الإستيعاب في
معرفة الأصحاب (1858) علي بن عُبَيْد الله بْن الْحَارِث
بْن رحضة بْن عامر بن رواحة بن حجر بن عبد ابن معيص بْن
عَامِر بْن لؤي.
أدرك النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم، ولا أعلم له رواية.
قتل يَوْم اليمامة شهيدا، وَكَانَ إسلامه يَوْم فتح مكة.
(1859) علي بْن عدي بْن ربيعة بن عبد العزى بن عبد شمس بْن
عبد مناف
ولاه عُثْمَان بْن عَفَّان مكة حين ولى الخلافة. قتل يَوْم
الجمل، لا تصح لَهُ عندي صحبة، ولا أعلم لَهُ رواية، وإنما
ذكرناه على شرطنا فيمن ولد بمكة أو المدينة بين أبوين
مسلمين على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
__________
[1] صفحة 776 (القسم الثاني)
[2] في س: من شارك في بنى فأنا أحق بهم منه.
(3/1134)
باب عمار
(1860) عمار بْن زِيَاد بْن السَّكَن بْن رَافِع،
قتل يَوْم بدر، قاله ابْن الكلبي، كذا قَالَ فِي النسخة
التي طالعتها، وقد ذكر أَبُو عُمَر عُمَارَة بْن زِيَاد
بْن السَّكَن قتل يَوْم أحدٍ شهيدا، ولعله أخوه.
(1861) عمار بْن غيلان بْن سَلَمَة الثقفي،
أسلم هُوَ وأخوه عَامِر قبل أبيهما، ومات عَامِر فِي طاعون
عمواس، ولا أدري متى مات عَمَّار.
(1862) عمار بْن مُعَاذ،
أَبُو نملة الأَنْصَارِيّ، من الأوس، يروي عَنِ النَّبِيّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَا حدثكم أهل الكتاب
فلا تصدقوهم ولا تكذبوهم، وقولوا:
آمنا باللَّه وكتبه ورسله ... الحديث. هو مشهور بكنيته،
وسنذكره فِي الكنى إن شاء الله تعالى.
(1863) عمار بْن يَاسِر بن مالك بن كناية بْن قَيْس بْن
حُصَيْن العنسي،
ثُمَّ المذحجي، قد رفعناه فِي نسبه إِلَى عنس بْن مَالِك
بْن أدد بْن زَيْد فِي باب أَبِيهِ يَاسِر من هَذَا
الكتاب، يكنى أَبَا اليقظان حليف لبني مخزوم، كذا قَالَ
ابْن شهاب وغيره وقال مُوسَى بْن عقبة، عَنِ ابْن شهاب:
وممن شهد بدرا عَمَّار بْن يَاسِر حليف لبني مخزوم،
وَقَالَ الْوَاقِدِيّ، وطائفة من أهل العلم بالنسب والخبر:
إن ياسرا والد عَمَّار عرني [1] قحطاني مذحجي، من عنس فِي
مذحج، إلا أن ابنه
__________
[1] عرني- بضم العين وفتح الراء وبعدها نون- وهذه النسبة
إلى عرنة بن نذير بطن من بجيلة (اللباب) .
(3/1135)
عمار ولي لبني مخزوم، لأن أباه ياسرا تزوج
أمّ لبعض بنى مخزوم، فولدت له لَهُ عمارا، وذلك أن ياسرا
والد عَمَّار قدم مكة مع أخوين لَهُ- أحدهما يقال لَهُ
الْحَارِث، والثاني مَالِك، فِي طلب أخ لهم رابع، فرجع
الْحَارِث ومالك إِلَى اليمن، وأقام ياسر بمكة، فخالف
أَبَا حذيفة بْن الْمُغِيرَة بْن عَبْد اللَّهِ بْن عُمَر
بْن مخزوم، فزوجه أَبُو حذيفة أمة لَهُ يقال لَهَا سمية
بِنْت خياط [1] ، فولدت لَهُ عمارا، فأعتقه أَبُو حذيفة،
فمن هَذَا هُوَ عَمَّار مولى لبني مخزوم، وأبوه عرني كما
ذكرنا لا يختلفون فِي ذَلِكَ، وللحلف والولاء اللذين بين
بني مخزوم وبين عَمَّار وأبيه يَاسِر كَانَ اجتماع بني
مخزوم إِلَى عُثْمَان حين نال من عَمَّار غلمان عُثْمَان
مَا نالوا من الضرب، حَتَّى انفتق لَهُ فتق فِي بطنه،
ورغموا وكسروا ضلعا من أضلاعه، فاجتمعت بنو مخزوم وقالوا:
والله لئن مات لا قتلنا بِهِ أحدا غير عُثْمَان. وقد ذكرنا
فِي باب يَاسِر وفي باب سمية، مَا يكمل بِهِ علم ولاء
عَمَّار ونسبه.
قال أَبُو عُمَر رحمه الله: كَانَ عَمَّار وأمه سمية ممن
عذب فِي الله، ثُمَّ أعطاهم عَمَّار مَا أرادوا بلسانه،
واطمأن بالإيمان قلبه، فنزلت فِيهِ [2] : «إِلَّا مَنْ
أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمانِ» . 16: 106
وهذا مما اجتمع أهل التفسير عَلَيْهِ.
وهاجر إِلَى أرض الحبشة، وصلى القبلتين، وَهُوَ من
المهاجرين الأولين، ثُمَّ شهد بدرا والمشاهد كلها، وأبلى
ببدرٍ بلاء حسنا، ثُمَّ شهد اليمامة، فأبلى فيها أيضا،
ويومئذ قطعت أذنه.
وَذَكَرَ الْوَاقِدِيُّ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ
نَافِعٍ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ،
قَالَ:
__________
[1] في الإصابة: بمعجمة مضمومة وموحدة ثقيلة ويقال بمثناة
تحتانية وقيل بنت خبط- بفتح أوله- بغير ألف.
[2] سورة النحل، آية 106
(3/1136)
رَأَيْتُ عَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ يَوْمَ
الْيَمَامَةِ عَلَى صَخْرَةٍ وَقَدْ أَشْرَفَ يَصِيحُ: يَا
مَعْشَرَ الْمُسْلِمِينَ، أَمِنَ الْجَنَّةِ تَفِرُّونَ!
أَنَا عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ، هَلَمُّوا إِلَيَّ، وَأَنَا
أَنْظُرُ إِلَى أُذُنِهِ قَدْ قُطِعَتْ فَهِيَ تُدَبْدِبُ
[1] وَهُوَ يُقَاتِلُ أَشَدَّ الْقِتَالِ. وَكَانَ فيما
ذكر الْوَاقِدِيّ طويلا أشهل بعيد مَا بين المنكبين.
قال إِبْرَاهِيم بْن سَعْد: بلغنا أن عَمَّار بْن يَاسِر
قَالَ: كنت تربا لرسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ فِي سنه لم يكن أحد أقرب بِهِ سنا مني.
رَوَى سُفْيَانُ، عَنْ قَابُوسِ بْنِ أَبِي ظَبْيَانَ،
عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِ اللَّهِ
عَزَّ وَجَلَّ [2] : أَوَمن كانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْناهُ
وَجَعَلْنا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ في النَّاسِ 6: 122
قَالَ عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ [2] كَمَنْ مَثَلُهُ فِي
الظُّلُماتِ لَيْسَ بِخارِجٍ مِنْها 6: 122. قَالَ أَبُو
جَهْلِ بْنُ هِشَامٍ. وقال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إن عمارا مليء إيمانا إِلَى مشاشه [3]
.
ويروى: إِلَى أخمص قدميه. وَحَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ
قَاسِمٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَامِرٍ،
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى
بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبَانٍ،
حَدَّثَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ
كُهَيْلٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ
أَبْزَى، عَنْ أَبِيهِ، وَلَمْ يَقُلْ فِيهِ يَحْيَى بْنُ
سُلَيْمَانَ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: مَا
مِنْ أَحَدٍ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَشَاءُ أَنْ أَقُولَ فِيهِ
إِلا قُلْتُ إِلا عَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ، فَإِنِّي سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ملي عمار إيمانا إلى
أخمص قدميه.
__________
[1] تدبدب: لها صوت في حركتها.
[2] سورة الأنعام، آية 122.
[3] المشاشة- بضم الميم: رأس العظم الممكن المضغ، جمعه
مشاش.
(3/1137)
قَالَ عَبْد الرَّحْمَنِ بْن أبزى: شهدنا
مع علي رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ صفين فِي ثمانمائة- من بايع
بيعة الرضوان، قتل منهم ثلاثة وستون، منهم عَمَّار بْن
يَاسِر.
أَنْبَأَنَا عَبْدُ اللَّهِ، أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ،
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا
مُعَلَّى، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ صُبَيْحٍ،
عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: مَا من أصحاب
محمد صلى الله عليه وسلم أَشَاءُ أَنْ أَقُولَ فِيهِ إِلا
قُلْتُ إِلا عَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ، فَإِنِّي سَمِعْتُ
رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
يَقُولُ: إِنَّ عَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ حُشِيَ مَا بَيْنَ
أُخْمُصِ قَدَمَيْهِ إِلَى شَحْمَةِ أُذُنَيْهِ إِيمَانًا.
ومن حديث خَالِد بْن الْوَلِيد أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: من أبغض عمارا أبغضه
الله تعالى. قال خَالِد: فما زلت أحبه من يومئذ.
وروي من حديث أنس عَنِ النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:
اشتاقت الجنة إِلَى علي، وعمارٍ، وسلمان، وبلالٍ رَضِيَ
اللَّهُ عنهم. ومن حديث علي بْن أَبِي طالب رَضِيَ اللَّهُ
عَنْهُ قَالَ: جاء عَمَّار يستأذن على النَّبِيّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يوما، فعرف صوته، فَقَالَ:
مرحبا بالطيب المطيب ائذنوا لَهُ. وروى الأَعْمَش، عَنْ
أَبِي عَبْد الرَّحْمَنِ السُّلَمِيّ، قَالَ: شهدنا مع علي
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ صفين، فرأيت عَمَّار بْن يَاسِر لا
يأخذ فِي ناحيةٍ ولا وادٍ من أودية صفين إلا رأيت أصحاب
مُحَمَّد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يتبعونه، كأنه
علم لهم. وسمعت عمارا يَقُول يومئذ لهاشم بْن عقبة: يَا
هاشم، تقدم [1] ، الجنة تحت الأبارقة [2] ، اليوم ألقى
__________
[1] في أسد الغابة: يا هاشم، تفر من الجنة، الجنة تحت
البارقة.
[2] في النهاية، وأسد الغابة: البارقة، وهي السيوف.
(3/1138)
الأحبة: محمدا وحزبه. والله لو هزمونا [1]
حَتَّى يبلغوا بنا سعفات هجر [2] لعلمنا أنا على الحق
وأنهم على الباطل، ثم قال:
نحن ضربناكم على تنزيله ... فاليوم نضربكم على تأويله
ضربا يزيل الهام عَنْ مقيله ... ويذهل الخليل عَنْ خليله
أو يرجع الحق إِلَى سبيله
قَالَ: فلم أر أصحاب مُحَمَّد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ قتلوا فِي موطن مَا قتلوا يومئذ.
وقال أَبُو مَسْعُود وطائفة لحذيفة حين احتضر وأعيد ذكر
الفتنة: إذا اختلف الناس بمن تأمرنا؟ قَالَ: عليكم بابن
سمية، فإنه لن يفارق الحق حَتَّى يموت، أو قَالَ: فإنه
يدور مع الحق حيث دار. وبعضهم يرفع هَذَا الحديث عَنْ
حذيفة.
وروى الشَّعْبِيّ، عَنِ الأحنف بْن قَيْس فِي خبر صفين
قَالَ: ثُمَّ حمل عَمَّار فحمل عَلَيْهِ ابْن جزء السكسكي،
وَأَبُو الغادية الفزاري، فأما أَبُو الغادية فطعنه، وأما
ابْن جزء فاحتز رأسه ... وذكر تمام الحديث، وقد ذكرته فيما
خرجت من طرق حديث عَمَّار: تقتلك الفئة الباغية. وَرَوَى
وَكِيع، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَمَةَ، قَالَ:
لَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى عَمَّارٍ يَوْمَ صِفِّينَ
وَاسْتَسْقَى فَأَتَى بِشَرْبَةٍ مِنْ لَبَنٍ فَشَرِبَ،
فَقَالَ:
الْيَوْمُ أَلْقَى الأَحِبَّةَ، إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَهِدَ إِلَيَّ أَنَّ
آخِرَ شَرْبَةٍ تَشْرَبُهَا مِنَ الدُّنْيَا شَرْبَةَ
لَبَنٍ، ثُمَّ استسقى، فأتته امرأة طويلة اليدين بإناء
فِيهِ
__________
[1] في أسد الغابة: لو ضربونا.
[2] في أسد الغابة: حتى يبلغوا بنا شعاب هجر.
وفي س: شعقات هجر. وشعقة كل شيء أعلاه.
(3/1139)
ضياح [1] من لبن، فَقَالَ عَمَّار- حين
شربه: الحمد للَّه، الجنة تحت الأسنة، ثُمَّ قَالَ: والله
لو ضربونا حَتَّى يبلغوا بنا سعفات هجر لعلمنا أن مصلحينا
على الحق وأنهم على الباطل، ثُمَّ قاتل حَتَّى قتل.
رَوَى شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ حَارِثَةَ
بْنِ مُضَرِّبٍ [2] ، قَالَ: قَرَأْتُ كِتَابَ عُمَرَ
إِلَى أَهْلِ الْكُوفَةِ: أَمَّا بَعْدُ فَإِنِّي بَعَثْتُ
إِلَيْكُمْ عَمَّارًا أميرا، وعبد الله بن مسعود معلما
ووزيرا، وهما من النجباء من أصحاب رسول الله صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَطِيعُوا لَهُمَا،
وَاقْتَدُوا بِهِمَا، فَإِنِّي قَدْ آثَرْتُكُمْ بِعَبْدِ
اللَّهِ عَلَى نَفْسِي أَثَرَةً قال أَبُو عُمَر رحمه
الله: إنما قَالَ عُمَر فِي عَمَّار وَابْن مَسْعُود، وهما
من النجباء من أصحاب رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ لحديث علي بْن أَبِي طالب رَضِيَ اللَّهُ
عَنْهُ- والله أعلم- مِنْ رِوَايَةِ فِطْرِ بْنِ خَلِيفَةَ
وَغَيْرِهِ، عَنْ كَثِيرٍ أَبِي إِسْمَاعِيلَ، من عَبْدِ
اللَّهِ بْنِ مُلَيْلٍ، عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ
عَنْهُ، قَالَ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إِنَّهُ
لَمْ يَكُنْ نَبِيٌّ إِلا أُعْطِيَ سَبْعَةَ نُجَبَاءٍ
وُزَرَاءٍ وَرُفَقَاءٍ، وَإِنِّي أُعْطِيتُ أَرْبَعَةَ
عَشَرَ: حمزة، وجعفر، وأبو بكر، وعمر، وعلي، والحسن،
وَالْحُسَيْنُ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ،
وَسَلْمَانُ، وَعَمَّارٌ، وَأَبُو ذَرٍّ، وَحُذَيْفَةُ،
وَالْمِقْدَادُ، وَبِلالٌ. وتواترت الآثار عن النبي صلى
الله عليه وسلم أنه قَالَ: تقتل عَمَّار الفئة الباغية.
وهذا من إخباره بالغيب وأعلام نبوته صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ من أصح الأحاديث.
وكانت صفين فِي ربيع الآخر سنة سبع وثلاثين، ودفنه على رضى
الله عنه
__________
[1] الضياح: اللبن الرقيق الممزوج.
[2] في س: المضرب.
(3/1140)
فِي ثيابه ولم يغسله. وروى أهل الكوفة
أَنَّهُ صَلَّى عَلَيْهِ، وَهُوَ مذهبهم فِي الشهداء إنهم
لا يغسلون، ولكنهم يصلى عليهم. وكانت سن عَمَّار يَوْم قتل
نيفا على تسعين، وقيل: ثلاثا وتسعين. وقيل إحدى وتسعين.
وقيل اثنتين وتسعين سنة.
باب عُمَارَة
(1864) عمارة بْن أحمر المازني،
مذكور فِي الصحابة، لا أقف له على رواية.
(1865) عمارة بْن أوس بْن زَيْد بْن ثعلبة بن زيد بن ثعلبة
بن غنم بن مَالِك بْن النجار الأَنْصَارِيّ الكوفي.
روى عَنْهُ زياد بن علاقة.
(1866) عمارة بْن حزم بْن زَيْد بْن لوذان بن عمرو بن عبد
عوف بن غنم بن مالك ابن النجار الأَنْصَارِيّ الخزرجي.
كان من السبعين الذين بايعوا رَسُول اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ليلة العقبة فِي قول جميعهم،
وآخى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم بينه وبين محرز بْن
نضلة، شهد بدرا ولم يشهدها أخوه عمرو بن حزم. وشهد عمارة
ابن حزم أيضا أحدا، والخندق، وسائر المشاهد مع رسول الله
صلى الله عليه وسلم، وكانت معه راية بني مَالِك بْن النجار
فِي غزوة الْفَتْح، وخرج مع خَالِد لقتال أهل الردة، فقتل
باليمامة شهيدا، ولهما أخ [ثالث] مَعْمَر بْن حزم
[الأَنْصَارِيّ لا رواية لَهُ ومن ولد مَعْمَر بْن حزم]
[1] أَبُو طوالة عبد الله بن عبد الرحمن ابن مَعْمَر بْن
حزم الأَنْصَارِيّ، شيخ مَالِك بْن أنس.
(1867) عمارة بْن أَبِي حسن المازني الأَنْصَارِيّ.
جد عَمْرو بْن يَحْيَى بْن عُمَارَة شيخ مَالِك. له صحبة
ورواية وأبوه: أَبُو حسن، كَانَ عقبيا بدريا.
__________
[1] من س.
(3/1141)
(1868) عمارة بْن حَمْزَة بْن عبد المطلب
بْن هاشم.
أمّه خولة بنت قيس، من بني مَالِك بْن النجار، وبه كَانَ
يكنى حَمْزَة بْن عبد المطلب. وقيل:
إن حَمْزَة كَانَ يكنى بابنه يعلي بْن حَمْزَة. وقيل: كانت
لَهُ كنيتان، أَبُو يعلى، وَأَبُو عُمَارَة، بابنيه يعلى
وعمارة، ولا عقب لحمزة فيما ذكروا. توفي رَسُول اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم ولعمارة ولد حمزة يعلى أعوام،
ولا أحفظ لواحدٍ منهما رواية.
(1869) عمارة بْن رويبة [1] الثقفي،
من بني جشم بْن ثقيف، كوفي. رَوَى عَنْهُ ابْنُهُ أَبُو
بَكْرِ بْنُ عُمَارَةَ، وَأَبُو إِسْحَاقَ السُّبَيْعِيُّ،
وَحُصَيْنٌ، وَعَبْدُ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ.
مِنْ حَدِيثِهِ عَنِ النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: لَنْ يَلِجَ
النَّارَ امْرُؤٌ صَلَّى قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ
وَقَبْلَ غُرُوبِهَا.
(1870) عمارة بْن زعكرة [2] الْكِنْدِيّ،
يكنى أَبَا عدي، سمع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول: قَالَ الله تبارك وتعالى: عبدي
الَّذِي هُوَ عبدي حقا الَّذِي يذكرني وإن كَانَ ملاقيا
قرنه. ليس لَهُ غير هَذَا الحديث. هُوَ شامي، رَوَى عَنْهُ
عَبْد الرَّحْمَنِ بْن عائذ اليحصبي.
(1871) عمارة بْن زِيَاد بْن السَّكَن بْن رَافِع بْن امرئ
القيس بن زيد بن عبد الأشهل الأَنْصَارِيّ الأشهلي،
قتل يَوْم أحد شهيدا، ووجد بِهِ أربعة عشر جرحا، فوسده
رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قدمه،
فما زال يتوسّدها حتى
__________
[1] براء وموحدة- مصغر (التقريب) .
[2] بفتح الزاى وسكون المهملة (التقريب) .
(3/1142)
مات. وذكر الطبري قَالَ: قَالَ رَسُول
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حين غشيه
القوم، يَعْنِي يَوْم أحد: من رجل يشري منا نفسه.
فَحَدَّثَنَا أَبُو حُمَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَلَمَةُ،
قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ:
حَدَّثَنِي الحصين بن عبد الرحمن بن عمرو بن سَعْدِ بْنِ
مُعَاذٍ، عَنْ مَحْمُودِ بْنِ عَمْرِو ابن يَزِيدَ بْنِ
السَّكَنِ، قَالَ: فَقَامَ زِيَادُ بْنُ السكن في نفر خمسة
من الأنصار- وبعض النَّاسِ يَقُولُونَ: إِنَّما هُوَ
عُمَارَةُ بْنُ زِيَادِ بْنِ السَّكَنِ- فَقَاتَلُوا دُونَ
رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلا
رَجُلا، يُقْتَلُونَ دُونَهُ، حَتَّى صَارَ آخِرُهُمْ
زِيَادٌ أَوْ عُمَارَةُ بْنُ زياد ابن السَّكَنِ،
فَقَاتَلَ حَتَّى أثبتته الجراحة، فَقَالَ رَسُول اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
أَدْنُوهُ مِنِّي، فَأَدْنَوْهُ مِنْهُ، فَوَسَّدَهُ
قَدَمَهُ، فَمَاتَ وَخَدُّهُ عَلَى قدم رسول الله صلى الله
عليه وسلم.
(1872) عمارة بْن شبيب السبائي [1] ، مذكور فِي الصحابة.
رَوَى عَنْهُ أَبُو عَبْد الرَّحْمَنِ الحبلي [2] ، يعد
فِي أهل مصر.
(1873) عمارة بْن عُبَيْد الخثعمي.
ويقال عُمَارَة بْن عُبَيْد الله. رجل من خثعمٍ.
روى عَنْهُ دَاوُد بْن أَبِي هند أنه سمع رسول الله صلى
الله عليه وَسَلَّمَ، فذكر حديثا حسنا فِي الفتن، ويقال:
إن بينه وبين دَاوُد بْن أَبِي هند رجلا من أهل الشام.
(1874) عمارة بْن عقبة الغفاري،
من بني غفار بْن مليل. قتل يَوْم خيبر شهيدا، رمي يومئذ
بسهم فمات.
__________
[1] شبيب- بفتح المعجمة وموحدتين. السبانى- بفتح المهملة
والموحدة (التقريب) .
قال في التقريب: ويقال فيه عمار.
[2] الضبط من س.
(3/1143)
(1875) عمارة بْن عقبة بْن أَبِي معيط.
واسم أبي معيط أبان بن أبي عمرو، واسم أبي عمرو ذكوان بن
أمية بن عبد شمس بْن عبد مناف. وكان عُمَارَة، والوليد،
وخالد- بنو عقبة بْن أَبِي معيط- من مسلمة الفتح.
(1876) عمارة بْن عُمَيْر الأَنْصَارِيّ.
رَوَى عَنْهُ أَبُو يَزِيد المدني، يختلف فِيهِ.
وقد ذكرنا ذَلِكَ فِي ذكرنا عَمْرو [1] بْن عُمَيْر
والاختلاف فِيهِ.
(1877) عمارة والد مدرك بْن عُمَارَة- لم يرو عَنْهُ غير
ابنه مدرك.
حديثه فِي الخلوق أَنَّهُ لم يبايعه حَتَّى غسل يديه منه.
يعد فِي أهل البصرة.
باب عُمَر
(1878) عمر بْن الخطاب- أمير المؤمنين رضى الله عنه- ابن
نقيل بْن عبد العزى بْن رباح بْن عَبْد الله بن قرط بن
رزاح بن عدي بْن كَعْب القرشي العدوي، أَبُو حفص.
أمه حنتمة بِنْت هاشم بْن الْمُغِيرَة بْن عَبْد الله بن
عمر ابن مخزوم.
وقالت طائفة فِي أم عُمَر: حنتمة بِنْت هِشَام بْن
الْمُغِيرَة. ومن قَالَ ذَلِكَ فقد أخطأ، ولو كانت كذلك
لكانت أخت أَبِي جهل بْن هِشَام، والحارث بْن هِشَام بْن
الْمُغِيرَة، وليس كذلك، وإنما هي ابنة عمهما، فإن هاشم
بْن الْمُغِيرَة وهشام بْن الْمُغِيرَة أخوان، فهاشم والد
حنتمة أم عُمَر، وهشام والد الْحَارِث وَأَبِي جهل، وهاشم
بْن الْمُغِيرَة هَذَا جد عُمَر لأمه، كَانَ يقال له ذو
الرّمحين.
__________
[1] سيأتي على حسب الترتيب الجديد للكتاب.
(3/1144)
ولد عُمَر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بعد عام
الفيل بثلاث عشرة سنة. وَرَوَى أُسَامَة بْن زيد بن أسلم،
عن أبيه، عن جده، قَالَ: سمعت عُمَر يَقُول: ولدت بعد
الفجار الأعظم بأربع سنين.
قال الزُّبَيْر: وَكَانَ عُمَر بْن الخطاب رَضِيَ اللَّهُ
عَنْهُ من أشراف قريش، وإليه كانت السفارة فِي الجاهلية،
وذلك أن قريشا كانت إذا وقعت بينهم حرب وبين غيرهم بعثوا
سفيرا. وإن نافرهم منافر، أو فاخرهم مفاخر رضوا بِهِ بعثوه
منافرا ومفاخرا.
قال أَبُو عُمَر رحمه الله: ثُمَّ أسلم بعد رجالٍ سبقوه.
وَرَوَى ابْنُ مَعِينٍ عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ، عَنْ
حُصَيْنٍ، عَنْ هِلالِ بْنِ يَسَافٍ. قَالَ: أَسْلَمَ
عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بَعْدَ
أَرْبَعِينَ رَجُلا وَإِحْدَى عَشْرَةَ امْرَأَةً.
قال أَبُو عُمَر: فكان إسلامه عزا ظهر بِهِ الإسلام بدعوة
النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهاجر، فهو
من المهاجرين الأولين، وشهد بدرا وبيعة الرضوان، وكل مشهد
شهده رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
وتوفي رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
وَهُوَ عَنْهُ راضٍ، وولي الخلافة بعد أَبِي بَكْر، بويع
لَهُ بها يَوْم مات أَبُو بكر رضى الله عنه باستخلافه لَهُ
سنة ثلاث عشرة، فسار بأحسن سيرة وأنزل نفسه من مال الله
بمنزلة رجلٍ من الناس، وفتح الله لَهُ الفتوح بالشام،
والعراق، ومصر، وَهُوَ دون الدواوين فِي العطاء، ورتب
الناس فِيهِ على سوابقهم، كَانَ لا يخاف فِي الله لومة
لائم، وَهُوَ الَّذِي نور شهر الصوم بصلاة الإشفاع فِيهِ،
وأرخ التاريخ من الهجرة الَّذِي بأيدي الناس إِلَى اليوم،
وَهُوَ أول من سمى بأمير المؤمنين، لقصة نذكرها هنا إن شاء
الله تعالى.
(3/1145)
وهو أول من اتخذ الدرة، وَكَانَ نقش خاتمه
«كفى بالموت واعظا يَا عُمَر» وَكَانَ آدم شديد الأدمة،
طوالا، كث اللحية، أصلع أعسر يسر، يخضب بالحناء والكتم [1]
، [وَقَالَ أنس: كَانَ أَبُو بَكْر يخضب بالحناء والكتم،
وَكَانَ عُمَر يخضب بالحناء بحتا. قال أَبُو عُمَر: الأكثر
أنهما كانا يخضبان.
وقد روي عَنْ مُجَاهِد- إن صح- أن عُمَر بْن الخطاب كَانَ
لا يغير شيبته] [2] .
هكذا ذكره زر بْن حبيش وغيره، بأنه كَانَ آدم شديد الأدمة
[وَهُوَ الأكثر عِنْدَ أهل العلم بأيام الناس وسيرهم
وأخبارهم] ، ووصفه أَبُو رجاء العطاردي، وَكَانَ مغفلا،
فَقَالَ: كَانَ عُمَر بْن الخطاب طويلا جسيما أصلع شديد
الصلع، أبيض شديد حمرة العينين، فِي عارضه خفة، سبلته [3]
كثيرة الشعر فِي أطرافها صهبة.
قَدْ ذَكَرَ الْوَاقِدِيُّ مِنْ حَدِيثِ عَاصِمِ بْنِ
عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ سالم بن عبد الله بن عمر، عن
أَبِيهِ قَالَ: إِنَّما جَاءَتْنَا الأَدَمَةُ مِنْ قِبَلِ
أَخْوَالِي بَنِي مَظْعُونٍ، وَكَانَ أَبْيَضُ، لا
يَتَزَوَّجُ لِشَهْوَةٍ إِلا لِطَلَبِ الْوَلَدِ، وعاصم
بْن عُبَيْد الله لا يحتج بحديثه ولا بحديث الْوَاقِدِيّ.
وزعم الْوَاقِدِيّ أن سمرة عُمَر وأدمته إنما جاءت من أكله
الزيت عام الرمادة. وهذا منكر من القول. وأصح مَا فِي
هَذَا الباب- والله أعلم- حديث سُفْيَان الثوري، عَنْ
عَاصِم بْن بهدلة، عَنْ زر بْن حبيش، قال: رأيت عمر شديد
الأدمة.
__________
[1] الكتم- محركة: نبت يخلط بالحناء ويخضب به الشعر.
[2] من س. وسيجيء في رواية أخرى.
[3] السبلة- محركة: ما على الشارب من الشعر، أو طرفه، أو
مجتمع الشاربين أو ما على الذقن إلى طرف اللحية كلها أو
مقدمها خاصة (القاموس) .
(3/1146)
قال أنس: كَانَ أَبُو بَكْر يخضب بالحناء
والكتم، وَكَانَ عُمَر يخضب بالحناء بحتا. قال أَبُو
عُمَر: إنهما كانا يخضبان. وقد روي عَنْ مُجَاهِد- إن صح-
أن عُمَر بْن الخطاب رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ كَانَ لا يغير
شيبه. قال شُعْبَة، عَنْ سماك، عَنْ هِلال بْن عَبْد
اللَّهِ: رأيت عُمَر بْن الخطاب رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
رجلا آدم ضخما، كأنه من رجال سدوس فِي رجليه روح [1] .
ومن حديث ابْن عُمَر أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى الله عليه
وسلم ضرب صدر عمر ابن الخطاب رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ حين
أسلم ثلاث مرات، وَهُوَ يَقُول: اللَّهمّ أخرج مَا فِي
صدره من غل، وأبدله إيمانا- يقولها ثلاثا. ومن حديث ابْن
عُمَر أيضا قَالَ:
قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: أن الله جعل الحق على
لسان عُمَر وقلبه، ونزل القرآن بموافقته فِي أسرى بدر، وفي
الحجاب، وفي تحريم الخمر، وفي مقام إِبْرَاهِيم. وروي من
حديث عقبة بْن عَامِر وَأَبِي هريرة عن النبي صلى الله
عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: لو كَانَ بعدي نبي لكان عُمَر.
وَرَوَى سَعْدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ،
عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: قَدْ كَانَ فِي الأُمَمِ
قَبْلَكُم مُحَدِّثُونَ، فَإِنْ يَكُنْ فِي هَذِهِ
الأُمَّةِ أَحَدٌ فَعُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ. ورواه أَبُو
داود الطيالسي، عن إبراهيم بن سعد، عن أبيه، عن أبي سلمة،
عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله.
__________
[1] الأروح: الّذي يتداني عقباه إذا مشى (الإصابة) .
(3/1147)
وَرَوَى ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ يُونُسَ،
عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَالِمٍ وَحَمْزَةَ ابني عبد
الله بن عمر، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: بَيْنَا أَنَا
نَائِمٌ أُتِيتُ بِقَدَحِ لَبَنٍ، فَشَرِبْتُ حَتَّى
رَأَيْتَ الرَّيَّ يَخْرُجُ مِنْ أَظْفَارِي، ثُمَّ
أَعْطَيْتُ فَضْلِي عُمَرَ. قَالُوا: فَمَا أَوَّلْتَ يَا
رَسُولَ اللَّهِ ذَلِكَ؟ قَالَ: الْعِلْمُ. ورواه مَعْمَر،
عَنِ الزُّهْرِيّ، عَنْ سَالِم، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: كنا
نحدث أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
قَالَ: بينا أنا نائم أتيت بقدح لبن فشربت ... وذكر مثله
سواء.
وَرَوَى سُفْيَانُ بْنُ عيينة، عن عمرو بن دينار، عن جابر-
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ دَخَلْتُ
الْجَنَّةَ فَرَأَيْتُ فِيهَا دَارًا- أَوْ قَالَ قَصْرًا-
وَسَمِعْتُ فِيهِ ضَوْضَأَةً [1] ، فَقُلْتُ: لِمَنْ
هَذَا؟ فَقَالُوا: لِرَجُلٍ مِنْ قُرَيْشٍ. فَظَنَنْتُ
أَنِّي أَنَا هُوَ، فَقُلْتُ: مَنْ هُوَ؟ فَقِيلَ: عُمَرُ
بْنُ الْخَطَّابِ. فَلَوْلا غِيرَتُكَ يَا أَبَا حَفْصٍ
لدخلته.
فبكى عمر، أَعَلَيْكَ يَغَارُ؟ أَوْ قَالَ: أَغَارُ يَا
رَسُولَ اللَّهِ! وَرَوَى أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ،
عَنْ إِبْرَاهِيمَ بن سعد، عن أبيه، عن أبي سلمة، عن أبي
هريرة، قال: قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ: رَأَيْتُنِي فِي الْمَنَامِ وَالنَّاسُ
يُعْرَضُونَ عَلَيَّ، وَعَلَيْهِمْ قُمُصٌ مِنْهَا إِلَى
كَذَا وَمِنْهَا إِلَى كَذَا، وَمَرَّ عَلَيَّ عُمَرُ ابن
الْخَطَّابِ يَجُرُّ قَمِيصَهُ. فَقِيلَ: يَا رَسُولَ
اللَّهِ، مَا أَوَّلْتَ ذَلِكَ؟ قَالَ: الدِّينُ.
هكذا رواه إِبْرَاهِيم بْن سَعْد فيما حدث بِهِ عَنْهُ
الطَّيَالِسِيّ. حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ حَجَّاجٍ
الزَّيَّاتُ الطَّبَرَانِيُّ، حدثنا الحسن بن محمد المدني،
__________
[1] ضوضاة: هكذا في كل الأصول.
(3/1148)
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ
بْنِ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ
صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي
أُمَامَةَ بْنِ سَهْلِ بْنِ حَنِيفٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ
الْخُدْرِيِّ- أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: بَيْنَا أَنَا
نَائِمٌ وَالنَّاسُ يُعْرَضُونَ عَلَيَّ، وَعَلَيْهِمْ
قُمُصٌ، فَمِنْهَا مَا يَبْلُغُ إِلَى الثَّدْيِ،
وَمِنْهَا دُونَ ذَلِكَ، وَعُرِضَ عَلَيَّ عمر ابن
الْخَطَّابِ وَعَلَيْهِ قَمِيصٌ يَجُرُّهُ. قَالُوا: فَمَا
أَوَّلْتَ ذَلِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ! قَالَ: الدِّينُ.
وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: خير الناس بعد رَسُول
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبُو بَكْر،
ثُمَّ عُمَر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا. وقال رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهُ: مَا كنا نبعد أن السكينة تنطق على لسان
عمر. وروى أبو معاوية، عن الأعمش، عن أَبِي صَالِحٍ، عَنْ
مَالِكٍ الدَّارِ قَالَ:
أَصَابَ النَّاسَ قَحْطٌ فِي زَمَنِ عُمَرَ، فَجَاءَ
رَجُلٌ إِلَى قَبْرِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، اسْتَسْقِ
لأُمَّتِكَ فَإِنَّهُمْ قَدْ هَلَكُوا. قَالَ: فَأَتَاهُ
النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي
الْمَنَامِ، وَقَالَ: إِيتِ عُمَرَ فَمُرْهُ أَنْ
يَسْتَسْقِي لِلنَّاسِ، فَإِنَّهُمْ سَيُسْقَوْنَ، وَقُلْ
لَهُ: عَلَيْكَ الْكِيسَ الْكِيسَ [1] . فَأَتَى الرَّجُلُ
عُمَرَ فَأَخْبَرَهُ، فَبَكَى عُمَرُ، وَقَالَ: يَا رَبِّ،
مَا آلُو إِلا مَا عَجَزْتُ عَنْهُ، يَا رَبِّ، مَا آلُو
إِلا مَا عَجَزْتُ عَنْهُ وقال ابْن مَسْعُود: مَا زلنا
أعزة منذ أسلم عُمَر.
وقال حذيفة: كَانَ علم الناس كلهم قد درس فِي علم عُمَر.
وقال ابْن مَسْعُود: لو وضع علم أحياء العرب فِي كفة
ميزان، ووضع علم
__________
[1] الكيس: العقل.
(3/1149)
عمر في كفة لرجح علم عمر. لقد كانوا يرون
أَنَّهُ ذهب بتسعة أعشار العلم، ولمجلس كنت أجلسه مع عُمَر
أوثق فِي نفسي من عمل سنة.
وذكر عَبْد الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَر، قَالَ: لو أن رجلا
قَالَ: عُمَر أفضل من أَبِي بكرٍ مَا عنفته، وكذلك لو
قَالَ: علي أفضل من أَبِي بَكْر وَعُمَر لم أعنفه إذا ذكر
فضل الشيخين وأحبهما وأثنى عليهما بما هما أهله. فذكرت
ذَلِكَ لوكيع فأعجبه واشتهاه. قال: يدل على أن أَبَا بَكْر
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أفضل من عُمَر رَضِيَ اللَّهُ
عَنْهُ سبقه لَهُ إِلَى الإسلام.
وما رَوَى عَنِ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم أنه قال:
رأيت فِي المنام كأني وزنت بأمتي فرجحت، ثُمَّ وزن أَبُو
بَكْر فرجح، ثُمَّ وزن عُمَر فرجح، وفي هَذَا بيان واضح
فِي فضله على عُمَر. وقال عُمَر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ:
مَا سابقت أَبَا بَكْر إِلَى خير قط إلا سبقني إِلَيْهِ،
ولوددت أني شعرة فِي صدر أَبِي بَكْر.
وذكر سيف بْن عُمَر، عَنْ عُبَيْدَة بْن مُعَتِّب، عَنْ
إِبْرَاهِيم النخعي، قال:
أول من ولى شيئا من أمور المسلمين عُمَر بْن الخطاب، ولاه
أَبُو بَكْر القضاء، فكان أول قاض فِي الإسلام. وَقَالَ:
اقض بين الناس، فإني فِي شغل، وأمر ابْن مَسْعُود بعس
المدينة.
وأما القصة التي ذكرت فِي تسمية عُمَر نفسه أمير المؤمنين،
فذكر الزُّبَيْر، قَالَ:
قَالَ عُمَر لما ولي: كَانَ أَبُو بَكْر يقال لَهُ خليفة
رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فكيف
يقال لي خليفة خليفة رَسُول اللَّهِ، يطول هَذَا! قَالَ:
فَقَالَ لَهُ الْمُغِيرَة بْن شُعْبَة:
أنت أميرنا، ونحن المؤمنون. فأنت أمير المؤمنين. قال: فذاك
إذن.
(3/1150)
قال أَبُو عُمَر: وأعلى من هَذَا فِي
ذَلِكَ مَا حَدَّثَنَا خَلَف بْن قَاسِم، حَدَّثَنَا أبو
أحمد ابن الْحُسَيْن بْن جَعْفَر بْن إِبْرَاهِيم،
حَدَّثَنَا أَبُو زكريا يَحْيَى بْن أَيُّوب بْن بادي [1]
العلاف، حَدَّثَنَا عُمَر بْن خَالِد، حَدَّثَنَا يعقوب
بْن عَبْد الرَّحْمَنِ، عَنْ مُوسَى بْن عقبة، عَنِ
الزُّهْرِيّ أن عُمَر بْن عَبْد الْعَزِيزِ سأل أَبَا
بَكْر بْن سُلَيْمَان بْن أَبِي خيثمة، لأي شيء كَانَ
أَبُو بَكْر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يكتب: من خليفة رَسُول
اللَّهِ؟
وَكَانَ عُمَر يكتب: من خليفة أَبِي بَكْر؟ ومن أول من كتب
عَبْد اللَّهِ أمير المؤمنين؟ فَقَالَ: حدثتني الشفاء-
وكانت من المهاجرات الأول- أن عمر بن الخطاب رضى الله عنه
كتب إِلَى عامل العراق أن ابعث إلي برجلين جلدين نبيلين،
أسألهما عَنِ العراق وأهله. فبعث إِلَيْهِ عامل العراق
لبيد بْن رَبِيعَة العامري، وعدي بْن حَاتِم الطائي، فلما
قدما المدينة أناخا راحلتيهما بفناء المسجد، ثُمَّ دخلا
المسجد، فإذا هما بعمرو بْن الْعَاص، فقالا لَهُ: استأذن
لنا على أمير المؤمنين يَا عَمْرو؟ فَقَالَ عَمْرو: أنتما
والله أصبتما باسمه، نحن المؤمنون وَهُوَ أميرنا. فوثب
عَمْرو، فدخل على عُمَر، فَقَالَ:
السلام عليك يَا أمير المؤمنين. فقال عُمَر: مَا بدا لك
فِي هَذَا الاسم؟ يعلم الله لتخرجن مما قلت أو لأفعلن.
قال: إن لبيد بْن رَبِيعَة وعدي بْن حَاتِم قدما فأناخا
راحلتيهما بفناء المسجد، ثُمَّ دخلا المسجد، وقالا لي:
استأذن لنا يَا عَمْرو على أمير المؤمنين، فهما والله
أصابا اسمك، أنت الأمير، ونحن المؤمنون. قال: فجرى الكتاب
من يومئذ.
قال أَبُو عُمَر: وكانت الشفاء جدة أَبِي بَكْر، وروينا من
وجوه أن عمر
__________
[1] في ى: نادى وهو تحريف (الاستيعاب ج 3- م 10)
(3/1151)
ابن الخطاب رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ كَانَ
يرمي الجمرة، فأتاه جمر فوقع على صلعته، فأدماه، وثمة رجل
من بني لهب، فَقَالَ: أشعر أمير المؤمنين، لا يحج بعدها.
قَالَ: ثُمَّ جاء إِلَى الجمرة الثانية، فصاح رجل: يَا
خليفة رَسُول اللَّهِ.
فقال: لا يحج أمير المؤمنين بعد عامه هَذَا. فقتل عُمَر
بعد رجوعه من الحج.
قال مُحَمَّد بْن حَبِيب: لهب- مكسورة اللام: قبيلة من
قبائل الأزد، تعرف فيها العيافة والزجر.
قال أَبُو عُمَر: قتل عُمَر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ سنة
ثلاث وعشرين من ذي الحجة، طعنه أَبُو لؤلؤة فيروز غلام
الْمُغِيرَة بْن شُعْبَة لثلاث بقين من ذي الحجة- هكذا
قَالَ الْوَاقِدِيّ. وغيره قَالَ: لأربع بقين من ذي الحجة
سنة ثلاث وعشرين.
وَرَوَى سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي
الْجَعْدِ، عَنْ مَعْدَانَ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ
الْيَعْمُرِيِّ، قَالَ: قُتِلَ عُمَرُ يَوْمَ
الأَرْبِعَاءِ لأَرْبَعٍ بَقِينَ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ،
وَكَانَتْ خِلافَتُهُ عَشَرَ سِنِينَ وَسِتَّةَ أَشْهُرٍ.
وقال أَبُو نُعَيْم: قتل عُمَر بْن الخطاب يَوْم الأربعاء
لأربع ليال بقين من ذي الحجة سنة ثلاث وعشرين، وكانت
خلافته عشر سنين ونصفا.
أَخْبَرَنَا عبد الوارث، حدثنا قاسم بن أصبغ، حدثنا
مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ السَّلامِ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي
عُمَرَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ
يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، قَالَ:
سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ يَقُولُ: قَتَلَ أَبُو
لُؤْلُؤَةَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رضى الله (ظهر
الاستيعاب ج 3- م 10)
(3/1152)
عَنْهُ، فَطَعَنَ مَعَهُ اثْنَا عَشَرَ
رَجُلا، فَمَاتَ سِتَّةٌ، وَقَالَ: فَرَمَى عَلَيْهِ
رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ بُرْنُسًا، ثُمَّ بَرَكَ
عَلَيْهِ، فَلَمَّا رَآهُ أَنَّهُ لا يَسْتَطِيعُ أَنْ
يَتَحَرَّكَ وَجَأَ نَفْسَهُ [1] فَقَتَلَهَا.
ومن أحسن شيء يروى فِي مقتل عُمَر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
وأصحه مَا حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ قَاسِمِ بْنِ سَهْلٍ،
قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ
شَعْبَانَ، قَالَ:
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ شُعَيْبٍ النَّسَائِيُّ، قال:
حدثنا أحمد بن سليمان، قال: حدثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ
مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عن أبى إسحاق، عن
عمرو ابن مَيْمُونَ، قَالَ: شَهِدْتُ عُمَرَ يَوْمَ
طُعِنَ، وَمَا مَنَعَنِي أَنْ أَكُونَ فِي الصَّفِّ
الْمُقَدَّمِ إِلا هَيْبَتُهُ، وَكَانَ رَجُلا مَهِيبًا،
فَكُنْتُ فِي الصَّفِّ الَّذِي يَلِيهِ، فَأَقْبَلَ عُمَرُ
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَعَرَضَ لَهُ أَبُو لُؤْلُؤَةَ-
غُلامُ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ- فَفَاجَأَ عُمَرَ
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَبْلَ أَنْ تَسْتَوِي الصُّفُوفُ،
ثُمَّ طَعَنَهُ ثَلاثَ طَعَنَاتٍ، فَسَمِعْتُ عُمَرَ
وَهُوَ يَقُولُ: دُونَكُمُ الْكَلْبَ، فَإِنَّهُ
قَتَلَنِي، وَمَاجَ النَّاسُ وَأَسْرَعُوا إِلَيْهِ،
فَجُرِحَ ثَلاثَةُ عَشَرَ رَجُلا، فَانْكَفَأَ عَلَيْهِ
رَجُلٌ مِنْ خَلْفِهِ فَاحْتَضَنَهُ، فَمَاجَ النَّاسُ
بَعْضَهُمْ فِي بَعْضٍ، حَتَّى قَالَ قَائِلٌ: الصَّلاةَ
عِبَادَ اللَّهِ، طَلَعَتِ الشَّمْسُ، فَقَدَّمُوا عَبْدَ
الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ، فَصَلَّى بِنَا بِأَقْصَرِ
سُورَتَيْنِ فِي الْقُرْآنِ: إِذا جاءَ نَصْرُ اللَّهِ
110: 1. وإِنَّا أَعْطَيْناكَ الْكَوْثَرَ 108: 1.
وَاحْتُمِلَ عُمَرُ وَدَخَلَ عَلَيْهِ النَّاسُ، فَقَالَ:
يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ، اخْرُجْ فَنَادِ فِي
النَّاسِ إِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ يَقُولُ: أَعَنْ
مَلأٍ مِنْكُمْ هَذَا! فَخَرَجَ ابْنُ عَبَّاسٍ فَقَالَ:
أَيُّهَا النَّاسُ. أَعَنْ مَلأٍ منكم هذا؟ فقالوا: معاذ
الله! والله
__________
[1] في أسد الغابة: فلما ظن أنه مأخوذ نحر نفسه. وفي ى:
وجاء.
(3/1153)
مَا عَلِمْنَا وَلا اطَّلَعْنَا. وَقَالَ:
ادْعُوا لِيَ الطَّبِيبَ، فَدُعِيَ الطَّبِيبُ، فَقَالَ:
أَيُّ الشَّرَابِ أَحَبُّ إِلَيْكَ؟ قَالَ: النَّبِيذُ،
فَسُقِيَ نَبِيذًا، فَخَرَجَ مِنْ بَعْضِ طَعَنَاتِهِ،
فَقَالَ النَّاسُ: هَذَا دَمُ صَدِيدٍ. قَالَ: اسْقُونِي
لَبَنًا، فَخَرَجَ مِنَ الطَّعْنَةِ، فَقَالَ لَهُ
الطَّبِيبُ: لا أَرَى أَنْ تُمْسِيَ، فَمَا كُنْتَ فَاعِلا
فَافْعَلْ. وذكر تمام الخبر فِي الشورى، وتقديمه لصهيب فِي
الصلاة، وقوله فِي علي عَلَيْهِ السلام:
إن ولوها الأَجْلَح سلك بهم الطريق الأَجْلَح المستقيم-
يَعْنِي عليا. وقوله فِي عُثْمَان وغيره. فَقَالَ لَهُ
ابْن عُمَر: مَا يمنعك أن تقدم عليا؟ قَالَ: أكره أن
أحملها حيا وميتا.
وَذَكَرَ الْوَاقِدِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي نَافِعٌ، عَنْ
أَبِي نُعَيْمٍ، عَنْ عَامِرِ بن عبد الله ابن
الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: غَدَوْتُ مَعَ عُمَرَ
بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِلَى السُّوقِ
وَهُوَ مُتَّكِئٌ عَلَى يَدِي، فَلَقِيَهُ أَبُو
لُؤْلُؤَةَ- غُلامُ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ- فَقَالَ:
أَلا تُكَلِّمُ مولاي يضع عنى من حراجى! قَالَ: كَمْ
خَرَاجُكَ؟ قَالَ: دِينَارٌ.
قَالَ: مَا أَرَى أَنْ أَفْعَلَ، إِنَّكَ لَعَامِلٌ
مُحْسِنٌ، وَمَا هَذَا بِكَثِيرٍ. ثُمَّ قَالَ لَهُ
عُمَرُ: أَلا تَعْمَلْ لِي رَحًى؟ قَالَ: بَلَى. فَلَمَّا
وَلَّى قَالَ أَبُو لُؤْلُؤَةَ: لأَعْمَلَنَّ لَكَ رَحًى
يَتَحَدَّثُ بِهَا مَا بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ.
قَالَ: فَوَقَعَ فِي نَفْسِي قَوْلُهُ.
قَالَ: فَلَمَّا كَانَ فِي النِّدَاءِ لِصَلاةِ الصُّبْحِ
خَرَجَ عُمَرُ إِلَى النَّاسِ يُؤْذِنَهُمْ لِلصَّلاةِ.
قَالَ ابْنُ الزُّبَيْرِ: وَأَنَا فِي مُصَلايَ وَقَدِ
اضْطَجَعَ لَهُ عَدُوُّ اللَّهِ أَبُو لُؤْلُؤَةَ،
فَضَرَبَهُ بِالسِّكِّينِ سِتَّ طَعَنَاتٍ إِحْدَاهُنَّ
تَحْتَ سُرَّتِهِ وَهِيَ قَتَلَتْهُ، فَصَاحَ عُمَرُ:
أَيْنَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ؟ فَقَالُوا: هُوَ
ذَا يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ. قَالَ: تَقَدَّمْ
(3/1154)
فَصَلِّ بِالنَّاسِ، فَتَقَدَّمَ عَبْدُ
الرَّحْمَنِ فَصَلَّى بِالنَّاسِ، وقرأ في الركعتين ب
«قُلْ هُوَ الله أَحَدٌ» 112: 1. وقُلْ يا أَيُّهَا
الْكافِرُونَ 109: 1. وَاحْتَمَلُوا عُمَرَ فَأَدْخَلُوهُ
مَنْزِلَهُ، فَقَالَ لابْنِهِ عَبْدِ اللَّهِ: اخْرُجْ
فَانْظُرْ مَنْ قَتَلَنِي. قَالَ: فَخَرَجَ عَبْدُ اللَّهِ
بْنُ عُمَرَ فَقَالَ:
مَنْ قَتَلَ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ؟ فَقَالُوا: أَبُو
لُؤْلُؤَةَ غُلامُ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ، فَرَجَعَ
فَأَخْبَرَ عُمَرَ، فَقَالَ: الْحَمْدُ للَّه الَّذِي لَمْ
يَجْعَلْ قَتْلِي بِيَدِ رَجُلٍ يُحَاجِّنِي بِلا إِلَهَ
إِلا اللَّهُ، ثُمَّ قَالَ: انْظُرُوا إِلَى عَبْدِ
الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، فَذَكَرَ الْخَبَرَ فِي
الشُّورَى بِتَمَامِهِ.
حَدَّثَنَا خَلَفُ بن قاسم، حدثنا الحسن بن رشيق، حدثنا
الدُّولابِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ،
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُجَاهِدٍ، قَالَ: اخْتُلِفَ
عَلَيْنَا فِي شَأْنِ أَبِي لُؤْلُؤَةَ، فَقَالَ
بَعْضُهُمْ: كَانَ مَجُوسِيًّا، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: كَانَ
نَصْرَانِيًّا، فَحَدَّثَنَا أَبُو سِنَانٍ سَعِيدُ بْنُ
سِنَانٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الْهَمْدَانِيِّ، عَنْ
عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ الأَوْدِيِّ، قَالَ: كَانَ أَبُو
لُؤْلُؤَةَ أَزْرَقَ نَصْرَانِيًّا، وَجَأَهُ بِسِكِّينٍ
لَهُ طَرَفَانِ، فَلَمَّا جُرِحَ عُمَرُ جُرِحَ مَعَهُ
ثَلاثَةَ عَشَرَ رَجُلا فِي الْمَسْجِدِ، ثُمَّ أُخِذَ،
فَلَمَّا أُخِذَ قَتَلَ نَفْسَهُ.
واختلف فِي سن عُمَر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَوْم مات،
فقيل: توفي وَهُوَ ابْن ثلاث وستين سنة كسن النَّبِيّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وسن أَبِي بَكْر حين
توفيا، رَوَى ذَلِكَ مِنْ وُجُوهٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ، ومن
قول الشعبي. وروى عبيد الله ابن عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ،
عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: تُوُفِّيَ عُمَرُ وَهُوَ ابْنُ
بِضْعٍ وَخَمْسِينَ سَنَةً
(3/1155)
وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، عَنْ
هُشَيْمٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ
عَبْدِ اللَّهِ- أَنَّ عُمَرَ قُبِضَ وَهُوَ ابْنُ خَمْسٍ
وَخَمْسِينَ، وَقَالَ الزُّهْرِيُّ: تُوُفِّيَ وَهُوَ
ابْنُ أَرْبَعٍ وَخَمْسِينَ سَنَةً. وقال قَتَادَة توفي
وَهُوَ ابْن اثنين وخمسين.
وقيل: مات وَهُوَ ابْن ستين. وقيل: مات وَهُوَ ابْن ثلاث
وستين.
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ
مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ، حدثنا إسماعيل بن إسحاق، حدثنا علي
بن الْمَدِينِيِّ، حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ
الْجُعْفِيُّ، عَنْ زائدة ابن قُدَامَةَ، عَنْ عَبْدِ
الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، قَالَ: حدثنا أبو بردة، عن عوف
ابن مَالِكٍ الأَشْجَعِيِّ أَنَّهُ رَأَى فِي الْمَنَامِ
كَأَنَّ النَّاسَ جُمِعُوا، فَإِذَا فِيهِمْ رَجُلٌ
فَرَعَهُمْ، فَهُوَ فَوْقَهُمْ بِثَلاثَةِ أَذْرُعٍ،
فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ فَقَالُوا: عُمَرُ. قُلْتُ:
لِمَ؟ قَالُوا: لأَنَّ فِيهِ ثَلاثَ خِصَالٍ، إِنَّهُ لا
يَخَافُ فِي اللَّهِ لَوْمَةَ لائِمٍ. وَإِنَّهُ خَلِيفَةٌ
مُسْتَخْلَفٌ، وَشَهِيدٌ مُسْتَشْهِدٌ. قَالَ: فَأَتَى
إِلَى أَبِي بَكْرٍ فَقَصَّهَا عَلَيْهِ، فَأَرْسَلَ إِلَى
عُمَرَ فَدَعَاهُ لِيُبَشِّرَهُ. قَالَ: فَجَاءَ عُمَرُ،
فَقَالَ لِي أَبُو بَكْرٍ: اقْصُصْ رُؤْيَاكَ. قَالَ:
فَلَمَّا بَلَغَتُ «خَلِيفَةٌ مُسْتَخْلَفٌ» زَبَرَنِي [1]
عُمَرُ، وَانْتَهَرَنِي، وَقَالَ:
اسْكُتْ، تَقُولُ هَذَا وَأَبُو بَكْرٍ حَيٌّ! قَالَ:
فَلَمَّا كَانَ بَعْدُ، وَوَلِيَ عُمَرُ مَرَرْتُ
بِالْمَسْجِدِ، وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ. قَالَ:
فَدَعَانِي، وَقَالَ: اقْصُصْ رُؤْيَاكَ، فَقَصَصْتُهَا.
فَلَمَّا قُلْتُ: إِنَّهُ لا يَخَافُ فِي اللَّهِ لَوْمَةَ
لائِمٍ. قَالَ: إِنِّي لأَرْجُو أَنْ يَجْعَلَنِي اللَّهُ
مِنْهُمْ. قَالَ: فَلَمَّا قُلْتُ: خَلِيفَةٌ
مُسْتَخْلَفٌ. قَالَ: قَدِ اسْتَخْلَفَنِي اللَّهُ،
فَسَلْهُ أَنْ يُعِينَنِي عَلَى مَا وَلانِي. فَلَمَّا
ذَكَرْتُ: شَهِيدٌ مُسْتَشْهِدٌ قَالَ: أَنَّى لِي
بِالشَّهَادَةِ وَأَنَا بَيْنَ أُظْهُرِكُمْ تَغْزُونَ
وَلا أَغْزُو! ثُمَّ قَالَ: بَلَى يَأْتِي اللَّهُ بِهَا
أَنَّى شَاءَ.
__________
[1] زبرني: منعني واتهرني.
(3/1156)
أَنْبَأَنَا سَعِيدُ بْنُ سَيِّدٍ،
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ،
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو
يَعْقُوبَ الدَّيْرِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ،
عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ
ابْنِ عُمَرَ أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ رَأَى عَلَى عُمَرَ قَمِيصًا أَبْيَضَ، وَقَالَ:
جَدِيدٌ قَمِيصُكَ أَمْ غَسِيلٌ؟ قَالَ: بَلْ غَسِيلٌ.
قَالَ:
الْبِسْ جَدِيدًا، وَعِشْ حَمِيدًا، وَمِتْ شَهِيدًا،
وَيَرْزُقُكَ اللَّهُ قُرَّةَ عَيْنٍ فِي الدُّنْيَا
وَالآخِرَةِ، قَالَ: وَإِيَّاكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ وروى
مَعْمَر، عَنِ الزُّهْرِيّ قَالَ: صَلَّى عُمَر على أَبِي
بَكْر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ حين مات، وصلى صُهَيْب على
عُمَر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا.
وروي عن عمر رضي الله عنه أنه قَالَ فِي انصرافه من حجته
التي لم يحج بعدها: الحمد للَّه ولا إله إلا الله، يعطي من
يشاء مَا يشاء، لقد كنت بهذا الوادي- يَعْنِي ضجنان [1]-
أرعى إبلا للخطاب، وَكَانَ فظا غليظا يتعبني إذا عملت،
ويضربني إذا قصرت، وقد أصبحت وأمسيت، وليس بيني وبين الله
أحد أخشاه، ثُمَّ تمثل:
لا شيء مما ترى تبقى بشاشته ... يبقى الإله ويودي المال
والولد
لم تغن عَنْ هرمز يوما خزائنه ... والخلد قد حاولت عاد فما
خلدوا
ولا سُلَيْمَان إذ تجري الرياح لَهُ ... والجن والإنس فيما
بينها برد
أين الملوك التي كانت لعزتها ... من كل أوبٍ إليها وافد
يفد
حوض هنالك مورود بلا كذبٍ ... لا بد من ورده يوما كما
وردوا
وروينا عَنْ عُمَر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ
فِي حين احتضر ورأسه فِي حجر ابنه عبد الله:
ظلوم لنفسي غير أني مُسْلِم ... أصلي الصلاة كلها وأصوم
__________
[1] ضجنان: جبل بينه وبين مكة خمسة وعشرون ميلا، وهو محرك.
وابن دريد يسكن جيمه (ياقوت) .
(3/1157)
حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ، حَدَّثَنَا
قَاسِمُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الصَّائِغُ،
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الْهَاشِمِيُّ،
حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ الزُّهْرِيُّ، عَنْ
إبراهيم بن عبد الرحمن بن عبد الله بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ،
عَنْ أُمِّ كُلْثُومٍ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ- أَنَّ
عَائِشَةَ حَدَّثَتْهَا أَنَّ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ
عَنْهُ أَذَنَ لأَزْوَاجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَحْجُجْنَ فِي آخِرِ حَجَّةٍ
حَجَّهَا عُمَرُ- قَالَتْ: فَلَمَّا ارْتَحَلَ مِنَ
الْخَطْمَةِ أَقْبَلَ عَلَيْهِ رَجُلٌ مُتَلَثِّمٌ،
فَقَالَ، وَأَنَا أَسْمَعُ:
أَيْنَ كَانَ مَنْزِلُ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ؟ فَقَالَ
قَائِلٌ- وَأَنَا أَسْمَعُ: هَذَا كَانَ مَنْزِلُهُ،
فَأَنَاخَ فِي مَنْزِلِ عُمَرَ، ثُمَّ رَفَعَ عَقِيرَتَهُ
يَتَغَنَّى:
عَلَيْكَ سَلامٌ مِنْ أَمِيرٍ وَبَارَكَتْ ... يَدُ
اللَّهِ فِي ذَاكَ الأَدِيمِ الْمُمَزَّقِ
فَمَنْ يَجْرِ أَوْ يركب جناحي نعامة ... ليدرك ما قدمت
بالأمس يسبق
قضيت أمورا ثم غادرت بعدها ... بواثق فِي أَكْمَامِهَا
لَمْ تُفَتَّقِ
قَالَتْ عَائِشَةُ: فَقُلْتُ لِبَعْضِ أَهْلِي:
أَعْلِمُونِي مَنْ هَذَا الرَّجُلُ؟ فَذَهَبُوا فَلَمْ
يَجِدُوا فِي مَنَاخِهِ أَحَدًا قَالَتْ عَائِشَةُ: فو
الله إِنِّي لأَحْسَبُهُ مِنَ الْجِنِّ. فَلَمَّا قُتِلَ
عُمَرُ قَالَ النَّاسُ هَذِهِ الأَبْيَاتُ لِلشَّمَّاخِ
بْنِ ضِرَارٍ، أَوْ لأَخِيهِ مُزَرِّدٍ.
قال أَبُو عُمَر رحمه الله: كانوا إخوة ثلاثة كلهم شاعر.
وَرَوَى مسعر، عن عبد الملك بن عمير، عن عروة، عن عائشة
قالت:
ناحت الجن على عُمَر قبل أن يقتل بثلاث فقالت:
أبعد قتيلٍ بالمدينة أظلمت [1] ... لَهُ الأرض تهتز العضاة
بأسوق
__________
[1] في أسد الغابة: أصبحت.
(3/1158)
جزى الله خيرا من إمامٍ وباركت ... يد الله
فِي ذاك الأديم الممزق
فمن يسع أو يركب جناحي نعامة ... ليدرك ما قدمت بالأمس
يسبق
قضيت أمورا ثم غادرت بعدها ... بوائق فِي أكمامها لم تفتق
فما كنت أخشى أن يكون وفاته [1] ... بكفى سبتني أزرق العين
مطرق [2]
ويروى بكفى سبنت، والسبنتى: النمر الجريء. وقد تمد
السبنتاء.
والمطرق: الحنق، قال الملتمس:
فأطرق إطراق الشجاع ولو يرى ... مساغا لنابيه الشجاع
لصمّما [3]
(1879) عمر بْن سراقة بْن المعتمر بْن أنس القرشي العدوي.
شهد بدرا هُوَ وأخوه عَبْد اللَّهِ بْن سراقة. وقال مصعب
فِيهِ: عَمْرو بن سراقة.
(1880) عمر بْن سَعْد،
أَبُو كبشة الأنماري، هُوَ مشهور بكنيته، وقد قيل: إن اسم
أَبِي كبشة سَعْد بْن عَمْرو، والأول أصح. يعد فِي أهل
الشام، وأكثر حديثه عندهم. وقد روى عنه الكوفيون.
(1881) عمر بْن سُفْيَان بْن عبد الأسد بْن هلال بن عبد
الله بن عمر بن مخزوم،
أخو الأسود بْن سُفْيَان، وهبار بْن سُفْيَان، كَانَ ممن
هاجر إِلَى أرض الحبشة.
(1882) عمر بْن أَبِي سَلَمَة بْن عبد الأسود بن هلال بن
عبد الله بن عمر بْن مخزوم القرشي الْمَخْزُومِيّ،
ربيب رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، أمه أم سلمة
المخزومية أم المؤمنين، يكنى أَبَا حفص. ولد فِي السنة
الثانية من الهجرة بأرض الحبشة.
__________
[1] في أسد الغابة: مماته.
[2] السبنتى: النمر. وقيل الأسد.
والبيت منسوب في اللسان إلى الشماخ في رثاء عمر بن الخطاب.
قال: قال ابن بري:
البيت لمزرد أخى الشماخ (سبت)
[3] اللسان- صمم.
(3/1159)
وقيل: إنه كَانَ يَوْم قبض رَسُول اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ابْن تسع سنين، وشهد مع
علي رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ الجمل، واستعمله علي رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهُ على فارس والبحرين.
وتوفي بالمدينة فِي خلافة عَبْد الْمَلِكِ بْن مَرَوَان
سنة ثلاث وثمانين. حفظ عَنْ رسول الله صلى الله عليه وسلم،
وروى عَنْهُ أحاديث. وروى عَنْهُ سَعِيد بْن المسيب،
وَأَبُو أمامة بْن سَهْل بْن حنيف، وعروة بن الزبير.
(1883) عمر بْن عُمَيْر بْن عدي بْن نابي الأَنْصَارِيّ
السُّلَمِيّ.
هو ابْن عم ثعلبة بْن غنمة بْن عدي بْن نابي، وَابْن عم
غنم بْن عَامِر بْن عدي، شهد مشاهد مع النَّبِيّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
(1884) عمر بْن عوف النخعي.
مذكور فِي حديث ابْن السعدي، وذلك أن مَالِك بْن يخامر [1]
رَوَى عَنِ ابْن السعدي أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عليه
وسلم قال: لا تنقطع الهجرة ما دام الكفار يقاتلون. فقال
مُعَاوِيَة، وَعُمَر بْن عوف النخعي، وعبد الله بْن عَمْرو
بْن الْعَاص: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن الهجرة
هجرتان، إحداهما أن تهجر السيئات، والأخرى أن تهاجر إِلَى
الله ورسوله.
(1885) عمر بْن يَزِيد الكعبي الخزاعي.
قَالَ: كنت جالسا مع النبي صلى الله عليه وسلم، فكان مما
حفظت من كلامه قَالَ: أسلم سالمها الله من كل آفةٍ إلا
الموت، فإنه لا يسلم منه معترف بِهِ ولا غيره. وغفار غفر
الله لهم ولا حي أفضل من الأنصار.
__________
[1] يخامر- بفتح التحتانية والمعجمة وكسر الميم (التقريب)
.
(3/1160)
باب عمرو
(1886) عمرو بْن أَبِي أثاثة بْن عبد العزى بن حرثان بن
عوف بن عبيد بن عويج [1] بْن عدي بْن كَعْب.
كَانَ من مهاجرة الحبشة، وأمه النابغة بِنْت حرملة.
فهو أخو عَمْرو بْن الْعَاص لأمه.
(1887) عمرو بْن الأحوص بْن جَعْفَر بْن كلاب الْجُشَمِيّ
[2] الكلابي.
اختلف فِي نسبه. هُوَ والد سُلَيْمَان بْن عَمْرو. وَرَوَى
عَنْهُ ابنه سُلَيْمَان بْن عَمْرو بْن الأحوص. حديثه عَنِ
النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي خطبته
فِي حجة الوداع وفي رمي الجمار أيضا، يقال: إنه شهد حجة
الوداع مع أمه وامرأته، وحديثه فِي الخطبة عَنِ النَّبِيّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صحيح.
(1888) عمرو بْن أحيحة بْن الجلاح [3] الأَنْصَارِيّ،
ذكره ابْن أَبِي حَاتِم عَنْ أَبِيهِ فيمن رَوَى عن النبي
صلى الله عليه وسلم من الصحابة. قال: وسمع من خزيمة ابن
ثَابِت.
روى عَنْهُ عَبْد اللَّهِ بْن علي بْن السائب، وَهَذَا لا
أدري مَا هُوَ، لأن عمرو ابن أحيحة هُوَ أخو عبد المطلب
بْن هاشم لأمه، وذلك أن هاشم بْن عبد مناف كانت تحته سلمى
بِنْت زَيْد من بني عدي بْن النجار، فمات عنها، فخلف عليها
بعده أحيحة بْن الجلاح، فولدت لَهُ عَمْرو بن أحيحة، فهو
أخو عبد المطلب
__________
[1] في أسد الغابة: عرمج.
[2] بضم الجيم وفتح المعجمة (التقريب) .
[3] أحيحة- بمهملتين مصغره والجلاح بضم الجيم وتخفيف اللام
(التهذيب) .
(3/1161)
لأمه. هذا قول أهل النسب والخبر، وإليهم
يرجع فِي مثل هَذَا، ومحال أن يروي عَنِ النَّبِيّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وعن خزيمة بْن ثَابِت من كَانَ
فِي السن والزمن اللذين وصفت. وعساه أن يكون حفيدا لعمرو
بْن أحيحة يسمى عمرا فنسب إِلَى جده. وإلا فما ذكره ابْن
أَبِي حَاتِم وهم لا شك فِيهِ وباللَّه التوفيق.
(1889) عمرو بْن أخطب،
أَبُو زَيْد الأَنْصَارِيّ. هو مشهور بكنيته، يقال:
إنه من بني الْحَارِث بْن الخزرج، غزا مع رَسُول اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غزوات، ومسح رَسُول
اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلم على رأسه، ودعا له بالجمال،
فيقال: إنه بلغ مائة سنة ونيفا، وما فِي رأسه ولحيته إلا
نبذ من شعر أبيض، هو جدّ عزرة ابن ثَابِت. روى عَنْهُ أنس
بْن سِيرِين، وَأَبُو الخليل، وعلباء بْن أحمر، وتميم بْن
حويص، وأبو نهيك، وسعيد بْن قطن.
(1890) عمرو بْن أراكة [1] الثقفي،
سمع النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ينهى
عَنِ المثلة، ويأمر بالصدقة، يعد في البصريين.
(1891) [عمرو بْن أُمَيَّة بْن أَسَد بْن عبد العزى بْن
قصي القرشي الأسدي.
هاجر إِلَى أرض الحبشة ومات بها] [2] .
(1892) عمرو بْن أُمَيَّة بْن خويلد بْن عَبْد اللَّهِ بْن
إِيَاس بْن عُبَيْد [3] بْن ناشرة بْن كَعْب بْن جدي بْن
ضمرة الضمري،
من بني ضمرة بن بكر بن عبد مناة بن علي ابن كنانة، يكنى
أَبَا أُمَيَّة، وروى الأوزاعي، عَنْ يحيى بن أبى كثير،
قال: حدثني
__________
[1] في أسد الغابة: وقيل ابن أبى أراكه.
[2] من س.
[3] في التهذيب: بن عبد بن ناشر.
(3/1162)
أَبُو قلابة الجرمي، قَالَ: حَدَّثَنِي
أَبُو المهاجر، قال: حدثني أبو أمية عمرو ابن أمية
الضمريّ.
(1892) عمرو بْن الأهتم التميمي المقري، أَبُو ربعي.
والأهتم أبوه، واسمه سنان ابْن خَالِد بْن سمي. ويقال: إنه
سنان بْن سمي [1] بْن سنان بن خالد بن منقر ابن عُبَيْد
بْن الْحَارِث، وَهُوَ مقاعس بْن عَمْرو بن كعب بن سعد بن
زيد مناة ابن تميم. ويقال: إن قَيْس بْن عَاصِم ضربه بقوس
فهتم فمه، فسمي بالأهتم، وقال خليفة بْن خياط- بعد أن نسبه
النسب الَّذِي ذكرناه: كَانَ أبوه الأهتم وَهُوَ سنان بْن
خَالِد من بني منقر مهتوما من سنه. قال: وَقَالَ أَبُو
اليقظان: أم عَمْرو بْن الأهتم بِنْت فدكي بْن أعبد [2]
[بْن الأهتم [3]] ، ويكنى عَمْرو بْن الأهتم أَبَا ربعي.
قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم وافدا فِي وجوه قومه
من بني تميم، فأسلم، وذلك فِي سنة تسعٍ من الهجرة، وَكَانَ
فيمن قدم معه الزبرقان بْن بدر، وقيس بْن عَاصِم، ففخر
الزبرقان، فَقَالَ: يَا رَسُول اللَّهِ، أنا سيد تميم،
والمطاع فيهم، والمجاب فيهم، آخذ لهم بحقوقهم، وأمنعهم من
الظلم، وَهَذَا يعلم ذَلِكَ- يَعْنِي عَمْرو بْن الأهتم.
فقال عَمْرو: إنه لشديد العارضة، مانع لجانبه، مطاع فِي
أدانيه. فقال الزبرقان: لقد كذب يَا رَسُول اللَّهِ، وما
منعه من أن يتكلم إلا الحسد.
فقال عَمْرو: أنا أحسدك! فو الله إنك لئيم الخال، حديث
المال، أحمق
__________
[1] في س: ويقال سنان أبو سمى.
[2] في س: أم عمرو بن الأهتم اسمها منة بنت فدكي.
[3] ليس في س.
(3/1163)
الولد، مبغّض في العشيرة، فو الله مَا كذبت
فِي الأولى، ولقد صدقت فِي الثانية، فَقَالَ النَّبِيّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إن من البيان لسحرا.
وروي أن قدومه على النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ كَانَ، وفي وفد تميم سبعون أو ثمانون رجلا، فيهم
الأقرع بْن حابس، والزبرقان بْن بدر، وعطارد ابن حاجب،
وقيس بْن عَاصِم، وَعَمْرو بْن الأهتم، وهم الذين نادوا
رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من وراء
الحجرات، وخبرهم طويل. ثُمَّ أسلم القوم، وبقوا بالمدينة
مدةً يتعلمون القرآن والدين، ثُمَّ أرادوا الخروج إِلَى
قومهم، فأعطاهم النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ وكساهم، وَقَالَ: أما بقي منكم أحد! وَكَانَ
عَمْرو بْن الأهتم فِي ركابهم. فقال قَيْس بْن عَاصِم-
وَهُوَ من رهط عَمْرو، وقد كَانَ مشاحنا لَهُ: لم يبق منا
أحد إلا غلام حدث فِي ركابنا، وأزرى بِهِ، فأعطاه رسول
الله صلى الله عليه وسلم مثل مَا أعطاهم، فبلغ عمرا مَا
قَالَ قَيْس، فقال له عمرو:
ظللت مفترش العلياء [1] تشتمني ... عند النَّبِيّ فلم تصدق
ولم تصب
إن تبغضونا فإن الروم أصلكم ... والروم لا تملك البغضاء
للعرب
فإن سؤددنا عود وسؤددكم ... مؤخر عِنْدَ أصل العجب والذنب
وكان خطيبا جميلا، يدعى المكحل لجماله، بليغا شاعرا محسنا،
يقال: إن شعره كَانَ حللا منتشرة، وَكَانَ شريفا فِي قومه،
وَهُوَ القائل:
ذريني فإن البخل يَا أم هيثم [2] ... لصالح أخلاق الرجال
سروق
__________
[1] في الإصابة: الهلباء. قال ابن فتحون: أراد بالهلباء
ابنته فإنّها لكثيرة الشعر.
وأنشدها ابن عبد البر: العلياء فنسب إلى تصحيفه.
[2] في أسد الغابة: يا أم هاشم. وفي س: يا أم مالك. وانظر
المفضليات: 123.
(3/1164)
وفيها يَقُول:
لعمرك مَا ضاقت بلاد بأهلها ... ولكن أخلاق الرجال تضيق
وقد ذكرنا الأبيات بتمامها فِي كتاب «بهجة المجالس» ،
وذكرنا خبره مع الزبرقان بألفاظٍ مختلفة عِنْدَ رَسُول
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي كتاب
«التمهيد» .
من ولده خَالِد بْن صَفْوَان بْن عَبْد اللَّهِ بْن عَمْرو
بْن الأهتم.
(1893) عَمْرو بْن أوس بْن عتيك بن عمرو بن عبد الأعلم بن
عامر بن زعوراء ابن جشم بن الحارث بن الخزرج بن عمرو بْن
مَالِك بْن الأوس.
شهد أحدا، والخندق، وما بعد ذَلِكَ من المشاهد مع رَسُول
الله صلى الله عليه وسلم، وقتل يوم جسر أَبِي عُبَيْد
شهيدا
(1894) عمرو بْن أَبِي أويس بْن سَعْد بْن أَبِي سرح بْن
الحارث بن حذيفة ابن نَصْر بْن مَالِك بْن حسل القرشي
العامري.
قتل يَوْم اليمامة شهيدا.
(1895) عمرو بْن إِيَاس بْن زَيْد بْن جشم.
قَالَ ابْن إِسْحَاق: وَهُوَ رجل من اليمن حليف للأنصار،
شهد بدرا، وأحدا. وقال ابْن هِشَام: عَمْرو بْن إِيَاس
هَذَا يقال إنه أخو ربيع بْن إِيَاس وورقة [1] بْن إِيَاس.
(1796) عمرو بْن إِيَاس الأَنْصَارِيّ،
من بني سَالِم بْن عوف، قتل يوم أحد شهيدا، لم يذكره ابن
إسحاق.
(1897) عمرو بْن بلال الأَنْصَارِيّ،
ويقال عَمْرو بْن عمير، وقد ذكرنا
__________
[1] في هوامش الاستيعاب: بخط كاتب الأصل في الهامش: وذفة
بالذال. قال فيه في حرف الواو: وصوابه ودفة بالدال وهي
الروضة.
(3/1165)
الاختلاف فِيهِ، ليس لَهُ غير هَذَا الحديث
الَّذِي ذكرنا. شهد عَمْرو بْن بلال صفين مع علي بن أبي
طالب رضى الله عَنْهُ. قال ابْن الكلبي:
وَكَانَ من المهاجرين.
(1898) عمرو بْن تغلب العبدي.
من عبد القيس ويقال: إنه من النمر بْن قاسط، يعد فِي أهل
البصرة. رَوَى عَنْهُ الْحَسَن بْن أبى الحسن، والحكم ابن
الاعرج، يقال: هُوَ من أهل جؤاثي [1] .
حَدَّثَنَا [أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا [2]] مَسْلَمَةُ،
حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ
الأَصْبَهَانِيُّ، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ،
حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ، حَدَّثَنَا
الْمُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ
عَمْرِو بْنِ تَغْلِبَ، قَالَ: لَقَد قَالَ لِي رَسُولُ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَلِمَةً مَا
أُحِبُّ أَنَّ لِي بِهَا حُمْرَ النَّعَمِ، أَتَى رَسُولُ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِشَيْءٍ،
فَأَعْطَى قَوْمًا، وَمَنَعَ قَوْمًا، وَقَالَ: إِنَّا
لَنُعْطِي قَوْمًا نَخْشَى هَلَعَهُمْ وَجَزَعَهُمْ،
وَأَكِلُ قَوْمًا إِلَى مَا جَعَلَ اللَّهُ فِي
قُلُوبِهِمْ مِنَ الإِيمَانِ، وَمِنْهُمْ عَمْرُو بْنُ
تَغْلِبَ. وَذَكَرَ الْبُخَارِيُّ، عَنْ أَبِي
النُّعْمَانِ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ، عَنْ جَرِيرِ بْنِ
حَازِمٍ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ
تَغْلِبَ، قَالَ: أُتِيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَالٍ، فَأَعْطَى قَوْمًا وَمَنَعَ
آخَرِينَ، فَبَلَغَهُ أَنَّهُمْ عَتَبُوا، فَقَالَ: إِنِّي
لأُعْطِي الرَّجُلَ وَأَمْنَعُ الرَّجُلَ، وَالَّذِي
أَدَعُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنَ الَّذِي أُعْطِي، أعطى
__________
[1] جؤاثاء- بالضم وبين الألفين ثاء مثلثة يمد ويقصر: حصن
لعبد القيس بالبحرين (ياقوت) .
[2] من س.
(3/1166)
أَقْوَامًا لِمَا فِي قُلُوبِهِمْ مِنَ
الْجَزَعِ وَالْهَلَعِ، وَأَكِلُ أَقْوَامًا إِلَى مَا
جَعَلَ اللَّهُ فِي قُلُوبِهِمْ مِنَ الْغِنَاءِ
وَالْخَيْرِ [1] ، وَمِنْهُمْ عَمْرُو بْنُ تَغْلِبَ.
قَالَ عَمْرٌو: فَمَا أُحِبُّ أَنَّ لِي بِكَلِمَةِ
رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حُمْرَ
النَّعَمِ.
وَرَوَى حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا
ثَابِتٌ وَيُونُسُ وَحُمَيْدٌ، عَنِ الْحَسَنِ- أَنّ رسول
الله صلى الله عليه وسلم قال: جَاءَنَا اللَّيْلَةُ شَيْءٌ
فَآثَرْنَا بِهِ قَوْمًا خَشِينَا هَلَعَهُمْ
وَجَزَعَهُمْ، وَوَكَّلْنَا قَوْمًا إِلَى مَا جَعَلَ
اللَّهُ فِي قُلُوبِهِمْ مِنَ الإِيمَانِ، مِنْهُمْ
عَمْرُو بْنُ تَغْلِبَ. وكان عَمْرو بْن تغلب يَقُول: مَا
يسرني بها حمر النعم.
أنبأنا أَحْمَد بْن عُمَر [2] ، حَدَّثَنَا علي بْن
مُحَمَّد بْن بندار، حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم
ابْن شاذان، حدثنا عبيد الله بن عبد الرحمن السكري، حدثنا
أبو يعلى زكريا ابن يَحْيَى بْن خلاد، حَدَّثَنَا الأصمعي،
حَدَّثَنَا الصعق بن حزن، عن قتادة، قال: هاجر من بَكْر
بْن وائل أربعة: رجلان من بني سدوس: الأسود بن ابن عبد
الله من أهل اليمامة، وبشير بن الخصاصية، وعمرو بن تغلب من
النمر ابن قاسط، وفرات بن حيان من بني عجل.
(1899) عمرو بْن ثَابِت بْن وقش بْن زغبة بْن زعوراء بْن
عبد الأشهل الأَنْصَارِيّ.
استشهد يَوْم أحد، وَكَانَ ابْن أخت حذيفة بْن اليمان، أمه
ليا [3] بِنْت اليمان. وهو الَّذِي قيل إنه دخل الجنة، ولم
يصل للَّه سجدة فيما ذكره الطبري. وفيه نظر.
__________
[1] في س: من الغنى والخير.
[2] في ى: عمرو.
[3] في س: ليلى. وفي هوامش الاستيعاب: بخط كاتب الأصل في
الهامش ما لفظه ليلى عن الطبراني والعدوي.
(3/1167)
(1900) عمرو بْن ثبي
قَالَ، سيف بْن عُمَر [1] عَنْ رجاله: هُوَ أول من أشار
على النعمان بْن مقرن حين استشار أهل الرأي فِي مناجزة أهل
نهاوند، وَكَانَ عَمْرو بْن ثبي من أكبر الناس سنا يومئذ.
(1901) عمرو بْن ثعلبة الجهني،
حديثه عِنْدَ الوضاح بْن سَلَمَة الجهني، عَنْ أَبِيهِ،
عَنْ عَمْرو بْن ثعلبة الجهني- أَنَّهُ حين أسلم مسح
رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وجهه
[2] ودعا له بالبركة.
(1902) عمرو بن ثعلبة بن وهب بن عدي بن مالك بن عدي بن
عامر بن غم بْن عدي بْن النجار،
أَبُو حكيم أو حكيمة الأَنْصَارِيّ، هُوَ مشهور بكنيته.
شهد بدرا وأحدا.
(1903) عمرو بن الجموح بن زيد بن حرام بن كعب بن غنم بن
كعب بن سَلَمَة الأَنْصَارِيّ السُّلَمِيّ،
من بني جشم بْن الخزرج. شهد العقبة، ثُمَّ شهد بدرا، وقتل
يَوْم أحد شهيدا، ودفن هُوَ وعبد الله بْن عَمْرو بْن حرام
فِي قبرٍ واحدٍ، وكانا صهرين، وَكَانَ عَمْرو بْن الجموح
أعرج فقيل لَهُ يَوْم أحد: والله مَا عليك من حرج، لأنك
أعرج، فأخذ سلاحه وولى، وَقَالَ: والله إِنِّي لأرجو أن
أطأ بعرجتي هَذِهِ فِي الجنة. فلما ولى أقبل على القبلة
وَقَالَ: اللَّهمّ ارزقني الشهادة، ولا تردني إِلَى أهلي
خائبا، فلما قتل يَوْم أحد جاءت زوجته هند بِنْت عَمْرو
بْن حرام فحملته، وحملت أخاها عَبْد اللَّهِ بْن عَمْرو
__________
[1] هكذا في س، وأسد الغابة، وفي ى: عمرو.
[2] في أسد الغابة: مسح رأسه.
(3/1168)
ابن حرام على بعير، ودفنا جميعا فِي قبرٍ
واحدٍ، ثُمَّ قَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وَالَّذِي نفسي بيده إن منكم لمن لو
أقسم على الله لأبره، منهم عَمْرو بْن الجموح. ولقد رأيته
يطأ فِي الجنة بعرجته. وقيل: إن عَمْرو بْن الجموح وابنه
خلاد بْن عَمْرو بْن الجموح حملا جميعا على المشركين حين
انكشف المسلمون، فقتلا جميعا. وذكره [1] الغلابي، عَنِ
الْعَبَّاس بْن بكار، عَنْ أَبِي بَكْر الهذلي، عَنِ
الزُّهْرِيّ والشعبي.
قال الغلابي: وأخبرناه أَيْضًا ابْنُ عَائِشَةَ عَنْ
أَبِيهِ، قَالُوا: قَدِمَ على رسول الله صلى الله عليه
وسلم نَفَرٌ مِنَ الأَنْصَارِ، فَقَالَ: مَنْ سَيِّدُكُمْ؟
فَقَالُوا:
الجد بن قيس على بخل فيه. فقال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وَأَيُّ دَاءٍ أَدْوَى [2]
مِنَ الْبُخْلِ؟ بَلْ سَيِّدُكُمْ الْجَعْدُ الأَبْيَضُ
عَمْرُو بْنُ الْجَمُوحِ وقال شاعر الأنصار في ذلك:
وَقَالَ رَسُول اللَّهِ- والحق قوله ... لمن قَالَ منا: من
تسمون سيدا
فقالوا لَهُ: جد بْن قيسٍ على التي ... نبخله فيها وإن
كَانَ أسودا
فتى مَا تخطى خطوةً لدنيةٍ ... ولا مد فِي يومٍ إِلَى
سوءةٍ يدا
فسود عَمْرو بْن الجموح لجوده ... وحق لعمرو بالندى أن
يسودا
إذا جاءه السؤال أذهب [3] ماله ... وَقَالَ: خذوه إنه عائد
غدا
فلو كنت يَا جد بْن قيسٍ على التي ... على مثلها عمرو لكنت
مسوّدا
__________
[1] في س: وذكر.
[2] في ى: أدوا. وفي النهاية: وأي داء أدوى من البخل، أي
أي عيب أقبح منه والصواب أدوا بالهمز، ولكن هكذا يروى.
[3] في س: أنهب ماله.
(3/1169)
هكذا ذكره الغلابي، وكذلك ذكره أَبُو خليفة
الْفَضْل بْن الْحُبَاب الْجُمَحِيّ القاضي بالبصرة، عَنْ
عُبَيْد الله بْن عَمْرو بْن مُحَمَّد بْن حفص التيمي
المعروف بابن عَائِشَة، عَنْ بشر بْن المفضل، عَنِ ابْن
شبرمة، عَنِ الشَّعْبِيّ، إلا أَنَّهُ ذكر الشعر عَنِ ابْن
عَائِشَة لبعض الأنصار ولم يذكره فِي إسناده عَنِ
الشَّعْبِيّ.
وَقَدْ رَوَى حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ عَبْدِ
الرَّحْمَنِ بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ ابن
جَابِرِ بْنِ عَتِيكٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ،
قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ: مَنْ سَيِّدُكُمْ يَا بَنِي سَلَمَةَ؟ قالوا:
الجد بن قيس على بخل فيه.
فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
وَأَيُّ دَاءٍ أَدْوَى [1] مِنَ الْبُخْلِ؟ بَلْ
سَيِّدُكُمُ الأَبْيَضُ الْجَعْدُ عَمْرُو بْنُ
الْجَمُوحِ.
وذكره الكديمي، عَنْ أَبِي بَكْر بْن أَبِي الأسود، عَنْ
حميد بْن الأسود، عَنْ حجاج الصواف، عَنْ أَبِي
الزُّبَيْر، عَنْ جَابِر، قَالَ: قَالَ رَسُول اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَا بني عَمْرو بْن
سَلَمَة، من سيدكم؟ فذكر مثله سواء.
وأما ابْن إِسْحَاق ومعمر فذكرا عَنِ الزُّهْرِيّ هذه
القصة لبشر بن البراء ابن معرور على مَا ذكرناه فِي باب
بشر [2] بْن البراء بْن معرور.
وَذَكَرَ أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ
السَّرَّاجُ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَاتِمٍ
الْهَرَوِيُّ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ،
عن حجاج، عن أبى الزبير، عن
__________
[1] في ى: أدوأ.
[2] صفحة 167
(3/1170)
جَابِرٍ أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِبَنِي سَلَمَةَ: مَنْ
سَيِّدُكُمْ يَا بَنِي سَلَمَةَ؟ قَالُوا: جَدُّ بْنُ
قَيْسٍ، عَلَى أَنَّا نُبَخِّلُهُ، قَالَ: فَأَيُّ دَاءٍ
أَدْوَى مِنَ الْبُخْلِ! بَلْ سَيِّدُكُمْ عَمْرُو بْنُ
الْجَمُوحِ. وكان على أصنامهم فِي الجاهلية، وَكَانَ يولم
على رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا تزوّج.
(1904) عمرو بْن الْحَارِث،
ويقال: عَامِر بْن الْحَارِث بْن زُهَيْر بْن أَبِي شداد
بْن رَبِيعَة بن هلال بن مالك بن ضبة [1] بن الْحَارِث بْن
فهر القرشي الفهري، كَانَ قديم الإسلام بمكة، وهاجر إلى
أرض الحبشة الهجرة الثانية فِي قول ابْن إِسْحَاق
والواقدي، ولم يذكره ابْن عقبة ولا أَبُو معشر فيمن هاجر
إِلَى أرض الحبشة، وذكره ابْن عقبة في البدريين.
(1905) عمرو بْن الْحَارِث بْن أَبِي ضرار [2] بْن عائذ
بْن مَالِك بْن خزيمة،
وَهُوَ المصطلق بْن سَعْد بْن كَعْب بْن عَمْرو، وَهُوَ
خزاعة المصطلقي الخزاعي، أخو جويرية بِنْت الْحَارِث بْن
أَبِي ضرار بْن عائذ زوج النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم.
روى عنه أبو وائل شقيق بْن سَلَمَة، وَأَبُو إِسْحَاق
السبيعي.
حدثنا عبد الوارث بن سفيان، حدثنا قاسم، حَدَّثَنَا
أَحْمَدُ بْنُ زُهَيْرٍ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ
الْجَعْدِ. وَحَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ قَاسِمٍ،
حَدَّثَنَا قَاسِمٌ، حدثنا الحارث ابن أَبِي أُسَامَةَ،
حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: أَنْبَأَنَا
زُهَيْرٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ
الْحَارِثِ خَتَنِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه
وسلم أخى
__________
[1] في هوامش الاستيعاب: الصواب هلال بن أهيب بن ضبة.
[2] بكسر المعجمة (التقريب) .
(3/1171)
امْرَأَتِهِ، قَالَ: تاللَّه مَا تَرَكَ
رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْدَ
مَوْتِهِ دِينَارًا وَلا دِرْهَمًا، وَلا عَبْدًا وَلا
أَمَةً وَلا شَيْئًا إِلا بَغْلَتَهُ الْبَيْضَاءَ
وَسِلاحَهُ، وَأَرْضًا تَرَكَهَا صدقة.
(1906) عمرو بْن حريث بْن عَمْرو بْن عُثْمَان بن عبد الله
بن عمرو [1] بن مخزوم القرشي الْمَخْزُومِيّ،
يكنى أَبَا سَعِيد، رأى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ، وسمع منه، مسح برأسه، ودعا لَهُ بالبركة، وخط
لَهُ بالمدينة دارا بقوس وقيل: قبض النَّبِيّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ ابْن اثنتي عشرة سنة.
نزل الكوفة وابتنى بها دارا وسكنها. وولده بها، وزعموا
أَنَّهُ أول قرشي اتخذ بالكوفة دارا، وَكَانَ لَهُ فيها
قدر وشرف، وَكَانَ قد ولي إمارة الكوفة ومات بها سنة خمس
وثمانين، وَهُوَ أخو سَعِيد بْن حريث.
من حديث عَمْرو بْن حريث عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ رآه يصلي في نعلين مخصوفتين
(1907) عمرو بْن حزم بْن زَيْد بْن لوذان الخزرجي
الْبُخَارِيّ،
من بني مَالِك بْن النجار. من ينسبه [2] فِي بني مَالِك
بْن النجار يَقُول: عَمْرو بْن حزم بْن لوذان بْن عَمْرو
بْن [عبد بْن] [3] عوف بْن غنم بْن مَالِك بْن النجار
الأَنْصَارِيّ. ومنهم من ينسبه فِي بني مَالِك بْن جشم بْن
الخزرج.
ومنهم من ينسبه فِي بني ثعلبة بْن زَيْد بْن مناة بْن
حَبِيب بْن عبد حارثة بن
__________
[1] في س: عمر.
[2] في ى: ومنهم من ينسبه. وفي س: ومن نسبه.
[3] من س. وفي أسد الغابة: بن عبد عون.
(3/1172)
مَالِك. أمه من بني ساعدة، يكنى أَبَا
الضحاك، لم يشهد بدرا فيما يقولون. أول مشاهده الخندق،
واستعمله رسول الله صلى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على أهل نجران،
وهم بنو الْحَارِث بْن كَعْب، وَهُوَ ابْن سبع عشرة سنة،
ليفقههم فِي الدين، ويعلم القرآن، ويأخذ صدقاتهم، وذلك سنة
عشر بعد أن بعث إليهم خَالِد بْن الْوَلِيد، فأسلموا، وكتب
لَهُ كتابا فِيهِ الفرائض والسنن والصدقات والديات ومات
بالمدينة سنة إحدى وخمسين. وقيل: سنة ثلاث وخمسين.
وقد قيل: إن عَمْرو بْن حزم توفي في خلافة عمر بن الخطاب
رضي اللَّهُ عَنْهُ بالمدينة. وروى عَنْ عَمْرو بْن حزم
ابنه مُحَمَّد. وروى عَنْهُ أيضا النَّضْر بْن عَبْد
اللَّهِ السُّلَمِيّ، وزياد بْن نُعَيْم الحضرميّ
(1908) عمرو بْن الحكم القضاعي، ثُمَّ القيني.
بعثه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
عاملا على بني القين. لا أعرفه بغير ذَلِكَ، فلما ارتد بعض
عمال قضاعة كَانَ عَمْرو بْن الحكم وامرؤ القيس بْن الأصبغ
ممن ثبت على دينه.
(1909) عمرو بْن الحمق [1] بْن الكاهن بْن حَبِيب الخزاعي،
من خزاعة عِنْدَ أكثرهم. ومنهم من ينسبه فيقول: هُوَ
عَمْرو بْن الحمق، والحمق هُوَ سَعْد بْن كَعْب، هاجر
إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعد
الحديبية. وقيل:
بل أسلم عام حجة الوداع، والأول أصح. صحب النبيّ صلى الله
عليه وسلم
__________
[1] الحمق- بكسر المهملة وكسر الميم بعدها قاف. والكاهن-
بالنون. وانظر الطبقات:
6- 15، وفي التقريب. وقال: كاهل.
(3/1173)
وحفظ عَنْهُ أحاديث، وسكن الشام، ثُمَّ
انتقل إِلَى الكوفة فسكنها.
وروى عَنْهُ جُبَيْر بْن نُفَيْر، ورفاعة بْن شداد،
وغيرهما. وكان ممن سار إِلَى عُثْمَان. وهو أحد الأربعة
الذين دخلوا عَلَيْهِ الدار فيما ذكروا، ثُمَّ صار من شيعة
علي رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وشهد معه مشاهده كلها: الجمل،
والنهروان، وصفين، وأعان حجر بْن عدي، ثُمَّ هرب فِي زمن
زِيَاد إِلَى الموصل، ودخل غارا فنهشته حية فقتلته، فبعث
إِلَى الغار فِي طلبه، فوجد ميتا، فأخذ عامل الموصل رأسه،
وحمله إِلَى زِيَاد، فبعث بِهِ زِيَاد إِلَى مُعَاوِيَة،
وَكَانَ أول رأس حمل فِي الإسلام من بلد إِلَى بلد. وكانت
وفاة عَمْرو بْن الحمق الخزاعي سنة خمسين. وقيل: بل قتله
عَبْد الرَّحْمَنِ بْن عُثْمَان الثقفي، عم عَبْد
الرَّحْمَنِ بن أم الحكم سنة خمسين.
(1910) عمرو بْن خارجة بْن المنتفق [1] الأسدي حليف أَبِي
سُفْيَان بْن حرب.
سكن الشام. وروى عَنْهُ عَبْد الرَّحْمَنِ بْن غنم، عَنِ
النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ سمعه
يَقُول فِي خطبته: إن الله قد أعطى كل ذي حق حقه، فلا وصية
لوارثٍ، والولد للفراش، وللعاهر الحجر. وَرَوَى عَنْهُ شهر
بْن حوشب.
(1911) عمرو بْن أَبِي خزاعة، ليس بالمعروف.
روى عَنْهُ مكحول في صحبته نظر.
(1912) عمرو بْن خَلَف بْن عُمَيْر بْن جدعان القرشي
التيمي.
هو المهاجر
__________
[1] المنتفق- بضم الميم وسكون النون وفتح المثناة وكسر
الفاء ويقال: (الخلاصة والمعنى) .
(3/1174)
ابن قنفذ بْن عُمَيْر. والمهاجر اسمه
عَمْرو. وقنفذ اسمه خَلَف، غلب على كل واحدٍ منهما لقبه.
وقد ذكرت [1] المهاجر فِي باب الميم بما يغني عَنْ ذكره
هاهنا، لأنه لا يعرف إلا بالمهاجر.
(1913) عمرو بْن رَافِع الْمُزْنِيّ،
قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يخطب يوم النّحر بعد
الظهر على بغلته البيضاء، وعلى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
رديفه.
(1914) عَمْرو بْن رئاب بْن مهشم بْن سَعِيد بْن سهم
القرشي السهمي،
يقال لَهُ أيضا عُمَيْر. كان من مهاجرة الحبشة، وقتل بعين
التمر مع خالد ابن الوليد.
[1915) عمرو بن أبي زهير بن مالك بن امرئ القيس
الأَنْصَارِيّ.
ذكره ابْن عقبة فِي البدريين] [2] .
(1916) عمرو بْن سَالِم بْن كلثوم الخزاعي،
حجازي، رَوَى حديثه المكيون حيث خرج مستنصرا من مكة إِلَى
المدينة حَتَّى أدرك رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم.
فأنشأ يقول:
يَا رب [3] إِنِّي ناشد محمدا ... حلف أَبِيهِ وأبينا
الأتلدا
إن قريشا أخلفتك الموعدا ... ونقضوا ميثاقك المؤكّدا
وزعموا أن لست تدعوا أحدا ... وهم أذلّ وأقلّ عددا
__________
[1] سيأتي على حسب الترتيب الجديد للكتاب.
[2] من س.
[3] في أسد الغابة: لاهم ... حلف أبينا وأبيه ...
(3/1175)
قد [1] جعلوا لي بكداء [2] رصدا ... فادع
[3] عباد الله يأتوا مددا
فيهم رَسُول اللَّهِ قد تجردا ... أبيض مثل البدر ينمو
صعدا
إن سيم خسفا وجهه تربدا ... في فيلقٍ كالبحر يجري مزبدا
قد قتلونا بالصعيد هجدا ... نتلو القرآن ركعا وسجدا
ووالدا كنا وكنت [4] الولدا ... ثمت أسلمنا ولم ننزع يدا
فانصر رَسُول اللَّهِ [5] نصرا أبدا
فقال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
لا نصرني الله إن لم أنصر بني كعبٍ.
(1917) عمرو بْن سراقة بْن المعتمر بْن أنس بْن أداة بْن
رزاح [6] بن عبد الله ابن قرط بْن رزاح بْن عدي القرشي
العدوي.
شهد بدرا وأحدا والمشاهد كلها مع رَسُول الله صلى الله
عليه وسلم. وتوفي في خلافة عُثْمَان هُوَ وأخوه عَبْد
اللَّهِ بْن سراقة.
(1918) عمرو بْن أَبِي سرح بْن رَبِيعَة بْن هلال بن أهيب
[7] بن ضبة بن الحارث بن فهر بن مالك القرشي الفهري،
يكنى أَبَا سَعِيد، كَانَ من مهاجرة الحبشة، هُوَ وأخوه
وَهْب بْن أَبِي سرح، وشهدا جميعا بدرا، هكذا قال
__________
[1] في ى: وقد.
[2] في س: جعلوا لي في كداء.
[3] في س: فادعوا.
[4] في س: وأنت. وفي أسد الغابة: كنت لنا أبا وكنا ولدا.
[5] في س: فانصر هداك الله.
[6] في س: رياح. وانظر الطبقات 3- 281. وفي الإصابة: بن
رياح
[7] في أسد الغابة: بن مالك.
(3/1176)
مُوسَى بْن عقبة وَمُحَمَّد بْن إِسْحَاق:
عَمْرو بن أبى سرح، وكذلك قال هشام ابن مُحَمَّد وَقَالَ
الْوَاقِدِيّ، وَأَبُو معشر: هُوَ مَعْمَر بْن أَبِي سرح،
وقالا:
شهد بدرا، وأحدا، والخندق والمشاهد كلها مع رسول الله صلى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ومات بالمدينة سنة ثلاثين فِي
خلافة عُثْمَان رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، ذكره الطبري
رحمه الله.
(1919) عمرو بْن سَعِيد بْن الْعَاص بْن أُمَيَّة بن عبد
شمس بن عبد مناف القرشي الأموي.
كان ممن هاجر الهجرتين جميعا هُوَ وأخوه خالد ابن سَعِيد
بْن الْعَاص إِلَى أرض الحبشة، ثُمَّ إِلَى المدينة، وقدما
معا على النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وكان
إسلام خَالِد بْن سَعِيد قبل إسلام أخيه عَمْرو بيسير،
وهاجر إلى أرض الحبشة الهجرة الثانية مع امرأته فاطمة
بِنْت صَفْوَان الكنانية.
وقال الْوَاقِدِيّ: حَدَّثَنِي جَعْفَرُ بْنُ عُمَرَ بْنِ
خَالِدٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بن عقبة، عن أم خالد بنت خالد
بْنِ سَعِيدٍ، قَالَتْ: قَدِمَ عَلَيْنَا عَمِّي عَمْرُو
بْنُ سَعِيدٍ أَرْضَ الْحَبَشَةِ بَعْدَ مَقْدَمِ [1]
أَبِي بيسير، فلم يزل هما لك حَتَّى حُمِلَ فِي
السَّفِينَتَيْنِ مَعَ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَدِمُوا عَلَيْهِ وَهُوَ
بِخَيْبَرَ سَنَةَ سَبْعٍ مِنَ الْهِجْرَةِ، فَشَهِدَ
عَمْرٌو، مع النبي صلى الله عليه وسلم، الفتح،
وَحُنَيْنًا، وَالطَّائِفَ، وَتَبُوكَ، فَلَمَّا خَرَجَ
الْمُسْلِمُونَ إِلَى الشَّامِ كَانَ فِيمَنْ خَرَجَ،
فَقُتِلَ يَوْم أَجْنَادِينَ شهيدا.
__________
[1] في ى: تقدم، والمثبت من س.
(3/1177)
وَذَكَرَ الطَّحَاوِيُّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ
مَعْبَدٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْقُرَشِيِّ،
عَنْ عَمْرِو بْنِ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الأُمَوِيِّ، عَنْ
جَدِّهِ، قَالَ: قَدِمَ عَمْرُو بْنُ سَعِيدٍ مَعَ أَخِيهِ
عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
فَنَظَرَ إِلَى حَلَقَةٍ فِي يَدِهِ، فَقَالَ: مَا هَذِهِ
الْحَلَقَةُ فِي يَدِكَ؟ قَالَ: هَذِهِ حَلَقَةٌ
صَنَعْتُهَا يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: فَمَا نَقْشُهَا؟
قَالَ:
مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ. قَالَ: أَرِنِيهِ.
فَتَخَتَّمَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ، وَنَهَى أَنْ يَنْقُشَ أَحَدٌ عَلَيْهِ،
وَمَاتَ وَهُوَ فِي يَدِهِ، ثُمَّ أَخَذَهُ أَبُو بَكْرٍ
بَعْدَ ذَلِكَ، فَكَانَ فِي يَدِهِ، ثُمَّ أَخَذَهُ عُمَرُ
فَكَانَ فِي يَدِهِ، ثُمَّ أَخَذَهُ عُثْمَانُ فَكَانَ فِي
يَدِهِ عَامَّةَ خِلافَتِهِ حَتَّى سَقَطَ مِنْهُ فِي
بِئْرِ أَرِيَسٍ.
واستعمل رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
عَمْرو بْن سَعِيد على قرى عربية، منها تبوك، وخيبر، وفدك.
وقتل عَمْرو بْن سَعِيد مع أخيه أبان بْن سَعِيد بأجنادين
سنة ثلاثة عشرة، هكذا قَالَ الْوَاقِدِيّ، وأكثر أهل
السير. وقال ابْن إِسْحَاق: قتل عَمْرو بْن سَعِيد بْن
الْعَاص يَوْم اليرموك ولم يتابع ابْن إِسْحَاق على
ذَلِكَ، والأكثر على أَنَّهُ قتل بأجنادين. وقد قيل: إنه
قتل يَوْم مرج الصفر، وكانت أجنادين ومرج الصفر فِي جمادى
الأولى سنة ثلاث عشرة.
(1920) عمرو بْن سُفْيَان بْن عبد شمس بْن سَعْد بْن قائف
بْن الأوقص السُّلَمِيّ،
هُوَ أَبُو الأعور السُّلَمِيّ، غلبت عَلَيْهِ كنيته. كان
مع مُعَاوِيَة بصفين، وعليه كَانَ مدار حروب مُعَاوِيَة
يومئذ. قال ابن أبى حاتم: أبو الأعور عمرو ابن سُفْيَان
أدرك الجاهلية، ليست لَهُ صحبة، وحديثه عن النبي صلى الله
(3/1178)
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مرسل: إنما أخاف على
أمتي شحا مطاعا، وهوى متبعا، وإماما ضالا. وكان من أصحاب
مُعَاوِيَة. كذا ذكره ابْن أَبِي حَاتِم، لم يجعل لَهُ
صحبة، وَهُوَ الصواب، وذكره هناك كَثِير. روى عَنْهُ
عَمْرو البكالي.
من حديثه عن النبي صلى الله عليه وَسَلَّمَ: إنما أخاف على
أمتي شحا مطاعا، وهوى متبعا، وإماما ضالا، وسيأتي ذكره فِي
الكنى.
(1921) عمرو بْن سُفْيَان المحاربي،
رَوَى عَنْهُ فِي نبيذ الجر أَنَّهُ حرام. يعد فِي
الشاميين
(1922) عمرو بْن سَلَمَة بْن قَيْس الجرمي.
يكنى أَبَا بريد [1] ، أدرك زمان النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَانَ يؤم قومه على النَّبِيّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لأنه كَانَ أقرأهم
للقرآن، وَكَانَ أخذه عَنْ قومه، وعمن كَانَ يمر بِهِ من
عِنْدَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وقد قيل: إنه قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم مع
أَبِيهِ، ولم يختلف فِي قدوم أَبِيهِ على رسول الله صلى
الله عليه وسلم. نزل عَمْرو بْن سَلَمَة البصرة. وروى
عَنْهُ أَبُو قلابة، وعاصم الأحول، ومسعر بْن حَبِيب
الجرمي، وَأَبُو الزُّبَيْر الْمَكِّيّ، وأيوب السختياني.
(1923) عمرو بْن سمرة،
مذكور فِي الصحابة، أظنه الَّذِي قطعت يده فِي السرقة، إذ
أمر رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
بقطعها، فَقَالَ: الحمد للَّه الّذي طهّرنى عنك.
__________
[1] أبو يريد- بالموحدة والراء، ويقال بالتحتانية والزاى
(التقريب) وفي أسد الغابة:
يريد- بضم الباء الباء الموحدة وفتح الراء المهملة.
(3/1179)
(1924) عمرو بْن سَهْل الأَنْصَارِي،
سمع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي
صلة الرحم: صلة الرحم مثراة فِي المال، محبة فِي الأهل،
منسأة فِي الأجل.
(1925) عمرو بْن شأس بْن عُبَيْد بْن ثعلبة،
من بني دودان بْن أَسَد بْن خزيمة الأسدي. له صحبة ورواية.
هو ممن شهد الحديبية، وممن اشتهر بالبأس والنجدة. وكان
شاعرا مطبوعا. يعد فِي أهل الحجاز. ومن نسبه يَقُول: هُوَ
عَمْرو بْن شأس بْن عُبَيْد بْن ثعلبة بْن رويبة بْن
مَالِك بْن الْحَارِث بْن سَعْد بْن ثعلبة بْن دودان بْن
أَسَد بْن خزيمة. قد قيل التميمي من بني مجاشع بْن دارم،
وإنه كَانَ فِي الوفد الذين قدموا من بني تميم على رَسُول
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، والأول أصح
وأكثر، وأشعاره فِي امرأته أم حَسَّان وابنه عرار بْن
عَمْرو، مشهورة حَسَّان، ومن قوله فيها وفي عرار ابنه
وكانت تؤذيه وتظلمه:
أرادت عرارا بالهوان ومن برد ... عرارا لعمري بالهوان لقد
ظلم
فإن كنت مني أو تريدين صحبتي ... فكوني له كالسمن ربت بِهِ
الأدم [1]
ويروي:
فكوني لَهُ كالسمن ربت لَهُ الأدم
وهو شعر مجود عجيب، وفيه يَقُول:
وإن عرارا إن يكن غير واضحٍ ... فإنّي أحب الجون ذا المنكب
العمم
__________
[1] اللسان- مادة رب. وفي ى، وأسد الغابة: كالشمس. ورواية
اللسان: كالسمن رب له الأدم، وفي س: رببه. ورب أديمه: أي
طلى برب التمر لأن النحى إذا أصلح بالرب طابت رائحته ومنع
السمن من غير أن يفسد طعمه أو ريحه (اللسان) .
(3/1180)
ويروى عرار- بالفتح، وعرار- بالكسر.
والعرار- بالفتح:
شجر. والعرار- بالكسر: صياح الظلم، وَكَانَ عرار ابنه أسود
من أمةٍ سوداء، وكانت امرأته أم حَسَّان السعدية تعيره
بِهِ وتؤذي عرارا وتشتمه، فلما أعياه أمرها، ولم يقدر على
إصلاحها فِي شأن عرار طلقها، ثُمَّ تبعتها نفسه، وله فيها
أشعار كثيرة. وعرار هَذَا هُوَ الَّذِي وجهه الْحَجَّاج
برأس عبد الرحمن ابن مُحَمَّد بْن الأَشْعَث إِلَى عَبْد
الْمَلِكِ، وكتب معه بالفتح كتابا، فجعل عَبْد الْمَلِكِ
يقرأ كتاب الْحَجَّاج، فكلما شك فِي شيءٍ سأل عَنْهُ عرارا
فأخبره، فعجب عَبْد الْمَلِكِ من بيانه وفصاحته مع سواده
فتمثل:
وإن عرارا إن يكن غير واضح ... فإني أحب الجون ذا المنكب
العمم [1]
فضحك عرار، فقال عبد الملك: مالك تضحك! فَقَالَ: أتعرف
عرارا يَا أمير المؤمنين الَّذِي قيل فِيهِ هَذَا الشعر؟
قَالَ: لا. قال: فأنا هُوَ. فضحك عَبْد الْمَلِكِ، ثُمَّ
قَالَ: حظ وافق كلمة، وأحسن جائزته، ووجهه. هكذا ذكر بعض
أهل الأخبار أن هَذَا الخبر كَانَ فِي حين بعث الْحَجَّاج
برأس ابْن الأَشْعَث إِلَى عَبْد الْمَلِكِ.
وَقَدْ أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ قِرَاءَةً مِنِّي
عَلَيْهِ، حَدَّثَنَا أَبُو محمد عبد الله بن جعفر ابن
الْوَرْدِ، حَدَّثَنَا أَبُو حُمَيْدٍ الْمِصْرِيُّ،
حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ خَلادٍ،
حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ الْقَاسِمِ الْعُتْبِيُّ، عَنْ
أَبِيهِ، قَالَ: كَتَبَ الحجاج كتابا إلى عبد الملك ابن
مَرْوَانَ يَصِفُ لَهُ فِيهِ أَهْلَ الْعِرَاقِ وَمَا
ألفاهم عليه من الاختلاف،
__________
[1] في س: إذ المنطق.
(3/1181)
وَمَا يَكْرَهَ مِنْهُمْ، وَعَرَّفَهُ مَا
يَحْتَاجُونَ إِلَيْهِ مِنَ التَّقْوِيمِ وَالتَّأْدِيبِ،
وَيَسْتَأْذِنُهُ أَنْ يُودِعَ قُلُوبَهُمْ مِنَ
الرَّهْبَةِ، وَمَا يَخِفُّونَ بِهِ إِلَى الطَّاعَةِ.
وَدَعَا رَجُلا مِنْ أَصْحَابِهِ كَانَ يَأْنَسُ بِهِ،
فَقَالَ لَهُ: انْطَلِقْ بِهَذَا الْكِتَابِ إِلَى أَمِيرِ
الْمُؤْمِنِينَ، وَلا يَصِلَنَّ مِنْ يَدِكَ إِلا إِلَى
يَدِهِ، فَإِذَا قَبَضَهُ فَتَكَلَّمْ عَلَيْهِ. فَفَعَلَ
الرَّجُلُ ذَلِكَ، وَجَعَلَ عَبْدُ الْمَلِكِ كُلَّمَا
شَكَّ فِي شَيْءٍ اسْتَفْهَمَهُ، فَوَجَدَهُ أَبْلَغَ مِنَ
الْكِتَابِ، فَقَالَ عبد الملك:
وإن عرارا إن يكن غير واضح ... فإني أُحِبُّ الْجَوْنَ ذَا
الْمَنْكِبِ الْعَمَمْ
فَقَالَ لَهُ الرَّجُلُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ،
أَتَدْرِي مَنْ يُخَاطِبُكَ؟ قَالَ: لا.
فَقَالَ: أَنَا وَاللَّهِ عِرَارٌ، وَهَذَا الشِّعْرُ
لأَبِي، وَذَلِكَ أَنَّ أُمِّي مَاتَتْ وَأَنَا مُرْضَعٌ،
فَتَزَوَّجَ أَبِي امْرَأَةً، فَكَانَتْ تُسِيءُ
وِلايَتِي، فقال أبى:
فإن كنت مني أو تريدين صحبتي ... فكوني لَهُ كَالسَّمْنِ
رُبَّتْ لَهُ [1] الأَدَمْ
وَإِلا فَسِيرِي سَيْرَ رَاكِبِ نَاقَةٍ ... تَيَمَّمَ
غَيْثًا [2] لَيْسَ فِي سَيْرِهِ أَمَمْ
أَرَادَتْ عِرَارًا بِالْهَوَانِ وَمَنْ يُرِدْ ...
عِرَارًا لَعَمْرِي بِالْهَوَانِ لَقَدْ ظُلِمْ
وَإِنَّ عِرَارًا إن يكن غير واضح ... فإني أحب الجون ذَا
الْمَنْطِقِ الْعَمَمْ
وعمرو بْن شأس هُوَ القائل:
إذا نحن أدلجنا وأنت أمامنا ... كفى لمطايانا بوجهك هاديا
أليس تريد [3] العيس خفة أذرعٍ ... وإن كنّ حسرى [4] أن
تكون أماميا
__________
[1] في س: به.
[2] في س: خبتا.
[3] في س: يزيد.
[4] في ى: جسرى.
(3/1182)
وكان ابْن سِيرِين يحفظ هَذَا الشعر وينشد
منه الأبيات، وَهُوَ شعر حسن، يفتخر فِيهِ بخندف على
قَيْس.
قال أَبُو عَمْرو الشيباني: جهد عَمْرو بْن شأس أن يصلح
بين امرأته فلم يمكنه ذاك، فطلقها ثُمَّ ندم ولام نفسه،
فقال:
تذكر ذكرى أم حَسَّان فاقشعر ... على دبرٍ لما تبين مَا
ائتمر
تذكرتها وهنا وقد حال دونها ... رعان وقيعان بها الماء
والشجر
فكنت كذات البو [1] لما تذكرت ... لها ربعا حنت لمعهده سحر
وذكر الشعر وَمِنْ حَدِيثِ عَمْرِو بْنِ شَأْسٍ:
حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ سفيان، حدثنا قاسم
ابْنُ أَصْبَغَ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ زُهَيْرٍ،
حَدَّثَنَا أبى، حدثنا يعقوب بن إبراهيم ابن سَعْدٍ،
حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ أَبَانِ
بْنِ صَالِحٍ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ مَعْقِلِ بن سنان، عن
عبد الله بن نيار، عَنْ عَمْرِو بْنِ شَاسٍ. قَالَ قَالَ
رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: قَدْ
آذَيْتَنِي. فَقُلْتُ: مَا أُحِبُّ أَنْ أُوذِيكَ.
فَقَالَ: مَنْ آذَى عَلِيًّا فَقَدْ آذَانِي. قَالَ
أَحْمَد بْن زُهَيْر: وأخبرناه مُوسَى بْن إِسْمَاعِيل،
حَدَّثَنَا مَسْعُود بن سعد، حدثنا محمد بن إسحاق، عن
الفضل بن معقل بن سنان، عن عبد الله بن نيار، عن عمرو بن
شاس، عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله.
__________
[1] في ى: وأسد الغابة: البر.
(الاستيعاب ج 3- م 11)
(3/1183)
(1926) عمرو بْن شرحبيل لَهُ صحبة،
لا أقف على نسبه، وليس هو عمرو ابن شرحبيل الهمداني أَبُو
ميسرة صاحب ابْن مَسْعُود.
(1927) عمرو بْن شُعْبَة الثقفي
ذكر فِي الصحابة، ولا أعرف لَهُ خبرا.
(1928) عمرو بْن صليع [1] المحاربي.
قَالَ الْبُخَارِيّ: لَهُ صحبة.
(1929) عمرو بْن الطفيل بْن عَمْرو بْن طريف الدوسي،
أسلم أبوه، ثُمَّ أسلم بعد، وشهد عَمْرو بْن الطفيل مع
أَبِيهِ اليمامة، فقطعت يده يومئذ، وقتل باليرموك شهيدا.
(1930) عمرو بْن طلق [2] بْن زَيْد بْن أُمَيَّة بْن سنان
بْن كَعْب بْن غنم بْن سواد الأَنْصَارِيّ السُّلَمِيّ،
شهد بدرا فِي قول أكثرهم، ولم يذكره موسى ابن عقبة في
البدريين.
(1931) عمرو بن العاص بن وائل بن هاشم بْن سَعِيد [3] بْن
سهم بْن عَمْرو بْن هصيص بْن كَعْب بْن لؤي القرشي السهمي،
يكنى أَبَا عَبْد اللَّهِ، ويقال أَبُو مُحَمَّد.
وأمه النابغة بِنْت حرملة سبية من بني جلان بْن عنزة [4]
بْن أَسَد بْن رَبِيعَة بْن نزار. وأخوه لأمه عَمْرو بْن
أثاثة العدوي، كَانَ من مهاجرة الحبشة، وعقبة بْن نَافِع
بْن عبد قَيْس بْن لقيط من بني الْحَارِث بْن فهر، وزينب
بِنْت عَفِيف بْن أَبِي الْعَاص، أم هؤلاء، وأم عَمْرو
واحدة، وهي بِنْت حرملة سبية من عنزة، وذكروا أَنَّهُ جعل
لرجل ألف درهم على أن يسأل عمرو بن العاص عن أمه
__________
[1] في ى، وأسد الغابة: صليع. وفي التقريب: صليع بمهملتين
مصغره
[2] في ى: خلف.
[3] الضبط من س.
[4] عنزة- بفتح المهملة والنون.
(ظهر الاستيعاب ج 3- م 11)
(3/1184)
وَهُوَ على المنبر، فسأله فَقَالَ: أمي
سلمى بِنْت حرملة تلقب النابغة من بني عنزة، ثُمَّ أحد بني
جلان، أصابتها رماح العرب، فبيعت بعكاظ، فاشتراها الفاكه
من الْمُغِيرَة، ثُمَّ اشتراها منه عَبْد اللَّهِ بْن
جدعان، ثُمَّ صارت إِلَى الْعَاص بْن وائل، فولدت لَهُ،
فأنجبت، فإن كَانَ جعل لك شيء فخذه.
قيل: إن عَمْرو بْن الْعَاص أسلم سنة ثمان قبل الْفَتْح.
وقيل: بل أسلم بين الحديبية وخيبر، ولا يصح، والصحيح مَا
ذكره الْوَاقِدِيّ وغيره أن إسلامه كَانَ سنة ثمان، وقدم
هُوَ وخالد بْن الْوَلِيد، وعثمان بن طلحة لمدينة مسلمين،
فلما دخلوا على رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ ونظر إليهم قَالَ:
قد رمتكم مكة بأفلاذ كبدها. وكان قدومهم على رَسُول
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مهاجرين بين
الحديبية وخيبر.
وذكر الْوَاقِدِيّ قَالَ: وفي سنة ثمان قدم عَمْرو بْن
الْعَاص مسلما على رسول الله صلى الله عليه وسلم، قد أسلم
عِنْدَ النجاشي، وقدم معه عُثْمَان بْن طَلْحَة وخالد بْن
الْوَلِيد، قدموا المدينة فِي صفر سنة ثمانٍ من الهجرة.
وقيل: إنه لم يأت من أرض الحبشة إلا معتقدا للإسلام، وذلك
أن النجاشي كَانَ قَالَ: يَا عَمْرو، كيف يعزب عنك أمر
ابْن عمك! فو الله إنه لرسول الله حقا. قال: أنت تقول
ذَلِكَ؟ قَالَ: إي والله فأطعني فخرج من عنده مهاجرا إِلَى
النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فأسلم قبل
عام خيبر.
والصحيح أَنَّهُ قدم على رسول الله صلى الله عليه
وَسَلَّمَ فِي سنة ثمانٍ، قبل الْفَتْح بستة أشهر هُوَ
وخالد بْن الْوَلِيد، وعثمان بْن طَلْحَة، وَكَانَ هم
(3/1185)
بالإقبال إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حين انصرافه من الحبشة،
ثُمَّ لم يعزم لَهُ إِلَى الوقت الَّذِي ذكرنا. والله
اعلم.
وأمره رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
على سريةٍ نحو الشام، وَقَالَ لَهُ:
يَا عَمْرو، إِنِّي أريد أن أبعثك فِي جيشٍ يسلمك الله
ويغنمك، وأرغب لك من المال رغبة صالحة. فبعثه إِلَى أخوال
أَبِيهِ الْعَاص بْن وائل من بلي يدعوهم إلى الإسلام
ويستغفرهم إِلَى الجهاد، فشخص عَمْرو إِلَى ذَلِكَ الوجه،
فكان قدومه إِلَى المدينة فِي صفر سنة ثمانٍ، ووجهه رَسُول
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي جمادى
الآخرة سنة ثمانٍ فيما ذكره الْوَاقِدِيّ وغيره إِلَى
السلاسل من بلاد قضاعة فِي ثلاثمائة.
وكانت أم والد عَمْرو من بلي، فبعثه رَسُول اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى أرض بلي وعذرة، يستألفهم
بذلك، ويدعوهم إِلَى الإسلام، فسار حَتَّى إذا كَانَ على
ماء بأرض جذام يقال لَهُ السلاسل، وبذلك سميت تلك الغزوة
ذات السلاسل، فخاف فكتب إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من تلك الغزوة يستمده، فأمده
بجيشٍ من مائتي فارس من المهاجرين والأنصار أهل الشرف،
فيهم أَبُو بَكْر وَعُمَر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، وأمر
عليهم أَبَا عُبَيْدَة، فلما قدموا على عَمْرو قَالَ: أنا
أميركم، وإنما أنتم مددي. وقال [1] أَبُو عُبَيْدَة:
بل أنت أمير من معك، وأنا أمير من معي، فأبى عَمْرو،
فَقَالَ لَهُ أَبُو عُبَيْدَة:
يَا عمرو، إنّ رسول الله صلى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عهد إلي:
إذا قدمت على عمرو،
__________
[1] في س: فقال.
(3/1186)
فتطاوعا، ولا تختلفا، فإن خالفتني أطعتك.
قال عَمْرو: فإني أخالفك، فسلم لَهُ أَبُو عُبَيْدَة، وصلى
خلفه فِي الجيش كله، وكانوا خمسمائة.
وولى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
عَمْرو بْن الْعَاص على عمان، فلم يزل عليها حَتَّى قبض
رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وعمل
لعمر وعثمان ومعاوية، وَكَانَ عمر بن الخطاب رضي الله عنه
قد ولاه بعد موت يَزِيد بْن أَبِي سُفْيَان فلسطين
والأردن، وولى مُعَاوِيَة دمشق وبعلبك والبلقاء، وولى
سَعِيد بْن عَامِر بْن خذيم حمص، ثُمَّ جمع الشام كلها
لمعاوية، وكتب إِلَى عَمْرو بْن الْعَاص، فسار إِلَى مصر،
فافتتحها، فلم يزل عليها واليا حَتَّى مات عُمَر، فأقره
عُثْمَان عليها أربع سنين أو نحوها، ثُمَّ عزله عنها،
وولاها عَبْد اللَّهِ بْن سَعْد العامري.
حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ قَاسِمٍ، حَدَّثَنَا الحسن بن
رشيق، حدثنا الدولابي، حدثنا أبو بَكْرٍ الْوَجِيهِيُّ،
عَنْ أَبِيهِ، عَنْ صَالِحِ بْنِ الْوَجِيهِ، قَالَ: وَفِي
سَنَةِ خَمْسٍ وَعِشْرِينَ انْتَقَضَتِ
الإِسْكَنْدَرِيَّةُ، فَافْتَتَحَهَا عَمْرُو بْنُ
الْعَاصِ، فَقَتَلَ الْمُقَاتَلَةَ، وسبى الذرية، فأمر
عثمان برد السبي الذين سُبُوا مِنَ الْقُرَى إِلَى
مَوَاضِعِهِمْ لِلْعَهْدِ الَّذِي كَانَ لَهُمْ، وَلَمْ
يَصِحَّ عِنْدَهُ نَقْضُهُمْ، وَعَزَلَ عَمْرَو بْنَ
الْعَاصِ، وَوَلَّى عَبْدَ اللَّهِ بْنَ سَعْدِ بْنِ أَبِي
سَرْحٍ الْعَامِرِيُّ، وَكَانَ ذَلِكَ بد، الشرّ بين عمرو
وعثمان.
قال أَبُو عُمَر: فاعتزل عَمْرو فِي ناحية فلسطين، وَكَانَ
يأتي المدينة أحيانا، ويطعن فِي خلال ذَلِكَ على عُثْمَان،
فلما قتل عُثْمَان سار إلى معاوية
(3/1187)
باستجلاب مُعَاوِيَة لَهُ، وشهد صفين معه،
وَكَانَ منه بصفين وفي التحكيم مَا هُوَ عِنْدَ أهل العلم
بأيام الناس معلوم، ثُمَّ ولاه مصر، فلم يزل عليها إِلَى
أن مات بها أميرا عليها، وذلك فِي يَوْم الفطر سنة ثلاث
وأربعين.
وقيل سنة اثنتين وأربعين. وقيل سنة ثمان وأربعين. وقيل سنة
إحدى وخمسين. والأول أصح.
وكان لَهُ يَوْم مات تسعون سنة، ودفن بالمقطم من ناحية
الْفَتْح [1] ، وصلى عَلَيْهِ ابنه عَبْد اللَّهِ، ثُمَّ
رجع فصلى بالناس صلاة العيد، وولي مكانه، ثُمَّ عزله
مُعَاوِيَة، وولى أخاه عُتْبَة بْن أَبِي سُفْيَان، فمات
عُتْبَة بعد سنة أو نحوها، فولى مسلمة بْن مخلد.
وكان عَمْرو بْن الْعَاص من فرسان قريش وأبطالهم فِي
الجاهلية مذكورا بذلك فيهم، وَكَانَ شاعرا حسن الشعر، حفظ
عَنْهُ الكثير فِي مشاهد شتى.
ومن شعره فِي أبياتٍ لَهُ يخاطب عُمَارَة بْن الوليد بن
المغيرة عند النجاشي:
إذا المرء لم يترك طعاما يحبه ... ولم ينه قلبا غاويا حيث
يمما
قضى وطرا منه وغادر سبةً ... إذا ذكرت أمثالها تملأ الفما
وكان عَمْرو بْن الْعَاص أحد الدهاة [فِي أمور الدنيا] [2]
المقدمين فِي الرأي والمكر والدهاء، وَكَانَ عُمَر بْن
الخطاب رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إذا استضعف رجلا فِي رأيه
وعقله قَالَ: أشهد أن خالقك وخالق عَمْرو واحد، يريد خالق
الأضداد.
__________
[1] في س: من ناحية الفج.
[2] من س.
(3/1188)
ولما حضرته الوفاة قَالَ: اللَّهمّ إنك
أمرتني فلم آتمر، وزجرتني فلم أنزجر، ووضع يده فِي موضع
الغل، وَقَالَ: اللَّهمّ لا قوي فأنتصر، ولا بريء فأعتذر،
ولا مستكبر بل مستغفر، لا إله إلا أنت. فلم يزل يرددها
حَتَّى مات.
حَدَّثَنَا خَلَف بْن الْقَاسِم، حَدَّثَنَا الْحَسَن بْن
رَشِيق، حَدَّثَنَا الطحاوي، حَدَّثَنَا الْمُزْنِيّ،
قَالَ: سمعت الشافعي يَقُول: دخل ابْن عَبَّاس على عَمْرو
بْن الْعَاص فِي مرضه فسلم عَلَيْهِ، وَقَالَ: كيف أصبحت
يَا أَبَا عَبْد اللَّهِ؟ قَالَ:
أصلحت من دنياي قليلا، وأفسدت من ديني كثيرا، فلو كَانَ
الَّذِي أصلحت هُوَ الَّذِي أفسدت، وَالَّذِي أفسدت هُوَ
الَّذِي أصلحت لفزت، ولو كَانَ ينفعني أن أطلب، طلبت، ولو
كَانَ ينجيني أن أهرب هربت، فصرت كالمنجنيق بين السماء
والأرض. لا أرقى بيدين، ولا أهبط برجلين، فعظني بعظةٍ
أنتفع بها يَا بْن أخي. فقال لَهُ ابْن عَبَّاس: هيهات يَا
أَبَا عَبْد اللَّهِ! صار ابْن أخيك أخاك، ولا نشاء أن
أبكى [1] إلا بكيت، كيف يؤمن [2] برحيل من هُوَ مقيم؟
فَقَالَ عَمْرو: على حينها من حين ابْن بضع وثمانين سنة،
تقنطني من رحمة ربي، اللَّهمّ إن ابْن عَبَّاس يقنطني من
رحمتك، فخذ مني حَتَّى ترضى. قال ابْن عَبَّاس: هيهات يَا
أَبَا عَبْد اللَّهِ! أخذت جديدا، وتعطى خلقا. فَقَالَ
عَمْرو: مَا لي ولك يَا بْن عَبَّاس! مَا أرسل كلمة إلا
أرسلت نقيضها.
__________
[1] في س: ولا تشاء أن تبكى.
[2] في س: يؤمر،
(3/1189)
أخبرنا عبد الله بن محمد بن أسد، قَالَ:
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَسْرُورٍ الْعَسَّالُ
بِالْقَيْرَوَانِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ
مُعَتِّبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ
الْمَرْوَزِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ،
قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا
يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنِ
شَمَّاسَةَ قَالَ: لَمَّا حَضَرَتْ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ
الْوَفَاةُ بَكَى، فَقَالَ لَهُ ابْنُهُ عَبْدُ اللَّهِ:
لِمَ تَبْكِي، أَجَزَعًا مِنَ الْمَوْتِ؟ قَالَ: لا،
وَاللَّهِ، وَلَكِنْ لِمَا بَعْدَهُ. فَقَالَ لَهُ: قُدْ
كُنْتَ عَلَى خَيْرٍ، فَجَعَلَ يُذَكِّرُهُ صُحْبَةَ
رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
وَفُتُوحَهُ الشَّامَ، فَقَالَ لَهُ عَمْرٌو: تَرَكْتُ
أَفْضَلَ مِنْ ذَلِكَ شَهَادَةَ أَنْ لا إِلَهَ إِلا
اللَّهُ، إِنِّي كُنْتُ عَلَى ثَلاثَةِ أَطْبَاقٍ لَيْسَ
مِنْهَا طَبَقٌ إِلا عَرَفْتُ نَفْسِي فِيهِ، وَكُنْتُ
أَوَّلَ شَيْءٍ كَافِرًا، فَكُنْتُ أَشَدَّ النَّاسِ عَلَى
رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
فَلَوْ مِتُّ يَوْمَئِذٍ وَجَبَتْ لِيَ النَّارُ. فَلَمَّا
بَايَعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ كُنْتُ أَشَدَّ النَّاسِ حَيَاءً مِنْهُ، فَمَا
مُلِئَتْ عَيْنِي مِنْ رسول الله صلى الله عليه وسلم حياء
مِنْهُ، فَلَوْ مِتُّ يَوْمَئِذٍ قَالَ النَّاسُ: هَنِيئًا
لِعَمْرٍو. أَسْلَمَ وَكَانَ عَلَى خَيْرٍ، وَمَاتَ عَلَى
خَيْرِ أَحْوَالِهِ، فَتُرْجَى لَهُ الْجَنَّةُ، ثُمَّ
تَلَبَّسْتُ بَعْدَ ذَلِكَ بِالسُّلْطَانِ وَأَشْيَاءَ،
فَلا أَدْرِي أَعَلَيَّ أَمْ لِي؟ فَإِذَا مِتُّ فَلا
تَبْكِيَنَّ عَلَيَّ بَاكِيَةٌ، وَلا يَتْبَعُنِي مَادِحٌ
[1] . وَلا نَارٌ، وَشُدُّوا عَلَيَّ إِزَارِي، فَإِنِّي
مُخَاصَمٌ، وَشُنُّوا عَلَيَّ التُّرَابَ شَنًّا، فَإِنَّ
جَنْبِيَ الأَيْمَنِ لَيْسَ بِأَحَقَ بِالتُّرَابِ مِنْ
جَنْبِيَ الأَيْسَرِ، وَلا تَجْعَلَنَّ فِي قَبْرِي خشبة
ولا حجرا، وإذا وواريتموني فَاقْعُدُوا عِنْدِي قَدْرَ
نَحْرِ جَزُورٍ وَتَقْطِيعِهَا [بَيْنَكُمْ [2]] أستانس
بكم.
__________
[1] في أسد الغابة: نائحة.
[2] ليس في س.
(3/1190)
وروى أَبُو هُرَيْرَةَ وعمارة بْن حزم
جميعا عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قَالَ: ابنا
الْعَاص مؤمنان: عَمْرو، وهشام
(1932) عمرو بْن عَبْد اللَّهِ الأَنْصَارِي،
لا أعرفه أكثر من أَنَّهُ رَوَى قَالَ:
رأيت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
أكل كتف شاة، ثُمَّ قام فتمضمض، وصلى، ولم يتوضأ. فيه نظر،
ضعف الْبُخَارِيّ إسناده.
(1933) عمرو بْن عَبْد اللَّهِ الضبابي.
ذكره ابْن إِسْحَاق فِي الوفد الَّذِي قدموا فِي سنة عشر
مع خَالِد بن الْوَلِيد على النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فأسلموا مع بني الْحَارِث بْن كَعْب،
وذكره الواقدي.
(1934) عمرو بْن عَبْد اللَّهِ القاري.
ويقال عَمْرو بْن القاري. وهو من القارة قَالَ خليفة: هُوَ
من بني غالب بْن أثيع بْن الهون بْن خزيمة بْن مدركة،
ثُمَّ من بني القارة بْن الديش. وقال الزُّبَيْر: قَالَ
أَبُو عُبَيْدَة: أثيع بْن الهون هُوَ القارة، ولم يختلفوا
فِي أثيع أن الثاء قبل الياء، وعمر وَهُوَ جد عُبَيْد الله
بْن عِيَاض، حَدِيثُهُ عِنْدَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ
عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ
عِيَاضٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ عَمْرِو بْنِ
الْقَارِي أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ دَخَلَ عَلَى سَعْدِ بْنِ مَالِكٍ يَعُودُهُ
وَهُوَ مَرِيضٌ، وَذَلِكَ بَعْدَ مَا رَجَعَ مِنَ
الْجِعْرَانَةَ، وَقَسَمَ الْغَنَائِمَ، وَطَافَ
بِالْبَيْتِ، وَسَعَى بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ،
فَقَالَ سَعْدٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ لِي مَالا
كَثِيرًا، وَيَرِثُنِي كَلالَةٌ، أَفَأَتَصَدَّقُ بِمَالِي
كُلِّهِ؟ قَالَ: لا. قال: فبثلثيه؟ قال: لا.
قال: فثلثه؟ قَالَ: نَعَمْ- وَذَلِكَ كَثِيرٌ. وَعَنْ
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ
عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عِيَاضٍ، عَنْ أَبِيهِ،
(3/1191)
عَنْ جَدِّهِ عَمْرِو بْنِ الْقَارِي
أَنَّهُ سَمِعَ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إِنْ
مَاتَ سَعْدٌ بِمَكَّةَ فَادْفِنْهُ هَاهُنَا، وَأَشَارَ
نَحْوَ طَرِيقِ الْمَدِينَةِ. وذكر حديث الوصية أن ذَلِكَ
كَانَ عام الْفَتْح كما قَالَ ابْن عيينة.
(1935) عمرو بن عبد الله بن
أبى قيس العامري،
من بنى عامر بن لؤيّ، قتل يوم الجمل.
(1936) عمرو بْن عبد نهم الأسلمي،
هُوَ الَّذِي دلّ على رسول الله صلى الله عليه وسلم على
الطريق يَوْم الحديبية، فِيهِ نظر.
(1937) عمرو بْن عبسة [1] بْن عَامِر [2] بْن خَالِد
السُّلَمِيّ،
يكنى أَبَا نَجِيح، ويقال أَبُو شعيب، وينسبونه عمرو بن
عبسة بن عامر بن خالد بْن غاضرة بْن [3] عتاب بْن امرئ
القيس بْن بهثة بْن سُلَيْم أسلم قديما فِي أول الإسلام،
وروينا عَنْهُ من وجوه أَنَّهُ قَالَ: ألقي فِي روعي أن
عبادة الأوثان باطل، فسمعني رجل وأنا أتكلم بذلك، فَقَالَ:
يَا عَمْرو، إن بمكة رجلا يَقُول كما تقول. قال: فأقبلت
إِلَى مكة أول مَا بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم،
وَهُوَ مستخف، فقيل لي: إنك لا تقدر عَلَيْهِ إلا بالليل
حين يطوف، فنمت بين يدي الكعبة، فما شعرت إلا بصوته بهلّل،
فخرجت إِلَيْهِ فقلت: من أنت؟ فَقَالَ: أنا نبي الله فقلت:
وما نبي الله؟ فَقَالَ: رَسُول اللَّهِ. فقلت: بم أرسلك؟
قَالَ: أن تعبد الله وحده لا تشرك بِهِ شيئا، وتكسر
الأوثان،
__________
[1] عبسة- بعين وموحدة مفتوحتين.
[2] في الطبقات (7- 125) : بن عبسة بن خالد بن حذيفة بن
عمرو بن حلف.
[3] في هوامش الاستيعاب: وغاضرة بن عتاب لا يعرف، وإنما هو
غاضرة بن خفاف.
والأول تصحيف لا محالة (75) .
(3/1192)
وتحقن الدماء. قلت: ومن معك على هَذَا؟
قَالَ: حر وعبد يَعْنِي أَبَا بَكْر، وبلالا. فقلت: أبسط
يدك أبايعك، فبايعته على الإسلام. قال: فلقد رأيتني وأنا
ربع [1] الإسلام. قال. وقلت: أقيم معك يَا رَسُول اللَّهِ؟
قَالَ: لا، ولكن الحق بقومك، فإذا سمعت أني قد خرجت
فاتبعني قَالَ: فلحقت بقومي، فمكثت دهرا منتظرا خبره
حَتَّى أتت رفقة من يثرب، فسألتهم عَنِ الخبر، فقالوا: خرج
مُحَمَّد من مكة إِلَى المدينة، قَالَ: فارتحلت حَتَّى
أتيته. فقلت:
أتعرفني؟ قال: نعم، أنت الرجل الَّذِي أتيتنا بمكة. وذكر
الخبر طويلا.
يعد عَمْرو بْن عبسة فِي الشاميين. روى عَنْهُ أَبُو أمامة
الباهلي، وَرَوَى عَنْهُ كبار التابعين بالشام، منهم
شرحبيل بن السمط، وسليم بن عامر، وضمرة ابن حَبِيب،
وغيرهم.
أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خَلِيفَةَ، وَخَلَفُ بْنُ
قَاسِمٍ، قَالا: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ،
حدثنا جعفر بن محمد الفرياني، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ
بْنُ الْعَلاءِ الزُّبَيْدِيُّ الْحِمْصِيُّ، حَدَّثَنَا
إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي عمرو
السّيبانى [2] ، عَنْ أَبِي سَلامٍ الْحَبَشِيِّ،
وَعَمْرِو بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الشَّيْبَانِيِّ- أنهما
سمعا أبا أمامة الباهلي يُحَدِّثُ عَنْ عَمْرِو بْنِ
عَبْسَةَ، قَالَ: رَغِبْتُ عَنْ آلِهَةِ قَوْمِي فِي
الْجَاهِلِيَّةِ، فَرَأَيْتُ أَنَّهَا آلِهَةٌ بَاطِلَةٌ،
يَعْبُدُونَ الْحِجَارَةَ، وَالْحِجَارَةُ لا تَضُرُّ وَلا
تَنْفَعُ. قَالَ: فَلَقِيتُ رَجُلا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ
فَسَأَلْتُهُ عَنْ أَفْضَلِ الدِّينِ، فَقَالَ: يَخْرُجُ
رَجُلٌ مِنْ مَكَّةَ يَرْغَبُ عَنْ آلِهَةِ قَوْمِهِ
وَيَدْعُو إِلَى غَيْرِهَا، وَهُوَ يَأْتِي بِأَفْضَلِ
الدِّينِ، فَإِذَا سَمِعْتَ بِهِ فَاتَّبِعْهُ فَلَمْ
يَكُنْ لِي همّ إلا مكة أسأل هل حديث فيها أمر؟ فيقولون:
لا. فأنصرف
__________
[1] ربع الإسلام: رابع من أسلم.
[2] في الأصول: الشيباني. والتصحيح من هوامش الاستيعاب
واللباب.
(3/1193)
إِلَى أَهْلِي، وَأَهْلِي مِنَ الطَّرِيقِ
غَيْرُ بَعِيدٍ، فَأَعْتَرِضُ الرُّكْبَانَ خَارِجِينَ
مِنْ مَكَّةَ، فَأَسْأَلُهُمْ هَلْ حَدَثَ فِيهَا حَدَثٌ؟
فَيَقُولُونَ: لا. فَإِنِّي لَقَاعِدٌ عَلَى الطَّرِيقِ
يَوْمًا إِذْ مَرَّ بِي رَاكِبٌ، فَقُلْتُ: مِنْ أَيْنَ؟
فَقَالَ: مِنْ مَكَّةَ قُلْتُ: هَلْ فِيهَا مِنْ خَبَرٍ؟
قَالَ: نَعَمْ، رَجُلٌ رَغِبَ عَنْ آلِهَةِ قَوْمِهِ،
ثُمَّ دَعَا إِلَى غَيْرِهَا قُلْتُ: صَاحِبِي الَّذِي
أُرِيدُهُ، فَشَدَدْتُ رَاحِلَتِي، وَجِئْتُ مَكَّةَ،
وَنَزَلْتُ مَنْزِلِي الَّذِي كُنْتُ أَنْزِلُ فِيهِ،
فَسَأَلْتُ عَنْهُ، فَوَجَدْتُهُ مُسْتَخْفِيًا،
وَوَجَدْتُ قُرَيْشًا إِلْبًا عَلَيْهِ، فَتَلَطَّفْتُ
حَتَّى دَخَلْتُ عَلَيْهِ، فَسَلَّمْتُ ثُمَّ قُلْتُ: مَنْ
أَنْتَ؟ قَالَ: نَبِيٌّ قُلْتُ: وَمَا النَّبِيُّ؟ قَالَ:
رَسُولُ اللَّهِ. قُلْتُ: وَمَنْ أَرْسَلَكَ؟ قَالَ:
اللَّهُ. قُلْتُ: بِمَ أَرْسَلَكَ؟ قَالَ: أَنْ تُوصَلَ
الأَرْحَامُ، وَتُحْقَنَ الدِّمَاءَ، وَتُؤَمَّنَ
السُّبُلُ، وَتُكْسَرَ الأَوْثَانَ، وَتَعْبُدَ اللَّهَ
وَحْدَهُ وَلا تُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا فَقُلْتُ: نَعَمْ مَا
أُرْسِلْتَ بِهِ! أُشْهِدُكَ أَنِّي قَدْ آمَنْتُ بِكَ
وَصَدَّقْتُكَ أَمْكُثُ مَعَكَ أَمْ تَأْمُرُنِي أَنْ
آتِيَ أَهْلِي؟ قَالَ: قَدْ رَأَيْتَ كَرَاهِيَةَ النَّاسِ
بِمَا جِئْتُ بِهِ، فامكث في أهلك، فإذا سمعت أبى قَدْ
خَرَجْتُ مَخْرَجًا فَاتَّبِعْنِي فَلَمَّا سَمِعْتُ بِهِ
أَنَّهُ خَرَجَ إِلَى الْمَدِينَةِ مَرَرْتُ حَتَّى
قَدِمْتُ عَلَيْهِ، فَقُلْتُ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، هَلْ
تَعْرِفُنِي؟ قَالَ: نَعَمْ، أَنْتَ السُّلَمِيُّ الَّذِي
جِئْتَنِي بِمَكَّةَ، فَعَلْتَ لِي كَذَا، وَقُلْتَ كَذَا،
وذكر تمام الخبر.
(1938) عمرو بن عثمان بن [عمرو بن] [1] بن كعب بن سعد بن
تيم بن مُرَّةَ القرشي التيمي،
أمه هند امرأة من بني لَيْث بْن بَكْر، وَكَانَ من مهاجرة
الحبشة. قتل بالقادسية مع سَعْد بْن أَبِي وَقَّاص فِي
خلافة عُمَر بْن الخطاب. وليس له عقب
__________
[1] من س.
(3/1194)
(1939) عمرو بْن أَبِي عَمْرو [1] بْن شداد
الفهري، من بنى الحارث بن فهر ابن مَالِك،
ثُمَّ من بني ضبة، يكنى أَبَا شداد. شهد بدرا، ومات سنة ست
وثلاثين. قال الْوَاقِدِيّ فِي تسمية من شهد بدرا: من بني
الْحَارِث بْن فهر ثُمَّ من بني ضبة عَمْرو بْن أَبِي
عَمْرو، شهدها وهو ابن ثنتين وثلاثين سنة، ومات سنة ست
وثلاثين، يكنى أبا شداد.
(1940) عمرو بْن عُمَيْر.
مختلف فِيهِ، فيقال عَمْرو بْن عُمَيْر كما ذكرنا، ويقال
عَامِر بْن عُمَيْر. ويقال عُمَارَة بْن عُمَيْر. ويقال
عَمْرو بْن بلال.
ويقال عَمْرو الأَنْصَارِيّ، وَهَذَا الاختلاف كله فِي
حديث واحد، قَالَ: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقال: وجدت ربي ماجدا كريما، أعطاني مع كل رجلٍ من السبعين
ألفا الذين يدخلون الجنة بغير حساب- أعطاني مع كل واحد
منهم سبعين ألفا، فقلت: يَا رب، أمتي لا تسع هَذَا.
فَقَالَ: أكملهم لك من الأعراب وَهُوَ حديث فِي إسناده
اضطراب.
(1941) عمرو بْن عنمة بْن عدي بْن نابي [من بني سَلَمَة]
[2] الأَنْصَارِيّ السُّلَمِيّ الخزرجي،
شهد بيعة العقبة مع أخيه ثعلبة بْن عنمة، وَهُوَ أحد
البكاءين الذين نزلت فيهم [3] : وَلا عَلَى الَّذِينَ إِذا
ما أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ ... 9: 92 الآية.
__________
[1] في س: عمرو بن شداد وفي الطبقات (3- 304) : بن أبى عمر
بن ضبة بن فهر من محارب بن فهر. ويكنى أبا شداد. وقال موسى
بن عقبة: عمرو بن الحارث.
[2] ليس في س.
[3] سورة التوبة، آية 93
(3/1195)
(1942) عمرو بْن عوف الأَنْصَارِيّ. حليف
لبني عَامِر بْن لؤي،
شهد بدرا. ويقال لَهُ عُمَيْر. وقال ابْن إِسْحَاق: هُوَ
مولى سهيل بْن عَمْرو العامري. سكن المدينة، لا عقب لَهُ.
روى عَنْهُ المسور بْن مخرمة حديثا واحدا أن رسول الله صلى
الله عليه وسلم أخذ الجزية من مجوس البحرين.
(1943) عمرو بْن عوف الْمُزْنِيّ.
وَهُوَ عَمْرو بْن عوف بْن زَيْد بْن مليحة.
ويقال ملحة بْن عَمْرو بْن بَكْر [بْن أفرك] [1] بْن
عُثْمَان بْن عمرو بن أدّ ابن طابخة بْن إلياس بْن مضر،
وكل من كَانَ من ولد عَمْرو بْن أد بْن طابخة فهم ينسبون
إِلَى أمهم مزينة بِنْت كلب بْن وبرة. كان عَمْرو بْن عوف
الْمُزْنِيّ قديم الإسلام، يقال: إنه قدم مع النَّبِيّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المدينة، ويقال: إن أول
مشاهده الخندق، وكان أحد البكاءين الذين قَالَ الله تعالى
فيهم [2] : تَوَلَّوْا وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ من
الدَّمْعِ ... 9: 92 الآية.
له منزل بالمدينة، ولا يعرف حي من العرب لهم مجالس
بالمدينة غير مزينة.
وَذَكَرَ الْبُخَارِيُّ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي
أُوَيْسٍ، عَنْ كثير بن عبد الله بن عمرو بن عَوْفٍ
الْمُزْنِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: كنا مع
النبي صلى الله عليه وسلم حِينَ قَدِمَ الْمَدِينَةَ،
فَصَلَّى نَحْوَ بَيْتِ الْمَقْدِسِ سَبْعَةَ عَشَرَ
شَهْرًا.
سكن المدينة ومات بها فِي آخر خلافة مُعَاوِيَة رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهُمَا، ويكنى أَبَا عَبْد اللَّهِ، حكاه
الْوَاقِدِيّ. مخرج حديثه عَنْ ولده، هم ضعفاء عِنْدَ أهل
الحديث، وَهُوَ جد كَثِير بْن عَبْد اللَّهِ بن عمرو بن
عوف.
__________
[1] ليس في س.
[2] سورة المائدة، آية 86
(3/1196)
(1944) عمرو بْن غزية بْن عَمْرو بْن ثعلبة
بن خنساء بن مبذول بن عمرو بن غنم بن مازن بن النجار
الأنصاري المازني،
شهد العقبة، ثُمَّ شهد بدرا، وَهُوَ والد الْحَجَّاج بْن
عَمْرو بْن غزية وإخوته، وهم: الْحَارِث، وعبد الرحمن،
وزيد، [وسعيد] [1] وأكبرهم الْحَارِث. وله صحبة، واختلف
فِي صحبة الْحَجَّاج، ولم تصح لغيرهما من ولده صحبة. والله
أعلم.
(1945) عمرو بْن غيلان الثقفي.
حديثه عِنْدَ أهل الشام ليس بالقوي، يكنى أَبَا عَبْد
اللَّهِ، وأبوه غيلان بْن سَلَمَة، لَهُ صحبة، سيأتي ذكره
في بابه وابنه عبد الله ابن عَمْرو بْن غيلان من كبار رجال
مُعَاوِيَة، قد ولاه البصرة بعد موت زِيَاد حين عزل عنها
سمرة [2] ، فأقام أميرها ستة أشهر، ثم عزله، وولّاها عبيد
الله ابن زِيَاد، فلم يزل واليها حَتَّى مات، فأقره يزيد.
(1946) عمرو بْن الفغواء [3] بْن عُبَيْد بْن عَمْرو بن
مازن الخزاعي،
أخو علقمة ابن الفغواء. روى عَنْهُ ابنه عَبْد اللَّهِ بْن
عَمْرو، وحديثه عِنْدَ ابْن إِسْحَاق.
حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ نَصْرٍ، وَيَعِيشُ بْنُ سَعِيدٍ،
وَعَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ سُفْيَانَ، قَالُوا:
حَدَّثَنَا قَاسِمُ بْنُ أَصْبَغَ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ
بْنُ زُهَيْرٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ،
حَدَّثَنَا نُوحُ بْنُ يَزِيدَ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ
بْنُ سَعْدٍ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ عِيسَى بْنِ
مَعْمَرٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ
الْفَغْوَاءِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: دَعَانِي رَسُولُ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَدْ أَرَادَ
أَنْ يَبْعَثَنِي بِمَالٍ إِلَى أَبِي سُفْيَانَ
يُقَسِّمُهُ في قريش بمكة بعد
__________
[1] ليس في س.
[2] هو سمرة بن جندب- كما في أسد الغابة.
[3] الفغواء- بفاء مفتوحة وغين معجمة.
(3/1197)
الْفَتْحِ، قَالَ: الْتَمَسَ صَاحِبًا
قَالَ: فَجَاءَنِي عَمْرُو بْنُ أُمَيَّةَ الضَّمْرِيُّ،
فَقَالَ: بَلَغَنِي أَنَّكَ تُرِيدُ الْخُرُوجَ، وَأَنَّكَ
تَلْتَمِسُ صَاحِبًا. قُلْتُ: أَجَلْ. قَالَ: فَأَنَا لَكَ
صَاحِبٌ.
قَالَ: فَجِئْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ فَقُلْتُ: وَجَدْتُ صَاحِبًا. وكان رسول الله
صلى الله عليه قَالَ لِي: إِذَا وَجَدْتَ صَاحِبًا
فَآذِنِّي. قَالَ: فَقَالَ: مَنْ؟ قُلْتُ:
عَمْرُو بْنُ أُمَيَّةَ الضَّمْرِيُّ قال: فقال: إِذَا
هَبَطْتَ بِلادَ قَوْمِهِ فَاحْذَرْهُ، فَإِنَّهُ قَدْ
قَالَ الْقَائِلُ: أَخُوكَ الْبَكْرِيُّ وَلا تَأْمَنْهُ.
(1946) عمرو بْن قَيْس بْن زائدة بْن الأصم،
والأصم هُوَ جندب بْن هرم بْن رواحة بْن حجر بن عبد بن
معيص بن عامر بن لؤي القرشي العامري هو ابن أم مكتوم
المؤذن، وأمه أم مكتوم، واسمها عاتكة بِنْت عَبْد اللَّهِ
بْن عنكثة بْن عَامِر بْن مخزوم.
واختلف فِي اسم ابْن أم مكتوم، فقيل عَبْد اللَّهِ على مَا
ذكرناه فِي العبادلة.
وقيل: عَمْرو، وَهُوَ الأكثر عِنْدَ أهل الحديث، وكذلك
قَالَ الزُّبَيْر ومصعب قَالُوا: وَهُوَ ابْن خال خديجة
بِنْت خويلد أخي أمها، وَكَانَ ممن قدم المدينة مع مصعب
بْن عُمَيْر قبل رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ.
وقال الْوَاقِدِيّ: قدمها بعد بدر بيسير، واستخلفه رَسُول
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على المدينة
ثلاث عشرة مرة فِي غزواته: فِي غزوة الأبواء، وبواط، وذي
العشيرة، وخروجه إِلَى ناحية جهينة فِي طلب كرز بْن
جَابِر، وفي غزوة السويق، وغطفان، وأحد، وحمراء الأسد،
ونجران، وذات الرقاع، واستخلفه حين سار إِلَى بدر، ثُمَّ
رد أَبَا لبابة واستخلفه عليها، واستخلف عَمْرو بْن أم
مكتوم أيضا في خروجه
(3/1198)
إِلَى حجة الوداع، وشهد ابْن أم مكتوم فتح
القادسية، وَكَانَ معه اللواء يومئذ، وقتل شهيدا
بالقادسية.
وقال الْوَاقِدِيّ: رجع ابْن أم مكتوم من القادسية إِلَى
المدينة، فمات، ولم يسمع لَهُ بذكر بعد عُمَر بْن الخطاب
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ.
قَالَ أَبُو عُمَر: ذكر ذَلِكَ جماعة من أهل السير والعلم
[بالنسب] [1] والخبر. وأما رواية قَتَادَة، عَنْ أنس، أن
النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ استخلف ابْن
أم مكتوم على المدينة مرتين فلم يبلغه مَا بلغ غيره، والله
أعلم.
(1947) عمرو [2] بْن قيس بن زيد بن سواد بن مالك بْن غنم
الأَنْصَارِيّ النجاري،
شهد بدرا فِي قول أَبِي معشر، وَمُحَمَّد بْن عُمَر
الْوَاقِدِيّ، وعبد الله بن محمد ابن عُمَارَة، ولا خلاف
فِي أَنَّهُ قتل يَوْم أحد شهيدا هُوَ وابنه قَيْس بْن
عَمْرو، يقال: إنه قتله نوفل بن معاوية الدّئليّ، واختلف
فِي شهود ابنه قَيْس بْن عَمْرو بدرا كالاختلاف فِي
أَبِيهِ، وقالوا جميعا: شهد أحدا وقتل يومئذ.
(1948) عمرو بْن قَيْس بْن مالك بن كعب بن عبد الأشهل بن
حارثة بْن دينار بْن النجار.
قتل يَوْم أحد شهيدا، يكنى أَبَا حمام [3] .
(1949) عمرو بْن كَعْب اليامي [4] .
بطن من همدان. يقال: إنه جد طلحة ابن مصرف. وقال بعض أصحاب
الحديث: إن جد طلحة بن مصرف صخر ابن عَمْرو. وقال غيره:
كَعْب بْن عَمْرو، فاللَّه أعلم.
__________
[1] من س.
[2] الطبقات: 3- 57
[3] في هوامش الاستيعاب: قال ابن دريد: ومنهم أبو خارجة،
وهو عمرو بن قيس، شهد بدر (ورقة 75) .
[4] في ى: اليمامي.
(3/1199)
(1950) عمرو بْن مَالِك بْن قَيْس بْن بجيد
الرواسي [1] .
كوفي. وفد على النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ مع أَبِيهِ مَالِك بْن قَيْس، فأسلما. وقال قوم:
إن الصحبة لأبيه مَالِك بْن قَيْس بْن بجيد بْن رواس. واسم
رواس الْحَارِث بْن كلاب بْن رَبِيعَة بْن عَامِر بْن
صعصعة.
(1951) عمرو بْن محصن بْن حرثان [2] بن قيس بن مرة بن كثير
بن غنم ابن دودان بْن أَسَد بْن خزيمة،
أخو عكاشة بْن محصن، شهد أحدا.
(1952) عمرو بْن مُرَّةَ بْن عبس [3] بْن مَالِك الجهني.
أحد بني غطفان بن قيس ابن جهينة. ويقال: الجهني. ويقال:
الأسدي. ويقال: الأزدي.
والأكثر الجهني. وهذا الأصح إن شاء الله تعالى. يكنى أَبَا
مَرْيَم. أتى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
فأسلم، وَقَالَ: آمنت بكل مَا جئت بِهِ من حلال وحرام، وإن
أرغم ذَلِكَ كثيرا من الأقوام ... في حديث طويل ذكره.
كان إسلامه قديما، وشهد مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أكثر المشاهد.
ومات فِي خلافة مُعَاوِيَة. ومن حديثه عَنِ النَّبِيّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أيما والٍ أو قاضٍ أغلق
بابه دون ذوي الحاجة والخلة والمسكنة أغلق الله أبواب
السماء دون حاجته وخلته ومسكنته. وله حديث فِي أعلام
النبوة. روى عَنْهُ جماعة، منهم الْقَاسِم بْن مخيمرة،
وعيسى بْن طَلْحَة.
(1953) عمرو بْن مُرَّةَ [4] ،
رَوَى الحديث الَّذِي جرى فِيهِ ذكر صفوان ابن أمية.
__________
[1] في التهذيب: الراسبي.
[2] في ى: حدثان.
[3] في هوامش الاستيعاب: بخط كاتب الأصل في الهامش: عبيس
(ورقة 77) .
[4] في س: قرة.
(3/1200)
(1954) عمرو بْن المسبح [1] .
ويقال: ابْن المسبح بْن كعب بن طريف ابن عصر [2] الثعلي
الطائي، من بني ثعل بْن عمرو بن غوث [3] بن طى.
قَالَ الطبري: عاش عَمْرو بْن المسبح مائة وخمسين سنة،
ثُمَّ أدرك النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
ووفد إِلَيْهِ، وأسلم، قَالَ: وَكَانَ أرمى العرب، وله
يقول امرؤ القيس:
رب رامٍ من بني ثعلٍ ... مخرجٍ كفيه من قتره [4]
(1955) عمرو بْن مطرف، أو مطرف بْن عَلْقَمَة بْن عَمْرو
بْن ثقف الأَنْصَارِيّ،
قتل يَوْم أحد شهيدا.
(1956) عمرو بْن مُعَاذ بْن النعمان الأَنْصَارِيّ
الأشهلي،
من بني عبد الأشهل، شهد مع أخيه سَعْد بْن مُعَاذ بدرا،
وقتل يَوْم أحد شهيدا، لا عقب لَهُ، قتله ضرار بْن الخطاب،
وَكَانَ لَهُ يَوْم قتل اثنان وثلاثون سنة.
(1957) عمرو بْن معبد بْن الأزعر بْن زَيْد بن العطاف بن
ضبيعة بن زيد بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف بْن مَالِك
بْن الأوس الأَنْصَارِيّ الضبيعي،
شهد بدرا.
ويقال فِيهِ عُمَيْر [5] بْن معبد. والأكثر يقولون عَمْرو
بْن معبد. كذلك ذكره ابْن إسحاق وغيره.
(1958) عمرو بن معديكرب
الزبيدي.
يكنى أَبَا ثور، قدم على رَسُول الله
__________
[1] المسبح- بضم الميم وفتح السين وكسر الباء الموحدة (أسد
الغابة) .
وفي هوامش الاستيعاب: مسيح- بفتح الياء وتشديدها. وذكر ابن
دريد في الاشتقاق مسيح- فعيل من مسح.
[2] عصر- بفتح العين والصاد- أسد الغابة.
[3] في س: عوف.
[4] في ى: من ستره. وفي الديوان: متلج كفيه في قتره (123)
.
[5] كذا ذكره في الطبقات (3- 34) .
(3/1201)
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي وفد
زبيد فأسلم، وذلك فِي سنة تسع. وقال الْوَاقِدِيّ:
فِي سنة عشر. وقد رَوَى عَنِ ابْن إِسْحَاق بعض أهل
المغازي مثل ذَلِكَ.
وذكر الطبري، عن ابن حميد، عن سلمة، عن ابن إسحاق، عن عبد
الله ابن أَبِي بَكْر: قدم على رَسُول اللَّهِ صَلَّى الله
عليه وسلم عمرو بن معديكرب فِي وفد زبيد فأسلم، وذكر لَهُ
خبرا طويلا مع قَيْس بْن المكشوح [1] .
قال أَبُو عُمَر: أقام بالمدينة برهة، ثُمَّ شهد عامة
الفتوح بالعراق، وشهد مع أَبِي عُبَيْد بْن مَسْعُود،
ثُمَّ شهد مع سَعْد، وقتل يَوْم القادسية. وقيل:
بل مات عطشا يومئذ، وَكَانَ فارس العرب مشهورا بالشجاعة،
يقال فِي نسبه: عمرو بن معديكرب بْن عَبْد اللَّهِ بْن
عَمْرو بْن عَاصِم [2] بن عمرو ابن زبيد الأصغر، وَهُوَ
منبه بْن رَبِيعَة بْن سَلَمَة بْن مازن بْن رَبِيعَة بْن
منبه ابن زبيد الأكبر بْن الْحَارِث بْن صعب بْن سعد
العشيرة بن مذحج بن أدد ابن زَيْد بْن كهلان بْن سبأ.
وقيل: بل مات عمرو بن معديكرب سنة إحدى وعشرين بعد أن شهد
وقعة نهاوند مع النعمان بْن مقرن، وشهد فتحها، وقاتل يومئذ
حَتَّى كَانَ الْفَتْح، وأثبتته الجراحات يومئذٍ، فحمل
فمات بقرية من قرى نهاوند يقال لها روذة [3] فقال بعض
شعرائهم:
__________
[1] في الطبقات (5- 383) : واسم مكشوح هبيرة بن عبد يغوث.
[2] في س، والطبقات: عصم.
[3] روذة- بضم أوله وسكون ثانيه وذال معجمة، وآخره هاء:
محلة بالري (ياقوت) .
(3/1202)
لقد غادر الركبان يَوْم تحملوا ... بروذة
شخصا لا جبانا ولا غمرا
فقل لزبيدٍ بل لمذحج كلها ... رزئتم أَبَا ثورٍ قريعكم
عمرا
من حديثه عن النبي صلى الله عليه وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ:
علمنا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
التلبية: لبيك اللَّهمّ، لبيك، لا شُرَيْك لك لبيك، إن
الحمد والنعمة لك، والملك لا شُرَيْك لك ... فِي حديث طويل
ذكره.
قال شرحبيل بْن القعقاع: سمعت عمرو بن معديكرب يَقُول: لقد
رأيتنا من قريب ونحن إذا حججنا في الجاهلية نقول:
لبيك تعظيما إليك عذرا ... هذي زبيد قد أتتك قسرا
تعدو بها مضمرات شزرا ... يقطعن خبتا وجبالا وعرا
قد تركوا الأوثان خلوا صفرا
فنحن والحمد للَّه نقول اليوم كما علمنا رَسُول اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فذكره.
أَنْبَأَنَا [1] خَلَفُ بْنُ قَاسِمٍ، حَدَّثَنَا
الْحَسَنُ بن رشيق، حدثنا محمد بن رمضان ابن شَاكِرٍ،
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَكَمِ،
حَدَّثَنَا الشَّافِعِيُّ، قَالَ: وَجَّهَ رَسُولُ اللَّهِ
صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب، وخالد بن سعيد ابن
الْعَاصِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا إِلَى الْيَمَنِ،
وَقَالَ: إِذَا اجْتَمَعْتُمَا فَعَلَى أَمِيرٍ، وَإِنِ
افْتَرَقْتُمَا فَكُلُّ وَاحِدٍ مِنْكُمَا أَمِيرٌ،
فَاجْتَمَعَا، وَبَلَغَ عَمْرَو بْنَ معديكرب
__________
[1] في س: أخبرنا.
(3/1203)
مَكَانَهُمَا، فَأَقْبَلَ فِي جَمَاعَةٍ
مِنْ قَوْمِهِ، فَلَمَّا دَنَا مِنْهُمَا قَالَ: دَعُونِي
حَتَّى آتِيَ هَؤُلاءِ الْقَوْمَ، فَإِنِّي لَمْ أُسَمَّ
لأَحَدٍ قَطُّ إِلا هَابَنِي، فَلَمَّا دَنَا مِنْهُمَا
نَادَى:
أَنَا أَبُو ثور، أنا عمرو بن معديكرب. فَابْتَدَرَاهُ
عَلِيٌّ وَخَالِدٌ، وَكِلاهُمَا يَقُولُ لِصَاحِبِهِ:
خَلِّنِي وَإِيَّاهُ وَيَفْدِيهِ بِأَبِيهِ وَأُمِّهِ.
فَقَالَ عَمْرٌو إِذْ سَمِعَ قَوْلَهُمَا:
الْعَرَبُ تَفْزَعُ مِنِّي [1] ، وَأَرَانِي لِهَؤُلاءِ
جزرا [2] ، فانصرف عنهما. وكان عمرو بن معديكرب شاعرا
محسنا، ومما يستحسن من شعره قوله:
إذا لم تستطع شيئا فدعه ... وجاوزه إِلَى مَا تستطيع
وشعره هَذَا من مذهبات القصائد أوله:
أمن ريحانة الدَّاعِي السَّميعُ ... يُؤَرِّقُنِي
وَأَصْحَابِي هُجُوعُ
ومما يستجاد أيضا من شعره قوله:
أعاذل عدتي بدني ورمحي ... وكل مقلصٍ سلس القياد
أعاذل إنما أقى شبابي ... إجابتي الصريخ إِلَى المنادي
مع الأبطال حَتَّى سل جسمي ... وأقرح [3] عاتقي حمل النجاد
ويبقى بعد حلم القوم حلمي ... ويفنى قبل زاد القوم زادي
وفيها [يقول] [4] :
تمنّى أن يلاقينى قييس ... وددت فأينما منى ودادي
__________
[1] في س: لي.
[2] في س: جزرة.
[3] في ى وأسد الغابة: وأقرع.
[4] من س.
(3/1204)
فمن ذا عاذري من ذي سفاهٍ ... يرود بنفسه
شر المراد
أريد حياته [1] ويريد قتلي ... عذيرك من خليلك من مراد
في أبيات لَهُ كثيرة من هَذِهِ. وتروى هَذِهِ الأبيات لابن
دريد بْن الصمة أيضا، وهي لعمرو بْن معديكرب أكثر وأشهر.
والله أعلم.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ محمد بن عبد الله بن محمد بن
عَلِيٍّ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ
بْنُ يُونُسَ، حَدَّثَنَا بَقِيٌّ، حَدَّثَنَا أَبُو
بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ،
عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، قَالَ: كَتَبَ
عُمَرُ إِلَى النعمان بن مقرن استشر واستعن في حربك بطليحة
وعمرو بن معديكرب، ولا تولّهما من مِنَ الأَمْرِ شَيْئًا،
فَإِنَّ كُلَّ صَانِعٍ هُوَ أعلم بصناعته.
(1959) عمرو بْن مَيْمُون الأودي.
أَبُو عَبْد اللَّهِ، أدرك النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وصدق إِلَيْهِ، وَكَانَ مسلما فِي
حياته وعلى عهده صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قال عَمْرو بْن مَيْمُون: قدم علينا مُعَاذ الشام فلزمته،
فما فارقته حَتَّى دفنته، ثُمَّ صحبت ابْن مَسْعُود. وهو
معدود في كبار التابعين من الكوفيين، وَهُوَ الَّذِي رأى
الرجم فِي الجاهلية من القردة إن صح ذَلِكَ، لأن رواته
مجهولون.
وَقَدْ ذَكَرَ الْبُخَارِيُّ عَنْ نُعَيْمٍ، عَنْ
هُشَيْمٍ، عَنْ حُصَيْنٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونَ
الأَوْدِيِّ مُخْتَصَرًا، قَالَ: رَأَيْتُ فِي
الْجَاهِلِيَّةِ قِرْدَةً زَنَتْ فَرَجَمُوهَا- يَعْنِي
الْقِرَدَةَ- فَرَجَمْتُهَا مَعَهُمْ. ورواه عباد بْن
العوام، عَنْ حُصَيْن، كما رواه هشيم
__________
[1] س: حباءه.
(3/1205)
مختصرا، وأما القصة بطولها فإنها تدور على
عبد الملك بن مسلم، عن عيسى ابن حطان، وليسا ممن يحتج
بهما، وَهَذَا عِنْدَ جماعة أهل العلم منكر إضافة الزنا
إِلَى غير مكلف، وإقامة الحدود فِي البهائم، ولو صح لكانوا
من الجن، لأن العبادات فِي الجن والإنس دون غيرهما، وقد
كَانَ الرجم في التوراة.
وروى أن عَمْرو بْن مَيْمُون حج ستين مَا بين حج وعمرة،
ومات سنة خمس وسبعين.
(1960) عمرو بْن النعمان بْن مقرن بْن عائذ الْمُزْنِيّ.
له صحبة. وكان أبوه من جلة الصحابة رَضِيَ اللَّهُ عنهم.
(1961) عمرو بْن نعيمان.
روى عنه عبد الرحمن بن أبي ليلى.
(1962) عمرو بْن يثربي.
ضمري، كَانَ يسكن خبت الجميش [1] من سيف البحر، أسلم عام
الْفَتْح، وصحب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ، واستقضاه عُثْمَان رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا
على البصرة.
(1963) عمرو بْن يعلى الثقفي،
رَوَى عَنْهُ عَمْرو بْن دينار، له صحبة.
(1964) عمرو البكالي [2] .
لَهُ صحبة ورواية، هُوَ من بنى بكال بن دعمي ابن سَعْد بْن
عوف بْن عدي بْن مَالِك بْن زَيْد بْن كهلان، هكذا نسبه
خليفة فِي الصحابة، يكنى أَبَا عُثْمَان. روى عَنْهُ أَبُو
تميمة الهجيمي، ومعدان بْن طَلْحَة اليعمري، يعد فِي أهل
البصرة، وقد عده قوم في أهل الشام.
__________
[1] علم الصحراء بين مكة والمدينة (ياقوت) . وفي هوامش
الاستيعاب: الخبت المفازة.
والجميش الّذي لا نبت به (ورقة 78) .
[2] بكسر الباء الموحدة وفتح الكاف المخففة وفي آخرها
اللام (اللباب) .
(3/1206)
حدثنا قاسم بن أصبغ، حدثنا أحمد بن
زُهَيْرٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ
الْمُبَارَكِ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ،
حَدَّثَنَا الْجَرِيرِيُّ، عَنْ أَبِي تَمِيمَةَ
الْهُجَيْمِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ عَمْرًا الْبِكَالِيَّ-
وَكَانَ مِنْ أَفْضَلِ مَنْ بَقِيَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وروى الْبُخَارِيّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو النعمان،
قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّاد بْن زَيْد، عَنْ سَعِيد
الجريري، عَنْ أَبِي تميمة، قَالَ: قدمت الشام، فإذا الناس
على رجل.
قلت: من هَذَا؟ قَالُوا: أفقه من بقي من أصحاب مُحَمَّد
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، هَذَا عَمْرو البكالي
وأصابعه مقطوعة. قلت: مَا ليده؟ قَالُوا: قطعت يده يَوْم
اليرموك. رضى الله عنه.
(1965) عمرو الثمالي [1] .
رَوَى عَنْهُ شهر بْن حوشب، قَالَ: بعث معي رَسُول اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بهدي تطوع [2] ،
وَقَالَ: إن عطب منها شيء فانحره، ثُمَّ اصبغ نعله فِي
دمه، ثُمَّ اضرب بِهِ على صفحته، وخل بين الناس وبينه.
(1966) عمرو العجلاني،
رَوَى عَنْهُ ابنه عَبْد الرَّحْمَنِ أن رسول الله صلى
الله عليه وسلم نهى أن تستقبل القبلة بغائط أو بول.
(1967) عمرو مولى خباب،
رَوَى عَنْهُ حديث واحد بإسناد غير مستقيم.
__________
[1] في أسد الغابة: وقيل: اليماني والثمالي- بضم الثاء
المثلثة وفتح الميم وفي آخرها اللام.
[2] في أسد الغابة: تطوعا.
(3/1207)
(1968) عمرو أَبُو مَالِك الأشعري،
هُوَ مشهور بكنيته. روى عنه عطاء ابن يسار وغيره قد ذكرناه
فِي الكنى.
باب عمران
(1969) عمران بْن حُصَيْن بْن عُبَيْد بْن خَلَف بْن عبد
نهم بْن سَالِم [1] بْن غاضرة بْن سلول بْن حبشية [2] بْن
سلول بْن كَعْب بْن عَمْرو الخزاعي الكعبي،
يكنى أَبَا نجيد بابنه نجيد بْن عِمْرَان.
أسلم أَبُو هُرَيْرَةَ وعمران بْن حُصَيْن عام خيبر. وقال
خليفة: استقضى عَبْد اللَّهِ بْن عَامِر عِمْرَان بن حصين
على البصرة، فأقام قاضيا يسيرا، ثم استعفى فأعفاه.
وكان من فضلاء الصحابة وفقهائهم، يَقُول عَنْهُ أهل
البصرة: إنه كَانَ يرى الحفظة [3] وكانت تكلمه حَتَّى
اكتوى.
قال مُحَمَّد بْن سِيرِين: أفضل من نزل البصرة من أصحاب
رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
عِمْرَان بْن حُصَيْن، وَأَبُو بكرة.
سكن عِمْرَان بْن حُصَيْن البصرة، ومات بها سنة ثنتين
وخمسين فِي خلافة مُعَاوِيَة. روى عَنْهُ جماعة من تابعي
أهل البصرة والكوفة.
__________
[1] في الطبقات: بن عبد نهم بن خريبة بن جهمة بن غاضرة (7-
4) .
[2] في الطبقات: بن حبشية بن كعب.
[3] في الطبقات: سقى بطن ابن عمران ثلاثين سنة كل ذلك يعرض
عليه الكي فيأبى أن يكتوى.
(3/1208)
(1970) عمران بن
عاصم الضبعي،
والد أبى جمرة [1] الضبعي صاحب ابْن عَبَّاس، واسم أَبِي
جمرة نَصْر بْن عِمْرَان. ذكروه فِي الصحابة، ومنهم من لم
يصحح لَهُ صحبة، كَانَ عِمْرَان هذا قاضيا بالبصرة. روى
عنه أَبُو جمرة، وقتادة، وَأَبُو التياح، وغيرهما، روايته
عَنْ عِمْرَان بْن حُصَيْن.
(1971) عمران بْن ملحان،
ويقال عِمْرَان بْن عَبْد اللَّهِ. ويقال عِمْرَان بْن تيم
[2] ، أَبُو رجاء العطاردي. أدرك الجاهلية، ولم ير النبي
صلى الله عليه وسلم ولم يسمع منه. واختلف هل كَانَ إسلامه
في حياة النبي صلى الله عليه وسلم؟ فقيل:
إنه أسلم بعد الْفَتْح، والصحيح أَنَّهُ أسلم بعد المبعث.
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا أحمد،
حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ،
حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا جَرِيرُ
بْنُ حَازِمٍ، سَمِعْتُ أَبَا رَجَاءٍ الْعُطَارِدِيَّ،
قَالَ: سَمِعْنَا بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ وَنَحْنُ فِي مَالٍ لَنَا فَخَرَجْنَا هِرَابًا.
قَالَ:
فَمَرَرْتُ بِقَوَائِمِ ظَبْيٍ فَأَخَذْتُهَا
وَبَلَلْتُهَا. قَالَ: وَطَلَبْتُ فِي غِرَارَةٍ لَنَا،
فَوَجَدْتُ كَفَّ شَعِيرٍ فَدَقَقْتُهُ بَيْنَ حَجَرَيْنِ،
ثُمَّ أَلْقَيْتُهُ فِي قِدْرٍ، ثُمَّ وَدَجْتُ بَعِيرًا
لَنَا فَطَبَخْتُهُ، فَأَكَلْتُ أَطْيَبَ طَعَامٍ
أَكَلْتُهُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، قُلْتُ: يَا أَبَا
رَجَاءٍ، مَا طَعْمُ الدَّمِ.
قَالَ: حُلْوٌ.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ قَاسِمٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ
بْنُ مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ جَمِيلٍ،
حدثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي، حدثنا نصر بن على، حدثنا
الأصمعي،
__________
[1] في س، وأسد الغابة: أبو حمزة. والضبط من التقريب.
[2] في الطبقات: وقال آخر: اسمه عطارد بن برز (7- 100) .
(3/1209)
حَدَّثَنَا أَبُو عَمْرِو بْنُ الْعَلاءِ،
قَالَ قُلْتُ لأَبِي رَجَاءٍ الْعُطَارِدِيِّ: مَا
تَذْكُرُ؟ قَالَ:
قَتْلَ بِسْطَامَ بْنِ قَيْسٍ. قال الأصمعي: قتل بسطام بن
قيس قبل الإسلام بقليل.
قال: وأنشدنى أبو رجاء العطاردي:
وخر على الألاءة [1] لم يوسد ... كأن جبينه سيف صقيل
قال أَبُو عُمَر: وَهَذَا البيت من شعر ابْن غنمة فِي
بسطام بْن قيس. ومن شعره ذلك قوله فيه [2] :
لك المرباع منها والصفايا ... وحكمك فِي النشيطة والفضول
إذا قاست بنو زَيْد بْن عمروٍ ... ولا يوفي ببسطامٍ قتيل
وخر على الألاءة لم يوسد ... كَانَ جبينه سيف صقيل
وقد قيل: إن قتل بسطام كَانَ بعد مبعث النَّبِيّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. يعد أَبُو رجاء فِي كبار
التابعين، روايته عَنْ عُمَر وعلي وَابْن عَبَّاس وسمرة
رضى الله عنهم. وكان ثقة. روى عَنْهُ أَيُّوب السختياني
وجماعة. أخبرنا عَبْد الْوَارِثِ بن سفيان، حدثنا قاسم بن
أصبغ، حدثنا أَحْمَد بْن زُهَيْر، حَدَّثَنَا أَبُو
سَلَمَة المنقري، حَدَّثَنَا أَبُو الْحَارِث الكرماني،
وَكَانَ ثقة، قَالَ: سمعت أَبَا رجاء يَقُول:
أدركت النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأنا
شاب أمرد. قَالَ: ولم أر ناسا كانوا أضل من العرب، وكانوا
يجيئون بالشاة البيضاء فيعبدونها، فيجىء، الذئب فيذهب بها،
فيأخذون أخرى مكانها فيعبدونها، وإذا رأوا صخرة
__________
[1] في الطبقات: ألاءة. والألاء: شجر. والبيت في اللسان
منسوب لابن غنمة.
[2] اللسان- مادة ربع.
(3/1210)
حسنة جاءوا بها وذهبوا يصلون إليها. فإذا
رأوا صخرة أحسن من تلك رموها، وجاءوا بتلك يعبدونها. وكان
أَبُو رجاء يَقُول: بعث النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ وأنا أرعى الإبل على أهلي وأريش وأبري، فلما
سمعنا بخروجه لحقنا بمسيلمة. وكان أَبُو رجاء رجلا فِيهِ
غفلة، وكانت لَهُ عبادة، وَعُمَر عمرا طويلا أزيد من مائة
وعشرين سنة، مات سنة خمس ومائة فِي أول خلافة هِشَام بْن
عَبْد الْمَلِكِ. ذكر الهيثم بْن عدي، عَنْ أَبِي بَكْر
بْن عَيَّاش، قَالَ: اجتمع فِي جنازة أَبِي رجاء العطاردي
الْحَسَن الْبَصْرِيّ، والفرزدق الشاعر، فَقَالَ الفرزدق
للحسن: يَا أَبَا سَعِيد، يقولون الناس: اجتمع فِي هَذِهِ
الجنازة خير الناس وشرّ الناس. فقال الحسن: أنت خيرهم وشر
كثيرهم [1] ، لكن مَا أعددت لهذا اليوم؟ قَالَ: شهادة أن
لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ
ورسوله، ثم انصرف الفرزدق، فقال:
ألم تر أن الناس مات كبيرهم ... وقد كان قبل البعث بعث
محمّدا
ولم يغن عَنْهُ عيش سبعين حجةً ... وستين لما بات غير موسد
إِلَى حفرةٍ غبراء يكره وردها ... سوى أَنَّهَا مثوى وضيع
وسيد
ولو كَانَ طول العمر يخلد واحدا ... ويدفع عَنْهُ عيب عمرٍ
عمرد [2]
لكان الَّذِي راحوا بِهِ يحملونه ... مقيما ولكن ليس حي
بمخلد
نروح ونغدو والحتوف أمامنا ... يضعن لنا حتف الردى كل مرصد
وقد قَالَ لي ماذا تعد لما ترى ... فقيه إذا مَا قَالَ غير
مفنّد
__________
[1] في أسد الغابة: لست بخيرهم ولست بشرهم ولكن ...
[2] عمرو: طويل. وفي ى: ممرد.
(3/1211)
فقلت لَهُ: أعددت للبعث وَالَّذِي ... أراد
بِهِ أني شهيد بأحمد
وأن لا إله غير ربي هُوَ الَّذِي ... يميت ويحيي يَوْم
بعثٍ وموعد
وأن لا إله غير ربي هُوَ الَّذِي ... يميت ويحيي يَوْم
بعثٍ وموعد
وَهَذَا [1] الَّذِي أعددت لا شيء غيره ... وإن قلت لي
أكثر من الخير وازدد
فَقَالَ لقد أعصمت بالخير كله ... تمسك بهذا يَا فرزدق
ترشد
باب عمير
(1972) عمير، مولى آبي اللحم،
قد تقدم [2] ذكر مولاه آبي اللحم الغفاري، شهد عُمَيْر
مولى آبي اللحم مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ فتح خيبر.
وسمع منه وحفظ. وَرَوَى عَنْهُ يَزِيدُ بْنُ أَبِي
عُبَيْدٍ، وَمُحَمَّدُ بن زيد بن مهاجر ابن قُنْفُدٍ [3] ،
وَمُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ، إِلا
أَنَّ فِي رِوَايَةِ أَبِي نُعَيْمٍ [4] ، عَنْ هِشَامِ
بْنِ سَعْدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ مُهَاجِرٍ، عَنْ عُمَيْرٍ
مَوْلَى أَبِي اللَّحْمِ قَالَ: جِئْتُ إِلَى النَّبِيِّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِحُنَيْنٍ وَعِنْدَهُ
الْمَغَانِمُ، وَأَنَا عَبْدٌ مَمْلُوكٌ، فَقُلْتُ: يَا
رَسُولَ اللَّهِ، أَعْطِنِي. فَقَالَ: تَقَلَّدِ
السَّيْفَ، فَتَقَلَّدْتُهُ، فَوَقَعَ فِي الأَرْضِ،
فَأَعْطَانِي مِنْ خُرْثِيِّ الْمَتَاعِ.
(1973) عمير بْن أَسَد الحضرمي.
شامي، رَوَى عَنْهُ جُبَيْر بْن نُفَيْر- مرفوعا- فِي
الكذب أَنَّهُ خيانة.
(1974) عمير بْن أوس بْن عَتِيك بْن عَمْرو بن عبد الأشهل،
ويقال
__________
[1] في س: فهذا.
[2] صفحة 135.
[3] في ى: سعد. والمثبت من س، وأسد الغابة.
[4] في أسد الغابة: أبو بهية.
(3/1212)
ابْن عبد الأعلم فِيهِ وفي أخيه
الأَنْصَارِيّ الأشهلي، قتل يَوْم اليمامة شهيدا، وَكَانَ
قد شهد أحدا، وما بعدها من المشاهد. هو أخو مالك بن أوس.
(1975) عمير والد [1] بهيسة،
قالت قَالَ قلت: يَا رسول الله، ما الشيء الذي لا يحل
منعه؟ قَالَ: الماء والملح. قال أَبُو عُمَر: زيادة الملح
فِي هَذَا الحديث غير محفوظة.
(1976) عمير بْن جَابِر بْن غاضرة بْن أشرس الْكِنْدِيّ،
لَهُ صحبة.
(1977) عمير بْن جودان العبدي،
رَوَى عَنْهُ مُحَمَّد بْن سِيرِين وابنه أشعث ابن
عُمَيْر، ليست لَهُ صحبة، وحديثه عَنِ النَّبِيّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مرسل عِنْدَ أكثرهم، ومنهم من
يصحح صحبته، وقد تقدم.
(1978) عمير بْن الْحَارِث بْن ثعلبة بْن الْحَارِث بْن
حرام بْن كَعْب.
وكان مُوسَى بْن عقبة يقول: عمير بن الحارث بن لبدة بن
ثعلبة بن الحارث بن حرام، شهد العقبة، وبدرا، وأحدا فِي
قول جميعهم.
(1979) عمير بْن حَبِيب بْن حباشة.
ويقال ابْن خماشة الأَنْصَارِيّ الخطمي.
هو جد أَبِي جَعْفَر الخطمي، يقال: إنه ممن بايع تحت
الشجرة. وينسبونه عُمَيْر بْن حَبِيب بْن خماشة أو حباشة
بْن جويبر بْن غيان [2] بْن عَامِر بْن خطمة [من الأنصار]
[3] ، رَوَى عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم.
(1980) عمير بْن حرام بْن عَمْرو بْن الجموح [بن زيد] [4]
بن حرام بن كعب.
__________
[1] في أسد الغابة أبو بهيسة، حديثه ...
[2] في ى: عنان. وفي س: عيان. وفي الطبقات: جويبر بن عبيد
بن غيان بن عامر. وفي أسد الغابة: بن جويبر بن عبد بن
عنان.
[3] ليس في س.
[4] من الطبقات: وفي أسد الغابة بن يزيد.
(3/1213)
شهد بدرا فيما ذكر الْوَاقِدِيّ، وَابْن
عُمَارَة، ولم يذكره موسى ابن عقبة، ولا ابْن إِسْحَاق،
ولا أَبُو معشر في البدريين.
(1981) عمير بْن الحمام [1] بْن الجموح بْن زَيْد بْن حرام
الأَنْصَارِيّ السُّلَمِيّ.
شهد بدرا، وقتل بها شهيدا، قتله خَالِد بْن الأعلم،
وَكَانَ رسول الله صلى الله عليه وسلم قد آخى بينه وبين
عُبَيْدَة بْن الْحَارِث، فقتلا يَوْم بدر جميعا.
وقيل: إنه أول قتيل قتل من الأنصار فِي الإسلام. وذكر ابْن
إِسْحَاق فِي خبره عَنْ يَوْم بدرٍ قَالَ: ثُمَّ خرج
رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم إلى الناس
فحرّضهم، ونفل كل امرئ منهم مَا أصاب. وقال: وَالَّذِي نفس
مُحَمَّد بيده لا يقاتلهم اليوم رجل، فيقتل صابرا محتسبا،
مقبلا غير مدبر، إلا أدخله الله الجنة. فقال عُمَيْر بْن
الحمام- أحد بني سَلَمَة، وفي يده ثمرات يأكلهن:
بخ بخ! فما بيني وبين أن أدخل الجنة إلا أن يقتلني هؤلاء،
فقذف التمر من يده، وأخذ السيف، فقاتل القوم حَتَّى قتل،
وهو يقول:
ركضا إِلَى الله بغير زاد ... إلا التقى وعمل المعاد
والصبر فِي الله على الجهاد ... وكلّ زاد عرضة النقاد
غير التقى والبر والرشاد
(1982) عمير بْن رئاب بْن حذيفة [2] بْن مهشم.
هذا قول ابْن الكلبي.
وقال الْوَاقِدِيّ: هُوَ عُمَيْر بْن رئاب بْن حُذَافَة
بْن سَعِيد [3] بْن مهشم القرشي السهمي، كَانَ من مهاجرة
الحبشة، واستشهد بعين التمر تحت راية خَالِد بْن الْوَلِيد
رَضِيَ الله عنه.
__________
[1] بضم المهملة وتخفيف الميم (الإصابة) .
[2] في الطبقات: بن حذافة بن سعيد بن سهم.
[3] سعيد بالتصغير (الإصابة) .
(3/1214)
(1983) عمير بن سعيد بْن عُبَيْد [1] بْن
النعمان الأَنْصَارِيّ،
من بني عمرو ابن عوف [2] ، كَانَ يقال لَهُ نسيج وحده، غلب
ذَلِكَ عَلَيْهِ وعرف بِهِ، وَهُوَ الَّذِي قَالَ للجلاس،
وَكَانَ على أمه إذ قَالَ الجلاس: إن كَانَ مَا يَقُول
مُحَمَّد حقا فلنحن شر من الحمير. فقال عُمَيْر: فاشهد
أَنَّهُ صادق، وأنك شر من الحمار. فقال لَهُ الجلاس:
اكتمها علي يَا بني. فقال: لا والله، ونمى بها إِلَى
رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ولم
يكتمها، وَكَانَ لعمير كالأب ينفق عَلَيْهِ، فدعا رَسُول
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الجلاس فعرفه
بما قَالَ عُمَيْر، فحلف الجلاس أَنَّهُ مَا قَالَ. قال:
فنزلت [3] : يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ مَا قالُوا وَلَقَدْ
قالُوا كَلِمَةَ الْكُفْرِ ... 9: 74 إِلَى قوله: فَإِنْ
يَتُوبُوا يَكُ خَيْراً لَهُمْ 9: 74. فقال الجلاس: أتوب
إِلَى الله. وكان قد آلى ألا ينفق على عُمَيْر، فراجع
النفقة عَلَيْهِ توبة منه. قال عُرْوَة بْن الزُّبَيْر:
فما زال عُمَيْر فِي علياء بعد. هكذا ذكره ابْن إِسْحَاق
وغيره هَذَا الخبر.
وَذَكَرَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ هَذَا الْخَبَرَ، فَقَالَ:
أَنْبَأَنَا ابْنُ جريج، عن هشام ابن عُرْوَةَ، عَنْ
أَبِيهِ، قَالَ: كَانَتْ أُمُّ عُمَيْرِ بْنِ سَعْدٍ
عِنْدَ الْجُلاسِ بْنِ سُوَيْدٍ، فَقَالَ الْجُلاسُ فِي
غَزْوَةِ تَبُوكَ: إِنْ كَانَ مَا يَقُولُ مُحَمَّدٌ
حَقًّا لَنَحْنُ شَرٌّ مِنَ الْحَمِيرِ، فَسَمِعَهَا
عُمَيْرٌ فَقَالَ: وَاللَّهِ، إِنِّي لأَخْشَى إِنْ لم
أرفعها إلى النبي، صلى
__________
[1] في ى: عمير، والمثبت من س، وأسد الغابة، والطبقات،
والإصابة.
[2] في أسد الغابة: جعل ابن الكلبي سعد بن عبيد بن قيس بن
عمرو بن زيد غير سعد والد عمير بن سعد جعلهما يجتمعان في
عمرو بن زيد.
[3] سورة التوبة، آية 75 (ظهر الاستيعاب ج 3- م 12)
(3/1215)
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَنْزِلَ
الْقُرْآنُ، وَأَنْ أُخْلَطَ بِخَطِيئَةٍ، وَلَنِعْمَ
الأَبُ هُوَ لِي.
فَأَخْبَرَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
فَدَعَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
الْجُلاسَ. فَعَرَفَهُ وَهُمْ يَتَرَحَّلُونَ،
فَتَحَالَفَا، فَجَاءَ الْوَحْيُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَكَتُوا، فَلَمْ
يَتَحَرَّكْ أَحَدٌ، وَكَذَلِكَ كَانُوا يَفْعَلُونَ لا
يَتَحَرَّكُونَ إِذَا نَزَلَ الْوَحْيُ، فَرُفِعَ عَنِ
النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم، فقال: يحلفون
باللَّه ما قالوا ...
إلى: فإن يتوبوا يك خبرا لهم. فَقَالَ الْجُلاسُ:
اسْتَتِبْ لِي رَبِّي، فَإِنِّي أَتُوبُ إِلَى اللَّهِ،
وَأَشْهَدُ لَقَدْ صَدَقَ. وأما قوله تعالى [1] : وَما
نَقَمُوا إِلَّا أَنْ أَغْناهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ من
فَضْلِهِ. 9: 74 فقال عُرْوَة: كَانَ مولى للجلاس قتل فِي
بين عَمْرو بْن عوف، فأبى بنو عَمْرو بْن عوف أن يعقلوه،
فلما قدم النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
المدينة جعل عقله على بني عَمْرو بْن عوف. قال عُرْوَة:
فما زال عُمَيْر فيها بعلياء حَتَّى مات. قال ابْن جريج:
وأخبرت عَنِ ابْن سِيرِين قَالَ: فما سمع عُمَيْر من
الجلاس شيئا يكرهه بعدها.
قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ: وَأَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ
حسان، عن ابن سِيرِينَ، قَالَ:
لَمَّا نَزَلَ الْقُرْآنُ أَخَذَ النَّبِيُّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِأُذُنِ عُمَيْرٍ، فَقَالَ:
وَفَّتْ أُذُنُكَ يَا غُلامُ، وَصَدَّقَكَ رَبُّكَ وكان
عمر بن الخطاب رضي الله عنه قد ولى عُمَيْر بْن سَعْد
هَذَا على حمص قبل سَعِيد بْن عَامِر بْن خذيم أو بعده.
وزعم أهل الكوفة أن أَبَا زَيْد الذي جمع القرآن على عهد
رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اسمه سَعْد،
وأنه والد عُمَيْر هَذَا. وخالفهم غيرهم فِي ذَلِكَ
فقالوا: اسم أَبِي زَيْد الَّذِي جمع القرآن قيس بن السكن.
__________
[1] سورة التوبة، آيه 74.
(ظهر الاستيعاب ج 3- م 12)
(3/1216)
سكن عُمَيْر بْن سَعْد هَذَا الشام، ومات
بها، رَوَى عَنْهُ راشد بْن سَعْد، وحبيب بن عبيد، وجماعة.
(1984) عمير والد سَعِيد بْن عُمَيْر الأَنْصَارِيّ،
كَانَ بدريا. روى عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: من صَلَّى علي من أمتي صلاةً
مخلصا من قلبه صَلَّى الله عَلَيْهِ عشرا. حديثه هَذَا
عِنْدَ وَكِيع، عن سَعْد بْن سَعِيد التغلبي، عَنْ سَعِيد
بْن عُمَيْر الأَنْصَارِيّ، عَنْ أَبِيهِ، وَكَانَ بدريا.
يعد في الكوفيين.
(1985) عمير بْن سَلَمَة الضمري.
لَهُ صحبة. معدود فِي أهل المدينة، وقد بينا فِي كتاب
«التمهيد» معنى رواية مَالِك، إذ جعل حديثه عن عمير بن
سليم بن البهزي. والصحيح أَنَّهُ لعمير بْن سَلَمَة، عَنِ
النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ والبهزي
كَانَ صائد الحمار. ولم يختلفوا فِي صحبة عُمَيْر بن سلمة.
(1986) عمير بْن عَامِر بْن مَالِك بْن الخنساء بن مبذول
بن عمرو بن غنم بن مازن بْن النجار، أَبُو دَاوُد
الأَنْصَارِيّ المازني،
شهد بدرا، وَهُوَ مشهور بكنيته. قد ذكرناه في الكنى.
(1987) عمير [1] بْن عدي الخطمي.
إمام بني خطمة وقارئهم الأعمى، وَرَوَى عدي بْن عُمَيْر،
فإن كَانَ الَّذِي رَوَى عَنْهُ زَيْد بْن إِسْحَاق فهو
الَّذِي قتل أخته لشتمها رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أبعدها الله. قال أبو عمر:
__________
[1] ليست هذه الترجمة في س.
(3/1217)
هما عندي واحد. قال ابْن الدباغ: هُوَ
عُمَيْر بْن عدي بْن خرشة بْن أُمَيَّة ابن عَامِر بْن
خطمة، شهد أحدا وما بعدها من المشاهد، وَكَانَ ضعيف البصر،
وقد حفظ طائفةً من القرآن فسمي بالقارئ، وَكَانَ يؤم بني
خطمة، هَذَا قول ابْن القداح.
وأما الْوَاقِدِيّ وأهل المغازي فيقولون: لم يشهد أحدا ولا
الخندق لضرر بصره، ولكنه قديم الإسلام، صحيح النية،
وَكَانَ هُوَ وخزيمة بْن الثابت يكسران أصنام بني خطمة،
وَكَانَ عُمَيْر قتل عصماء بِنْت مَرَوَان، وكانت تحض على
الفتك برسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
فوجأها عُمَيْر بْن عدي بسكين تحت ثديها فقتلها، ثم أتى
النبي صلى الله عليه وسلم، فأخبره، وَقَالَ: إِنِّي لأتقي
تبعة إخوتها. فقال النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ: لا تخفهم. وقال الهجري: هي عصماء بِنْت
مَرَوَان من بني عَمْرو بْن عوف، قتلها عُمَيْر سنة اثنتين
من الهجرة، قَالَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ: لا تنتطح فيها عنزان فِي دار بني خطمة. وكان
أول من أسلم منهم عُمَيْر بْن عدي، وَهُوَ الَّذِي يدعى
القاري. وقد ذكر ابْن الكلبي وَأَبُو عُبَيْد عدي بْن خرشة
الشاعر فِي بني خطمة، ولا شك أن عميرا هَذَا ولده.
(1988) عمير بْن عَمْرو الأَنْصَارِيّ،
ويقال الأزدي. والد أَبِي بَكْر بْن عُمَيْر، بصري. ولم
يرو عَنْهُ غير ابنه أَبِي بَكْر بْن عُمَيْر، حديثه صحيح
الإسناد عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
أَنَّهُ قَالَ: إن الله وعدني أن يدخل الجنة من أمتي مائة
ألفٍ [1] ... الحديث.
__________
[1] في أسد الغابة: ثلاثمائة ألف بغير حساب.
(3/1218)
(1989) عمير بْن عوف، مولى لسهيل بْن
عَمْرو العامري.
يكنى أَبَا عَمْرو، هَذَا قول مُوسَى بْن عقبة وَأَبِي
معشر الْوَاقِدِيّ، وَكَانَ ابْن إِسْحَاق يَقُول:
عَمْرو [1] بْن عوف، ولم يختلفوا أَنَّهُ من مولدي مكة.
شهد بدرا وأحدا والخندق وما بعدها من المشاهد مع رَسُول
الله صلى الله عليه وسلم.
وقال الواقدي- فِي تسمية من شهد بدرا مع رَسُول اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
عُمَيْر مولى سهيل بن عمرو. وقال في موضع آخر: يكنى أَبَا
عَمْرو، كَانَ من مولدي مكة، مات فِي خلافة عُمَر بْن
الخطاب وصلى عليه عمر.
(1990) عمير بْن فهد، ويقال عُمَيْر بْن سَعْد بْن فهد
العبدي، من عبد القيس.
ويقال [2] عُمَيْر بْن جودان العبدي، رَوَى عَنْهُ ابنه
أشعث بْن عُمَيْر فِي الأشربة.
(1991) عمير بْن قتادة بن سعد الليثي، سكن مكة،
لم يرو عَنْهُ غير ابنه عُبَيْد بْن عُمَيْر، لَهُ صحبة
ورواية.
أَنْبَأَنَا عبد الرحمن بن يحيى، حدثنا أحمد بن سَعِيدٍ،
أَخْبَرَنَا ابْنُ الأَعْرَابِيِّ، حَدَّثَنَا أَبُو
دَاوُدَ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ يَعْقُوبَ
الْجَوْزَجَانِيُّ، حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ هَانِئٍ،
حَدَّثَنَا جُنْدُبُ بْنُ سَوَّادٍ [3] ، حَدَّثَنَا
يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ
سِنَانٍ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ-
أَنَّهُ حَدَّثَهُ- وَكَانَتْ لَهُ صُحْبَةٌ- أَنَّ رَجُلا
سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
عَنِ الْكَبَائِرِ، فَقَالَ:
هُنَّ تِسْعٌ: الشِّرْكُ باللَّه، وَالسِّحْرُ، وَقَتْلُ
النَّفْسِ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ، وَأَكْلُ الرِّبَا،
وَأَكْلُ مَالِ الْيَتِيمِ، وَالتَّوَلِّي يَوْمَ الزّحف،
وقذف المحصنات.
__________
[1] في ى: عمر.
[2] وكذلك ذكر في أسد الغابة.
[3] في هوامش الاستيعاب: بخط كاتب الأصل في الهامش ما
لفظه: المعروف حرب ابن شداد (ورقة 72) .
(3/1219)
وَعُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ الْمُسْلِمَيْنِ،
وَاسْتِحْلالُ الْبَيْتِ الْحَرَامِ قِبْلَتِكُمْ أحياء
وأمواتا
(1992) عمير ذو مران القيل بْن أفلح بْن شراحيل بن ربيعة،
وهو ناعط ابن مرثد الهمداني، كتب إِلَيْهِ النَّبِيّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأسلم، وَهُوَ جد مجالد
بْن سَعِيد بْن عُمَيْر الناعطي الهمداني.
(1993) عمير بْن معبد بْن الأزعر [1] من بني ضبيعة بْن
زَيْد،
هكذا قَالَ فِيهِ مُوسَى بْن عقبة. وقال ابْن إِسْحَاق:
هُوَ عَمْرو بْن معبد بْن الأزعر [1] شهد بدرا وأحدا
والخندق وسائر المشاهد مع رسول الله صلى الله عليه
وَسَلَّمَ، وَهُوَ أحد المائة الصابرة يَوْم حنين- ذكره
مُوسَى بْن عقبة فِي البدريين.
(1994) عمير بْن نويم.
يعد فِي الكوفيين، حَدِيثُهُ عِنْدَ شُعْبَةَ وَمِسْعَرٍ،
عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ، عَنْ عَبْدِ
الرَّحْمَنِ بْنِ مَعْقِلٍ، عَنْ غَالِبِ بْنِ أَبْجَرَ
[2] ، وَعُمَيْرِ بْنِ نُوَيْمٍ أنهما سألا رَسُولَ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالا: يَا
رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّهُ لَمْ يَبْقَ لَنَا مِنْ
أَمْوَالِنَا شَيْءٌ إِلا الْحُمُرُ الأَهْلِيَّةُ.
فَقَالَ: أَطْعِمُوا أَهْلِيكُمْ مِنْ سَمِينِ
أَمْوَالِكُمْ، فَإِنِّي إِنَّمَا قَذِرْتُ لَكُمْ
جَوَّالَ الْقَرْيَةِ. أخبرني بِهِ علي بْن إِبْرَاهِيم
بْن حمويه، حَدَّثَنَا الْحَسَن بْن رَشِيق، حَدَّثَنَا
عَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّد بْن هاني النحوي، حَدَّثَنَا
عَبْد اللَّهِ بْن سَلَمَة الأفطس، حَدَّثَنَا مِسْعَر بْن
كِدَام وشعبة، قَالا: حَدَّثَنَا عُبَيْد الله بْن
الْحَسَن، فذكره بإسناده
__________
[1] في ى: الأزهر.
[2] في أسد الغابة: بن الحر.
(3/1220)
(1995) عمير بْن ودقة
[1] أحد المؤلفة قلوبهم، لم يبلغه [2] رَسُول اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مائة من الإبل من غنائم
حنين، لا هُوَ ولا قَيْس بْن مخرمة، ولا عَبَّاس بْن
مرداس، ولا هِشَام بْن عَمْرو، ولا سَعِيد بْن يربوع،
وسائر المؤلفة قلوبهم، أعطاهم مائة مائة.
(1996) عمير بْن أَبِي وَقَّاص،
واسم أَبِي وَقَّاص مالك بن وهيب [3] بن عبد مناف ابن زهرة
أخو سَعْد بْن وَقَّاص القرشي الزُّهْرِيّ. قتل يَوْم بدر
شهيدا، قتله عَمْرو بْن عبد ود.
وقال الْوَاقِدِيّ: كَانَ عُمَيْر بْن أَبِي وَقَّاص قد
استصغره رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
يَوْم بدر، وأراد أن يرده فبكى، ثُمَّ أجازه بعد، فقتل
يومئذ وَهُوَ ابْن ست عشرة سنة.
(1997) عمير بْن وَهْب بْن خَلَف بْن وَهْب بْن حُذَافَة
بْن جمح،
يكنى أَبَا أُمَيَّة، كَانَ لَهُ قدر وشرف فِي قريش، وشهد
بدرا كافرا، وَهُوَ القائل لقريش يومئذ فِي الأنصار [4] :
إِنِّي أرى وجوها كوجوه الحيات، لا يموتون ظمأ أو يقتلون
[منا] [5] أعدادهم، فلا تتعرضوا لهم بهذه الوجوه التي
كأنها المصابيح. فقالوا لَهُ: دع هَذَا عنك، وحرش بين
القوم، فكان أول من رمى بنفسه عَنْ فرسه بين أصحاب رسول
الله صلى الله عليه وسلم، وأنشب [6] الحرب. وكان من أبطال
قريش وشيطانا من شياطينها،
__________
[1] في س: وذفة.
[2] في أسد الغابة: لم يبلغ به.
[3] في أسد الغابة: أهيب.
[4] في أسد الغابة: عن الأنصار.
[5] ليس في س.
[6] في س: وأنشأ.
(3/1221)
وَهُوَ الَّذِي مشى حول عسكر النَّبِيّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من نواحيه، ليحزر [1]
عددهم يَوْم بدر، وأسر ابنه وَهْب بْن عُمَيْر يومئذ،
ثُمَّ قدم عُمَيْر المدينة يريد الفتك برسول الله صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فأخبره رَسُول اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [2] [بما جرى بينه وبين
صَفْوَان بْن أُمَيَّة فِي قصده إِلَى النَّبِيّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالمدينة حين انصرافه من بدر
ليفتك بالنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وضمن
لَهُ صَفْوَان على ذَلِكَ أن يؤدي عَنْهُ دينه، وأن يخلفه
فِي أهله وعياله، ولا ينقصهم شيئا مَا بقوا.
فلما قدم المدينة وجد عُمَر على الباب فلببه، ودخل بِهِ
على النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ:
يَا رَسُول اللَّهِ، هَذَا عُمَيْر بْن وَهْب شيطان من
شياطين قريش، مَا جاء إلا ليفتك بك. فقال: أرسله يَا
عُمَر. فأرسله، فضمه النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ إِلَيْهِ، وكلمه، وأخبره بما جرى بينه وبين
صَفْوَان، فأسلم وشهد شهادة الحق، ثُمَّ انصرف إِلَى مكة
ولم يأت صفوان] ، وشهد أحدا، وشهد فتح مكة. وقيل: إن
عُمَيْر بْن وَهْب أسلم بعد وقعة بدر، وشهد أحدا مع
النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وعاش إِلَى
صدر من خلافة عُثْمَان رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَهُوَ والد
وَهْب بْن عُمَيْر، وإسلامه كَانَ قبله بيسير، وَهُوَ أحد
الأربعة الذين أمد بهم عُمَر بْن الخطاب رَضِيَ اللَّهُ
عَنْهُ عَمْرو بْن الْعَاص بمصر، وهم: الزُّبَيْر ابن
العوام، وعمير بْن وَهْب الْجُمَحِيّ، وخارجة بْن
حُذَافَة، وبسر بْن أرطاة.
وقيل: المقداد موضع بسر.
__________
[1] يحزر: يقدر.
[2] في س: فأسلم، وما بعد ذلك من أول القوس ليس في س.
(3/1222)
وقد قيل: إن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بسط أيضا لعمير بْن وَهْب رداءه،
وَقَالَ: الخال والد. ولا يصح إسناده، وبسط الرداء لوهب
بْن عُمَيْر أكثر وأشهر.
وَذَكَرَ الْوَاقِدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ
أَبِي حميد، عن عبد الله بن عمرو ابن أُمَيَّةَ، عَنْ
أَبِيهِ، قَالَ: لَمَّا قَدِمَ عُمَيْرُ بْنُ وَهْبٍ
مَكَّةَ بَعْدَ أَنْ أَسْلَمَ نَزَلَ بِأَهْلِهِ، لَمْ
يَقِفْ بِصَفْوَانَ بْنِ أُمَيَّةَ، فَأَظْهَرَ
الإِسْلامَ، وَدَعَا إِلَيْهِ، فَبَلَغَ ذَلِكَ صَفْوَانَ،
فَقَالَ: قَدْ عَرَفْتُ حِينَ لَمْ يَبْدَأْ بِي قَبْلَ
مَنْزِلِهِ أَنَّهُ قَدِ ارْتَكَسَ [1] وَصَبَأَ، فَلا
أُكَلِّمَهُ أبدا، ولا أنفعه ولا عياله بنافعة، فوقف
عَلَيْهِ عُمَيْرٌ وَهُوَ فِي الْحِجْرِ، وَنَادَاهُ،
فَأَعْرَضَ عَنْهُ، فَقَالَ لَهُ عُمَيْرٌ: أَنْتَ سَيِّدٌ
مِنْ سَادَتِنَا، أَرَأَيْتَ الَّذِي كُنَّا عَلَيْهِ مِنْ
عِبَادَةِ حجر والذبح له! أهذا دين! أشهد أن لا إِلَهَ
إِلا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ،
فَلَمْ يُجِبْهُ صَفْوَانُ بِكَلِمَةٍ.
(1998) عمير الخطمي القاري.
من بني خطمة من الأنصار، رَوَى عنه زيد ابن إِسْحَاق،
وَكَانَ عُمَيْر هَذَا أعمى، كانت لَهُ أخت تشتم النَّبِيّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقتلها، فَقَالَ رَسُول
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أبعدها الله.
باب عوف
(1999) عوف بْن أثاثة بْن عباد بْن عبد المطلب بْن عبد
مناف بْن قصي.
يكنى أَبَا عباد. وقيل: يكنى أَبَا عَبْد اللَّهِ، قاله
مُحَمَّد، عمر الواقدي.
__________
[1] الارتكاس: الارتداد.
(3/1223)
وهو المعروف بمسطح، شهد بدرا. وتوفي سنة
أربع وثلاثين، وَهُوَ ابْن ست وخمسين سنة.
وقد قيل: إنه شهد صفين مع علي رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ،
وَهُوَ الأكثر، فذكرناه فِي باب الميم، لأنه غلب عَلَيْهِ
مسطح، واسمه عوف لا اختلاف فِي ذَلِكَ.
وأمه- فيما قَالَ ابْن شهاب فِي حديث الإفك- أم مسطح بنت
أبي رهم بن المطلب بن عبد مناف، واسمها سلمى [بِنْت صَخْر
بْن عَامِر] [1] ، وأمها ريطة بِنْت صَخْر بْن عَامِر خالة
أَبِي بَكْر الصديق رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. وقال:
فِي آخر الحديث، عَنْ عَائِشَة رَضِيَ اللَّهُ عنها لما
[2] أنزل الله تعالى براءتي.
قَالَ أَبُو بَكْر- وَكَانَ ينفق على مسطح لقرابته ولفقره:
والله لا أنفق على مسطح بعد الَّذِي قاله لعائشة، فأنزل
الله عز وجل [3] : وَلا يَأْتَلِ أُولُوا الْفَضْلِ
مِنْكُمْ ... 24: 22 الآية» . فقال أَبُو بَكْر: والله
إِنِّي لأحب أن يغفر الله لي. فرجع إِلَى مسطح النفقة التي
كَانَ ينفق عَلَيْهِ وَقَالَ: والله لا أنزعها منه أبدا.
وذكر الأموي، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْن إِسْحَاق [4] قَالَ
قَالَ أَبُو بَكْر رضى الله عنه لمسطح:
يا عوف ويحك هلا قلت عارفة ... من الكلام ولم تتبع بها
طمعا
وأدركتك حياءً [5] معشر أنف ... ولم تكن قاطعا يا عوف
منقطعا
__________
[1] من س.
[2] في س: فلما.
[3] سورة النور، آية 22
[4] في س: أبى إسحاق.
[5] في س: حميا معشر.
(3/1224)
أما [1] حزنت من الأقوام إذ حسدوا ... ولا
تقول ولو عاينته قذعا [2]
لما رميت حصانا غير مقرفةٍ ... أمينة الجيب لم تعلم [3]
لَهَا خضعا
فيمن رماها وكنتم معشرا أفكا ... فِي سيّئ القول من لفظ
الخنا شرعا [4]
فأنزل الله وحيا فِي براءتها ... وبين عوفٍ وبين الله مَا
صنعا
فإن أعش أجز عوفا من مقالته ... شر الجزاء إذا ألفيته هجعا
[5]
قال الشَّعْبِيّ: كَانَ أَبُو بَكْر شاعرا، وَكَانَ عُمَر
شاعرا، وَكَانَ علي أشعر الثلاثة.
(2000) عوف بْن الْحَارِث،
أَبُو حَازِم الْبَجَلِيّ الأحمسي. ويقال فِيهِ عبد عوف،
هُوَ والد قَيْس بْن أَبِي حَازِم، وقد ذكرناه فِي الكني،
والله أعلم.
(2001) عوف [الأَنْصَارِيّ،
يقال عوف] [6] بْن سَلَمَة بْن سلامة بْن وقش.
مدني. مخرج حديثه يدور على إِبْرَاهِيم بْن إِسْمَاعِيل
بْن أَبِي حبيبة [7] الأشهلي، عَنْ عوف بْن سَلَمَة بْن
عوف الأَنْصَارِيّ، عَنْ أَبِيهِ سَلَمَة، عَنْ أَبِيهِ
عوف، عن النبي صلى الله عليه وسلم في فضل الأنصار. إسناده
كله ضعيف، ليس لَهُ غيره.
مخرج حديثه عَنْ ولده.
(2002) عوف بْن عفراء.
وَهُوَ عوف بْن الْحَارِث بْن رفاعة بن الحارث بن سواد بن
[مالك بن] [8] غنم بن مالك بن النجار الأنصاري. شهد بدرا
مع
__________
[1] في س: لما.
[2] في أ: فزعا.
[3] في أ: يعلم.
[4] في س: سرعا.
[5] في س: تبعا.
[6] من س.
[7] في أسد الغابة: بن أبى حبيب.
[8] ليس في م.
(3/1225)
أخويه مُعَاذ ومعوذ. وأمهم عفراء بِنْت
عُبَيْد بن ثعلبة بن عبيد بن ثعلبة بن غنم ابن مَالِك بْن
النجار. وقتل عوف ومعوذ أخوه يَوْم بدر شهيدين.
ويقال عوذ بْن عفراء، والأول أكثر. وقيل: إن عوف بْن عفراء
ممن شهد العقبتين. وقيل: إنه أحد الستة ليلة العقبة
الأولى.
(2003) عوف بْن مَالِك بْن أَبِي عوف الأشجعي.
يكنى أَبَا عَبْد الرَّحْمَنِ.
ويقال أَبُو حَمَّاد. ويقال أَبُو عُمَر. وأول مشاهده
خيبر، وكانت معه راية أشجع يَوْم الْفَتْح.
سكن الشام وَعُمَر، ومات فِي خلافة عَبْد الْمَلِكِ بْن
مَرَوَان سنة ثلاث وسبعين.
روى عَنْهُ جماعة من التابعين، منهم يَزِيد بْن الأصم،
وشداد بْن عَمَّار، وجبير بْن نُفَيْر وغيرهم. وروى عَنْهُ
من الصحابة أَبُو هُرَيْرَةَ.
باب عويمرٍ
(2004) عويمر بْن أبيض العجلاني الأَنْصَارِيّ.
صاحب اللعان. [قَالَ الطبري:
عويمر بْن الْحَارِث بْن زَيْد بن حارثة بن الجلد
العجلاني، هو لذي رمى زوجته بشريك بْن سحماء، فلاعن رَسُول
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بينهما، وذلك
فِي شعبان سنة تسعٍ من الهجرة، وَكَانَ قدم تبوك فوجدها
حبلى، ثُمَّ قَالَ بعد ذَلِكَ: وعاش ذَلِكَ المولود سنتين
ثُمَّ مات، وعاشت أمّه بعده يسيرا] [1] .
__________
[1] ما بين القوسين ليس في س، وهو في أسد الغابة منقولا عن
الطبري أيضا (4- 158)
(3/1226)
(2005) عويمر بْن أشقر بْن عوف
الأَنْصَارِيّ.
قيل: إنه من بني مازن، شهد بدرا، يعد من أهل المدينة.
(2006) عويمر [1] بْن عَامِر،
ويقال عويمر بْن قَيْس بن زيد. [وقيل: عويمر ابن ثعلبة بْن
عَامِر بْن زَيْد بْن قَيْس بْن] [1] أُمَيَّة بْن [مَالِك
بْن عَامِر بْن] [2] عدى بن كعب بن الخزرج بن الحارث بْن
الخزرج، أَبُو الدرداء الأَنْصَارِيّ، هُوَ مشهور بكنيته.
وقد قيل فِي نسبه عويمر بْن زَيْد بْن قَيْس بْن عَائِشَة
[3] بْن أُمَيَّة بن مالك ابن عامر بن عدي بن كعب بن
الخزرج بْن الْحَارِث بْن الخزرج.
وقيل: إن اسمه عَامِر، وصغر، فقيل: عويمر. وقال ابْن
إِسْحَاق:
أَبُو الدرداء عويمر بْن ثعلبة من بني الْحَارِث بْن
الخزرج. وقال إِبْرَاهِيم بْن المنذر: أَبُو الدرداء اسمه
عويمر بْن ثعلبة بْن زَيْد بْن قَيْس بْن عَائِشَة [2] بْن
أُمَيَّة بْن مَالِك بْن عَامِر بْن عدي بْن كَعْب بْن
الخزرج. ومن قَالَ فِيهِ عويمر ابن قَيْس يزعم أن اسمه
عَامِر، وأن عويمرا لقب. ومن قَالَ فِيهِ عَامِر بْن
مَالِك فليس بشيء. والصحيح مَا ذكرنا إن شاء الله تعالى.
وأمه محبة بِنْت واقد بْن عَمْرو بْن الإطنابة بْن عَامِر
بْن زَيْد مناة ابن مَالِك بْن ثعلبة بْن كَعْب. وقيل: أمه
واقدة بِنْت واقد بْن عَمْرو بْن الإطنابة. شهد أحدا وما
بعدها من المشاهد. وقد قيل: إنه لم يشهد أحدا
__________
[1] الطبقات: 7- 117.
[2] ليس في س.
[3] في أ: عبسة. والمثبت من الطبقات، وس.
(3/1227)
لأنه تأخر إسلامه، وشهد الخندق وما بعدها
من المشاهد. كان أَبُو الدرداء أحد الحكماء العلماء
والفضلاء.
حَدَّثَنِي خَلَفُ بْنُ قَاسِمٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ
الْمُفَسِّرِ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ
الْقَاضِي، حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثَنَا
قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ [1] ، حَدَّثَنَا لَيْثُ بْنُ
سَعْدٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ رَبِيعَةَ
بْنِ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي إدريس الخولاني، عن يزيد بن
عميرة، قال: لما حضرت معاذا الوفاة قيل له: يا أبا عبد
الرحمن، أَوْصِنَا. قَالَ: أَجْلِسُونِي، إِنَّ الْعِلْمَ
وَالإِيمَانَ مَكَانَهُمَا مَنِ ابْتَغَاهُمَا
وَجَدَهُمَا- يَقُولُهَا ثَلاثَ مَرَّاتٍ- الْتَمِسُوا
العلم عند أربعة رهط: عند عويمر أبى الدَّرْدَاءِ،
وَسَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ
مَسْعُودٍ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلامٍ الَّذِي كَانَ
يَهُودِيًّا فَأَسْلَمَ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:
إِنَّهُ عَاشِرُ عَشَرَةٍ فِي الْجَنَّةِ. وقال الْقَاسِم
بْن مُحَمَّد: كَانَ أَبُو الدرداء من الذين أوتوا العلم.
قال أَبُو مسهر: ولا أعلم أحدا نزل دمشق من أصحاب رسول
الله صلى الله عليه وسلم غير أَبِي الدرداء، وبلال مؤذن
رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، ووائلة بْن الأسقع،
ومعاوية. قال: ولو نزلها أحد سواهم مَا سقط علينا.
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَكِيمٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ
بْنُ مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ عن [2] أَبِي
حَسَّانٍ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا
يَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي
مَرْيَمَ أَنَّ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ مُسْلِمٍ حَدَّثَهُ
عن أبى الدرداء، قال: قال رسول
__________
[1] في س: سعد.
[2] في س: بن.
(3/1228)
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ: أَنَا فَرَطُكُمْ على الحوض فلا ألفينّ مَا
نُوزِعْتُ فِي أَحَدِكُمْ فَأَقُولُ: هَذَا مِنِّي،
فَيُقَالُ: إِنَّكَ لا تَدْرِي مَا أَحْدَثَ بَعْدَكَ،
فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، ادْعُ اللَّهَ أَلا يجعلني
مِنْهُمْ. قَالَ: لَسْتَ مِنْهُمْ، فَمَاتَ قَبْلَ قَتْلِ
عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بِسَنَتَيْنِ.
وقالت طائفة من أهل الأخبار: إنه مات بعد صفين سنة ثمان أو
تسع وثلاثين. والأكثر والأشهر والأصح عِنْدَ أهل الحديث
أَنَّهُ توفي فِي خلافة عُثْمَان رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
بعد أن ولاه مُعَاوِيَة قضاء دمشق. [وقيل: إن عُمَر رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهُ ولاه قضاء دمشق. وقيل: بل ولاه عُثْمَان
والأمير مُعَاوِيَة] [1] وَرَوَى الْوَلِيدُ بن مسلم، عن
سعيد بن عبد العزيز، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَبْدِ
اللَّهِ [2] ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الأَشْعَرِيِّ،
قَالَ: مَاتَ أَبُو الدَّرْدَاءِ قَبْلَ قَتْلِ عُثْمَانَ.
وَرُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: حَكِيمُ أُمَّتِي أَبُو
الدَّرْدَاءِ عُوَيْمِرٌ.
قال أَبُو عُمَر: لَهُ حكم مأثورة مشهورة، منها قوله: وجدت
الناس أخبر تقل [3] . ومنها: من يأت أبواب السلطان يقوم
[4] ويقعد. ووصف الدنيا فأحسن، فمن قوله فيها: الدنيا دار
كدر [5] ، ولن ينجو منها إلا أهل الحذر، وللَّه فيها
علامات يسمعها الجاهلون، ويعتبر بها العالمون، ومن علاماته
فيها أن حفها بالشبهات، فارتطم فيها أهل الشهوات، ثُمَّ
أعقبها بالآفات، فانتفع بذلك أهل العظات، ومزج حلالها
بالمئونات وحرامها
__________
[1] ليس في س.
[2] في س: عبيد الله.
[3] في هوامش الاستيعاب: لفظه لفظ الأمر ومعناه الخبر، أي
أن من جربهم رماهم بالمقت لخبث سرائرهم وقلة إنصافهم (ورقة
8) .
[4] في س: يقم.
[5] في س: الكدر.
(3/1229)
بالتبعات، فالمثري فيها تعب، والمقل فيها
نصب.... في كلمات أكثر من هَذَا.
حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ قَاسِمٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ
الرَّحْمَنِ [بْنُ عُمَرَ] [1] ، حَدَّثَنَا أَبُو
زُرْعَةَ، حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ [2] ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ،
عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ أَنَّ عُمَرَ بْنَ
الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ هُوَ وَلَّى أَبَا
الدَّرْدَاءِ عَلَى الْقَضَاءِ بِدِمَشْقَ، وَكَانَ
الْقَاضِي خَلِيفَةَ الأَمِيرِ إِذَا غَابَ. ومات أَبُو
الدرداء رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ سنة اثنتين وثلاثين بدمشق.
وقيل: سنة إحدى وثلاثين، ويأتي ذكره فِي الكنى بأكثر من
هذا.
(2007) عويمر الهذلي.
لَهُ حديث واحد فِي المرأتين اللتين ضربت إحداهما بطن
الأخرى، فألقت جنينا وماتت.
باب عَيَّاش
(2008) عياش بْن أَبِي ثور.
له صحبة، ولاه عمر بن الخطاب رضي اللَّهُ عَنْهُ البحرين
قبل قدامة رَضِيَ اللَّهُ عنه.
(2009) عياش بن أبي ربيعة
واسم أبي ربيعة عمرو بن المغيرة بن عبد الله ابن عُمَر بْن
مخزوم، يكنى أَبَا عَبْد الرَّحْمَنِ وقيل: يكنى أَبَا
عَبْد اللَّهِ هو أخو أَبِي جهل بْن هِشَام لأمه، أمهما أم
الجلاس، واسمها أسماء بنت
__________
[1] من س.
[2] في س: أبو. مسهر
(3/1230)
مخربة [1] بْن جندل بْن أبير [2] بْن نهشل
بن دارم. [هو] [3] أخو عبد الله ابن أَبِي رَبِيعَة لأبيه
وأمه. كان إسلامه قديما قبل أن يدخل رَسُول اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دار الأرقم. وهاجر عَيَّاش
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِلَى أرض الحبشة مع امرأته
أَسْمَاء بِنْت [4] سَلَمَة بْن مخربة، وولد لَهُ بها ابنه
عَبْد اللَّهِ، ثُمَّ هاجر إِلَى المدينة فجمع [بين] [5]
الهجرتين، ولم يذكر مُوسَى بْن عقبة، ولا أَبُو معشر
عَيَّاش بْن أَبِي رَبِيعَة فيمن هاجر إِلَى أرض الحبشة.
قال الزُّبَيْر: كَانَ عَيَّاش بْن أَبِي رَبِيعَة قد هاجر
إِلَى المدينة حين هاجر عُمَر بْن الخطاب رَضِيَ اللَّهُ
عَنْهُ، فقدم عَلَيْهِ أخواه لأمه: أَبُو جهل، والحارث
ابنا هِشَام، فذكرا له أنّ أمه حلف ألا يدخل رأسها دهن ولا
تستظل حَتَّى تراه، فرجع معهما فأوثقاه رباطا وحبساه بمكة،
فكان رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
يدعو لَهُ.
قال: وأمه أم عَبْد اللَّهِ بْن أَبِي رَبِيعَة أَسْمَاء
بِنْت مخربة بْن جندل بن أبير [2] ابن نهشل بْن دارم، وهي
أم الْحَارِث وَأَبِي جهل ابني هِشَام بْن الْمُغِيرَة.
وكان هِشَام بْن الْمُغِيرَة قد طلقها فتزوجها أخوه أَبُو
ربيعة بن المغيرة.
قال أَبُو عُمَر: قنت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شهرا يدعو للمستضعفين بمكة، ويسمي منهم
الْوَلِيد بْن الْوَلِيد، وسلمة بْن هِشَام، وعياش بْن
أَبِي رَبِيعَة.
والخبر بذلك من أصحّ أخبار الآحاد.
__________
[1] في أسد الغابة: مخرمة.
[2] في أ: أثير. والمثبت من س، وأسد الغابة.
[3] من س.
[4] في س: بنت أبي سلمة. وفي هوامش الاستيعاب: بنت سلمة
صوابه (ورقة 86)
[5] ليس في س.
(3/1231)
وذكر مُحَمَّد بْن سعد [قَالَ:] [1]
حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِيُّ،
حَدَّثَنَا أَبُو يُونُسَ الْقُشَيْرِيُّ، حَدَّثَنَا
حَبِيبُ بْنُ أَبِي ثَابِتٍ أَنَّ عَيَّاشَ بْنَ أَبِي
رَبِيعَةَ، وَالْحَارِثَ بْنَ هِشَامٍ، وَعِكْرِمَةَ بْنَ
أَبِي جَهْلٍ قُتِلُوا يَوْمَ الْيَرْمُوكَ فِي حَدِيثٍ
ذَكَرَهُ [2] .
وقال أَبُو جَعْفَر الطبري: مات عَيَّاش بْن أَبِي
رَبِيعَة بمكة.
قال أَبُو عُمَر: رَوَى عَيَّاش بْن أَبِي رَبِيعَة عَنِ
النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: لا تزال هَذِهِ الأمة
بخيرٍ مَا عظموا هَذِهِ الحرمة حق تعظيمها- يَعْنِي الكعبة
والحرم، فإذا ضيعوها هلكوا. رَوَى عَنْهُ عَبْد
الرَّحْمَنِ بْن سابط، ويقولون: إنه لم يسمع منه، وإنه
أرسل حديثه عَنْهُ. وروى عَنْهُ نَافِع مرسلا أيضا. وروى
عَنْهُ ابنه عَبْد اللَّهِ بْن عَيَّاش سماعا منه.
باب عياضٍ
(2010) عياض بْن الْحَارِث التيمي.
عم مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن الْحَارِث التيمي، مدني،
لَهُ صحبة. رَوَى عَنْهُ مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم.
(2011) عياض بْن حمار [3] بْن أَبِي حمار [3] بْن ناجية
بْن عقال بن محمد بن سفيان ابن مجاشع المجاشعي التميمي [4]
،
هكذا نسبه خليفة.
سكن البصرة. روى عَنْهُ مطرف، وَيَزِيد ابنا عَبْد الله بن
الشخير.
__________
[1] من س.
[2] وانظر الطبقات 4- 96
[3] في أسد الغابة: بن حماد بن أبى حماد، وهو تحريف.
[4] في أ: التيمي. والمثبت من س، وأسد الغابة، ومجاشع من
بنى تميم كما في الاشتقاق.
(3/1232)
والحسن، وَأَبُو التياح، وَكَانَ صديقا
لرسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قديما،
وَكَانَ إذا قدم مكة لا يطوف إلا فِي ثياب رَسُول اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لأنه كَانَ من الجملة
الذين لا يطوفون إلا في ثوب أحمسى.
(2012) عياض بْن زُهَيْر بْن أَبِي شداد بْن ربيعة بن هلال
بن وهيب [1] ابن ضبة بْن الْحَارِث بْن فهر القرشي الفهري.
يكنى أَبَا سَعْد. كَانَ من مهاجرة الحبشة، وشهد بدرا،
ذكره إِبْرَاهِيم بْن سَعْد، عَنْ أَبِي إِسْحَاق فِي
البدريين. وذكره ابْن عقبة فِي البدريين أيضا، وذكره خليفة
والواقدي أيضا فِي البدريين.
وتوفي عِيَاض بْن زُهَيْر الفهري هَذَا بالشام سنة ثلاثين.
وهو عم عِيَاض ابن غنم. والله أعلم.
وذكر خليفة بْن خياط عِيَاض بْن زُهَيْر هَذَا ونسبه كما
ذكرنا. قال:
ويقال عِيَاض بْن غنم، مَعْرُوف بالفتوح بالشام، ولم يذكر
الزُّبَيْر عِيَاض بْن زُهَيْر فِي بني فهر، ولا ذكره عمه،
وقد ذكره غيرهما، وقد جوده الْوَاقِدِيّ فَقَالَ: عِيَاض
بْن غنم [ابْن أخي عِيَاض بْن زُهَيْر] [2] ذكر في عياض
ابن زُهَيْر. وقال خليفة: ليس يعرف أهل النسب عِيَاض بْن
غنم. قال:
وَهُوَ مَعْرُوف فِي الفتوحات بالشام.
(2013) عياض بْن عَمْرو الأشعري.
كوفي. روى عَنْهُ الشعبي، وسماك
__________
[1] في س: وهب وفي أسد الغابة: أهبب.
[2] من س.
(3/1233)
ابن حرب، وذكر إِسْمَاعِيل بْن إِسْحَاق،
عَنْ علي بْن المديني، قَالَ: عِيَاض الأشعري هُوَ عِيَاض
بن عمرو.
(2014) عياض بن عنم بْن زُهَيْر بْن أَبِي شداد بْن
رَبِيعَة بن هلال بن وهيب [1] ابن ضبة القرشي الفهري.
أسلم قبل الحديبية، وشهدها فيما ذكر الْوَاقِدِيّ وَقَالَ
الْحَسَن بْن عُثْمَان: عِيَاض بْن غنم هُوَ ابْن عم أَبِي
عُبَيْدَة بْن الجراح. قال:
ويقال: إنه كَانَ ابْن امرأته. وَذَكَرَ الْبُخَارِيُّ،
عَنْ أَحْمَدَ بْنِ صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ وَهْبٍ، عَنْ
يُونُسَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ: لَمَّا تُوُفِّيَ
أَبُو عُبَيْدَةَ اسْتُخْلِفَ ابْنُ خَالِهِ أَوِ ابْنُ
[2] عَمِّهِ عِيَاضُ بْنُ غَنْمٍ أَحَدُ بَنِي الْحَارِثِ
بْنِ فِهْرٍ، فَأَقَرَّهُ عُمَرُ وَقَالَ: مَا أَنَا
بِمُبَدِّلٍ أَمِيرًا أَمَّرَهُ أَبُو عُبَيْدَةَ. قَالَ:
ثُمَّ تُوُفِّيَ عِيَاضُ بْنُ غَنْمٍ فَأَمَّرَ عُمَرُ
مَكَانَهُ سَعِيدَ بْنَ عَامِرِ بْنِ خُرَيْمٍ.
قال أَبُو عُمَر: عِيَاض بْن غنم لا أعلم خلافا أَنَّهُ
افتتح عامة بلاد الجزيرة والرقة، وصالحه وجوه أهلها. وزعم
بعضهم أن كتاب الصلح باسمه باقٍ عندهم إِلَى اليوم، وَهُوَ
أول من اجتاز الدرب إِلَى الروم فيما ذكر الزُّبَيْر،
وَكَانَ شريفا فِي قومه، وقد ذكره ابْن الرقيات فيمن ذكره
من أشراف قريش فَقَالَ:
عِيَاض [3] وما عِيَاض بْن غنمٍ ... كان من خير من أجن
النساء
قال الْحَسَن بْن عُثْمَان وغيره: مات عِيَاض بْن غنم
بالشام سنة عشرين، وهو ابن ستين سنة.
__________
[1] في س: وهب.
[2] في س: وابن.
[3] في س: وعياض.
(3/1234)
[وقال الطبري: وكانت عنده أم الحكم بِنْت
أَبِي سُفْيَان. وقال الْبُخَارِيّ:
هُوَ عامل عُمَر بالشام، ومات فِي زمان عُمَر رَضِيَ
اللَّهُ عنه] [1] وقال على ابن المديني: عِيَاض بْن غنم
كَانَ أحد الولاة باليرموك.
(2015) عياض الأَنْصَارِيّ.
لَهُ حديث واحد. رَوَى عَنْهُ عبد الملك بن عمير.
(2016) عياض الثقفي.
والد عَبْد اللَّهِ بْن عِيَاض. روى عَنْهُ ابنه عَبْد
اللَّهِ أن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم أنى هوازن بحنين
فِي اثني عشر ألفا، يعد فِي أهل الطائف.
باب الأفراد فِي حرف العين
(2017) عابس الغفاري.
ويقال عبس، وقد تقدم فِي باب عبس [2] .
(2018) عاقل بْن البكير بْن عبد ياليل بْن ناشب بن غيرة بن
سعد بن ليث بن بكر بن عبد مناه بن كنانة،
حليف بني عدي بْن كَعْب بْن لؤي.
شهد بدرا هُوَ وإخوته: عَامِر، وإياس، وخالد: بنو البكير
حلفاء بني عدي.
قتل عاقل ببدر شهيدا، قتله مَالِك بْن زُهَيْر الخطمي [3]
، وَهُوَ ابْن أربع وثلاثين سنة، وَكَانَ اسمه غافلا، فلما
أسلم سماه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ عاقلا وَكَانَ من أول من أسلم وبايع رَسُول
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم في دار الأرقم.
__________
[1] ليس في س.
[2] صفحة 1008.
[3] في أسد الغابة: الجشمي.
(3/1235)
(2019) عتبان بْن مَالِك بْن عَمْرو بْن
العجلان،
الأَنْصَارِيّ السالمي، ثُمَّ من بني عوف بْن الخزرج. شهد
بدرا، ولم يذكره ابْن إِسْحَاق فيمن ذكره من البدريين،
وذكره غيره فيما قَالَ ابْن هِشَام، وَكَانَ رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهُ أعمى ذهب بصره على عهد رَسُول اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ويقال: كَانَ ضرير
البصر، ثُمَّ عمي بعد، ومات فِي خلافة معاوية. روى عنه أنس
ابن مَالِك، ومحمود بْن الربيع. يعد فِي أهل المدينة.
(2020) عتيك بْن التيهان.
ويقال عُبَيْد [1] بْن التيهان. قد ذكرنا [2] [من قَالَ]
[3] ذَلِكَ فِي باب عُبَيْد. هو أخو أَبِي الهيثم بْن
التيهان الأنصاري، [شهد بدرا وقتل يوم أحد شهيدا. وقيل: بل
قتل بصفين فاللَّه أعلم] [2] .
قَالَ ابْن هِشَام: ويقال ابْن التيهان والتيهان بالتخفيف-
والتثقيل، مثل ميت وميت.
(2021) عثامة بْن قَيْس الْبَجَلِيّ.
مذكور فِي الصحابة، وفي صحبته عندي نظر، لأني لم أجد شيئا
يدل عليها.
(2022) عثم بْن الربعة [4] الجهني.
وفد على النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
وَكَانَ اسمه عبد العزى، فغيره رَسُول اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم.
(2023) عجير بْن عبد يَزِيد بْن هاشم بْن المطلب بْن عبد
مناف القرشي المطلبي،
أخو ركانة بْن عبد يَزِيد. كَانَ ممن بعثه عُمَر فيمن أقام
أعلام الحرم، وَكَانَ من مشايخ قريش وجلتهم.
__________
[1] في أسد الغابة: عتيد. ثم نقل ما جاء هنا
[2] صفحة 1015
[3] من س
[4] في هوامش الاستيعاب: هذا وهم من وجهين الأول أن هذا
الشخص اسمه: غثم- بالغين المعجمة والثاء المثلثة. الثاني
أنه قديم، والّذي وفد على النبي من جهينة (ورقة 89) وقد
ضبط ربعة فيه بفتح الباء.
(3/1236)
(2024) العداء بْن خَالِد بْن هوذة بْن
رَبِيعَة بْن عَمْرو بْن عَامِر بْن صعصعة.
وربيعة هُوَ أنف الناقة. بصري، أسلم بعد الْفَتْح وحنين،
وليس هُوَ من بني أنف الناقة الذين مدحهم الحطيئة، وَهُوَ
القائل: قاتلنا رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يوم حنين
فلم يظهرنا الله ولم ينصرنا، ثُمَّ أسلم فحسن إسلامه.
من حديثه أَنَّهُ اشترى من رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غلاما وكتب عَلَيْهِ عهدة، وهي عِنْدَ
أهل الحديث محفوظةً، رَوَاهَا عَبَّادُ بْنُ لَيْثٍ
الْبَصْرِيُّ، عَنْ عَبْدِ الْمَجِيدِ بْنِ أَبِي وَهْبٍ
[1] ، عَنِ الْعَدَّاءِ بن خالد، عن النبي صلى الله عليه
وَسَلَّمَ أَنَّهُ ابْتَاعَ مِنْهُ عَبْدًا أَوْ أَمَةً،
فَكَتَبَ لَهُ كِتَابًا: اشْتَرَى الْعَدَّاءُ بْنُ
خَالِدِ بْنِ هَوْذَةَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَبْدًا أَوْ أَمَةً لا دَاءَ
وَلا غَائِلَةَ وَلا خِبْثَةَ [2] ، بَيْعَ الْمُسْلِمِ
الْمُسْلِمَ.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَنَسٍ، حَدَّثَنَا
عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ بُنْدَارٍ الْقَزْوِينِيُّ.
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ شَاذَانَ،
حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ
السُّكَّرِيُّ، حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى بْنِ
خَلادٍ أَبُو يَعْلَى، حَدَّثَنَا الأَصْمَعِيُّ،
حَدَّثَنَا عُثْمَانُ الشَّحَّامُ، عَنْ أَبِي رَجَاءٍ
الْعُطَارِدِيِّ، عَنِ الْعَدَّاءِ بْنِ خَالِدٍ، قَالَ:
أَلا أُقْرِئُكَ كِتَابًا كَتَبَهُ لِي رَسُولُ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَإِذَا فِيهِ
مَكْتُوبٌ: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، هَذَا
مَا اشْتَرَى الْعَدَّاءُ بْنُ خَالِدِ بْنِ هَوْذَةَ مِنْ
مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ، اشْتَرَى مِنْهُ عَبْدًا أَوْ
أَمَةً- شَكَّ عُثْمَانُ- مُبَايَعَةَ [3] الْمُسْلِمِ
أَوْ بَيْعَ الْمُسْلِمِ الْمُسْلِمَ،
__________
[1] في هوامش الاستيعاب: صوابه عبد المجيد أبى وهب أو عبد
المجيد بن وهب، لأن عبد المجيد بن وهب يكنى أبا وهب (ورقة
89) .
[2] أراد بالخبثة: الحرام. والخبثة: نوع من أنواع الخبيث،
أراد أنه عبد رقيق لا أنه من قوم لا يحل سبيهم (النهاية-
خبث) .
[3] في س: بياعة.
(3/1237)
لا دَاءَ وَلا غَائِلَةَ وَلا خِبْثَةَ.
قَالَ الأَصْمَعِيُّ: سَأَلْتُ سَعِيدَ [1] بْنَ أَبِي
عَرُوبَةَ عَنِ الْغَائِلَةِ، فَقَالَ: الإِبَاقُ
وَالسَّرِقَةُ وَالزِّنَا، وَسَأَلْتُهُ عَنِ الْخِبْثَةِ
فَقَالَ: بَيْعُ أَهْلِ عَهْدٍ الْمُسْلِمِينَ.
(2025) عرابة بْن أوس بْن قيظي بْن عَمْرو بْن زيد بن جشم
بن حارثة ابن الْحَارِث،
من بني مَالِك بْن أوس، كَانَ أبوه أوس بْن قيظي بْن
عَمْرو من كبار المنافقين أحد القائلين [2] : إِنَّ
بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ وما هي بعورة.
وذكر ابن إسحاق والوافدى أن عرابة بْن أوس استصغره رَسُول
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْم أحد،
فرده فِي تسعة نفر منهم: عَبْد اللَّهِ بْن عَمْرو [3] ،
وزيد بْن ثَابِت، والبراء بْن عازب، وعرابة بْن أوس،
وَأَبُو سَعِيد الْخُدْرِيّ.
كَانَ عرابة سيدا من سادات قومه كريما. ذكر المبرد وَابْن
قتيبة أن الشماخ خرج يريد المدينة فلقيه عرابة بْن أوس،
فسأله عما أقدمه المدينة، فَقَالَ: أردت أن أمتار لأهلي،
وَكَانَ معه بعيران فأوقرهما لَهُ عرابة تمرا وبرا، وكساه،
وأكرمه، فخرج عَنِ المدينة وامتدحه بالقصيدة التي يقول
فيها [4] :
رأيت عرابة الأوسي يسمو ... إلى الخيرات منقطع القرين
إذا مَا راية رفعت لمجدٍ ... تلقاها عرابة باليمين
إذا بلغتني وحملت رحلي ... عرابة فاشرقي بدم الوتين
(2026) العرباض بْن سارية السُّلَمِيّ،
يكنى أَبَا نَجِيح كَانَ من أهل الصفة
__________
[1] في س: خالد بن سعيد.
[2] سورة الأحزاب، آيه 13
[3] في س: عمر.
[4] ديوانه 96
(3/1238)
سكن الشام، ومات بها سنة خمس وسبعين. وقيل:
بل مات فِي فتنة ابْن الزُّبَيْر. رَوَى عَنْهُ من الصحابة
أَبُو رهم وَأَبُو أمامة. وَرَوَى عَنْهُ جماعة من تابعي
أهل الشام.
(2027) عريب المليكي
رَوَى عَنْهُ ابنه عَبْد اللَّهِ بْن عريب. ليس حديثه
بالقائم فِي تفسير قول الله عز وجل [1] : الَّذِينَ
يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهارِ سِرًّا
وَعَلانِيَةً. 2: 274 قال: في الخيل.
(2028) عس العذري [2] مذكور فِي الصحابة.
رَوَى عَنْهُ مطرف [3] أَبُو شعيب الوادي من وادي القرى.
(2029) عسعس بْن سلامة الْبَصْرِيّ التميمي.
رَوَى عَنِ النبي صلى الله عليه وسلم، وروى عنه الحسن
البصري، والأزرق بن قيس الحارثي. يقولون حديثه مرسل، وإنه
لم يسمع النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
وكنيته أَبُو صفرة ويقال أَبُو صفيرة. مِنْ حَدِيثِهِ عَنِ
النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا رَوَاهُ
شُعْبَةُ عَنِ الأَزْرَقِ بْنِ قَيْسٍ قَالَ: سَمِعْتُ
عَسْعَسَ بن سلامة يقول: إنّ رجلا من
__________
[1] سورة البقرة 274 آية 274
[2] في س: العدوي. وفي أسد الغابة: العذري، وقيل الغفاريّ.
ثم قال: أخرجه ابن مندة وأبو عمر كذا في عس. وأخرجه أبو
عمر أيضا في عنيز، وقد اختلف فيه، فقال الأمير أبو نصر:
وأما عنتر- بفتح العين المهملة وسكون النون وفتح التاء
المعجمة باثنتين من فوقها فهو عنتر العذري له صحبة. قال
عبد الغنى بن سعيد: وقيل عس العذري- بالسين.
وقيل إنه أصح من عنتر. وأما أبو عمر فرأيته في كتاب
الاستيعاب في عدة نسخ صحاح لا مزيد على صحتها عنيز- بضم
العين وفتح النون وآخره زاي بعد الياء تحتها نقطتان وعلى
حاشية الكتاب كذا قال أبو عمر (3- 408) .
[3] في س: مطير.
(3/1239)
أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَتَى الْجَبَلَ لِيَتَعَبَّدَ
فَفُقِدَ فَطُلِبَ فَجِيءَ بِهِ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: إِنِّي نَذَرْتُ أَنْ
أَعْتَزِلَ فَأَتَعَبَّدُ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لا تَفْعَلْهُ أَوْ لا
يَفْعَلْهُ [1] أَحَدٌ مِنْكُمْ- ثَلاثَ مَرَّاتٍ-
فَلَصَبْرُ أَحَدِكُمْ سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ فِي بَعْضِ
مَوَاطِنِ الإِسْلامِ خَيْرٌ مِنْ عِبَادَتِهِ خَالِيًا
أَرْبَعِينَ عَامًا.
(2030) عصام المزني [2] ،
لَهُ صحبة. من حديثه عَنِ النبي صلى الله عليه وسلم أنه
كان إذا بعث سرية قَالَ: إذا رأيتم مسجدا أو سمعتم مؤذنا
فلا تقتلوا أحدا. رَوَى عَنْهُ ابنه عَبْد الرَّحْمَنِ بْن
عصام.
(2031) عطاء الشيبي القرشي،
العبدري، من بني شيبة روى عنه فطر ابن خليفة. في صحبته
نظر.
(2032) عطاء.
قَالَ: سمعت النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
يَقُول: قابلوا [3] النعال. حَدِيثُهُ عِنْدَ أَبِي
عَاصِمٍ النَّبِيلِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُسْلِمِ
بْنِ هُرْمُزَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ
عَطَاءٍ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: سَمِعْتُ
النبي صلى الله عليه وسلم يقول:
قابلوا النِّعَالَ. قَالَ أَبُو عُمَرَ: يُقَالُ فِي
تَفْسِيرِهِ اجْعَلُوا لِلنَّعْلِ قُبَالَيْنِ [4] ، وَلا
أَدْرِي أَهُوَ الَّذِي قبله أم لا.
(2033) عطارد بْن حاجب بْن زرارة بْن عدس التميمي.
وفد على رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
فِي طائفة من وجوه قومه، فيهم الأقرع بن حابس،
__________
[1] في س: ولا يفعله.
[2] في س: المرادي.
[3] قابلوا النعال: اعملوا لها قبالا.
[4] القبال: زمام النعل. وهو السير الّذي يكون بين
الإصبعين.
(3/1240)
والزبرقان بن بدر، وقيس بن عاصم، وعمرو بْن
الأهتم، والحتات بْن يَزِيد، وغيرهم، فأسلموا، وذلك فِي
سنة تسع. وَكَانَ سيدا فِي قومه وزعيمهم.
وقيل: بل قدموا على رَسُول الله صلى الله عليه وسلم في سنة
عشر والأول أصح.
(2034) عفان بْن البجير [1] السُّلَمِيّ
مذكور فيمن نزل حمص من أصحاب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. روى عَنْهُ جُبَيْر بْن نُفَيْر،
وخالد بْن معدان.
(2035) عفير بْن أَبِي عفير الأَنْصَارِيّ.
لَهُ حديث: واحد قَالَ لَهُ أَبُو بَكْر الصديق رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهُ: يَا عفير، مَا سمعت رَسُول اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول فِي الود؟ قَالَ: سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يَقُول: الود يتوارث
والعداوة تتوارث
(2036) عفيف [2] الْكِنْدِيّ.
ويقال له عفيف بن قيس بن معديكرب الكندي.
ويقال عفيف بن معديكرب. ويقال: إن عفيفا الْكِنْدِيّ
الَّذِي لَهُ الصحبة غير عفيف بن معديكرب الَّذِي يروى
عَنْ عُمَر وقيل: إنهما واحد.
ولا يختلفون أن عفيفا الْكِنْدِيّ لَهُ صحبة. رَوَى عَنْهُ
ابناه يَحْيَى وإياس أحاديث، منها نزوله على الْعَبَّاس
فِي أول الإسلام، حديث حسن جدا.
حدثنا عبد الوارث بن سفيان، حدثنا قاسم بن أصبغ، قال:
حدثنا أحمد بن زهير بْنِ حَرْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي،
قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ
سَعْدٍ، قَالَ:
حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ:
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي الأَشْعَثَ، قَالَ:
حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بن إياس بن عفيف الكندي، عن أبيه،
عن جده عفيف الكندي
__________
[1] في ى: الهجيز. والمثبت من س، وأسد الغابة. وفي هوامش
الاستيعاب بالموحدة في الأصل مضبوط بالموحدة والنون (ورقة
89) .
[2] في هوامش الاستيعاب: عفيف لقب، واسمه شرحبيل.
(3/1241)
قال: كنت امرأ تَاجِرًا، فَقَدِمْتُ
الْحَجَّ، فَأَتَيْتُ الْعَبَّاسَ بْنَ عَبْدِ المطلب، فو
الله إِنِّي لَعِنْدَهُ يَوْمًا إِذْ خَرَجَ رَجُلٌ مِنْ
خِبَاءٍ قَرِيبٍ مِنْهُ فَنَظَرَ إِلَى السَّمَاءِ،
فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ زَالَتْ قَامَ يُصَلِّي ثُمَّ
خَرَجَتِ امْرَأَةٌ مِنْ ذَلِكَ الْخِبَاءِ الَّذِي خَرَجَ
مِنْهُ ذَلِكَ الرَّجُلُ فَقَامَتْ خَلْفَهُ تُصَلِّي،
فَقُلْتُ لِلْعَبَّاسِ: مَنْ هَذَا يَا أَبَا الْفَضْلِ؟
قَالَ:
هَذَا محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن أَخِي. فَقُلْتُ:
مَنْ هَذِهِ الْمَرْأَةُ؟ قَالَ:
خَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ زَوْجَتُهُ. ثُمَّ خَرَجَ
غُلامٌ حِينَ رَاهَقَ الْحُلُمَ مِنْ ذَلِكَ الْخِبَاءِ،
فَقَامَ يُصَلِّي مَعَهُ، فَقُلْتُ: وَمَنْ هَذَا
الْفَتَى؟ قَالَ: عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ ابْنُ
عَمِّهِ. قُلْتُ:
فَمَا هَذَا الَّذِي يَصْنَعُ؟ قَالَ: يُصَلِّي وَيَزْعُمُ
أَنَّهُ نَبِيٌّ، وَلَمْ يَتَّبِعْهُ عَلَى أَمْرِهِ إِلا
امْرَأَتُهُ وَابْنُ عَمِّهِ هَذَا الْفَتَى، وَهُوَ
يَزْعُمُ أَنَّهُ سَتُفْتَحُ عَلَيْهِ كُنُوزُ كِسْرَى
وَقَيْصَرَ قَالَ: وَكَانَ عَفِيفٌ يَقُولُ- وَقَدْ
أَسْلَمَ بَعْدَ ذَلِكَ فَحَسُنَ إسلامه: لو كان الله
رزقني الإسلام يومئذ كُنْتُ ثَانِيًا مَعَ عَلِيِّ بْنِ
أَبِي طَالِبٍ.
وَحَدَّثَنِي خَلَف بْن قَاسِم قراءة مني عَلَيْهِ قال:
حدثنا أبو أحمد بن عبد الله ابن مُحَمَّد بْن ناصح بْن
الْمُغِيرَة بْن المفسر [1] بمصر قَالَ: حَدَّثَنَا
أَحْمَد بْن علي بْن سَعِيد القاضي الدِّمَشْقِيّ قَالَ:
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْن معين، قَالَ: حَدَّثَنَا يعقوب بْن
إِبْرَاهِيم بْن سَعْد قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي عَنِ ابْن
إِسْحَاق، فذكره بإسناده سواء إِلَى آخره.
وقد روي هَذَا الحديث أيضا من وجه آخر عَنْ عَفِيف
الْكِنْدِيّ رواه سَعِيد بْن خثيم [2] الهلالي، عَنْ أَسَد
بْن عَبْد اللَّهِ، عَنْ يَحْيَى بن عفيف، عن أبيه، عن جده
عفيف الْكِنْدِيّ. رواه عَنْ سَعِيد بْن خثيم جماعة منهم
عَبْد الرَّحْمَنِ بْن صَالِح الأزدي، وَأَبُو غسان مالك
بن إسماعيل.
__________
[1] في ى: بن المغيرة.
[2] بمعجمة ومثلثة مصغر (التقريب) .
(3/1242)
قرأت على [أَبِي] [1] عَبْد اللَّهِ بْن
مُحَمَّد يوسف أن أبا يعقوب [2] يوسف ابن أَحْمَد حدثهم
بمكة.
وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَحْمَدَ
قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ
إِبْرَاهِيمَ الْبَلْخِيُّ قَالا: حَدَّثَنَا أَبُو
جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ مُوسَى
الْعُقَيْلِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ
عُبَيْدِ بْنِ أَسْبَاطٍ، قَالَ: حدثنا أبو عسان مَالِكُ
بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ خثيم
الهلالي، عن أسد بن عبد الله الْبَجَلِيِّ، عَنِ ابْنِ
يَحْيَى بْنِ عَفِيفٍ [عَنْ أَبِيهِ] [3] عَنْ جَدِّهِ
عَفِيفٍ، قَالَ: جِئْتُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ إِلَى مَكَّةَ
فَنَزَلْتُ عَلَى الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ،
فَبَيْنَا أَنَا عِنْدَهُ وَأَنَا أَنْظُرُ إِلَى
الْكَعْبَةِ وَقَدْ حَلَّقَتِ الشَّمْسُ وَارْتَفَعَتْ
إِذْ جَاءَ شَابٌّ حَتَّى دَنَا مِنَ الْكَعْبَةِ فَرَفَعَ
رَأْسَهُ وَانْتَصَبَ قَائِمًا مُسْتَقْبِلَهَا، إِذْ
جَاءَ غُلامٌ حَتَّى قَامَ عَنْ يَمِينِهِ، ثُمَّ لَمْ
أَلْبَثْ إِلا يَسِيرًا حَتَّى جَاءَتِ امْرَأَةٌ
فَقَامَتْ مِنْ خَلْفِهِمَا، ثُمَّ رَكَعَ الشَّابُّ
وَرَكَعَ الْغُلامُ وَرَكَعَتِ الْمَرْأَةُ، ثُمَّ رَفَعَ
الشَّابُّ رَأْسَهُ وَرَفَعَ الْغُلامُ وَرَفَعَتِ
الْمَرْأَةُ، ثُمَّ خَرَّ الشَّابُّ سَاجِدًا وَخَرَّ
الْغُلامُ وَخَرَّتِ الْمَرْأَةُ، فَقَالَ الْعَبَّاسُ:
تَدْرِي مَنْ هَذَا؟ قُلْتُ: لا. قَالَ: هَذَا مُحَمَّدُ
بْنُ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ابْنُ أَخِي،
وَهَذَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، وَهَذِهِ خَدِيجَةُ
بِنْتُ خُوَيْلِدٍ زَوْجَةُ ابْنِ أَخِي، إِنَّ ابْنَ
أَخِي هَذَا حَدَّثَنَا أَنَّ رَبَّهُ رَبُّ السَّمَوَاتِ
وَالأَرْضِ أَمَرَهُ بِهَذَا الدِّينَ الَّذِي هُوَ
عَلَيْهِ، وَلا وَاللَّهِ مَا أَعْلَمُ عَلَى وَجْهِ
الأَرْضِ أَحَدًا عَلَى هَذَا الدِّينِ غَيْرَ هَؤُلاءِ
الثَّلاثَةِ. قَالَ عفيف: فتمنيت أن أكون رابعهم.
__________
[1] من س.
[2] في ى: أبا يعقوب بن يوسف، والمثبت من س.
[3] ليس في س.
(3/1243)
(2037) عقيب بْن عَمْرو،
أخو سَهْل [1] بْن عَمْرو بن عدي بن زيد بن جشم بن حارثة
الأَنْصَارِيّ الحارثي، شهد أحدا، وَكَانَ لعقيب هَذَا
ابْن يقال لَهُ سَعْد، يكنى أَبَا الْحَارِث، صحب
النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ واستصغره
يَوْم أحد فرده، ولم يشهد أحدا.
(2038) عكاف بْن وداعة الهلالي.
يعد فِي الشاميين. رَوَى عَنْهُ عطية بْن بسر [2] المازني،
حديثه فِي الترغيب فِي النكاح. ولا يعرف إلا بِهِ.
وفي إسناده مقال، وَهُوَ مشهور عِنْدَ أهل الشام.
(2039) عكراش [3] بْن ذؤيب بْن حرقوص بْن جعدة بْن عَمْرو
المري،
يكنى أَبَا الصهباء، سكن البصرة، لَهُ حديث واحد. روى
عَنْهُ ابنه عُبَيْد الله بْن عكراش أَنَّهُ قدم على
رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بصدقات
قومه بني مرة، فَقَالَ لَهُ: من أنت؟ فَقَالَ: أنا عكراش
بْن ذؤيب.
فَقَالَ لَهُ: ارفع فِي النسب. فَقَالَ: ابْن حرقوص بْن
جعدة بْن عَمْرو بْن النزال بْن مُرَّةَ بْن عُبَيْد،
وَهَذِهِ صدقات قومي بني مرة بن عُبَيْد. قَالَ:
فأمر بها رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ فوسمت بميسم الصدقة، وضمت إِلَى إبل الصدقة.
(2040) علاقة بْن صحار السليطي.
هُوَ ابْن عم خارجة بْن الصلت، رَوَى عنه خارجة بن الصلت.
__________
[1] في ى: سهيل. والمثبت من س، وأسد الغابة.
[2] في ى، وأسد الغابة: بشر. والصواب من س، والتقريب.
[3] بكسر أوله وسكون الكاف.
(3/1244)
(2041) علباء السُّلَمِيّ، يعد فِي أهل
المدينة.
لَهُ حديث واحد يرويه عبد الحميد ابن جَعْفَرِ بْنِ عَبْدِ
اللَّهِ بْنِ أَبِي الْحَكَمِ [1] الأَنْصَارِيُّ، عَنْ
أَبِيهِ، عَنْ عِلْبَاءَ السُّلَمِيِّ، قَالَ: سمعت النبي
صلى الله عليه وسلم يقول: لا تَقُومُ السَّاعَةُ إِلا
عَلَى شِرَارِ الْخَلْقِ. وَيَرْوِيهِ بَعْضُ الرُّوَاةِ:
لا تَقُومُ السَّاعَةُ إِلا عَلَى حُثَالَةٍ مِنَ
النَّاسِ.
(2042) علبة بْن زَيْد الحارثي الأنصاري،
من بنى حارثة. يعد فِي أهل المدينة، رَوَى عَنْهُ محمود بن
لبيد، وهو أحد البكاءين الذين تولوا وأعينهم تفيض من الدمع
حزنا ألا يجدوا مَا ينفقون.
(2043) علس بْن الأسود الْكِنْدِيّ.
ذكره الطبري فيمن وفد على رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فأسلم هُوَ وأخوه سَلَمَة بْن الأسود.
(2044) عليفة بْن عدي بن عمرو بن مالك بن عمر [2] بْن
مَالِك بْن علي بْن بياضة الأَنْصَارِيّ،
شهد بدرا، كذلك قَالَ ابْن هِشَام: عليفة- بالعين وَقَالَ
ابْن إِسْحَاق: خليفة- بالخاء.
(2045) عنبة بْن سهيل بْن عَمْرو.
وقد قيل عُتْبَة، ولا يصح. والصحيح أَنَّهُ عنبة، كذلك
ذكره الزُّبَيْر بْن بكار عَنْ عمه مصعب، هُوَ أخو أَبِي
جندل بْن سهيل، أسلم عنبة بْن سهيل بْن عَمْرو مع أَبِيهِ،
واستشهدا جميعا معا بالشام قَالَ الزُّبَيْر عَنْ عمه:
كانت فاختة بنت عنبة بن سهيل تحت
__________
[1] في هوامش الاستيعاب: صوابه ابن الحكم (ورقة 89) .
[2] في س: في عمرو.
(3/1245)
عَبْد الرَّحْمَنِ بْن الْحَارِث بْن
هِشَام- وهي أم أبنه الفقيه أَبِي بَكْر بْن عَبْد
الرَّحْمَنِ وأم إخوته عُمَر، وعثمان، وعكرمة، وخالد [1] ،
وَمُحَمَّد:
بني عَبْد الرَّحْمَنِ بْن الْحَارِث بْن هشام. وعبد
الرحمن وفاختة هما الشريدان، سمّاهما بذلك عُمَر بْن
الخطاب، وَقَالَ: زوجوا الشريد الشريدة، فتزوج عَبْد
الرَّحْمَنِ فاختة، وأقطعهما عُمَر بالمدينة خطة، وأوسع
لهما، فقيل لَهُ:
أكثرت لهما، فَقَالَ: عسى الله أن ينشر منهما، فنشر الله
منهما ولدا كثيرا رجالا ونساءً.
(2046) عنيز العذري.
ويقال الغفاري. أقطعه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أرضا بوادي القرى فهي تنسب إِلَيْهِ،
وسكنها إِلَى أن مات. ويقال فِي هَذَا عس [2] وقد ذكرناه.
(2047) عنترة السُّلَمِيّ.
ثُمَّ الذكواني، حليف لبني سواد بْن غنم بن كعب ابن
سَلَمَة من الأنصار، شهد بدرا، هكذا قَالَ ابْن هِشَام.
وَقَالَ ابْن إِسْحَاق وَابْن عقبة فِي عنترة هَذَا: هُوَ
مولى سُلَيْم بْن عَمْرو بْن حديدة الأَنْصَارِيّ، شهد
بدرا، وقتل يَوْم أحد شهيدا، قتله نوفل بْن مُعَاوِيَة
الديلي. [وقيل:
بل قتل بصفين، والله أعلم] [3] . وَقَالَ فِي موضع آخر من
كتابه: عنترة مولى الأنصار قتل يَوْم أحد شهيدا، فجعله
ابْن هِشَام من بني سُلَيْم حليفا للأنصار، وجعله ابْن
عقبة وَابْن إِسْحَاق مولى للأنصار.
__________
[1] في ى: وخلف.
[2] انظر هامش صفحة 1239
[3] ليس في س.
(3/1246)
(2048) عنمة [1] والد إِبْرَاهِيم بْن عنمة
الْمُزْنِيّ.
لَهُ صحبة. رَوَى عَنْهُ ابنه إِبْرَاهِيم، وَمُحَمَّد بْن
إِبْرَاهِيم بْن الْحَارِث، ذكره أَبُو سَعِيد بْن يونس في
المصريين.
(2049) عوذ ابن عفراء.
وهي أمه، وَهُوَ عوذ بْن الْحَارِث، قد نسبناه فِي باب
أخيه مُعَاذ، وباب أخيه معوذ أيضا، ونسبنا أمه هنالك
[أيضا] [2] .
وعوذ ومعوذ ابنا عفراء هما ضربا يَوْم بدر أبا جهل
فأثبتاه، فوقع صريعا، وعطف عليهما أَبُو جهل [3] فقتلهما.
وقيل: بل قاتل يومئذ حَتَّى قتل، وأجهز على أَبِي جهل
عَبْد اللَّهِ بْن مَسْعُود، هكذا قَالَ بعضهم عوذ، وإنما
هُوَ عوف على مَا ذكرنا، وباللَّه التوفيق.
(2050) عون بْن جَعْفَر بْن أَبِي طالب.
ولد على عهد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ، أمه وأم أخويه [4] : عَبْد اللَّهِ، وَمُحَمَّد
بني جَعْفَر بْن أَبِي طالب- أَسْمَاء بِنْت عميس
الخثعمية. واستشهد عون بْن جَعْفَر وأخوه مُحَمَّد بْن
جَعْفَر بتستر، ولا عقب لَهُ.
(2051) عويف بْن الأضبط [5] الديليّ.
ويقال عويث [6] والأكثر عويف
__________
[1] في أسد الغابة: وقد ذكرناه في عثمة- بالثاء المثلثة،
فإن أبا نعيم أخرجه كذلك وحده، وأخرجه ابن مندة وأبو عمر
عنمة- بالنون، والله أعلم، وهو الصواب (4- 152) .
[2] من س.
[3] هكذا، ولعله عكرمة بن أبى جهل (هامش ى) .
[4] في ى: إخوته.
[5] في أسد الغابة: واسم الأضبط ربيعة بن أبير.
[6] في الإصابة: عوث- ولكنه قال بمثلثة بدل الفاء.
(ظهر الاستيعاب ج 3- م 11)
(3/1247)
ابن الأضبط بْن ربيع بْن الأضبط بْن أبير
[1] بْن نهيك بْن خزيمة [2] بْن عدي بْن الديل. قاله ابْن
الكلبي. أسلم عام الحديبية فيما قاله ابْن الكلبي.
وَقَالَ غيره: استخلفه رسول الله صلى الله عليه وسلم في
خروجه إلى الحديبية على المدينة.
(2052) عويم بْن ساعدة بْن عائش [3] بْن قَيْس بْن النعمان
بْن زَيْد بن أمية بن زيد بن مالك بن عوف بْن عَمْرو بْن
عوف،
يكنى أَبَا عَبْد الرَّحْمَنِ.
وَكَانَ ابْن إِسْحَاق يَقُول فِي نسبه: عويم بن ساعدة بن
صلجعة [4] ، وإنه من بلي بْن عَمْرو بْن الحاف بْن قضاعة
حليف لبني أُمَيَّة بْن زَيْد، ولم يذكر ذَلِكَ غيره. شهد
عويم العقبتين جميعا فِي قول الْوَاقِدِيّ. وغيره يَقُول:
شهد العقبة الثانية مع السبعين من الأنصار، وشهد بدرا
وأحدا والخندق.
ومات فِي حياة رَسُول الله صلى الله عليه وسلم. وقيل: بل
مات فِي خلافة عُمَر بْن الخطاب بالمدينة، وَهُوَ ابْن خمس
أو ست وستين سنة.
(2053) عياذ [5] بْن عبد عَمْرو الأسدي.
حديثه عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
فِي صفة خاتم النبوة كأنه ركبة عنز حديثه عِنْدَ أبى عاصم
النبيل،
__________
[1] في ى: أثير. والمثبت من الإصابة وأسد الغابة. وقد جاء
في الإصابة: أبير- بموحدة مصغرا (3- 45) ، وهكذا في س،
وأسد الغابة.
[2] في س: جذيمة. وفي الإصابة: حذيمة.
[3] هكذا في ى، س، وأسد الغابة. وفي التقريب: عابس، وقال
بموحدة ومهملتين، وقال في أسد الغابة: وقال ابن مندة: عويم
بن ساعدة بن حابس- بالحاء وآخر سين مهملة، وهو تصحيف،
وإنما هو عائش (4- 158) .
[4] في أسد الغابة: صلعجة.
[5] بفتح أوله وتشديد ثانيه وآخره معجمة- الإصابة (3- 46)
.
(ظهر الاستيعاب ج 3- م 11)
(3/1248)
قَالَ: حَدَّثَنَا بشر بْن صحار بْن معارك
بْن بشر بْن عياذ بْن عبد عَمْرو [عَنْ معارك بْن بشر عَنْ
عياذ بْن عَمْرو] [1] الأسدي أَنَّهُ سمع معارك بْن بشر
بْن عياذ أن عياذ بْن عبد عَمْرو حدثه أَنَّهُ أتى
النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فحدثه،
وَكَانَ تبعه قبل فتح مكة، ودعا لَهُ قَالَ: فرأيت خاتم
النبوة، وحمله على ناقة، فلم تزل معه حَتَّى قتل عُثْمَان
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وقدم بها العراق. وفي غير هَذِهِ
الرواية أن عياذا هَذَا قَالَ: فرأيت خاتم النبوة كأنه
ركبة عنز [2] .
(2054) عيسى بْن عُقَيْل الثقفي
قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم بابن لي بِهِ لمم اسمه
حَازِم، فسماه عَبْد الرَّحْمَنِ. لم يرو عَنْهُ إلا
زِيَاد ابن علاقة.
(2055) عيينة [3] بْن حصن بْن حذيفة بْن بدر الفزاري.
يكنى أَبَا مَالِك.
أسلم بعد الْفَتْح. وقيل: قبل الْفَتْح، وشهد الْفَتْح
مسلما، وَهُوَ من المؤلفة قلوبهم، وَكَانَ من الأعراب
الجفاة فَذَكَرَ سُنَيْدٌ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ،
عَنِ الأَعْمَشِ، عن إبراهيم، قال: جاء عيينة بن حصن إِلَى
النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعِنْدَهُ
عَائِشَةُ فَقَالَ: مَنْ هَذِهِ- وَذَلِكِ قَبْلَ أَنْ
يَنْزِلَ الْحِجَابُ- قَالَ: هَذِهِ عَائِشَةُ قَالَ:
أَفَلا أَنْزِلُ لَكَ عَنْ أُمِّ الْبَنِينَ
فَتَنْكِحَهَا! فَغَضِبَتْ
__________
[1] من أسد الغابة: وفي س: بن معارك بن بشر بن عبد عمرو
الأزدي أنه سمع معارك بن بشر.
[2] قال الأمير أبو نصر: وأخرجه ابن مندة وأبو نعيم في
عباد- بالباء الموحدة أيضا والله أعلم. (أسد الغابة 4-
161) .
[3] في هوامش الاستيعاب: عينية لقب، واسمه حذيفة.
(3/1249)
عَائِشَةُ وَقَالَتْ: مَنْ هَذَا؟ فَقَالَ
رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: هَذَا
أَحْمَقٌ مُطَاعٌ- يَعْنِي فِي قَوْمِهِ.
وفي غير هَذِهِ الرواية فِي هَذَا الخبر أَنَّهُ دخل على
رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بغير
إذن، فقال له رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ: وأين
الإذن؟
فَقَالَ: مَا استأذنت على أحد من مضر. وكانت عَائِشَة مع
النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جالسة-
فَقَالَ: من هَذِهِ الحميراء؟ فَقَالَ: أم المؤمنين قَالَ:
أفلا أنزل لك عَنْ أجمل منها! فقالت عَائِشَة: من هَذَا
يَا رَسُول اللَّهِ؟ قَالَ:
هَذَا أحمق مطاع، وَهُوَ على مَا ترين سيد قومه. قال أَبُو
عُمَر: كَانَ عُيَيْنَة يعد فِي الجاهلية من الجرارين يقود
عشرة آلاف، وتزوج عُثْمَان بْن عَفَّان ابنته، فدخل
عَلَيْهِ يوما فأغلظ له، فقال له عثمان: لو كَانَ عُمَر
مَا أقدمت عَلَيْهِ بهذا. فَقَالَ: إن عُمَر أعطانا
فأغنانا وأخشانا فأتقانا.
وَرَوَى أبو بكر بن عياش، عن الأعمش، عن أَبِي وائل،
قَالَ:
سمعت عُيَيْنَة بْن حصن يَقُول لعبد الله: أنا ابْن
الأشياخ الشم. فَقَالَ لَهُ عَبْد اللَّهِ: ذاك يُوسُف بْن
يعقوب بْن إِسْحَاق بْن إِبْرَاهِيم. فسكت. وَكَانَ لَهُ
ابْن أخ لَهُ دين وفضل. قَالَ سُفْيَان بْن عُيَيْنَة،
عَنِ الزُّهْرِيّ: كَانَ جلساء عمر بن الخطاب أهل القرآن
شبابا وكهولا، فجاء عيينة الفزاري، وكان له ابن أخ من
جلساء عمر يقال له الحر [1] بن قيس، فقال لابن
__________
[1] في س: أبجر.
(3/1250)
أخيه: ألا تدخلني على هذا الرجل؟ فقال: إني
أخاف أن تتكلم بكلام لا ينبغي. فقال: لا أفعل. فأدخله على
عمر، فقال: يا بن الخطاب، والله مَا تقسم بالعدل، ولا تعطي
الجزل. فغضب عمر غضبا شديدا حتى هم أن يوقع بِهِ. فَقَالَ
لَهُ ابْن أخيه: يَا أمير المؤمنين، إن الله عز وجل يَقُول
فِي [محكم] [1] كتابه [2] : خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ
بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجاهِلِينَ 7: 199.
وإن هذا من الجاهلين. قال: فخلى عنه عمر، وكان وقافا عند
كتاب الله عز وجل.
__________
[1] ليس في س.
[2] سورة الأعراف، آية 198
(3/1251)
|