كتاب الأربعين في مناقب أمهات المؤمنين

- الْحَدِيثُ الثَّالِثُ وَالثَّلَاثُونَ
-
أَخْبَرَنِي عَمِّي الْإِمَامُ الْحَافِظُ قَالَ قَرَأْتَ عَلَى أَبِي غَالِبِ بْنِ الْبَنَّا عَنْ أَبِي مُحَمَّدِ الْجَوْهَرِيِّ أَنَا ابْنُ حَيَوَيْهِ أَنَا ابْنُ مَعْرُوفٍ نَا ابْنُ الْفَهْمِ نَا ابْنُ سَعْدٍ حَدَّثَنِي أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ قَالَ
لَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ خَيْبَرَ وَمَعَهُ صَفِيَّةُ أَنْزَلَهَا فِي بَيْتِ حَارِثَةَ بْنِ النُّعْمَانِ فَسَمِعَ بِهَا نِسَاءُ الْأَنْصَارِ وَبِجَمَالِهَا فَجِئْنَ يَنْظُرْنَ إِلَيْهَا وَجَاءَتْ عَائِشَةُ مُتَنَقِّبَةً حَتَّى دَخَلَتْ عَلَيْهَا فَعَرَفَهَا فَلَمَّا خَرَجَتْ خَرَجَ الرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى إِثْرِهَا فَقَالَ كَيْفَ رَأَيْتِهَا يَا عَائِشَةُ قَالَتْ رَأَيْتُ يَهُودِيَّةً قَالَ لَا تَقُولِي هَذَا يَا عَائِشَة (46 ب) فَإِنَّهَا قَدْ أَسْلَمَتْ فَحَسُنَ إِسْلَامُهَا

(1/100)


هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ مِنْ حَدِيثِ أَبِي مُحَمَّدِ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ مَوْلَى مَيْمُونَةَ بِنْتِ الْحَارِثِ زَوْجِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَابِعِيٌّ مِنْ أَجِلَّاءِ التَّابِعِينَ وَكِبَارِ الْمُحَدِّثِينَ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ وَابْنَ عَبَّاسٍ وَغَيْرَهُمَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ أَجْمَعِينَ
وَدَلِيلُ فَضْلِهَا قَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (قَدْ حَسُنَ إِسْلَامُهَا) وَكَوْنُهُ كَرِهَ ذَكْرَهَا بِمَا يُؤْذِيهَا وَاللَّهُ أَعْلَمُ

(1/101)


مَيْمُونَةُ بِنْتُ الْحَارِثِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا

وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَنَزَلَ فِيهَا {وَامْرَأَة مُؤمنَة} الْآيَةَ
- الْحَدِيثُ الرَّابِعُ وَالثَّلَاثُونَ
-
أَخْبَرَنَا عَمِّي الْحَافِظُ رَحِمَهُ اللَّهُ أَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَرَّاءِ وَأَبُو غَالِبِ أَحْمَدُ وَأَبُو عبد الله يحيى ابْنا ابْن الْبناء قَالُوا أَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْمُعَدِّلُ أَنَا أَبُو طَاهِر مُحَمَّد بن عبد الرحمن الْمَخُلِّصُ أَنَا أَحْمَدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ الطُّوسِيُّ نَا الزُّبَيْرُ (47 أ) بْنُ بَكَّارٍ حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَمْزَةَ الزُّبَيْرِيُّ عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ مُحَمَّدٍ الدَّرَاوَرْدِيِّ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُقْبَةَ أَخِي مُوسَى بْنِ عقبَة عَن كيب مولى عبد الله بن الْعَبَّاس عَن عبد الله بْنِ الْعَبَّاسِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
(الْأَخَوَاتُ الْأَرْبَعُ مَيْمُونَةُ وَأُمُّ الْفَضْلِ وَسَلْمَى وَأَسْمَاءُ بِنْتُ عُمَيْسٍ أَخْتَهُنَّ لِأُمِّهِنَّ مُؤْمِنَاتٌ)

(1/102)


قَالَ وَيَسْتَثْنِي بَعْضُ أَصْحَابِنَا مِنْ هَذَا الْحَدِيثِ (مُؤْمِنَاتٌ)
وَهَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ مِنْ حَدِيثِ كَرِيبٍ أَيْضًا وَلَهُ أَحَادِيثُ كَثِيرَةٌ خَرَّجَهَا الْأَئِمَّةُ فِي الصِّحَاحِ رَوَى النِّسَائِيُّ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ عَمْرِو بْنِ مَنْصُورٍ النَّسَائِيّ عَن عبد الله بن عبد الْوَهَّاب عَن الدراوري
هَذَا مَاتَ يسر جَمْعُهُ فِي حَقِّ كُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ مَنْفَرِدًا

(1/103)


ذِكْرُ مَا وَرَدَ فِي فَضْلِهِنَّ كُلهنَّ مُجملا (47 ب) وَقَدْ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى {يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاء} الْآيَةَ الْحَدِيثُ الْخَامِسُ وَالثَّلَاثُونَ
أَخْبَرَنَا عَمِّي الْإِمَامُ الْحَافِظُ أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيٌّ رَحِمَهُ اللَّهُ أَنَا أَبُو الْقَاسِمِ إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْأَشْعَثِ وَأَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ قَالَا أَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بن النقور أناأبو الْقَاسِمِ عِيسَى بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْجراح الْوَزير نَا عبد الله بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ نَا مَنْصُورِ بْنِ أَبِي مُزَاحِمَ نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ عَن مُحَمَّد بن عبد الرحمن بن عبد الله بْنِ حُصَيْنٍ عَنْ عَوْفِ بْنِ الْحَارِثِ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ لِأَزْوَاجِهِ
(إِنَّ الَّذِي يَحْبُو عَلَيْكُنَّ بَعْدِي لَهُوَ الصَّادِقُ الْبَارُّ اللَّهُمَّ اسْقِ عبد الرحمن بْنَ عَوْفٍ مِنْ سَلْسَبْيِلَ الْجَنَّةِ)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَحَدَّثَنِي بَعْضُ أَهْلِنَا من ولد (48 أ) عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَنَّ

(1/104)


عَبْدَ الرَّحْمَنِ بَاعَ مَالَهُ بِكَيْدَمَةَ وَهُوَ سَهْمُهُ مِنْ بَنِي النَّضِيرِ بِأَرْبَعِينَ أَلْفِ دِيَنَارٍ فَقَسَّمَهُ عَلَى أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ مِنْ حَدِيثِ عَوْفِ بْنِ الْحَارِثِ أَبِي الطُّفِيلِ الْمَدَنِيِّ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَفَرَّدَ بِهِ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ يَسَارٍ عَنْ مُحَمَّدِ بن عبد الرحمن التَّمِيمِيِّ وَقَدْ رُوِيَ عَالِيًّا مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ عَنْهُ وَاللَّهُ أَعْلَمُ
وَإِنَّمَا سُمِّيَ بَارًّا لَأَنَّهُنَّ أُمَّهَاتُ الْمُؤْمِنِينَ فَكَانَ كَالْبَارِّ بِأُمِّهِ
الْحَدِيثُ السَّادِسُ وَالثَّلَاثُونَ

أَخْبَرَنَا الشَّيْخُ الْإِمَامُ الزَّاهِدُ صَدْرُ الدِّينِ شَيْخُ الشِّيُوخِ أَبُو الْقَاسِم عبد الرحيم بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي سَعْدٍ الصُّوفِيُّ وَالشَّيْخُ الْإِمَامُ أَبُو أَحْمَدَ عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْأَمِينِ قَالَا أَنَا أَبُو الْقَاسِمِ هِبَةُ (اللَّهِ) بْنُ الْحُصَيْنِ أَنَا أَبُو طَالِبِ مُحَمَّدُ بن مُحَمَّد غَيْلَانَ أَنَا أَبُو بَكْرِ مُحَمَّدُ بن عبد الله بن إِبْرَاهِيم (48 ب) الشَّافِعِيُّ نَا إِسْحَاقُ بْنُ مَيْمُونٍ الْحَرْبِيُّ نَا أَبُو غَسَّانَ نَا فُضَيْل عَن عط عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ
نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ فِي بَيْتِي {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرا} قلت يارسول اللَّهِ أَلَسْتُ مِنْ أَهْلِ الْبَيْتِ قَالَ إِنَّكِ إِلَى خَيْرٍ إِنَّكِ مِنْ أَزْوَاجِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ

(1/105)


وَأَهْلُ الْبَيْتِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَلِيٌّ وَفَاطِمَةُ وَالْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ أَجْمَعِينَ
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ وَقَدْ رُوِيَ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ دُونَ ذكر أم سَلمَة قلت يارسول اللَّهِ وَقَدْ رَوَاهُ أَبُو سَعِيدِ سَعْدُ بْنُ مَالِكِ بْنِ سِنَانٍ الْخُدْرِيُّ صَحِبَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَرَوَى عَنْهُ الْكَثِيرُ رَوَى عَنْهُ ابْنُ عُمَرَ وَجَابِرٌ وَابْن عبد الله (49 أ) وَأَبُو سَلَمَةَ وَأَبُو صَالِحٍ وَعُبَيْدُ الله بن عبد الله بن عتبَة وَحميد بن عبد الرحمن وَعَطَاءُ بْنُ يَسَارٍ وَمَاتَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسَبْعِينَ
وَهَذَا يَدْخُلُ فِي رِوَايَةِ الصَّحَابِيِّ عَنِ الصَّحَابِيِّ
وَقَوْلُهَا وَأَهْلُ الْبَيْتِ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ ذَكَرْتُهُمْ إِشَارَةً إِلَى الَّذِينَ وَجِدُوا فِي الْبَيْتِ فِي تِلْكَ الْحَالَةِ وَإِلَّا فَآلُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَيْهِم كلهم أهل الْبَيْت وَالْآيَةُ نَزَلَتْ خَاصَّةً فِي هَؤُلَاءِ الْمَذْكُورِينَ وَاللَّهُ أَعْلَمُ
الْحَدِيثُ السَّابِعُ وَالثَّلَاثُونَ

أخبرتنا الْحَاجة أم عبد الله أَسْمَاءُ وَالْحَاجَّةُ أُمُّ مُحَمَّدٍ آمِنَةُ ابْنَتَا الشَّيْخِ الْأَمِينِ أَبِي بَرَكَاتِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ طَاهِرٍ يُعْرَفُ بِابْنِ الرَّانِ قَالَتَا أَخْبَرَنَا جَدُّنَا لِأُمِّنَا الْقَاضِي الزَّكِيُّ أَبُو الْمُفَضَّلِ يَحْيَى بْنُ عَلِيِّ بْنِ عبد العزيز الْقرشِي أناالشيخ الْفَقِيهُ أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْمَصِيصِيِّ قَالَ قريء عَلَى أَبِي الْحَسَنِ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ دَاوُدَ الرَّزَّازِ فِي دُكَّانِهِ فِي شَعْبَانَ سنة (49 ب) سبع عشرَة وَأَرْبع مئة وَأَنَا حَاضِرٌ أَسْمَعُ قِيلَ لَهُ حَدثكُمْ أَبُو عمر وَعُثْمَان بن أَحْمد بن عبد الله الدَّقَّاقُ الْمَعْرُوفُ بِابْنِ السَّمَّاكِ إِمْلَاءً سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وَثَلَاث مئة نَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ

(1/106)


الْجَبَلِيُّ نَا نَصْرُ بْنُ حَرِيشٍ نَا أَبُو سَهْلِ مُسْلِمٌ الْخُرَاسَانِيُّ عَنْ يُونُسَ بْنِ أَبِي إِسْحَاقَ عَنِ الْحَارِثِ عَنْ عَلِيٍّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
(لَا يَدْخُلُ النَّارَ مَنْ تَزَوَّجَ إِلَيَّ أَوْ تَزَوَّجْتُ إِلَيْهِ)
هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ مِنْ حَدِيثِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ أَبِي الْحَسَنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ وَفِي هَذَا الْحَدِيثِ دَلِيلٌ عَلَى فَضْلِ أَصْهَارِهِ وَأَخْتَانِهِ وَهَذِهِ شَهَادَةٌ لَهُمْ بِالْجَنَّةِ إِذْ كَانُوا مُؤْمِنِينَ وَاللَّهُ أَعْلَمُ
الْحَدِيثُ الثَّامِنُ وَالثَّلَاثُونَ

أَخْبَرَنَا أُسْتَاذِي الْإِمَامُ الْعَالِمُ قُطْبُ الدِّينِ رَحِمَهُ اللَّهُ (50 أ) أَنَا أَبُو مُحَمَّدِ عَبْدُ الْجَبَّارِ الْبَيْهَقِيُّ أَنَا أَبُو بَكْرِ أَحْمَدُ بن الْحُسَيْن البيهيقي الْحَافِظُ رَحِمَهُ اللَّهُ أَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ أَخْبَرَنِي أَبُو سَعِيدِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنُ عَمْرٍو الْأَحْمُسِيُّ نَا الْحُسَيْنُ بْنُ حُمَيْدِ بْنِ الرَّبِيعِ اللَّخْمِيُّ نَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي زِيَادٍ نَا سَيَارُ بْنُ حَاتِمٍ نَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ سُلَيْمَانَ الْحَارِثِيُّ نَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ قَالَ
لَمَّا كَانَ قَبْلَ وَفَاةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِثَلَاثٍ هَبَطَ إِلَيْهِ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ فَقَالَ يَا مُحَمَّدُ إِنَّ اللَّهَ أَرْسَلَنِي إِلَيْكَ إِكْرَامًا لَكَ وَتَفْضِيلًا لَكَ وَخَاصَّةً لَكَ يَسْأَلُكَ عَمَّا هُوَ أَعْلَمُ بِهِ مِنْكَ يَقُولُ كَيْفَ تَجِدُكَ قَالَ أَجِدَنِي يَا جِبْرِيلُ مَغْمُومًا وَأَجِدَنِي يَا جِبْرِيلُ مَكْرُوبًا فَلَمَّا كَانَ فِي الْيَوْمِ الثَّانِي هَبَطَ إِلَيْهِ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ فَقَالَ لَهُ مِثْلَ ذَلِكَ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَجِدَنِي يَا جِبْرِيلُ مَغْمُومًا (50 ب) وَأَجِدَنِي يَا جِبْرِيلُ

(1/107)


مكروبا فَلَمَّا كَانَ فِي يَوْم الثَّالِثِ هَبَطَ إِلَيْهِ جِبْرِيلُ مَعَهُ مَلَكُ الْمَوْتِ وَمَعَهُمَا مَلَكٌ فِي الْهَوَاءِ يُقَالُ لَهُ إِسْمَاعِيلُ عَلَى سَبْعِينَ أَلْفِ مَلَكٍ كُلُّ مَلَكٍ مِنْهُمْ عَلَى سَبْعِينَ أَلْفِ مَلَكٍ قَالَ فَسَبَقَهُمْ إِلَيْهِ جِبْرِيلُ وَقَالَ يَا أَحْمَدُ إِنَّ اللَّهَ أَرْسَلَنِي إِلَيْكَ إِكْرَامًا لَكَ وَتَفْضِيلًا لَكَ وَخَاصَّةً لَكَ يَسْأَلُكَ عَمَّا هُوَ أَعْلَمُ بِهِ مِنْكَ يَقُولُ كَيْفَ تَجِدُكَ قَالَ أَجِدَنِي يَا جِبْرِيلُ مَغْمُومًا وَأَجِدَنِي يَا جِبْرِيلُ مَكْرُوبًا قَالَ وَاسْتَأْذَنَ مَلَكُ الْمَوْتِ عَلَى الْبَابِ فَقَالَ لَهُ جِبْرِيلُ يَا أَحْمَدُ هَذَا مَلَكُ الْمَوْتِ يَسْتَأْذِنُ عَلَيْكَ وَلَمْ يَسْتَأْذِنْ عَلَى أَحَدٍ قَطُّ مِنْ قَبْلِكَ وَلَا يَسْتَأْذِنُ عَلَى آدَمِيٍّ بَعْدَكَ فَقَالَ ائْذَنْ لَهُ يَا جِبْرِيلُ فَقَالَ السَّلَامُ (51 أ) عَلَيْكَ يَا أَحْمَدُ إِنَّ اللَّهَ أَرْسَلَنِي إِلَيْكَ وَأَمَرَنِي أَنْ أُطِيعَكَ فِيمَا أَمَرْتَنِي إِنْ أَمَرْتَنِي أَنْ أَقْبِضَ نَفْسَكَ قَبِضْتُهَا وَإِنْ أَمَرْتَنِي أَنْ أَتْرُكَهَا تَرَكْتُهَا قَالَ وَتَفْعَلُ ذَلِكَ يَا مَلَكَ الْمَوْتِ قَالَ تعم بِذَلِكَ أُمِرْتُ قَالَ جِبْرِيلُ يَا أَحْمَدُ إِنَّ اللَّهَ قَدِ اشْتَاقَ الى لقائك قَالَ ياملك الْمَوْتِ امِضِ لِمَّا أُمِرْتَ بِهِ قَالَ فَأَتَاهُمْ آتٍ يَسْمَعُونَ حِسَّهُ وَلَا يَرَوْنَ شَخْصَهُ فَقَالَ السَّلَامُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ إِنَّ فِي اللَّهِ خَلَفًا مِنْ كُلِّ هَالِكٍ وَعَزَاءً مِنْ كُلِّ مُصِيبَةٍ وَدَرَكًا مِنْ كُلِّ فَائِتٍ فَبِاللَّهِ فَثِقُوا وَإِيَّاهُ فَارْجُوا فَإِنَّ الْمُصَابَ مِنْ حُرِمَ الثَّوَابَ)
هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ مُرْسَلٌ وَفِيهِ دلَالَة على فضلهن (51 ب) لَأَنَّ تَسْلِيمَ الْمَلَائِكَةِ عَلَيْهِنَّ وَتَعْزِيَتَهُنَّ أَمَارَةُ كَرَامَتِهِنَّ وَقَدْ نُقِلَ أَنَّ بَعْضَ نِسَائِهِ شَهِدْنَ مَوْتَهُ وَلِهَذَا قَالَتْ عَائِشَةُ

(1/108)


فَلَمَّا مَاتَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَفَذْتُ إِلَى أَبِي بَكْرٍ وَكَانَ بِالسَّفْحِ مَوْضِعٌ وَنَفَذَتْ حَفْصَةُ إِلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ الْحَدِيثَ
وَنُقِلَ عَنْهَا فِي حَدِيثِ آخَرَ
أَنَّهُ لَمْ يَشْهَدْ مَوْتَهُ غَيْرِي وَالْمَلَائِكَةُ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ
وَقَوْلُهُ إِنَّ اللَّهَ قَدِ اشْتَاقَ إِلَيْكَ إِنْ صَحَّ إِسْنَادُ هَذَا الْحَدِيثِ فَإِنَّمَا مَعْنَاهُ قَدْ أَرَادَ لِقَاءَكَ وَذَلِكَ بِأَنْ يَرُدَّكَ مِنْ دُنْيَاكَ إِلَى مَعَادِكَ زِيَادَةً فِي قُرْبَتِكَ وَكَرَامَتِكَ وَاللَّهُ أَعْلَمُ
الْحَدِيثُ التَّاسِعُ وَالثَّلَاثُونَ

أَخْبَرَنِي عَمِّيَ الْحَافِظُ أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيٌّ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ (52 أ) أَنَا الشَّرِيفُ النَّسِيبُ أَبُو الْقَاسِمِ الْحُسَيْنِيُّ أَنَا الْقَاضِي أَبُو مُحَمَّدٍ عبد الله بن عبد الرحمن بن عبد الله بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي الْعَجَائِزِ حَدَّثَنِي أَبِي أَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ يُوسُفَ بْنِ يَعْقُوبَ الرَّبَعِيُّ نَا أَبُو بَكْرٍ وَأَبُو الْقَاسِمِ مُحَمَّدٌ وَعَامِرٌ ابْنَا خُرَيْمِ بْنِ مُحَمَّدٍ قَالَا أَنَا أَبُو عَبْدِ الْغَنِيِّ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عِيسَى الْأَزْدِيُّ نَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ أَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَسْلَمِيُّ عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ عَنْ عِكْرِمَةَ بْنِ خَالِدٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
(خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لِأَهْلِهِ وَأَنَا خَيْرُكُمْ لِأَهْلِي وَمَا أَكْرَمَ النِّسَاءَ إِلَّا كَرِيمٌ وَلَا أَهَانَهُنَّ إِلَّا لَئِيمٌ)
هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ مِنْ حَدِيثِ دَاوُدَ بن الْحصين عَن عِكْرِمَة

(1/109)


(52 ب) ابْن خَالِد المَخْزُومِي لانعلم أَنه رَوَاهُ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي يَحْيَى الْأَسْلَمِيُّ وَلَمْ يُكْتَبْ عَنْهُ إِلَّا مِنْ هَذَا الْوَجْهِ
وَقَدْ وَرَدَتْ أَحَادِيثُ كَثِيرَةُ فِي التَّوْصِيَّةِ بِالنِّسَاءِ وَالْأَمْرِ بِحِفْظِهِنَّ وَمُرَاعَاتِهِنَّ
الْحَدِيثُ الْأَرْبَعُونَ

أَخْبَرَنَا عَمِّي الْحَافِظُ رَحِمَهُ اللَّهُ أَنَا الشَّرِيفُ النَّسِيبُ أَيْضًا أَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ يحيى السّلمِيّ السميساطي أَنا عبد الوهاب بْنُ الْحَسَنِ أَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُمَيْرِ بْنِ يُوسُفَ بْنِ جَوْصَا نَا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى أَنَا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ حَدَّثَنِي مَالك عَن عبد الله بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَمْرِو بْنِ سُلَيْمٍ الزَّرَقِيِّ أَنَّهُ قَالَ أَخْبَرَنِي أَبُو حُمَيْدٍ السَّاعِدِيُّ أَنَّهُمْ قَالُوا
(يَا رَسُولَ اللَّهِ كَيْفَ نُصَلِّي عَلَيْكَ فَقَالَ رَسُول (53 أ) اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قُولُوا اللَّهُمَّ صلى عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى أَزْوَاجِهِ وَذُرِيَّتِهِ كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ وَبَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَأَزْوَاجِهِ وَذُرِيَّتِهِ كَمَا بَارَكْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ)
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ مِنْ حَدِيثِ أَبِي حُمَيْدِ عبد الرحمن بْنِ سَعْدِ بْنِ الْمُنْذِرِ لَهُ صُحْبَةٌ وَقَدْ رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي صَحِيحه عَن عبد الله بن يُوسُف التنيسِي وعبد الله بن مسلمة القنعبي عَنْ مَالِكٍ وَرَوَاهِ مُسْلِمٌ عَنْ مُحَمَّد بن عبد الله بن

(1/110)


نمير عَن روح وعبد الله بْنِ نَافِعٍ وَعَنْ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَنْ رَوْحِ بْنِ عُبَادَةَ كِلَاهُمَا عَنْ مَالك هَكَذَا وَالله أعلم
هَذَا مَا تيَسّر جمعه من مَنَاقِب أُمَّهَات الْمُؤمنِينَ رَضِي الله عَنْهُن وَقَدْ وَرَدَتْ أَحَادِيثُ كَثِيرَةُ فِي فضل الْأَهْل والآل وَاخْتلفُوا فِي أَن زَوْجَاته هَل هن من آله أم لَا
وانما خرجت بعض الاحاديث من الصَّحِيحَيْنِ تبركا بذلك وَإِن كَانَ أَرْبَاب الصَّنْعَة لَا يعتادونه (53 ب) وَلَكِن الْمَقْصُود متن الحَدِيث دون غَيره
وأسأل الله الْعَظِيم التَّوْفِيق فِي كل قَول وَفعل وَأَن يُصَلِّي على مُحَمَّد وعَلى آله أَجْمَعِينَ وَأَن يرضى عَن أَئِمَّة الدّين وقادة الْمُسلمين إِنَّه جواد كريم وحسبنا الله وَنعم الْوَكِيل

(1/111)