الإستيعاب في
معرفة الأصحاب [المجلد
الثاني]
حرف الخاء
باب خارجة
(590) خارجة بن زيد [1] بن أبي
زهير بن مالك بن امرئ القيس بن مالك الأغر بن ثعلبة بن كعب
بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج الأنصاري،
يعرفون بيني الأغر. شهد العقبة وبدرا، وقتل يوم أحد شهيدا،
ودفن هو وسعد بن الربيع في قبر واحد، وكان ابن عمه، وكذلك
[2] كان الشأن في قتلى أحد، دفن الاثنان منهم والثلاثة في
قبر واحد، وكان خارجة هذا من كبار الصحابة صهرا لأبي بكر
الصديق، كانت ابنته تحت أبي بكر، وفيها قَالَ أبو بكر- حين
حضرته الوفاة: إن ذا بطن بنت خارجة أراها جارية، واسم
ابنته زوجة أبي بكر حبيبة، وذو بطنها أم كلثوم بنت أبي
بكر، وكان رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قد آخى بينه
وبين أبي بكر الصديق حين آخى بين المهاجرين والأنصار،
وابنه زيد بن خارجة هو الذي تكلم بعد الموت.
وذكر أن خارجة بن زيد بن أبي زهير أخذته الرماة يوم أحد،
فجرح بضعة عشر جرحا، فمر به صفوان بن أمية فعرفه فأجهز
عليه، ومثل به، وَقَالَ:
هذا ممن أغرى بأبي علي يوم بدر- يعني أباه أمية بن خلف-
وكان أمية بن خلف الجمحي والد صفوان يكنى أبا علي بابنه
علي، وقتل معه يوم بدر.
قَالَ ابن إسحاق: قتل أمية بن خلف رجل من الأنصار من بنى
مازن.
__________
[1] في هوامش الاستيعاب: يختلف فيه، فقيل: زيد بن خارجة،
وقيل خارجة بن زيد.
[2] في أ، ت: وذلك.
(2/417)
وقال ابن هشام: ويقال قتله معاذ بن عفراء،
وخارجة بن زيد، وخبيب بن إساف، اشتركوا فيه.
قَالَ ابن إسحاق: وابنه علي بن أمية قتله عمار بن ياسر،
يعني يومئذ ببدر، فلما قتل صفوان من قتل يوم أحد قَالَ:
الآن شفيت نفسي حين قتلت الأماثل من أصحاب محمد، قتلت ابن
قوقل، وقتلت ابن أبي زهير خارجة بن زيد، وقتلت أوس بن
أرقم.
(591) خارجة بن حذافة بن غانم بن عامر بن عبد الله بن عبيد
بن عويج بن عدي بن كعب القرشي العدوي،
أمه فاطمة بنت عمرو بن بجرة [1] العدوية، كان أحد فرسان
قريش. يقال: إنه كان يعدل بألف فارس.
وذكر بعض أهل النسب والأخبار أن عمرو بن العاص كتب إلى عمر
ليمده بثلاثة آلاف فارس، فأمده بخارجة بن حذافة هذا،
والزبير بن العوام، والمقداد بن الأسود. وشهد خارجة بن
حذافة فتح مصر.
وقيل: إنه كان قاضيا لعمرو بن العاص بها. وقيل: بل كان على
شرطة عمرو، وهو معدود في المصريين، لأنه شهد فتح مصر، ولم
يزل فيها إلى أن قتل فيها، قتله أحد الخوارج الثلاثة الذين
كانوا انتدبوا لقتل علي ومعاوية وعمرو، فأراد الخارجي قتل
عمرو، فقتل خارجة هذا، وهو يظنه عمرا، وذلك أنه كان
استخلفه عمرو على صلاة الصبح ذَلِكَ اليوم، فلما قتله أخذ
وأدخل على عمرو، فَقَالَ: من هذا الذي تدخلوني عليه؟
فقالوا: عمرو بن العاص. فَقَالَ: ومن قتلت؟ قيل: خارجة.
فَقَالَ: أردت عمرا وأراد الله خارجة.
__________
[1] في الإصابة: بجيرة.
(2/418)
وقد روى أن الخارجي الذي قتله لما أدخل على
عمرو قَالَ له عمرو: أردت عمرا، وأراد الله خارجة، فاللَّه
أعلم من قال ذلك منهما.
والذي قتل خارجة هذا رجل من بني العنبر بن عمرو بن تميم
يقَالُ له زاذويه، وقيل: إنه مولى لبني العنبر. وقد قيل:
إن خارجة الذي قتله الخارجي بمصر على أنه عمرو رجل يسمى
خارجة من بني سهم رهط عمرو بن العاص، وليس بشيء، وقبر
خارجة بن حذافة معروف بمصر عند أهلها فيما ذكره علماؤها.
ولا أعرف لخارجة هذا حديثا غير روايته عن النبي صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
إن الله أمركم بصلاة هي خير لكم من حمر النعم، وهي الوتر،
جعلها لكم فيما بين صلاة العشاء إلى طلوع الفجر. وإليه ذهب
بعض الكوفيين في إيجاب الوتر، وإليه ذهب أيضا من قَالَ:
لا تصلّى بعد الفجر.
(592) خارجة بن حصين [1] ،
قدم على النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حين رجع
من غزوة تبوك.
(593) خارجة بن عمرو [2]
الأنصاري،
مذكور في الذين تولّوا يوم أحد.
(594) خارجة بن الصلت،
يعد في الكوفيين، روى عنه الشعبي.
(595) خارجة بن جبلة،
ويقَالَ جبلة بن خارجة [3] . روى عنه فروة [4] بن نوفل في:
قُلْ يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ 109: 1، إنها براءة من
الشرك لمن قرأها عند نومه. وهو حديث كثير الاضطراب.
__________
[1] في ت، والإصابة: حصن. وفي هوامش الاستيعاب: حصن. وقيل:
حصين.
[2] في ت: عامر. وفي هوامش الاستيعاب: وسمى الذهبي إياه
عمرا.
[3] في أسد الغابة: الصواب جبلة بن جارجة.
[4] في ى: عروة. وهو تحريف.
(2/419)
(596) خارجة بن جزي [1] العذري.
قَالَ: سمعت رجلا يوم تبوك قَالَ:
يَا رَسُولَ اللَّهِ، أيباضع أهل الجنة؟ حديثه عند سعيد بن
سنان عن ربيعة الجرشي عنه، يعد في الشاميين.
(597) خارجة بن حمير الأشجعي،
من بني دهمان، حليف لبني خنساء بن سنان من الأنصار، شهد
بدرا هو وأخوه عبد الله بن حمير، هكذا قَالَ ابن إسحاق
خارجة في رواية إبراهيم بن سعد. وَقَالَ موسى بن عقبة:
حارثة بن الحمير، ولم يختلفوا أنه من أشجع ومن بني دهمان،
وأنه شهد بدرا [هو وأخوه] [2] وأحدا.
وَقَالَ يونس بن بكير مكان حمير خمير بالخاء المنقوطة [3]
.
(598) خارجة بن عقفان [4] ،
حديثه عند ولده أنه أتى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ لما مرض، فرآه يعرق، فسمع فاطمة تقول: وا كرب
أبي! فَقَالَ النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لا
كرب على أبيك بعد اليوم. لَيْسَ يأتي حديثه إلا عن ولده
وولد ولده، وليسوا بالمعروفين.
باب خالد
(599) خالد بن سعيد بن العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد
مناف بن قصي القرشي الأموي،
يكنى أبا سعيد. أسلم قديما، يقَالُ: إنه أسلم بعد أبي بكر
الصديق فكان ثالثا أو رابعا. وقيل: كان خامسا. وَقَالَ
ضمرة بن ربيعة: كان إسلام
__________
[1] في الإصابة: بن جزء- بفتح الجيم وسكون الزاى بعدها
همزة ويقال: بكسر الزاى وتحتانية خفيفة. وفي أسد الغابة:
جزى- بفتح الجيم وقيل بكسرها وبالزاي المكسورة.
وقيل بسكونها وقيل: هو جزء- بفتح الجيم وبالزاي الساكنة
وبعدها همزة.
[2] ليس في أ، ت.
[3] وقال ابن أبي حاتم: الجميز- بالجيم والزاى (أسد
الغابة) وفي هوامش الاستيعاب: الجمير بالجيم أو الراء.
[4] في الإصابة: عطفان.
(2/420)
خالد مع إسلام أبي بكر الصديق، وَذَكَرَ
الْوَاقِدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ
بْنِ خَالِدِ بْنِ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ عَنْ
إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُقْبَةَ قَالَ: سَمِعْتُ أُمَّ خَالِدِ
بِنْتِ خالد بن سعيد ابن الْعَاصِ تَقُولُ: كَانَ أَبِي
خَامِسًا فِي الإِسْلامِ. قلت: من تقدّمه؟ قالت: على ابن
أَبِي طَالِبٍ، وَابْنُ أَبِي قُحَافَةَ، وَزَيْدُ بْنُ
حارثة، وسعد بن أبى وقّاص.
قال أبو عمر: هاجر إلى أرض الحبشة مع امرأته الخزاعية،
وولد له بها ابنه سعيد بن خالد وابنته أم خالد، واسمها أمة
[1] بنت خالد، وهاجر معه إلى أرض الحبشة أخوه عمرو بن سعيد
بن العاص.
وذكر الواقدي، حَدَّثَنَا جعفر، عن إبراهيم بن عقبة، عن أم
خالد، قالت: وهاجر إلى أرض الحبشة المرة الثانية، وأقام
بها بضع عشرة سنة، وولدت أنابها، ثم قدم على النبي صَلَّى
اللَّهُ عليه وسلم بخيبر، فكلّم المسلمين فأسهوا لنا، ثم
رجعنا مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ إلى المدينة، وأقمنا بها، وشهد أبي مع رَسُول
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عمرة القضاء
[2] وفتح مكة وحنينا والطائف وتبوك، وبعثه رَسُول اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على صدقات اليمن، فتوفي
رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأبي
باليمن.
وروى إبراهيم بن عقبة، عن أم خالد بنت خالد بن سعيد بن
العاص، قالت: أبي أول من كتب بِسْمِ الله الرَّحْمنِ
الرَّحِيمِ 1: 1، وكان قدومه من أرض الحبشة مع جعفر بن أبي
طالب، واستعمله رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ على صدقات مذحج، واستعمله على صنعاء اليمن، فلم
يزل عليها إلى أن مات رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه
وسلم.
__________
[1] في أسد الغابة: أميمة.
[2] في ت: القضية.
(2/421)
ذكر موسى بن عقبة، عن ابن شهاب قَالَ: قتل
خالد بن سعيد بن العاص يوم أجنادين. وذكر الدولابي، عن ابن
سعدان، عن الحسن بن عثمان، قَالَ:
قتل بأجنادين ثلاثة عشر رجلا، منهم خالد وعمرو ابنا سعيد
بن العاص. قَالَ:
وَقَالَ محمد بن يوسف: كانت وقعة أجنادين في جمادى الأولى
لليلتين بقيتا منه يوم السبت نصف النهار سنة ثلاث عشرة قبل
وفاة أبي بكر بأربع وعشرين ليلة. وقيل: بل قتل خالد بن
سعيد بن العاص بمرج الصفر [1] سنة أربع عشرة في صدر خلافة
عمر.
قَالَ الزبير لخالد بن سعيد بن العاص: وهب عمرو بن معديكرب
الصّمصامة، وذكر شعره في ذَلِكَ.
وَذَكَرَ الْبَغَوِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ
عَبْدِ الْحَمِيدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ
سَعِيدٍ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ خَالِدِ بْنِ سَعِيدٍ أَنَّهُ
أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
وَعَلَيْهِ خَاتَمٌ مِنْ فِضَّةٍ مَكْتُوبٌ عَلَيْهِ
«مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ» . قَالَ: فَأَخَذَهُ مِنِّي
فَلَبِسَهُ، وَهُوَ الَّذِي كَانَ فِي يَدِهِ.
وَقَالَ خالد بن سعيد بن عمرو بن سعيد: أخبرني أبي أن
أعمامه: خالدا، وأبانا، وعمرا، بني سعيد بن العاص رجعوا عن
عمالتهم حين مات رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ، فَقَالَ أبو بكر: ما لكم رجعتم عن عمالتكم؟ ما
أحد أحق بالعمل من عمال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ارجعوا إلى أعمالكم. فقالوا:
نحن بنو أبي أحيحة، لا نعمل لأحد بعد رَسُول اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أبدا.
ثم مضوا إلى الشام فقتلوا جميعا.
__________
[1] مرج الصفر: بدمشق.
(2/422)
وكان خالد على اليمن، وأبان على البحرين،
وعمرو على تيماء وخيبر وقرى عربية [1] ، وكان الحكم يعلم
الحكمة. ويقَالَ [2] : ما فتحت بالشام كورة إلا وجد فيها
رجل من بني سعيد بن العاص ميتا.
وكان سعيد بن سعيد بن العاص قد قتل مع رَسُول اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالطائف.
قَالَ الْوَاقِدِيُّ: وَحَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ
مُحَمَّدِ [3] بْنِ خَالِدِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ
مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ
عُثْمَانَ، قَالَ: كَانَ إِسْلامُ خَالِدِ بْنِ سَعِيدٍ
قَدِيمًا، وَكَانَ أَوَّلَ إِخْوَتِهِ إِسْلامًا، وَكَانَ
بَدْءُ إِسْلامِهِ أَنَّهُ رَأَى فِي النَّوْمِ أَنَّهُ
وُقِفَ بِهِ عَلَى شَفِيرِ النَّارِ، فَذَكَرَ مِنْ
سِعَتِهِمَا مَا اللَّهُ أَعْلَمُ بِهِ [4] ، وَكَأَنَّ
أَبَاهُ يَدْفَعُهُ فِيهَا، وَرَأَى رَسُولَ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ آخِذًا بِحِقْوَيْهِ
[5] لا بقع فِيهَا، فَفَزِعَ، وَقَالَ: أَحْلِفُ باللَّه
إِنَّهَا لَرُؤْيَا حَقٌّ، وَلَقِيَ أَبَا بَكْرِ بْنَ
أَبِي قُحَافَةَ فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ، فَقَالَ أَبُو
بَكْرٍ: أُرِيدَ بِكَ خَيْرًا، هَذَا رَسُولُ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاتَّبِعْهُ،
وَإِنَّكَ سَتَتَّبِعُهُ فِي الإِسْلامِ الَّذِي
يَحْجُزُكَ مِنْ أَنْ تَقَعَ فِيهَا، وَأَبُوكَ وَاقِعٌ
فِيهَا. فَلَقِيَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ وَهُوَ بِأَجْيَادَ [6] ، فَقَالَ: يَا
مُحَمَّدُ، إِلَى مَنْ تَدْعُو؟ فَقَالَ: أَدْعُوكَ إِلَى
اللَّهِ وحده لا شريك له، وأن محمدا عبده وَرَسُولُهُ،
وَتَخْلَعُ مَا أَنْتَ عَلَيْهِ مِنْ عِبَادَةِ حَجَرٍ لا
يَسْمَعُ وَلا يُبْصِرُ، وَلا يَضُرُّ وَلا يَنْفَعُ، وَلا
يَدْرِي مَنْ عَبَدَهُ مِمَّنْ لَمْ يَعْبُدْهُ. قَالَ
خَالِدٌ: فَإِنِّي أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ،
وَأَشْهَدُ أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ. فَسُرَّ رَسُولُ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِإِسْلامِهِ،
وَتَغَيَّبَ خَالِدٌ، وَعَلِمَ أَبُوهُ بِإِسْلامِهِ،
فَأَرْسَلَ فِي طَلَبِهِ مَنْ بَقِيَ مِنْ وَلَدِهِ،
__________
[1] في أ، ت: قرى عربية- بغير واو.
[2] في ى: وقال.
[3] في ت: بن مخلد بن خالد، مثل ى.
[4] في ى: بها.
[5] في ى: بحقوته.
[6] أجياد: موضع بمكة يلي الصفا.
(2/423)
وَلَمْ يَكُونُوا أَسْلَمُوا، فَوَجَدُوهُ
فَأَتُوا بِهِ أَبَاهُ أَبَا أُحَيْحَةَ، فَسَبَّهُ [1]
وَبَكَّتَهُ وَضَرَبَهُ بِمِقْرَعَةٍ فِي يَدِهِ حَتَّى
كَسَرَهَا عَلَى رَأْسِهِ، ثُمَّ قَالَ لَهُ: اتَّبَعْتَ
مُحَمَّدًا وَأَصْحَابَهُ، وَأَنْتَ تَرَى خِلافَهُ
قَوْمَهُ وَمَا جَاءَ بِهِ مِنْ عَيْبِ آلِهَتِهِمْ
وَعَيْبِ مَنْ مَضَى مِنْ آبَائِهِمْ. فَقَالَ:
قَدْ وَاللَّهِ تَبِعْتُهُ عَلَى مَا جَاءَ بِهِ. فَغَضِبَ
أَبُو أُحَيْحَةَ وَنَالَ مِنْهُ وَشَتَمَهُ، وَقَالَ:
اذْهَبْ يَا لُكَعُ حَيْثُ شِئْتَ. وَاللَّهِ
لأَمْنَعَنَّكَ الْقُوتَ. فَقَالَ خَالِدٌ: إِنْ
مَنَعْتَنِي فَإِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُنِي مَا أَعِيشُ
بِهِ، فَأَخْرَجَهُ وَقَالَ لِبَنِيهِ: لا يُكَلِّمْهُ
أَحَدٌ مِنْكُمْ إِلا صَنَعْتُ بِهِ مَا صَنَعْتُ بِهِ.
فَانْصَرَفَ خَالِدٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَكَانَ يَلْزَمُهُ وَيَعِيشُ مَعَهُ،
وَتَغَيَّبَ عَنْ أَبِيهِ فِي نَوَاحِي مَكَّةَ حَتَّى
خَرَجَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ فِي الْهِجْرَةِ
الثَّانِيَةِ، فَكَانَ خَالِدٌ أَوَّلَ مَنْ خَرَجَ
إِلَيْهَا.
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ [2]
بْنُ عَطَاءِ بْنِ الأَغَرِّ الْمَكِّيُّ، وَأَحْمَدُ بْنُ
[مُحَمَّدِ بْنِ] [3] الْوَلِيدِ الأَزْرَقِيُّ، قَالا:
حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ
الأُمَوِيُّ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ عَمِّهِ خَالِدِ بْنِ
سَعِيدٍ أَنَّ سَعِيدَ بْنَ الْعَاصِ بْنِ أُمَيَّةَ
مَرِضَ فَقَالَ.
لَئِنْ رَفَعَنِي اللَّهُ مِنْ مَرَضِي هَذَا لا يُعْبَدُ
إِلَهُ ابْنِ أَبِي كَبْشَةَ بِمَكَّةَ أَبَدًا. فَقَالَ
خَالِدُ بْنُ سَعِيدٍ عِنْدَ ذَلِكَ: اللَّهمّ لا
تَرْفَعْهُ، فَتُوُفِّيَ فِي مَرَضِهِ ذَلِكَ.
(600) خالد بن زيد بن كليب بن
ثعلبة،
أبو أيوب الأنصاري النجاري، من بني غنم بن مالك بن النجار،
غلبت عليه كنيته، أمه هند بنت سعد بن عمرو بن امرئ القيس
بن مالك بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج
الأكبر، شهد العقبة وبدرا وسائر المشاهد، وعليه نزل رَسُول
اللَّهِ صلّى الله عليه
__________
[1] في أ، ت: فأنبه.
[2] في ى: بن على.
[3] من أ، ت.
(2/424)
وَسَلَّمَ في خروجه من بني عمرو بن عوف حين
قدم المدينة مهاجرا من مكة، فلم يزل عنده حتى بنى مسجده في
تلك السنة، وبنى مساكنه، ثم انتقل صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ إلى مسكنه.
وآخى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم بينه وبين مصعب بن
عمير.
حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ نَصْرٍ، قال: حدثنا قاسم بن أصبغ،
قال: حدثنا ابْنُ وَضَّاحٍ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ
أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنِ
اللَّيْثِ بن سعد، عن يزيد بن أبي حبيب، عَنْ أَبِي
الْخَيْرِ، عَنْ أَبِي رُهْمٍ السَّمَاعِيِّ [1] أَنَّ
أَبَا أَيُّوبَ الأَنْصَارِيَّ حَدَّثَهُ قَالَ: نَزَل
رسول الله صلى الله عليه وسلم في بَيْتِنَا الأَسْفَلِ،
وَكُنْتُ فِي الْغُرْفَةِ، فَأُهْرِيقَ مَاءٌ فِي
الْغُرْفَةِ، فَقُمْتُ أَنَا وَأُمُّ أَيُّوبَ بِقَطِيفَةٍ
نتتبع الْمَاءَ شَفَقَةً أَنْ يَخْلُصَ إِلَى رَسُولِ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [مِنْهُ
شَيْءٌ] [2] ، وَنَزَلْتُ إلى رسول صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا مُشْفِقٌ فَقُلْتُ: يَا
رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّهُ لَيْسَ يَنْبَغِي أَنْ نَكُونَ
فَوْقَكَ، انْتَقِلْ إِلَى الْغُرْفَةِ، فَأَمَرَ
النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَتَاعِهِ
أَنْ يُنْقَلَ، وَمَتَاعُهُ قَلِيلٌ ... وَذَكَرَ تَمَامَ
الْحَدِيثِ. وكان أبو أيوب [3] الأنصاري مع علي بن أبي
طالب في حروبه كلها، ثم مات بالقسطنطينية من بلاد الروم في
زمن معاوية، وكانت غزاته تلك تحت راية يزيد، هو كان أميرهم
يومئذ، وذلك سنة خمسين أو إحدى وخمسين من التاريخ.
وقيل: بل كانت سنة اثنتين وخمسين، وهو الأكثر في غزوة يزيد
القسطنطينية.
حدثنا سعيد بن نصر، قال: حدثنا قاسم بن أصبغ، قال: حدثنا
محمد بن
__________
[1] في ى: السمعي. والمثبت من أ، ت.
[2] ليس في أ، ت.
[3] هو خالد، صاحب الترجمة كما تقدم.
(2/425)
وَضَّاحٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي
شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ،
عَنْ أَبِي ظَبْيَانَ عَنْ أَشْيَاخِهِ عَنْ أَبِي
أَيُّوبَ أَنَّهُ خَرَجَ غَازِيًا فِي زَمَنِ مُعَاوِيَةَ
فَمَرِضَ، فَلَمَّا ثَقُلَ قَالَ لأَصْحَابِهِ:
إِذَا أَنَا مِتُّ فَاحْمِلُونِي، فَإِذَا صَافَفْتُمُ [1]
الْعَدُوَّ فَادْفِنُونِي تَحْتَ أَقْدَامِكُمْ فَفَعَلُوا
[2] ...
وَذَكَرَ تَمَامَ الْحَدِيثِ.
وقبر أبي أيوب قرب سورها معلوم إلى اليوم معظم يستسقون به
فيسقون، وقد ذكرنا طرفا من أخباره في باب كنيته.
(601) خالد بن البكير بن عبد
يا ليل بن عبد ناشب بن غيرة بن سعد بن ليث الليثي،
أخو إياس بن البكير وعاقل بن البكير وعامر بن البكير
[وكان] [3] عبد يا ليل، قد حالف في الجاهلية نفيل بن عبد
العزي جد عمر بن الخطاب، فهو وولده حلفاء بني عدي. شهد هو
وإخوته بدرا، ولا أعلم له رواية.
وقتل خالد بن البكير يوم الرجيع [4] في صفر سنة أربع من
الهجرة.
وكان يوم قتل ابن أربع وثلاثين سنة، وكانت سرية يوم الرجيع
مع عاصم بن ثابت بن أبي الأقلح ومرثد بن أبي مرثد الغنوي،
قاتلوا هذيلا ورهطا من عضل والقارة حتى قتلوا ومن معهم،
وأخذ خبيب بن عدي، ثم صلب، وله يقول حسان بن ثابت:
ألا ليتني فيها شهدت ابن طارق ... وزيدا وما تغني الأماني
ومرثدا
فدافعت عن حيي خبيب وعاصم ... وكان شفاء تداركت خالدا
__________
[1] في ى: صافيتم. وهو تحريف.
[2] العبارة في أسد الغابة:
إذا أنامت فاركب، ثم أسع في أرض العدو ما وجدت مساغا،
فادفني ثم ارجع.
[3] من أ، ت.
[4] الرجيع: الموضع الّذي غدرت فيه عضل والقارة بالسبعة
النفر الذين بعثهم رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وسلم معهم. وهو ماء لهذيل (ياقوت) .
(2/426)
(602) خالد بن عمرو بن عدي بن نابي بن عمرو
بن سواد بن غنم [1] بن كعب بن سلمة الأنصاري السلمي،
شهد العقبة الثانية.
(603) خالد بن الوليد بن
المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم القرشي المخزومي،
أبو سليمان. وقيل أبو الوليد، أمه لبابة الصغرى. وقيل: بل
هي لبابة الكبرى.
والأكثر على أن أمه لبابة بنت الحارث بن حزن الهلالية، أخت
ميمونة زوج النبي صلى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولبابة
أمه خالة بني العباس بن عبد المطلب، لأن لبابة الكبرى زوج
العباس وأم بنيه.
وكان خالد أحد أشراف قريش في الجاهلية، وإليه كانت القبة
والأعنة في الجاهلية.
فأما القبة فإنهم كانوا يضربونها ثم يجمعون إليها ما
يجهزون به الجيش.
وأما الأعنة فإنه كان يكون [المقدم] [2] على خيول قريش في
الحروب. ذكر ذَلِكَ الزبير.
واختلف في وقت إسلامه وهجرته، فقيل: هاجر خالد بعد
الحديبية.
وقيل: بل كان إسلامه بين الحديبية وخيبر. وقيل: بل كان
إسلامه سنة خمس بعد فراغ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من بني قريظة. وقيل: بل كان إسلامه سنة
ثمان مع عمرو بن العاص وعثمان بن طلحة.
وقد ذكرنا في باب أخيه الوليد بن الوليد زيادة في خبر
إسلام خالد، وكان خالد على خيل رَسُول اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يوم الحديبية في ذي القعدة سنة
ست، وخيبر بعدها في المحرم وصفر سنة سبع، وكانت هجرته مع
عمرو
__________
[1] في أسد الغابة: بن عدي بن غنم.
[2] من أسد الغابة.
(2/427)
ابن العاص وعثمان بن طلحة. فلما رآهم
رَسُول اللَّهِ عليه وسلم قَالَ: رمتكم مكة بأفلاذ كبدها.
ولم يزل من حين أسلم يوليه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أعنة الخيل فيكون في مقدمتها في محاربة
العرب.
وشهد مع رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ فتح مكة، فأبلى
فيها، وبعثه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ إلى العزى وكان بيتا عظيما لقريش وكنانة ومضر
تبجله فهدمها، وجعل يقول:
يا عز كفرانك اليوم لا سبحانك ... إني رأيت الله قد أهانك
قَالَ أبو عمر: لا يصح لخالد بن الوليد مشهد مع رَسُول
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قبل الفتح،
وبعثه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
أيضا إلى الغميصاء [1] ماء من مياه جذيمة من بني عامر،
فقتل منهم ناسا لم يكن قتله لهم صوابا، فوداهم رَسُول الله
صلى الله عليه وسلم، وقال: اللَّهمّ إني أبرأ إليك مما صنع
خالد بن الوليد، وخبره بذلك من صحيح الأثر، ولهم حديث.
وكان على مقدمة رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ يوم حنين في بني سليم، وجرح يومئذ فأتاه رَسُول
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في رحله بعد ما
هزمت هوازن ليعرف خبره ويعوده، فنفث في جرحه فانطلق. وبعثه
رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في سنة
تسع إلى أكيدر بن عبد الملك صاحب دومة [2] الجندل، وهو رجل
من اليمن كان ملكا، فأخذه خالد فقدم به على رَسُول اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فحقن دمه وأعطاه
الجزية، فرده إلى قومه.
__________
[1] قرب مكة، كان يسكنه بنو جذيمة بن عامر الذين أوقع بهم
خالد بن الوليد عام الفتح.
[2] دومة- بضم أوله وفتحه: ودومة الجندل: حصن وقرى بين
الشام والمدينة (ياقوت) .
(2/428)
وبعث رسول الله صلّى الله عليه خالد بن
الوليد أيضا سنة عشر إلى بلحارث ابن كعب، فقدم معه رجال
منهم فأسلموا ورجعوا إلى قومهم بنجران.
وَذَكَرَ ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ، عَنْ وَكِيعٍ، عَنْ
إِسْمَاعِيلَ، عَنْ قَيْسٍ، قَالَ: سَمِعْتُ خَالِدَ بْنَ
الْوَلِيدِ يَقُولُ: انْدَقَّتْ فِي يَدِي يَوْمَ مُؤْتَةَ
تِسْعَةُ أَسْيَافٍ، فَمَا صَبَرَتْ فِي يَدِي إِلا
صَفِيحَةٌ يَمَانِيَّةٌ.
وأمره أبو بكر الصديق على الجيوش، ففتح الله عليه اليمامة
وغيرها، وقتل على يده أكثر أهل الردة، منهم مسيلمة ومالك
بن نويرة.
وقد اختلف في حال مالك بن نويرة، فقيل: إنه قتله مسلما لظن
ظنه به، وكلام سمعه منه، وأنكر عليه أبو قتادة قتله،
وخالفه في ذَلِكَ، وأقسم ألا يقاتل تحت رايته أبدا. وقيل:
بل قتله كافرا، وخبره في ذَلِكَ يطول ذكره، وقد ذكره كل من
ألف في الردة. ثم افتتح دمشق، وكان يقَالُ له سيف الله.
حَدَّثَنَا عَبْدُ الوارث بن سفيان، حدثنا قاسم بن أصبغ،
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ زُهَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا
إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَالِدٍ
السَّكُونِيُّ، قَالَ: حدثنا الوليد ابن مسلم، قال: حدثني
وحشي بْن حرب بْن وحشي بْن حرب، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ
جَدِّهِ أَنَّهُ قَالَ: سَمِعْتُ رسول الله صلى الله عليه
وسلم- وذكر خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ- فَقَالَ: نِعْمَ
عَبْدُ اللَّهِ وَأَخُو الْعَشِيرَةِ وَسَيْفٌ مِنْ
سُيُوفِ اللَّهِ سَلَّهُ اللَّهُ عَلَى الْكُفَّارِ
وَالْمُنَافِقِينَ. حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ بن
سفيان، قال: حدثنا قاسم بن أصبغ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ
زُهَيْرٍ، حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ ثَعْلَبََةَ،
حَدَّثَنَا أَبُو إِسْمَاعِيلَ الْمُؤَدِّبُ، عَنْ
إِسْمَاعِيلَ بن أبي خالد، عن الشعبي، عن عبد اللَّهِ بْنِ
أَبِي أَوْفَى، قَالَ: اشْتَكَى عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ
عَوْفٍ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ
(2/429)
لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا خَالِدُ، لِمَ تُؤْذِي رَجُلا
مِنْ أَهْلِ بَدْرٍ، لَوْ أَنْفَقْتَ مِثْلَ أُحُدٍ
ذَهَبًا لَمْ تُدْرِكْ عَمَلَهُ؟ فَقَالَ: يَا رَسُولَ
اللَّهِ، إِنَّهُمْ يَقَعُونَ فِيَّ [1] فَأَرُدُّ
عَلَيْهِمْ. فَقَالَ: لا تُؤْذُوا خَالِدًا فَإِنَّهُ
سَيْفٌ مِنْ سُيُوفِ اللَّهِ صَبَّهُ اللَّهُ عَلَى
الْكُفَّارِ. رَوَى جَعْفَرُ بْنُ أَبِي الْمُغِيرَةِ، عن
سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قَالَ:
وَقَعَ بَيْنَ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ وَعَمَّارِ بْنِ
يَاسِرٍ كَلامٌ، فَقَالَ عَمَّارٌ: لَقَدْ هَمَمْتُ أَلا
أُكَلِّمَكَ أَبَدًا، فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا خَالِدُ،
مَالَكَ وَلِعَمَّارٍ؟ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ،
قَدْ شَهِدَ بَدْرًا. وَقَالَ لِعَمَّارٍ: إِنَّ خَالِدًا-
يَا عَمَّارُ- سَيْفٌ مِنْ سُيُوفِ اللَّهِ عَلَى
الْكُفَّارِ. قَالَ خَالِدٌ: فَمَا زِلْتُ أُحِبُّ
عَمَّارًا مِنْ يَوْمِئِذٍ.
ولما حضرت خالد بن الوليد الوفاة قَالَ: لقد شهدت مائة زحف
أو زهاءها، وما في جسدي موضع شبر إلا وفيه ضربة أو طعنة أو
رمية، ثم ها أنا ذا أموت على فراشي كما يموت العير، فلا
نامت أعين الجبناء. وتوفي خالد بن الوليد بحمص. وقيل: بل
توفي بالمدينة سنة إحدى وعشرين.
[وقيل: بل توفي بحمص ودفن في قرية على ميل من حمص سنة إحدى
وعشرين] [2] أو اثنتين وعشرين في خلافة عمر بن الخطاب رضي
الله عنه، وأوصى إلى عمر ابن الخطاب.
وَرَوَى يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ، عَنْ سُفْيَانَ
عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ،
قَالَ: بَلَغَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ أَنَّ نِسْوَةً
مِنْ نِسَاءِ بَنِي الْمُغِيرَةِ اجْتَمَعْنَ فِي دَارٍ
يَبْكِينَ عَلَى خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ، فَقَالَ عُمَرُ:
وَمَا عَلَيْهِنَّ أَنْ يَبْكِينَ أَبَا سُلَيْمَانَ مَا
لَمْ يَكُنْ نَقْعٌ أو لقلقة [3] .
__________
[1] في ت: بي.
[2] من أ، ت.
[3] النقع: رفع الصوت. وقيل: أراد شق الجيوب. واللقلقة:
الجلبة، كأنه حكاية الأصوات إذا كثرت واللقلق اللسان (أسد
الغابة) .
(2/430)
وذكر محمد بن سلام قَالَ: لم تبق امرأة من
بني المغيرة إلا وضعت لمتها على قبر خالد بن الوليد، يقول:
حلقت رأسها.
(604) خالد بن الوليد
الأنصاري،
لا أقف على نسبه في الأنصار. ذكره ابن الكلبي وغيره فيمن
شهد صفين مع علي بن أبي طالب من الصحابة، وكان ممن أبلي
هناك، لا أعرفه بغير ذَلِكَ.
(605) خالد بن عمير،
كان قد أدرك الجاهلية. روى عنه حميد بن هلال.
(606) خالد بن أسيد [1] بن أبي العيص بن أمية بن عبد شمس
القرشي الأموي،
أخو عتاب بن أسيد، أسلم عام الفتح. مات بمكة، من حديثه عن
النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه أهل حين راح
إلى منى. يروي عنه ابنه عبد الرحمن بن خالد ابن أسيد، وله
بنون عدد، وهو معدود في المؤلفة قلوبهم. قَالَ ابن دريد:
كان أسيد بن أبي العيص خزازا.
(607) خالد بن العاص بن هشام
بن المغيرة المخزومي،
قتل أبوه يوم بدر كافرا. قتله عمر بن الخطاب، وكان خال
عمر، وولى عمر بن الخطاب خالد بن العاص هذا مكة إذ عزل
عنها نافع بن عبد الحارث الخزاعي، وولاه عليها أيضا عثمان
بن عفان، له رواية عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ، ويقولون:
لم يسمع منه. روى عنه ابنه عكرمة بن خالد.
(608) خالد بن حزام بن خويلد
بن أسد [2] ،
أخو حكيم بن حزام القرشي الأسدي، كان ممن هاجر إلى أرض
الحبشة، وكانت هجرته إليها في المرة الثانية
__________
[1] ضبط هكذا في أسد الغابة والطبقات، وفي ت ضبط بضم
الهمزة.
[2] في د: خويلد بن أسيد. والصواب من أ، ت، والطبقات.
(م 2- الاستيعاب- ثان)
(2/431)
فنهشته حية فمات في الطريق قبل أن يدخل أرض
الحبشة. قد روى أن فيه نزلت [1] : «وَمن يَخْرُجْ مِنْ
بَيْتِهِ مُهاجِراً إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ
يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى الله
4: 100» .
(609) خالد بن عقبة بن أبي معيط بن أبي عمرو بن أمية بن
عبد شمس بن عبد مناف القرشي الأموي،
واسم أبي معيط أبان، واسم أبي عمرو ذكوان بن أمية، كان هو
وأخواه [2] الوليد وعمارة من مسلمة الفتح، ليست له رواية
علمت، ولا خبر نادر، إلا إن له أخبارا في يوم [3] الدار،
منها قول أزهر بن سيحان في خالد هذا معارضا له في أبيات
قالها (منها) [4] :
يلومونني أن جلت في الدار حاسرا [5] ... وقد فر منها خالد
وهو دارع
وفي الموطأ لعبد الله بن دينار عن ابن عمر أنه كان معه عند
دار خالد بن عقبة التي في السوق: حديث لا يتناجى اثنان دون
واحد. [وخالد بن عقبة هذا ينسب إليه المعيطيون الذين عندنا
بقرطبة [6]] .
(610) خالد بن هوذة بن ربيعة
العامري،
ثم القشيري، وفد هو وأخوه حرملة بن هوذة على النبي صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فكتب النبي صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى خزاعة يبشرهم بإسلامهما، ذكره ابن
الكلبي. وهما من المؤلفة قلوبهم.
__________
[1] سورة النساء، آية 99، وفي الإصابة: المشهور أن الّذي
نزلت فيه هذه الآية جندب ابن ضمرة.
[2] في أسد الغابة: وخالد هو أخو الوليد بن عقبة، وهو من
مسلمة الفتح.
[3] يوم حصر عثمان بن عفان.
[4] من أ، ت.
[5] الحاسر: من لا درع له.
[6] ما بين القوسين ليس في ت، وهو في أ.
(2/432)
وخالد بن هوذة هذا هو والد العداء بن خالد
بن هوذة الذي ابتاع منه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ العبد أو الأمة، وكتب له العهدة. قال
لأصمعى: أسلم العداء وأبوه خالد، وكانا سيدي قومهما، وليس
خالد [1] ابن هوذة هذا من بني أنف الناقة الذين مدحهم
الحطيئة، أولئك في بني تميم، ولكن يقَالُ لجد خالد هذا أنف
الناقة أيضا.
(611) خالد بن هشام،
ذكره بعضهم في المؤلفة قلوبهم، وفيه نظر.
(612) خالد بن عقبة،
جاء إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ، وَقَالَ: اقرأ علي القرآن، فقرأ عليه [2] :
«إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسانِ
وَإِيتاءِ ذِي الْقُرْبى وَيَنْهى عَنِ الْفَحْشاءِ
وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ 16: 90» إلى آخر الآية. فَقَالَ
له: أعد، فأعاد، فَقَالَ: والله إن له لحلاوة، وإن عليه
لطلاوة، وإن أسفله لمغدق، وإن أعلاه لمثمر، وما يقول هذا
بشر. قَالَ أبو عمر: لا أدرى إن كان خالد ابن عقبة بن أبي
معيط أو غيره، وظني أنه غيره، والله أعلم.
(613) خالد بن قيس بن مالك بن
العجلان بن عامر بن بياضة بن عامر الأنصاري البياضي،
شهد العقبة في قول ابن إسحاق والواقدي، ولم يذكر ذَلِكَ
موسى بن عقبة ولا أبو معشر، وشهد بدرا وأحدا.
(614) خالد الأشعر الخزاعي
الكعبي،
اختلف في اسم أبيه، قال الواقدي:
قتل مع كرز بن جابر بطريق مكة عام الفتح.
(615) خالد بن عبادة الغفاريّ،
هو الّذي دلّاه رسول الله صلّى الله عليه وسلم
__________
[1] هكذا في أ، ت. وفي ى: وليس خالد هو ابن هوذة. وفي أسد
الغابة: وليس هوذة هذا من بنى أنف الناقة.
[2] سورة النحل، آية 90.
(2/433)
بعمامته في البئر يوم الحديبيّة، فماح [1]
في البئر فكثر الماء حتى روى الناس، وكان رسول الله صلى
الله عليه وسلم قد أخرج سهما من كنانته فأمر به فوضع في
قعرها، وليس فيها ماء فنبع الماء فيها وكثر، فَقَالَ
رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: من
رجل ينزل في البئر؟ فنزل فيها خالد بن عبادة الغفاريّ.
وقيل: بل نزل فيها ناجية بن جندب الأسلمي.
(616) خالد بن عبد الله
الخزاعي،
ويقَالَ السلمي. حديثه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه
رجع يوم حنين بالسبي حتى قسمه بالجعرانة. إسناد حديثه هذا
لا تقوم به حجة لأنهم مجهولون.
(617) خالد الخزاعي،
روى عنه ابنه نافع، لم يرو عنه غيره عن النبي صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: سألت ربي ثلاثا فأعطاني
اثنتين ومنعني الثالثة [2] .
(618) خالد بن عرفطة بن أبرهة
بن سنان الليثي،
ويقَالَ البكري، من بني ليث بن بكر بن عبد مناه. ويقَالَ:
بل هو من قضاعة من بني عذرة.
ومن قَالَ هذا قَالَ: هو خالد بن عرفطة بن صعير، ابن أخى
ثعلبة بن صعير، عذري من بني حزاز بن كاهل بن عذرة حليف
لبني زهرة، يقَالُ له العذري، ويقال الحزّازى، ويقَالَ
البكري، ومن جعله عذريا قَالَ: هو خالد بن عرفطة بن أبرهة
بن سنان بن صيفي بن الهائلة بن عبد الله بن غيلان [3] بن
أسلم ابن حزّاز بن كاهل بن عذرة بن سعد بن هذيم.
__________
[1] الميح: أن يدخل البئر فيملأ الدلو، وذلك إذا قل ماؤها
(اللسان) .
[2] في أسد الغابة: أخرجه أبو عمر، وهو وهم، ويرد الكلام
عليه في خالد بن نافع.
[3] في هوامش الاستيعاب: يقال فيه عيلان وغيلان.
(2/434)
وهذا هو الصواب [1] في نسبه، والحق إن شاء
الله تعالى، والله أعلم، [وهو حليف لبني زهرة عند جميعهم
[2]] .
وَقَالَ خليفة بن خياط: لما سلم الأمر الحسن إلى معاوية
خرج عليه عبد الله ابن أبي الحوساء بالنخيلة [3] ، فبعث
إليه معاوية خالد بن عرفطة العذري حليف بني زهرة في جمع من
أهل الكوفة، فقتل ابن الحوساء، ويقَالَ ابن أبي الحمساء،
وذلك في جمادى الأولى سنة إحدى وأربعين فيما ذكره أبو
عبيدة والمدائني، وفي ذَلِكَ الشهر كان الاجتماع على
معاوية.
قَالَ أبو عمر: سكن خالد بن عرفطة الكوفة، ومات بها سنة
ستين، وقيل: سنة إحدى وستين عام قتل الحسين، وفيها ولد عمر
بن عبد العزيز.
روى عنه عثمان النهدي، ومسلم مولاه، وعبد الله بن يسار.
(619) خالد بن حكيم بن حزام،
له ولإخوته- هشام، وعبد الله، ويحيى- صحبة، أسلموا عام
الفتح، وكان أبوهم من سادات قريش في الجاهلية والإسلام،
وكان يكنى حكيم أبا خالد، وحديثه عند بكير بن الأشج، عن
الضحاك، عنه.
(620) خالد بن أبي جبل،
ويقَالَ ابن أبي جيل العدواني. من عدوان بن قيس بن غيلان،
معدود في أهل الحجاز، سكن الطائف. له حديث واحد.
روى عنه ابنه عبد الرحمن، كان ممن بايع تحت الشجرة.
__________
[1] في أسد الغابة: هذا كلام أبي عمر، وفيه سهو
[2] ما بين القوسين ليس في ت. وهو في أ.
[3] النخيلة: موضع قرب الكوفة (ياقوت) .
(2/435)
(621) خالد بن رباح
الحبشي،
أخو بلال بن رباح المؤذن له صحبة، ولا أعلم له رواية.
(622) خالد بن عدي الجهني.
يعد في أهل المدينة، كان ينزل الأشعر، روى عنه بسر بن سعيد
[1] .
(623) خالد بن نافع،
أبو نافع الخزاعي، كان من أصحاب الشجرة. حديثه عند أبي
مالك الأشجعي، عن نافع بن خالد، عَنْ أَبِيهِ خالد [2] .
(624) خالد بن اللجلاج [3] ،
في صحبته نظر. له حديث حسن رواه ابن عجلان، عن زرعة بن
إبراهيم، عنه، ولا أعرفه في الصحابة.
(625) خالد بن الحواري
[الحبشي] [4] ،
من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم له حكاية، يروى عنه أنه
قَالَ عند الموت: غسلوني غسلتين، غسلة للجنابة، وغسلة
للموت.
(626) خالد بن أيمن المعافري،
روى أن أهل العوالي كانوا يصلون مع النبي صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فنهاهم أن يصلوا صلاة في يوم مرتين.
ذكره هكذا ابن أبي حاتم، وَقَالَ: روى عنه عمرو بن شعيب.
قَالَ أبو عمر: هذا خطأ، ولا يعرف خالد بن أيمن هذا في
الصحابة، ولا ذكره فيهم غيره، والله أعلم، فهذا الحديث
إنما يرويه عمرو بن شعيب عن سليمان بن يسار عن ابن عمر عن
النبي صَلَّى الله عليه وسلم.
(627) خالد بن ربعي النهشلي
التميمي.
ويقَالَ: خالد بن مالك بن ربعي. أحد
__________
[1] في ت: بشر بن سعيد.
[2] قال في أسد الغابة: قد أخرج أبو عمر هذه الترجمة إلى
قوله: روى عنه ابنه نافع.
وقد أخرج خالد الخزاعي من غير أن ينسبه وقد تقدم، جعلهما
اثنين وهما واحد (2- 100) .
[3] في التهذيب: ويقال حصين بن اللجلاج.
[4] من أ، ت وهوامش الاستيعاب. وفي ى: الحواري، وفي
الطبقات: الحواترى.
(2/436)
الوفود [الوجوه] [1] من بني تميم على
رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كان
خالد بن ربعي هذا مقدما في رهطه، وكان قد تنافر هو
والقعقاع بن معبد إلى ربيعة بن حذار [2] أخي أسد بن خزيمة
في الجاهلية، فَقَالَ لهما رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: قد عرفتكما، وأراد أن يستعمل أحدهما
على بني تميم، فَقَالَ أبو بكر:
يَا رَسُولَ الله، استعمل فلانا. وقال عمر: استعمل فلانا.
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ: أما إنكما لو اجتمعتما أخذت برأيكما، ولكنكما
تختلفان علي أحيانا، فأنزل الله تعالى [3] : «يا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ
وَرَسُولِهِ» 49: 1. هكذا في رواية محمد بن المنكدر.
وأما حديث ابن الزبير ففيه أن الرجلين اللذين جرت هذه
القصة [4] فيهما بين أبي بكر وعمر، القعقاع بن معبد،
والأقرع بن حابس، وسيأتي ذكر ذلك في باب القعقاع إن شاء
الله.
باب خباب
(628) خباب بن الأرت،
اختلف في نسبه، فقيل: هو خزاعي، وقيل:
هو تميمي، ولم يختلف أنه حليف لبني زهرة، والصحيح أنه
تميمي النسب، لحقه سباء في الجاهلية، فاشترته امرأة من
خزاعة وأعتقته، وكانت من حلفاء بني عوف بن عبد عوف بن عبد
الحارث بن زهرة، فهو تميمىّ بالنسب، خزاعيّ
__________
[1] من أ، ت.
[2] في أسد الغابة: حذار- بكسر الحاء المهملة وبالذال
المعجمة، وضبطه أبو عمر بخطه بالجيم والدال المهملة. والله
أعلم.
[3] سورة الحجرات، آية 1.
[4] في ى: القضية.
(2/437)
بالولاء، زهري بالحلف، وهو خباب بن الأرت
بن جندلة بن سعد بن خزيمة بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن
تميم، كان قينا يعمل السيوف في الجاهلية، فأصابه سبى فبيع
بمكة، فاشترته أم أنمار بنت سباع الخزاعية، وأبوها سباع
حليف بني عوف بن عبد عوف كما ذكرنا.
وقد قيل: هو مولى ثابت بن أم أنمار. وقد قيل: بل أم خباب
هي أم سباع الخزاعية، ولم يلحقه سباء، ولكنه انتمى إلى
حلفاء أمه من بنى زهرة.
قَالَ أبو عمر: كان فاضلا من المهاجرين الأولين، شهد بدرا
وما بعدها من المشاهد مع النبي صلى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ، يكنى أبا عبد الله. وقيل: يكنى أبا يحيى.
وقيل: يكنى أبا محمد، كان قديم الإسلام ممن عذب في الله
وصبر على دينه.
كان رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قد آخى بينه وبين
تميم مولى خراش ابن الصمة. وقيل: بل آخى بينه وبين جبر [1]
بن عتيك، والأول أصح، والله أعلم.
نزل الكوفة، ومات بها سنة سبع وثلاثين منصرف على رضي الله
عنه من صفين [2] ، [وقيل: بل مات سنة تسع وثلاثين بعد أن
شهد مع علي صفين] [3] والنهروان، وصلى عليه علي بن أبي
طالب رضي الله عنه، وكانت سنه إذ مات ثلاثا وستين [4] سنة،
رضي الله عنه. وقيل: بل مات سنة تسع عشرة بالمدينة وصلى
عليه عمر رضي الله عنه.
__________
[1] في أ: بينه وبين ابن عتيك.
[2] في أ: سنة سبع وثلاثين بعد أن شهد مع علي صفين. وقيل:
بل مات سنة تسع وثلاثين بعد أن شهد مع على صفين والنهروان.
[3] من ت.
[4] في أسد الغابة: ثلاثا وسبعين.
(2/438)
حدثنا عبد الله بن محمد، قال: حدثنا محمد
بن بكر، قال: حدثنا أبو داود، حَدَّثَنَا مُقَاتِلُ بْنُ
مُحَمَّدٍ الرَّازِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَرِيرٌ عَنْ
بَيَانٍ [1] ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: سَأَلَ عُمَرُ
خَبَّابًا عَمَّا لَقِيَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ، فَقَالَ:
يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، انْظُرْ إِلَى ظَهْرِي،
فَنَظَرَ، فَقَالَ: مَا رَأَيْتُ كَالْيَوْمِ! قَالَ
خَبَّابٌ: لَقَدْ أُوقِدَتْ لِي نَارٌ وَسُحِبْتُ
عَلَيْهَا فَمَا أَطْفَأَهَا إلّا ودك ظهري.
(629) خباب بن قيظى بن عمرو بن
سهل الأنصاري الأشهلي،
من بني عبد الأشهل، قتل يوم أحد شهيدا هو وأخوه صيفي بن
قيظى.
(630) خباب مولى عتبة بن
غزوان،
يكنى أبا يَحْيَى، شهد بدرا مع مولاه عتبة بن غزوان، وتوفي
بالمدينة سنة تسع عشرة، وهو ابن خمسين سنة، وصلى عليه عمر
بن الخطاب رضي الله عنه.
(631) خباب مولى فاطمة بنت
عتبة بن ربيعة،
أدرك الجاهلية، واختلف في صحبته، وقد روى عن النبي صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لا وضوء إلا من صوت أو ريح.
روى عنه صالح بن حيوان [2] وبنوه أصحاب المقصورة، منهم
السائب ابن خبّاب، أبو مسلم صاحب المقصورة.
__________
[1] في أ: بن بنان.
[2] ويقال بالمعجمة، كما في التهذيب والتقريب.
(2/439)
باب خبيب
(632) خبيب بن عدي الأنصاري،
من بني جحجبي [1] بن عوف بن كلفة بن عوف بن عمرو بن عوف
الأنصاري، شهد بدرا، وأسر يوم الرجيع في السرية التي خرج
فيها مرثد بن أبي مرثد، وعاصم بن ثابت بن أبي الأقلح،
وخالد بن البكير في سبعة نفر فقتلوا، وذلك في سنة ثلاث،
وأسر خبيب وزيد بن الدثنة، وانطلق المشركون بهما إلى مكة
فباعوهما، فاشترى خبيبا بنو الحارث بن عامر بن نوفل، وكان
خبيب قد قتل الحارث بن عامر يوم بدر، كذا قَالَ معمر عن
ابن شهاب: إن بني الحارث بن عامر بن نوفل ابتاعوا خبيبا.
وَقَالَ ابن إسحاق: وابتاع خبيبا حجير بن أبي إهاب التميمي
حليف لهم، وكان حجير أخا الحارث بن عامر لأبيه فابتاعه
لعقبة بن الحارث ليقتله بأبيه.
قَالَ ابن شهاب: فمكث خبيب عندهم أسيرا حتى إذا اجتمعوا
على قتله استعار موسى من إحدى بنات الحارث ليستحد بها،
فأعارته. قالت: فغفلت عن صبي لي، فدرج إليه حتى أتاه.
قالت: فأخذه فوضعه على فخذه، فلما رأيته فزعت فزعا عرفه في
[2] ، والموسى في يده. فَقَالَ: أتخشين أن أقتله؟ ما كنت
لأفعل إن شاء الله. قَالَ: فكانت تقول: ما رأيت أسيرا خيرا
من خبيب، لقد رأيته يأكل من قطف عنب وما بمكة يومئذ من
حديقة، وإنه لموثق في الحديد، وما كان إلا رزقا آتاه الله
إياه. قَالَ: ثم خرجوا به من الحرم ليقتلوه، فَقَالَ:
دعوني أصلي ركعتين. ثم قَالَ: لولا أن يروا أن ما بي من
جزع من الموت لزدت.
__________
[1] في أ، ت: من بني جحجبي بن كلفة بن عمرو بن عوف.
[2] في ت: عرفه في وجهي.
(2/440)
قَالَ: فكان أول من صلى ركعتين عند القتل
[هو] [1] ، ثم قَالَ: اللَّهمّ أحصهم عددا، [وأقتلهم بددا،
ولا تبق منهم أحدا] [2] ، ثم قَالَ:
فلست أبالي حين أقتل مسلما ... على أي جنب كان في الله
مصرعي
وذلك في ذات الإله وإن يشأ ... يبارك على أوصال شلو ممزع
قَالَ: ثم قام إليه عقبة بن الحارث فقتله. هذا كله فيما
ذكره ابن هشام عن عمرو [بن أبي سفيان] [3] الثقفي، عن أبي
هريرة.
وذكر ابن إسحاق قال: وقال خبيب حين صلبه [4] :
لقد جمع الأحزاب حولي وألبوا ... قبائلهم واستجمعوا كلّ
مجمّع
وقد قرّبوا أبناءهم ونساءهم ... وقربت من جذع طويل ممنّع
وكلهم يبدي العداوة جاهدا ... علي، لأني في وثاق بمضيع
إلى الله أشكو غربتي بعد كربتي ... وما جمع الأحزاب لي عند
مصرعي
فذا العرش صبرني على ما أصابني ... فقد بضعوا لحمى وقد ضل
مطمعي
وذلك في ذات الإله وإن يشأ ... يبارك على أوصال شلو ممزع
وقد عرضوا بالكفر والموت دونه ... وقد ذرفت عيناي من غير
مدمع
وما بي حذار الموت، إني لميت ... ولكن حذاري حر نار تلفع
فلست بمبد للعدو تخشعا ... ولا جزعا إني إلى الله مرجعي
ولست أبالي حين أقتل مسلما ... على أي حال كان في الله
مصرعي [5]
__________
[1] من ت وحدها.
[2] من أسد الغابة.
[3] من أ، ت.
[4] في أ: صلبوه.
[5] في ت: مضجعي.
(2/441)
وصلب بالتنعيم [1] ، وكان الذي تولى صلبه
عقبة بن الحارث وأبو هبيرة العبدري [2] ، وذكر من الركعتين
نحو ما ذكر ابن شهاب، قَالَ: وَقَالَ عبد الله ابن أبي بكر
بن محمد بن عمرو بن حزم: هو أول من سن الركعتين عند القتل.
وَذَكَرَ الزُّبَيْرُ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ
أَبِي أُوَيْسٍ [3] قَالَ: حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ ابن
إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُقْبَةَ [بْنِ الْحَارِثِ بْنِ
نَوْفَلٍ] [4] عَنْ عَمِّهِ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنِ
ابْنِ شِهَابٍ أَنَّ عُقْبَةَ بْنَ الْحَارِثِ بْنِ
نَوْفَلٍ اشْتَرَى خُبَيْبَ بْنَ عَدِيٍّ مِنْ بَنِي
النَّجَّارِ، وَكَانَ خُبَيْبٌ قَدْ قَتَلَ أَبَاهُ يَوْمَ
بَدْرٍ، قَالَ: وَاشْتَرَكَ فِي ابْتِيَاعِ خُبَيْبٍ
فِيمَا زَعَمُوا أبو إهاب ابن عزير، وَعِكْرِمَةُ بْنُ
أَبِي جَهْلٍ، وَالأَخْنَسُ بْنُ شَرِيقٍ، وَعُبَيْدَةُ
بْنُ حَكِيمِ بْنِ الأَوْقَصِ، وَأُمَيَّةُ بْنُ أَبِي
عُتْبَةَ، وَبَنُو الْحَضْرَمِيِّ، وَصَفْوَانُ بْنُ
أُمَيَّةَ بِنْ خَلَفٍ، وَهُمْ أَبْنَاءُ مَنْ قُتِلَ مِنَ
الْمُشْرِكِينَ يَوْمَ بَدْرٍ، وَدَفَعُوهُ إِلَى عُقْبَةَ
بْنِ الْحَارِثِ، فَسَجَنَهُ فِي دَارِهِ، وَكَانَتِ
امْرَأَةُ عُقْبَةَ تَقُوتُهُ وَتَفْتَحُ عَنْهُ [5]
وَتُطْعِمُهُ، وَقَالَ لَهَا: إِذَا أَرَادُوا قَتْلِي
فَآذِنِينِي. فَلَمَّا أَرَادُوا قَتْلَهُ آذَنَتْهُ،
فَقَالَ لَهَا: أَعْطِينِي [6] حَدِيدَةً أَسْتَحِدُّ
بِهَا، فَأَعْطَتْهُ مُوسَى، فَقَالَ- وَهُوَ يَمْزَحُ:
قَدْ أَمْكَنَ اللَّهُ مِنْكُمْ، فَقَالَتْ: مَا كَانَ
هَذَا ظَنِّي بِكَ، فَطَرَحَ الْمُوسَى، وَقَالَ: إِنَّمَا
كُنْتُ مَازِحًا.
وروى عمرو بن أمية الضمري، قَالَ: بعثني رَسُول اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى خبيب بن عدي لأنزله
من الخشبة، فصعدت خشبته ليلا، فقطعت عنه وألقيته، فسمعت
وجبة خلفي، فالتفت فلم أر شيئا. روى سفيان بن عيينة عن
عمرو بن دينار عن جابر أنه سمع يقول الذي قتل خبيبا أبو
سروعة عقبة بن الحارث بن نوفل.
__________
[1] التنعيم: موضع بمكة، وهو بين مكة وسرف على فرسخين من
مكة (ياقوت) .
[2] في أ: العبديّ. وفي ت: العذري.
[3] في ى: إسماعيل بن أبى يونس، قال: حدثني إسماعيل بن أبى
أويس.
[4] ليس في أ، ت.
[5] في أ: عليه.
[6] في أ، ت: ابغني.
(2/442)
(633) خبيب بن إساف،
ويقَالَ يساف بن عنبة [1] بن عمرو بن خديج بن عامر بن جشم
بن الحارث بن الخزرج الأنصاري الخزرجي، شهد بدرا وأحدا
والخندق، وكان نازلا في المدينة.
قَالَ الواقدي: كان خبيب بن يساف قد تأخر إسلامه حتى خرج
النبي صَلَّى الله عليه وسلم بدر، فلحقه في الطريق، فأسلم
وشهد بدرا وأحدا والخندق والمشاهد كلها مع رسول الله
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ومات في خلافة عثمان.
قَالَ أبو عمر: خبيب بن إساف هذا تزوج حبيبة بنت خارجة بن
زيد بن أبي زهير بعد أن توفي عنها أبو بكر الصديق، وروى
عنه حديث واحد من وجه واحد، رواه عنه ابنه عبد الرحمن بن
خبيب.
وخبيب هذا هو جد خبيب بن عبد الرحمن بن [عبد الله بن] [2]
خبيب ابن يساف شيخ مالك.
وخبيب بن يساف هذا هو الذي قتل أمية بن خلف يوم بدر فيما
ذكروا.
قَالَ مسلم بن الحجاج: خبيب جد خبيب بن عبد الرحمن له
صحبة.
باب خداش
(634) خداش بن سلامة،
أبو سلامة السلامي، ويقَالَ ابن أبي سلامة. يعد في
الكوفيين، روى عنه حديث واحد، قوله صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وسلم: أوصى امرأ بأمه، [أوصي أمرأ بأمه] [3] ثلاث
مرات، أوصي امرأ بأبيه،
__________
[1] في ى: عتبة. والصواب من الإصابة، وهوامش الاستيعاب،
والطبقات.
[2] من أ، ت.
[3] من أ، ت.
(2/443)
أوصى امرأ بمولاه الذي يليه ... الحديث،
رواه الثوري عن منصور، عن عبيد الله [1] بن علي، عنه.
وذكره ابن أَبِي شَيْبَةَ، عن شريك، عن منصور بنحوه، وأدخل
شيبان بين عبيد الله وأبي سلامة عرفطة السلمي. وقد قيل: في
أبي سلامة خداش هذا إنه من ولد خبيب السلمي، وقد وهم فيه
بعض من جمع في الأسماء والكنى، فَقَالَ:
هو من ولد خبيب السلمي والد أبي عبد الرحمن السلمي، فلم
يصنع شيئا.
(635) خداش [2] ، عم صفية [3] بنت أبي مجزأة [4] ،
عمة أيوب بن ثابت، حديثه في شأن الصحيفة.
(636) خداش، أو خراش، بن حصين
بن الأصم،
واسم الأصم رحضة بن عامر ابن رواحة بن حجر بن عبد بن معيص
بن عامر بن لؤي. له صحبة، ولا أعلم له رواية.
وزعم بنو عامر بن لؤي أنه قاتل مسيلمة الكذاب.
باب خراش
(637) خراش بن الصمة بن عمرو
بن الجموح بن زيد بن حرام بن كعب بن غنم ابن كعب بن سلمة
الأنصاري السلمي،
شهد بدرا وأحدا، وجرح يوم أحد عشر جراحات، [ويقَالَ لخراش
بن الصمة قائد الفرسان] [5] ، وكان من الرّماة المذكورين.
__________
[1] هكذا في ى، والتهذيب. وفي أ، ت: عن عبيد بن على.
[2] في أسد الغابة والإصابة: خداش بن أبي خداش المكيّ.
[3] في أ: عم أبى صفية، ت مثل ى.
[4] في أ، ت: بحراة. وفي أسد الغابة: بنت بحر، وفي
الإصابة: بنت بحرية.
[5] من ت وحدها.
(2/444)
(638) خراش بن أمية
بن الفضل [1] الكعبي الخزاعي،
مدني شهد مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ الحديبية وخيبر وما بعدهما من المشاهد، وبعثه
رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عام
الحديبية إلى مكة، فآذته قريش وعقرت جمله، فحينئذ بعث
إليهم رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
عثمان بن عفان، وهو الذي حلق رأس رَسُول اللَّهِ صَلَّى
الله عليه وسلم يوم الحديبيّة.
روى عن خراش هذا ابنه عبد الله بن خراش. توفى خراش في آخر
خلافة معاوية.
(639) خراش الكلبي،
ثم السلولي. مذكور في الصحابة، لا أعرفه بغير ذَلِكَ. وقد
قيل: إنه الذي قبله، وذكر له ذَلِكَ الخبر، والصحيح في
ذَلِكَ أنه خزاعي [2] .
باب خرشة
(640) خرشة بن الحارث،
مصري. له صحبة ورواية. حديثه عند ابن لهيعة، عن يزيد بن
أبي حبيب، عنه.
(641) خرشة بن الحرّ الفزاري،
ويقال الأزدي. نزل حمص. له عن النبي صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حديث [واحد] [3] في الإمساك عن الفتنة،
لَيْسَ له عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
غيره فيما علمت. ولأخته سلامة بنت الحر عن النبي صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أحاديث. وقد ذكرناها في
الصواحب.
__________
[1] في أسد الغابة: ونسبه هشام الكلبي فقال: خراش بن أمية
بن ربيعة بن الفضل ابن منقذ بن عفيف.
[2] في أسد الغابة: قلت: هو خراش بن أمية، لا شبهة فيه.
فلا أدرى كيف اشتبه على أبى عمر.
[3] من أ، ت.
(2/445)
وكان خرشة بن الحر هذا يتيما في حجر عمر بن
الخطاب، روى عن عمر وأبي ذر وعبد الله بن سلام، روى عنه
جماعة من التابعين، منهم ربعي بن خراش، والمسيب بن رافع،
وأبو زرعة بن عمرو بن جرير.
(642) خرشة [1] ،
شامي، له صحبة، كذا قَالَ أبو حاتم، وجعله غير خرشة بن
الحر. وَقَالَ: روى عنه أبو كثير المحاربي.
باب خريم
(643) خريم بن فاتك الأسدي،
وهو خريم بن الأخرم بن شداد بن عمرو ابن الفاتك بن القليب
بن عمرو [2] بن أسد بن خزيمة. وأبوه الأخرم يُقَالُ له
فاتك. وقد قيل: إنّ فاتك هو ابن الأخرم، يكنى خريم بن فاتك
أبا يَحْيَى وقيل: أبا أيمن بابنه أيمن بن خريم، شهد بدرا
مع أخيه سبرة بن فاتك.
وقد قيل: إن خريما هذا وابنه أيمن بن خريم أسلما جميعا يوم
فتح مكة والأول أصح، وقد صحح البخاري وغيره أن خريم بن
فاتك وأخاه سبرة بن فاتك شهدا بدرا وهو الصحيح إن شاء
الله، عداده في الشاميين.
وروينا من وجوه عن أيمن بن خريم أنه قَالَ لمروان حين سأله
أن يقاتل معه بمرج راهط: إن أبي وعمي شهدا بدرا ونهياني أن
أقاتل مسلما.
وَرَوَى إِسْرَائِيلُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ شِمْرِ
بْنِ عَطِيَّةَ عَنْ خُرَيْمِ بْنِ فَاتِكٍ قَالَ:
قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ: أَيُّ رَجُلٍ أَنْتَ لَوْلا خُلَّتَانِ فِيكَ.
قُلْتُ:
يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَا هُمَا؟ قَالَ: تُسْبِلُ
إِزَارَكَ، وَتُرْخِي شَعْرَكَ. قَالَ: قُلْتُ: لا جَرَمَ
فَجَزَّ خُرَيْمٌ شَعْرَهُ ورفع إزاره.
__________
[1] في هوامش الاستيعاب: قال الذهبي: هو ابن الحر، لكن فرق
بينهما ابن أبى حاتم.
[2] هكذا في التهذيب والتقريب، ى، ت. وفي أ: بن عمر. وفي
هوامش الاستيعاب:
فاتك هو القليب.
(2/446)
وروينا مثل ذَلِكَ أيضا من حديث سهل بن
الحنظلية قَالَ: قَالَ لي رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: نعم الرجل خريم الأسدي، لولا طول جمته
وإسبال إزاره.
فبلغ ذَلِكَ خريم، فقطع جمته إلى أذنيه، ورفع إزاره إلى
نصف ساقه. يعد في الكوفيين. روى عنه المعرور بن سويد، وشمر
بن عطية، والربيع ابن عميلة، وحبيب بن النعمان الأسدي.
(664) خريم بن أوس بن حارثة بن
لام الطائي،
يكنى أبا لحاء. روى عنه أنه قَالَ: هاجرت إلى رسول الله
صلى الله عليه وسلم، فقدمت عليه منصرفه من تبوك، فسمعت
العباس عمه بقول: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إني أريد أن
امتدحك، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: قل، لا يفضض
الله فاك، فأنشأ يقول:
من قبلها [1] طبت في الظلال وفي ... مستودع حيث يخصف الورق
ثم هبطت البلاد لا بشر ... أنت ولا مضغة ولا علق
بل نطفة تركب السفين وقد ... ألجم نسرا وأهلها [2] الغرق
تنقل من صالب إلى رحم ... إذا مضى عالم بدا طبق
حتى احتوى بيتك المهيمن من ... خندف علياء تحتها النطق
وأنت لما ولدت أشرقت ... الأرض وضاءت بنورك الأفق
فنحن في ذَلِكَ الضياء وفي النور ... وسبل الرشاد تخترق
وذكر حديثا طويلا. وقد روى هذا الشعر بنحو هذه الرواية
جرير ابن أوس أخو خريم بن أوس، كما رواه خريم، فاللَّه
أعلم.
__________
[1] في أ: قبلها.
[2] في لسان العرب: وأهله. ونسر: صنم.
(م 3- الاستيعاب- ثان)
(2/447)
باب خزيمة
(665) خزيمة بن ثابت بن الفاكه
بن ثعلبة الخطمي الأنصاري،
من بني خطمة من الأوس، يعرف بذي الشهادتين، جعل رَسُول
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شهادته بشهادة
رجلين، يكنى أبا عمارة، شهد بدرا، وما بعدها من المشاهد،
وكانت راية خطمة بيده يوم الفتح، وكان مع علي رضي الله عنه
بصفين، فلما قتل عمار جرد سيفه فقاتل حتى قتل، وكانت صفين
سنة سبع وثلاثين.
روى عن محمد بن عمارة بن خزيمة بن ثابت من وجوه قد ذكرتها
في «كتاب الاستظهار في [طرق] [1] حديث عمار» . قَالَ: ما
زال جدي خزيمة بن ثابت مع علي بصفين كافا سلاحه، وكذلك فعل
يوم الجمل، فلما قتل عمار بصفين قَالَ خزيمة: سمعت رسول
الله صلى الله عليه وسلم يقول: تقتل عمارا الفئة الباغية.
ثم سل سيفه فقاتل حتى قتل.
(666) خزيمة بن معمر،
أبو معمر الأنصاري الخطمي أيضا، من بني خطمة. روى عنه محمد
بن المنكدر، لا أعلم روى عنه غيره حديثه في المرجومة، في
إسناده اضطراب كثير، وفيه إقامة الحد كفارة.
(667) خزيمة بن خزمة [2] بن عدي بن أبي غنم [3] بن عوف بن
الخزرج،
من القواقلة [4] ، شهد أحدا وما بعدها من المشاهد، مع رسول
الله صلى الله عليه وسلم.
__________
[1] من ت، أ.
[2] في ى: بن خزيمة. والمثبت من أ، ت، وأسد الغابة،
والإصابة.
[3] في أسد الغابة: بن أبى بن غنم.
[4] القوقل: اسم بطن من الأنصار، وهم القواقلة. (القاموس)
.
(2/448)
(668) خزيمة بن أوس
بن يزيد بن أصرم،
أخو مسعود بن [أوس بن] [1] يزيد بن أصرم، هكذا ذكرهما موسى
بن عقبة جميعا فيمن شهد بدرا.
(669) خزيمة بن جزي السلمي،
له صحبة. روى عنه أخوه حبان بن جزي [2] ، ذكره أبو حاتم
الرازي. فيه وفي الذي بعده نظر، وقال فيه الدارقطنيّ:
جزىّ- بكسر الجيم.
(670) خزيمة بن جهم بن قيس [3]
بن عبد شمس،
كان ممن حمله [4] النجاشي في السفينة، مع عمرو بن أمية،
ذكره ابن أبي حاتم الرازيّ عن أبيه.
(671) خزيمة بن الحارث،
مصري له صحبة، روى عنه يزيد بن أبي حبيب، حديثه عند ابن
لهيعة عن يزيد عنه.
(672) خزيمة بن جزي بن شهاب العبدي،
من عبد القيس، يعد في أهل البصرة.
روى عنه حديث واحد في الضب يختلف في إسناده ومتنه.
باب خفاف
(673) خفاف بن إيماء بن رحضة
[5] بن خربة الغفاري.
كان إمام مسجد بني غفار وخطيبهم، شهد الحديبية، وتوفي في
خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه بالمدينة، يعد في
المدنيين.
__________
[1] من أ، ت.
[2] هكذا ضبط في الإصابة. وقال في أسد الغابة: قال الدار
قطنى وابن ماكولا: بكسر الجيم. وقال عبد الغنى فيه: يقال
بفتح الجيم. وجزء- يعنى بالهمزة.
[3] في أسد الغابة: بن عبد قيس.
[4] في أ، ت: حمل النجاشي. وفي الإصابة: ممن بعثه النجاشي
مع عمرو بن أمية.
[5] في التهذيب: رحضة- براء مهملة وضاد معجمة. وفي
الإصابة: بفتح الراء المهملة، ثم معجمة- رخصة.
(2/449)
روى عنه عبد الله بن الحارث، وحنظلة بن علي
الأسدي [1] . ويقَالَ: إن لخفاف هذا ولأبيه إيماء، ولجده
رحضة صحبة، كلهم صحب النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ، وكانوا ينزلون غيقة من بلاد غفار، ويأتون
المدينة كثيرا. [يقولون هو والد مخلد بن خفاف، الذي روى
عنه ابن أبي ذئب، ولا يصح ذلك] [2] .
(674) خفاف بن ندبة،
ويقَالَ ندبة وندبه وندبة [3] بن عمير بن عمرو [4] ابن
الشريد السلمي.
يكنى أبا خرشة [5] ، وهو ابن عم خنساء، وصخر، ومعاوية.
وخفاف هذا شاعر مشهور بالشعر، أمه ندبة، وأبوه عمير، وكان
أسود حالكا. قَالَ أبو عبيدة: هو أحد أغربة العرب، قَالَ
الأصمعي: شهد خفاف حنينا.
وَقَالَ غيره: شهد مع النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ فتح مكة، ومعه لواء بني سليم، وشهد حنينا
والطائف. وَقَالَ أبو عبيدة: حَدَّثَنِي أبو بلال سهم بن
أبي العباس [6] [بن مرداس] [7] السلمي قَالَ: غزا معاوية
بن عمرو بن الشريد أخو خنساء مرة وفزارة، ومعه خفاف بن
ندبة، فاعتوره هاشم وزيد، ابنا حرملة المريان فاستطرد له
أحدهما، ثم وقف وشد عليه الآخر فقتله، فلما تنادوا قتل
معاوية.
قَالَ خفاف: قتلني الله إن رمت حتى أثأر به، فشد على مالك
بن حمار سيد بني شمخ بن فزارة فقتله وقال:
__________
[1] في ى: الأسيدي. والصواب من أ، ت.
[2] ليس في أ، ت.
[3] أي بالحركات الثلاث.
[4] ندبة أمه. وأبوه عمير.
[5] في ت، والإصابة: خراشة- بضم الخاء والشين.
[6] هكذا في ى، وأسد الغابة. وفي أ: سهم بن أبي بن العباس.
وفي ت: سهم بن العباس.
[7] من أ، ب.
(2/450)
فإن تك خيلي قد أصيب صميمها ... فعمدا على
عيني تيممت مالكا
وقفت له علوي وقد خان [1] صحبتي ... لأبني مجدا أو لأثأر
هالكا
أقول له والرمح يأطر [2] متنه ... تأمل خفافا أنني أنا
ذلكا
قَالَ أبو عمر: له حديث واحد لا أعلم له غيره، رواه عن
النبي صلى الله عليه وسلم: فقلت: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أين
تأمرني أن أنزل، أعلى قرشي، أم أنصاري أم أسلم أم غفار؟
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ: يا خفاف، ابتغ الرفيق قبل الطريق، فإن عرض لك
أمر نصرك، وإن احتجت إليه رفدك.
باب خلاد
(675) خلاد بن رافع بن مالك بن
العجلان بن عمرو بن عامر بن زريق الأنصاري الزرقي،
شهد بدرا مع أخيه رفاعة بن رافع الزرقي، يقولون: إنه له
رواية، والله أعلم.
(676) خلاد بن سويد بن ثعلبة
بن عمرو بن حارثة بن امرئ القيس ابن مالك الأغر بن ثعلبة
بن كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج الأكبر،
شهد العقبة، وشهد بدرا وأحدا والخندق، وقتل يوم بني قريظة
شهيدا، طرحت عليه الرحى من أطم من آطامها، فشدخت رأسه
ومات، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ فيما يذكرون: إن له أجر شهيد [3] ، ويقولون:
__________
[1] في أ، ت: خام.
[2] يأطر: ينثني. المتن: الظهر. أنا ذلك: أنا الّذي سمعت
به (الإصابة) .
[3] في الإصابة: شهيدين.
(2/451)
[إن] [1] التي طرحت عليه الرحى بنانة امرأة
من بني قريظة، ثم قتلها رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مع بني قريظة، إذ قتل من أنبت منهم،
ولم يقتل امرأة غيرها.
(677) خلّاد بن السائب بن خلّاد بن سويد الأنصاري [2] ،
يختلف في صحبته، وفي حديثه في رفع الصوت بالتلبية اختلاف
كبير. روى عنه عطاء بن يسار عن النبي صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: من أخاف أهل المدينة أخافه الله.
يختلف فيه، فمنهم من يقول فيه السائب بن خلاد، وسيأتي ذكره
في باب السائب بأكثر من هذا إن شاء الله.
(678) خلاد بن عمرو بن الجموح بن زيد بن حرام الأنصاري
السلمي،
شهد هو وأبوه وإخوته معوذ، وأبو أيمن، ومعاذ، بدرا. وقتل
خلّاد بن عمرو ابن الجموح هو وأبوه وأبو أيمن أخوه يوم أحد
شهيدا، وقيل: إن أبا أيمن مولى عمرو بن الجموح لَيْسَ
بابنه، ولم يختلفوا أن خلادا هذا شهد بدرا وأحدا.
باب خنيس
(679) خنيس بن حذافة بن قيس بن عدي بن سعد بن سهم القرشي
السهمي،
كان على حفصة زوج النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
قبله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وكان من
المهاجرين الأولين، شهد بدرا بعد هجرته إلى أرض الحبشة، ثم
شهد أحدا، ونالته ثمة جراحة [3] ، مات منها بالمدينة. هو
أخو عبد الله بن حذافة.
__________
[1] من أ، ت.
[2] في أسد الغابة: جعلهما (أي هذا والّذي قبله) أبو أحمد
العسكري واحدا، فقال خلاد بن سويد. وقيل خلاد بن السائب.
[3] في ت: ثم جراحات.
(2/452)
(680) خنيس بن خالد،
وهو الأشعر بن ربيعة بن أصرم بن ضبيس بن حبشية [1] ابن
سلول بن كعب بن عمرو الكعبي الخزاعي، يكنى أبا صخر، هكذا
قَالَ فيه إبراهيم بن سعد وسلمة جميعا عن ابن إسحاق: خنيس
بالخاء المنقوطة [والنون] [2] وغيرهما يقول حبيش بالحاء
المهملة والشين المنقوطة، وقد ذكرناه في الحاء.
باب خولي
(681) خولي بن أبي خولي العجلى،
هكذا قَالَ ابن هشام، ونسبه إلى عجل ابن لجيم [3] ويقَالَ
الجعفي، كذا قَالَ ابن إسحاق وغيره، وهو حليف بنى عدىّ ابن
كعب. ومنهم من يقول: فيه خولي بن خولى، والأكثر يقولون:
خولى ابن أبي خولي، واسم أبي خولي عمرو بن زهير بن جعف [4]
، كان حليفا للخطّاب ابن نفيل. شهد بدرا، أو شهد معه في
قول أبي معشر والواقدي: ابنه، ولم يسمياه.
وأما محمد بن إسحاق فَقَالَ: شهد خولي بن أبي خولي وأخوه
مالك بن أبي خولي [الجعفيان] [5] بدرا. وَقَالَ موسى بن
عقبة: شهد خولي وأخوه هلال بن أبى خولى بدرا [6] .
__________
[1] في ت: بن حبشية بن كعب بن عمرو الكعبي الخزاعي. وفي أ:
بن ضبيس بن عمرو الكعبي الخزاعي وفي هوامش الاستيعاب: بخط
كاتب الأصل في هوامش الاستيعاب: بخط كاتب الأصل في هامشه
ما لفظه: حبيشة- بالفتح. قال فيه ابن حبيب.
[2] من ت وحدها.
[3] في ى: لحيم. والمثبت من الزبيدي.
[4] في ت: من جعف.
[5] من أ، ت.
[6] في هوامش الاستيعاب: قال أبو عمر: أخطأ ابن هشام وأصاب
إسحاق.
(2/453)
وَقَالَ هشام بن الكلبي: شهد خولي بن أبي
خولي بدرا، وشهدها معه أخواه هلال وعبد الله، هكذا قَالَ:
وعبد الله.
وَقَالَ الطبري: شهد خولي بن أبي خولي بدرا والمشاهد كلها
مع رسول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ومات في خلافة
عمر.
ولخولي هذا حديث واحد أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى الله عليه
وسلم قال له: وذكر تغيّر الزمان [1] : عليك بالشام. وذكر
موسى بن عقبة عن ابن شهاب قَالَ: شهد بدرا مع النبي صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خولي بن أبي خولي، وهلال بن
أبي خولي، ولم يذكر مالك ابن أبي خولي.
(682) خولي بن أوس [2] الأنصاري،
زعم ابن جريج أنه ممن نزل في قبر رَسُول اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عليه وسلم مع عليّ والفضل.
(683) خولي [3] ،
روى عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. روى عنه
الضحاك بن مخمر [4] ، والد أنيس بن الضحاك، هكذا ذكره ابن
أبي حاتم، لا أدري أهو غير هذين [5] أو أحدهما.
__________
[1] في أ، ت: الزمن.
[2] في هوامش الاستيعاب: قال الذهبي: وإنما هو أوس بن
خولى.
[3] في هوامش الاستيعاب: لعله الّذي قبله- يعنى خولى بن
أبى خولى.
[4] في أ: محمد.
[5] يعنى الّذي تقدم ذكرهما (أسد الغابة) .
(2/454)
باب خويلد
(684) خويلد بن عمرو،
أبو شريح الخزاعي الكعبي، هو مشهور بكنيته، واختلفوا في
اسمه، فقيل: اسمه كعب بن عمرو. وقيل: عمرو بن خويلد،
والأكثر يقولون: خويلد بن عمرو بن صخر بن عبد العزي، أسلم
قبل فتح مكة، وتوفي بالمدينة سنة ثمان وستين، وقد ذكرناه
في الكنى.
(685) خويلد بن خالد بن منقذ
بن ربيعة الخزاعي،
أخو أم معبد، لم يذكروه في الصحابة، ولا أعلم له رواية،
وقد روى أخوه خنيس [1] بن خالد، وروى عن أختهما أم معبد
الخزاعية حديثها في مرور رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بها، وسنذكر خبرها إن شاء الله.
باب الأفراد في الخاء
(686) خوات بن جبير بن النعمان
بن أمية بن امرئ القيس،
وامرؤ القيس هذا يقَالُ له البرك بن ثعلبة بن عمرو بن عوف
بن مالك بن الأوس، يكنى أبا عبد الله في قول ابن عمارة
وغيره، وَقَالَ الواقدي: يكنى أبا صالح.
كان أحد فرسان رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ، شهد بدرا هو وأخوه عبد الله بن جبير في قول
بعضهم، روى سفيان بن عيينة، عن مسعر، عن ثابت ابن عبيد، عن
عبد الرحمن بن أبي ليلى، قَالَ: قَالَ لي خوات بن جبير،
وكان بدريا.
وَقَالَ موسى بن عقبة: خرج خوات بن جبير مع رَسُول اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم
__________
[1] في أ، ت: حبيش. وقد سبق أن اسمه خنيس، وحبيش- في باب
(خنيس) .
(2/455)
إلى بدر، فلما بلغ الصفراء أصاب ساقه حجر
فرجع فضرب له رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ بسهمه.
وَقَالَ ابن إسحاق: لم يشهد خوات بن جبير بدرا، ولكن
رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ضرب له
بسهمه مع أصحاب بدر، وشهدها أخوه عبد الله بن جبير، يعد في
أهل المدينة.
توفى بها سنة أربعين، وهو ابن أربع وتسعين، وكان يخضب
بالحناء والكتم [1] .
روى خوات بن جبير في تحريم المسكر عن النبي صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ما أسكر كثيره فقليله حرام، وروى في
صلاة الخوف، وله في الجاهلية قصة مشهورة مع ذات النحيين قد
محاها الإسلام، وهو القائل:
فشدت على النحيين كفا شحيحة ... فأعجلتها وآلفتك من فعلاتي
في أبيات تركت ذكرها، لأن في الخبر المشهور أن رَسُول
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سأله عنها
وتبسم، فَقَالَ: يا رَسُول اللَّهِ، قد رزق الله خيرا،
وأعوذ باللَّه من الحور بعد الكور [2] .
وأهل الأخبار يقولون: إنه شهد بدرا، وقد ذكرنا الاختلاف في
ذَلِكَ.
وذات النحيين امرأة من بني تيم الله بن ثعلبة، كانت تبيع
السمن في الجاهلية، وتضرب العرب المثل بذات النحيين فتقول:
أشغل من ذات النحيين.
أَخْبَرَنَا خَلَفُ بْنُ قَاسِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو
الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ
الطُّوسِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ
مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ السَّرَّاجُ،
قَالَ:
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ الرِّبَاطِيُّ، قَالَ:
حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا
__________
[1] الكتم: نبت يخلط بالحناء ويخضب به الشعر.
[2] أي من النقصان بعد الزيادة (النهاية) .
(2/456)
فُلَيْحٌ، عَنْ ضَمْرَةَ بْنِ سَعِيدٍ،
عَنْ قَيْسِ بن أبى حذيفة [1] ، عن خوّات ابن جُبَيْرٍ،
قَالَ: خَرَجْنَا حُجَّاجًا مَعَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ،
فَسِرْنَا فِي رَكْبٍ فِيهِمْ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ
الْجَرَّاحِ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ، فَقَالَ
الْقَوْمُ: غَنِّنَا مِنْ شِعْرِ ضِرَارٍ، فَقَالَ عُمَرُ:
دَعُوا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ فَلْيُغَنِّ مِنْ بُنَيَّاتِ
[2] فُؤَادِهِ، يَعْنِي مِنْ شِعْرِهِ، قَالَ: فَمَا
زِلْتُ أُغَنِّيهِمْ حَتَّى كَانَ السَّحَرُ، فَقَالَ
عُمَرُ: ارْفَعْ لِسَانَكَ يَا خَوَّاتُ فَقَدْ
أَسْحَرْنَا.
(687) الخشخاش بن الحارث،
ويقَالَ [ابن] [3] مالك بن الحارث العنبري التميمي، وقيل:
الخشخاش بن جناب العنبري، قاله ابن معين. وقيل: الخشخاش بن
حباب- بالحاء.
للخشخاش، ولبنيه: مالك، وقيس، وعبيد صحبه، وقد روى عنهم
وعن أبيهم حصين بن أبي الحر. [وروي عن الخشخاش العنبري
[4]] ، قَالَ: أتيت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ومعي ابن لي، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إنك لا تجني عليه ولا
يجنى عليك، مثل حديث أبي رمثة سواء، لا أعلم له غير هذا
الحديث.
روى عنه الحصين بن أبي الحر، قَالَ خليفة: هو الخشخاش
[بالخاء] [3] بن مالك ابن الحارث بن أخيف بن كعب بن العنبر
بن عمرو بن تميم.
(688) خرباق السلمى،
قَالَ سَعِيدُ بْنُ بَشِيرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ
مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ خِرْبَاقٍ السُّلَمِيِّ
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
صَلَّى الظُّهْرَ فَسَلَّمَ مِنْ رَكْعَتَيْنِ، فَقَالَ
لَهُ خِرْبَاقُ: أَشَكَكْتَ أَمْ قَصُرَتِ الصَّلاةَ يَا
رسول الله؟ فقال: ما شككت
__________
[1] في هوامش الاستيعاب: صوابه: قيس بن حذيفة.
[2] في ى: ثنيات.
[3] من أ، ت.
[4] ليس في أ، ت.
(2/457)
وَلا قَصَرْتُ [الصَّلاةَ] [1] . وَقَالَ
رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
أَصَدَقَ ذُو الْيَدَيْنِ؟
قَالُوا: نَعَمْ. فَصَلَّى الرَّكْعَتَيْنِ ثُمَّ سَلَّمَ
ثُمَّ سَجَدَ سَجْدَتَيْنِ وَهُوَ جَالِسٌ ثُمَّ سَلَّمَ.
هَكَذَا ذَكَرَهُ الْعُقَيْلِيُّ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ
يُوسُفَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ عُثْمَانَ النُّفَيْلِيِّ،
عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ بَكَّارٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ بَشِيرٍ
بِإِسْنَادِهِ. قَالَ أبو عمر: ورواه أيوب السختياني وهشام
بن حسان، عن ابن سيرين، عن أبي هريرة، ولم يذكروا خرباقا،
وإنما أحفظ ذكر الخرباق من حديث عمران بن الحصين في قصة ذي
اليدين- قَالَ: فقام رجل يقَالُ له: الخرباق طويل اليدين.
(689) خيثمة بن الحارث بن مالك
بن كعب بن النحاط بن غنم الأنصاري الأوسي،
هو والد سعد بن خيثمة، قتل يوم أحد شهيدا، قتله هبيرة بن
أبي وهب المخزومي، وقتل ابنه سعد بن خيثمة يوم بدر شهيدا.
(690) خليفة بن عدي الأنصاري البياضي،
ذكره موسى بن عقبة، فيمن شهد بدرا وأحدا.
(691) خليدة بن قيس بن النعمان بن سنان بن عبيد بن عدي بن
غنم بن كعب ابن سلمة الأنصاري السلمي،
شهد بدرا، كهذا قَالَ موسى بن عقبة، وأبو معشر.
وَقَالَ ابن إسحاق والواقدي: خليد بن قيس، وَقَالَ عبد
الله بن محمد ابن عمارة: خالد بن قيس، ولم يختلفوا أنه شهد
بدرا.
(692) الخريت بن راشد الناجي،
ذكر سيف عن زيد بن أسلم قَالَ: لقي الخريت بن راشد الناجي
رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم بين مكة
والمدينة، في وفد
__________
[1] ليس في أ، ت.
(2/458)
بنى سامة بن لؤي فاستمع لهم، وأشار إلى قوم
من قريش، فَقَالَ: هؤلاء قومكم فأنزلوا عليهم. قَالَ سيف:
وكان الخريت على مضر يوم الجمل مع طلحة، والزبير. قَالَ:
وكان عبد الله بن عامر استعمل الخريت على كورة من كور
فارس.
(693) خذام بن وديعة الأنصاري،
من الأوس. وقيل: خذام بن خالد، هو والد خنساء بنت خذام
التي أنكحها [أبوها] [1] كارهة، فرد رَسُول اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نكاحها، واختلف فيها هل كانت
بكرا أو ثيبا، على ما ذكرناه في بابها، واختلف في نزول
عثمان بن عفان على خذام هذا في حين هجرة عثمان إلى
المدينة.
(694) خلدة الزرقي الأنصاري،
مدني، هو جد عمر بن عبد الله بن خلدة، حَدِيثُهُ عِنْدَ
إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ [2] ، عَنْ يَحْيَى بْنِ
يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُمَرَ
بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَلْدَةَ الزُّرَقِيِّ، عَنْ
أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ خَلْدَةَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ لَهُ:
يَا خَلْدَةَ، ادْعُ لِي إِنْسَانًا يَحْلِبُ نَاقَتِي:
فَجَاءَهُ بِرَجُلٍ: فَقَالَ: مَا اسْمُكَ؟ قَالَ: حَرْبٌ.
فَقَالَ: اذْهَبْ. فَجَاءَهُ بِرَجُلٍ. فَقَالَ:
مَا اسْمُكَ؟ قَالَ: يَعِيشُ. قَالَ: احْلِبْهَا يَا
يَعِيشُ. حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ:
حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ رَشِيقٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا
إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ يُونُسَ، قَالَ:
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ شَبِيبٍ، قَالَ:
حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ، فذكره.
(695) خديج بن سلامة،
ويقَالَ: ابن سالم بن أوس بن عمرو بن القراقر [3] ،
__________
[1] من ت وحدها.
[2] في ت: بن أويس.
[3] في هوامش الاستيعاب: بخط كاتب الأصل في هامشه بالفاء
لطائر.
(2/459)
البلوي، حليف لبني حرام من الأنصار، شهد
العقبة الثانية، ولم يشهد بدرا، ولا أحدا، وشهد ما بعد
ذَلِكَ، قاله الطبري، وَقَالَ: يكنى أبا رشيد [1] .
(696) خنافر بن التوأم
الحميري،
كان كاهنا من كهان حمير، ثم أسلم على يدي معاذ باليمين،
وله خبر حسن في أعلام النبوة، إلا أن في إسناده مقالا، ولا
يعرف إلا به.
(697) الخفشيش الكندي،
ويقَالَ فيه بالحاء وبالجيم، وقد ذكرناه في باب الجيم.
__________
[1] في الإصابة وأسد الغابة: أبا شباث- بضم الشين المعجمة
وبالباء الموحدة وبعد الألف ثاء مثلثة.
(2/460)
|