الإستيعاب في معرفة الأصحاب

حرف الشين
باب شبل
(1155) شبل بن خالد،
ويقَالَ ابن حامد. ويقَالَ شبل بن خليد. ويقال شبل ابن معبد. قَالَ يَحْيَى بن معين: شبل بن معبد هو أشبه بالصواب، أو قَالَ: هو الصواب. ذكره ابن عيينة عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله عن أبي هريرة وزيد بن خالد، وشبل عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الأمة إذا زنت ولم تحصن [الحديث [1]] ، ولم يتابع ابن عيينة على ذكر شبل في هذا الحديث، ولا له ذكر في الصحابة إلا في رواية ابن عيينة هذه، وحسبك. وقد أوضحنا الصواب في إسناد هذا الحديث في كتاب «التمهيد» والحمد للَّه، فإن كان شبل ابن معبد فهو بجلي من بجيلة، وهو الذي عزل على يده عثمان أبا موسى فيما ذكر مصعب وخليفة، وولاها عبد الله بن عامر، وذلك أنه دخل على عثمان حين لم يكن عنده غير أموي [2] ، فَقَالَ: ما لكم معشر قريش، أما فيكم صغير تريدون أن ينبل، أو فقير تريدون غناه، أو خامل تريدون التنويه باسمه، علام أقطعتم هذا الأشعري العراق يأكلها خضما! فَقَالَ عثمان: ومن لها؟ فأشاروا بعبد الله بن عامر، وهو ابن ست عشرة سنة فولاه حينئذ. وإن كان شبل بن حامد فإنما يروي عن عبد الله ابن مالك الأوسي، وقد بيناه في «التمهيد» ، وليست لشبل بن حامد صحبة [والله أعلم [3]] .
__________
[1] ليس في أ.
[2] في أ: غير الأمويين.
[3] من أ.

(2/693)


(1156) شبل والد عبد الرحمن بن شبل،
روى عنه ابنه عبد الرحمن، لم يرو عنه غيره، وليس بمعروف هو ولا ابنه، ولا يصح، والله أعلم.
من حديثه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه نهى عن نقرة الغراب [1] في الصلاة. وله حديث آخر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا تقوم الساعة حتى يوجد نعل قريش [2] في القمامة، ويقَالَ: هذا نعل قريش [2] . وهو حديث منكر لا أصل له. وشبل مجهول.
باب شداد
(1157) شداد بن أسيد،
أو أسيد الأسلمي. والفتح أكثر في اسم أبيه. وشداد ابن أسيد مدني- روى عنه قيظي بن عامر، ولم يحدث بحديثه أحد إلّا زيد ابن الحباب، عن عمر بن قيظي بن عامر بن شداد بن أسيد، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ شداد- أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ له: أنت مهاجر حيثما كنت.
(1158) شداد بن أوس بن ثابت بن المنذر ابن أخي حسان بن ثابت الأنصاري،
يكنى أبا يعلى، نزل الشام بناحية فلسطين ومات بها سنة ثمان وخمسين، وهو ابن خمس وسبعين سنة. وقيل: بل توفي شداد [بن أوس [3]] سنة إحدى وأربعين. وقيل: بل توفي سنة أربع وستين.
قَالَ عبادة بن الصامت: كان شداد بن أوس ممن أوتي العلم والحلم. روى
__________
[1] في أ: نقر. وفي النهاية: نقرة الغراب: يريد تخفيف السجود، وأنه لا يمكث فيه إلا قدر وضع الغراب منقاره فيما يريد أكله.
[2] في أ: نعل قرشي.
[3] ليس في أ.

(2/694)


عنه أهل الشام. روى الْقَاسِمِ عَنِ ابْنِ أَشْرَسَ عَنْ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ:
إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يُؤْتِي الرَّجُلَ الْعِلْمَ وَلا يُؤْتِيهِ الْحِلْمَ، وَيُؤْتِيهِ الْحِلْمَ وَلا يُؤْتِيهِ الْعِلْمَ، وَإِنَّ أَبَا يَعْلَى شَدَّادَ بْنَ أَوْسٍ مِمَّنْ آتَاهُ اللَّهُ الْعِلْمَ والحلم.
قال مالك: كان أبو يعلى ابن عم حسان بن ثابت. قَالَ أبو عمر: هكذا قَالَ مالك، وإنما هو ابن أخي حسان بن ثابت الأنصاري، لا ابن عمه. روى عنه ابنه يعلى بن شداد، وأبو الأشعث الصنعاني، وصمرة بن حبيب.
(1159) شداد بن شرحبيل الجهني،
شامي. روى عنه عياش بن يونس حديثه عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه رآه قد وضع يمينه على يساره وهو في الصلاة. حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ خَلَفُ بْنُ قَاسِمٍ إِمْلاءً عَلَيَّ، قال: حدثنا أبو على سعيد ابن عُثْمَانَ بْنِ السَّكَنِ، قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَوْفٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ، قَالَ حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ، قَالَ حَدَّثَنَا حَبِيبُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَيَّاشِ بْنِ يُونُسَ، عَنْ شَدَّادِ بْنِ شُرَحْبِيلَ، قَالَ: مَهْمَا نَسِيتُ مِنْ شَيْءٍ فَلَمْ أَنْسَ أني رأيت رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ وَاضِعًا يَدَهُ الْيُمْنَى عَلَى الْيُسْرَى، وَهُوَ فِي الصَّلاةِ قَابِضًا عَلَيْهَا. قَالَ أَبُو عَلِيٍّ: لَيْسَ لِشَدَّادِ بْنِ شُرَحْبِيلَ غَيْرُ هَذَا الْحَدِيثِ. وَاللَّهُ أَعْلَمُ.
(1160) شداد بن عبد الله القناني،
قدم على رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ في وفد بلحارث بن كعب سنة عشر مع خالد بن الوليد فأسلم وحسن إسلامه.
(1161) شداد بن الهادي الليثي [ثم [1]] العتواري [2]
حليف بني هاشم، هو مدني من بني ليث بن بكر بن عبد مناه بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر.
قيل: اسمه أسامة بن عمرو، وشداد لقب، والهادي هو عمرو.
__________
[1] من أ.
[2] الضبط من اللباب.

(2/695)


قَالَ خليفة بن خياط: هو أسامة بن عمرو. وعمرو هو الهادي بن عبد الله ابن جابر بن بشر [1] بن عتوارة بن عامر بن ليث بن بكر، وهو أبو عبد الله ابن شداد بن الهادي.
وَقَالَ غير خليفة: إنما قيل له الهادي لأنه كان يوقد النار ليلا لمن سلك الطريق للأضياف.
وَقَالَ مسلم بن الْحَجَّاجِ: شداد بن الهادي الليثي [يقَالُ [2]] : اسم الهادي أسامة بن عمرو بن عبد الله [بن بر بن عتوارة [3]] بن عامر بن ليث.
قَالَ أبو عمر: كان شداد بن الهادي سلفا لرسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ولأبي بكر، لأنه كانت عنده سلمى بنت عميس أخت أسماء بنت عميس، وهي أخت ميمونة بنت الحارث لأمهما [4] ، وسكن المدينة ثم تحول منها إلى الكوفة، وداره بالمدينة معروفة.
من حديثه عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قَالَ: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم في إحدى صلاتي العشي وهو حامل أحد ابني ابنته، الحسن أو الحسين ... الحديث.
وروى عنه ابنه عبد الله بن شداد بن الهادي، وروى عنه ابن أبي عمار.
والله أعلم.
__________
[1] في أ: بر.
[2] ليس في أ.
[3] من أ.
[4] في أ: لأمها.

(2/696)


باب شراحيل
(1162) شراحيل بن زرعة الحضرمي،
قدم في وفد حضرموت على النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأسلموا.
(1163) شراحيل الجعفي.
وقيل فيه شرحبيل، والله أعلم، وقد تقدم [1] في باب شرحبيل. وذكر علي بن المديني، عن يونس بن محمد، عن حماد بن زيد، عن مخلد ابن عقبة بن عبد الرحمن بن شراحيل الجعفي، عَنْ جَدِّهِ عبد الرحمن، عَنْ أَبِيهِ شراحيل قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم، وبكفي سلعة [2] ، فقلت: يا رَسُول اللَّهِ، إن هذه السلعة قد حالت بيني وبين قائم سيفي أن أقبض عليه، وحالت بيني وبين عنان الدابة. فَقَالَ: ادن منى، فدنوت منه، فَقَالَ: افتح كفك، ففتحتها، ثم قَالَ:
اقبض كفك [3] فقبضتها، ثم قَالَ: افتح كفك [4] ففتحتها، ثم نفث [5] فيها، ثم لم يزل يطحنها ويدلكها بيده، ثم إنه رفع يده وما أرى لها أثرا.
(1164) شراحيل بن مرة الكندي،
رَوَى عَنْهُ حُجْرُ بْنُ عَدِيٍّ الْكِنْدِيُّ، حَدِيثَهُ عِنْدَ أَبِي إِسْحَاقَ السَّبِيعِيِّ، عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ، عن حجر بن عدي، عن شراحيل ابن مرّة الكوفي، سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يَقُولُ لِعَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَبْشِرْ فَإِنَّ حياتك وموتك معى.
(1165) شراحيل المنقري،
له صحبة ورواية عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. يعد في الشاميين. روى عنه أبو يزيد الهوزني.
__________
[1] سيأتي بعد على الترتيب الجديد للكتاب.
[2] السلعة: غدة تظهر بين الجلد واللحم إذا غمزت باليد تحركت.
[3] في أ: يدك.
[4] في أ: ثم قال: افتحها ففتحتها.
[5] في أ: ثم تنفس فيها.

(2/697)


باب شرحبيل
(1166) شرحبيل بن أوس.
وقيل أوس بن شرحبيل. حديثه عن النبي صلى الله عليه وسلم فيمن شرب الخمر مثل حديث معاوية: فإن عاد الرابعة فاقتلوه. وهو منسوخ بالإجماع [1] وبقوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لا يحل دم امرئ مسلم إلا بإحدى ثلاث. وبجلده نعيمان أو ابن نعيمان خامسة في الخمر، وإن كان حديثه مرسلا فإنه يعضده الإجماع.
(1167) شرحبيل ابن حسنة،
وهو شرحبيل بن عبد الله بن المطاع بن عبد الله، من كندة [2] حليف لبني زهرة، يكنى أبا عبد الله [3] ، نسب إلى أمه حسنة، وكانت مولاة لمعمر بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح.
وَقَالَ ابن هشام: وهو شرحبيل بن عبد الله أحد بني الغوث بن مر أخي تميم بن مر.
وَقَالَ موسى بن عقبة، عن ابن شهاب: وهو شرحبيل بن عبد الله من بني جمح، وأمه حسنة.
وَقَالَ ابن إسحاق: أمه حسنة امرأة عدولية [4] ولاؤها لمعمر بن حبيب ابن وهب بن حذافة بن جمح، تزوجها سفيان، رجل من الأنصار، أحد بنى زريق ابن عامر. ويقَالَ له سفيان بن معمر، لأن معمر بن حبيب الجمحي حالفه وتبناه وزوجه من حسنة، وقد كان لها من غيره شرحبيل، فولدت له جابرا وجنادة
__________
[1] في أ: بإجماع.
[2] في أ: بن عمرو من كندة.
[3] في أ: يكنى أبا عبد الرحمن.
[4] عدولى: بلدة بالبحرين.

(2/698)


ابني سفيان، فلما قدموا من الحبشة نزلوا على قومهم من بني زريق في ربعهم، ونزل شرحبيل مع أخويه لأمه، ثم هلك سفيان وابناه في خلافة عمر بن الخطاب، ولم يتركوا عقبا. فتحول شرحبيل ابن حسنة إلى بني زهرة، فحالفهم، وذكر باقي خبره.
قال الزبير: شرحبيل بن عبد الله بن المطاع تبنته حسنة زوجة سفيان بن معمر ابن حبيب الجمحي، وليس بابن لها، ونسب إليها. قال: وحسنة مولاة لمعمر ابن حبيب، وهي من أهل عدولي [1] من ناحية البحرين، إليها تنسب السفن العدولية.
قَالَ أبو عمر: كان شرحبيل ابن حسنة من مهاجرة الحبشة، معدود في وجوه قريش، وكان أميرا على ربع من أرباع الشام [لعمر بن الخطاب رضي الله عنه [2]] .
توفي في طاعون عمواس [3] سنة ثمان عشرة، وهو ابن سبع وستين سنة.
(1168) شرحبيل بن السمط بن الأسود بن جبلة الكندي. ويقال شرحبيل ابن السمط بن الأعور بن جبلة الكندي.
أدرك النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وكان أميرا على حمص لمعاوية، ومات بها، وصلى عليه حبيب بن سلمة.
وقيل: إنه مات سنة أربعين.
قَالَ أبو عمر: كان شرحبيل بن السمط على حمص، فلما قدم جرير على معاوية رسولا من عند علي رضي الله عنه حبسه أشهرا يتحيّر ويتردّد في أمره،
__________
[1] في ى: عدول.
[2] ليس في أ.
[3] في ياقوت: رواه الزمخشريّ بكسر أوله وسكون الثاني، ورواه غيره بفتح أوله وثانيه وآخره سين مهملة. وهي كورة من فلسطين بالقرب من بيت المقدس.

(2/699)


فقيل لمعاوية: إن جريرا قد رد بصائر أهل الشام في أن عليا ما قتل [1] عثمان، ولا بد لك من رجل يناقضه في ذَلِكَ ممن له صحبة ومنزلة، ولا نعلمه إلا شرحبيل ابن السمط، فإنه عدو لجرير.
فاستقدمه معاوية، فقدم عليه، فهيأ له رجالا يشهدون عنده أن عليا قتل عثمان، منهم بسر بن أرطأة، ويزيد بن أسد جد خالد بن عبد القسري، وأبو الأعور السلمي، وحابس [2] بن سعد الطائي، ومخارق بن الحارث الزبيدي، وحمزة بن مالك الهمداني، قد واطأهم معاوية على ذَلِكَ، فشهدوا عنده أن عليا قتل عثمان. فلقي جريرا فناظره فأبى أن يرجع. وَقَالَ: قد صح عندي أن عليا قد قتل عثمان، ثم خرج إلى مدائن الشام يخبر بذلك، ويندب إلى الطلب بدم عثمان، وله قصص طويلة، وفيها أشعار كثيرة لَيْسَ كتابنا هذا موضوعا [3] لها، وهو معدود في طبقة بسر بن أرطأة وأبي الأعور السلمي.
(1169) شرحبيل بن غيلان بن سلمة الثقفي.
روى عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الاستغفار بين كل سجدتين من صلاته- في حديث ذكره، لَيْسَ إسناده مما يحتج به، وكان أحد الخمسة رجال من وجوه ثقيف الذين بعثتهم [4] ثقيف بإسلامهم مع عبد يا ليل، له ولأبيه غيلان بن سلمة صحبة.
(1170) شرحبيل الجعفي.
وَقَالَ بعضهم فيه: شراحيل. حديثه في أعلام النبوة في قصة السلعة التي كانت به، شكاها إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم، فنفث
__________
[1] في ى: أن عليا قد قتل عثمان.
[2] في أ: وجابر بن سعد.
[3] في أ: موضعا.
[4] في ى: بعثهم.

(2/700)


فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم، ووضع يده عليها، ثم رفع يده فلم ير لها أثر.
روى عنه [ابنه [1]] عبد الرحمن.
(1171) شرحبيل الضبابي،
ويقَالَ: الحنظلي. يعرف بذي الجوشن، لم يرو عنه غير أبي إسحاق السبيعي، وقد تقدم ذكره في الأذواء في باب الذال.
باب شريح
(1172) شريح بن الحارث الكندي،
أبو أمية القاضي، وهو شريح بن الحارث ابن المنتجع بن معاوية بن جهم بن ثور بن عفير بن عدي بن الحارث بن مرّة ابن أدد الكندي.
وقد اختلف في نسبه إلى كندة. وقيل: هو حليف لهم من بني رائش. ونسبه ابن الكلبي فَقَالَ: هو شريح بن الحارث بن قيس بن الجهم بن معاوية بن عامر بن [2] الرائش بن الحارث بن معاوية بن ثور بن مربع [3] بن معاوية بن كندة.
قَالَ: وليس بالكوفة من بني الرائش غيرهم، وسائرهم ينسبون في حضرموت.
وقد قيل فيه: إنه شريح بن هانئ، وشريح بن شراحيل، ولا يصح إلا شريح بن الحارث.
أدرك شريح القاضي الجاهلية، ويعد في كبار التابعين، وكان قاضيا لعمر على الكوفة، ثم لعثمان، ثم لعلي رضي الله عنهم، فلم يزل قاضيا بها إلى زمن
__________
[1] من أ.
[2] في ى: بن عامر الرائش.
[3] في أ: بن مرتع، وهو كندة.

(2/701)


الحجاج، وكان أعلم الناس بالقضاء، وكان ذا فطنة وذكاء، ومعرفة وعقل ورصانة، وكان شاعرا محسنا، وله أشعار محفوظة في معان حسان، وكان كوسجا سناطا [1] لا شعر في وجهه، وتوفي سنة سبع وثمانين، وهو ابن مائة سنة، وولى القضاء ستين سنة من زمن عمر ألى زمن عبد الملك بن مروان.
(1173) شريح بن ضمرة المزني.
هو أول من قدم بصدقة مزينة، إلى النبي صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم.
(1174) شريح بن عامر السعدي،
من بني سعد بن بكر. له صحبة، ولّاه عمر ابن الخطاب رضي الله عنه البصرة، فقتل بناحية الأهواز.
(1175) شريح بن هانئ بن يزيد بن الحارث الحارثي بن كعب،
جاهلي إسلامي، يكنى أبا المقدام، وأبوه هانئ بن يزيد [2] ، له صحبة، قد ذكرناه في بابه، وشريح هذا من أجلة أصحاب علي رضي الله عنه.
(1176) شريح بن أبي وهب الحميري.
قَالَ: سمعت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [لبى [3]] حين استوت به [راحلته أو [4]] ناقته، حديثه عند عمرو بن قيس الملائي عن المحكم [5] بن وداعة اليماني، عنه.
(1177) شريح الحضرمي.
كان من أفضل [6] أصحاب النبي صلّى الله عليه وسلم
__________
[1] الكوسج: من لا شعر على عارضيه (الزبيدي) . والسناط- بالكسر والضم:
كوسج لا لحية له أصلا، أو الخفيف العارض ولم يبلغ حال الكوسج. أو لحيته في الذقن وما بالعارضين شيء (القاموس) .
[2] في أ: وأبوه هاني بن شريك، وهو مخالف لما تقدم في نسبه.
[3] من أ.
[4] ليس في أ.
[5] في أ: المحلم.
[6] في أ: أفاضل.

(2/702)


حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ قَاسِمٍ، قَالَ حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُفَسِّرِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ.
عَنْ يُونُسَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ، قَالَ: ذُكِرَ شُرَيْحٌ الْحَضْرَمِيُّ عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فقال: ذلك رجل لا يَتَوَسَّدُ الْقُرْآنَ. وَأَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَسَدٍ [1] ، قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَسْرُورٍ، قَالَ:
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُغِيثٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ الْمَرْوَزِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ: حَدَّثَنَا يُونُسُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنَا السَّائِبُ بْنُ يَزِيدَ فذكره.
(1178) شريح رجل من الصحابة،
روى عنه أبو وائل، لا أدري أهو أحد هؤلاء أم آخر غيرهم؟ حديثه عند واصل بن حيان الأحدب، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عن شريح، رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، قال [2] : يقول الله عز وجل يا بن آدم، امش إلي أهرول إليك ... في حديث ذكره.
(1179) شريح رجل من الصحابة،
حجازي، رَوَى عَنْهُ أَبُو الزُّبَيْرِ، وَعَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، سَمِعَاهُ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ، قَالَ: كُلُّ شَيْءٍ فِي الْبَحْرِ مَذْبُوحٌ، ذَبَحَ اللَّهُ لَكُمْ كُلَّ دَابَّةٍ خَلَقَهَا فِي الْبَحْرِ. قَالَ الزُّبَيْرُ، وَعَمْرُو بْنُ دِينَارٍ: كَانَ شُرَيْحٌ هَذَا قَدْ أَدْرَكَ النبي صلى الله عليه وسلم. قال أبو حاتم: له صحبة.
__________
[1] في أ: راشد.
[2] في أ: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: يقول الله عز وجل.
(م 20- الاستيعاب- ثان)

(2/703)


باب شريك
(1180) شريك بن أنس بن رافع بن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل، الأنصاري الأشهلي،
هو أخو الحارث بن أنس الذي شهد بدرا، وابنه عبد الله ابن شريك شهد معه أحدا.
(1181) شريك بن حنبل العبسي،
روى في أكل الثوم مثل حديث أبي هريرة: من أكل من هذه البقلة الخبيثة فلا يقربن المسجد [1]-[يعني الثوم [2]] ، روى عنه عمير بن تميم. قالوا: حديثه مرسل، وقد أدخله قوم في المسند. روى عنه أبو إسحاق السبيعي، ولشريك [3] بن حنبل هذا روايته عن علي.
(1182) شريك بن طارق الأشجعي،
ويقَالَ الحنظلي التميمي. يقَالَ: إنه له صحبة، ويقال: إن حديثه مرسل. روى عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: من زنى نزع عنه الإيمان. وروى أيضا عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قَالَ: ما منكم من أحد إلا وله شيطان ... الحديث.
ويحدث عن فروة بن نوفل عن عائشة أم المؤمنين، وليس له خبر يدل على لقاء أو رؤية، الا أن خليفة بن خياط ذكره فيمن نزل الكوفة من الصحابة، ونسبه في أشجع بن ريث بن غطفان.
ويقَالَ: يكنى أبا مالك.
__________
[1] في أ: فلا يقربن مسجدنا.
[2] ليس في أ.
[3] في ى: وشريك.

(2/704)


وذكر محمد بن سعد، عن الواقدي، في جملة من نزل الكوفة من الصحابة شريك بن طارق الحنظلي التميمي، وذكر له صاحب كتاب الوحدان- وهو الحسين بن محمد بن زياد القباني أبو علي حديثا عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لا يدخل الجنة أحد بعمله ... الحديث. وَقَالَ فيه شريك بن طارق الحنظلي التميمي كما قَالَ الْوَاقِدِيُّ، والأول أصح إن شاء الله تعالى.
(1183) شريك بن عبدة بن مغيث [1] بن الجد بن عجلان البلوي. من ولد يحيى [2] ابن بلي بن عمرو بن الحاف بن قضاعة،
حليف للأنصار. هو شريك ابن سحماء صاحب اللعان، نسب في ذَلِكَ الحديث إلى أمه، قيل: إنه شهد مع أبيه أحدا، وهو أخو البراء بن مالك لأمه، وهو الذي قذفه هلال بن أمية بامرأته. قيل:
إنه أول من لاعن في الإسلام، قاله هشام بن حسان، عن محمد بن سيرين، عن أنس بن مالك.
(1184) شريك بن عبد عمرو بن قيظي بن عمرو بن زيد بن جشم بن حارثة الأنصاري الحارثي،
شهد أحدا هو وأخوه أبو ثابت.
باب شهاب
(1185) شهاب بن مالك اليمامي [3] ،
وفد على النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
(1186) شهاب بن المجنون الجرمي
جد عاصم بن كليب. له ولأبيه صحبة [وسماع [4]] ورواية.
__________
[1] في أسد الغابة: ابن معتب.
[2] في أ: من ولد هني بن بلى.
[3] في أ: اليماني.
[4] ليس في أ.

(2/705)


شهاب الأنصاري، سمع النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم يقول: من ستر على كأنما أحياه. فَقَالَ له جابر: لم يسمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ غيري؟ وغيرك.
باب شيبان
شيبان بن مالك الأنصاري
ثم السلمي. يكنى أبا يحيى، هو جدّ، واسم أبي هبيرة يَحْيَى بن عباد بن شيبان. روى عنه ابنه عباد بن بن ابنه أبو هبيرة يَحْيَى بن عباد.
شيبان والد علي بن شيبان. روى عنه ابنه على. حديثه عند أهل اليمامة محمد بن جابر اليمامي.
باب الأفراد في حرف الشين
شباث [1] بن حديج [2] بن سلامة بن أوس البلوي.
حليف لبني حرام ولد ليلة العقبة، وكان أبوه في قول بعضهم أحد السبعين يومئذ، مع بنت عمرو بن عدي [بن سنان [3]] بن نابي الأنصارية، ليست له رواية شبيب بن ذي الكلاع، أبو روح، قَالَ: صليت خلف رسول الله
__________
[1] ط؟ من أسد الغابة، والقاموس، قال: كغراب.
[2] ، ى: خديج، والصواب من تاج العروس.
[3] في أ.

(2/706)


صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الصبح، فقرأ فيها بسورة الروم، وتردد في آية. وحديثه هذا مضطرب الإسناد، روى عنه عبد الملك بن عمير.
(1192) شبيل بن عوف بن أبي حية [1] ،
أبو الطفيل الأحمسي البجلي، أدرك النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأدرك الجاهلية ثم شهد القادسية، لا تصح له رواية ولا صحبة، إنما روايته عن عمر بن الخطاب ومن بعده.
قَالَ إسماعيل بن أبي خالد: حَدَّثَنِي شبيل بن عوف، وكان قد أدرك النبي صلى الله عليه وَسَلَّمَ وأدرك الجاهلية، وشهد القادسية.
(1193) شجار السلفي.
روى عن النبي صلى الله عليه وسلم. أخشى أن يكون حديثه مرسلا، روى عنه أبو عيسى.
(1194) شجاع بن أبي وهب.
ويقَالَ ابن وهب [2] بن ربيعة بن أسد بن صهيب ابن مالك بن كثير بن غم بن دودان بن أسد بن خزيمة الأسدي، حليف لبني عبد شمس، يكنى أبا وهب، شهد هو وأخوه عقبة بن أبي وهب بدرا والمشاهد كلها مع رسول الله صلى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولا أعلم لهما رواية. كان ممن هاجر إلى أرض الحبشة الهجرة الثانية، وممن قدم المدينة منها حين بلغهم إسلام أهل مكة، وكان رجلا نحيفا طوالا أجنأ [3] ، وآخى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بينه وبين ابن خولى.
وشجاع هذا هو الذي بعثه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى الحارث بن أبي شمر الغساني، وإلى جبلة بن الأيهم الغساني، واستشهد شجاع هذا يوم اليمامة، وهو ابن بضع وأربعين سنة.
__________
[1] في ى: حبة. والمثبت من أ، وأسد الغابة.
[2] في أ: وهبان.
[3] أجنأ: أشرف كاهله على صدره (القاموس) . وفي ى: أحنى.

(2/707)


(1195) الشريد بن سويد الثقفي.
وقيل: إنه من حضرموت ولكن عداده في ثقيف. روى عنه ابنه عمرو بن الشريد، ويعقوب بن عاصم، يعد في أهل الحجاز.
روى أبو عاصم قال: حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن بن يعلى، قَالَ: حَدَّثَنِي عمرو بن الشريد أن أباه أخبره أنه أنشد النبي صَلَّى الله عليه وسلم من شعر أمية ابن أبي الصلت مائة قافية، فَقَالَ: كاد يسلم- يعنى أمية [والله [1]] .
(1196) شريط بن أنس بن مالك بن هلال الأشجعي.
شهد حجة الوداع مع النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وسمع فيه خطبته، وكان ردفه يومئذ ابنه نبيط بن شريط، وكلاهما مذكور في الصحابة.
(1197) شطب الممدود.
يكنى أبا طويل، وهو رجل من كندة، نزل الشام وسكن بها، روى عنه عبد الرحمن بن جبير.
حَدَّثَنَا أَبُو القاسم خلف بن القاسم، قال: حدثنا أبو على سعيد بن عثمان ابن السَّكَنِ، حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ [2] بْنُ إِسْمَاعِيلَ [الْمَحَامِلِيُّ [3]] الْقَاضِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ أَبُو نَشِيطٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو الْمُغِيرَةِ عَبْدُ الْقُدُّوسِ بْنُ حَجَّاجٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا صَفْوَانُ بْنُ عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ جُبَيْرٍ، عَنْ أَبِي الطَّوِيلِ [4] شَطْبٍ الْمَمْدُودِ أَنَّهُ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم فقال:
__________
[1] ليس في أ.
[2] في ى: حسن، والمثبت من أ، ولب اللباب.
[3] من أ.
[4] في أ، أسد الغابة: عن أبى طويل. وانظر الإصابة 2- 149.

(2/708)


أَرَأَيْتَ رَجُلا عَمِلَ الذُّنُوبَ كُلَّهَا لَمْ يَتْرُكْ مِنْهَا شَيْئًا، وَهُوَ فِي ذَلِكَ لَمْ يَتْرُكْ حَاجَّةً وَلا دَاجَّةً إِلا اقْتَطَعَهَا بِيَمِينِهِ، فَهَلْ لِذَلِكَ مِنْ تَوْبَةٍ؟ قَالَ: هَلْ أَسْلَمْتَ [1] ؟ قَالَ:
أَمَّا أَنَا فَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، وَأَنَّكَ رَسُولُهُ. قَالَ: نَعَمْ، تَفْعَلُ الْخَيْرَاتِ، وَتَتْرُكُ السَّيِّئَاتِ يَجْعَلُهُنَّ اللَّهُ لَكَ كُلَّهُنَّ خَيْرَاتٍ. قَالَ: اللَّهُ أَكْبَرُ، فَمَا زَالَ يُكَبِّرُ حَتَّى تَوَارَى. قَالَ أَبُو الْمُغِيرَةِ: سَمِعْتُ مُبَشِّرَ بْنَ عُبَيْدٍ يَقُولُ: الْحَاجَّةُ هُوَ الَّذِي يَقْطَعُ الطَّرِيقَ عَلَى الْحَاجِّ إِذَا تَوَجَّهُوا. وَالدَّاجَّةُ الَّذِي يَقْطَعُ الطَّرِيقَ عَلَيْهِمْ إِذَا رَجَعُوا. قَالَ أَبُو عَلِيٍّ: لَمْ أَجِدْ لِشَطْبٍ الْمَمْدُودِ أَبِي الطَّوِيلِ غَيْرَ هَذَا الْحَدِيثَ.
(1198) شعيب بن عمرو الحضرمي.
لا يصح حديثه أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يصبغ بالحناء.
(1199) شفىّ الهذلي،
والد النضر بن شفي. يعد في أهل المدينة. ذكره بعضهم في الصحابة، ولا تصح له صحبة، والله أعلم.
(1200) شقران مولى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قيل: اسمه صالح فيما ذكر خليفة بن خياط، ومصعب.
وَقَالَ مصعب: كان شقران عبدا حبشيا لعبد الرحمن بن عوف، فوهبه لرسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وقيل: بل اشتراه رسول الله صلى الله عليه وسلم من عبد الرحمن بن عوف وأعتقه.
وَقَالَ عبد الله بن داود الخريبي [2] وغيره: كان رَسُول الله صلّى الله عليه وسلم
__________
[1] في أ: هل أسلم؟
[2] في أ: الحديبى.

(2/709)


قد ورث شقران مولاه من أبيه، فأعتقه بعد بدر، وأوصى به رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عند موته، وكان فيمن حضر غسل رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عند موته.
قَالَ مصعب: وقد انقرض ولد شقران، مات آخرهم بالمدينة في ولاية الرشيد، وكان بالبصرة رجل منهم، فلا أدري أترك عقبا أم لا.
وَقَالَ أبو معشر: شهد شقران بدرا، وكان يومئذ عبدا فلم يسهم له.
(1201) شقيق بن سلمة،
أبو وائل، صاحب ابن مسعود، أدرك الجاهلية قَالَ:
بعث النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأنا شاب ابن عشر حجج، أرعى إبلا لأهلي، وَقَالَ: أتانا مصدق النبي صلى الله عليه وسلم، وأنا غلام يومئذ، فكان يأخذ الصدقة من كل خمسين ناقة ناقة، فأتيته بكش فقلت: خذ من هذا صدقته. فَقَالَ: لَيْسَ في هذا صدقة، وروى أَبُو مُعَاوِيَةَ عَنِ الأَعْمَشِ قَالَ: قَالَ لي شقيق بن سلمة:
يا سلمان، لو رأيتنا [1] ، ونحن هراب من خالد بن الوليد يوم براخة، فوقعت عن البعير، فكادت عنقي تندق، فلو مت يومئذ كانت لي النار. قَالَ: وكنت يومئذ ابن إحدى وعشرين سنه.
(1202) شكل بن حميد العبسي،
من بني عبس بن بغيض بن ريث بن غطفان.
روى عنه ابنه شتير بن شكل، لم يرو عنه غيره، حديثه في الدعاء والاستعاذة.
(1203) شماس بن عثمان بن الشريد [بن سويد بن هرمي [2]] المخزومي،
من بني عامر بن مخزوم، اسمه عثمان، وشماس لقب غلب عليه، وقد ذكرنا الخبر
__________
[1] في أ: رأيتني.
[2] من أ.

(2/710)


بذلك في باب عثمان، وأمه صفية بنت ربيعة بن عبد شمس، كان من مهاجرة الحبشة، ثم شهد بدرا، وقتل يوم أحد شهيدا، وكان يوم قتل ابن أربع وثلاثين سنة، وكان رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: ما وجدت لشماس شبها إلا الجنّة [1] ، يعنى بما يقاتل عن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يومئذ، وكان رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لا يرمى ببصرة يمينا ولا شمالا إلا رأى شماسا في ذَلِكَ الوجه يذب بسيفه حتى غشي رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فترس بنفسه دونه حتى قتل، فحمل إلى المدينة وبه رمق، فأدخل على عائشة فقالت أم سلمة: ابن عمي يدخل على [2] غيري! فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: احملوه إلى أم سلمة، فحمل إليها فمات عندها، فأمر رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن يرد إلى أحد، فيدفن هنالك كما هو في ثيابه التي مات فيها بعد أن مكث يوما وليلة إلا أنه لم يأكل ولم يشرب ولم يصل عليه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ولم يغسله. وذكر أبو عبيدة أن شماسا هذا قتل يوم بدر فغلط، وَقَالَ في ذَلِكَ حسان بن ثابت يرثيه ويعزى أخته [فاختة] [3] فيه:
اقني حياتك [4] في ستر وفي كرم ... فإنما كان شماس من الناس
قد ذاق حمزة سيف الله فاصطبري ... كأسا رواء ككأس المرء شمّاس
(1204) شمعون بن يزيد [5] بن خنافة القرظي،
من بني قريظة، أبو ريحانة الأنصاري الخزرجي حليف لهم.
__________
[1] في هامش ى: بضم الجيم. وفي أ: الحبة.
[2] في أ: إلى.
[3] من أ. والشعر ليس في ديوان حسان الّذي بأيدينا.
[4] في أ: حياءك.
[5] في أ: بن زيد، وفي تاج العروس: قال أبو سعيد: هو بإعجام الغين أصح عندي.

(2/711)


يقال: إنه مولى رسول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كانت ابنته ريحانة سرية رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهو مشهور بكنيته، له صحبة وسماع ورواية، وكان من الفضلاء [الأخيار النجباء [1]] الزاهدين في الدنيا [الراجين ما عند الله [1]] ، نزل الشام. روى عنه الشاميون.
(1205) شيبة بن عثمان بن أبي طلحة بن عبد العزى بن عثمان بن عبد الدار بن قصي القرشي العبدري الحجبي المكي،
يكنى أبا عثمان. وقيل: أبا صفية، وأبوه عثمان بن أبي طلحة يعرف بالأوقص، قتله علي بن أبي طالب رضي الله عنه يوم أحد كافرا. واسم أبي طلحة عبد الله بن عبد العزى.
أسلم شيبة بن عثمان يوم فتح مكة، وشهد حنينا، وقيل: بل أسلم بحنين.
قَالَ الزبير: كان شيبة قد خرج مع رسول الله صلى الله عليه يوم حنين مشركا يريد أن يغتال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فرأى من رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غرة، فأقبل يريده، فرآه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ:
يا شيبة، هلم لا أم لك. فقذف الله في قلبه الرعب، ودنا من رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ووضع يده على صدره، ثم قَالَ: اخسأ [2] عنك الشيطان، فأخذه. [أفكل [3]] ونزع، وقذف الله في قلبه الإيمان، فأسلم، وقاتل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان ممن صبر معه يومئذ، وكان من خيار المسلمين، ودفع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مفتاح الكعبة إلى عثمان بن طلحة، أو إلى ابن عمه
__________
[1] ليس في أ.
[2] في أ: أخس.
[3] من أ.

(2/712)


شيبة بن عثمان بن أبي طلحة، وقال: خذوها خالدة تالدة إلى يوم القيامة يا بني أبي طلحة، لا يأخذها منكم إلا ظالم. قال: فبنو أبي طلحة هم الذين يلون سدانة الكعبة دون بني عبد الدار. قَالَ أبو عمر: شيبة هذا هو جد بني شيبة حجبة الكعبة إلى اليوم دون سائر الناس أجمعين. وهو أبو صفية بنت شيبة.
وتوفي في آخر خلافة معاوية سنة تسع [1] وخمسين. وقيل: بل توفي في أيام يزيد، ذكره بعضهم في المؤلّفة قلوبهم، وهو من فضلائهم.
__________
[1] في أسد الغابة: سبع وخمسين.

(2/713)