الإستيعاب في
معرفة الأصحاب حرف القاف
باب الْقَاسِم
(2097) القاسم بْن مخرمة بْن المطلب،
أخو قَيْس بْن مخرمة، أعطاه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ولأخيه الصلت مائة وسق من خيبر. وأمهما
بِنْت مَعْمَر بْن أُمَيَّة بْن عَامِر من بني بياضة، وأم
قَيْس أخيهما أم ولد، ولا أعلم للقاسم ولا للصلت رواية.
والله أعلم.
(2098) قاسم، مولى أَبِي بَكْر الصديق رَضِيَ اللَّهُ
عَنْهُ.
له صحبة ورواية.
باب قبيصة
(2099) قبيصة [1] بْن برمة [2] الأسدي.
قَالَ لَهُ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ: كم مات لك من الولد؟ قَالَ: ثلاثة بنين. قَالَ:
قد احتظرت من النار بحظار شديد. هو والد يَزِيد بْن قبيصة.
وقد قيل: إن حديثه مرسل، لأنه يروي عَنِ ابْن مَسْعُود
والمغيرة بْن شُعْبَة رَضِيَ اللَّهُ عنهم.
(2100) قبيصة بْن ذؤيب [3] الخزاعي هُوَ قبيصة بْن ذؤيب
بْن حلحلة بن عمرو بن كليب بن أصرم،
قد رفعنا فِي نسب أَبِيهِ إِلَى خزاعة في بابه من هذا
الكتاب [4] .
__________
[1] بفتح أوله، وكسر الموحدة (التقريب) .
[2] في الإصابة: بموحدة مضمومة أوله وسكون الراء- وتردد
فيه ابن حبان هل هو بالموحدة أو بالمثلثة (3- 214) .
[3] بالمعجمة مصغر (التقريب) .
[4] صفحة 464.
(3/1272)
ولد قبيصة بْن ذؤيب فِي أول سنة من الهجرة.
وقيل: ولد عام الْفَتْح، يكنى أَبَا إِسْحَاق. وقد قيل:
أَبَا سَعِيد. روى عن أبى الدرداء، وَأَبِي هُرَيْرَةَ،
وزيد بْن ثَابِت، وجماعة من الصحابة. رَوَى عَنْهُ
الزُّهْرِيّ، ورجاء بْن حيوة، ومكحول. وكان ابْن شهاب إذا
ذكر قبيصة بْن ذؤيب قَالَ:
كَانَ من علماء هَذِهِ الأمة.
توفي سنة ست [1] وثمانين، وله ست وثمانون سنة. هَذَا على
قول من قَالَ: ولد عام الهجرة. ويقال: إنه أتى بِهِ النبي
صلى الله عليه وسلم فدعا له قَالَ أَبُو عُمَر: كَانَ لَهُ
فقه وعلم، وَكَانَ على خاتم عَبْد الْمَلِكِ بْن مَرَوَان.
(2101) قبيصة بْن المخارق بْن عَبْد اللَّهِ بْن شداد
الهلالي.
من بنى هلال ابن عَامِر بْن صعصعة، يكنى أَبَا بشر، نزل
البصرة. روى عَنْهُ أَبُو عُثْمَان النهدي، وكنانة بْن
نُعَيْم، وَأَبُو قلابة، وابنه قطن بْن قبيصة.
(2102) قبيصة بْن وَقَّاص السُّلَمِيّ.
سكن البصرة. روى عَنْهُ حديث واحد لم يحدث بِهِ غير أَبِي
الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيِّ، عَنْ أَبِي هَاشِمِ بْنِ
عُمَارَةَ صَاحِبُ الزَّعْفَرَانِ، عَنْ صَالِحِ بْنِ
عُبَيْدٍ، عَنْ قَبِيصَةَ بْنِ وَقَّاصٍ مَرْفُوعًا عَنِ
النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أنه قال: سيكون عَلَيْكُمْ
أُمَرَاءٌ يُؤَخِّرُونَ الصَّلاةَ ... فذكر الحديث فِي
جواز الصلاة خَلَف أئمة الجور مَا صلوا إلى القبلة
(2103) قبيصة السُّلَمِيّ
يروى عَنْهُ عُقَيْل بْن طَلْحَة، وفيه نظر.
__________
[1] في هوامش الاستيعاب: بخط كاتب الأصل في الهامش ما لفظه
سنة سبع (ورقة 92)
(3/1273)
باب قتادة
(2104) قتادة بْن أوفى.
ويقال قَتَادَة بْن أَبِي أوفى التميمي له صحبة.
روى عَنْهُ ابنه إِيَاس بْن قَتَادَة. وروى عَنِ ابنه
إِيَاس أبو جمرة الضبعي وَكَانَ إِيَاس قاضي الري
(2105) قتادة بْن عَيَّاش الجرشي،
والد هِشَام بْن قَتَادَة الرهاوي. روى عَنْهُ ابنه هِشَام
أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ودعه
فِي خروجه إِلَى سفر، فَقَالَ: زودك الله التقوى، وغفر
ذنبك، ووجهك للخير حيث كنت، وعقد لَهُ لواء
(2106) قتادة بْن ملحان [1] القيسي.
لَهُ صحبة. روى عنه ابنه عبد الملك ابن قَتَادَة ويقال: إن
شُعْبَة أخطأ فِي اسمه إذ قَالَ فِيهِ: منهال [2] بْن
ملحان قَالَ الْبُخَارِيّ: حديث هَمَّام أصح من حديث
شُعْبَة- يَعْنِي فِي ذَلِكَ.
ومنهال بْن ملحان لا يعرف فِي الصحابة، والصواب قَتَادَة
بْن ملحان القيسي، تفرد بالرواية عَنْهُ ابنه عَبْد
الْمَلِكِ بْن قَتَادَة. يعد فِي البصريين.
(2107) قتادة بْن النعمان.
بن زيد بن عامر بن سواد بْن كَعْب، وكعب هُوَ ظفر بْن
الخزرج بْن عَمْرو بْن مَالِك بْن الأوس الظفري الأنصاري.
__________
[1] بكسر الميم وسكون اللام بعدها مهملة (التقريب) .
[2] في أسد الغابة: ورواه- الحديث- شعبة عَنْ أنس بْن
سيرين عَنْ عبد الملك بن منهال أو ملحان- والصواب ملحان
(4- 195) .
(3/1274)
يكنى أَبَا عَمْرو. وقيل أَبُو عُمَر. وقيل
أَبُو عَبْد اللَّهِ. عقبي، شهد بدرا والمشاهد كلها،
وأصيبت عينه يَوْم بدر. وقيل يَوْم الخندق، وقيل يَوْم
أحد، فسالت حدقته، فأرادوا قطعها، ثُمَّ أتوا النَّبِيّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فدفع حدقته بيده حَتَّى
وضعها موضعها، ثُمَّ غمزها براحته، وَقَالَ: اللَّهمّ
اكسها جمالا، فجاءت وإنها لأحسن عينيه وما مرضت بعده.
قال أَبُو عُمَر: الأصح- والله أعلم- أن عين قَتَادَة
أصيبت يَوْم أحد.
رَوَى عَبْدُ الله بن إدريس، عن محمد بن إسحاق، عن عاصم بن
عمر بن قتادة، عن جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ:
أُصِيبَتْ عَيْنُ قَتَادَةَ بْنِ النُّعْمَانِ يَوْمَ
أُحُدٍ، وَكَانَ قَرِيبَ عَهْدٍ بِعُرْسٍ، فَأَتَى
النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
فَأَخَذَهَا بِيَدِهِ فَرَدَّهَا. فَكَانَتْ أَحْسَنَ
عَيْنَيْهِ وَأَحَدَّهُمَا نَظَرًا. وقال عُمَر بْن عَبْد
الْعَزِيزِ: كنا نتحدث أَنَّهَا تعلقت بعرق فردها رَسُول
الله صلى الله عليه وسلم.
وقال: اللَّهمّ اكسها جمالا. وذكر الأصمعي، عَنْ أَبِي
معشر المدني، قَالَ: وفد أَبُو بَكْر بْن مُحَمَّد ابن
عَمْرو بْن حزم بديوان أهل المدينة إِلَى عُمَر بْن عَبْد
الْعَزِيزِ- رجل من ولد قَتَادَة بْن النعمان، فلما قدم
عَلَيْهِ قَالَ له ممّن الرجل؟ فقال:
أنا ابْن الَّذِي سالت على الخد عينه ... فردت بكف المصطفى
أحسن الرد
فعادت كما كانت لأول أمرها ... فيا حسن مَا عين ويا حسن
مَا رد
فقال عُمَر بْن عبد العزيز رحمة الله عليه:
تلك المكارم لا قعبان من لبن ... شيبا بماء فعادت بعد
أبوالا
(3/1275)
وقال عبد الله بن محمد بن عمارة: إن
قَتَادَة بْن النعمان رميت عينه يَوْم أحد فسالت حدقته على
وجهه، فأتى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: يا
رَسُول اللَّهِ، إن عندي امرأة أحبها وإن هي رأت عيني خشيت
أن تقذرني، فردها رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ فاستوت، وكانت أقوى عينيه وأصحهما. وكانت معه
يَوْم الْفَتْح راية بني ظفر، وَكَانَ رَضِيَ اللَّهُ
عَنْهُ من فضلاء الأنصار وكانت وفاته فِي سنة ثلاث وعشرين.
وقيل سنة أربع وعشرين، وهو ابن خمس وستين سنة، وصلى عليه
عُمَر بْن الخطاب رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، ونزل فِي قبره
أَبُو سَعِيد الْخُدْرِيّ، وَهُوَ أخوه لأمه رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهُمَا.
ومن حديث أَبِي سَلَمَة، عَنْ أَبِي سَعِيد الْخُدْرِيّ أن
رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خرج ذات
ليلة لصلاة العشاء، وهاجت الظلمة من السماء، وبرقت برقة،
فرأى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
قَتَادَة بْن النعمان، فَقَالَ:
قَتَادَة! قَالَ: نعم، يَا رَسُول اللَّهِ، علمت أن شاهد
الصلاة الليلة قليل، فأحببت أن أشهدها. فقال لَهُ: إذا
انصرفت فأتني فلما انصرف أعطاه عرجونا، وَقَالَ لَهُ: خذها
فسيضيء أمامك عشرا وخلفك عشرا. وقتادة هَذَا هُوَ جد
عَاصِم بْن عُمَر بْن قَتَادَة المحدث النسابة، رَوَى عَنْ
قَتَادَة بْن النعمان أخوه لأمه أَبُو سَعِيد الْخُدْرِيّ
حديث قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ 112: 1 تعدل ثلث القرآن.
وقتادة بْن النعمان هَذَا هو الّذي كان يقرؤها وكان
(3/1276)
يتقالها [1] وعليه مخرج ذَلِكَ الحديث، وله
فِي قصة نزول [2] : وَلا تُجادِلْ عَنِ الَّذِينَ
يَخْتانُونَ أَنْفُسَهُمْ 4: 107 في بني أبيرق من الأنصار
فضيلة كبيرة.
وحديثه بذلك مشهور فِي السير، وفي كتب تفسير القرآن.
باب قدامة
(2108) قدامة بْن مظعون بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح،
القرشي الْجُمَحِيّ،
يكنى أَبَا عَمْرو. وقيل أَبَا عُمَر. والأول أشهر وأكثر.
أمه امرأة من بني جمح، وَهُوَ خال عَبْد اللَّهِ وحفصة
ابني عُمَر بْن الخطاب.
وكانت تحته صفية بنت الخطاب أخت عمر بن الخطاب. هاجر إِلَى
أرض الحبشة مع أخويه: عُثْمَان بْن مظعون، وعبد الله بْن
مظعون، ثُمَّ شهد بدرا وسائر المشاهد، واستعمله عُمَر بْن
الخطاب رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ على البحرين، ثُمَّ عزله،
وولى عُثْمَان بْن أَبِي الْعَاص.
وكان سبب عزله مَا رواه مَعْمَر عَنِ ابْن شهاب، قال:
أخبرنى عبد الله ابن عَامِر بْن رَبِيعَة أن عُمَر بْن
الخطاب استعمل قدامة بْن مظعون على البحرين- وَهُوَ خال
عَبْد اللَّهِ وحفصة ابني عُمَر بْن الخطاب، فقدم الجارود
سيد عبد القيس على عُمَر بْن الخطاب من البحرين، فَقَالَ:
يَا أمير المؤمنين، إن قدامة شرب فسكر، وإني رأيت حدا من
حدود الله حقا علي أن أرفعه إليك. فَقَالَ عُمَر: من يشهد
معك؟ فَقَالَ: أَبُو هُرَيْرَةَ. فدعي أَبُو هُرَيْرَةَ
__________
[1] تقاله: رآه ليلا.
[2] سورة النساء، آية 106.
(3/1277)
فَقَالَ: بم تشهد؟ فَقَالَ: لم أره يشرب،
ولكني رأيته سكران يقيء، فَقَالَ عُمَر: لقد تنطعت فِي
الشهادة. ثم كتب إِلَى قدامة أن يقدم عَلَيْهِ من البحرين.
فقدم، فَقَالَ الجارود لعمر: أقم على هَذَا كتاب الله.
فقال عُمَر:
أخصيم أنت أم شهيد؟ فَقَالَ: شهيد. فقال: قد أديت شهادتك.
قال:
فصمت الجارود، ثُمَّ غدا على عُمَر فَقَالَ: أقم على هَذَا
حد الله. فقال عُمَر: مَا أراك إلا خصيما، وما شهد معك إلا
رجل واحد. فقال الجارود:
إِنِّي أنشدك الله! قَالَ عُمَر: لتمسكن لسانك أو لأسوءنك
فَقَالَ: يَا عُمَر، أما والله مَا ذَلِكَ بالحق أن يشرب
الخمر ابْن عمك وتسوءني. فقال أَبُو هُرَيْرَةَ:
إن كنت تشك فِي شهادتنا فأرسل إِلَى ابنة الْوَلِيد فسلها-
وهي امرأة قدامة. فأرسل عُمَر إِلَى هند بِنْت الْوَلِيد
ينشدها. فأقامت الشهادة على زوجها، فَقَالَ عُمَر لقدامة:
إِنِّي حادك. فقال: لو شربت، كما يقولون، مَا كَانَ لكم أن
تحدوني. فقال عُمَر: لم؟ قَالَ قدامة: قَالَ الله عز وجل
[1] :
لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ
جُناحٌ فِيما طَعِمُوا إِذا مَا اتَّقَوْا وَآمَنُوا
وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ ... 5: 93 الآية. قال عُمَر:
أخطأت التأويل، إنك إذا اتقيت الله اجتنبت مَا حرم عليك،
ثُمَّ أقبل عُمَر على الناس فَقَالَ:
ماذا ترون فِي جلد قدامة؟ فقالوا: لا نرى أن تجلده مَا
كَانَ مريضا.
فسكت على ذَلِكَ أياما، ثُمَّ أصبح يوما، وقد عزم على
جلده، فَقَالَ لأصحابه: مَا ترون فِي جلد قدامة؟ فَقَالَ
القوم: مَا نرى أن تجلده مَا كان
__________
[1] سورة المائدة، آية 96.
(3/1278)
وجعا. فقال عُمَر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ:
لأن يلقى الله وَهُوَ تحت السياط أحب إلي من أن ألقاه
وَهُوَ فِي عنقي. إيتوني بسوط تام. فأمر عُمَر بقدامة
فجلده، فغاضب عُمَر قدامة، وهجره، فحج عُمَر رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهُ وقدامة معه مغاضبا لَهُ، فلما قفلا من
حجهما ونزل عُمَر بالسقيا نام، فلما استيقظ من نومه قَالَ:
عجلوا علي بقدامة، فو الله لقد أتاني آتٍ فِي منامي
فَقَالَ: سَالِم قدامة، فإنه أخوك، فعجلوا علي بِهِ، فلما
أتوه أَبِي أن يأتي، فأمر بِهِ عُمَر رَضِيَ اللَّهُ
عَنْهُ إن أبى أن يجروه، فكلمه عُمَر، واستغفر لَهُ، فكان
ذَلِكَ أول صلحهما.
حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الله
بن محمد، حدثنا أحمد بن خالد، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ
إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا
ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ:
سَمِعْتُ أَيُّوبَ بْنَ أَبِي تَمِيمَةَ، قَالَ: لَمْ
يُحَدَّ فِي الْخَمْرِ أحد من أهل بدر إلا قدامة ابن
مَظْعُونٍ.
وتوفي قدامة سنة ست وثلاثين، وَهُوَ ابن ثمان وستين سنة.
(2109) قدامة الكلابي.
ويقال العامري، وَهُوَ قدامة بْن عبد الله بن عمار ابن
مُعَاوِيَة الكلابي، من بني كلاب بْن رَبِيعَة بْن عَامِر
بْن صعصعة، يكنى أَبَا عَبْد اللَّهِ، أسلم قديما، سكن مكة
ولم يهاجر، وشهد حجة الوداع، وأقام بركية فِي البدو من
بلاد نجد وسكنها.
روى عَنْهُ أيمن بْن نابل [1] ، وحميد بْن كلاب فأما حديث
أيمن عَنْهُ فإنه قَالَ: رأيت رَسُول اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يرمي الجمرة يَوْم النحر على
ناقة صهباء لا ضرب ولا طرد ولا إليك إليك. وأما حديث حميد
بْن كلاب فإنه قَالَ عَنْهُ:
إنه رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم عرفة وعليه حلة
حبرة. لا أحفظ لَهُ غير هذين الحديثين.
__________
[1] بنون وموحدة (التقريب) .
(ظهر الاستيعاب ج 3- م 11)
(3/1279)
باب قرة
(2110) قرة بْن إِيَاس [1] بْن رئاب الْمُزْنِيّ.
سكن البصرة، وداره بها بحضرة العوقة [2] . لم يرو عَنْهُ
غير ابنه مُعَاوِيَة بْن قرة. وَهُوَ جد إِيَاس بْن
مُعَاوِيَة بْن قرة الحكيم الذكي [3] قاضي البصرة. ويقال
لَهُ قرة بْن الأعز.
حدثنا خَلَف بْن قَاسِم، حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن محبوب،
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر بْن أَبِي شيبة، حَدَّثَنَا شبابة
بْن سوار، عَنْ شُعْبَة، عَنْ مُعَاوِيَة بْن قرة، عَنْ
أَبِيهِ أَنَّهُ أتى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ وقد حلب وصر. وقرة هَذَا قتلته الأزارقة:
وذلك أن عَبْد الرَّحْمَنِ بْن عبيس بْن كريز القرشي
العبشمي خرج فِي زمن مُعَاوِيَة فِي نحو من عشرين ألفا
يقاتلون الأزارقة ومعه أخوه مسلم بن عبيس [4] ابن كريز،
وهما ابنا عم عَبْد اللَّهِ بْن عَامِر بْن كريز- وَكَانَ
فِي العسكر قرة بْن إِيَاس الْمُزْنِيّ، وابنه مُعَاوِيَة
بْن قرة. وقتل قرة فِي ذَلِكَ اليوم، وقتل عَبْد
الرَّحْمَنِ بْن عبيس، وأخوه مُسْلِم، قتل عَبْد
الرَّحْمَنِ نَافِع بْن الأزرق، وقتل يومئذ مُعَاوِيَة بْن
قرة قاتل أَبِيهِ، وَكَانَ عَبْد الرَّحْمَنِ بن عبيس قد
استعمله عُثْمَان رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ على كرمان.
(2111) قرة بْن حُصَيْن بْن فَضَالَة العبسي.
أحد التسعة العبسيين الذين قدموا على رَسُول اللَّهِ صلى
الله عليه وسلم فأسلموا.
__________
[1] في التقريب: ابن هلال. وفي الإصابة وأسد الغابة: بن
هلال بن رئاب.
[2] عوقة: محلة بالبصرة (ياقوت) .
[3] في أسد الغابة: المزني.
[4] بمهملتين وموحدة مصغر (الإصابة) .
(ظهر الاستيعاب ج 3- م 11)
(3/1280)
(2112) قرة بْن دعموص بْن رَبِيعَة بْن عوف
النميري،
من بني نمير بن عامر بن صعصعة، بصري، استغفر لَهُ رَسُول
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَانَ قدم
إِلَيْهِ مع قَيْس بْن عَاصِم، والحارث بْن شريح. روى
عَنْهُ مولاه، وَرَوَى عَنْهُ أيضا عائذ بْن ربيعة بن قيس.
(2113) قرة بْن عُتْبَة الأَنْصَارِيّ الأشهلي حليف لهم.
قتل يَوْم أحد شهيدا.
(2114) قرة بْن هبيرة بْن عَامِر بْن سَلَمَة الخير بْن
قشير بن كعب بن ربيعة ابن عَامِر بْن صعصعة القشيري.
وفد على النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
وَقَالَ لَهُ: يَا رسول الله، الحمد الله، إنا كنا نعبد
الآلهة لا تنفعنا ولا تضرنا. فقال رَسُول اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: نعم ذا عقلا. وقرة هَذَا هُوَ
جد الصمة القشيري الشاعر، وأحد الوجوه الوفود من العرب على
النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم.
باب قطبة
(2115) قطبة بْن جزي [1] .
ويقال ابْن جَرِير. يكنى أَبَا الحويصلة. له صحبة ورواية
عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. روى
عَنْهُ مقاتل [2] بن معدان. حديثه
__________
[1] في الإصابة (3- 228) : وضبط آباه بفتح المهملة وآخره
زاي. وضبطه بعضهم بضم الجيم وفتح الزاى.
[2] في أسد الغابة: روى عنه مقاتل بن معدان. ذكره في حريز-
بفتح الحاء وكسر الراء وبعد الياء زاي والله أعلم (4- 205)
.
(3/1281)
عِنْدَ عِمْرَانَ بْنِ جَرِيرٍ [1] ، عَنْ
مُقَاتِلِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنْهُ- أَنَّهُ أَتَى
النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ:
أَنَا أُبَايِعُكَ عَلَى نَفْسِي وعلى الحويصلة ابنتي-
وبها كان يكنى- على الإِسْلامِ الْوَثِيقِ، أَشْهَدُ
أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ، لَوْ كَذَبْتَ عَلَى اللَّهِ
خَدَعَكَ اللَّهُ. قال أَبُو حَاتِم الرازي: هُوَ أول من
افتتح الأبلة.
(2116) قطبة بْن عَامِر بْن حديدة الأَنْصَارِيّ.
يكنى أبا زيد. ويقال قطبة ابن عَمْرو بْن حديدة. قَالَ
ابْن إِسْحَاق: هُوَ قطبة بْن عَامِر بْن حديدة بْن عَمْرو
بن سواد بن غنم بن كعب بن سَلَمَة الخزرجي، شهد العقبة
الأولى والثانية، ولم يختلفوا فِي ذَلِكَ، وشهد بدرا وأحدا
والمشاهد كلّها مع رسول الله صلى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
وكانت معه راية بني سَلَمَة يَوْم الْفَتْح، وجرح يَوْم
أحد تسع جراحات. وقال أَبُو معشر: رمي قطبة بْن عَامِر
يَوْم بدر بحجر بين الصفين، ثُمَّ قَالَ: لا أفر حَتَّى
يفر هَذَا الحجر. وقال الْوَاقِدِيّ فِي تسمية من شهد بدرا
مع النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من
الأنصار: من بني سواد بْن غنم بْن كَعْب بْن سَلَمَة،
ثُمَّ من بني حديدة قطبة بْن عَمْرو بْن حديدة، يكنى أَبَا
زَيْد، توفي زمن عُثْمَان رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا.
(2117) قطبة بْن عبد عَمْرو بْن مَسْعُود بْن عبد الأشهل
بْن حارثة بْن دينار.
قتل يَوْم بئر معونة شهيدا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ.
(2118) قطبة بْن قَتَادَة السدوسي.
هُوَ الَّذِي استخلفه خَالِد بْن الْوَلِيد على البصرة فِي
سنة اثنتي عشرة، ثُمَّ سار إِلَى السواد، رَوَى عَنْهُ
مقاتل.
__________
[1] في س: حدير.
(3/1282)
(2119) قطبة بْن مَالِك الثعلي.
ويقال الثعلبي- وهو الصواب، من بني ثعلبة. ويقال الذبياني،
كوفي. روى عَنْهُ زِيَاد بْن علاقة، ويقال هُوَ عم زيادة
بْن علاقة. وقال لي خَلَف بْن الْقَاسِم، عَنْ أَبِي علي
بْن السَّكَن: أَنَّهُ قَالَ: سمعت ابْن عقدة يَقُول: قطبة
بْن مَالِك من بني ثعل، وصوابه الثعلي قال ابْن السَّكَن:
والناس يخالفونه ويقولون: الثعلبي.
باب القعقاع
(2120) القعقاع [1] بن عبد الله بن أبي حدرد الأسلمي.
روى عن النبي صلى الله عليه وَسَلَّمَ أَنَّهُ سمعه
يَقُول: تمعددوا [2] واخشوشنوا وامشوا حفاةً.
رواه عَنْهُ سَعِيد المقبري. وروى القعقاع هَذَا أيضا عَنِ
النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ مر
بناس من أسلم وهم يتناضلون. قَالَ: ارموا يَا بني
إِسْمَاعِيل:
فإن أباكم كَانَ راميا، ارموا وأنا مع ابْن الأكوع ...
الحديث.
للقعقاع ولأبيه جميعا صحبة، وقد ضعف بعضهم صحبة القعقاع،
لأن حديثه لا يأتي إلا من طريق عَبْد اللَّهِ بْن سَعِيد
بْن أَبِي سَعِيد، وَهُوَ ضعيف.
(2121) القعقاع بْن عَمْرو التميمي.
قَالَ: شهدت وفاة النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ فيما رواه سيف بْن عُمَر، عَنْ عَمْرو بْن تميم،
عَنْ أبيه، عنه.
__________
[1] في أسد الغابة: القعقاع بن أبى حدرد. ويقال هو القعقاع
بن عبد الله بن أبي حدرد (4- 207) .
[2] يقال تمعدد الغلام: إذا شب وغلظ. وقيل: معناه دعوا
التنعم وزي العجم (النهاية) .
(3/1283)
قال ابْن أَبِي حَاتِم: وسيف متروك الحديث،
فبطل مَا جاء من ذَلِكَ.
قَالَ أَبُو عُمَر: هُوَ أخو عَاصِم بْن عَمْرو التميمي،
وَكَانَ لهما البلاء الجميل، والمقامات المحمودة فِي
القادسية لهما ولهاشم بْن عُتْبَة، وَعَمْرو بْن معديكرب.
(2122) الققاع بْن معبد بْن زرارة التميمي،
أحد وفد بني تميم، أشار أَبُو بَكْر بإمارته على رَسُول
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأشار عُمَر
بإمارة الأقرع بْن حابس التميمي فِي حين قدوم وفد بني
تميم، فَقَالَ أَبُو بَكْر:
مَا أردت إلا خلافي، وتماريا، فنزلت [1] : يا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ
وَرَسُولِهِ ... 49: 1 الآية، من حديث عَبْد اللَّهِ بْن
الزُّبَيْر رَضِيَ الله عنهما.
باب قيس
(2123) قيس بْن جحدر الطائي:
وفد على النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وَهُوَ جد الطرماح الشاعر، وَهُوَ الطرماح بْن حكيم بْن
نُفَيْر بن قيس ابن جحدر.
(2124) قيس بْن الْحَارِث الأسدي.
قَالَ: أسلمت وعندي ثماني نسوة، فذكرت ذَلِكَ لرسول الله
صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم فقال: اختر منهنّ أربعا.
__________
[1] سورة الحجرات، آية 1.
(3/1284)
روى حديثه ابْن أَبِي ليلى والكلبي جميعا
عَنْ حميضة [1] بْن الشمرذل عَنْهُ.
قال ابْن أَبِي خيثمة: الشمرذل- بالذال [2]- هُوَ الرجل
الطويل.
(2125) قيس بْن الْحَارِث بْن عدي بْن جشم بْن مجدعة بْن
حارثة.
وَهُوَ عم البراء بْن عازب. كان مُحَمَّد بْن عُمَر
الْوَاقِدِيّ يَقُول: هُوَ قَيْس بْن محرث، وذكر أَنَّهُ
أول من قتل، بعد ما ولوا يَوْم أحد من المسلمين مع طائفة
من الأنصار، وأحاط بهم المشركون فلم يفلت منهم أحد،
وضاربهم قَيْس حَتَّى قتل منهم عدة، ثُمَّ لم يقتلوه إلا
بالرماح، نظموه نظما وَهُوَ يقاتلهم بالسيف، فوجد بِهِ
أربع عشرة طعنة قد جافته عشر ضربات فِي بدنه. قال ابْن
سَعْد: قَالَ عَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّد بْن عُمَارَة: لا
أعرف هَذِهِ الصفة فِي قَيْس بْن الْحَارِث بْن عدي، وإنما
حكاها مُحَمَّد بْن عُمَر، عَنْ قَيْس بْن محرث، ولعله غير
قيس ابن الْحَارِث. فأما قَيْس بْن الْحَارِث فإنه قتل
يَوْم اليمامة شهيدا.
(2126) قيس بْن أَبِي حَازِم الأحمسي،
من ولد أحمس بْن الغوث بْن أنمار ابن أراش، يكنى أَبَا
عَبْد اللَّهِ، جاهلي إسلامي، لم ير النبي صلى الله عليه
وسلم فِي عهده، وصدق إِلَى مصدقه، وَهُوَ من كبار
التابعين، شهد أَبَا بَكْر الصديق رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ،
وسمع منه، وَرَوَى عَنْهُ، وعن جميع العشرة إلا عَبْد
الرَّحْمَنِ بْن عوف فإنه لم يحفظ لَهُ عَنْهُ شيء، واسم
أَبِيهِ- أَبِي حَازِم- عوف بْن الْحَارِث [3] ، وقيل: عبد
عوف بن الحارث.
__________
[1] حميضة- بالضاد المعجمة مصغر (التقريب) .
[2] هو بالدال المهملة في التقريب. وهو بوزن السفرجل.
[3] في الطبقات: بن عبد الحارث بن عوف (6- 44) .
(3/1285)
وروينا عَنْ قَيْس بْن أَبِي حَازِم
أَنَّهُ قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم لأبايعه،
فوجدته قد قبض وَأَبُو بَكْر قائم مقامه، فأطاب الثناء،
وأطال البكاء. وروينا عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ: دخلنا على
أَبِي بَكْر رَضِيَ الله عنه في مرصه، وأسماء بِنْت عميس
عِنْدَ رأسه تروح عَنْهُ ومات قَيْس بْن أَبِي حَازِم سنة
ثمان أو سبع وتسعين، وَكَانَ يخضب بالصفرة، وربما لبس
الخز، وَكَانَ عثمانيا.
(2127) قيس بْن حُذَافَة بن قيس بن عدي بن سعد بن سهم
القرشي السهمي.
كان من مهاجرة الحبشة هُوَ وأخوه عَبْد اللَّهِ بْن
حُذَافَة.
(2128) قيس بْن الحصين الحارثي.
من بني الْحَارِث بْن كَعْب. هو قَيْس بْن يَزِيد بْن
شداد، يقال لَهُ: ابْن ذي الغصة، وفد على رَسُول اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وكتب لَهُ كتابا إِلَى
قومه. لم يذكره الْبُخَارِيّ وقال الدار قطنى:
لَهُ صحبة. وقد ذكره ابْن إِسْحَاق فِي القوم الذين قدموا
مع خَالِد بْن الْوَلِيد على رسول الله صلى الله عليه وسلم
من بني الْحَارِث بْن كَعْب، ونسبه [1] ، فَقَالَ: قَيْس
بْن الحصين بْن يَزِيد بْن. قنان بْن ذي الغصة، وذكر
إسلامهم، وذلك فِي سنة عشر.
(2129) قيس بْن خرشة القيسي،
من بني قَيْس بْن ثعلبة، لَهُ صحبة، أراد عُبَيْد الله بْن
زِيَاد قتله، لأنه كَانَ شديدا على الولاة قوالا بالحق،
فلما أعد لَهُ العذاب لمراجعته إياه فاضت نفسه قبل أن
يصيبه بشيء، وخبره فِي ذَلِكَ عجيب.
حَدَّثَنَا خَلَفُ بن قاسم، قال: حدثنا عبد الرحمن بن عمر،
قال: أخبرنا
__________
[1] انظر الطبقات (5- 385) .
(3/1286)
أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَجَّاجِ،
قَالَ: حَدَّثَنِي خَالِي أَبُو الرَّبِيعِ، وَأَحْمَدُ
بْنُ صَالِحٍ، وَأَحْمَدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ السَّرْحِ،
وَيَحْيَى بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالُوا: حَدَّثَنَا ابْنُ
وَهْبٍ، قَالَ:
حَدَّثَنِي حَرْمَلَةُ بْنُ عِمْرَانَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ
أَبِي حَبِيبٍ- أَنَّهُ سَمِعَهُ يُحَدِّثُ مُحَمَّدَ بْنَ
يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ الثَّقَفِيَّ، قَالَ:
اصْطَحَبَ قَيْسُ بْنُ خَرَشَةَ وَكَعْبَ الْكِتَابِيِّينَ
[1] حَتَّى إِذَا بَلَغَا صِفِّينَ وَقَفَ كَعْبٌ، ثُمَّ
نَظَرَ سَاعَةً، فَقَالَ: لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ،
لَيُهرِقَنَّ بِهَذِهِ الْبُقْعَةِ مِنْ دِمَاءِ
الْمُسْلِمِينَ شَيْءٌ لَمْ يُهرَقْ بِبُقْعَةٍ مِنَ
الأَرْضِ فَغَضِبَ قَيْسٌ، ثُمَّ قَالَ: وَمَا يُدْرِيكَ
يَا أَبَا إِسْحَاقَ مَا هَذَا، فَإِنَّ هَذَا من العيب
الَّذِي اسْتَأْثَرَ اللَّهُ بِهِ. فَقَالَ كَعْبٌ: مَا
مِنْ شِبْرٍ مِنَ الأَرْضِ إِلا وَهُوَ مَكْتُوبٌ فِي
التَّوْرَاةِ الَّتِي أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى نَبِيِّهِ
مُوسَى بْنِ عِمْرَانَ عَلَيْهِ السَّلامُ- مَا يَكُونُ
عَلَيْهِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ. فَقَالَ مُحَمَّدُ
بْنُ يَزِيدَ: وَمَن قَيْس بْن خرشة؟ فَقَالَ لَهُ رجل:
تقول: ومن قَيْس بْن خرشة! وما تعرفه، وَهُوَ رجل من أهل
بلادك؟ قَالَ:
والله مَا أعرفه. قَالَ: فإن قَيْس بْن خرشة قدم على
رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
فَقَالَ: أبايعك على مَا جاءك من الله، وعلى أن أقول
بالحق. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا قَيْس، عسى
إن مر بك الدهر أن يليك بعدي ولاة لا تستطيع أن تقول لهم
الحق. قَالَ قَيْس: لا والله، لا أبايعك على شيء إلا وفيت
بِهِ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا لا يضرك
بشر. قال:
فكان قَيْس يعيب زيادا وابنه عُبَيْد الله بْن زِيَاد من
بعده، فبلغ ذلك عبيد الله ابن زِيَاد، فأرسل إِلَيْهِ،
فَقَالَ: أنت الَّذِي تفتري على الله وعلى رسوله صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ! فَقَالَ: لا والله، ولكن إن
شئت أخبرتك بمن يفترى على الله
__________
[1] في ى: ذو الكتابين.
(3/1287)
وعلى رسوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ. قال: ومن هُوَ؟ قَالَ: من ترك العمل بكتاب الله
وسنّة رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: ومن ذلك! قال:
أنت وأبوك، والّذي أمر كما. قال: وأنت الَّذِي تزعم
أَنَّهُ لا يضرك بشر؟
قَالَ: نعم قال: لتعلمن اليوم أنك كاذب، إيتوني بصاحب
العذاب، فمال قَيْس عِنْدَ ذَلِكَ فمات- رحمة الله تعالى
عَلَيْهِ.
(1230) قيس بْن الخشخاش العنبري،
قدم مع أَبِيهِ وأخيه عُبَيْد بْن الخشخاش على النَّبِيّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فكتب لهم كتاب أمان،
وأسلموا ورجعوا إِلَى قومهم.
(2131) قيس بْن زَيْد بْن عامر بن سواد بن كعب،
وهو ظفر الأَنْصَارِيّ الظفري، من أصحاب رَسُول اللَّهِ
صَلَّى الله عليه وسلم.
(2132) قيس بْن زَيْد، بصري.
رَوَى عَنْهُ أَبُو عِمْرَان الجوني، يقال: إن حديثه مرسل،
ليست له صحبة.
(2133) قيس بْن السائب بْن عويمر بْن عائذ بْن عِمْرَان
بْن مخزوم القرشي الْمَخْزُومِيّ.
مكي، هُوَ مولى مُجَاهِد بْن جبر صاحب التفسير، وله ولاء
مُجَاهِد، كَانَ شُرَيْك رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الجاهلية. روى عَنْهُ أَنَّهُ
قَالَ: كَانَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ شريكي فِي الجاهلية، فكان خير شُرَيْك، لا يداري
ولا يماري. ويروى: لا يشاري ولا يماري. هذا أصح مَا قيل
فِي ذَلِكَ إن شاء الله تعالى. وزعم ابْن الكلبي أن
الَّذِي قَالَ ذَلِكَ القول
(3/1288)
هُوَ عَبْد اللَّهِ بْن السائب بْن أَبِي
السائب. وَقَالَ غيره: بل كَانَ شُرَيْك رَسُول اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ السائب بْن أَبِي
السائب. وقال غيره: بل كَانَ ذَلِكَ السائب السائب بْن
عويمر والد قَيْس هَذَا. قال مُجَاهِد:
فِي مولاي قَيْس بْن السائب نزلت هَذِهِ الآية [1] :
وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعامُ مِسْكِينٍ
2: 184 فأفطر وأطعم عَنْ كل يَوْم مسكينا. وكان عَبْد
اللَّهِ بْن كَثِير يَقُول: مُجَاهِد مولى عَبْد اللَّهِ
بْن السائب، وعنه أخذ ابْن كثير القراءة.
(2134) قيس بن سعد بن عبادة بن دليم بْن حارثة
الأَنْصَارِيّ الخزرجي.
قد نسبنا أباه فِي بابه [2] ، فأغنى ذَلِكَ عَنِ الرفع فِي
نسبه هاهنا، يكنى أَبَا الْفَضْل وقيل أَبَا عَبْد
اللَّهِ. وقيل أَبَا عَبْد الْمَلِكِ. أمه فكيهة بِنْت
عُبَيْد بْن دليم بْن حارثة. قال الْوَاقِدِيّ: كَانَ
قَيْس بْن سَعْد بْن عبادة من كرام أصحاب رَسُول اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأسخيائهم ودهاتهم. قال
أَبُو عُمَر: كَانَ أحد الفضلاء الجلة، وأحد دهاة العرب
وأهل الرأي والمكيدة فِي الحروب مع النجدة والبسالة
والسخاء والكرم، وَكَانَ شريف قومه غير مدافع، هُوَ وأبوه
وجده. صحب قَيْس بْن سَعْد النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ وأبوه وأخوه سَعِيد بْن سَعْد
بْن عبادة. وَقَالَ أنس بْن مَالِك:
كَانَ قَيْس بْن سَعْد بْن عبادة من النَّبِيّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مكان صاحب الشرطة من الأمير،
وأعطاه رسول الله صلى الله عليه وسلم الراية يَوْم فتح مكة
إذ نزعها من أَبِيهِ لشكوى قَيْس بْن سَعْد يومئذ. وقد
قيل:
إنه أعطاها الزُّبَيْر. ثم صحب قَيْس بْن سَعْد علي بْن
أَبِي طالب رَضِيَ اللَّهُ عنه،
__________
[1] سورة البقرة، آية 84.
[2] صفحة 594.
(3/1289)
وشهد معه الجمل وصفين والنهروان هُوَ
وقومه، ولم يفارقه حَتَّى قتل، وَكَانَ قد ولاه على مصر
فضاق بِهِ مُعَاوِيَة وأعجزته فِيهِ الحيلة، وكايد فِيهِ
عليا، ففطن علي بْن أَبِي طالب رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
بمكيدته فلم يزل بِهِ الأَشْعَث وأهل الكوفة حَتَّى عزل
قيسا، وولى مُحَمَّد بْن أَبِي بَكْر، ففسدت عَلَيْهِ مصر.
وروى سُفْيَان بْن عُيَيْنَة، عَنْ عَمْرو بْن دينار،
قَالَ: قَالَ قَيْس بْن سَعْد: لولا الإسلام لمكرت مكرا لا
تطيقه العرب. ولما أجمع الْحَسَن على مبايعة مُعَاوِيَة
خرج عَنْ عسكره، وغضب، وبدر منه فِيهِ قول خشن أخرجه
الغضب، فاجتمع إِلَيْهِ قومه، فأخذ لهم الْحَسَن الأمان
على حكمهم، والتزم لهم مُعَاوِيَة الوفاء بما اشترطوه،
ثُمَّ لزم قَيْس المدينة، وأقبل على العبادة حَتَّى مات
بها سنة ستين رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وقيل: سنة تسع وخمسين
في آخر خلافة معاوية، وَكَانَ رجلا طوالا سناطا [1] .
وَرَوَى ابْنُ وَهْبٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ،
قَالَ: حَدَّثَنِي بَكْرُ بْنُ سَوَادَةَ، عَنْ أَبِي
حَمْزَةَ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: خَرَجْنَا فِي بَعْثٍ
كَانَ عَلَيْهِمْ قَيْسُ بْنُ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ،
فَنَحَرَ لَهُمْ تِسْعَ رَكَائِبَ، فَلَمَّا قَدِمُوا
عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
ذَكَرُوا لَهُ ذَلِكَ مِنْ فِعْلِ قَيْسِ بْنِ سَعْدٍ،
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ:
إِنَّ الْجُودَ مِنْ شِيمَةِ أَهْلِ ذَلِكَ الْبَيْتِ. وهو
القائل: اللَّهمّ ارزقني حمدا ومجدا.
فإنه لا حمد إلا بفعال، ولا مجد إلّا بمال.
__________
[1] السناط- بالكسر، وبالضم: لا لحية له أصلا أو الخفيف
العارض. أو لحيته في الذقن وما بالعارضين شيء (اللسان) .
(3/1290)
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ،
عَنْ أَبِيهِ، عن عبد الله بن يونس، عن بقي، عَنْ أَبِي
بَكْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عن هشام بن
عروة، عن أبيه، قال: كَانَ قَيْسُ بْنُ سَعْدِ بْنِ
عُبَادَةَ مَعَ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ
عَنْهُمْ عَلَى مُقَدِّمَتِهِ، وَمَعَهُ خَمْسَةُ آلافٍ
قَدْ حَلَقُوا رُءُوسَهُمْ بعد ما مَاتَ عَلِيٌّ رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهُ، وَتَبَايَعُوا عَلَى الْمَوْتِ. فَلَمَّا
دَخَلَ الْحَسَنُ فِي بَيْعَةِ مُعَاوِيَةَ أَبَى قَيْسٌ
أَنْ يَدْخُلَ، وَقَالَ لأَصْحَابِهِ: مَا شِئْتُمْ، إِنْ
شِئْتُمْ جَالَدْتُ بِكُمْ حَتَّى يَمُوتَ الأَعْجَلُ
مِنَّا، وَإِنْ شِئْتُمْ أَخَذْتُ لَكُمْ أَمَانًا.
فَقَالُوا: خُذْ لَنَا أَمَانًا، فأخذ لهم أن لهم كذا
وكذا، وألا يعاقبوا بشيء، وانه رجل منهم، ولم يأخذ لنفسه
خاصة شيئا، فلما ارتحل نحو المدينة ومضى بأصحابه جعل ينحر
لهم كل يَوْم جزورا حَتَّى بلغ.
وروى عَبْد اللَّهِ بْن الْمُبَارَك، عَنْ جويرية، قَالَ:
كتب مُعَاوِيَة إِلَى مَرَوَان: أن اشتر دار كَثِير بْن
الصلت منه، فأبى عَلَيْهِ، فكتب مُعَاوِيَة إِلَى
مَرَوَان: أن خذه بالمال الَّذِي عَلَيْهِ، فإن جاء بِهِ،
وإلا بع عَلَيْهِ داره.
فأرسل إِلَيْهِ مَرَوَان فأخبره، وَقَالَ: إِنِّي أؤجلك
ثلاثا، فإن جئت بالمال، وإلا بعت عليك دارك. قال: فجمعها
إلا ثلاثين ألفا، فَقَالَ: من لي بها؟
ثُمَّ ذكر قَيْس بْن سَعْد بْن عبادة فأتاه فطلبها منه
فأقرضه، فجاء بها إِلَى مَرَوَان، فلما رآه أَنَّهُ قد
جاءه بها ردها إِلَيْهِ ورد عَلَيْهِ داره، فرد كَثِير
الثلاثين ألفا على قَيْس، فأبى أن يقبلها قال ابْن
المبارك: فزعم لي سفيان ابن عُيَيْنَة، عَنْ مُوسَى بْن
أَبِي عِيسَى- أن رجلا استقرض من قَيْس بْن
(3/1291)
سَعْد بْن عبادة ثلاثين ألفا، فلما ردها
عَلَيْهِ أبى أن يقبلها، وَقَالَ: إنا لا نعود فِي شيء
أعطيناه. وهو القائل بصفين:
هَذَا اللواء الَّذِي كنا نحف بِهِ ... مع النَّبِيّ
وجبريل لنا مدد
مَا ضر من كانت الأنصار عيبته ... ألا يكون لَهُ من غيرهم
أحد
قوم إذا حاربوا طالت أكفهم ... بالمشرفية حَتَّى يفتح
البلد
وقصته مع العجوز التي شكت إِلَيْهِ أَنَّهُ ليس فِي بيتها
جرد. فقال:
مَا أحسن مَا سألت! أما والله لأكثرن جرذان بيتك، فملأ
بيتها طعاما وودكا وإداما- مشهورة صحيحة. وكذلك خبره
أَنَّهُ توفي أبوه عَنْ حمل لم يعلم بِهِ، فلما ولد- وقد
كَانَ سَعْد رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قسم ماله فِي حين خروجه
من المدينة بين أولاده، فكلم أَبُو بَكْر وَعُمَر رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهُمَا فِي ذَلِكَ قيسا، وسألاه أن ينقض مَا
صنع سَعْد من تلك القسمة، فَقَالَ:
نصيبي للمولود، ولا أغير مَا صنع أَبِي ولا أنقضه- خبر
صحيح من رواية الثقات أيضا.
روى عنه جماعة من الصحابة وجماعة من التابعين، وَهُوَ
معدود فِي المدنيين.
ذكر الزُّبَيْر بْن بكار أن قَيْس بْن سَعْد بْن عبادة،
وعبد الله بْن الزُّبَيْر، وشريحا القاضي، لم يكن فِي
وجوههم شعرة ولا شيء من لحية. وذكر غير الزُّبَيْر أن
الأنصار كانت تقول: لوددنا أن نشتري لقيس بْن سَعْد لحية
بأموالنا. وَكَانَ مع ذَلِكَ جميلا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ.
(3/1292)
قال أَبُو عُمَر: خبره فِي السراويل عِنْدَ
مُعَاوِيَة كذب وزور مختلق ليس لَهُ إسناد، ولا يشبه أخلاق
قَيْس ولا مذهبه فِي مُعَاوِيَة، ولا سيرته فِي نفسه،
ونزاهته، وهي حكاية مفتعلة وشعر مزور، والله أعلم.
ومن مشهور أخبار قَيْس بْن سَعْد بْن عبادة أَنَّهُ كَانَ
لَهُ مال كَثِير ديونا على الناس، فمرض واستبطأ عواده،
فقيل لَهُ: إنهم يستحيون من أجل دينك، فأمر مناديا ينادي:
من كَانَ لقيس بْن سَعْد عَلَيْهِ دين فهو لَهُ. فأتاه
الناس حَتَّى هدموا درجة كانوا يصعدون عليها إِلَيْهِ- ذكر
هَذَا الخبر صاحب كتاب «الموثق» وغيره.
(2135) قيس بْن السَّكَن بن قيس [1] .
بن زعوراء بن حرام بن جندب ابن عامر بن غنم بن عدي بن
النجار، أَبُو زَيْد الأَنْصَارِيّ الخزرجي، غلبت عَلَيْهِ
كنيته. قَالَ مُوسَى عقبة، عَنِ ابْن شهاب: أَبُو زَيْد
قَيْس بْن السَّكَن من بني عدي بْن النجار، شهد بدرا، ولا
عقب لَهُ، وقتل يَوْم جسر أَبِي عُبَيْد شهيدا. ويقال: إنه
أحد الأربعة الذين جمعوا القرآن على عهد رسول الله صلى
الله عليه وسلم، وهم، زَيْد بْن ثَابِت، ومعاذ بْن جبل،
وَأَبِي بْن كَعْب، وَأَبُو زَيْد هَذَا. قال أبو عمر: إنا
أريد بهذا الحديث الأنصار، وقد جمع القرآن على عهد رسول
الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ جماعة منهم عُثْمَان بْن
عَفَّان، وعلي، وعبد الله بن مسعود، وعبد الله بن عَمْرو
بْن الْعَاص، وسالم مولى أَبِي حذيفة- رضى الله عنهم.
__________
[1] في الإصابة: ابن السكن بن زعوراء. وقيل ابن السكن.
وزعوراء قيس آخر (3- 240) ، ونسبه في الطبقات كما هنا (3-
70) .
(3/1293)
(2136) قيس بْن سلع [1] الأَنْصَارِيّ.
حديثه قَالَ: ضرب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ صدري، وَقَالَ: أنفق يَا قَيْس ينفق الله عليك.
روى عَنْهُ نَافِع أو رَافِع مولى حمنة بِنْت شجاع، يعد
فِي أهل المدينة، حجازي وقال بعضهم فِيهِ [2] : قَيْس بْن
الأسلع، وليس بشيء.
(2137) قيس بن أبي صعصعة.
واسم أبي صعصعة عمرو بن زيد بن عوف ابن مبذول بن عمرو بن
غنم بن مازن بْن النجار الأَنْصَارِيّ المازني، شهد
العقبة، وشهد بدرا، وكان رسول رَسُول اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قد جعله على الساقة يومئذ،
ثُمَّ شهد أحدا، لا يوقف لَهُ على وقت وفاة.
(2138) قيس بْن صعصعة [3] .
لا أعرف نسبه. حديثه عِنْدَ ابْن لهيعة، عَنْ حبان [4] بْن
واسع، عَنْ أَبِيهِ واسع بْن حبان [4] ، عَنْ قَيْس بْن
صعصعة، قَالَ: قلت للنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ: فِي كم أقرأ القرآن.. الحديث.
(2139) قيس بْن طخفة،
كَانَ من أصحاب الصفة، يختلف فِيهِ اختلافا كثيرا، وقد
ذكرنا ذَلِكَ فِي باب طخفة.
(1240) قيس بْن عَاصِم بْن سنان بْن خَالِد بْن منقر بْن
عُبَيْد بْن الْحَارِث،
والحارث هُوَ مقاعس بْن عَمْرو بن كعب بن سعد بن زيد مناة
بْن تميم المنقري التميمي. يكنى أَبَا علي وقيل: يكنى
أَبَا طَلْحَة. وقيل: أَبُو قبيصة.
__________
[1] بفتحتين (الإصابة: 3- 240) .
[2] رواه في الطبقات ابن الأسلع (7- 53) .
[3] في هوامش الاستيعاب: بخط ابن سيد الناس ما لفظه: هو
قيس أخو مالك بن صعصعة (90)
[4] حبان- بفتح الحاء وتشديد الباء (التقريب) .
(3/1294)
والمشهور أَبُو علي: قدم فِي وفد بني تميم
على رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
وذلك فِي سنة تسع، فلما رآه رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال: هَذَا سيد أهل الوبر. وكان رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
عاقلا حليما مشهورا بالحلم. قيل للأحنف بْن قَيْس: ممن
تعلمت الحلم؟ قَالَ: من قَيْس بْن عَاصِم المنقري، رأيته
يوما قاعدا بفناء داره محتبيا بحمائل سيفه يحدث قومه إذ
أتي برجل مكتوف، وآخر مقتول، فقيل لَهُ. هَذَا ابْن أخيك
قتل ابنك. قَالَ: فو الله مَا حل حبوته، ولا قطع كلامه،
فلما أتمه التفت إِلَى ابْن أخيه، فَقَالَ: يَا بْن أخي،
بئس مَا فعلت! أثمت بربك، وقطعت رحمك، وقتلت ابْن عمك،
ورميت نفسك بسهمك، ثُمَّ قَالَ لابن لَهُ آخر: قم يَا بني
فوار أخاك، وحل كتاف ابْن عمك، وسق إِلَى أمك مائة ناقة
دية ابنها، فإنها غريبة.
وكان قَيْس بْن عَاصِم قد حرم على نفسه الخمر فِي
الجاهلية، وَكَانَ سبب ذَلِكَ أَنَّهُ غمز عكنة ابنته
وَهُوَ سكران، وسب أبويها، ورأى القمر فتكلم، وأعطى الخمار
كثيرا من ماله، فلما أفاق أخبر بذلك، فحرمها على نفسه،
وَقَالَ فيها أشعارا منها قوله:
رأيت الخمر صالحةً وفيها ... خصال تفسد الرجل الحليما
فلا والله أشربها صحيحا ... ولا أشفي بها أبدا سقيما
ولا أعطي بها ثمنا حياتي ... ولا أدعو لَهَا أبدا نديما
فإن الخمر تفضح شاربيها ... وتجنيهم بها الأمر العظيما
ومن جيد قوله:
إِنِّي امرؤ لا يعتري خلقي ... دنس يفنده ولا أفن
من منقرٍ فِي بيت مكرمةٍ ... والغصن ينبت حوله الغصن
(3/1295)
خطباء حين يَقُول قائلهم ... بيض الوجوه
أعفة لسن
لا يفطنون بغيب جارهم ... وهم لحسن حواره فطن
وقال الْحَسَن: لما حضرت قَيْس بْن عَاصِم الوفاة دعا
بنيه، فَقَالَ: يَا بني، احفظوا عني، فلا أحد أنصح لكم
مني، إذا مت فسودوا كباركم، ولا تسودوا صغاركم، فيسفه
الناس كباركم، وتهونون عليهم. وعليكم بإصلاح المال، فإنه
منهة للكريم، ويستغنى بِهِ عَنِ اللئيم. وإياكم ومسألة
الناس فإنها آخر كسب الرجل.
روى عَنْهُ الْحَسَن، والأحنف، وخليفة بْن حُصَيْن، وابنه
حكيم بْن قَيْس.
وَرَوَى النَّضْر بْن شميل، عَنْ شُعْبَة، عَنْ قَتَادَة،
عَنْ مطرف بْن الشخير، عَنْ حكيم بْن قَيْس بْن عَاصِم،
عَنْ أَبِيهِ، انه أوصى عِنْدَ موته فَقَالَ: إذ أنا مت
فلا تنوحوا علي، فإن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لم ينح عَلَيْهِ.
قال النَّضْر بْن شميل: قَالَ عبدة بن الطبيب [1] :
عليك سلام الله قَيْس بْن عاصمٍ ... ورحمته مَا شاء أن
يترحما
تحية من أوليته منك نعمةً ... إذا زار عَنْ شحط بلادك سلما
فما كَانَ قَيْس هلكة هلك واحدٍ ... ولكنه بنيان قومٍ
تهدما
(2141) قيس بْن عائذ الأحمسي،
أَبُو كاهل. هُوَ مشهور بكنيته. مات فِي زمن الْحَجَّاج.
وقيل اسم أَبِي كاهل عَبْد اللَّهِ بْن مَالِك، والأول
أكثر وأصح، وقد ذكرناه في الكنى بأكثر من هذا.
(2142) قيس بْن عَبْد اللَّهِ الأسدي.
من بني أَسَد بْن خزيمة، هاجر إِلَى أرض الحبشة مع امرأته
بركة بِنْت يسار مولاة أَبِي سُفْيَان بْن حرب. قال ابْن
عقبة:
كَانَ ظئرا لعبيد الله بْن جَحْش، ولأم حبيبة رضى الله
عنها [2]
__________
[1] الإصابة: 3- 100
[2] في الإصابة: وكانت ابنته آمنة ظئر أم حبيبة.
(3/1296)
(2143) قيس بن عبد الله بن عمرو بن عدس بْن
رَبِيعَة بْن جعدة،
هُوَ النابغة الجعدي الشاعر، وقد تقدم [1] ذكره فِي باب
النون.
(2144) قيس بْن عَمْرو بْن سَهْل بْن ثعلبة بْن الْحَارِث
بْن زَيْد بْن ثعلبة بْن غنم ابن مَالِك بْن النجار
الأَنْصَارِيّ،
مدني، هُوَ جد يَحْيَى، وسعد، وعبد ربه:
بني سَعِيد بْن قَيْس المدنيين الفقهاء، كذلك قَالَ
أَحْمَد بْن حَنْبَل. ويحيى بْن معين، وجماعة. وقال مصعب:
هُوَ جد يَحْيَى بْن سَعِيد الأَنْصَارِيّ، قَيْس بْن قهد.
قال ابْن أَبِي خيثمة: غلط مصعب فِي ذَلِكَ، والقول مَا
قاله أَحْمَد ويحيى، قَالَ: وقيس بْن قهد، وقيس بْن
عَمْرو- وكلاهما من بني مَالِك بْن النجار يقولون: إن
سعيدا والد يَحْيَى بْن سَعِيد لم يسمع من أَبِيهِ قَيْس
شيئا. وقد روى عن قيس جدّ يحيى ابن سَعِيد مُحَمَّد بْن
إِبْرَاهِيم بْن الْحَارِث التيمي
(2145) قيس بْن عَمْرو بْن قَيْس الأَنْصَارِيّ،
من بني سواد بْن مَالِك بْن النجار، قتل يَوْم أحد شهيدا.
واختلف فِي شهوده بدرا، وقد ذكرنا ذَلِكَ فِي باب أَبِيهِ
عَمْرو بْن قَيْس [2] ، لأنهما قتلا جميعا يَوْم أحد.
(2146) قيس بْن أَبِي غرزة [3] بْن عُمَيْر بْن وَهْب
الغفاري.
وقيل الجهني.
سكن الكوفة ومات بها، وله حديث واحد، ليس لَهُ غيره، رواه
عَنْهُ أَبُو وائل أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ دخل السوق، وَقَالَ لهم، يَا معشر التجار، إن
بيعكم هَذَا مما يحضره الحلف، فشوبوه بالصدقة. وقوله
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إن التجار هم الفجار
إلا من بر وصدق. ومنهم من يجعلهما حديثين. روى عَنْهُ
الحكم بْن عتيبة، ولا أدري أسمع منه أم لا؟
__________
[1] سيأتي على حسب الترتيب الجديد للكتاب.
[2] صفحة 1199
[3] في الإصابة: بفتح المعجمة والراء ثم الزاء المنقوطة.
وقال في التقريب: بمعجمة وراء وزاي مفتوحات.
(3/1297)
(2147) قيس بْن قهد الأَنْصَارِيّ،
من بني مَالِك بن النجار، هو قيس بن قهد ابن قَيْس [بْن
عُبَيْد] [1] بْن ثعلبة بْن غنم بْن مَالِك بْن النجار.
قَالَ مصعب الزُّبَيْرِيّ: هُوَ جد يَحْيَى بْن سَعِيد
الأَنْصَارِيّ، قَالَ: ولم يكن قَيْس بْن قهد بالمحمود فِي
أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال ابْن أَبِي
خيثمة: هَذَا وهم من أَبِي عُبَيْد الله، وإنما جد يَحْيَى
بْن سَعِيد قَيْس بْن عَمْرو. قال: وقيس بْن قهد هُوَ جد
أَبِي مَرْيَم عبد الغفار بْن الْقَاسِم الأَنْصَارِيّ
الكوفي. قال أَبُو عُمَر: وَهُوَ كما قَالَ ابْن أَبِي
خيثمة، وقد غلط فِيهِ مصعب، وكلهم خطأه فِي قوله هذا.
(2148) قيس بْن أَبِي قَيْس.
شهد مع علي رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ صفين، ذكره ابْن الكلبي
فيمن شهد صفين مع علي رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ من الصحابة.
(2149) قيس بْن كلاب الكلابي.
لَهُ صحبة، رَوَى عَنْهُ عَبْد اللَّهِ بْن حكم الكلابي،
حديثه عِنْدَ أهل مصر.
(2150) قيس بْن مَالِك بْن أنس الأَنْصَارِيّ،
أَبُو صرمة [2] . وهو مشهور بكنيته، واختلف في اسمه، فقيل:
قَيْس بْن مَالِك. وقيل مَالِك بْن قَيْس، وقد ذكرناه فِي
الكنى بأكثر من ذَلِكَ فأغنى عَنِ الإعادة هاهنا. رَوَى
عَنْهُ ابْن محيريز، ولؤلؤة، وَمُحَمَّد بْن كَعْب القرظي.
(2151) قيس بْن المحسر [3] ،
كَانَ خرج مع زَيْد بْن حارثة فِي السرية التي قدم فيها
إِلَى أم قرفة فأخذها، وَهُوَ الَّذِي تولى قتلها، وقتل
الفزاريين أيضا، وذلك فِي رمضان فِي سنة ستّ من الهجرة.
__________
[1] ليس في أسد الغابة.
[2] بكسر أوله وسكون الراء (التقريب) .
[3] بضم الميم وفتح الحاء والسين المهملتين (أسد الغابة) .
وفي هوامش الاستيعاب:
بخط كاتب الأصل: في الهامش المسحر- بتقديم السين.
(3/1298)
(2152) قيس بْن محصن بْن خَالِد بْن مخلد
الأَنْصَارِيّ الزرقي.
ويقال: قَيْس بْن حصن، شهد بدرا وشهد أحدا.
(2153) قيس بْن مخرمة بْن المطلب بْن عبد مناف بْن قصي
القرشي المطلبي،
أَبُو مُحَمَّد. ويقال أَبُو السائب، ولد هُوَ ورسول الله
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عام الفيل، فهو ورسول
الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لدة. وروى ذَلِكَ
عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ: ولدت أنا ورسول الله صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عام الفيل، فنحن لدان. أمه أم ولد. هو
أحد المؤلفة قلوبهم، وممن حسن إسلامه منهم، ولم يبلغه
رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مائة من
الإبل عام حنين، لا هو ولا عباس بن مرادس، وم ذكرنا معهما،
كما صنع بسائر المؤلفة قلوبهم، وكل هؤلاء إِلَى إيمانهم
وأطعمه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
بخيبر خمسين وسقا، وقيل ثلاثين وسقا. روى عَنْهُ ابنه
عَبْد الله ابن قَيْس، وَكَانَ عَبْد اللَّهِ من الفضلاء
النجباء.
(2154) قيس بْن مخلد بْن ثعلبة بْن صَخْر بْن حَبِيب بْن
الْحَارِث بْن ثعلبة بْن مازن بْن النجار الأَنْصَارِيّ
المازني.
شهد بدرا، وقتل يَوْم أحد شهيدا.
(2155) قيس بْن المكشوح،
أَبُو شداد. واختلف فِي اسم المكشوح، فقيل هبيرة بْن
هِلال، وَهُوَ الأكثر. وقيل عبد يغوث بن هبيرة بن هلال ابن
الْحَارِث بْن عَمْرو بْن عَامِر بْن أسلم بن أحمس [بن
الغوث] [1] بن أنمار ابن أراش بْن عَمْرو بْن الغوث بْن
النبيت بْن مَالِك بْن زَيْد بْن كهلان بْن سبأ
الْبَجَلِيّ، حليف مراد، وعداده فيهم. وبجيلة وخثعم ابنا
أنمار بْن أراش. قيل: لا صحبة لَهُ. وقيل: بل لقيس بْن
مكشوح صحبة باللقاء
__________
[1] ليس في أسد الغابة.
(3/1299)
والرواية، ولا أعلم لَهُ رواية. ومن قَالَ:
لا صحبة لَهُ يَقُول: أَنَّهُ لم يسلم إلا فِي أيام أَبِي
بكر. وقيل: فِي أيام عُمَر. وَهُوَ أحد الصحابة الذين
شهدوا مع النعمان بْن مقرن فتح نهاوند. له ذكر صَالِح فِي
الفتوحات بالقادسية وغيرها زمن عُمَر وعثمان رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهُمَا، وَهُوَ أحد الذين قتلوا الأسود العنسي،
وهم: قَيْس بْن مكشوح، وذادويه، وفيروز الديلمي. وقتله
الأسود العنسي يدل على أن إسلامه كَانَ فِي مرض النَّبِيّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ قتل قيس بن
مكشوح ورحمه الله بصفين مع علي رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ،
وكان يومئذ صاحب راية بجيلة، وكانت فِيهِ نجدة وبسالة،
وَكَانَ قَيْس شجاعا فارسا بطلا شاعرا، وهو ابن أخت عمرو
بن معديكرب، وَكَانَ يناقضه فِي الجاهلية، وكانا فِي
الإسلام متباغضين، وهو القائل لعمرو بن معديكرب:
فلو لاقيتني لاقيت قرنا ... وودعت الحبائب [1] بالسلام
لعلك موعدي ببني زبيدٍ ... وما قامعت من تلك اللئام
ومثلك قد قرنت لَهُ يديه ... إلى اللحيين يمشي فِي الخطام
ومن خبره فِي صفين أن بجيلة قالت لَهُ: يَا أَبَا شداد، خذ
رايتنا اليوم فَقَالَ: غيري خير لكم. قالوا: مَا نريد
غيرك. قال: فو الله لئن أعطيتمونيها لا أنتهي بكم دون صاحب
الترس المذهب- قَالَ: وعلى رأس مُعَاوِيَة رجل قائم معه
ترس مذهب يستر بِهِ مُعَاوِيَة من الشمس- فقالوا لَهُ:
اصنع مَا شئت. فأخذ الراية ثُمَّ زحف، فجعل يطاعنهم حَتَّى
انتهى إِلَى صاحب الترس- وَكَانَ فِي خيل عظيمة- فاقتتل
الناس هنالك قتالا شديدا، وَكَانَ على خيل مُعَاوِيَة
عَبْد الرَّحْمَنِ بْن خَالِد بْن الْوَلِيد فشد أَبُو
شداد بسيفه نحو
__________
[1] في الإصابة: الأحبة.
(3/1300)
صاحب الترس فعارضه دونه رومي لمعاوية، فضرب
قدم أَبِي شداد فقطعها، وضربه قَيْس فقتله، وأشرعت
إِلَيْهِ الرماح، فقتل رحمة الله تعالى عليه.
(2156) قيس بْن النعمان السكوني.
كوفي، يقال: إنه كَانَ قد قرأ القرآن على عهد رَسُول
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأحصاه على
عهد عُمَر.
من حديثه قَالَ: أتيت النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ فأهديت إِلَيْهِ، فأبى.
وانطلق النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
وَأَبُو بَكْر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِلَى الغار. روى
عَنْهُ إياد بْن لقيط السدوسي، وَكَانَ جارا لَهُ.
رَوَى أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ، قَالَ:
حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ إِيَادِ بْنِ لَقِيطٍ،
عَنْ أَبِيهِ، عَنْ قَيْسِ بْنِ النُّعْمَانِ قَالَ:
لَمَّا انْطَلَقَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ وَأَبُو بَكْرٍ يَسْتَخْفِيَانِ مَرَّا بِعَبْدٍ
يَرْعَى غَنَمًا، فَاسْتَسْقَيَاهُ مِنَ اللَّبَنِ،
فَقَالَ:
مَا عِنْدِي شَاةٌ تَحْلِبُ، غَيْرَ أَنَّ هَاهُنَا
عُنَاقًا [1] حَمَلَتْ أَوَّلَ الشَّاءِ، وَقَدْ
أَجْدَبَتْ، وَمَا بَقِيَ لَهَا لَبَنٌ. فَقَالَ: ادْعُ
بِهَا عِنْدِي. فَدَعَا بِهَا، فَاعْتَقَلَهَا النَّبِيُّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَمَسَحَ ضَرْعَهَا،
وَدَعَا حَتَّى أَنْزَلَتْ. قَالَ: وَجَاءَ أَبُو بَكْرٍ،
فَحَلَبَ فَسَقَى أَبَا بَكْرٍ، وَحَلَبَ فَسَقَى
الرَّاعِي، ثُمَّ حَلَبَ فَشَرِبَ، فَقَالَ الرَّاعِي:
باللَّه مَنْ أَنْتَ؟ فو الله مَا رَأَيْتُ مِثْلَكَ
قَطُّ! قَالَ: وَتَرَاكَ تُكَتِّمُ عَلَيَّ حَتَّى
أُخْبِرَكَ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: فَإِنِّي مُحَمَّدٌ
رَسُولُ اللَّهِ. قَالَ: أَنْتَ الَّذِي تَزْعُمُ قريش أنك
صابئ! قال: إنهم ليقولون ذَلِكَ. قَالَ: فَأَشْهَدُ
أَنَّكَ نَبِيٌّ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مَا جِئْتَ بِهِ حَقٌّ،
وَأَنَّهُ لا يَفْعَلُ مَا فَعَلْتَهُ إِلا نَبِيٌّ
وَإِنِّي مُتَّبِعُكَ. قَالَ: إنك لا تستطيع ذَلِكَ
يَوْمَكَ. فَإِذَا بَلَغَكَ أَنِّي قَدْ ظَهَرْتُ فأتنا.
__________
[1] العناق: الأنثى من أولاد المعز.
(3/1301)
(2157) قيس بْن النعمان العبدي.
أحد وفد عبد القيس، حديثه فِي البصريين، رَوَى عَنْهُ
أَبُو القموص زَيْد بْن علي أَنَّهُ أتى النَّبِيّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حديث ذكره.
(2158) قيس بن الهيثم الشامي.
بصرى.
هو حدّ عبد القاهر بْن السري، لَهُ صحبة. روى عنه عطية
الدعاء.
(2159) قيس، أَبُو جُبَيْرة، بْن الضحاك،
قَالَ: فينا نزلت [1] : وَلا تَنابَزُوا بِالْأَلْقابِ 49:
11 حديثه كثير الاضطراب.
(2160) قيس أبو عنيم الأسدي.
والد غنيم بْن قَيْس. كوفي لَهُ صحبة.
وقد قيل: إنه سكن البصرة. رَوَى عَنْهُ ابنه غنيم بْن
قَيْس.
(2161) قيس الأَنْصَارِيّ جد عدي بْن ثَابِت.
حديثه مرفوع فِي المستحاضة تنتظر أيام أقرائها وتغتسل
وتتوضأ لكل صلاة.
(2162) قيس التميمي.
رَوَى عَنْهُ الْمُغِيرَة بْن شبيل [2] . قال: رأيت النبي
صلى الله عليه وسلم وعليه ثوب أصفر، ورأيته يسلم على
يساره. وفي خبر آخر عَنْهُ، قَالَ: بعثني جَرِير وافدا على
النبي صلى الله عليه وسلم.
(2163) قيس الجذامي.
اختلف فِي اسم أَبِيهِ، فقيل: قَيْس بْن عَامِر، وقيل:
قَيْس بْن زَيْد. سكن الشام. روى عَنْهُ كَثِير بْن
مُرَّةَ، وعبد الرحمن ابن عائذ. وقد قيل: إنّ حديثه مرسل.
__________
[1] سورة الحجرات، آية 11
[2] في التقريب: ابن شبل- بكسر المعجمة وسكون الموحدة-
ويقال بالتصغير.
(3/1302)
باب الأفراد فِي حرف القاف
(2164) قارب بْن الأسود الثقفي،
هُوَ قارب بْن عَبْد اللَّهِ بْن الأسود بْن مَسْعُود
الثقفي، هُوَ جد وَهْب بْن عَبْد اللَّهِ بْن قارب، لَهُ
صحبة ورواية، رَوَى عَنْهُ ابنه عَبْد اللَّهِ بْن قارب
حديثه عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
رحم الله المحلقين. قال فِيهِ الحميدي، عَنِ ابْن
عُيَيْنَة، عَنْ إِبْرَاهِيم بْن ميسرة، عَنْ وَهْب بْن
عَبْد اللَّهِ بْن قارب أو مارب- هكذا على الشك- عَنْ
أَبِيهِ، عَنْ جده، ولا أحفظ هَذَا الحديث من غير رواية
ابْن عُيَيْنَة. وغير الحميدي يرويه قارب من غير شك.
وهو الصواب، وَهُوَ مَعْرُوف مشهور. من وجوه ثقيف، ومعه
كانت راية الأحلاف أيام قتال رَسُول اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثقيفا، وحصاره لهم، ثُمَّ وفد
فِي وفد ثقيف فأسلم.
(2165) قباث [1] بْن أشيم بْن عَامِر بْن الملوح الكناني.
ويقال اللَّيْثِيّ ويقال التميمي [2] ، والأكثر قول من
نسبه فِي كنانة، سكن دمشق. روى عَنْهُ عامر ابن زِيَاد
اللَّيْثِيّ وَأَبُو الحويرث، فرواية عَامِر عَنْهُ مرفوعة
فِي فضل صلاة الجماعة.
وأما أَبُو الحويرث فإنه قَالَ: سمعت عَبْد الْمَلِكِ بْن
مَرَوَان يَقُول لقباث بْن أشيم الكناني، ثُمَّ
اللَّيْثِيّ: يَا قباث، أنت أكبر أم رَسُول اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟
قَالَ: بل رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ أكبر مني وأنا أسن منه، ولد رَسُول اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عام الفيل، ووقفت بي
أمي على روث الفيل، وأنا أعقله.
وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ
يُوسُفَ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا
ثَوْرٌ، عَنْ يُونُسَ بْنِ سَيْفٍ، عَنْ عَبْدِ
الرَّحْمَنِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ قَبَاثِ بْنِ أَشْيَمَ
اللَّيْثِيِّ، قَالَ: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
صلاة رجلين يؤمهما أحدهما أزكى
__________
[1] المشهور فتح أوله، وقبل بالضم، وبه جزم ابن ماكولا
(الإصابة 3- 213) .
[2] في ى: التيمي.
(3/1303)
عِنْدَ اللَّهِ مِنْ صَلاةِ ثَمَانِيَةٍ
تَتْرَى، وَصَلاةُ ثَمَانِيَةٍ يَؤُمُّهُمْ أَحَدُهُمْ
أَزْكَى عِنْدَ اللَّهِ مِنْ صَلاةِ مِائَةٍ تَتْرَى. ذكره
الْبُخَارِيّ فِي التاريخ.
(1266) قثم بْن الْعَبَّاس بْن عبد المطلب بْن هاشم القرشي
الهاشمي.
قال عَبْد اللَّهِ بْن جَعْفَر: كنت أنا وعبيد الله وقثم
ابنا الْعَبَّاس نلعب. فمر بنا رَسُول اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: ارفعوا إلي هَذَا-
يَعْنِي قثم- فرفع إِلَيْهِ، فأردفه خلفه، وجعلني بين
يديه، ودعا لنا. واستشهد قثم بسمرقند. قَالَ ابْن عَبَّاس:
هُوَ آخر الناس عهدا برسول الله الله صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وذلك أَنَّهُ كَانَ آخر من خرج من
قبره ممن نزل فِيهِ، وقد ادعى ذَلِكَ الْمُغِيرَة بْن
شُعْبَة لقصة ذكرها فأنكر ذَلِكَ ابْن عَبَّاس، وَقَالَ:
آخر الناس عهدا بالنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
قثم بْن الْعَبَّاس. وقد روي عَنْ علي مثل ذَلِكَ سواء فِي
أَنَّهُ أنكر مَا ادعى الْمُغِيرَة من ذَلِكَ، وَقَالَ:
آخر الناس عهدا بالنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
قثم بْن الْعَبَّاس.
وكان قثم بْن الْعَبَّاس واليا لعلي بْن أَبِي طالب على
مكة، وذلك أن عليا لما ولي الخلافة عزل خَالِد بْن العاصي
بْن هِشَام بْن الْمُغِيرَة الْمَخْزُومِيّ عَنْ مكة،
وولاها أَبَا قَتَادَة الأَنْصَارِيّ، ثُمَّ عزله، وولى
قثم بْن الْعَبَّاس، فلم يزل واليا عليها حَتَّى قتل علي
رحمه الله هَذَا قول خليفة. وقال الزُّبَيْر: استعمل على
بْن أَبِي طالب قثم بْن الْعَبَّاس، على المدينة.
رَوَى عَنْهُ أَبُو إِسْحَاق السبيعي وغيره. مات قثم بْن
الْعَبَّاس بسمرقند، واستشهد بها، وَكَانَ خرج إليها مع
سَعِيد بْن عُثْمَان بْن عَفَّان زمن مُعَاوِيَة، وَكَانَ
قثم بْن الْعَبَّاس يشبه بالنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ، وفيه يَقُول دَاوُد بْن سُلَيْم [1] :
__________
[1] في ع: سليم.
(3/1304)
عتقت من حلي ومن رحلتي ... يَا ناق إن
أدنيتني من قثم
أنك إن أدنيت منه غدا ... حالفني اليسر ومات العدم
فِي كفه بحر، وفي وجهه ... بدر، وفي العرنين منه شمم
أصم عَنْ فعل الخنا سمعه ... وما عَنِ الخير بِهِ من صمم
لم يدر مالا، وبلى قد درى ... فعافها واعتاض منها نعم
وقال الزُّبَيْر- فِي الشعر الَّذِي أوله:
هَذَا الَّذِي تعرف البطحاء وطأته ... والبيت يعرفه والحل
والحرم
[إنه] [1] قاله بعض شعراء المدينة فِي قثم بْن الْعَبَّاس،
وزاد الزُّبَيْر فِي الشعر بيتين أو ثلاثة منها قوله:
كم صارخٍ بك مكروب وصارخةٍ ... يدعوك يَا قثم الخيرات يَا
قثم
وقد ذكرنا فِي «بهجة المجالس» الشعر الَّذِي أوله: هَذَا
الَّذِي تعرف البطحاء وطأته. ولمن هُوَ، والاختلاف فِيهِ،
ولا يصح أَنَّهُ قثم بْن الْعَبَّاس، وذلك شعر آخر على
عروضه وقافيته، وما قاله الزُّبَيْر فغير صحيح. والله
أعلم.
(1267) قردة [2] بْن نفاثة [3] السلولي،
من بني عَمْرو بْن مُرَّةَ بْن صعصعة بن معاوية ابن بَكْر
بْن هوازن، كَانَ شاعرا، قدم على رسول الله صلى الله عليه
وسلم في فِي جماعة من بني سلول، فأمره عليهم بعد أن أسلم
وأسلموا، فأنشأ يقول:
بان الشباب فلم أحفل بِهِ بالا ... وأقبل الشيب والإسلام
إقبالا
وقد أروّي نديمي [4] من مشعشعةٍ ... وقد أقلب أوراكا
وأكفالا
__________
[1] من س.
[2] في أسد الغابة: قال أبو موسى: كذا أورده أبو الفتح
الأزدي وابن شاهين، وهو تصحيف. وإنما هو فروة بالفاء (4-
301) . وفي الإصابة بعد أن أورد قول ابن الأثير- فروة
الّذي تقدم غير هذا، ذلك جذامى، وهذا سلولي، فأنى يجتمعان
(3- 222) .
[3] بنون مضمومة وفاء خفيفة وبعد الألف مثلثة (التقريب)
[4] أديمى في س.
(3/1305)
الحمد للَّه إذ لم يأتني أجلي ... حتى
اكتسيت من الإسلام سربالا
وقد قيل: إن البيت قوله: الحمد للَّه إذ لم يأتني أجلي
للبيد. قال أَبُو عُبَيْدَة: لم يقل لبيد فِي الإسلام
غيره. وكان قد عُمَر مائة وخمسين سنة. وقردة هَذَا هُوَ
الَّذِي يقول:
أصبحت شيخا أرى الشخصين أربعةً ... والشخص شخصين لما مسني
الكبر
لا أسمع الصوت حَتَّى أستدير لَهُ ... وحال بالسمع دوني
المنظر العسر [1]
وكنت أمشي على الساقين معتدلا ... فصرت أمشي على مَا ينبت
الشجر
إذا أقوم عجنت الأرض متكئا ... على البراجم حَتَّى يذهب
النفر
(1268) قرظة [2] بْن كَعْب بْن ثعلبة بْن عَمْرو بْن كَعْب
بْن الإطنابة الأَنْصَارِيّ الخزرجي،
من بني الْحَارِث بْن الخزرج، حليف بني عبد الأشهل، يكنى
أَبَا عَمْرو، شهد أحدا وما بعدها من المشاهد، ثُمَّ فتح
الله على يديه الري فِي زمن عُمَر سنة ثلاث وعشرين، وهو
أحد العشرة الذين وجّههم عُمَر إِلَى الكوفة من الأنصار،
وَكَانَ فاضلا، ولاه علي بْن أَبِي طالب على الكوفة، فلما
خرج علي إِلَى صفين حمله معه وولاها أَبَا مَسْعُود
البدري، وَرَوَى زكريا بْن أَبِي زائدة، عَنِ ابْن
إِسْحَاق، عَنْ عَامِر بْن سَعْد، قَالَ: دخلت على أَبِي
مَسْعُود الأَنْصَارِيّ وقرظة بْن كَعْب، وثابت بْن زَيْد،
وهم فِي عرس، لهم، وجوار يتغنين، فقلت: أتسمعون هَذَا
وأنتم أصحاب مُحَمَّد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟
فقالوا: إنه قد رخص لنا فِي الغناء فِي العرس والبكاء على
الميت من غير نوح. شهد قرظة بْن كَعْب مع علي مشاهده كلها،
وتوفي فِي خلافته فِي دار ابتناها بالكوفة، وصلى عَلَيْهِ
علي بْن أَبِي طالب.
وقيل: بل توفي فِي إمارة المغيرة بن شعبة بالكوفة فِي صدر
أيام مُعَاوِيَة.
والأول أصح [3] إن شاء الله تعالى.
(1269) قطن بْن حارثة العليمي الكلبي، من بني عليم بْن
جناب [4] بْن كلب بْن وبرة.
__________
[1] في س: العصر.
[2] بفتحتين وظاء (التقريب) .
[3] في هوامش الاستيعاب، بل الثاني أصح.
[4] في ى: حباب وهو تحريف.
(3/1306)
قدم على رسول الله صلى الله عليه
وَسَلَّمَ، فسأله الدعاء لَهُ ولقومه فِي غيث السماء فِي
حديث فصيح كَثِير الغريب من رواية ابْن شهاب عَنْ عُرْوَة.
وله خبر آخر يرويه ابْن الكلبي، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ
إِبْرَاهِيم بْن سَعْد بْن أَبِي وَقَّاص أن رسول الله صلى
الله عليه وسلم كتب مع قطن بْن حارثة العليمي كتابا بعمل
من كلب وأحلافها في خبر ذكره.
(1270) قنان [1] بن دارم بْن أفلت العبسي.
أحد التسعة العبسيين الذين قدموا على رسول الله صلى الله
عليه وسلم فأسلموا. ذكرهم الدار قطنى والطبري.
(1271) قنفذ [2] بْن عُمَيْر بْن جدعان التميمي [3] .
له صحبة، ولاه عُمَر مكة ثُمَّ عزله، وولى نَافِع بْن عبد
الْحَارِث.
(1272) قهيد [4] بْن مطرف، أو ابْن أَبِي مطرف، والأكثر
يقولون ابْن مطرف الغفاري.
روى عَنْهُ المطلب بْن عَبْد اللَّهِ بْن حنطب، يختلف فِي
صحبته، ويقول بعضهم: إن حديثه مرسل، لأنه يروي عَنْهُ عن
أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه، وَالْحَدِيثُ رَوَاهُ
عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ
بْنِ حَنْطَبٍ عَنْ أَخِيهِ الْحَكَمِ بْنِ الْمُطَّلِبِ
عَنْ أَبِيهِ، عَنْ قُهَيْدٍ الْغِفَارِيِّ أَنَّهُ
حَدَّثَهُ قَالَ: سَأَلَ سَائِلٌ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: إِنْ عَدَا عَلَيَّ
عَادٍ؟ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ذَكِّرْهُ ثَلاثَ مَرَّاتٍ، فَإِنْ
أبى فَقَاتِلْهُ، فَإِنْ قَتَلَكَ فَأَنْتَ فِي
الْجَنَّةِ، وَإِنْ قتلته فهو النَّارِ وَرَوَى عَنْهُ [5]
عَمْرو مولى المطلب عَنْ قهيد بْن مطرف الغفاري، عَنْ
أَبِي هُرَيْرَةَ، عن النبي صلى الله عليه وسلم بذلك. وفي
حديث عَمْرو هَذَا عَنْهُ ناشده الله والإسلام ثلاثا.
(1273) قيظي بن قيس بن لوذان بن ثعلبة بْن عدي بْن مجدعة
بْن حارثة الأَنْصَارِيّ الخزرجي،
شهد أحدا في قول الواقدي.
__________
[1] بنون خفيفة كما في التقريب. وهذه الترجمة ليست في س.
[2] في س، وأسد الغابة: قنفد- بالدال. وفي الإصابة مثل ى.
[3] في س: التيمي.
[4] بالتصغير- كما في التقريب.
[5] في س: ورواه عمرو.
(3/1307)
|