أسد الغابة في معرفة الصحابة، ط الفكر

 [المجلد الرابع]
[تتمة باب العين]
عَدِيٍّ الْكِنْدِيَّ يُحَدِّثُ مُجَاهِدًا قَالَ: حَدَّثَنِي مَوْلًى لَنَا عَنْ [1] جَدِّي قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ «إِنَّ اللَّهَ تَعَالى لا يُعَذِّبُ الْعَامَّةَ بِعَمَلِ الْخَاصَّةِ، حتَّى يَرَوُا الْمُنْكَرَ بَيْنَ ظَهْرَانِيهِمْ وَهُمْ قَادِرُونَ عَلَى أَنْ يُنْكِرُوهُ، فَلا يُنْكِرُونَهُ، فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ عَذَّبَ اللَّهُ الْعَامَّةَ بِذَنْبِ الْخَاصَّةِ» .
وما أقرب أن يكون «فروخ» من غلط الكاتب، فإن «فروة» يقرب من صورة «فروخ» والله أعلم.
4094- عميرة بْن مَالِك الخارفي عَميرة بْن مَالِك الخارفي [2] . قدم عَلَى النَّبِيّ صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ فِي وفد همدان، منصرفه من تبوك.
وذكره أَبُو عُمَر فِي ترجمة «مَالِك بْن نمط» والله أعلم.
باب العين والنون
4095- عنان
(س) عنان. أورده العسكري، وقَالَ: هُوَ رَجُل من الصحابة. لا يعرف لَهُ إلا هَذَا الحديث ورواه بِإِسْنَادِهِ عَنْ عَبْد الرَّحْمَن بْن عنان، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُول اللَّه صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ: «من صام ستًا بعد يَوْم الفطر، فكأنما صام الدهر أَوْ السنة» : أَخْرَجَهُ أَبُو موسى [3] .
4096 عنبس بن ثعلبة
(د ع) عنبس بْن ثعلبة البلوي.
شهد فتح مصر، قاله ابن يونس.
أخرجه ابن منده وَأَبُو نعيم، وقال أَبُو نعيم: لا تعرف له رواية.
4097- عنبسة بن أمية
عنبسة بْن أمية بْن خلف الجمحي، أَبُو غليظ، قيل: اسمه عنبسة، وقيل غير ذَلِكَ، ويذكر في الكنى إن شاء اللَّه تعالى.
__________
[1] الحديث رواه الإمام أحمد في المسند: 4/ 192.
[2] في المطبوعة: «الحازمى» . وهو خطأ، والمثبت من الاستيعاب: 4/ 1360، ترجمة مالك بن نمط. وسيأتي في أسد الغابة، في ترجمة مالك هذه النسبة على الصواب.
[3] قال الحافظ في الإصابة، الترجمة 6892/ 3/ 180، وكذا قال: يعنى العسكري- وهو تصحيف، وإنما هو غنام، بالغين المعجمة وتشديد النون، وآخره ميم، وسيأتي على الصواب في مكانه» .

(4/3)


4098- عنبسة بن ربيعة
(من) عنبسة بْن رَبِيعة الجهني. يُقال: إن لَهُ صحبة.
أورده جَعْفَر كذلك ولم يزد.
أَخْرَجَهُ أبو موسى
4099- عنبسة بن أبى سفيان
(د ع) عنبسة بْن أَبِي سُفْيَان.
أدرك النبي صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ، ولا يصح لَهُ رواية ولا صحبة. روى عنه أبو أمامة الباهلي والنعمان ابن سالم.
أَخْرَجَهُ ابْن منده وَأَبُو نعيم، وقَالَ أَبُو نعيم: ذكره بعض المتأخرين- يعني ابن منده- ولم يزد عَلَيْهِ، وقَالَ: اتفق متقدمو أئمتنا أنّه من التابعين.
4100- عنبسة بن سهيل
(ب) عنبة بْن سهيل بْن عَمْرو العامري. وهو أخو أَبِي جندل، وقيل: عتبة، ولا يصح أسلم عنبة مَعَ أَبِيهِ، وقتل بالشام شهيدًا. وكانت فاختة بنته معه بالشام، فلما قتل قدم بها عَلَى عُمَر بْن الخطاب، وقدم عَلَيْهِ عَبْد الرَّحْمَن بْن الحارث بْن هشام وَقَدْ قتل أَبُوهُ بالشام أيضًا فَقَالَ: «زوجوا الشريد للشريد» فتزوجها عَبْد الرَّحْمَن، فهي أم أولاده: أَبِي بَكْر، وعمرو، وعثمان، وعكرمة.
أخرجه أبو عمر.
4101- عنبة
عنبة: بالنون، والباء الموحدة، قاله ابْن ماكولا.
4102- عنتر العذري
عنتر العذري.
لَهُ صحبة. روى حديثه أَبُو حاتم الرازي. يُقال: إنه تفرد.
قَالَ عَبْد الغني: قيل: «عس» [1] العذري، بالسين غير معجمة، وقيل: إنه أصح من «عنتر» بالنون والتاء فوقها نقطتان، وَقَدْ تقدم فِي «عس [1] » أتم من هذا.
__________
[1] في المطبوعة: «عبس» . وهو خطأ. ينظر ترجمة عس العذري، وقد تقدمت برقم 3658: 4/ 35.

(4/4)


4103- عنترة السلمي
عنترة، بزيادة هاء، هو عنترة السلمي ثُمَّ الذكواني، حليف لبني سواد بْن غنم بْن كعب بْن سَلَمة، بطن من الأنصار.
شهد بدرا، كذا قال ابْن هشام [1] . وقَالَ ابْن إِسْحَاق وابن عقبة فِي «عنترة» هَذَا، هُوَ مَوْلَى سليم بْنُ عَمْرو بْن حديدة الْأَنْصَارِيّ.
شهد بدرًا، وقتل يَوْم أحد شهيدًا، قتله نوفل بْن معاوية الديلي.
أَنْبَأَنَا عُبَيْد اللَّه بْن السمين بِإِسْنَادِهِ عن يونس بن بكير، عَنِ ابن إِسْحَاق، فِي تسمية من شهد بدرًا: « ... وعنترة مَوْلَى سليم بْن عَمْرو بْن حديدة» .
أَخْرَجَهُ أَبُو عُمَر.
قلت: كذا قَالَ أَبُو عُمَر، عَنِ ابْنِ هشام. والذي رأيناه فِي كتاب ابْن هشام، قَالَ:
فيمن شهد بدرًا ومن بني سواد بْن غنم بْن كعب بْن سلمة: «وسليم بْن عَمْرو بْن حديدة، وعنترة مَوْلَى سليم بن عمرو [2] » والله أعلم.
4104- عنترة الشيباني
(س) عنترة الشيباني، أَبُو هارون.
رَوَى عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ هَارُونَ بْنِ عَنْتَرَةَ الشَّيْبَانِيُّ، عَنْ أبيه، عَنْ جده قال: قال رَسُول الله صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ: «وَمَا تَعُدُّونَ الشَّهِيدَ فِيكُمْ؟. قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَنْ قُتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ؟ قَالَ: إِنَّ شُهَدَاءَ أُمتى إِذًا لَقَلِيلٌ، مَنْ قُتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ شَهِيدٌ، وَالْبَطِنُ شَهِيدٌ، وَالْمُتَرَدِّي شَهِيدٌ، وَالنَّفْسَاءُ شَهِيدٌ، وَالْغَرِيقُ شَهِيدٌ، وَالسَّبِيلُ شَهِيدٌ [3] ، وَالْحَرِيقُ شَهِيدٌ، وَالْغَرِيبٌ شَهِيدٌ. أخرجه أبو موسى.
4105- عنزة بن نقب
عنزة بْن نقب من بني كعب بْن العنبر بْن عَمْرو بْن تميم.
قدم عَلَى رسول الله صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ فِي وفد بني العنبر، وهو جد سوار [4] بْن عَبْد اللَّه بْن قدامة بْن عنزة قاضى البصرة.
__________
[1] سيرة ابن هشام: 1/ 699.
[2] في سيرة ابن هشام بعده: «عنترة، من بنى سليم بن منصور» ثم من بنى ذكوان» .
[3] في المطبوعة: «والسل» . والمثبت عن مسند الإمام أحمد: 3/ 489، من رواية راشد بن حبيش رضى الله عنه.
[4] في المطبوعة: «سواد» بالدال. والصواب عن الجمهرة لابن حزم: 198. وترجمة حفيده في الخلاصة: «سوار ابن عبد الله بن سوار» . والعبر للذهبى: 1/ 444.

(4/5)


ذكره ابْن الدباغ وَقَدْ نسبه ابْن ماكولا فَقَالَ: عنترة بْن نقب بْن عَمْرو بْن الحارث بْن خلف بْن الحارث بْن مجفر بن كعب بن العنبر.
4106- عنمة الجهنيّ
(ب د ع) عنمة، والد إِبْرَاهِيم بْن عنمة الجهنيّ.
قاله ابْن منده وَأَبُو نعيم، وجعله أَبُو عُمَر مزنيًا، ووافقه ابْن ماكولا فِي ترجمة «عنمة المزني» ثُمَّ قَالَ: إِبْرَاهِيم بْن عنمة المزني يروى عَنْهُ، عَنْ أَبِيهِ- ثُمَّ قَالَ: وابنه مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن عنمة الجهني، فجعله فِي هَذِهِ الترجمة جهنيًا، وجعل أباه وجده مزنيين! ولعله قيل فِيهِ القولان، والله أعلم.
رَوَى مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَنَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ أَنَّهُ قَالَ: خَرَجَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وآله وسلم ذات يوم، فلقيه رجل من الأنصار، فقال: يا رسول الله، بأبي أنت وأمي إنه ليسوؤنى الذي أرى بوجهك! فنظر النبي صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ إِلَى وَجْهِ الرَّجُلِ، وَقَالَ: الْجُوعُ! الْحَدِيثَ، وَقَدْ ذكرناه فِي «عثمة [1] » بالثاء المثلثة، فإن أبا نعيم أَخْرَجَهُ كذلك وحده، وأخرجه ابْن منده وَأَبُو عُمَر «عنمة بالنون» ، والله أعلم، وهو الصواب.
4107- عنمة بن عدىّ
عنمة بْن عدي بْن عَبْد مناف بْن كنانة بن جهمة [2] بن عدىّ بن الرّيعة بْن رشدان الجهني.
شهد بدرا والمشاهد كلها مع رَسُول اللَّهِ صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ، ذكره ابْن الكلبي، ولم يذكروه، ولا أعلم هُوَ الأول أم غيره، فإن كَانَ الأول شهد بدرًا فهما واحد عَلَى قول من يجعل الأول جهنيًا، وَإِن لم يكن شهدها فهما اثنان، لا سيما عَلَى قول من يجعل الأوّل مزنيا.
4108- عنيز العذري
(ب) عنيز العذري، وَيُقَال: الغفاري.
أقطعه النَّبِيّ صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ أرضًا بوادي القرى، فهي تنسب إِلَيْه، وسكنها إِلَى أن مات، وَيُقَال فِي هَذَا «عس» وَقَدْ ذكرناه.
أَخْرَجَهُ أَبُو عمر [3] ، وهو ضبطه كذا بالنون والزاي. وقَالَ عَبْد الغني «عنتر» بالنون والتاء
__________
[1] ينظر الترجمة 3590: 3/ 601.
[2] في الإصابة، الترجمة 6948/ 3/ 192: «جهيمة» . وفي جمهرة أنساب العرب 415: «جهينة» . وهي في مخطوطة الدار دون نقط وتحتمل أن تقرأ: «جهيمة» .
[3] الاستيعاب، الترجمة 2046: 3/ 1246.

(4/6)


فوقها نقطتان، وقال: وقد قيل «عس» ، يعني بالسين غير معجمة: وقيل: إنه أصح، ولعل أبا مُوسَى لم يخرجه، لأنَّه علم أن عنيزًا غير صحيح، والله أعلم.
باب العين والواو
4109- العوام بْن جهيل
(عن) العوام بْن جهيل المسامي [1] ، سادن يغوث.
قاله أَبُو أَحْمَد العسكري، وَرَوَى عَنِ ابْنِ دُرَيْدٍ، عَنِ السَّكَنِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبَّادٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ الْكَلْبِيِّ قَالَ: كَانَ العوام بن جهيل المسامي، مِنْ هَمْدَانَ، يَسْدُنُ يَغُوثَ، فَكَانَ يُحَدِّثُ بَعْدَ إِسْلامِهِ قَالَ: كُنْتُ أُسْمِرُ مَعَ جَمَاعَةٍ مِنْ قَوْمِي، فَإِذَا أَوَى أَصْحَابِي إِلَى رِحالِهِمْ نِمْتُ أَنَا فِي بَيْتِ الصَّنَمِ، فَنِمْتُ فِي لَيْلَةٍ ذَاتَ رِيحٍ وَبَرْقٍ وَرَعْدٍ، فَلَمَّا انْهَارَّ اللَّيْلُ سَمِعْتُ هَاتِفًا مِنَ الصَّنَمِ يَقُولُ- وَلَمْ نَكُنْ سمعنا منه قبل ذلك كلاما-: يا ابن جُهَيْلٍ، حَلَّ بِالأَصْنَامِ الْوَيْلُ، هَذَا نُورٌ سَطَعَ مِنَ الأَرْضِ الْحَرَامِ، فَوَدِّعْ يَغُوثَ بِالسَّلامِ. قَالَ: فَأُلْقِيَ وَاللَّهِ فِي قَلْبِي الْبَرَاءَةُ مِنَ الأَصْنَامِ، وَكَتَمْتُ قَوْمِي مَا سَمِعْتُ، وَإِذَا هَاتِفٌ يَقُولُ:
هَلْ تَسْمَعْنَ الْقَوْلَ يَا عَوَّامُ ... أَمْ قَدْ صَمِمْتَ عَنْ مَدَى الْكَلامِ
قَدْ كُشِفَتْ دَيَاجِرُ الظّلام ... وأصفق الناس [2] على الإسلام
فقلت:
يا أيها الْهَاتِفُ بِالنَّوَامِ ... لَسْتُ بِذِي وَقْرٍ عَنِ الْكَلامِ
فبيتنّ عن سنّة الإسلام وو الله مَا عَرَفْتُ الإِسْلام قَبْلَ ذَلِكَ، فَأَجَابَنِي يَقُولُ:
ارْحَلْ عَلَى اسْمِ اللَّهِ وَالتَّوْفِيقِ ... رِحْلَةً لا وَانِ ولا مُشِيقِ [3]
إِلَى فَرِيقٍ خَير ما فريق ... إلى النبي الصادق المصدوق
__________
[1] كذا، ومثله في مخطوطة دار الكتب، وفي الإصابة المسلمي.
[2] أي: أجمعوا.
[3] المشيق: المهزول، ففي تاج العروس: «ورجل مشق، بالكسر، ومشيق كأمير، وممشوق، أي: خفيف اللحم خلفة، أو من هزال.» .

(4/7)


فَرَمِيتُ الصَّنَمَ وَخَرَجْتُ أُرِيدُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ، فَصَادَفْتُ وَفْدَ هَمْدَانَ يُرِيدُونَ النَّبِيَّ صَلَّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ، [1] فَأَخْبَرْتُهُ خَبَرِي، فَسُرَّ بِقَوْلِي، ثُمَّ قَالَ: أَخْبِرِ الْمُسْلِمِينَ. وَأَمَرَني النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ بِكَسْرِ الأَصْنَامِ، فَرَجَعْنَا إِلَى الْيَمَنِ وَقَدْ امتحن الله قلوبنا للإسلام.
4110- عوذ بن عفراء
(ب) عوذ بْن عفراء- وهي أمه- وهو عوذ بْن الحارث بْن رفاعة بْن الحارث بْن سواد ابن [مالك بْن] [2] غنم بْن مَالِك بْن النجار الْأَنْصَارِيّ الخزرجي النجاري، أخو عوف ومعوذ بنى عفراء، وعوذ ومعوذ ابنا عفراء هما ضربا أبا جهل.
أَخْرَجَهُ أَبُو عُمَر وقَالَ بعضهم: إنَّما هُوَ عوف، عَلَى ما نذكره إن شاء اللَّه تعالى.
4111- عوسجة بن حرملة
(د ع) عوسجة بْن حرملة بْن جذيمة بْن سبرة بْن خديج بْن مَالِك بْن عَمْرو بْن ذهل بْن عَمْرو بْن ثعلبة بْن رفاعة بْن نصر بْن مَالِك بْن غطفان بْن قيس بْن جهينة الجهني.
سكن فلسطين، ذكره الْبُخَارِيّ فِي الصحابة.
رَوَى عُرْوةُ بْنُ الْوَلِيدِ عَنْ عَوْسَجَةَ بْنِ حَرْمَلَةَ الْجُهَنِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ عَوْسَجَةَ أَنَّهُ: أَتَى [3] النبي صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ، وَكَانَ يَنْزِلُ بِالْمَرْوَةِ، وَكَانَ يَقْعُدُ فِي أَصْلِ الْمَرْوَةِ الشَّرْقِيِّ، وَيَرْجِعُ نِصْفَ النَّهَارِ إِلَى الرُّومَةِ [4] الَّتِي بَنَى عَلَيْهَا الْمَسْجِدَ، وَكَانَ يَدُورُ بَيْنَ هَذَيْنِ الْمَوْضُوعَيْنِ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ حِينَ رَآهُ وَأَعْجِبَ بِهِ، وَرَأَى مِنْ قِيَامِهِ مَا لَمْ يَرَهُ مِنْ غَيْرِهِ مِنْ بُطُونِ الْعَرَبِ: يَا عَوْسَجَةُ، سَلْنِي أُعْطِكَ. أَخْرَجَهُ ابن مندة وأبو نعيم.
4112- عوف بن اثاثة
(ب د ع) عوف بْن أثاثة- وهو اسم مسطح بْن أثاثة بْن عباد بْن المطلب بن عبد مناف ابن قصي، يكنى أبا عباد، وقيل: أَبُو عَبْد اللَّه، قَالَه الواقدي.
وهو مسطح المذكور فِي قصة الإفك، شهد بدرًا، وقيل إنه شهد صفين مَعَ عليّ، وقيل:
توفي قبلها سنة أربع وثلاثين، والأوّل أكثر.
__________
[1] بعده في الإصابة، الترجمة 6086/ 3/ 41: «فدخلت عليه» .
[2] ما بين القوسين عن ترجمة أخيه «معاذ بن الحارث» ، وستأتي، وترجمة «معاذ بن عفراء» في الاستيعاب: 3/ 1408.
[3] في المطبوعة ومخطوطة دار الكتب: «أنه قال أنى» . وقد سلفنا «قال» ليستقيم الكلام وليست في الإصابة.
[4] كذا في المطبوعة ومخطوطة الدار، وفي الإصابة «الدومة» بالدال. والرومة بئر بالمدينة.

(4/8)


وأم عوف هِيَ ابْنَة أَبِي رهم بْن المطلب [1] ، واسمها سلمى وأمها ريطة بِنْت صخر بْن عَامِر التيمي خالة أَبِي بَكْر الصديق، ولهذه القرابة كَانَ أَبُو بَكْر ينفق عَلَيْهِ، خلما كَانَ فِي الإفك مِنْهُ ما هُوَ مشهور، وبرأ اللَّه سبحانه وتعالى عَائِشَة، رَضِي اللَّه عَنْهَا مِنْهُ، أقسم أَبُو بَكْر أَنَّهُ لا ينفق عَلَيْهِ، فأنزل اللَّه تَعَالى: وَلا يَأْتَلِ أُولُوا الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبى وَالْمَساكِينَ وَالْمُهاجِرِينَ في سَبِيلِ الله [2] 24: 22 الآية، فرجع أَبُو بَكْر إِلَى النفقة عَلَيْهِ، وقَالَ: إني أحب أن يغفر اللَّه لي.
أخرجه الثلاثة.
4113- عوف بن الحارث
(ب د ع) عوف بْن الحارث- وقيل: ابْن عَبْد الحارث- بْن عوف بْن حشيش بن هلال ابن الحارث بْن رزاح بْن كلفة بْن عَمْرو بْن لؤي بْن دهن [3] بْن معاوية بْن أسلم بن أحمس ابن الغوث بْن أنمار البجلي الأحمسي، أَبُو حازم. وهو والد قيس بْن أَبِي حازم، قيل: اسمه عوف، وقيل: عَبْد عوف، ونذكره فِي الكنى إن شاء اللَّه تَعَالى.
أَنْبَأَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ الْخَطِيبُ بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَبِي دَاوُدَ الطَّيَالِسِيِّ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عن إسماعيل ابن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم قَالَ: كَانَ رسول الله صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ يَخْطُبُ، فَرَأَى أَبِي فِي الشَّمْسِ، فَأَمَرَهُ- أَوْ: فَأَوْمَأَ إِلَيْهِ- أَنِ ادْنُ إِلَى الظِّلِّ [4] .
أَخْرَجَهُ الثَّلاثَةُ.
حشيش: بفتح الحاء المهملة، وكسر الشين المعجمة، وبالياء تحتها نقطتان، وبعدها شين ثانية.
4114- عوف بن الحارث
(س) عوف بْن الحارث، أَبُو واقد الليثي.
قاله جَعْفَر، وقيل: اسمه الحارث بْن عوف.
أخرجه أبو موسى مختصرا.
__________
[1] في كتاب نسب قريش لمصعب 95: «أبى رهم بن عبد المطلب» . وهو خطأ: صوابه في الكتاب نفسه: 92.
والاستيعاب: 3/ 1224.
[2] سورة النور، آية: 22.
[3] في المطبوعة: «دهر بن معاوية» والمثبت عن جمهرة أنساب العرب لابن حمزة، 266، وتاج العروس مادة دهل.
[4] أخرجه الإمام أحمد عن محمد بن جعفر، عن شعبة بإسناده: 3/ 426، 427.

(4/9)


4115- عوف بن حضيرة
(د ع س) عوف بْن حضيرة.
أدرك النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم. روى عنه الشَّعْبِيّ، وكان يسكن الشام.
روى حصين بْن عَبْد الرَّحْمَن، عَنِ الشَّعْبِيّ، عَنْ عوف بْن حضيرة- رَجُل من أهل الشام- قَالَ: الساعة التي ترجى فِي الجمعة ما بين خروج الْإِمَام إِلَى انقضاء الصلاة.
أَخْرَجَهُ ابْن منده وَأَبُو نعيم، وأخرجه أَبُو مُوسَى. ولا وجه له، فإن ابن منده قد أخرجه.
4116- عوف الخثعميّ
(د ع) عوف الخثعمي والد حصين بْن عوف.
تقدم ذكره فِي الحاء مَعَ أَبِيهِ «حصين [1] » أَخْرَجَهُ ابْن منده، وَأَبُو نعيم مختصرًا.
4117- عوف بن دلهم
(د ع) عوف بْن دلهم. لَهُ ذكر فِي الصحابة.
روى الأصمعي، عَنْ أَبِي عوانة، عَنْ عَبْد الملك بْن عمير، عَنْ عوف بْن دلهم قَالَ:
النساء أربع.
أَخْرَجَهُ هكذا ابْن منده وأبو نعيم.
4118- عوف بن ربيع
(د ع) عوف بْن ربيع بْن جارية بْن ساعدة بْن خزيمة بْن نصر بْن قعين بن الحارث ابن ثعلبة بْن دودان بْن أسد بْن خزيمة، ذو الخيار.
وفد عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ، ونزل الرقة، وعقبة بها.
أَخْرَجَهُ ابْن منده وَأَبُو نعيم، وقال أَبُو نعيم: ذكره بعض المتأخرين عَنْ عليّ بْن أَحْمَد الحراني، عَنْ محمود بْن مُحَمَّد الأديب، لم يزد عَلَيْهِ، ولم يذكره أَبُو عروبة، ولا أَبُو على بن سعيد في تاريخ الجزريين.
4119- عوف بن سراقة الضمريّ
(د ع) عوف بْن سراقة الضمري، أخو جعيل بْن سراقة، لهما صحبة.
روى عَبْد الواحد بْن عوف بْن سراقة، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: لما أصاب سنان بْن سَلَمة نفسه
__________
[1] تقدمت ترجمته برقم 1188: 2/ 27.

(4/10)


بالسيف، لم يخرج لَهُ رَسُول اللَّه صَلَّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ دية، ولم يأمر بها، وأصاب أخي جعيل بْن سراقة عينه يَوْم قريظة، فذهبت، فلم يخرج لَهُ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ دية، ولم يأمر بها.
أَخْرَجَهُ ابْن مندة، وأبو نعيم.
4120- عوف بن سلمة
(ب د ع) عوف بْن سَلَمة بْن سلامة بْن وقش الْأَنْصَارِيّ، وقيل: عوف أَبُو سَلَمة، روى عَنْهُ ابنه سَلَمة.
أَنْبَأَنَا أَبُو الْفَرَجِ بْنُ أَبِي الرَّجَاءِ كِتَابَةً بِإِسْنَادِهِ عَنِ ابْنِ أَبِي عَاصِمٍ: حَدَّثَنَا دُحَيْمٌ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي فُدَيْكٍ، عَنْ إِبْرَاهِيم بْن إِسْمَاعِيل بْن أَبِي حَبِيبَةَ الأَشْهَلِيِّ، عَنْ عوف ابن سَلَمَةَ بْنِ عَوْفٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ: أن النَّبِيّ صَلَّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ قَالَ: «اللَّهمّ اغْفِرْ لِلأَنْصَارِ، وَلأَبْنَاءِ الأَنْصَارِ، وَلأَبْنَاءِ أَبْنَاءِ الأَنْصَارِ، وَلِمَوَالِي الأَنْصَارِ» . أَخْرَجَهُ الثَّلاثَةُ، وقَالَ أَبُو عُمَر: هُوَ مدني، وحديثه يدور عَلَى ابْن أَبِي حبيبة [1] الأشهلي، عَنْ عوف بن سلمة، فإسناده كله ضعيف.
4121- عوف أبو شبيل
(د ع) عوف أَبُو شبيل. أدرك النَّبِيّ صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ. روى عَنْهُ ابنه شبيل.
أَخْرَجَهُ ابْن مندة وأبو نعيم مختصرا.
4122- عوف بن عفراء
(ب د ع) عوف بْن عفراء- وهي أمه- وهي عفراء بِنْت عُبَيْد بْن ثعلبة [بن عبيد بن ثعلبة ابن غنم [2]] بْن مَالِك بْن النجار، واسم أَبِيهِ: الحارث بْن رفاعة بْن الحارث بْن سواد بن [مالك ابن] [3] غنم بْن مالك بْن النجار الأنصاري الخزرجي النجاري.
سيد بدرًا هُوَ وأخواه: مُعَاذ ومعوذ.
أَنْبَأَنَا أَبُو جَعْفَرٍ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بِإِسْنَادِهِ عَنْ يونس بن بكير، عن ابن إسحاق قَالَ:
حَدَّثَنِي عَاصِمُ بْنُ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ [4] قَالَ: لَمَّا الْتَقَى النَّاسُ يَوْمَ بَدْرٍ قَالَ عَوْفُ بن عفراء بن الحارث:
__________
[1] في المطبوعة: «ابن ابى حبيب» . وقد تقدم من قريب على الصواب. وينظر ترجمته في الجرح والتعديل لابن أبى حاتم: 1/ 1/ 83.
[2] ما بين القوسين عن الاستيعاب: 3/ 1226، وسيرة ابن هشام: 1/ 429، وجمهرة أنساب العرب لابن حزم:
329. وقد أشار الحافظ في الإصابة إلى هذا عند ترجمتها. هذا وينظر ترجمتها فيما يأتى.
[3] ما بين القوسين عن الاستيعاب: 3/ 1225، وترجمة عود بن عفراء وقد تقدمت. وترجمة معاذ بن عفراء وستأتي.
[4] في المطبوعة: «عاصم بن عمرو» . وهو خطأ، والصواب عن الخلاصة.

(4/11)


يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا يُضْحِكُ الرَّبَّ مِنْ عَبْدِهِ؟ قَالَ: أَنْ يَرَاهُ قَدْ غَمَسَ يَدَهُ فِي الْقِتَالِ، يُقَاتِلُ حَاسِرًا. فَنَزَعَ عَوْفٌ دِرْعَهُ، ثُمَّ تَقَدَّمَ فَقَاتَلَ حتَّى قُتِلَ شَهِيدًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. وَقِيلَ: إِنَّهُ شَهِدَ الْعَقَبَةَ، وَإِنَّهُ أَحَدُ السِّتَّةِ لَيْلَةَ الْعَقَبَةِ الأُولَى.
أَخْرَجَهُ الثَّلاثَةُ.
4123- عوف بن القعقاع
(د ع) عوف بْن القعقاع بْن معبد بْن زرارة بْن عدس بْن زَيْد بْن عبد الله بن دارم بن مالك ابن حنظلة بْن مالك بْن زيد مناة بْن تميم التميمي الدارمي.
عداده فِي أعراب البصرة، وفد مَعَ أَبِيهِ إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ.
رَوَى مَحْمُودُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ قَيْسِ بْنِ عَوْفِ بْنِ الْقَعْقَاعِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ عَوْفٍ قَالَ: وَفَدَ أَبِي إِلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ وَأَنَا مَعَهُ غُلَيْمٌ، فَأَمَرَ لِكُلِّ رَجُلٍ بِبُرْدَيْنِ، وَأَمَرَ لِي بِبُرْدَةٍ. فَلَمَّا انْصَرَفْنَا بَاعَ كُلَّ رَجُلٍ مِنْهُمْ أَحَدَ بُرْدَيْهِ، فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ فِي بُرْدَيْنِ، فَنَظَرَ إِلَيَّ وَقَالَ: مِنْ أَيْنَ لَكَ هَذِهِ؟ قُلْتُ: اشْتَرَيْتُهَا مِنْ فُلانٍ. قَالَ: أَنْتَ كُنْتَ أَحَقُّ بِهِ إِذْ ضَيَّعَ ما أعطاه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم [1] . أخرجه ابن منده وأبو نعيم، وقال ابْنُ مَنْدَهْ فِي إِسْنَادِهِ: مَحْمُودُ بْنُ يَزِيدَ. وَقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ:
مَحْمُودُ بْنُ ثَوْبَةَ.
4124- عوف بن مالك الأشجعي
عوف بْن مَالِك بْن أَبِي عوف الأشجعي، يكنى أبا عَبْد الرَّحْمَن، وَيُقَال: أَبُو حَمَّاد، وقيل: أَبُو عَمْرو.
وأول مشاهده خيبر، وكانت معه راية أشجع يَوْم الفتح، وسكن الشام. روى عَنْهُ من الصحابة: أَبُو أيوب الْأَنْصَارِيّ، وأبو هريرة، والمقدام بن معديكرب، ومن التابعين:
أَبُو مُسْلِم، وَأَبُو إدريس الخولانيان، وجبير بْن نفير، وغيرهم، وقدم مصر.
أَنْبَأَنَا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ وَغَيْرُهُ بِإِسْنَادِهِمْ إِلَى أَبِي عِيسَى مُحَمَّدِ بْنِ عيسى: حدثنا هَنَّادٌ، حَدَّثَنَا عَبْدَةُ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عن أبي المليح، عن عوف بن مالك الأشجعي
__________
[1] في الإصابة، الترجمة 6102/ 3/ 43: «قال ابن السكن: لا يصح» وقال الحافظ: «لأن في السند من لا يعرف، وقد ذكر الزبير بن بكار- عوف بن القعقاع هذا في الموفقيات، وذكر عنه كلاما حسنا، وهو قوله: لئن لم يغفر الله لنا بإحسانه لنهلكن، فانا لا تلقى الله بعمل» .

(4/12)


قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ: «أَتَانِي آتٍ [مِنْ عِنْدَ رَبِّي] [1] فَخَيَّرَنِي بَيْنَ أَنْ يَدْخُلَ نِصْفُ أُمَّتِي الْجَنَّةَ، وَبَيْنَ الشَّفَاعَةِ، فَاخْتَرْتُ الشَّفَاعَةَ، وَهِيَ لِمَنْ مَاتَ لا يُشْرِكُ باللَّه شَيْئًا» [2] . وروى كَثِير بْن مرة، عَنْ عوف بْن مَالِك: أَنَّهُ رَأَى كعبًا يقص فِي مسجد حمص، فَقَالَ:
يا ويحه! أما سَمِعَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ «يَقُولُ: لا يقص عَلَى النَّاس إلا أمير، أو مأمور، أو مختال» [3] . وتوفي بدمشق سنة ثلاث وسبعين، قَالَه العسكري.
4125- عوف بن مالك بن عبد كلال
(س) عوف بْن مَالِك بْن عَبْد كلال الأعرابي الجشمي، أَبو الأحوص.
كذا أورده العسكري فيما ذكره ابْن أَبِي عليّ، عَنْ عم أبيه، عنه.
أخرجه أبو موسى [4] .
4126- عوف بن نجوة
(د ع) عوف بْن نجوة. لَهُ ذكر، شهد فتح مصر، ولا تعرف لَهُ رواية، قاله ابْن عَبْد الأعلى.
أَخْرَجَهُ ابْن منده وَأَبُو نعيم مختصرا.
نجوة: بالنون، والجيم.
4127- عوف بن النعمان
(د ع) عوف بْن النعمان الشيباني.
أدرك النبي صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ. روى العوام بْن حوشب، عَنْ لهب بن الخندق [5] قال: قال عوف ابن النعمان- وكان فِي الجاهلية-: «لأن أموت عطشًا أحب إليَّ من أن أكون مخلافًا للوعد» .
أخرجه ابن مندة وأبو نعيم.
__________
[1] ما بين القوسين عن الترمذي.
[2] تحفة الأحوذي، أبواب صفة القيامة، الحديث 2558: 7/ 132. وقال الترمذي: وقد روى عن أبى المليح، عن رجل آخر من أصحاب النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم، ولم يذكر عن عوف بن مالك» .
[3] رواه الإمام أحمد في مسندة: 6/ 29.
[4] قال الحافظ في الإصابة، الترجمة، 6898: «وهو وهم نشأ عن تغيير وقلب. ووالد أبى الأحوص اسمه: مالك بن فضلة، وأبو الأحوص هو الّذي يقال له: مالك بن عوف» . كذا في الإصابة، والصواب ان يقال: وأبو الأحوص هو الّذي يقال له: عوف بن مالك. وكذا قال الحافظ في ترجمة مالك بن فضلة، قال: «والد أبى الأحوص: عوف» ، وينظر الخلاصة.
[5] في المطبوعة: «لهب بن أبى الخندق» . والصواب عن الجرح لابن أبى حاتم: 3/ 2/ 183.

(4/13)


4128- عون بن جعفر
(ب د ع) عون- آخره نون- هُوَ: عون بْن جَعْفَر بْن أَبِي طَالِب بْن عَبْد المطلب الْقُرَشِيّ الهاشمي، والده: جَعْفَر هُوَ ذو الجناحين. ولد عَلَى عهد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ، أمه وأم أخويه عَبْد اللَّه ومحمد: أسماء بِنْت عميس الخثعمية.
استشهد بتستر، ولا عقب لَهُ.
روى عَبْد اللَّه بْن جَعْفَر أن النبي صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ قَالَ لعون: «أشبهت خلقي وخلقي [1] » . وهذا إنَّما قاله رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ لأبيه جَعْفَر بْن أَبِي طَالِب.
أَخْرَجَهُ الثلاثة.
4129- عون بن العباس
(ب) عون بْن الْعَبَّاس بْن عَبْد المطلب.
ذكره أَبُو عُمَر فِي ترجمة أخيه «تمام [2] بن العباس» ، وأن له صحبة
4130- عويف بن الأضبط
(ب) عويف بْن الأضبط، واسم الأضبط: رَبِيعة بْن أَبِير بْن نهيك بْن خزيمة بْن عدي ابن الديل بْن عَبْد مناة بْن كنانة الديلي.
أسلم عام الحديبيّة، قاله ابن الكلى.
وقيل: عويف بْن رَبِيعة بْن الأضبط بْن أبير، والأول أكثر.
استخلفه النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ عَلَى المدينة لما سار إِلَى الحديبية.
قَالَ ابْن ماكولا: هُوَ الَّذِي قَالَتْ لَهُ خزاعة لما اعتمر رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ: هَلْ لَكَ إِلَى أعز بيت بتهامة؟ فقال رسول الله: لا تفزع نسوة عويف بْن الأضبط، إنه يأمر بالإسلام. واستخلفه رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ عَلَى المدينة لما اعتمر عمرة القضاء.
وقَالَ أَبُو عُمَر: واستخلفه رَسُول اللَّه صَلَّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ لما سار إِلَى الحديبية. وهذا لا يصح، لأنَّه أسلم فِي الحديبية، واستخلفه فِي عمرة القضاء من قابل، والله أعلم.
أَخْرَجَهُ أبو عمر.
__________
[1] ينظر الاصابة، الترجمة 6109: 3/ 44 فقد قال الحافظ إن هذا الحديث الصحيح. وان النسائي وغيره قد رواه.
[2] الاستيعاب: 1/ 196.

(4/14)


4131- عويم أبو تميم
(ب د ع) عويم أَبُو تميم، من بني سعد بْن هذيل.
روى حديثه عَمْرو بن تميم بن عويم، عن أبيه، عن جده قال: كانت أختي مليكة وامرأة منا يُقال لها أم عفيف بِنْت مسروح، من بني سعد بْن هذيل، تحت رَجُل منا يقال له:
حمل بن مالك بن النابغة، أحد بني هذيل، فضربت أم عفيف أختي مليكة بمسطح [1] بيتها وهي حامل فقتلتها وذا بطنها، فقضى فيها رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وسلّم بالدية، وفي جنينها يغرة عَبْد، فَقَالَ العلاء بْن مسروح: أنغرم من لا شرب ولا أكل، ولا نطق ولا استهل، فمثل هَذَا يطل! فَقَالَ رَسُول اللَّه صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ: أسجع سائر اليوم [2] .
قَالَ: وسألت رَسُول الله صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ فقلت: أَنَا أهل صيد؟ فقال: «إِذَا رميت الصيد فكل ما أصميت، ولا تأكل ما أنميت» [3] . أَخْرَجَهُ ابْن منده وَأَبُو نعيم، وَقَدْ عاد ابْن منده وَأَبُو نعيم أخرجاه فِي «عويمر» ، بالراء أيضًا، ويرد ذكره، إن شاء اللَّه تَعَالى. وأخرجه أَبُو عُمَر فِي «عويمر» أيضا، ولم يخرجه هاهنا.
4132- عويم بن ساعدة
(ب د ع) عويم بْن ساعدة بْن عائش [4] بْن قيس بْن النعمان بْن زَيْد بن أمية بن مالك ابن عوف بْن عمرو بْن عوف بْن مالك بْن الأوس الْأَنْصَارِيّ الأوسي.
وقَالَ ابْن إِسْحَاق: عويم بْن ساعدة بْن صلعجة، وأنَّه من بلي بْن عَمْرو بْن الحاف بْن قضاعة حليف لبني أمية بْن زَيْد.
وقَالَ ابْن الكلبي بعد أن نسبه كما ذكرناه أول الترجمة، وقَالَ: أصله من بلي، شهد عويم العقبتين جميعًا، قاله الواقدي.
وقَالَ غيره: شهد العقبة الثانية مع السبعين.
__________
[1] المسطح، بكسر الميم: عود من أعواد الخباء.
[2] ينظر الحديث في ترجمة العلاء بن مسروح، وقد تقدمت برقم 3747: 4/ 77، 78، وقد خرجناه هنالك.
[3] «الإصماء» : أن يقتل الصيد مكانه، ومعناه سرعة إزهاق الروح، و «الإنماء» : أن تصيب إصابة غير قاتله في الحال، يقال: «أنميت الرمية، ونمت بنفسها» ، ومعنى الحديث: إذا صدت بكلب أو سهم أو غيرهما فمات وأنت تراه غير غائب عنك فكل منه. وما أصبته ثم غاب عنك فمات بعد ذلك فدعه، لأنك لا تدري أمات بصيدك أم بعارض غيرك.
[4] كذا ومثله في الاستيعاب: 3/ 1248. وفي التقريب: عابس، وقال: بموحدة ومهملتين.

(4/15)


وقَالَ العدوي عَنِ ابْنِ القداح: إنه شهد العقبات الثلاثة، وذلك أن ابْن القداح قَالَ:
العقبة الأولى ثمانية، والثانية اثنا عشر، والثالثة سبعون.
وقَالَ ابْن منده: عويم بْن ساعدة بْن حابس- بالحاء، وآخره سين مهملة. وهو تصحيف، وَإِنما هُوَ عائش.
آخى رَسُول اللَّه صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ بينه وبين حاطب بْن أَبِي بلتعة، وشهد بدرا، وأحدا، والخندق، والمشاهد كلها مع رَسُول الله صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ.
أَنْبَأَنَا أَبُو يَاسِرِ بْنِ أَبِي حَسَنَةَ بإسناده عن عبد الله بن أحمد قال: حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنَا حُسَيْنُ [1] بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو أُوَيْسٍ [2] عَنْ شُرَحْبِيلَ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ عُوَيْمِ بْنِ سَاعِدَةَ الْأَنْصَارِيِّ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ أَتَاهُمْ فِي مَسْجِدِ قِبَاءَ، فَقَالَ: إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَحْسَنَ الثَّنَاءَ عَلَيْكُمْ فِي الطُّهُورِ، [فِي قِصَّةِ مَسْجِدِكُمْ] [3] فَمَا هَذَا الطُّهُورُ الَّذِي تَطَهَّرُونَ [بِهِ] [3] فَقَالُوا: وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ [مَا نَعْلَمُ إِلا أَنَّهُ] [3] كَانَ لَنَا جِيرَانٌ من اليهود، وكانوا يعسلون أَدْبَارَهُمْ مِنَ الْغَائِطِ، فَغَسَلْنَا كَمَا غَسَلُوا [4] . قَالَ أَبُو عُمَر: توفي فِي حياة رَسُول اللَّه، وقيل: مات فِي خلافة عُمَر بْن الخطاب وهو ابْن خمس- أَوْ ست- وستين [5] سنة.
وهو الصحيح، لأنَّه لَهُ أثر فِي بيعة أَبِي بَكْر الصديق.
أَنْبَأَنَا يَحْيَى بْنُ مَحْمُودٍ إِجَازَةً بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي عَاصِمٍ قال: حدثنا يعقوب ابن حُمَيْدِ بْنِ كَاسِبٍ، حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ سُوَيْدٍ قَالَ: سَمِعْتُ عُبَيْدَةَ بِنْتَ عُوَيْمِ بْنِ سَاعِدَةَ تَقُولُ:
قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ وَهُوَ وَاقِفٌ عَلَى قَبْرِ عُوَيْمِ بْنِ سَاعِدَةَ: «لا يَسْتَطِيعُ أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ الأَرْضِ أَنْ يَقُولَ إِنَّهُ خَيْرٌ مِنْ صَاحِبِ هَذَا الْقَبْرِ. مَا نَصَبَ رسول الله صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ رَايَةً إِلا وَعُوَيْمٌ تَحْتَ ظِلِّهَا» .
أَخْرَجَهُ الثَّلاثَةُ، وَقَدْ أَخْرَجَهُ ابْنُ مَنْدَهْ فِي مَوْضِعَيْنِ من كتابه.
__________
[1] في المطبوعة: خنيس بن محمد» . وهو خطأ، والصواب ما أثبتناه عن مسند الإمام أحمد، وهو الحسين بن محمد ابن بهرام التميمي، أبو محمد المروذي.
[2] في المطبوعة: «أبو إدريس» ، وهو خطأ، والمثبت عن مسند الإمام أحمد، وأبو أويس هو: عبد الله بن عبد الله ابن أويس بن مالك بن أبى عامر الأصبحي، يروى عن شرحبيل بن سعد. ينظر التهذيب: 5/ 280.
[3] ما بين القوسين عن مسند الإمام أحمد.
[4] مسند الإمام أحمد: 3/ 422.
[5] الاستيعاب: 3/ 1248.

(4/16)


4133- عويمر بن أبيض
(ب د ع) عويمر- بزيادة راء بعد الميم- هُوَ: عويمر بْن أبيض العجلاني الْأَنْصَارِيّ، صاحب اللعان.
قَالَ الطبري: هُوَ عويمر بْن الحارث بْن زَيْد بْن حارثة بْن الجد العجلاني. وهو الَّذِي رمى زوجته بشريك بْن سحماء، فلاعن رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ بَيْنَهُما، وذلك فِي شعبان سنة تسع لما قدم من تبوك.
أَنْبَأَنَا أَبُو الْمِكَارِمِ فتيانُ [1] بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَمْنِيَّةَ [2] الجوهري بإسناده إلى مالك ابن أَنَسٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ: أَنَّ سَهْلَ بْنَ سَعْدٍ السَّاعِدِيَّ أَخْبَرَهُ أَنَّ عُوَيْمِرَ بْنَ أَشْقَرَ الْعَجْلانِيَّ، جَاءَ إِلَى عَاصِمِ بْنِ عَدِيٍّ الأَنْصَارِيِّ، فَقَالَ لَهُ يَا عَاصِمُ، أَرَأَيْتَ رَجُلا وَجَدَ مَعَ امْرَأَتِهِ رَجُلا:
أَيَقْتُلُهُ فَتَقْتُلُونَهُ أَمْ كَيْفَ يَفْعَلُ؟ سَلْ لِي يَا عَاصِمُ عَنْ ذَلِكَ رسول الله صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ فَسَأَلَ عَاصِمٌ عَنْ ذَلِكَ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وآله وسلّم، فكره رسول الله الْمَسَائِلَ وَعَابَهَا، حَتَّى كَبُرَ عَلَى عَاصِمٍ مَا سَمِعَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ، فَلَمَّا رَجِعَ عَاصِمٌ إِلَى أَهْلِهِ جَاءَهُ عُوَيْمِرٌ فَقَالَ: يَا عَاصِمُ، مَاذَا قَالَ لَكَ رَسُولُ اللَّهِ؟ فَقَالَ عَاصِمٌ: لَمْ تَأْتِنِي بِخَيْرٍ! قَدْ كَرِهَ رَسُولُ اللَّهِ الْمَسْأَلَةَ وَعَابَهَا. فَقَالَ عُوَيْمِرٌ: وَاللَّهِ لا أَنْثَنِي حَتَّى أَسْأَلَهُ عَنْهَا! وَأَقْبَلَ عُوَيْمِرٌ حَتَّى أَتَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ: أَرَأَيْتَ رَجُلا وَجَدَ مَعَ امْرَأَتِهِ رَجُلا: أَيَقْتُلُهُ فَتَقْتُلُونَهُ أَمْ كَيْفَ يَفْعَلُ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ: قَدْ أَنْزَلَ اللَّهُ فِيكَ وَفِي زَوْجَتِكَ، فَاذْهَبْ فَأْتِ بِهَا. قَالَ سَهْلٌ: فَتَلاعَنَا. كَذَا فِي الْمُوَطَّإِ مِنْ رِوَايَةِ الْقَعْنَبِيِّ: عُوَيْمِرُ بْنُ أَشْقَرَ، وَأَمَّا رِوَايَةُ يَحْيَى بْنُ يَحْيَى، عَنْ مالك فقال: عويمر العجلاني [3] .
أخرجه الثلاثة.
4134- عويمر بن أشقر بن عوف
(ب د ع) عويمر بْن أشقر بْن عوف الْأَنْصَارِيّ.
قيل: إنه من بني مازن.
__________
[1] في المطبوعة: «قتبان» ، وهو خطأ. والمثبت عن الفصل الّذي عقده ابن الأثير في المقدمة تذكر فيه أسانيد كتبه:
1/ 16. والمشتبه للذهبى: 369.
[2] في المطبوعة: «ثمينة» . وينظر المشتبه للذهبى: 369.
[3] الموطأ، كتاب الطلاق، باب ما جاء في اللعان» : 2/ 566، 5267.

(4/17)


أَنْبَأَنَا أَبُو الْحَرَمِ [1] مَكِّيُّ بْنُ رَبَّانَ بْنِ شَبّه النَّحْوِيُّ بِإِسْنَادِهِ عَنْ يَحْيَى بْنِ يَحْيَى، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ تَمِيمٍ: أَنَّ عُوَيْمِرَ بْنَ أَشْقَرَ ذَبَحَ قَبْلَ أَنْ يَغْدُوَ يَوْم الأَضْحَى، وَأَنَّهُ ذكر ذلك للنّبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم، فأمره بضحيّة أخرى [2] .
أخرجه الثلاثة.
4135- عويمر أبو تميم
(ب د ع) عويمر أَبُو تميم. لَهُ ذكر فِي الصحابة، وقيل: عويم» ، بغير راء، وَقَدْ تقدم.
سَأَلَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ عَنِ الصيد. روى حديثه عَمْرو بْن تميم بْن عويمر، عَنْ أبيه، عَنْ جَدّه.
أخرجه الثلاثة، إلا أن أبا عمر قال: عويمر الهذلي. لَهُ حديث واحد فِي المرأتين اللتين ضربت إحداهما الأخرى، فألقت جنينها وماتت [3] .
وهو هَذَا، ولم يذكر لَهُ أَبُو عُمَر حديث الصيد، إنَّما ذكره ابْن منده وَأَبُو نعيم.
4136- عويمر بن عامر
(ب د ع) عويمر بْن عَامِر، وَيُقَال: عويمر بْن قيس بْن زَيْد. وقيل: عويمر بْن ثعلبة بْن عَامِر بْن زَيْد بْن قيس بْن أمية بْن مَالِك بْن عَامِر بْن عدي بْن كعب بْن الخزرج بْن الحارث ابن الخزرج، أَبُو الدرداء الْأَنْصَارِيّ الخزرجي.
وقَالَ الكلبي: اسمه عَامِر [4] بْن زَيْد بْن قيس بْن عبسة بْن أمية بْن مَالِك بْن عَامِر بْن عدي بْن كعب بْن الخزرج بْن الحارث بْن الخزرج.
وَقَدْ ذكرناه فِي عَامِر [5] .
__________
[1] في المطبوعة: «بو حرم» . والصواب، من مقدمة ابن الأثير في بيان أسانيد كتبه. وفي المطبوعة أيضا: «ريان» .
بالياء، والمثبت عن ترجمته في العبر للذهبى.
[2] الموطأ، كتاب الضحايا، باب «النهى عن ذبح الضحية قبل انصراف الإمام» : 2/ 484.
ورواه الإمام أحمد في مسندة، عن يزيد بن هارون، عن يحيى باسناده، المسند: 3/ 454، 4/ 341.
[3] الاستيعاب، الترجمة 2007: 3/ 1230.
[4] في جمهرة أنساب العرب 343: «عويمر بن يزيد بن قيس بن عبسة ... » وفي الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 2/ 4117، «عويمر بن زيد بن قيس بن عائشة» .
[5] كذا في المطبوعة، ومثله في مخطوطة دار الكتب «111» مصطلح حديث. ولم يذكر ابن الأثير «عامر» هذا. ويبدو أنه قد وقع تخليط في هذه العبارة، ولفظ أبى عمر كما في الاستيعاب 3/ 1227: «ومن قال فيه «عامر بن مالك» فليس بشيء ...
والصحيح ما ذكرناه إن شاء الله تعالى» .

(4/18)


وقَالَ أَبُو عُمَر: وليس بشيء.
وهو مشهور بكنيته، ويذكر فيها إن شاء اللَّه تَعَالى أتم من هَذَا. وكان من أفاضل الصحابة وفقهائهم وحكمائهم.
روى عَنْهُ أنس بْن مَالِك، وفضالة بْن عُبَيْد، وَأَبُو أمامة، وعبد اللَّه بْن عُمَر، وابن عَبَّاس وَأَبُو إدريس الخولاني، وجبير بْن نفير، وابن المسيب، وغيرهم.
تأخر إسلامه، فلم يشهد بدرًا، وشهد أحدا وما بعدها من المشاهد مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ، وقيل: إنه لم يشهد أحدًا، وأول مشاهده الخندق.
وآخى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ بينه وبين سلمان الفارسي.
روى أيوب، عَنْ أَبِي قلابة أن أبا الدرداء مر عَلَى رَجُل قَدْ أصاب ذنبًا، وكانوا يسبونه، فَقَالَ: أرأيتم لو وجدتموه فِي قليب ألم تكونوا مستخرجيه؟ قَالُوا: بلى. قَالَ: فلا تسبوا أخاكم، واحمدوا اللَّه الَّذِي عافاكم. قَالُوا: أفلا نبغضه؟ قَالَ: إنَّما أبغض عمله، فإذا تركه فهو أخي، وروى صالح المري، عَنْ جَعْفَر بْن زَيْد العبدي: أن أبا الدرداء لما نزل بِهِ الموت بكى، فقالت لَهُ أم الدرداء: وأنت تبكي يا صاحب رَسُول اللَّه؟! قَالَ: نعم، وما لي لا أبكي ولا أدري علام أهجم من ذنوبي.
وقَالَ شميط بْن عجلان: لما نزل بأبي الدرداء الموت جزع جزعًا شديدًا، فقالت لَهُ أم الدرداء:
ألم تك تخبرنا أنك تحب الموت؟ قَالَ: بلى وعزة ربي، ولكن نفسي لما استيقنت الموت كرهته، ثُمَّ بكى وقَالَ: هَذِهِ آخر ساعاتي من الدنيا، لقنوني «لا إله إلا اللَّه» فلم يزل يرددها حتَّى مات.
وقيل: دعا ابنه بلالًا فَقَالَ: ويحك يا بلال! اعمل للساعة، اعمل لمثل مصرع أبيك، واذكر بِهِ مصرعك وساعتك، فكأن قَدْ، ثُمَّ قبض.
وتوفي قبل عثمان بسنتين، قيل: توفي سنة ثلاث أَوْ اثنتين وثلاثين بدمشق، وقيل:
توفي بعد صفين سنة ثمان أو تسع وثلاثين. والأصح والأشهر والأكثر عند أهل العلم أَنَّهُ توفي فِي خلافة عثمان، ولو بقي لكان لَهُ ذكر بعد قتل عثمان إما فِي الاعتزال، وَإِما فِي مباشرة القتال، ولم يسمع له بذكر فيهما البتة، والله أعلم.

(4/19)


قَالَ أَبُو مسهر: لا أعلم أحدًا نزل دمشق من أصحاب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ غير أَبِي الدرداء، وبلال مؤذن رَسُول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، وواثلة بن الأسقع، ومعاوية، ولو نزلها أحد سواهم لما سقط علينا [1] .
وكان أَبُو الدرداء أقنى أشهل [2] ، يخضب بالصفرة، عَلَيْهِ قلنسوة وعمامة قَدْ طرحها بين كتفيه.
أَخْرَجَهُ الثلاثة.
باب العين والياء
4137- عياذ بن عمرو
(ب د ع) عياذ [3] بْن عَمْرو، وقيل: عياذ بْن عَبْد عَمْرو، الْأَزْدِيّ حديثه عَنِ النبي صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ فِي صفة خاتم النبوة كأنها ركبة عنز.
حَدِيثُهُ عِنْدَ أَبِي عَاصِمٍ النَّبِيلِ، عَنْ بِشْرِ بْنِ صُحَارِ بْنِ مُعَارِكِ بْنِ بِشْرِ بْنِ عِيَاذِ بْنِ عَبْدِ عَمْرٍو، عَنْ مُعَارِكِ بْنِ بِشْرٍ، عَنْ عِيَاذِ بْنِ عَمْرٍو: أَنَّهُ أتى النبي صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ، وَكَانَ تَبِعَهُ قَبْلَ فَتْحِ مَكَّةَ، وَدَعَا لَهُ، قَالَ: فَرَأَيْتُ خَاتَمَ النُّبُوَّةِ، وَحَمَلَهُ عَلَى نَاقَةٍ [4] .
وسكن البصرة، وبقي إِلَى أن قتل عثمان.
أخرجه الثلاثة هاهنا هكذا، ومثلهم قَالَ الأمير أَبُو نصر، وأخرجه ابْن منده وَأَبُو نعيم فِي «عباد» ، بالباء الموحدة أيضًا، والله أعلم، وَقَدْ ذكرناه هناك [5] .
4138- عياش بن أبى ثور
(ب) عياش بْن أَبِي ثور، لَهُ صحبة، ولاه عُمَر بْن الخطاب البحرين قبل قدامة بن مظعون.
أخرجه أبو عمر مختصرا.
4139- عياش بن أبى ربيعة
(ب د ع) عياش بْن أَبِي رَبِيعة، واسم أَبِي رَبِيعة: عَمْرو بْن المغيرة بْن عَبْد اللَّهِ بْن عمر ابن مخزوم، يكنى أبا عَبْد الرَّحْمَن، وقيل: أَبُو عَبْد اللَّه. وهو أخو أَبِي جهل لأمه، وابن عمه، وهو أخو عَبْد اللَّه بْن أبى ربيعة.
__________
[1] الاستيعاب: 3/ 1228.
[2] القنا في الأنف: طوله ودقة أرنبته مع حدب في وسطه. والشهلة: حمرة في سواد العين.
[3] كذا ضبط في الإصابة، الترجمة 6123: 3/ 46.
[4] تكملة الحديث في الاستيعاب 1249: «فلم تزل معه- يعنى الناقة- حتى قتل عثمان رضى الله عنه، وقدم بها للعراق» .
[5] ينظر الترجمة رقم 2775: 3/ 154، 155.

(4/20)


كَانَ إسلامه قديمًا أول الْإِسْلَام، قبل أن يدخل رسول الله صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ دار الأرقم، وهاجر إِلَى أرض الحبشة، وولد لَهُ بها ابنه عَبْد اللَّه، ثُمَّ عاد إِلَى مكَّة، وهاجر إِلَى المدينة هُوَ وعمر بْن الخطاب.
ولم يذكره ابْن عقبة ولا أَبُو معشر فيمن هاجر إِلَى الحبشة.
ولما هاجر إِلَى المدينة قدم عَلَيْهِ أخواه لأمه أبو جهل والحارث ابنا هشام، فذكرا لَهُ أن أمه حلفت أن لا يدخل رأسها دهن ولا تستظل حتَّى تراه، فرجع معهما، فأوثقاه وحبساه بمكة، وَكَانَ رسول الله صلى الله عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ يدعو لَهُ، واسم أمه وأم أَبِي جهل والحارث أسماء بِنْت مخربة [1] بْن جندل ابن أبير بْن نهشل بْن دارم. وكان هشام بْن المغيرة قَدْ طلقها، فتزوجها أخوه أَبُو ربيعة ابن المغيرة.
ولما منع عياش من الهجرة قنت رسول الله صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ يدعو للمستضعفين بمكة، ويسمى منهم الْوَلِيد بْن الْوَلِيد، وسلمة بْن هشام، وعياش بْن أَبِي رَبِيعة.
وقتل عياش يَوْم اليرموك، وقيل: مات بمكة، قاله الطبري.
أَنْبَأَنَا يَحْيَى بْنُ مَحْمُودٍ إِذْنًا بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي عَاصِمٍ قال: حدّثنا بن أَبِي [2] شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَابِطٍ، عَنْ عَيَّاشِ بن أبي ربيعة، عن النبي صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: «لا تَزَالُ هَذِهِ الأُمَّةُ بِخَيْرٍ مَا عَظَّمُوا هَذِهِ الْحُرْمَةَ حَقَّ تَعْظِيمِهَا- يَعْنِي الْكَعْبَةَ وَالْحَرَمَ- فَإِذَا ضَيَّعُوهَا هَلَكُوا» [3] . وَرَوَى عَنْهُ ابْنَاهُ: عَبْدُ اللَّهِ، وَالْحَارِثُ، وَرَوَى عَنْهُ نَافِعٌ مَوْلَى بْنِ عُمَرَ، وَهُوَ مُرْسَلٌ.
أَخْرَجَهُ الثلاثة.
4140- عياض الأنصاري
(ب د ع) عياض الْأَنْصَارِيّ. لَهُ صحبة.
روى عبيدة [4] بن أبى رائطة الحداد، عَنْ عَبْد الملك بْن عَبْد الرَّحْمَن، عن عياض الأنصاري
__________
[1] في المطبوعة: «مخرمة» بالميم. والصواب عن كتاب نسب قريش لمصعب الزبيري: 302. والاستيعاب 3/ 1231.
[2] في المطبوعة ومخطوطة الدار: «حدثنا عاصم بن أبى شيبة» . وهو خطأ، نشأ عن تكرار لفظ «عاصم» . وابن أبى شيبة الّذي يروى عن «على بن مسهر» ويروى عنه «ابن أبى عاصم» ، هو: عبد الله بن محمد بن إبراهيم بن أبى شيبة، ينظر التهذيب: 6/ 3.
[3] أخرجه الإمام أحمد عن الحسين بن محمد، عن شريك ويزيد بن عطاء، عن يزيد بن أبى زياد، بإسناده مثله، المسند:
4/ 347.
[4] في المطبوعة: «عبيد» . وهو «عبيدة» ، بفتح العين، وكسر الباء، وآخره هاء. ينظر ترجمته في الجرح والتعديل لابن أبى حاتم: 3/ 1/ 91.

(4/21)


قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ: «احفظوني فِي أصحابي وأصهاري، فمن حفظني فيهم حفظه اللَّه فِي الدنيا والآخرة، ومن لم يحفظني فيهم تخلى اللَّه عَنْهُ، ومن تخلى اللَّه عَنْهُ يوشك أن يأخذه» . أَخْرَجَهُ الثلاثة.
4141- عياض الثقفي
(ب) عياض الثقفي، والد عَبْد اللَّه بْن عياض روى عَنْهُ ابنه عَبْد اللَّهِ: أن النَّبِيّ صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ أتى هوازن فِي اثني عشر ألفًا، وهو معدود فِي أهل الطائف.
أَخْرَجَهُ أَبُو عمر مختصرا [1] ، وأخرجه البخاري في تاريخه.
4142- عياض بن جمهور
(س) عياض بْن جمهور.
أورده أَبُو بَكْر الإسماعيلي فِي الصحابة.
روى حُرَيْث بْن المعلى الكندي- وكان ينزل كندة- عَنِ ابْنِ عياش [2] ، عَنْ عياض بْن جمهور قَالَ: كنت عند النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ، فسأله رَجُل فَقَالَ: الرجل يدخل عليّ بسيفه يريد نفسي ومالي، كيف أصنع بِهِ؟ قال: «تناشده الله عزَّ وجلَّ، وتذكره بِهِ وبأيامه، فإن أبى فقد حل لَكَ دمه، فلا تكونن أعجز منه» . أخرجه أبو موسى.
4143- عياض بن الحارث
(ب د ع) عياض بْن الحارث التيمي، عم مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن الحارث التيمي.
مدني، لَهُ صحبة. روى عَنْهُ مُحَمَّد بْن إبراهيم.
أخرجه الثلاثة مختصرا.
4144- عياض بن حمار
(ب د ع) عياض بْن حمار [3] بْن أَبِي حمار بْن ناجية بْن عقال بْن مُحَمَّدِ بْنِ سُفْيَان بْن مجاشع ابْنُ دارم التميمي المجاشعي.
__________
[1] الاستيعاب، الترجمة 2016: 3/ 1235.
[2] في الإصابة: «ابن عباس» . وما في المطبوعة موافق لما في مخطوطة الدار.
[3] في المطبوعة وردت: «حماد» بالدال، وهو خطأ، وصوابه من الاستيعاب، الترجمة 2011: 3/ 1232.

(4/22)


كذا نسبه خليفة بْن خياط. وقَالَ أَبُو عبيدة: هُوَ عياض بْن حمار بْن عرفجة بْن ناجية.
سكن البصرة، روى عَنْهُ مطرف ويزيد ابنا [1] عَبْد اللَّه بْن الشخير، والحسن.
أَنْبَأَنَا الْخَطِيبُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ الطُّوسِيُّ بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَبِي دَاوُدَ الطَّيَالِسِيِّ: حَدَّثَنَا عِمْرَانُ الْقَطَّانُ. وَهَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ- قَالَ عِمْرَانُ: عَنْ مُطَرِّفِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ. وَقَالَ هَمَّامٌ [2] : عَنْ يزيد ابن عَبْدِ اللَّهِ- عَنْ عِيَاضٍ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، الرَّجُلُ مِنْ قَوْمِي يَشْتِمُنِي، وَهُوَ دُونِي؟
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ: «الْمُسْتَبَّانِ شَيْطَانَانِ يَتَهَاتَرَانِ وَيَتَكَاذَبَانِ، فَمَا قَالا فَهُوَ عَلَى الْبَادِئِ مِنْهُمَا حتَّى يَعْتَدِيَ الْمَظْلُومُ» . أَخْرَجَهُ الثلاثة إلا ابْن منده قَالَ: «عياض بْنُ حمار بْن مخمر، بالخاء المعجمة وآخره راءٌ. وهو تصحيف، وَإِنما هُوَ «مُحَمَّد» باسم النبي صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ، يجتمع والأقرع بْن حابس فِي عقال ابن مُحَمَّد بْن سُفْيَان، وهذا نسب مشهور، وَقَدْ أسقط ابْن منده مَعَ التصحيف عدة آباء.
4145- عياض بن زهير
(ب س) عياض بْن زُهَيْر بْن أَبِي شداد بْن رَبِيعة بْن هلال بْن أهيب بْن ضبّة بن الحارث ابن فهر الْقُرَشِيّ الفهري، يكنى أبا سعد.
وكان من مهاجرة الحبشة، وشهد بدرًا، ذكره إِبْرَاهِيم بْن سعد، عَنِ ابْنِ إِسْحَاق.
وأَنْبَأَنَا أَبُو جَعْفَر بْن أَحْمَد بِإِسْنَادِهِ عَنِ ابْنِ بكير، عَنِ ابن إِسْحَاق، في تسمية من شهد بدرا من بني الحارث بْن فهر: « ... وعياض [3] بْن زُهَيْر بْن أَبِي شداد» .
وكذلك ذكره مُوسَى بْن عقبة، والواقدي.
وتوفي بالشام سنة ثلاثين، وهو عم عياض بْن غنم بْن زُهَيْر الفهري الَّذِي يأتي ذكره. وذكر خليفة بْن خياط «عياض بْن زُهَيْر» هَذَا ونسبه كما ذكرناه، وقَالَ يُقال: إنه عياض بْن غنم
__________
[1] في المطبوعة: « ... ويزيد أنبأنا عبد الله ... » وهو خطأ، وصوابه من الاستيعاب.
[2] في المطبوعة: «وقال قتادة» . والصواب ما أثبتناه، والحديث رواه الإمام أحمد من غير وجه عن همام بإسناده، ينظر المسند: 4/ 192، 266.
[3] سيرة ابن هشام: 1/ 685.

(4/23)


المعروف بالفتوح فِي الشاميات. ولم يذكر الزُّبَيْر و «عياض» بْن زُهَيْر من بني فهر، ولا ذكره عمه [1] وَقَدْ ذكره غيرهما، وَقَدْ جوده الواقدي فقال: «عياض بن غنم بن أخي عياض بْن زُهَيْر. وقَالَ أَبُو مُوسَى: «عياض بْن زُهَيْر أَوْ: ابْن أَبِي زُهَيْر الفهري. شهد بدرًا ذكره سَعِيد الْقُرَشِيّ ولم يورد لَهُ شيئًا.
أَخْرَجَهُ أَبُو عُمَر كما ذكرناه أولًا. واختصره أَبُو مُوسَى كما ذكرناه عَنْهُ أخيرًا.
قلت: لَمْ يخرجه ابْن منده ولا أَبُو نعيم، وَأَبُو عُمَر يظنهما اثنين، أحدهما هَذَا، والثاني عياض بْن غنم الَّذِي يأتي ذكره. وَقَدْ وافق مُحَمَّد بْن سعد الكاتب أبا عُمَر فِي أنهما اثنان، فَقَالَ فِي الطبقة الأولى من بني الحارث بْن فهر: «عياض بْن زُهَيْر بْن أَبِي شداد بْن رَبِيعة بْن هلال ...
هاجر إِلَى ارض الحبشة الهجرة الثانية في رواية محمد ابن إِسْحَاق ومحمد بْن عُمَر ... قَالُوا:
وشهد عياض بْن زُهَيْر بدرًا، وأحدًا، والخندق، والمشاهد كلها، وتوفي بالمدينة سنة ثلاثين، وليس لَهُ عقب [2] » . وقَالَ أيضًا فِي الطبقة الثالثة: «عياض بْن غنم بن زهير بن أبي شداد بن رَبِيعة بْن هلال ... أسلم قبل الحديبية، وشهدها ... وتوفي بالشام سنة عشرين، وهو ابْن ستين سنة [3] » .
هكذا ذكرهما فِي الطبقات الكبرى والطبقات الصغرى، وفرق بَيْنَهُما، ثُمَّ ذكرهما فِي الطبقات الكبرى أيضًا وجعلهما واحدًا، ونذكره فِي عياض بْن غنم إن شاء اللَّه تَعَالى. وأمَّا ابْن إِسْحَاق فقد روى عَنْهُ يونس بْن بكير، والبكائي، وسلمة، فِي تسمية من شهد بدرا من بني الحارث بْن فهر ... «وعياض بْن زُهَيْر بْن أَبِي شداد» [4] . والله أعلم.
4146- عياض بن زيد العبديّ
(ع س) عياض بْن زَيْد العبدي.
روى أَبُو شيخ الهنائي، عَنْ عياض بْن زَيْد بن عبد القيس: أنه سمع النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم يقول:
__________
[1] يعنى مصعب بن عبد الله. ينظر كتاب نسب قريش: 446.
[2] الطبقات الكبرى لابن سعد: 3/ 2/ 304.
[3] المرجع السابق: 7/ 1/ 121.
[4] سيرة ابن هشام: 1/ 685.

(4/24)


«يا أيها النَّاس، عليكم بذكر ربكم، عزَّ وجلَّ، وصلوا صلاتكم فِي أول وقتكم، فإن اللَّه تبارك وتعالى يضاعف لكم» [1] . أَخْرَجَهُ أَبُو نعيم، وأبو موسى،
4147- عياض بن سعيد الأزدي
(د ع) عياض بْن سَعِيد بْن جُبَيْر بْن عوف الْأَزْدِيّ الحجري.
شهد فتح مصر. لَهُ ذكر ولا تعرف لَهُ رواية. ذكره أَبُو سَعِيد بْن يونس، أخرجه ابن منده، وأبو نعيم.
4148- عياض بن سليمان
(س) عياض بن سليمان.
روى عنه مكحول أَنَّهُ قَالَ: قَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ: «خيار أمتي قوم يضحكون جهرًا، ويبكون سرًا من خوف شدة عذاب اللَّه، يذكرون اللَّه تَعَالى بالغداة والعشي فِي البيوت الطيبة- يعني المساجد- يدعونه بألسنتهم رغبًا ورهبًا، مؤنتهم عَلَى النَّاس خفيفة، وعلى أنفسهم ثقيلة، يدبون عَلَى الأرض حفاة بلا مرح ولا بذخ يمشون بالسكينة، ويتقربون بالوسيلة ... » الحديث. أَخْرَجَهُ أَبُو موسى.
4149- عياض بن عبد الله الثقفي
(د ع) عياض بْن عَبْد اللَّه الثقفي، أَبُو عُبَيْد [2] اللَّه.
روى حديثه عَبْد اللَّه بْن عَبْد الرَّحْمَن الطائفي، عَنْ عَبْد اللَّه بْن عياض، عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ قَالَ: شَهِدْتُ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ، وأتاه رَجُل من فهر [3] بعسل، فَقَالَ: «أهديناه لَكَ» فقبله النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ فَقَالَ: «احم شعبي [4] » فحماه لَهُ، وكتب لَهُ كتابا. أَخْرَجَهُ ابْن منده وَأَبُو نعيم.
__________
[1] قال الحافظ في الإصابة 3/ 49: «أخرجه الطبري وغيره. وفي السند من لا يعرف» .
[2] كذا في المطبوعة ومخطوطة دار الكتب «111» مصطلح. وستأتي في السند أنه يروى عنه ابنه عبد الله.
[3] كذا، ومثله في مخطوطة الدار، وفي الإصابة: «من بهز» وما أشبه أن يكون الصواب، ففهر هو النضر بن كنانة» وقريش كلهم ينسبون إليه.
[4] في الإصابة: «احم لي بقيعى» .

(4/25)


4150- عياض بن عبد الله المدني
(د ع) عياض بْن عَبْد اللَّه بْن أَبِي ذباب [1] الْمَدَنِيّ.
روى الحارث بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي ذباب، عَنْ عمه عياض بْن عَبْد اللَّه بْن أَبِي ذباب قَالَ: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ حتَّى دخل المسجد يصلي، فقام رَجُل يصلى بصلاة النبي صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ، ثُمَّ ذكر الحديث.
أَخْرَجَهُ ابْن منده، وَأَبُو نعيم.
4151- عياض بن عبد الله الضمريّ
(س) عياض بْن عَبْد اللَّه الضمري.
أورده العسكري عليّ بْن [2] سَعِيد فِي الصحابة.
وَرَوَى [3] يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ أَنَّ الزُّهْرِيَّ كَتَبَ يَذْكُرُ أَنَّ عِيَاضَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ الضَّمْرِيَّ أَخْبَرَهُ أَنَّهُمْ تَذَاكَرُوا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ الطَّاعُونَ، فَقَالَ: أَرْجُو أَنْ لا يَطْلُعَ علينا من نقبها [4] . أخرجه أبو موسى.
4152- عياض بن عمرو الأشعري
(ب د ع) عياض بْن عَمْرو الأشعري.
سكن الكوفة، روى عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ، وعن أَبِي عبيدة، وخالد بْن الْوَلِيد، ويزيد بْن أَبِي سُفْيَان، وشرحبيل بْن حسنة. روى عَنْهُ الشَّعْبِيّ، وسماك بْن حرب، وحصين بْن عبد الرحمن السلمي.
__________
[1] في المطبوعة، والإصابة 3/ 49، 50: «ذئاب» بالهمزة مكان الباء الموحدة. والمثبت عن المشتبه 283، قال الذهبي:
«وسعد بن أبى ذباب، له صحبة. ومن ذريته: الحارث بن عبد الرحمن بن أبي ذباب المدني» . وقد تقدمت ترجمة سعد بن أبى ذباب برقم 1989: 2/ 347.
[2] في المطبوعة: «أورده العسكري على أبى سعيد» . وهو خطأ. والعسكري هو: أبو الحسن على بن سعيد الحافظ.
أحد أركان الحديث. روى عن محمد بن بشار وطبقته، وتوفى سنة 300 بخراسان. ينظر العبر للذهبى: 2/ 114.
[3] في الإصابة 3/ 45: «ذكره أبو سعيد العسكري في الصحابة، وأخرج من طريق الليث، عن يزيد بن أبى حبيب ... » .
[4] أخرجه الإمام أحمد عن أبى كامل، عن إبراهيم بن سعد، عن ابن شهاب، عن ابن عم لأسامة بن زيد- يقال له:
عياض، وكانت بنت أسامة تحته- قال: ذكر لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم رجل خرج من بعض الأرياف، حتى إذا كان قريبا من المدينة ببعض الطريق أصابه الوباء، قال: فأفزع ذلك الناس، قال: فقال النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم: إني لأرجو أن لا يطلع علينا نقابها يعنى المدينة» ، قال عبد الله بن الإمام أحمد: «قال أبى: وحدثناه الهاشمي ويعقوب، وقالا جميعا:
إنه سمع أسامة» . ينظر المسند: 5/ 207.
كذا ورد لفظ المسند: «يطلع علينا نقابها» ومثله في النهاية لابن الأثير، مادة: نقب. وفي الإصابة: «من نقابها» .
وفي النهاية: النقاب: جمع نقب، وهو الطريق بين الجبلين. أراد أنه لا يطلع إلينا من طرق المدينة، فأضمر على غير مذكور.

(4/26)


روى شريك، عَنْ مُغِيرَة، عَنِ الشَّعْبِيّ، عَنْ عياض الْأَشْعَرِي أَنَّهُ شهد عيدًا بالأنبار، فَقَالَ:
«ما لي لا أراهم يقلسون كما كَانَ النبي صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ يصنع؟» [1] .
والتقليس: ضرب الدف.
أَخْرَجَهُ الثلاثة [2] .
4153- عياض بن عمرو
عياض بْن عَمْرو بْن بليل [3] بْن أحيحة بْن الجلاح.
كانت لَهُ صحبة حسنة، وشهد أحدًا وما بعدها، ومن ولده أيوب بْن عبد الله بن عبد الرحمن ابن عياض الزَّاهِد صاحب العمري الزَّاهِد.
ذكره ابْن الدباغ عَلَى أَبِي عُمَر.
4154- عياض بْن غطيف
عياض بْن غطيف السكوني.
ذكره أَبُو بَكْر بْن عِيسَى فِي تاريخ المصريين، وقَالَ: هُوَ من أصحاب أَبِي عبيدة بْن الجراح، يذكرون لَهُ صحبة ورواية عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ.
استدركه ابْن الدباغ عَلَى أَبِي عُمَر.
4155- عياض بن غنم القرشي
(ب د ع) عياض بْن غنم بْن زهير بن أبي شداد بن ربيعة بن هلال بْن وهيب بْن ضبة بْن الحارث بْن فهر الْقُرَشِيّ، [4] أَبُو سَعد، وقيل: أَبُو سَعِيد.
لَهُ صحبة، أسلم قبل الحديبية وشهدها، وكان بالشام- مَعَ ابْن عمه أَبِي عبيدة بْن الجراح، وَيُقَال: إنه كَانَ ابْن امرأته. ولما توفي أَبُو عبيدة استخلفه بالشام، فأقره عُمَر وقَالَ: «ما أَنَا بمبدل أميرًا أمره أبو عبيدة» .
__________
[1] أخرجه ابن ماجة في كتاب إقامة الصلاة، باب «ما جاء في التقليس يوم العيد» ، الحديث 1302 عن سويد بن سعيد، عن شريك بإسناده مثله، ولفظه: «ما لي لا أراكم تقلسون ... » .
[2] الاستيعاب، الترجمة 2013: 3/ 1223، 1234.
[3] في المطبوعة: «عمرو بن مليك» . وفي الإصابة: «عمرو بن سليك» ، والمثبت عن جمهرة أنساب العرب لابن حزم 316، قال: «عياض بن عمرو بن بلال بن بليل بن أحيحة بن الجلاح وفي تاج العروس، مادة بلل: «وبليل اسم جماعة منهم: بليل بن بلال بن احيحة أبو ليلى» . وسيأتي في الكنى من هذا الكتاب: «أبو ليلى الأنصاري «وأنه قد اختلف في اسمه، ومما قيل فيه: «بلال بن بليل، وقال ابن الكلبي: أبو ليلى الأنصاري اسمه داود بن بليل بن بلال بن احيحة» . ومن هذا يتبين أن الصواب هو: «بليل» لا مليك ولا سليك، كما يتبين أنه قد سقط من نسب «عياض» أحد أجداد وهو «بلال» . والله أعلم.
[4] ينظر كتاب نسب قريش لمصعب: 446.

(4/27)


وهو الَّذِي فتح بلاد الجزيرة، وصالحه أهلها. وهو أول من أجاز الدرب [1] فِي قول الزُّبَيْر.
ولما مات استخلف عُمَر عَلَى الشام سَعِيد بْنُ عَامِر بْن حذيم [2] ، وكان موت عياض سنة عشرين. وكان صالحًا فاضلًا سمحًا، وكان يسمى «زاد الركب» ، يطعم النَّاس زاده، فإذا نفد نحر لهم جمله.
أَنْبَأَنَا عَبْدُ الوهاب بن هبة الله بإسناده عن عبد الله بن أحمد: حدثني أبي، حدثنا أبو الْمُغِيرَةِ، حَدَّثَنَا صَفْوَانُ، عَنْ شُرَيْحِ بْنِ عُبَيْدٍ، [عَنْ جُبَيْرِ بْنِ [3] نُفَيْرٍ] قَالَ: جَلَدَ عِيَاضُ بْنُ غَنْمٍ صَاحِبَ دَارٍ حِينَ فُتِحَتْ، فَأَغْلَظَ لَهُ هِشَامُ بْنُ حَكِيمٍ الْقَوْلَ حَتَّى غَضِبَ عِيَاضٌ. ثُمَّ مَكَثَ لَيَالِي، فَأَتَاهُ هِشَامٌ فَاعْتَذَرَ إِلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ هِشَامٌ لِعِيَاضٍ: أَلَمْ تَسْمَعْ رسول الله صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ يَقُولُ: «إِنَّ مِنْ أَشَدِّ النَّاسِ عَذَابًا أَشَدُّهُمْ لِلنَّاسِ عَذَابًا فِي الدُّنْيَا» ؟! فَقَالَ عِيَاضٌ: قَدْ سَمِعْنَا مَا سَمِعْتَ، وَرَأَيْنَا مَا رَأَيْتَ، أو لم تسمع رسول الله صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ يَقُولُ: «مَنْ أَرَادَ أَنْ يَنْصَحَ لِذِي سُلْطَانٍ عَامَّةً فَلا يُبْدِ لَهُ عَلانِيَةً، وَلَكِنْ لِيَخْلُ بِهِ [4] ، فَإِنْ قَبِلَ مِنْهُ فَذَاكَ، وَإِلا كَانَ قَدْ أَدَّى الَّذِي عَلَيْهِ [لَهُ] » وَإِنَّكَ يَا هِشَامٌ لأَنْتَ الْجَرِيءُ [5] إِذْ تَجْتَرِئُ عَلَى سُلْطَانِ اللَّهِ، فَهَلا خَشِيتَ أَنْ يَقْتُلَكَ السُّلْطَانُ، فَتَكُونَ قَتِيلَ سُلْطَانِ اللَّهِ؟ [6] ! أَنْبَأَنَا أَبُو الْفَضْلُ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَبِي يَعْلَى أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ، حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا هِقْلٌ، عَنِ الْمُثَنَّى، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ عِيَاضِ بْنِ غَنْمٍ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ يَقُولُ: «مَنْ شَرِبَ الْخَمْرَ لَمْ تُقْبَلْ لَهُ صَلاةٌ أَرْبَعِينَ يَوْمًا، فَإِنْ مَاتَ فَإِلَى النَّارِ، وَإِنْ تَابَ قَبِلَ اللَّهُ مِنْهُ، وَإِنْ شَرِبَهَا الثَّالِثَةَ أَوِ الرَّابِعَةَ كَانَ حَقًّا عَلَى اللَّهِ أَنْ يَسْقِيَهِ مِنْ رَدْغَةِ الْخَبَالِ فَقِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَا رَدَغَةُ الْخَبَالِ؟ قَالَ: عصارة أهل النار» . أخرجه الثلاثة.
__________
[1] في المطبوعة: «الدروب» . والمثبت عن كتاب نسب قريش، ولفظ مصعب: «وهو أول من أجاز الدرب إلى الروم» ، وفي الاستيعاب، الترجمة 2014/ 3/ 1234: «وهو أول من اجتاز الدرب ... » .
والدرب: باب السكة الواسع، وكل مدخل إلى الروم: درب.
[2] في المطبوعة: «عامر بن جريم» . والمثبت عن ترجمته، وقد تقدمت برقم 2083، 2/ 293.
[3] ما بين القوسين لا يوجد في مسند الإمام أحمد.
[4] لفظ المسند: «ولكن ليأخذ بيده فيخلو به» .
[5] في المطبوعة: «لأنت الحرى» . والمثبت عن المسند.
[6] مسند الإمام أحمد: 3/ 403، 404.

(4/28)


قلت: لم يخرج ابْن منده وَأَبُو نعيم: عياض بْن زُهَيْر المذكور أولًا فلا أدري أظناهما واحدا أو لم يصل إليهما؟ وقد اختلف العلماء فيهما فمنهم من جعلهما اثنين، وجعل أحدهما عم الآخر، ومنهم من جعلهما واحدًا، وجعل الأول قَدْ نسب إِلَى جَدّه، ويكفي فِي هَذَا أن مصعبًا [1] وعمه لم يذكرا الأول، وجعلاهما واحدًا، وأهل مكَّة أخبر بشعابها. وممن ذهب إِلَى هَذَا أيضًا الحافظ.
أَبُو الْقَاسِم بْن عساكر الدمشقي، وروى بِإِسْنَادِهِ إِلَى مُحَمَّد بْن سعد ما ذكرناه فِي عياض بْن زُهَيْر أولًا، وأنهما اثنان، ثُمَّ قَالَ: وذكرهما مُحَمَّد بْن سعد فِي الطبقات الكبرى فِي موضع آخر، فَقَالَ فِي تسمية من نزل الشام من أصحاب النَّبِيّ صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ: عياض بْن غنم بْن زُهَيْر بْن أَبِي شداد بْن رَبِيعة بْن هلال الفهري، أسلم قبل الحديبية، وشهد الحديبية مَعَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ، وكان رجلًا صالحًا سمحًا، كَانَ مَعَ أَبِي عبيدة بالشام، فلما حضرته الوفاة ولي عياض بْن غنم الَّذِي كَانَ يليه، وذكر أن عُمَر أقره ورزقه كل يَوْم دينارًا وشاة، فلم يزل واليًا لعمر عَلَى حمص حتَّى مات بالشام سنة عشرين، وهو ابْن ستين سنة- قَالَ أَبُو الْقَاسِم، وهذا يدل عَلَى أنهما واحد، وهو الصواب.
هَذَا كلام أنى الْقَاسِمِ، وليس فِي كلام مُحَمَّد بْن سعد ما يدل عَلَى أنهما واحد، فإنه ذكر فِي هَذِهِ الترجمة من نزل الشام، فلم يحتج إِلَى ذكر الأول، لأنَّه لم ينزل الشام، إنَّما مات بالمدينة وكلامه الَّذِي ذكرناه فِي عياض بْن زُهَيْر يدل عَلَى أنهما اثنان، لأنه ذكرهما فِي طبقتين، وذكر لأحدهما شهود بدر، وهذا لم يشهدها إِلَى غير ذَلِكَ من الكلام الَّذِي يدل عَلَى أنهما اثنان.
وقَالَ أَبُو أَحْمَد العسكري، عَنِ الجهمي: عياض بن زهير، عير عياض بْن غنم بْن زُهَيْر.
والله أعلم.
4156- عياض الكندي
(س) عياض الكندي. أورده ابْن أَبِي عاصم وغيره فِي الصحابة.
أَنْبَأَنَا يَحْيَى بْنُ مَحْمُودٍ كِتَابَةً بِإِسْنَادِهِ إِلَى ابْنِ أَبِي عَاصِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا الحوضيّ، عن إسماعيل ابن عَيَّاشٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ سَالِمِ [2] بْنِ عِيَاضٍ الْكِنْدِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: سَمِعْتُ نبي الله صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ يَقُولُ: «إِذَا شَرِبَ الرَّجُلُ الْخَمْرَ فَاجْلِدُوهُ ثم إن عاد فاجلدوه، ثم إن عاد فاضربوا عنقه» . أخرجه أبو موسى.
__________
[1] كذا، والصواب أن يقال: «أن الزبير وعمه» فمصعب عم الزبير، وينظر ترجمة عياض بن زهير بن ابى شداد.
[2] فى الإصابة، سعيد بن صالح.

(4/29)


4157- عياض بن مرثد الغنوي
(ع س) عياض بْن مرثد الغنوي.
مختلف فِي صحبته، أورده الطبراني فِي معجمه.
أَنْبَأَنَا أَبُو مُوسَى إِذْنًا قَالَ: أَنْبَأَنَا أَبُو غَالِبٍ، أنبأنا أبو بكر، أنبأنا أبو القاسم الطبراني (إلخ) قال أبو موسى: وأنبأنا أبو علي، أنبأنا أَبُو نُعَيْمٍ، أَنْبَأَنَا الطَّبَرَانِيُّ وَأَبُو أَحْمَدَ الْجُرْجَانِيُّ قالا: حدثنا بن خَلِيفَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، أَخْبَرَنِي عَاصِمُ بْنُ كُلَيْبٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عِيَاضَ بْنَ مَرْثَدٍ، أَوْ مَرْثَدَ بْنَ عِيَاضٍ، يُحَدِّثُ رَجُلا أَنَّهُ سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ عَنْ عَمَلٍ يُدْخِلُهُ الْجَنَّةَ فَقَالَ: «هَلْ مِنْ وَالِدَيْكَ وَاحِدٌ حَيٌّ؟ قَالَ: لا: فَسَأَلَهُ ثَلاثًا قَالَ: اسْقِ الْمَاءَ، احْمِلْهُ إِلَيْهِمْ إِذَا غَابُوا، وَاكْفِهِمْ إِيَّاهُ إِذَا حَضَرُوا» .
رَوَاهُ الْحَوْضِيُّ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ عِيَاضِ بْنِ مَرْثَدٍ، أَوْ مَرْثَدِ بْنِ عِيَاضٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنْهُمْ أَنَّهُ سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وسلّم.
أخرجه أبو نعيم، وأبو موسى.
4158- عيسى بن عقيل الثقفي
(ب د ع) عِيسَى بْن عقيل الثقفي- وقيل: ابْن معقل.
روى عَنْهُ زياد بْن علاقة أَنَّهُ قَالَ: أتيت النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ بابن لي [1] يُقال لَهُ: حازم، فسماه عَبْد الرَّحْمَن.
قَالَ أَبُو أَحْمَد العسكري: يخرجونه فِي المسند، وهو وهم.
أَخْرَجَهُ الثلاثة.
عقيل: بفتح العين، وكسر القاف.
4159- عيسى بن لقيم العبسيّ
(س) عِيسَى بْن لقيم العبسي.
قسم لَهُ رَسُول اللَّهِ صلى اللَّه عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ من سهم خيبر مائتي وسق.
ذكره أَبُو جَعْفَر المستغفري عَنِ ابْنِ إِسْحَاق.
أَخْرَجَهُ أبو موسى مختصرا.
__________
[1] لفظ الاستيعاب 3/ 1249: « ... بابن لي. ابن عم ... » .

(4/30)


4160- عينة بن حصن الفزاري
(ب د ع) عيينة بْن حصن بْن حذيفة بْن بدر بْن عَمْرو بْن جوية [1] بْن لوذان بْن ثعلبة بْن عدي بْن فزارة بْن ذبيان بْن بغيض بْن ريث بْن غطفان بْن سعد بْن قيس عيلان الفزاري، يكنى أبا مَالِك.
أسلم بعد الفتح. وقيل: أسلم قبل الفتح، وشهد الفتح مسلمًا، وشهد حنينًا أَوْ الطائف أيضًا. وكان من المؤلفة قلوبهم، ومن الأعراب الجفاة، قيل: أَنَّهُ دخل عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ من غير إذن، فَقَالَ لَهُ: أَيْنَ الإذن؟ فَقَالَ: ما استأذنت عَلَى أحد من مضر! وكان ممن ارتد وتبع طليحة الأسدي، وقاتل معه. فأخذ أسيرًا، وحمل إِلَى أَبِي بكر رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فكان صبيان المدينة يقولون: يا عدو اللَّه أكفرت بعد إيمانك؟! فيقول ما آمنت باللَّه طرفة عين. فأسلم، فأطلقه أَبُو بَكْر.
وكان عيينة في الجاهلية من الجرارين، يقود عشرة آلاف.
وتزوج عثمان بْن عفان ابنته، فدخل عَلَيْهِ يومًا، فأغلظ لَهُ، فَقَالَ عثمان: لو كَانَ عُمَر ما أقدمت عَلَيْهِ [بهذا] . [2] فَقَالَ: إن عُمَر أعطانا فأغنانا وأخشانا فأتقانا [3] .
وقَالَ أَبُو وائل: سَمِعْتُ عيينة بْن حصن يَقُولُ لعبد اللَّه بْن مَسْعُود، أَنَا ابْن الأشياخ الشم فَقَالَ عَبْد اللَّه: ذاك يُوْسف بْن يعقوب بْن إِسْحَاق بن إبراهيم عليهم السلام.
وهو عم الحر بْن قيس، وكان الحر رجلًا صالحًا من أهل القرآن لَهُ منزلة من عُمَر بْن الخطاب فَقَالَ عيينة لابن أخيه: ألا تدخلني عَلَى هَذَا الرجل؟ قَالَ: إني أخاف أن تتكلم بكلام لا ينبغي فَقَالَ: لا أفعل. فأدخله على عمر، فقال: يا ابن الخطاب، والله ما تقسم بالعدل، ولا تعطي الجزل! فغضب عُمَر غضبًا شديدًا، حتَّى هُمْ أن يوقع بِهِ، فَقَالَ ابْن أخيه: يا أمير المؤمنين، إن اللَّه يَقُولُ فِي كتابه العزيز خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجاهِلِينَ 7: 199، وَإِن هَذَا لمن الجاهلين. فخلى عَنْهُ، وكان عُمَر وقافًا عند كتاب اللَّه عزَّ وجلَّ [4] .
أخرجه الثلاثة.
__________
[1] في المطبوعة: «جويرية» . وهو خطأ. والصواب عن الإصابة: 3/ 55. والجمهرة، لابن حزم: 244.
والمشتبه للذهبى: 187.
[2] ما بين القوسين عن الاستيعاب: 3/ 1250.
[3] ينظر أيضا المعارف لابن قتيبة: 304.
[4] أخرجه البخاري في تفسير سورة الأعراف: 6/ 76. وينظر تفسير ابن كثير سورة الأعراف، الآية 199: 3/ 546 بتحقيقنا.

(4/31)


4161- عيينة بن عائشة المرائي
عيينة بن عائشة المرائي.
من الصحابة، شهد يَوْم مؤتة وما بعده، ذكره ابْن أَبِي معدان قاله ابْن ماكولا.
[انتهى] . آخر حرف العين، والحمد للَّه رب العالمين]

(4/32)