الإستيعاب في معرفة الأصحاب

باب حرف الألف إبراهيم بن النبي
إبراهيم بن النبي صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ، ولدته أمه مارية القبطية في ذي الحجة سنة ثمان من الهجرة، وذكر الزبير عن أشياخه أن أم إبراهيم مارية ولدته بالعالية في المال الّذي يقال له اليوم مشربة أم إبراهيم بالقف [1] ، وكانت قابلتها سلمى مولاة النبيّ صلّى الله عليه وَسَلَّمَ امرأة أبي رافع، فبشر أبو رافع به النبيّ صلّى الله عليه وَسَلَّمَ، فوهب له عبدًا، فلما كان يوم سابعه عق [2] عنه بكبش، وحلق رأسه، حلقه أبو هند، وسماه يومئذ، وتصدق بوزن شعره ورقًا [3] على المساكين، وأخذوا شعره فدفنوه في الأرض.
هكذا قَالَ الزبير: سماه يوم سابعه. والحديث المرفوع أصح من قوله وأولى إن شاء الله عز وجل.
حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ نَصْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا قَاسِمُ بْنُ أَصْبَغَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ وَضَّاحٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بكر بن أبي شيبة، حدثنا شبابة بن سَوَّارٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وَسَلَّمَ: وُلِدَ لِي اللَّيْلَةَ غُلامٌ فَسَمَّيْتُهُ بِاسْمِ أَبِي إِبْرَاهِيمَ، قَالَ الزُّبَيْرُ: ثُمَّ دَفَعَهُ إِلَى أُمِّ سَيْفٍ، امْرَأَةِ قَيْنٍ بِالْمَدِينَةِ يُقَالُ لَهُ أَبُو سَيْفٍ. قَالَ أبو عمر رضى الله عنه في حديث أنس: تصديق ما ذكره الزبير
__________
[1] القف: علم لواد من أودية المدينة، عليه مال لأهلها.
[2] العقيقة: الذبيحة التي تذبح عن المولود.
[3] الورق: الفضة.

(1/54)


أنه دفعه إلى أم سيف، قَالَ أنس في حديثه في موت إبراهيم قَالَ: فانطلق رسول الله صلّى الله عليه وَسَلَّمَ، وانطلقت معه، فصادفنا أبا سيف ينفخ في كيره، وقد امتلأ البيت دخانًا، فأسرعت في المشي بين يدي رسول الله صَلَّى الله عليه وَسَلَّمَ حتى انتهيت إلى أبي سيف، فقلت: يا أبا سيف، أمسك، جاء رسول الله صلّى الله عليه وَسَلَّمَ، فأمسك فدعا رسول الله صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ بالصبي فضمه إليه، وقال: ما شاء الله أن يقول. قَالَ: فلقد رأيته يكيد [1] بنفسه، قال: فدمعت عينا النبيّ صلّى الله عليه وسلم، فقال:
تدمع العين، ويحزن القلب، ولا نقول إلا ما يرضي الرب، وإنا بك يا إبراهيم المحزونون. قَالَ الزبير أيضًا: وتنافست الأنصار فيمن يرضعه، وأحبوا أن يفرغوا مارية للنبي صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، لما يعلمون من هواه فيها، وكانت لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قطعة من الضأن ترعى بالقف، ولقاح بذي الجدر [2] تروح عليها، فكانت تؤتى بلبنها كل ليلة فتشرب منه وتسقي ابنها، فجاءت أم بردة بنت المنذر بن زيد الأنصاري زوجة البراء بن أوس، فكلمت رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ في أن ترضعه بلبن ابنها في بني مازن بن النجار وترجع به إلى أمه، وأعطى رسول الله صلّى الله عليه
__________
[1] يكيد بنفسه: يجود بها، وفي أ: رأيت يكيد، وهو تحريف.
[2] في ى: بذي الحديد، والمثبت من أ، س، م. وفي معجم البلدان: ذو جدر:
مسرح على ستة أميال من المدينة بناحية قباء كانت فيها لقاح رسول الله تروح عليه إلى أن أغير عليها وأخذت.

(1/55)


وسلم أمّ بردة قطعة من نخل فنا قلت [1] بها إلى مال عَبْد الله بن زمعة، وتوفي إبراهيم في بني مازن عند أم بردة، وهو ابن ثمانية عشر شهرًا، وكانت وفاته في ذي الحجة سنة ثمان، وقيل: بل ولد في ذي الحجة سنة ثمان، وتوفي سنة عشر، وغسلته أم بردة، وحمل من بيتها على سرير صغير، وصلى عليه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بالبقيع، وقال: ندفنه عند فرطنا عثمان بن مظعون.
وقال الواقدي: توفي إبراهيم بن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ يوم الثلاثاء لعشر ليال خلون من ربيع الأول سنة عشر، ودفن بالبقيع، وكانت وفاته في بني مازن عند أم بردة بنت المنذر من بني النجار، ومات وهو ابن ثمانية عشر شهرًا، وكذلك قَالَ مصعب الزبيري، وهو الذي ذكره الزبير.
وقال آخرون: توفي وهو ابن [2] ستة عشر شهرًا، قَالَ مُحَمَّد بن عَبْد الله بن مؤمل المخزومي في تاريخه: ثم دخلت سنة عشر، ففيها توفي إبراهيم بن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ، وكسفت الشمس يومئذ على اثنتي عشر ساعة من النهار، وتوفّى وهو ابن ستة عشر شهرًا وثمانية أيام. وقال غيره: توفي وهو ابن ستة [3] عشر شهرًا وستة أيام، وذلك سنة عشر.
وأرفع ما فيه ما ذكره مُحَمَّد بن إسحاق، قَالَ: حَدَّثَنَا عبد الله بن أبى بكر
__________
[1] هكذا في أ، م أيضا.
[2] في ى: سبعة عشر شهرا.
[3] في م: وهو ابن سنة وعشرة أشهر وستة أيام.

(1/56)


عن عمرة بنت عَبْد الرحمن عن عائشة قالت: توفي إبراهيم بن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ وهو ابن ثمانية عشر شهرًا.
قَالَ أبو عمر: ثبت أن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ بكى على ابنه إبراهيم دون رفع صوت، وقال: تدمع العين، ويحزن القلب، ولا نقول ما يسخط الرب، وإنا بك يا إبراهيم لمحزونون.
حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ قَاسِمٍ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بن رشيق، حدثنا أبو بشر الدولابي حدثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ يَعْقُوبَ الْبَغْدَادِيُّ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ [1] اللَّهِ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي لَيْلَى عَنْ عَطَاءٍ عَنْ جَابِرٍ قَالَ: أَخَذَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ بِيَدِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، فَأَتَى بِهِ النَّخْلَ، فَإِذَا ابْنُهُ إِبْرَاهِيمَ فِي حِجْرِ أُمِّهِ، وَهُوَ يَكِيدُ بِنَفْسِهِ، فأخذه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حِجْرِهِ، ثُمَّ قَالَ:
يَا إِبْرَاهِيمُ. إِنَّا لا نَغْنِي عَنْكَ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا. ثُمَّ ذَرَفَتْ عَيْنَاهُ، ثُمَّ قَالَ:
يَا إِبْرَاهِيمُ، لَوْلا أَنَّهُ أَمْرٌ حَقٌّ، وَوَعْدٌ صِدْقٌ، وَأَنَّ آخِرَنَا سَيَلْحَقُ أَوَّلَنَا لَحَزِنَّا عَلَيْكَ حُزْنًا هُوَ أَشَدُّ مِنْ هَذَا، وَإِنَّا بِكَ يَا إِبْرَاهِيمُ لَمْحُزُونُونَ، تَبْكِي الْعَيْنُ، وَيَحْزَنُ الْقَلْبُ، وَلا نَقُولُ مَا يُسْخِطُ الرَّبَّ. وَحَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ قَاسِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ، حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ يَعْقُوبَ، حَدَّثَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، حَدَّثَنَا ثَابِتٌ عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: لَقَدْ رَأَيْتُ إِبْرَاهِيمَ وَهُو يَكِيدُ بِنَفْسِهِ بين يدي رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ، فَدَمَعَتْ عَيْنَا رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وسلم
__________
[1] في ى: عبد الله. والمثبت من أ، س، م.

(1/57)


فقال: تدمع العين، ويحزن القلب، ولا نقول إلا ما يرضي الرب، وإنا بك يا إِبْرَاهِيمُ لَمَحْزُونُونَ. وَوَافَقَ مَوْتُهُ كُسُوفَ الشَّمْسِ، فَقَالَ قوم: إنّ الشمس انكسفت لموته، فحطبهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فَقَالَ: إِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ لا يُخْسَفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلا لِحَيَاتِهِ، فَإِذَا رَأَيْتُمْ ذَلِكَ فَافْزَعُوا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَالصَلاةِ. وَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ حِينَ تُوُفِّيَ ابْنُهُ إِبْرَاهِيمُ: إِنَّ لَهُ مُرْضِعًا فِي الْجَنَّةِ تُتِمُّ رَضَاعَهُ. حَدَّثَنَا سَعِيدُ، حَدَّثَنَا قَاسِمٌ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ قَالَ: سَمِعْتُ الْبَرَاءَ بْنَ عَازِبٍ يَقُولُ: قَالَ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، لَمَّا مَاتَ إِبْرَاهِيمُ: [أَمَا] [1] إِنَّ لَهُ مُرْضِعًا فِي الْجَنَّةِ. وَصَلَّى عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ وَكَبَّرَ أَرْبَعًا، هَذَا قَوْلُ جُمْهُورِ أَهْلِ الْعِلْمِ، وَهُوَ الصَّحِيحُ، وَكَذَلِكَ قال الشَّعْبِيِّ، قَالَ: مَاتَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ ابْنُ سِتَّةَ عَشَرَ شَهْرًا، فَصَلَّى عَلَيْهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ.
وروى ابن إسحاق عن عَبْد الله بن أبي بكر عن عمرة عن عائشة أن رسول الله صلى الله عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ دفن ابنه إبراهيم ولم يصل عليه. وهذا غير صحيح، والله أعلم، لأن الجمهور قد أجمعوا على الصلاة على الأطفال إذا استهلوا وراثة [2] وعملا مستفيضًا عن السلف والخلف، ولا أعلم أحدا جاء عنه غير هذا إلا عن سمرة بن جندب، والله أعلم.
__________
[1] من م.
[2] في ى: دراية، والمثبت من أ، س، م.

(1/58)


وقد يحتمل أن يكون معنى حديث عائشة أنه لم يصل عليه في جماعة أو أمر أصحابه فصلوا عليه ولم يحضرهم، فلا يكون مخالفًا لما عليه العلماء في ذلك، وهو أولى ما حمل عليه حديثها ذلك، والله أعلم.
وقد قيل إن الفضل بن العباس غسل إبراهيم ونزل في قبره مع أسامة ابن زيد، ورسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ جالس على شفير القبر.
قَالَ الزبير: ورش قبره، وأعلم فيه بعلامة. قَالَ: وهو أول قبر رش عليه، وروى عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: لو عاش إبراهيم لأعتقت أخواله، ولوضعت الجزية عن كل قبطي. وقال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: إذا دخلتم مصر فاستوصوا بالقبط خيرًا، فإن لهم ذمة ورحمًا. وكانت مارية القبطية قد أهداها إلى رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ المقوقس صاحب الإسكندرية ومصر هي وأختها سيرين [1] ، فوهب رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ سيرين لحسان بن ثابت الشاعر، فولدت له عبد الرحمن بن حسان.
حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ قَاسِمٍ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ الْمُبَارَكِ أَبُو يُوسُفَ، قَالَ:
حَدَّثَنَا داود بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، قَالَ حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَسْبَاطُ بْنُ نَصْرٍ الْهَمْدَانِيُّ عَنِ السُّدِّيِّ، قال: سألت أنس بن مالك: كم كان بَلَغَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وسلم؟ قال: قد
__________
[1] في أ، س: شيرين.

(1/59)


كَانَ مَلأَ مَهْدَهُ، وَلَوْ بَقِيَ لَكَانَ نَبِيًّا، ولكن لم يكن ليبقى، لأَنَّ نَبِيَّكُمْ آخِرُ الأَنْبِيَاءِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ.
حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ قَاسِمٍ، حَدَّثَنَا الحسن بن رشيق، حدثنا أبو بشر الدولابي، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ يَعْقُوبَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَنَابٍ [1] قَالَ: حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ عَنِ ابْنِ أَبِي خَالِدٍ قَالَ: قُلْتُ لابْنِ أَبِي أَوْفَى: أَرَأَيْتَ إِبْرَاهِيمَ بْنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: مَاتَ وَهُوَ صَغِيرٌ، وَلَوْ قُدِّرَ أَنْ يَكُونَ بَعْدَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ نَبِيٌّ لَعَاشَ، وَلَكِنَّهُ لا نَبِيَّ بَعْدَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ.
قَالَ أبو عمر: هذا لا أدرى ما هو؟ وقد ولد نوح [2] عليه السلام من ليس نبيا، وكما يلد غير النبي نبيًا فكذلك يجوز أن يلد النبي غير نبي والله أعلم. ولو لم يلد النبيّ إلا نبيًا لكان كل واحد [3] نبيًا، لأنه من ولد نوح عليه السلام، وذا آدم نبي مكلم، وما أعلم في ولده لصلبه نبيًا غير شيث.
حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ قَاسِمٍ، قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ [4] أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَحْمَدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى السِّجْزِيُّ [5] قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ على، قال:
__________
[1] في ى: ضباب، وهو تحريف، والمثبت من أ، س، م.
[2] في س: وقد ولد من نوح من ليس بنبي. وفي أ: وقد ولد نوح عليه السلام من ليس نبيا. وفي م: وقد ولد نوح عليه السلام من ليس بنبي.
[3] في أ، م: أحد.
[4] في ى: أبو بكر بن أحمد، وهو تحريف، والمثبت من أ، س، م.
[5] هذه النسبة إلى سجستان على غير قياس كما في اللباب.

(1/60)


حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا وَرْقَاءُ عَنِ ابن أبى بجيح عَنْ مُجَاهِدٍ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ [1] : أَلا بِذِكْرِ الله تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ 13: 28. قَالَ: بِمُحَمَّدٍ وَأَصْحَابِهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ.
من أول اسمه على ألف من الصحابة رضى الله عنهم
باب إبراهيم
(1) إبراهيم الطائفي.
والد عطاء بن إبراهيم وروى عنه ابنه عطاء عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: قابلوا النعال [2] . لم يرو عنه غير ابنه عطاء، وإسناد حديثه ليس بالقائم ولا مما يحتج به، ولا يصح عندي ذكره في الصحابة، وحديثه مرسل عندي، والله أعلم.
(2) إبراهيم بن عَبْد الرحمن بن عوف.
ذكره الواقدي فيمن ولد على عهد النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ من الصحابة، أمه أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط، يكنى أبا إسحاق.
توفي [3] سنة ست وتسعين وهو ابن خمس وتسعين سنة.
(3) إبراهيم بن عباد [4] بن أساف بن عدي بن زيد بن جشم بن حارثة الأنصاري الحارثي،
شهد أحدا.
__________
[1] سورة الرعد آية 28.
[2] أي اجعلوا لها قبالا، وهو السير الّذي يكون بين الأصابع.
[3] في أسد الغابة: يقول ابن المنذر: إنه مات سنة خمس وسبعين وله ست وسبعون سنة.
[4] في أسد الغابة: بن عباد بن نهيد بن أساف، وما في الإصابة مطابق لما هنا.

(1/61)


باب أبان
(4)
أبان بن سعيد بن العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف القرشي الأموي.
قَالَ الزبير: تأخر إسلامه بعد إسلام أخويه خالد وعمرو، فقال لهما:
ألا ليت ميتًا بالصريمة شاهدًا ... لما يفتري في الدين عمرو وخالد
أطاعا [1] بها أمر النساء فأصبحا ... يعينان من أعدائنا من يكايد
ثم أسلم أبان وحسن إسلامه، وهو الذي أجار عثمان بن عفان رضى الله حين بعثه رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ إلى قريش عام الحديبية، وحمله على فرس حتّى دخل مكة وقال له:
أقبل وأدبر ولا تخف أحدًا ... بنو سعيد أعزة الحرم
وكان إسلام أبان بن سعيد بين الحديبية وخيبر، وأمره رسول الله صلّى الله عليه وَسَلَّمَ على بعض سراياه، منها سرية إلى نجد، واستعمل رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم أبان بن سعيد بن العاصي على البحرين برها وبحرها إذ عزل العلاء بن الحضرمي عنها، فلم يزل عليها أبان إلى أن توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان لأبيه سعيد بن العاصي بن أمية ثمانية بنين ذكور منهم ثلاثة ماتوا على الكفر [2] : أحيحة، وبه كان يكنى سعيد بن العاصي بن أمية، قتل أحيحة بن سعيد يوم الفجار، والعاصي وعبيدة ابنا سعيد بن العاصي قتلا جميعا ببدر كافرين، قتل العاصي عليّ كرم الله وجهه، وقتل عبيدة
__________
[1] في م: معا.
[2] هكذا في أأيضا، وفي تاج العروس: واستدرك شيخنا أبا أحيحة بالحاء- سعيد بن العاص، والد الصحابي وأخيه أبان بن سعيد. وقد ذكره المصنف في الجيم.

(1/62)


الزبير، وخمسة أدركوا الإسلام، وصحبوا النبيّ صلّى الله عليه وَسَلَّمَ وهم:
خالد وعمرو وسعيد وأبان والحكم بنو سعيد بن العاصي بن أمية بن عَبْد شمس، إلا أن الحكم منهم غير رسول الله صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ اسمه فسماه عَبْد الله، ولا عقب لواحد منهم إلا العاصي بن سعيد فإنّ عقب سعيد بن العاصي أبي أحيحة. كلهم منه. ومن ولده سعيد بن العاصي بن سعيد بن العاصي، والد عمرو بن سعيد الأشدق، وسيأتي ذكر كل واحد من هؤلاء الخمسة الذين أدركوا الإسلام من ولد أبي أحيحة سعيد بن العاصي في بابه من هذا الكتاب إن شاء الله تعالى.
حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ قَاسِمٍ، حَدَّثَنَا الحسن بن رشيق، حدثنا الدولابي محمد ابن أَحْمَدَ بْنِ حَمَّادِ أَبُو بِشْرٍ، قَالَ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، قَالَ حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ قَالَ:
لَقِيتُ يَوْمَ بَدْرٍ عُبَيْدَةَ بْنَ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ وَهُوَ مُدَجَّجٌ [1] فِي الْحَدِيدِ لا يُرَى مِنْهُ إِلا عَيْنَاهُ، وَكَانَ يُكَنَّى أَبَا ذَاتِ الْكَرِشِ، فَطَعَنْتُهُ بِالْعَنَزَةِ [2] فِي عَيْنِهِ فَمَاتَ فَلَقَدْ وَضَعْتُ رِجْلِي عَلَيْهِ ثُمَّ تَمَطَّيْتُ فَكَانَ الْجَهْدُ أَنْ نَزَعْتُهَا، وَلَقَدِ انْثَنَى طَرَفُهَا.
واختلف في وقت وفاة أبان بن سعيد، فقال ابن إسحاق قتل أبان وعمرو ابنا سعيد بن العاصي يوم اليرموك، ولم يتابع عليه ابن إسحاق،
__________
[1] في ى: مدمج. وهو تحريف طبعي.
[2] العنزة: رميح بين العصا والرمح فيه زج.

(1/63)


وكانت اليرموك يوم الاثنين لخمس مضين من رجب سنة خمسة عشرة في خلافة عمر رضي الله عنه.
وقال موسى بن عقبة: قتل أبان بن سعيد يوم أجنادين، وهو قول مصعب والزبير، وأكثر أهل [1] العلم بالنسب وقد قيل: إنه قتل يوم مرج الصفر، وكانت وقعة أجنادين في جمادى الأولى سنة ثلاث عشرة في خلافة أبي بكر الصديق رضى الله عنه قبل وفاة أبي بكر رضي الله عنه بدون شهر.
ووقعة مرج الصفر في صدر خلافة عمر سنة أربع عشرة. وكان الأمير يوم مرج الصفر خالد بن الوليد، وكان بأجنادين أمراء أربعة: أبو عبيدة ابن الجراح، وعمرو بن العاص. ويزيد بن أبي سفيان، وشرحبيل بن حسنة، كل على جنده.
وقيل: إن عمرو بن العاص كان عليهم يومئذ، وكان أبان بن سعيد هو الذي تولى إملاء مصحف عثمان رضى الله عنه على زيد بن ثابت، أمرهما بذلك عثمان، ذكر ذلك ابن شهاب الزهري عن خارجة بن ثابت عن أبيه.
روى أبان بن سعيد بن العاصي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قَالَ: وضع الله عز وجل كل دم في الجاهلية. أو قَالَ: كل دم كان في الجاهلية، فهو موضوع، قَالَ أبان: فمن أحدث في الإسلام شيئًا أخذناه به.
(5) أبان المحاربي،
كان أحد الوفد الذين وفدوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم. روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ما من مسلم يقول إذا
__________
[1] في أ: العلم بالنسب.

(1/64)


أصبح: الحمد للَّه ربي لا أشرك به شيئًا، أشهد أن لا إله إلا الله- إلا ظل يغفر له ذنوبه حتى يمسي. ومن قالها حين يمسي غفرت له ذنوبه حتى يصبح
. باب ابى
(6) أبي بن كعب بن قيس بن عبيد بن زيد بن معاوية بن عمرو بن مالك بن النجار،
وهو [1] تيم اللات بن ثعلبة بن عمرو بن الخزرج الأكبر الأنصاري المعاوي، وبنو معاوية بن عمرو يعرفون ببني جديلة، وهى أمهم، ينسبون إليها، وهي جديلة بنت مالك بن زيد الله [2] بن حبيب بن عبد [3] حارثة بن مالك بن غضب [4] بن جشم بن الخزرج، [وأبوهم معاوية بن عمرو [5]] ، وهي أم معاوية بن عمرو، وأمه صهيلة بنت الأسود بن حرام بن عمرو بن زيد مناة بن عدي بن عمرو بن مالك بن النجار، وهي عمة أبي طلحة الأنصاري.
وزعم ابن سيرين أن النجار إنما سمي النجار لأنه اختتن بقدوم، وقال غيره: بل ضرب وجه رجل بقدوم فنجره [6] فقيل له النجار، يكنى أبي بن كعب أبا الطفيل [بابنه] [7] ، وأبا المنذر.
__________
[1] في أ، م: والنجار هو تيم اللات.
[2] في ى: بن زيد بن حبيب، والمثبت من أ، س، م.
[3] هكذا في ى، س، م. وفي أ: بن عبد بن حارثة.
[4] في هامش م: غضب بالغين المعجمة. كذا ضبطه طاهر بن عبد العزيز وهو الصواب، وكذا ذكره محمد بن حبيب.
[5] ليس في م.
[6] في م: بل فجر وجه رجل بقدوم.
[7] من م.

(1/65)


روى وكيع عن طلحة بن يحيى عن أبي بردة عن أبي موسى الأشعري، قَالَ: جاء أبي بن كعب إلى عمر رضى الله عنه فقال: يا بن الخطاب فقال له عمر: يا أبا الطفيل، في حديث ذكره.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ سُفْيَانَ، وَسَعِيدُ بْنُ نَصْرٍ، قَالا: حَدَّثَنَا قَاسِمُ بْنُ أَصْبَغَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ وَضَّاحٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الأَعْلَى عَنِ الْجُرَيْرِيِّ عَنْ أَبِي السَّلِيلِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَبَاحٍ عَنْ أبىّ ابن كَعْبٍ، قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: يَا أَبَا الْمُنْذِرِ، أَيُّ آيَةٍ مَعَكَ فِي كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ أَعْظَمُ؟ فَقُلْتُ: اللَّهُ لا إِلَهَ إِلا هو الحىّ القيّوم. قَالَ: فَضَرَبَ صَدْرِي وَقَالَ: لَيُهَنِّئَكَ الْعِلْمُ أَبَا الْمُنْذِرِ. وَذَكَرَ تَمَامَ الْحَدِيثِ.
قَالَ أبو عمر: شهد أبي بن كعب العقبة الثانية، وبايع النبيّ صلّى الله عليه وَسَلَّمَ فيها، ثم شهد بدرًا، وكان أحد فقهاء الصحابة وأقرأهم لكتاب الله. روي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قَالَ: أقرأ أمتي أبي، وروي عنه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ أنه قَالَ له: أمرت أن أقرأ عليك القرآن، أو أعرض عليك القرآن. أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ سُفْيَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا قَاسِمُ بْنُ أَصْبَغَ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ ابن مُحَمَّدٍ الصَّائِغُ، قَالَ، حَدَّثَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ: أَخْبَرَنِي الأَجْلَحُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرحمن بن ابزى [1] عن أبيه عن
__________
[1] في س: أبدى، وهو تحريف.

(1/66)


أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ قَالَ: قَالَ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ. أُمِرْتُ أَنْ أَقْرَأَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ، قَالَ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، سَمَّانِي لَكَ رَبُّكَ؟ قَالَ: نَعَمْ.
فَقَرَأَ عَلَيَّ [1] :؟ قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْتَفْرَحُوا هو خير مما يجمعون 10: 58؟. بِالتَّاءِ جَمِيعًا. قَالَ أَبُو عُمَرَ: وَقَدْ رُوِي عَنْهُ أَنَّهُ قَرَأَهُمَا جَمِيعًا بِالْيَاءِ.
حَدَّثَنَا عَبْدُ الوارث بن سفيان، قال حدثنا قاسم بن أَصْبَغَ، قَالَ حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّائِغُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ [2] عَنْ قتادة عن أنس أن النبي صلى الله عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ دَعَا أُبَيًّا فَقَالَ: إِنَّ اللَّهَ أَمَرَنِي أَنْ أَقْرَأَ الْقُرْآنَ عَلَيْكَ، قَالَ: اللَّهُ سَمَّانِي لَكَ؟ قَالَ: نَعَمْ، فَجَعَلَ أُبَيٌّ يَبْكِي. قَالَ أَنَسٌ: وَنُبِّيتُ [3] أَنَّهُ قَرَأَ عَلَيْهِ: لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا 98: 1. قَالَ عَفَّانُ: وَأَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ عَنْ عَمَّارِ بْنِ أَبِي عَمَّارٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا حَيَّةَ [الأَنْصَارِيَّ] [4] الْبَدْرِيَّ قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ: لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ 98: 1 ... إِلَى آخِرِهَا، قَالَ جِبْرِيلُ لِلنَّبِيِّ صَلَّى الله عليه وَسَلَّمَ:
إِنَّ رَبَّكَ يِأْمُرُكَ أَنْ تُقْرِئَهَا أُبَيًّا. فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم لأُبَيٍّ:
إِنَّ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلامُ أَمَرَنِي أَنْ أقرئك هذه السورة. قال أبىّ: أو ذكرت ثَمَّ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: نَعَمْ، فَبَكَى أُبَيٌّ. وَرُوِيَ مِنْ حَدِيثِ أَبِي قِلابَةَ عَنْ أنس، ومنهم من يرويه مرسلا، وهو
__________
[1] سورة البينة آية 1
[2] في ى: قال حدثنا همام، قال حدثنا عفان عن قتادة.
[3] في ى: وثبت.
[4] ليس في م.

(1/67)


الأَكْثَرُ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: أَرْحَمُ أُمَّتِي بِأُمَّتِي أَبُو بَكْرٍ، وَأَقْوَاهُمْ فِي دِينِ اللَّهِ عُمَرُ، وَأَصْدَقُهُمْ حَيَاءً عُثْمَانُ، وَأَقْضَاهُمْ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، وَأَقْرَؤُهُمْ أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ، وَأَفْرَضُهُمْ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ، وَأَعْلَمُهُمْ بِالْحَلالِ وَالْحَرَامِ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ، وَمَا أَظَلَّتِ الْخَضْرَاءُ، وَلا أَقَلَّتِ الْغَبْرَاءُ عَلَى ذِي لَهْجَةٍ أَصْدَقَ مِنْ أَبِي ذَرٍّ، وَلِكُلِّ أمة أمين، وأمين هذه الأمة أبو عبيدة بْنُ الْجَرَّاحِ. وقد ذكرنا لهذا الحديث طرقًا فيما تقدم من هذا الكتاب. وقد روى من حديث أبي محجن الثقفي مثله سواء مسندًا. وروى أيضًا من وجه ثالث. وروينا عن عمر من وجوه أنه قَالَ: أقضانا علي، وأقرؤنا أبي، وإنا لنترك أشياء من قراءة أبي.
وكان أبي بن كعب ممن كتب لرسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الوحي قبل زيد بن ثابت ومعه أيضًا، وكان زيد ألزم الصحابة لكتابه الوحي، وكان يكتب كثيرًا من الرسائل. وذكر مُحَمَّد بن سعد عن الواقدي عن أشياخه قَالَ: أول من كتب لرسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الوحي مقدمه المدينة أبي بن كعب، وهو أول من كتب في آخر الكتاب: وكتب فلان. قَالَ:
وكان أبي إذا لم يحضر دعا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم زيد بن ثابت، فيكتب. وكان أبي وزيد بن ثابت يكتبان الوحي بين يديه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ، ويكتبان كتبه إلى الناس وما يقطع وغير ذلك.
قَالَ الواقدي: وأول من كتب له من قريش عَبْد الله بن سعد أبي سرح، ثم ارتد ورجع إلى مكة، وفيه نزلت [1] : وَمن أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرى عَلَى الله كَذِباً 6: 21،
__________
[1] سورة الأنعام آية 93.

(1/68)


أَوْ قَالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ ... 6: 93 الآية. وكان من المواظبين على كتاب الرسائل عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ عَبْد الله بن الأرقم الزهري، وكان الكاتب لعهوده صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ إذا عهد، وصلحه إذا صالح، عليّ ابن أبي طالب رضي الله عنه. وممن كتب لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أبو بكر الصديق، وذكر ذلك عمر بن شبّة وغيره في كتاب الكتاب. وفيه زيادات على هؤلاء أيضًا عمر بن الخطاب، وعثمان بن عفان، وعلي بن أبي طالب، والزبير بن العوام، وخالد وأبان ابنا [1] سعيد بن العاص، وحنظلة الأسيدي، والعلاء بن الحضرمي، وخالد بن الوليد، وعبد الله رواحة، ومحمد ابن مسلمة، وعبد الله بن سعد بن أبي سرح، وعبد الله بن أبىّ بن سلول، والمغيرة بن شعبة، وعمرو بن العاص، ومعاوية بن أبي سفيان، وجهيم [2] بن الصلت، ومعيقيب بن أبي فاطمة، وشرحبيل ابن حسنة رضي الله عنهم.
قَالَ الواقدي: فلما كان عام الفتح وأسلم معاوية كتب له أيضًا. قَالَ أبو عمر: مات أبي بن كعب في خلافة عمر بن الخطاب، وقيل سنة تسع عشرة. وقيل: سنة اثنتين وعشرين. وقد قيل: إنه مات في خلافة عثمان سنة اثنتين وثلاثين. وقال علي بن المديني: مات العباس وأبو سفيان ابن حرب وأبي بن كعب قريبًا بعضهم من بعض في صدر خلافة عثمان رضى الله عنه، والأكثر على أنه مات في خلافة عمر رحمهما الله، يعدّ
__________
[1] في ى: وسعيد. والصواب من س، م. وفي أ: وأبان سعيد بن العاص.
[2] في ى: جهم، وهو تحريف. والصواب من أ، س، م.

(1/69)


في أهل المدينة. روى عنه عبادة بن الصامت، وعبد الله بن عباس، وعبد الله ابن خباب، وابنه الطفيل بن أبي رضى الله عنهم.
(7) أبي بن معاذ بن أنس بن قيس بن عبيد بن زيد بن معاوية بن عمرو بن مالك بن النجار،
شهد مع أخيه أنس بن معاذ بدرًا واحدًا، وقتلا يوم بئر معونة شهيدين.
(8) أبي بن عمارة الأنصاري،
ويقال ابن عمارة، والأكثر يقولون ابن عمارة [بكسر العين] [1] ، روى أن رسول الله صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ صَلَّى فِي بيت أَبِيهِ عُمَارَة القبلتين، وله حديث آخر عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ في المسح على الخفين. روى عنه عبادة بن نسي، وأيوب بن قطن يضطرب في إسناد حديثه، ولم يذكره البخاري في التاريخ الكبير لأنهم يقولون:
أنه خطأ، وإنما هو أبو أبي بن أم حرام، كذا قَالَ إبراهيم بن أبي عبلة، وذكر أنه رآه وسمع منه، وأبو أبي بن أم حرام اسمه عَبْد الله، وسنذكره في بابه إن شاء الله تعالى.
(9) أبي بن مالك الحرشي،
ويقال العامري، بصري روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قَالَ: من أدرك والديه أو أحدهما، ثم دخل النار فأبعده الله. مخرج حديثه عن أهل البصرة، روى عنه زرارة بن أوفى [2] . قال يحيى ابن معين: ليس في أصحاب النبي صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ أبي بن مالك، وإنما هو عمرو [3] بن مالك، وأبىّ خطأ.
__________
[1] ليس في م.
[2] في ى: زرارة بن أبى أوفى.
[3] في ى: عمر، والمثبت من أ، س، م.

(1/70)


قَالَ البخاري: إنما هذا الحديث لمالك بن عمرو القشيري. وذكر البخاري أبي بن مالك في كتابه الكبير في باب أبي، وذكر الاختلاف فيه، وغير البخاري يصحح أمر أبي بن مالك هذا وحديثه.
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ قَاسِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ حَبَابَةَ، حَدَّثَنَا الْبَغَوِيُّ، حدثنا على ابن الْجَعْدِ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ زُرَارَةَ بْنَ أَوْفَى يُحَدِّثُ عَنْ رَجُلٍ مِنْ قَوْمِهِ يُقَالُ لَهُ أُبَيٌّ بْنُ مَالِكٍ أَنَّهُ سمع النبي صلى الله عليه وآله وسلم يَقُولُ: مَنْ أَْدرَكَ وَالِدَيْهِ أَوْ أَحَدَهُمَا فَدَخَلَ النَّارَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأَبْعَدَهُ اللَّهُ وَأَسْحَقَهُ
. باب أحمر
(10) أحمر بن جزء السدوسي،
يكنى أبا جزء، له صحبة، روى عنه الحسن البصري، لم يرو عنه غيره فيما علمت، وهو أحمر بن جزء بن معاوية بن سليمان مولى الحارث السدوسي. وقال الدّارقطنيّ: أحمر بن جزىّ بكسر الجيم [1] والزاي جميعًا.
(11) أحمر بن عسيب [2] ،
روى عنه مسلم بْن عبيد أَبُو نصيرة [3] عن النبيّ
__________
[1] في الإصابة: وجزء منهم من يضبطه بفتح الجيم وسكون الزاء، ومنهم من يضبطه بفتح الجيم وكسر الزاى بعدها مثناة تحتانية.
[2] في ى: أبو عسيب. وقال في الإصابة: ووقع في الاستيعاب أحمد بن عسيب، ويحتمل أن تكون كنيته وافقت اسم أبيه.
[3] في هامش م- بعد أن ضبطه بضم النون مصغرا في الأصل- كتبه مضبوطا بفتح أوله.

(1/71)


صلّى الله عليه وَسَلَّمَ في الطاعون. وروى عنده حازم بن العباس أنه كان يصفر لحيته، فيه نظر.
(12) أَحْمَرُ بْنُ سُلَيْمٍ،
حَدِيثُهُ عِنْدَ أَبِي الْعَلاءِ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الشِّخِّيرِ [1] ، حَدَّثَنَاهُ خَلَفُ بْنُ الْقَاسِمِ رَحِمَهُ اللَّهُ، قَالَ حَدَّثَنَا مُؤَمَّلُ بْنُ يَحْيَى بْنِ مَهْدِيٍّ، قَالَ:
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَفْصٍ الإِمَامُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ الْمَدِينِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، قَالَ حَدَّثَنِي يُونُسُ بْنُ عُبَيْدٍ، قَالَ حَدَّثَنِي أَبُو الْعَلاءِ يَزِيدُ بْنُ الشِّخِّيرِ، قَالَ حَدَّثَنِي أَحْمَرُ بْنُ سُلَيْمٍ، قَالَ: - وَأَحْسَبُهُ قَدْ رَأَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: إِنَّ اللَّهَ لَيَبْتَلِي الْعَبْدَ [بِمَا أَعْطَاهُ] [2] فَمَنْ رَضِيَ بِمَا قَسَمَ اللَّهُ لَهُ بَارَكَ لَهُ فِيهِ وَوَسَّعَهُ، وَمَنْ لَمْ يَرْضَ لَمْ يُبَارِكْ لَهُ فِيهِ. قَالَ أبو عمر رضي الله عنه: لم يذكر ابن أبي حاتم في باب أحمر إلا أحمر بن جزي وحده [3] وذكره في الأفراد. [وكذلك البخاري لم يذكر غير أحمر بن جزى] [4] .
__________
[1] في س: الشخيرى، ونراه تحريفا.
[2] من م.
[3] في ى: إلا حمير بن خولى، وهو تحريف.
[4] من م.

(1/72)


باب أخرم
(13) أَخْرَمُ
رَجُلٌ رَوَى عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عليه وَسَلَّمَ، لا أَعْرِفُ نَسَبَهُ.
ذَكَرَ خَلِيفَةَ بْنَ خَيَّاطٍ، قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو أُمَيَّةَ عَمْرُو بْنُ الْمُنَخَّلِ [1] السَّدُوسِيُّ، قَالَ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ الْيَمَانِ الْعِجْلِيُّ عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي تَيْمِ الْلاتِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الأَخْرَمِ، عَنْ أَبِيهِ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ يَوْمَ ذِي قَارٍ:
الْيَوْمَ أَوَّلُ يَوْمٍ انْتَصَفَ فِيهِ الْعَرَبُ مِنَ الْعَجَمِ وَبِي نُصِرُوا.
(14) الأخرم الأسدي،
كان يقال له فارس رسول الله صلّى الله عليه وَسَلَّمَ، كما كان يقال لأبي قتادة الأنصاري، قتل شهيدًا في حين غارة عَبْد الرحمن ابن عيينة بن حصن على سرح رسول الله صلّى الله عليه وَسَلَّمَ، قتله عَبْد الرحمن بن عيينة يومئذ، وذلك محفوظ في حديث سلمة بن الأكوع.
واسم الأخرم محرز بن نضلة، ويقال ناضلة. وقد ذكرناه في باب الميم
. باب أدرع
(15) أدرع أبو الجعد الضمري،
مشهور بكنيته، روى عنه عبيدة [2] بن سفيان الحضرمي، وسنذكره في الكنى إن شاء الله تعالى.
(16) أدرع الأسلمي،
روى عن النبي صلى الله عليه وسلم حديثا واحدا.
روى عنه سعيد بن أبى سعيد المقبري.
__________
[1] في ى: المنجل، والمثبت من م، س.
[2] في ى: عبيد، والمثبت من أ، س، م.

(1/73)


باب أزهر
(17) أزهر بن عبد عوف [1] [بن عبد بن الحارث بن زهرة] [2] الزهري القرشي،
هو عم عَبْد الرحمن بن عوف، ووالد عَبْد الرحمن بن الأزهر الذي روى عنه ابن شهاب الزهري.
روى عن أزهر هذا أبو الطفيل حديثه أن رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ، أعطى السقاية العباس يوم الفتح، وأن العباس كان يليها في الجاهلية دون أبي طالب. وهو أحد الذين نصبوا أعلام الحرم زمن عمر بن الخطاب رضى الله عنه.
قَالَ ابن شهاب عن عبيد الله بن عَبْد الله بن عتبة بن مسعود: لما ولي عمر بن الخطاب رضي الله عنه بعث أربعة عن قريش فنصبوا أعلام الحرم:
مخرمة بن نوفل. وأزهر بن عَبْد عوف، وسعيد بن يربوع، وحويطب بن عَبْد العزى.
(18) أزهر بن منقر
[3] ، لم يحدث عنه إلا عمير بن جابر، قَالَ: صليت مع رسول الله صلّى الله عليه وسلم، فاستفتح بالحمد للَّه رب العالمين.
(19) أزهر بن قيس:
روى عنه حريز بن عثمان، لم يرو عنه غيره فيما علمت حديثه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يتعوذ في صلاته من فتنة المغرب.
__________
[1] قال في الإصابة: وزعم ابن عبد البر أنه أزهر بن عوف، وأنه أخو عبد الرحمن.
ابن أزهر بن عوف فوهم في ذلك. هكذا جاء في الإصابة، وكل الأصول التي بأيدينا كما في ى.
فمن أين جاء بهذا؟
[2] من م.
[3] في أ: منقد. وفي تاج العروس: ويقال منقد.

(1/74)


(20) أزهر بن حميضة
[1] ، روى عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه، في صحبته نظر
. باب أسامة
(21) أسامة بن زيد بن حارثة بن شراحيل بن كعب بن عبد العزي الكلبي،
قد رفعنا في نسبه عند ذكر أبيه زيد بن حارثة، وذكرنا ما لحق أباه زيدا من السباء، وأنه صار بعد [2] مولى لرسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ، وله ولاؤه صلّى الله عليه وسلم، وأو ضحنا ذلك في باب أبيه زيد بن حارثة، يكنى أسامة أبا زيد. وقبل أبا مُحَمَّد، يقال له الحب بن الحب.
وقال ابن إسحاق: زيد بن حارثة بن شرحبيل، وخالفه الناس، فقالوا:
شراحيل وأم أسامة أم أيمن واسمها بركة مولاة رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ وحاضنته.
اختلف في سنه يوم مات النبي صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وسلم، فقيل: ابن عشرين سنة. وقيل: ابن تسع عشرة. وقيل: ابن ثماني عشرة، سكن بعد النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ وادي القرى، ثم عاد إلى المدينة، فمات بالجرف في آخر خلافة معاوية. ذكر مُحَمَّد بن سعد قَالَ حَدَّثَنَا يزيد بن هارون، قال حدثنا حماد بن سلمة عن هشام بن عروة عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أخر الإفاضة من عرفة من أجل أسامة بن زيد ينتظره، فجاء غلام
__________
[1] هكذا في ى، م. وفي المحيط وتاج العروس: خميصة.
[2] في ى: وابنه صار بعده مولى لرسول الله.

(1/75)


أسود أفطس، فقال أهل اليمن: إنما حبسنا من أجل هذا؟ قَالَ: فلذلك كفر أهل اليمن من أجل هذا. قَالَ يزيد بن هارون: يعنى ردتهم أيام أبي بكر الصديق رضى الله عنه. ولما فرض عمر بن الخطاب للناس فرض لأسامة بن زيد خمسة آلاف، ولابن عمر ألفين، فقال ابن عمر: فضلت علي أسامة، وقد شهدت ما لم يشهد؟ فقال: إن أسامة كان أحب إلى رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ منك، وأبوه كان أحب إلى رسول الله صلى الله عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ من أبيك.
حَدَّثَنَا عَبْدُ الوارث بن سفيان، حدثنا قاسم بن أصبغ، قال حدثنا أحمد بن زهير، قال حدثنا موسى بن إسماعيل، قال حدثنا حماد بن سَلَمَةَ، قَالَ حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ عَنْ سالم بن عبد الله بن عمر، عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: أَحَبُّ النَّاسِ إِلَيَّ أُسَامَةُ مَا خَلا [1] فَاطِمَةَ وَلا غَيْرَهَا. وَبِهِ عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، قَالَ حَدَّثَنَا هِشَامُ بن عروة عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: إن أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ لأَحَبُّ النَّاسِ إِلَيَّ، أَوْ مِنْ أَحَبِّ النَّاسِ إِلَيَّ، وَأَنَا أَرْجُو أَنْ يَكُونَ مِنْ صَالِحِيكُمْ فَاسْتَوْصُوا بِهِ خَيْرًا. وَرَوَى مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، قَالَ: رَأَيْتُ أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ يُصَلِّي عِنْدَ قَبْرِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، فَدُعِيَ مَرْوَانُ بْنُ الْحَكَمِ إِلَى جَنَازَةٍ لِيُصَلِّي عَلَيْهَا فَصَلَّى عَلَيْهَا ثُمَّ رَجَعَ، وَأُسَامَةُ يُصَلِّي عِنْدَ بَابِ بَيْتِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ لَهُ مَرْوَانُ: إِنَّمَا أَرَدْتَ أَنْ يُرَى مَكَانُكَ، فَقَدْ رَأَيْنَا مَكَانَكَ، فَعَلَ اللَّهُ بِكَ وَفَعَلَ، قَوْلا قَبِيحًا، ثُمَّ أدبر. فانصرف أسامة
__________
[1] في م: ما حاشا.

(1/76)


وَقَالَ: يَا مَرْوَانُ، إِنَّكَ آذَيْتَنِي، وَإِنَّكَ فَاحِشٌ مُتَفَحِّشٌ، وَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: إِنَّ اللَّهَ يَبْغَضُ الْفَاحِشَ الْمُتَفَحِّشَ. أَخْبَرَنَا خَلَفُ بْنُ قَاسِمٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ الْوَرْدِ، حَدَّثَنَا أحمد ابن مُحَمَّدِ بْنِ الْبَشِيرِيِّ [1] . حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ خَشْرَمٍ قَالَ قُلْتُ لِوَكِيعٍ: مَنْ سَلِمَ مِنَ الْفِتْنَةِ؟ قَالَ: أَمَّا الْمَعْرُوفُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ فَأَرْبَعَةٌ: سَعْدُ بْنُ مالك، وعبد للَّه بْنُ عُمَرَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ، وَأُسَامَةُ بْنُ زيد، واختلط سائرهم. قال: ولم يشهد أَمْرَهُمْ مِنَ التَّابِعِينَ أَرْبَعَةٌ: الرَّبِيعُ بْنُ خُثَيْمٍ [2] ، وَمَسْرُوقُ بْنُ الأَجْدَعِ، وَالأَسْوَدُ بْنُ يَزِيدَ، وَأَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ.
قَالَ أبو عمر: أما أبو عَبْد الرحمن السلمي فالصحيح عنه أنه كان مع عليّ ابن أبي طالب كرم الله وجهه، وأما مسروق فذكر عنه إبراهيم النخعي أنه ما مات حتى تاب إلى الله تعالى من تخلفه عن علي كرم الله وجهه، وصح عن عَبْد الله بن عمر رضى الله عنهما من وجوه أنه قَالَ: ما آسى على شيء كما آسى أني لم أقاتل الفئة الباغية مع علي رضى الله عنه.
وتوفي أسامة بن زيد بن حارثة في خلافة معاوية سنة ثمان أو تسع وخمسين. وقيل: بل توفي سنة أربع وخمسين، وهو عندي أصح إن شاء الله تعالى.
وروى عنه أبو عثمان النهدي، وعروة بن الزبير، وعبيد الله بن عبد الله ابن عتبة وجماعة.
__________
[1] هكذا في أ، م، وفي ك، س: البشرى. وفي المشتبه أحمد بن محمد البشرى بكسر الباء وبمعجمة ساكنة.
[2] هكذا في س، ى، م، وفي س أ: خيثم، وهو بضم الخاء وقيل بفتحها.

(1/77)


(22) أسامة بن عمير الهذلي،
من أنفسهم، بصرى، له صحبة ورواية، وهو والد أبى المليح الهذلي، من أنفس هذيل، واسم أبي المليح [1] عامر بن أسامة لم يرو عن أسامة هذا غير ابنه أبي المليح، وكان نازلا بالبصرة، ونسبه ابن الكلبي، فقال: أسامة بن عمير بن عامر بن أقيشر، واسم أقيشر عمير [2] الهذلي من ولد كبير بن هند بن طابخة بن لحيان بن هذيل.
من حديثه عن النبي صلى الله عليه وَآلِهِ وَسَلَّمَ ما رواه خالد الحذاء عن أبى المليح الهذلي عن أبيه قال: كنا مع النبي صلى الله عليه وَسَلَّمَ في سفر يوم حنين فأصابنا مطر لم يبل أسافل نعالنا، فنادى منادي رسول الله صلّى الله عليه وَسَلَّمَ أن صلوا في رحالكم.
(23) أسامة بن شريك الذبياني الثعلبي،
من بني ثعلبة بن سعد. ويقال من بني ثعلبة بن بكر بن واثل، كوفي له صحبة ورواية. روى عنه زياد بن علاقة [3] .
(24) أسامة بن أخدريّ الشّقرىّ،
بن عم بشير بن ميمون، وهو من بني شقرة، واسم شقرة الحارث بن تميم، نزل البصرة. روى عنه بشير بن ميمون.
(25) أسامة بن خريم،
روى عن مرة البهزي، وروى عنه عَبْد الله بن شقيق، لا تصح له صحبة.
__________
[1] في هامش م: هذا أحد قولي عمرو بن على. قال: ويقال اسم أبي المليح أسامة بن عامر بن أسامة. وفي تهذيب التهذيب: قيل اسمه عامر، وقيل زيد بن أسامة.
[2] هكذا في س، م. وفي أ: عويمر. وفي ى: أقيش، وهو تحريف طبعي.
[3] ضبطه في القاموس بفتح العين. وفي تاج العروس: وقضية سياق المصنف في والده أنه بالفتح، وهو خطأ صوابه بالكسر، كما صرح به الحافظ وغيره. وفي التقريب: علاقة- بكسر المهملة والقاف.

(1/78)


باب أسد
(26) أسد ابن أخي خديجة [بنت خويلد] [1] القرشي الأسدي،
روى عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قَالَ: لا تبع ما ليس عندك. ذكره العقيلي وقال: في إسناده مقال.
(27) أسد بن عبيد القرطي،
نزل هو وثعلبة بن سعية، وأسيد بن سعية [2] يوم قريظة فأسلموا ومنعوا دماءهم وأموالهم، وخبرهم في السير [3] .
وذكر الطبري بإسناده عن ابن إسحاق قَالَ: ثم إنّ ثعلبة بن سعيد [وأسيد بن سعية] [4] وأسد بن عبيد، وهم من بني هذيل ليسوا من بني قريظة ولا النضير، نسبهم فوق ذلك، هم بنو عم القوم أسلموا في تلك الليلة التي نزلت في غدها قريظة على حكم سعد بن معاذ.
(28) أسد بن كرز بن عامر القسري،
جد خَالِدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْقَسْرِيِّ، حَدِيثُهُ عِنْدَ يُونُسَ بْنِ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أوسط بن إسماعيل البجلي، عن خالد ابن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ أَسَدٍ الْقَسْرِيِّ، عَنْ جَدِّهِ أَسَدِ بْنِ كُرْزٍ، سَمِعَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وَسَلَّمَ يَقُولُ: إِنَّ الْمَرِيضَ لَتَحَاتُّ خَطَايَاهُ كَمَا يتحاتّ ورق الشجر.
__________
[1] من م.
[2] في أسد الغابة: لَمَّا أَسْلَمَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلامٍ، وَثَعْلَبَةُ بن أسيد، وأسد بن عبيد.
[3] في ى: أسير، والمثبت من أ، س، م.
[4] الزيادة من م.

(1/79)


ولابنه يزيد بن أسد صحبة ورواية، وسنذكره في بابه إن شاء الله تعالى.
وذكر ابن أبي حاتم عن أبيه أن أسد بن كرز هذا روى عنه أيضًا ضمرة ابن حبيب والمهاجرين حبيب، قَالَ: له صحبة.
(29) أسد بن حارثة العليمي الكلبي،
من بني عليم بن جناب، قدم على النبي صلى الله عليه وسلم هو وأخوه قطن بن حارثة في نفر من قومهم فسألوه الدعاء لقومهم في غيث السماء، وكان متكلمهم وخطيبهم قطن بن حارثة، فذكر حديثًا فصيحًا كثير الغريب من رواية ابن شهاب عن عروة بن الزبير
. باب أسعد
(30) أسعد بن زرارة بن عدس بن عبيد بن ثعلبة بن غنم بن مالك بن النجار الأنصاري الخزرجي النجاري،
أبو أمامة، غلبت عليه كنيته واشتهر بها، وكان عقبييا نقيبا، شهد العقبة الأولى والثانية وبايع فيهما، وكانت البيعة الأولى في ستة نفر أو سبعة، والثانية في اثني عشر رجلا، والثالثة في سبعين رجلا [وامرأتان] [1] ، أبو أمامة أصغرهم فيما ذكروا، حاشا جابر بن عَبْد الله، وكان أسعد بن زرارة- أبو أمامة هذا- من النقباء. وكان النقباء اثني عشر رجلا:
سعد بن عبادة، وأسعد بن زرارة، وسعد بن الربع، وسعد بن خيثمة، والمنذر بن عمرو، وعبد الله بن رواحة، والبراء بن معرور، وأبو الهيثم بن التيهان، وأسيد بن حضير، وعبد الله بن عمرو بن حرام، وعبادة بن الصامت،
__________
[1] من م.

(1/80)


ورافع بن مالك، هكذا عدهم يحيى بن أبي كثير، وسعيد بن عَبْد العزيز، وسفيان بن عيينة وغيرهم، ويقال: إن أبا أمامة هذا هو أوّل من بايع النبيّ صلّى الله عليه وَسَلَّمَ ليلة العقبة، كذلك زعم بنو النجار، وسنذكر الخلاف في ذلك في موضعه.
ومات أبو أمامة أسعد بن زرارة هذا قبل بدر، أخذته الذبحة [1] ، والمسجد يبني، فكواه النبي صلّى الله عليه وَسَلَّمَ، ومات في تلك الأيام، وذلك في سنة إحدى، وكانت بدر سنة اثنتين من الهجرة في شهر رمضان.
وذكر مُحَمَّد بن عمر الواقدي عن عَبْد الرحمن بن أبي الرجال، قَالَ: مات أسعد بن زرارة في شوال على رأس ستة أشهر من الهجرة، ومسجد رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَبْنِي يومئذ، وذلك قبل بدر.
وقال مُحَمَّد بن عمر: ودفن أبو أمامة بالبقيع، وهو أول مدفون به، كذلك كانت الأنصار تقول.
وأما المهاجرون فقالوا: أول من دفن بالبقيع عثمان بن مظعون. وذكر الواقدي أيضًا عن عَبْد الرحمن بن عبد العزيز عن خبيب بن عَبْد الرحمن قَالَ:
خرج أسعد بن زرارة وذكوان بن عبد قيس إلى مكة يتنافران إلى عتبة بن ربيعة، فسمعا برسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأتياه، فعرض عليهما الإسلام، وقرا عليهما القرآن، فأسلما ولم يقربا عتبة بن ربيعة، ورجعا إلى المدينة، فكانا أوّل من قدم بالإسلام المدينة.
__________
[1] في الإصابة: أخذته الشوكة. والذبحة. وجع في الحلق أو دم يخنق الرجل فيقتل.

(1/81)


وقال ابن إسحاق: إن أسعد بن زرارة إنما أسلم مع النفر الستة الذين سبقوا قومهم إلى الإسلام بالعقبة الأولى. وذكر ابن إسحاق بإسناده عن كعب بن مالك أنه قَالَ: كان أول من جمع بنا بالمدينة في هزمه [1] من حرة بني بياضة يقال لها نقيع الخضمات [2] . قَالَ فقلت له: كم كنتم يومئذ؟ قَالَ: أربعين رجلا.
(31) أسعد بن يزيد بن الفاكه [بن يزيد] [3] بن خلدة [بن عامر] [3] بن زريق ابن عَبْد حارثة الأنصاري الزرقي،
من بني زريق. ذكره موسى بن عقبة فيمن شهد بدرا، وليس في كتاب بن إسحاق.
(32) أسعد بن يربوع الأنصاري الساعدي الخزرجي.
قتل يوم اليمامة شهيدا.
(33) أسعد بن سهل بن حنيف الأنصاري أبو أمامة،
وهو مشهور بكنيته، ولد على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قبل وفاته بعامين، وأتى به النبي صَلَّى الله عليه وَسَلَّمَ فدعا له وسماه باسم جده أبي أمه أبي أمامة سعد بن زرارة، وكناه بكنيته، وهو أحد الجلة من العلماء من كبار التابعين بالمدينة، ولم يسمع من النبي صلّى الله عليه وسلم شيئا ولا صحبه، وإنما ذكرناه لإدراكه النبيّ صلّى الله عليه وَسَلَّمَ بمولده، وهو شرطنا، وأبوه سهل بن حنيف من كبار
__________
[1] هكذا في أأيضا، وفي معجم البلدان بعد أن تقل رواية ابن عبد البر هذه: في هزم ابن حرة.
[2] نقيع الخضمات: هو موضع بنواحي المدينة. وفي هامش م: الخضمات عنده بالفتح، وقيده طاهر بن عبد العزيز بالكسر.
[3] ليس في م.

(1/82)


الصحابة من أهل بدر، وسيأتي ذكره في بابه من هذا الكتاب إن شاء الله تعالى.
وتوفي أبو أمامة بن سهل بن حنيف سنة مائة، وهو ابن نيف وتسعين سنة
. باب أسلم
(34) أسلم مولى رسول الله صلّى الله عليه وَسَلَّمَ،
أبو رافع، غلبت عليه كنيته، واختلف في اسمه. فقيل: أسلم كما ذكرنا، وهو أشهر ما قيل فيه.
وقيل: بل اسمه إبراهيم، قاله ابن معين. وقيل: بل اسمه هرمز، والله أعلم.
كان للعباس بن [عَبْد المطلب] [1] ، فوهبه للنّبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فلما أسلم العباس بشّر أبو رافع بإسلامه النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأعتقه، وكان قبطيًا. وقد قيل: إن أبا رافع هذا كان لسعيد بن العاصي [2] فورثه عنه بنوه، وهم ثمانية، وقيل عشرة فأعتقوه كلهم إلا واحدًا يقال إنه خالد بن سعيد تمسك بنصيبه منه. وقد قيل: إنه إنما أعتقه منهم ثلاثة، واستمسك بعض القوم بحصصهم منه، فأتى أبو رافع رسول الله صلّى الله عليه وسلم يستعينه على من لم يعتق منهم، فكلمهم فيه رسول الله صلّى الله عليه وسلم، فوهبوه له فأعتقه.
__________
[1] من م.
[2] في هامش م: هذا وهم، وأبو رافع الّذي كان لسعيد بن العاص رجل آخر سوى أبى رافع المذكور في هذا الكتاب. وقد غلط في هذا أبو العباس المبرد في الكامل أيضا وهذا قول مصعب الزبيري وأبى بكر بن أبى خيثمة والبخاري وغيرهم. قال الشيخ أبو الوليد:
وجدته بخط مشيخنا الإمام أبى على رحمه الله.

(1/83)


وقال جرير بن حازم، وأيوب السختياني، وعمرو بن دينار إن الذي تمسك بنصيبه من أبي رافع هو خالد بن سعيد بن العاصي وحده، فقال له رسول الله صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: أعتق إن شئت نصيبك. قَالَ: ما أنا بفاعل.
قَالَ: فبعه. قَالَ: ولا. قَالَ: فهبه لي. قال: ولا. قَالَ: فأنت على حقك منه.
فلبث ما شاء الله، ثم أتى خالد رسول الله صلّى الله عليه وَسَلَّمَ، فقال:
قد وهبت نصيبي منه لك يا رسول الله، وإنما حملني على ما صنعته الغضب الذي كان في نفسي. فأعتق رسول الله صلّى الله عليه وَسَلَّمَ نصيبه ذلك بعد قبول الهبة، فكان أبو رافع يقول: أنا مولى رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وقد قيل: إنه [ما [1]] كان لسعيد بن العاصي إلا سهمًا [2] واحدًا، فاشترى رسول الله صَلَّى الله عليه وَسَلَّمَ ذلك السهم فأعتقه، وهذا اضطراب كثير في ملك سعيد بن العاصي له وولاء بنيه، ولا يثبت من جهة النقل.
وما روي أنه كان للعباس، فوهبه للنّبيّ صلّى الله عليه وَسَلَّمَ أولى وأصح إن شاء الله تعالى، لأنهم قد أجمعوا أنه مولى رسول الله صلّى الله عليه وَسَلَّمَ، ولا يختلفون في ذلك، وعقب أبي رافع أشراف بالمدينة وغيرها عند الناس، وزوجه النبيّ صلّى الله عليه وَسَلَّمَ سلمى مولاته، فولدت له عبيد الله ابن أبي رافع، وكانت سلمى قابلة إبراهيم بن النبيّ صلّى الله عليه وَسَلَّمَ، وشهدت معه خيبر، وكان عبيد الله بن أبي رافع خازنًا وكاتبًا لعلي رضى
__________
[1] ليس في م.
[2] هكذا في الأصول.

(1/84)


الله عنه، وشهد أبو رافع أحدًا والخندق وما بعدهما من المشاهد، ولم يشهد بدرًا، وإسلامه قبل بدر إلا أنه كان مقيمًا بمكة فيما ذكروا، وكان قبطيًا.
واختلفوا في وقت وفاته، فقيل: مات قبل [قتل] [1] عثمان رضى الله عنه، وقال الوقدىّ: مات أو رافع بالمدينة قبل قتل عثمان رضى الله عنه بيسير، وقيل: مات في خلافة علي رضى الله عنه. روى عنه ابناه عبيد الله والحسن، وعطاء بن يسار.
(35) أسلم [2] الحبشي الأسود.
كان مملوكًا لعامر اليهودي يرعى غنمًا له.
قَالَ ابن إسحاق: وكان من حديثه فيما بلغني أنه أتى رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، وهو محاصر بعض حصون خيبر ومعه غنم له، وكان فيها أجيرًا لليهودي، فقال: يا رسول الله، أعرض علي الإسلام. فعرضه عليه، فأسلم، وكان رسول الله صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ لا يحقر أحدًا يدعوه إلى الإسلام ويعرضه عليه، فلما أسلم قَالَ: يا رسول الله، إني كنت أجيرًا لصاحب هذه الغنم، وهي أمانة عندي فكيف أصنع بها؟ قَالَ: اضرب في وجهها، وقال فسترجع إلى ربها فقام الأسود فأخذ حفنة من حصى، فرمى بها في وجهها، وقال لها:
ارجعي إلى صاحبك، فو الله لا أصحبك بعدها أبدًا. فخرجت مجتمعة كأن سائقًا يسوقها، حتى دخلت الحصن. ثم تقدم إلى ذلك الحصن فقاتل مع المسلمين، فأصابه حجر فقتله، وما صلى الله تعالى صلاة قط. فأتى به إلى رسول الله صَلَّى الله عليه وَسَلَّمَ وقد سجي بشملة كانت عليه، فالتفت إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه نفر من أصحابه، ثم أعرض عنه،
__________
[1] من م.
[2] قال في الإصابة: «اعترضه ابن الأثير بأنه ليس في شيء من السياقات أن اسمه أسلم، وهو اعتراض متجه، وقد سماه أبو نعيم يسارا.

(1/85)


فقالوا: يا رسول الله، لم أعرضت عنه؟ فقال: إن معه الآن زوجته من الحور العين. قَالَ أبو عمر رضى الله عنه: إنما رد الغنم- والله أعلم- إلى حصن مصالح، أو قبل أن تحل الغنائم.
(36) أسلم بن عميرة [بن أمية] [1] بن عامر بن جشم بن حارثة الأنصاري الحارثي،
شهد أحدا.
(37) أسلم بن بجرة الأنصاري،
حديثه في بني قريظة أن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ضرب عنق من أنبت الشعر منهم، ومن ينبت جعله في غنائم المسلمين.
إسناد حديثه ضعيف، لأنه يدور على إسحاق بن أبي فروة، ولا يصح عندي نسب أسلم بن بجرة هذا، وفي صحبته نظر
. باب أسماء
(38) أسماء بن حارثة الأسلمي،
يكنى أبا مُحَمَّد، ينسبونه أسماء بن حارثة بن هند [2] بن عبد الله بن غياث بن سعد بن عمرو بن عامر بن ثعلبة بن مالك ابن أفصى الأسلمي، وهو أخو هند بن حارثة، وكانوا إخوة عددًا، قد ذكرتهم في باب هند، وكان أسماء وهند من أهل الصفة. قال أبو هريرة:
ما كنت أرى أسماء وهندًا ابني حارثة إلا خادمين لرسول الله صلّى الله عليه
__________
[1] الزيادة من أ، س، م.
[2] في الإصابة أسماء بن حارثة بن سعيد بن عبد الله. ثم قال: قال ابن عبد البر:
أسماء بن حارثة بن هند بن عَبْد الله، والباقي مثله. وذكر هند في نسبه غلط، وإنما هند إخوة.

(1/86)


وَسَلَّمَ من طول ملازمتهما بابه وخدمتهما إياه.
قال أبو عمر رضي الله عنه: روي عن النبي صلى الله عليه وسلم في صوم يوم عاشوراء.
توفي في سنة ست وستين بالبصرة، وهو ابن ثمانين سنة، هذا قول الواقدي. وقال مُحَمَّد بن سعد: سمعت غير الواقدي يقول: توفي بالبصرة في خلافة معاوية في ولاية زياد.
(39) أسماء بن ربان [1] الجرمي
من بني جرم بن ربان، وهو الذي خاصم بني عقيل في العقيق، وقضى به رسول الله صلى الله عليه وسلم للجرمى، وهو ماء في أرض بنى عامر بن صعصعة، وهو القائل:
وإني أخو جرم كما قد علمتم ... إذا اجتمعت عند النبيّ المجامع
فإن أنتم لم تقنعوا بقضائه ... فإني بما قَالَ النبيّ لقانع
باب أسود
(40) الأسود بن عوف بن عَبْد عوف بن عبد [2] بن الحارث بن زهرة بن كلاب القرشي الزهري،
أخو عَبْد الرحمن بن عوف. له صحبة، هاجر قبل الفتح، وهو والد جابر بن الأسود الذين ولي المدينة لابن الزبير، وهو الذي جلد سعيد بن المسيب في بيعة ابن الزبير، وقد جرى ذكر جابر هذا في الموطأ في طلاق المكره.
__________
[1] هكذا في ى. وفي أ: رباب، وفي تاج العروس: وربان ككتان: اسم لشخص من جرم وليس في العرب ربان- بالراء- غيره ومن سواه بالزاي. ثم قال الزبيدي: قلت الّذي صرح به أئمة النسب ريان كشداد، وهو والد جرم (مادة ربن) . وفي هامش م: ليس في العرب رباب- بالراء إلا هذا وحده.
[2] في أسد الغابة: بن عبد الحارث، والمثبت من أ، س، م.

(1/87)


(41) الأسود بن نوفل بن خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي القرشي الأسدي،
كان من مهاجرة الحبشة. وأمه الفريعة بنت علي [1] بن نوفل بن عبد مناف بن قصي، وهو جد أبي الأسود مُحَمَّد بن عَبْد الرحمن بن الأسود بن نوفل [بن خويلد بن أسد بن قصي] [2] . يتيم عروة بن الزبير شيخ مالك [بن أنس] [3] رحمه الله.
(42) الأسود بن أبي البختري القرشي الأسدي،
واسم أبى البختري العاصي ابن هشام [4] بن الحارث بن أسد بن عبد العزى بن قصي. أسلم الأسود بن أبي البختري يوم الفتح وصحب النبي صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، وكان من رجال قريش، وقتل أبوه أبو البختري يوم بدر كافرًا، قتله المجذر بن ذياد [5] البلوي، وفي ابنه سعيد بن الأسود [6] قالت امرأة:
ألا ليتني أشري وشاحي ودملجي ... بنظرة عين من سعيد بن أسود
وذكر الزبير قَالَ: حدثنا سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار قَالَ:
بعث معاوية بسر بن أرطاة إلى المدينة، وأمره أن يستشير رجلا من بني أسد، واسمه الأسود بن فلان، فلما دخل المسجد سد الأبواب، وأراد قتلهم حتى نهاه ذلك الرجل، وكان معاوية قد أمره أن ينتهى إلى أمره.
__________
[1] في ى: عدي، والمثبت من أ، س، م.
[2] من م.
[3] من م.
[4] في ى: بن هاشم. والمثبت من م.
[5] في تاج العروس: زياد. وفي هامش المحيط كما هنا.
[6] وكان جميلا.

(1/88)


قَالَ الزبير: وهو الأسود بن أبي البختري بن هشام [1] بن الحارث ابن أسد، وكان الناس قد اصطلحوا عليه أيام علي ومعاوية رضي الله عنهما.
(43) الأسود بن خلف بن عَبْد يغوث القرشي الزهري،
ويقال الجمحي، وهو الأصح، كان من مسلمة الفتح، روى عن النبي صلى الله عليه وسلم:
الولد مبخلة مجهلة مجبنة. وروى أيضًا في البيعة، روى عنه ابنه مُحَمَّد بن الأسود.
(44) الأسود بن سريع بن حمير بن عبادة [2] بن النزال بن مرة [3] بن عبيد السعدي التميمي،
من بني سعد بن زيد مناة بن تميم، غزا مع النبي صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، يكنى أبا عَبْد الله، نزل البصرة، وكان قاصّا شاعرا محسنا، هو أول من قصّ في مسجد البصرة.
روى عَنْهُ الْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرَةَ رَوَى ابْنُ عُيَيْنَةَ [4] ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ عَنِ الْحَسَنِ عَنِ الأَسْوَدِ بْنِ سَرِيعٍ، وَكَانَ رَجُلا شَاعِرًا أَنَّهُ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَلا أَنْشُدُكَ مَحَامِدَ حَمَدْتُ بِهَا رَبِّي؟ قَالَ: إِنَّ رَبَّكَ يُحِبُّ الْحَمْدَ، وَمَا اسْتَزَادَنِي. رَوَى [5] السَّرِيُّ بْنُ يَحْيَى عَنِ الْحَسَنِ عَنِ الأسود قَالَ: كَانَ رَجُلا شَاعِرًا، وَكَانَ أَوَّلُ مَنْ قَصَّ فِي هَذَا الْمَسْجِدِ، قَالَ: غَزَوْتُ مَعَ النبي صلّى الله عليه
__________
[1] في ى: هاشم.
[2] في م: جنادة
[3] كذا في الأصول كلها، قال في هامش ى: ولعله مسيرة، والله أعلم.
[4] في أ،: ابن علية، وفي م: إسماعيل بن علية.
[5] من هنا إلى آخر الترجمة ليس في أ، وهو في س، م.

(1/89)


وَسَلَّمَ أَرْبَعَ غَزَوَاتٍ، فَأَفْضَى بِهِمُ الْقَتْلُ أَنْ قَتَلُوا الذُّرِّيَّةَ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّهُمْ أَوْلادُ الْمُشْرِكِينَ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلم: أو ليس خِيَارَكُمْ أَوْلادُ الْمُشْرِكِينَ، مَا مِنْ مَوْلُودٍ يُولَدُ إِلا عَلَى فِطْرَةِ الإِسْلامِ حَتَّى يُعْرِبَ عَنْهُ لِسَانُهُ، فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ وَيُنَصِّرَانِهِ وَيُمَجِّسَانِهِ.
(45) الأسود بن وهب،
روى عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الربا سبعون حوبًا [1] . حديثه عند أبي معيد [2] حفص بن غيلان، عن وهب بن الأسود ابن وهب عن أبيه.
(46) الأسود بن زيد بن قطبة،
ويقال له الأسود بن رزم بن [زيد بن] [3] قطبة بن غنم الأنصاري، من بني عبيد بن عدي، ذكره موسى بن عقبة فيمن شهد بدرا.
(47) الأسود بن ثعلبة اليربوعي.
قَالَ الواقدي: شهد النبيّ صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع يقول: لا يجني جان إلا على نفسه.
(48) الأسود بن سفيان بن عبد الأسد بن هلال بن عبد الله بن عمر بن مخزوم،
أخو هبار بن سفيان، في صحبته نظر.
(49) الأسود بن أصرم المحاربي،
له صحبة، روى عنه سليمان بن حبيب قاضي عمر بن عبد العزيز، لم يرو عنه غيره فيما علمت، [يعدّ في الشاميين] [4] .
__________
[1] الحوب: الهلاك والبلاء.
[2] في ى: أبى معبد، والصواب من م، والتقريب.
[3] الزيادة من م، س.
[4] ليس في م.

(1/90)


(50) الأسود بن عَبْد الله السدوسي،
له صحبة، روينا عن الأصمعي قَالَ:
حَدَّثَنَا الصعق بن حزن عن قتادة قال: هاجر من بكر [1] بن وائل أربعة رجال [2] من بني سدوس: أسود بن عَبْد الله من أهل اليمامة، وبشير بن الخصاصية، وعمرو بن تغلب من النمر بن قاسط، وفرات بن حيان من بني عجل.
(51) الأسود،
والد عامر بن الأسود، فيما روى هشيم وأبو عوانة عن يعلي ابن عطاء عن عامر بن الأسود عن أبيه أنه شهد مع رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ حجة الوداع قَالَ: وصليت معه الفجر في مسجد الخيف، فلما قضى صلاته إذا هو برجلين في أخريات الناس لم يصليا، فأتى بهما ترعد فرائصهما، فقال: ما منعكما أن تصليا معنا ... الحديث.
وخالفهما شعبة فقال: عن يعلي بن عطاء، عن جابر بن يزيد بن الأسود عن أبيه عن النبي صلّى الله عليه وَسَلَّمَ مثله سواء.
(52) الأسود بن عمران البكري،
من بني [3] بكر بن وائل. ويقال عمران ابن الأسود، هكذا روي على الشك حديثه في إسلام قومه [بكر بن وائل] [4] ، وأنه كان وافدهم بذلك. في إسناد حديثه مقال [لا تقوم به حجة] [5] .
__________
[1] في أسد الغابة: هاجر من ربيعة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعة رجال من سدوس.
[2] في م: رجلان.
[3] في م: من بكر بن وائل.
[4] ليس في م.
[5] من م.

(1/91)


(53) الأسود بن يزيد بن قيس النخعي أدرك النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مسلمًا ولم يره، روى شعبة عن الأعمش عن إبراهيم عن الأسود قَالَ: قضى فينا معاذ بن جبل باليمن، ورسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم حتّى في رجل ترك ابنته وأخته، فأعطى الابنة النصف، وأعطى الأخت النصف.
وروى شعبة أيضًا عن أشعث بن أبي الشعثاء، عن الأسود بن يزيد مثله، ولم يقل: ورسول الله صلّى الله عليه وَسَلَّمَ حي والأسود بن يزيد هذا هو صاحب ابن مسعود، أدرك الجاهلية وهو معدود في كبار التابعين من الكوفيين روى عن أبي بكر وعمر رضى الله عنهما، وكان فاضلا عابدًا ورعًا [سكن الكوفة] [1]
. باب أُسيد
(54) أسيد بن حضير بن سماك بن عتيك بن رافع بن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل بن جشم بن الحارث بن الخزرج بن عمرو بن مالك بن الأوس الأنصاري الأشهلي.
اختلف في كنيته فقيل فيها خمسة أقوال. قيل: يكنى أبا عيسى. رَوَى مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ عَنْ أَبِيهِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى عَنْ أُسَيْدِ بْنِ حُضَيْرٍ قال: قال لي النبي صلى الله عليه وَسَلَّمَ: يَا أَبَا عِيسَى. وقيل: يكنى أبا يحيى. وقيل: يكنى أبا عتيك. وقيل: [أبا الحضير] [2] . وقيل أبا الحصين بالصاد والنون، وأخشى أن يكون تصحيفًا، والأشهر أبو يحيى، وهو قول
__________
[1] من م.
[2] من م.

(1/92)


ابن إسحاق وغيره. أسلم قبل سعد بن معاذ على يدي مصعب بن عمير، وكان ممن شهد العقبة الثانية، وهو من النقباء ليلة العقبة، وكان بين العقبة الأولى والثانية سنة، ولم يشهد بدرا، كذلك قال ابن إسحاق. وغيره يقول: إنه شهد بدرًا وشهد أحدا وما بعدهما من المشاهد، وجرح يوم أحد سبع جراحات، وثبت مع رسول الله صلّى الله عليه وَسَلَّمَ حين انكشف الناس. ذكر له أبو أحمد [الحاكم في كتابه] في الكنى ثلاث كني: أبو الحصين وأبو الحضير، وأبو عيسى. وذكر له في موضع آخر خمس كنى، وذكر له أبو الحسن [علي ابن عمر] الدار قطنى كنية سادسة أبو عتيق، فقال: أسيد بن حضير: يكنى أبا يحيى وأبا عتيك وأبا عتيق.
وكان أسيد بن حضير أحد العقلاء الكملة من أهل الرأي، وآخى رسول الله صلّى الله عليه وَسَلَّمَ بينه وبين زيد بن حارثة، وكان أسيد بن حضير من أحسن الناس صوتًا بالقرآن، وحديثه في استماع الملائكة قراءته حين نفرت فرسه حديث صحيح جاء عن طرق صحاح من نقل أهل الحجاز والعراق.
وَذَكَرَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ حَدَّثَنَا الأَصْمَعِيُّ، قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو عُطَارِدٍ، وَمَاتَ قَبْلَ ابْنَ عَوْنٍ، قَالَ: جَاءَ عَامِرُ بْنُ الطُّفَيْلِ وَزَيْدٌ [1] إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وآله سلم فَسَأَلاهُ أَنْ يَجْعَلَ لَهُمَا نَصِيبًا مِنْ تَمْرِ الْمَدِينَةِ، فَأَخَذَ أُسَيْدُ بْنُ حُضَيْرٍ الرُّمْحَ فَجَعَلَ يَقْرَعُ رُءُوسَهُمَا وَيَقُولُ: اخْرُجَا أَيُّهَا الْهِجْرَسَانِ. فَقَالَ عامر: من أنت؟ فقال: أنا أسيد
__________
[1] في م: وأربد. (الاستيعاب ج 1- م 4)

(1/93)


ابن حُضَيْرٍ. قَالَ: حُضَيْرُ الْكَتَائِبُ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: كَانَ أَبُوكَ خَيْرًا مِنْكَ.
قَالَ: بَل أَنَا خَيْرٌ مِنْكَ وَمِنْ أَبِي مَاتَ أَبِي وَهُوَ كَافِرٌ. فَقُلْتُ لِلأَصْمَعِيِّ:
مَا الْهَجْرَسُ؟ قَالَ: الثَّعْلَبُ.
وَذَكَرَ الْبُخَارِيُّ عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ الأُوَيْسِيِّ عَنْ إبراهيم بن سعد عن ابن إسحاق عن يحيى بن عباد عن أبيه عن عائشة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: ثَلاثَةٌ مِنَ الأَنْصَارِ لم يكن أحد يعتد [1] عليهم فضلا، كلهم من بنى عبد الأشهل: سعد ابن معاذ، وأسيد بن حضير، وعباد بن بشر.
توفي أسيد بن حضير في شعبان سنة عشرين. وقيل: سنة إحدى وعشرين، وحمله عمر بن الخطاب بين العمودين من عَبْد الأشهل حتى وضعه بالبقيع، وصلى عليه. وأوصى إلى عمر بن الخطاب، فنظر عمر في وصيته، فوجد عليه أربعة آلاف دينار، فباع نخله أربع [2] سنين بأربعة آلاف، وقصي دينه. وقيل: إنه حمل نعشه بنفسه بين الأربعة الأعمدة وصلى عليه.
(55) أسيد بن ثعلبة الأنصاري،
شهد بدرًا، وشهد صفين مع علي بن أبى طالب رضى الله عنه.
__________
[1] هكذا في أ، س، م، وفي الإصابة: لم يكن أحد منهم يلحق في الفضل.
[2] في الإصابة: ثلاث سنين.
(ظهر الاستيعاب ج 1، م 4)

(1/94)


(56) أسيد بن يربوع بن البدي [1] بن عامر بن عوف [2] بن حارثة بن عمرو بن الخزرج بن ساعدة الأنصاري الساعدي،
شهد أحدا وقتل يوم اليمامة شهيدًا.
(57) أسيد بن ساعدة بن عامر بن عدي بن جشم بن مجدعة بن حارثة بن الحارث الأنصاري الحارثي،
شهد أحدًا هو وأخوه أبو حثمة [3] ، وهو عم سهل بن أبي حثمة.
(58) أسيد بن ظهير بن رافع بن عدي بن زيد بن عمرو [4] بن جشم بن حارثة ابن الحارث بن الخزرج بن عمرو بن مالك بن الأوس الأنصاري الحارثي.
له ولأبيه ظهير بن رافع صحبة ورواية، وأبوه من كبار الصحابة ممن شهد العقبة، وهو أخو أنس بن ظهير لأبيه وأمه، وأخو عباد بن بشر لأمه، أمهم فاطمة بنت بشر بن عدي بن غنم [بن عمرو] [5] بن عوف.
وقال الواقدي: يكنى أسيد أبا ثابت، عداده في أهل المدينة، كان من المستصغرين يوم أحد، وشهد الخندق، وهو ابن عم رافع بن خديج. وروى عنه
__________
[1] قال في أسد الغابة: البدي- بالباء الموحدة. وقيل بالياء تحتها نقطتان وآخره ياء.
وقيل للبدن بالباء الموحدة وآخره نون. وقال أبو أحمد العسكري: البدي بالياء الموحدة وتشديد الدال، وليس بشيء. قال أبو عمر: اختلفوا في فتح الدال وكسرها. وفي أ:
اليدى بالياء. وفي هامش م: أسيد بن يربوع بن البذي. وقيل اليدى.
[2] في أ: بن عامر بن حارثة بن عمرو، وفي س، م مثل ى. وفي أسد الغابة بدل عامر بن عوف عمرو بن عوف.
[3] في الإصابة وأسد الغابة: أبو خيثمة، وهو تحريف.
[4] في أسد الغابة والإصابة: بن عمرو بن زيد بن جشم وفي م: بن مزيد.
[5] من م.

(1/95)


أبو الأبرد مولى بنى خطمة عن النبي صلّى الله عليه وَسَلَّمَ: من أتى مسجد قباء فصلى فيه كانت كعمرة. توفي فِي خلافة عَبْد الْمَلِكِ بْن مَرَوَان.
(59) أسيد بن سعية،
ويقال أسيد- بالفتح- بن سعية [1] بن عريض القرظي.
قَالَ إبراهيم بن سعد عن ابن إسحاق: أسيد بالضم، وقال يونس بن بكير:
أسيد بالفتح. وقال الدار قطنى: بالفتح الصواب. وقد قيل سعية وسعنة، وسعية بالياء أكثر، نزل هو وأخوه ثعلبة بن سعية في الليلة التي في صبيحتها نزل بنو قريظة على حكم سعد بن معاذ، ونزل معهما أسد بن عبيد القرظي فأسلموا وأحرزوا دماءهم وأموالهم
. باب أسيد
(60) أسيد بن سعية القرظي
من بني قريظة. أسلم وأحرز ماله وحسن إسلامه حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ قِرَاءَةً عَلَيْهِ، قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يَحْيَى ابن مُفَرِّجٍ، قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زياد، قال حدثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ، قَالَ حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ بَكِيرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي مُحَمَّدٍ عَنْ عِكْرِمَةَ أَوْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: لَمَّا أَسْلَمَ عَبْدُ اللَّهِ [2] بْنُ سَلامٍ وَثَعْلَبَةُ [3] بْنُ سَعْيَةَ وَأَسِيدُ بْنُ سَعْيَةَ، وَأَسَدُ بْنُ عُبَيْدٍ، وَمَنْ أَسْلَمَ مِنْ يَهُودٍ فَآمَنُوا وَصَدَّقُوا وَرَغِبُوا فِي الإِسْلامِ قالت أحبار يهود: ما أتى
__________
[1] في ى: شعبة. والمثبت من أ، س، م.
[2] في م: عبد بن سلام.
[3] في ى: ثعلب.

(1/96)


مُحَمَّدًا إِلا شِرَارُنَا، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى [1] : لَيْسُوا سَواءً مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ أُمَّةٌ قائِمَةٌ ... 3: 113 الآيَةَ إلى قوله تعالى: من الصالحين. هَكَذَا رَوَاهُ يُونُسُ بْنُ بَكِيرٍ عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ: أسيد بفتح الهمزة وكسر السين، وكذلك قال الواقدي أسيد بفتح الهمزة وكسر السين، وفي رواية إبراهيم بن سعد عن ابن إسحاق أسيد بالضم، والفتح عندهم أصح، والله أعلم.
ورواية إبراهيم بن سعد عن ابن إسحاق حَدَّثَنَا بها عَبْد الوارث بن سفيان، حَدَّثَنَا قاسم بن أصبغ، حَدَّثَنَا عبيد بن عَبْد الواحد البزار [2] حَدَّثَنَا أحمد بن مُحَمَّد بن أيوب، حدثنا إبراهيم بن سعد، عن ابن إسحاق.
وذكر الطبري عن ابن حميد عن سلمة [3] بن الفضل عن ابن إسحاق، قَالَ: ثم إن ثعلبة بن سعية، وأسيد بن سعية، وأسد بن عبيد، وهم من بني هذيل، ليسوا من بني قريظة ولا النضير، نسبهم فوق ذلك هم بنو عم القوم، أسلموا تلك الليلة التي نزلت فيها بنو قريظة على حكم رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قَالَ البخاري: توفي أسيد بن سعية وثعلبة بن سعية في حياة النبي صَلَّى الله عليه وسلم.
(61) أسيد بن صفوان.
أدرك النبي صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم. وروى عن عليّ كرّم
__________
[1] سورة آل عمران آية 113.
[2] في المشتبه: عبيد بن عبد الواحد البزار. وفي هامش الخلاصة فيمن عرف بنسبه: أبو محمد عبيد بن عبد الواحد بن شريك البزار، آخره مهملة (هامش ى) ، وفي أ: البزاز، وهو تحريف.
[3] في ى: مسلمة، والمثبت من م.

(1/97)


الله وجهه حديثًا حسنًا في ثنائه على أبى بكر يوم مات، رواه عمر بن إبراهيم ابن خالد، عن عَبْد الملك بن عمير، عن أسيد بن صفوان، وكان قد أدرك النبي صلّى الله عليه وَسَلَّمَ قَالَ: لما قبض أبو بكر رضي الله عنه وسجي بثوب ارتجت المدينة بالبكاء، ودهش القوم كيوم قبض رسول الله صَلَّى الله عليه وَسَلَّمَ، فأقبل علي بن أبي طالب رضي الله عنه مسرعًا باكيًا مسترجعًا حتى وقف على باب البيت فقال: رحمك الله يا أبا بكر. وذكر الحديث بطوله.
(62) أسيد بن جارية الثقفي
أسلم يوم الفتح، وشهد حنينا، وهو جدّ عمرو ابن [1] أبي سفيان بن أسيد بن جارية الذي روى عنه الزهري عن أبي هريرة حديث الذبيح إسحاق عليه السّلام. وذكر الدار قطنى أبا بصير الثقفي فقال:
أبو بصير أسيد الثقفي، أسلم قديمًا وهو مذكور في حديث الحديبية، كذا قَالَ أسيد فأخطأ خطأ بينا وقد ذكرنا أبا بصير هذا في الكنى، وذكرنا خبره في الحديبية، وذكرنا الاختلاف في اسمه، ولم يقل أحد اسمه أسيد غير الدار قطنى [2] والله أعلم.
__________
[1] في ى: ابن سفيان.
[2] في هامش م: وهم أبو عمر قال الدار قطنى، وقوله ما لم يقل، وإنما قال الدار قطنى:
أبو بصير عتبة بن أسيد. قال الشيخ الوليد: وجدته بخط شيخنا الإمام أبى على رضى الله عنه.

(1/98)


باب أسير
(63) أسير بن عروة بن سواد بن الهيثم بن ظفر الأنصاري الظفري،
من بني أبيرق. وَذَكَرَ الْوَاقِدِيُّ أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ صَالِحٍ حَدَّثَهُ عن عاصم بن عمر بن قتادة عن مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ. قَالَ الْوَاقِدِيُّ: وَحَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي [1] حَبِيبَةَ عَنْ وَاقِدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَعْدٍ عَنْ مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ، قَالَ: كَانَ أُسَيْرُ بْنُ عُرْوَةَ رَجُلا منطيقا ظَرِيفًا بَلِيغًا حُلْوًا، فَسَمِعَ بِمَا قَالَ قَتَادَةُ بْنُ النُّعْمَانِ فِي بَنِي أُبَيْرِقٍ لِلنَّبِيِّ صَلَّى الله عليه وَسَلَّمَ حِينَ اتَّهَمَهُمْ بِنَقْبِ جِدَارِ عُرْوَةَ [2] وَأَخْذِ طَعَامِهِ وَالدِّرْعَيْنِ فَأَتَى أُسَيْرٌ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وَسَلَّمَ فِي جَمَاعَةٍ جَمَعَهُمْ مِنْ قَوْمِهِ، فَقَالَ قَتَادَةُ وَعَمُّهُ: عَمْدًا إِلَى أَهْلِ بَيْتٍ مِنَّا أَهْلِ حَسَبٍ وَنَسَبٍ وَصَلاحٍ يَقُولانِ لَهُمْ الْقَبِيحُ [3] بِغَيْرِ ثَبْتٍ وَلا بَيِّنَةٍ، فَوَقَعَ بِهِمْ عِنْدَ رسول الله صلى الله عليه وسلم ما شَاءَ اللَّهُ، ثُمَّ انْصَرَفَ. فَأَقْبَلَ قَتَادَةُ بَعْدَ ذَلِكَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِيُكَلِّمَهُ، فَجَبَهَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ جَبْهًا شَدِيدًا مُنْكَرًا، وَقَالَ: بِئْسَ مَا صنعت! صَنَعْتَ! وَبِئْسَ مَا مَشَيْتَ فِيهِ! فَقَامَ قَتَادَةُ، وَهُوَ يَقُولُ: لَوَدَدْتُ أَنِّي خَرَجْتُ مِنْ أَهْلِي وَمَالِي، وَلَمْ أُكَلِّمْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم في شيء من مرهم، وَمَا أَنَا بِعَائِدٍ فِي شَيْءٍ مِنْ ذَلِكَ.
فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى نَبِيِّهِ صَلَّى الله عليه وسلم في شأنهم [4] .
__________
[1] هكذا في س، م أيضا. وفي أ: حنيفة.
[2] في م: بنقب علية عمه.
[3] في م: يأتونهم بالقبيح، ويقولون لهم ما لا ينبغي بغير ثبت.
[4] سورة النساء آية 105.

(1/99)


إِنَّا أَنْزَلْنا إِلَيْكَ الْكِتابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِما أَراكَ اللَّهُ وَلا تَكُنْ لِلْخائِنِينَ خَصِيماً 4: 105 ... الآيات إلى قوله: إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ مَنْ كانَ خَوَّاناً أَثِيماً 4: 107 يَعْنِي أُسَيْرَ بْنَ عُرْوَةَ وَأَصْحَابَهُ. وَكَانَ أَسِيرُ بْنُ عُرْوَةَ مُسْلِمًا فَاتُّهِمَ مِنَ ذَلِكَ الْوَقْتُ بِالنِّفَاقِ. قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: نَزَلَتْ فِيهِ [1] : لَهَمَّتْ طائِفَةٌ مِنْهُمْ أَنْ يُضِلُّوكَ 4: 113.
(64) أسير بن عمرو بن جابر المحاربي،
ويقال يسير- بالياء- المحاربي، ويقال فيه أسير بن جار [2] ، ويسير بن جابر، فينسب إلى جده، وهو أسير ابن عمرو بن جابر المحاربي، ويقال الكندي، يكنى أبا الخيار، قاله عباس عن ابن معين، وقد قال عليّ بن المديني: أهل الكوفة يسمونه أسير بن عمرو، وأهل البصرة يسمونه أسير بن جابر، ومنهم من يقول يسير، وهو معدود في كبار أصحاب ابن مسعود.
وقد روى عن أبي بكر وعمر رضى الله عنهما، قَالَ علي: روى عنه من أهل البصرة زرارة بن أوفى، وأبو نضرة [3] ، ومحمد بن سيرين، وأبو قتادة العدوي وروى عنه من أهل الكوفة المسيب بن رافع، وأبو إسحاق الشيباني.
قَالَ أبو عمر: روى عنه حميد بن عَبْد الرحمن. وحميد بن هلال، وواقع [4] بن سحبان، وروى عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: حدثني يحيى ابن معين، قَالَ حَدَّثَنَا هشيم، عن العوام بن حوشب قال: ولد يسير بن عمرو
__________
[1] سورة النساء، آية 113
[2] في ى: أسير بن جابر بن جابر، وفي الإصابة. ابن جابر بن سليم. والمثبت من أ، م.
[3] اسمه المنذر بن مالك، كما في تاج العروس والقاموس.
[4] في ى: رافع. والمثبت من م.

(1/100)


في مهاجر النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ومات سنة خمس وثمانين. قَالَ عَبْد الله:
فحدثت بهذا أبي، فقال: ما أعرفه.
حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ سُفْيَانَ، حَدَّثَنَا قَاسِمٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ زُهَيْرٍ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ [عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ] [1] . حَدَّثَنَا مِنْدَلُ بْنُ عَلِيٍّ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الشَّيْبَانِيِّ، عَنْ أُسَيْرِ بْنِ عَمْرٍو الدمكى، وَكَانَ جَاهِلِيًّا يَعْنِي أَدْرَكَ الْجَاهِلِيَّةَ.
وَذَكَرَ يَعْقُوبُ بْنُ شَيْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ، قَالَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ سُلَيْمَانَ الشَّيْبَانِيِّ عَنْ يَسِيرِ بْنِ عَمْرٍو الْكِنْدِيِّ الدَّرْمَكِيِّ. وَرَوَى أَبُو مُعَاوِيَةَ عَنِ الشَّيْبَانِيِّ قَالَ: رَأَيْتُ [2] يَسِيرَ بْنَ عَمْرٍو وَقَدْ كَانَ أَدْرَكَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ وَهُوَ ابْنُ عَشْرِ سِنِينَ.
وَذَكَرَ يَعْقُوبُ بْنُ شَيْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَمَّادٍ، قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ. دَخَلْنَا عَلَى أُسَيْرٍ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حين استخلف يَزِيدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، فَذَكَرَ كَلامًا، ثُمَّ قَالَ: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يَأْتِيكَ مِنَ الْحَيَاءِ إِلا خَيْرٌ، قَالَ أبو يوسف يعقوب بن شيبة، وهو أسير بن عمرو بن جابر.
وجعل الدار قطنى هذا الذي روى حديث الحياء غير أسير بن عمرو بن جابر، والقول عندي ما قاله يعقوب بن شيبة، والله أعلم.
__________
[1] من م.
[2] في م: رأينا.

(1/101)


باب أغر
(65) الأغر المزني،
ويقال: الجهني، وهو واحد له صحبة، روى عنه أهل البصرة: أبو بردة بن أبي موسى وغيره. ويقال: إنه روى عنه ابن عمر. وقيل:
إن سليمان بن يسار روى عنه ولم يصح.
(66) الأغر الغفاري.
روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه سمعه يقرأ في الفجر بالروم، ولم يرو عنه إلا شبيب أبو روح وحده. [فيما علمت] [1]
. باب أفلح
(67) أفلح بن أبي القعيس
[2] ، ويقال أخو أبي القعيس. لا أعلم له خبرًا ولا ذكرًا أكثر مما جرى من ذكره في حديث عائشة في الرضاع [في الموطأ] [3] ، وقد اختلف فيه. فقيل: أبو القعيس. وقيل: أخو أبي القعيس.
وقيل: ابن أبي القعيس، وأصحها إن شاء الله تعالى ما قاله مالك ومن تابعه عن ابن شهاب عن عروة عن عائشة: جاء أفلح أخو أبي القعيس. ويقال:
إنه من الأشعريين. وقد قيل، إن أبا القعيس اسمه الجعد. ويقال: أفلح يكنى أبا الجعد. وقيل: اسم أبي القعيس وائل بن أفلح، وسنذكره في الكنى إن شاء الله تعالى.
__________
[1] من م.
[2] الضبط من أ، م.
[3] من م.

(1/102)


(68) أفلح
مولى رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم، مذكور في مواليه [1]
. باب أقرع
(69) لأقرع بن حابس بن عقال بن مُحَمَّد بن سفيان بن مجاشع التميمي المجاشعي الدّارميّ،
أحد المؤلفة قلوبهم.
قَالَ ابن إسحاق: الأقرع بن حابس التميمي قدم على رسول الله صلّى الله عليه وَسَلَّمَ مع عطارد بن حاجب في أشراف بني تميم بعد فتح مكة وقد كان الأقرع بن حابس وعيينة بن حصن شهدا مع رسول الله صَلَّى الله عليه وَسَلَّمَ فتح مكة وحنينًا والطائف، فلما قدم وفد بني تميم كانا معه، فلما دخل وفد بني تميم المسجد نادوا النبي صَلَّى الله عليه وسلم من وراء حجرته: أن اخرج إلينا يا مُحَمَّد:
فآذى ذلك من صياحهم النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فخرج إليهم، فقالوا.
يا مُحَمَّد، جئنا نفاخرك، ونزل فيهم القرآن [2] : إِنَّ الَّذِينَ يُنادُونَكَ من وَراءِ الْحُجُراتِ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ 49: 4.
وكان فيهم الزبرقان بن بدر، وقيس بن عاصم وجماعة سماهم ابن إسحاق.
والأقرع بن حابس هو القائل لرسول الله صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: إن مدحي زين وذمي شين. وقد روى أن قائل ذلك شاعر كان لهم غير الأقرع ابن حابس، والله أعلم.
(70) الأقرع بن شفي العكي
[3] ، عاده رسول الله صلى الله عليه وسلم في
__________
[1] ليست هذه الترجمة في م.
[2] سورة الحجرات، آية 4.
[3] في س: الكعبي.

(1/103)


مرضه، لم يرو عنه إلا لفاف بن كرز وحده، والله أعلم.
(71) الأقرع بن عَبْد الله الحميري.
بعثه رسول الله صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ إلى ذي مران وطائفة من اليمن
. باب امرئ القيس
(72) امرؤ القيس بن عابس الكندي
الشاعر، له صحبة، وشهد فتح النجير [1] باليمن، ثم حضر الكنديين الذين ارتدوا فلما أخرجوا ليقتلوا وثب على عمه، فقال له: ويحك يا امرأ القيس، أتقتل عمك؟ فقال له:
أنت عمي، والله عز وجل ربي. وهو الذي خاصم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ربيعة بن عبدان [2] في أرض، فقال له رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ: بينتك. فقال. ليس لي بينة. قَالَ يمينه. روى حديثه وائل بن حجر، وهو القائل:
قف بالديار وقوف حابس ... وتأن إنك غير آيس
لعبت بهن العاصفات ... الرائحات من الروامس
ماذا عليك من الوقوف ... بهامد [3] الطللين دارس
__________
[1] النجير: حصن باليمن قرب حضر موت.
[2] في المشتبه: ربيعة بن عبدان، وفيه ثلاثة أقوال قيل بكسر العين والموحدة وتشديد الدال كذا ضبط جماعة منهم ابن عساكر. وقيل بفتح العين والمثناة من تحت، وقيل بكسر العين والموحدة. وفي م: عيدان.
[3] في ى: بها لك.

(1/104)


يا رب باكية علي ... ومنشد لي في المجالس
أو قائل يا فارسًا ... ماذا رزئت من الفوارس
لا تعجبوا أن تسمعوا ... هلك امرؤ القيس بن عابس
روى حديثه وهب بن جرير قَالَ: أَخْبَرَنَا أبي قَالَ: سمعت عدي بن عدي يحدث عن رجاء بن حيوة والعرس [1] بن عميرة أنه حدثه: اختصم امرؤ القيس بن عابس ورجل من حضر موت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في أرض، فسأل رسول الله صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ الحضرمي البينة. وذكر الحديث. وَرَوَى عَنْ أَبِي الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيِّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ وَائِلِ بْنِ حُجْرٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَتَاهُ خَصْمَانِ، فَقَالَ أَحَدُهُمَا: هَذَا يَا رَسُولَ اللَّهِ أَتَى عَلَى أَرْضِي فِي الْجَاهِلِيَّةِ، وَهُوَ امْرُؤُ الْقَيْسِ بْنُ عَابِسٍ الْكِنْدِيُّ وَخَصْمُهُ رَبِيعَةُ بْنُ عِمْرَانَ، فَقَالَ الآخَرُ: هِيَ أَرْضٌ أَزْرَعُهَا. فَقَالَ: أَلَكَ بَيِّنَةٌ؟ قَالَ: لا. قَالَ: فَلَكَ يَمِينُهُ. قَالَ: أَمَا إِنَّهُ لَيْسَ يُبَالِي مَا حَلَفَ عَلَيْهِ. قَالَ: لَيْسَ لَكَ مِنْهُ إِلا ذَاكَ فَلَمَّا ذَهَبَ لِيَحْلِفَ قَالَ: أَمَا إِنَّهُ قَدْ حَلَفَ ظَالِمًا، ذَلِكَ لَيَلْقَيَنَّ اللَّهَ وهو عليه غضبان
(73) امرؤ القيس بن الأصبغ [2] الكلبي،
من بني عَبْد الله بن كلب بن وبرة، بعثه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عاملا على كلب في حين إرساله عما له
__________
[1] الضبط من س، وتاج العروس.
[2] هكذا ى، وفي أبالعين، وفي س: امرؤ القيس الأصبع من غير ابن. وما هنا ما جاء في تاج العروس (مادة صبع، قيس) .

(1/105)


على قضاعة، فارتد بعضهم، وثبت امرؤ القيس على دينه، وامرؤ القيس هذا هو خال أبي سلمة بن عَبْد الرحمن بن عوف فيما أظن، والله أعلم، لأن أم أبي سلمة تماضر بنت الأصبغ بن ثعلبة بن ضمضم الكلبي، وكان الأصبغ زعيم قومه ورئيسهم
. باب أمية
(74) أمية بن أبي عبيدة بن همام بن الحارث بن بكر بن زيد بن مالك بن حنظلة ابن مالك بن زيد مناة بن تميم التميمي الحنظلي،
حليف لبني نوفل بن عَبْد مناف، والد يعلى بن أمية الذي يقال له يعلى بن منية، وهي أمّه، وأمية أبوه، ولابنه يعلي صحبة، وصحبة أبنه يعلي أشهر، وسيأتي في بابه إن شاء الله تعالى.
قدم أمية هذا مع ابنه يعلي على النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، بايعنا على الهجرة فقال: لا هجرة بعد الفتح، وكان قدومهما بعد الفتح.
(75) أمية بن خويلد الضمري،
والد عمرو بن أمية، حجازي، له صحبة ولابنه عمرو صحبة، وصحبة عمرو أشهر من صحبة أبيه أمية. روى حديث أمية هذا إبراهيم بن إسماعيل بن مجمع عن جعفر بن عمرو بن أمية عن أبيه عن جده أن رسول الله صلّى الله عليه وَسَلَّمَ بعثه عينًا وحده، وذكر الحديث.
(76) أمية جد عمرو بن عثمان الثقفي،
مدني، حديثه أنّ رسول الله صلّى الله

(1/106)


عليه وسلم صلّى في الماء والطين على راحلته، يومئ إيماء، سجوده أخفض من ركوعه.
(77) أمية بن مخشي الخزاعي،
له صحبة، يكنى أبا عبد الله، روى عنه المثنى ابن عَبْد الرحمن بن مخشي، وهو ابن أخيه، له حديث واحد في التسمية على الأكل.
(78) أمية بن الأشكر [1] الجندعي،
حجازي، أدرك الإسلام وهو شيخ كبير، وكان الأشكر شريفًا في قومه، وكان له لبنان فقرا منه، وكان أحدهما يسمى كلابًا، فبكاهما بأشعار له [2] وكان شاعرًا، فردهما عليه عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وحلف عليهما ألا يفارقاه أبدًا حتى يموت. خبره مشهور صحيح، رواه الزمرى وهشام بن عروة بن الزبير.
(79) أمية بن خالد.
روى عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه كان يستفتح بصعاليك المهاجرين، روى عنه أبو إسحاق السبيعي، لا تصح له عندي صحبته، فالحديث مرسل. ويقال إنه أمية بن عبد الله بن خالد بن أسيد، كذلك قال الثوري وقيس بن الربيع.
__________
[1] هكذا في أأيضا وس، وفي م، والإصابة، بن الأسكر. وفيها أشار إلى رواية ابن عبد البر هذه.
[2] في أ: لا شعار له، وهو تحريف طبعي، صوابه من أ، م وارجع إلى هذه الأشعار في الإصابة إن شئت في ترجمته.

(1/107)


باب أنس
(80) أنس بن قتادة الأنصاري،
ويقال أنيس، وقد تقدم ذكره في باب أنيس، والحمد الله.
(81) أنس بن معاذ بن أنس بن قيس بن عبيد بن زيد بن معاوية بن عمرو ابن مالك بن النجار الأنصاري،
شهد بدرًا، واختلف في اسمه، فأما ابن إسحاق فقال: قتل يوم بئر معونة، إلا أنه قَالَ فيه أوس [1] بن معاذ، وقال عَبْد الله ابن مُحَمَّد بن عمارة: أنس بن معاذ، ونسبه كما ذكرنا وقال: شهد أنس بن معاذ بدرًا وأحدًا، أو قتل يوم بئر معونة، وقال الواقدي: أنس بن معاذ، ونسبه كما ذكرنا أيضا، وقال: شهد أنس بن معاذ بدرًا وأحدًا والخندق والمشاهد كلها مع رسول الله صلى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. ومات في خلافة عثمان رضى الله عنه.
(82) أنس بن النضر بن ضمضم بن زيد بن حرام بن جندب بن عامر بن غنم ابن عدي بن النجار الأنصاري،
عم أنس بن مالك الأنصاري قتل يوم أحد شهيدًا روى حميد عن أنس أن عمه أنس بن النضر غاب عن قتال يوم بدر، فقال: يا رسول الله، غبت عن قتال بدر، عن أول قتال قاتلت فيه المشركين، والله لئن أشهدني الله قتال المشركين ليرين الله ما أصنع. فلما كان يوم أحد انكشف الناس فقال: اللَّهمّ إني أعتذر إليك مما صنع هؤلاء- يعني المسلمين- وأبرأ إليك مما جاء به هؤلاء- يعنى المشركين-
__________
[1] هكذا في أ، س، م. وفي أسد الغابة: أنس بن معاذ. وفي الإصابة: أنيس بن معاذ.

(1/108)


ومشى بسيفه، فاستقبله سعد بن معاذ، فقال: أي سعد، هذه الجنة ورب أنس أجد ريحها. قَالَ سعد بن معاذ: فما قدرت على ما صنع، فأصيب يومئذ فوجدنا به بضعًا وثمانين ضربة من بين ضربة بسيف وطعنة مح ورمية بسهم. ومثل به المشركون فما عرفته أخته إلا بثيابه، ونزلت هذه الآية [1] :
مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجالٌ صَدَقُوا مَا عاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ، فَمِنْهُمْ مَنْ قَضى نَحْبَهُ، وَمِنْهُمْ من يَنْتَظِرُ ... 33: 23 الآية. قال: فنرى أنها نزلت فيه.
(83) أنس بن أوس بن عتيك بن عمرو الأنصاري الأشهلي.
قتل يوم الخندق شهيدًا، رماه خالد بن الوليد بسهم فقتله، وكان قد شهد قبل ذلك أحدا، ولم يشهد بدرا رضي الله عنهم أجمعين.
(84) أنس بن مالك بن النضر بن ضمضم بن زيد [بن حرام بن جندب بن عامر ابن غنم بن عدي بن النجار بن ثعلبة بن عمرو بن الخزرج بن حارثة] [2] الأنصاري [الخزرجي] [2] النجاري [البصري]
[2] ، خادم رسول الله صَلَّى الله عليه وَسَلَّمَ، يكنى أبا حمزة، سمي باسم عمه أنس بن النضر. أمه أم سليم بنت ملحان الأنصارية، كان مقدم النبي صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم المدينة ابن عشر سنين. وقيل: ابن ثمان سنين.
حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ قَاسِمٍ، حدثنا الحسن بن رشيق، حدثنا الدولابي، حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ مَنْصُورٍ وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ الْجَوْهَرِيُّ، قالا: حدثنا سفيان عن
__________
[1] سورة الأحزاب، آية 23
[2] ليس في م.

(1/109)


عُيَيْنَةَ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَدِمَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم المدينة وأنا ابن عشر سنين، وتولى وَأَنَا ابْنُ عِشْرِينَ سَنَةً.
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِيُّ: حَدَّثَنَا أَبِي عَنْ مَوْلًى لأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّهُ قَالَ لأَنَسٍ: أَشَهِدْتَ بَدْرًا؟ قَالَ: لا أُمَّ لَكَ! وَأَيْنَ أَغِيبُ [1] عَنْ بَدْرٍ؟
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: خَرَجَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وَسَلَّمَ حِينَ تَوَجَّهَ إِلَى بَدْرٍ، وَهُوَ غُلامٌ يخدمه.
وقال محمد بن عمر الواقدي: حدثني ابن أبي ذئب عن إسحاق بن زيد قَالَ: رأيت أنس بن مالك مختومًا في عنقه ختم الحجاج، أراد أن يذله بذلك واختلف في وقت وفاته، فقيل سنة إحدى وتسعين، هذا قول الواقدي.
وقيل أيضًا: سنة اثنتين وتسعين، وقيل [سنة ثلاث وتسعين] [2] . قاله خليفة ابن خياط وغيره وقال خليفة: مات أنس بن مالك سنة ثلاث وتسعين وهو ابن مائة سنة وثلاث سنين. وقيل: كانت سنه إذ مات مائة سنة وعشر [3] سنين.
وقال مُحَمَّد بن سعد: سألت مُحَمَّد بن عَبْد الله الأنصاري، ابن كم كان أنس بن مالك يوم مات؟ فقال: ابن مائة سنة وسبع سنين. قَالَ أبو اليقظان:
صلى عليه قطن بن مدرك الكلابي. وقال الحسن بن عثمان: مات أنس بن
__________
[1] في م: وأين غبت.
[2] من م.
[3] في ى: مائة سنة وعشرين. والمثبت من م.

(1/110)


مالك في قصره بالطف على فرسخين من البصرة سنة إحدى وتسعين. ودفن هناك. وقد قيل: إنه مات وهو ابن بضع وتسعين سنة، وأصح ما فيه ما حَدَّثَنَا به عَبْد الله بن مُحَمَّد، قَالَ حَدَّثَنَا أحمد بن سليمان، قال حدثنا عبد الله ابن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، حَدَّثَنَا معتمر بن سليمان عن حميد: أنّ أنس ابن مالك عمر مائة سنة إلا سنة.
قَالَ أبو عمر: يقال إنه آخر من مات بالبصرة من أصحاب رسول الله صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، وما أعلم أحدًا مات بعده ممن رأى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلا أبا الطفيل عامر بن وائلة، ويقال: إن أنس بن مالك قدم من صلبه من ولده وولد ولده نحوا من مائة قبل موته، وذلك أن رسول الله صَلَّى الله عليه وَسَلَّمَ دعا له فقال: اللَّهمّ ارزقه مالا وولدًا وبارك له. قَالَ أنس: فإني لمن أكثر الأنصار مالا وولدًا. ويقال: إنه ولد لأنس بن مالك ثمانون ولدًا منهم ثمانية وسبعون ذكرا، والبنتان الواحدة تسمى حفصة والثانية تكنى أم عمرو.
(85) أنس بن مالك القشيري،
ويقال الكعبي، وكعب أخو قشير روى عنه أبو قلابة وعبد الله بن سوادة القشيري، حديثه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه سمعه يقول: إن الله وضع عن المسافر الصوم وشطر الصلاة.
سكن البصرة.
(86) أنس بن ظهير الحارثي الأنصاري،
أخو أسيد بن ظهير، شهد مع رسول

(1/111)


الله صلى الله عليه وسلم أحدا، حديثه عند حفيده حسين بن ثابت بن أنس ابن ظهير.
(87) أنس بن ضبع بن عامر بن مجدعة بن جشم بن حارثة،
شهد أحدًا، رحمه الله.
(88) أنس بن الحارث،
روى عنه سليم والد أشعث بن سليم عن النبي صلى الله عليه وسلم في قتل الحسين، وقتل مع الحسين رضى الله عنهما.
(89) أنس بن هزلة،
وفد إلى النبي صَلَّى الله عليه وَسَلَّمَ، روى عنه ابنه عمرو بن أنس.
(90) أنس بن فضالة بن عدي بن حرام بن الهتيم [1] بن ظفر الأنصاري الظفري،
بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم هو وأخاه مؤنسًا [2] حين بلغه دنو قريش، يريدون أحدا، فاعترضاهم بالعقيق فصارا معهم، ثم أتيا رسول الله صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ فأخبراه خبرهم وعددهم ونزولهم حيث نزلوا، فكانا عينين لرسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في ذلك، وشهدا معه أحدًا. ومن ولد أنس بن [فضالة يونس بن] [3] مُحَمَّد الظفري. منزله بالصفراء.
__________
[1] الضبط من م.
[2] في أ، س: مونس، والمثبت من م.
[3] من أ، س، م

(1/112)


باب أنيس
(91) أنيس بن قتادة بن ربيعة بن خالد بن الحارث بن عبيد بن زيد بن مالك ابن عوف بن عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس [1] الأنصاري،
شهد بدرًا وقتل يوم أحد شهيدًا، قتله الأخنس بن شريق الأنصاري. ويقال: كان زوج خنساء بنت خدام الأسدية. وقد قَالَ فيه بعضهم أنس، وليس بشيء
(92) أنيس بن قتادة الباهلي،
بصري. روى عنه أبو نضرة، قَالَ: أتيت رسول الله صَلَّى الله عليه وَسَلَّمَ في رهط من بني ضبيعة ... الحديث.
يقال في أنيس بن قتادة أنس، والأول أكثر وأشهر.
(93) أنيس بن جنادة الغفاريّ،
أخو أبى ذر الغفاري، أسلم مع أخيه قديمًا وأسلمت أمهما، وكان شاعرًا، حديثهما عند حميد بن هلال عن عَبْد الله بن الصامت عن أبي ذر حديث طويل حسن في إسلامه [2] .
(94) أنيس بن مرثد بن أبي مرثد [3] الغنوي،
ويقال أنس، والأول أكثر، يكنى أبا يزيد قَالَ بعضهم فيه: الأنصاري لحلف زعم بينهم [4] ، وليس بشيء، وإنما جده حليف حمزة بن عَبْد المطلب، وهو من بني غني بن يعصر ابن سعد بن قيس بن غيلان بن مضر، وقد نسبنا جده في بابه إلى غنى بن يعصر صحب
__________
[1] هكذا في م، س، وفي ى: الأنيس.
[2] في م: في إسلامهما رضى الله عنهما.
[3] في الإصابة: أنيس بن أبي مرثد، ثم أشار إلى رواية ابن عبد البر هذه.
[4] في أسد الغابة: قال أبو عمر يكنى أبا يزيد. وقال بعضهم: نه أنصارى لحلف كان له منهم في زعمه.

(1/113)


هو وأبوه مرثد وجده أبو مرثد الغنوي رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وقتل أبوه يوم الرّجيع في حياة النبي صلى الله عليه وسلم، ومات جده في خلافة أبي بكر الصديق رضى الله عنه، وهو حليف حمزة بن عَبْد المطلب.
وقد ذكرنا كل واحد منهما في بابه من هذا الكتاب والحمد للَّه.
وشهد أنيس بن مرثد هذا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فتح مكة وحنينا، وكان عين النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي غزوة حنين بأوطاس، يقال:
إنه الذي قَالَ له رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث أبى هريرة وزيد ابن خالد الجهنيّ: وأغد يا أنيس على امرأة هذا، فإن اعترفت فارجمها وقيل:
إنه كان بينه وبين أبيه مرثد بن أبى مرثد إحدى وعشرون سنة.
وتوفى أنيس في ربيع الأول سنة عشرين.
روى عنه الحكم بن مسعود حديثه عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ في الفتنة [1] .
(95) أنيس بن الضحاك الأسلمي،
روى عنه عمرو بن سليم، ويقال عمرو ابن مسلم روى عنه أيضًا حديثه عن النبي صلى الله عليه وَسَلَّمَ أنه قَالَ لأبي ذر: ألبس الخشن الضيق. يعد في الشاميين. ومخرج حديثه عنهم. وقد قيل:
إنه الذي قيل فيه، واغد يا أنيس، والله أعلم.
(96) أنيس رجل من الأنصار،
روى عنه شهر بن حوشب، ولم ينسبه، ولم يرو عنه غيره، حديثه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إنّي
__________
[1] في هوامش الاستيعاب: بخط كاتب الأصل ما لفظه: ستكون فتنة بكماء عمياء صماء المضطجع فيها خير من القاعد والقاعد خير من القائم والقائم خير من الماشي والماشي خير من الساعي.

(1/114)


لأشفع يوم القيامة لأكثر مما على وجه الأرض من حجر أو مدر. إسناده ليس بالقوى
باب أنيف
(97) أنيف بن وائلة،
كذا قاله الواقدي. وقال ابن إسحاق: ابن وائلة- بالمثلثة- قتل يوم خيبر شهيدًا رحمه الله.
(98) أنيف بن حبيب،
ذكره الطبري فيمن قتل يوم خيبر شهيدًا
. باب أهبان
(99) أهبان بن أوس الأسلى،
يكنى أبا عقبة، كان من أصحاب الشجرة في الحديبية، ابتنى دارًا بالكوفة، أسلم ومات بها في صدر أيام معاوية بن أبي سفيان، والمغيرة بن شعبة يومئذ أمير لمعاوية عليها، يقال: إنه مكلم الذئب، روى عنه مجزأة بن زاهر الأسلمي. وقيل: إن مكلم الذئب أهبان [1] ابن عياذ.
[وقال الواقدي: وهبان- بالواو لا بالألف- بن أرس، أبو عبيد الأسلمي الكوفي، له صحبة] [2] .
__________
[1] قال في تاج العروس: وأهبان بن عياذ مكلم الذئب- كذا في المعجم لابن فهد.
وفي أ: عياد، وهو تحريف.
[2] من م.

(1/115)


(100) أهبان بن صيفي الغفاري البصري،
يكنى أبا مسلم، حديثه [1] عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: في الفتنة أتخذ سيفًا من خشب، ويقال وهبان بن صيفي، وقد ذكرناه في باب الواو أيضًا.
روت عنه ابنته عديسة. ولما ظهر علي رضي الله عنه على أهل البصرة سمع بأهبان بن صيفي فأتاه وقال له: ما خلفك عنا يا أهبان؟ قال: خلّفنى عنك عهد عهد إلي رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أخوك وابن عمك قَالَ لي إذا تفرقت الأمة فرقتين فاتخذ سيفًا من خشب، والزم بيتك، فأنا الآن قد اتخذت سيفًا من خشب ولزمت بيتي فقال له علي رضى الله عنه:
فأطع أخي وابن عمي رسول الله صَلَّى الله عليه وَسَلَّمَ، وانصرف عنه.
وقصته في القميص الذي كفن فيه رواها الناس، وفيها آية، وذلك أنه لما حضرته الوفاة قَالَ: كفنوني في ثوبين. قالت ابنته: فزدنا ثوبًا ثالثًا قميصًا، فدفناه فيها، فأصبح ذلك القميص على المشجب موضوعًا. وهذا خبر رواه جماعة من ثقات البصريين وغيرهم منهم سليمان التيمي وابنه معتمر، ويزيد ابن زريع، ومحمد بن عَبْد الله بن المثنى عن المعلي بن جابر بن مسلم، عن عديسة بنت وهبان عن أبها.
(101) [أهبان ابن الأكوع،
صحب النبي صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ في قول ابن الكلبي. وقال: هو أخو سلمة بن الأكوع، كذا قَالَ، فاعلمه] [2] .
__________
[1] في م: روى عن النبي.
[2] هذه الزيادة في أوحدها، وهي في هامش م، وليست في الأصل به.

(1/116)


(102) أهبان ابن أخت أبي ذر،
روى عنه حميد بن عَبْد الرحمن الحميري، بصري، لا تصح له صحبة، وإنما يروى عن خاله أبي ذر رضى الله عنهما.
باب أوس
(103) أوس بن ثابت بن المنذر بن حرام بن عمرو بن زيد مناة بن عدي بن [عمرو بن] [1] مالك بن النجار الأنصاري،
شهد العقبة وبدرا وقتل يوم أحد شهيدا في قول عَبْد الله بن مُحَمَّد بن عمارة الأنصاري. وقال الواقدي:
شهد أوس بن ثابت بدرا وأحدا والخندق والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتوفي في خلافة عثمان بن عفان بالمدينة. والقول عندي قول عَبْد الله بن مُحَمَّد، والله أعلم.
هو أخو حسان بن ثابت الشاعر. ولابنه شدّاد بن أوس صحبة [ورواية، وسيأتي ذكر خبره في بابه من هذا الكتاب إن شاء الله عزّ وجل] [2] .
(104) أوس بن خولي بن عَبْد الله بن الحارث بن عبيد بن مالك بن سالم الحبلي الأنصاري الخزرجي،
شهد بدرًا، ويقال أوس بن عَبْد الله بن الحارث بن خولي، يقال كان من الكملة. وآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بينه وبين شجاع بن وهب الأسدي شهد- بعد شهوده بدرًا- أحدًا والخندق وسائر المشاهد كلها. ولما قبض رسول الله صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم وأرادوا غسله
__________
[1] من م.
[2] من م.

(1/117)


حضرت الأنصار فنادت على الباب: الله الله! فإنا أحواله فليحضر بعضنا.
فقيل لهم: اجتمعوا على رجل منكم، فأجمعوا على أوس بن خولي، فدخل فحضر غسل رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ودفنه مع أهل بيته.
وتوفي أوس بن خولي بالمدينة في خلافة عثمان بن عفان رضى الله عنه
(105) أوس بن الصامت بن قيس بن أصرم [1] بن فهر بن ثعلبة بن غنم [2] ابن سالم بن عوف بن الخزرج الأنصاري،
شهد بدرًا وأحدًا وسائر المشاهد مع رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ، وبقي إلى زمن عثمان بن عفان رضى الله عنهم. وهو الذي ظاهر من امرأته فوطئها قبل أن يكفر، فأمره رسول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن يكفر بخمسة عشر صاعا من سعير على ستين مسكينا.
روى عنه حسان بن عطية، وأوس بن الصامت هذا هو أخو عبادة بن الصامت، وكان شاعرا محسنا وهو القائل:
أنا ابن مزيقياء عمرو وجدي ... أبوه عامر ماء السماء
(106) أوس بن الأرقم بن زيد بن قيس بن النعمان الأنصاري،
من بني الحارث بن الخزرج، قتل يوم أحد شهيدًا
(107) أوس بن حبيب الأنصاري، من بني عمرو بن عوف،
قتل بخيبر على حصن ناعم [3] .
__________
[1] في أ: بن حرام، وهو تحريف.
[2] في أسد الغابة: بن عون.
[3] حصن من حصون خيبر.

(1/118)


(108) أوس بن الفاكه [1] الأنصاري،
من الأوس، قتل يوم خيبر شهيدا.
(109) أوس بن الحدثان النصري.
من بنى نصر بن معاوية له صحبة واختلف في صحبة ابنه مالك بن أوس بن الحدثان. رَوَى إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنِ ابْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ حدّثه أنّ النبي صلى الله عليه وَسَلَّمَ بَعَثَهُ وَأَوْسُ بْنُ الْحَدَثَانِ أَيَّامَ التَّشْرِيقِ فَنَادَيَا أَنْ لا يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلا مُؤْمِنٌ، وَأَيَّامُ مِنًى أَيَّامُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ.
(110) أوس بن بشر،
رجل من أهل اليمن، يقال إنه من جيشان [2] ، أتى النبي صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ فأسلم. حديثه عن الليث بن سعد عن عامر الجيشانيّ
(111) أوس بن شرحبيل،
أحد بني المجمع، ويقال شرحبيل بن أوس، معدود من الشاميين، روى عنه نمران الرحبي، حديثه عند الزبيري [3] ، ذكره البخاري.
(112) أوس بن أوس الثقفي،
ويقال أوس بن أبي أوس. وهو والد عمرو بن أوس روى عنه أبو الأشعث الصنعاني، وابنه عمرو بن أوس، وعطاء والد يعلي بن عطاء له عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث، منها في الصيام، ومنها من غسل [4] واغتسل وبكر وابتكر، يعني يوم الجمعة ... الحديث قَالَ عباس:
سمعت يحيى بن معين يقول: أوس بن أوس، وأوس بن أبى أوس واحد.
__________
[1] في أسد الغابة: اختلف في اسم أبيه، فقيل: فاكه، وقيل فاتك، وقيل فائد وفي هامش م: الفاتك في كتاب ابن إسحاق.
[2] مخلاف جيشان باليمن.
[3] في ى: الزبيدي.
[4] في ى: اغتسل.

(1/119)


وأخطأ فيه ابن معين، والله أعلم، لأن أوس بن أبي أوس هو أوس بن حذيفة
(113) أوس بن حذيفة الثقفي.
يقال فيه أوس بن أبي أوس، [واسم أبي أوس حذيفة] [1] ، وقال خليفة بن خياط: أوس بن أبي أوس، اسم أبي أوس حذيفة [2] .
قَالَ أبو عمر رضي الله عنه: هو جد عثمان بن عبد الله بن أوس، ولأوس ابن حذيفة أحاديث منها في المسح على القدمين، في إسناده ضعف. وحديثه أنه كان في الوفد الذين قدموا على رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ من بني مالك فأنزلهم في قبة بين المسجد وبين أهله، فكان يختلف إليهم فيحدثهم بعد العشاء الآخرة. قَالَ ابن معين: إسناد هذا الحديث صالح، وحديثه عن النبي صَلَّى الله عليه وَسَلَّمَ في تحزيب القرآن حديث ليس بالقائم.
[جعل البخاري هذا والذي قبله رجلا واحدًا] [3]
(114) أوس بن عاثذ،
قتل يوم خيبر شهيدًا.
(115) أوس بن عوف الثقفي،
حليف لهم من بني سالم، أحد الوفد الذين قدموا بإسلام ثقيف على النبي صلى الله عليه وَسَلَّمَ مع عَبْد ياليل بن عمرو فأسلموا وأسلمت ثقيف حينئذ كلها.
__________
[1] من م.
[2] العبارة في أسد الغابة: وقال خليفة بن خياط: أوس بن أوس، وأوس بن أبي أوس، واسم أبى أوس حذيفة. وفي الإصابة: هو أوس بن حذيفة. والمثبت من م، س. وفي أ:
لم يخص أوس بن حذيفة بترجمة، بل جعله السابق.
[3] ليس في م.

(1/120)


(116) أوس بن معير بن لوذان بن ربيعة بن عريج بن سعد بن جمح،
أبو محذورة الجمحي القرشي، مؤذن رسول الله صَلَّى الله عليه وَسَلَّمَ بمكة، غلبت عليه كنيته. واختلف في اسمه، وهذا قول خليفة وغيره في ذلك، وسنذكره إن شاء الله تعالى في موضعه من الكنى في باب السين أيضًا، لأن طائفة يقولون:
اسمه سمرة، ويقولون غير ذلك مما سيأتي في الكنى.
وقد قيل: إن أوس بن معير هذا هو أخو أبي محذورة، وفي ذلك نظر، والأول أكثر [وأصح وأشهر] [1] .
وقال الزبير: أوس بن معير أَبُو محذورة مؤذن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، وأخوه أنيس بن معير، قتل كافرًا، وأمهما امرأة من خزاعة، ولا عقب لهما.
قَالَ: وورث الأذان عن أبي محذورة بمكة إخوتهم من بنى سلامان بن ربيعة [بن سعد] [1] بن جمح.
وقال أبو اليقظان: قتل أوس بن معير يوم بدر كافرًا، وليس هذا عندي بشيء، والصواب ما قاله الزبير وخليفة بن خياط، والله أعلم.
قَالَ ابن محيريز: رأيت أبا محذورة صاحب رسول الله صَلَّى الله عليه وَسَلَّمَ وله شعر، فقلت: يا عم، ألا تأخذ من شعرك؟ فقال: ما كنت لآخذ شعرًا مسح عليه رسول الله صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم ودعا فيه بالبركة.
__________
[1] من م.

(1/121)


(117) أوس بن سمعان، أبو عَبْد الله،
مذكور في حديث أنس في الأشربة قوله للنبي صلى الله عليه وسلم: والّذي بعثك بالحق إني لأجدها كذلك في التوراة، يعني كما قَالَ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إن حقًا على الله ألا يشربها عَبْد من عبيده في الدنيا إلا سقاه الله يوم القيامة من طينه الخبال صديد أهل النار يعني الخمر حديث ليس إسناده بالقوى.
(118) أوس بن قيظي [1] بن عمرو بن زيد بن جشم بن حارثة الأنصاري الحارثي،
شهد أحدًا هو وابناه كباثة [2] وعبد الله، ولم يحضر عرابة [3] ابن أوس أحدًا مع أبيه ولا مع أخوته، لأنه استصغره رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ، فرده يومئذ.
(119) أوس بن عَبْد الله بن حجر الأسلمي
سكن البادية، مخرج حديثه عن ولده وذريته. وهو حديث حسن في هجرة النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مع أَبِي بَكْر. قَالَ أوس بن عَبْد الله بن حجر: إنه مر به رسول الله صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ ومعه أبو بكر متوجهين إلى المدينة بدوحات، بين الجحفة وهرشي [4] ، وهما على جمل واحد، فحملهما على فحل إبله، وبعث معهما غلامًا يقال له مسعود، فقال له، اسلك بهما مخارق الطريق، ولا تفارقهما حتى يقضيا حاجتهما منك ومن جملك، فسلك بهما الطريق التي سماها ورجع
__________
[1] في ى: قبطى، وهو تحريف.
[2] في ى كناية، وهو تحريف. والصحيح من م.
[3] في ى: عوانة، وهو تحريف.
[4] هرشى: ثنية في طرفي مكة قريبة من الجحفة.

(1/122)


الرسول مسعود إلى سيده أوس بن عَبْد الله، وأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم مسعودا أن يأمر سيده أن يسم الإبل في أعناقها قيد الفرس.
قَالَ صخر بن مالك بن أوس [1] بن عبد الله بن حجر وهو شيخ من أهل العرج، راوي الحديث: فهي سمتنا إلى اليوم. وقد قيل فيه أوس بن حجر الأسلمي. وقيل [2] : أبو أوس تميم بن حجر الأسلمي، كان ينزل الجدوات [3] من بلاد أسلم ناحية العرج، وكلهم ذكره في الصحابة.
وقد قَالَ فيه بعضهم: أوس بن حجر [4]- بفتحتين- كاسم الشاعر التميمي الجاهلي
. باب أوفى
(120) أو في بن موله التميمي.
حديثه في الإقطاع أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كتب لهم في أديم. ليس إسناد حديثه بالقوي.
(121) أوفى بن عرفطة.
له ولأبيه عرفطة صحبة، واستشهد أبوه يوم الطائف.
__________
[1] في م: بن إياس بن مالك بن أوس.
[2] في ى. وقال.
[3] في أ، س: الجذوات.
[4] في الإصابة: وقيل بضم أوله وإسكان ثانية.

(1/123)


(122)
باب إياس
(122) إياس بن البكير،
ويقال إياس بن أبي البكير، وهو إياس بن البكير [بن أبي البكير] [1] بن عَبْد ياليل بن ناشب بن غيرة [2] [من أبي البكير] [3] ابن سعد بن ليث الليثي حليف بن عدي، شهد بدرًا وأحدًا والخندق والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان إسلامه وإسلام أخيه عامر في دار الأرقم، وكانوا أربعة أخوة: إياس، وخالد، وعامر، وعاقل، بنو البكير، كلهم شهد بدرًا، وسنذكر كل واحد منهم في بابه إن شاء الله تعالى وإياس هذا هو والد مُحَمَّد بن إياس بن البكير الذي يروى عن ابن عباس وابن عمر وأبي هريرة فيمن طلق امرأته ثلاثًا قبل أن يمسها أنها لا تحل له.
روى عن مُحَمَّد بن إياس بن البكير مُحَمَّد بن عَبْد الرحمن بن ثوبان مولى بنى عامر بن لؤي ونافع مولى ابن عمر.
ومحمد بن إياس بن البكير هو القائل يرثي زيد بن عمر بن الخطاب، وكان قتل في حرب بين بني عدي جناها عَبْد الله بن مطيع وبنو أبى جهم:
ألا يا ليت أمي لم تلدني ... ولم أك في الغواة لدى البقيع
ولم أر مصرع ابن الخير زيد ... وهدته هنالك من صريع
هو الرزء الذي عظمت وجلت ... مصيبته على الحي الجميع
__________
[1] ما بين القوسين ليس في س، م.
[2] في ى: غبرة، والمثبت من أ، س، م.
[3] من م.

(1/124)


كريم في النجار تكنفته ... بيوت المجد والحسب الرفيع
شفيع الجود ما للجود حقًا ... سواه إذ تولى من شفيع
أصاب الحي حي بني عدي ... مجللة من الخطب الفظيع
وخصهم الشقاء به خصوصًا ... لما يأتون من سوء الصنيع
بشؤم [1] بنى حذيفة أن فيهم ... معًا نكدًا وشؤم بني مطيع
وكم من ملتقى خضبت حصاه ... كلوم القوم س علق النجيع
ورثاه أيضًا عَبْد الله بن عامر بن ربيعة بأبيات قد ذكرتها في بابه من كتابنا هذا.
قَالَ عَبْد الله بن مصعب: خالد بن أسلم مولى عمر بن الخطاب هو الذي أصاب زيدًا تلك الليلة برمية ولم يعرفه.
قَالَ أبو عمر رضي الله عنه: زيد بن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أمه أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب رضي الله عنه من فاطمة بنت رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم.
(123) إياس بن معاذ
من بني عَبْد الأشهل. ذَكَرَ ابْنُ إِسْحَاقَ عَنِ الْحُصَيْنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ الأَشْهَلِيِّ عَنْ مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ قَالَ: لَمَّا قَدِمَ أَبُو الْحَيْسَرِ [2] ، أَنَسُ بْنُ رَافِعٍ، مَكَّةَ ومَعَهُ فِتْيَةٌ مِنْ بَنِي عَبْدِ الأَشْهَلِ، فِيهِمْ إِيَاسُ بْنُ مُعَاذٍ يَلْتَمِسُونَ الْحِلْفَ مِنْ قُرَيْشٍ على قومهم من الخزرج، سمع
__________
[1] في م: لشؤم.
[2] هكذا في ى. وفي أ، س، م، وهوامش الاستيعاب أبو الخنيس- بضم الخاء وفتح النون. وفي هامش م. في مغازي ابن إسحاق: أبو الحيسر. (الاستيعاب ج 1- م 5)

(1/125)


بهم رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَتَاهُمْ فَجَلَسَ إِلَيْهِمْ وَقَالَ: هَلْ لَكُمْ إِلَى خَيْرٍ مِمَّا جِئْتُمْ لَهُ؟ قَالُوا: وَمَا ذَاكَ؟ قَالَ: أَنَا رَسُولُ اللَّهِ، بَعَثَنِي اللَّهُ إِلَى الْعِبَادِ أَدْعُوهُمْ إِلَى أَنْ يَعْبُدُوا اللَّهَ وَلا يُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا، وَأَنْزَلَ عَلَيَّ الْكِتَابَ ثُمَّ ذَكَرَ لَهُمُ الإِسْلامَ وَتَلا عَلَيْهِمُ الْقُرْآنَ. فَقَالَ إِيَاسُ بْنُ مُعَاذٍ وَكَانَ حَدَثًا:
أَيُّ قَوْمٍ هَذَا وَاللَّهِ خَيْرٌ مِمَّا جِئْتُمْ لَهُ. قَالَ: فَأَخَذَ أَبُو الْحَيْسَرِ أَنَسُ بْنُ رَافِعٍ حِفْنَةً مِنَ الْبَطْحَاءِ، فَضَرَبَ بِهَا وَجْهَ إِيَاسِ بْنِ مُعَاذٍ، وَقَالَ: دَعْنَا مِنْكَ، فَلَعَمْرِي لَقَدْ جِئْنَا لِغَيْرِ هَذَا. قَالَ: فَصَمَتَ إِيَاسٌ، وَقَامَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ عَنْهُمْ، فَانْصَرَفُوا إِلَى الْمَدِينَةِ، فَكَانَتْ وَقْعَةُ بُعَاثٍ بَيْنَ الأَوْسِ وَالْخَزْرَجِ. قَالَ: ثُمَّ لَمْ يَلْبَثْ إِيَاسُ بْنُ مُعَاذٍ أَنْ هَلَكَ. قَالَ محمود بن لبيد: فأخبرني من [1] حضر من قومي عند موته أنهم لم يزالوا يسمعونه يهلل الله ويكبره ويحمده ويسبحه [2] حتى مات، فما كانوا يشكون أنه مات مسلمًا، ولقد كان استشعر الإسلام في ذلك المجلس حين سمع من رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ ما سمع.
(124) إياس بن ودقة [3] الأنصاري،
من بني سالم بن عوف بن خزرج، شهد بدرًا وقتل يوم اليمامة شهيدًا.
(125) إياس بن عدي الأنصاري النجاري،
من بني عمرو بن مالك بن النجار، قتل يوم أحد شهيدا، لم يذكره ابن إسحاق.
__________
[1] في أسد الغابة: فأخبرني من حضره من قومه.
[2] في ى: ويسجد. والمثبت من م.
[3] في ى، م: ودقة بالقاف. وفي أسد الغابة: وقال أبو موسى: رأيت في نسخة مكتوبة عن أبى نعيم فوق ودقة فاء كأنه أملاه بالفاء. قال أبو موسى: والصحيح فيه القاف. قلت والصواب عندي بالفاء والله أعلم. والمثبت من أ، س، وتاج العروس.
(ظهر الاستيعاب ج 1 م 5)

(1/126)


(126) إياس بن أوس بن عتيك بن عمرو بن عَبْد الأعلى
ويقال ابن عَبْد الأعلم ابن عامر بن زعوراء بن جشم بن الحارث بن الخزرج بن عمرو بن مالك ابن الأوس، وزعوراء بن جشم أخو عبد الأشهل، قتل يوم أحد شهيدًا، ويقال فيه الأنصاري الأشهلي.
(127) إياس بن عَبْد المزني
[1] ، له صحبة. يعد في الحجازيين. روى عن النبي صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: لا تبيعوا الماء. لا أحفظ له غير هذا الحديث، رواه عنه أبو المنهال: واسمه عَبْد الرحمن بن مطعم. وروى أبو المنهال هذا عن ابن عباس والبراء. وأما أبو المنهال سيار بن سلامة الرياحي، فلا أعلم له رواية عن صاحب إلا عن أبي برزة الأسلمي، وأكثر روايته عن أبي العالية رفيع الرياحي. هو من رهطه.
(128) إياس بن عَبْد الفهري أبو عَبْد الرحمن
[2] ، شهد حنينًا، روى شاهت الوجوه ... الحديث بطوله [حديثه عند حماد بن سلمة عن يعلى بن عطاء، عن أبي همام عبد الله بن يسار. عن أبي عَبْد الرحمن الفهري] [3] .
(129) إياس بن عَبْد الله بن أبي ذباب الدوسي،
مديني. له صحبة، حديثه عند [4] الزهري عن عَبْد الله بن عَبْد الله بن عمر عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قَالَ: لا تضربوا إماء الله ... الحديث.
__________
[1] في أسد الغابة: كذا ذكره الثلاثة إياس بن عبد غير مضاف إلى اسم الله تعالى، والّذي ذكره الترمذي، عبد الله، وكلهم رووا عنه النهى عن بيع الماء.
[2] في أسد الغابة: إياس بن عبد الله الفهري، وارجع إلى الإصابة صفحة 139.
[3] ما بين القوسين ليس في أ، م، وهو في هوامش الاستيعاب.
[4] في ى: عن.

(1/127)


(130) إياس بن ثعلبة،
أبو أمامة الحارثي الأنصاري، من بني حارثة، وهو ابن أخت أبي بردة بن نيار. ويقال: بل اسم أبي أمامة الحارثي ثعلبة بن سهل [1] ، والأول الأصح، وهو مشهور بكنيته، وسنذكره في الكنى إن شاء الله تعالى.
روى عن النبي صَلَّى الله عليه وَسَلَّمَ أنه قَالَ: لا يقتطع رجل مال امرئ مسلم بيمينه إلا حرم الله عليه الجنة، وأوجب له النار، وإن كان سواكًا من أراك. [قالها ثلاث مرات] [2] . وروى أيضًا: البذاذة من الإيمان
باب أيمن
(131) أيمن بن عبيد الحبشي،
وهو أيمن ابن أم أيمن، مولاة رسول الله صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، وأم أيمن هذه هي أم الظباء [3] بنت ثعلبة بن عمرو بن حصن [4] ابن مالك بن سلمة بن عمرو بن النعمان، وهي أم أسامة بن زيد بن حارثة، وأيمن هذا هو أخو أسامة بن زيد لأمه. كان أيمن هذا ممن بقي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حنين ولم ينهزم. وذكره ابن إسحاق فيمن استشهد يوم حنين وأنه [5] الذي عنى العباس بن عَبْد المطلب رضي الله عنه بقوله في شعره:
وثامننا لاقى الحمام بسيفه ... بما مسه في الله [6] لا يتوجّع
__________
[1] في ى: سهيل. والمثبت من م، وتهذيب التهذيب.
[2] من م.
[3] في هامش م: اسم أم الظبا بركة.
[4] في ى: حصين، والمثبت من أ، س، م.
[5] في ى: فإنه.
[6] في أسد الغابة: في الدين.

(1/128)


قَالَ ابن إسحاق: الثامن الأيمن بن عبيد، وقد ذكرنا بعض هذا الشعر في باب العباس.
(132) أيمن بن خريم بن فاتك الأسدي،
[وهو أيمن بن خريم بن أخرم ابن شداد بن عمرو بن الفاتك بن القليب [1] الأسدي] [2] من بني أسد بن خزيمة، قد نسبنا أباه في بابه من هذا الكتاب، يقال: إن أيمن بن خريم أسلم يوم الفتح، وهو غلام يفاع. روى عن أبيه وعمه وهما بدريان.
وقالت طائفة: أسلم أيمن بن خريم مع أبيه يوم الفتح، والأول أصح إن شاء الله.
وروى عنه الشعبي، وهو شامي الأصل، نزل الكوفة وكان شاعرًا محسنًا.
أَخْبَرَنَا خَلَفُ بْنُ قَاسِمٍ، قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ شَعْبَانَ الْقُرَظِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عُثْمَانَ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ يَعْنِي الْعُطَارِدِيَّ، قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرُ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ:
أُرْسِلَ مَرَوَانُ [بْنُ الْحَكَمِ] [3] إِلَى أَيْمَنَ بْنِ خُرَيْمٍ أَلا تَتْبَعَنَا عَلَى مَا نَحْنُ فِيهِ؟
فَقَالَ: إِنَّ أَبِي وَعَمِّي شَهِدَا بَدْرًا [4] ، وَإِنَّهُمَا عَهِدَا إِلَيَّ أَلا أُقَاتِلَ رَجُلا يَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، فَإِنْ جِئْتَنِي بِبَرَاءَةٍ مِنَ النَّارِ، فَأَنَا مَعَكَ. فَقَالَ: لا حَاجَةَ لَنَا بِمَعُونَتِكَ، فَخَرَجَ وهو يقول:
__________
[1] في أ: وفاتك وهو القليب، وفي تاج العروس: كما هنا، وقال ابن الفاتك بن القليب الشاعر الفارس (قلب) . وفي هوامش الاستيعاب: وفاتك يقال له القليب.
[2] ليس في م.
[3] من م.
[4] في هوامش الاستيعاب: هذا مما لا يعرف عندنا ولا عند أحد ممن له علم بالسير، وإنما أسلم حين أسلمت بنو أسد بعد فتح مكة.

(1/129)


وَلَسْتُ بِقَاتِلٍ أَحَدًا يُصَلِّي ... عَلَى سُلْطَانَ آخِرَ مِنْ قُرَيْشِ
لَهُ سُلْطَانُهُ وَعَلَيَّ إِثْمِي ... مَعَاذَ اللَّهُ مِنْ سَفَهٍ وَطَيْشِ
[أَأَقْتُلُ مُسْلِمًا فِي غير جرم ... فلست بنافعي ما عشت عيشي] [1]
وَأَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ سُفْيَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا قَاسِمٌ قَالَ حَدَّثَنَا الْخُشَنِيُّ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عُمَرَ [2] ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنِ ابْنِ أَبِي خَالِدٍ عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ:
قَالَ مَرْوَانُ بْنُ الْحَكَمِ لأَيْمَنَ بْنِ خُرَيْمٍ يَوْمَ الْمَرْجِ يَوَم قُتِلَ الضَّحَّاكُ بْنُ قُيَسٍ الْفِهْرِيُّ: أَلا تَخْرُجُ فَتُقَاتِلُ [3] مَعَنَا؟ قَالَ: إِنَّ أَبِي وَعَمِّي شهدا بدرا. وإنهما عهدا إلي ألا أقاتل مُسْلِمًا، وَرُبَّمَا قَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: وَإِنَّهُمَا نَهَيَانِي أَنْ أُقَاتِلَ [4] أَحَدًا يَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ. قَالَ: فَاخْرُجْ إِذًا. قَالَ: فَخَرَجَ. وهو يقول:
وَلَسْتُ مُقَاتِلا أحدًا يُصَلِّي ... عَلَى سُلْطَانَ آخَرَ مِنْ قُرَيْشِ
لَهُ سُلْطَانُهُ وَعَلَيَّ إِثْمِي ... مَعَاذَ اللَّهُ مِنْ سَفَهٍ وَطَيْشِ
أَأَقْتُلُ مُسْلِمًا فِي غير جرم ... فلست بنافعي ما عشت عيشي
قال الدار قطنى: قد روى أيمن بن خريم عن النبي صلى الله عليه وَسَلَّمَ.
وأما أنا فما وجدت له رواية إلا عن أبيه وعمه.
__________
[1] ليس هذا البيت في م.
[2] في ى: ابن أبي عمرو، والمثبت من أ، س، م.
[3] في م: تقاتل.
[4] في م: ألا أقاتل.

(1/130)


باب الأفراد
(133) أرقم بن أبي [1] الأرقم،
واسم [2] أبي الأرقم عَبْد مناف بن أسد بن عَبْد الله بن عمر [3] بن مخزوم بن يقظة بن مرة بن كعب بن لؤي القرشي المخزومي. وأمه من بني سهم بن عمرو بن هصيص، اسمها أميمة بنت عَبْد الحارث. ويقال: بل اسمها تماضر بنت حذيم [4] من بني سهم. يكنى أبا عَبْد الله، كان من المهاجرين الأولين قديم الإسلام. قيل: أنه كان سبع الإسلام سابع سبعة. وقيل أسلم بعد عشرة أنفس.
وذكره موسى بن عقبة وابن إسحاق فيمن شهد بدرا، وفي دار الأرقم ابن أبي الأرقم هذا كان النبي صَلَّى اللَّهُ عليه وآله سلم مستخفيًا من قريش بمكة يدعو الناس فيها إلى الإسلام في أول الإسلام حتى خرج عنها، وكانت داره بمكة على الصفا فأسلم فيها جماعة كثيرة، وهو صاحب حلف الفضول.
روى عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أحاديث، وذكر ابن أبى خيثمة أبا الأرقم أباه فيمن أسلم. وروى من بني مخزوم، وهذا غلط، والله أعلم.
ولم يسلم أبوه فيما علمت، وغلط فيه أيضًا أبو حاتم الرازي وابنه فجعلاه والد عَبْد الله بن الأرقم والزهري، والأرقم والد عَبْد الله بن الأرقم هو الأرقم بن عَبْد يغوث الزهري، وهذا مخزومي مشهور كبير أسلم في داره كبار الصحابة في ابتداء الإسلام.
__________
[1] في ى: أرقم بن الأرقم وهو تحريف- انظر تاج العروس مادة رقم.
[2] في تاج العروس: أبو عبد الله الأرقم بن أبي الأرقم واسمه عبد مناف.
[3] في ى، وأسد الغابة: عمرو، والمثبت من أ، س.
[4] هكذا في ى، م

(1/131)


ذكر سعيد بن أبي ريم قَالَ: حَدَّثَنَا عطاف [1] بن خالد، قَالَ حدثني عَبْد الله بن عثمان بن الأرقم عن جده الأرقم وكان بدريًا، وكان رسول الله صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ في داره عند الصفا حتى تكاملوا أربعين رجلا مسلمين، وكان آخرهم إسلامًا عمر بن الخطاب، فلما كانوا أربعين رجلا خرجوا.
[ذكر أبو العباس محمد بن إسحاق السراج، قال: سمعت أحمد بن عبد الله ابن عمران بن عَبْد الله بن عثمان بن الأرقم بن أبي الأرقم يقول: سمعت أبي ومشايخنا يقولون: توفي الأرقم يوم مات أبو بكر الصديق رضي الله عنه.
وقيل] [2] : توفي الأرقم بن أبي الأرقم بن المخزومي سنة خمس وخمسين بالمدينة، وهو ابن بضع وثمانين سنة، وكان قد أوصى أن يصلى عليه سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه، وكان بالعقيق، فقال مروان أيحبس صاحب رسول الله صلّى الله عليه وسلم لرجل غاثب، وأراد الصلاة عليه، فأبى عبيد الله بن الأرقم ذلك على مروان، وقامت بنو مخزوم معه، ووقع بينهم كلام، ثم جاء سعد فصلى عليه، فإن صح هذا فيمكن أن يكون أبوه الأرقم مات يوم مات أبو بكر الصديق رضي الله عنه، وتوفي الأرقم سنة خمس وخمسين. وعلى هذا يصح قول ابن أبي خيثمة أن أبا الأرقم له صحبة ورواية، والله أعلم.
(134) أسيرة [3] بن عمرو الأنصاري الجاري.
من بني عدي بن النجار، هو أبو سليط، غلبت عليه كنيته، ذكره موسى بن عقبة وابن إسحاق فيمن
__________
[1] في ى، م: غطاف.
[2] ما بين القوسين ليس في م.
[3] هكذا في كل النسخ، وفي تاج العروس: «أسير بن عمرو، وقيل سبرة بن عمرو، والأول أصح» (مادة سلط) .

(1/132)


شهد بدرًا وأحدًا، وسنذكره في الكنى بأكثر من ذكره ها هنا، ونذكر الاختلاف في اسمه هناك إن شاء الله تعالى.
(135) الأشعث بن قيس [1] بن معديكرب بن معاوية بن جبلة بن عدي بن ربيعة بن معاوية بن الحارث الأصغر [2] بن الحارث الأكبر بن معاوية ابن ثرر بن مرتع بن معاوية بن ثور [3] بن عفير بن عدي بن مرة بن أدد بن زيد الكندي،
وكندة هم ولد ثور بن عفير، يكنى أبا مُحَمَّد. وأمه كبشة بنت يزيد من ولد الحارث بن عمرو، قدم على رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سنة عشر في وفد كندة، وكان رئيسهم.
وقال ابن إسحاق عن ابن شهاب: قدم الأشعث بن قيس في ستين راكبًا من كندة، وذكر خبرا طويلا فيه ذكر إسلامه وإسلامهم، وقول رسول الله صَلَّى الله عليه وَسَلَّمَ: نحن بنو النضر بن كنانة لا نقفو أمنا ولا ننتفي من أبينا [4] كان في الجاهلية رئيسًا مطاعًا في كندة، وكان في الإسلام وجيهًا في قومه، إلا أنه كان ممن ارتد عن الإسلام بعد النبي صَلَّى الله عليه وَسَلَّمَ، ثم راجع الإسلام في خلافة أبي بكر الصديق، وأتى به أبو بكر الصديق رضى الله عنه أسيرا.
__________
[1] الأشعث لقب لقب به لأنه كان لا يزال شعثا، واسمه معديكرب (هوامش الاستيعاب) .
[2] هكذا في ى، س، وفي أ: بن ربيعة بن الحارث الأصغر بن الحارث الأكبر بن ثور بن مرتع.
[3] في ى: الحارث الأكبر بن معاوية بن مرتع بن ثور. والمثبت من م.
[4] أي لا نتهمها ولا نقذفها. وقيل معناه لا نترك النسب إلى الآباء وننتسب إلى الأمهات (النهاية لابن الأثير) .

(1/133)


قَالَ أسلم مولى عمر بن الخطاب رضي الله عنه: كأني أنظر إلى الأشعث ابن قيس، وهو في الحديد يكلم أبا بكر، وهو يقول: فعلت وفعلت حتى كان آخر ذلك سمعت الأشعث يقول: استبقني لحربك وزوجني أختك، ففعل أبو بكر رضي الله عنه.
قَالَ أبو عمر رضي الله عنه: أخت أبي بكر الصديق رضي الله عنه التي زوجها من الأشعث بن قيس هي أم فروة بنت أبي قحافة، وهي أم مُحَمَّد ابن الأشعث، فلما استخلف عمر خرج الأشعث مع سعد إلى العراق، فشهد القادسية والمدائن وجلولاء ونهاوند، واختط بالكوفة دارًا في كندة ونزلها، وشهد تحكيم الحكمين، وكان آخر شهود الكتاب.
مات سنة اثنتين وأربعين. وقيل سنة أربعين بالكوفة، وصلى عليه الحسن بن علي رضي الله عنهما.
وروى أن الأشعث قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم في ثلاثين راكبًا من كندة وقالوا: يا رسول الله، نحن بنو آكل المرار، وأنت ابن آكل المرار، فتبسم رسول الله صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ وقال: نحن بنو النضر بن كنانة لا نقفو أمنا ولا ننتفي من أبينا. وروى الأشعث أحاديث عن النبي صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، روى عنه قيس بن أبي حازم، وأبو وائل، والشعبي، وإبراهيم النخعي، وعبد الرحمن بن عدي [1] الكندي.
وروى سفيان بن عيينة عن إسماعيل بن أبي خالد قَالَ: شهدت جنازة فيها جرير والأشعث، فقدم الأشعث جريرًا، وقال: إني ارتددت ولم ترتدّ.
__________
[1] في م: بن على.

(1/134)


وقال الحسن بن عثمان، مات الأشعث الكندي، ويكنى أبا مُحَمَّد:
سنة أربعين بعد مقتل علي رضي الله عنه بأربعين يومًا فيما أخبرني والده.
وقال الهيثم بن عدي: صلى عليه الحسن بن علي رضي الله عنهما.
(136) إيماء بن [1] رحضة بن خربة [2] الغفاري،
أسلم قريبًا من الحديبية، وكانوا مروا عليه ببدر وهو مشرك، ولابنه خفاف صحبة، وكانا ينزلان غيقة من بلاد بني غفار، ويأتون المدينة كثيرًا، ولابنه خفاف رواية عن النبي صَلَّى الله عليه وسلم.
(137) آبي اللحم الغفاري،
من قدماء الصحابة وكبارهم، ذكر الواقدي عن موسى بن مُحَمَّد عن أبيه عن عمير مولى آبي اللحم قَالَ: كان أبي اللحم من غفار، له شرف، وإنما قيل: آبي اللحم، لأنه أبى أن يأكل اللحم، فقيل له: آبي اللحم.
قَالَ أبو عمر رضي الله عنه: وقد قيل إنه كان يأبى أن يأكل لحمًا ذبح على النصب.
واختلف في اسمه فقال خليفة بن خياط: اسمه عَبْد الله بن عَبْد الملك.
وقال الهيثم بن عدي: اسمه خلف بن عبد الملك. وقال غيرهما. اسمه الحويرث ابن عَبْد الله بن خلف بن مالك بن عَبْد الله بن حارثة بن غفار. وقيل: اسمه عَبْد الله بن عَبْد الله بن مالك.
__________
[1] هكذا في ى، س، وتاج العروس. وفي أ، م: رخصة. وفي الإصابة رحضة- بفتح الراء المهملة ثم معجمة وإيماء- بكسر الهمزة في أوله ومدة في آخره. ويفتح الأولى مع القصر- لغتان (هوامش الاستيعاب) .
[2] في ى، وأسد الغابة، والإصابة: حرابة. والمثبت من أ، س، م وتاج العروس.
وفي هامش م: قال الدار قطنى: جزية بسكون الزاى.

(1/135)


وقد ذكرناه في العبادلة بخلاف هذه النسبة إلى غفار، ولا خلاف أنه من غفار، وأنه قتل يوم حنين، وشهدها معه مولاه عمير.
(138) أذينة العبدي،
والد عَبْد الرحمن بن أذينة، اختلف فيه، فقيل: أذينة ابن مسلم العبدي من بني عَبْد القيس من ربيعة. وقيل: أذينة بن الحارث بن يعمر بن عوف بن كعب [1] بن عامر بن ليث بن بكر بن عبد مناه بن كنانة، والأول أصح.
وقد قَالَ بعضهم فيه الشني، ولا يصح، والله أعلم.
[وشن بن أفصى بن عَبْد القيس [2]] .
روى عنه ابنه عبد الرحمن عن النبي صلى الله عليه وَسَلَّمَ في كفارة اليمين.
حديثه عند [3] أبي إسحاق عن عَبْد الرحمن بن أذينة عن أبيه يقولون:
إنه لم يروه هكذا عن أبي إسحاق غير أبي الأحوص سلام بن سليم.
(139) أصيل [4] الهذلي
ويقال الغفاريّ. حديثه عند أهل حران في مكة وغضارتها والتشوق إليها وقد روى حديثه أهل المدينة: إنه قدم على النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من مكة إلى المدينة، فقالت عائشة: يا أصيل، كيف تركت مكة؟ قَالَ: تركتها حين ابيضت أباطحها [5] ، وأرغل ثمامها، وامتشر
__________
[1] في أسد الغابة: بن مالك بن عامر.
[2] في القاموس: شن بن أفصى أبوحى. وفي اللباب: هذه النسبة إلى شن بن أفصى بن عبد القيس بطن. وليست هذه العبارة في م.
[3] في م: عن.
[4] أصيل بن عبد الله، وقيل ابن سفيان.
[5] في ى: آباطها، وهو تحريف صوابه من أ، م. وفي أسد الغابة. بطحاؤها.

(1/136)


سلمها، وأعذق إذخرها [1] .
فقالت عائشة: يا رسول الله، اسمع [2] ما يقول أصيل؟ فقال رسول الله صلّى الله عليه وَسَلَّمَ: لا تشوقنا- أو كلمة نحوها- يا أصيل.
(140) أحيحة بن أمية بن خلف الجمحي،
أخو صفوان بن أمية. مذكور في المؤلفة قلوبهم.
(141) أربد [3] بن حمير،
ذكره إبراهيم بن سعد عن ابن إسحاق فيمن هاجر إلى المدينة.
(142) أنسة مولى رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
ويكنى أبا مسرح [4] ، ويقال أبو مسروح، ذكره موسى بن عقبة عن ابن شهاب فيمن شهد بدرًا، وكذلك قَالَ ابن إسحاق، وكان من مولدي السراة، وكان يأذن على النبي صلّى الله عليه وَسَلَّمَ إذا جلس فيما حكى مصعب الزبيري. ومات في خلافة أبي بكر رضي الله عنه، وذكر المدائني عن عَبْد العزيز بن أبي ثابت عن داود بن الحصين عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما قَالَ: استشهد يوم بدر أبو أنسة مولى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كذا قال أبو أنسة. والمحفوظ أنسة.
__________
[1] الثمام: نبت معروف في البادية ولا تجهده النعم إلا في الجدوبة. وأرغل: اشتد حبه في السنبل والرغل: ثمر الثمام. وأمشر سلمها: خرج ورقة واكتسى به. وفي م: وامتشر.
وفي هوامش الاستيعاب: امتشر الرجل وتمشر: إذا لبس وتزين. الإذخر: حشيشة طيبة الرائحة. وأعذق إذخرها: صار له أعذاق.
[2] في أ: ألا تسمع.
[3] في الإصابة: أريد بن جبير. وقيل: بن حمير وقيل ابن حمزة. وفي التجريد: أريد ابن حمير، شهد بدرا.
[4] في هوامش الاستيعاب: ويقال أبا مشروح.

(1/137)


قَالَ الواقدي: ليس ذلك عندنا بثبت. قَالَ: ورأيت أهل العلم يثبتون أنه قد شهد أحدًا، وبقي بعد ذلك زمانًا. قَالَ: وحدثني ابن أبي الزناد [1] عن مُحَمَّد بن يوسف قَالَ: مات أنسة بعد النبي صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم.
في ولاية أبى بكر الصديق رضي الله عنه.
(143) أبيض بن حمّال السبائي [2] المأربي،
من مأرب اليمن، يقال أنه من الأزد.
روى عن النبي صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ ما يحمى من الأراك. وروى عنه أنه أقطعه الملح الذي بمأرب، إذ سأله ذلك، فلما أعطاه إياه قَالَ له رجل عنده: يا رسول الله، إنما أقطعته الماء العد [3] ، فقال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: فلا إذن. روى عنه شمير بن عَبْد المدان وغيره. وفي حديث سهل بن سعد من رواية ابن لهيعة عن بكر بن سوادة عنه أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غير اسم رجل كان اسمه أسود فسماه أبيض، فلا أدري أهو هذا أم غيره.
(144) أشيم الضّبابى،
مات فِي حياة النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم.
(145) أديم التغلبي
[4] ، ذكره شريك عن منصور بن المعتمر عن أبي وائل في حديث الصبي بن معبد.
__________
[1] في ى: الزيات، وهو تحريف.
[2] في اللسان: أبيض بن حمال المازني.
[3] الماء العد: الدائم الّذي له مادة لا انقطاع لها. وفي ى: العذب، والمثبت من أ، م، واللسان.
[4] في أسد الغابة: أديم- بضم الهمزة وفتح الدال، وقيل بفتح الهمزة وكسر الدال.
وفي هوامش الاستيعاب: يقال فيه أريم.

(1/138)


(146) أقعس بن مسلمة
[1] ، حديثه عند عبيد الله بن صبره بن هوذة [2] عن الأقعس أنه جاء بالإداوة التي بعث بها رسول الله صلّى الله عليه وسلم ينضح بها مسجد قرّان.
(147) أفطس،
رجل من الصحابة، روى عنه إبراهيم بن أبي عبلة، قَالَ:
رأيت رجلا من أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يُقَالُ له أفطس يلبس الخز.
(148) أسلع بن شريك الأعوجي [3] التيمي،
خادم رسول الله صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ وصاحب راحلته نزل البصرة، روى عنه زريق المالكي.
(149) أسلع بن الأسقع الأعرابي.
له صحبة، روى عن النبي صلى الله عليه وسلم في التيمم: ضربة للوجه وضربة لليدين إلى المرفقين. لا أعلم له غير هذا الحديث، ولم يرو عنه غير الربيع بن بدر المعروف بعليلة بن بدر عن أخيه فيما علمنا، وفيه وفي الذي قبله نظر.
(150) أقرم بن زيد الخزاعي.
روى عن النبي صلّى الله عليه وَسَلَّمَ أنه نظر إليه بالقاع من نمرة يصلي، قَالَ: فكأني أنظر إلى عفرة [4] إبطي رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سجد له ولابنه عَبْد الله بن الأقرم الخزاعي
__________
[1] في الإصابة: سلمة. وفي أسد الغابة: بن سلمة، وقيل: مسلمة.
[2] في الإصابة: عبيد الله بن ضمرة. وفي أسد الغابة: عبيد الله بن ضمرة بن هود ثم قال: وقال ابن مندة: عبيد الله بن صبرة بن هوذة- بالصاد المهملة والباء الموحدة، وهوذة بالذال المعجمة وآخرها هاء، والّذي أظنه أن هودة بزيادة هاء أصح.
[3] في الإصابة: وقع في أصله بخطه الأعوجي- بالواو، وقيل: إنما هو بالراء. وفي التجريد: التميمي
[4] في م: عفر. وفي اللسان: عفرتى. قال: العفرة بياض ولكن ليس بالبياض الناصع الشديد

(1/139)


صحبة ورواية، وقال بعضهم: أرقم الخزاعي، ولا يصحّ، والصواب أقرم إن شاء الله.
(151) أنجشة العبد الأسود،
كان يسوق أو يقود نساء النبي صَلَّى الله عليه وَسَلَّمَ عام حجة الوداع، وكان حسن الحداء، وكانت الإبل تزيد في الحركة بحدائة، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: رويدًا يا أنجشة، رفقًا بالقوارير، يعني النساء.
حديثه عند أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ قَاسِمٍ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الأَصْبَهَانِيُّ، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ، حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ، حَدَّثَنَا حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس قَالَ: كَانَ أَنْجَشَةُ يَحْدُو بِالنِّسَاءِ. وَكَانَ الْبَرَاءُ بْنُ مَالِكٍ يَحْدُو بِالرِّجَالِ، وَكَانَ إِذَا حَدَا أَعْنَقَتِ الإِبِلُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: يا أنجشة رويدك سوقك بالقوارير.
وروى حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، قَالَ حَدَّثَنَا أَيُّوبُ عَنْ أَبِي قِلابَةَ عَنْ أَنَسٍ، قَالَ:
كَانَ عَبْدٌ أَسْوَدُ يُقَالُ لَهُ أَنْجَشَةَ، فَبَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وَسَلَّمَ فِي سَفَرٍ، وَكَانَ أَنْجَشَةُ يَحْدُو بِهِمْ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ:
وَيْحَكَ يَا أَنْجَشَةُ، رُوَيْدَكَ سَوْقَكَ بِالْقَوَارِيرِ، وَكَانَ يَسُوقُ بِالنِّسَاءِ. قَالَ:
وَكَانَتْ فِيهِنَّ أُمُّ سليم.
(152 أَشَجُّ عَبْدُ الْقَيْسِ،
وَيُقَالُ أَشَجُّ بَنِي عَصْرٍ، العصرى العبديّ، هو من وَلَدِ لُكَيْزٍ بْنِ أَفْصَى بْنِ عَبْدِ الْقَيْسِ، كَانَ سَيِّدَ قَوْمِهِ، وَوَفَدَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي وفد عبد القيس، فقال له رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ: يَا أَشَجُّ،

(1/140)


فيك خصلتان يحبّهما الله ورسوله، قال قلت: وَمَا هُمَا؟ قَالَ: الْحِلْمُ وَالأَنَاةُ.
وَرُوِيَ الْحِلْمُ وَالْحَيَاءُ. قَالَ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، شَيْءٌ مِنْ قِبَلِ نَفْسِي أَوْ شَيْءٌ جَبَلَنِي اللَّهُ عَلَيْهِ؟ قَالَ: بَلْ شَيْءٌ جَبَلَكَ اللَّهُ عَلَيْهِ قَالَ: فَقُلْتُ: الْحَمْدُ للَّه الَّذِي جَبَلَنِي عَلَى خُلُقَيْنِ يَرْضَاهُمَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَيُقَالُ: اسْمُ الأَشَجِّ الْمُنْذِرُ بْنُ عَائِذٍ، وَقَدْ ذَكَرْنَاهُ فِي بَابِ الميم.
(153) أصرم الشقرى:
كان في النّفر الذين أتوا رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ من بني شقرة، فقال له: ما اسمك؟ فقال: أصرم. فقال: أنت زرعة، روى حديثه أسامة بن أخدري.
(154) أعين بن ضبيعة [1] بن عقال بن محمد بن سفيان بن مجاشع التميمي،
هو الذي عقر الجمل الذي كانت عليه عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها، وبعثه علي كرم الله وجهه إلى البصرة بعد ذلك فقتلوه، هو ابن عم الأقرع ابن حابس وابن عم صعصعة بن ناجية [2] .
(155) أكثم بن الجون،
أو ابن أبي الجون الخراعى. قَالَ أبو هريرة: سمعت رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم يقول لأكم بن الجون الخزاعي: يا أكثم، رأيت عمرو ابن لحي بن قمعة بن خندف [3] يجر قصبة [4] في النار، وما رأيت من رجل أشبه برجل منك به ولا به منك. فقال أكثم: أيضرّني
__________
[1] في أسد الغابة والإصابة: أعين بن ضبيعة بن ناحية. وفي أ: بن عيال.
[2] في الإصابة: قتل أعين غيلة سنة ثمان وثلاثين.
[3] في اللسان: جندب.
[4] القصب: اسم للأمعاء كلها، والحديث في اللسان- مادة قصب، وبحر، ووصل.

(1/141)


شبهه يا رسول الله؟ قَالَ: لا، إنك مؤمن وهو كافر، وإنه كان أول من غير دين إسماعيل، فنصب الأوثان وسيب السائبة، وبحر البحيرة، ووصل الوصيلة وحمى الحامي. رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ: عُرِضَتْ عَلَيَّ النَّارُ، فَرَأَيْتُ فِيهَا عَمْرَو بن لحي بن قمعة بن خندف يجر قُصْبَهُ فِي النَّارِ، وَهُوَ أَوَّلُ مَنْ غَيَّرَ عَهْدَ إِبْرَاهِيمَ، فَسَيَّبَ السَّوَائِبَ، وَبَحَرَ الْبَحَائِرَ، وَحَمَى الحمامي، وَنَصَبَ الأَوْثَانَ، وَأَشْبَهُ مَنْ رَأَيْتُ بِهِ أَكْثَمُ بْنُ أَبِي الْجَوْنِ. فَقَالَ أَكْثَمُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَيَضُرُّنِي شَبَهُهُ؟ قَالَ: لا، إِنَّكَ مُسْلِمٌ وَهُوَ كَافِرٌ. وروى عن أكثم قَالَ: قَالَ لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا أكثم ابن الجون. أغز مع قومك يحسن خلقك وتكرم على رفقائك. [وقد روى في الحديث: اغز مع غير قومك. وأما الخبر الذي ذكر فيه أن رسول الله صَلَّى الله عليه وَسَلَّمَ قَالَ: أشبه من رأيت بالدجال أكثم ابن الجون. قَالَ: يا رسول الله، أيضرني شبهه؟ قَالَ: لا، أنت مؤمن وهو كافر، وهذا لا يصح في ذكره الدجال هاهنا في قصة أكثم بن أبي الجون وإنما يصح في ذلك ما قاله في عمرو بن لحي على ما تقدم لا في الدجال الله وأعلم] [1] .
__________
[1] من م.

(1/142)


وقال رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ: خير الرفقاء أربعة: من حديث الزهري.
(156) أسمر بن مضرس الطائي،
قَالَ: أتيت رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ فبايعته، فقال: من سبق إلى ما لم يسبق إليه مسلم فهو له. يقال هو أخو عروة بن مضرس. روت عنه ابنته عقيلة. وأسمر هذا أعرابي وابنته أعرابية.
(157) أوسط بن عمرو البجلي،
روى عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه، ولا أعلم له رواية عن النبي صلى الله عليه وَسَلَّمَ، روى عنه سليم بن عامر الخبائري.
(158) أكتل بن شماخ،
نسبه ابن الكلبي إلى عوف بن عبد مناف بن أدبن طابخة وقال: شهد الجسر مع أبي عبيد، وأسر مردان شاه [1] وضرب عنقه، وشهد القادسية، وله فيها آثار محمودة. قَالَ: وكان علي بن أبي طالب إذا نظر إليه قَالَ: من أحب أن ينظر إلى الصبيح الفصيح فلينظر إلى أكتل بن شماخ.
(158) أعشى المازني،
من بني مازن بن عمرو بن تميم سكن البصرة، وكان شاعرًا، أتى النبي صلى الله عليه وسلم فأنشده:
يا مالك الناس وديان العرب ... إني لقيت [2] ذربة من الذرب
ذهبت [3] أبغيها الطعام في رجب ... فخالفتني بنزاع وهرب
__________
[1] في أسد الغابة في فرخان شاه. وفي م: فرد شاه.
[2] إليك أشكو. وقال: أراد بالذربة امرأته كنى بها عن فسادها وخيانتها. مادة ذرب. وفي م: إني نكحت.
[3] في اللسان: خرجت، وفي أسد الغابة: غذوت.

(1/143)


أخلفت العهد ولطت [1] بالذنب ... وهن شر غالب لمن غلب
فجعل النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يتمثل ويقول: وهن شر غالب لمن غلب ويقال: إن اسم أعشى بن مازن هذا عَبْد الله، وسنذكر خبره في باب العبادلة إن شاء الله تعالى
(159) أجمد الهمداني،
قَالَ الدارقطني: أحمد كثير، وأجمد- بالجيم- رجل واحد، وهو أجمد بن عجيان [2] الهمداني وفد عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وشهد فتح مصر في أيام عمر بن الخطاب، وخطته معروفة بجيزة مصر.
أخبرني بذلك عَبْد الواحد بن مُحَمَّد البلخي [3] قَالَ سمعت أبا سعيد عَبْد الرحمن بن أحمد بن يونس بن عَبْد الأعلى الصدفي يقوله، ولا أعلم له رواية. وقال أبو عمر: أخبرني بتاريخ أبي سعيد حفيد يونس في المصريين عَبْد الله بن محمد بن يوسف، قال: حدثنا يحيى بن مالك بن عائذ [4] عن أبي صالح أحمد بن عبد الرحمن ابن أبي صالح [الحافظ عن أبي سعيد، ورواه عَبْد الله بن مُحَمَّد أيضًا عن أبي عَبْد الله مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مفرج [5] القاضي، عن أبي سعيد] [6] .
(160) الأحنف بن قيس السعدي التميمي.
يكنى أبا بحر، واسمه الضحاك بن قيس. وقيل: صخر بن قيس بن معاوية بن حصين بن عبادة بن النزال
__________
[1] في ى: ولظت، وهو تحريف ولطت: سترت.
[2] في الإصابة: بجيم ومثناة تحتانية بوزن عثمان، ضبطه ابن الفرات. وقيل بوزن عليان حكاه ابن الصلاح. ثم قال: وضبطه القاضي ابن العربيّ بالخاء المهملة فوهم. وفي م:
عجيان بضم العين وبفتح الجيم وتشديد الجيم. وفي تاج العروس: مصغر. وضبطه ابن الفرات على وزن سفيان.
[3] هكذا في أ، م. وفي ى: البجلي.
[4] في م: عائد.
[5] في ى: مفرح.
[6] ما بين القوسين ليس في م.

(1/144)


ابن مرة بن عبيد بن الحارث بن عمرو بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم، وأمه من باهلة، كان قد أدرك النبي صلى الله عليه وسلم ولم يره، ودعا له النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فمن هنالك ذكرناه في الصحابة، لأنه أسلم على عهد رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ سُفْيَانَ، قَالَ حدثنا قاسم بن أصبغ، حدثنا أحمد ابن زهير، حدثنا موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا حماد بن سلمة عن علي بن زيد عَنِ الْحَسَنِ عَنِ الأَحْنَفِ بْنِ قَيْسٍ، قَالَ: بَيْنَا أَنَا أَطُوفُ بِالْبَيْتِ فِي زَمَنِ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِذْ جَاءَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي لَيْثٍ فَأَخَذَ بِيَدِي، فَقَالَ:
أَلا أُبَشِّرُكَ؟ فَقُلْتُ: بَلَى. قَالَ: هَلْ تَذْكُرُ إِذْ بَعَثَنِي رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى قَوْمِكَ بَنِي سَعْدٍ، فَجَعَلْتُ أَعْرِضُ عَلَيْهِمُ الإِسْلامَ، وَأَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ؟
فَقُلْتَ أَنْتَ: إِنَّهُ لَيَدْعُوكُمْ إِلَى خَيْرٍ، وَمَا حَسَّنَ إِلا حَسَنًا. فَبَلَّغْتُ ذَلِكَ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اللَّهمّ اغْفِرْ لِلأَحْنَفِ. فَقَالَ الأَحْنَفُ: هَذَا مِنْ أَرْجَى عَمَلِي عِنْدِي. كان الأحنف أحد الجلة الحلماء الدهاة الحكماء العقلاء، يعد في كبار التابعين بالبصرة.
وتوفي الأحنف بن قيس بالكوفة في إمارة مصعب بن الزبير سنة سبع وستين، ومشى مصعب في جنازته.
قَالَ أبو عمر رحمه الله: ذكرنا الأحنف بن قيس في كتابنا هذا على شرطنا أن نذكر كل من كان مسلمًا على عهد رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ في حياته. ولم نذكر أكثم بن صيفي لأنه لم يصح إسلامه في حياة رسول الله

(1/145)


صلى الله عليه وَسَلَّمَ، وقد ذكره أبو علي بن السكن في كتاب الصحابة فلم يصنع شيئًا، والحديث الذي ذكره له في ذلك هو أن قال: لما بلغ أكثم بن صيفي مخرج رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ فأراد أن يأتيه فأبى قومه أن يدعوه قالوا: أنت كبيرنا لم تك لتخف عليه. قَالَ: فليأت من يبلغه عني ويبلغني عنه قَالَ: فانتدب له رجلان فأتيا النبي صلى الله عليه وَسَلَّمَ، فقالا: نحن رسل أكثم بن صيفي، وهو يسألك من أنت؟ وما أنت؟ وبم جئت؟ فقال النّبي صلى الله عليه وَسَلَّمَ: أنا مُحَمَّد بن عَبْد الله، وأنا عَبْد الله ورسوله، ثم تلا عليهم هذه الآية [1] : إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسانِ وَإِيتاءِ ذِي الْقُرْبى وَيَنْهى عَنِ الْفَحْشاءِ وَالْمُنْكَرِ 16: 90 ... الآية. فأتيا أكثم فقالا: أبى أن يرفع نسبه، فسألناه عن نسبه فوجدناه زاكي النسب واسطًا في مضر، وقد رمى إلينا بكلمات قد حفظناهن، فلما سمعهن أكثم قَالَ: أي قوم، أراه يأمر بمكارم الأخلاق وينهى عن ملائمها، فكونوا في هذا الأمر رؤساء، ولا تكونوا فيه أذنابا، وكونوا فيه أولا، ولا تكونوا فيه آخرًا، فلم يلبث أن حضرته الوفاة، فقال: أوصيكم بتقوى الله وصلة الرحم، فإنه لا يبلى عليهما أصل. وذكر الحديث إلى آخره. قَالَ ابْنُ السَّكَنِ: وَالْحَدِيثُ حَدَّثَنَاهُ يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ صَاعِدٍ إِمْلاءً، قَالَ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ دَاوُدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ. قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ عَلِيٍّ الْمُقَدَّمِيُّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ لَمَّا بَلَغَ أَكْثَمَ بْنَ صيفي مخرج النبي صلى الله عليه وَسَلَّمَ، فَذَكَر الْخَبَرَ عَلَى حَسَبِ مَا أَوْرَدْنَاهُ، وَلَيْسَ فِي هَذَا الْخَبَرِ شَيْءٌ يَدُلُّ عَلَى إِسْلامِهِ، بَلْ فِيهِ بَيَانٌ وَاضِحٌ أَنَّهُ إِذْ أتاه
__________
[1] سورة النحل، آية 90.

(1/146)


الرَّجُلانِ اللَّذَانِ بَعَثَهُمَا إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، وَأَخْبَرَاهُ بِمَا قَالَ لَمْ يَلْبَثْ أَنْ مَاتَ، وَمِثْلُ هَذَا لا يَجُوزُ إِدْخَالُهُ فِي الصحابة وباللَّه التوفيق.
(161) إياد أبو السمح،
خادم رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، هو مذكور بكنيته، لم يرو عنه فيما علمت إلا محلّ [1] بن خليفة، وسنذكره في الكنى إن شاء الله.
__________
[1] في هامش التهذيب: بضم أوله وكسر ثانية، وتشديد اللام. وفي أ، س ضبط بفتح الحاء.

(1/147)