الإستيعاب في
معرفة الأصحاب باب حرف الباء
باب بجير
(162) بجير بن أبي بجير العبسي.
من بني عبس بن بغيض بن ريث بن غطفان وقيل: بل هو من بلى.
ويقال: بل هو من جهينة حليف لبنى دينار بن النجار، شهد
بدرا وأحدا. وبنو دينار بن النجار يقولون: هو مولانا.
(163) بجير بن أوس بن حارثة بن
لام الطائي،
هو عم عروة بن مضرس، في إسلامه نظر.
(164) بجير بن بجرة الطائي،
لا أعلم له رواية عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وله في خلافة أبي بكر الصديق رضي الله عنه في قتال أهل
الردة آثار وأشعار، ذكرها ابن إسحاق في رواية إبراهيم بن
سعد عنه عن ابن إسحاق.
(165) بجير بن زهير بن أبي سلمى
[1] ، واسم أبي سلمى ربيعة بن رياح بن قرط ابن الحارث بن
مازن بن خلاوة بن ثعلبة بن [بردين] [2] ثور بن هرمة بن
لاطم ابن عثمان بن مزبنة بن أد بن طابخة بن إلياس بن مضر
لمزنى.
أسلم قبل أخيه كعب بن زهير، وكان شاعرًا محسنًا هو وأخوه
كعب بن زهير. وأما أبو هما فأحد المبرزين الفحول من
الشعراء وكعب بن زهير يتلوه في ذلك، وكان كعب وبجير قد
خرجا إلى رسول الله صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم،
__________
[1] في ى: سلمة وهو تحريف.
[2] من م.
(1/148)
فلما بلغا أبرق العراق [1] قَالَ كعب
لبجير: الق هذا الرجل، وأنا مقيم لك هاهنا، فقدم بجير على
رسول الله صلى الله عليه، فسمع منه فأسلم، وبلغ ذلك كعبًا،
فقال في ذلك أبياتًا ذكرنا بعضها في باب كعب.
ثم لما قدم رسول الله صَلَّى الله عليه وَسَلَّمَ المدينة
منصرفه من الطائف كتب بجير إلى أخيه كعب: إن كانت لك في
نفسك حاجة فأقدم إلى رسول الله صَلَّى الله عليه
وَسَلَّمَ، فإنه لا يقتل أحدًا جاءه تائبًا، وذلك أنه بلغه
أن رسول الله صَلَّى الله عليه وَسَلَّمَ أهدر دمه لقول
بلغه عنه، وبعث إليه بجير:
فمن [2] مبلغ كعبًا فهل لك في التي ... تلوم عليها باطلا
وهي أحزم
إلى الله لا العزى ولا اللات وحده ... فتنجو إذا كان
النجاة وتسلم
لدي يوم لا ينجو وليس بمفلت ... من النار إلا طاهر القلب
مسلم
فدين زهير وهو لا شيء غيره [3] ... ودين أبي سلمى علي محرم
وبجير هو القائل يوم الطائف في شعر له:
كانت علالة يوم بطن حنينكم [4] ... وغداة أوطاس ويوم
الأبرق
جمعت هوازن جمعها فتبددوا ... كالطير تنجو من قطام أزرق
لم يمنعوا منا مقامًا واحدًا ... إلا جدارهم وبطن الخندق
ولقد تعرضنا لكيما يخرجوا ... فتحصنوا منّا بباب مغلق
__________
[1] هكذا في ى، م، وفي هامش م حقق كذلك وفي أسد الغابة:
أبرق العزاف، وهو المعروف.
[2] في م: من.
[3] في م: دينه وفي أسد الغابة: عنده.
[4] في ى: حنين. والمثبت من م، وأسد الغابة.
(1/149)
(166) بجير بن عَبْد الله بن مرة بن عبد
الله بن صعب [1] بن أسد، هو الذي سرق عيبة النبي صلى الله
عليه وسلم
. باب بديل
(167) بديل بن ورقاء [2] بن
عبد العزى بن ربيعة الخزاعي،
من خزاعة، أسلم هو وابنه عَبْد الله بن بديل وحكيم بن حزام
يوم فتح مكة بمر الظهران في قول ابن شهاب.
وذكر ابن إسحاق أن قريشًا يوم فتح مكة لجئوا إلى دار بديل
بن ورقاء الخزاعي ودار مولاه رافع وشهد بديل وابنه عَبْد
الله حنينًا والطائف وتبوك، وكان بديل من كبار مسلمة
الفتح.
وقد قيل: إنه أسلم قبل الفتح، وروت عنه حبيبة بنت شريق جدة
عيسى بن مسعود بن الحكم الزرقي.
وروى عنه أيضًا ابنه سلمة بن بديل أنّ النبي صلى الله عليه
وَسَلَّمَ كتب له كتابًا.
وَذَكَرَ الْبُخَارِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ عَنْ سَعِيدِ
بْنِ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الأموي، عن أبيه. عن ابن إسحاق
قال: حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي عَبْلَةَ عَنِ
ابْنِ بُدَيْلِ بْنِ وَرْقَاءَ عَنْ أَبِيهِ أَنّ رَسُولَ
الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ أَمَرَ بُدَيْلا أَنْ
يَحْبِسَ السَّبَايَا وَالأَمْوَالَ بالجعرانة حتى يقدم
عليه، ففعل.
__________
[1] في ى: سعيد. والمثبت من م، وأسد الغابة.
[2] في أسد الغابة: بديل بن ورقاء بن عمرو بن ربيعة بن عبد
العزى الخزاعي.
(1/150)
(168) بديل،
رجل آخر من الصحابة. روى عنه علي بن رباح المصري قَالَ:
رأيت رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ يمسح على الخفين.
حديثه عند رشدين بن سعد، عن موسى بن علي بن رباح، عن أبيه
عن بديل حليف لهم.
(169) بديل بن أم أصرم،
وهو بديل بن ميسرة [1] السلولي الخزاعي، بعثه النبي صَلَّى
اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ إلى بني كعب يستنفرهم [2] لغزو مكة
هو وبسر بن سفيان الخزاعي. وبديل ابن أم أصرم هو أحد
المنسوبين إلى أمهاتهم، وهو بديل بن سلمة بن خلف بن عمرو
بن الأخنس بن مقياس بن حبتر بن عدي بن سلول بن كعب الخزاعي
. باب البراء
(170) البراء بن معرر بن صخر بن خنساء بن سنان بن عبيد بن
عدىّ بن غنم ابن كعب بن سلمة الأنصاري السلمي الخزرجي،
أبو بشر [باسم ابنه بشر] [3] ، أمة الرباب بنت النعمان بن
امرئ القيس بن زيد بن عَبْد الأشهل، هو أحد النقباء ليلة
العقبة الأولى، وكان سيد الأنصار وكبيرهم.
وذكر ابن إسحاق قَالَ: حدثني معبد بن كعب بن مالك، عن أخيه
عبيد الله [4] بن كعب، عن أبيه كعب بن مالك قَالَ: خرجنا
في الحجّة التي
__________
[1] في ى: بن سلمة. والمثبت من م، وتهذيب التهذيب.
[2] في ى: يسنفزهم.
[3] من م.
[4] في ى: عبد الله، وهو تحريف.
(1/151)
بايعنا فيها رسول الله صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالعقبة مع مشركي قومنا، ومعنا البراء
بن معرور كبيرنا وسيدنا، وذكر الخبر.
وهو أول من استقبل الكعبة للصلاة إليها، وأول من أوصى بثلث
ماله.
مات فِي حياة النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ، وزعم بنو سلمة أنه أول من بايع رسول الله صلى
الله عليه وسلم ليلة العقبة.
قَالَ ابن إسحاق: وكذلك أخبرني معبد بن كعب، عن أخيه عَبْد
الله ابن كعب، عن أبيه كعب بن مالك قَالَ: كان أول من ضرب
على يد رسول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
البراء بْن معرور، فشرط له واشترط عليه، ثم بايع القوم.
قَالَ ابن إسحاق: ومات قبل قدوم رسول الله صلى الله عليه
وسلم المدينة وقال غيره مات في صفر قبل قدوم النبي صلى
الله عليه وَسَلَّمَ بشهر، فلما قدم رسول الله صَلَّى الله
عليه وَسَلَّمَ المدينة أتى قبره في أصحابه، فكبر عليه
وصلى.
وذكر معمر عن الزهري قَالَ: البراء بن معرور أول من استقبل
الكعبة حيًا وميتًا، وكان يصلي إلى الكعبة والنبي صلى الله
عليه وَسَلَّمَ يصلي إلى بيت المقدس، فأخبر به النبيّ صلى
الله عليه وَسَلَّمَ، فأرسل إليه أن يصلي نحو بيت المقدس،
فأطاع النبيّ صلى الله عليه وَسَلَّمَ، فلما حضرته الوفاة
قَالَ
(1/152)
لأهله: استقبلوا بي نحو [1] الكعبة [2] .
وقال غير الزهري: إنه كان وعد رسول الله صَلَّى الله عليه
وَسَلَّمَ أن يأتيه الموسم بمكة العام المقبل، فلم يبلغ
العام حتى توفي، فلما حضرته الوفاة قَالَ لأهله: استقبلوا
بي الكعبة لموعدي محمدًا، فإني وعدته أن آتي إليه. فهو أول
من استقبل الكعبة حيًا وميتًا.
(171) البراء بن أوس بن خالد
بن الجعد بن عوف بن مبذول بن عمرو بن غنم ابن مازن بن
النجار.
هو أبو إبراهيم بن النبي صلى الله عليه وَسَلَّمَ من
الرضاع، لأن زوجته أم بردة أرضعته بلبنه.
(172) البراء بن مالك بن النضر
الأنصاري،
أخو أنس بن مالك لأبيه وأمه [3] ، وقد تقدم نسبه في ذكر
نسب عمه أنس بن النّضر، شهدا أحدا وما بعدها من المشاهد مع
رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ، وكان البراء بن مالك
[هذا] أحد الفضلاء ومن الأبطال الأشداء، قتل من المشركين
مائة رجل مبارزة سوى من شارك فيه.
قَالَ مُحَمَّد بن سيرين عن أنس بن مالك قَالَ: دخلت على
البراء بن مالك وهو يتغنى بالشعر، فقلت له: يا أخي، تتغنى
بالشعر، وقد أبدلك الله به ما هو خير منه- القرآن؟ قَالَ:
أتخاف علي أن أموت على فراشي، وقد تفردت بقتل مائة سوى من
شاركت فيه! إلى لأرجو ألّا يفعل الله ذلك بى.
__________
[1] في ى: استقبلوا إلى، والمثبت من م.
[2] في أسد الغابة: أوصى أن يدفن وتستقبل به الكعبة،
ففعلوا ذلك. وفي الإصابة:
فلما كان عند موته أمر أهله أن يوجهوه قبل الكعبة وفي أ:
استقبلوا إلى الكعبة.
والمثبت من م.
[3] في هوامش الاستيعاب: قوله لأبيه وأمه وهم.
(1/153)
وَرَوَى ثُمَامَةُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ
أَبِيهِ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ مِثْلَهُ. وَعَنِ ابْنِ
سِيرِينَ أَنَّهُ قَالَ: كَتَبَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَلا تَسْتَعْمِلُوا الْبَرَاءَ
بْنَ مَالِكٍ عَلَى جَيْشٍ مِنْ جُيُوشِ الْمُسْلِمِينَ،
فَإِنَّهُ مَهْلَكَةٌ مِنَ الْمَهَالِكِ يَقْدَمُ بِهِمْ.
وَرَوَى سَلامَةُ بْنُ رَوْحِ بْنِ خَالِدٍ عَنْ عَمِّهِ
عُقَيْلِ بْنِ خَالِدٍ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ أَنَسٍ
قَالَ: قَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ [1] : كم مِنْ ضَعِيفٍ مُسْتَضْعَفٍ ذِي
طِمْرَيْنِ لا يُؤْبَهُ لَهُ، لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللَّهِ
لأَبَرَّهُ، مِنْهُمُ الْبَرَاءُ بْنُ مَالِكٍ.
وَإِنَّ الْبَرَاءَ لَقِيَ زَحْفًا مِنَ الْمُشْرِكِينَ،
وَقَدْ أَوْجَعَ الْمُشْرِكُونَ فِي الْمُسْلِمِينَ،
فَقَالُوا لَهُ، يَا بَرَاءُ، إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى
الله عليه وَسَلَّمَ قَالَ: لَوْ أَقْسَمْتَ عَلَى اللَّهِ
لأَبَرَّكَ، فَأَقْسِمْ عَلَى رَبِّكَ، قَالَ: أَقْسَمْتُ
عَلَيْكَ يَا رَبِّ لَمَا مَنَحْتَنَا أَكْتَافَهُمْ،
ثُمَّ الْتَقَوْا عَلَى قَنْطَرَةِ السُّوسِ، فَأَوْجَعُوا
فِي الْمُسْلِمِينَ، فَقَالُوا لَهُ: يَا بَرَاءُ،
أَقْسِمْ عَلَى رَبِّكَ. فَقَالَ: أَقْسَمْتُ عَلَيْكَ يَا
رَبِّ لَمَا مَنَحْتَنَا أَكْتَافَهُمْ، وَأَلْحِقْنِي
بنىّ الله صلى الله عليه وسلم، فمنحوا أكتافهم، وقتل
البراء شهيدا. حدثنا أحمد بن [محمد بن] [2] عبد الله بن
محمد بن علي، قال: حدثنا أبي، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ
اللَّهِ بْنُ يُونُسَ، قَالَ حَدَّثَنَا بَقِيُّ بْنُ
مَخْلَدٍ، قَالَ حَدَّثَنَا خَلِيفَةُ ابن خَيَّاطٍ، قَالَ
حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ
قَالَ: زَحَفَ الْمُسْلِمُونَ إِلَى الْمُشْرِكِينَ فِي
الْيَمَامَةِ حَتَّى أَلْجَئُوهُمْ إِلَى الْحَدِيقَةِ،
وَفِيهَا عَدُوُّ اللَّهِ مُسَيْلَمَةُ.
فَقَالَ الْبَرَاءُ: يَا مَعْشَرَ الْمُسْلِمِينَ،
أَلْقُونِي عَلَيْهِمْ، فَاحْتُمِلَ حَتَّى إِذَا أَشْرَفَ
عَلَى الْجِدَارِ اقْتَحَمَ فَقَاتَلَهُمْ عَلَى
الْحَدِيقَةِ، حَتَّى فَتَحَهَا عَلَى الْمُسْلِمِينَ،
وَدَخَلَ عَلَيْهِمُ الْمُسْلِمُونَ، فَقَتَلَ الله
مسيلمة.
__________
[1] في الإصابة: رب أشعث أغبر لا يؤبه له، لو أقسم ...
إلخ.
[2] من م.
(1/154)
قَالَ خَلِيفَةُ: وَحَدَّثَنَا
الأَنْصَارِيُّ، عَنْ أَبِيهِ ثُمَامَةَ عَنْ أَنَسٍ
قَالَ: رَمَى الْبَرَاءُ بِنَفْسِهِ عَلَيْهِمْ
فَقَاتَلَهُمْ حَتَّى فَتَحَ الْبَابَ، وَبِهِ بِضْعٌ
وَثَمَانُونَ جراحة، من بين رمية بسهر وَضَرْبَةٍ،
فَحُمِلَ إِلَى رَحْلِهِ يُدَاوَى، فَأَقَامَ عَلَيْهِ
خَالِدٌ شَهْرًا.
قَالَ أبو عمر: وذلك سنة عشرين [1] فيما ذكر الواقدي.
وقيل: إن البراء إنما قتل يوم تستر، وافتتحت السوس
وانطابلس [2] وتستر سنة عشرين [في خلافة عمر بن الخطاب
رحمه الله] [3] إلا أن أهل السوس صالح عنهم دهقانهم [4]
على مائة، وأسلم المدينة، وقتله أبو موسى، لأنه لم يعد
نفسه منهم وَذَكَرَ خَلِيفَةُ بْنُ خَيَّاطٍ، قَالَ
حَدَّثَنَا أبو عمرو الشيباني عن أبى هلال الراسبي عَنِ
ابْنِ سِيرِينَ قَالَ قُتِلَ الْبَرَاءُ بْنُ مَالِكٍ
بتُسْتَرَ رَحِمَهُ اللَّهُ.
(173) البراء بن عازب بن حارث بن عدي بن جشم بن مجدعة [5]
بن حارثة ابن الحارث بن الخزرج الأنصاري الحارثي الخزرجي،
يكنى أبا عمارة، وقيل أبا الطفيل وقيل: يكنى أبا عمرو.
وقيل: أبو عمر، والأشهر [والأكثر] [6] أبو عمارة، وهو أصح
إن شاء الله تعالى.
__________
[1] في أسد الغابة: وقتل البراء، وذلك سنة عشرين في قول
الواقدي، وقيل سنة تسمع عشرة. وقيل سنة ثلاث عشرة، قتله
الهرمزان.
[2] في ى: والزابلس، وهو تحريف طبعي.
[3] من م.
[4] الدهقان: زعيم فلاحى العجم، ورئيس الإقليم.
[5] في الإصابة: لم يذكر ابن الكلبي في نسبة مجدعة، وهو
أصوب. وذكر في تهذيب التهذيب في نسبه مجدعة، وليس فيه جشم.
[6] من م.
(1/155)
وَرَوَى شُعْبَةُ وَزُهَيْرُ بْنُ
مُعَاوِيَةَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ،
سَمِعَهُ يَقُولُ:
اسْتُصْغِرْتُ أَنَا وَابْنُ عُمَرَ يَوْمَ بَدْرٍ،
وَكَانَ الْمُهَاجِرُونَ يَوْمَئِذٍ نَيِّفًا عَلَى
السِّتِّينَ، وَكَانَ الأَنْصَارُ نَيِّفًا عَلَى الأربعين
ومائة. هكذا في هذا الحديث ويشبه أن يكون البراء أراد
الخزرج خاصة قبيلة إن لم يكن أبو إسحاق غلط عليه.
والصحيح عند أهل السير ما قدمناه في أول هذا الكتاب في عدد
أهل بدر، والله أعلم.
وقال الواقدي: استصغر رسول الله صَلَّى اللَّهُ عليه
وَسَلَّمَ يوم بدر جماعة، منهم البراء بن عازب، وعبد الله
بن عمر، ورافع بن خديج، وأسيد بن ظهير، وزيد بن ثابت،
وعمير بن أبي وقاص، ثم أجاز عميرًا فقتل يومئذ، هكذا ذكره
الطبري في كتابه الكبير عن الواقدي.
وذكر الدولابي عن الواقدي قَالَ: أول غزوة شهدها ابن عمر
والبراء ابن عازب وأبو سعيد [الخدري] [1] ، وزيد بن أرقم-
الخندق، قَالَ أبو عمر:
وهذا أصح في رواية نافع. والله أعلم.
وَقَدْ رَوَى مَنْصُورُ بْنُ سَلَمَةَ الْخُزَاعِيُّ أَبُو
سَلَمَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُبَيْدِ
اللَّهِ [بْنِ عَبْدِ اللَّهِ] [2] بْنِ زَيْدِ بْنِ
حَارِثَةَ [3] الأَنْصَارِيُّ عَنْ عُمَرَ بن زيد ابن
حَارِثَةَ، قَالَ حَدَّثَنِي زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ أَنَّ
رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
اسْتَصْغَرَهُ يَوْمَ أُحُدٍ، وَالْبَرَاءَ بْنَ عَازِبٍ.
وَزَيْدَ بْنَ أرقم، وأبا سعيد الخدريّ وسعد بن حيثمة،
وعبد الله بن عمر.
وقال أبو عمرو الشيباني: افتتح البراء بن عازب الري سنة
أربع وعشرين
__________
[1] من م.
[2] ليس في م.
[3] في م: جارية.
(1/156)
صلحًا أو عنوة وقال أبو عبيدة: افتتحها
حذيفة سنة اثنتين وعشرين.
وقال حاتم بن مسلم: افتتحها قرظة بن كعب الأنصاري. وقال
المدائني: افتتح بعضها أبو موسى، وبعضها قرظة، وشهد البراء
بن عازب مع علي كرم الله وجهه الجمل وصفّين والنهروان، ثم
نزل الكوفة، ومات بها أيام مصعب ابن الزبير رحمه الله
تعالى
. باب بسر
(174) بسر بن أرطاة [1] بن أبي أرطاة القرشي،
واسم أبي أرطاة عمير، وقيل عويمر العامري، من بني عامر بن
لؤي بن غالب بن فهر، وينسبونه بسر بن أرطاة بن عويمر، وهو
[أبو أرطاة] [2] بن عمران بن الحليس بن سيار بن نزار بن
معيصر بن عامر بن لؤي بن غالب بن فهر، يكنى أبا عبد
الرحمن.
يقال: إنه لم يسمع من النبي صَلَّى الله عليه وَسَلَّمَ،
لأن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قبض وهو
صغير هذا قول الواقدي وابن معين وأحمد [بن حنبل] [3] ،
وغيرهم. وقالوا: خرف في آخره عمره.
وأما أهل الشام فيقولون: إنه سمع من النبي صلى الله عليه
وسلم، وهو
__________
[1] هكذا في النسخ، وفي أسد الغابة: هو بسير بن أرطاة.
وقيل: ابن أبى أرطاة، واسمه عمرو بن عويمر. وفي الإصابة:
بسر بن أرطاة، أو ابن أبي أرطاة، وقال ابن حبان:
من قال ابن أبى أرطاة فقد وهم. واسم أبى أرطاة عمير بن
عويمر.
[2] من م.
[3] من م.
(الاستيعاب ج 1- م 6)
(1/157)
أحد الذين بعثهم عمر بن الخطاب رضي الله
عنه مددًا إلى عمرو بن العاص لفتح مصر، على اختلاف فيه
أيضًا، فيمن ذكره فيهم قَالَ: كانوا أربعة، الزبير، وعمير
بن وهب، وخارجة بن حذافة، وبسر بن أرطاة، والأكثر يقولون:
الزبير، والمقداد، وعمير بن وهب، وخارجة بن حذافة، وهو
أولى بالصواب إن شاء الله تعالى.
ثم لم يختلفوا أن المقداد شهد فتح مصر.
ولبسر بن أرطاة عن النبيّ صلى الله عليه وَسَلَّمَ حديثان:
أحدهما لا تقطع الأيدي في المغازي [1] .
والثاني، في الدعاء أن رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ
كان يقول: اللَّهمّ أحسن عاقبتنا في الأمور كلها. وأجرنا
من خزي الدنيا وعذاب الآخرة. وكان يحيى بن معين يقول: لا
تصح له صحبة، وكان يقول فيه:
رجل سوء.
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَحْيَى قَالَ
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ حَدَّثَنَا ابْنُ
الأَعْرَابِيِّ، قَالَ حَدَّثَنَا عَبَّاسٌ الدُّورِيُّ،
قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ يَقُولُ:
كَانَ بُسْرُ بْنُ أَرْطَاةَ رَجُلَ سَوْءٍ.
وبهذا الإسناد عندنا تاريخ يحيى بن معين كله من رواية عباس
عنه.
__________
[1] الحديث في أسد الغابة: قال سمعت رسول الله صلى الله
عليه وسلم يقول: لا تقطع الأيدي في السفر، وفي الإصابة: لا
تقطع الأيدي في السفر. وفي هوامش الاستيعاب:
في السيف.
(ظهر الاستيعاب ج 1- م 6)
(1/158)
قَالَ أبو عمر رحمه الله: ذلك لأمور عظام
ركبها في الإسلام فيما [1] نقله أهل الأخبار والحديث أيضًا
[من] [2] ذبحه ابني عبيد الله بن العباس بن عَبْد المطلب،
وهما صغيران بين يدي أمهما، وكان معاوية قد استعمله [3]
على اليمن أيام صفين، وكان عليها عبيد الله بن العباس لعلي
رضي الله عنه، فهرب حين أحس ببسر بن أرطاة ونزلها بسر،
فقضى فيها هذه القضية الشنعاء، والله أعلم.
وقد قيل: إنه إنما قتلهما بالمدينة، والأكثر على أن ذلك
كان منه باليمن.
قَالَ أبو الحسن [علي بن عمر] [4] الدار قطنى: بسر بن
أرطاة أبو عَبْد الرحمن له صحبة، ولم تكن له استقامة بعد
النبي صلى الله عليه وَسَلَّمَ، وهو الذي قتل طفلين لعبيد
الله بن عباس بن عَبْد المطلب باليمن في خلافة معاوية،
وهما عَبْد الرحمن وقثم ابنا عبيد الله بن العباس.
وذكر ابن الأنباري عن أبيه، عن أحمد بن عبيد، عن هشام بن
مُحَمَّد عن أبي مخنف، قَالَ: لما توجه بسر بن أرطاة إلى
اليمن أخبر عبيد الله بن العباس بذلك، وهو عامل لعلىّ رضى
الله عنه عليها، فهرب ودخل بسر
__________
[1] في م: منها ما نقله.
[2] من أسد الغابة.
[3] في أسد الغابة: وكان معاوية سيره إلى الحجاز واليمين
ليقتل شيعة على ويأخذ البيعة.
فسار إلى المدينة ففعل بها أفعالا شنيعة. وسار إلى اليمن،
وكان الأمير على اليمن عبيد الله بن العباس عاملا لعلى بن
أبي طالب، فهرب عبيد الله فنزلها بسر ففعل فيها هذا. وقيل
إنه قتلهما بالمدينة. والأول أكثر.
[4] من م.
(1/159)
اليمن، فأتى بابني عبيد الله بن العباس،
وهما صغيران فذبحهما، فنال أمهما عائشة بنت عَبْد المدان
من ذلك أمر عظيم، فأنشأت تقول.
ها من أحس بني اللذين هما ... كالدرتين تشظى [1] عنهما
الصدف
ها من أحسّ نبيّ اللذين هما ... سمعي وعقلي فقلبي اليوم
مزدهف [2]
حدثت بسرًا وما صدقت ما زعموا ... من قيلهم [3] ومن الإثم
[4] الذي اقترفوا
أنحى على ودجي ابني مرهفة ... مشحوذة وكذاك الإثم يقترف
ثم وسوست، فكانت تقف في الموسم تنشد هذا الشعر، وتهيم على
وجهها، وذكر تمام الخبر وذكر المبرد أيضًا نحوه.
وقال أبو عمرو الشيباني: لما وجه معاوية بسر بن أرطاة
الفهري لقتل شيعة علي رضي الله عنه قام إليه معن أو عمرو
بن يزيد بن الأخنس السلمي، وزياد بن الأشهب الجعدي فقالا:
يا أمير المؤمنين، نسألك باللَّه والرحم ألا تجعل [5] لبسر
على قيس سلطانًا، فيقتل قيسًا بما قتلت بنو سليم من بني
فهر وكنانة يوم دخل رسول الله صَلَّى اللَّهُ عليه
وَسَلَّمَ مكة. فقال معاوية:
يا بسر، لا إمرة لك على قيس. فسار حتى أتى المدينة، فقتل
ابني عبيد الله
__________
[1] تشظى: تفرق.
[2] المزدهف: المستطار القلب من جزع أو حزن. وفي م: مختطف.
ورواية اللسان:
بل من أحسن بريمى اللذين هما
[3] في ى: قتلهم.
[4] في م: ومن الإفك.
[5] في م: أن تجعل.
(1/160)
ابن العباس، وفر أهل المدينة، ودخلوا الحرة
حرة بني سليم. وفي هذه الخرجة التي ذكر أبو عمرو الشيباني
أغار بسر بن أرطاة على همدان، وقتل وسبى نساءهم، فكن أول
مسلمات سبين في الإسلام، وقتل أحياء من بني سعد.
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بن محمد بن علي،
قال حدثنا أبي، قال: حدثنا عبد الله ابن يُونُسَ، قَالَ:
حَدَّثَنَا بَقِيُّ بْنُ مَخْلَدٍ، قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو
بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، قَالَ حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ
الْحُبَابِ، قَالَ حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ،
قَالَ: حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ
أَبِي سَلامَةَ، أَبُو سَلامَةَ. عَنْ أَبِي الرَّبَابِ
وَصَاحِبٌ لَهُ أَنَّهُمَا سَمِعَا أَبَا ذر رضى الله عنه
[يدعو و] [1] يتعوّذ فِي صَلاةٍ صَلاهَا أَطَالَ
قِيَامَهَا وَرُكُوعَهَا وَسُجُودَهَا قال:
فَسَأَلْنَاهُ، مِمَّ تَعَوَّذْتَ؟ وَفِيمَ دَعَوْتَ؟
فَقَالَ: تَعَوَّذْتُ باللَّه من يوم البلاء وَيَوْمِ
الْعَوْرَةِ. فَقُلْنَا: وَمَا ذَاكَ؟ قَالَ: أَمَّا يوم
البلاء فَتَلْتَقِي فِتْيَانٌ [2] مِنَ الْمُسْلِمِينَ
فَيَقْتُلُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا.
وَأَمَّا يَوْمُ الْعَوْرَةِ فَإِنَّ نِسَاءً مِنَ
الْمُسْلِمَاتِ لَيُسْبَيْنَ، فَيُكْشَفُ عَنْ سُوقِهِنَّ
فَأَيَّتُهُنَّ كَانَتْ أَعْظَمَ سَاقًا اشُتْرِيَتْ عَلَى
عِظَمِ سَاقِهَا. فَدَعَوْتُ اللَّهَ أَلا يُدْرِكَنِي
هَذَا الزَّمَانُ، وَلَعَلَّكُمَا تُدْرِكَانَهُ. قَالَ:
فقتل عثمان، ثُمَّ أَرْسَلَ مُعَاوِيَةُ بُسْرَ بْنَ
أَرْطَاةَ إِلَى الْيَمَنِ، فَسَبَى نِسَاءَ مُسْلِمَاتٍ،
فَأُقِمْنَ فِي السُّوقِ.
وَرَوَى ثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ
عَنِ الْمِقْدَادِ بْنِ الأَسْوَدِ أَنَّهُ قَالَ:
وَاللَّهِ لا أَشْهَدُ لأَحَدٍ أَنَّهُ مِنْ أَهْلِ
الْجَنَّةِ حَتَّى أَعْلَمُ مَا يَمُوتُ عَلَيْهِ،
فَإِنِّي سَمِعْتُ
__________
[1] من م.
[2] في ى: فئتان.
(1/161)
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
لَقَلْبُ ابْنِ آدَمَ أَسْرَعُ انْقِلابًا مِنَ الْقِدْرِ
إِذَا اسْتَجْمَعَتْ غَلْيًا [1] . أَخْبَرَنَا أَبُو
مُحَمَّدٍ عَبْدُ الله بن محمد بن عبد المؤمن، قال حدثنا
أبو محمد إسماعيل ابن عَلِيٍّ الْخُطَبِيُّ بِبَغْدَادَ
فِي تَارِيخِهِ الْكَبِيرِ، قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ
بْنُ مُؤْمِنِ بْنِ حَمَّادٍ، قَالَ حَدَّثَنَا
سُلَيْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْخٍ، قَالَ حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ الْحَكَمِ عَنْ عَوَانَةَ، قَالَ:
وَذَكَرَهُ زِيَادٌ أَيْضًا عَنْ عَوَانَةَ قَالَ:
أَرْسَلَ مُعَاوِيَةُ بَعْدَ تَحْكِيمِ الْحَكَمَيْنِ
بُسْرَ بْنَ أَرْطَاةَ فِي جَيْشٍ، فَسَارُوا مِنَ
الشَّامِ حَتَّى قَدِمُوا الْمَدِينَةَ، وَعَامِلُ
الْمَدِينَةِ يَوْمَئِذٍ لِعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَبُو أَيُّوبَ الأَنْصَارِيُّ
صَاحِبُ رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ فَفَرَّ أَبُو
أَيُّوبَ وَلَحِقَ بِعَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ،
وَدَخَلَ بُسْرُ الْمَدِينَةَ، فَصَعَدَ مِنْبَرَهَا،
فَقَالَ: أَيْنَ شَيْخِي الَّذِي عَهِدْتُهُ هُنَا
بِالأَمْسِ؟ يَعْنِي عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ-
ثُمَّ قَالَ: يا أهل الْمَدِينَةِ، وَاللَّهِ لَوْلا مَا
عَهِدَ إِلَيَّ مُعَاوِيَةُ مَا تَرَكْتُ فِيهَا
مُحْتَلِمًا إِلا قَتَلْتُهُ. ثُمَّ أَمَرَ أَهْلَ
الْمَدِينَةِ بِالْبَيْعَةِ لِمُعَاوِيَةَ وَأَرْسَلَ
إِلَى بَنِي سَلَمَةَ، فَقَالَ: مَا لَكُمْ عِنْدِي
أَمَانٌ ولا مبايعة حتى تأتونى بِجَابِرِ بْنِ عَبْدِ
اللَّهِ. فَأُخْبِرَ جَابِرٌ، فَانْطَلَقَ حَتَّى جَاءَ
إِلَى أُمِّ سَلَمَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه
وسلم، فقال لها: ماذا ترين؟ فإنّي خَشِيتُ أَنْ أُقْتَلَ،
وَهَذِهِ بَيْعَةُ ضَلالَةٍ. فَقَالَتْ: أَرَى أَنْ
تُبَايِعَ، وَقَدْ أَمَرْتُ ابْنِي عُمَرَ بْنَ أَبِي
سَلَمَةَ أَنْ يُبَايِعَ. فَأَتَى جَابِرٌ بسرا فبايعه
لمعاوية، وهدم بسر ورا بِالْمَدِينَةِ، ثُمَّ انْطَلَقَ
حَتَّى أَتَى مَكَّةَ، وَبِهَا أَبُو مُوسَى
الأَشْعَرِيُّ، فَخَافَهُ أَبُو مُوسَى عَلَى نفسه أن
__________
[1] في ى: غليانه.
(1/162)
يَقْتُلَهُ فَهَرَبَ، فَقِيلَ ذَلِكَ
لِبُسْرٍ فَقَالَ: مَا كُنْتُ لأَقْتُلَهُ، وَقَدْ خَلَعَ
عَلِيًّا وَلَمْ يَطْلُبْهُ.
وكتب أبو موسى إلى اليمن: إن خيلا مبعوثة من عند معاوية
تقتل الناس، من أبي أن يقر بالحكومة.
ثم مضى بسر إلى اليمن، وعامل اليمن لعلي رضي الله عنه عبيد
الله بن العباس، فلما بلغه أمر بسر فر إلى الكوفة حتى أتى
عليًا، واستخلف على اليمن عَبْد الله بن عَبْد المدان
الحارثي، فأتى بسر فقتله وقتل ابنه ولقي ثقل [1] عبيد الله
بن العباس وفيه ابنان صغيران لعبيد الله بن العباس،
فقتلهما ورجع إلى الشام.
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَسَدٍ
قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بن عثمان بن السكن، قال حدثنا
محمد بْنُ يُوسُفَ، قَالَ حَدَّثَنَا الْبُخَارِيُّ، قَالَ
حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، قَالَ حَدَّثَنِي
مُحَمَّدُ بْنُ مُطَرِّفٍ، قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو حَازِمٍ
عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ، قَالَ [2] : قَالَ رَسُولُ
اللَّهِ صلى الله عليه وَسَلَّمَ إِنِّي فَرَطُكُمْ عَلَى
الْحَوْضِ مَنْ مَرَّ عَلَيَّ شَرِبَ، وَمَنْ شَرِبَ لَمْ
يَظْمَأْ أَبَدًا، وَلَيَرِدَنَّ عَلَيَّ أَقْوَامٌ
أَعْرِفُهُمْ وَيَعْرِفُونَنِي، ثُمَّ يُحَالُ بَيْنِي
وَبَيْنَهُمْ. قَالَ أبو حازم: فسمعني النعمان بن أبي
عياش، فقال: هكذا سمعت من سهل؟ قلت: نعم، فإني أشهد على
أبي سعيد الخدري، سمعته وهو يزيد
__________
[1] الثقل: متاع المسافر وحشمه
[2] صحيح مسلم: 218
(1/163)
فيها: فأقول: إنهم مني، فيقال: إنك لا تدري
ما أحدثوا بعدك، فأقول:
فسحقًا سحقًا لمن غير بعدي.
والآثار في هذا المعنى كثيرة جدًا. قد تقصيتها في ذكر
الحوض في باب خبيب من كتاب التمهيد، والحمد للَّه.
وروى شعبة عن المغيرة بن النعمان، عن سعيد بن جبير، عن ابن
عباس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ: إنكم
محشورون إلى الله عز وجل عراة غرلا [1] ، فذكر الحديث.
وفيه: فأقول: يا رب، أصحابي، فيقال:
إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك، إن هؤلاء لم يزالوا مرتدين
على أعقابهم منذ فارقتهم.
ورواه سفيان الثوري، عن المغيرة بن النعمان، عن سعيد بن
جبير عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وَسَلَّمَ مثله.
وذكر أبو الحسن علي بن عمر الدارقطني قَالَ: قدم حرمي [2]
بن ضمرة النهشلي على معاوية، فعاتبه في بسر بن أرطاة، وقال
في أبيات ذكرها.
وإنك مسترعى [3] وإنا رعية ... وكل سيلقى ربه فيحاسبه
وكان بسر بن أرطأة من الأبطال الطّغاة، وكان مع معاوية
بصفين، فأمره أن يلقى عليًا في القتال، وقال له: سمعتك
تتمنى لقاءه فلو أظفرك
__________
[1] الغزل: جمع الأغزل، وهو الأقلف (مسلم: 2194) .
[2] في م: جزى.
[3] ى: مسترع.
(1/164)
الله به وصرعته حصلت على دنيا وآخره، ولم
يزل به يشجعه ويمنيه حتى رآه فقصده في الحرب فالتقيا فصرعه
علي رضوان الله عليه، وعرض [له معه] [1] مثل ما عرض فيما
ذكروا [لعلي رضي الله عنه] [2] مع عمرو بن العاص.
ذكر ابن الكلبي في كتابه في أخبار صفين أن بسر بن أرطأة
بارز عليًا رضي الله عنه يوم صفين، فطعنه علي رضي الله عنه
فصرعه، فانكشف له، فكف عنه كما عرض له فيما ذكروا مع عمرو
بن العاص، ولهم فيها أشعار مذكورة في موضعها من ذلك
الكتاب، منها فيما ذكر ابن الكلبي والمدائني قول الحارث بن
النضر السهمي.
قَالَ الكلبي، وكان عدوا لعمرو وبسر:
أفي كل يوم فارس ليس ينتهي ... وعورته وسط العجاجة باديه
يكف لها عنه على سنانه ... ويضحك منه في الخلاء معاويه
بدت أمس من عمرو فقنع رأسه ... وعورة بسر مثلها حذو حاذيه
فقولا لعمرو ثم بسر ألا أنظرا ... سبيلكما لا تلقيا الليث
ثانيه
ولا تحمدا إلا الحيا وخصا كما ... هما كانتا والله للنفس
واقيه
ولولا هما لم ينجوا من سنانه ... وتلك بما فيها عن العود
ناهيه
متى تلقيا الخيل المشيحة [3] صبحة ... وفيها عليّ فاتركا
الخبل ناحيه
وكونا بعيدًا حيث لا تبلغ القنا ... نحوركما، إنّ التجارب
كافيه
__________
[1] من م وفي ى: وعرض على كرم الله وجهه معه مثل ما عرض.
[2] من م.
[3] في ى: المشجة.
(1/165)
قَالَ أبو عمر: إنما كان انصراف علي رضي
الله عنهما وعن أمثالهما من مصروع ومنهزم، لأنه كان يرى في
قتال الباغين عليه من المسلمين ألا يتبع مدبر ولا يجهز على
جريح، ولا يقتل أسير، وتلك كانت سيرته في حروبه في الإسلام
رضي الله عنه.
وعلى ما روى عن علي رضي الله عنه في ذلك مذاهب فقهاء
الأمصار في الحجاز والعراق إلا أنّ أبا حنيفة قَالَ: إن
انهزم الباغي إلى فئة [من المسلمين [1]] اتبع، وإن انهزم
إلى غير فئة لم يتبع.
يعد بسر بن أرطأة في الشاميين، ولي [2] اليمن، وله دار
بالبصرة.
ومات بالمدينة وقيل: بل مات بالشام في بقية من أيام
معاوية.
(175) بسر بن سفيان بن عمرو بن
عويمر الخزاعي
أسلم سنة ست من الهجرة، وبعثه النبي صَلَّى الله عليه
وَسَلَّمَ عينًا إلى قريش إلى مكة، وشهد الحديبية، وهو
المذكور في حديث الحديبية من رواية الزهري عن عروة عن
المسور ومروان قوله: حتى إذا كنا بغدير [3] الأشطاط لقيه
عينه [4] الخزاعي، فأخبره خبر قريش وجموعهم. قالوا: هو بسر
بن سفيان هذا.
(176) بسر السلمي،
ويقال المازني، نزل عندهم النبي صَلَّى اللَّهُ عليه
وَسَلَّمَ فأكل عندهم ودعا لهم، ولا أعرف له غير هذا
الخبر، وهو والد عَبْد الله
__________
[1] ليس في م.
[2] في ى: وأتى.
[3] في م: حتى إذا كان.
[4] في الإصابة: حتى إذا كان بعسقان لقيه بسر بن سفيان
الكعبي.
(1/166)
ابن بسر، لم يرو عنه غير ابنه عَبْد الله
بن بسر، وليس من الصماء في شيء، يعد في أهل الشام.
(177) بسر بن جحاش القرشي،
هكذا ذكره ابن أبي حاتم في باب بسر.
وقد تقدم ذكره في باب بشر، وهو الأكثر في اسمه. روى عنه
جبير بن نفير.
وقال أبو الحسن على بن عمر قطنى: هو بسر بن جحاش القرشي.
ولا يصح فيه بشر
. باب بشر
(178) بشر بن البراء بن معرور
الأنصاري الخزرجي،
من بني سلمة، قد تقدّم نسب أبيه، بابه [من هذا الكتاب] [1]
.
قَالَ ابن إسحاق: شهد بشر بن البراء العقبة وبدرًا وأحدًا
والخندق، ومات بخيبر في حين افتتاحها سنة سبع من الهجرة من
أكلة أكلها مع رسول الله صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ من
الشاة التي سم فيها. قيل: إنه لم يبرح من مكانه حين أكل
منها حتى مات.
وقيل: بل لزمه وجعه ذلك سنة ثم مات منه، وكان من الرماة
المذكورين من الصحابة، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم
قد آخى بينه وبين واقد ابن عبد الله [2] التميمي، حليف بن
عدي، وهو الذي قَالَ فيه رسول الله
__________
[1] من م.
[2] في الإصابة: واقد بن عمرو التميمي.
(1/167)
صلى الله عليه وَسَلَّمَ حين سأل [1] بني
سلمة [2] ، من سيدكم؟ قالوا: الجدّ من قيس، على بخل فيه
فقال رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ: وأي داء أدوأ من
البخل، بل سيد بني سلمة الأبيض الجعد بشر بن البراء، هكذا
ذكره ابن إسحاق. وَكَذَلِكَ ذَكَرَهُ عبد الرزاق، عن معمر،
عن الزهري، عن عبد الرحمن ابن كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ أَنّ
النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ قَالَ لِبَنِي
سَاعِدَةَ: مَنْ سَيِّدُكُمْ؟
قَالُوا: الْجَدُّ بْنُ قَيْسٍ قَالَ: بِمَ
سَوَّدْتُمُوهُ؟ قَالُوا: إِنَّهُ أَكْثَرُنَا مَالا،
وَإِنَّا عَلَى ذَلِكَ لَنَزُنُّهُ [3] بالبخل فَقَالَ
النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وَأَيُّ
دَاءٍ أَدْوَأُ مِنَ الْبُخْلِ؟
قَالُوا: فَمَنْ سَيِّدُنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ:
بِشْرُ بْنُ الْبَرَاءِ بْنِ مَعْرُورٍ هَكَذَا وَقَعَ فِي
هَذَا الْخَبَرِ لبني ساعدة، وإنما هو لِبَنِي سَارِدَةَ،
لأَنَّهُ مِنْ بَنِي سَلَمَةَ بْنِ سعد ابن [4] عَدِيِّ
بْنِ أَسَدِ بْنِ سَارِدَةَ بْنِ يَزِيدَ بْنِ جُشَمِ بْنِ
الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ.
وَرَوَى أَبُو بَكْرٍ الْهُذَلِيُّ عَنِ الشَّعْبِيِّ
مِثْلَهُ وَذَكَرَهُ ابْنُ عَائِشَةَ أَيْضًا، أَنَّ
رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ
لِبَنِي سَلَمَةَ: مَنْ سَيِّدُكُمْ؟ فَقَالُوا: الْجَدُّ
بْنُ قَيْسٍ، عَلَى بُخْلٍ فِيهِ. فَقَالَ: وَأَيُّ دَاءٍ
أَدْوَأُ مِنَ الْبُخْلِ! سَيِّدُكُمُ الْجَعْدُ
الأَبْيَضُ عَمْرُو بْنُ الْجَمُوحِ. وقد ذكرنا حبره في
باب عمرو بن الجموح، والنفس إلى ما قاله الزهري
__________
[1] في ى: قال ابن سلمة.
[2] العبارة في أسد الغابة: قال فيه رسول الله صلى الله
عليه وَسَلَّمَ: مَنْ سَيِّدُكُمْ يَا بَنِي سَلَمَةَ؟
قَالُوا: الجد بن قيس: وفي الإصابة: يا بنى نضلة.
[3] نزنه: نتهمه.
[4] في م: بن على.
(1/168)
وابن إسحاق أميل، وهما أجل أهل هذا الشأن
وشيوخ العلم به، والله أعلم
(179) بشر بن الحارث بن قيس بن عدي بن سعيد [1] بن سهم
القرشي السهمي.
[قَالَ أبو عمر: هو من ولد سهم بن سعد لا سعيد بن سهم [2]]
، كان من مهاجرة الحبشة هو وأخواه الحارث بن الحارث بن قيس
ومعمر بن الحارث ابن قيس.
(180) بشر بن عَبْد الله الأنصاري،
من بني الحارث بن الخزرج، قتل يوم اليمامة شهيدا. قَالَ
مُحَمَّد بن سعد: لم يوجد له في الأنصار نسب، ويقال فيه
بشير.
(181) بشر بن عبد،
سكن البصرة، روى عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عليه
وَسَلَّمَ، فسمعه يقول: إن أخاكم النجاشي قد مات فاستغفروا
له. لم يرو عنه غير ابنه عفان فيما علمت.
(182) بشر بن سحيم بن حرام بن
غفار بن مليل بن ضمرة بن بكر بن عبد مناة بن كنانة
الغفاري،
روى عنه نافع بن جبير بن مطعم حديثًا واحدًا.
عن النبي صَلَّى الله عليه وَسَلَّمَ في أيام التشريق أنها
أيام أكل وشرب. لا أحفظ
__________
[1] في ى: سعد والمثبت من م، والإصابة.
[2] ما بين القوسين ليس في م، وهو في هوامش الاستيعاب.
(1/169)
له غيره ويقال فيه بشر بن سحيم البهزي [1]
وقال الواقدي: بشر بن سحيم الخزاعي، كان ينزل كراع الغميم
وضجنان، والغفاري في شر أكثر.
(183) بشر بن معاوية البكائي
ثم الكلابي،
قدم مع أبيه معاوية بن ثور وافدين على النبيّ صلى الله
عليه وَسَلَّمَ. وقد ذكرت خبره بتمامه في باب معاوية.
(184) بشر بن عصمة المزني،
قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول:
خزاعة مني وأنا منهم. روى عنه كثير بن أفلح، مولى أبى
أيوب، وفي إسناده شيخ مجهول لا يعرف.
(185) بشر الثقفي،
ويقال بشير روت عنه حفصة بنت سيرين
(186) بشر الغنوي،
ويقال الخثعمي. روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه سمعه
يقول: لتفتحنّ القسطنطينية، فنعم لأمير أميرها، ونعم الجيش
ذلك الجيش! قَالَ: فدعاني مسلمة فسألني عن هذا الحديث
فحدثته، فغزا تلك السنة. إسناده حسن لم يرو عنه غير ابنه
عبيد الله بن بشر.
(187) بشر السلمي،
ويقال بسر، ويقال بشير، كل [2] ذلك ذكر فيه الثقات، هكذا
على الاختلاف، روى عنه ابنه رافع لم يرو عنه غيره، حديثه
«تخرج نار ببصرى تضيء منها أعناق الإبل» . الحديث بتمامه.
__________
[1] في ى: النهري، والمثبت من م وأسد الغابة، وفي الإصابة:
ويقال النهراني.
[2] في الإصابة: وقيل بفتح أوله وزيادة ياء، وقيل بضم
أوله، وقيل بالضم ومهملة ساكنة.
(1/170)
(188) بشر بن
الحارث،
وهو أبيرق بن عمرو بن حارثة بن الهيثم بن ظفر الأنصاري
الظفري، شهد أحدًا هو وأخواه مبشر وبشير، فأما بشير فهو
الشاعر، وكان منافقا يهجو أصحاب رسول الله صلى الله عليه
وسلم، وشهد مع أخويه بشر ومبشر أحدًا وكانوا أهل حاجة:
فسرق بشير من رفاعة بن زيد درعه، ثم ارتد في شهر ربيع
الأول من سنة أربع من الهجرة، ولم يذكر لبشر [هذا] [1]
نفاق والله أعلم.
وقد ذكر فيمن شهد أحدًا مع النبي صَلَّى الله عليه
وَسَلَّمَ.
(189) بشر بن جحاش
[2] ، ويقال بسر، وهو الأكثر، وهو من قريش، لا أدري من
أيهم، سكن الشام.
ومات بحمص، روى عنه جبير بن نفير، قَالَ علي بن عمر [3]
الدار قطنى:
هو بسر، ولا يصحّ بشر.
(190) بشر بن قدامة الضبابي.
روى عنه عَبْد الله بن حكيم.
(191) بشر بن عقربة الجهني،
يكنى أبا اليمان ويقال بشير. وقد ذكرناه في باب بشير
أيضًا.
(192) بشر بن عاصم الثقفي
هكذا قول أكثر أهل العلم، إلا ابن رشد بن
__________
[1] من م.
[2] في الإصابة: بكسر الجيم بعدها مهملة خفيفة. ويقال
بفتحها بعدها مثقلة وبعد الألف.
معجمة. وفي م: ضبطت بالفتح والتشديد.
[3] في ى: بن عمير. وهو تحريف.
(1/171)
فإنه ذكره في كتابه في الصحابة، فقال
المخزومي، ونسبه فقال: بشر بن عاصم ابن عَبْد الله بن عمر
[1] بن مخزوم قَالَ أبو عمر رحمه الله: له حديث واحد، أنه
سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: الجائر من الولاة
تلتهب به النار التهابًا، في حديث ذكره اختصرته، رواه عنه
أبو هلال مُحَمَّد بن سليم الراسبي، ذكره ابن أبي شيبة
وغيره.
وذكر ابن أبي حاتم قَالَ: بشر بن عاصم، له صحبة روى عنه
أبو وائل شقيق بن سلمة: سمعت أبى يقول ذلك. وقال: لم يذكره
عن أبي وائل عن بشر بن عاصم غير سويد بن عَبْد العزيز
. باب بشير
(193) بشير بن سعد بن ثعلبة بن
خلاس [2] بن زيد بن مالك بن ثعلبة بن كعب ابن الخزرج بن
الحارث بن الخزرج الأنصاري،
يكنى أبا النعمان بابنه النعمان، شهد العقبة، ثم شهد بدرًا
هو وأخوه سماك بن سعد، وشهد بشير أحدًا والمشاهد بعدها،
ويقال: إن أول من بايع أبا بكر الصديق يوم السقيفة من
__________
[1] في ى: بشر عاصم بن عمر بن عبد الله. والمثبت من م.
[2] في ى: خلاص. وهو تحريف. والمثبت من م. وفي هامش تهذيب
التهذيب: هو بضم الجيم وتخفيف اللام آخره مهملة كما في
التقريب وزاد في هامش الخلاصة قال في جامع الأصول: ثعلبة
بن خلاس- بفتح الخاء المعجمة وتشديد اللام والسين المهملة.
وفي الإصابة:
جلاس- بضم الجيم مخففا. وضبطه الدار قطنى. وفي هوامش
الاستيعاب بفتح الخاء المعجمة وتثقيل اللام.
(1/172)
الأنصار بشير بن سعد هذا، وقتل وهو مع خالد
بن الوليد بعين التمر في خلافة أبى بكر رضى الله عنهم يعدّ
من أهل المدينة.
وروى عنه ابنه النعمان بن بشير، وروى عنه جابر بن عَبْد
الله، ومن حديث جابر أيضًا قَالَ. سمعت عَبْد الله بن
رواحة يقول لبشير بن سعد:
يا أبا النعمان، في حديث ذكره.
(194) بشير بن عنبس بن زيد بن عامر بن سواد بن ظفر
الأنصاري الظفري،
شهد أحدًا والخندق والمشاهد بعدها مع رسول الله صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وقتل يَوْم جسر أبي عبيد ذكره
الطبري ويعرف بشير بن عنبس هذا بفارس الحواء باسم فرس له
[1] .
(195) بشير بن عَبْد المنذر،
أبو لبابة الأنصاري، من الأوس، غلبت عليه كنيته، واختلف في
اسمه، فقيل رفاعة بن عَبْد المنذر. وقيل بشير بن عَبْد
المنذر، وسيأتي ذكره مجودًا في الكنى إن شاء الله تعالى.
(196) بشير بن الخصاصية
السدوسي،
والخصاصية أمه، وهو بشير بن معبد السدوسي، كان اسمه في
الجاهلية زحما، فقال له رسول الله صلى عليه وَسَلَّمَ: أنت
بشير.
وقد اختلف في نسبه، فقيل بشير بن يزيد [2] بن ضباب بن سبع
[3]
__________
[1] في الإصابة: «ونقل ابن ماكولا عن ابن القداح أنه سماه
نسيرا- بضم النون وفتح المهملة. وهو عندي أثبت» .
[2] في أسد الغابة: بن يزيد بن معبد بن ضباب.
[3] في ى: صبع. والمثبت من م، وأسد الغابة.
(1/173)
ابن سدوس وقيل بشير بن معبد بن شراحيل بن
سبع بن ضباب [1] بن سدوس بن شيبان. روى عن النبي صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أحاديث صالحة.
روى عنه بشير بن نهيك، قَالَ قتادة: هاجر من بكر بن وائل
أربعة رجال: رجلان من بني سدوس: أسود بن عَبْد الله من أهل
اليمامة، وبشير ابن الخصاصية، وعمرو بن تغلب من النمر بن
قاسط، وفرات بن حيان من بني عجل.
[قَالَ ابن دريد جهدمة امرأة بشير بن الخصاصية، وقد حدثت
جهدمة عن زوجها عن النبي صلى الله عليه وسلم [2]] .
(197) بشير بن الحارث،
روى عن النبي صَلَّى الله عليه وَسَلَّمَ، روى عنه الشعبي.
ذكره ابن أبي حاتم
(198) بشير بن معبد الأسلمي،
روى عن النبي صلى الله عليه وَسَلَّمَ أحاديث منها حديثه
في الثوم من أكله فلا يناجينا. هو جد مُحَمَّد بن بشر [3]
بن بشير الأسلمي روى عنه ابنه [بشر بن] [4] بشير، وهو
القائل: إنا لا نأخذ الخير إلا بأيماننا [5] .
(199) بشير بن أبي زيد الأنصاري.
قَالَ الكلبي. استشهد أبوه أبو زيد
__________
[1] قال في الإصابة: وقال في نسبه بدل ضبارى ضباب. وهو
تصحيف. وفي هامش م:
إنما هو ضبارى.
[2] ما بين القوسين ليس في م.
[3] في ى: بشير.
[4] الزيادة من م.
[5] في م: إنا نأخذ الخير بأيماننا.
(1/174)
يوم أحد، وشهد بشير بن أبي زيد وأخوه وداعة
بن أبي زيد صفين مع علي رضي الله عنه.
(200) بشير بن عمرو بن محصن،
أبو عمرة الأنصاري. روى عن النبي صلى الله عليه وسلم، وقتل
صفّين، وقد اختلف في اسم أبي عمرة الأنصاري هذا والد عَبْد
الرحمن بن أبي عمرة. وسنذكره في الكنى إن شاء الله تعالى.
(201) بشير بن عبد الله
الأنصاري
من بى الحارث بن الخزرج قتل يوم اليمامة شهيدا قَالَ
مُحَمَّد بن سعد: لم يوجد له في الأنصار نسب. ويقال فيه
بشر وقد ذكرناه في باب بشر.
(202) بشير الغفاري،
حديثه عند أبي يزيد [المدني] [1] عن أبي هريرة عن النبي
صلى الله عليه وَسَلَّمَ في رد الجمل الشرود في البيع إذا
لم يبين به. وفيه تفسير قول الله تعالى [2] : يَوْمَ
يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعالَمِينَ 83: 6 قَالَ:
مقداره ثلاثمائة سنة من أيام الدنيا حديث حسن، رواه عنه
أبو هريرة.
وقيل إنه كان لبشير هذا مقعد من رسول اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لا يَكَادُ يخطئه
(203) بشير بن عقربة الجهني،
ويقال بشر، والأكثر بشير، ويقال الكناني، يكنى أبا اليمان،
ويعرف بالفلسطيني له صحبة، ولأبيه عقربة صحبة، استشهد أبوه
مع النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ومات هو
بعد سنة خمس وثمانين.
حديثه عند [3] الشاميين. رَوَاهُ إِسْمَاعِيلُ بْنُ
عَيَّاشٍ عَنْ ضَمْضَمِ بن زرعة عن
__________
[1] ليس في م.
[2] سورة المطففين، آية 6
[3] في ى: في.
(1/175)
شُرَيْحِ بْنِ عُبَيْدٍ أَنَّ عَبْدَ
الْمَلِكِ بْنَ مَرْوَانَ قَالَ لِبَشِيرِ بْنِ عَقْرَبَةَ
يَوْمَ قَتْلِ عمرو ابن سعيد بن العاصي: يَا أَبَا
الْيَمَانِ، قَدِ احْتَجْنَا إِلَى كَلامِكَ فَقُمْ
فَتَكَلَّمْ. فَقَالَ:
سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ
يَقُولُ: مَنْ قَامَ مَقَامَ رِيَاءٍ وَسُمْعَةٍ رَاءَى
[1] اللَّهُ بِهِ وَسَمَّعَ وَرَوَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ
عَوْفٍ عَنْ بَشِيرِ بْنِ عَقْرَبَةَ عَنِ النَّبِيّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مثله. وَرَوَى أيضًا
عَبْد الله بن عوف قَالَ: أصيب أبي يوم أحد، فمر بي النبي
صَلَّى الله عليه وَسَلَّمَ وأنا أبكي، فقال: أما ترضى أن
تكون عائشة أمك وأكون أنا أباك؟
(204) بشير بن عمرو
ولد في عام الهجرة قَالَ بشير: تُوُفِّيَ النَّبِيُّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا ابن عشر سنين.
وروى عنه أنه كان عريف قومه زمن الحجاج. وتوفي سنة خمس
وثمانين.
(205) بشير السلمي:
ويقال بشير بالضم، والله أعلم روى عنه ابنه حديثًا واحدًا
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: يوشك أن تخرج نار تضيء
لها أعناق الإبل ببصرى، تسير بسير بطيء الإبل، تسير
النهار، وتقوم الليل. تغدو وتروح، يقال: غدت النار أيها
الناس فاغدوا. قالت النار فقيلوا، راحت النار فروحوا من
أدركته أكلته.
(206) بشير بن أنس بن أمية بن
عامر بن جشم بن حارثة الأنصاري،
شهد أحدا.
__________
[1] في الإصابة: وقفه الله موقف رياء وسمعة. وفي أسد
الغابة: من قام مقاما يراني فيه الناس أقامه الله عز وجل
يوم القيامة مقام رياء وسمعة.
(1/176)
(207) بشير بن جابر بن غراب. وقيل ابن عراب
بن عوف بن ذؤالة العتكي وقيل الغافقي ذكره حفيد يونس فيمن
شهد فتح مصر وقال له صحبه، وليس له رواية [1] .
(208) بشير بن أبي مسعود الأنصاري.
واسم أبي مسعود عقبة بن عمرو، وقد نسبناه في باب أبيه [2]
من هذا الكتاب، [رأى النبي صلى الله عليه وسلم صغير، وشهد
صفين مع علي كرم الله وجهه] [3] .
(209) بشير بن يزيد الضبعي،
أدرك الجاهلية [له صحبة] [4] . وروى عنه أشهب الضبعي. وقال
خليفة بن خياط فيه مرة: يزيد بن بشير، والصحيح عنه وعن
غيره بشير بن يزيد.
أخبرنا أحمد بن عبد الله بن محمد بن عَلِيٍّ قَالَ
حَدَّثَنَا أَبِي. قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الله ابن
يُونُسَ، قَالَ حَدَّثَنَا بَقِيُّ بْنُ مَخْلَدٍ، قَالَ
حَدَّثَنَا خَلِيفَةُ بْنُ خَيَّاطٍ، قَالَ حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ سَوَاءٍ، قَالَ حَدَّثَنَا الأَشْهَبُ
الضُّبَعِيُّ عَنْ بشير بن زيد الضُّبَعِيِّ، وَكَانَ قَدْ
أَدْرَكَ الْجَاهِلِيَّةَ قَالَ: قَالَ رسول الله صلى الله
عليه وسلم: يوم ذِي قَارٍ الْيَوْمَ أَوَّلُ يَوْمٍ
انْتَصَفَتْ فِيهِ العرب من العجم.
(210) بشير الحارثي،
أحد بني الحارث بن كعب بن عمرو بن علة بن جلد بن مالك بن
أد بن زيد بن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان ابن سبأ: قدم
بشير الحارثي هذا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال
له: مرحبًا بك ما اسمك؟ قَالَ: أكبر. قَالَ: بل أنت بشير.
روى عنه ابنه عصام بن بشير.
__________
[1] في الإصابة ضبطه ابن السماني بتحتانية ثم مهملا مصغرا.
[2] في ى: وقد نسبناه في بابه.
[3] ليس في م.
[4] من م.
(1/177)
باب بكر
(211) بكر بن أمية الضمري،
أخو عمرو بن أمية، حديثه عند مُحَمَّد بن إسحاق، عن الحسن
بن الفضل بن الحسن بن عمرو بن أمية عن أبيه عن عمه بكر بن
أمية، له صحبة.
(212) بكر بن مبشر بن خير [1]
الأنصاري،
قيل: إنه من بني عبيد روى [2] عنه إسحاق بن سالم، وأنيس بن
أبي يحيى. يعد في أهل المدينة
، باب بلال
(213) بلال بن رباح المؤذن،
يكنى أبا عَبْد الله، وقيل أبا عَبْد الكريم وقيل أبا
عَبْد الرحمن وقال بعضهم: يكنى أبا عمرو [3] ، وهو مولى
أبي بكر الصديق رضي الله عنه، اشتراه بخمس أواق، وقيل بسبع
أواق، وقيل بتسع أواق ثم أعتقه، وكان له خازنا، ولرسول
الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ مؤذنًا، شهد بدرًا وأحدًا
وسائر المشاهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وآخى رسول
الله صلى الله عليه وسلم بينه وبين عبيدة بن الحارث بن
المطلب.
وقيل: بل آخي بينه وبين أبي رويحة الخثعمي.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ، حَدَّثَنَا قَاسِمٌ،
حَدَّثَنَا الْخُشَنِيُّ، حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُثَنَّى،
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا
زَائِدَةُ عَنْ عَاصِمٍ عَنْ زرّ، عن عبد الله قال:
__________
[1] في تهذيب التهذيب: بكر بن مبشر بن حبر. وفي هامشه: في
التجريد: بكر بن مبشر بن خير الأنصاري.
[2] في الإصابة: لم يرو عنه إلا إسحاق بن سالم. وإسحاق لا
يعرف.
[3] في ى: أبا عمر، والمثبت من م.
(1/178)
كَانَ أَوَّلُ مَنْ أَظْهَرَ الإِسْلامَ
سبَعَةٌ: رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم، وأبو بكر،
وَعَمَّارٌ، وَأُمُّهُ سُمَيَّةُ، وَصُهَيْبٌ، وَبِلالٌ،
وَالْمِقْدَادُ، فَأَمَّا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَمَنَعَهُ اللَّهُ بِعَمِّهِ أَبِي
طَالِبٍ، وَأَمَّا أَبُو بَكْرٍ فَمَنَعَهُ اللَّهُ
بِقَوْمِهِ، وَأَمَّا سَائِرُهُمْ فَأَخَذَهُمُ
الْمُشْرِكُونَ فَأَلْبَسُوهُمْ أَدْرُعَ الْحَدِيدِ
وَصَهَرُوهُمْ فِي الشَّمْسِ، فَمَا مِنْهُمْ إِنْسَانٌ
إِلا وَقَدْ أَتَاهُمْ [1] عَلَى مَا أَرَادُوا إِلا
بِلالٌ، فَإِنَّهُ هَانَتْ عَلَيْهِ نَفْسُهُ فِي اللَّهِ،
وَهَانَ عَلَى قَوْمِهِ، فَأَعْطَوْهُ الْوِلْدَانَ
فَجَعَلُوا يَطُوفُونَ بِهِ فِي شِعَابِ مَكَّةَ، وَهُوَ
يقول: أحد أحد.
وروى مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: أَوَّلُ مَنْ
أَظْهَرَ الإسلام سبعة، فذكر معنى حديث ابن مسعود، إلا أنه
لم يذكر المقداد، وذكر موضعه خبابًا، وذكر في سمية ما لم
يذكر في حديث ابن مسعود، وزاد في خبر بلال أنهم كانوا
يطوفون به والحبل في عنقه بين أخشبي مكة.
قَالَ ابن إسحاق: كان بلال [2] مولى أبي بكر الصديق رضي
الله عنه لبعض بنى جمح، مولدًا من مولديهم، قيل [من] مولدي
مكة. وقيل من مولدي السراة، واسم أبيه رباح، واسم أمه
حمامة، وكان صادق الإسلام طاهر القلب وقال المدائني: كان
بلال من مولدي السراة.
مات بدمشق، ودفن عند الباب الصغير بمقبرتها سنة عشرين، وهو
ابن ثلاث وستين سنة. وقيل: توفي سنة إحدى وعشرين وقيل:
توفي وهو ابن سبعين سنة. ويقال: كان ترب [3] أبي بكر
الصديق رضي الله عنه،
__________
[1] في م: وأتاهم.
[2] في تهذيب التهذيب: كان بلال ترب أبى بكر.
[3] في ى: يرث، وهو تحريف طبعي. والمثبت من م.
(1/179)
وله أخ يسمى خالدًا، وأخت تسمى غفرة [1] .
وهي مولاة عمر بن عَبْد الله مولى غفرة المحدث المصري.
وكان فيما ذكروا آدم شديد الأدمة، نحيفًا طوالا أجنى خفيف
العارضين. روى عنه عَبْد الله بن عمر وكعب [2] بن عجرة،
وكبار تابعي المدينة والشام والكوفة.
وقال علي بن عمر: روى عن بلال جماعة من الصحابة، منهم أبو
بكر الصديق، وعمر بن الخطاب، وأسامة بن زيد، وعبد الله بن
عمر، وكعب ابن عجرة والبراء بن عازب وغيرهم رضي الله عنهم.
وروى ابن وهب وابن القاسم عن مالك قَالَ: بلغني أن رسول
الله صَلَّى الله عليه وسلم قال لبلال: إني دخلت الجنة،
فسمعت فيها خشفًا [3] أمامي قَالَ: والخشف: الوطء والحس،
فقلت: من هذا؟ قيل: بلال.
قَالَ: فكان بلال إذا ذكر ذلك بكى. وَذَكَر ابْنُ أَبِي
شَيْبَةَ عَنْ حُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ شَيْخٍ يُقَالُ
لَهُ الْحَفْصِيُّ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ، قَالَ:
أَذَّنَ بِلالٌ حَيَاةَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ أَذَّنَ لأَبِي بَكْرٍ رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهُ حَيَاتَهُ، وَلَمْ يُؤَذِّنْ فِي زَمَنِ
عُمَرَ فَقَالَ لَهُ عُمَرُ:
مَا مَنَعَكَ أَنْ تُؤَذِّنَ؟ قَالَ: إِنِّي أَذَّنْتُ
لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم حتى
__________
[1] غفيرة في الإصابة.
[2] في ى: عبد الله بن عمرو بن كعب بن عجرة. وهو تحريف.
[3] في النهاية: الخشف: الحس والحركة.
(1/180)
قُبِضَ، لأَنَّهُ كَانَ وَلِيَّ نِعْمَتِي،
وَقَدْ سَمِعْتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: يَا
بِلالُ، لَيْسَ عَمَلٌ أَفْضَلَ مِنَ الْجِهَادِ فِي
سَبِيلِ اللَّهِ، فَخَرَجَ مُجَاهِدًا. ويقال: إنه أذن
لعمر إذ دخل الشام مرة، فبكى عمر وغيره من المسلمين.
حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ
مُحَمَّدٍ، قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بن بكر [1] ، قال
حدثنا أبو داود، قال: قُرِئَ عَلَى سَلَمَةَ بْنِ شَبِيبٍ
وَأَنَا شَاهِدٌ. قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ،
قَالَ حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ عَنْ عَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيِّ
قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ فَذَكَرَ
بِلالا فَقَالَ: كَانَ شَحِيحًا عَلَى دِينِهِ وَكَانَ
يُعَذَّبُ عَلَى دِينِهِ. فَإِذَا أَرَادَ الْمُشْرِكُونَ
أَنْ يُقَارِبَهُمْ قَالَ: اللَّهُ اللَّهُ. قال: فلقى
النبيّ صلى الله عليه وَسَلَّمَ أَبَا بَكْرٍ رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهُ فَقَالَ: لو كان عندنا مال اشترينا بلالا
قال: فلقى أبو بكر العبّاس بن عبد المطلب، فقال له: اشتر
لي بِلالا. فَانْطَلَقَ الْعَبَّاسُ فَقَالَ
لِسَيِّدَتِهِ: هَلْ لَكِ أن تبيعيني عَبْدَكِ هَذَا
قَبْلَ أَنْ يَفُوتَكَ خَيْرُهُ وَتُحْرَمِي منه؟ قَالَتْ:
وَمَا تَصْنَعُ بِهِ! إِنَّهُ خَبِيثٌ، وَإِنَّهُ [2]
قَالَ: ثُمَّ لَقِيَهَا فَقَالَ مِثْلَ مَقَالَتِهِ،
فَاشْتَرَاهُ الْعَبَّاسُ، فَبَعَثَ بِهِ إِلَى أَبِي
بَكْرٍ، فَأَعْتَقَهُ، فَكَانَ يُؤَذِّنُ لِرَسُولِ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
فَلَمَّا مَاتَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ أَرَادَ أَنْ يَخْرُجَ إِلَى الشَّامِ، فَقَالَ
لَهُ أَبُو بَكْرٍ:
بَلْ تَكُونُ عِنْدِي. فَقَالَ إِنْ كُنْتَ أَعْتَقْتَنِي
لِنَفْسِكَ فَاحْبِسْنِي، وَإِنْ كُنْتَ أَعْتَقْتَنِي
للَّه عَزَّ وَجَلَّ فَذَرْنِي أَذْهَبُ إِلَى اللَّهِ
عَزَّ وَجَلَّ. فَقَالَ: اذْهَبْ.
فَذَهَبَ إِلَى الشام فكان بها حتى مات.
__________
[1] في م: بكير- بالتصغير.
[2] في أسد الغابة: وإنه. وإنه.
(1/181)
وَأَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ
مُحَمَّدٍ، قَالَ حَدَّثَنَا محمد بن بكر، قال حدثنا أبو
داود، قَالَ: حَدَّثَنَا حَامِدُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ
حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ إِسْمَاعِيلَ عَنْ قَيْسٍ،
قَالَ:
اشْتَرَى أبو بكر بلالا وهو مدفون بالحجارة.
وأخبرنا عَبْدُ اللَّهِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ قَالَ
حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ، قَالَ حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ.
قَالَ حَدَّثَنَا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ عَنْ
أَبِيهِ عَنْ نُعَيْمِ بْنِ أبى هند قال: كان بلال لأيتام
أَبِي جَهْلٍ [1] ، وَأَنَّ أَبَا جَهْلٍ قَالَ لِبِلالٍ:
وَأَنْتَ أَيْضًا تَقُولُ فِيمَنْ يَقُولُ؟
قَالَ: فَأَخَذَهُ فَبَطَحَهُ عَلَى وَجْهِهِ وَسَلَقَهُ
فِي الشَّمْسِ، وَعَمَدَ إِلَى رَحًى فَوَضَعَهَا
عَلَيْهِ، فَجَعَلَ يَقُولُ: أَحَدٌ أَحَدٌ. قَالَ:
فَبَعَثَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ رَجُلا كَانَ
لَهُ صَدِيقًا، قَالَ: اذْهَبْ فَاشْتَرِ لِي بِلالا.
وَذَكَرَ مَعْنَى خَبَرِ عَبْدِ الرَّزَّاقِ إِلَى
قَوْلِهِ: فَأَعْتَقَهُ، وَلَمْ يَذْكُرْ مَا بَعْدَ
ذَلِكَ.
وكان أمية بن خلف الجمحي ممن يعذب بلالا، ويوالي عليه
العذاب والمكروه، فكان من قدر الله تعالى أن قتله بلال يوم
بدر على حسب ما أتى [2] من ذلك في السير، فقال فيه أبو بكر
الصديق رضي الله عنه أبياتًا، منها قوله:
هنيئا زادك الرحمن خيرا ... فقد أدركت ثارك يا بلال
__________
[1] في ى: أبى جميل.
[2] في م: ما أتى به من ذلك.
(1/182)
(214) بلال بن مالك المزني، بعثه رسول الله
صلى الله عليه وَسَلَّمَ إلى بني كنانة فأشعروا به فلم يصب
منهم إلا فرسًا واحدًا، وذلك في سنة خمس من الهجرة.
(215) بلال بن [1] الحارث بن
عصم [2] بن سعيد بن قرة المزني،
مدني، وفد على النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في
وفد مزينة سنة خمس من الهجرة، وسكن موضعًا يعرف بالأشعر
وراء المدينة، يكنى أبا عَبْد الرحمن، وكان أحد من يحمل
ألوية مزينة يوم الفتح توفي سنة ستين في آخر خلافة معاوية
رحمه الله، وهو ابن ثمانين سنة.
روى عنه ابنه الحارث بن بلال وعلقمة بن وقاص
: (216) بلال،
رجل من الأنصار، ولاه عمر بن الخطاب عمان، ثم عزله، وضمها
إلى عثمان بن أبى العاصي، لا أقف على نسبه في الأنصار،
وخبره هذا مشهور.
__________
[1] في هامش م: قال المالكي: شهد بلال بن أبى بردة غزو
إفريقية وفتحها مع عبد الله بن سعد. وقال: ذكر الواقدي قال
حدثنا كثير بن عبد الله قال: كانت مزينة في غزو إفريقية
أربعمائة وكان لواؤهم على حدة، يحمله بلال بن الحارث
المزني.
[2] في ى. عاصم، والمثبت من م والإصابة.
(1/183)
باب الأفراد في
الباء
(217) بصرة بن أبي بصرة الغفاريّ،
[له] [1] ولأبيه صحبة، وهما معدودان فيمن نزل مصر من أصحاب
رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ، واختلف في اسم أبي
بصرة على ما نذكره في بابه من الكنى في هذا الكتاب.
وَأَمَّا حَدِيثُ مَالِكٍ فِي الْمُوَطَّإِ، عَنْ زَيْدِ
بْنِ الْهَادِي عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ [بْنِ
الْحَارِثِ التَّيْمِيِّ] [2] عَنْ أَبِي سَلَمَةَ [بْنِ
عَبْدِ الرَّحْمَنِ] [2] عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ:
[خَرَجْتُ إِلَى الطُّورِ] [3] فَلَقِيتُ بَصْرَةَ بْنَ
أَبِي بَصْرَةَ الْغِفَارِيَّ، فَقَالَ: مِنْ أَيْنَ
أَقْبَلْتَ؟ فَقُلْتُ: مِنَ الطُّورِ. فَقَالَ: لَوْ
أَدْرَكْتُكَ قَبْلَ أَنْ تَخْرُجَ إِلَيْهِ مَا خَرَجْتَ.
سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ
يَقُولُ: لا تُعْمَلُ الْمَطِيُّ إِلا إِلَى ثَلاثَةِ
مَسَاجِدَ.. الْحَدِيثَ. فَإِنَّ هَذَا [4] الْحَدِيثَ لا
يُوجَدُ هَكَذَا إِلا فِي الْمُوَطَّإِ لَبَصْرَةَ بْنِ
أَبِي بَصْرَةَ، وَإِنَّمَا الْحَدِيثُ لأَبِي هُرَيْرَةَ
فَلَقِيتُ أَبَا بَصْرَةَ يَعْنِي أَبَاهُ. هَكَذَا
رَوَاهُ يَحْيَى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أَبِي
هُرَيْرَةَ.
وكذلك رواه سعيد بن المسيب وسعيد بن أبي سعيد عن أبي
هريرة، كلّهم بقول فيه [فلقيت] [5] أبا بصرة، وأظن الوهم
جاء فيه من يزيد بن الهادي، والله أعلم.
وقد ذكرنا ذلك مما ينبغي من ذكره في التمهيد.
ويقال: إن عزة صاحبة كثير بنت أبيه، والله أعلم.
__________
[1] من م.
[2] من م.
[3] من أسد الغابة.
[4] من م.
[5] من م.
(1/184)
(217) بريدة الأسلمي
هو بريدة بن الحصيب [1] بن عبد الله بن الحارث ابن الأعرج
بن سعد بن رزاح بن عدي بن سهم بن مازن بن الحارث بن سلامان
ابن أسلم بن أفصى بن حارثة بن عمرو بن عامر، يكنى أبا
عَبْد الله، وقيل يكنى أبا سهل، وقيل أبا الحصيب، وقيل
يكنى أبا ساسان، والمشهور أبو عَبْد الله، أسلم قبل بدر،
ولم يشهدها وشهد الحديبية، فكان ممن بايع بيعة الرضوان تحت
الشجرة، وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ لما
هاجر من مكة إلى المدينة وانتهى إلى الغميم أتاه بريدة بن
الحصيب، فأسلم هو ومن معه، وكانوا زهاء ثمانين بيتًا فصلى
رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ العشاء فصلوا
خلفه ثم رجع بريدة إلى بلاد قومه، وقد تعلم شيئًا من
القرآن ليلتئذ، ثم قدم على رسول الله صلى الله عليه
وَسَلَّمَ بعد أحد، فشهد معه مشاهده، وشهد الحديبية، وكان
من ساكني المدينة ثم تحول إلى البصرة، ثم خرج منها إلى
خراسان غازيا فمات بمرو في إمرة يزيد بن معاوية، وبقي ولده
بها رضي الله عنه.
أخبرنا عبد الوارث بن سفيان، حدثنا قاسم بن أصبغ، قال
حدثنا أحمد ابن زُهَيْرٍ عَنْ أَبِيهِ، قَالَ حَدَّثَنَا
حُسَيْنُ بْنُ حُرَيْثٍ عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ وَاقِدٍ،
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ:
كَانَ النبي صلى الله عليه وَسَلَّمَ لا يَتَطَيَّرُ،
وَلَكِنْ يَتَفَاءَلُ فَرَكِبَ بُرَيْدَةُ فِي سَبْعِينَ
رَاكِبًا مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ مِنْ بَنِي سَهْمٍ،
فَتَلَقَّى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
فَقَالَ لَهُ نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم:
من أنت؟ قال: أنا نريدة. فَالْتَفَتَ إِلَى أَبِي بَكْرٍ
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَقَالَ: يَا أَبَا بَكْرٍ، بَرَدَ
أَمْرُنَا وَصَلُحَ، ثُمَّ قَالَ لِي: مِمَّنْ أَنْتَ؟
فَقُلْتُ: مِنْ أسلم.
__________
[1] في ى: الخصيب- بالخاء المعجمة. وهو تحريف.
(1/185)
قَالَ لأَبِي بَكْرٍ: سَلِمْنَا. قَالَ:
ثُمَّ قَالَ: مِنْ بَنِي مَنْ؟ قُلْتُ: مِنْ بَنِي سَهْمٍ؟
قَالَ:
خَرَجَ سَهْمُكَ. وَرَوَى الْبُخَارِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ
عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُقَاتِلٍ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ خالد،
عن عبد الله بن مسلم الأسلمي، من أهل مرو قال: سمعت عَبْدِ
اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ يَقُولُ: مَاتَ وَالِدِي
بِمَرْوَ، وَقَبْرُهُ بِالْحِصْنِ [1] ، وَهُوَ قَائِدُ
أَهْلِ الْمَشْرِقِ ونورهم، لأن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: أَيُّمَا رَجُلٍ مَاتَ مِنْ
أَصْحَابِي بِبَلْدَةٍ فَهُوَ قائدهم ونورهم يوم القيامة.
(218) بجاد
ويقال بجار بن السائب بن عويمر بن عائذ بن عمران بن مخزوم
ابن يقظة بن مرة بن كعب بن لؤي القرشي المخزومي، قتل يوم
اليمامة شهيدًا في صحبته نظر، وأخواه جابر وعويمر ابنا
السائب قتلا يوم بدر كافرين، وليسا في كتاب موسى بن عقبة،
وأخوهم عائذ بن السائب، أسر يوم بدر كافرًا. وقد قيل: أسلم
وصحب النبيّ صلى الله عليه وسلم.
(219) برّ بن عبد الله،
ويقال برير بن عَبْد الله، أبو هند الداري وهو بر بن عَبْد
الله بن رزين بن عميث بن ربيعة بن دراع [2] بن عدي بن
الدار ابن هاني بن حبيب بن نمازة بن لخم، ويقال: بل اسم
أبي هند الداري الطيب، والأول أشهر.
وقيل: إن له ابنًا يسمى الطيب بن بر.
وقيل: إن أخاه يقال له الطيب، سماه رسول الله صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم.
__________
[1] هكذا في ى. وفي م: الحصين. وفي هامش م: قال الدار
قطنى: وهو مقبرة بمرو ودفن فيها غير واحد من الصحابة
والتابعين.
[2] في ى: ذراع.
(1/186)
وقال البخاري رحمه الله: بر [1] بن عَبْد
الله، أبو هند الداري أخو تميم الداري، كان بالشام، سمع
النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهذا مما غلط
فيه البخاري غلطًا لا خفاء به عند أهل العلم بالنسب، وذلك
أن تميمًا الداري ليس بأخ لأبي هند الداري، وإنما يجتمع
[2] أبو هند وتميم في درّاع بن عدي ابن الدار، وتميم
الداري هو تميم بن أوس بن خارجة بن سود بن جذيمة [3] ابن
دراع، وكان ربيعة جد أبي هند وجذيمة جدّ تميم أخوين وهما
ابنا دراع ابن عدىّ بن الدار بن هاني بن حبيب بن نمازه بن
لخم، وهو مالك بن عدي ابن الحارث بن مرة بن أدد بن زيد بن
يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان ابن سبأ، هكذا نسبهما ابن
الكلبي وخليفة [بن خياط] وجماعتهم مخرج حديث أبي هند
الداري عن الشاميين. رَوَى عَنْهُ مَكْحُولٌ وَابْنُهُ
زِيَادُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ. مِنْ حَدِيثِهِ الَّذِي لا
يُوجَدُ إِلا عِنْدَ ولده ما رواه أحمد ابن عُمَيْرِ بْنِ
يُوسُفَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ زياد بن فايد [4]
بْنِ زِيَادِ بْنِ أَبِي هِنْدٍ الدَّارِيُّ، قَالَ:
أَخْبَرَنِي أَبِي زِيَادٍ عَنْ أَبِيهِ فَائِدٍ عَنْ
جَدِّهِ زِيَادِ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ أَبِي هِنْدٍ
الدَّارِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى الله
عليه وَسَلَّمَ يَقُولُ:
قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: مَنْ لَمْ يَرْضَ بِقَضَائِي
وَيَصْبِرْ عَلَى بَلائِي فَلْيَلْتَمِسْ ربّا سوائي. وليس
هذا الإسناد بالقوى.
__________
[1] في م: برير.
[2] في أسد الغابة: وإنما يجتمع هو وأبو هند.
[3] في ى: خزيمة. ونراه تحريفا.
[4] في ى: قائد. والمثبت من م.
(1/187)
(220) بشير [بن عَبْد الله] [1] السلمي
الحجازي،
له صحبة. روى عنه ابنه رافع بن بشير. ذكره ابن أبي حاتم
[2] عن أبيه.
(221) بهير [3] بن الهيثم بن
عامر [4] بن بابي الحارثي الأنصاري.
شهد العقبة وأحدًا مع النبي صَلَّى الله عليه وَسَلَّمَ،
ذكره الطبري [في كتابه] [5] .
(222) بنة الجهني،
ويقال نبيه [6] روى عنه جابر بن عَبْد الله عن النبي صلى
الله عليه وسلم: لا تعاطوا السيف مسلولا. كذا قَالَ فيه
قوم عن ابن لهيعة عن أبي الزبير عن جابر أن بنة الجهني
أخبره الحديث.
وَقَالَ فِيِه ابْنُ وَهْبٍ عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ عَنْ أبي
الزبير عن جابر أن نبيها الجهني أخبره أن رسول الله صلى
الله عليه وَسَلَّمَ مَرَّ عَلَى قَوْمٍ فِي مَجْلِسٍ أَوْ
فِي مَسْجِدٍ يَسُلُّونَ سَيْفًا بَيْنَهُمْ
وَيَتَعَاطَوْنَهُ غَيْرَ مَغْمُودٍ، فَقَالَ: لَعَنَ
اللَّهُ مَنْ يَفْعَلُ هَذَا، أو لم أَزْجُرْكُمْ عَنْ
هَذَا إِذَا سَلَلْتُمُ السَّيْفَ فَلْيَغْمِدْهُ
الرَّجُلُ ثُمَّ لِيُعْطِهِ ذَلِكَ. وابن وهب أثبت الناس
في ابن لهيعة، ولا يقاس به غيره فيه. وهو حديث انفرد به
ابن لهيعة، لم يروه غيره بهذا الإسناد، والله أعلم.
وذكر عباس عن ابن معين أنه سئل عن هذا الحديث فقال: إنما
هو نبيه كما قَالَ ابن وهب قَالَ: وكذلك هو في كتبهم كلهم،
والحديث حدثناه
__________
[1] من م.
[2] في م: أبى حازم.
[3] في هامش م، نهير أيضا. وفي الإصابة: ويقال بالنون.
[4] في ى: من بابي. وفي أسد الغابة: من بنى بابي.
[5] من م.
[6] في تهذيب التهذيب: قلت: وقد اختلف الأئمة في ضبطه،
فذكره البغوي في الياء الموحدة. وذكره ابن السكن في الياء
الأخيرة وذكره عباس الدوري عن ابن معين في النون.
قال أبو عمر: هي رواية ابن وهب عن ابن لهيعة، وهي أرجع
الروايات.
(1/188)
عَبْد الرحمن بن يحيى قَالَ حَدَّثَنَا علي
بن مُحَمَّد، قَالَ حَدَّثَنَا أحمد بن داود، حَدَّثَنَا
سحنون، حَدَّثَنَا ابن وهب، فذكره.
(223) بيرح بن أسد الطاحي،
قدم المدينة بعد وفاة النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَآلِهِ وَسَلَّمَ بأيام، وقد كان رآه، جرى ذكره في حديث
عمر بن الخطاب رضي الله عنه في قصة أرض عمان.
(224) بحر- بضمتين- بن ضبع [1] الرعيني،
وفد على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وشهد فتح مصر
واختط بها.
قَالَ حفيد يونس: وخطته معروفة برعين، ومن ولده أبو بكر
السمين بن مُحَمَّد بن بحر، ولي مراكب دمياط سنة إحدى
ومائة في خلافة عمر ابن عَبْد العزيز، ومن ولده أيضًا
مروان بن جعفر بن خليفة بن بحر الشاعر، وكان فصيحا بليغا،
وهو القائل يمدح جدّه:
وجدّى الّذي عاطى الرسول يمينه ... وخبت [2] إليه من بعيد
رواحله
ذكر ذلك كله حفيد يونس [صاحب التاريخ المصري] [3] .
(225) بهز،
روى على النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه كان
يشرب مصًا، ويتنفس [في الإناء] [4] ثلاثًا. روى عنه سعيد
بن المسيب [ولم ينسبه] [5] ، ولم يرو عنه غيره، وإسناد
حديثه ليس بالقائم.
__________
[1] في ى: ضبيع. وفي م: صبيع. وفي تاج العروس بحر بن ضبع-
بضمتين فيهما.
وكذلك في الإصابة.
[2] في م: وحنت.
[3] من م.
[4] ليس في م.
[5] من م.
(الاستيعاب ج 1- م 7)
(1/189)
(226) بسبس بن عمرو
بن ثعلبة بن خرشة [1] [بن زيد] [2] بن عمرو بن سعد ابن
ذبيان الذبياني ثم الأنصاري،
حليف لبني طريف ابن الخزرج.
ويقال بسبس بن بشر [3] ، حليف الأنصار، شهد بدرًا، وهو
الذي بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم مع عدىّ بن أبى
الرغباء ليعلما علم عير أبي سفيان بن حرب، ولبسبس هذا يقول
الراجز: أقم لها صدورها يا بسبس.
(227) بحاث [4] بن ثعلبة بن خزمة [5] بن أصرم بن عمرو بن
عمارة بن مالك البلوي.
من بني فران [6] بن بلي، حليف لبني عوف بن الخزرج، شهد
بدرًا وأحدًا هو وأخوه عَبْد الله بن ثعلبة، هكذا قَالَ
ابن الكلبي بحاث، ونسبه في بلي من قضاعة.
وقال الدارقطني: وقال فيه إبراهيم بن سعد عن ابن إسحاق
بحاب بن ثعلبة، بن خزمة، وذكره مع أخيه عبد الله بن ثعلبة
بن خزمة فيمن شهد بدرًا.
قَالَ أبو عمر رحمه الله القول عندهم قول ابن الكلبي،
والله أعلم وقد قيل في بحاب هذا نحاب من النحيب.
__________
[1] في ى: حرسة. وهو تحريف. والمثبت من م، وأسد الغابة.
[2] ليس في م.
[3] في ى: بسر. والمثبت من م.
[4] في الإصابة: بحاث- بوزن فعال وبالحاء المهملة، وآخره
مثلثة، لكن سماه ابن إسحاق نحاب- بنون أوله وبموحدة آخره.
[5] في ى: حزمة. وفي أسد الغابة: خرمة. والمثبت من م، وفي
هوامش الاستيعاب:
بالتحريك وبسكون الزاى.
[6] في ى: قران. وهو تحريف.
(ظهر الاستيعاب ج 1- م 7)
(1/190)
(227) وأخوهما: يزيد بن ثعلبة خزمة بن
أصرم، شهد العقبتين، ولم يشهد بدرًا، وسنذكره في بابه إن
شاء الله تعالى.
وعمارة- بالفتح والتشديد [1] : في بلىّ من قضاعة.
(228) بحراة [2] بن عامر،
قَالَ: أتينا النبي صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ،
فأسلمنا وسألناه أن يضع عنا صلاة العتمة، فإنا نشتغل بحلب
إلينا، فقال: إنكم إن شاء الله ستحلبون إبلكم وتصلّون.
(229) باقوم الرومي،
روى عنه صالح مولى التوأمة، قَالَ: صنعت لرسول الله صلى
الله عليه وَسَلَّمَ منبرًا من طرفاء له ثلاث درجات،
القعدة ودرجتيه.
إسناد حديثه ليس بالقائم
(230) بهيس [3] بن سلمى
التميمي
قَالَ: سمعت رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ يقول: لا
يحل لمسلم من مال أخيه إلا ما أعطاه عن طيب نفس منه.
__________
[1] في م: وتشديد الميم.
[2] في هوامش الاستيعاب: بيجرة عند ابن السكن ولعله
الصواب.
[3] في ى: بهيسر، وهو تحريف.
(1/191)
|