الإستيعاب في
معرفة الأصحاب حرف السين
باب ساعدة
(875) ساعدة بن حرام بن محيصة
[1] ،
روى عنه بشير بن يسار [2] ، ولا تصح له صحبة، وحديثه في
كسب الحجام مرسل عندي، والله أعلم. حَدِيثُهُ عِنْدَ يعقوب
ابن إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ
إِسْحَاقَ، عَنْ بَشِيرِ بْنِ يَسَارٍ أَنَّ سَاعِدَةَ ابن
حَرَامِ بْنِ سَعْدِ بْنِ مُحَيِّصَةَ حَدَّثَهُ أَنَّهُ
كَانَ لِمُحَيِّصَةَ بْنِ مَسْعُودٍ عَبْدٌ حَجَّامٌ،
يُقَالُ لَهُ: أَبُو طِيبَةَ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: انْفِقْهُ عَلَى
نَاضِحِكَ. وَإِنَّمَا قُلْنَا بِرَفْعِ هَذَا الْحَدِيثِ
لِحَدِيثِ ابْنِ شِهَابٍ في ذلك.
(876) ساعدة الهذلي،
والد عبد الله بن ساعدة، في صحبته نظر، والله أعلم.
باب سالم
(877) سالم بن أبي سالم،
أبو شداد العبسي، ويقَالَ: القيسي، والأول أصوب، شهد وفاة
النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ونزل حمص ومات
بها.
(878) سالم بن حرملة بن زهير،
له صحبه ورواية.
(879) سالم بن عبيد الأشجعي،
كوفي، له صحبة، وكان من أهل الصفة.
روى عنه خالد بن عرفطة، ونبيط [3] بن شريط، وهلال بن يساف.
__________
[1] في أسد الغابة: وقال ابن مندة وأبو نعيم: ساعدة بن
محيصن- آخره نون، وقالا:
ذكره البخاري في الصحابة (2- 244) .
[2] في أسد الغابة: ابن بشار.
[3] في أ: وروى عنه نبيط. وفي التقريب نبيط- بالتصغير- ابن
شريط- بفتح المعجمة (520) .
(2/566)
(880) سالم بن عمير
بن ثابت بن النعمان بن أمية بن امرئ القيس بن ثعلبة.
ويقَالَ: سالم بن عمير بن ثابت بن كلفة بن ثعلبة بن عمرو
بن عوف، شهد بدرا، وأحدا، والخندق والمشاهد كلها مع رسول
الله صلى الله عليه وسلم.
وتوفي في خلافة معاوية بن أبي سفيان، وهو أحد البكّاءين.
قال فيه موسى ابن عقبة: سالم بن عبد الله.
(881) سالم بن معقل،
مولى أبي حذيفة بن عتبة بن ربيعة بن عبد شمس بن عبد مناف،
يكنى أبا عبد الله، وكان من أهل فارس من إصطخر. وقيل: إنه
من عجم الفرس من كرمد [1] ، وكان من فضلاء الموالي، ومن
خيار الصحابة وكبارهم، وهو معدود في المهاجرين، لأنه لما
اعتقته مولاته زوج أبي حذيفة تولى أبا حذيفة وتبناه أبو
حذيفة، ولذلك [2] عد في المهاجرين، وهو معدود أيضا في
الأنصار، في بني عبيد لعتق مولاته الأنصارية زوج أبي حذيفة
له، وهو يعد في قريش المهاجرين لما ذكرنا، وفي الأنصار لما
وصفنا، وفي العجم لما تقدم ذكره أيضا، يعدّ في القرّاء مع
ذلك أيضا، وكان يؤم المهاجرين بقباء فيهم عمر بن [الخطاب
[3]] قبل أن يقدم رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ المدينة.
وقد روي أنه هاجر مع عمر بن الخطاب رضي الله عنه ونفر من
الصحابة من مكة، وكان يؤمهم إذا سافر معهم، لأنه كان
أكثرهم قرآنا، وكان عمر ابن الخطاب رضي الله عنه يفرط في
الثناء عليه، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد آخى
بينه وبين معاذ بن ماعص [4] . وقد قيل: إنه آخى بينه وبين
أبي بكر رضى الله عنه، ولا يصحّ ذلك.
__________
[1] لم نقف على ضبطه.
[2] في أ: فلذلك.
[3] من أ.
[4] في ى: ماعض. والمثبت من أ، وتاج العروس.
(2/567)
وقد روى عن عمر أنه قَالَ: لو كان سالم حيا
ما جعلتها شورى. وذلك بعد أن طعن فجعلها شورى، وهذا عندي
على أنه كان يصدر فيها عن رأيه، والله أعلم.
وكان أبو حذيفة قد تبنى سالما، فكان ينسب إليه. ويقَالَ
[1] :
سالم بن أبى حذيفة حتى نزلت: ادْعُوهُمْ لِآبائِهِمْ 33: 5
... الآية. وكان سالم عبدا لثبيتة [2] بنت يعار بن زيد بن
عبيد بن زيد الأنصاري من الأوس، زوج أبي حذيفة، فأعتقته
[سائبة [3]] فانقطع إلى أبي حذيفة، فتبناه وزوجه بنت أخيه
فاطمة بنت الوليد بن عتبة، لم يختلف [4] أنه مولى بنت يعار
زوج أبي حذيفة. واختلف في اسمها فقيل: [بثينة، وقيل [5] :]
ثبيتة. وقيل: عمرة، وقيل: سلمى بنت حطمة [6] . وَقَالَ
الطبري: قد قيل: في اسم أبيها تعار بالتاء، وقد ذكرناها في
بابها من كتاب النساء بما أغنى عن ذكرها هنا.
وحدثنا عبد الوارث، حدثنا قاسم، حدثنا أحمد بْنُ زُهَيْرٍ
[7] ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنِ
الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ، قَالَ:
كُنَّا عِنْدَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو [8] فَقَالَ:
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: خُذُوا
الْقُرْآنَ مِنْ أَرْبَعَةٍ: مِنَ ابْنِ أُمِّ عَبْدٍ-
وَبَدَأَ [9] بِهِ، وَمِنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، وَمِنْ
سَالِمٍ مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ، وَمِنْ مُعَاذِ بْنِ
جَبَلٍ، وَعِنْدَ الأَعْمَشِ فِي هَذَا إسناد آخر عن
__________
[1] في أ:: يقال.
[2] في ى: ثبينة. والمثبت من أ، وتاج العروس.
[3] ليست في أ.
[4] في أ: ولم.
[5] من أ.
[6] في أ: خطمة.
[7] في ى: أحمد بن أبي زهير.
[8] في أ: عمر.
[9] في أ: فبدأ به.
(2/568)
عَنْ [إِبْرَاهِيمَ عَنْ [1]] عَلْقَمَةَ،
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قال: قال رسول الله صلى الله عليه
وَسَلَّمَ: خُذُوا الْقُرْآنَ مِنْ أَرْبَعَةٍ: مِنْ
أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، وَمُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، وَسَالِمٍ
مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ، وَابْنِ مَسْعُودٍ. قَالَ أبو
عمر: شهد سالم مولى أبي حذيفة بدرا، وقتل يوم اليمامة
شهيدا هو ومولاه أبو حذيفة، فوجد رأس أحدهما عند رجلي
الآخر، وذلك سنة اثنتي عشر من الهجرة.
(882) سالم رجل من الصحابة،
حجم النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وشرب دم
المحجم، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ: أما علمت أن الدم كلّه حرام.
(883) سالم العدوي،
مخرج حديثه عند [2] ولده، وفد على النبي صلى الله عليه
وسلم وهو غلام حدث، وعليه ذوابة، فشمت عليه ودعا له، وتطهر
سالم بفضل وضوء رسول الله صلى الله عليه وسلم، لا أحسبه من
عدي قريش [3] .
باب السائب
(884) السائب بن الأقرع
الثقفي،
كوفي، شهد فتح نهاوند مع النعمان بن مقرن، وكان عمر بعثه
بكتابه إلى النعمان بن مقرن، ثم استعمله عمر على المدائن.
قَالَ البخاري: السائب بن الأقرع أدرك النبي صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ومسح برأسه، ونسبه أبو إسحاق
الهمداني.
(885) السائب بن الحارث بن قيس
بن عدي بن [سعيد بن سهم [4]] القرشي السهمي،
كان من مهاجرة الحبشة هو وإخوته: بشر، والحارث
__________
[1] من أ.
[2] في أ: عن.
[3] في أسد الغابة: هذا سالم العدوي هو سالم بن حرملة
الّذي تقدم ذكره، وهو من عدي بن عبد مناة (2- 248) .
[4] من أ.
(2/569)
ومعمر، وعبد الله، بنو الحارث بن قيس. وجرح
السائب بن الحارث يوم الطائف، وقتل بعد ذَلِكَ يوم فحل [1]
بالأردن شهيدا، وكانت فحل في ذي القعدة سنة ثلاث عشرة في
أول خلافة عمر، هكذا قَالَ ابن إسحاق وغيره. وَقَالَ ابن
الكلبي: كانت فحل سنة أربع عشرة.
(886) السائب بن أبي حبيش بن المطلب بن أسد بن عبد العزي
بن قصي القرشي الأسدي،
معدود في أهل المدينة، وهو الذي قَالَ فيه عمر بن الخطاب:
ذاك [2] رجل لا أعلم فيه عيبا. وما أحد بعد رَسُول اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلا وأنا أقدر أن
أعيبه. وقد روى أن ذَلِكَ قاله في ابنه عبد الله ابن
السائب بن أبي حبيش، وكان شريفا أيضا وسيطا في قومه.
والأثبت إن شاء الله تعالى أنه قاله في أبيه السائب بن أبي
حبيش، [وكان [3]] هو أخو فاطمة بنت حبيش المستحاضة. روى
عنه سليمان بن يسار وغيره.
(887) السائب بن حزن بن أبي وهب المخزومي،
أدرك النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بمولده، ولا
أعلم له رواية، عم سعيد بن المسيب. قَالَ مصعب الزبيري في
المسيب، وعبد الرحمن، والسائب، وأبو معبد: بنو حزن بن أبي
وهب، أمهم أم الحارث بنت سعيد [4] بن أبي قيس بن عبد ود بن
نصر بن مالك ابن حسل، قَالَ: ولم يرو عن أحد منهم إلا عن
المسيب بن حزن.
(888) السائب بن خباب،
مولى قريش، مدني، هو صاحب المقصورة،
__________
[1] خل: من أرض الشام كانت فيه وقعة للمسلمين مع الروم،
وكان بعد فتح دمشق في عام واحد (ياقوت) .
[2] في ى: وذلك. والمثبت من أ، وأسد الغابة.
[3] ليس في أ.
[4] هكذا في ى، وأسد الغابة. وفي أ: سعد.
(2/570)
له صحبة، يكنى أبا مسلم. ويقَالَ: إنه مولى
فاطمة بنت عتبة بن ربيعة.
وقيل: يكنى أبا عبد الرحمن.
روي عنه حديث واحد: أنه سمع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول:
لا وضوء إلا من ريح أو صوت. وروى عنه محمد بن عمرو بن
عطاء، وإسحاق بن سالم، وابنه مسلم بن السائب. قيل: إنه
توفي سنة سبع وسبعين، وهو ابن اثنتين وتسعين سنة.
(889) السائب بن خلاد الجهني،
أبو سهلة، روى عنه عطاء بن يسار وصالح ابن حيوان. فحديث
عطاء بن يسار عنه مرفوعا من أخاف أهل المدينة.
وحديث صالح عنه في الإمام الذي بصق في القبلة فنهاه أن
يصلّى بهم.
(890) السائب بن خلاد بن سويد
الأنصاري الخزرجي،
من بني كعب بن الخزرج، أبو سهلة، وأمه ليلى بنت عبادة من
بني ساعدة، هو والد خلاد ابن السائب. من نسبه قَالَ فيه:
السائب بن خلاد بن سويد بن ثعلبة بن عمرو بن حارثة بن امرئ
القيس [بن عمرو بن امرئ القيس [1]] بن مالك الأغر بن ثعلبة
بن كعب الخزرج الأنصاري الخزرجي، له صحبه.
روى عنه ابنه خلاد بن السائب، لم يرو عنه غيره فيما علمت.
وحديثه في رفع الصوت بالتلبية مختلف على خلاد فيه. وقد
ذكرنا الاختلاف في ذَلِكَ في كتاب التمهيد، وقد جوده مالك
وابن عيينة وابن جريج ومعمر، ورووه عن عبد الله بن أبي بكر
بن محمد بن عمرو بن حزم عن
__________
[1] من أ.
(2/571)
عبد الملك بن أبي بكر بن عبد الرحمن بن
الحارث بن هشام، عن خلاد بن السائب، عَنْ أَبِيهِ السائب
بن خلاد [بن سويد [1]] ، قاله ابن جريج.
قَالَ البخاري ومحمد بن إسحاق بن خزيمة وحسين بن محمد:
السائب بن خلاد بن سويد الأنصاري يكنى أبا سهلة، ولم يذكر
أبو أحمد الحاكم في الكنى من الصحابة أبا سهلة غيره.
(891) السائب، أبو خلاد الجهني،
روى عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في
الاستنجاء بثلاثة أحجار، حديثه هذا عند الزهري وقتادة عن
ابنه [2] خلاد بن السائب عنه. يعد في أهل المدينة.
(892) السائب بن أبي السائب،
واسم أبي السائب صيفي بن عائذ بن عبد الله ابن عمر بن
مخزوم.
واختلف في إسلامه، فذكر ابن إسحاق أنه قتل يوم بدر كافرا.
قَالَ ابن هشام: وذكر غير ابن إسحاق أنه الذي قتله الزبير
بن العوام، وكذلك قَالَ الزبير بن بكار: إن السائب بن أبي
السائب قتل يوم بدر كافرا، وأظنه عول فيه على قول ابن
إسحاق، وقد نقض الزبير ذَلِكَ في موضعين من كتابه بعد
ذَلِكَ: فَقَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بن محمد بن عبد الله
بن ثوبان، عن جعفر، عن عكرمة، عن يَحْيَى بن كعب، عَنْ
أَبِيهِ كعب مولى سعيد بن العاص، قَالَ:
مر معاوية وهو يطوف بالبيت، ومعه جنده، فزحموا [3] السائب
بن صيفي ابن عائذ فسقط، فوقف عليه معاوية وهو يومئذ خليفة،
فَقَالَ: أوقعوا الشيخ.
فلما قام قَالَ: ما هذا يا معاوية؟ تصرعوننا حول البيت!
أما والله لقد أردت أن
__________
[1] من أ.
[2] في أ: أبيه.
[3] هكذا في ى، وفي أ، وأسد الغابة: فرجموا.
(2/572)
أتزوج أمك. فَقَالَ معاوية: ليتك فعلت،
فجاءت بمثل أبي السائب- يعني عبد الله بن السائب. وهذا
أوضح [1] في إدراكه الإسلام، وفي طول عمره.
وَقَالَ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ: حَدَّثَنِي أَبُو ضَمْرَةَ
أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ اللَّيْثِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو
السَّائِبِ- يَعْنِي الْمَاجِنَ، وَهُوَ عَبْدُ اللَّهِ
بْنُ السَّائِبِ قَالَ: قَالَ: كَانَ جَدِّي أَبُو
السَّائِبِ بْنُ عَائِذٍ شَرِيكَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: نِعْمَ الشَّرِيكُ
كَانَ أَبُو السَّائِبِ، [كَانَ [2]] لا يُشَارِي وَلا
يُمَارِي. وَهَذَا كُلُّهُ مِنَ الزُّبَيْرِ مُنَاقَضَةٌ
فِيمَا ذَكَرَ إن السائب بن أبي السائب قتل يوم بَدْرٍ
كَافِرًا.
قَالَ ابن هشام: السائب بن أبي السائب الذي جاء فيه الحديث
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: نعم الشريك السائب كان
لا يشاري ولا يماري- كان قد أسلم فحسن إسلامه فيما بلغنا.
قَالَ ابن هشام: وذكر ابن شهاب، عن عبيد الله ابن عبد الله
بن عتبة، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أن السائب بن أبي السائب بن
عائذ بن عبد الله بن عمر بن مخزوم ممن هاجر مع رَسُول
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأعطاه يوم
الجعرانة من غنائم حنين.
قَالَ أبو عمر: هذا أولى ما عول عليه في هذا الباب. وقد
ذكرنا أن الحديث فيمن كان شريك رَسُول اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من هؤلاء مضطرب جدا.
منهم من يجعل الشركة [مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [3]] للسائب بن أبي السائب. ومنهم من
يجعلها لأبي السائب [أبيه [4]] كما ذكرنا عن الزبير
__________
[1] في أ: واضح.
[2] ليس في أ.
[3] من أ.
[4] ليست في أ.
(2/573)
هاهنا. ومنهم من يجعلها [لقيس بن السائب،
ومن يجعلها [1]] لعبد الله بن السائب، وهذا اضطراب لا يثبت
به شيء ولا تقوم به حجة. والسائب بن أبي السائب من جملة
المؤلفة قلوبهم، وممن حسن إسلامه منهم.
[ذكر الزبير هذا الخبر في الموقفيات فَقَالَ: أخبرني أبو
ضمرة أنس بن عياض عن ابن السائب المخزومي قَالَ: كان جدي
في الجاهلية يكنى أبا السائب، وبه اكتنيت، وهو أبو السائب
بن صيفي بن أبي السائب، كان خليطا لرسول الله صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذا ذكر في الإسلام قَالَ: نعم
الخليط كان أبو السائب لا يشاري ولا يماري [2]] .
(893) السائب بن سويد،
مدني روى عنه محمد كعب بن القرظي، عن النبي صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ما من شيء يصاب به أحدكم من
العافية والضر [3] إلا الله [4] يكتب له به أجرا.
[ (894) السائب بن عبيد بن عبد
يزيد بن هاشم بن عبد المطلب بن مناف
جد الإمام محمد بن إدريس بن العباس بن عثمان بن شافع بن
السائب الشافعي.
كان السائب هذا صاحب راية بني هاشم يوم بدر مع المشركين
فأسر ففدى نفسه ثم أسلم.
(895) السائب الغفاري،
ذكر ابن لهيعة قَالَ: حَدَّثَنَا أبو قبيل- رجل من بني
غفار- أن أم السائب أتت به النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ، وعليه تميمة فقطعها رَسُول اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ: ما اسم ابنك؟ قالت:
السائب. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وسلم: بل اسمه عبد الله.] [5]
__________
[1] ليست في أ.
[2] من أ.
[3] في ى: والطير.
[4] في أسد الغابة: إلا أن الله ...
[5] من أ.
(2/574)
(896) السائب بن
عثمان بن مظعون بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح.
قَالَ ابن إسحاق: هاجر مع أبيه عثمان بن مظعون ومع عميه:
قدامة، وعبد الله إلى أرض الحبشة الهجرة الثانية، وذكره
فيمن شهد بدرا وسائر المشاهد، وقتل السائب بن عثمان بن
مظعون وهو ابن بضع وثلاثين سنة يوم اليمامة شهيدا.
ذكره موسى بن عقبة في البدريين، وذكره ابن إسحاق، وأبو
معشر، والواقدي، وخالفهم ابن الكلبي في ذَلِكَ.
(897) السائب بن العوام بن
خويلد بن أسد القرشي الأسدي،
أخو الزبير ابن العوام.
أمه صفية بنت عبد المطلب، شهد أحدا، والخندق وسائر المشاهد
مع رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ، وقتل [السائب بن
العوام [1]] يوم اليمامة شهيدا.
(898) السائب بن أبي لبابة بن عبد المنذر،
ولد على عهد رسول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وقد
ذكرنا أباه والاختلاف في اسمه، وطرفا من أخباره في بابه.
قَالَ إبراهيم بن منذر: ولد السائب بن أبي لبابة بن عبد
المنذر على عهد رَسُول الله صلى الله عليه وسلم. يكنى أبا
عبد الرحمن، روايته عن عمر بن الخطاب [وهو قول الواقدي
[2]] .
(899) السائب بن مظعون بن حبيب
بن وهب بن حذافة بن جمح،
أخو عثمان بن مظعون لأبيه وأمه. كان من المهاجرين الأولين
إلى أرض الحبشة، وشهد بدرا [مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [3]] ، ولا أعلم متى مات، وليس
لعثمان ولا لأخيه السائب عقب. ولم يذكره ابن عقبة في
البدريين. وذكر ابن أخيه فيهم السائب بن مظعون، وذكره هشام
بن محمد وغيره في المهاجرين البدريين مع أخيه.
__________
[1] من أ.
[2] من أ.
[3] ليس في أ.
(11- الاستيعاب- 2)
(2/575)
(900) السائب بن
نميلة
الذكور في الصحابة. رَوَى عَنْهُ مُجَاهِدٌ حَدِيثَهُ
عِنْدَ الْجَوَّابِ الأَحْوَصِ [1] بْنِ جَوَّابٍ، عَنْ
عَمَّارِ بْنِ زريق، عن محمد بن عبد الكريم، مُجَاهِدٍ،
عَنِ السَّائِبِ بْنِ نُمَيْلَةَ، قَالَ: قَالَ رسول الله
صلى الله عليه وسلم:
صلاة الْقَاعِدِ عَلَى النِّصْفِ مِنْ صَلاةِ الْقَائِمِ.
لا أَعْرِفُهُ بِغَيْرِ هَذَا، وَأَخْشَى أَنْ يَكُونَ
حَدِيثُهُ مرسلا.
(901) السائب بن أبي وداعة،
واسم أبي وداعة الحارث بن صبيرة [2] بن سعيد بن سعد بن سهم
القرشي السهمي روى عنه أخوه المطلب، كانت وفاته بعد سبع
وخمسين، فاللَّه أعلم، لأنه تصدق في سنة سبع وخمسين بداريه
فيما كر البخاري.
وَقَالَ الزبير عن عمه: زعموا أنه كان شريكا للنبي صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بمكة.
قَالَ أبو عمر: هو أخو المطلب بن أبى وداعة.
(902) السائب بن يزيد بن سعيد بن ثمامة بن الأسود بن أخت
النّمر [3] .
تلف في نسبته، فقيل كناني، [وقيل: كندي، وقيل: ليثى، وقيل:
سلمى [4]] ، ل: هذلي، وقيل: أزدي. وَقَالَ ابن شهاب: هو من
الأزد، وعداده بني كنانة. وقيل: هو حليف لبني أمية أو لبني
عبد شمس.
ولد في السنة الثانية من الهجرة، فهو ترب ابن الزبير،
والنعمان بن بشير فول من قَالَ ذَلِكَ. كان عاملا لعمر على
سوق المدينة مع عبد الله بن عتبة مسعود.
__________
[1] في أ: الأخوص، وفي التقريب: اسمه أحوص.
[2] في ى: صبرة.
[3] في أسد الغابة: وهو المعروف بابن أخت نمر.
[4] ليس في أ.
(2/576)
وَقَالَ السائب: حج بي أبي مع رَسُول الله
صلى الله عليه وسلم، وأنا ابن سبع سنين. هذه رواية محمد بن
يوسف، عنه.
وَقَالَ ابن عيينة، عن الزهري، عن السائب بن يزيد، قَالَ:
لما قدم النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من غزوة
تبوك تلقاه الناس، فتلقيته مع الناس، وَقَالَ مرة:
مع الغلمان، وفي حجة الوداع أيضا.
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَكَمِ، حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، حدثنا إسحاق ابن أَبِي
حَيَّانَ [1] [الأَنْمَاطِيُّ [2]] ، حَدَّثَنَا هِشَامُ
بْنُ عِمَارَةَ [3] ، حدثنا حاتم بن إسماعيل، حدثنا الجعيد
ابن عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: سَمِعْتُ السَّائِبَ بْنَ
يَزِيدَ يَقُولُ: ذَهَبَتْ بِي خَالَتِي إِلَى رَسُولِ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَتْ:
يَا رَسُولَ اللَّهِ، [هَذَا] ابْنُ أُخْتِي وَجِعٌ،
فَدَعَا لِي، وَمَسَحَ بِرَأْسِي، ثُمَّ تَوَضَّأَ،
فَشَرِبْتُ مِنْ وُضُوئِهِ، ثُمَّ قُمْتُ خَلْفَ ظَهْرِهِ،
فَنَظَرْتُ إِلَى خَاتَمِهِ بَيْنَ كَتِفَيْهِ كَأَنَّهُ
زِرُّ الْحَجَلَةِ.
اختلف في وقت وفاته، واختلف في سنه ومولده، فقيل: توفي سنة
ثمانين.
وقيل: سنة ست وثمانين. وقيل: سنة إحدى وتسعين، وهو ابن
أربع وتسعين.
وقيل: بل توفي وهو ابن ست وتسعين. وَقَالَ الواقدي: ولد
السائب بن يزيد ابن أخت النمر- وهو رجل من كندة من أنفسهم،
له حلف في قريش- في سنة ثلاث من التاريخ.
__________
[1] في أ: بن أبى حسان.
[2] من أ.
[3] في أ: عمار.
(2/577)
باب سبرة
(903) سبرة بن أبي سبرة الجعفي،
واسم أبي سبرة يزيد بن مالك، وقد نسبنا أباه في بابه،
ولأبيه أبي سبرة صحبة، ولأخيه عبد الرحمن بن أبي سبرة صحبة
أيضا، وسبرة هذا هو عم خيثمة بن عبد الرحمن صاحب عبد الله
بن مسعود.
(904) سبرة أبو سليط،
والد عبد الله بن أبي سليط، هو مشهور بكنيته، وقد اختلف في
اسمه فقيل سبرة، وقيل أسبرة [1] ، شهد خيبر، وروى في لحوم
الحمر الأهلية.
(905) سبرة بن عمرو،
ذكره ابن إسحاق فيمن قدم على النبي صلى الله عليه وسلم مع
القعقاع بن معبد، وقيس بن عاصم، ومالك بن عمرو، والأقرع بن
حابس التميمي.
(906) سبرة بن فاتك،
أخو خريم بن فاتك الأسدي، وقد تقدم ذكر نسبه في باب أخيه،
قَالَ أبو زرعة: خريم بن فاتك، وسبرة بن فاتك أخوان،
وَقَالَ أيمن بن خريم: إن أبى وعمّى شهدا بدرا، وعهدا إلي
ألا أقاتل مسلما، وقد ذكرنا هذا الخبر فيما تقدم.
يعد سبرة بن فاتك في الشاميين، روى عنه بشر بن عبد الله،
وجبير ابن نفير.
[وَقَالَ البخاري وابن أبي خيثمة: سمرة بن فاتك- بالميم-
الأسدي.
ثم ذكر اسبرة بن فاتك بالباء رجلا آخر جعلاه في باب سبرة
[2]] .
(907) سبرة بن الفاكه،
ويقَالَ ابن أبي الفاكه، كوفي، روى عنه سالم بن أبي الجعد.
__________
[1] في أ: سئيرة.
[2] من أ.
(2/578)
(908) سبرة بن معبد
الجهني،
ويقَالَ: ابن عوسجة بن حرملة بن سبرة بن خديج ابن مالك بن
عمرو الجهنيّ، يكنى أبا ثرية، وَقَالَ بعضهم فيه: أبو ثرية
بفتح الثاء، والصواب ضمها عندهم.
سكن المدينة، وله بها دار، ثم انتقل في آخر أيامه إلى
المروة، وهو والد الربيع بن سبرة الجهني. روى عنه ابنه
الربيع. وروى عن الربيع جماعة، وأجلهم ابن شهاب، حديثه في
نكاح المتعة، أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ حرمها بعد أن أذن فيها.
باب سبيع
(909) سبيع بن حاطب بن قيس بن
هيشة بن الحارث بن أمية بن [1] معاوية ابن مالك بن عوف بن
عمرو بن عوف [بن مالك بن الأوس] [2] الأنصاري [الأوسي [2]]
،
قتل يوم أحد شهيدا، وقيل ابن عنبسة [3] .
(910) سبيع بن قيس بن عيشة بن
أمية بن مالك بن عامرة [4] بن عدي بن كعب [الأنصاري [5]]
وَقَالَ ابن عمارة: هو سبيع بن قيس بن عائشة بن أمية
الأنصاري الخزرجي، شهد بدرا هو وأخوه عباد بن قيس، وشهد
أحدا.
__________
[1] في أ: سبيع بن حاطب بن الحارث بن هيشة من بنى معاوية،
وما في أسد الغابة مثل ى.
[2] ليس في أ.
[3] هكذا في ى. وفي أ، وأسد الغابة: ابن عيشة.
[4] في أ: عامر: ونراه تحريفا. في أسد الغابة: وأبو موسى
قال غاضرة بدل غامرة، وذكر ابن الكلبي وأبو عمر: عامرة.
والله أعلم (2- 240) .
[5] من أ.
(2/579)
باب سراقة
(911) سراقة بن الحارث بن عدي العجلاني.
قتل يوم حنين شهيدا سنة ثمان من الهجرة.
(912) سراقة بن [1] الحباب
الأنصاري،
استشهد يوم حنين.
(913) سراقة بن عمرو بن عطية
بن خنساء بن مبذول بن عمرو بن غنم بن مالك ابن النجار
الأنصاري،
شهد بدرا، وأحدا، والخندق، والحديبية، وخيبر، وعمرة
القضاء، وقتل يوم مؤتة شهيدا.
(914) سراقة بن عمرو،
ذكروه فيهم ولم ينسبوه، قَالَ سيف بن عمر: ورد عمر بن
الخطاب سراقة بن عمرو إلى الباب، وجعل على مقدمته عبد
الرحمن بن ربيعة الباهلي. وسراقة بن عمرو هو الذي صالح أهل
[2] أرمينية والأرمن على الباب والأبواب، وكتب إلى عمر
بذلك، ومات سراقة هنالك، واستخلف عبد الرحمن ابن ربيعة،
فأقره عمر على عمله. قَالَ: وكان سراقة بن عمرو يدعى ذا
النور، وكان عبد الرحمن بن ربيعة يدعى أيضا ذا النور [قاله
سيف بن عمر [3]] .
(915) سراقة بن كعب بن عمرو بن عبد العزي بن غزّية.
كذا قَالَ الْوَاقِدِيُّ، وابن عمارة [4] ، وأبو معشر.
وَقَالَ إبراهيم بن سعد، عن ابن إسحاق: هو عبد العزّى ابن
عروة، وفي رواية هارون بن أبي عيسى عن ابن إسحاق: عبد
العزى بن فروة، وكلاهما خطأ، والصواب عبد العزى بن غزية بن
عمرو بن عوف بن غنم بن مالك ابن النجار، شهد بدرا وأحدا
والمشاهد كلها، وتوفي في خلافة معاوية.
__________
[1] هكذا في ى، وأسد الغابة. وفي أ: بن أبى الحباب.
[2] في أ: سكان.
[3] من أ.
[4] في أ: وأبو عمارة.
(2/580)
(916) سراقة بن مالك بن جعشم بن مالك بن
عمرو بن تيم بن مدلج بن مرّة ابن عبد مناة بن علي بن كنانة
المدلجي الكناني،
يكنى أبا سفيان، كان ينزل قديدا.
يعد في أهل المدينة. ويقَالَ: إنه سكن مكة.
روى عنه من الصحابة ابن عباس، وجابر، وروى عنه سعيد بن
المسيب، وابنه محمد بن سراقة.
وَذَكَرَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ عَنْ
وَائِلِ بْنِ دَاوُدَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ
بْنِ سُرَاقَةَ، عَنْ أَبِيهِ سُرَاقَةَ بْنِ مَالِكٍ
أَنَّهُ جَاءَ إِلَى رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم
فقال: يا رَسُولَ اللَّهِ، أَرَأَيْتَ الضَّالَّةَ تَرِدُ
عَلَى حَوْضِ إِبِلِي، أَلِي أَجْرٌ إِنْ سَقَيْتُهَا؟
فَقَالَ: فِي الْكَبِدِ الْحَرَّى أَجْرٌ. وَرَوَاهُ
مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عَبْدِ
الرَّحْمَنِ بْنِ مَالِكِ بْنِ جُعْشُمٍ، عَنْ أَبِيهِ
أَنَّ أَخَاهُ سُرَاقَةَ بْنَ مَالِكٍ قَالَ: قُلْتُ يَا
رَسُولَ اللَّهِ، أَرَأَيْتَ الضَّالَّةَ ... فَذَكَرَ
مِثْلَهُ سَوَاءً، وَرَوَى سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ،
عَنْ أَبِي مُوسَى، عَنِ الْحَسَنِ أَنّ رَسُولَ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِسُرَاقَةَ بْنِ
مَالِكٍ: كَيْفَ بِكَ إِذَا لَبِسْتَ سِوَارَيْ كِسْرَى؟
قَالَ: فَلَمَّا أُتِيَ عُمَرُ بِسِوَارَيْ كِسْرَى
وَمِنْطَقَتِهِ وَتَاجِهِ دَعَا سُرَاقَةَ بْنَ مَالِكٍ
فَأَلْبَسَهُ إِيَّاهُمَا، وَكَانَ سُرَاقَةُ رَجُلا
أَزَبَّ كَثِيرَ شَعْرِ السَّاعِدَيْنِ، وَقَالَ لَهُ:
ارْفَعْ يَدَيْكَ. فَقَالَ: اللَّهُ أَكْبَرُ، الْحَمْدُ
للَّه الَّذِي سلبهما كسرى ابن هُرْمُزَ الَّذِي كَانَ
يَقُولُ: أَنَا رَبُّ النَّاسِ، وَأَلْبَسَهُمَا سُرَاقَةَ
بْنَ مَالِكِ بْنِ جُعْشُمٍ أَعْرَابِيٌّ [رَجُلٌ [1]]
مِنْ بَنِي مُدْلِجٍ، وَرَفَعَ بِهَا عُمَرُ صَوْتَهُ،
وَكَانَ سُرَاقَةُ بْنُ مَالِكِ بْنِ جُعْشُمٍ شاعرا
مجوّدا وهو القائل لأبى جهل:
__________
[1] ليس في أ.
(2/581)
أَبَا حَكَمٍ وَاللَّهِ لَوْ كُنْتَ
شَاهِدًا ... لأَمْرِ جَوَادِيَ إِذْ تَسُوخُ قَوَائِمُهُ
عَلِمْتَ وَلَمْ تَشْكُكْ بِأَنَّ مُحَمَّدًا ... رَسُولٌ
بِبُرْهَانٍ فَمَنْ ذَا يُقَاوِمُهُ
عَلَيْكَ بِكَفِّ الْقَوْمِ عَنْهُ فَإِنَّنِي ... أَرَى
أَمْرُهُ يَوْمًا سَتَبْدُو مَعَالِمُهُ
بِأَمْرٍ يَوَدُّ النَّاسُ فِيهِ بِأَسْرِهِمْ ... بِأَنَّ
جَمِيعَ النَّاسِ طُرًّا يُسَالِمُهُ
وَمَاتَ سُرَاقَةُ بْنُ مَالِكِ بْنِ جُعْشُمٍ سَنَةَ
أَرْبَعٍ وَعِشْرِينَ فِي صَدْرِ خِلافَةِ عُثْمَانَ،
وَقَدْ قِيلَ: إِنَّهُ مَاتَ بَعْدَ عُثْمَانَ.
باب سعد
(917) سعد بن الأخرم،
يختلف في صحبته، ويختلف في حديثه. روى عبسى ابن يُونُسَ،
عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنِ
الْمُغِيرَةِ بْنِ سَعْدِ بْنِ الأَخْرَمِ، عَنْ أَبِيهِ
أَوْ عَنْ عَمِّهِ- شَكَّ الأَعْمَشُ- قَالَ: سَأَلْتُ
عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
فَقِيلَ لِي: هُوَ بِعَرَفَةَ، فَلَمَّا انْتَهَيْتُ
إِلَيْهِ دَفَعْتُ عَنْهُ. فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: دَعُوهُ فَإِرْبٌ [1] مَا
جَاءَ بِهِ ... الْحَدِيثَ. وَعِنْدَ الأَعْمَشِ لَهُ
حَدِيثٌ آخَرُ رَوَاهُ حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، عَنِ
الأَعْمَشِ، عَنْ شِمْرِ بْنِ عَطِيَّةَ، عَنِ
الْمُغِيرَةِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَخْرَمَ، عَنْ أَبِيهِ،
عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
لا تَتَّخِذُوا الضَّيْعَةَ فَتَرْغَبُوا فِي الدُّنْيَا.
قَالَ أَبُو عُمَرَ: غَيْرُ بَعِيدٍ رِوَايَةُ مِثْلِهِ
عَنِ ابْنِ مسعود.
(918) سعد بن الأطول بن عبيد
الله،
ويقَالَ: ابن عبد الله بن خالد بن واهب الجهني. يكنى أبا
مطرف، ويقَالَ: أبا قضاعة، له صحبة ورواية، وله أخ يسمى
يسار بن الأطول، مات على عهد رَسُول اللَّهِ صلّى الله
عليه وسلم.
__________
[1] إرب: حاجة. وانظر النهاية ففيه روايات وشرح لهذا
الحديث.
(2/582)
(919) سعد بن إياس،
أبو عمرو [1] الشيباني،
ويقَالَ: البكري، من بنى شيبان ابن ثعلبة بن عكابة بن صعب
بن علي بن بكر بن وائل، صاحب ابن مسعود، أدرك النبي صلى
الله عليه وسلم، قال: أذكر أني سمعت برسول الله صَلَّى
اللَّهُ عليه وسلم وأنا أرعى إبلا لأهلي بكاظمة، فقيل: خرج
نبي بتهامة. وَقَالَ:
انتهى شبابي يوم القادسية أربعين سنة. مات سنة خمس وتسعين
وهو ابن مائة وعشرين سنة، روى عنه جماعة من الكوفيين.
(920) سعد بن تميم السكوني،
ويقَالَ: الأشعري، أبو بلال بن سعد الواعظ الشامي الدمشقي،
له صحبة ورواية.
حَدَّثَنَا عبد الوارث، حدثنا قاسم، حدثنا أحمد بن
زُهَيْرٍ، حَدَّثَنَا الْحَوْطِيُّ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ
بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَلاءِ بْنِ
زَيْدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ بِلالَ بْنَ سَعْدٍ يُحَدِّثُ
عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا
لِلْخَلِيفَةِ عَلَيْنَا بَعْدَكَ؟ قَالَ: مِثْلُ مَالِي،
مَا رَحِمَ ذَا الرَّحِمِ، وَأَقْسَطَ فِي الْقِسْطِ،
وَعَدَلَ في القسمة.
(921) سعد بن الحارث بن الصمة.
قد ذكرنا نسبه في باب أبيه، صحب النبي صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وشهد مع علي صفين، وقتل يومئذ وهو أخو
جهيم [2] بن الحارث بن الصمّة.
(922) سعد بن حارثة بن لوذان
بن عبد ود بن زيد بن ثعلبة بن الخزرج ابن ساعدة بن كعب بن
الخزرج الأنصاري الساعدي،
شهد أحدا وما بعدها من المشاهد مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وقتل يوم اليمامة شهيدا.
__________
[1] في أسد الغابة: أبو عمر.
[2] في ى: وهو أخو أبى الجهم، والمثبت من أ، وأسد الغابة.
(2/583)
(923) سعد ابن حبتة،
وحبتة [1] هي بنت مالك من بني عمرو بن عوف، وهو سعد بن
بجير [2] بن معاوية بن سلمى بن بجيلة، حليف لبني عمرو ابن
عوف الأنصاري. رَوَى مِنْ حَدِيثِهِ حَرَامُ بْنُ
عُثْمَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ
جابر بن عبد الله، قال: نَظَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى سعدا بْنِ حَبْتَةَ يَوْمَ
الْخَنْدَقِ يُقَاتِلُ قِتَالا شَدِيدًا، وَهُوَ حَدِيثُ
السِّنِّ، فَدَعَاهُ فَقَالَ لَهُ: مَنْ أنت يا فتى؟
قال سعد ابن حَبْتَةَ. فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَسْعَدَ اللَّهُ جَدَّكَ،
اقْتَرِبْ مِنِّي، فَاقْتَرَبَ مِنْهُ، فَمَسَحَ عَلَى
رَأْسِهِ. وذكر ابن الكلبي، قَالَ: حَدَّثَنِي أبو قتادة
بن ثابت بن أبي قتادة الأنصاري، عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ
أن أبا قتادة قَالَ: لما خرجت في طلب سرح النبي صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لقيت [3] مسعدة، فضربته ضربة
أثقلته، وأدركه سعد ابن حبتة فضربه، فخر صريعا، فاحفظوا
ذَلِكَ لولد سعد ابن حبتة.
قَالَ أبو عمر: لا يختلفون أن أبا يوسف القاضي هو يعقوب بن
إبراهيم ابن حبيب ابن خنيس بن سعد ابن حبتة الأنصاري، وجد
أبي يوسف خنيس فيما ذكر ابن الكلبي هو صاحب جهارسوج [4]
خنيس بالكوفة. وتفسير جهارسوج بالعربية رحبة مربعة تفترق
منها أربعة طرق. [وولى القاضي أبو يوسف المهدي، ثم من بعده
للهادي، ثم للرشيد بعده إلى أن توفى في ربيع الأول سنة
اثنتين وثمانين ومائة [5] .
__________
[1] في أ: وحبته أمه بنت ...
[2] في أسد الغابة: بحير: قيل بفتح الباء وكسر الحاء
المهملة. وقيل بضم الباء وفتح الجيم.
[3] في أ: لحقت.
[4] الضبط من أ، وانظر هامش أسد الغابة (2- 271) .
[5] من أ.
(2/584)
وقال ابن الكلبي: سعد ابن حبتة هو سعد بن
عوف بن بجير بن معاوية، وأمه حبتة بنت مالك من بني عمرو بن
عوف، جاءت به إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فدعا له وبرك
عليه، ومسح [على [1]] رأسه. ومن ولده النعمان بن سعد الذي
[2] روى عن علي. ومن ولده أيضا خنيس بن سعد. ومن ولده أيضا
أبو يوسف القاضي يعقوب بن إبراهيم بن خنيس بن سعد ابن
حبتة.
قال أبو عمر: سعد ابن حبتة ممن استصغر يوم أحد هو والبراء
بن عازب، وزيد بن أرقم، وأبو سعيد الخدري، وزيد بن حارثة
الأنصاري.
(924) سعد بن حمار [3] بن مالك
الأنصاري،
هو أخو كعب بن حمار، حليف لبني ساعدة من الأنصار. قتل يوم
اليمامة شهيدا، وكان قد شهد أحدا وما بعدها من المشاهد.
(925) سعد بن الحنظلية،
والحنظلية هي أم جده، وهو سعد بن الربيع بن عمرو ابن عدي،
يكنى أبا الحارث. استصغر يوم أحد. هو أخو سهل ابن
الحنظلية، وهما من بني حارثة من الأنصار. وقد قيل إن سعد
ابن الحنظلية أبوه [4] يسمى عقيبا ولهما أخ يسمى عقبة. وقد
قيل: إن الحنظلية أمه وأم أخويه.
(926) سعد بن خولي،
من المهاجرين الأولين، ذكر إبراهيم بن سعد، عن ابن إسحاق
قال: وممن شهد بدرا من بني عامر بن لؤي سعد بن خولي حليف
لهم من أهل اليمن.
(927) سعد بن خولي،
مولى حاطب بن أبي بلتعة، وهو رجل من مذحج أصابه سباء،
وقيل: هو من الفرس، شهد بدرا، هكذا قال أبو معشر: سعد
__________
[1] ليس في أ.
[2] في أ: المدني.
[3] في أ: جماز. وفي أسد الغابة: جماز قيل بالجيم، آخره
زاي. وقال ابن الكلبي:
حمار يعنى بالحاء المكسورة وآخره راء والميم خفيفة، والله
أعلم. (2- 272) .
[4] في أ: أخوه، ونراه تحريفا.
(2/585)
ابن خولي مولى حاطب رجل من مذحج. وَقَالَ
ابن هشام: سعد مولى حاطب [رجل [1]] من كلب، وَقَالَ غيره
أيضا كذلك. ولم يختلفوا أنه شهد بدرا هو ومولاه حاطب بن
أبي بلتعة. قتل يومئذ شهيدا، وفرض عمر بن الخطاب لابنه عبد
الله بن سعد في الأنصار. روى عنه إسماعيل بن أبي خالد. وقد
قيل: إنه قتل يوم أحد، فإن كان قتل يوم أحد فحديث إسماعيل
عنه مرسل. وقد روى عنه جابر ابن عبد الله.
(928) سعد بن خولة،
من بني عامر بن لؤي من أنفسهم عند بعضهم، وعند بعضهم هو
حليف لهم. وَقَالَ بعضهم: إنه مولى أبي رهم بن عبد العزي
العامري، قَالَ ابن هشام: هو من اليمن حليف لبني عامر بن
لؤي. وقاله أبو معشر.
وَقَالَ غيره: كان من عجم الفرس، وكان من مهاجرة الحبشة
الهجرة الثانية في قول الواقدي. وفي قول ابن إسحاق أيضا
فيما ذكره ابن هشام عن زياد عن ابن إسحاق. وذكره ابن هشام
أيضا عن زياد عن ابن إسحاق فيمن شهد بدرا، وتابع ابن هشام
على ذَلِكَ معتمر بن سليمان عَنْ أَبِيهِ في البدريين.
[وذكره موسى بن عقبة في البدريين [2]] في بني عامر بن لؤي،
وكان زوج سبيعة الأسلمية [ولدت بعد وفاته بليال، فقال لها
رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ: قد حللت فانكحي من
شئت. وقد ذكرنا خبر سبيعة في بابها من هذا الكتاب [3]] .
ذَكَرَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٍ، عَنِ
الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله، قَالَ: أَرْسَلَ
مَرْوَانُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُتْبَةَ إِلَى سُبَيْعَةَ
بِنْتِ الْحَارِثِ يَسْأَلُهَا عَمَّا أَفْتَاهَا به
__________
[1] ليس في أ.
[2] ليس في أ.
[3] من أ.
(2/586)
رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأخبرته
أَنَّهَا كَانَتْ عِنْدَ سَعْدِ بْنِ خَوْلَةَ فُتُوُفِّيَ
عَنْهَا فِي حِجَّةِ الْوَدَاعِ، وَكَانَ بَدْرِيًّا،
[وَوَلَدَتْ بعد وفاته بليال فقال لها رسول الله صلّى الله
عليه: قَدْ حَلَلْتِ فَانْكِحِي مَنْ شِئْتِ [1]] . ولم
يختلفوا في أن سعد بن خولة مات بمكة في حجة الوداع إلا ما
ذكره الطبري محمد بن جرير فإنه قَالَ: توفي سعد بن خولة
سنة سبع. والصحيح ما ذكره معمر، عن الزهري، عن عبيد الله
بن عبد الله بن عتبة بن مسعود، عن أَبِيهِ أنه قَالَ: توفي
في حجة الوداع.
وأخبرنا خَلَفُ بْنُ قَاسِمٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ
بْنُ جعفر بن الورد، حدثنا الحسن ابن عُلَيْبٍ،
وَإِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ جَابِرٍ، قَالا:
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، قَالَ حَدَّثَنِي
اللَّيْثُ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، قَالَ:
تُوُفِّيَ سَعْدُ بْنُ خَوْلَةَ فِي حِجَّةِ الْوَدَاعِ
قَالَ أبو عمر: رثى له رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن مات بمكة، يعني في الأرض التي هاجر
منها، ويدل على ذَلِكَ قوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ: اللَّهمّ أمض لأصحابي هجرتهم، ولا تردهم على
أعقابهم. وذلك محفوظ في حديث ابن شهاب، عن عامر بن سعد،
عَنْ أَبِيهِ.
وروى جرير بن حازم، عن عمه جرير بن يزيد، عن عامر بن سعد،
عَنْ أَبِيهِ، أنه قَالَ: مرضت بمكة، فأتاني رَسُول
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يعودني، فقلت:
يَا رَسُولَ اللَّهِ، أموت بأرضي التي هاجرت منها؟ ثم ذكر
معنى حديث ابن شهاب، وفي آخره لكن سعد بن خولة البائس قد
مات في الأرض التي هاجر منها. وهذا يرد قول من قَالَ إنه
إنما رثى له لأنه مات قبل أن بهاجر،
__________
[1] ليس في أ.
(2/587)
وذلك غلط واضح، لأنه لم يشهد بدرا إلا بعد
هجرته، وهذا ما لا يشك فيه ذو لب. وقد أوضحنا هذا المعنى
في كتاب التمهيد.
حَدَّثَنَا عبد الله بن محمد بن عبد المؤمن، قال: حدثنا
أحمد بن سليمان بن الحسن، حَدَّثَنَا عبد الله بن أحمد بن
حنبل، حدثنا أبي، حدثنا إبراهيم بن خالد، حَدَّثَنَا رياح
عن معتمر [1] ، قَالَ: وممن شهد بدرا من بني عامر بن لؤيّ
حاطب ابن عبد العزي وسعد بن خولة.
(929) سعد بن خيثمة [2]
الأنصاري،
من بنى عمرو بن عوف، كذا قَالَ ابن إسحاق وغيره، ونسبه ابن
هشام فَقَالَ: سعد بن خيثمة بن الحارث بن مالك بن كعب ابن
النحاط بن كعب بن حارثة بن غنم بن السلم بن امرئ القيس بن
مالك ابن الأوس الأنصاري، عقبي، بدري، قتل يوم بدر شهيدا.
قَالَ أبو عمر: قتله طعيمة بن عدي. وقيل: بل قتله عمرو بن
عبد ود، وقتل حمزة يومئذ طعيمة، وقتل علي عمرا يوم
الأحزاب، وقتل خيثمة أبو سعد ابن خيثمة يوم أحد شهيدا.
وكان يقَالُ لسعد بن خيثمة سعد الخير، يكنى أبا عبد الله.
وذكروا أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم لما
استنهض أصحابه إلى غير قريش أسرعوا، فَقَالَ خيثمة بن
الحارث لابنه سعد: إنه لا بد لأحدنا أن يقيم، فآثرني
بالخروج، وأقم أنت مع نسائنا، فأبى سعد وَقَالَ: لو كان
غير الجنة لآثرتك به، إني لأرجو الشهادة في وجهي هذا،
فاستهما، فخرج سهم سعد، فخرج مع رَسُول الله صلى الله عليه
وسلم إلى بدر فقتل. قال ابن هشام:
__________
[1] في أ: معمر.
[2] في هوامش الاستيعاب: حثمة (93) .
(2/588)
كتب ابن إسحاق. سعد بن خيثمة في بني عمرو
بن عوف، وإنما هو من بنى غنم ابن سلم، ولكنه ربما كانت
دعوته فيهم فنسبه إليهم.
وقيل: إن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ نزل على سعد بن خيثمة في بنى عمرو ابن عوف.
والأكثر يقولون: إنه نزل على كلثوم بن الهدم في بني عمرو
بن عوف، ثم انتقل إلى المدينة، فنزل على أبي أيوب.
(930) سعد بن أبي ذباب،
دوسي حجازي. روي عنه حدث واحد في زكاة العسل بإسناد مجهول.
ومن ولده الحارث بن عبد الرحمن بن سعد بن أبي ذباب.
أخبرنا خلف بن قاسم، حَدَّثَنَا ابْنُ أبي العقيب [1] ،
حَدَّثَنَا أبو زرعة الدمشقي، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ
بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا صفوان بن عيسى، وأخبرنا
خلف، حَدَّثَنَا ابْنُ أبي العقيب بدمشق، حَدَّثَنَا أبو
زرعة، حَدَّثَنَا يَحْيَى بن صالح الوحاظي، حَدَّثَنَا عبد
العزيز [2] بن محمد الدراوَرْديّ جميعا، عن الحارث بن أبي
ذباب، عن منير بن عبد الله. وفي حديث ابن أَبِي شَيْبَةَ
منير بن عبد الله [3] ، عَنْ أَبِيهِ، عن سعد بن أبي ذباب،
قَالَ: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلمت وبايعته،
فاستعملني على قومي، وأبو بكر بعده، وعمر بعده. وذكر الخبر
وفيه:
قلت لعمر: يا أمير المؤمنين، ما ترى في العسل؟ قَالَ: خذ
منه العشر. فقلت:
أين أضعه؟ فَقَالَ: ضعه في بيت المال.
(931) سعد بن الربيع بن عمرو بن أبي زهير بن مالك بن امرئ
القيس بن مالك بن الأغر بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج بن
الحارث بن الخزرج الأنصاري الخزرجي
__________
[1] في أ: العقب.
[2] في أ: محمد بن عبد العزيز الدراوَرْديّ.
[3] في أ: عبيد الله.
(2/589)
عقبي، بدري. كان أحد نقباء الأنصار، وكان
كاتبا في الجاهلية، وشهد العقبة الأولى والثانية، وشهد
بدرا، وقتل يوم أحد شهيدا، وأمر رَسُول اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يومئذ أن يلتمس في القتلى،
وَقَالَ: من يأتيني بخبر سعد بن الربيع؟ فَقَالَ رجل: أنا،
فذهب يطوف بين القتلى، فوجده وبه رمق، فَقَالَ له سعد بن
الربيع: ما شأنك؟ فَقَالَ الرجل: بعثني رَسُول اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لآتيه بخبرك. قَالَ:
فاذهب إليه فأقرأه مني السلام، وأخبره أني قد طعنت اثنتي
عشرة طعنة، وأني قد أنفذت مقاتلي. وأخبر قومك أنهم لا عذر
لهم عند الله إن قتل رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وواحد منهم حي. هكذا ذكر مالك هذا
الخبر، ولم يسم الرجل الذي ذهب ليأتي بخبر سعد بن الربيع،
وهو أبىّ بن كعب، ذَكَرَ ذَلِكَ رُبَيْحُ بْنُ عَبْدِ
الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنْ
أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ فِي هَذَا الْخَبَرِ أَنّ رَسُول
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ يَوْمَ
أُحُدٍ: مَنْ يَأْتِينِي بِخَبَرِ سَعْدِ بْنِ الرَّبِيعِ؟
فَإِنِّي رَأَيْتُ الأَسَنَّةَ قُدْ أُشْرِعَتْ إِلَيْهِ.
فَقَالَ أُبَيُّ بن كعب: أنا، وذكر الخير، وَفِيهِ اقْرَأْ
عَلَى قَوْمِي السَّلامَ، وَقُلْ لَهُمْ: يَقُولُ لَكُمْ
سَعْدُ بْنُ الرَّبِيعِ: اللَّهَ اللَّهَ وَمَا
عَاهَدْتُمْ عَلَيْهِ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه
وسلم ليلة العقبة، فو الله ما لكم عند الله عذر إن خلص إلى
بينكم وَفِيكُمْ عَيْنُ تَطْرَفُ. وَقَالَ أُبَيٌّ: فَلَمْ
أَبْرَحْ حتى مات، فَرَجَعْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرْتُهُ.
[فَقَالَ: رَحِمَهُ اللَّهُ، نَصَحَ للَّه ولرسوله حيا
ومينا [1]] . وَقَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: دُفِنَ سَعْدُ بْنُ
الرَّبِيعِ وَخَارَجَةُ بْنُ أَبِي زَيْدِ بْنِ أَبِي
زُهَيْرٍ في
__________
[1] ليس في أ.
(2/590)
قَبْرِ وَاحِدٍ. وَخَلَّفَ سَعْدُ بْنُ
الرَّبِيعِ ابْنَتَيْنِ فَأَعْطَاهُمَا رَسُولُ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الثُّلُثَيْنِ، فَكَانَ
ذَلِكَ أَوَّلَ بَيَانِهِ لِلآيَةِ فِي قَوْلِهِ عَزَّ
وَجَلَّ [1] : فَإِنْ كُنَّ نِساءً فَوْقَ اثْنَتَيْنِ
فَلَهُنَّ ثُلُثا ما تَرَكَ 4: 11. وَفِي ذَلِكَ نَزَلَتِ
الآيَةُ، وَبِذَلِكَ عُلِمَ مُرَادُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ
مِنْهَا، وَعُلِمَ أَنَّهُ أَرَادَ [2] بِقَوْلِهِ: فَوْقَ
اثْنَتَيْنِ 4: 11، أَيِ اثْنَتَيْنِ فَمَا فَوْقَهُمَا،
وَذَلِكَ أَيْضًا عِنْدَ الْعُلَمَاءِ قِيَاسٌ عَلَى
الأُخْتَيْنِ، إِذْ لإِحْدَاهُمَا النِّصْفُ
وَلِلاثْنَتَيْنِ الثُّلُثَانِ، فَكَذَلِكَ الابْنِتَانِ.
(932) سعد بن زرارة،
جد عمرة بنت عبد الرحمن. قيل: إنه أخو أسعد بن زرارة، أبي
أمامة، فإن كان كذلك فهو سعد بن زرارة بن عدس بن عبيد بن
ثعلبة بن غنم بن مالك بن النجار، وفيه نظر. وأخشى ألا يكون
أدرك الإسلام، لأن أكثرهم لم يذكره.
(933) سعد بن زيد الطائي،
وقيل الأنصاري. مختلف فيه، ولا يصح، لأنه انفرد بذكره جميل
بن زيد، عن سعد بن زيد الطائي في قصة المرأة الغفارية التي
تزوجها رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
فلما نزعت ثيابها رأى بياضا عند ثدييها، فَقَالَ لها لما
أصبح: الحقي بأهلك. ويقولون: أنه أخطأ فيه محمد بن أبي
حفصة، لأن أبا معاوية روى هذا الحديث عن جميل بن زيد، [عن
زيد [3]] بن كعب بن عجرة، قَالَ يَحْيَى بن معين: جميل بن
زيد لَيْسَ بثقة.
(934) سعد بن زيد بن الفاكه بن
زيد بن خلدة [4] بن عامر بن زريق الأنصاري الزرقي،
شهد بدرا.
__________
[1] سورة النساء.
[2] في ى: المراد.
[3] ليس في أ.
[4] في أ: خالد.
(م 12- استيعاب- ثان)
(2/591)
(935) سعد بن زيد
الأنصاري الأشهلي،
قَالَ ابن إسحاق: هو سعد بن زيد بن مالك بن عبيد بن كعب بن
عبد الأشهل. شهد بدرا.
وَقَالَ غير ابن إسحاق: هو سعد بن زيد بن عامر بن عمرو بن
جشم بن الحارث بن الخزرج، ولم يشهد بدرا. والصواب أنه من
بني عبد الأشهل، شهد بدرا وما بعدها. وقيل: سعد بن زيد بن
سعد الأشهلي، شهد العقبة في قول الواقدي خاصة، وعند غيره
شهد بدرا وما بعدها من المشاهد كلها مع رسول الله صلى الله
عليه وسلم.
قال أبو عمر: في ذَلِكَ [نظر [1]] ، أظنهما اثنين. وسعد بن
زيد الأنصاري هذا هو الذي بعثه رَسُول اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بسبايا من سبايا بني قريظة إلى
نجد، فابتاع لهم بها خيلا وسلاحا، وهو الذي هدم المنار
الذي كان بالمشلل للأوس والخزرج.
ولسعد بن زيد الأنصاري حديث واحد في الجلوس في الفتنة.
آخى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بين
عمرو بن سراقة وبين سعد بن زيد الأنصاري.
روى عن أحدهما سليمان بن محمد بن مسلمة. يعد في أهل
المدينة. وسعد ابن زيد الطائي الذي روى قصة الغفارية هو
غيرهما، وقد ذكرته فيما تقدم على أنه قد قيل في ذَلِكَ
الأنصاري أيضا.
(936) سعد بن زيد الأنصاري،
من بني عمرو بن عوف، ولد على عهد رَسُول اللَّهِ صَلَّى
الله عليه وسلم، وروى عن عمر.
__________
[1] من أ.
(2/592)
وتوفي في آخر خلافة عبد الملك بن مروان،
ذكره محمد بن سعد.
(937) سعد أبو زيد،
روى عن النبي صلى الله عليه وَسَلَّمَ أنه قَالَ: الأنصار
كرشي وعيبتي، فاقبلوا من محسنهم، وتجاوزوا عن مسيئهم. من
حديث إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة، عن زيد بن سعد،
عَنْ أَبِيهِ: يعد في أهل المدينة.
(938) سعد بن سلامة بن وقش بن
زغبة بن زعوراء بن عبد الأشهل الأنصاري الأشهلي،
هو سلكان بن سلامة، أبو نائلة، وسلكان لقب، واسمه سعد.
وقد ذكرناه في الكنى، وفي الأفراد في السين.
(939) سعد بن سهل [1] بن عبد
الأشهل بن حارثة بن دينار بن النجار الأنصاري،
شهد بدرا.
(940) سعد بن سويد بن قيس بن
عامر بن عمار بن عمار بن الأبجر،
مذكور في الصحابة، لا أعلم له خبرا.
(941) سعد بن سويد بن قيس،
من بني خدرة، من الأنصار، قتل يوم أحد شهيدا.
(942) سعد بن ضميرة الضمري،
له صحبة، أتى ذكره في حديث محلّم ابن جثامة، صحبته صحيحة
وصحبة ابنه ضميرة.
(943) سعد بن عائذ المؤذن،
مولى عمار بن ياسر المعروف بسعد القرظ، له صحبة، وإنما قيل
له سعد القرظ، لأنه كان كلما اتجر في شيء وضع فيه فاتجر في
القرظ، فربح، فلزم التجارة فيه.
روى عنه ابنه عمار بن سعد وابن ابنه [2] حفص بن عمر بن
سعد، جعله
__________
[1] في أ: سهيل. وفي أسد الغابة: بن سهل. وقيل سهيل.
[2] في أ: وابن أخته.
(2/593)
رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ مؤذنا بقباء، فلما مات رَسُول اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وترك بلال الأذان نقل أبو بكر
رضي الله عنه سعد القرظ هذا إلى مسجد رَسُول اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فلم يزل يؤذن فيه إلى
أن مات، وتوارث عنه بنوه الأذان فيه إلى زمن مالك وبعده
أيضا.
وقد قيل: إن الذي نقله من قباء إلى المدينة للأذان عمر بن
الخطاب.
وقيل: إنه كان يؤذن للنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ واستخلفه بلال على الأذان في خلافة عمر حين خرج
بلال إلى الشام. وقيل: انتقله عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
وذكر ابن المبارك، عن يونس بن يزيد، عن الزهري قَالَ:
أخبرني حفص بن عمر بن سعد أن جده سعدا المؤذن كان يؤذن على
عهد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
لأهل قباء حتى نقله [1] عمر بن الخطاب في خلافته، فأذن له
في المدينة في مسجد النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ، وذكر تمام الخبر.
وَقَالَ خليفة بن خياط: أذن لأبي بكر سعد القرظ مولى عمار
بن ياسر، هو كان مؤذنه إلى أن مات أبو بكر، وأذن بعده لعمر
بن الخطاب رضي الله عنهم.
(944) سعد بن عبادة بن دليم بن
أبى حليمة [2] ،
ويقَالَ ابن أبي حزيمة [3] بن ثعلبة ابن طريف بن الخزرج بن
ساعدة بن كعب بن الخزرج الأنصاري الساعدي، يكنى أبا ثابت.
وقد قيل أبو قيس، والأول أصح، وكان نقيبا، شهد العقبة
وبدرا في قول بعضهم. ولم يذكره ابن عقبة ولا ابن إسحاق في
البدريين، وذكره فيهم جماعة غيرهما منهم الواقدي والمدائني
وابن الكلبي.
__________
[1] في أ: انتقله.
[2] في أ: حكيمة، وفي التقريب: ابن دليم بن حارثة، وفي
تهذيب التهذيب: ابن دليم ابن حارثة بن أبى خزيمة.
[3] في ى: خزيمة. وقد ضبط في أسد الغابة، وفي هوامش
الاستيعاب كما ضبطناه.
(2/594)
وذكره أبو أحمد الحافظ [1] في كتابه في
الكنى بعد أن نسب أباه وأمه، فَقَالَ: شهد بدرا مع النبي
صلى الله عليه وَسَلَّمَ، قَالَ: ويقَالَ: لم يشهد بدرا،
وكان عقيبا نقيبا سيدا جوادا.
قَالَ أبو عمر: كان سيدا في الأنصار مقدما وجيها، له رياسة
وسيادة، يعترف قومه له بها.
يقَالَ: إنه لم يكن في الأوس والخزرج أربعة مطعمون متتالون
[2] في بيت واحد إلا قيس بن سعد بن عبادة بن دليم، ولا كان
مثل ذَلِكَ في سائر العرب أيضا إلا ما ذكرنا عن صفوان بن
أمية في بابه من كتابنا هذا.
أخبرنا عبد الرحمن إجازة، حَدَّثَنَا ابْنُ الأعرابي،
حَدَّثَنَا ابْنُ أبي الدنيا، حَدَّثَنِي محمد بن صالح
القرشي، أَخْبَرَنَا محمد بن عمر، حَدَّثَنِي عبد الله بن
نافع، عَنْ أَبِيهِ [نافع [3]] ، قَالَ: مر ابن عمر على
أطم سعد، فَقَالَ لي: يا نافع، هذا أطم جده، لقد كان
مناديه ينادي يوما في كل حول، من أراد الشحم واللحم فليأت
دار دليم، فمات دليم، فنادى منادي عبادة بمثل ذَلِكَ، ثم
مات عبادة، فنادى منادي سعد بمثل ذَلِكَ، ثم قد رأيت قيس
بن سعد يفعل ذَلِكَ، وكان قيس جوادا من أجواد الناس.
وبه، عن محمد بن صالح، قَالَ: حَدَّثَنِي عبد الله بن محمد
الظفري، قَالَ:
حَدَّثَنِي عبد الملك بن عبد العزيز بن سعيد بن سعد بن
عبادة أن دليما جدهم كان يهدي إلى مناة صنم كل عام عشر
بدنات، ثم كان عبادة يهديها كذلك، ثم كان سعد يهديها كذلك
إلى أن أسلم، ثم أهداها قيس إلى الكعبة.
__________
[1] في أ: الحاكم.
[2] في أ: يتوالون.
[3] ليس في أ.
(2/595)
وبه، عن محمد بن صالح، قَالَ: حَدَّثَنِي
محمد بن عمر الأسلمي، حدثني محمد ابن يَحْيَى بن سهل، عَنْ
أَبِيهِ، عن رافع بن خديج، قَالَ: أقبل أبو عبيدة ومعه
عمر، فقالا لقيس بن سعد: عزمنا عليك ألا تنحر، فلم يلتفت
إلى ذَلِكَ ونحر، فبلغ النبي صلّى الله عليه وسلم ذلك،
فَقَالَ: إنه من بيت جود. وفي سعد بن عبادة وسعد بن معاذ
جاء الخبر المأثور: إن قريشا سمعوا صائحا يصيح ليلا على
أبى قبيس:
فإن يسلم السعدان يصبح محمد ... بمكة لا يخشى خلاف مخالف
[قَالَ [1]] : فظنت قريش أنهما سعد بن زيد مناة بن تميم
وسعد بن هذيم، من قضاعة، فلما كان الليلة الثانية سمعوا
صوتا على أبى قبيس:
أيا سعد سعد الأوس كن أنت ناصرا ... ويا سعد سعد الخزرجين
الغطارف
أجيبا إلى داعي الهدي وتمنيا ... على الله في الفردوس منية
عارف
فإن ثواب الله للطالب الهدى ... جنان من الفردوس ذات رفارف
[2]
قَالَ فقالوا: هذان والله سعد بن معاذ، وسعد بن عبادة.
قَالَ أبو عمر: وإليهما أرسل رَسُول اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يوم الخندق يشاورهما فيما أراد
أن يعطيه يومئذ عيينة بن حصن من تمر المدينة، وذلك أنه
أراد أن يعطيه يومئذ ثلث أثمار [3] المدينة، لينصرف بمن
معه من غطفان، ويخذل الأحزاب، فأبى عيينة إلا أن يأخذ نصف
التمر، فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى سعد بن
معاذ وسعد بن عبادة دون سائر الأنصار، لأنهما كانا
__________
[1] ليس في أ.
[2] في أسد الغابة: زخارف.
[3] في أ: تمر.
(2/596)
سيدي قومهما، كان سعد بن معاذ سيدا لأوس،
وسعد بن عبادة سيدا لخزرج، فشاورهما في ذَلِكَ، فقالا: يَا
رَسُولَ اللَّهِ، إن كنت أمرت بشيء فافعله وامض له، وإن
كان غير ذلك فو الله لا نعطيهم إلا السيف. فَقَالَ رَسُولُ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لم أومر بشيء،
ولو أمرت بشيء ما شاورتكما، وإنما هو رأي أعرضه عليكما.
فقالا: والله يا رَسُول اللَّهِ ما طمعوا بذلك منا قط في
الجاهلية، فكيف اليوم؟
وقد هدانا الله بك وأكرمنا وأعزنا. والله لا نعطيهم إلا
السيف. فسر بذلك [1] رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ودعا لهما، وَقَالَ لعيينة بن حصن ومن
معه: ارجعوا، فليس بيننا وبينكم إلا السيف، ورفع بها صوته.
وكانت راية رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الفتح بيد
سعد بن عبادة، فلما مر بها على أبي سفيان- وكان قد أسلم
أبو سفيان- قَالَ سعد إذ نظر إليه:
اليوم يوم الملحمة. اليوم تستحل المحرمة [2] . اليوم أذل
الله قريشا.
فأقبل رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
في كتيبة الأنصار، حتى إذا حاذى أبا سفيان ناداه: يَا
رَسُولَ اللَّهِ، أمرت بقتل قومك؟ فإنه زعم سعد ومن معه
حين مر بنا أنه قاتلنا. وَقَالَ: اليوم يوم الملحمة. اليوم
تستحل المحرمة، اليوم أذل الله قريشا. وإني أنشدك الله في
قومك، فأنت أبر الناس وأرحمهم وأوصلهم.
وَقَالَ عثمان، وعبد الرحمن بن عوف: يا رَسُول اللَّهِ،
والله ما نأمن [3] من سعد أن تكون منه في قريش صولة.
فَقَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يا أبا سفيان،
اليوم يوم المرحمة، اليوم أعز الله قريشا.
__________
[1] أ: في فسر رسول الله بقولهما.
[2] في أ، وأسد الغابة: الحرمة.
[3] في أ: ما نأمن سعدا.
(2/597)
وقال ضرار بن الخطاب الفهري يومئذ:
يا نبيّ الهدى إليك ... لجاحيّ قريش ولات حين لجاء
حين ضاقت عليهم سعة الأرض ... وعاداهم إله السماء
والتقت حلقتا البطان على القوم ... ونودوا بالصيلم الصلعاء
إن سعدا يريد قاصمة الظهر ... بأهل الحجون والبطحاء
خزرجي لو يستطيع من الغيظ ... رمانا بالنسر والعواء
وغر الصدر لا يهم بشيء ... غير سفك الدما وسبي النساء
قد تلظى على البطاح وجاءت ... عنه هند بالسوءة السوآء
إذ تنادى بذل حي قريش ... وابن حرب بذا من الشهداء
فلئن أقحم اللواء ونادى ... يا حماة اللواء أهل اللواء
ثم ثابت إليه من بهم الخزرج ... والأوس أنجم الهيجاء
لتكونن بالبطاح قريش ... فقعة القاع في أكف الإماء
فانهينه فإنه أسد الأسد ... لدى الغاب والغ في الدماء
إنه مطرق يريد لنا الأمر ... سكوتا كالحية الصماء
فأرسل رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
ألى سعد بن عبادة، فنزع اللواء من يده، وجعله بيد قيس
ابنه، ورأى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ أن اللواء لم يخرج عنه، إذ صار إلى ابنه، وأبى
سعد أن يسلم اللواء إلا بأمارة من رَسُول اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فأرسل إليه رَسُول اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعمامته، فعرفها سعد.
فدفع اللواء إلى ابنه قيس، هكذا ذكر يَحْيَى بن سعيد
الأموي في السير، ولم يذكر ابن إسحاق هذا الشعر ولا ساق
هذا الخبر.
(2/598)
وقد روي أن رسول الله صلى الله عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ أعطى الراية الزبير، إذ نزعها من سعد.
وروي أيضا أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ أمر عليا فأخذ الراية، فذهب بها حتى دخل مكّة،
فغرزها عند الركن.
وتخلف سعد بن عبادة عن بيعة أبي بكر رضي الله عنه، وخرج من
المدينة، ولم ينصرف إليها إلى أن مات بحوران من أرض الشام
لسنتين ونصف مضتا من خلافة عمر رضي الله عنه، وذلك سنة خمس
عشرة. وقيل سنة أربع عشرة. وقيل:
بل مات سعد بن عبادة في خلافة أبي بكر سنة إحدى عشرة. ولم
يختلفوا أنه وجد ميتا في مغتسله، وقد اخضر جسده، ولم
يشعروا بموته حتى سمعوا قائلا يقول- ولا يرون أحدا:
قتلنا سيّد الخزرج ... سعد بن عباده
رميناه بسهم ... فلم يخط فؤاده
ويقَالَ: أن الجن قتلته.
وروى ابن جريج عن عطاء، قَالَ: سمعت الجن قالت في سعد بن
عبادة، فذكر البيتين. روى عنه من الصحابة عبد الله بن
عباس. وروى عنه ابناه وغيرهم.
(945) سعد بن عبد قيس بن لقيط
بن عامر بن أمية بن الحارث بن فهر القرشي الفهري،
كان من مهاجرة الحبشة، ويقَالَ فيه: سعيد، وقد ذكرناه في
باب سعيد.
(2/599)
(946) سعد بن عبيد
[1] بن النعمان بن قيس بن عمرو بن زيد بن أمية بن ضبيعة
ابن زيد بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف الأنصاري، أبو
عمير.
ويقَالَ أبو زيد. شهد بدرا، وقتل بالقادسية شهيدا، وذلك
سنة خمس عشرة، وهو ابن أربع وستين سنة يومئذ.
ويقال: أنه عاش أشهرا ومات بعد. يعرف بسعد القاري [2] .
يقَالَ: إنه أحد الأربعة من الأنصار الذين جمعوا القرآن
على عهد رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
وإنه أبو زيد المذكور في الأربعة. روى عنه عبد الرحمن بن
أبي ليلى، وطارق بن شهاب. يعد في الكوفيين، وابنه عمير بن
سعد وإلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه على الشام، هذا كله
قول الواقدي، وقد خالفه غيره في بعض ذَلِكَ.
(947) سعد بن عثمان بن خلدة بن
مخلد بن عمر بن زريق الأنصاري الزرقي،
شهد بدرا، يكنى أبا عبادة، ويعرف بكنيته أيضا، وقد ذكرناه
في الكنى.
كان سعد بن عثمان هذا ممن فر يوم أحد هو وأخوه عقبة بن
عثمان، وعثمان بن عفان. وقد ذكرنا الخبر عنهم في باب عقبة
بن عثمان من هذا الديوان، وفيمن فر يوم أحد نزلت [3] :
«إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنْكُمْ يَوْمَ الْتَقَى
الْجَمْعانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطانُ بِبَعْضِ
مَا كَسَبُوا وَلَقَدْ عَفَا اللَّهُ عَنْهُمْ إِنَّ
اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ» 3: 155.
(948) سعد بن عمارة، أبو سعيد
الزرقي،
هو مشهور بكنيته، واختلف في اسمه،
__________
[1] في أ: عبيدة. وما في أسد الغابة مثل ى.
[2] في أسد الغابة: من بنى قارة.
[3] سورة آل عمران: 155.
(2/600)
فقيل: سعد بن عمارة. وقيل: عمارة بن سعد،
والأكثر يقولون سعد بن عمارة.
روى عنه عبد الله بن مرة، وعبد الله بن أبي بكر، وسليمان
بن حبيب المحاربي، ويحيى بن سعيد الأنصاري.
(949) سعد بن عمرو الأنصاري.
شهد هو وأخوه الحارث بن عمرو صفين مع علي بن أبي طالب رضى
الله عنه، ذكرهما ابن الكلبي وغيره فيمن شهد صفين من
الصحابة.
(950) سعد بن عمرو بن ثقف،
واسم ثقف كعب بن مالك بن مبذول، شهد أحدا، وقتل يوم بئر
معونة شهيدا، هو وابنه الطفيل بن سعد، قتلا جميعا يومئذ
بعد أن شهدا أحدا.
وقال عبد الله بن محمد بن عمارة: وقتل مع سعد بن عمرو بن
ثقف يوم بئر معونة ابن أخيه سهل بن عامر بن عمرو بن ثقف.
(951) سعد بن عياض الثمالي،
حديثه مرسل، ولا تصح له صحبة، وإنما هو تابعي، يروي عن ابن
مسعود.
(952) سعد بن قرجاء [1] ،
له صحبة.
ذكر ابن أَبِي شَيْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا عبد الوهاب بن
عبد المجيد الثقفي، عن أيوب أن سعد بن قرجاء [1] رجل من
أصحاب النبي صلى الله عليه وَسَلَّمَ جمع بين امرأة رجل
وابنته من غيرها.
(953) سعد بن مالك بن خالد بن
ثعلبة بن حارثة بن عمرو بن الخزرج بن ساعدة الأنصاري
الساعدي،
هو والد سهل بن سعد. ذكر الواقدي عن
__________
[1] هكذا في ى، أ. وفي هوامش الاستيعاب: قرحا (39) .
(2/601)
[أبي بن عباس بن] [1] سهل بن سعد عَنْ
أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ: تجهز سعد بن مالك ليخرج إلى
بدر، فمات، فموضع قبره عند دار بني قارظ، فضرب له رَسُول
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بسهمه وأجره.
(954) سعد بن مالك بن سنان بن
عبيد بن ثعلبة بن [عبيد بن] [2] الأبجر،
والأبجر هو خدرة بن عوف بن الحارث بن الخزرج أبو سعيد
الخدري، هو مشهور بكنيته، أول مشاهده الخندق، وغزا مع
رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اثنتي
عشرة غزوة، وكان ممن حفظ عن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سننا كثيرة، وروى عنه علما جما، وكان
من نجباء الأنصار وعلمائهم وفضلائهم.
توفي سنة أربع وسبعين. روى عنه جماعة من الصحابة وجماعة من
التابعين.
(955) سعد بن مالك العذري،
قدم في وفد عذرة على النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ.
(956) سعد بن مسعود الثقفي،
عم المختار بن أبي عبيد، له صحبة.
(957) سعد بن مسعود الكندي
كوفي. روى عنه قيس بن أبي حازم.
(958) سعد بن معاذ بن النعمان
بن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل بن جشم بن الحارث بن
الخزرج بن النبيت،
وهو عمرو بن مالك بن الأوس الأنصاري الأشهلي، يكنى أبا
عمرو. وأمه كبشة بنت رافع، لها صحبة، أسلم بالمدينة بين
العقبة الأولى والثانية، على يدي مصعب بن عمير، وشهد بدر،
وأحدا، والخندق، ورمى يوم الخندق بسهم فعاش شهرا ثم انتقض
جرحه فمات منه.
والذي رماه بالسهم حبان [3] بن العرقة، وَقَالَ: خذها وأنا
ابن العرقة،
__________
[1] من أ.
[2] من أ.
[3] في ى: حيان، والمثبت من القاموس والتقريب.
(2/602)
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: عرق
الله وجهه في النار. والعرقة هي قلابة بنت سعيد بن سهم بن
عمرو بن هصيص، وهذا حبان [1] ابنها هو ابن عبد مناف بن
منقذ بن عمرو بن معيص بن عامر بن لؤي.
وقيل: إن العرقة تكنى أم فاطمة، وإنما قيل لها العرقة لطيب
ريحها، وكان رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ قد أمر بضرب فسطاط في المسجد لسعد بن معاذ، وكان
يعوده في كل يوم حتى توفي سنة خمس من الهجرة، وكان موته بد
الخندق بشهر، وبعد قريظة بليال، كَذَلِكَ رَوَاهُ سَعْدُ
بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدِ [بْنِ أَبِي
وَقَّاصٍ، عَنْ أَبِيهِ، وَرَوَى اللَّيْثُ بن سعد [2]] عن
أبي الزبير، عن جابر، قَالَ: رُمِيَ يَوْمَ الأَحْزَابِ
سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ، فقطعوا أكحله، فحسمه رَسُولُ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَانْتَفَخَتْ يَدُهُ
وَنَزَفَهُ الدَّمُ، فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ قَالَ:
اللَّهمّ لا تُخْرِجْ نَفْسِي حَتَّى تَقَرَّ عَيْنِي فِي
بَنِي قُرَيْظَةَ، فَاسْتَمْسَكَ عِرْقُهُ، فَمَا قَطَرَ
قَطْرَةً حَتَّى نَزَلَ بَنُو قُرَيْظَةَ عَلَى حُكْمِهِ،
وَكَانَ حُكْمُهُ فِيهِمْ أَنْ تُقْتَلَ رِجَالُهُمْ،
وَتُسْبَى نِسَاؤُهُمْ وَذُرِّيَّتُهُمْ، فَيَسْتَعِينَ
بِهَا الْمُسْلِمُونَ، فَقَالَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَصَبْتَ حُكْمَ اللَّهِ
فِيهِمْ، وكانوا أربعمائة، فلما فرغ من قتلهم انفتق عرقه
فمات.
وروى من حديث سعد بن أبي وقاص، عن النبي صلى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قَالَ: لقد نزل من الملائكة في
جنازة سعد بن معاذ سبعون ألفا ما وطئوا الأرض قبل. وروى من
حديث أنس بن مالك قَالَ: لما حملنا جنازة سعد بن معاذ
__________
[1] في ى: حيان.
[2] من أ.
(2/603)
قَالَ المنافقون: ما أخف جنازته، وكان رجلا
طوالا ضخما! فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إن الملائكة حملته. وَرَوَى
[إِبْرَاهِيمُ بن سعد عن [1]] ابن إسحاق، عن يحيى بن عباد،
عن أبيه، عن عائشة، قالت: كان في بني عبد الأشهل ثلاثة لم
يكن بعد النبي صلى الله عليه وسلم أَحَدٌ مِنَ
الْمُسْلِمِينَ أَفْضَلَ مِنْهُمْ: سَعْدُ بْنُ معاذ،
وأسيد بن حضير، وعباد بن بشر. وقال رسول الله صلى الله
عليه وسلم: اهْتَزَّ الْعَرْشُ لِمَوْتِ سَعْدِ بْنِ
مُعَاذٍ، وَرُوِيَ عَرْشُ الرَّحْمَنِ، وَهُوَ حَدِيثٌ
رُوِيَ مِنْ وُجُوهٍ عِدَّةٍ كَثِيرَةٍ مُتَوَاتِرَةٍ،
رَوَاهَا جَمَاعَةٌ مِنَ الصَّحَابَةِ.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فِي حُلَّةٍ رَآهَا
تُشْتَرَى [2] : لَمِنْدِيلٌ مِنْ مَنَادِيلِ سَعْدِ بْنِ
مُعَاذٍ فِي الْجَنَّةِ خَيْرٌ مِنْهَا. وَهُوَ حَدِيثٌ
ثَابِتٌ أَيْضًا.
وَقَالَ لَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِذْ
حَكَمَ فِي بَنِي قريظة بقتل المقاتلة وسبى الذرية [3] :
لَقَدْ حَكَمْتَ فِيهِمْ بِحُكْمِ اللَّهِ مِنْ فَوْقِ سبع
سماوات: وَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَوْ
نَجَا أَحَدٌ مِنْ ضَغْطَةِ الْقَبْرِ لَنَجَا مِنْهَا
سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ. حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ قَاسِمٍ،
حَدَّثَنَا الحسن بن رشيق، حَدَّثَنَا أبو قرة محمد ابن
حميد، حَدَّثَنَا سعيد بن تليد، حَدَّثَنَا محمد بن فضالة،
عن أبي طاهر عبد الملك ابن محمد بن أبي بكر، عن عمه عبد
الله بن أبي بكر، قَالَ: مات سعد بن معاذ من جرح أصابه يوم
الخندق شهيدا. قال: وبلغني أنّ جبرئيل عليه السلام نزل في
جنازته معتجرا بعمامة من إستبرق، وَقَالَ: يا نبي الله، من
هذا الّذي
__________
[1] من أ.
[2] في أ: سيراء.
[3] في أ: الذراري.
(2/604)
فتحت له أبواب السماء، واهتز له العرش؟
فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يجر ثوبه، فوجد سعدا قد
قبض، وَقَالَ رجل من الأنصار:
وما اهتز عرش الله من موت هالك ... سمعنا به إلا لسعد أبي
عمرو
أَخْبَرَنَا خَلَفُ بْنُ قَاسِمٍ، قَالَ حَدَّثَنَا
الْحَسَنُ بْنُ رَشِيقٍ، قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ ابن
الحسن الصبّاحى، قال حدثنا محمد بن عبد الله بن مُحَمَّدِ
بْنِ شَاكِرٍ، قَالَ حَدَّثَنَا:
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حُسَيْنٍ الأَشْقَرُ أَبُو بِلالٍ،
قَالَ حَدَّثَنَا زافر بن سليمان، عن عبد العزيز ابن أَبِي
سَلَمَةَ الْمَاجِشُونُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ
بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ قَالَ
سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ: ثَلاثٌ أَنَا فِيهِنَّ: رَجُلٌ
[يَعْنِي [1]] كَمَا يَنْبَغِي، وَمَا سِوَى ذَلِكَ
فَأَنَا رَجُلٌ مِنَ النَّاسِ، مَا سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدِيثًا قَطُّ
إِلا عَلِمْتُ أَنَّهُ حَقٌّ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ،
وَلا كُنْتُ فِي صَلاةٍ قَطُّ فَشَغَلْتُ نَفْسِي بِشَيْءٍ
غَيْرِهَا حَتَّى أَقْضِيَهَا، وَلا كُنْتُ فِي جَنَازَةٍ
قَطُّ فَحَدَّثْتُ نَفْسِي بِغَيْرِ مَا تَقُولُ،
وَيُقَالُ لَهَا، حَتَّى أَنْصَرِفَ عَنْهَا.
قَالَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ: هَذِهِ الْخِصَالُ مَا
كُنْتُ أَحْسِبُهَا إِلا فِي نَبِيٍّ.
(959) سعد بن المنذر،
له صحبة. روى عنه حبان بن واسع من رواية ابن لهيعة عن حبان
بن واسع عَنْ أَبِيهِ عن سعد بن المنذر.
(960) سعد بن المنذر، والد أبي حميد الساعدي،
كذا ذكره ابن أبي حاتم، أخاف أن يكون الأول، وفيه نظر.
(961) سعد بن النعمان
الأنصاري،
أحد بني أكال، ثم أحد بني عمرو
__________
[1] ليس في أ.
(2/605)
ابن عوف، هو الذي أخذه أبو سفيان بن حرب
أسيرا ففدى به ابنه عمرو ابن أبي سفيان.
قَالَ الزبير: كان سعد بن النعمان قد جاء معتمرا، فلما قضى
عمرته وصدر كان معه المنذر بن عمرو فطلبهم [1] أبو سفيان،
فأدرك سعدا، فأسره، وفاته المنذر حين أدركه، ففي ذَلِكَ
يقول ضرار بن الخطاب:
تداركت سعدا عنوة فأخذته ... وكان شفاء لو تداركت منذرا
وَقَالَ في ذَلِكَ أبو سفيان بن حرب:
أرهط ابن أكال أجيبوا دعاءه ... تعاقدتم [2] لا تسلموا
السيد الكهلا
فإن بني عمرو بن عوف أذلة ... إذا لم يفكوا عن أسيرهم
الكبلا
ففادوا سعدا بابنه عمرو، وكان عمرو بن أبي سفيان قد أسر
يوم بدر، فقيل لأبي سفيان: ألا تفتدي عمرا؟ فَقَالَ: قتل
حنظلة وأفتدي عمرا، فأصاب بمالي وولدي؟ لا أفعل، ولكني
أنتظر حتى أصيب منهم رجلا فأفديه به، فأصاب سعد بن النعمان
ابن أكال أحد بني عمرو بن عوف.
(962) سعد بن هذيل، والد
الحارث بن سعد،
لم يرو عنه أحد غير ابنه فيما علمت، حديثه عند ابن شهاب،
عن أبي خزامة، عن الحارث بن سعد، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ قلت:
يَا رَسُولَ اللَّهِ، أرأيت رقي يسترقى بها وأدوية يتداوى
[3] بها، هل ترد؟
أو قَالَ: هل تنفع من قدر الله؟ قَالَ: هي من قدر الله.
(963) سعد بن أبي وقاص،
واسم أبي وقاص مالك بن أهيب بن عبد مناف
__________
[1] في أ: فطلبه.
[2] في أسد الغابة: تفاقدتم.
[3] في أ: نسترقى بها وأدوية نتداوى.
(2/606)
ابن زهرة بن كلاب القرشي الزهري، يكنى أبا
إسحاق، كان سابع سبعة في الإسلام [1] اسلم بعد ستة.
قَالَ الْوَاقِدِيُّ: حَدَّثَنِي سَلَمَةُ، عَنْ عَائِشَةَ
بِنْتِ سَعْدٍ، عَنْ سَعْدٍ، قَالَ: أَسْلَمْتُ وَأَنَا
ابْنُ تِسْعَ عَشْرَةَ سَنَةً. وَرُوِيَ عَنْهُ أَنَّهُ
قَالَ: أَسْلَمْتُ قَبْلَ أَنْ تُفْرَضَ الصَّلَوَاتُ.
وَشَهِدَ بَدْرًا، وَالْحُدَيْبِيَةَ، وَسَائِرَ
الْمَشَاهِدِ، وَهُوَ أَحَدُ الستة الذين جعل عمر فيهم
الشورى، وأخبر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تُوُفِّيَ
وَهُوَ عَنْهُمْ رَاضٍ.
وَأَحَدُ الْعَشَرَةِ الْمَشْهُودُ لَهُمْ بِالْجَنَّةِ،
وَكَانَ مُجَابَ الدَّعْوَةِ مَشْهُورًا بِذَلِكَ، تُخَافُ
دَعْوَتُهُ وَتُرْجَى، لا يُشَكُّ فِي إِجَابَتِهَا [2]
عِنْدَهُمْ، وَذَلِكَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ فِيهِ: اللَّهمّ سَدِّدْ
سَهْمَهُ، وَأَجِبْ دَعْوَتَهُ. وهو أول من رمى بسهم في
سبيل الله، وذلك في سرية عبيدة بن الحارث، وكان معه يومئذ
المقداد بن عمرو، وعتبة بن غزوان.
ويروى أن سعدا قَالَ في معنى أنه أول من رمى بسهم في سبيل
الله عز وجل:
ألا هل جا رَسُول اللَّهِ أني ... حميت صحابتي بصدور نبلي
أذود بها عدوهم ذيادا ... بكل حزونة وبكل سهل
فما يعتد رام من معد ... بسهم مع رَسُول اللَّهِ قبلي
وجمع له رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
وللزبير أبويه، فَقَالَ لكل واحد منهما، فيما روى عنه
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ارم، فداك أبي وأمي.
ولم يقل ذَلِكَ لأحد غيرهما فيما يقولون، والله أعلم.
__________
[1] في أ: في إسلامه.
[2] في أ: لاشتهار إجابتها.
(13- استيعاب- ثان)
(2/607)
رَوَى ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ
بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ،
قَالَ: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لِسَعْدِ بْنِ
أَبِي وَقَّاصٍ: اللَّهمّ أَجِبْ دَعْوَتَهُ، وَسَدِّدْ
رَمْيَتَهُ. وَرَوَى يَحْيَى الْقَطَّانُ قَالَ:
حَدَّثَنَا مُجَالِدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَامِرٌ، عَنْ
جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ
النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَقْبَلَ
سَعْدٌ فَقَالَ:
أَنْتَ خَالِي. وَرَوَى وَكِيعٌ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ
قَيْسٍ، قَالَ: سَمِعْتُ سَعْدًا يَقُولُ: أَنَا أَوَّلُ
رَجُلٍ مِنَ الْعَرَبِ رَمَى بِسَهْمٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ
فِي الْغَزْوِ عِنْدَ الْقِتَالِ.
وكان أحد الفرسان الشجعان من قريش الذين كانوا يحرسون
رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في
مغازيه، وهو الذي كوف الكوفة ولقى [1] الأعاجم، وتولى قتال
فارس، أمره عمر بن الخطاب رضي الله عنه على ذَلِكَ، ففتح
الله على يده أكثر فارس، وله كان فتح القادسية وغيرها،
وكان أميرا على الكوفة، فشكاه أهلها، ورموه بالباطل، فدعا
على الذي واجهه بالكذب [عليه [2]] دعوة ظهرت فيه إجابتها،
والخبر بذلك مشهور تركت ذكره لشهرته.
وعزله عمر، وذلك في سنة إحدى وعشرين حين شكاه أهل الكوفة،
وولى عمار بن ياسر الصلاة، وعبد الله بن مسعود بيت المال،
وعثمان بن حنيف مساحة الأرض [3] ، ثم عزل عمارا، وأعاد
سعدا على الكوفة ثانية، ثم عزله
__________
[1] في أ: ونفى.
[2] ليس في أ.
[3] في أ: الأرضين.
(2/608)
وولى جبير بن مطعم، ثم عزله قبل أن يخرج
إليها، وولى المغيرة بن شعبة، فلم يزل عليها حتى قتل عمر
رضي الله عنه، فأقره عثمان يسيرا ثم عزله، وولى سعدا، ثم
عزله، وولى الوليد بن عقبة.
وقد قيل: إن عمر لما أراد أن يعيد سعدا على الكوفة أبى
عليه وَقَالَ:
أتأمرني أن أعود إلى قوم يزعمون أني لا أحسن أن أصلي!
فتركه. فلما طعن عمر جعله أحد أهل الشورى. وَقَالَ: إن
وليها سعد فذاك وإلا فليستعن به الوالي، فإني لم أعزله عن
عجز ولا خيانة.
ورامه ابنه عمر بن سعد أن يدعو لنفسه بعد قتل عثمان فأبى،
وكذلك رامه أيضا ابن أخيه هاشم بن عتبة، فلما أبى عليه صار
هاشم إلى علي رضي الله عنه.
وكان سعد ممن قعد ولزم بيته في الفتنة، وأمر أهله ألا
يخبروه من أخبار الناس بشيء حتى تجتمع الأمة على إمام،
فطمع فيه معاوية، وفي عبد الله بن عمر، ومحمد بن مسلمة،
وكتب إليهم يدعوهم إلى عونه على الطلب بدم عثمان ويقول
لهم:
إنهم لا يكفرون ما أتوه من قتله وخذلانه إلا بذلك، ويقول:
إن قاتله وخاذله سواء، في نثر ونظم كتب به إليهم تركت
ذكره، فأجابه كل واحد منهم يرد عليه ما جاء به من ذَلِكَ،
وينكر مقالته، ويعرفه بأنه لَيْسَ بأهل لما يطلب، وكان في
جواب سعد بن أبى وقّاص له:
معاوي داؤك الداء العياء ... وليس لما تجيء به دواء
أيدعوني أبو حسن علي ... فلم أردد عليه ما يشاء
وقلت له اعطني سيفا بصيرا ... تميز به العداوة والولاء
(2/609)
فإن الشر أصغره كبير ... وإن الظهر تثقله
الدماء
أتطمع في الذي أعيا عليا ... على ما قد طمعت به العفاء
ليوم منه خير منك حيا ... وميتا أنت للمرء الفداء
فأما أمر عثمان فدعه ... فإن الرأي أذهبه البلاء
قَالَ أبو عمر: سئل علي رضي الله عنه عن الذين قعدوا عن
بيعته، ونصرته والقيام معه، فَقَالَ: أولئك قوم خذلوا
الحق، ولم ينصروا الباطل. ومات سعد بن أبي وقاص في قصره
بالعقيق على عشرة أميال من المدينة، وحمل إلى المدينة على
أعناق [1] الرجال، ودفن بالبقيع، وصلى عليه مروان ابن
الحكم.
واختلف في وقت وفاته، فَقَالَ الواقدي: توفي سنة خمس
وخمسين وهو ابن بضع وسبعين سنة. وَقَالَ أبو نعيم: مات سعد
بن أبي وقاص سنة ثمان وخمسين.
وَقَالَ الزبير، والحسن بن عثمان، وعمرو بن علي الفلاس:
توفي سعد بن أبي وقاص سنة أربع وخمسين، وهو ابن بضع وسبعين
سنة. وَقَالَ الفلاس:
وهو ابن أربع وسبعين سنة. وذكر أبو زرعة، عن أحمد بن حنبل
قَالَ: توفي سعد بن أبي وقاص، وهو ابن ثلاث وثمانين سنة في
إمارة معاوية بعد حجته الأخرى.
واختلف في صفته اختلافا كثيرا متضادا، فلم أذكرها لذلك.
وروى الليث بن سعد، عن عقيل، عن ابن شهاب أن سعد بن أبي
وقاص لما حضرته الوفاة دعا بخلق جبة له من صوف، فَقَالَ:
كفنوني فيها، فإني كنت لقيت المشركين فيها يوم بدر وهي
علي، وإنما كنت أخبؤها لذلك.
__________
[1] في أ: رقاب.
(2/610)
(964) سعد بن وهب
الجهني،
رَوَى ابْنُ أَبِي أُوَيْسٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ:
حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ عَمْرِو بْنِ سَعْدِ بْنِ وَهْبٍ
الْجُهَنِيُّ أَنَّ أَبَاهُ حَدَّثَهُ عَنْ جَدِّهِ
أَنَّهُ كَانَ يُسَمَّى فِي الْجَاهِلِيَّةِ غَيَّانُ،
وَكَانَ أَهْلُهُ حِينَ أَتَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [يُبَايِعُهُ [1]] بِبَلَدٍ مِنْ
بِلادِ جُهَيْنَةَ يُقَالَ لَهُ غَوَّاءُ، فَسَأَلَهُ رسول
الله صلى الله عليه وسلم عن اسْمِهِ وَأَيْنَ تَرَكَ
أَهْلَهُ؟ فَقَالَ: اسْمِي غَيَّانُ، وَتَرَكْتُ أَهْلِي
بِغَوَّاءَ. فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: بَلْ أَنْتَ رَشْدَانُ، وَأَهْلُكَ
بِرَشَادٍ. قَالَ: فَتِلْكَ الْبَلْدَةُ تُسَمَّى إِلَى
اليوم برشاد، وَيُدْعَى الرَّجَلُ رَشْدَانُ.
وَذَكَرَ ابْنُ الْكَلْبِيِّ قَالَ: بَنُو غَيَّانَ فِي
الْجَاهِلِيَّةِ قَدِمُوا عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: مَنْ أَنْتُمْ؟ قَالُوا:
نَحْنُ بَنُو غَيَّانَ. فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ:
بَلْ أَنْتُمْ بَنُو رَشْدَانَ، فَغَلَبَ عَلَيْهِمْ،
وَكَانَ وَادِيهِمْ غَوَّاءَ [2] فَسُمِّيَ رَشَدًا.
(965) سعد الأسلمي،
روى عنه ابنه عبد الله بن سعد أنه نزل مع رَسُول اللَّهِ
عليه وسلم على سعد بن خيثمة.
(966) سعد الجهني، والد سنان
بن سعد الجهني.
روى عنه ابنه سنان أنه سمع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول في حديث ذكره: إن الإمام لا يخص
نفسه بالدعاء دون القوم. في إسناد حديثه هذا مقَالُ.
(967) سعد الدوسي،
قَالَ فيه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ: إن يؤخر هذا ويهرم فستدركه الساعة. فلم يعمّر.
من حديث الحسن.
__________
[1] ليس في أ.
[2] في أ: يسمى غويا، فسمى رشدا، وفي أسد الغابة مثل ى.
وفي الإصابة:
فسمى رشدان.
(2/611)
(968) سعد الظفري
الأنصاري،
من بني ظفر. روى عنه عبد الرحمن بن حرملة، عن النبي صلى
الله عليه وسلم أنه نهى عن الكيّ.
(969) سعد العرجي،
من بلعرج بن الحارث بن كعب بن هوازن، هكذا قَالَ بعضهم. له
صحبة. ويقَالَ: إنه مولى الأسلميين، وإنه إنما قيل له
العرجي، لأنه اجتمع مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالعرج، وهو يريد المدينة فأسلم، وكان
دليله إلى المدينة في هجرته. روى عنه ابنه.
(970) سعد مولى أبي بكر الصديق رضي الله عنه،
روى عنه الحسن البصري.
ليس يوجد حديثه إلا عند أبي عامر الخراز صالح بن رستم.
ويقَالَ في هذا:
سعيد. وسعد أكثر، وهو الصحيح، والله أعلم.
يعد في أهل البصرة، وقد كان خدم النبي صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
(971) سعد مولى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ،
روى عنه أبو عثمان النهدي.
(972) سعد مولى عتبة بن غزوان،
شهد بدرا مع مولاه.
(973) سعد مولى قدامة بن
مظعون،
قتلته الخوارج سنة إحدى وأربعين مع عبادة بن قرص، في صحبته
نظر.
(2/612)
باب سعيد
[974) سعيد بن تجير [1] الشقري.
وفد على رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ، فبايعه على الإسلام. حديثه عند بعض ولده. ذكره
أبو علي بن السكن، قَالَ: حَدَّثَنَا أحمد بن يوسف، قَالَ
حَدَّثَنَا الوليد بن مروان الأزدي، قال حدثنا عمى جنادة
ابن مروان، عن أبي الحكم بن تجير الشقري، قال: أخبرنى أبى
أنّ جده سعيد ابن تجير قدم على النبي صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وبايعه، وذكر الحديث. قَالَ أبو علي:
لم أجد لسعيد رواية إلا من هذا الوجه. والله أعلم [2]] .
(975) سعيد بن الحارث الأنصاري
الخزرجي،
حَدَّثَنَا سعيد بن نصر، حَدَّثَنَا قَاسِمُ ابن أصبغ،
حدثنا ابن وضاح، حدثنا ابن أبي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا الحسن
بن موسى، حَدَّثَنَا ليث بن سعد، عن عقيل، عن ابن شهاب، عن
عروة بن الزبير، عن أسامة ابن زيد، أنه أخبره أن رَسُول
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أردفه وراءه
يعود سعد بن عبادة وسعيد بن الحارث بن الخزرج قبل وقعة
بدر.
(976) سعيد بن الحارث بن قيس بن عدي بن سعد بن سهم القرشي
السهمي،
هاجر هو وإخوته كلهم إلى أرض الحبشة، أمهم [3] امرأة من
بنى سواءة بن عامر ابن صعصعة، وقد ذكرت إخوته في باب تميم
من هذا الكتاب، وقتل سعيد ابن الحارث بن قيس يوم اليرموك،
وذلك في رجب سنة خمس عشرة.
(977) سعيد بن حريث بن عمرو بن
عثمان بن عبد الله بن عمرو [4] بن مخزوم،
وهو أسن من أخيه عمرو بن حريث، شهد فتح مكة مع النبي صلّى
الله عليه وسلم
__________
[1] هكذا في أ.
[2] في أ: وأمهم.
[3] من أوحدها.
[4] في التهذيب: عمر.
(2/613)
وهو ابن خمس عشرة سنة، ثم نزل الكوفة، وغزا
خراسان، وقتل بالجزيرة، ولا عقب له. روى عنه أخوه عمرو بن
حريث.
(978) سعيد بن حيوة بن قيس
الباهلي،
معدود في أهل البصرة، أدرك الجاهلية هو وأبو كندير بن
سعيد، له حديث واحد لَيْسَ يعرف إلا به قصة عبد المطلب، إذ
فقد النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو صغير،
وكان بعثه في طلب إبل له فأبطأ عليه فجعل يقول:
يا رب رد راكبي محمدا ... إلى ربي [1] واصطنع عندي يدا
فلما أتاه قَالَ: والله لا أبعثك بعدها أبدا، ولا تفارقني
بعدها أبدا. روى عنه ابنه كندير.
(979) سعيد بن خالد بن سعيد بن
العاص بن أمية،
ولد بأرض الحبشة في هجرة أبيه إليها، وهو ممن أقام بأرض
الحبشة حتى قدم مع جعفر في السفينتين.
(980) سعيد بن أبي راشد،
روى عنه عبد الرحمن بن سابط حديثا واحدا أنه سمع رَسُول
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: يكون في
أمتي خسف ومسخ وقذف. من رواية عمرو بن جميع، عن يونس بن
حبان [2] ، عن عبد الرحمن بن سابط عنه.
(981) سعيد بن رقيش [3] ،
من المهاجرين الأولين، لا أعلم له رواية ولا خبرا.
(982) سعيد بن زيد بن عمرو، بن نفيل عبد العزي بن رياح [4]
بن عبد الله ابن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب بن لؤي القرشي
العدوي،
أمه فاطمة بنت بعجة بن مليح الخزاعية، هو ابن عم عمر بن
الخطاب وصهره، يكنى
__________
[1] في أسد الغابة: ردّ إليّ واتخذ ...
[2] في أ، والتهذيب: خباب.
[3] في أ: وقيش. وفي أسد الغابة مثل ما في ى، غير أنه في
آخر الترجمة قال:
وقال أبو نعيم: ذكره بعض المتأخرين- يعنى ابن مندة- فقال
سعيد بن وقش (1- 306) .
[4] في ى: رباح. والمثبت من أ، وأسد الغابة والطبقات.
(2/614)
أبا الأعور، كانت تحته فاطمة بنت الخطاب
أخت عمر بن الخطاب، وكانت أخته عاتكة بنت زيد بن عمرو [بن
نقيل [1]] تحت عمر بن الخطاب، وكان سعيد بن زيد من
المهاجرين الأولين، وكان إسلامه قديما قبل عمر، وبسبب
زوجته كان إسلام عمر بن الخطاب، وخبرهما في ذَلِكَ خبر
حسن، وهاجر هو وامرأته فاطمة بنت الخطاب، ولم يشهد بدرا،
لأنه كان غائبا [بالشام] [2] ، قدم منها بعقب غزوة بدر،
فضرب له رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
بسهمه وأجره، فقصته أشبه القصص بقصة طلحة بن عبيد الله
فيما قَالَ موسى بن عقبة عن ابن شهاب، وكذلك قَالَ ابن
إسحاق.
قَالَ الواقدي: كان رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قد بعث- قبل أن يخرج من المدينة إلى
بدر- طلحة بن عبد الله وسعيد بن زيد [إلى طريق الشام [2]]
يتجسسان الأخبار، ثم رجعا إلى المدينة، فقدماها يوم وقعة
بدر، فضرب لهما رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ بسهمهما وأجرهما. وبقول [3] الواقدي قَالَ
الزبير في ذَلِكَ سواء.
وقد قيل: إنه شهد بدرا، ثم شهد ما بعدها من المشاهد، وهو
أحد العشرة الذين شهد لهم رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالجنة. وكان أبوه زيد بن عمرو ابن
نفيل يطلب دين الحنيفية دين إبراهيم عليه السلام قبل أن
يبعث النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وكان لا
يذبح للأنصاب ولا يأكل الميتة والدم [4] .
__________
[1] من أ.
[2] ليس في أ.
[3] في أ: وكقول ...
[4] في أ: ولا الدم.
(2/615)
ومن خبره: في ذَلِكَ أنه خرج في الجاهلية
يطلب الدّين هو ورقة بن نوفل، فلقيا اليهود، فعرضت عليهما
يهود دينهم، فتهود ورقة، ثم لقيا النصارى فعرضوا عليهما
دينهم، فترك ورقة اليهودية وتنصر، وأبي زيد بن عمرو أن
يأتي شيئا من ذَلِكَ، وَقَالَ: ما هذا إلا كدين قومنا،
تشركون ويشركون، ولكنكم عندكم من الله ذكر ولا ذكر عندهم.
فَقَالَ له راهب: إنك لتطلب دينا ما هو على الأرض اليوم.
فَقَالَ: وما هو؟ قَالَ: دين إبراهيم. قَالَ: وما كان عليه
إبراهيم؟ قَالَ: كان يعبد الله لا يشرك به شيئا، ويصلي إلى
الكعبة. فكان زيد على ذَلِكَ حتى مات.
أخبرنا أحمد بن قاسم، حدثنا محمد بن معاوية، حَدَّثَنَا
إبراهيم بن موسى بن جميل، حدثنا إسماعيل بن إسحاق [القاضي
[1]] ، حدثنا نصر بن علي، حَدَّثَنَا الأصمعي قَالَ
حَدَّثَنَا ابْنُ أبي الزناد، قَالَ، قالت أسماء بنت أبي
بكر، وكانت أكبر من عائشة بعشر سنين أو نحوها- قالت: رأيت
زيد بن عمرو بن نفيل مسندا ظهره إلى الكعبة وهو يقول: يا
معشر قريش، والله لا آكل ما ذبح لغير الله، والله ما على
دين إبراهيم [أحد [2]] غيري.
أخبرنا قاسم بن محمد، حدثنا خالد بن سعد، حدثنا أحمد بن
عمر [3] ، حدثنا محمد ابن صخر، حَدَّثَنَا عبيد [4] الله
بن رجاء، حَدَّثَنَا مسعود [5] ، عن نوفل بن هشام بن سعيد
بن زيد، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: خرج ورقة بن
نوفل وزيد بن عمرو بن نفيل
__________
[1] من أ.
[2] ليس في أ.
[3] في أ: عمرو قال.
[4] في أ: ابن سنجر حدثنا عبد الله.
[5] في أ: المسعودي.
(2/616)
يطلبان الدين حتى مر بالشام، فأما ورقة
فتنصر، وأما زيد فقيل له: إن الذي تطلب أمامك. قَالَ:
فانطلق حتى أتى الموصل، فإذا هو براهب، فَقَالَ: من أين
أقبل صاحب الراحلة؟ فَقَالَ: من بيت إبراهيم. قَالَ: فما
تطلب؟ قَالَ:
الدين. [قَالَ: [1]] فعرض عليه النصرانية. فَقَالَ: لا
حاجة لي بها، وأبى أن يقبلها. فَقَالَ: إن الذي تطلب سيظهر
بأرضك. فأقبل وهو يقول:
لبيك حقا حقا. تعبدا ورقا. مهما تجشمني فإني جاشم. عذت بما
عاذ به إبراهم.
قَالَ: ومر بالنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ومعه
أبو سفيان بن الحارث يأكلان من سفرة لهما، فدعواه إلى
الغذاء، فقال: يا بن أخي، إني لا آكل ما ذبح على النّصب.
قال: فما رئي النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من
يومه ذَلِكَ يأكل مما ذبح على النصب حتى بعث صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قَالَ: وأتاه سعيد بن زيد، فَقَالَ: إن زيدا كان كما قد
رأيت وبلغك، فاستغفر له؟ قَالَ: نعم. فاستغفر له [2] ،
فإنه يبعث يوم القيامة أمة وحده.
وذكر ابن أبي الزناد أيضا، عن موسى بن عقبة، عن سالم بن
عبد الله ابن عمر، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه
وَسَلَّمَ أنه لقى زيد بن عمرو بن نقيل بأسفل بلدح [3] ،
وذلك قبل أن ينزل على رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الوحي، فقدم إليه رَسُول اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سفرة فيها لحم، فأبى أن
يأكل منه. [وَقَالَ: إني لا آكل إلا ما ذكر اسم الله عليه،
رواه علي بن الحسين
__________
[1] ليس في أ:
[2] في أ: استغفر.
[3] بلدح: موضع بالحجاز قرب مكة.
(2/617)
عن الطوسي عن الزبير عن عمه مصعب عن الضحاك
بن عثمان عن عبد الرحمن ابن أبي الزناد [1]] . وكان عثمان
قد أقطع سعيدا أرضا بالكوفة، فنزلها وسكنها إلى أن مات،
وسكنها من بعده من بنيه الأسود بن سعيد، وكان له أربعة
بنين: عبد الله، وعبد الرحمن، وزيد، والأسود، كلهم أعقب
وأنجب.
وذكر الزبير عن إبراهيم بن حمزة، عن المغيرة بن عبد
الرحمن، عن العمري، عبد الله بن عمر بن حفص، عن نافع، عن
ابن عمر أن مروان أرسل إلى سعيد ابن زيد ناسا يكلمونه في
شأن أروى بنت أويس، وكانت شكته إلى مروان. فَقَالَ سعيد:
تروني ظلمتها وقد سمعت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: من ظلم من الأرض شبرا طوقه يوم
القيامة من سبع أرضين. اللَّهمّ إن كانت كاذبة فلا تمتها
حتى تعمي بصرها، وتجعل قبرها في بئر. فقال: فو الله ما
ماتت حتى ذهب بصرها، وجعلت تمشي في دارها وهي حذرة فوقعت
في بئرها فكانت قبرها.
قَالَ الزبير: وحَدَّثَنِي إبراهيم بن حمزة، قَالَ
حَدَّثَنِي عبد العزيز بن أبي حازم، عن العلاء بن عبد
الرحمن، عَنْ أَبِيهِ أن أروى بنت أويس استعدت مروان ابن
الحكم على سعيد بن زيد في أرضه بالشجرة، فَقَالَ سعيد: كيف
أظلمها؟
وذكر مثل ما تقدم. وأوجب مروان عليه اليمين، فترك سعيد لها
ما ادعت، وَقَالَ: اللَّهمّ إن كانت أروى كاذبة فأعم
بصرها، واجعل قبرها في بئرها، فعميت
__________
[1] من أوحدها.
(2/618)
أروى، وجاء سيل [1] . فأبدى ضفيرتها، فرأوا
حقها خارجا عن حق سعيد، فجاء سعيد إلى مروان، فَقَالَ:
أقسمت عليك لتركبن معي ولتنظرن إلى ضفيرتها، فركب معه
مروان، وركب أناس معهما حتى نظروا إليها. ثم إن أروى خرجت
في بعض حاجتها بعد ما عميت، فوقعت في البئر فماتت. قَالَ:
وكان أهل المدينة يدعو بعضهم على بعض يقولون: أعماك الله
كما أعمى أروى، يريدونها، ثم صار أهل الجهل يقولون: أعماك
الله كما أعمى الأروى، يريدون الأروى التي في الجبل
يظنونها، ويقولون: إنها عمياء، وهذا جهل منهم.
حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ سُفْيَانَ، حَدَّثَنَا
قَاسِمُ بْنُ أَصْبَغَ، أَخْبَرَنَا المطلب ابن سَعِيدٍ
[2] ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ، قَالَ:
حَدَّثَنِي اللَّيْثُ، قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ الْهَادِي،
عَنْ أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حَزْمٍ، قَالَ: جَاءَتْ
أَرْوَى بِنْتُ أُوَيْسٍ إِلَى أبى محمد بن عمرو بن حزم،
فَقَالَتْ لَهُ: يَا أَبَا عَبْدِ الْمَلِكِ، إِنَّ سعيد
بن زيد بن عمرو بن نفيل قَدْ بَنَى ضَفِيرَةً [3] فِي
حَقِّي فَأْتِهِ بِكَلِمَةٍ فلينزع عن حقي، فو الله لَئِنْ
لَمْ يَفْعَلْ لأَصِيحَنَّ بِهِ فِي مَسْجِدِ رسول الله
صلى الله عليه وسلم.
فقال لَهَا: لا تُؤْذِي صَاحِبَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَمَا كَانَ لِيَظْلِمَكِ
وَلا لِيَأْخُذَ لَكِ حَقًّا. فَخَرَجَتْ وَجَاءَتْ [4]
عِمَارَةَ بْنَ عَمْرٍو [5] ، وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ
سَلَمَةَ، فَقَالَتْ لَهُمَا: ائْتِيَا سَعِيدَ بْنَ
زَيْدٍ فَإِنَّهُ قَدْ ظَلَمَنِي وبنى ضفيرة في حقي، فو
الله لَئِنْ لَمْ يَنْزَعْ لأَصِيحَنَّ بِهِ فِي مَسْجِدِ
رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
فَخَرَجَا حتى
__________
[1] في أ: قيل، وهو تحريف.
[2] في أ: شعيب.
[3] الضفيرة مثل المسناة المستطيلة في الأرض فيها خشب
وحجارة (اللسان) .
[4] في أ: فجاءت.
[5] في أ: عمر.
(2/619)
أَتَيَاهُ فِي أَرْضِهِ بِالْعَقِيقِ،
فَقَالَ لَهُمَا: مَا أَتَى بِكُمَا؟ قَالا: جَاءَتْنَا
أَرْوَى بِنْتُ أُوَيْسٍ، فَزَعَمَتْ أَنَّكَ بَنَيْتَ
ضَفِيرَةً فِي حَقِّهَا، وَحَلَفَتْ باللَّه لَئِنْ لَمْ
تَنْزِعْ لَتَصِيحَنَّ بِكَ فِي مسجد رسول الله صلى الله
عليه وسلم، فَأَحْبَبْنَا أَنْ نَأْتِيَكَ، وَنَذْكُرَ
ذَلِكَ لَكَ.
فَقَالَ لَهُمَا: إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: مَنْ أَخَذَ شِبْرًا
مِنَ الأَرْضِ بِغَيْرِ حَقِّهِ يُطَوِّقُهُ اللَّهُ
يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ سَبْعِ أَرْضِينَ. فَلْتَأْتِ
فَلْتَأْخُذْ مَا كَانَ لَهَا مِنَ الْحَقِّ، اللَّهمّ
إِنْ كَانَتْ كَاذِبَةً فَلا تُمِتْهَا حَتَّى تُعْمِيَ
بَصَرَهَا وَتَجْعَلَ مِيتَتَهَا فِيهَا [1] ، فَرَجَعُوا
فَأَخْبَرُوهَا ذَلِكَ فَجَاءَتْ فَهَدَمَتِ الضَّفِيرَةُ،
وَبَنَتْ بُنْيَانًا، فَلَمْ تَمْكُثْ إِلا قَلِيلا حَتَّى
عَمِيَتْ، وَكَانَتْ تَقُومُ بِاللَّيْلِ وَمَعَهَا
جَارِيَةٌ لَهَا تَقُودُهَا لِتُوقِظَ الْعُمَّالَ،
فَقَامَتْ لَيْلَةً وَتَرَكَتِ الْجَارِيَةَ فَلَمْ
تُوقِظْهَا، فَخَرَجَتْ تَمْشِي حَتَّى سَقَطَتْ فِي
الْبِئْرِ [2] ، فَأَصْبَحَتْ مَيِّتَةً.
توفي سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل بأرضه بالعقيق، ودفن
بالمدينة في أيام معاوية سنة خمسين أو إحدى وخمسين، وهو
ابن بضع وسبعين سنة. روى عنه [ابن عمر، [3]] وعمرو بن
حريث، وأبو الطفيل عامر بن واثلة وجماعة من التابعين.
(983) سعيد بن سعد بن عبادة
الأنصاري.
قَالَ قوم: له صحبة. وقال أحمد ابن حنبل: أما قيس فنعم،
وأما سعيد فلا أدري. قَالَ أبو عمر: روى عن سعيد هذا ابنه
شرحبيل بن سعيد، وأبو أمامة بن سهل بن حنيف، وصحبته صحيحة.
__________
[1] في أ: في بيرها.
[2] في أ: فسقطت.
[3] من أ.
(2/620)
ذكره الواقدي وغيره فيمن له صحبة، وكان
واليا لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه على اليمن.
حَدَّثَنَا سعيد بن نصر، حَدَّثَنَا قَاسِمُ بْنُ
أَصْبَغَ، حَدَّثَنَا عبد الله بن روح المدائني، عن يعقوب
بن عبد الله بن الأشج، عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف، عن
سعيد بن سعد بن عبادة قَالَ: كان بين أبياتنا رويجل ضعيف
ضرير، فخرج فلم يرع الحي إلا وهو على أمة من إمائهم. وذكر
الحديث. وحديث شرحبيل عنه مرفوع في اليمين مع الشاهد.
(984) سعيد بن سعيد بن العاص
بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف القرشي الأموي.
استشهد يوم الطائف، وكان إسلامه قبل فتح مكة بيسير،
واستعمله رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ بعد الفتح على سوق مكة، فلما خرج رَسُول اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى الطائف خرج معه
فاستشهد.
(985) سعيد بن سهيل بن مالك بن
كعب بن عبد الأشهل بن حارثة بن دينار،
هكذا قَالَ موسى بن عقبة، والواقدي، وعبد الله بن محمد بن
عمارة الأنصاري.
وقال ابن إسحاق وأبو معشر: [سعيد بن سهيل [1]] شهد بدرا
وأحدا.
(986) سعيد بن سويد بن قيس بن
عامر بن عباد.
ويقَالَ ابن عبيد:
وهو الصواب، ابن الأبجر الأنصاري الخدري. والأبجر هو خدرة.
قتل يوم أحد شهيدا.
(987) سعيد بن العاص بن سعيد
بن العاص بن أمية،
ولد عام الهجرة. وقيل:
__________
[1] ليس في أ.
(2/621)
بل ولد سنة إحدى. وقتل أبوه العاص بن سعيد
بن العاص يوم بدر كافرا، قتله علي بن أبي طالب رضي الله
عنه. روى عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قَالَ: رأيته
يوم بدر يبحث التراب عنه كالأسد، فصمد إليه علي بن أبي
طالب رضي الله عنه فقتله. وَقَالَ عمر لابنه سعيد يوما: لم
أقتل أباك، وإنما قتلت خالي العاص بن هشام، وما بي [1] أن
أكون أعتذر من قتل مشرك! فَقَالَ له سعيد:
لو قتلته كنت على الحق، وكان على الباطل. فتعجب عمر من
قوله وَقَالَ: قريش أفضل الناس أحلاما.
وكان سعيد بن العاص بن سعيد بن العاص هذا أحد أشراف قريش
ممن جمع السخاء والفصاحة، وهو أحد الذين كتبوا المصحف
لعثمان رضي الله عنه، استعمله عثمان على الكوفة، وغزا
بالناس طبرستان فافتتحها.
ويقَالَ: إنه افتتح أيضا جرجان في زمن عثمان سنة تسع
وعشرين أو سنة ثلاثين، وكان أيدا يقَالُ: إنه ضرب- بجرجان-
رجلا على حبل عاتقه فأخرج السيف من مرفقه.
وَقَالَ أبو عبيدة: وانتقضت أذربيجان، فغزاها سعيد بن
العاص، فافتتحها، ثم عزله عثمان وولى الوليد بن عقبة، فمكث
مدّة، فشكاه أهل الكوفة فعزله وردّ سعيدا، فرده أهل
الكوفة، وكتبوا إلى عثمان: لا حاجة لنا في سعيدك ولا
وليدك.
وكان في سعيد تجبر وغلظ وشدة سلطان، وكان الوليد أسخى منه
وآنس [2] وألين جانبا، فلما عزل الوليد وانصرف سعيد قَالَ
بعض شعرائهم:
__________
[1] في ى. ومالي، وانظر الطبقات: 5- 19.
[2] في أ: أسن.
(2/622)
يا ويلتا قد ذهب الوليد ... وجاءنا من بعده
سعيد
ينقص في الصاع ولا يزيد
وقالوا: إن أهل الكوفة إذ رأوا [1] سعيد بن العاص، وذلك
سنة أربع وثلاثين، كتبوا إلى عثمان يسألونه أن يولي أبا
موسى، فولاه، فكان عليها أبو موسى إلى أن قتل عثمان.
ولما قتل عثمان لزم سعيد بن العاص هذا بيته، واعتزل أيام
الجمل وصفين، فلم يشهد شيئا من تلك الحروب، فلما اجتمع
الناس على معاوية، واستوثق له الأمر ولاه المدينة، ثم عزله
وولاه مروان، وكان يعاقب بينه وبين مروان بن الحكم في
أعمال المدينة، وله يقول الفرزدق [2] :
ترى الغر الجحاجح من قريش ... إذا ما الأمر في الحدثان
عالا
قياما ينظرون إلى سعيد ... كأنهم يرون به هلالا
وذكر محمد بن سلام، عن عبد الله بن مصعب، قال: كان [يقال
[3]] سعيد ابن العاص بن سعيد بن العاص عكة العسل. وقال
سفيان بن عيينة: كان سعيد ابن العاص كريما إذا سأله سائل
فلم يكن عنده ما يعطيه كتب له بما يريد إلى أيام يسره.
وذكر الزبير قَالَ: لما عزل سعيد بن العاص عن المدينة
انصرف عن المسجد، فرأى رجلا يتبعه فَقَالَ له: ألك حاجة؟
قَالَ لا، ولكني رأيتك وحدك فوصلت جناحك. فَقَالَ له: وصلك
الله يا بن أخي، اطلب لي دواة وجلدا، وادع لي مولاي فلانا،
فأتى بذلك، فكتب له بعشرين ألف درهم دينا عليه، وقال:
__________
[1] في أ: ردوا.
[2] ديوانه: 100.
[3] ليس في أ.
(م 14- استيعاب- ثان)
(2/623)
إذا جاءت غلتنا دفعنا ذَلِكَ إليك، فمات في
تلك السنة، وأتى بالكتاب إلى ابنه، فدفع إليه عشرين ألف
درهم، وابنه ذَلِكَ عمرو بن سعيد الأشدق.
وكان لسعيد بن العاص سبعة بنين: عمر، ومحمد، وعبد الله،
ويحيى، وعثمان، وعتبة [1] ، وأبان، كلهم بنو سعيد بن
العاص، ولا عقب لسعيد بن العاص ابن أمية فيما يقولون إلا
من قبل سعيد بن العاص بن سعيد هذا. وقد قيل:
إن خالد بن سعيد أعقب أيضا.
وتوفي سعيد بن العاص هذا في خلافة معاوية سنة تسع وخمسين.
(988) سعيد بن عامر بن حذيم
[2] بن سلامان بن ربيعة بن سعد بن جمح [القرشي الجمحي [3]]
.
هذا قول أكثر أهل النسب إلا ابن الكلبي، فإنه يدخل بين
ربيعة وسعد بن جمح عريجا، فيقول: سلامان بن ربيعة بن عريج
ابن سعد بن جمح.
وَقَالَ الزبير: هذا خطأ من ابن الكلبي ومن كل من قاله،
ولا مدخل هاهنا لعريج، لأن عريجا، ولوذان، وربيعة، إخوة،
بنو سعد بن جمح، ولم يكن لعريج ولد إلا بنات.
يقَالَ: إن سعيد بن عامر [بن حذيم] هذا أسلم قبل خيبر،
وشهدها وما بعدها من المشاهد، وكان خيرا فاضلا، ووعظ عمر،
فَقَالَ له عمر: من يقوى على ذَلِكَ؟ قَالَ: أنت يا أمير
المؤمنين، إنما هو أن تقول فتطاع.
__________
[1] في أ: وعنبسة.
[2] في ى: خذيم.
[3] ليس في أ.
(2/624)
وولاه عمر بعض أجناد الشام، فبلغ عمر أنه
يصيبه لمم، فأمره بالقدوم عليه، وكان زاهدا، فلم ير معه
إلا مزودا وعكازا وقدحا، فَقَالَ له عمر: لَيْسَ معك إلا
ما أرى؟ فَقَالَ له سعيد: وما أكثر من هذا؟ عكاز أحمل بها
زادي، وقدح آكل فيه! فَقَالَ له عمر: أبك لمم؟ قَالَ: لا.
قَالَ: فما غشية بلغني أنها تصيبك؟
قَالَ: حضرت خبيب بن عدي حين صلب، فدعا على قريش وأنا
فيهم، فربما ذكرت ذَلِكَ فأخذتني فترة يغشى علي. فَقَالَ
له عمر: فارجع إلى عملك.
فأبى وناشده إلا أعفاه [1] . فقيل: إنه أعفاه. وقيل: إنه
لما مات أبو عبيدة، ومعاذ، ويزيد بن أبى سفيان، ولى عمر
سعيد بن عامر حمص، فلم يزل عليها حتى مات، فحينئذ جمع عمر
الشام لمعاوية.
وَقَالَ الهيثم بن عدي: كان سعيد بن عامر أمير قيسارية.
وَقَالَ غيره:
استخلف عياض بن غنم الفهري سعيد بن عامر [بن حذيم] [2]
فأقره عمر.
وروى أنه لما اجتمعت الروم يوم اليرموك واستغاث أبو عبيدة
عمر فأمده [3] بسعيد بن عامر [بن حذيم [2]] فهزم الله
المشركين بعد قتال شديد.
واختلف في وقت وفاته، فقيل: توفي سنة تسع عشرة، وقيل سنة
عشرين.
وقيل سنة إحدى وعشرين، وهو ابن أربعين سنة. وروى عنه عبد
الرحمن بن سابط أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ:
يدخل فقراء المهاجرين الجنة قبل الناس بتسعين [4] عاما.
(989) سعيد بن عبد بن قيس،
ذكره موسى بن عقبة فيمن هاجر إلى أرض
__________
[1] في أ: الإعفاء.
[2] ليس في أ.
[3] في أ: أمده.
[4] في أ: بسبعين عاما.
(2/625)
الحبشة، وذكره غيره فَقَالَ: سعيد بن عبيد
بن قيس بن لقيط بن عامر بن ربيعة [أو أمية بن الحارث بن
فهر بن مالك القرشي الفهري [1]] .
هاجر إلى أرض الحبشة، وكان ممن أقام بها إلى أن كانت
الخندق، هكذا قَالَ: وأظنه أنه لم يأت إلا مع جعفر، [والله
أعلم بالصواب [1]] .
(990) سعيد بن عمرو التميمي،
حليف لبني سهم وإخوته. وقد قيل: إنه كان أخا لهم لأمهم [2]
، قاله ابن إسحاق، وموسى بن عقبة. وَقَالَ الواقدي وأبو
معشر:
هو معبد بن عمرو، وذكراه فيمن هاجر إلى أرض الحبشة الهجرة
الثانية.
(991) سعيد بن القشب [3]
الأزدي،
حليف لبني أمية، ولاه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جرش.
(992) سعيد بن نمران الهمداني،
كان كاتبا لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه، أدرك حياة النبي
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أعواما، روى عن أبي
بكر. روى عنه عامر بن سعيد.
(993) سعيد بن يربوع بن عنكثة
بن عامر بن مخزوم القرشي المخزومي، أبو عبد الرحمن.
يقَالَ أبو هود. ويقَالَ أبو يربوع، وكان يلقب بالصرم.
وكان له ابنان: عبد الله، وعبد الرحمن. قيل: أسلم قبل
الفتح، وشهد الفتح.
وقيل: إنه من مسلمة الفتح.
__________
[1] ليس في أ.
[2] في أ: لأمه وفي أسد الغابة: وقد قيل إنه كان أخا تميم
بن الحارث بن قيس ابن عدي لأمه.
[3] في أ: القشيب، وضبطه يضم القاف.
(2/626)
وذكر إسماعيل بن إسحاق، عن علي بن المديني،
قَالَ: سعيد بن يربوع كان يلقب صرما، يقَالُ له سعيد
الصرم، وهو مخزومي.
روى عن النبي صلى الله عليه وسلم حديثين، [وَقَالَ غيره:
كان يلقب أصرم فلم يصنع شيئا [1]] . وَقَالَ غيره: كان
اسمه الصرم فغير رسول الله صلى الله عليه وسلم اسمه،
وَقَالَ: أنت سعيد. وَقَالَ له رَسُول اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أينا أكبر؟ قَالَ: أنا أقدم
منك، وأنت أكبر مني وخير مني. وَأَخْبَرَنَا خَلَفُ بْنُ
قَاسِمٍ، قَالَ حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُفَسِّرِ، قَالَ:
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنَا
يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، وَسُفْيَانُ بْنُ وَكِيعٍ قَالا:
حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، قَالَ:
حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ
بْنِ سَعِيدِ بْنِ يَرْبُوعٍ الْمَخْزُومِيُّ، عَنْ
أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، وكان اسمه الصرم، فسماه رَسُولُ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَعِيدًا- أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ لَهُ: أَيُّنَا
أَكْبَرُ أَنَا أَوْ أَنْتَ؟ قَالَ قُلْتُ: يَا رَسُولَ
اللَّهِ، أَنْتَ أَكْبَرُ مِنِّي وَخَيْرٌ، وَأَنَا
أَقْدَمُ مِنْكَ سِنًّا. قَالَ: أَنْتَ سَعِيدٌ. وذكره
بعضهم في المؤلفة قلوبهم، وذكر أنه أعطى غنائم حنين خمسين
بعيرا.
قَالَ أبو عمر: روى أيضا قصة ابن خطل، والحويرث، ومقيس،
وابن أبي سرح، وتوفي سعيد بن يربوع بالمدينة، وقيل بمكة
سنة أربع وخمسين في خلافة معاوية، وكان له يوم توفي مائة
سنة وأربع وعشرون سنة. وقيل:
مائة وعشرون سنة، وكان له بالمدينة دار بالبلاط.
(994) سعيد بن يزيد بن الأزور
الأزدي،
مصري. روى عنه أبو الخير اليزني، وزعم أن له صحبة. وأما
الذي روينا [2] من روايته فعن ابن عمر.
__________
[1] ليس في أ.
[2] في أ: رأينا.
(2/627)
(995) [سعيد بن يزيد
التميمي
- حليف لبني سهم وإخوته، وقد قيل: كان أخاهم لأمه- قاله
ابن إسحاق وموسى بن عقبة. وَقَالَ الواقدي وأبو معشر:
وهو معبد بن عمرو، وذكراه فيمن هاجر إلى الحبشة الهجرة
الثانية [1]] .
باب سفيان
(996) سفيان بن أسد،
ويقَالَ ابن أسيد. وأسيد الحضرميّ شامي. روى عنه جبير ابن
نفير [واختلف في اسم أبيه [2]] .
حديثه من حديث الحمصيين عن بقية، عن ضبارة بن مالك
الحضرمي، عَنْ أَبِيهِ، عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير
عَنْ أَبِيهِ، واختلف في اسم أبيه على ما ذكرناه [3] .
(997) سفيان بن بشر بن زيد بن
الحارث الأنصاري الخزرجي،
من بنى جشم ابن الحارث بن الخزرج، شهد مع رَسُول اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بدرا وأحدا، كذا قاله
ابن إسحاق سفيان بن بشر بن زيد بن الحارث في رواية البكائي
عنه.
وكذلك قَالَ أبو معشر.
وَقَالَ ابن هشام: هو سفيان بن نسر بن عمرو بن الحارث بن
كعب بن زيد.
وَقَالَ يونس بن بكير، عن ابن إسحاق: سفيان بن بشير.
وَقَالَ الواقدي وعبد الله بن محمد ابن عمارة [4] القداح
الأنصاري فيه: سفيان بن نسر- بالنون والسين غير المعجمة،
__________
[1] من أوحدها
[2] من أ.
[3] في ى: واختلف في اسم أبيه على بقية على ما ذكرناه. وفي
أ: بدل العبارة: مذكور فيمن نزل حمص من الصحابة.
[4] في أ: ومحمد بن عبد الله بن عمارة.
(2/628)
كما قَالَ ابن هشام. وَقَالَ محمد بن حبيب:
من قَالَ فيه سفيان بن بشر أو بشير فقد وهم، وإنما هو
سفيان بن نسر- بالنون والسين غير معجمة.
(998) سفيان بن ثابت الأنصاري،
من بني النبيت من الأنصار، استشهد يوم بئر معونة هو وأخوه
مالك بن ثابت، ذكر ذَلِكَ الواقدي.
(999) سفيان بن حاطب بن أمية
بن رافع بن سويد بن حرام بن الهيثم بن ظفر الأنصاري
الظفري،
شهد مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
أحدا، وقتل يوم بئر معونة.
(1000) سفيان بن الحكم.
ويقَالَ الحكم بن سفيان، روى عن النبي صلى الله عليه وسلم،
وأكثرهم يقولون الحكم بن سفيان، عَنْ أَبِيهِ، عن النبي
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. ومنهم من يقول سفيان
بن الحكم عَنْ أَبِيهِ، وهو حديث مضطرب جدا: أن رَسُول
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ توضأ ونضح
فرجه.
(1001) سفيان بن أبي زهير الشنوئي [1]
له صحبة. وقال فيه بعضهم: النمري.
ويقال: النميري، والأول أكثر. وهو من أزد شنوءة، [له صحبة
[2]] لا يختلفون فيه، وربما كان في أسماء أجداده نمر أو
نمير فنسب إليه. يعد في أهل المدينة.
وذكر علي بن المديني سفيان بن أبي زهير هذا، فَقَالَ: اسم
أبيه أبي زهير القرد.
وَقَالَ غيره: كان [3] يقَالُ ابن أبي القرد أو ابن أم
القرد، حكى هذا عن الواقدي وأظنه تصحيفا، والله أعلم.
قَالَ أبو عمر: له حديثان عن النبي صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كلاهما عند مالك
__________
[1] في أ: الشنوى، وبعدها فيها: من أزد شنوءة، وسيجيء في
ى.
[2] ليس في أ، وهو مكرر، فقد سبقت هذه العبارة.
[3] في أ: بل كان يلقب. وفي ى. الفرد- بالفاء- والمثبت من
أ، وتهذيب التهذيب.
(2/629)
ابن أنس: أحدهما رواه عنه عبد الله بن
الزبير مرفوعا: تفتح اليمن [1] فيجيء قوم ...
الحديث. والآخر رواه عنه السائب بن يزيد مرفوعا: من اقتنى
كلبا ... الحديث ورواية ابن الزبير والسائب بن يزيد عنه
تدل على جلالته وقدم مرتبته [2] .
(1002) سفيان بن عبد الأسد،
مذكور في المؤلفة قلوبهم، فيه نظر.
(1003) سفيان بن عبد الله بن
ربيعة [الثقفي [3]] ،
معدود في أهل الطائف.
له صحبة وسماع ورواية، كان عاملا لعمر بن الخطاب على
الطائف، ولاه عليها إذ عزل عثمان بن أبي العاص عنها، ونقل
عثمان بن أبي العاص حينئذ إلى البحرين، يعد في البصريين.
روى عنه ابنه عبد الله بن سفيان. ويقَالَ: [ابنه [4]] أبو
الحكم بن سفيان، وعروة بن الزبير، ومحمد بن عبد الله بن
عامر.
(1004) سفيان بن عطية بن ربيعة
الثقفي،
يعد في أهل الحجاز، وحديثه عندهم.
روى عنه عيسى بن عبد الله، حديثه عند ابن إسحاق في وفد
ثقيف.
(1005) سفيان بن قيس بن أبان
الطائفي،
له صحبة، ولأخيه وهب بن قيس من حديث أميمة بنت رقيقة عن
أمها عنهما [5] .
(1006) سفيان بن معمر بن حبيب
بن وهب بن حذافة بن جمح القرشي الجمحي،
أخو جميل بن معمر الجمحي، يكنى أبا جابر. وقيل: أبا جنادة،
كان من مهاجرة الحبشة، وابنه الحارث بن سفيان أتى به من
أرض الحبشة.
قَالَ ابن إسحاق: هاجر سفيان بن معمر الجمحي، ومعه ابناه
جابر [6] بن سفيان
__________
[1] في أسد الغابة: يفتح الشام.
[2] في أ: وقدم موته.
[3] من أ.
[4] من أ.
[5] في أ: عنها.
[6] في الطبقات: خالد (4- 148) .
(2/630)
وجنادة بن سفيان، ومعه امرأته حسنة، وهي
أمهما، وأخوهما من أمهما شرحبيل ابن حسنة قَالَ ابن إسحاق:
وكان سفيان من الأنصار، ثم أحد بني زريق بن عامر من بني
جشم بن الخزرج، قدم مكة فأقام بها، ولزم معمر بن حبيب بن
وهب ابن حذافة بن جمح، فتبناه وزوجه حسنة، ولها ولد يسمى
شرحبيل ابن حسنة من رجل آخر، وغلب معمر بن حبيب على نسب
سفيان هذا ونسب بنيه، فهم ينسبون إليه، قَالَ: وهلك سفيان
وابناه جابر وجنادة في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
وَقَالَ الزبير بن بكار: هو سفيان بن معمر بن حبيب بن وهب
بن حذافة ابن جمح، أمه أم ولد، وهو من مهاجرة الحبشة، وكان
تحته حسنة التي نسب [1] إليها شرحبيل بن عبد الله بن
المطاع تبنته، وليس بابن لها، وكانت مولاة لمعمر ابن حبيب.
قَالَ: وليس لسفيان ولا لأخيه جميل بن معمر عقب.
(1007) سفيان بن همام العبدي،
من عبد القيس، روى في نبيذ الجر، روى عنه ابنه عمرو بن
سفيان.
(1008) سفيان بن وهب الخولاني،
له صحبة، يعد في أهل مصر. روى عنه أبو الخير اليزني وأبو
عشانة المعافري، وسعيد بن أبي شمر. روى عنه غياث ابن أبي
شبيب، قَالَ: كان سفيان بن وهب صاحب النبي صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يمر بنا ونحن غلمة بالقيروان فيسلم
علينا، ونحن في الكتاب، وعليه عمامة قد أرخاها من خلفه.
__________
[1] في أ: ينسب.
(2/631)
(1009) سفيان بن
يزيد الأزدي،
من أزد شنوءة، روى عن النبي صلى الله عليه وسلم، وروى عنه
محمد بن سيرين.
(1010) سفيان الهذلي،
قَالَ: خرجنا في عير إلى الشام، فإذا هم يذكرون أن نبيا قد
خرج في قريش، اسمه أحمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ.
باب سلمان
(1011) سلمان بن ربيعة
الباهلي،
أحد بني قتيبة بن معن بن مالك، كوفي، ذكره العقيلي في
الصحابة. وَقَالَ أبو حاتم الرازي: له صحبة، وهو عندي كما
قَالا.
كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه قد بعثه [1] قاضيا بالكوفة
قبل شريح، فلما ولى سعد الولاية الثانية [الكوفة [2]]
استقضاه أيضا. قَالَ أبو وائل: اختلفت إلى سلمان بن ربيعة
حين قدم على قضاء الكوفة أربعين صباحا لا أجد عنده فيها
خصيما [3] ، وكان يلي الخيل لعمر، وكان يقَالُ له سلمان
الخيل، وهو كان [4] الأمير في غزاة بلنجر.
ذَكَرَ أَبُو بَكْرِ بْنِ [أَبِي بكر بن [5]] أبي شيبة،
[قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة [5]] ، قال: حدثنا أبو
بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ،
قَالَ: غَزَوْنَا مَعَ سَلْمَانَ بْنِ رَبِيعَةَ بلنجر [6]
، فحرج عَلَيْنَا أَنْ نَحْمِلَ عَلَى دَوَابِّ
الْغَنِيمَةِ، وَرَخَّصَ لنا في الغربال والحبل والمنخل.
__________
[1] أ: جعله قاضيا.
[2] ليس في أ.
[3] في أ: خصما.
[4] في أ: وكان الأمير.
[5] ليس في أ.
[6] بلنجر: مدينة ببلاد الخزر خلف باب الأبواب (ياقوت) .
(2/632)
قَالَ: وَأَخْبَرَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ
أَنَّهُ سَمِعَ أَبَاهُ وعمّه يذكران، قالا قال سلمان ابن
رَبِيعَةَ: قَتَلْتُ بِسَيْفِي هَذَا مِائَةَ
مُسْتَلْئِمٍ، كُلُّهُمْ يَعْبُدُ غَيْرَ اللَّهِ، مَا
قَتَلْتُ رَجُلا مِنْهُمْ صَبْرًا.
وقتل سلمان بن ربيعة سنة ثمان وعشرين ببلنجر من بلاد
أرمينية، وكان عمر قد بعثه إليها، ولم يقتل إلا في زمن
عثمان وقيل: بل قتل ببلنجر سنة تسع وعشرين، وقيل: سنة
ثلاثين وقيل:
سنة إحدى وثلاثين. روى عنه عدي بن عدي، والضّبىّ بن معبد،
والبراء ابن قيس، وأبو وائل شقيق بن سلمة.
(1012) سلمان بن صخر،
هو سلمة بن صخر، كان يقَالُ له سلمان، وقد ذكرناه في باب
سلمة، [والحمد للَّه أولا وآخر [1]] .
(1013) سلمان بن عامر بن أوس بن حجر بن عمرو بن الحارث بن
تيم [2] بن ذهل بن مالك بن بكر بن سعد بن ضبة بن أد بن
طابخة بن إلياس بن مضر الضبي،
قَالَ بعض أهل العلم بهذا الشأن: لَيْسَ في الصحابة من
الرواة ضبي غير سلمان بن عامر هذا. وَقَالَ ابن أبي خيثمة:
وقد روى عن النبي صلى الله عليه وسلم من بني ضبة عتاب بن
شمير.
سكن سلمان بن عامر البصرة، وله بها دار قريب من الجامع.
روى عنه محمد بن سيرين، والرباب، وهي الرباب بنت صليع [3]
بن عامر بنت أخى سلمان بن عامر.
__________
[1] ليس في أ.
[2] في أ: زيد.
[3] في هامش ى: بمهملتين. وفي أسد الغابة. وتاج العروس
بالضاد.
(2/633)
(1014) سلمان
الفارسي، أبو عبد الله،
يقَالُ: إنه مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويعرف
بسلمان الخير، كان أصله من فارس من رامهرمز، من قرية يقال
لها جيّ. ويقال: بل كان أصله من أصبهان لخبر قد ذكرته في
التمهيد، وهناك ذكرت حديث إسلامه بتمامه، وكان إذا قيل له:
ابن من أنت؟ قال: أنا سلمان ابن الإسلام من بني آدم.
وروى أبو إسحاق السبيعي، عن أبي قرة الكندي، عن سلمان
الفارسي، قَالَ: كنت من أبناء أساورة فارس- في حديث طويل
ذكره.
وكان سلمان يطلب دين الله تعالى، ويتبع من يرجو ذَلِكَ
عنده، فدان بالنصرانية وغيرها، وقرأ الكتب، وصبر في ذَلِكَ
على مشقات نالته، وذلك كله مذكور في خبر إسلامه.
وذكر سليمان التيمي، عن أبي عثمان النهدي، عن سلمان
الفارسي أنه تداوله في ذَلِكَ بضعة عشر ربا، من رب إلى رب،
حتى أفضى إلى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ومن
الله عليه بالإسلام.
وقد روي من وجوه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم اشتراه
على العتق.
وَرَوَى زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ. قَالَ [1] : حَدَّثَنِي
حُسَيْنُ بْنُ وَاقِدٍ، عَنْ عَبْدِ الله ابن بريدة، عن
أبيه، أنّ سلمان الْفَارِسِيّ أَتَى إِلَى رَسُولِ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِصَدَقَةٍ، فَقَالَ:
هَذِهِ صَدَقَةٌ عَلَيْكَ وَعَلَى أَصْحَابِكَ. فَقَالَ:
يَا سَلْمَانُ، إِنَّا- أَهْلَ الْبَيْتِ- لا تَحِلُّ
لَنَا الصَّدَقَةُ. فَرَفَعَهَا ثُمَّ جَاءَ مِنَ الْغَدِ
بِمِثْلِهَا، فَقَالَ: هَذِهِ هَدِيَّةٌ. فَقَالَ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لأَصْحَابِهِ: كُلُوا،
فَاشْتَرَاهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ من قوم، من
__________
[1] في أ: عن.
(2/634)
الْيَهُودِ بِكَذَا وَكَذَا دِرْهَمًا،
وَعَلَى أَنْ يَغْرِسَ لهم كذا وكذا من النخل بعمل فِيهَا
سَلْمَانُ حَتَّى تُدْرِكَ، فَغَرَسَ رَسُولُ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ النَّخْلَ كُلَّهُ إِلا
نَخْلَةً وَاحِدَةً غَرَسَهَا عُمَرُ، فَأَطْعَمَ
النَّخْلَ كُلَّهُ إِلا تِلْكَ النَّخْلَةَ، فَقَالَ
رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
مَنْ غَرَسَهَا؟ فَقَالُوا: عُمَرُ. فَقَلَعَهَا رَسُولُ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَغَرَسَهَا،
فَأَطْعَمَتْ مِنْ عَامِهَا. وَذَكَرَ مَعْمَرٌ، عَنْ
رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِهِ، قَالَ: دَخَلَ قَوْمٌ عَلَى
سَلْمَانَ، وَهُوَ أَمِيرٌ عَلَى الْمَدَائِنِ وَهُوَ
يَعْمَلُ هَذَا الْخُوصَ، فَقِيلَ لَهُ: لِمَ تَعْمَلُ
هَذَا وَأَنْتَ أَمِيرٌ يَجْرِي عَلَيْكَ رِزْقٌ؟ فَقَالَ:
إِنِّي أُحِبُّ أَنْ آكُلَ مِنْ عَمَلِ يَدِي.
وَذَكَرَ أَنَّهُ تَعَلَّمَ عَمَلَ الْخُوصِ
بِالْمَدِينَةِ مِنَ الأَنْصَارِ عِنْدَ بَعْضِ
مَوَالِيهِ.
أول مشاهده الخندق، وهو الذي أشار بحفره، فَقَالَ أبو
سفيان وأصحابه، إذ رأوه: هذه مكيدة ما كانت العرب تكيدها.
وقد قيل: إنه شهد بدرا، وأحدا، إلا أنه كان عبدا يومئذ،
والأكثر أن أول مشاهده الخندق، ولم يفته بعد ذَلِكَ مشهد
مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
وكان خيرا فاضلا حبرا عالما زاهدا متقشفا.
ذكر هشام بن حسان، عن الحسن، قَالَ: كان عطاء سلمان خمسة
آلاف، وكان إذا خرج عطاؤه تصدق به ويأكل من عمل يده، وكانت
له عباءة يفترش بعضها ويلبس بعضها.
وذكر ابن وهب وابن نافع عن مالك قَالَ: كان سلمان يعمل
الخوص بيده، فيعيش منه، ولا يقبل من أحد شيئا. قَالَ: ولم
يكن له بيت، وإنما كان يستظل بالجذور والشجر، وإن رجلا
قَالَ له: ألا أبنى لك بيتا تسكن فيه؟ فقال:
(2/635)
ما لي به حاجة، فما زال به الرجل حتى قَالَ
له: إني أعرف البيت الذي يوافقك.
قَالَ: فصفه لي. قَالَ: أبني لك بيتا إذا أنت قمت فيه أصاب
رأسك سقفه، وإن أنت مددت فيه رجليك أصاب أصابعهما الجدار.
قَالَ: نعم، فبنى له [بيتا كذلك [1]] .
وروى عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من وجوه
أنه قَالَ: لو كان الدين عند الثريا لناله سلمان. وفي
رواية أخرى: لناله رجال من فارس. وروينا عن عائشة [أم
المؤمنين [2]] رضي الله عنها، قالت: كان لسلمان مجلس من
رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ينفرد
به بالليل حتى كاد يغلبنا على رَسُول اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وَرُوِيَ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ،
عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
أَنَّهُ قَالَ: أَمَرَنِي رَبِّي بِحُبِّ أَرْبَعَةٍ،
وَأَخْبَرَنِي أَنَّهُ سُبْحَانَهُ يُحِبُّهُمْ: عَلِيٌّ،
وَأَبُو ذَرٍّ، وَالْمِقْدَادُ، وَسَلْمَانُ. وَرَوَى
قَتَادَةُ، عَنْ خَيْثَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ،
قَالَ: [كَانَ [3]] سَلْمَانُ صَاحِبَ الْكِتَابَيْنِ.
قَالَ قَتَادَةُ: يَعْنِي الإِنْجِيلَ وَالْفُرْقَانَ.
أَخْبَرَنَا خَلَفُ بْنُ قَاسِمٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ
الْمُفَسِّرِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ
بْنِ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي
شَيْبَةَ، قَالَ حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنِ الأَعْمَشِ،
عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ،
عَنْ عَلِيٍّ أَنَّهُ سُئِلَ عن سلمان. فقال: علم
__________
[1] ليس في أ.
[2] من أ.
[3] ليس في أ.
(2/636)
الْعِلْمَ الأَوَّلَ وَالآخِرَ، بَحْرٌ لا
يَنْزِفُ، وَهُوَ مِنَّا أَهْلَ الْبَيْتِ. هَذِهِ
رِوَايَةُ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ، عَنْ عَلِيٍّ.
وَفِي رِوَايَةِ زَادَانَ [أَبِي عُمَرَ [1]] عَنْ عَلِيٍّ
قَالَ: سَلْمَانُ الْفَارِسِيُّ مِثْلُ لُقْمَانَ
الْحَكِيمِ، ثُمَّ ذَكَرَ مِثْلَ خَبَرِ أَبِي
الْبَخْتَرِيِّ. وَقَالَ كَعْبُ الأَحْبَارِ: سَلْمَانُ
حُشِيَ عِلْمًا وَحِكْمَةً.
وَذَكَرَ مُسْلِمٌ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمٍ،
أَخْبَرَنَا بهز، أَخْبَرَنَا بَهْزُ، أَخْبَرَنَا
حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثابت، عن معاوية بن قرة، عن
عائذ بْنِ عَمْرٍو- أَنَّ أَبَا سُفْيَانَ أَتَى عَلَى
سَلْمَانَ، وَصُهَيْبٍ وَبِلالٍ فِي نَفَرٍ، فَقَالُوا:
مَا أَخَذَتْ سُيُوفُ اللَّهِ مِنْ عُنُقِ عَدُوِّ اللَّهِ
مَأْخَذَهَا. فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: أَتَقُولُونَ هَذَا
لِشَيْخِ قُرَيْشٍ وَسَيِّدِهِمْ. وَأَتَى النَّبِيُّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرَهُ، فَقَالَ:
يَا أَبَا بَكْرٍ، لَعَلَّكَ أَغْضَبْتَهُمْ، لِئَنْ
كُنْتَ أَغْضَبْتَهُمْ لَقَدْ أَغْضَبْتَ رَبَّكَ جَلَّ
وَعَلا، فَأَتَاهُمْ أَبُو بَكْرٍ فَقَالَ: يَا
إِخْوَتَاهُ، أَغْضَبْتُكُمْ؟ قَالُوا: لا، يَا أَبَا
بَكْرٍ، يَغْفِرُ اللَّهُ لَكَ. وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ
صَلَّى الله عليه وسلم قد آخى بينه وبين أَبِي
الدَّرْدَاءِ، فَكَانَ إِذَا نَزَلَ الشَّامَ نَزَلَ عَلَى
أَبِي الدَّرْدَاءِ.
وَرَوَى أَبُو جُحَيْفَةَ أَنَّ سَلْمَانَ جَاءَ يَزُورُ
أَبَا الدَّرْدَاءِ فَرَأَى أُمَّ الدَّرْدَاءِ
مُبْتَذَلَةً فَقَالَ: مَا شَأْنُكِ؟ قَالَتْ: إِنَّ
أَخَاكَ لَيْسَ لَهُ حَاجَةٌ فِي شَيْءٍ مِنَ الدُّنْيَا.
قَالَ:
فَلَمَّا جَاءَ أَبُو الدَّرْدَاءِ رَحَّبَ سلمان
وَقَرَّبَ لَهُ طَعَامًا. قَالَ سَلْمَانُ: اطْعَمْ.
قَالَ:
إِنِّي صَائِمٌ. قَالَ: أَقْسَمْتُ عَلَيْكَ إِلا مَا
طَعِمْتَ، إِنِّي لَسْتُ بِآكِلٍ حَتَّى تَطْعَمَ.
قَالَ: وَبَاتَ سَلْمَانُ عِنْدَ أَبِي الدَّرْدَاءِ،
فَلَمَّا كَانَ الليل قام أبو الدرداء فحبسه سلمان.
قَالَ: يَا أَبَا الدَّرْدَاءِ، إِنَّ لِرَبِّكَ عَلَيْكَ
حَقًّا، وَإِنَّ لأَهْلِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، وَإِنَّ
لِجَسَدِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، فَأَعْطِ كُلَّ ذِي حَقٍّ
حَقَّهُ. قال: فلما كان وجه الصبح قال:
__________
[1] ليس في أ.
(2/637)
قُمِ الآنِ. فَقَامَا فَصَلَّيَا، ثُمَّ
خَرَجَا إِلَى الصَّلاةِ. قَالَ: فَلَمَّا صَلَّى رَسُولُ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَامَ إِلَيْهِ
أَبُو الدَّرْدَاءِ وَأَخْبَرَهُ بِمَا قَالَ سَلْمَانُ.
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ مِثْلَ مَا قَالَ سَلْمَانُ.
ذَكَرَهُ عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ
عَوْنٍ [1] عَنْ أَبِي الْعُمَيْسِ، عَنْ عَوْنِ ابن أَبِي
جُحَيْفَةَ، عَنْ أَبِيهِ، وَلَهُ أَخْبَارٌ حِسَانٌ
وَفَضَائِلُ جَمَّةٌ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ.
توفي سلمان رضي الله عنه في آخر خلافة عثمان سنة خمس
وثلاثين. وقيل:
بل توفي سنة ست وثلاثين في أولها. وقيل: توفى في [آخر [2]]
خلافة عمر.
والأول أكثر، والله أعلم.
قَالَ الشعبي: توفي سلمان في علية لأبي [3] قرة الكندي
بالمدائن.
روى عنه من الصحابة ابن عمر، وابن عباس، وأنس، وأبو
الطفيل.
يعد في الكوفيين. روينا عن سلمان أنه تلا هذه الآية ...
«الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمانَهُمْ
بِظُلْمٍ [4] » . 6: 82 فَقَالَ له زيد بن صوحان: يا أبا
عبد الله، وذكر الخبر.
باب سلمة
(1015) سلمة بن أسلم بن حريش [5] بن عدي بن مجدعة بن حارثة
بن الحارث ابن الخزرج بن عمرو بن عدي بن مالك بن الأوس
الأنصاري الحارثي،
شهد بدرا والمشاهد كلها. وقتل يوم جسر أبي عبيد سنة أربع
عشرة، وهو ابن ثمان وثلاثين سنة. وقيل: بل قتل وهو ابن
ثلاث وستين سنة يوم جسر أبى عبيد، يكنى
__________
[1] في أ: عوف.
[2] ليس في أ.
[3] من أ: ابن.
[4] سورة الأنعام: 82.
[5] في الطبقات: حريس.
(2/638)
أبا سعد [1] يقَالُ: إنه الذي أسر السائب
بن عبيد والنعمان بن عمرو يوم بدر، ذكر ذَلِكَ أبو حاتم
الرازي.
(1016) سلمة بن الأكوع،
هكذا يقول جماعة أهل الحديث، ينسبونه إلى جده وهو سلمة بن
عمرو بن الأكوع. والأكوع هو سنان بن عبد الله بن قشير [2]
ابن خزيمة بن مالك بن سلامان بن الأفصى [3] الأسلمي. يكنى
أبا مسلم، وقيل: يكنى أبا إياس. وَقَالَ بعضهم: يكنى أبا
عامر، والأكثر أبو إياس، [بابنه إياس [4]] ، كان ممن بايع
تحت الشجرة، سكن بالربذة، وتوفي بالمدينة سنة أربع وسبعين،
وهو ابن ثمانين سنة، وهو معدود في أهلها، وكان شجاعا راميا
سخيا خيرا فاضلا.
روى عنه جماعة من تابعي أهل المدينة. قَالَ ابن إسحاق: وقد
سمعت أن الذي كلمه الذئب سلمة بن الأكوع، قَالَ سلمة: رأيت
الذئب قد أخذ ظبيا، فطلبته حتى نزعته منه، فقال: ويحك! ما
لي ولك [5] ؟ عمدت إلى رزق رزقنيه الله، لَيْسَ من مالك
تنتزعه مني؟ قَالَ: قلت: أيا عباد الله، إن هذا لعجب، ذئب
يتكلم. فَقَالَ الذئب: أعجب من هذا أن النبي صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في أصول النخل يدعوكم إلى
عبادة الله وتأبون إلا عبادة الأوثان. قَالَ: فلحقت برسول
الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأسلمت. فاللَّه
أعلم أي ذَلِكَ كان. ذكر ذَلِكَ ابن إسحاق بعد ذكر ارفع بن
عميرة الذي كلمه الذئب على حسب ما تقدم
__________
[1] في أ: أبا سعيد، وما في أسد الغابة مثل ى.
[2] في ى: قيس. والمثبت من أ، وأسد الغابة.
[3] في أ: ابن أسلم بن أفصى. وفي أسد الغابة: بن أسلم
الأسلمي.
[4] من أ.
[5] في أ: ما لي ولك ولها.
(م 15- الاستيعاب- ثان)
(2/639)
من ذَلِكَ في بابه من هذا الكتاب. عمر سلمة
بن الأكوع عمرا طويلا. روى عنه ابنه إياس بن سلمة، ويزيد
بن أبي عبيد. وروى عنه يزيد بن خصيفة. وَقَالَ يزيد بن أبي
عبيد، قلت لسلمة بن الأكوع: على أي شيء بايعتم رَسُول
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يوم الحديبية؟
قَالَ: على الموت. قَالَ يزيد: وسمعت سلمة ابن الأكوع
يقول: غزوت مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ سبع غزوات، وخرجت فيما بعث من البعوث سبع غزوات.
وَقَالَ عنه ابنه إياس: ما كذب أبي قط. وروى عن أبيه، عن
النبي صلى الله عليه وَسَلَّمَ أنه قَالَ: خير رجالنا سلمة
بن الأكوع. وَرَوَى عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، عَنْ
موسى بن عبيدة، عن إياس ابن سَلَمَةَ عَنْ أَبِيهِ، قَالَ:
بَيَّنَا نَحْنُ قَائِلُونَ نَادَى مُنَادٍ: أَيُّهَا
النَّاسُ، الْبَيْعَةَ الْبَيْعَةَ، فَثُرْنَا إلى رسول
الله صلى الله عليه وسلم، وَهُوَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ،
فَبَايَعْنَاهُ، فَذَلِكَ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ
[1] : لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ
يُبايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي
قُلُوبِهِمْ.. 48: 18. الآية.
(1017) سلمة بن أمية بن أبي عبيدة بن همام بن الحارث
التميمي [2]
أخو يعلى ابن أمية. كوفي، له حديث واحد، لَيْسَ يوجد إلا
عند ابن إسحاق. روى عنه صفوان بن يعلى ابن أخيه.
(1018) سلمة بن بديل بن ورقاء
الخزاعي.
قَالَ ابن أبي حاتم: كانت له صحبة، ولم أر روايته إلا عَنْ
أَبِيهِ. روى عنه ابنه عبد الله بن سلمة.
(1019) سلمة بن ثابت بن وقش بن
زغبة بن زعوراء بن عبد الأشهل الأنصاري الأشهلي،
شهد بدرا، وقتل يوم أحد شهيدا هو وأخوه عمرو بن ثابت. وذكر
__________
[1] سورة الفتح: 18.
[2] في أ: التيمي. وفي أسد الغابة: من بنى تميم.
(2/640)
ابن إسحاق قَالَ: وزعم لي عاصم بن عمر بن
قتادة أن أباهما ثابتا وعمهما رفاعة ابن وقش قتلا يومئذ.
قَالَ ابن إسحاق: قتل سلمة بن ثابت يوم أحد أبو سفيان بن
حرب.
(1020) سلمة بن حاطب بن عمرو
بن عتيك بن أمية بن زيد،
شهد بدرا وأحدا.
(1021) سلمة بن سلامة بن وقش
بن زغبة بن زعوراء بن عبد الأشهل الأنصاري الأشهلي،
وأمه سلمى بنت سلمة بن خالد بن عدي، أنصارية حارثية، يكنى
أبا عوف، شهد العقبة الأولى والعقبة الآخرة في قول جميعهم،
ثم شهد بدرا والمشاهد كلها، واستعمله عمر على اليمامة، ثم
توفي سنة خمس وأربعين بالمدينة، وهو ابن سبعين سنة. روى
عنه محمود بن لبيد وجبيرة والد زيد بن جبيرة.
(1022) سلمة بن أبي سلمة بن عبد الأسد بن هلال بن عبد الله
بن عمر ابن مخزوم القرشي المخزومي،
ربيب النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أمه أم
سلمة زوج النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ويقول
أهل العلم بالنسب: إنه الذي عقد لرسول الله صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على أمه أم سلمة، فلما زوجه رَسُول
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أمامة بنت حمزة
بن عبد المطلب أقبل على أصحابه، فَقَالَ: تروني كافأته!
وكان سلمة أسن من أخيه عمر بن أبي سلمة، وعاش إلى خلافة
عبد الملك ابن مروان، لا أحفظ له رواية عن النبي صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وقد روى أخوه عمر [1] .
(1023) سلمة بن صخر بن حارثة
الأنصاري
ثم البياضي، مدني [2] . ويقَالَ له
__________
[1] في أ: وقد روى عنه عمر أخوه.
[2] في أ: مدينى.
(2/641)
سلمان بن صخر، وسلمة أصح، وهو الذي ظاهر من
امرأته، ثم وقع عليها، فأمره رسول الله صلى الله عليه وسلم
أن يكفّر، وكان أحد البكاءين.
(1024) سلمة بن قيس الأشجعي،
من أشجع بن ريث بن غطفان، كوفي.
روى عنه هلال بن يساف، وأبو إسحاق السبيعي.
(1025) سلمة بن قيس الجرمي،
هكذا بكسر اللام [1] ، وهو والد عمرو بن سلمة الجرمي، له
صحبة، بصري. روى عنه ابنه عمرو بن سلمة.
(1026) سلمة بن المحبق [2] ،
ويقَالَ: سلمة بن ربيعة المحبق الهذلي. من هذيل ابن مدركة
بن إلياس بن مضر. واسم المحبق صخر بن عبيد بن الحارث. يكنى
سلمة أبا سنان بابنه سنان بن سلمة بن المحبق. يعد في
البصريين. روى عنه قبيصة بن حريث، وجون بن قتادة.
(1027) سلمة بن مسعود بن سنان
الأنصاري.
من بني غنم بن كعب، قتل يوم اليمامة شهيدا.
(1028) سلمة بن الميلاء
الجهني،
قتل يوم فتح مكة، كان في خيل خالد بن الوليد.
(1029) سلمة بن نعيم بن مسعود
الأشجعي،
كوفي. روى عنه سالم بن أبي الجعد، له ولأبيه نعيم صحبة.
يعد في الكوفيين.
(1030) سلمة بن نفيع الجرمي،
له صحبة، روى عنه جابر الجرمي.
(1031) سلمة بن نفيل السكوني،
ويقَالَ له التراغمي، هو من حضرموت، أصله من اليمن، وسكن
حمص. حديثه عند أهل الشام. روى عنه جبير بن نفير، وضمرة بن
حبيب.
__________
[1] ستأتي ترجمته مرة أخرى في أفراد السين.
[2] في أسد الغابة: قال أبو أحمد العسكري، أصحاب الحديث
يقولون المحبق- بفتح الباء.
وقرأته على أبى بكر الجوهري فأنكره وقال المحبق بكسر
الباء: 2- 338.
(2/642)
(1032) سلمة بن هشام
بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم، القرشي المخزومي،
كان من مهاجرة الحبشة، وكان من خيار الصحابة وفضلائهم،
كانوا خمسة إخوة: أبو جهل، والحارث، وسلمة، والعاص، وخالد.
فأما أبو جهل والعاص فقتلا ببدر كافرين، وأسر خالد يومئذ،
ثم فدى، ومات كافرا. وأسلم الحارث وسلمة، وكانا من خيار
المسلمين. وكان سلمة قديم الإسلام، واحتبس بمكة وعذب في
الله عز وجل، وكان رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ يدعو له في صلاته، يقنت بالدعاء له ولغيره من
المستضعفين بمكة، ولم يشهد سلمة بدرا [لما وصفنا [1]] .
قتل يوم مرج الصفر سنة أربع عشرة في خلافة عمر. وقيل: بل
قتل بأجنادين سنة ثلاث عشرة في جمادى الأولى قبل موت أبي
بكر بأربع وعشرين ليلة.
ذكر الواقدي أنّ مسلمة بن هشام لما لحق برسول الله صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالمدينة، وذلك بعد الخندق،
قالت له أمه ضباعة بنت عامر بن قرط بن سلمة ابن قشير:
لاهمّ [2] رب الكعبة المحرمة ... أظهر على كل عدو سلمة
له يدان في الأمور المبهمة ... كف بها يعطي وكف منعمة
فلم يزل سلمة مع النبي صلى الله عليه وسلم إلى أن توفي
رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ، فخرج مع المسلمين إلى
الشام حين بعث أبو بكر الجيوش لقتال الروم،
__________
[1] ليس في أ.
[2] في أ: اللَّهمّ.
(2/643)
فقتل سلمة شهيدا بمرج الصفر في المحرم سنة
أربع عشرة، وذلك في أول خلافة عمر رضى الله عنه.
(1033) سلمة بن يزيد بن مشجعة كوفي،
اختلف أصحاب الشعبي وأصحاب سماك في اسمه، فَقَالَ بعضهم:
سلمة بن يزيد، وبعضهم قَالَ: يزيد بن سلمة، وَرَوَى عَنْهُ
عَلْقَمَةُ بْنُ قَيْسٍ، وَيَزِيدُ بْنُ مُرَّةَ. حَدِيثُ
عَلْقَمَةَ عَنْهُ مَرْفُوعًا: الْوَائِدَةُ
وَالْمَوْءُودَةُ فِي النَّارِ إِلا أَنْ تُدْرِكَ
الْوَائِدَةُ الإِسْلامَ فَتُسْلِمَ. وَحِديثَ يَزِيدَ
بْنِ مُرَّةَ مَرْفُوعًا عَنْهُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِ الله
عز وجل [1] : إِنَّا أَنْشَأْناهُنَّ إِنْشاءً. 56: 35
يَعْنِي مِنَ الثَّيِّبِ وَالأَبْكَارِ.
جَعَلَهُنَّ كُلَّهُنَّ أَبْكَارًا عربا أترابا.
(1034) سلمة الأنصاري.
أبو يزيد بن سلمة جد عبد الحميد بن يزيد بن سلمة.
حديثه عند أهل البصرة مرفوعا في تخيير الصغير بين أبوابه
إذا وقعت الفرقة بينهما. وقد قيل: إنه والد عبد الحميد بن
سلمة لا جده، وذلك غلط، والصواب ما قدمنا ذكره. حديثه عند
عثمان البتي، عن عبد الحميد، عَنْ أبيه، عن جدّه.
(1035) سلمة بن العنزي [2] .
ويقَالَ: سلمة بن سعيد بن صريم العنزي.
حديثه مرفوعا: نعم الحي عنزة مبغيّ عليهم منصورون قوم شعيب
وأخبار موسى عليهما السلام ... الحديث. لم يرو عنه غير
ابنه سعد بن سلمة.
__________
[1] سورة الواقعة: 56.
[2] في أ: سلمة بن سعد العنزي.
(2/644)
باب سلمى
(1036) سلمى بن حنظلة السحيمي،
أبو سالم، له حديث واحد عن النبي صلى الله عليه وسلم، ليس
له غيره.
(1037) سلمى بن القين.
قَالَ ابن الكلبي: سلمى بن القين صحب النبي صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وسلم.
باب سليط
(1038) سليط بن سفيان بن خالد
بن عوف.
له صحبة. هو أحد الثلاثة الذين بعثهم رَسُول اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ طلائع في آثار المشركين
يوم أحد.
(1039) سليط بن سليط بن عمرو
العامري،
شهد مع أبيه سليط اليمامة.
قَالَ ابن إسحاق: وقتل هنالك. وَقَالَ أبو معشر: لم يقتل
هنالك. والصواب ما قاله أبو معشر إن شاء الله تعالى، لأن
الزبير ذكر في خبره أن عمر بن الخطاب لما كسا أصحاب رَسُول
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الحلل فضلت
عنده حلة، فَقَالَ:
دلوني على فتى هاجر هو وأبوه، فدلوه على عبد الله بن عمر،
فَقَالَ: لا، ولكن سليط بن سليط، فكساه إياها.
(1040) سليط بن عمرو بن عبد
شمس بن عبد ود بن نصر بن مالك بن حسل ابن عامر بن لؤي
القرشي العامري،
أخو سهيل بن عمرو، وكان من المهاجرين الأولين ممن هاجر
الهجرتين. وذكره موسى بن عقبة فيمن شهد بدرا، ولم يذكره
غيره في البدريين، وهو الذي بعثه رسول الله صلى الله عليه
وسلم إلى هوذة
(2/645)
ابن علي الحنفي وإلى ثمامة بن أثال الحنفي،
وهما رئيسا اليمامة، وذلك في سنة ست أو سبع. ذكر الواقدي
وابن إسحاق إرساله إلى هوذة. وزاد ابن هشام وثمامة.
وقتل سنة أربع عشرة.
(1041) سليط بن قيس بن عمرو بن عبيد بن مالك بن عدي بن
عامر بن غنم ابن عدي بن النجار الأنصاري،
شهد بدرا وما بعدها من المشاهد كلها، وقتل يوم جسر أبي
عبيد شهيدا. روى عنه ابنه عبد الله بن سليط.
(1042) سليط التميمي،
له صحبة. يعد في البصريين. روى عنه الحسن البصري ومحمد بن
سيرين. ومن حديث محمد بن سيرين [1] أنه قَالَ في يوم
الدار: نهانا عثمان رضي الله عنه عن قتالهم، ولو أذن لنا
لضربناهم حتى نخرجهم عن [2] أقطارها.
باب سليم
(1043) سليم بن ثابت بن وقش بن
زغبة بن زعوراء بن عبد الأشهل،
شهد أحدا والخندق والحديبية وخيبر، وقتل يوم خيبر شهيدا.
(1044) سليم بن جابر، أبو جرى الهجيمي.
ويقَالَ: جابر بن سليم. وهذا أصح إن شاء الله تعالى، وقد
تقدم ذكره في باب الجيم، له صحبة وسماع من النبي صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. روى عنه أبو رجاء العطاردي،
وأبو تميمة الهجيمي، وعقيل ابن طلحة، وغيره.
(1045) سليم بن الحارث بن
ثعلبة بن كعب بن عبد الأشهل بن حارثة بن دينار ابن النجار،
شهد بدرا. وقد قيل: إن سليم بن الحارث هذا عبد لبني دينار
بن
__________
[1] في أ: ر من حديث ابن سيرين عنه.
[2] في أ: من.
(2/646)
النجار، [شهد بدرا [1]] . وقد قيل: إنه أخو
الضحاك بن الحارث بن ثعلبة. وقيل:
إن الضحاك أخو سليم والنعمان ابني عبد عمرو بن مسعود بن
عبد الأشهل بن حارثة ابن دينار لأمهما، وكلهم شهد بدرا.
(1046) سليم بن عامر، أبو
عامر.
وليس بالخبائري [2] . قَالَ أبو زرعة الرازي:
أدرك سليم بن عامر هذا الجاهلية، غير أنه لم ير النبي
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهاجر في عهد أبي بكر
الصديق رضي الله عنه. روى عن أبي بكر وعمر وعثمان وعلي
وعمار بن ياسر رضي الله عنهم أجمعين.
(1047) سليم بن عقرب،
ذكره بعضهم في البدريين، لا أعرفه بغير ذلك.
(1048) سليم بن عمرو بن حديدة،
ويقَالَ سليم بن عامر بن حديدة بن عمرو بن سواد بن غنم بن
كعب بن سلمة الأنصاري السلمي، شهد العقبة وشهد بدرا، وقتل
يوم أحد شهيدا مع مولاه عنترة.
(1049) سليم بن قيس بن قهد [3]
.
ويقَالَ ابن قهيد. والأشهر والأكثر قهد.
واسم قهد خالد بن قيس بن ثعلبة بن عبيد بن ثعلبة بن غنم بن
[مالك بن [4] النجار الأنصاري، شهد بدرا وأحدا والخندق
والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وتوفي في خلافة عثمان. وقد ذكرنا أباه قيس بن قهد في بابه
من هذا الكتاب. وأخت سليم هذا خولة بنت قيس بن قهد زوجة
حمزة بن عبد المطلب، وقد ذكرناها أيضا في بابها من هذا
الكتاب [بما أغنى عن الإعادة [5]] .
__________
[1] ليس في أ.
[2] في التقريب: ويقال الخبائرى.
[3] في الإصابة- بالقاف. وفي أ: بالفاء.
[4] من أ.
[5] ليس في أ.
(2/647)
(1050) سليم أبو كبشة مولى النبي صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
كان من مولدي أرض [1] دوس، مات في خلافة عمر بن الخطاب رضي
الله عنه. وقيل: بل مات في اليوم الذي استخلف فيه عمر بن
الخطاب. روى عنه أزهر بن سعد الحرازي وأبو البختري الطائي،
ولم يسمع منه. وأبو عامر الهوزني، وأبو نعيم بن زياد.
يعد في أهل الشام.
(1051) سليم بن ملحان، واسم ملحان مالك بن خالد بن زيد بن
حرام بن جندب بن عامر بن عبد بن غنم بن عدي بن النجار
الأنصاري،
شهد بدرا مع أخيه حرام بن ملحان، وشهد معه أحدا، وقتلا
جميعا يوم بئر معونة شهيدين رضي الله عنهما، وهما أخوا أم
سليم بنت ملحان. قَالَ ابن عقبة: ولا عقب لهما.
(1052) سليم الأنصاري السلمي،
يعد في أهل المدينة. روى عنه معاذ بن رفاعة.
أَخْبَرَنَا قَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا خَالِدُ
بْنُ سَعْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَمْرٍو،
حَدَّثَنَا صَخْرٌ [2] ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ
إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ يَحْيَى، عَنْ
مُعَاذِ بْنِ رِفَاعَةَ الأَنْصَارِيِّ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ
بَنِي سَلَمَةَ [يُقَالَ لَهُ سُلَيْمٌ [3]] أَتَى
النَّبِيَّ صَلَّى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، إن
معاذا يأتينا بعد ما نَنَامُ وَنَكُونُ فِي أَعْمَالِنَا
بِالنَّهَارِ، فَيُنَادِي بِالصَّلاةِ، فَنَخْرُجُ
إِلَيْهِ فَيُطَوِّلُ عَلَيْنَا. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
يَا مُعَاذُ، لا تَكُنْ فَتَّانًا، إِمَّا أَنْ تُصَلِّيَ
مَعِي، وَإِمَّا أَنْ تُخَفِّفَ عَنْ قَوْمِكَ.
ثُمَّ قَالَ: يَا سُلَيْمُ، مَاذَا مَعَكَ مِنَ
الْقُرْآنِ؟ فَقَالَ: مَعِي أَنِّي أَسْأَلُ اللَّهَ
الْجَنَّةَ وَأَعُوذُ بِهِ مِنَ النَّارِ، مَا أُحْسِنُ
دَنْدَنَتَكَ وَلا دَنْدَنَةَ مُعَاذٍ. فقال رسول الله صلى
الله عليه وسلم:
هَلْ تَصِيرُ دَنْدَنَتِي وَدَنْدَنَةُ مُعَاذٍ إِلا أَنْ
نَسْأَلَ اللَّهَ الْجَنَّةَ، وَنَعُوذُ باللَّه مِنَ
النَّارِ.
__________
[1] في أسد الغابة: كان من مولدي السراة.
[2] في أ: ابن إسحاق.
[3] ليس في أ.
(2/648)
قَالَ سُلَيْمٌ: سَتَرَوْنَ غَدًا إِذَا
لاقَيْنَا الْقَوْمَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ، وَالنَّاسُ
يَتَجَهَّزُونَ إِلَى أُحُدٍ. فخرج فكان أول الشهداء.
(1053) سليم السلمي،
رجل من بني سليم. روى عنه أبو العلاء يزيد بن عبد الله بن
الشخير. يعد في أهل البصرة.
(1054) سليم العذري.
قدم [على [1]] النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في
وفد عذرة، وكانوا اثنى عشر [يعنى رجلا [1]] فأسلموا. لا
أعلم له رواية.
باب سليمان
(1055) سليمان بن أبي حثمة بن غانم بن عامر [بن عبد الله
[2]] بن عبيد ابن عويج [3] بن عدي بن كعب القرشي البدري،
هاجر صغيرا مع أمه الشفاء، وكان من فضلاء المسلمين
وصالحيهم، واستعمله عمر على السوق، وجمع عليه وعلى أبي بن
كعب الناس ليصليا بهم في شهر رمضان، وهو معدود في كبار
التابعين.
(1056) سليمان بن صرد بن الجون بن أبي الجون بن منقذ بن
ربيعة بن أصرم الخزاعي،
من ولد كعب بن عمرو بن ربيعة، وهو لحي بن حارثة بن عمرو
ابن عامر، وهو ماء السماء [عامر [2]] بن الغطريف، والغطريف
هو حارثة ابن امرئ القيس بن ثعلبة بن مازن، وقد ثبت نسبه
في خزاعة لا يختلفون فيه،
__________
[1] من أ.
[2] من أ.
[3] في أسد الغابة: عريج.
(2/649)
يكنى أبا مطرف، كان خيرا فاضلا، له دين
وعبادة، كان اسمه في الجاهلية يسارا فسماه رسول الله صلى
الله عليه وسلم سليمان، سكن الكوفة، وابتنى بها دارا في
خزاعة، وكان نزوله بها في أول ما نزلها المسلمون، وكان له
سن عالية، وشرف وقدر، وكلمة في قومه، شهد مع علي صفين، وهو
الذي قتل حوشبا ذا ظليم الألهاني بصفين مبارزة، ثم اختلط
الناس [يومئذ [1]] .
وكان فيمن كتب إلى الحسين بن علي رضي الله عنهما يسأله
القدوم إلى الكوفة، فلما قدمها ترك القتال معه، فلما قتل
الحسين ندم هو، والمسيب بن نجبة الفزاري، وجميع من خزله إذ
لم يقاتلوا معه، ثم قالوا: ما لنا من توبة مما فعلنا إلا
أن نقتل أنفسنا في الطلب بدمه، فخرجوا فعسكروا بالنخيلة،
وذلك مستهل ربيع الآخر سنة خمس وستين، وولوا أمرهم سليمان
بن صرد، وسموه أمير التوابين، ثم ساروا [2] إلى عبيد الله
بن زياد، فلقوا مقدمته في أربعة آلاف عليها شرحبيل ابن ذي
الكلاع، فاقتتلوا، فقتل سليمان بن صرد والمسيب [بن نجبة
[3]] بموضع يقَالُ له عين الوردة. وقيل: إنهم خرجوا إلى
الشام في الطلب بدم الحسين رضي الله عنه، فسموا التوابين،
وكانوا أربعة آلاف، فقتل سليمان بن صرد، رماه يزيد بن
الحصين بن نمير بسهم فقتله، وحمل رأسه ورأس المسيب بن نجبة
إلى مروان بن الحكم أدهم بن محيريز [4] الباهلي، وكان
سليمان يوم قتل ابن ثلاث وتسعين سنة.
__________
[1] ليس في أ.
[2] في أ: صاروا.
[3] من أ.
[4] في أ: محرز.
(2/650)
أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ نَصْرٍ،
حَدَّثَنَا قَاسِمُ بْنُ أصبغ، حدثنا ابن وضاح، حدثنا أبو
بكر بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ،
عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ
سُلَيْمَانَ بْنِ صُرَدٍ- أَنَّ رَجُلَيْنِ تَلاحَيَا
فَاشْتَدَّ غَضَبُ أَحَدُهُمَا، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنِّي لأَعْرِفُ كَلِمَةً
لَوْ قَالَهَا سَكَنَ غَضَبُهُ: أَعُوذُ باللَّه مِنَ
الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ،
(1057) سليمان بن عمرو بن
حديدة الأنصاري الخزرجي.
قتل هو ومولاه عنترة يوم أحد شهيدين، والأكثر يقولون في
هذا سليم الخزرجي، وكذلك قَالَ ابن هشام، وقد ذكرناه في
باب سليم، وذلك الأصح فيه إن شاء الله تعالى.
(1058) سليمان،
رجل من الصحابة، حديثه عند عروة بن رويم، عن شيخ من خزاعة
[1] ، عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ
يقول: إنكم ستجندون أجنادا وتكون لكم ذمة وخراج. ذكره أبو
زرعة في مسند الشاميين، وذكره أبو حاتم في كتاب الوحدان،
وكلاهما قَالَ فيه [سليمان [2]] صاحب النبي صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
باب سماك
(1059) سماك بن ثابت الأنصاري،
من بني الحارث بن الخزرج، مذكور في الصحابة.
(1060) سماك بن خرشة.
ويقال سماك بن أوس بن خرشة بن لوذان بن عبد ود ابن ثعلبة
بن الخزرج بن ساعدة بن كعب بن الخزرج الأكبر، أبو دجانة
الأنصاري. هو مشهور بكنيته، شهد بدرا، وكان أحد الشجعان،
له مقامات
__________
[1] في أ: جرش.
[2] ليس في أ.
(2/651)
محمودة في مغازي رَسُول اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهو من كبار الأنصار، استشهد
يوم اليمامة.
روى حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس، قَالَ: رمى أبو دجانة
بنفسه في الحديقة يومئذ فانكسرت رجله، فقاتل حتى قتل. وقد
قيل: إنه عاش حتى شهد مع علي بن أبي طالب رضي الله عنه
صفين، والله أعلم، وإسناد حديثه في الحرز المنسوب إليه
ضعيف.
(1061) سماك بن سعد بن ثعلبة
بن خلاس بن زيد بن مالك بن ثعلبة بن كعب ابن الخزرج
الأنصاري.
أخو بشير بن سعد، وعم النعمان بن بشير، شهد بدرا مع أخيه
بشير بن سعد، وشهد سماك أحدا. من ولده بشير بن ثابت الذي
يروي عنه شعبة.
(1062) سماك بن مخرمة الأسدي،
له صحبة، وإليه ينسب مسجد سماك بالكوفة، وهو خال سماك بن
حرب، وعلى اسمه سمي. وَقَالَ سيف بن عمر:
سماك بن مخرمة الأسدي، وسماك بن عبيد العبسي، وسماك بن
خرشة الأنصاري، وليس بأبي دجانة، هؤلاء الثلاثة أول من ولي
مسالح دستبي [1] من أرض همذان وأرض الديلم.
قَالَ سيف: وقدم هؤلاء الثلاثة على عمر بن الخطاب في وفود
أهل الكوفة بالأخماس، فاستنسبهم، فانتسبوا له: سماك،
وسماك، وسماك، فَقَالَ: بارك الله فيكم. اللَّهمّ اسمك بهم
الإسلام وأيد بهم.
__________
[1] دستبى: كورة كبيرة كانت مقسومة بين الري وهمذان
(ياقوت) .
(2/652)
باب سمرة
(1063) سمرة بن جندب بن هلال
بن جريج بن مرة بن حزن بن عمرو بن جابر ابن ذي الرئاستين،
هكذا نسبه سليمان بن سيف. وَقَالَ ابن إسحاق وغيره من أهل
النسب: هو من فزارة بن ذبيان بن بغيض بن ريث بن غطفان حليف
للأنصار، يكنى أبا عبد الرحمن. وقيل: أبو عبد الله. وقيل
أبو سليمان. وقيل: يكنى أبا سعيد، سكن البصرة. وكان زياد
يستخلفه عليها ستة أشهر وعلى الكوفة ستة أشهر، فلما مات
زياد استخلفه على البصرة. فأقره معاوية عليها عاما أو
نحوه، ثم عزله، وكان شديدا على الحرورية، كان إذا أتى
بواحد منهم إليه قتله ولم يقله، ويقول: شر قتلي تحت أديم
السماء يكفرون المسلمين ويسفكون الدماء. فالحرورية ومن
قاربهم في مذهبهم يطعنون عليه وينالون منه.
وكان ابن سيرين والحسن وفضلاء أهل البصرة يثنون عليه
ويجيبون [1] عنه.
وَقَالَ ابن سيرين: في رسالة سمرة إلى بنيه علم كثير.
وَقَالَ الحسن: تذاكر سمرة وعمران بن حصين، فذكر سمرة أنه
حفظ عن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
سكتتين: سكتة إذا كبر، وسكتة إذا فرغ من قراءة ولا
الضالين. فأنكر ذَلِكَ عليه عمران بن حصين، فكتبوا في
ذَلِكَ إلى المدينة إلى أبي بن كعب، فكان في جواب أبي بن
كعب: أن سمرة قد صدق وحفظ.
حَدَّثَنَا عبد الوارث بن سفيان، حدثنا قاسم بن أَصْبَغَ،
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ زُهَيْرٍ، حَدَّثَنَا أحمد بن
حنبل، حَدَّثَنَا عبد الصمد، حَدَّثَنَا أَبُو هلال، حدثنا
عبد الله بن
__________
[1] في أ: ويحملون عنه.
(2/653)
صبيح، عن محمد بن سيرين، قَالَ: كان سمرة-
ما [1] علمت- عظيم الأمانة، صدوق الحديث، يحب الإسلام
وأهله.
وأخبرنا عبد الرحمن بن يحيى، حدثنا أحمد بن سعيد، حدثنا
إسحاق ابن إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا محمد بن [علي
بن [2]] مروان، قَالَ: حَدَّثَنَا أحمد بن حنبل، فذكره
بإسناده سواء.
وكان سمرة من الحفاظ المكثرين عن رسول الله صلى الله عليه
وسلم، وكانت وفاته بالبصرة [في خلافة معاوية [3]] سنة
ثماني وخمسين، سقط في قدر مملوءة ماء حارا كان يتعالج
بالقعود عليها، من كزاز شديد أصابه، فسقط في القدر الحارة
فمات، فكان ذَلِكَ تصديقا لقول رَسُول اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ له ولأبي هريرة ولثالث معهما:
آخركم موتا في النار. روى عن سمرة من الصحابة عمران بن
حصين، وروى عنه كبار التابعين بالبصرة.
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بن يحيى، حدثنا أحمد بن
سعيد، حدثنا إسحاق بن إبراهيم، حدثنا محمد بن علي،
حَدَّثَنَا سَعِيدُ [4] بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ
جَعْفَرٍ الأَنْصَارِيُّ، حَدَّثَنَا هُشَيْمُ بْنُ
بَشِيرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ
جَعْفَرٍ الأَنْصَارِيُّ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّ أُمَّ
سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ مَاتَ عَنْهَا زَوْجُهَا، وَتَرَكَ
ابْنَهُ سَمُرَةَ، وَكَانَتِ امْرَأَةً جَمِيلَةً
فَقَدِمَتِ الْمَدِينَةَ فَخُطِبَتْ، فَجَعَلَتْ تَقُولُ:
إِنَّهَا [5] لا تتزوج إلا برجل يكفل لها نفقة
__________
[1] في أ: فيما.
[2] من أ.
[3] ليس في أ.
[4] في أ: سعد.
[5] في أ: لا أتزوج إلا رجلا.
(2/654)
بنها سَمُرَةَ حَتَّى يَبْلُغَ،
فَتَزَوَّجَهَا رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ عَلَى ذَلِكَ،
فَكَانَتْ مَعَهُ فِي الأَنْصَارِ، وَكَانَ رَسُولُ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْتَعْرِضُ
غِلْمَانَ الأَنْصَارِ فِي كُلِّ عَامٍ، فَمَرَّ بِهِ
غُلامٌ فَأَجَازَهُ فِي الْبَعْثِ، وَعُرِضَ عَلَيْهِ
سَمُرَةُ مِنْ بَعْدِهِ فَرَدَّهُ، فَقَالَ سَمُرَةُ:
يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَقَدْ أَجَزْتَ غُلامًا
وَرَدَدْتَنِي، وَلَوْ صَارَعْتُهُ لَصَرَعْتُهُ. فَقَالَ
رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
فَصَارِعْهُ. قَالَ: فَصَارَعْتُهُ فَصَرَعْتُهُ.
فَأَجَازَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ فِي الْبَعْثِ. وَقَالَ الْوَاقِدِيُّ: سَمُرَةُ
بْنُ جُنْدُبٍ الْفَزَارِيُّ حَلِيفٌ لِلأَنْصَارِ،
يُكَنَّى أَبَا سَعِيدٍ.
حَدَّثَنَا [عبد الرحمن بن يحيى، حدثنا أحمد بن سعيد،
حدثنا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بن النعمان، قَالَ [1]]
محمد [بن علي [1]] : حَدَّثَنَا إبراهيم بن عرعرة،
حَدَّثَنَا محمد بن أبي عدي، أخبرني حسين المعلم، عن عبد
الله بن بريدة، قَالَ: سمعت سمرة بن جندب يقول: لقد كنت
على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم غلاما حدثا، فكنت
أحفظ عنه، وما يمنعني من القول إلا أن هاهنا رجالا هم أسن
مني، ولقد صليت مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ على امرأة ماتت في نفاسها، فقام عليها للصلاة
وسطها. روى عنه الحسن والشعبي، وعلي بن ربيعة، وقدامة ابن
وبرة.
(1064) سمرة بن عمرو بن جندب
بن حجير بن رياب [2] بن سواءة.
ويقَالَ [ابن [3]] رياب [3] بن حبيب بن سواءة، أبو جابر بن
سمرة السوائي، من بني سواءة بن عامر بن صعصعة.
روى عنه ابنه حديثا واحدا، ليس له غيره عن النبي صلى الله
عليه وسلم: يكون
__________
[1] من أ.
[2] في أسد الغابة، والإصابة: رباب.
[3] ليس في أ.
(2/655)
بعدي اثنا عشر خليفة، كلهم من قريش. ولم
يروه عنه غيره، وابنه جابر بن سمرة صاحب، له رواية، وقد
تقدم ذكره في بابه من هذا الكتاب.
(1065) سمرة بن معير بن لوذان
بن ربيعة بن عريج بن سعد بن جمح القرشي الجمحي، أبو محذورة
المؤذن.
غلبت عليه كنيته، واشتهر بها، واختلف في اسمه فقيل: أوس بن
معير، وقيل سمرة بن معير. وقيل غير ذَلِكَ مما ذكرناه في
بابه في الكنى من هذا الكتاب، وهناك استوعبنا القول فيه،
ومات أبو محذورة بمكة سنة تسع وسبعين.
(1066) سمرة العدوي.
لا أدري هو من قريش أو غيره. روى عنه جابر بن عبد الله
حديثه مع أبي اليسر في إنظار المعسر.
باب سنان
(1067) سنان بن تيم الجهني،
حليف لبني عوف بن الخزرج. ويقَالَ سنان ابن وبرة الجهني،
غزا مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
المريسيع، وهي غزوة بني المصطلق، وكان شعارهم يومئذ يا
منصور، أمت أمت. يقَالَ: إنه الذي سمع عبد الله بن أبي بن
سلول يقول [1] : لَئِنْ رَجَعْنا إِلَى الْمَدِينَةِ
لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ 63: 8. وقد
قيل: إن الذي رفع ذَلِكَ وسمعه زيد بن أرقم، على ما قد
ذكرناه في بابه، وهو الصحيح.
وإنما سنان هذا هو الذي نازع جهجاه الغفاري يومئذ، وكان
جهجاه يقود فرسا لعمر بن الخطاب، وكان أجيرا له في تلك
الغزاة، فبينا الناس على الماء
__________
[1] سورة المنافقون: 8.
(2/656)
ازدحم جهجاه وسنان بن تيم الجهني [على
الماء [1]] فاقتتلا، فصرخ الجهني:
يا معشر الأنصار، وصرخ جهجاه: يا معشر المهاجرين، فغضب عبد
الله بن أبي ابن سلول، فَقَالَ: لَئِنْ رَجَعْنا إِلَى
الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ
63: 8. والخبر بذلك مشهور في السير وغيرها.
(1068) سنان بن ثعلبة بن عامر
بن مجدعة [2] بن جشم بن حارثة الأنصاري،
شهد أحدا.
(1069) سنان بن روح
مذكور فيمن نزل حمص من الصحابة.
(1070) سنان بن سلمة الأسلمي،
بصري. روى عنه قتادة ومعاذ بن سبرة.
في حديثه اضطراب، [لا أعرف له رواية [3]] .
(1071) سنان بن سلمة بن المحبق
[4] الهذلي،
يكنى أبا عبد الرحمن. وقيل يكنى أبا جبير [5] . روى وكيع
عن ابنه عنه أنه قَالَ: ولدت يوم حرب كانت للنبي صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فسماني سنانا. وقد قيل: إنه
لما ولد قَالَ أبوه سلمة بن المحبق لسنان أقاتل به في سبيل
الله أحب إلي منه، فسماه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سنانا. وروى عنه أنه قَالَ: ولدت في
يوم حرب كانت للنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
فذهب بي أبي إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فحنكني وتفل في في، ودعا لي، وسماني
سنانا. وكان من الشجعان الأبطال الفرسان.
__________
[1] ليس في أ.
[2] في أ: محيدعة.
[3] ليس في أ.
[4] في الخلاصة بمهملة وموحدة كمعظم.
[5] هكذا في ى. وفي أ: حبترة. وفي أسد الغابة: حبتر.
(2/657)
قَالَ أبو اليقظان: لما قتل عبد الله بن
سوار كتب معاوية إلى زياد: انظر رجلا يصلح لثغر الهند،
فوجهه. فوجه زياد سنان بن سلمة بن المحبق الهذلي.
وَقَالَ خليفة بن خياط: ولي زياد سنان بن سلمة بن المحبق
الهذلي غزو الهند بعد قتل راشد بن عمرو الجريري [1] وذلك
سنة خمسين. ولسنان هذا خبر عجيب في غزو الهند.
وتوفي سنان بن سلمة بن المحبق في آخر أيام الحجاج.
(1072) سنان بن أبي سنان الأسدي،
واسم أبي سنان وهب بن محصن بن حرثان ابن قيس بن مرة بن
كثير بن غنم بن دودان بن أسد بن خزيمة، شهد بدرا هو وأخوه
وأبوه وعمه عكاشة بن محصن، وشهدوا سائر المشاهد مع رَسُول
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وسنان أول من
بايع بيعة الرضوان في قول الواقدي. [وَقَالَ غيره: بل أبو
سنان أول من بايع بيعة الرضوان [2]] .
وتوفي سنان بن أبي سنان سنة اثنين وثلاثين.
وَقَالَ الواقدي: أول من بايع بيعة الرضوان سنان أبي سنان
[بايعه [3]] قبل أبيه. قَالَ أبو عمر: الأكثر والأشهر أن
أباه أبا سنان هو أول من بايع بيعة الرضوان، والله أعلم.
(1073) سنان بن سنة الأسلمي،
مدني، له صحبة ورواية. ويقَالَ إنه عم حرملة ابن عمرو
الأسلمي، والد عبد الرحمن بن حرملة. روى عنه حكيم بن أبي
حرة، ويحيى بن هند، ومعاذ بن سعوة [4] .
__________
[1] في أ: الحريري.
[2] ليس في أ.
[3] من أ.
[4] في هوامش الاستيعاب: شعوة- بفتح الشين وضم العين. وقال
بخطه في هامشه سعوة- بسين مهملة في تاريخ الطبري.
(2/658)
(1074) سنان بن صيفي
بن صخر بن خنساء الأنصاري،
من بني سلمة، شهد العقبة وشهد بدرا.
(1075) سنان بن ظهير الأسدي،
له صحبة.
(1076) سنان بن عبد الله
الجهني،
روى عنه ابن عباس، عن عمته، أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أمرها أن تقضي عن أمها مشيا
إلى الكعبة، كانت نذرته أمها. من حديث محمد بن كريب، عَنْ
أَبِيهِ، عن ابن عباس.
(1077) سنان بن عمرو بن طلق،
وهو من بني سعد بن قضاعة، يكنى أبا المقنع.
كانت له سابقة وشرف، شهد مع رَسُول الله صلى الله عليه
وسلم أحدا وما بعدها من المشاهد.
(1078) سنان بن مقرن.
أخو النعمان بن مقرن، له صحبة.
(1079) سنان الضمري،
استخلفه أبو بكر الصديق رضي الله عنه حين خرج من المدينة
في شأن قتال أهل الردة.
باب سهل
(1080) سهل بن بيضاء،
أخو سهيل وصفوان، أمهم البيضاء، واسمها دعد بنت الجحدم بن
أمية بن ضبة بن الحارث بن فهر بن مالك، وأبوهم وهب بن
ربيعة [ابن عمرو بن عامر بن ربيعة [1]] بن هلال بن أهيب بن
مالك بن ضبة بن الحارث بن فهر، كان سهل ابن بيضاء ممن أظهر
إسلامه بمكة، وهو الذي مشى إلى النفر الذين قاموا في شأن
الصحيفة التي كتبها [مشركو [2]] قريش علي بني هاشم،
__________
[1] ليس في أ.
[2] ليس في أ.
(2/659)
حتى اجتمع له نفر تبرءوا من الصحيفة
وأنكروها، وهم هشام بن عمرو بن ربيعة، والمطعم بن عدي بن
نوفل، وزمعة بن الأسود [1] بن عبد المطلب بن أسد، وأبو
البختري بن هشام بن الحارث بن أسد، وزهير بن أبي أمية بن
المغيرة، وفي ذلك يقول أبو طالب:
جزى الله رب الناس رهطا تبايعوا [2] ... على ملأ يهدي لخير
ويرشد
قعود لدى [3] جنب الحطيم كأنهم ... مقاولة، بل هم أعز
وأمجد
هم رجعوا سهل ابن بيضاء راضيا ... فسر أبو بكر بها ومحمد
ألم يأتكم أن الصحيفة مزقت ... وأن كل ما لم يرضه الله
مفسد
أعان عليها كل صقر كأنه ... إذا ما مشى في رفرف الدرع أحرد
أسلم سهل ابن بيضاء بمكة، وأخفى [4] إسلامه [5] ، فأخرجته
قريش [معهم [6]] إلى بدر، فأسر يومئذ مع المشركين، فشهد له
عبد الله بن مسعود أنه رآه بمكة يصلي، فخلى عنه، لا أعلم
له رواية.
ومات بالمدينة، وفيها مات أخوه سهيل وصلى عليهما رَسُول
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في المسجد فيما
رواه ابن أبي فديك، عن الضحاك بن عثمان، عن أبي النضر، عن
أبي سلمة، عن عائشة [أم المؤمنين [7]] قالت: والله ما صلّى
رسول الله
__________
[1] هكذا في ى. وفي أ، وأسد الغابة: وربيعة بن الأسود.
[2] في أ: تتابعوا.
[3] قعودا إلى.
[4] في أ: وكتم.
[5] في هامش ى: كذا وجد في بعض نسخ الاستيعاب، وقد مضى في
أول هذه الترجمة أنه أظهر إسلامه بمكة، وكذا ذكر في
الإصابة.
[6] ليس في أ.
[7] ليس في أ.
(2/660)
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على
ابني بيضاء إلا في المسجد سهل وسهيل. ورواه مالك عن أبي
النضر، عن أبي سلمة، ولم يذكر فيه سهلا. وأرسل الحديث.
وقد قيل: إن سهل ابن بيضاء مات بعد رَسُول الله صلى الله
عليه وسلم، قال ذلك الواقدي. وأما صفوان أخوهما فقتل ببدر
مسلما، على اختلاف في ذَلِكَ، وقد ذكرناه في بابه.
(1081) سهل بن حارثة الأنصاري.
حديثه عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إن
ناسا كانوا قد شكوا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنهم سكنوا دارا وهم ذوو عدد فقلوا
وفنوا. فَقَالَ: اتركوها ذميمة.
(1082) سهل بن أبي حثمة.
يكنى أبا عبد الرحمن. وقيل: أبا يَحْيَى. وقيل:
أبا محمد. واختلف في اسم أبيه، فقيل: عبيد الله بن ساعدة.
وقيل: عامر بن ساعدة. وقيل: عبد الله بن ساعدة بن عامر بن
عدي بن مجدعة بن حارثة بن الحارث بن عمرو، وهو النبيت بن
مالك بن الأوس.
ولد سهل بن أبي حثمة سنة ثلاث من الهجرة. قَالَ أحمد بن
زهير: سمعت سعد بن عبد الحميد يقول: سهل بن أبي حثمة من
بني حارثة من الأوس.
قَالَ الواقدي: قبض رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وهو
ابن ثمان سنين، ولكنه حفظ عنه فروى وأتقن. وذكر أبو حاتم
الرازي أنه سمع رجلا من ولده يقول:
[سهل بن أبي حثمة [1]] كان ممن بايع رسول الله صلى الله
عليه وَسَلَّمَ تحت الشجرة، وكان دليل النبي صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ليلة أحد، وشهد المشاهد كلها
إلا بدرا، والذي قاله الواقدي أظهر، والله أعلم.
__________
[1] ليس في أ.
(2/661)
قال أبو عمر: وهو معدود في أهل المدينة،
وبها كانت وفاته. روى عنه نافع بن جبير، وبشير بن يسار،
وعبد الرحمن بن مسعود، وابن شهاب، وما أظن ابن شهاب سمع
منه.
(1083) سهل ابن الحنظلية،
والحنظلية أمه، وقيل: هي أم جده، وهو سهل بن الربيع بن
عمرو بن عدي بن زيد الأنصاري [الحارثي [1]] ، من بني حارثة
بن الحارث من [2] الأوس. قَالَ أبو مسهر: سهل ابن الحنظلية
أنصاري حارثي، من بني حارثة بن الحارث من الأوس، كان ممن
بايع تحت الشجرة، وكان فاضلا عالما معتزلا عن الناس، كثير
الصلاة والذكر لا يجالس أحدا، سكن الشام ومات بدمشق في أول
خلافة معاوية، ولا عقب له.
قَالَ أبو مسهر: قَالَ سعيد بن عبد العزيز: كان سهل ابن
الحنظلية لا يولد له، فكان يقول لي: لأن يكون لي سقط في
الإسلام أحب إلي مما طلعت عليه الشمس. له أخ يسمى سعدا وأخ
يسمى عقبة، ولهم صحبة.
(1084) سهل بن حنيف بن واهب
[3] بن العكيم بن ثعلبة بن مجدعة بن الحارث بن عمرو بن
خناس.
ويقَالَ: ابن خنساء بن عوف بن عمرو بن عوف ابن مالك بن
الأوس، يكنى أبا سعيد. وقيل: أبا سعد. وقيل: أبا عبد الله.
وقيل: أبا الوليد. وقيل: أبا ثابت.
شهد بدرا والمشاهد كلها مع رسول الله صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وثبت يوم أحد، وكان بايعه يومئذ على
الموت، فثبت معه حين انكشف الناس عنه، وجعل
__________
[1] ليس في أ.
[2] في أ: بن.
[3] ى: وهب، والمثبت من ى، وأسد الغابة، وتهذيب التهذيب.
(2/662)
ينضح بالنبل يومئذ عن رَسُول اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ رَسُولُ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: نبلوا سهلا
فإنه سهل. ثم صحب عليا رضي الله عنه من حين بويع له، وإياه
استخلف علي رضي الله عنه حين خرج من المدينة إلى البصرة،
ثم شهد مع علي صفين، وولاه على فارس، فأخرجه أهل فارس،
فوجه علي زيادا فأرضوه وصالحوه، وأدوا الخراج.
ومات سهل بن حنيف بالكوفة سنة ثمان وثلاثين، وصلى عليه علي
وكبر ستا. روى عنه ابنه وجماعة معه.
(1085) سهل بن رافع بن أبي عمرو بن عائذ بن ثعلبة بن غنم
بن مالك بن النجار.
له أخ أيضا يسمى سهيلا. وهما اليتيمان اللذان كان لهما
المربد الذي بنى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ فيه المسجد، كانا يتيمين في حجر أبي أمامة أسعد
بن زرارة، لم يشهد بدرا وشهدها [1] أخوه سهيل.
(1086) سهل بن رافع بن خديج بن
مالك بن غنم بن سري بن سلمة بن أنيف الأنصاري
صاحب الصاع. ويقَالَ له: صاحب الصاعين الذي لمزه المنافقون
لما أتى بصاعي تمر زكاة ماله، فيه نزلت [2] : «الَّذِينَ
يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ.. 9: 79. الآية» لا أدري
أكان الذي قبله أم لا.
(1087) سهل بن الربيع بن عمرو بن عدي بن زيد بن جشم بن
حارثة الأنصاري، الحارثي،
شهد أحدا.
__________
[1] في ى: وشهد بها.
[2] سورة التوبة 80.
(2/663)
(1088) سهل بن رومي
بن وقش بن زغبة الأنصاري الأشهلي.
قتل يوم أحد شهيدا، ذكره الواقدي.
(1089) سهل بن سعد بن مالك بن
خالد بن ثعلبة بن حارثة بن عمرو بن [الخزرج بن [1]] الحارث
بن ساعدة بن كعب بن الخزرج الساعدي الأنصاري،
يكنى أبا العباس.
أخبرنا عبد الوارث بن سفيان، حدثنا قاسم بن أصبغ، حدثنا
أحمد بن زهير، حدثنا عَبْدُ اللَّهِ [2] بْنُ عُمَرَ،
حَدَّثَنَا يزيد بن زريع، حَدَّثَنَا محمد بن إسحاق، عن
الزهري، قال: قلت لسهل بن سعد، ابن كم كنت يومئذ- يعني يوم
المتلاعنين؟
قَالَ: ابن خمس عشرة سنة.
حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ قَاسِمٍ، حَدَّثَنَا الْمَيْمُونُ،
حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، حَدَّثَنَا الحكم ابن نَافِعٍ،
حَدَّثَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَهْلِ بْنِ
سَعْدٍ- أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ تُوُفِّيَ وَهُوَ ابْنُ خَمْسَ عَشْرَةَ سنة.
وعمّر سهل ابن سَعْدٍ حَتَّى أَدْرَكَ الْحَجَّاجَ
[وَامْتُحِنَ بِهِ [3]] ، ذَكَرَهُ الْوَاقِدِيُّ.
وَغَيْرُهُ قَالَ: وَفِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَسَبْعِينَ
أَرْسَلَ الْحَجَّاجُ فِي سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ يُرِيدُ
إِذْلالَهُ.
قَالَ: مَا مَنَعَكَ مِنْ نُصْرَةِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ
عُثْمَانَ؟ قَالَ: قَدْ فَعَلْتُهُ. قَالَ:
كَذَبْتَ، ثُمَّ أَمَرَ بِهِ فَخُتِمَ فِي عُنُقِهِ،
وَخُتِمَ أَيْضًا فِي عُنُقِ أَنَسِ [بْنِ مَالِكٍ [4]]
حَتَّى وَرَدَ كِتَابُ عَبْدِ الْمَلِكِ فِيهِ، وَخُتِمَ
فِي يَدِ جَابِرٍ، يُرِيدُ إِذْلالَهُمْ بِذَلِكَ، وَأَنْ
يَجْتَنِبَهُمُ الناس ولا يسمعوا منهم.
__________
[1] من أ.
[2] في أ: عبيد الله.
[3] من أ.
[4] ليس في أ.
(2/664)
وَاختلف [1] في وقت وفاة سهل بن سعد. فقيل:
توفي سنة ثمان وثمانين [2] وهو ابن ست وتسعين سنة. وقيل:
توفي سنة إحدى وتسعين، وقد بلغ مائة سنة.
ويقَالَ: إنه آخر من بقي بالمدينة من أصحاب رَسُول اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
حَكَى ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، قَالَ:
سَمِعْتُ سَهْلَ بْنَ سَعْدٍ يَقُولُ: لَوْ مُتُّ لَمْ
تَسْمَعُوا أَحَدًا يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَحْيَى، حدثنا أحمد
بن سعيد، حدثنا إسحاق بن إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مَرْوَانَ، حَدَّثَنَا
يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، وَعَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ
الْمَدِينِيُّ، وأحمد بن منصور الرمادي، قالوا: حدثنا أبا
سُفْيَانَ بْنُ عُيَيْنَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ سَلَمَةَ بْنَ
دِينَارٍ أَبَا حَازِمٍ يَقُولُ: كَانَ سَهْلُ بْنُ سَعْدٍ
آخِرَ مَنْ بَقِيَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
(1090) سهل بن أبي سهل.
مخرج حديثه عن أهل مصر. رَوَى عَنْهُ سَعِيدُ بْنُ أَبِي
هِلالٍ عَنِ النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: تَهَادَوْا
فَإِنَّهَا تُذْهِبُ الأَضْغَانَ [3] .
(1091) سهل بن صخر،
له صحبة ورواية، حديثه عند يوسف بن خالد، عَنْ أَبِيهِ،
عَنْ جَدِّهِ أنه أوصى فَقَالَ: يا بني، إذا ملكت ثمن عبد
فاشتر عبدا، فإن الجدود في نواصي الرجال.
(1092) سهل بن عامر بن [عمرو
بن [4]] ثقف الأنصاري،
قتل مع عمه سهل ابن عمرو شهيدين يوم بئر معونة.
__________
[1] في أ: واختلفوا.
[2] في أ: وثلاثين.
[3] في أ: تذهب بالأضقان.
[4] من أ.
(2/665)
(1093) سهل بن عتيك
بن النعمان بن عمرو بن عتيك بن عمرو بن عامر،
وعامر هذا هو الذي يقَالُ له مبذول بن مالك بن النجار
الأنصاري، شهد العقبة، ثم شهد بدرا، لا عقب له، هكذا قَالَ
جمهور أهل السير: سهل بن عتيك. وَقَالَ أبو معشر: سهل بن
عبيد. قَالَ الطبري: وهو خطأ عندهم.
(1094) سهل بن عدي بن زيد بن عامر بن عمرو بن جشم أخي عبد
الأشهل بن جشم بن الحارث بن الخزرج.
قتل يوم أحد شهيدا.
(1095) سهل بن عمرو العامري،
أخو سهيل بن عمرو، كان من مسلمة الفتح ومات في خلافة أبي
بكر أو صدر خلافة عمر رضي الله عنه.
(1096) سهل بن عمرو بن عدي بن زيد بن جشم بن حارثة
الأنصاري الحارثي،
شهد أحدا وما بعدها من المشاهد مع رسول الله صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
(1097) سهل بن قيس بن أبي كعب بن القين بن كعب بن سواد بن
غنم بن كعب بن سلمة الأنصاري السلمي،
شهد بدرا، وقتل يوم أحد شهيدا.
(1098) سهل بن مالك بن عبيد بن قيس. ويقَالَ: سهل بن عبيد
بن قيس.
ولا يصح سهل بن عبيد، ولا سهل بن مالك، ولا تثبت لأحدهما
صحبة ولا رواية.
يقَالُ: إنه حجازي، سكن المدينة، لم يرو عنه إلا ابنه مالك
بن سهل أو يوسف ابن سهل. ومن قَالَ: سهل بن مالك، جعل ابنه
يوسف بن سهل. ومن قَالَ:
سهل بن عبيد جعل ابنه مالك بن سهل. حديثه يدور على خالد بن
عمرو القرشي الأموي، ومنكر الحديث متروك الحديث يَرْوِي
عَنْ سَهْلِ بْنِ يُوسُفَ بْنِ سَهْلِ بْنِ مَالِكٍ، عن
أبيه، عن جده، عن النبي صلى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
إِنِّي رَاضٍ عَنْ أَبِي بَكْرٍ، وَعُمَرَ، وَعُثْمَانَ،
وَعَلِيٍّ، وَطَلْحَةَ، وَالزُّبَيْرِ، وَسَعْدٍ،
وَسَعِيدٍ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ
(2/666)
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ ... الْحَدِيثُ
فِي فَضْلِ الصَّحَابَةِ والنّهى عن سبّهم، وفي آخره:
يا أيها النَّاسُ، ارْفَعُوا أَلْسِنَتَكُمْ عَنِ
الْمُسْلِمِينَ، إِذَا مَاتَ رَجُلٌ مِنْهُمْ، فَقُولُوا
فِيهِ خَيْرًا. حديث منكر موضوع.
يُقَالَ فيه: إنه من الأنصار، ولا يصح، وفي إسناد حديثه
مجهولون ضعفاء غير معروفين، يدور على سهل بن يوسف بن مالك
بن سهل، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، وكلّهم لا يعرف.
(1099) سهل مولى بني ظفر الأنصاري،
شهد أحدا مع النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
باب سهيل
(1100) سهيل ابن بيضاء القرشي
الفهري.
يكنى أبا أمية فيما زعم بعضهم، والبيضاء أمه التي كان ينسب
إليها اسمها دعد بنت الجحدم بن أمية بن ضبة بن الحارث بن
فهر بن مالك بن النضر بن كنانة، وهو سهيل بن عمرو بن وهب.
وقيل: سهيل بن وهب بن ربيعة بن هلال بن أهيب بن ضبة بن
الحارث بن فهر ابن مالك بن النضر بن كنانة. وقيل: سهيل ابن
بيضاء [1] هو سهيل بن عمرو ابن وهب بن ربيعة بن هلال ...
النسب كما ذكرناه.
خرج سهيل مهاجرا إلى أرض الحبشة حتى فشا الإسلام وظهر، ثم
قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة، فأقام معه حتى
هاجر، وهاجر سهيل، فجمع الهجرتين جميعا، ثم شهد بدرا.
__________
[1] في أ: وهو.
(2/667)
ومات بالمدينة في حياة رَسُول اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سنة تسع، وصلى عليه
رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد.
وروى سفيان بن عيينة، عن علي بن زيد بن جدعان، عن أنس بن
مالك قَالَ: كان أسن أصحاب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أبو بكر وسهيل ابن بيضاء.
روى الدراوَرْديّ، عَنْ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ حَمْزَةَ،
عَنْ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ
عَائِشَةَ قَالَتْ: صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى سُهَيْلِ ابْنِ بَيْضَاءَ فِي
الْمَسْجِدِ.
(1101) سهيل بن رافع بن أبي عمرو بن عائذ.
قال ابن هشام: ويقال: عائذ [1] ابن ثعلبة بن غنم بن مالك
بن النجار، شهد بدرا.
وَقَالَ موسى بن عقبة: كان لسهيل بن رافع ولأخيه عند مسجد
رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مربدا.
شهد سهيل هذا بدرا [وأحدا [2]] والخندق والمشاهد كلها مع
رسول الله صلى الله عليه وسلم. وتوفي في خلافة عمر بن
الخطاب رضي الله عنه.
[1102) سهيل بن سعد، أخو سهل،
ذكره ابن السكن، وذكر له حديثا عن النبي صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من رواته حفص بن عاصم بن عمر بن
الخطاب، فَقَالَ: دخلت المسجد ورسول الله صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الصلاة، فصليت، فلما انصرف النبي
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رآني أركع ركعتين
فَقَالَ: ما هاتان الركعتان؟ فقلت:
__________
[1] في أ، س: عابد.
[2] من أوحدها.
(2/668)
يَا رَسُولَ اللَّهِ، جئت وقد أقيمت الصلاة
فأحببت أن أدرك معك الصلاة، ثم أصلي الركعتين الآن. فسكت،
وكان إذا رضي شيئا سكت وذلك في صلاة الصبح [1]] .
(1103) سهيل بن عامر بن سعد
الأنصاري.
استشهد يوم بئر معونة رضي الله عنه.
(1104) سهيل بن عدي الأزدي.
من أزدشنوءة، حليف بني عبد الأشهل من الأنصار. قتل يوم
اليمامة شهيدا.
(1105) سهيل بن عمرو بن أبي عمرو الأنصاري.
ذكره ابن الكلبي فيمن شهد صفين من البدريين، فَقَالَ: سهيل
بن عمرو الأنصاري شهد بدرا وقتل مع علي بن أبي طالب رضي
الله عنه بصفين. قَالَ أبو عمر: وكانت وقعة صفين سنة سبع
وثلاثين، وَقَالَ أبو عمر: ومن جعل سهيل بن عمرو بن أبي
عمرو وسهيل بن رافع بن أبي عمرو واحدا فقد غلط ووهم ولم
يعلم.
(1106) سهيل بن عمرو [2] بن
عبد شمس بن عبد ود بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي
بن غالب القرشي العامري،
يكنى أبا يزيد، كان أحد الأشراف من قريش وساداتهم في
الجاهلية، أسر يوم بدر كافرا، وكان خطيب قريش، فَقَالَ
عمر: يَا رَسُولَ اللَّهِ، انزع ثنيته، فلا يقوم عليك
خطيبا أبدا.
فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: دعه فعسى أن
يقوم مقاما تحمده، وكان الّذي أمره مالك بن الدّخشم، فقال
في ذلك:
أسرت سهيلا فما [3] أبتغي ... أسيرا به من جميع الأمم
__________
[1] ليس في أ، وهو في س.
[2] في أ: عمر، والمثبت من س، وأسد الغابة.
[3] في أ: فلم.
(2/669)
وخندق تعلم أن الفتى ... سهيلا فتاها إذا
تصطلم [1]
ضربت بذي الشفر حتى انثنى ... وأكرهت سيفي على ذي العلم
قَالَ: فقدم مكرز بن حفص بن الأحنف العامري فقاطعهم في
فدائه، وَقَالَ:
ضعوا رجلي في القيد حتى يأتيكم الفداء، ففعلوا ذَلِكَ.
وكان سهيل أعلم مشقوق الشفة، وهو الذي جاء في الصلح يوم
الحديبية، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حين رآه: قد سهل لكم من أمركم [2] ،
وعقد مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
الصلح يومئذ، وهو كان متولى [3] ذَلِكَ دون سائر قريش، وهو
الذي مدحه أمية بن أبى الصلت فقال:
أبا [4] يزيد، رأيت سيبك واسعا ... وسجال كفك يستهل ويمطر
وَقَالَ فيه ابن قيس الرقيات حين منع خزاعة من بني بكر بعد
الحديبيّة، وكانوا أخواله، فقال:
منهم ذو الندى سهيل بن عمرو ... عصبة [5] الناس حين جب
الوفاء
حاط أخواله خزاعة لما ... كثرتهم بمكة الأحياء
وكان المقام الذي قامه في الإسلام الذي قَالَ رَسُولُ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لعمر: دعه فعسى
أن يقوم مقاما تحمده، فكان مقامه في ذَلِكَ أنه لما ماج
أهل مكة عند وفاة النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
وارتد من ارتدّ من العرب قام سهيل ابن عمرو خطيبا،
فَقَالَ: والله إني أعلم أن هذا الدين سيمتدّ امتداد الشمس
__________
[1] في أ: يصطلم.
[2] في أ: سهل أمركم.
[3] في أ: وكان متولى.
[4] في أ: أأبا.
[5] في أ: وعصمة.
(2/670)
في طلوعها إلى غروبها. فلا يغرنكم هذا من
أنفسكم- يعني أبا سفيان، فإنه ليعلم من هذا الأمر ما أعلم.
ولكنه قد ختم [1] على صدره حسد بني هاشم.
وأتى في خطبته بمثل ما جاء به أبو بكر الصديق رضي الله عنه
بالمدينة، فكان ذَلِكَ معنى قول رَسُول اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فيه لعمر. والله أعلم.
وروى ابن المبارك [2] قَالَ: حَدَّثَنَا جرير بن حازم،
قَالَ: سمعت الحسن يقول: حضر الناس باب عمر بن الخطاب رضي
الله عنه، وفيهم سهيل بن عمرو، وأبو سفيان بن حرب، وأولئك
الشيوخ من قريش، فخرج آذنه، فجعل يأذن لأهل بدر: لصهيب،
وبلال، وأهل بدر، وكان يحبهم، وكان قد أوصى بهم، فَقَالَ
أبو سفيان: ما رأيت كاليوم قط، إنه ليؤذن لهؤلاء العبيد،
ونحن جلوس، لا يلتفت إلينا، فَقَالَ سهيل بن عمرو: قَالَ
الحسن- ويا له من رجل ما كان أعقله:
أيها القوم، إني والله قد أرى الذي في وجوهكم، فإن كنتم
غضابا فاغضبوا على أنفسكم، دعى القوم ودعيتم، فأسرعوا
وأبطأتم، أما والله لما سبقوكم به من الفضل أشد عليكم فوتا
من بابكم هذا الذي تتنافسون فيه، ثم قَالَ: أيها القوم، إن
هؤلاء القوم قد سبقوكم بما ترون، ولا سبيل لكم والله إلى
ما سبقوكم إليه، فانظروا هذا الجهاد فالزموه، عسى الله [عز
وجل [3]] أن يرزقكم شهادة، ثم نقض ثوبه وقام ولحق بالشام.
قَالَ الحسن: فصدق، والله لا يجعل الله عبدا له أسرع إليه
كعبد أبطأ عنه.
وذكر الزبير عن عمه مصعب، عن نوفل بن عمارة، قال: جاء
الحارث بن
__________
[1] في أ: جثم.
[2] في أ: وروى ابن المبارك عن جرير.
[3] ليس في أ.
(م 17- الاستيعاب- ثان)
(2/671)
هشام، وسهيل بن عمرو إلى عمر بن الخطاب،
فجلسا وهو بينهما، فجعل المهاجرون الأولون يأتون عمر،
فيقول: هاهنا يا سهيل، هاهنا يا حارث، فينحيهما عنه، فجعل
الأنصار يأتون فينحيهما عنه كذلك، حتى صارا في آخر الناس،
فلما خرجا من عند عمر قَالَ الحارث بن هشام لسهيل بن عمرو:
ألم تر ما صنع بنا؟ فَقَالَ له سهيل:
إنه الرجل لا لوم عليه، ينبغي أن نرجع باللوم على أنفسنا،
دعي القوم فأسرعوا، ودعينا فأبطأنا، فلما قاموا [1] من عند
عمر أتياه، فقالا له: يا أمير المؤمنين، قد رأينا ما فعلت
بنا اليوم، وعلمنا أنا أتينا من قبل أنفسنا، فهل من شيء
نستدرك به ما فاتنا من الفضل؟ فَقَالَ: لا أعلم إلا هذا
الوجه- وأشار لهما إلى ثغر الروم. فخرجا إلى الشام فماتا
بها.
قالوا: وكان سهيل بن عمرو بعد أن أسلم كثير الصلاة والصوم
والصدقة، وخرج بجماعة أهله إلا بنته هندا إلى الشام مجاهدا
حتى ماتوا كلهم هنالك، فلم يبق من ولده أحد إلّا بنته هند
وفاختة بنت عتبة بن سهيل، فقدم بها على عمر، فزوجها عبد
الرحمن بن الحارث بن هشام، وكان الحارث قد خرج مع سهيل،
فلم يرجع ممن خرج معهما إلا فاختة وعبد الرحمن، فَقَالَ:
زوجوا الشريد الشريدة.
ففعلوا، فنشر الله منهما عددا كثيرا. قَالَ المديني: قتل
سهيل بن عمرو باليرموك. وقيل: بل مات في طاعون عمواس [رضي
الله عنه [2]] .
__________
[1] في أ: قام.
[2] ليس في أ.
(2/672)
باب سواد
(1107) سواد بن عمرو القاري
الأنصاري.
روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه نهى عن الخلوق مرتين
أو ثلاثا، وأنه رآه متخلقا، فطعنه النبي صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بجريدة في بطنه. فخدشه، فَقَالَ: أقصني
[1] ، فكشف له النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن
بطنه، فوثب فقبل بطن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ. روى عنه الحسن البصري [رحمة الله عليه [2]] ،
وهذه القصة لسواد بن عمرو، لا لسواد بن غزية، وقد رويت
لسواد بن غزية.
(1108) سواد بن غزية.
ذكره موسى بن عقبة فيمن شهد بدرا والمشاهد بعدها، من بني
عدي بن النجار، وهو الذي أسر خالد بن هشام المخزومي يوم
بدر.
وسواد بن غزية هو كان عامل رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على خيبر، فأتاه بتمر جنيب [3] قد أخذ
منه صاعا بصاعين من الجمع.
رواه الدراوَرْديّ، عن عبد المجيد بن سهيل، عن المسيب أن
أبا سعيد وأبا هريرة حدثاه أن رسول الله صلى الله عليه
وسلم بعث سواد بن غزية أخا بني عدي من الأنصار فأمره على
خيبر فقدم عليه بتمر جنيب- وذكر الحديث.
وذكر الطبري سواد بن غزية، ووقع في أصل شيخنا سوادة [4] بن
غزية، وهو وهم وخطأ.
قَالَ: وهو من بلي بن عمرو بن الحاف بن قضاعة، شهد بدرا،
وأحدا، والخندق، والمشاهد كلها، وهو الذي طعنه النبي
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بمخصرة، ثم أعطاه
إياها، فَقَالَ: استقد.
__________
[1] أقصه: مكنه من أخذ القصاص، وهو أن يفعل به مثل فعله
(النهاية) .
[2] ليس في أ.
[3] جنيب: نوع جيد معروف من أنواع التمر.
[4] في أ، س: سوار.
(2/673)
(1109) سواد بن قارب الدوسي.
كذا قَالَ ابن الكلبي. وَقَالَ ابن أبي خيثمة:
سواد بن قارب سدوسي من بني سدوس، قَالَ أبو حاتم: له صحبة.
قال أبو عمر: وكان يتكهن في الجاهلية، وكان شاعرا ثم أسلم،
وداعبه عمر يوما فَقَالَ: ما فعلت كهانتك يا سواد! فغضب،
وَقَالَ: ما كنا عليه نحن وأنت يا عمر من جهلنا [1] وكفرنا
شرّ من الكهانة، فما لك تعيرني بشيء تبت منه، وأرجو من
الله العفو عنه.
وقد روي أن عمر إذ قَالَ له- وهو خليفة: كيف كهانتك اليوم؟
غضب سواد، وَقَالَ: يا أمير المؤمنين، ما قالها لي أحد
قبلك. فاستحيي عمر، ثم قَالَ له: يا سواد، الذي كنا عليه
من الشرك أعظم من كهانتك، ثم سأله عن حديثه في بدء [2]
الإسلام وما أتاه [3] به رئيه من ظهور رَسُول اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فأخبره أنه أتاه رئيه
ثلاث ليال متواليات، وهو فيها كله بين النائم واليقظان،
فَقَالَ له: قم يا سواد، فاسمع مقالتي، واعقل إن كنت تعقل،
قد بعث رسول من لؤي بن غالب يدعو إلى الله وإلى عبادته،
وأنشد [4] في كل ليلة من الثلاث ليال ثلاثة أبيات معناها
واحد وقافيتها [مختلفة [5]] أولها:
عجبت للجن وتطلابها [6] ... وشدها العيس بأقتابها [7]
__________
[1] في أ، س: جاهليتنا.
[2] في أ: بدو.
[3] في أ: أتى به.
[4] في أ، س: وأنشده.
[5] من أ، س.
[6] في أسد الغابة: وأنجاسها.
[7] في أسد الغابة: بأحلاسها.
(2/674)
تهوي إلى مكة تبغي الهدى ... ما صادق الجن
ككذابها [1]
فارحل إلى الصفوة من هاشم ... لَيْسَ قداماها [2] كأذنابها
[3]
وذكر تمام الخبر، وفي آخر شعر سواد إذ قدم على النبي
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأنشده ما كان من الجني
[4] رئيه إليه ثلاث ليال متواليات وذكر قوله في ذلك:
أتاني نجيي بعد هدء [5] ورقدة ... ولم يك فيما قد بلوت
بكاذب
ثلاث ليال قوله كل ليلة ... أتاك نجي [6] من لؤي بن غالب
فرفعت أذيال الإزار وشمرت ... بي الفرس الوجناء حول
السبائب
فأشهد أن الله لا رب غيره [7] ... وأنت مأمون على كل غائب
وأنك أدنى المرسلين وسيلة ... إلى [8] الله يا بن الأكرمين
الأطايب
فمرنا بما يأتيك من وحي ربنا ... وإن كان فيما جئت شيب
الذوائب
وكن لي شفيعا يوم لا ذو شفاعة ... بمغن فتيلا عن سواد بن
قارب
111) سواد بن يزيد.
ويقَالَ ابن رزق. ويقَالَ ابن رزين. ويقَالَ ابن رزيق بن
ثعلبة بن عبيد بن عدي بن غنم بن كعب بن سلمة الأنصاري
السلمي، شهد بدرا وأحدا رضي الله عنه
__________
[1] في أسد الغابة: ما مؤمنوها مثل أرجاسها.
[2] في ى: قدامها.
[3] في أسد الغابة: واسم بعينيك إلى رأسها.
[4] في ى: الجن.
[5] في س: هدو.
[6] في أ، س: نبي.
[7] في أ، س: لا شيء.
[8] في أ، س: من.
(2/675)
باب سوادة
(1111) سوادة بن الربيع [ويقَالَ ابن الربيع [1]] الجرمي،
له صحبة [بصرى [2]] روى عنه سالم بن عبد الرحمن الجرمي
[والله أعلم [3]] .
(1112) سوادة بن عمرو
الأنصاري.
ويقَالَ سواد بن عمرو الأنصاري. حديثه أن النبي صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أقاده من نفسه. روى عنه الحسن
ومحمد بن سيرين.
يعدّ في البصريين.
(1113) سوادة بن عمرو.
روى عنه أبو سلمة بن عبد الرحمن. أظنه الأول [والله أعلم
[4]] .
باب سويد
(1114) سويد بن جبلة الفزاري،
روى عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأدخله
أبو زرعة الدمشقي في مسند الشاميين فغلط، وليست له صحبة،
وحديثه مرسل، أنكر ذَلِكَ أبو حاتم الرازي.
(1115) سويد بن حنظلة،
لا أعرف له نسبا، حديثه عند إسرائيل، عن إبراهيم ابن عبد
الأعلى، عن جدته عن أبيها سويد بن حنظلة، قال: أتينا رسول
الله
__________
[1] من أ، والضبط منها أيضا.
[2] ليس في أ.
[3] من أ.
[4] من أ.
(2/676)
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ومعنا
وائل بن حجر الحضرمي، فأخذه عدو له، فتحرج القوم أن
يحلفوا، وحلفت أنه أخي، فخلوا سبيله، فأتينا النبي صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأخبرته، فَقَالَ: صدقت،
المسلم أخو المسلم. لا أعلم له غير هذا الحديث.
(1116) سويد بن الصامت الأوسي،
لقي النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بسوق ذي
المجاز من مكة في حجة حجها سويد على ما كانوا يحجون عليه
في الجاهلية، وذلك في أول مبعث النبي صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ودعائه إلى الله عز وجل، فدعاه رَسُول
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى الإسلام،
فلم يرد عليه سويد شيئا، ولم يظهر له قبول ما دعاه إليه،
وَقَالَ له: لا أبعد ما جئت به، ثم انصرف إلى قومه
بالمدينة، فيزعم قومه أنه مات مسلما وهو شيخ كبير، قتلته
الخزرج في وقعة الخزرج في وقعة كانت بين الأوس والخزرج،
وذلك قبل بعاث.
قَالَ أبو عمر: أنا شاك في إسلام سويد بن الصامت كما شك
فيه غيري ممن ألف في هذا الشأن قبلي. والله أعلم. وكان
شاعرا محسنا كثير الحكم في شعره، وكان قومه يدعونه الكامل
لحكمة شعره وشرفه فيهم، وهو القائل فيهم:
ألا رب من تدعو صديقا ولو ترى ... مقالته بالغيب ساءك ما
يفري
وهو شعر حسن، وله أشعار حسان.
ذكر ابن إسحاق قَالَ: حَدَّثَنِي عاصم بن عمرو [1] بن
قتادة الظفري عن أشياخ من قومه قالوا: قدم سويد بن الصامت
أخو بني عمرو بن عوف مكة حاجا أو معتمرا، قَالَ: وكان
يسمّيه قومه الكامل، وسويد هو القائل:
__________
[1] في أ: عاصم بن قتادة. وفي س: عمر.
(2/677)
ألا رب من تدعو [1] صديقا ولو ترى ...
مقالته بالغيب ساءك ما يفري
مقالته كالشهد [2] ما كان شاهدا ... وبالغيب مأثور على
ثغرة [3] النحر
يسرك باديه وتحت أديمه ... منيحة شر [4] يفترى [5] عقب
الظهر
تبين لك العينان ما هو كاتم ... من الغل [6] والبغضاء
والنظر الشزر
فرشني بخير طالما قد بريتني ... وخير الموالي من يريش ولا
يبري
(1117) سويد بن طارق،
ويقَالَ طارق بن سويد، وهو الصواب، وهو من حضرموت، وقد
ذكرناه في باب طارق [من كتابنا هذا [7]] .
حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ، حَدَّثَنَا قَاسِمٌ،
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ زُهَيْرٍ، حَدَّثَنَا مُسْلِمُ
بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سِمَاكِ
بْنِ حَرْبٍ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ وَائِلٍ، عَنْ أَبِيهِ
أنّ سويد ابن طَارِقٍ أَوْ طَارِقَ بْنَ سُوَيْدٍ- سَأَلَ
النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ
الْخَمْرِ فَنَهَاهُ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ،
إِنَّهَا دَوَاءٌ. قَالَ: لا، وَلَكِنَّهَا دَاءٌ. هَكَذَا
قَالَ شُعْبَةُ سُوَيْدُ بْنُ طَارِقٍ أَوْ طَارِقُ بْنُ
سُوَيْدٍ عَلَى الشَّكِّ. وَقَالَ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ:
عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ وَائِلٍ، عَنْ طَارِقِ
بْنِ سُوَيْدٍ، وَلَمْ يَشُكَّ وَلَمْ يَقُلْ عَنْ
أَبِيهِ.
(1118) سويد بن عامر الأنصاري،
روى عنه مجمع بن يَحْيَى، وهو أحد عمومته، حديثه أن النبي
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: بلوا أرحامكم
ولو بالسّلام.
__________
[1] في أسد الغابة: يدعو.
[2] في أ، س: كالشحم.
[3] في أ: نقره.
[4] في أ، س: غش.
[5] في س: تفترى.
[6] في أ، س: وما جن بالبغضاء.
[7] من أ.
(2/678)
(1119) سويد بن
عمرو،
قتل يوم مؤتة شهيدا، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد
آخى بينه وبين وهب بن سعد بن أبي سرح العامري [والله أعلم
[1]] .
(1120) سويد بن غفلة بن عوسجة
الجعفي،
يكنى أبا أمية، أدرك الجاهلية، ولم ير النبي صلى الله
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وكان شريكا لعمر في الجاهلية، وكان
أسن من عمر، لأنه ولد عام الفيل، وكان قد أدى الصدقة إلى
مصدق النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثم قدم
المدينة يوم دفن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
ثم شهد القادسية، فصاح الناس: الأسد الأسد. فخرج إليه سويد
بن غفلة، فضرب الأسد على رأسه فمر سيفه في فقار ظهره، وخرج
من عكوة ذنبه، وأصاب حجرا ففلقه [2] . روى هذه الحكاية
فلفلة [3] الجعفي، ثم شهد سويد بن غفلة مع علي رضي الله
عنه صفين.
وَقَالَ عاصم بن كليب الجرمي: تزوج سويد بن غفلة جارية
بكرا، وهو ابن مائة وست عشرة سنة فافتضها.
قَالَ أبو نعيم: حَدَّثَنَا الحسن [4] بن الحارث، قَالَ:
كان سويد بن غفلة يمر بنا، وله امرأة في النخع، فكان يختلف
إليها، وقد أتت عليه سبع وعشرون ومائة سنة.
وَرَوَى أَبُو لَيْلَى الْكِنْدِيُّ، عَنْ سُوَيْدِ بْنِ
غَفْلَةَ قَالَ: أَتَانَا مُصَدِّقُ النَّبِيِّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَخَذْتُ بِيَدِهِ، أَوْ
أَخَذَ بيدي، فقرأت في عهده لا يُجَمِّعُ بَيْنَ
مُفْتَرِقٍ [5] وَلا يُفَرَّقُ بَيْنَ مجتمع خشية الصدقة.
وذكر تمام الخبر.
__________
[1] ليس في أ.
[2] في أ، ى: ففله. والمثبت من س.
[3] هكذا في ى وفي أ، س: فلفل.
[4] هكذا في ى. وفي أ، س: حنش.
[5] في أوأسد الغابة: متفرق.
(2/679)
سكن الكوفة، ومات بها في زمن الحجاج سنة
إحدى وثمانين، وهو ابن مائة وخمس وعشرين سنة. وقيل: سبع
وعشرين ومائة سنة. رحمة الله عليه.
(1121) سويد بن قيس، قال: جلبت أنا ومخرمة العبدي بزا من
هجر، وأتينا به مكة، فأتانا النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ فابتاع منا رجل سراويل، وثمّ وزّان يزن بالأجرة،
فقال له رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ: يا وزان، زن
وأرجح. يختلف في حديثه. روى عنه سماك بن حرب. يعد في
الكوفيين.
(1122) سويد بن مخشى، أبو مخشي الطائي،
وقيل فيه أزيد [1] بن مخشي، ذكره أبو معشر وغيره فيمن شهد
بدرا.
(1123) سويد بن مقرن بن عائذ
المزني،
أخو النعمان بن مقرن، يكنى أبا عدي، وقيل: [يكنى [2]] أبا
عمرو.
روى شعبة، عن حصين، عن هلال بن يساف، قَالَ: كنا نبيع البر
في دار سويد بن مقرن، فخرجت جارية وقالت لرجل منا كلمة
فلطمها، فغضب سويد، وَقَالَ: لطمت وجهها. لقد رأيتني سابع
سبعة من إخواني [3] مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ما لنا خادم إلا واحدة، فلطمها أحدنا،
فأمرنا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
فأعتقناها.
يعد في الكوفيين، وبالكوفة مات، روى عنه الكوفيون.
(1124) سويد بن النعمان بن
مالك بن عائذ بن مجدعة بن جشم بن حارثة الأنصاري،
شهد بيعة الرضوان. وقيل: إنه شهد أحدا وما بعدها من
المشاهد
__________
[1] في أ، س: أربد.
[2] من أ.
[3] في أ: إخوتي.
(2/680)
مع رسول الله صلى الله عليه وسلم. يعد في
أهل المدينة. روى عنه بشير بن يسار [قال الدار قطنى: لم
يرو عنه غيره [1]] .
(1125) سويد بن هبيرة بن عبد
الحارث الديلي.
وقيل العبدي. وقيل العدوي.
حديثه عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه
قَالَ: خير مال الرجل المسلم سكة مأبورة أو مهرة مأمورة
[2] . حديثه عند أبي نعامة، عن أبي إياس بن زهير، عنه من
رواية روح بن عبادة عن أبي نعامة، عن إياس بن زهير، عن
سويد بن هبيرة قَالَ: سمعت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَقَالَ [3] عبد الوارث، ومعاذ بن
معاذ، عن أبي نعامة، عن إياس بن زهير، عن سويد بن هبيرة،
قَالَ: بلغني عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم.
(1126) سويد الأنصاري.
ويقَالَ الجهني. ويقَالَ المزني، حليف للأنصار، والد عقبة
أو عتبة بن سويد، مدني.
روى عنه ابنه عقبة من حديث شعيب بن أبي حمزة عن الزهري،
قَالَ:
أخبرني عقبة بن سويد أنه سمع أباه، وكان من أصحاب النبي
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
روى عن عقبة الزهري وربيعة حديثه في اللقطة وفي أحد: جبل
يحبنا ونحبه.
حديثان صحيحان.
__________
[1] من أوحدها.
[2] في النهاية: ومهرة مأمورة. والسكة: الطريقة المصطفة من
النخل. والمأبورة الملقحة.
وقيل السكة سكة الحرث. والمأبورة المصلحة- أراد خير المال
نتاج أو زرع (النهاية) .
[3] في أ: فقال.
(2/681)
باب الأفراد في
السين
(1127) سابط بن أبي حميصة [1] بن عمرو بن وهب بن حذافة بن
جمح القرشي الجمحي،
والد عبد الرحمن بن سابط.
روى عنه ابنه عبد الرحمن بن سابط عن النبي صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قَالَ: «إذا أصيب أحدكم بمصيبة
فليذكر مصيبته بي، فإنها من أعظم المصائب» . وكان يَحْيَى
بن معين يقول: هو عبد الرحمن بن عبد الله بن سابط، [سابط
[2]] جدّه، وفي ذلك نظر. رواه عن عبد الرحمن بن سابط علقمة
بن يزيد.
(1128) سابق [بن ناجية [3]]
خادم النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وروى عنه
حديث واحد من حديث الكوفيين، اختلف فيه على شعبة [4]
ومسعر. والصحيح فيه عنهما ما رواه هشيم وغيره عن أبي عقيل
عن سابق بن ناجية، عن أبي سلام خادم النبي صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وقد ذكرنا ذَلِكَ في موضعه، والحمد
للَّه، ولا يصحّ سابق في الصحابة. والله أعلم.
(1129) سباع بن عرفطة،
استعمله النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على
المدينة حين خرج إلى خيبر، وإلى دومة الجندل، وهو من كبار
الصحابة.
(1130) سخبرة الأزدي،
والد عبد الله بن سخبرة، له صحبة.
حدثنا خلف بن قاسم، حدثنا الحسن بن رشيق، قال حدثنا جعفر
بن محمد
__________
[1] في أ، والإصابة وتاج العروس: حميضة وفي س مثل ى. وفي
أسد الغابة: خميصة.
[2] من أ، س.
[3] ليس في أ، س.
[4] في س: سعيد.
(2/682)
السُّوسِيُّ بِمَكَّةَ. قَالَ: حَدَّثَنَا
عَلِيُّ بْنُ بَرِّيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ
الْعَلاءِ، قَالَ:
حَدَّثَنَا زِيَادُ بْنُ خَيْثَمَةَ، عَنْ أَبِي دَاوُدَ،
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَخْبَرَةَ، عَنْ أَبِيهِ أَنّ
النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
«مَنِ ابْتُلِيَ فَصَبَرَ، وَأُعْطِيَ فَشَكَرَ، وَظُلِمَ
فَغَفَرَ، وَظَلَمَ فَاسْتَغْفَرَ» ثُمَّ سَكَتَ
النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قِيلَ:
فَمَا لَهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قال [1] :
«أولئك لهم الأمن وهم مهتدون» .
(1131) سراج مولى تميم الداري.
قدم على النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في خمسة
غلمان لتميم. روى عنه في تحريم الخمر، وأنه أسرج في مسجد
النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالقنديل والزيت،
وكانوا لا يسرجون قبل ذَلِكَ إلا بسعف النخل. فَقَالَ
رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: من
أسرج مسجدنا؟ فَقَالَ تميم الداري: غلامي هذا. فَقَالَ: ما
اسمه؟ فَقَالَ: فتح. فَقَالَ النبي صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: بل اسمه سراج.
قَالَ: فسماني رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ سراجا.
(1132) سرّق بن أسد [2] الجهني،
ويقَالَ: الأنصاري. ويقَالَ: إنه رجل من بني الديل. سكن
مصر كان اسمه الحباب فيما يقولون فسماه رَسُول اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سرق،
لأنه ابتاع من رجل من أهل البادية راحلتين كان قدم بهما
المدينة وأخذهما ثم هرب، وتغيب عنه، فأخبر رَسُول اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بذلك، فَقَالَ:
التمسوه. فلما أتوا به [3] إلى رسول الله صلى الله عليه
وسلم قَالَ: أنت سرق. في حديث فيه طول. وبعضهم يقول في
حديثه هذا أنه لما ابتاع من البادي
__________
[1] سورة الأنعام: 82.
[2] في أ: أسيد. وفي تهذيب التهذيب: قلت: وزعم العسكري أنه
سرق بتخفيف الراء مثل غدر. قال: وأصحاب الحديث يشددون
الراء، والصواب تخفيفها.
[3] في أ، س: فلما أتوه.
(2/683)
راحلتين [1] أتى به إلى دار لها بابان
فأجلسه على أحدهما، ودخل فخرج من الباب الآخر، وهرب بهما،
وكان سرق يقول: سماني رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سرق فلا أحب أن أدعى بغيره.
(1133) سعر بن شعبة بن كنانة
الكناني الدؤلي،
حديثه عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: حقتان
في الجذعة وثنية [2] . روى عنه ابنه جابر بن سعر، قَالَ
بشر بن السري: هو سعر بن شعبة، وهؤلاء ولده هاهنا.
(1134) سعيد بن سهيل الأنصاري
الأشهلي،
مذكور فيمن شهد بدرا، لم يذكره ابن إسحاق.
(1135) سفينة مولى رسول الله
صلى الله عليه وسلم،
وقيل مولى أم سلمة زوج النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ. قيل: أعتقه النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ. وقيل: أعتقته أم سلمة واشترطت عليه خدمة النبي
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ما عاش. يكنى أبا عبد
الرحمن. وقيل: يكنى أبا البختري. وأبو عبد الرحمن أكثر
وأشهر.
ذكر عمر بن شبة عن أحمد [3] الزبيري، عن حشرج بن نباتة، عن
سعيد بن جمهان، قَالَ: قلت لسفينة: يا أبا البختري، ما
اسمك؟ قَالَ: سماني رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سفينة. قَالَ: ولم سماك سفينة؟ وذكر
الخبر.
قَالَ حماد بن سلمة، عن سعيد بن جمهان، عن سفينة أبي عبد
الرحمن قَالَ أبو عمر: يقَالُ اسمه عمير [4] كان يسكن بطن
نخلة.
__________
[1] في أ، س: راحلتيه.
[2] هكذا في ى. وفي أ: حقنا في الجذعة والثنية.
[3] في أ، س، عن أبى أحمد.
[4] في أسد الغابة: عبس. وانظر تهذيب التهذيب: 4- 125.
(2/684)
قَالَ الواقدي: اسم سفينة مهران، وكان من
مولدي الأعراب.
قَالَ أبو عمر: مهران مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم
هو غير سفينة عند أكثرهم. والله أعلم.
وَقَالَ غيره: هو من أبناء فارس، واسمه سقبة بن مارقة [1]
، روينا عنه أنه قَالَ: سماني رَسُول اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سفينة، وذلك أني خرجت معه ومعه
أصحابه يمشون، فثقل عليهم متاعهم، فحملوه علي، فَقَالَ
رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: احمل
فإنما أنت سفينة، فلو حملت يومئذ [2] وقر بعير ما ثقل علي.
وَقَالَ له سعيد بن جمهان: ما اسمك؟ فَقَالَ: ما أنا
بمخبرك، سماني رسول الله صلى الله عليه وسلم سفينة: ولا
أريد غير هذا الاسم.
وَقَالَ سفينة: أعتقتني أم سلمة واشترطت علي أن أخدم
رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ما عاش.
رواه حماد بن سلمة، عن سعيد بن جمهان، عن سفينة.
وتوفي سفينة في زمن الحجاج. روى عنه الحسن، ومحمد بن
المنكدر، وسعيد بن جمهان.
(1136) السكران بن عمرو،
أخو سهيل بن عمرو لأبيه وأمه، القرشي العامري، قد تقدم
نسبه في باب أخيه وبني أخيه.
كان السكران بن عمرو من مهاجرة الحبشة، هاجر إليها مع زوجه
سودة
__________
[1] هكذا في ى. وفي أ: سنبه بن مرفنة، وفي س: بسبة بن
مارقنة. وفي تهذيب التهذيب: شنبة بن مارقة.
[2] في أ، س: منذ يومئذ.
(2/685)
بنت زمعة زوج النبي صلى الله عليه
وَسَلَّمَ ومات هناك، ثم تزوجها رَسُول اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. هذا قول موسى بن عقبة وأبي
معشر.
وَقَالَ ابن إسحاق والواقدي: رجع السكران بن عمرو إلى مكة
فمات بها قبل الهجرة إلى المدينة، وخلف رسول الله صلى الله
عليه وسلم على زوجه سودة رضي الله عنها.
(1137) سكنة بن الحارث [1] ،
له صحبة، حديثه عند عبد الله بن شقيق العقيلي.
(1138) سكين [2] الضمري،
مدني، له صحبة، روى عنه عطاء بن يسار. قَالَ البخاري: سكين
الضمري مدني، له صحبة. سمع النبي صَلَّى اللَّهُ عليه
وسلم.
قال محمد بن سلام، عن مخلد بن يزيد، عن ابن جريج، قَالَ:
أخبرت عن عطاء بن يسار، عن سكين الضمري، عن النبي صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: المؤمن يأكل في معى
واحد. قَالَ: وَقَالَ موسى بن عبيدة، عن عبيد بن الأغر، عن
عطاء بن يسار، عن جهجاه، عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ بذلك، ولا يصح جهجاه عن النبي صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هذا كله كلام البخاري.
(1139) سلامة بن قيصر الحضرمي
حَدِيثُهُ عِنْدَ ابْنِ لَهِيعَةَ، عَنْ زَبَّانَ بْنِ
قائد [3] عَنْ لَهِيعَةَ بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ
رَبِيعَةَ عَنْ سَلامَةَ بْنِ قَيْصَرَ، قَالَ: سَمِعْتُ
__________
[1] الضبط من س. وفي أسد الغابة. سبكة. وفي الإصابة:
سكينة.
[2] في تاج العروس: وسكن الضمريّ محركة. أو شكين كزبير.
[3] في أ، س: خالد.
(2/686)
رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ يَقُولُ: مَنْ صَامَ يَوْمًا ابْتِغَاءَ وَجْهِ
اللَّهِ ... الْحَدِيثَ.
ولا يوجد له سماع. ولا إدراك النبي صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلا بهذا الإسناد، وأنكر أبو زرعة أن
تكون له صحبة. وَقَالَ: روايته عن أبي هريرة. يعد في أهل
مصر.
(1140) سلكان بن سلامة
الأنصاري،
أبو نائلة، قد ذكرناه في الكنى، وهو أحد النفر الذين قتلوا
كعب بن الأشرف، واسمه سعد، وسلكان لقب له وهو أشهر بكنيته،
ولذلك أخرنا ذكره إلى الكنى.
(1141) سلم بن نذير. بصري [1] .
روى عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. حديثه
عندي مرسل، روى عنه يزيد بن أبي حبيب.
(1142) سلمة بن قيس الجرمي،
والد عمرو بن سلمة. له صحبة، ولابنه عمرو الذي كان يؤم
قومه وهو ابن سبع سنين أو ثمان، وعليه بردة [2] ، كان إذا
سجد بدت منها عورته، فقالت امرأة من الحي: غطوا عنا است
قارئكم.
ذكره البخاري.
(1143) سليك بن هدبة الغطفاني،
روى حديثه جابر بن عبد الله حيث أمره رسول الله صلى الله
عليه وسلم أن يصلي ركعتين يوم الجمعة وهو يخطب. وكان سليك
قد جلس ذَلِكَ الوقت قبل أن يركع.
(1144) السليل الأشجعي،
روى عنه أبو المليح. معدود في الصحابة.
__________
[1] هكذا في ى. وفي أ، س: مصرى.
[2] في أ، س: البردة.
(م 18- الاستيعاب- ثان)
(2/687)
(1145) سمعان بن
عمرو الأسلمي،
إسناد حديثه لَيْسَ بالقائم.
(1146) سندر، مولى زنباع
الجذامي،
له صحبة. حديثه عند عمرو بن شعيب عَنْ أَبِيهِ عَنْ
جَدِّهِ قَالَ: كان لزنباع الجذامي عبد يقَالُ له سندر،
فوجده يقبل جارية له فخصاه وجدعه، فأتى سندر رَسُول
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فأرسل إلى
زنباع، وَقَالَ: من مثل به أو أحرق بالنار فهو حر. وهو
مولى الله عز وجل ورسوله. وأعتق [1] سندر، فَقَالَ له
سندر: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أوص بي. فَقَالَ: أوصي بك كل
مسلم. فلما توفي رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ أتى
سندر إلى أبي بكر، فَقَالَ: احفظ في وصية رَسُول اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم، فعاله أبو بكر حتى توفي، ثم أتى
بعده إلى عمر. فقال عمر: إن شئت أن تقيم عندي أجريت عليك،
وإلا فانظر أي المواضع أحب إليك فاكتب لك. فاختار سندر
مصر، فكتب له إلى عمرو بن العاص يحفظ فيه وصية رسول الله
صلى الله عليه وسلم. فلما قدم على عمرو بن العاص أقطع له
أرضا واسعة ودارا، فكان سندر يعيش فيها، فلما مات قبضت في
مال الله.
وذكر أبو عفير [2] في تاريخه عن أبي نعيم سماك بن نعيم
الجذامي، عن عمر [3] الجروي أنه أدرك مسروح بن سندر [4]
الذي جدعه زنباع بن روح الجذامي،
__________
[1] في أ، س: فأعتق.
[2] في ص: ابن عفير. وفي أ: ابن عقبة.
[3] في أ: عن عثمان بن سويد الجرولى. وفي س: عن عثمان بن
سويد الجروى.
وفي الإصابة: عثمان بن يزيد الجريريّ.
[4] في هامش أ: قال الخطيب في المؤتلف والمختلف: اختلف في
الّذي خصاه زنباع، فقيل هو سندر نفسه. وقيل ابن سندر. قلت:
وقيل: أبو الأسود. والراجح أن الّذي خصى هو سندر، وأنه
يكنى أبا الأسود، وأن عبد الله ومسروحا ولداه.
(2/688)
وكان له مال كثير من رقيق وغيره، وكان
جاهلا ممكرا، وعمر حتى زمن عبد الملك.
(1147) سنين، أبو جميلة
الضمري،
ويقَالَ السلمي. روى عنه ابن شهاب، قَالَ عنه معمر:
حَدَّثَنِي أبو جميلة، وزعم أنه أدرك النبي صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَقَالَ الزبيري، عن الزهري: أدركت
ثلاثة من أصحاب النبي صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم: أنس ابن
مالك، وسهل بن سعد، وأبا جميلة سنينا السلمي.
وَقَالَ مالك عن ابن شهاب: أخبرني سنين أبو جميلة أنه أدرك
النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عام الفتح.
(1148) سواء بن خالد، من بني عامر بن ربيعة بن عمرو بن
صعصعة،
وهو أخو حبة بن خالد، حديثهما عند الأعمش عن سلام [1] بن
شرحبيل، قَالَ: سمعت حبة وسواء ابني خالد يقولان: أتينا
رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو
يعمل عملا فأعناه عليه، فلما فرغ دعا لنا وقال: لا تيأسا
من الرزق ما تهزهزت رءوسكما، فإن الإنسان تلده أمه أحمر
لَيْسَ عليه قشر، ثم يغطيه الله ويرزقه. هكذا كان أَبُو
مُعَاوِيَةَ يقول سواء. وكان وكيع يقول: سوّار- بالراء.
(1149) سويبط بن سعد بن حرملة
بن مالك بن عميلة بن السباق بن عبد الدار بن قصي [ابن كلاب
[2]] القرشي العبدري.
أمه امرأة من خزاعة
__________
[1] في س: عن سلام ابى شرحبيل وفي أ: عن سلام بن أبى
شرحبيل.
[2] ليس في أ، س.
(2/689)
سمى هنيدة. كان من مهاجرة الحبشة، ولم
يذكره ابن عقبة فيمن هاجر إلى أرض لحبشة، سقط له، وذكره
محمد بن إسحاق وغيره.
وشهد سويبط بدرا وكان مزاحا يفرط في الدعابة، وله قصة
ظريفة [1] مع نعيمان وأبي بكر الصديق نذكرها لما فيها من
الظرف وحسن الخلق.
حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ نَصْرٍ، حَدَّثَنَا قَاسِمُ بْنُ
أَصْبَغَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ وَضَّاحٍ، حدثنا أبو
بكر بن أبي شيبة، حدثنا وكيع عن زمعة بن صالح، عن الزهري،
عن وهب ابن عبد بن زمعة، عن أم سلمة قالت: خرج أبو بكر
[الصديق رضي الله عنه [2]] في تجارة إلى بصرى قبل موت
النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعام، ومعه
نعيمان وسويبط بن حرملة، وكانا قد شهدا بدرا، وكان نعيمان
على الزاد [3] ، فَقَالَ له سويبط- وكان رجلا مزاحا:
أطعمني. فَقَالَ: لا، حتى يجيء أبو بكر.
فَقَالَ: أما والله لأغيظنك، فمروا بقوم فَقَالَ لهم
سويبط: تشترون مني عبدا؟
قالوا: نعم. قال: إنه عبد له كلام، وهو قائل لكم: إني حر،
فإن كنتم إذا قَالَ لكم هذه المقالة تركتموه فلا تفسدوا
علي عبدي. قالوا: بل نشتريه منك. قَالَ: فاشتروه منه بعشر
قلائص. قَالَ: فجاءوا فوضعوا في عنقه عمامة أو حبلا.
فَقَالَ نعيمان: إن هذا يستهزئ بكم، وإني حر لست بعبد،
قالوا:
قد أَخْبَرَنَا خبرك، فانطلقوا به. فجاء أبو بكر فأخبره
سويبط، فاتبعهم، فردّ
__________
[1] في أ، س: طريفة.
[2] ليس في أ، س.
[3] في أ: على الزاد له.
(2/690)
عليهم القلائص، وأخذه، فلما قدموا على
النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أخبروه.
قَالَ: فضحك النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
وأصحابه منها حولا.
هكذا روى هذا الخبر وكيع، وخالفه غيره، فجعل مكان سويبط
نعيمان، وقد ذكرناه في باب النون.
وذكر أبو حاتم الرازي سويبط بن عمرو من المهاجرين الأولين،
هكذا، ولم يزد، ولا أعرف ما ذكر من ذَلِكَ، وقد جعل من
سويبط ثلاثة رجال، وإنما هو واحد، فلله الحمد على توفيقه
ونعمه، لا شريك له.
(1150) سويبق بن حاطب بن
الحارث بن حاطب بن هيشة الأنصاري،
قتل يوم أحد شهيدا، قتله ضرار بن الخطاب.
(1151) سيابة [1] بن عاصم
[السلمي [2]]
، حَدِيثُهُ عِنْدَ هُشَيْمٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدِ
ابن عمرو بن سعيد بن العاص، عن أبيه عَنْ جَدِّهِ عَنْ
سِيَابَةَ بْنِ عَاصِمٍ السُّلَمِيِّ أن النبي صلى الله
عليه وسلم قال يَوْمَ حُنَيْنٍ: أَنَا ابْنُ الْعَوَاتِكِ.
فَسُئِلَ هُشَيْمٌ عَنِ الْعَوَاتِكِ، فَقَالَ: أُمَّهَاتٌ
كُنَّ لَهُ مِنْ قَيْسٍ. قَالَ أَبُو عُمَرَ: يَعْنِي
جَدَّاتٍ كُنَّ [3] لَهُ لآبَائِهِ وَأَجْدَادِهِ. وَقَدْ
رَوَى فِي هَذَا الْحَدِيثِ عَنْ سِيَابَةَ بْنِ عَاصِمٍ
عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنَا
ابْنُ الْعَوَاتِكِ مِنْ سُلَيْمٍ.
وَلا يَصِحُّ ذِكْرُ سُلَيْمٍ فِيهِ. وَالْعَوَاتِكُ
جَمْعُ عَاتِكَةَ.
قَالَ أَبُو عُمَرَ فِي ذَلِكَ قَوْلانِ: أَحَدُهُمَا:
الْعَوَاتِكُ [ثَلاثٌ [4]] مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ،
إِحْدَاهُنَّ عَاتِكَةُ بِنْتُ الأَوْقَصِ [5] بْنِ
مَالِكٍ وَهِيَ جَدَّةُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
__________
[1] في الإصابة: بكسر أوله والتخفيف وبعد الألف موحدة.
وضبطه في القاموس بفتح أوله.
[2] من أ، س.
[3] في س: يعنى جدات له من آبائه وأجداده. وفي أ: يعنى
جدات لآبائه وأجداده.
[4] من س. وفي أ: الثلاث.
[5] في أ، س: أو قص.
(2/691)
مِنْ قِبَلِ بَنِي زَهْرَةَ.
وَالثَّانِيَةُ: عَاتِكَةُ بِنْتُ هِلالِ بْنِ فَالِجٍ [1]
أُمُّ عَبْدِ مَنَافٍ.
وَالثَّالِثَةُ: عَاتِكَةُ أُمُّ هَاشِمٍ.
وَالْقَوْلُ الثَّانِي: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّ بِنِسْوَةٍ أَبْكَارٍ
مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ فَأَخْرَجْنَ ثُدِيَّهُنَّ
فَوَضَعْنَهَا فِي فِيِّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وسلم فدرّت.
(1152) سيار بن روح، أو روح بن
سيار،
هكذا جاء الحديث فيه على الشك من حديث الشاميين، رواه بقية
عن مسلم بن زياد قال: رأيت أربعة من أصحاب النبي صلى الله
عليه وسلم: أنس بن مالك، وفضالة بن عبيد، وأبا المسيب [2]
، وروح بن سيار أو سيار بن روح يرخون العمائم من خلفهم
وثيابهم إلى الكعبين.
(1153) سيف،
من ولد قيس بن معديكرب الكندي، له صحبة.
(1154) سيمويه [3] البلقاوي،
روى عنه منصور بن صبيح أخو الربيع بن صبيح.
__________
[1] في أ: فألح.
[2] في أ، س: وأبا المنيب.
[3] بوزن سيبويه، كما في التبصير.
(2/692)
|