَقُولُ ابْنَا رَبِيعَةَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ: أَمَّا غُلامُكَ فَقَدْ أَفْسَدَهُ عَلَيْكَ. فَلَمَّا جَاءَهُمَا عَدَّاسٌ قَالا لَهُ: وَيْلَكَ يَا عَدَّاسُ! مَا لَكَ تُقَبِّلُ يَدَيْ هَذَا الرَّجُلِ وَرَأْسَهُ [3] ! قَالَ: يَا سَيِّدِي، مَا فِي الأَرْضِ شَيْءٌ خَيْرٌ مِنْ هَذَا. قَالا: وَيْحَكَ يَا عَدَّاسُ! لا يَصْرِفَنَّكَ عَنْ دِينِكَ، فَإِنَّ دِينَكَ خَيْرٌ مِنْ دِينِهِ [4] » .
أَخْرَجَهُ أَبُو نُعَيْمٍ وَابْنُ مَنْدَهْ. واستدركه أبو زكريا عَلَى جَدِّهِ أَبِي عَبْد اللَّهِ بْن مَنْدَهْ، وقد أخرجه جده.
__________
[1] الحبلة: شجرة العنب.
[2] الرحم: الصلة والقرابة.
[3] في سيرة ابن هشام: «وقدميه» .
[4] سيرة ابن هشام: 1/ 421.

(3/501)


3598- عدس بن عاصم
عدس بْن عاصم بْن قطن بْن عَبْد اللَّهِ بْن سعد بْن وائل العكلي.
ذكره ابن قانع بإسناد لَهُ، عَنِ المستنير بْن عَبْد اللَّه بْن عدس: أن عدسا وخزيمة [1] ابني عاصم وفدا عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
ذكره ابن الدباغ الأندلسى.
3599- عدي بن بداء
(د ع) عدي بْن بداء.
أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ وَغَيْرُ وَاحِدٍ بِإِسْنَادِهِمْ إِلَى أَبِي عِيسَى التِّرْمِذِيِّ قَالَ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي شعيب الحراني، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ الْحَرَّانِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ ابن إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي النَّضْرِ [2] ، عَنْ بَاذَانَ مَوْلَى أُمِّ هَانِئٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ تَمِيمٍ الدّارىّ في هذه الآية: يا أَيُّهَا الَّذِينَ [3] آمَنُوا شَهادَةُ بَيْنِكُمْ إِذا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ حِينَ الْوَصِيَّةِ اثْنانِ 5: 106، قال: بريء [4] النَّاسُ مِنْهَا غَيْرِي وَغَيْرَ عَدِيِّ بْنِ بَدَّاءٍ، وَكَانَا نَصْرَانِيَّيْنِ يَخْتَلِفَانِ إِلَى الشَّامِ قَبْلَ الإِسْلامِ، فَأَتَيَا الشَّامَ لِتِجَارَتِهِمَا، وَقَدِمَ عَلَيْهِمَا مَوْلًى لِبَنِي سَهْمٍ [5] ، يُقَالُ لَهُ: «بُدَيْلُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ» بِتِجَارَةٍ، وَمَعَهُ جَامٌ [6] مِنْ فِضَّةٍ، فَمَرِضَ وَأَوْصَى إِلَيْهِمَا فَمَاتَ- قَالَ: فَأَخَذْنَا الْجَامَ فَبِعْنَاهُ بِأَلْفِ دِرْهَمٍ، ثُمَّ اقْتَسَمْنَاه أَنَا وَعَدِيٌّ، فَلَمَّا قَدِمْنَا إِلَى أَهْلِهِ دَفَعْنَا إِلَيْهِمْ مَا كَانَ مَعَنَا، فَفَقَدُوا الْجَامَ، فَسَأَلُونَا عَنْهُ، فَقُلْنَا: مَا تَرَكَ غَيْرَ هَذَا [7]- قَالَ تَمِيمٌ: فَلَمَّا أَسْلَمْتُ بَعْدَ قُدُومِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ [تَأَثَّمْتُ مِنْ ذَلِكَ [8]] فَأَتَيْتُ أَهْلَهُ فَأَخْبَرْتُهُمُ الْخَبَرَ، وَأَدَّيْتُ إِلَيْهِمْ خَمْسَمِائَةِ دِرْهَمٍ، وَأَخْبَرْتُهُمْ أَنَّ عِنْدَ صاحبي مثلها. فأتوا به رسول الله
__________
[1] تقدمت ترجمة خزيمة، برقم 1454: 2/ 135، 136.
[2] في المطبوعة: «أبى النصر» بالصاد، وصوابه من الترمذي، قال يعرف به: «وأبو النضر الّذي روى عنه محمد ابن إسحاق هذا الحديث، هو عندي محمد بن السائب الكلبي، يكنى أبا النضر، وقد تركه أهل العلم بالحديث، وهو صاحب التفسير»
[3] سورة المائدة آية: 106.
[4] في المطبوعة: «يرى» . وهو خطأ، والصواب من الترمذي.
[5] في المطبوعة: «لبني هاشم» ، والمثبت عن الترمذي. وقد تقدمت ترجمة «بديل» برقم 381: 1/ 203، وقيل فيها: «مولى عمرو بن العاص السهمي» .
[6] الجام: إناء. ونص الترمذي: «ومعه جام من فضة، يريد به الملك، وهو عظم تجارته، فمرض، فأوصى إليهما وأمرهما أن يبلغا ما ترك أهله- قال تميم: فلما مات أخذنا ... » .
[7] في الترمذي: «ما ترك غير هذا، وما دفع إلينا غيره» .
[8] عن سنن الترمذي، ومعنى «تأثمت» : تحرجت.

(3/502)


صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَسَأَلَهُمُ الْبَيِّنَةَ، فَلَمْ يَجِدُوا، فَأَمَرَهُمْ أَنْ يَسْتَحْلِفُوهُ بِمَا يُعَظَّمُ [بِهِ] عَلَى أَهْلِ دِينِهِ، فَحَلَفَ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا شَهادَةُ بَيْنِكُمْ 5: 106 ... الآيَةَ [1] .
أَخْرَجَهُ ابْنُ مَنْدَهْ وَأَبُو نُعَيْمٍ، وَقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: لا يُعْرَفُ لِعَدِيٍّ إِسْلامٌ، وَقَدْ ذَكَرَهُ بَعْضُ الْمُتَأَخِّرِينَ.
قلت: والحق مَعَ أَبِي نعيم، فإن الحديث فِيهِ ما يدل عَلَى أَنَّهُ لم يسلم، فإن تميمًا يَقُولُ فِي الحديث: «فأمرهم رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إن يستحلفوه بما يعظم [بِهِ] عَلَى أهل دينه» ، وهذا يدل عَلَى أَنَّهُ غير مسلم، والله أعلم.
3600- عدي بن أبى البداح
(س) عدي بْن أَبِي البداح.
أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ وَغَيْرُهُ بِإِسْنَادِهِم إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عُمَرَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عمرو بْن حزم، عَنْ أبيه، عَنْ أبى البدّاح ابن عَدِيٍّ عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَخَّصَ لِلرِّعَاءِ أَنْ يَرْمُوا يَوْمًا، وَيَدَعُوا يَوْمًا [2] .
كَذَا [3] رَوَاهُ ابْنُ عُيَيْنَةَ، وَرَوَاهُ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أبي بكر، عن أبيه، عن أبي البداح بْنِ عَاصِمِ بْنِ عَدِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ. وَرِوَايَةُ مالك [4] أصح» .
أخرجه أبو موسى.
3601- عدي بن تميم
(س) عدي بْن تميم، أَبُو رفاعة.
كذا أورده ابْنُ أَبِي علي، وهو مختلف فِي اسمه، فقيل: «تميم [5] بْن أسيد» . وقيل:
«عَبْد اللَّه بْن الحارث [6] » . ولم يقل: «عدي» غيره فيما أعلم.
قاله أبو موسى.
__________
[1] تحفة الأحوذي، تفسير سورة المائدة، الحديث 5052: 8/ 426- 432. وقد ساق الحافظ ابن كثير هذا الحديث، وذكر رواياته. ينظر تفسيره، عند الآية 106 من سورة المائدة: 3/ 213- 215 بتحقيقنا.
[2] أي: يجوز لهم أن يرموا اليوم الأول من أيام التشريق، ويذهبوا إلى إبلهم فيبيتوا عندها، ويدعوا يوم النفر الأول، ثم يأتوا في اليوم الثالث فيرموا ما فاتهم في اليوم الثاني مع رمى اليوم الثالث. هذا أحد ما قيل في شرح الحديث: وينظر تحفة الأحوذي.
[3] هذا كلام الترمذي.
[4] تحفة الأحوذي، أبواب الحج، باب ما جاء في الرخصة للرعاء أن يرموا يوما ويدعوا يوما، الحديث 961: 4/ 27، 28
[5] مضت ترجمته برقم 514: 1/ 255.
[6] ينظر الترجمة 2867: 3/ 202، والترجمة 2873: 3/ 205.

(3/503)


3602- عدي التيمي
(س) عدي التيمي.
أورده الإسماعيلي. روى عَنْهُ الوازع بْن نافع، عَنْ أَبِي سَلَمة، عَنْ عدي التيم، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «تقوم الساعة عَلَى حفالة [1] من النَّاس [2] » . أَخْرَجَهُ أبو موسى.
3603- عدي الجذامي
(س) عدي الجذامي.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ هُبَلَ [3] الطَّبِيبُ الْبَغْدَادِيُّ نَزِيلُ الْمَوْصِلِ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ بْنِ الأَشْعَثِ، أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَحْمَدَ الْكِنَانِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي نَصْرٍ، وَأَبُو الْقَاسِمِ تَمَّامُ بْنُ مُحَمَّدٍ الرَّازِيُّ، وَأَبُو نَصْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ هَارُونَ الْمَعْرُوفُ بِابْنِ الْجَنَدِيِّ، وَأَبُو الْقَاسِمِ عبد الرحمن ابن الْحُسَيْنِ بْنِ أَبِي الْعَقِبِ، وَأَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ الْقَطَّانُ قَالُوا:
أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي الْعَقِبِ، أَخْبَرَنَا أَبُو زرعة عبد الرحمن ابن عَمْرٍو النَّصْرِيُّ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ مَيْسَرَةَ الصَّنْعَانِيُّ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حَرْمَلَةَ، عَنْ عَدِيٍّ الْجُذَامِيِّ: أَنَّهُ لَقِيَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم في بَعْضِ أَسْفَارِهِ قَالَ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، كَانَتْ لِي امْرَأَتَانِ اقْتَتَلَتَا فَرَمِيَتْ إِحْدَاهُمَا فَرُمِيَ فِي جِنَازَتِهَا- أَيْ: مَاتَتْ [4]- قَالَ: اعْقِلْهَا وَلا تَرِثْهَا. قَالَ: فَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى نَاقَةٍ حَمْرَاءَ جَدْعَاءَ، وَهُوَ يَقُولُ: تَعَلَّمُوا أَيُّهَا النَّاسُ، فَإِنَّمَا الأَيْدِي ثَلاثَةٌ: فَيَدُ اللَّهِ الْعُلْيَا، وَيَدُ الْمُعْطِي الْوُسْطَى، وَيَدُ الْمُعْطَى السُّفْلَى. فَتَعَفَّفُوا بِحِزَمِ الْحَطَبِ، اللَّهمّ هل بلغت» .
__________
[1] الحفالة: الحثالة.
[2] روى الإمام أحمد نحوه عن علباء السلمي. ينظر المسند: 3/ 499. وروى البخاري في كتاب الرقاق، باب ذهاب الصالحين 8/ 114 عن مرداس الأسلمي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «يذهب الصالحون الأول فالأول، ويبقى حفالة كحفالة الشعير أو التمر، لا يباليهم الله بالة» وقال البخاري: «يقال: حفالة وحثالة» .
[3] في المطبوعة: «هيل» بالياء المثناة. والمثبت عن المشتبه للذهبى: 651.
[4] في المطبوعة: «فرمى في جنازتها فماتت» ، ومثله في مخطوطة دار الكتب «111» مصطلح حديث. ولعل الصواب ما أثبتناه، ففي النهاية: «فرمى في جنازتها، أي ماتت» يقال: رمى في جنازة فلان إذا مات، لأن جنازته تصير مرميا فيها.
والمراد بالرمي: الحمل والوضع» . يقصد أن يقول إنه حملت جنازتها، وهذا كناية عن الموت.

(3/504)


أَخْرَجَهُ أَبُو مُوسَى وَقَالَ: جَعَلَهُمَا الطَّبَرَانِيُّ تَرْجَمَتَيْنِ- يَعْنِي هَذَا وَعَدِيَّ بْنَ زَيْدٍ الْجُذَامِيَّ- وقَالَ: روى عَنْ عدي الجذامي عَبْد الرَّحْمَن بْن حرملة أو عن رجل، عنه أَنَّهُ رمى امْرَأَة فقتلها.
وروى عَنْ عدي بْن زَيْد عَبْد اللَّه بْن أَبِي سُفْيَان، فِي حمى المدينة- قال: وجمع بينهما ابن منده، وكأنهما اثنان، وَإِنما قَالَ: جمعهما ابْنُ منده، لأن ابْنُ منده روى هذين الحديثين فِي ترجمة عدي بْن زَيْد الجذامي، والله أعلم.
3604- عدي بن حاتم
(ب د ع) عدي بْن حاتم بْن عَبْد اللَّه بْن سعد بْن الحشرج بْن امرئ القيس بن عدىّ ابن أخزم بْن أَبِي أخزم بْن رَبِيعة بْن جرول بْن ثعل بْن عَمْرو بْن الغوث بن طيِّئ الطائي، وأبوه حاتم هُوَ الجواد الموصوف بالجود، الَّذِي يضرب بِهِ المثل، يكنى عدي أبا طريف. وقيل:
أَبُو وهب، يختلف النسابون فِي بعض الأسماء إلى طيِّئ.
وفد عدي عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سنة تسع فِي شعبان، وقيل: سنة عشر، فأسلم وكان نصرانيًا.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَضْلِ عبد الله بن أحمد بْنِ عَبْدِ الْقَاهِرِ، أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ الْقَارِئُ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُحَسِّنِ التَّنُوخِيُّ، حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ عَلِيِّ بْنِ عِيسَى بْنِ دَاوُدَ، أَخْبَرَنَا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْمَرْوَزِيُّ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ حُذَيْفَةَ قَالَ: كُنْتُ أَسْأَلُ عَنْ حَدِيثِ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ، وَهُوَ إِلَى جَنْبِي، فَقُلْتُ: أَلا آتِيهِ فَأَسْأَلُهُ؟ فَأَتَيْتُهُ فَسَأَلْتُهُ، فَقَالَ: بُعِثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ بُعِثَ، فَكَرِهْتُهُ أَشَدَّ مَا كَرِهْتُ شَيْئًا قَطُّ، فَانْطَلَقْتُ حَتَّى إِذَا كنت في أَقْصَى الأَرْضِ مِمَّا يَلِي الرُّومَ، فَكَرِهْتُ مَكَانِي ذَلِكَ مِثْلَمَا كَرِهْتُهُ أَوْ أَشَدَّ، فَقُلْتُ: لَوْ أَتَيْتُ هَذَا الرَّجُلَ فَإِنْ كَانَ كَاذِبًا لَمْ يَخْفَ عَلَيَّ، وَإِنْ كَانَ صَادِقًا اتَّبَعْتُهُ؟ فَأَقْبَلْتُ، فَلَمَّا قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ اسْتَشْرَفَنِي النَّاسُ وَقَالُوا: عَدِيُّ بْنَ حَاتِمٍ! عَدِيُّ بْنُ حَاتِمٍ! فَأَتَيْتُهُ، فَقَالَ لِي: يَا عَدِيَّ بْنَ حَاتِمٍ، أَسْلِمْ تَسْلَمْ قُلْتُ: إِنَّ لِي دِينًا. قَالَ: أَنَا أَعْلَمُ بِدِينِكَ مِنْكَ. قُلْتُ: أَنْتَ أَعْلَمُ بِدِينِي مِنِّي؟
قَالَ: نَعَمْ، مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلاثًا، قَالَ: أَلَسْتَ ترأس قومك؟ قال، قُلْتُ: بَلَى. قَالَ: أَلَسْتَ [1] رَكُوسِيًّا؟ أَلَسْتَ تَأْكُلُ [2] الْمِرْبَاعَ؟ قُلْتُ: بَلَى. قَالَ: فَإِنَّ ذَلِكَ لا يحلّ في دينك. قال:
__________
[1] الركوسية: دين النصارى والصابئين.
[2] المرباع: ربع الغنيمة، وكان رئيس القوم المطاع فيهم يأخذه دون أصحابه في الجاهلية.

(3/505)


فَنَضْنَضْتُ [1] لِذَلِكَ، ثُمَّ قَالَ: يَا عَدِيُّ، أَسْلِمْ تَسْلَمْ. قَالَ: قَدْ أَظُنُّ- أَوْ: قَدْ أَرَى، أَوْ:
كَمَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنَّهُ مَا يَمْنَعُكَ أَنْ تُسْلِمَ إلا غضاضة تَرَاهَا مِمَّنْ حَوْلِي، وَإِنَّكَ تَرَى النَّاسَ عَلَيْنَا إِلْبًا [2] وَاحِدًا. قَالَ: هَلْ أَتَيْتَ الْحِيرَةَ؟ قُلْتُ: لَمْ آتِهَا، وَقَدْ عَلِمْتُ مَكَانَهَا.
قَالَ: يُوشِكُ الظَّعِينَةُ [3] أَنْ تَرْتَحِلَ مِنَ الْحِيرَةِ بِغَيْرِ جِوَارٍ، حتى تطوف بالبيت، ولتفتحنّ علينا كنز كِسْرَى بْنِ هُرْمُزَ. قَالَ، قُلْتُ: كِسْرَى بْنُ هُرْمُزَ! قَالَ: كِسْرَى بْنُ هُرْمُزَ، مَرَّتَيِن أَوْ ثَلاثًا، وَلَيُفِيضَنَّ الْمَالُ حَتَّى يَهُمَّ الرَّجُلُ [4] مَنْ يَقْبَلَ صَدَقَتَهُ. قَالَ عَدِيٌّ: قَدْ رَأَيْتُ اثْنَتَيْنِ:
الظَّعِينَةَ تَرْتَحِلُ بِغَيْرِ جِوَارٍ حَتَّى تَطُوفَ بِالْبَيْتِ، وَقَدْ كُنْتُ فِي أَوَّلِ خَيْلٍ أَغَارَتْ عَلَى كُنُوزِ كِسْرَى بْنِ هُرْمُزَ، وَأَحْلِفُ باللَّه لَتَجِيئَنَّ الثَّالِثَةَ أَنَّهُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [5] .
وقيل: إنه لما بعث النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم سريّة إلى طيِّئ أخذ عدي أهله، وانتقل إِلَى الجزيرة، وقيل:
إِلَى الشام، وترك أخته سفانة بِنْت حاتم، فأخذها المسلمون، فأسلمت وعادت إِلَيْه فأخبرته، ودعته إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فحضر معها عنده، فأسلم وحسن إسلامه، وَقَدْ ذكرناه فِي ترجمة أخته سفانة.
وروي عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أحاديث كثيرة، ولما توفي رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قدم عَلَى أَبِي بَكْر الصديق فِي وقت الردة بصدقة قومه، وثبت عَلَى الْإِسْلَام ولم يرتد، وثبت قومه معه. وكان جوادًا شريفًا فِي قومه، معظمًا عندهم وعند غيرهم، حاضر الجواب، روى عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ: «ما دخل عليّ وقت صلاة إلا وأنا مشتاق إليها» . وكان رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يكرمه إِذَا دخل عَلَيْهِ.
أَخْبَرَنَا غَيْرُ وَاحِدٍ إِجَازَةً عَنْ أَبِي غَالِبِ بْنِ الْبَنَّاءِ، عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ الْجَوْهَرِيِّ، عَنْ أَبِي عُمَرَ بْنِ حَيُّوَيْهِ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَعْرُوفٍ، حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ قَهْمٍ [6] ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ وَيَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ قَالا: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ عَامِرٍ الشَّعْبِيِّ قَالَ: لَمَّا كَانَ زَمَنُ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَدِمَ عَدِيُّ بْنُ حَاتِمٍ عَلَى عُمَرَ، فَلَمَّا دَخَلَ عَلَيْهِ كَأَنَّهُ رَأَى مِنْهُ شَيْئًا- يَعْنِي جَفَاءً- قَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، أَمَا تَعْرِفُنِي؟ قَالَ: بَلَى، وَاللَّهِ أَعْرِفُكَ،
__________
[1] نضنضت: حركت لساني في فمي.
[2] أي: مجتمعين.
[3] الظعينة: المرأة ما دامت في الهودج.
[4] أي: يحزنه.
[5] أخرج الإمام أحمد نحوه عن يزيد، عَنْ هشام بْن حسان، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ عن رجل قال: قلت لعدي بن حاتم ... وذكره. المسند: 4/ 257.
[6] في المطبوعة: «فهم» بالفاء. وينظر فيما تقدم: 3/ 324، التعليق رقم: 2.

(3/506)


أكرمك الله بأحسن المعرفة، أعرفك والله، أسلمت إِذْ كَفَرُوا، وَعَرَفْتَ إِذْ أَنْكَرُوا، وَوَفَّيْتَ إِذْ غَدَرُوا، وَأَقْبَلْتَ إِذْ أَدْبَرُوا. فَقَالَ: حَسْبِي يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ حَسْبِي.
وشهد فتوح العراق، ووقعة القادسية، ووقعة مهران، ويوم الجسر مَعَ أَبِي عُبَيْد [1] ، وغير ذَلِكَ.
وكان مَعَ خَالِد بْن الْوَلِيد لما سار إِلَى الشام، وشهد معه بعض الفتوح، وأرسل معه خَالِد بالأخماس إِلَى أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ.
وسكن الكوفة، قَالَ الشَّعْبِيّ: أرسل الأشعث بْن قيس إِلَى عدي بْن حاتم يستعير مِنْهُ قدور حاتم، فملأها، وحملها الرجال إِلَيْه، فأرسل إِلَيْه الأشعث: إنما أردناها فارغة! فأرسل إِلَيْه عدي: إنا لا نعيرها فارغة.
وكان عدي يفت الخبز للنمل ويقول: إنهن جارات، ولهن حق.
وكان عدي منحرفًا عَنْ عثمان، فلما قتل عثمان قال: «لا يحبق [2] فِي قتله عناق» . فلما كَانَ يَوْم الجمل فقئت عينه، وقتل ابنه مُحَمَّد مَعَ عليّ، وقتل ابنه الآخر مَعَ الخوارج، فقيل لَهُ: يا أبا طريف، هَلْ حبق فِي قتل عثمان عناق؟! قَالَ: إي والله، والتيس الأعظم.
وشهد صفين مَعَ عليّ، روى عَنْهُ الشَّعْبِيّ، وتميم بْن طرفة، وعبد اللَّه بْن معقل، وَأَبُو إِسْحَاق الهمداني، وغيرهم.
وتوفي سنة سبع وستين، وقيل: سنة ثمان. وقيل: سنة تسع وستين، وله مائة وعشرون سنة قيل: مات بالكوفة أيام الْمُخْتَار، وقيل: مات بقرقيسياء، والأول أصح.
أَخْرَجَهُ الثلاثة.
النضنضة: تحريك اللسان. والغضاضة: الذلة. والنقيصة وقيل: إنَّما هِيَ «خصاصة» بالخاء، وهي الفقر.
3605- عدي بن ربيعة بن سواءة
(د ع) عدي بْن رَبِيعة بْن سواءة بن جشم بن سعد الجشمي.
__________
[1] في المطبوعة: «مع أبى عبيدة» ، وستأتي ترجمة «أبى عبيد» في باب الكنى.
[2] لا يحبق: لا يضرط.

(3/507)


والد مُحَمَّد بْن عدي، وهو ممن سمى ابنه محمدًا فِي الجاهلية، ولا أعلم هَلْ بقي إِلَى أن بعث النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أم لا؟ وَقَدْ ذكرناه عند ابنه مُحَمَّد.
أَخْرَجَهُ ابْنُ منده وَأَبُو نعيم هكذا، وقَالَ أَبُو نعيم: مختلف فِي إسلامه.
3606- عدي بن ربيعة
(ب) عدي بْن رَبِيعة. ذكروه فيمن أدرك النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من مسلمة الفتح.
أَخْرَجَهُ أَبُو عُمَر وقَالَ: أظنه عدي بْن رَبِيعة بْن عَبْد العزى بْن عبد شمس بْن عَبْد مناف، وهو ابْنُ عم أَبِي العاص بْن الربيع [1] فإن صدق ظنه، فهما اثنان، أعنى هذا والّذي قبله.
3607- عدي بن أبى الزغباء
(ب د ع) عدي بْن أَبِي الزغباء، واسمه سنان، بْن سبيع بْن ثعلبة بْن ربيعة بن زهرة ابن بذيل بْن سعد بْن عدي بْن كاهل بْن نصر بْن مَالِك بْن غطفان بْن قيس بْن جهينة الجهني، حليف بني مَالِك بْن النجار من الأنصار.
شهد بدرا، وأحدا، والخندق، والمشاهد كلها مع رسول الله صلى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وهو الَّذِي أرسله رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَعَ «بسبس بن عمرو [2] » يتجسسان الأخبار من عير أَبِي سُفْيَان فِي وقعة بدر.
أَخْرَجَهُ الثلاثة.
بذيل: بضم الباء الموحدة، وفتح الذال المعجمة.
3608- عدي بن زيد الجذامي
(ب د ع س) عدي بْن زَيْد الجذامي. حجازي.
مختلف فِي حديثه، روى عَنْهُ عَبْد اللَّه بْن أَبِي سُفْيَان أَنَّهُ قَالَ: حمى رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي كل ناحية من المدينة بريدًا [3] ، لا يخبط شجره [4] ، ولا يعضد [5] إلا عصًا يساق بها الجمل [6] .
__________
[1] الاستيعاب، الترجمة 1782: 1059.
[2] ينظر ترجمة بسبس فيما تقدم: 1/ 213.
[3] البريد: أربعة فراسخ، والفرسخ ثلاثة أميال. والحمى: مكان يمنع القرب منه. والمراد هنا حرم المدينة، حماه النبي صلى الله عليه وسلم لإبل الصدقة، ومنع العامة أن يرعوا فيه دوابهم.
[4] لا يخبط شجره: لا يضرب بالعصا ليتساقط ورقه.
[5] لا يعضد: لا يقطع.
[6] ينظر الأحاديث في تحريم المدينة، في صحيح مسلم، كتاب الحج، باب فضل المدينة: 4/ 112- 117. وسنن أبى داود كتاب المناسك، باب في تحريم المدينة: 2/ 216، ومسند الإمام أحمد عن أبى هريرة: 2/ 256، وعن أبى سعيد الخدريّ: 3/ 23

(3/508)


وروى عَنْهُ عَبْد الرَّحْمَن بْن حرملة، أَنَّهُ سَمِعَ رجلًا من «جذام» يحدث عَنْ رَجُل يُقال لَهُ: «عدي بْن زَيْد» أَنَّهُ رمى امرأته بحجر فماتت، فتبع رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بتبوك، فقص عليه أمرها فَقَالَ لَهُ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: تعقلها ولا ترثها» .
قاله ابن منده وأبو نعيم. وقال أبو عُمَر: عدي الجذامي، وروى لَهُ حديث قتل امرأته، وقال: هذا حديث عبد الرحمن ابن حرملة، سَمِعَ رجلًا، من جذام، عَنْ رَجُل منهم يُقال لَهُ: عدي [1] ولم ينسبه، وهو هُوَ، وأخرجه أَبُو مُوسَى فَقَالَ: عدي بْن زَيْد، وعدي الجذامي، وجعلهما الطبراني ترجمتين. روى عَنْ عدي بْن زَيْد عَبْد اللَّه بْن أَبِي سُفْيَان فِي حمى المدينة. وروى عَنِ الجذامي عَبْد الرَّحْمَن بْن حرملة: أَنَّهُ رمى امرأته فقتلها. قَالَ أَبُو مُوسَى: وجمع بَيْنَهُما الحافظ أَبُو عَبْد اللَّه بْن منده، وكأنهما اثنان. وَقَدْ تقدم ذكر عدي الجذامي، والله أعلم أخرجه الثلاثة وأبو موسى.
3609- عدي بن شراحيل
(س) عدي بْن شراحيل، من بني عَامِر بن ذهل بْن ثعلبة بْن عكابة.
وَفَدَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بإسلامه وَإِسلام أهل بيته، وسأله الأمان من مخافة خافها. فكتب لَهُ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كتابًا.
أَخْرَجَهُ أَبُو مُوسَى.
3610- عدي بْن عبد بن سواءة
عدي بْن عَبْد بْن سواءة بْن القاطع بْن جري بْن عوف بْن مَالِك بْن سود بن تديل بن حشم ابن جذام الجذامي.
وفد إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قاله ابْنُ الكلبي.
حشم: بكسر الحاء وسكون الشين المعجمة وآخره ميم. وتديل: بفتح التاء فوقها نقطتان، وكسر الدال المهملة، قاله ابْنُ حبيب.
__________
[1] الاستيعاب، الترجمة 1792: 3/ 1061.

(3/509)


3611- عدي بن عدي بن عميرة
(س) عدي بْن عدي بْن عميرة بْن فروة بْن زرارة بْن الأرقم بْن النعمان بن عمرو بن وهب ابن رَبِيعة بْن معاوية الأكرمين الكندي، يكنى أبا فروة [1] .
أورده ابْنُ أَبِي عاصم، وعلى العسكري، والطبراني وغيرهم فِي الصحابة. أما أَبُوهُ فلا شك فِي صحبته.
وَرَوَى الطَّبَرَانِيُّ بِإِسْنَادِهِ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ عَدِيِّ بْنِ عُمَيْرَةَ الْكِنْدِيِّ أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من حَلَفَ عَلَى مَالِ امْرِئٍ مُسْلِمٍ لَقِيَ اللَّهَ وَهُوَ عَلَيْهِ غَضْبَانُ» .
وهذا الحديث قَدْ رَوَاهُ غير واحد عَنْ «عدي بْن عدي» ، عَنْ أبيه، وعن عمه العرس ابن عميرة: أَخْبَرَنَا أَبُو أَحْمَدَ عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ سُكَيْنَةَ الصُّوفِيُّ بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَبِي دَاوُدَ سُلَيْمَانَ بْنِ الأَشْعَثِ:
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلاءِ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، حَدَّثَنَا مُغِيرَةُ بْنُ زياد الموصل، عَنْ عَدِيِّ بْنِ عَدِيٍّ، عَنْ الْعُرْسِ، عَنِ النبي صلى الله عليه وسلم قال: إذا عملت الخطيئة في الأرض كان مَنْ شَهِدَهَا وَكَرِهَهَا- وَقَالَ مَرَّةً: أَنْكَرَهَا- كَمَنْ غَابَ عَنْهَا، وَمَنْ غَابَ عَنْهَا فَرَضِيَهَا كَانَ كَمَنْ شَهِدَهَا [2] » .
وهذا العرس بْن عميرة هُوَ عم عدي بْن عدي، وَقَدْ روى أَبُو دَاوُد أيضًا هَذَا الحديث عَنْ أَحْمَد بْن يونس، عَنْ أَبِي شهاب، عَنْ مُغِيرَة، عَنْ عدي بْن عدي، عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [3] . فحيث جاءت بعض هَذِهِ الأحاديث مرسلة ظنة بعضهم صحابيًا.
أَخْبَرَنَا أَبُو مَنْصُورِ بْنُ مُكَارِمٍ بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَبِي زَكَرِيَّا: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمَدِينِيُّ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ [4] (ح) قَالَ أَبُو زَكَرِيَّا: وَحَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ، حَدَّثَنَا هُدْبَةُ- قَالا: حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، حَدَّثَنَا عَدِيُّ بْنُ عَدِيٍّ، حَدَّثَنَا رَجَاءُ بْنُ حَيْوَةَ وَالْعُرْسُ بْنُ عُمَيْرَةَ، عَنْ أَبِيهِ عَدِيِّ بْنِ عُمَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من حَلَفَ عَلَيَّ يَمِينٌ لِيَقْتَطِعَ بِهَا مَالَ أَخِيهِ لقي الله وهو عليه غضبان» .
__________
[1] في المطبوعة: «أبا وفرة» وهو خطأ، والصواب عن مخطوطة دار الكتب «111» مصطلح حديث، وسيأتي على الصواب أيضا في بعض التراجم التالية. وينظر الاستيعاب، الترجمة 1786: 3/ 1060.
[2] سنن أبى داود، كتاب الملاحم، باب الأمر والنهى، الحديث 4345: 4/ 124.
[3] سنن أبى داود، الكتاب، والباب المتقدمان، الحديث 4346، 4/ 124.
[4] وكذا رواه الإمام أحمد عن يحيى بن سعيد بإسناده مثله. ينظر المسند: 4/ 191، 192.

(3/510)


قَالَ أَبُو زكريا: سَمِعْتُ عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن حنبل يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: عدي ابن عدي أَبُوهُ من أصحاب رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
أَخْرَجَهُ أَبُو مُوسَى.
قلت: الصحيح أَنَّهُ لا صحبة لَهُ، واستعمله عُمَر بْن عَبْد العزيز عَلَى الجزيرة والموصل وكان ناسكًا، وكان يُقال: إنه سيد أهل الجزيرة. واستعمال عُمَر لَهُ يدل عَلَى أَنَّهُ لا صحبة لَهُ فإن خلافته كانت سنة مائة، وعاش هُوَ بعد عُمَر.
3612- عدي بْن عَمْرو بن سويد
عدي بْن عَمْرو بْن سويد بْن زبان بْن عَمْرو بْن سلسلة بْن غنم بْن ثوب بْن معن بْن عتود الطائي المعني [1] الشَّاعِر.
قَالَ ابْنُ الكلبي: هُوَ جاهلي إسلامي، ومن شعره فِي إسلامه: [2]
تركت الشعر واستبدلت مِنْهُ ... إِذَا داعي صلاة الصبح قاما [3]
كتاب اللَّه ليس لَهُ شريك ... وودعت المدامة والندامى
وودعت القداح [4] وَقَدْ أراني ... بها سدكًا [5] وَإِن كانت حراما
وهو عدي المعروف بالأعرج.
ثوب هذا بضم الثاء المثلثة، وفتح الواو.
3613- عدي بن عميرة الكندي
(ب د ع) عدي بْن عميرة بْن فروة الكندي، يكنى أبا زرارة.
توفي بالرها. روى عنه قيس بن أبى حازم.
__________
[1] في المطبوعة: «المغنى» بالغين المعجمة. وهو خطأ، وصوابه «المعنى» بالعين المهملة، نسبة إلى معن بن عتود، وهو كذلك في أمالى القالي: 1/ 203.
[2] الأبيات في أمالى القالي 1/ 203 منسوبة إلى سويد بن عدي، وقال أبو على: «وأدرك الإسلام» . وقد ذكر «سويد ابن عدي» في الصحابة، الحافظ بن حجر برقم 3718: 2/ 116، عن المرزباني، ونسب إليه البيتين الأولين.
[3] يروى الشطر الثاني في الأمالي. «إذا داعي منادى الصبح قاما» .
[4] في الأمالي: «وحرمت الخمور» .
[5] سدكا- بفتح فكسر-: مولعا بها. وقد ذكر أبو على القالي مرادفات هذه الكلمة، فقال: «ويقال: سدك به:
وعسك، وعسق، ولكد، ولكي، وحلس، وعبق، ولذم، وغرى (كلها بفتح فكسر) : إذا لصق به ولزمه، وكذلك، درب به، وضرى به، ولهج، وأعصم به، وأخلد به، وعض به، وأزم به، وألظ به» .

(3/511)


أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْن أَبِي مَنْصُور الأَمِينُ بِإِسْنَادِهِ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ الأَشْعَثِ قَالَ: حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ قَالَ: حَدَّثَنِي قَيْسٌ قَالَ: حَدَّثَنِي عَدِيُّ بْنُ عُمَيْرَةَ الْكِنْدِيُّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ، مَنْ عَمِلَ لَنَا مِنْكُمْ عَمَلا فَكَتَمَنَا مِنْهُ مِخْيَطًا فَمَا فَوْقَهُ، فَهُوَ غُلٌّ يَأْتِي بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ. فَقَامَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ أَسْوَدُ كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَيْهِ فَقَالَ:
يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَقْبِلْ عَنِّي عَمَلَكَ قَالَ: وَمَا ذَاكَ؟ قَالَ: سَمِعْتُكَ تَقُولُ: كَذَا وَكَذَا. قَالَ:
وَأَنَا أَقُولُ ذَاكَ: مَنِ اسْتَعْمَلْنَاهُ عَلَى عَمَلٍ فَلْيَأْتِ بِقَلِيلِهِ وَكَثِيرِهِ، فَمَا أُوتِيَ مِنْهُ أَخَذَهُ، وَمَا نُهِيَ عَنْهُ انْتَهَى [1] » أَخْرَجَهُ الثَّلاثَةُ، إِلا أَنَّ أَبَا عمر قَالَ: «الْحَضْرَمِيُّ، وَيُقَالُ: الْكِنْدِيُّ [2] » . وَالصَّحِيحُ أَنَّهُ كِنْدِيٌّ.
3614- عدي بن عميرة
(د ع) عدي بْن عميرة، أخو العرس بْن عميرة الكندي.
روى عَنْهُ ابْنُه عدي بْن عدي بْن عميرة أن رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «وأمروا النساء فِي أنفسهن» وقَالَ: الثيب تعرب عَنْ نفسها والبكر رضاؤها صمتها [3] » . وَرَوَى سُلَيْمَانُ بْنُ بِلالٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ عَدِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ قَالَ: أَتَى رَجُلانِ يَخْتَصِمَانِ إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي أَرْضٍ، فَقَالَ أَحَدُهُمَا: هي لي. وقال الآخر: هي لي، وغضبنيها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فِيهَا الْيَمِينُ لِلَّذِي بِيَدِه الأَرْضُ. فَلَمَّا أَوْقَفُوهُ لِيَحْلِفَ قَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَمَا أَنَّهُ مَنْ حَلَفَ عَلَى مَالِ امْرِئٍ مُسْلِمٍ لَقِيَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ وَهُوَ عَلَيْهِ غَضْبَانُ. قَالَ: فَمَنْ تَرَكَهَا؟ قَالَ: لَهُ الْجَنَّةُ» أَخْرَجَهُ ابْنُ مَنْدَهْ وَأَبُو نُعَيْمٍ، وَقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: هُوَ عِنْدِي الْمُتَقَدِّمُ- يَعْنِي عدي بن عميرة ابن فَرْوَةَ.
قلت: الصحيح مَعَ أَبِي نعيم، هما واحد، وأمَّا ابنه عدي بْن عدي بْن عميرة فلا صحبة لَهُ، وكان عدي بْن عميرة بْن فروة بالكوفة، ولما ورد إليها أمير المؤمنين عليّ بْن أَبِي طَالِب رَأَى
__________
[1] سنن أبى داود، كتاب الأقضية، باب في هدايا العمال، الحديث 3581: 3/ 300. وقد رواه مسلم عَنْ أَبِي بكر بْن أَبِي شيبة، عَنِ وكيع بن الجراح عن إسماعيل بن أبى خالد، به مثله. ينظر صحيح مسلم، كتاب الإمارة، باب تحريم هدايا العمال:
6/ 10. وكذا أخرجه الإمام أحمد عن يحيى بن سعيد، عن إسماعيل، به مثله. المسند: 4/ 192.
[2] الاستيعاب، الترجمة 1785: 3/ 1060.
[3] رواه الإمام أحمد في المسند: 4/ 192.

(3/512)


من أهل الكوفة قولًا فِي عثمان رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، فَقَالَ بنو الأرقم- وهم بطن من كندة، رهط عدىّ ابن عميرة-: لا نقيم فِي بلد يشتم فِيهِ عثمان، فخرجوا إِلَى معاوية. وكان إِذَا قدم عَلَيْهِ أحد من أهل العراق أنزلهم الجزيرة مخافة أن يفسدوا أهل الشام، فأنزلهم «نصيبين» ، وأقطع لهم قطائع، ثُمَّ كتب إليهم: إني أتخوف عليكم عقارب «نصيبين» . فأنزلهم (الرها) ، وأقطعهم بها قطائع. وشهدوا معه صفين، ومات عدي بالرها.
وقَالَ أَبُو الهيثم: «هما واحد» . يعني هَذَا والذي قبله.
وقَالَ أَبُو أَحْمَد العسكري: عدي بْن عميرة الكندي- وَيُقَال: الحضرمي- بْن زرارة بْن الأرقم بْن النعمان قَالَ: وقَالَ قوم: عدي بْن فروة الكندي، أَبُو فروة، وفرّق ابن أَبِي خيثمة بين عدي بْن عميرة وعدي بن فروة، والله أعلم.
3615- عدي بن فروة
(ب) عدي بْن فروة.
أَخْرَجَهُ أَبُو عُمَر قَالَ: وَيُقَال: إنه عدي بْن عميرة بْن فروة بْن زرارة بْن الأرقم الكندي، أصله كوفي، وبها كانت سكناه، وانتقل إِلَى حران، قيل: هُوَ الأول، يعني: عدي بْن عميرة الكندي- وهو عند أكثرهم [غير الأول، كذلك قَالَ أَبُو حاتم وغيره وهذا هُوَ والد عدي بْن عدي الفقيه الكندي [1]] صاحب عُمَر بْن عَبْد العزيز، قاله الْبُخَارِيّ. وخالفه غيره، فجعله الأول، وهو عند بعضهم غير الأول. وقَالَ أَحْمَد بْن زُهَيْر: ليس هُوَ من ولد هَذَا ولا هَذَا، وجعل أباه رجلا ثالثًا. روى عَنْ هَذَا رَجُل يُقال لَهُ: «العرس» ، وروى رجاء بْن حيوة عَنْ عدي بن عدي ابن عميرة بْن فروة، عَنْ أَبِيهِ. وقَالَ الواقدي: توفي عدي بْن عميرة بْن زرارة بالكوفة سنة أربعين، أظنه الأول، والله أعلم.
قلت: هَذَا كلام أَبِي عُمَر، ولم يأت بشيء يدل عَلَى أَنَّهُ غير الأول، فإن قول أَبِي حاتم والبخاري لا يدل عَلَى أَنَّهُ غيرهما. وأمَّا قول أَحْمَد بْن زُهَيْر فيدل أَنَّهُ غيرهما، ولا شك أَنَّهُ وهم مِنْهُ، ولا أشك أن هَذَا عدي بْن فروة نسب إِلَى جده، فإنه عدي بْن عميرة بْن فروة، وهو أيضًا عدي بْن عميرة أخو العرس بْن عميرة، فهؤلاء الثلاثة عندي واحد، والله أعلم.
__________
[1] عن الاستيعاب، الترجمة 1785: 3/ 1060. ويقتضي ذكره تعقيب ابن الأثير على كلام أبى عمر.

(3/513)


3616- عدي بن قيس السهمي
(ب س) عدي بْن قيس السهمي. كَانَ من المؤلفة قلوبهم.
روى عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ يَحْيَى [1] بْنِ أَبِي كثير قال: كان المؤلفة قلوبهم ثلاثة عشر رجلًا، ثمانية من قريش، وذكر منهم: عدي بْن قيس السهمي.
قَالَ أَبُو عُمَر: وهذا لا يعرف.
أَخْرَجَهُ أبو عمر [2] وأبو موسى.
3617- عدي بن مرة بن سراقة
(ب) عدي بْن مرة بْن سراقة بْن خباب بْن عدي بْن الجد بْن العجلان البلوي، حليف لبني عَمْرو بْن عوف من الأنصار.
قتل يَوْم خيبر شهيدًا، طعن بين ثدييه بالحربة فمات منها.
أَخْرَجَهُ أَبُو عُمَر.
3618- عدي بن نضلة
(ب س) عدي بْن نضلة- هكذا قَالَ ابْنُ إِسْحَاق [3] والواقدي، وقَالَ ابْنُ الكلبي:
نضيلة وهو ابْنُ عَبْد العزى بْن حرثان بْن عوف بْن عُبَيْد بْن عويج بْن كعب الْقُرَشِيّ العدوي وأمه بِنْت مَسْعُود بْن حذافة بْن سعد بْن سهم.
هاجر هُوَ وابنه النعمان إِلَى أرض الحبشة، وبها مات عدي بْن نضلة، وهو أول موروث فِي الْإِسْلَام بالإسلام ورثه ابنه النعمان.
أَخْرَجَهُ أَبُو عُمَر وأبو موسى.
3619- عدي بن نوفل
(ب) عدي بْن نوفل بْن أسد بْن عَبْد العزى بْن قصي الأسدي، أسد قريش، وهو أخو ورقة وصفوان ابني نوفل، أمه آمنة بِنْت جَابِر بْن سُفْيَان، أخت تأَبَّط شرّا الفهميّ، ذكر ذلك [4] الزبير.
__________
[1] في المطبوعة: «محمد بن أبى كثير» وهو خطأ، صوابه من الإصابة، والتهذيب، ترجمة يحيى بن أبى كثير:
11/ 268. وترجمة على بن المبارك الهنائى: 7/ 375. والجرح والتعديل لابن أبى حاتم: 2/ 1/ 203.
[2] الاستيعاب، الترجمة: 1787: 3/ 1060.
[3] سيرة ابن هشام: 2/ 265، 367.
[4] ينظر كتاب نسب قريش: 209.

(3/514)


أسلم عدي يَوْم الفتح، ثُمَّ عمل لعمر بْن الخطاب وعثمان بْن عفان رَضِي اللَّه عنهما على حضرموت، وكانت تحته أم عَبْد اللَّه بْنت أَبِي البختري بْن هاشم [1] ، وكان يكتب إليها لتسير إِلَيْه، فلا تفعل، فكتب إليها [2] :
إِذَا ما أمّ عبد الله ... لم تحلل بواديه
ولم تمس قريبًا هيج ... الشوق [3] دواعيه
فَقَالَ لها أخوها الأسود بْن أَبِي البختري: «قَدْ بلغ هَذَا الأمر من ابْنُ عمك، اشخصي إِلَيْه» ففعلت.
أَخْرَجَهُ أَبُو عُمَر [4] .
3620- عدي بن همام
عدي بْن همام بْن مرة بْن حجر بْن عدي بْن رَبِيعة بْن معاوية بْن الحارث الأصغر بْن معاوية الكندي، أَبُو عائذ.
وفد إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قاله ابْنُ الدباغ، عَنِ ابْنِ الكلبي.
باب العين والراء
3621- عرابة بن أوس
(ب) عرابة بْن أوس بْن قيظي بْن عَمْرو بْن زيد بْن جشم بْن حارثة بْن الحارث بْن الخزرج بْن عمرو بْن مَالِك بْن الأوس، الْأَنْصَارِيّ الأوسي ثُمَّ الحارثي.
كان أبوه أوس بْن قيظي من رءوس المنافقين، أحد القائلين: إِنَّ بُيُوتَنا عَوْرَةٌ 33: 13 [5] .
وذكر ابْنُ إِسْحَاق والواقدي أن عرابة استصغره رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْم أحد، فرده مَعَ نفر منهم: ابْنُ عُمَر، والبراء بْن عازب، وغيرهما.
__________
[1] في المطبوعة: «بن هشام» وهو خطأ، والصواب ما أثبتناه عن ترجمة الأسود بن أبى البحيري فيما مضى: 1/ 99.
وكتاب نسب قريش: 213.
[2] البيتان والقصة في كتاب نسب قريش: 209.
[3] في كتاب نسب قريش: «هيج الحزن» .
[4] الاستيعاب، الترجمة 1790: 3/ 1061.
[5] سورة الأحزاب، آية: 13.

(3/515)


وكان عرابة من سادات قومه، كريمًا جوادًا، كَانَ يقاس فِي الجود بعبد اللَّه بْن جَعْفَر [1] وبقيس بْن سعد بْن عبادة.
وذكر ابْنُ قُتَيْبَة والمبرد أن عرابة لقي الشماخ الشَّاعِر، وهو يريد المدينة، فسأله عما أقدمه المدينة، فَقَالَ: أردت [أن [أمتار [2] لأهلي. وكان معه بعيران، فأوقرهما لَهُ تمرًا وبرًا وكساه وأكرمه، فخرج عَنِ المدينة وامتدحه بالقصيدة التي يَقُولُ فيها [3] :
رَأَيْت عرابة الأوسي يسمو ... إِلَى الخيرات منقطع القرين
إِذَا ما راية رفعت لمجد ... تلقاها عرابة باليمين
إِذَا بلغتني وحملت رحلي ... عرابة فاشرقي بدم الوتين [4]
أَخْرَجَهُ أَبُو عمر وأبو موسى.
3622- عرابة بن شماخ
(س) عرابة بْن شماخ الجهني.
شهد فِي الكتاب الَّذِي كتبه رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ للعلاء بْن الحضرمي حين بعثه إِلَى البحرين.
ذكره ابْنُ الدباغ، فيما استدركه على أبى عمر.
3623- عرابة والد عبد الرحمن
(س) عرابة والد عَبْد الرَّحْمَن.
أَخْرَجَهُ أَبُو مُوسَى وقَالَ: لَهُ ذكر فِي إسناده، ولم يورد له شيئا أكثر من هذا.
3624- عرباض بن سارية السلمي
(ب د ع) عرباض بْن سارية السلمي. يكنى أبا نجيح.
روى عَنْهُ عَبْد الرَّحْمَن بْن عَمْرو، وجبير بْن نفير، وخالد بْن معدان وغيرهم، وسكن الشام.
__________
[1] ينظر الترجمة 2862: 3/ 198 من هذا الكتاب، وستأتي ترجمة قيس بن سعد في حرف القاف.
[2] أمتار لأهلى: أبتاع لهم الطعام.
[3] الشعر والشعراء لابن قتيبة: 318، 319. والمعارف لابن قتيبة أيضا: 330. والكامل للمبرد: 113، 645.
[4] الوتين: عرق في القلب إذا انقطع مات صاحبه.

(3/516)


أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ يُعْرَفُ بِابْنِ الشِّيرَجِيِّ الدِّمَشْقِيُّ وَغَيْرُ وَاحِدٍ قَالُوا: أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ هِبَةِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنَا أبو العلاء أحمد بن مكي ابن حَسْنُوَيْهِ الْحَسْنُوِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو مَنْصُورٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ شكرَوَيْهِ، حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ جَعْفَرٍ البزدي، حَدَّثَنَا الأَصَمُّ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْفَرَجِ الْحِمْصِيُّ، حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، عَنْ بُجَيْرِ بْنِ سعد، عن خالد بن معدان، عن عبد الرَّحْمَنِ بْنِ عَمْرٍو، عَنِ الْعِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ قَالَ: وَعَظَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم موعظة بليغة، ذَرَفَتْ مِنْهَا الْعُيُونُ، وَوَجِلَتْ مِنْهَا الْقُلُوبُ. فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَذِهِ مَوْعِظَةُ مُوَدِّعٍ، فَمَا تَعْهَدُ إِلَيْنَا؟ قَالَ:
أُوصِيكُمْ. بِتَقْوَى اللَّهِ، وَالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ وَإِنْ كَانَ عَبْدًا حَبَشِيًّا، فَإِنَّهُ مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ فَسَيَرَى اخْتِلافًا كَثِيرًا، وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الأُمُورِ فَإِنَّهَا ضَلالَةٌ، فَمَنْ أَدْرَكَ ذَلِكَ مِنْكُمْ فَعَلَيْهِ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الْمَهْدِيِّينَ الرَّاشِدِينَ. عَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ» [1] . وتوفي العرباض سنة خمس وسبعين، وَقِيلَ: تُوُفِّيَ فِي فِتْنَةِ ابْنِ الزُّبَيْرِ.
أَخْرَجَهُ الثلاثة.
3625- عرزب الكندي
(د) عرزب الكندي، يعد فِي أهل الشام.
روى عَنْهُ أَبُو عفيف أن رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إنكم ستحدثون بعدي أشياء، فأحبها إليَّ ما أحدثه عُمَر» . أَخْرَجَهُ ابْن منده.
أَبُو عفيف اسمه: عَبْد الملك.
3626- عرس بن عامر
عرس بْن عَامِر بْن رَبِيعة بْن هوذة بْن رَبِيعة، وهو البكاء، بْن عَامِر بْن صعصعة.
وفد هُوَ وأخوه عَمْرو بْن عَامِر عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فأعطاهما مسكنهما من «المصنعة» «وقرار [2] » .
ذكره ابن الدباغ.
__________
[1] أخرجه الإمام أحمد في مسندة عن عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صالح، عن حمزة بن حبيب، عن عبد الرحمن ابن عمرو، أنه سمع العرباض بن سارية، وذكر نحوه. المسند: 4/ 126.
[2] المصنعة وقرار: موضعان.

(3/517)


3627- عرس بن عميرة
(ب د ع) عرس بْن عميرة الكندي، أخو عدي بْن عميرة. تقدم نسبه عند ذكر أخيه عدي.
روى عَنْهُ ابْنُ أخيه عدي بْن عدي بْن عميرة، حديثه عند أهل الشام. روى عنه زهدم ابن الحارث أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: «من كذب علي متعمدا فليتبوَّأ مقعده من النار» . وروى عدي بْن عدي، عَنِ العرس أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «وأمروا النساء فِي أنفسهن» [1] .
وَقَدْ رُوِيَ هَذَا عَنْ عدي بْن عدي، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ العرس. وَقَدْ تقدم الكلام فِيهِ فِي عدي بْن عميرة، وعدي بْن عدي.
أَخْرَجَهُ الثلاثة [2]
3628- العرس بن قيس
(ب) العرس بْن قيس بْن سَعِيد بْن الأرقم بْن النعمان الكندي. مذكور فِي الصحابة أَخْرَجَهُ أَبُو عُمَر مختصرا، وقَالَ: «لا أعرفه. وقيل: مات في فتنة ابن الزبير [3] » .
3629- عرفجة بن أسعد
(ب د ع) عرفجة بْن أسعد بْن كرب التيمي [4] .
قاله ابْنُ منده وَأَبُو نعيم، وقَالَ أَبُو عُمَر: عرفجة بْن أسعد بْن صفوان التيمي [4] ، وهو بصري، وهو الَّذِي أصيب أنفه يَوْم الكلاب فِي الجاهلية.
أَخْبَرَنَا أَبُو مَنْصُورِ بْنِ مُكَارِمٍ الْمُؤَدِّبُ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ نَصْرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ صَفْوَانَ بِإِسْنَادِهِ إِلَى الْمُعَافَى بْنِ عِمْرَانَ، عَنْ أَبِي الأَشْهَبِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ طَرَفَةَ بْنِ عَرْفَجَةَ، عَنْ جَدِّهِ- وَكَانَ جَدُّهُ قَدْ أَدْرَكَ الْجَاهِلِيَّةَ- أَنَّ جَدَّهُ أُصِيبَ أَنْفُهُ يَوْمَ الْكِلابِ، فَاتَّخَذَ أَنْفًا مِنْ وَرِقٍ فَأُنْتِنَ، فَأَمَرَنِي النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنِ اتَّخِذْ أَنْفًا مِنْ ذَهَبٍ [5] .
__________
[1] رواه الإمام أحمد بنحوه، عن عدي بن عدي الكندي، عن أبيه. المسند: 4/ 192، ولفظه: «أشيروا على النساء في أنفسهن. فقالوا: إن البكر تستحي يا رسول اللَّهُ؟ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: الثيب تعرب عن نفسها بلسانها، والبكر رضاها صمتها» .
[2] الاستيعاب، الترجمة 1793: 3/ 1062.
[3] الاستيعاب، الترجمة 1794: 3/ 1062.
[4] في المطبوعة: «التميمي» والمثبت عن الاستيعاب، الترجمة 1705: 3/ 1062، والإصابة، الترجمة 5508: 2/ 467
[5] أخرجه الإمام أحمد عن يزيد بن هارون، عن أبى الأشهب بإسناده مثله. المسند: 4/ 342. وينظر المسند أيضا: 5/ 23.

(3/518)


وَرَوَاهُ هَاشِمُ بْنُ الْبُرَيْدِ وَأَبُو سَعِيدٍ الصَّنْعَانِيُّ، عَنْ أَبِي الأَشْهَبِ، بِإِسْنَادِهِ مِثْلَهُ.
أَخْرَجَهُ الثَّلاثَةُ.
3630- عرفجة بن خذيمة
(ب) عرفجة بْن خزيمة، الَّذِي قَالَ فِيهِ عُمَر بْن الخطاب لعتبة بْن غزوان- وَقَدْ أمده بِهِ-:
«شاوره، فإنه ذو مجاهدة للعدو، ومكابدة» .
أَخْرَجَهُ أَبُو عُمَر مختصرًا [1] .
قلت: كذا ذكره أَبُو عُمَر: «عرفجة بْن خزيمة» رَأَيْت ذَلِكَ فِي عدة نسخ صحيحة مسموعة أصول يعتمد عليها، «وخزيمة» وهم، «وَإِنما هُوَ «هرثمة» ، بالهاء والراء، لا بالخاء والزاي. وهو الَّذِي أمد بِهِ عُمَر بْن الخطاب عتبة بْن غزوان، وكان أَبُو بَكْر الصديق قَدْ أمد بِهِ أيضًا «جيفر بْن الجلندي [2] » بعمان لما ارتد أهلها، مَعَ لقيط بْن مَالِك الْأَزْدِيّ ذي التاج، وكان مَعَ عرفجة حذيفة بْن محصن القلعاني [3] وعكرمة بْن أَبِي جهل، فظفروا بالمرتدين.
3631- عرفجة بن شريح
(ب د ع) عرفجة بْن شريح الأشجعي، وقيل: الكندي، وقيل: عرفجة بْن صريح، بالصاد المهملة والضاد المعجمة، وقيل: ابْنُ طريح، بالطاء، وقيل: ابْنُ شريك، وقيل:
ابْنُ ذريح، وقيل غير ذَلِكَ. ومنهم من جعله أسلميًا.
سكن الكوفة. روى عَنْهُ قطبة بْن مَالِك، وزياد بْن علاقة، والسبيعي، وغيرهم.
رَوَى زِيَادُ بْنُ عِلاقَةَ، عَنْ قُطْبَةَ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ عَرْفَجَةَ قَالَ: صلى بنا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْفَجْرَ، ثُمَّ قَالَ: وُزِنَ أَصْحَابِي اللَّيْلَةَ [وُزِنَ [4]] أَبُو بَكْرٍ [فَوَزَنَ] ، ثُمَّ وُزِنَ عمر [فوزن] [5] ثم وزن عثمان [فخفّ [6]] .
__________
[1] الاستيعاب، الترجمة 1796: 3/ 1062.
[2] مضت ترجمته برقم 833: 1/ 371.
[3] في المطبوعة: «العلقانى» ، بتقديم العين على القاف. والمثبت عن ترجمته وضبط ابن الأثير هنالك. ينظر الترجمة:
1112: 1/ 467، 468.
[4] مكانه في المطبوعة: «فوزن» والمثبت عن الاستيعاب.
[5] سقط من المطبوعة، أثبتناه عن الاستيعاب، الترجمة 1797: 3/ 1064، ومسند الإمام أحمد: 5/ 376.
ومعنى «فوزن» - بفتح الواو والزاى-، فرجح، ففي اللسان: «ووزن في الشيء: رجح» .
[6] مكانه في المطبوعة: «فوزن» . وهو خطأ. والمثبت عن الاستيعاب. وفي مسند الإمام أحمد: «فنقص» .
وقد روى الحديث من وجوه متعددة، ينظر مسند الإمام أحمد: 4/ 63، 5/ 44، 50، 376، وسنن أبى داود، كتاب السنة، باب 18، وتحفة الأحوذي، أبواب الرؤيا، باب ما جاء في رؤيا النبي صلى الله عليه وسلم في الميزان والدلو، الحديث 62389/ 566.

(3/519)


أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي الرَّجَاءِ إِجَازَةً بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَبِي بَكْرٍ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَاصِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُوسَى، حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلاقَةَ، عَنْ عَرْفَجَةَ بْنِ شَرِيكٍ قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «إنها ستكون هنات وَهَنَاتٌ، فَمَنْ أَرَادَ أَنْ يُفَرِّقَ أُمَّةَ مُحَمَّدٍ وهم جميع، فاضربوه بسيف كَائِنًا مَنْ كَانَ» [1] . قَالَ أَبُو عُمَر: وقَالَ أَحْمَد بْن زُهَيْر: «عرفجة الأشجعي [2] غير عرفجة بْن شريح الكندي» قَالَ: وليس هُوَ عندي كما قَالَ أَحْمَد. وروى لَهُ أَبُو عُمَر هذين الحديثين، قَالَ: وفي اسم أَبِي عرفجة اختلاف كثير.
أخرجه الثلاثة.
3632- عرفجة بن هرثمة
(ب) عرفجة بْن هرثمة بْن عَبْد العزي بْن زُهَيْر بْن ثعلبة بْن عَمْرو- أخي بارق، واسم بارق: سعد بْن عدي بْن حارثة بن عمرو [3] مزيقياء.
وهو الَّذِي جند الموصل، وواليها، وله فيها أخبار. وهو الَّذِي أمد بِهِ عُمَر بْن الخطاب عتبة بن غزوان لما ولاه أرض الْبَصْرِيّ وكتب إِلَيْه: «إني قَدْ أمددتك بعرفجة بْن هرثمة وهو ذو مجاهدة ومكايدة للعدو، فإذا قدم عليك فاستشره» وَقَدْ ذكره هشام بْن الكلبي بهذا النسب، وجعله من بني عَمْرو وأخي بارق، وقَالَ:
عداده في بارق.
وذكر الطبري أَنَّهُ الَّذِي أمد بِهِ عُمَر بْن الخطاب عتبة بْن غزوان.
وذكره أَبُو عُمَر: عرفجة بْن خزيمة، فصحف فِيهِ، وَقَدْ ذكرناه ليعرف وهمه فيه.
__________
[1] الحديث رواه الإمام مسلم في كتاب الإمارة، باب حكم من فرق أمر المسلمين، وهو مجتمع 6/ 22، عن محمد بن بشار، عن محمد بن جعفر، عن شعبة بإسناده مثله. وكذلك رواه أبو داود في كتاب للسنة، باب في قتل الخوارج، الحديث 4762/ 4/ 242، عن يحيى، عن شعبة بإسناده ورواه الإمام أحمد في مسندة عن محمد بن جعفر، عن شعبة- وعن أبى النضر، عن شيبان، عن زياد، مثله المسند: 4/ 341.
[2] كذا في المطبوعة، وهو ثابت في إحدى نسخ الاستيعاب، وفي بعضها الآخر: «عرفجة الأسلمي» . ينظر الاستيعاب:
3/ 1063.
[3] ينظر جمهرة أنساب العرب لابن حزم: 347.

(3/520)


أخبرنا أبو منصور بن مكارم بإسناده إلى أَبِي زكريا يزيد بْن إياس الْأَزْدِيّ قَالَ: أخبرني الْحُسَيْن بْن عليل العنزي، حَدَّثَنِي أَبُو غسان ربيع بْن سَلَمة، حَدَّثَنَا أَبُو عبيدة قَالَ: الَّذِي جند «الموصل» عثمان بْن عفان، وأسكنها أربعة آلاف من الأزد وطيِّئ وكندة وعبد القيس، وأمر عرفجة بن هرثمة البارقي فقطع بهم من فارس إِلَى الموصل، وكان قَدْ بعثه عثمان يغير عَلَى أهل فارس.
قَالَ: وَحَدَّثَنَا أَبُو زَكَرِيَّا قَالَ: أَنْبَأَنِي مُحَمَّدُ بْنُ زَيْدٍ، عَنِ السَّرِيِّ بْنِ يحيى، عن سيف ابن عُمَرَ، عَنْ مُحَمَّدٍ وَطَلْحَةَ وَالْمُهَلَّبِ قَالُوا: كَتَبَ سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ إِلَى عُمَرَ فِي اجْتِمَاعِ أَهْلِ الْمَوْصِلِ إِلَى «الأَنْطَاقِ» وَإِقْبَالِهِ مِنْهَا حَتَّى نَزَلَ «تِكْرِيتَ» ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ عُمَرُ: أَنْ سَرِّحْ إِلَى «الأَنْطَاقِ» عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الْمُعْتَمِّ [1] الْعَبْسِيَّ، وَعَلَى مُقَدِّمَتِهِ رِبْعِيُّ بْنُ الأَفْكَلِ الْعَنْزِيُّ، وَعَلَى «الْخَيْلِ عَرْفَجَةُ بْنُ هَرْثَمَةَ الْبَارِقِيُّ ... وَذَكَرَ الْحَدِيثَ فِي فَتْحِ تِكْرِيتَ وَالْمَوْصِلِ [2] ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ.
3633- عرفجة بن أبى يزيد
(س) عرفجة بْن أَبِي يزيد.
أَخْرَجَهُ أَبُو مُوسَى وقَالَ: أورده جَعْفَر المستغفري فِي الصحابة، قَالَ: وَيُقَال: إن لَهُ صحبة، ولم يورد له شيئا.
3634- عرفطة الأنصاري
(س) عرفطة الْأَنْصَارِيّ.
روى الكلبي، عَنْ أَبِي صالح عَنِ ابْنِ عَبَّاس قَالَ: وأمَّا قولُه تَعَالى: لِلرِّجالِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوالِدانِ وَالْأَقْرَبُونَ 4: 7 [3] ... الآية، فإن أوس بْن ثابت توفي وترك ثلاث بنات، وترك امْرَأَة يقال لها: أم كجة، فقام رجلان من بني عمه يُقال لهما: قَتَادَة وعرفطة، فأخذا ماله، فجاءت أم كجة إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقالت: يا رَسُول اللَّه، إن أوس بْن ثابت توفي وترك عليّ ثلاث بنات، وليس عندي ما أنفق عليهن، وَقَدْ ترك مالًا حسنًا ذهب به ابنا عمّه: قتادة وعرفطة، فلم يعطيا بناته شيئًا، وهن فِي حجري لا يطعمانهن ولا يسقيانهن، وليس بيدي ما يسعهن. فَقَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ارجعي إِلَى بيتك حتَّى أنظر ما يحدث اللَّه، عز وجل، فأنزل الله تعالى:
__________
[1] في المطبوعة: «المغنم» وهو خطأ، والصواب عن المشتبه للذهبى: 599.
[2] ينظر الكامل لابن الأثير: 2/ 364.
[3] سورة النساء، آية: 7.

(3/521)


لِلرِّجالِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوالِدانِ وَالْأَقْرَبُونَ 4: 7 ... الآيَةَ، فَأَرْسَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى قَتَادَة وعرفطة: «لا تقربا من المال شيئًا حتَّى أنظركم هُوَ؟ فأنزل اللَّه: يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ 4: 11 [1] . أخرجه أبو موسى.
3635- عرفطة بن الحباب
(ب د) عرفطة بْن الْحُبَاب بْن حبيب- وقيل: ابْنُ جُبَيْر- الْأَزْدِيّ، حليف لبني أمية ابن عَبْد شمس بْن عَبْد مناف، وهو أَبُو أوفى بْن عرفطة.
استشهد يَوْم الطائف، وله عقب، ولا تعرف لَهُ رواية. وذكره ابْنُ إِسْحَاق، إلا أَنَّهُ قَالَ:
ابْنُ جناب، بالجيم والنون، وقَالَ ابْنُ هشام: «وَيُقَال: ابْنُ حباب [2] » بحاء مهملة، وباءين بنقطة نقطة.
أَخْرَجَهُ أَبُو عمر [3] وابن مندة.
3636- عرفطة بن فضلة
عرفطة بْن نضلة الأسدي، يكنى أبا مكعت، وَقَدْ ذكر فِي «أَبِي مكعت» «وأبي مصعب» ، فليطلب منه.
3637- عرفطة بن نهيك
(ب س) عرفطة بْن نهيك التميمي. لَهُ صحبة.
أَخْرَجَهُ أَبُو عُمَر [4] مختصرًا، وأخرجه أَبُو مُوسَى فَقَالَ: روى يزيد بْن عَبْد اللَّه، عن صفوان ابن أمية قَالَ: كُنَّا عِنْدَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقام عرفطة بْن نهيك التميمي، فَقَالَ: يا رَسُول اللَّه، إني وأهل بيتي مرزوقون من هَذَا الصيد، ولنا فِيهِ قسم [5] وبركة، وهو مشغلة عَنْ ذكر اللَّه عزَّ وجلَّ وعن الصلاة فِي جماعة، وبنا إِلَيْه حاجة، أفتحله أم تحرمه؟ قَالَ: أحله، لأن الله عز وجل أحلّه ... الحديث.
__________
[1] سورة النساء، آية: 11.
هذا وقد زوى هذا الأثر ابن مردويه من طريق إبراهيم بن هراسة، عن سفيان الثوري، عن عبد الله بن محمد بن عقيل، عن جابر. ينظر تفسير ابن كثير عند الآية السابقة من سورة النساء: 3/ 191 بتحقيقنا
[2] سيرة ابن هشام: 2/ 486.
[3] الاستيعاب، الترجمة 1798: 3/ 1064.
[4] الاستيعاب، الترجمة 1799، 3/ 1064.
[5] القسم: النصيب والحصة.

(3/522)


3638- عروة بن أثاثة
(ب س) عروة بْن أثاثة العدوي.
كَانَ من مهاجرة الفتح، وهو أخو عَمْرو بْن العاص لأمه. قاله أَبُو مُوسَى.
وقَالَ أَبُو عُمَر: «هُوَ عروة بْن أثاثة- وقيل: ابْنُ أَبِي أثاثة- بْن عَبْد العزى بْن حرثان ابن عوف بْن عُبَيْد بْن عويج بْن عدي بْن كعب الْقُرَشِيّ العدوي، قديم الْإِسْلَام، هاجر إِلَى أرض- الحبشة، ولم يذكره ابْنُ إِسْحَاق فيهم، وذكره مُوسَى بْن عقبة وَأَبُو معشر والواقدي [1] » قلت: قول أَبِي مُوسَى: «من مهاجرة الفتح» ، فإن الفتح لم يكن لَهُ هجرة، وَإِنما الهجرة انقطعت بالفتح [2] . وَقَدْ أعاد أَبُو مُوسَى ذكره مرة ثانية، فَقَالَ: «عروة بْن عَبْد العزى» ، ويرد الكلام عَلَيْهِ، إن شاء الله تعالى، هناك.
3639- عروة بن أسماء
(ب د ع) عروة بْن أسماء بْن الصلت بن حبيب بن حارثة بن هلال بن سماك بن عوف ابن امرئ القيس بْن بهثة بْن سُلَيْم السلمي، حليف لبني عَمْرو بْن عوف.
ذكره مُحَمَّد بْن إِسْحَاق [3] والواقدي فيمن استشهد يَوْم بئر معونة، قَالَ: وحرض المشركون يَوْم بئر معونة بعروة بْن أسماء أن يؤمنوه، فأبى، وكان ذا خلة [4] لعامر بْن الطفيل، مَعَ أن قومه من بني سليم حرضوا عَلَى ذَلِكَ مِنْهُ، فأبى وقَالَ: لا أقبل منهم أمانًا، ولا أرغب بنفسي عَنْ مصارع أصحابي، ثُمَّ تقدم فقاتل حتَّى قتل.
أخرجه الثلاثة.
3640- عروة بن الجعد
(د ع) عروة بْن الجعد- وقيل: ابْنُ أَبِي الجعد- البارقي، وقيل: الْأَزْدِيّ.
قاله ابْنُ منده وَأَبُو نعيم.
سكن الكوفة، روى عَنْهُ الشَّعْبِيّ، والسبيعي، وشبيب بْن غرقدة، وسماك بْن حرب، وشريح بن هاني، وغيرهم.
__________
[1] الاستيعاب، الترجمة 1800: 3/ 1064.
[2] في كتاب نسب قريش 381: أن عروة بن أبى أثاثة من مهاجرة الحبشة
[3] سيرة ابن هشام: 2/ 184.
[4] ذا خلة: ذا صداقة.

(3/523)


وكان ممن سيره عثمان، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، إِلَى الشام من أهل الكوفة، وكان مرابطًا ببرازالرّوز [1] ، ومعه عدة أفراس منها فرس أخذه بعشرة آلاف [2] درهم وقَالَ شبيب بْن غرقدة: رَأَيْت فِي دار عروة بْن الجعد سبعين فرسًا مربوطة للجهاد في سبيل الله عز وجل [3] .
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ الْخَطِيبُ بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَبِي دَاوُدَ الطَّيَالِسِيِّ قَالَ: حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، حَدَّثَنَا الزُّبَيْرُ بْنُ خِرِّيتٍ [4] الأَزْدِيُّ، حَدَّثَنَا نُعَيْمُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الْجَعْدِ الْبَارِقِيِّ قَالَ: رَأَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَمْسَحُ خَدَّ فَرَسِهِ، فقيل لَهُ فِي ذَلِكَ، فَقَالَ: إِنَّ جِبْرِيلَ عَاتَبَنِي فِي الْفَرَسِ [5] أَخْرَجَهُ ابْنُ منده وَأَبُو نعيم. وقولهما: «بارقي، وقيل: أزدي» واحد، فإن بارقًا من الأزد، وهو بارق بْن عدي بْن حارثة بْن امرئ القيس بْن ثعلبة بْن مازن بْن الأزد، وَإِنما قيل لَهُ: «بارق» ، لأنَّه نزل عند جبل اسمه «بارق» فنسب إليه، وقيل غير ذلك.
3641- عروة السعدي
(س) عروة السعدي.
أورده أَبُو بَكْر الإسماعيلي، روى عَنْهُ ابنه مُحَمَّد أَنَّهُ قَالَ: قَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم: إن من أشراط الساعة أن يعمر الخراب، ويخرب العمران، وأن يكون الغزو فيئًا، وأن يتمرس [6] الرجل بأمانته كما يتمرس البعير بالشجر» . أَخْرَجَهُ أبو موسى [7] .
__________
[1] برازالروز: موضع بالجانب الشرقي من بغداد.
[2] في المطبوعة: «بعشرة ألف درهم» . وهو خطأ.
[3] رواه الإمام أحمد في مسندة: 4/ 375.
[4] في المطبوعة: «الحريث» بالحاء والثاء، والمثبت عن التهذيب: 3/ 314 والجرح لابن أبى حاتم، 1/ 2/ 581.
[5] أخرج الإمام مالك نحوه عن يحيى بن سعيد، ولفظه: «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رئي وهو يمسح وجه فرسه بردائه، فسئل عن ذلك، فقال: إني عوتبت الليلة في الخيل» . ويقول السيوطي في تنوير الحوالك 1/ 311: «وصله ابن عبد البر من طريق عبد الله بن عمرو الفهري. عَنْ مَالِكٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أنس. وصله أبو عبيدة في الخيل، من طريق يحيى بن سعيد، عن شيخ من الأنصار، ورواه أبو داود في المراسيل من مرسل نعيم بن أبى هند. قال ابن عبد البر: روى موصولا عنه، عن عروة» .
[6] في النهاية لابن الأثير: «إن من اقتراب الساعة أن يتمرس الرجل بدينه كما يتمرس البعير بالشجرة أي يتعلب بدينه ويعبث به كما يعبث البعير بالشجرة ويتحكك بها، والتمرس شدة الالتواء.
[7] ذكر الحافظ في الإصابة الترجمة 6783/ 3/ 166 أن الصواب إنما هو عروة بن محمد عن أبيه عن جده عطية.

(3/524)


3642- عروة بن عامر
(س) عروة بْن عَامِر الجهني.
أورده ابْن شاهين.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ أَبِي مَنْصُورٍ الصُّوفِيُّ بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَبِي دَاوُدَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْن حَنْبَلٍ وَأَبُو بَكْرِ بْن أَبِي شَيْبَةَ قَالا: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عن عروة ابن عَامِرٍ- قَالَ أَحْمَدُ: «الْقُرَشِيُّ» - قَالَ: ذَكَرْتُ الطِّيَرَةَ عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:
«أَحْسَنُهَا الْفَأْلُ، وَلا تَرُدُّ مُسْلِمًا، فَإِذَا رَأَى أَحَدُكُمْ [مِنَ الطِّيَرَةِ] [1] مَا يَكْرَهُ يَقُولُ [2] :
«اللَّهمّ، لا يَأْتِي بِالْحَسَنَاتِ إِلا أَنْتَ، وَلا يَدْفَعُ السَّيِّئَاتِ إِلا أَنْتَ، لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا بِكَ» [3] أَخْرَجَهُ أَبُو مُوسَى، وقَالَ: قَالَ ابْنُ أَبِي حاتم: «عروة بْن عَامِر، سمع ابن عبّاس وعبيد ابن رفاعة روى عَنْهُ حبيب» [4] فعلى هَذَا يكون الحديث مرسلًا. وقَالَ أَبُو أَحْمَد العسكري: عروة بْن عَامِر الجهني، روى عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مرسلا، ذكرناه ليعرف.
3643- عروة بن عامر بن عبيد
(س) عروة بْن عَامِر بْن عُبَيْد بْن رفاعة.
أورده الإسماعيلي أيضًا، وروي بِإِسْنَادِهِ عَنْ عَمْرو بْن دينار، عَنْ عروة [بْن عَامِر [5]] ابن عُبَيْد بْن رفاعة: «أن أسماء بِنْت عميس أَتَتْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بثلاثة بنين لها، واستأذنته أن ترقيهم، فَقَالَ: ارقيهم» .
__________
[1] ما بين القوسين ليس في سنن أبى داود.
[2] في سنن أبى داود: «فليقل» .
[3] سنن أبى داود، كتاب الطب، باب في الطيرة، الحديث 3919: 4/ 18، 19.
[4] الجرح والتعديل لابن أبى حاتم: 3/ 1/ 396.
[5] عن الإصابة، الترجمة 6782: 3/ 166. وقال الحافظ: «وقد وقع فيه أيضا تصحيف، والصواب: عن عروة ابن عامر، عن عبيد بن رفاعة. فعروة هو الجهنيّ المتقدم في القسم الأول، وقد جزم أبو حاتم بأنه يروى عن عبيد بن رفاعة.
وقد أخرج الترمذي وابن ماجة الحديث على الصواب» .
هذا وقد أخرج الترمذي الحديث- كما قال الحافظ- في أبواب الطب، باب ما جاء في الرقية من العين، الحديث 2136: 6/ 219 وأخرجه ابن ماجة في كتاب الطب أيضا، باب من استرقى من العين، الحديث 3510: 2/ 1160.

(3/525)


قال الإسماعيلي: وقد روى عَنْ عَمْرو بْن دينار، عَنْ عروة بْن رفاعة الأنصاري [1] .
أخرجه أبو موسى.
3644- عروة بن عبد العزى
(س) عروة بْن عَبْد العزى بْن حرثان بْن عوف بْن عُبَيْد بْن عويج بْن عدي بْن كعب، من مهاجرة الحبشة، هلك بأرض الحبشة، لا عقب لَهُ.
قاله جَعْفَر، أَخْرَجَهُ أَبُو مُوسَى.
قلت: قَدْ أخرج أَبُو مُوسَى «عروة بْن أثاثة العدوي» وهو مذكور قبل هَذِهِ الترجمة، وقَالَ: كَانَ من مهاجرة الفتح، ولم ينسبه هناك، ثم قال هاهنا «عروة بْن عَبْد العزى» ، ونسبه، وقَالَ: «هُوَ من مهاجرة الحبشة» ، وهما واحد وهو: ابْنُ أثاثة بْن عَبْد العزى، وَقَدْ تقدم نسبه فِي تلك الترجمة عَلَى ما ذكره أَبُو عُمَر والزبير وغيرهما، ولا شك أن أبا مُوسَى حيث رَأَى فِي تلك الترجمة «عروة بن أثاثة من مهاجرة الفتح» ، ولم يعرف نسبه، ورآه هاهنا «عروة بْن عَبْد العزى» وَقَدْ نسب إِلَى جَدّه، وهو من مهاجرة الحبشة، ظنهما اثنين، ولو أمعن النظر لرآهما واحدا، وأن قوله: «من مهاجرة الفتح» وهو وغلط من بعض النساخ، والله أعلم، ومن رَأَى من الصحابة من ينسب إِلَى هَذَا «عَبْد العزى» ، لم يجد منهم من هُوَ ولده لصلبه، منهم: «النعمان بْن عدي بْن نضلة بْن عبد العزى بْنُ حرثان» ، وهذا بينه وبين «عَبْد العزى» رجلان، وقس عَلَى هَذَا، وهذا إنَّما يقوله بقوته، لقول من نسبه إلى «أثاثة ابن عَبْد العزى» . وقَالَ الزُّبَيْر بْن بكار: فولد أبو أثاثة بْن عَبْد العزى عَمْرو بْن أثاثة وعروة ابن أثاثة [2] وهو من مهاجرة الحبشة، وأمه النابغة بِنْت حرملة [3] أخو عَمْرو بْن العاص لأمه، وَقَدْ ذكرناه فِي عمرو بْن أثاثة، والله أعلم.
3645- عروة بن عياض
(ب) عروة بن عياض بن أبى الجعة البارقي، وبارق من الأزد، وَيُقَال: إن بارقا جبل نزله بعض الأزد، فنسبوا إليه.
__________
[1] ذكر الحافظ في الإصابة لعروة بن رفاعة ترجمة برقم 6781، وقال: «ذكره إسماعيل» ، وقال: «وهو خطأ نشأ عن تصحيف، والصواب: عروة. [في الإصابة: عروة بن رفاعة، فحذفنا «بن رفاعة» ] عن ابن رفاعة، فعروة هو ابن عامر، و [ابن] رفاعة هو عبيد» .
[2] في كتاب نسب قريش 381: «عمرو بن أبى أثاثة، وعروة بن أبى أثاثة» . وينظر قول أبى عمر في ترجمة عروة بن أثاثة.
[3] في المطبوعة: «حريملة» والمثبت عن كتاب نسب قريش 381، وترجمة عمرو بن أبى أثاثة فيما يأتى بعد.

(3/526)


استعمل عُمَر بْن الخطاب عروة هَذَا عَلَى قضاء الكوفة، وضم إِلَيْه «سلمان بْن ربيعة الباهلي [1] » وذلك قبل أن يستقضي شريحًا.
أَخْرَجَهُ أَبُو عُمَر، وذكر لَهُ حديث «الخيل معقود فِي نواصيها الخير» . وهذا الحديث قَدْ أَخْرَجَهُ ابْنُ منده وَأَبُو نعيم فِي ترجمة «عروة بْن الجعد» ، وقيل: ابْنُ أَبِي الجعد، وَقَدْ تقدم، ولم يخرج هَذَا أَبُو مُوسَى، وعادته إخراج مثله، وكان لعروة سبعون فرسًا مربوطة، وهو من جلة من سير إِلَى الشام من أهل الكوفة فِي خلافة عثمان بْن عفان رضي اللَّه عنه.
3646- عروة أبو غاضرة
(ب د ع) عروة أَبُو غاضرة الفقيمي، من بني فقيم بْن دارم [2] التميمي.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَضْلِ الْمَنْصُورُ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ الْفَقِيهُ الْمَخْزُومِيُّ بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَبِي يَعْلَى أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ:
حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ بَقِيَّةَ، حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ هِلالٍ، عَنْ غَاضِرَةَ بْنِ عُرْوَةَ الْفُقَيْمِيِّ، أَخْبَرَنِي أَبِي قَالَ: أَتَيْتُ الْمَدِينَةَ فَدَخَلْتُ الْمَسْجِدَ، وَالنَّاسُ يَنْتَظِرُونَ الصَّلاةَ، فَخَرَجَ عَلَيْنَا رَجُلٌ يَقْطُرُ رَأْسُهُ مِنْ وُضُوئِهِ- أَوْ: مِنْ غُسْلٍ اغْتَسَلَهُ- فَصَلَّى بِنَا، فَلَمَّا صَلَّيْنَا جَعَلَ النَّاسُ يَقُومُونَ إِلَيْه يَقُولُونَ:
يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَرَأَيْتَ كَذَا؟ أَرَأَيْتَ كَذَا؟ يُرَدِّدُهَا مَرَّاتٍ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّ دِينَ اللَّهِ يُسْرٌ فِي يُسْرٍ» [3] . أَخْرَجَهُ الثلاثة.
3647- عروة القشيري
(س) عروة القشيري.
أورده الإسماعيلي فِي الصحابة، وروى بِإِسْنَادِهِ عَنْ عروة القشيري أَنَّهُ قَالَ: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت: كَانَ لنا أرباب وربات دعوناها ولم تجب لنا، فجاءنا اللَّه بك فاستنقذنا منها.
فَقَالَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَفْلَحَ مَنْ رُزِقَ لبًا» . ثُمَّ دعاني مرتين، وكساني ثوبين.
أَخْرَجَهُ أَبُو مُوسَى وقَالَ: رُوِيَ هَذَا القول عن غير هذا الرجل.
__________
[1] تقدمت ترجمته برقم 2146: 2/ 415، 416.
[2] في الجمهرة، لابن حزم 218، أن فقيم هو ابن جرير بن دارم.
[3] أخرجه الإمام أحمد بنحوه عن يزيد بن هارون، عن عاصم بن هلال باسناده. المسند: 5/ 68، 69.

(3/527)


3648- عروة بن مالك الأسلمي
(س) عروة بْن مَالِك الأسلمي.
لَهُ صحبة، قاله جَعْفَر، ولم يذكر لَهُ شيئًا.
أَخْرَجَهُ أبو موسى مختصرا.
3649- عروة بن مالك بن شداد
(س) عروة بْن مَالِك بْن شداد بْن خزيمة- وقيل: جذيمة- بْن دراع بْن عدي بْن الدار ابْنُ هانئ.
سماه النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَبْد الرَّحْمَن.
قاله جَعْفَر، أخرجه أبو موسى مختصرا.
3650- عروة المرادي
(س) عروة المرادي.
قَالَ جَعْفَر المستغفري: حكاه ابْنُ منيع، عَنِ الْبُخَارِيّ أَنَّهُ قَالَ: «سكن الكوفة، حدث عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حديثًا» ، ولم يذكر الحديث.
أَخْرَجَهُ أَبُو موسى مختصرا.
3651- عروة بن حرة
(ب) عروة بْن مرة بْن سراقة الْأَنْصَارِيّ من الأوس.
قتل يَوْم خيبر.
أَخْرَجَهُ أَبُو عمر مختصرا [1] .
3652- عروة بن مسعود
(ب د ع) عروة بْن مَسْعُود بْن معتب بْن مالك بْن كعب بن عمرو بن سعد بن عوف ابن ثقيف بْن منبه بْن بَكْر بْن هوازن بْن عكرمة بْن خصفة بْن قيس عيلان الثقفي، أَبُو مَسْعُود، وقيل: أَبُو يعفور. وأمه سبيعة [2] بِنْت عَبْد شمس بْن عَبْد مناف القرشية، يجتمع هو والمغيرة ابن شُعْبَة بْن أَبِي عَامِر بْن مَسْعُود فِي «مسعود» .
__________
[1] الاستيعاب، الترجمة 1803: 3/ 1066.
[2] كتاب نسب قريش: 98.

(3/528)


وهو ممن أرسلته قريش إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ الحديبية، فعاد إِلَى قريش وقَالَ لهم: «قَدْ عرض عليكم خطة رشد فاقبلوها» .
أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَر بْن السَّمِينِ بِإِسْنَادِهِ إِلَى يونس بن بكير، عن ابن إِسْحَاقَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا انْصَرَفَ عَنْ ثَقِيفٍ اتَّبَعَ أَثَرَهُ عُرْوَةُ بْنُ مَسْعُودِ بْنِ مُعَتِّبٍ، فَأَدْرَكَهُ قَبْلَ أَنْ يَصِلَ إِلَى الْمَدِينَةِ فَأَسْلَمَ، وَسَأَلَهُ أَنْ يَرْجِعَ إِلَى قَوْمِهِ بِالإِسْلامِ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَمَا يَتَحَدَّثُ قَوْمُهُ: إِنَّهُمْ قَاتَلُوكَ. وَعَرَفَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ فِيهِمْ نَخْوَةً بِالامْتِنَاعِ [1] الَّذِي كَانَ مِنْهُمْ، فَقَالَ لَهُ عُرْوَةُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَنَا أَحَبُّ إِلَيْهِمْ مِنْ أَبْصَارِهِمْ. وَكَانَ فِيهِمْ مُحَبَّبًا مُطَاعًا، فَخَرَجَ يَدْعُو قَوْمَهُ إِلَى الإِسْلامِ، وَرَجَا [2] أَنْ لا يُخَالِفُوهُ لِمَنْزِلَتِه فِيهِمْ، فَلَمَّا أَشْرَفَ لَهُمْ عَلَى علية [3] وَقَدْ دَعَاهُمْ إِلَى الإِسْلامِ، وَأَظْهَرَ لَهُمْ دِينَهُ، رَمَوْهُ بِالنَّبْلِ مِنْ كُلِّ وَجْهٍ، فَأَصَابَهُ سَهْمٌ فَقَتَلَهُ.
وَتَزْعُمُ بَنُو مَالِكٍ أَنَّهُ قَتَلَهُ رَجُلٌ مِنْهُمْ، يُقَالُ لَهُ: «أَوْسُ بْنُ عَوْفٍ» أَحَدُ بَنِي سالم بن مالك، وتزعم الأحلاف أنه قتل رَجُلٌ مِنْهُمْ، مِنْ بَنِي عَتَّابِ بْنِ مَالِكٍ، يُقَالُ لَهُ: «وَهْبُ بْنُ جَابِرٍ» ، فَقِيلَ لِعُرْوَةَ: مَا تَرَى فِي دَمِكَ، فَقَالَ: كَرَامَةٌ أَكْرَمَنِي اللَّهُ بِهَا، وَشَهَادَةٌ سَاقَهَا اللَّهُ إِلَيَّ، فَلَيْسَ فِي إِلا مَا فِي الشُّهَدَاءِ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَبْلَ أَنْ يَرْحَلَ عَنُكْمُ، فَادْفِنُونِي مَعَهُمْ. فَدَفَنُوهُ مَعَهُمْ، فَيَزْعُمُونَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ فِيهِ: إِنَّ مَثَلَهُ فِي قَوْمِهِ كَمَثَلِ صَاحِبِ يس فِي قَوْمِهِ [4] . وقَالَ قَتَادَة فِي قولُه تَعَالى: لَوْلا نُزِّلَ هذَا الْقُرْآنُ عَلى رَجُلٍ من الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ 43: 31، [5] قالها الْوَلِيد بْن المغيرة المخزومي أَبُو خَالِد قَالَ: لو كَانَ ما يَقُولُ مُحَمَّد حقًا أنزل القرآن عليّ، أَوْ عَلَى عروة بْن مَسْعُود الثقفي. قَالَ «والقريتان» : مكَّة والطائف [6] .
وكان عروة يشبه بالمسيح صلى الله عليه وسلم فِي صورته.
روى عَنْهُ حذيفة بْن اليمان أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لقنوا موتاكم لا إله إلا اللَّه فإنها تهدم
__________
[1] في سيرة ابن هشام 2/ 537: «نخوة الامتناع» .
[2] في سيرة ابن هشام: «رجاء» .
[3] العلية- بكسر العين وضمها-: «الغرفة.»
[4] سيرة ابن هشام: 2/ 537، 538.
[5] سورة الزخرف، آية: 31.
[6] ينظر تفسير ابن كثير ط الحلبي: 4/ 126، 127.

(3/529)


الخطايا كما يهدم السيل البنيان. قيل: يا رَسُول اللَّه، كيف هِيَ للأحياء؟ قَالَ: هِيَ للأحياء أهدم وأهدم [1] » . ولعروة ولد يُقال لَهُ: أَبُو المليح، أسلم بعد قتل أَبِيهِ مَعَ قارب بن الأسود.
أخرجه [2] الثلاثة.
3653- عروة بن مسعود الغفاريّ
(س) عروة بْن مَسْعُود الغفاري.
أورده ابْنُ شاهين. روى عَنْهُ الشَّعْبِيّ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي شهر رمضان حديثًا لَهُ سياق.
أَخْرَجَهُ أَبُو مُوسَى وقَالَ: لا أعلم أحدا سماه عروة، إنَّما يُقال لَهُ: «ابْنُ مَسْعُود» غير مسمى، وَقَدْ سماه بعضهم «عَبْد اللَّه» [3] ، وَقَدْ ذكرناه فيما تقدم، فإن كان هذا قد حفظ، فهو غريب جدا.
3654- عروة بن مضرس
(ب د ع) عروة بْن مضرس بْن أوس بْن حارثة بْن لام بْن عَمْرو بن طريف بن عمرو ابن ثمامة بْن مَالِك بْن جدعاء بْن ذهل بْن رومان بْن جندب بْن خارجة بْن سعد بن فطرة [4] ابن طيِّئ.
كَانَ سيدًا فِي قومه، وكان يناوئ [5] عدي بن حاتم في الرئاسة، وكان أبوه عظيم الرئاسة أيضًا: وعروة هُوَ الَّذِي بعث معه خَالِد بْن الْوَلِيد عيينة بْن حصن الفزاري، لما أسره في الرّدّة إِلَى أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ.
أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُبَيْدٍ وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ [6] وغيرهما بإسنادهم إلى أبى عيسى محمد
__________
[1] قال الحافظ في الإصابة، الترجمة 5528/ 2/ 470. «إسناده ضعيف» .
[2] الاستيعاب، الترجمة 1804: 3/ 1066، 1067.
[3] تقدمت ترجمته برقم 3178: 3/ 390.
[4] في المطبوعة: قطرة بالقاف، ومثله في صبح الأعشى 1/ 324 لكن في الجمهرة 375 «فطرة» بالفاء ويؤيده ما في تاج العروس 3/ 472: «فطرة بالضم، قال ابن حبيب في طيِّئ، ومثله في نهاية الأرب للنويرى: 2/ 298.
[5] في الإصابة، الترجمة 5529/ 2/ 471: «كان يبارى» .
[6] في المطبوعة: «إبراهيم بن حميد» وهو خطأ، صوابه مما ذكره ابن الأثير في المقدمة: 1/ 16. وينظر أيضا:
3/ 589، 594.

(3/530)


ابن عِيسَى قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عُمَرَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ وَإِسْمَاعِيلَ [1] بْنِ أَبِي خَالِدٍ وَزَكَرِيَّا بْنِ أَبِي زَائِدَةَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ مُضَرِّسِ بْن أَوْسِ بْن حَارِثَةَ بْن لامٍ الطَّائِيِّ قَالَ: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بِالْمُزْدَلِفَةِ، حِينَ خَرَجَ إِلَى الصَّلاةِ، فَقُلْتُ: يَا رسول الله، إني جئت من جبلي طيِّئ، أكلت رَاحِلَتِي وَأَتْعَبْتُ نَفْسِي، وَاللَّهِ مَا تَرَكْتُ مِنْ جَبَلٍ إِلا وَقَفْتُ عَلَيْهِ. فَهَلْ لِي مِنْ حَجٍّ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ شَهِدَ صَلاتَنَا هَذِهِ، وَوَقَفَ مَعَنَا حَتَّى نَدْفَعَ، وَقَدْ وَقَفَ بِعَرَفَةَ قَبْلَ ذَلِكَ لَيْلا أَوْ نَهَارًا فَقَدْ تَمَّ حَجُّهُ وَقَضَى تفثه [2] » . أخرجه الثلاثة.
3655- عروة بن معتب
(ب د ع) عروة بْن مُعَتّب الْأَنْصَارِيّ.
مختلف فِي صحبته، قَالَ الْبُخَارِيّ: عداده فِي التابعين. وهو الصحيح، وذكره ابْنُ أَبِي خيثمة فِي الصحابة، روى عنه الْوَلِيد بْن عَامِر الْمَدَنِيّ أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «صاحب الدابة أحق بصدرها [3] » . أَخْرَجَهُ الثلاثة.
3656- عريب أبو عبد الله
(ب د ع) عريب أَبُو عبد اللَّه المليكي.
عداده فِي أهل الشام، قَالَ الْبُخَارِيّ: قيل: لَهُ صحبة.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَبِي عِيسَى إِذْنًا، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَفَّانَ الْحَرَّانِيِّ، حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ النُّفَيلِيُّ، أَخْبَرَنَا سَعْدُ بْنُ سِنَانٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُرَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ هَذِهِ الآيَةَ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهارِ سِرًّا وَعَلانِيَةً 2: 274 [4] نَزَلَتْ فِي النَّفَقَاتِ عَلَى الْخَيْلِ فِي سَبِيلِ الله عز وجل [5] .
أخرجه الثلاثة.
__________
[1] في المطبوعة: «عن إسماعيل بن أبى خالد» ، والصواب عن تحفة الأحوذي، أبواب الحج، باب ما جاء من أدرك الإمام بجمع فقد أدرك الحج، الحديث 892: 3/ 635.
[2] التفث- بفتحتين-: استباحة ما حرم على الحاج بالإحرام.
[3] رواه الإمام أحمد عن أبى سعيد الخدريّ: 3/ 32. وعن بريدة الأسلمي 5/ 353.
[4] سورة البقرة، آية: 274.
[5] رواه ابن ابى حاتم باسناده إلى سعيد بن سنان، به نحوه. ينظر تفسير ابن كثير 1/ 482، بتحقيقنا.

(3/531)