الإصابة في تمييز الصحابة

حرف الزاي المنقوطة
القسم الأول
الزاي بعدها الألف
2782- الزّارع بن عامر «1»
: ويقال ابن عمرو العبديّ، أبو الوازع، من عبد القيس، عداده في أعراب البصرة.
قال ابن عبد البرّ: يقال اسم أبيه زارع، والوازع بالواو اسم ولده.
وروى أنه وفد مع الأشج العصريّ على النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم. وقد تقدّم ذكره في ترجمة جهم بن قثم، وأخرج حديثه البخاري في الأدب المفرد، وأبو داود، [روت عنه ابنة ابنه أمّ أبان بنت الوازع، وذكر أبو الفتح الأزدي أنها تفردت بالرواية عنه]
«2» .

2783 ز- زاملة:
هو لقب بريدة بن الحصيب.

2784- زاهر بن الأسود:
بن حجاج «3» بن قيس الأسلمي، والد مجزأة. وكان من أصحاب الشّجرة، وسكن الكوفة.
وروى عن النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم في النّهي عن أكل لحوم الحمر الإنسيّة «4» .
__________
(1) أسد الغابة ت (1722) ، الاستيعاب ت (872) ، الثقات 3/ 143 تجريد أسماء الصحابة 1/ 187، الكاشف 1/ 316، تقريب التهذيب 1/ 256، 3/ 2797، الوافي بالوفيات 14/ 163، التاريخ الكبير 3/ 447 بقي بن مخلد 602.
(2) سقط من أ.
(3) الثقات 3/ 143، تجريد أسماء الصحابة 1/ 187، الكاشف 1/ 316، الرياض المستطابة 88، الطبقات 112، 137، تقريب التهذيب 1/ 256، الطبقات الكبرى 4/ 319، وج 6 32، الوافي بالوفيات 14/ 166، التاريخ الكبير 3/ 442، 3/ 2815، حاشية الإكمال 4/ 158، بقي بن مخلد 483، أسد الغابة ت (1723) ، الاستيعاب ت (808) .
(4) أخرجه أحمد في المسند 3/ 419 عن أبي سليط.

(2/451)


روى عنه ابنه مجزأة.
وذكر مسلم وغيره أنه تفرد بالرواية عنه.
وأخرج حديثه البخاريّ في الصّحيح، وفيه أنه شهد الحديبيّة وخيبر. وقال محمد بن إسحاق: كان من أصحاب عمرو بن الحمق [يعني لما كان بمصر، فيؤخذ منه أنه عاش إلى خلافة عثمان]
«1» .

2785- زاهر بن حرام الأشجعيّ «2»
. قال ابن عبد البرّ: شهد بدرا ولم يوافق عليه. وقيل: إنه تصحّف عليه، لأنه وصف بكونه بدريّا.
وقد جاء ذكره
في حديث صحيح أخرجه أحمد والترمذيّ في الشّمائل من طريق معمر، عن ثابت، عن أنس- أنّ رجلا من أهل البادية اسمه زاهر كان يهدي للنبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم ... فذكر الحديث.
وفيه قول النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم: «زاهر باديتنا ونحن حاضرته» .
وكان النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم يجهّزه إذا أراد الخروج إلى البادية، وكان زاهر دميم الخلقة، فأتاه النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم وهو يبيع شيئا له في السّوق، فاحتضنه من خلفه، فقال له: من هذا؟ أرسلني، والتفت فعرف النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم، فجعل النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم يقول: «من يشتري منّي هذا العبد؟ وجعل هو يلصق ظهره بصدر النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم، ويقول: إذا تجدني كاسدا. فقال له النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم: «لكنّك عند اللَّه لست بكاسد» .
أخرجه البغويّ وغيره، وخالفه معمر، وقد رواه حماد بن سلمة فقال: عن ثابت، عن إسحاق بن عبد اللَّه بن الحارث مرسلا، وهو حماد في ثابت أقوى من معمر، ولكن للحديث شاهد من رواية سالم بن أبي الجعد الأشجعيّ، عن رجل من أشجع يقال له زاهر بن حرام كان بدويا لا يأتي النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم إذا أتاه إلا بطرفة أو هديّة، فرآه النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم يبيع سلعة فأخذ بوسطه ... الحديث.
__________
(1) ليس في أ.
(2) الثقات 3/ 142، تجريد أسماء الصحابة 5/ 187، تصحيفات المحدثين 554، تنقيح المقال 4190، الطبقات 48، الوافي بالوفيات 14/ 165، التاريخ الكبير 3/ 442، الأعلمي 19/ 8، أسد الغابة ت (1724) ، الاستيعاب ت (807) .

(2/452)


[وحرام والده يقال بالفتح والراء، ويقال بالكسر والزّاي. ووقع في رواية عبد الرزاق بالشكّ]
«1» .

2786- زائدة بن حوالة العنزي «2»
: [يأتي في ترجمة عبد اللَّه بن حوالة] «3» .
[ذكره ابن عبد البرّ مختصرا، وتبعه ابن الأثير، وعلّم له الذهبي علامة أحمد، وذكره العماد بن كثير في تسمية الصحابة الذين أخرج لهم أحمد فقال: زائدة أو مزيدة بن حوالة
في الجزء الثاني من مسند البصريين، فوجدت حديثه عند أحمد من طريق كهمس بن الحسن، عن عبد اللَّه بن شقيق: حدثني رجل من عنزة يقال له زائدة أو مزيدة بن حوالة، قال: كنا مع النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم في سفر من أسفاره، فنزل الناس منزلا، ونزل النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم في ظل دوحة، فرآني وأنا مقبل من حاجة وليس غيره وغير كاتبه، فقال:
«أنكتبك يا ابن حوالة؟» ... الحديث.
أخرجه يزيد بن هارون، عن كهمس.
وأخرج أحمد أيضا في مسند عبد اللَّه بن حوالة عن إسماعيل بن عليّة، عن الحريري، عن عبد اللَّه بن شقيق، عن ابن حوالة، فذكر نحوه.
هكذا أخرجه في مسند عبد اللَّه بن حوالة، وليس في الخبر تسميته عبد اللَّه، لكن أخرجه الطبرانيّ من طريق حماد بن سلمة عن الحريري، فسمّاه عبد اللَّه.
وعبد اللَّه بن حوالة صحابيّ مشهور نزل الشّام وهو مشهور بالأزديّ، وهو أشهر من زائدة راوي هذا الخبر، فلعل بعض رواته سماه عبد اللَّه ظنا منه أنه ابن حوالة المشهور، فسماه عبد اللَّه، والصّواب زائدة أو مزيدة على الشكّ وليس هو أخا عبد اللَّه، لأن عبد اللَّه أزديّ، ويقال عامري حالف الأزد، وزائدة عنزي، بمهملة ونون وزاي، ولم أر له ذكرا إلا في هذا الموضع من مسند أحمد]
«4» .

الزاي بعدها الباء
2787- زبان «5»
: بفتح أوله وتشديد الموحدة ثم نون، ويقال براء بدل النون، ورجحه عبد الغنيّ- بن قسورة ويقال قيسور الكلفيّ.
__________
(1) ليس في أ.
(2) أسد الغابة ت (1725) ، الاستيعاب ت (868) ، تعجيل المنفعة 133، ذيل الكاشف 454.
(3) سقط في ط.
(4) ليس في أ.
(5) أسد الغابة ت (1726) ، الاستيعاب ت (869) .

(2/453)


روى حديثه الدارقطنيّ في المؤتلف، من طريق محمد بن إسحاق، عن يحيى بن عروة، عن أبيه، قال الدارقطنيّ: حديثه منكر.

2788 ز- زبّان العدويّ.
روى حديثه أبو محمد بن قتيبة، من طريق عيسى بن يزيد بن دأب»
قال: ذكرت الكهانة عند النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم فقال زبان العدويّ: يا رسول اللَّه، رأيت عجبا.

2789- الزّبرقان بن بدر:
بن امرئ القيس «2» بن خلف بن بهدلة بن عوف بن كعب بن سعد بن زيد بن مناة بن تميم بن مر التيمي السعديّ.
يقال كان اسمه الحصين، ولقّب الزّبرقان لحسن وجهه، وهو من أسماء القمر.
ذكر ابن إسحاق في وفود العرب قال: قدم وفد تميم فيهم عطارد بن حاجب في أشرافهم، منهم: الأقرع بن حابس، والزبرقان بن بدر- أحد بني سعد، وعمرو بن الأهتم، وقيس بن عاصم، فنادوا رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم من وراء الحجرات ... فذكر القصّة بطولها، وفيها: ثم أسلموا.
وذكر قصتهم ابن أبي خيثمة، عن الزبير بن بكّار، عن محمد بن الضحّاك، عن أبيه مرسلا بطولها.
وأخرجها ابن شاهين من وجه آخر ضعيف، وذكرها أبو حاتم السجستاني في كتاب المعمرين في ترجمة أكثم بن صيفي على سياق آخر.
وروى أبو نعيم، من طريق حماد بن زيد، عن محمد بن الزبير الحنظليّ، قال: دخل على النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم عمرو بن الأهتم، وقيس بن عاصم، والزبرقان بن بدر، فقال النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم لعمرو بن الأهتم: أخبرني عن هذا- يعني الزّبرقان- فذكر الحديث، وفيه قوله صلى اللَّه عليه وآله وسلم: «إنّ من البيان لسحرا» «3»
وإسناده حسن إلا أن فيه انقطاعا.
__________
(1) في أ: يزيد بن دلب.
(2) الثقات 3/ 142، تجريد أسماء الصحابة 1/ 188، الاستبصار 314، 315 الأعلام 3/ 41، تقريب التهذيب 1/ 257، 1/ 294، 2/ 161، الطبقات الكبرى 7/ 36، 1/ 294، 2/ 161، المشتبه 354 الجرح والتعديل 3/ 2760، البداية والنهاية 5/ 41، المعرفة والتاريخ 3/ 294، 356، أسد الغابة ت (1758) ، الاستيعاب ت (870) .
(3) أخرجه أحمد في المسند 1/ 269 عن ابن عباس رضي اللَّه عنهما قال قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم إن من الشعر حكما ومن البيان سحرا وأخرجه الطبراني في الكبير 10/ 126، 207، 11/ 287 وأورده الهيثمي في الزوائد 8/ 126 عن أنس عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم قال إن من البيان لسحرا وإن من الشعر حكمة قال الهيثمي رواه الطبراني وفيه العباس بن الفضل الأزرق وهو متروك.

(2/454)


وأخرجه ابن شاهين، من طريق أبي المقوم الأنصاريّ، عن الحكم، عن مقسم، عن ابن عبّاس، قال: اجتمع عند النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم قيس بن عاصم، والزّبرقان بن بدر، وعمرو بن الأهتم.. فذكر الحديث بطوله.
وروى يعقوب بن سفيان في تاريخه، من طريق وقاص بن سريع بن الحكم أن أباه حدثه، قال: حدّثني الزبرقان بن بدر، قال: قدمت على النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم فنزلت على رجل من الأنصار ... فذكر الحديث بطوله.
قال ابن مندة: وذكر الطّبراني من هذا الوجه حديثا آخر وقصته مع الحطيئة، وقد ذكرتها في ترجمة الحطيئة في القسم الثالث من حرف الحاء المهملة.
وقال أبو عمر بن عبد البرّ: ولّاه رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم صدقات قومه، فأدّاها في الردّة إلى أبي بكر فأقره ثم إلى عمر، وأنشد له وثيمة في الردّة في وفائه بأداء الزكاة، وتعرض قيس بن عاصم بأذواد الرسول:
وفيت بأذواد الرّسول وقد أتت ... سعاة فلم يردد بعيرا مخرفا
[الطويل] ويقول في أخرى:
من مبلغ قيسا وخندف أنّه ... عزم الإله لنا وأمر محمّد
[الكامل] قلت: وله في ذلك قصة مع قيس بن عاصم ذكرها أبو الفرج في ترجمة قيس، وعاش الزّبرقان إلى خلافة معاوية، فذكر الجاحظ في كتاب «البيان» أنه دخل على زياد وقد كفّ بصره، فسلّم خفيفا فأدناه زياد وأجلسه معه، وقال: يا أبا عبّاس، إن القوم يضحكون من جفائك. فقال: وإن ضحكوا، واللَّه: إن رجلا إلا يودّ أني أبوه لغيّة أو لرشدة.
وذكره المراديّ في نسخة أخرى فيمن عمي من الأشراف.
وذكر الكوكبيّ أنه وفد على عبد الملك، وقاد إليه خمسة وعشرين فرسا، ونسب كل فرس إلى آبائه وأمهاته، وحلف على كل فرس منّا يمينا غير التي حلف بها على غيرها، فقال عبد الملك: عجبي من اختلاف أيمانه أشدّ من عجبي بمعرفته بأنساب الخيل.

(2/455)


2790- الزّبرقان بن أصلم «1»
: من آل ذي لعوة.
ذكره ابن مندة في الصّحابة من طريق عمرو بن شمر «2» ، عن ليث، عن مجاهد، عن أبي وائل، قال: برز الحسين بن علي يوم صفين ... فذكر قصة فيها: فقال له الزّبرقان بن أصلم: انصرف يا بني، فلقد رأيت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم مقبلا من ناحية قباء وأنت قدّامه، فما كنت لألقى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم بدمك.

2791- الزّبيب بن ثعلبة «3»
: بن عمرو بن سواء العنبريّ.
قال البغويّ: سكن البادية. وقال غيره: نزل البصرة، وهو بموحدتين مصغّر عند الأكثر، وخالفهم العسكريّ فجعل الموحدة الأولى نونا، واعترف أنّ أصحاب الحديث يقولونها بموحدة «4» .
وله حديث أخرجه أبو داود، روى عنه ابنه دجين وابن ابنه شعيث، وصرح بسماعه منه في سنن أبي داود.
[وسيأتي له ذكر في ترجمة أمه أم زبيب في كنى النساء إن شاء اللَّه تعالى] «5» .

2792 ز- زبيد السلميّ.
[أخرج حديثه محمد بن يحيى العدني] «6» بن أبي عمر «7» في مسندة، فقال: حدثنا سفيان، أخبرنا صاحب لنا يقال له عمرو بن حفص ثقة، عن شيخ من بني سليم يقال له زبيد قرأ القرآن عشر سنين يختمه في يوم وليلة، وعشرين سنة يختمه في يومين وليلتين،
قال: واللَّه لقد كان على وجهه نور، إن النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم كان إذا أنس من أصحابه
__________
(1) أسد الغابة ت (1727) .
(2) من أ: عمرو بن شمس.
(3) أسد الغابة ت (1729) ، الاستيعاب ت (871) ، الثقات 3/ 144، تجريد أسماء الصحابة 1/ 188، الأنساب 9/ 87 الكاشف 1/ 317، تهذيب التهذيب 3/ 310، الطبقات 42، 178 تقريب التهذيب 1/ 257، التاريخ الكبير 3/ 447، الجرح والتعديل 13/ 2811، الوافي بالوفيات 14/ 176 الاستيعاب 1/ 212، الإكمال 4/ 163، المشتبه 332، تصحيفات المحدثين 753، 1129، بقي بن مخلد 528.
(4) في أيقولونها بموحدة بدل النون.
(5) بدل ما بين القوسين في أ. وروى حديثه أبو داود والطبراني، وأخرجه أبو عوانة في صحيحه من طرق. ومضى ذكر بعضه في ترجمة ذؤيب بن شهيم.
(6) سقط في أ.
(7) في أ: ذكره ابن أبي عمر.

(2/456)


غرّة أو غفلة نادى فيهم بأعلى صوته: أتتكم المنية لازمة إمّا بشقوة وإما بسعادة
«1» .

ذكر من اسمه الزبير
2793- الزبير بن عبد اللَّه الكلابيّ «2»
. ذكره يعقوب بن سفيان فيمن لقي النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم، وقال أبو عمر: لا أعلم له لقاء إلا أنه أدرك الجاهلية وعاش إلى خلافة عثمان.
قلت: كأنه أراد ما رواه العلاء بن الزبير عن أبيه، قال: رأيت غلبة فارس الروم، ثم رأيت غلية الروم فارس، ثم رأيت غلبة المسلمين فارس، كل ذلك في خمس عشرة سنة.
وذكره أبو الحسن بن سميع في الطبقة الثانية من تابعي أهل الشّام.

2794 ز- الزبير بن عبيدة الأسدي «3»
: من بني أسد بن خزيمة.
ذكره ابن إسحاق فيمن هاجر إلى المدينة من بني أسد هو وأخوه تمام بن عبيدة.

2795 ز- الزّبير بن عدي:
بن نوفل بن أسد بن عبد العزّى القرشيّ الأسديّ ابن أخي ورقة بن نوفل. ذكره البلاذريّ.

2796- الزّبير بن العوّام «4»
: بن خويلد بن أسد بن عبد العزّى بن قصيّ بن كلاب القرشي الأسدي، أبو عبد اللَّه، حواريّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم وابن عمته.
أمه صفية بنت عبد المطّلب، وأحد العشرة المشهود لهم بالجنة، وأحد الستّة أصحاب الشّورى، كانت أمه تكنّيه أبا الطّاهر بكنية أخيها الزبير بن عبد المطّلب، واكتنى هو بابنه عبد اللَّه فغلبت عليه، وأسلم وله اثنتا عشرة سنة وقيل ثمان سنين.
وقال اللّيث: حدثني أبو الأسود، قال: كان عمّ الزّبير يعلقه في حصير ويدخّن عليه ليرجع إلى الكفر، فيقول: لا أكفر أبدا.
وقال الزّبير بن بكّار في كتاب النّسب: حدّثني عمي مصعب، عن جدّي عبد اللَّه بن
__________
(1) أورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 42099 وقال أخرجه ابن أبي الدنيا في ذكر الموت والبيهقي في شعب الإيمان عن زيد المسلمي مرسلا وأورده السيوطي في الجامع الصغير برقم 95 وضعفه.
(2) أسد الغابة ت (1730) ، الاستيعاب ت (809) .
(3) أسد الغابة ت (1731) ، الاستيعاب ت (810) .
(4) أسد الغابة ت (1732) ، الاستيعاب ت (811) .

(2/457)


مصعب أن العوّام لما مات كان نوفل بن خويلد يلي ابن أخيه الزبير، وكانت صفية تضربه وهو صغير وتغلظ عليه، فعاتبها نوفل وقال: ما هكذا يضرب الولد، إنك لتضربينه ضرب مبغضة فرجزت به صفية:
من قال إنّي أبغضه فقد كذب ... وإنّما أضربه لكي يلب
ويهزم الجيش ويأتي بالسّلب ... ولا يكن لماله خبأ مخب
يأكل في البيت من تمر وحب
[الرجز] تعرض نوفل فقال: يا بني هاشم، ألا تزجرونها عنّي؟
وهاجر الزبير الهجرتين.
وقال عروة: كان الزبير طويلا تخطّ رجلاه الأرض إذا ركب. أخرجه الزبير بن بكّار.
وقال عثمان بن عفّان لما قيل له استخلف الزبير: أما إنه لأخيرهم وأحبهم إلى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم. أخرجه أحمد والبخاريّ، وفيه يقول حسّان بن ثابت فيما رواه الزبير بن بكّار:
أقام على عهد النّبيّ وهديه ... حواريّه والقول بالفعل يعدل
[الطويل] إلى أن قال:
فما مثله فيهم ولا كان قبله ... وليس يكون الدّهر ما دام يذبل
[الطويل]
روى الزّبير بن بكّار، من طريق هشام بن عروة، عن أبيه، عن عبد اللَّه بن الزبير، قال: سألت الزبير عن قلة حديثه عن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم، فقال: كان بيني وبينه من الرّحم والقرابة ما قد علمت، ولكني سمعته يقول: «من قال عليّ ما لم أقل فليتبوَّأ مقعده من النّار» «1» .
وأخرجه البخاريّ من وجه آخر عن عروة قال: قاتل الزبير وهو غلام بمكة رجلا فكسر
__________
(1) أخرجه أحمد 1/ 65، 2/ 158، 171، 365، 4/ 159، 334، 5/ 297، 301، وابن حبان ذكره الهيثمي في الموارد (2214) والطبراني في الكبير 1/ 135، والشافعيّ كما في البدائع 16، والبخاري في التاريخ 6/ 209 والحاكم في المستدرك 1/ 102 وذكره المصنف في المطالب (3085) وابن سعد 2/ 2/ 100 وانظر كنز العمال (29490) وانظر المجمع 8/ 149.

(2/458)


يده، فمرّ بالرجل محمولا على صفية فسألته عنه، فقيل لها. فقالت: كيف رأيت زبرا؟ أقطا وتمرا؟ أو مشمعلا صقرا.
أخرجه ابن سعد، وعن عروة وابن المسيّب قال: أول رجل سلّ سيفه في اللَّه الزبير، وذلك أن الشيطان نفخ نفخة فقال «1» . أخذ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، فأقبل الزبير يشقّ الناس بسيفه والنبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم بأعلى مكة.
أخرجه الزّبير بن بكّار من الوجهين.
وفي رواية ابن المسيّب: فقيل: قتل رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم فخرج الزبير متجرّدا بالسيف صلتا.
وروى ابن سعد بإسناد صحيح عن هشام عن أبيه، قال: كانت على الزبير عمامة صفراء معتجرا بها يوم بدر، فقال النّبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: «إنّ الملائكة نزلت على سيماء الزّبير» «2» .
وروى الطّبرانيّ من طريق أبي المليح، عن أبيه نحوه.
ومن حديث عروة، عن ابن الزبير، قال: قال لي الزبير قال: قال لي رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم. «فداك أبي وأمّي» .
وعن عروة: كان في الزبير ثلاث ضربات بالسّيف كنت أدخل أصابعي فيها: ثنتين يوم بدر، وواحدة يوم اليرموك.
وروى البخاريّ عن عائشة أنها قالت لعروة: كان أبوك من الذين استجابوا للَّه وللرسول من بعد ما أصابهم القرح، تريد أبا بكر والزبير.
وروى أيضا عن جابر قال: قال لي النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم يوم بني قريظة: «من يأتيني بخبر القوم» ؟ فانتدب الزبير، فقال النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: «إنّ لكلّ نبيّ حواريّا وحواريي الزّبير» .
وروى أحمد، من طريق عاصم عن زرّ، قال: قيل لعلي: إن قاتل الزبير بالباب. قال:
ليدخل قاتل ابن صفية النار، سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم يقول: «إنّ لكلّ نبي حواريّا، وإنّ حواريي الزّبير» .
__________
(1) في ب: قال.
(2) أورده ابن سعد في الطبقات الكبرى 3: 1: 72.

(2/459)


وروى هذا المتن ابن عديّ من حديث أبي موسى الأشعريّ.
وروى أبو يعلى أنّ ابن عمر سمع رجلا يقول: أنا ابن الحواري. فقال: إن كنت من ولد الزبير وإلّا فلا.
وروى يعقوب بن سفيان، عن مطيع بن الأسود أنه أوصى إلى الزّبير فأبى، فقال:
أسألك باللَّه والرحم إلّا ما قبلت، فإنّي سمعت عمر يقول: إن الزبير ركن من أركان الدّين.
وروى الحميديّ في «النوادر» أنه أوصى إليه عثمان، والمقداد، وابن مسعود، وابن عوف، وغيرهم، فكان يحفظ أموالهم وينفق على أولادهم من ماله، وزاد الزبير بن بكار، ومطيع بن الأسود، وأبو العاص بن الرّبيع.
وروى يعقوب بن سفيان أنّ الزبير كان له ألف مملوك يؤدّون إليه الخراج، فكان لا يدخل بيته منها شيئا، يتصدق به كله.
وقصّته في وفاء دينه وفيما وقع في تركته من البركة مذكور في كتاب الخمس من صحيح البخاريّ بطولها.
وكان قتل الزّبير بعد أن انصرف يوم الجمل بعد أن ذكره عليّ،
فروى أبو يعلى من طريق أبي جرو المازني، قال: شهدت عليا والزبير توافيا يوم الجمل، فقال له علي: أنشدك اللَّه، أسمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم يقول: «إنّك تقاتل عليّا، وأنت ظالم له؟» «1» قال: نعم. ولم أذكر ذلك إلى الآن. فانصرف.
وروى ابن سعد بإسناد صحيح، عن ابن عبّاس أنه قال للزّبير يوم الجمل: أجئت تقاتل ابن عبد المطلب؟ قال: فرجع الزبير، فلقيه ابن جرموز فقتله. قال: فجاء ابن عبّاس إلى عليّ، فقال: إلى أين يدخل قاتل ابن صفية؟ قال: النّار.
وكان قتله في جمادى الأولى سنة ست وثلاثين، وله ست أو سبع وستون سنة، وكان الّذي قتله رجل من بني تميم يقال له عمرو بن جرموز قتله غدرا بمكان يقال له وادي السّباع: رواه خليفة بن خياط وغيره.
وروى يعقوب بن سفيان في «تاريخه» من طريق حصين، عن عمرو بن جاوان، قال:
__________
(1) أخرجه أبو يعلى في مسندة 2/ 30 (666) وقال الهيثمي في المجمع 7/ 235 وعزاه لأبي يعلى فيه عبد الملك بن مسلم قال البخاري لم يصح حديثه، وذكره ابن حجر في المطالب (4476) وأخرجه العقيلي في الضعفاء 3/ 35 وأورده ابن الجوزي في العلل 2/ 365 والمتقي الهندي في الكنز (31688) وعزاه فضلا عن هؤلاء لابن عساكر والبيهقي في الدلائل.

(2/460)


لما التقوا قام كعب بن سور ومعه المصحف ينشدهم اللَّه والإسلام، فلم ينشب أن قتل، فلما التقى الفريقان كان طلحة أول قتيل، فانطلق الزبير على فرس له فبلغ الأحنف، فقال: حمل مع المسلمين حتى إذا ضرب بعضهم حواجب بعض بالسيف أراد أن يلحق ببنيه، فسمعها عمرو بن جرموز، فانطلق فأتاه من خلفه فطعنه وأعانه فضالة بن حابس ونفيع، فقتلوه.

2797- الزّبير بن أبي هالة التميميّ «1»
: روى ابن مندة من طريق عيسى بن يونس، عن وائل بن داود، عن البهيّ، عن الزبير بن أبي هالة، قال: قتل النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم رجلا من قريش ثم قال: «لا يقتلنّ بعد اليوم رجل من قريش صبرا»
«2» . وأخرجه ابن عديّ في «الكامل» في ترجمة مصعب بن سعيد، وقال: كان يحدّث عن الثقات بالمناكير، وساق في آخر هذا الحديث: إلا قاتل عثمان.
وقال ابن أبي حاتم: جاء حديثه من طريق سيف بن عمر.
قلت:
روى سيف في «الفتوح» ، عن وائل بن داود، عن البهي، عن الزبير، قال: قال النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: «اللَّهمّ بارك لأمّتي في أصحابي ... »
«3» الحديث. لكن وقع في كثير من النسخ، عن الزبير بن العوّام. فاللَّه أعلم.

الزاي بعدها الجيم، والخاء
2798 ز- الزّجاج:
والد عبد الرحمن، غلام أم حبيبة.
يأتي ذكره في ترجمة ولده إن شاء اللَّه تعالى.

2799 ز- زخيّ «4»
: بالمعجمة ومصغّر.
ذكره ابن مندة، وأبو نعيم في حرف الزّاي، وذكره ابن فتحون في حرف الراء.
وقد تقدّم ذكره في ترجمة ذؤيب بن شعثم.
__________
(1) أسد الغابة، [1733] ، تجريد أسماء الصحابة 1/ 189.
(2) أخرجه الحاكم في المستدرك 4/ 275 وأخرجه البخاري في الأدب المفرد 826، وانظر كنز العمال (30167) .
(3) أخرجه ابن عساكر في تاريخه 3/ 13، 7/ 81.
(4) أسد الغابة ت [1734] .

(2/461)


الزاي بعدها الراء
2800 ز- زرارة بن أوفى النخعيّ «1»
، أبو عمرو.
قال ابن أبي حاتم، عن أبيه: له صحبة. ومات في زمن عثمان، وتبعه أبو عمر فلم يزد.
قلت: فأما زرارة بن أوفى قاضي البصرة فهو تابعيّ معروف ثقة، وهو حرشيّ، بفتح المهملة والراء بعدها معجمة.

2801- زرارة بن جزي «2»
أو جزء بن عمرو بن عوف بن كعب بن أبي بكر بن كلاب الكلابيّ.
روى أبو يعلى، والحسن بن سفيان، من طريق زفر بن وثيمة، عن المغيرة بن شعبة أن زرارة بن جزي قال لعمر بن الخطاب رضي اللَّه عنه: إن النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم كتب إلى الضّحاك بن سفيان أن يورث امرأة أشيم الضبابي من دية زوجها. إسناده حسن.
وله طريق أخرى تأتي في ترجمة شريك بن وائلة، وذكر الجاحظ في البيان أن زرارة بن جزي حين أتى عمر بن الخطاب وتكلّم عنده فرفع به أنشده:
أتيت أبا حفص ولا يستطيعه ... من النّاس إلّا كالسّنان طرير
ووفّقني الرّحمن لمّا لقيته ... وللباب من دون الخصوم صرير
__________
(1) طبقات ابن سعد 7/ 150، العلل 1/ 283، التاريخ الكبير 3/ 438، التاريخ الصغير 76، تاريخ الثقات للعجلي، أخباره القضاة لوكيع 1/ 292، الجرح والتعديل 3/ 603، المراسيل 63، البيان والتبيين 3/ 210، الجامع الصحيح للترمذي 2/ 307، المعرفة والتاريخ 1/ 217، تاريخ الطبري 5/ 224، الثقات 4/ 266، مشاهير علماء الأمصار 701، رجال صحيح مسلم 1/ 229، حلية الأولياء 2/ 258، رجال صحيح البخاري 1/ 275، الفرج بعد الشدة 1/ 172، الأسامي والكنى 164، الجمع بين رجال الصحيحين 1/ 155، العقد الفريد 6/ 97، الأنساب للسمعاني 4/ 108، الكامل في التاريخ 3/ 451، تهذيب الكمال 9/ 339، الكاشف 1/ 520، سير أعلام النبلاء 4/ 515، العبر 1/ 109، المعين في طبقات المحدثين 33، عهد الخلفاء الراشدين 611، دول الإسلام 1/ 68، البداية والنهاية 9/ 93، مرآة الجنان 1/ 185، جامع التحصيل 213، الوافي بالوفيات 14/ 192، تهذيب التهذيب 3/ 322، تقريب التهذيب 1/ 259، خلاصة تذهيب التهذيب 121، شذرات الذهب 1/ 102، أسد الغابة ت [1737] ، الاستيعاب ت [812] . (2) الجرح والتعديل 3/ 2726، التاريخ الكبير 4381، دائرة معارف الأعلمي 19/ 17، الإكمال 2/ 8225، بقي بن مخلد 258، أسد الغابة ت [1738] ، الاستيعاب ت [813] .

(2/462)


فقلت له قولا أصاب فؤاده ... وبعض كلام القائلين غرور
[الطويل] وقال ابن الكلبيّ: عاش إلى خلافة مروان بن الحكم.
وقال الزّبير بن بكّار: حدثني هارون أخي، حدثني بعض أهل البادية، قال: كان عبد العزيز بن زرارة رجلا شريفا ذا مال كثير، فأشرف عيينة فواجهه المال، فأعجبه، فقال:
اللَّهمّ إنّي أشهدك أني حبست نفسي وأهلي ومالي في سبيلك، ثم أتى أباه فأخبره بذلك، فقال: ارتحل على بركة اللَّه. قال: فتوجّه نحو الشّام.
وذكر الواقديّ أنه شهد مع يزيد بن معاوية غزاة القسطنطينية.
وقيل: إنه مات في تلك الرحلة، فنعاه معاوية إلى زرارة، فقال: مات فتى العرب، فقال: ابني أو ابنك؟ قال: بل ابنك، فاسترجع.
وروى هشام بن الكلبيّ أن مروان لما بويع بالخلافة اجتاز على زرارة وهو على ماء لهم وهو شيخ «كبير» ، فقال له: كيف أنت؟ قال بخير، أنبت اللَّه فأحسن نباتنا، ثم حصدنا فأحسن حصادنا. وكانوا قد هلكوا في الجهاد.

2802- زرارة بن عمرو النخعي «1»
: قال ابن أبي حاتم، عن أبيه: قدم على النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم من اليمن في النصف من المحرم سنة إحدى عشرة، وقال أبو عمر: بل كان قدومه في نصف رجب سنة تسع انتهى.
والّذي ذكره أبو حاتم جزم به ابن سعد، وقال: أخبرنا محمد بن عمر الأسلميّ، قال:
كان آخر من قدم من الوفد على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم وفد النخع، وقدموا من اليمن للنّصف من المحرم سنة إحدى عشرة وهم مائتا رجل، وقد كانوا بايعوا معاذ بن جبل باليمن، وكان فيهم زرارة بن عمرو انتهى.
وذكر له أبو عمر حديثا فيه: أن النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم دعا له ألا تدركه الفتنة: والحديث المذكور
أورده ابن شاهين من طريق أبي الحسن المدائني عن شيوخه، قالوا: قدم وفد النخع في المحرم سنة عشر عليهم زرارة بن عمرو، وهم مائتا رجل، فقال زرارة: يا رسول اللَّه، رأيت في طريقي رؤيا هالتني: رأيت أتانا خلفتها في أهلي ولدت جديا
__________
(1) الثقات 3/ 143، أسد الغابة ت [1739] ، تجريد أسماء الصحابة 1/ 89، الطبقات الكبرى 1/ 346، 8/ 315، الوافي بالوفيات 14/ 192، الجرح والتعديل ج 3/ 2724، الاستيعاب ت [814] .

(2/463)


أسفع أحوى، ورأيت نارا خرجت من الأرض حالت بيني وبين ابن لي يقال له عمرو، وهي تقول: لظى لظى، بصير وأعمى، ورأيت النّعمان بن المنذر وعليه قرطان ودملجان ومسكتان، ورأيت عجوزا شمطاء خرجت من الأرض.
فقال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: «هل خلّفت أمة مسرّة حملا» ؟ قال: نعم.
قال: «قد ولدت غلاما وهو ابنك» . قال: فما باله أسفع أحوى؟ قال: «ادن «مني» . فدنا، قال: «أبك برص تكتمه» ؟ قال: نعم، والّذي بعثك بالحق ما علمه أحد من الخلق قبلك.
قال: فهو ذاك. وأمّا النّار فإنّها تكون فتنة بعدي» . قال: وما الفتن؟ قال: «يقتل النّاس إمامهم ويشتجرون- وخالف بين أصابعه- حتّى يصير دم المؤمن عند المؤمن أحلى من شرب الماء، يحسب المسيء أنّه محسن، فإن متّ أدركت ابنك، وإن أنت بقيت أدركتك» .
قال: فادع اللَّه ألا تدركني، فدعا له. قال: فكان ابنه عمرو بن زرارة أول خلق اللَّه تعالى خلع عثمان بن عفان.
قال: وأما النّعمان وما عليه فذاك ملك العرب يصير إلى فضل بهجة وزينة، والعجوز الشّمطاء بقية الدّنيا.
وأخرج ابن شاهين من طريق ابن الكلبيّ: حدّثني رجل من جرم، عن رجل منهم، قال: وفد رجل من النخع يقال له زرارة بن قيس بن الحارث بن عديّ على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم ... فذكر نحوه، وقال في الحديث: قال فمات زرارة وأدركها ابنه عمرو، فكان أول الناس خلع عثمان بالكوفة، وبايع علي بن أبي طالب.

2803 ز- زرارة بن عمير:
أخو مصعب بن عمير. وهو أبو عزيز. وهو بكنيته أشهر.
يأتي في الكنى.

2804- زرارة بن قيس «1»
: بن الحارث بن عدي النخعي.
ذكره في زرارة بن عمرو الماضي قريبا.

2805- زرارة بن قيس:
بن الحارث بن «2» فهر بن قيس بن ثعلبة بن عبيد بن ثعلبة بن غنم بن مالك بن النّجار الأنصاريّ
__________
(1) أسد الغابة ت [1741] .
(2) أسد الغابة ت [1742] ، الاستيعاب ت [815] ، تجريد أسماء الصحابة 1/ 189، الطبقات الكبرى 1/ 346، الوافي بالوفيات 14/ 193، تبصير المنتبه 3/ 1054،

(2/464)


ذكره ابن عبد البرّ وقال: قتل باليمامة.

2806 ز- زرارة بن قيس:
بن عمرو النخعيّ.
أظنه ابن أخي الّذي قبله بترجمة.
قال ابن شاهين: حدثنا المنذر بن محمد، حدّثنا الحسن بن محمد، حدّثني يحيى بن زكريا بن إبراهيم بن سويد النخعيّ، عن الحسن بن الحكم، عن عبد الرّحمن بن عابس النخعيّ، عن أبيه عن زرارة بن قيس بن عمرو- أنه وفد على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم فأسلم وكتب له كتابا ودعا له.

2807- زرارة الأنصاريّ:
روى ابن شاهين وابن مردويه، من طريق عمر أبي حفص، عن خالد بن سلمة «1» ، عن سعيد بن عمرو بن جعدة المخزوميّ، عن ابن زرارة الأنصاريّ عن أبيه، قال: تلا رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم يوما هذه الآيات: إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي ضَلالٍ وَسُعُرٍ- إلى قوله:
بِقَدَرٍ [القمر: 47] ، فقال: أنزلت هذه الآيات في أناس يكونون في آخر أمتي يكذبون بالقدر.
وأخرجه ابن شاهين أيضا وابن مندة من وجه آخر إلى حفص بن سليمان عن خالد بن سلمة بهذا الإسناد، لكن لم يقل الأنصاريّ. ومن ثمّ ظن ابن الأثير أنه النخعيّ. وقد صحّ أنه غيره.
ورواه ابن مندة أيضا، وابن مردويه من طريق حفص بن سليمان أيضا، عن سعيد بن عمرو، عن زياد بن أبي زياد الأنصاري، عن أبيه، كذا قال.
والاضطراب فيه من حفص بن سليمان وهو ضعيف، وكناه ابن مندة أبا عمرو بابنه عمرو.

2808 ز- زرّ بن جابر:
بن سدوس بن أصمع الطائيّ النّبهانيّ.
ذكر ابن الكلبيّ أنه وفد على النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم مع زيد الخيل، وقد تقدم إسناد ذلك في ترجمة حارثة بن قعين.

2809- زرّ بن عبد اللَّه «2»
: بن كليب الفقيميّ.
__________
(1) في أخالد بن يشكر.
(2) أسد الغابة ت [1736] .

(2/465)


قال الطّبريّ: له صحبة ووفادة، وكان من أمراء الجيوش في فتح خوزستان «1» ، وكان على جيش في حصار جنديسابور «2» وفتحها صلحا. ذكره ابن فتحون.
وروى ابن شاهين من طريق سيف بن عمر، عن ورقاء بن عبد الرحمن، عن زرّ بن عبد اللَّه الفقيمي أنه وفد على النّبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم في نفر من بني تميم، فأسلم، ودعا له النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم ولعقبه.
ثم روى من طريق أبي معشر عن يزيد بن رومان، قال: وفد زرين بن عبد اللَّه الفقيميّ على النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم، قال أبو موسى: يقال إن هذا هو الصّواب- يعني بفتح الزّاي وتخفيف الراء المكسورة بعدها تحتانية ثم نون- واللَّه أعلم.

2810- زرعة بن خليفة اليمامي «3»
: ذكره ابن أبي حاتم. وقال ابن السّكن: روى عنه حديث بإسناد مجهول، ثم ساقه من طريق أبي زرعة الرازيّ، عن موسى بن الحكم الخراساني، عن محمد بن زياد الراسبيّ، عن زرعة بن خليفة، قال: سمعت النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم يناديه باليمامة، فأتيناه فعرض علينا الإسلام فأسلمنا، وأسهم لنا، وقرأ في العشاء»
بالتّين والزّيتون، وإنّا أنزلناه في ليلة القدر.
قال ابن السّكن: لولا أن أبا زرعة حدّث به ما ذكرته، فليس في إسناده من يعرف غيره وغير شيخنا.
قلت: أورده الشّيرازيّ في «الألقاب» ، من طريق أبي حاتم الرّازي، عن أبي زرعة، ثم قال: هكذا قال الخراساني.
ورأيت في موضع آخر موسى بن الحكم أبو عمران الجرجانيّ.
__________
(1) خوزستان: بضم أوله وبعد الواو الساكنة زاي وسين مهملة وتاء مثناة من فوق وآخره نون. وهو اسم لجميع بلاد الخوز، واستان كالنسبة في كلام الفرس، أرض خوزستان أشبه شيء بأرض العراق وهوائها وصحتها فإن مياهها طيبة جارية. انظر معجم البلدان: 2/ 462.
(2) جنديسابور: بضم أوله وتسكين ثانيه وفتح الدال وياء ساكنة وسين مهملة وألف وباء موحدة مضمومة وواو ساكنة وراء. مدينة بخوزستان بناها سابور بن أردشير فنسبت إليه وأسكنها سبي الروم وطائفة من جنده. انظر معجم البلدان 2/ 198.
(3) أسد الغابة ت [1744] ، الاستيعاب ت [817] .
(4) في أ: وقرأ في الصلاة بالتين.

(2/466)


وروى ابن السّكن أيضا، وابن مندة، من طريق محبوب بن مسعود البصريّ، حدّثنا أبو المعدل الجرجانيّ، قال: خرجت حاجّا، فقيل لي: هاهنا رجل قد رأى النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم يقال له زرعة بن خليفة، فأتيت، فإذا هو شيخ معظّم في قومه، فقلت: أنت رأيت النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم؟ قال: أتيناه في جماعة من قومنا فلم نلقه بالمدينة، وقد كان خرج في بعض مغازيه، فانصرفنا فصادفناه، فحضرت صلاة الفجر فصلّى بنا فقرأ:
قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ. وقُلْ يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ.
قال ابن مندة: غريب.

2811- زرعة بن ضمرة العامريّ «1»
: له ذكر في حديث لا يصحّ، قاله ابن مندة.

2812 ز- زرعة بن عامر بن مازن «2»
: بن ثعلبة بن هوازن بن أسلم الأسلميّ.
قال ابن الكلبيّ: له صحبة قديمة، وشهد أحدا، واستشهد بها، وهو أول من قتل من المسلمين بها.

2813- زرعة الشّقريّ:
كان اسمه أصرم، فسمّاه النّبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم زرعة تقدم في الهمزة.

2814 ز- زرين «3»
: تقدم في زر.

الزاي بعدها العين والفاء
2815 ز- زعبة بن هشام الجهنيّ:
ذكر الطبري أن له صحبة.

2816- زفر بن حرثان «4»
: بن الحارث بن حرثان بن ذكوان بن كلفة بن عوف بن نصر بن معاوية النصريّ ثم الكلفيّ.
قال ابن الكلبيّ: وفد على النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، وكذا قال ابن سعد وابن جرير. قال الرّشاطيّ: لم يذكره أبو عمر ولا ابن فتحون.

2817 ز- زفر بن زرعة:
ذكره أبو سعد النّيسابوريّ في «شرف المصطفى» ، وساق بسنده عنه أنه استعاذ في شعر له بعظيم الوادي في فلاة على عادتهم في الجاهليّة، فسمع أراجيز يتجاوب بها الجنّ
__________
(1) أسد الغابة ت [1747] .
(2) أسد الغابة ت [1748] .
(3) أسد الغابة ت [1750] .
(4) أسد الغابة ت [1753] .

(2/467)


تدلّ على مبعث النّبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، قال: فرجعت من سفري وقد شاع خبر النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم ... فذكر القصة.

2818- زفر بن يزيد بن هاشم «1»
: بن حرملة.
له ذكر في حديث قاله ابن مندة.

الزاي بعدها الكاف
2819

- زكرة «2» بن عبد اللَّه:
غير منسوب.
ذكره الأزديّ في الصّحابة، وأخرج حديثه هو وعلي العسكريّ من طريق بقية. عن عمرو بن عتبة، عن أبيه، عن زياد بن سمية: سمعت زكرة يقول: سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم يقول: «لو أعرف موضع قبر يحيى بن زكريّا لزرته»
«3» . قال أبو حاتم: زياد بن سمية هذا ليس هو الأمير المشهور الّذي ادعاه معاوية، وقال ابن عبد البرّ: ليس إسناده بقوي.

الزاي بعدها اللام والميم
2820 ز- زلعب الجنّي:
يأتي ذكره في أول حرف الشّين المعجمة.

2821- زمعة بن أبي بن خلف الجمحيّ:
ذكره عمر بن شبّة فيمن استوطن المدينة. واتخذ بها دارا، وأبوه قتله النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم بأحد، ومضى ذكر ابن عمه ربيعة بن أمية.

2822 ز- زمعة بن الأسود:
بن عامر القرشي، من بني عامر بن لؤيّ.
ذكره أبو إسماعيل الأزديّ في فتوح الشام، فقال في تسمية من عقد له أبو بكر الصدّيق من أمراء الأجناد: ودعا زمعة بن الأسود بن عامر من بني عامر بن لؤيّ. فعقد له، ثم قال:
أنت مع يزيد بن أبي سفيان، ثم أمر يزيد أن يولّيه مقدمته، وقال: إنه من صلحاء قومك ومن الفرسان. انتهى.
__________
(1) أسد الغابة ت [1755] .
(2) أسد الغابة ت [1756] ، الاستيعاب ت [874] ، تجريد أسماء الصحابة 1/ 190.
(3) ذكره المتقي الهندي في الكنز [32442] ، وعزاه للديلمي عن زكرة بن عبد اللَّه.

(2/468)


وقد ذكرنا غير مرة أنّ من كان في عصر أبي بكر وعمر رجلا، وهو من قريش، فهو على شرط الصحبة، لأنه لم يبق بعد حجّة الوداع منهم أحد على الشّرك، وشهدوا حجّة الوداع مع النّبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم جميعا، وذكرنا أيضا أنهم كانوا لا يؤمّرون في الفتوح إلا الصّحابة.

2823- زمل بن عمرو بن عنز «1»
: بن خشّاف بن خديج بن واثلة بن حارثة بن هند بن حرام بن ضنّة بن عبد بن كبير بن عذرة العذريّ. ويقال زمل بن ربيعة، ويقال له زميل- مصغر.
له وفادة.
ذكره هشام بن الكلبيّ فقال: رواه ابن سعد في الطبقات عنه عن الشرقي بن القطامي، عن مدلج بن المقداد العذريّ، عن عمه عمارة بن جزي، قال: وقال زمل:
سمعت صوتا من صنم. فجئت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم فقال: «ذاك من مؤمني الجنّ» . قال: «فأسلم» ، وأنشأ يقول:
إليك رسول اللَّه أعملت نصّها ... أكلّفها حزنا وقورا من الرّمل
[الطويل] الأبيات:
وذكر الحديث في قصّة إسلامه ووفادته، وعقد له النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم لواء على قومه، وكتب له كتابا، وشهد بلوائه المذكورة صفّين مع معاوية، وقتل يوم مرج راهط مع مروان سنة أربع وستين.
وأخرجه أبو سعد النّيسابوريّ في «شرف المصطفى» من طريق أبي حاتم السجستاني، عن أبي عبيدة، عن الشرقي، لكن قال: عن مدلج العذريّ، عن أبيه، عن زميل بن ربيعة به.
وروى حديثه تمام في فوائده، عن أبي الحارث محمد بن الحارث بن هانئ، عن مدلج بن المقدام بن زمل بن عمرو العذريّ عن آبائه، وذكر أن اسم الصّنم خمام- بالخاء المعجمة.
وقال أبو عبيدة: استعمله معاوية على شرطته [وكان أحد شهود التحكيم بصفّين، وأقطعه معاوية عند باب توما، واستعمله يزيد بن معاوية على خاتمه، وشهد بيعة مروان بالجابية.
__________
(1) أسد الغابة ت [1758] ، تبصير المنتبه 3/ 99، الاستيعاب ت (875) .

(2/469)


قال ابن سعد: وكان ابنه مدلج شريفا، وتزوّج أمينة بنت عبد اللَّه القسريّ، أخت خالد]
«1» .

الزاي بعدها النون
2824- زنباع بن سلامة «2»
: ويقال: بن روح بن سلامة بن حداد بن حديدة بن أمية الجذامي، والد روح.
قال ابن مندة: عداده في أهل فلسطين، له صحبة.
وقال أبو الحسين الرّازي: كانت له دار بدمشق عند درب العرنيّين.
روى أحمد من طريق ابن جريج، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جدّه- أنّ زنباعا أبا روح وجد غلاما مع جارية له فجدع أنفه وجبّه، فأتى العبد النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، فذكر له ذلك، فقال لزنباع: «ما حملك على هذا» ؟ فذكره. فقال للعبد: «انطلق فأنت حرّ» .
ورواه ابن مندة، من طريق المثنى بن الصّباح، عن عمرو بن شعيب، فسمّى العبد سندرا.
وروى البغويّ، من طريق عبد اللَّه بن سندر، عن أبيه أنه كان عند زنباع بن سلامة الجذامي ... فذكره.
وروى ابن ماجة القصّة من حديث زنباع نفسه بسند ضعيف.
وذكر الزّبير بن بكّار في «الموفقيات» ، عن المدائني، عن هشام بن الكلبيّ، عن أبيه- أنّ عمر خرج تاجرا في الجاهليّة مع نفر من قريش، فلما وصلوا إلى فلسطين قيل لهم: إنّ زنباع بن روح بن سلامة الجذامي يعشّر من يمرّ به للحارث بن أبي شمر. قال: فعمدنا إلى ما معنا من الذّهب فألقمناه ناقة لنا، حتى إذا مضينا نحرناها، وسلم لنا ذهبنا. فلما مررنا على زنباع قال فتّشوهم، ففتشونا فلم يجدوا معنا إلا شيئا يسيرا، فقال: اعرضوا عليّ إبلهم، فمرت به الناقة بعينها، فقال: انحروها. فقلت: لأي شيء؟ قال: إن كان في بطنها ذهب وإلّا فلك ناقة غيرها وكلها. قال: فشقوا بطنها، فسال الذهب، قال: فأغلظ علينا في العشر، ونال من عمر، فقال عمر في ذلك:
__________
(1) ليس في أ.
(2) الثقات 3/ 143، تجريد أسماء الصحابة 1/ 191، تقريب 1/ 263، الطبقات الكبرى 7/ 505، 506، الوافي بالوفيات 14/ 215، أسد الغابة ت [1759] ، الاستيعاب ت 876.

(2/470)


متى ألق زنباع بن روح ببلدة ... لي النّصف منه يقرع السّنّ من ندم
ويعلم أنّ الحيّ حيّ ابن غالب ... مطاعين في الهيجا مضاريب في التّهم
[الطويل] [وذكر ابن الكلبيّ في نسب بليّ أنه وقع بين حمزة بن الصليل البلوي وبين زنباع بن روح هذا في الجاهلية مخايلة، فجاء زنباع بالطّعام، وجاء حمزة بالدّراهم، فنثرها، فمال الناس إلى الدّراهم وتركوا الطّعام، فلما رأى ذلك زنباع أفحم فقيل فيه:
لقد أفحمت حتّى لست تدري ... أسعد اللَّه أكبر أم جذام
فما فضلي عليك ونحن قوم ... لنا الرّأس المقدّم والسّنام]
«1» [الوافر]

2825- زنكل:
غير منسوب.
ذكره أبو محمّد بن حزم في «الوحدان» من «مسند بقي بن مخلد» ، واستدركه الذهبيّ في التجريد. وأنا أخشى أن يكون تصحيفا من رجل، فيكون مبهما.

2826 ز- زنيم:
غير منسوب.
قال الطّبريّ: له صحبة [واستعمله معاوية على شرطته، وكان أحد شهود التحكيم بصفين، وأقطعه معاوية عند باب توما، واستعمله يزيد بن معاوية على خاتمه، وشهد بيعة مروان بالجابية قال ابن سعد: وكان ابنه مدلج شريفا وتزوج أمينة بنت عبد اللَّه القسري أخت خالد] «2» قال عبد بن حميد في تفسيره: حدّثنا يونس، عن شيبان، عن قتادة في قوله:
وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ [الفتح 24] ، قال: طلع رجل من الصّحابة الثّنية يقال له زنيم فقتله المشركون- يعني يوم الحديبيّة، فنزلت.
وأخرجه الطّبريّ من طريق قتادة. انتهى لكن في مسلم من حديث سلمة بن الأكوع أن المقتول ابن زنيم.

[2827- زنيم آخر، أو هو الّذي قبله] «3»
: روى ابن أبي شيبة من طريق أبي جعفر الباقر مرسلا، قال: مرّ على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم رجل قصير- قال: فسجد سجدة الشّكر وقال: «الحمد للَّه الّذي لم يجعلني مثل زنيم» .
__________
(1) سقط في أ، ت.
(2) سقط في ط.
(3) سقط في أ.

(2/471)


ومن طريق يحيى بن الخراز أن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم مرّ رجل به زمانة فسجد ولم يسمّه.
ووصله أبو علي بن الأشعث من طريق جعفر بن محمد، عن أبيه، عن علي- أنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم دخل المسجد فإذا زنيم- وكان رجلا مشوّه الخلق قصيرا دميم الوجه- فخرّ ساجدا ثم رفع رأسه فقال: «الحمد للَّه الّذي لم يجعلني مثل زنيم» .

الزاي بعدها الهاء
2828- زهرة بن حوية «1»
: بفتح المهملة وكسر الواو وتشديد التحتانية، ابن عبد اللَّه ابن قتادة التميميّ السعديّ.
ذكر سيف وابن الكلبيّ أنّ ملك هجر أوفده على النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، فأسلم، ثم شهد القادسيّة مع سعد، وهو الّذي قتل الجالينوس، وعاش إلى زمن الحجّاج فقتل في وقعة شبيب الخارجيّ سنة سبع وسبعين.
بعثه الحجاج مع عتّاب بن ورقاء وهو شيخ كبير فوطئته الخيل، فأخذ يذبّ عن نفسه، فمرّ به الفضل بن عامر الشيبانيّ فقتله، فجاء شبيب فوقف عليه فقال: من قتل هذا؟ فقال الفضل: أنا. فقال: أما واللَّه يا زهرة كيف كنت قتلت على ضلالة. لربّ يوم من أيام المسلمين قد حسن فيه غناؤك، وربّ خيل للمشركين قد هزمتها، وقرية من قراهم قد فتحتها، فذكره الطبريّ عن أبي مخنف.
وزعم أبو عمر أنه قتل بالقادسيّة، وتعقّبه الرشاطيّ، فأصاب.

ذكر من اسمه زهير
2829- زهير بن أبي أمية «2»
: بن المغيرة بن عبد اللَّه بن عمر بن مخزوم المخزوميّ، أخو أم سلمة أم المؤمنين.
ذكره هشام بن الكلبيّ في «المؤلّفة» .
وروى ابن مندة من طريق مجاهد، عن السّائب شريك رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، قال: ذهب بي عثمان وزهير بن أبي أمية إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم فأثنيا
__________
(1) أسد الغابة ت [1760] ، الاستيعاب ت [877] .
(2) أسد الغابة ت [1763] ، الاستيعاب ت [821] . الثقات 3/ 143، تجريد أسماء الصحابة 1/ 191، العقد الثمين 4461. الطبقات الكبرى 1/ 201، 210.

(2/472)


عليّ، فقال: «أنا أعلم به منكما ... » الحديث.
وقال ابن إسحاق: إنه كان ممن قام في نقض الصّحيفة التي كتبتها قريش على بني هاشم، ولم يسلم منهم غيره وغير هشام بن عمرو.
ووقع عند ابن سعد في تسمية من كان يؤذي رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم من قريش ويواجهه بالعداوة.
وعن يعقوب بن عتبة أنه عدّهم عشرين رجلا وزيادة. ثم قال: ولم يسلم منهم أحد إلا أبو سفيان والحكم بن أبي العاص.
قلت: ويرد عليه زهير بن أبي أميّة هذا.
وروى الفاكهيّ من طريق ابن جريج، عن ابن أبي مليكة، أنه أخبره أن علقمة بن وقّاص أخبره أن أم سلمة شهدت لمحمد بن عبد اللَّه بن زهير بن أبي أمية أنّ أبا ربيعة بن أبي أميّة أعطى أخاه زهيرا نصيبه من ريعه، فقضى معاوية بذلك وعلقمة حاضر.

2830- زهير بن أبي جبل «1»
: يأتي في القسم الرابع.

2831- زهير بن الحارث:
في زهير بن عوف.

2832- زهير بن خطامة الكناني «2»
: تقدّم ذكره في ترجمة الأسود بن خطامة أخيه.

2833- زهير بن صرد «3»
: السعديّ الجشميّ، أبو جرول، ويقال أبو صرد.
قال ابن مندة: سكن الشام. وقال ابن إسحاق في المغازي: حدّثني عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جدّه- أن وفد هوازن أتوا النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم وقد أسلموا قالوا: يا رسول اللَّه، إنا أهل وعشيرة، وقد أصابنا من البلاء ما لا يخفى عليك، فامنن علينا، منّ اللَّه عليك. قال: وكان رجل من هوازن يكنى أبا صرد، فقال: يا رسول اللَّه، إنما في الحظائر عمّاتك وخالاتك وحواضنك اللاتي كنّ يكفلنك، فذكر الحديث والشعر بطوله.
__________
(1) أسد الغابة ت [1766] ، الاستيعاب ت [820] . تجريد أسماء الصحابة 1/ 191، الوافي بالوفيات 14/ 227.
(2) أسد الغابة ت [1767] .
(3) أسد الغابة ت [1769] ، الاستيعاب ت [823] .

(2/473)


وقد وقع لي هذا الحديث وفيه الشّعر عاليا عشاري الإسناد، ذكرته في العشرة العشارية، وأمليته من وجه آخر في الأربعين المتباينة، وأعلّ ابن عبد البرّ إسناده بأمر غير قادح قد أوضحته في لسان الميزان في ترجمة زياد بن طارق. واللَّه المستعان.

ذكر ابن سعد في الطّبقات في الترجمة النبويّة في قصة يوم حنين وقسمة الغنائم بالجعرانة عن الواقديّ، عن معمر، عن الزهريّ، وعن عبد اللَّه بن جعفر المسوريّ، وعن ابن أبي سبرة وغيره. قالوا: وقدم علينا أربعة عشر رجلا من هوازن مسلمين، وجاءوا بإسلام من وراءهم من قومهم، وفيه: فكان رأس القوم والمتكلم أبو صرد زهير بن صرد، فقال: يا رسول اللَّه، إنا أهل وعشيرة.. فذكره دون الشّعر، وفيه: «إنّ أبعدهنّ قريب منك، خضنّك في حجرهنّ، وأرضعنك بثديهنّ، وتوركنّك على أوراكهنّ، وأنت خير المكفولين.» ]
«1»

2834- زهير بن طهفة الكنديّ:
روى ابن مندة، من طريق إياد بن لقيط، عن زهير بن طهفة الكنديّ، قال: أنا واللَّه في الرّهط الذين قدموا على رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم وفيهم ابنا مليكة ... الحديث.
قال ابن مندة: غريب من حديث صدقة أبي عمران، وهو كوفي يجمع حديثه.

2835- زهير بن عاصم «2»
: بن حصين بن مشمت. تقدم ذكر جدّه.
قال ابن مندة: وفد زهير على النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم. وله ذكر في حديث حصين بن مشمت، كأنه أشار إلى الحديث الّذي في ترجمة حصين أن النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم أقطعه مياها عدة، فذكر الحديث. وقال في آخره: فقال زهير بن عاصم بن حصين في ذلك:
إنّ بلادي لم تكن أملاسا ... بهنّ خطّ القلم الأنفاسا
من النّبيّ حيث أعطى النّاسا
[الرجز] قلت: وهذه الأبيات قد ناقضه فيها أبو نخيلة السعديّ الشّاعر المشهور في أواخر دولة بني أميّة، وليس في القصّة ما يصرح بوفادة زهير، فيحتمل أنه قال ذلك مفتخرا به وإن لم يدرك ذلك الزمن.
__________
(1) ليس في أ.
(2) أسد الغابة ت [1770] .

(2/474)


2836- زهير بن عبد اللَّه بن جدعان «1»
: أبو مليكة التيميّ من رهط الصّديق.
قال ابن شاهين: له صحبة. ووقع في صحيح البخاريّ من طريق ابن أبي مليكة عن جدّه، عن أبي بكر، قال ابن عبد البرّ: لجدّ ابن أبي مليكة صحبة، وأبوه عبد اللَّه بن جدعان مات قبل أن يسلم، وإذا عاش ولده إلى أن يحدّث عن أبي بكر دلّ على أن له صحبة: إذ لم يمت النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم وعلى الأرض قرشيّ كافر.
وذكر عمر بن شبّة في أخبار مكّة، عن عبد العزيز بن المطلب أنّ آل مسعود بن عمرو القارئ حالف عبد اللَّه بن جدعان، فحضرت ابن جدعان، الوفاة قالوا: يا أبا مساحق، إنه لا ولد لك، فاردد إلينا حلفنا، ففعل، فحالفوا نوفل بن أهيب بن عبد مناف بن زهرة. قال عبد العزيز: ثم ولد لابن جدعان أبو مليكة بعد وفاته، وهو من بنت أبي قيس بن عبد مناف بن زهرة.

2837- زهير بن عثمان الثقفيّ «2»
: نزل البصرة، له حديث في الوليمة عند أبي داود والنسائيّ بسند لا بأس به.
وقال ابن السّكن: ليس بمعروف في الصّحابة إلا أنّ عمرو بن علي ذكره فيهم.
وقال البخاريّ: لا تعرف له صحبة، ولم يصحّ إسناده، وأثبت صحبته ابن أبي خيثمة، وأبو حاتم، والترمذي والأزديّ وغيرهم، زاد الأزديّ: تفرد بالرواية عنه عبد اللَّه بن عثمان الثقفيّ.

2838- زهير بن العجوة الهدلي: «3»
قتل يوم حنين مسلما، استدركه الأشيريّ، وقد ذكره أبو عمر في ترجمة أخيه أبي خراش، فقال: كان جميل بن معمر قتل زهيرا يوم الفتح مسلما. حكاه المبرد، وقال: وكان جميل يومئذ كافرا ثم أسلم.
وقال أبو عبيدة: أسر زهير بن العجوة الهذلي يوم حنين، وكتّف، فرآه جميل بن معمر، فقال: أنت الماشي لنا بالمعايب، فقتله.
وقال أبو خراش يرثيه ... فذكر المرثية، ويقال: إن العجوة لقب زهير نفسه.
__________
(1) المعرفة والتاريخ 2/ 142، در السحابة 77، أسد الغابة ت [1772] .
(2) الثقات 3/ 143، تجريد أسماء الصحابة 1/ 192، بقي بن مخلد 762، خلاصة تذهيب 1/ 340، تهذيب التهذيب 3/ 347، التاريخ الكبير 3/ 25، العقد الثمين 4/ 449، الطبقات 54، 183، 285، تقريب التهذيب 1/ 264 الوافي بالوفيات 14/ 230، أسد الغابة ت [1773] ، الاستيعاب ت [824] .
(3) أسد الغابة ت [1774] .

(2/475)


2839- زهير بن علقمة الفرعيّ:
قال ابن مندة: عداده في أهل الرّملة.
وروى بإسناد له فيه مجاهيل من طريق الفارعة بنت المنذر بن زهير بن علقمة عن أبيها أن جدّها زهيرا كان من أصحاب النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم، وتزوّج معاوية بنته كبشة.

2840- زهير بن علقمة «1»
: ويقال ابن أبي علقمة البجلي أو النخعيّ.
روى أبو مسعود، الرازيّ في مسندة، والطّبرانيّ وغيرهما، من طريق عبيد اللَّه بن إياد بن لقيط، عن أبيه، عن زهير بن علقمة أنّ امرأة جاءت بابن لها قد مات.
فكأن القوم عنّفوها، فقالت: يا رسول اللَّه، مات لي ابنان منذ دخلت في الإسلام سوى هذا. فقال: «لقد احتظرت بحظار شديد من النّار» .
قال البغويّ: لا أعرف له صحبة، إلا أنهم أدخلوه في المسند.
وقال ابن السّكن: لا صحبة له.
وروى البخاريّ في التاريخ، من طريق أسلم المنقري، عن زهير بن علقمة، قال: قال النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم: «إنّ اللَّه يحبّ أن يرى أثر نعمته على عبده.» «2»
قال البخاريّ: لا أراه إلا مرسلا.
وأخرجه الطّبرانيّ من هذا الوجه إلا أنه قال عن زهير بن أبي علقمة الضّبعيّ، وقال رواه علي بن قادم، عن الثوريّ، فقال: روايته عن زهير الضّبابيّ. فاللَّه أعلم.

2841- زهير بن علقمة «3»
: أو ابن أبي علقمة الضّبعيّ أو الضّبابيّ.
فرّق أبو نعيم بينه وبين الّذي قبله، وعمل البخاريّ يشعر بأنهما واحد.

2842- زهير بن عمرو الهلالي «4»
: نزيل البصرة.
__________
(1) أسد الغابة ت [1775] ، تجريد أسماء الصحابة 1/ 192، ثقات 4/ 263، الوافي بالوفيات 14/ 229، التاريخ الكبير 3/ 426. الجرح والتعديل 3/ 2664. جامع التحصيل 214، دائرة معارف الأعلمي 19/ 49، 50
(2) أخرجه الترمذي 5/ 114 كتاب الأدب باب 54 ما جاء أن اللَّه تعالى يحب أن يرى أثر نعمته على عبده حديث رقم 2819 وقال هذا حديث حسن وأحمد في المسند 2/ 213، والحاكم في المستدرك 4/ 135. وكنز العمال حديث رقم 17174، 17192.
(3) أسد الغابة ت [1777] .
(4) تجريد أسماء الصحابة 1/ 193، الرياض المستطابة 89، خلاصة تذهيب 1/ 340، تهذيب التهذيب 3/ 347، الطبقات 56، 184، تقريب التهذيب 1/ 264، الوافي بالوفيات 14/ 230، التاريخ الكبير 3/ 424، بقي بن مخلد 956، أسد الغابة ت [1779] ، الاستيعاب ت [826] .

(2/476)


روى عنه أبو عثمان النّهديّ، قال الأزديّ: تفرد أبو عثمان عنه، وقال العسكريّ:
كانت له دار بالبصرة.
قال البغويّ: لا أعلم له إلا حديث الإنذار.
قلت: وقد أخرجه مسلم، ونقل ابن السّكن أن البخاريّ لم يصححه، لأنه لم يذكر السّماع.

2843- زهير بن عمرو البجليّ:
قال ابن السّكن: ذكره بعضهم في الصّحابة، ولم يصح، لأنه لم يذكر سماعا ولا حضورا، وأفرده عن الّذي قبله.

2844 ز- زهير بن عوف:
بن الحارث. ويقال زهير بن الحارث بن عوف، أبو زينب.
مشهور بكنيته، يأتي في الكنى إن شاء اللَّه تعالى.

2845- زهير بن عياض الفهري «1»
: روى عبد الغني بن سعيد الثّقفي في تفسيره بسنده إلى ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس، قال: أرسل النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم مقيس بن صبابة إلى بني النّجار، ومعه زهير بن عياض الفهريّ من المهاجرين، وكان من أهل بدر وأحد، فجمعوا لمقيس دية أخيه، فلما صارت الدّية إليه وثب على زهير بن عياض فقتله وارتدّ إلى الشّرك.
وأخرجه الطّبرانيّ- وهو إسناد ضعيف- لكن روى ابن جرير، من طريق حجاج، عن ابن جريج عن عكرمة- أن رجلا من الأنصار قتل أخا مقيس بن صبابة، فأعطاه النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم الدّية فقبلها، ثم وثب على قاتل أخيه فقتله.
قال ابن جريج: وقال غيره: ضرب النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم ديته على بني النّجار، ثم بعت مقيسا، وبعث معه رجلا من بني فهر في حاجة للنبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، فاحتمل مقيس الفهريّ، وكان أيّدا، فضرب به الأرض ورضخ رأسه بين حجرين، ثم تغني:
قتلت به فهرا وحمّلت عقله ... سراة بني النّجّار أرباب فارع
«2» [الطويل]
__________
(1) تجريد أسماء الصحابة 1/ 193، 5781، العقد الثمين 4501، أسد الغابة ت [1780] .
(2) تنظر الأبيات في المغازي 408.

(2/477)


فبلغ ذلك النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، فقال: «لئن أحدث حدثا لا أؤمنه في حلّ ولا حرم» .
فقتل يوم الفتح.
قال ابن جريج: وفيه نزلت: وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً ... [النساء 93] الآية.

2846- زهير بن غزيّة «1»
: بن عمرو بن عتر بن معاذ بن عمرو بن الحارث بن معاوية بن بكر بن هوازن. قال الطّبري، والدّارقطنيّ: له صحبة.

2847 ز- زهير بن قنفد الأسديّ:
ذكره الفاكهيّ في «أخبار مكّة» من طريق زكريّا من طريق زكريّا بن قطن «2» ، عن صفية بنت زهير بن قنفد الأسديّة، عن أبيها أنّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم كان يكون في حراء بالنهار، فإذا كان الليل نزل من حراء. فأتى المسجد الّذي في الشّعب وتأتيه خديجة من مكة فتلقاه بالمسجد الّذي في الشّعب، فإذا قرب الصّباح افترقا.

2848- زهير بن قيس البلويّ»
: قال ابن يونس: يقال إن له صحبة، يكنى أبا شداد. شهد فتح مصر.
وروى عن علقمة بن رمثة البلوي، وروى عنه سويد بن قيس- وقتلته الروم ببرقة سنة ست وسبعين، وذكر له قصّة مع عبد العزيز بن مروان قال فيها: إنه قال لعبد العزيز- وهو أمير على مصر وقد ندبه إلى برقة فخاطبه بشيء، فأجابه زهير: أتقول لرجل جمع ما أنزل اللَّه على نبيه قبل أن يجمع أبواك هذا؟ ونهض إلى برقة، فلقي الروم في عدد قليل فقاتل حتى قتل شهيدا.

2849- زهير بن مخشيّ «4»
: الأزديّ.
ذكره ابن شاهين من طريق إسماعيل بن أبي خالد الأزديّ، عن أبيه، عن جدّه، قال:
وفد على رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم زهير بن مخشي.

2850 ز- زهير بن مذعور:
بن ظبيان السدوسيّ.
__________
(1) أسد الغابة ت [1781] ، الاستيعاب ت [827] .
(2) في أ: فطن.
(3) تاريخ خليفة 251، و 253، فتوح البلدان 730، الولاة والقضاة، 43، الحلة السيراء 2/ 327: 331، المعرفة والتاريخ 2/ 512، الوافي بالوفيات 14/ 226، تهذيب تاريخ دمشق 5/ 396، تاريخ الإسلام 2/ 404، أسد الغابة ت [1783] .
(4) أسد الغابة ت [1784] .

(2/478)


جاء عنه حديث من طريق أولاده في قصّة إسلام مرثد بن ظبيان، يأتي في ترجمة مرثد إن شاء اللَّه تعالى.

2851- زهير بن معاوية «1»
: الجشميّ يكنّى أبا أسامة.
ذكره أبو نعيم، وقال: شهد الخندق، وتبعه أبو موسى.

2852 ز- زهير بن الهيثم الأشهليّ:
ذكره موسى بن عقبة عن ابن شهاب. وذكره عمر بن شبّة بسنده إليه فيمن شهد العقبة.

2853- زهير الثّقفيّ «2»
: ذكره الحسن بن سفيان في «مسندة» ، وأخرج من طريق عمرو بن حمران، عن شيخ كان بالمدينة، عن عبد الملك بن زهير، عن أبيه، قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم: «إذا سمّيتم فعبّدوا.» «3» قال ابن مندة: رواه أبو أميّة بن يعلى، فقال: عن عبد الملك بن زهير، عن أبيه، عن جدّه.
قلت: أخرجه الطّبرانيّ من «مسند مسدّد» ، قال: حدّثنا أبو أمية.. فذكره، وليس فيه عن جدّه.
وأورده الحاكم أبو أحمد في الكنى في ترجمة أبي زهير الثّقفيّ والد أبي بكر بإسناد معضل. فاللَّه أعلم.
وقال ابن الأثير: قد ذكروا زهير بن عثمان الثقفيّ، فلا أدري أهو هذا أو غيره.
قلت: بل هو غيره، وسيأتي هذا الحديث فيمن اسمه معاذ إن شاء اللَّه تعالى.

الزاي بعدها الواو
2854- زوبعة الجنّي «4»
: أحد الجنّ الذين استمعوا القرآن.
__________
(1) أسد الغابة ت [1785] .
(2) أسد الغابة ت [1765] .
(3) قال الهيثمي في الزوائد 8/ 53، رواه الطبراني وفيه أبو أمية بن يعلى وهو ضعيف. قال العجلوني في كشف الخفاء 1/ 95 قال السخاوي رواه أبو سلمى عن معاذ مرفوعا ورواه الحاكم في الكنى بإسناد معضل ورواه الطبراني بسند ضعيف عن ابن مسعود، وقد رواه مسلم بلفظ رواية الطبراني ثم قال السخاوي وأما ما يذكر على الألسنة خير الأسماء ما حمد أو عبد فباطل أ. هـ وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 45196.
(4) أسد الغابة ت [1787] .

(2/479)


روى الحاكم في «المستدرك» ، وابن أبي شيبة، وأحمد بن منيع مسنديهما، من طريق عاصم، عن زرّ، عن عبد اللَّه، قال: هبطوا على النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم وهو يقرأ ببطن نخلة، فلما سمعوه قالوا: أنصتوا، وكانوا سبعة، أحدهم زوبعة «1» . إسناده جيّد، ووقع لنا بعلو في جزء ابن نجيح.
قلت: أنكر ابن الأثير على أبي موسى إخراجه ترجمة هذا الجنيّ، ولا معنى لإنكاره، لأنهم مكلّفون، وقد أرسل إليهم النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم فآمن منهم به من آمن، فمن عرف اسمه ولقيه للنبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم فهو صحابي لا محالة. وأما قوله: كان الأولى أن يذكر جبرائيل، ففيه نظر، لأن الخلاف في أن النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم هل أرسل إلى الملائكة مشهور، بخلاف الجنّ. واللَّه أعلم.

الزاي بعدها الياء
ذكر من اسمه زياد
2855- زياد بن الأخرس «2»
: ويقال زيادة ويقال: هو ابن الأخرس «3» الجهنيّ.
حليف الأنصار.
ذكره موسى بن عقبة عن ابن شهاب فيمن شهد بدرا.

2856- زياد بن الجلاس «4»
: عداده في أهل البصرة روى حديثه دلهاث بن مالك بن نهشل بن كثير، عن أبيه، عن جدّه، عنه. ذكره ابن مندة.

2857- زياد بن الحارث الصّدائي «5»
: بضم المهملة، وقيل زياد بن حارثة.
__________
(1) في أ: آخرهم زوبعة.
(2) أسد الغابة ت [1788] .
(3) في أ: ويقال: هو عمرو بن الأخرس.
(4) أسد الغابة ت [1791] .
(5) أسد الغابة ت [1793] ، الاستيعاب ت [830] . تجريد أسماء الصحابة 1/ 194، الأنساب 8/ 283، خلاصة تذهيب 1/ 342، التحفة اللطيفة 2/ 85، تهذيب التهذيب 3/ 359 علماء إفريقيا وتونس 75، الطبقات 75، 292، 306، تقريب التهذيب 1/ 266، حسن المحاضرة 1/ 200، الطبقات الكبرى 1/ 268، 7/ 503، التاريخ الكبير 3/ 344، الوافي بالوفيات 15/ 9- الميزان 2/ 88، تراجم الأحبار 1/ 453، الجرح والتعديل 3/ 2384، 2399، دائرة معارف الأعلمي 19/ 56، البداية والنهاية 5/ 83، المعرفة والتاريخ 2/ 151، 495، السابقة واللاحقة 120، مشاهير علماء الأمصار 399، طبقات علماء إفريقيا وتونس 96 بقي بن مخلد 345، 954.

(2/480)


قال البخاريّ: والحارث أصح.
له حديث طويل في قصّة إسلامه، وفيه
«من أذّن فهو يقيم.» «1»
أخرجه أحمد بطوله. وأخرجه أصحاب السّنن، وفي إسناده الإفريقي.
قال ابن السّكن: في إسناده نظر.
قلت: وله طريق أخرى، من طريق المبارك بن فضالة، عن عبد الغفار بن ميسرة، عن الصّدائي، ولم يسمه.
وروى الباورديّ، من طريق عبد اللَّه بن سليمان، عن عمرو بن الحارث، عن بكر بن سوادة، عن زياد بن نعيم، عن زياد الصّدائيّ، فذكر طرفا من الحديث الطّويل.
وقال ابن يونس: هو رجل معروف، نزل مصر.

2858- زياد بن حدرة «2»
: بن عمرو بن عدي التميميّ.
قال ابن أبي حاتم في باب الجيم من الآباء: روى عنه ابنه أنه أتى النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم.
وروى أبو موسى من طريق جميع بن علي بن زياد بن حدرة، حدّثني أبي، عن أبيه زياد بن حدرة، قال: أتانا أصحاب رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم يدعوننا إلى الإسلام، ففررنا منهم، فربطوا نواصينا، وجاءوا بنا في سبي بني العنبر، فأسلمنا عنده، ودعا لنا، ومسح رأس زياد، ودعا له.
قلت: اختلف في ضبط أبيه، فقيل بالجيم، وقيل بالمهملة، وقيل بالمعجمة.

2859- زياد بن حنظلة التميميّ «3»
: حليف بني عدي.
__________
(1) أخرجه أبو داود في السنن 1/ 197، عن زياد بن الحارث الصّدائي بلفظه كتاب الصلاة باب في الرجل يؤذن ويقيم آخر حديث رقم 514 والترمذي في السنن 1/ 383- 384 كتاب أبواب الصلاة باب ما جاء أنه من أذن فهو يقيم حديث رقم 199 قال أبو عيسى وحديث زياد إنما نعرفه من حديث الإفريقي والإفريقي ضعيف عند أهل الحديث ضعفه يحيى القطان وغيره قال أحمد لا أكتب حديث الإفريقي ورأيت محمد بن إسماعيل يقوي أمره ويقول هو مقارب الحديث والعمل على هذا عند أكثر أهل العلم أن من أذن فهو يقيم وابن ماجة في السنن 1/ 237 كتاب الأذان والسنة فيها (3) باب السنة في الأذان (3) حديث رقم 717، والبيهقي في السنن الكبرى 1/ 381، 399، وابن أبي شيبة في المصنف 1/ 116، والمتقي في كنز العمال حديث رقم 23181، 37075.
(2) أسد الغابة ت [1794] ، الاستيعاب ت [831] .
(3) أسد الغابة ت [1795] ، الاستيعاب ت [832] .

(2/481)


قال أبو عمر: بعثه النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم إلى الزبرقان بن بدر، وقيس بن عاصم، ليتعاونا على قتل مسيلمة، ثم عاش زياد إلى أن شهد مع عليّ مشاهده. انتهى.
وذكر سيف في «الفتوح» ، عن أبي الزهراء القشيري، عن رجال من بني قشير، قالوا:
لما خرج هرقل من الرّها كان أول من أنبح كلابها زياد بن حنظلة، وكان من الصّحابة.
وأنشد له سيف في «الفتوح» أشعارا كثيرة منها:
سائل هرقلا حيث شئت وقوده ... شببنا «1» له حربا يهزّ القبائلا
قتلناهم في كلّ دار وقيعة ... وأبنا بأسراهم تعاني السّلاسلا
[الطويل] وكان أميرا في وقعة اليرموك.
وروى عنه ابنه حنظلة، والعاص بن تمام.

2860- زياد بن سبرة «2»
: اليعمريّ.
روى ابن أبي عاصم والطّبري، من طريق عيسى بن يزيد الكناني، عن عبد الملك بن حذيفة أن زياد بن سبرة اليعمري قال: أقبلت مع رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم حتى وقف على ناس من أشجع وجهينة، فمازحهم وضحك معهم، وقال: «أما إنّهم خير من بني فزارة، ومن بني الشّريد، ومن قومك..» الحديث.

2861- زياد بن السّكن «3»
: بن رافع بن امرئ القيس الأنصاريّ.
قال ابن إسحاق في المغازي: حدّثنا الحصين بن عبد الرحمن، عن محمود بن عمرو، عن يزيد بن السّكن في قصة أحد، قال: فوثب خمسة من الأنصار منهم زياد بن السكن فقتلوا، قال: وبعض الناس يقول: هو عمارة بن زياد بن السّكن فوسّده رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم قدمه حتى مات عليها.
وساقه البخاريّ في تاريخه في ترجمة يزيد بن السّكن مطوّلا.

2862- زياد بن طارق «4»
: ويقال طارق بن زياد.
ذكره ابن مندة هكذا، وصوّب الثاني.
__________
(1) في أشبيبا، وفي ت سنيا.
(2) أسد الغابة ت [1796] .
(3) أسد الغابة ت [1799] ، الاستيعاب ت [833] .
(4) أسد الغابة ت [1801] .

(2/482)


2863 ز- زياد بن عبد اللَّه:
بن مالك الهلالي، ابن أخت ميمونة أم المؤمنين.
ذكر الرّشاطيّ أنه قدم في وفد بني هلال مع عبد عوف بن أصرم بن عمرو بن قبيصة بن مخارق، فدخل زياد منزل ميمونة أم المؤمنين وكانت خالته، واسم أمه عزّة، فدخل النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم فرآه عندها فغضب، فقالت: يا رسول اللَّه، إنه ابن أختي، فدعاه فوضع يده على رأسه ثم حدرها على طرف أنفه، فكان بنو هلال يقولون: ما زلنا نعرف البركة في وجه زياد.
[قلت: وذكر ابن سعد القصّة مطوّلة عن هشام بن الكلبيّ، عن جعفر بن كلاب الجعفريّ، عن أشياخ بني عامر ... فذكر القصّة، وفيها: وزياد يؤمئذ شابّ، وزاد في آخره: وقال الشّاعر لعلي بن زياد المذكور:
يا ابن الّذي مسح الرّسول برأسه ... ودعا له بالخير عند المسجد
ما زال ذاك النّور في عرنينه ... حتّى تبوّأ بيته في ملحد]
«1» [الكامل]

2864- زياد بن عبد اللَّه الأنصاريّ «2»
: روى ابن مندة من طريق قيس بن الربيع، عن فراس، عن الشعبيّ، عن زياد بن عبد اللَّه الأنصاريّ، قال: لما بعث رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم عبد اللَّه بن رواحة يخرص على أهل خيبر لم يجده أخطأ بحشفة.
قال ابن مندة: تفرد به عبيد بن إسحاق، عن قيس.

2865 ز- زياد بن عمار:
ذكره العسكريّ في الصّحابة: نقلته من خط مغلطاي.

2866- زياد بن عمرو «3»
: وقيل ابن بشير الأنصاريّ، من بني ساعدة، وقيل مولى لهم.
ذكره موسى بن عقبة فيمن شهد بدرا هو وأخوه ضمرة بن عمرو.
__________
(1) ليس في أ.
(2) تجريد أسماء الصحابة 1/ 195، الاستبصار 347، التحفة اللطيفة 2/ 89، تهذيب التهذيب 3/ 379، مقاتل الطالبيين 213، تقريب التهذيب 1/ 269، الطبقات الكبرى 1/ 309، التاريخ الكبير 3/ 360، أسد الغابة ت [1802] ، الاستيعاب ت [834] .
(3) أسد الغابة ت [1804] ، الاستيعاب ت [835] .

(2/483)


2867 ز- زياد بن عياض «1»
: يأتي في عياض بن زياد.

2868- زياد بن عياض الأشعريّ:
يأتي في القسم الثّالث.

2869 ز- زياد «2»
: بن أبي الغرد الأنصاريّ.
قال ابن حبّان: يقال له صحبة.
وروى الباوردي، من طريق مسعود بن سليمان، عن حبيب بن أبي ثابت، عن الزهريّ، عن الزهريّ، عن زياد بن الغرد، وأبي اليسر أنهما سمعا النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم يقول لعمار: «تقتلك الفئة الباغية.»
قال ابن مندة: غريب.
قلت: فيه انقطاع بين الزهريّ وبينهما. والغرد بالغين المعجمة والراء المكسورة وقيل ساكنة. وقيل بقاف بدل الغين. وقيل الفرد، بالفاء أو ابن أبي الفرد.

2870- زياد بن كعب:
بن عمرو بن عدي بن عمرو بن رفاعة بن كليب بن مودوعة الجهنيّ.
قال ابن عبد البرّ: شهد بدرا وأحدا.

2871- زياد بن لبيد «3»
: بن ثعلبة بن سنان بن عامر الأنصاريّ البياضيّ.
ذكره موسى بن عقبة وغيره فيمن شهد العقبة وبدرا. وذكر الواقديّ وغيره أنه كان عامل النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم على حضرموت، وولّاه أبو بكر قتال أهل الرّدة من كندة، وهو الّذي ظهر بالأشعث بن قيس فسيّره إلى أبي بكر.
وقال أحمد: حدثنا محمد بن جعفر، حدّثنا شعبة، عن عمرو بن مرّة، عن سالم بن أبي الجعد، عن زياد بن لبيد، قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم: «هذا أوان انقطاع العلم.»
فقلت: يا رسول اللَّه، وكيف يذهب العلم، وقد أثبت ووعته القلوب؟ ...
الحديث.
__________
(1) أسد الغابة ت [1805] ، الاستيعاب ت [836] ، تجريد أسماء الصحابة 1/ 195، الاستبصار 231، التاريخ الكبير 3/ 365.
(2) الثقات 3/ 142، تجريد أسماء الصحابة 1/ 195، أسد الغابة ت [1807] ، الاستيعاب ت [837] .
(3) أسد الغابة ت [1808] ، الاستيعاب ت [838] . أسد الغابة ت [1809] ، الاستيعاب ت [839] ، سيرة ابن هشام 2/ 340، الأخبار الموفقيات للزبير بن بكار 583، المحبر لابن حبيب 126، المغازي للواقدي 171، الطبقات الكبرى 3/ 598، تاريخ خليفة 97، وطبقاته 100، التاريخ الكبير 3/ 344، التاريخ الصغير 1/ 41، تاريخ اليعقوبي 7612، أنساب الأشراف 1/ 245، تاريخ الطبري 3/ 147، الجرح والتعديل 3/ 543، المعجم الكبير 5/ 304، جمهرة أنساب العرب 356.

(2/484)


وأخرجه الحاكم، وابن ماجة من هذا الوجه، وسالم لم يلق زيادا.
وله شاهد أخرجه الطبرانيّ في «الأوسط» من طريق أبي طوالة عن زياد بن لبيد نحوه، وهو منقطع أيضا من أبي طوالة وزياد.
وفي الترمذيّ والدارميّ، من طريق معاوية بن صالح، عن عبد الرّحمن بن جبير بن نفير، عن أبيه، عن أبي الدّرداء، قال: كنا مع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم فقال:
هذا أوان يختلس العلم. فقال له زياد بن لبيد الأنصاريّ ... فذكر الحديث، قال: فلقيت عبادة بن الصّامت، فقال: صدق، وأول ما يرفع الخشوع.
وأخرجه النّسائيّ، وابن حبّان، والحاكم، من طريق الوليد بن عبد الرحمن، عن جبير بن نفير، قال: حدّثني عوف بن مالك أنّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم نظر إلى السماء فقال: «هذا أوان رفع العلم ... » «1»
الحديث.
وفيه: فلقيت شداد بن أوس، فذكر قصّة الخشوع.
ووقع في رواية النسائيّ لبيد بن زياد، وهو مقلوب، ولزياد بن لبيد ذكر في ترجمة عكرمة بن أبي جهل.

2872- زياد بن مطرف «2»
: ذكره مطيّن، والباوردي، وابن جرير، وابن شاهين في الصّحابة، وأخرجوا من طريق أبي إسحاق عنه، قال: سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم يقول: «من أحبّ أن يحيا حياتي ويموت ميتتي ويدخل الجنّة فليتولّ عليّا وذرّيته من بعده»
«3» . وقال ابن مندة: لا يصحّ.
قلت: في إسناده يحيى بن يعلى المحاربي، وهو واه.

2873- زياد بن نعيم الحضرميّ «4»
:
__________
(1) أخرجه ابن حبان في صحيحه حديث رقم 115.
(2) أسد الغابة ت [1810] .
(3) أخرجه الطبراني في الكبير 5/ 220. والهيثمي في الزوائد 9/ 111 عن زياد بن مطرف عن زيد بن أرقم ... الحديث قال الهيثمي رواه الطبراني. وفيه يحيى بن يعلى الأسلمي وهو ضعيف، وأورده المتقي في كنز العمال حديث رقم 32959، 32960 وأخرجه أبو نعيم في الحلية 4/ 349.
(4) أسد الغابة ت [1811] .

(2/485)


ذكره ابن أبي خيثمة، والبغويّ في الصّحابة. قال البغويّ: لا أدري أهو الّذي روى عنه الإفريقي أم لا؟
قلت:
أخرج حديثه أحمد في مسندة، ولفظ المتن: «أربع فرضهنّ اللَّه في الإسلام ... » «1»
الحديث. تفرد به ابن لهيعة، وزياد بن نعيم الّذي روى عنه الإفريقي تابعي باتّفاق.

2874- زياد بن نعيم الفهري «2»
: قال أبو عمر: مذكور في الصّحابة، ولا أعرف له رواية. قتل يوم الدار مع عثمان.

2875- زياد الألهاني:
والد محمد بن زياد الحمصي.
أورد له عبد الصّمد في تاريخ الصّحابة الذين نزلوا حمص حديثا.

2876- زياد الباهليّ:
والد الهرماس.
روى الدّارقطنيّ من طريق عمرو بن نابل «3» بن القعقاع، حدّثني أبي عن جدّي، عن أبيه الهرماس بن زياد، قال: أتيت النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم مع أبي فولّاه على عشيرته من باهلة ... الحديث.
وروى ابن مندة، من طريق عكرمة بن عمار، عن الهرماس بن زياد، قال: أبصرت النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم يخطب الناس وأبي مردفي على جمل، وأنا صبيّ صغير.
إسناده صحيح.

2877- زياد الغفاريّ «4»
: يعدّ من أهل مصر، له صحبة. روى عنه يزيد بن نعيم، كذا ذكره ابن عبد البرّ وقال ابن السّكن. له صحبة.
وأخرج حديثه ابن أبي خيثمة، وابن السّكن، من طريق يزيد بن عمرو، عن زياد بن نعيم: سمعت زيادا الغفاريّ على المنبر بالفسطاط» يقول: سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه
__________
(1) أخرجه أحمد في المسند 4/ 201. قال الهيثمي في الزوائد 1/ 52 رواه أحمد والطبراني في الكبير وفي إسناده ابن لهيعة. والمنذري في الترغيب والترهيب 1/ 384، 541.
(2) أسد الغابة ت [1812] ، الاستيعاب ت [840] .
(3) في ب (بابل) .
(4) أسد الغابة ت [1806] .
(5) الفسطاط: وأصله أن عمرو بن العاص حين نزل على مصر ضرب في منزله لقتالهم بيتا من أدم أو شعر فلما فتحت مصر وحاز عمرو ومن معه ما كان في حصنها أجمع على المسير إلى الإسكندرية وأمر بفسطاطه أن يقوّض فإذا بيمامة قد باضت في أعلاه، فقال: لقد تحرمت بجوارنا أقروا الفسطاط حتى تنقف ويطير فراخها فأقر فسطاطه ووكل به من يحفظه ألّا يباح ومضى إلى الإسكندرية فأقام عليها ستة أشهر حتى فتحها اللَّه عليه فكتب الى عمر يستأذنه في سكنها فكتب إليه: لا تنزل بالمسلمين منزلا يحول بيني وبينهم بحر ولا نهر فقال عمرو لأصحابه: أين ننزل؟ قالوا: نرجع إلى فسطاطك فيكون على ماء وصحراء فرجعوا ونزل عمرو فيه ونزل الناس حوله وجعلوا يقولون نزلت عن يمين الفسطاط وشماله فسميت البقعة بالفسطاط لذلك انظر مراصد الاطلاع 3/ 1036.

(2/486)


وآله وسلّم يقول: «من تقرّب إلى اللَّه شبرا تقرّب اللَّه إليه ذراعا ... » «1» الحديث.

2878- زياد «2»
: والد الأغرّ.
تقدم ذكره في ترجمة حصين.

2879- زياد مولى سعد بن أبي وقاص «3»
: ذكره ابن سعد، قال: حدّثنا الواقدي، عن أبي بكر بن أبي سبرة، عن الحليس بن هاشم بن عتبة، عن زياد مولى سعد، قال: رأيت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم أوضع في وادي محسّر.
وأما ابن حبّان فذكره في التّابعين.

ذكره من اسمه زيد
2880

- زيد بن أرقم «4» بن زيد:
بن قيس بن النعمان بن مالك بن الأغرّ بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج.
__________
(1) أخرجه البخاري في كتاب التوحيد 13/ 521 (7536- 5737) ومسلم 4/ 2061 (2- 2675) .
(2) أسد الغابة ت [1789] .
(3) أسد الغابة ت [1797] .
(4) طبقات ابن سعد 6/ 18، طبقات خليفة ت 594- 931، التاريخ الكبير 3/ 385، المعرفة والتاريخ 1/ 203، الجرح والتعديل 3/ 554، مشاهير علماء الأمصار ت 296، جمهرة أنساب العرب 365، الجمع بين رجال الصحيحين 1/ 143، تاريخ ابن عساكر 6/ 268، تهذيب الأسماء واللغات 1/ 1/ 199، تهذيب الكمال 450، العبر 1/ 73، تذهيب التهذيب 1/ 247، تهذيب التهذيب 3/ 294، الوافي بالوفيات 15- 22، خلاصة تذهيب الكمال 108، شذرات الذهب 1/ 74، خزانة الأدب 1/ 363، سيرة ابن هشام 3/ 237، المغازي للواقدي 21، 216، تاريخ خليفة 264، المعارف 499، التاريخ الصغير 93، و 153، أنساب الأشراف 1/ 288، و 316، مقدمة مسند بقي بن مخلد 84، تاريخ الطبري 1/ 42، 2/ 310، و 5/ 425، الأسماء والكنى للحاكم 218، المعرفة والتاريخ 1/ 303، تاريخ واسط 103 و 288، المعجم الكبير 5/ 183: 242، الثقات لابن حبان 3/ 139، المعرفة والتاريخ 1/ 303، الأخبار الموفقيات 578، معجم البلدان 1/ 879، الكاشف 1/ 263، الكامل في التاريخ 2/ 57، و 192 و 235 و 4/ 62، سير أعلام النبلاء 3/ 165: 168، تحفة الأشراف 3/ 191: 205، تجريد أسماء الصحابة 1/ 196، تقريب التهذيب 1/ 272، النكت الظراف 3/ 192: 197، دول الإسلام 1/ 50، المعين في طبقات المحدثين 21، مرآة الجنان 1/ 143، تاريخ الإسلام 2/ 118، أسد الغابة ت [1819] ، الاستيعاب ت [842] .

(2/487)


مختلف في كنيته، قيل أبو عمر، وقيل أبو عامر، واستصغر يوم أحد.
وأول مشاهده الخندق، وقيل المريسيع، وغزا مع النّبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم سبع عشرة غزوة، ثبت ذلك في الصّحيح، وله حديث كثير ورواية أيضا عن عليّ.
روى عنه أنس مكاتبة، وأبو الطّفيل، وأبو عثمان النهديّ، وعبد الرحمن بن أبي ليلى، وعبد خير، وطاوس، وله قصة في نزول سورة المنافقين في الصّحيح، وشهد صفّين مع علي، ومات بالكوفة أيام المختار سنة ست وستين. وقيل سنة ثمان وستين.
قال ابن إسحاق: حدّثني عبد اللَّه بن أبي بكر، عن بعض قومه، عن زيد بن أرقم، قال: كنت يتيما لعبد اللَّه بن رواحة، فخرج بي معه مردفي- يعني إلى مؤتة ... فذكر الحديث.
وهو الّذي سمع عبد اللَّه بن أبي يقول: لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ [المنافقون: 8] ، فأخبر رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، فسأل عبد اللَّه، فأنكر، فأنزل اللَّه تصديق زيد.
ثبت ذلك في الصّحيحين. وفيه: فقال: «إنّ اللَّه قد صدقك يا زيد» .
وقال أبو المنهال: سألت البراء عن الصّرف فقال: سل زيد بن أرقم، فإنه خير مني وأعلم.

2881- زيد بن الأزور الأسديّ:
ذكر عمر بن شبّة أنه شهد اليمامة وأبلى فيها حتى قطعت رجلاه، وقتل، ويقال إنه أخو ضرار بن الأزور، ومن قوله في الحرب:
هل تأبين جنوب عنّي مشهدي ... حين أردت الموت أدنى من يدي
ملفّفا «1» في ثوبه المورّد ... آخر هذا اليوم أقصى من غد
إلى ملاقاة النّبيّ أحمد
[الرجز]
__________
(1) في ب نلففا.

(2/488)


2882- زيد بن إساف بن غزيّة:
بن عطية بن خنساء بن مبذول، والد نعيم.
ذكر ابن سعد أنه شهد أحدا، وذكره العدويّ وقال: زيد بن يساف، بالياء التّحتانية.

2883- زيد بن أسلم «1»
: بن ثعلبة بن عديّ بن العجلان بن حارثة بن ضبيعة بن حرام البلويّ، حليف بني العجلان. وهو ابن عم ثابت بن أقرم.
ذكره موسى بن عقبة، والزّهريّ، وابن إسحاق فيمن شهد بدرا. وقيل: إنه من بني عمرو بن عوف بن الأوس.
وزعم ابن الكلبيّ أن طليحة قلته. وذكره ضرار بن صرد أحد الضعفاء بسنده عن عبيد اللَّه بن أبي رافع فيمن شهد صفّين مع علي.

2884 ز- زيد بن أسيد بن حارثة الثقفيّ:
ثم الزهريّ بالحلف.
ذكره موسى بن عقبة فيمن استشهد باليمامة.

2885 ز- زيد بن أبي أوفى «2»
: بن خالد بن الحارث بن أبي أسيد بن رفاعة بن ثعلبة بن هوازن بن أسلم الأسلمي، أخو عبد اللَّه، فيما جزم به ابن حبّان.
وروى حديثه ابن أبي حاتم، والحسن بن سفيان، والبخاريّ في التّاريخ الصّغير، من طريق ابن شرحبيل، عن رجل من قريش، عن زيد بن أبي أوفى، قال: دخلت على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم مسجد المدينة، فجعل يقول: «أين فلان؟ أين فلان» ؟ فلم يزل يتفقدهم، ويبعث إليهم حتى اجتمعوا عنده: فذكر الحديث في إخاء النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم.
ولحديثه طرق: عن عبد اللَّه بن شرحبيل، وقال ابن السّكن: روي حديثه من ثلاث طرق ليس فيها ما يصحّ. وقال البخاريّ: لا يعرف سماع بعضهم من بعض، ولا يتابع عليه.
رواه بعضهم عن ابن أبي خالد عن عبد اللَّه بن أبي أوفى. ولا يصحّ.
[قلت: ولم يأت عند أحد ممن خرج حديثه منسوبا إلى أسلم، بل ذكر ابن أبي عاصم أنّ بعض ولده ذكر له أنه كان من كندة]
«3» .
__________
(1) الجرح والتعديل 3/ 2509- الأعلمي 19/ 72، أسد الغابة ت [1821] ، الاستيعاب ت [843] .
(2) الثقات 3/ 140، تجريد أسماء الصحابة 1/ 197، التاريخ الصغير 1/ 217، الطبقات 110، 737 الوافي بالوفيات 5/ 43- التاريخ الكبير 3/ 386، مقدمة مسند بقي بن مخلد 529، أسد الغابة ت [1822] ، الاستيعاب ت 844.
(3) ليس في أ.

(2/489)


2886 ز- زيد بن بولا «1»
: بالموحدة، مولى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم، أبو يسار.
له حديث عند أبي داود، والترمذيّ، من رواية ولده بلال بن يسار بن زيد: حدّثني أبي عن جدّي، ذكر أبو موسى أن اسم أبيه بولا- بالموحدة- وقال غيره: اسمه زيد.
وقال ابن شاهين: كان نوبيّا أصابه النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم في غزوة بني ثعلبة فأعتقه.

2887- زيد بن ثابت «2»
: بن الضّحاك بن زيد بن لوذان بن عمرو بن عوف بن غنم بن مالك بن النّجار الأنصاريّ الخزرجيّ، أبو سعيد. وقيل: أبو ثابت. وقيل غير ذلك في كنيته.
استصغر يوم بدر. ويقال: إنه شهد أحدا، ويقال: أول مشاهده الخندق، وكانت معه راية بني النّجار يوم تبوك. وكانت أولا مع عمارة بن حزم، فأخذها النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم منه فدفعها لزيد بن ثابت،
فقال: يا رسول اللَّه، بلغك عني شيء؟ قال: «لا، ولكنّ القرآن مقدّم»
«3» .
__________
(1) تجريد أسماء الصحابة 1/ 197، التحفة اللطيفة 2/ 93، تقريب التهذيب 1/ 274، الوافي بالوفيات 15/ 44، أسد الغابة ت [1823] ، الاستيعاب ت [844] .
(2) طبقات ابن سعد 2/ 358 طبقات خليفة 89، تاريخ خليفة 99، 207، 223، التاريخ الكبير، 3/ 380، 381، المعارف 260، 355، 447، تاريخ الفسوي 1/ 300، 483، أخبار القضاة 1/ 107، الجرح والتعديل 3/ 558، ابن عساكر 6/ 278، تهذيب الكمال 452، العبر 1/ 53، معرفة القراء 35، تهذيب التهذيب 3/ 399، خلاصة تذهيب الكمال 127، شذرات الذهب 1/ 54، 62، أسد الغابة ت [18245] ، الاستيعاب ت [840] . السير والمغازي لأبي إسحاق 130، المغازي للواقدي 3/ 1171، سيرة ابن هشام 2/ 180، المحبر لابن حبيب 286، ترتيب الثقات للعجلي 170، تاريخ اليعقوبي 2/ 80، مقدمة مسند بقي بن مخلد 83، العقد الفريد 2/ 127، فضائل الصحابة للنسائي 164، أخبار القضاة لوكيع 1/ 107، أنساب الأشراف 1/ 267، الثقات لابن حبان 3/ 135، مشاهير علماء الأمصار 10، المعجم الكبير للطبراني 5/ 111، جمهرة أنساب العرب 348، المستدرك للحاكم 3/ 421، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 71، الجامع بين رجال الصحيحين 1/ 142، تهذيب تاريخ دمشق 5/ 446، معجم البلدان 1/ 269، تحفة الأشراف 3/ 205، الكاشف 1/ 264، العبر 1/ 53، سير أعلام النبلاء 2/ 226، تذكرة الحفاظ 1/ 30، صفة الصفوة 1/ 704، مروج الذهب 2581، الزيادات للهروي 94، مرآة الجنان 1/ 125، التذكرة الحمدونية لابن حمدون 1/ 104، الوفيات لابن قنفذ 61، المعين في طبقات المحدثين 21، الوافي بالوفيات 15/ 24، غاية النهاية 1/ 296، تاريخ الإسلام 1/ 53، و 54.
(3) أخرجه الحاكم في المستدرك 3/ 421، عن زيد بن ثابت وابن عساكر في التاريخ 5/ 449.

(2/490)


وكتب الوحي للنّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، وأمه النوار بنت مالك بن معاوية بن عديّ، وقتل أبوه يوم بعاث، وذلك قبل الهجرة بخمس سنين. أخرج الواقديّ ذلك من رواية يحيى بن عبد اللَّه بن عبد الرحمن بن أسعد بن زرارة عنه.
وكان زيد من علماء الصحابة، وكان هو الّذي تولّى قسم غنائم اليرموك.
روى عنه جماعة من الصّحابة، منهم: أبو هريرة، وأبو سعيد، وابن عمر، وأنس، وسهل بن سعد، وسهل بن حنيف، وعبد اللَّه بن يزيد الخطميّ.. ومن التّابعين: سعيد بن المسيب، وولداه: خارجة، وسليمان، والقاسم بن محمد، وسليمان بن يسار، وآخرون.
وهو الّذي جمع القرآن في عهد أبي بكر، ثبت ذلك في الصّحيح.
وقال له أبو بكر: إنك شابّ عاقل لا نتّهمك.
وروى البخاريّ تعليقا، والبغويّ، وأبو يعلى موصولا، عن أبي الزّناد، عن خارجة بن زيد، عن أبيه، قال: أتى بي النّبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم مقدمه المدينة، فقيل هذا من بني النّجار، وقد قرأ سبع عشرة سورة، فقرأت عليه، فأعجبه ذلك، فقال: تعلم كتاب يهود، فإنّي ما آمنهم على كتابي. ففعلت، فما مضى لي نصف شهر حتى حذقته، فكنت أكتب له إليهم، وإذا كتبوا إليه قرأت له.
ورويناه في مسند عبد بن حميد من طريق ثابت بن عبيد، عن زيد بن ثابت، قال: قال لي النّبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: «إنّي أكتب إلى قوم فأخاف أن يزيدوا عليّ أو ينقصوا، فتعلّم السّريانيّة» . فتعلمتها في سبعة عشر يوما.
وروى الواقديّ من طريق زيد بن ثابت، قال: لم أجز في بدر ولا أحد وأجزت في الخندق. قال: وكان فيمن ينقل التراب مع المسلمين، فنعس زيد، فجاء عمارة بن حزم، فأخذ سلاحه وهو لا يشعر، فقال له النّبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: «يا أبا رقاد. ويومئذ نهى النّبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم أن يروع المؤمن، ولا يؤخذ متاعه جادّا ولا لاعبا»
«1» . وروى يعقوب بن سفيان بإسناد صحيح عن الشّعبي، قال: ذهب زيد بن ثابت ليركب، فأمسك ابن عباس بالرّكاب. فقال: تنحّ يا ابن عم رسول اللَّه. قال: لا هكذا نفعل بالعلماء والكبراء.
وروى يعقوب أيضا من طريق ابن سيرين حجّ بنا أبو الوليد، فدخل بنا على زيد بن
__________
(1) ابن عساكر كما في التهذيب 5/ 449.

(2/491)


ثابت، فقال: هذا لام، وذا لام، وذا لام، فما أخطأ.
وقال ثابت بن عبيد: ما رأيت رجلا أفكه في بيته ولا أوقر في مجلسه من زيد.
وعن أنس قال: قال النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: «أفرضكم زيد» .
ورواه أحمد بإسناد صحيح: وقيل، إنه معلول، وروى ابن سعد بإسناد صحيح، قال:
كان زيد بن ثابت أحد أصحاب الفتوى، وهم ستة: عمر، وعلي، وابن مسعود، وأبيّ، وأبو موسى، وزيد بن ثابت.
وروى بسند فيه الواقديّ من طريق قبيصة، قال: كان زيد رأسا بالمدينة في القضاء والفتوى والقراءة والفرائض.
وروى البغويّ بإسناد صحيح، عن خارجة بن زيد: كان عمر يستخلف زيد بن ثابت إذا سافر، فقلما رجع إلا أقطعه حديقة من نخل.
ومن طريق ابن عبّاس: لقد علم المحفوظون من أصحاب محمّد أنّ زيد بن ثابت كان من الرّاسخين في العلم.
مات زيد سنة اثنتين أو ثلاث أو خمس وأربعين. وقيل سنة إحدى أو اثنتين أو خمس وخمسين، وفي خمس وأربعين قول الأكثر.
وقال أبو هريرة حين مات: اليوم مات حبر هذه الأمة، وعسى اللَّه أن يجعل في ابن عباس منه خلفا، ولما مات رثاه حسّان بقوله:
فمن للقوافي بعد حسّان وابنه ... ومن للمعاني بعد زيد بن ثابت
[الطويل]

2888 ز- زيد بن ثابت،
آخر.
استدركه الذهبي وعزاه لبقي بن مخلد.

2889- زيد بن ثعلبة:
بن عبد ربه الخزرجي «1» ، والد عبد اللَّه بن زيد الّذي أري النداء.
يأتي في زيد بن عبد ربّه.

2890- زيد بن جارية:
بالجيم «2» ، الأنصاريّ الأوسيّ.
__________
(1) الثقات 3/ 138، تجريد أسماء الصحابة 1/ 197، أسد الغابة ت [1825] .
(2) تجريد أسماء الصحابة 1/ 197، الاستبصار 292، التحفة اللطيفة 2/ 95، تهذيب التهذيب 3/ 400، التاريخ الصغير 1/ 161- تقريب التهذيب، التاريخ الكبير 3/ 386، تبصير المنتبه 1/ 231، 232، الإكمال 2/ 51، أسد الغابة ت [1816] ، الاستيعاب ت [846] .

(2/492)


روى ابن مندة، من طريق عثمان بن عبيد اللَّه بن زيد بن جارية، عن عمر بن زيد بن جارية، حدّثني أبي أنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم استصغر ناسا يوم أحد منهم زيد بن جارية- يعني نفسه- والبراء بن عازب، وزيد بن أرقم، وسعد ابن حبتة وابن عمر، وجابر.
وروى البخاريّ في «التّاريخ» من طريق يعقوب بن مجمّع بن زيد بن جارية، عن أبيه، عن جدّه زيد بن جارية، قال: بعنا سهماننا من خيبر نخلة نخلة.
وروى البيهقيّ في الشّعب، من طريق عمرو بن ميمون، عن أبيه، قال جاء رجل إلى ابن عمر، فقال: إن زيد بن جارية مات وترك مائة ألف. قال: لكن هي لا تتركه.
وله حديث آخر في المواقيت، أخرجه البغويّ.

2891 ز- زيد بن جارية:
بالجيم أيضا، جدّ محمد بن خالد إن ثبت-
روى ابن شاهين من طريق الوليد بن صالح، عن أبي المليح الرقيّ، حدّثنا محمد بن خالد بن زيد بن جارية عن أبيه، عن جدّه سمعت النّبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم يقول: «إذا كان للعبد عند اللَّه درجة لم ينله إيّاها ابتلاه في الدّنيا ثمّ صبّره على البلاء لينيله تلك الدّرجة»
«1» . قلت: هذا الحديث أورده ابن مندة في ترجمة للجلاح بن حكيم السلمي، وزعم أنه أخو الجحّاف بن حكيم، وأنه في أهل الجزيرة، وساق حديثه من طريق أبي المليح أيضا إلا أنه لم يسم والد خالد، بل قال: عن محمد بن خالد، عن أبيه عن جدّه، وهكذا أورده البخاريّ في ترجمة محمد بن خالد.
وأخرجه أبو داود من رواية ابن راشد عنه في السّنن، ولم أر والد خالد مسمّى إلا في رواية ابن شاهين هذه واللَّه أعلم.

2892- زيد بن جارية:
آخر.
روى عنه أبو الطّفيل، وسيأتي في المبهمات، وجعله بعضهم الأول، والّذي ظهر لي أنه غيره.

2893 ز- زيد بن جبير الجهنيّ:
إن كان محفوظا.
__________
(1) أورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 6815 وعزاه الى ابن شاهين.

(2/493)


أخرج الإسماعيلي في مسند يحيى بن سعيد الأنصاريّ من تأليفه من طريق إبراهيم بن صرمة، عن يحيى بن سعيد، حدّثني أبو بكر بن محمد، عن عبد اللَّه بن عمرو بن عثمان، عن أبي حمزة، عن زيد بن جبير الجهنيّ أنه سمع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم يقول: «من كان يؤمن باللَّه واليوم الآخر فليكرم جاره ... » الحديث وفيه: «من كان يؤمن باللَّه واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليسكت ... » وبه «الضّيافة ثلاث، وما كان وراء ذلك فهو صدقة»
«1» . قال الإسماعيليّ: كذا قال زيد بن جبير، وأبو حمزة، وهما عندي مصحّفان.
قلت: ولم يبين بماذا تصحّفا، وأظن الصّواب زيد بن خالد الجهنيّ.

2894- زيد بن الجلاس «2»
: في رجاء بن الجلاس.

2895- زيد بن الحارث بن قيس «3»
: بن مالك بن حارثة بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج، أخو زيد بن الحارث.
شهد أحدا، قاله العدويّ، وتبعه الطّبريّ.

2896 ز- زيد بن الحارث:
آخر: في ترجمة يزيد بن الحارث.

2897- زيد بن حارثة «4»
: بن شراحيل الكعبي.
تقدم نسبه في ترجمة ولده أسامة بن زيد قال ابن سعد: أمه سعدى بنت ثعلبة بن عامر، من بني معن من طيِّئ [وقال ابن عمر ما كنا ندعو زيد بن حارثة إلا زيد بن محمد حتى نزلت: ادْعُوهُمْ لِآبائِهِمْ [الأحزاب: 5] الحديث أخرجه البخاريّ] «5» .
__________
(1) أخرجه البخاري من حديث أبي هريرة رضي اللَّه عنه 10/ 445 (6018) ومسلم 1/ 68 (75- 47) .
(2) أسد الغابة ت [1827] ، الاستيعاب ت [847] .
(3) الثقات 3/ 141، تجريد أسماء الصحابة 1/ 197، الاستبصار 124، طبقات الحفاظ 93، شذرات الذهب 1/ 9، التاريخ الصغير 1/ 315، الوافي بالوفيات 15/ 25، أسد الغابة ت [1828] .
(4) أسد الغابة ت [1829] ، الاستيعاب [848] ، المسند لأحمد 4/ 161، طبقات ابن سعد 3/ 1/ 27، طبقات خليفة 6، تاريخ خليفة 86، 87، التاريخ الكبير 3/ 390، التاريخ الصغير 1/ 23، الجرح والتعديل 3/ 559، ابن عساكر 6/ 291، 1، تهذيب الأسماء واللغات 1/ 202، 203، تهذيب الكمال 453، العبر 1/ 9، مجمع الزوائد 9/ 274، العقد الثمين 4/ 459، 473، تهذيب التهذيب 3/ 401، خلاصة تذهيب الكمال 127، تهذيب تاريخ ابن عساكر 5/ 454.
(5) ليس في أ.

(2/494)


وحدثنا هشام بن محمد بن السّائب الكلبيّ، عن أبيه، وعن جميل بن مرثد الطائي وغيرهما، قالوا: زارت سعدى أم زيد بن حارثة قومها وزيد معها، فأغارت خيل لبني القين بن جسر في الجاهليّة على أبيات بني معن، فاحتملوا زيدا وهو غلام يفعة، فأتوا به في سوق عكاظ فعرضوه للبيع، فاشتراه حكيم بن حزام لعمته خديجة بأربعمائة درهم، فلما تزوجها رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم وهبته له، وكان أبوه حارثة بن شراحيل حين فقده قال:
بكيت على زيد ولم أدر ما فعل ... أحيّ فيرجى أم أتى دونه الأجل
[الطويل] في أبيات يقول فيها:
أوصي به عمرا وقيسا كلاهما ... وأوصي يزيدا ثمّ بعدهم جبل
«1» «2» [الطويل] يعني بعمرو وقيس أخويه، وبيزيد أخا زيد لأمه، وهو يزيد بن كعب بن شراحيل، وبجبل ولده الأكبر، قال: فحجّ ناس من كلب، فرأوا زيدا فعرفهم وعرفوه، فقال: أبلغوا أهلي هذه الأبيات:
أحنّ إلى قومي وإن كنت نائيا ... بأنّي قطين البيت عند المشاعر
[الطويل] في أبيات.
فانطلقوا فأعلموا أباه، ووصفوا له موضعا،
فخرج حارثة وكعب أخوه بفدائه، فقدما مكة، فسألا عن النّبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، فقيل: هو في المسجد، فدخلا عليه، فقالا: يا بن عبد المطّلب، يا بن سيد قومه، أنتم أهل حرم اللَّه تفكّون العاني وتطعمون الأسير، جئناك في ولدنا عبدك، فامنن علينا، وأحسن في فدائه، فإنا سنرفع لك. قال وما ذاك؟ قالوا: زيد بن حارثة. فقال: أو غير ذلك؟ أدعوه فخيّروه، فإن اختاركم فهو لكم بغير فداء. وإن اختارني فو اللَّه ما أنا بالذي أختار على من اختارني فداء قالوا: زدتنا على النّصف، فدعاه فقال: هل تعرف هؤلاء؟ قال: نعم، هذا أبي وهذا عمّي، قال: فأنا من قد
__________
(1) في ت بجل.
(2) ينظر البيت الأول والثاني في أسد الغابة ترجمة رقم (1829) والاستيعاب ترجمة رقم (848) الأول والأخير منهما وفي الطبقات 3/ 28. وسيرة ابن هشام 1/ 248.

(2/495)


علمت، وقد رأيت صحبتي لك فاخترني أو اخترهما.
فقال زيد: ما أنا بالذي أختار عليك أحدا، أنت مني بمكان الأب والعمّ.
فقالا: ويحك يا زيد، أتختار العبوديّة على الحرية، وعلى أبيك وعمّك وأهل بيتك؟
قال: نعم، إني قد رأيت من هذا الرجل شيئا ما أنا بالذي أختار عليه أحدا.
فلما رأى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم ذلك أخرجه إلى الحجر، فقال: «اشهدوا أنّ زيدا ابني، يرثني وأرثه» ، فلما رأى ذلك أبوه وعمّه طابت أنفسهما، وانصرفا، فدعي زيد بن محمد حتى جاء اللَّه بالإسلام.
وقد ذكر ابن إسحاق قصّة مجيء حارثة والد زيد في طلبه بنحوه.
وقال ابن الكلبيّ، عن أبيه، عن أبي صالح، عن ابن عباس: لما تبنّى النّبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم زيدا زوّجه زينب بنت جحش، وهي بنت عمته أميمة بنت عبد المطّلب، وزوّجه النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم قبل ذلك مولاته أم أيمن، فولدت له أسامة، ثم لما طلق زينب زوّجه أم كلثوم بنت عقبة، وأمها أروى بنت كريز، وأمها البيضاء بنت عبد المطّلب، فولدت له زيد بن زيد، ورقية، ثم طلق أم كلثوم، وتزوّج درة بنت أبي لهب بن عبد المطلب، ثم طلقها وتزوّج هند بنت العوام أخت الزبير.
وقال ابن عمر: ما كنا ندعو زيد بن حارثة إلا زيد بن محمّد حتى نزلت: ادْعُوهُمْ لِآبائِهِمْ [الأحزاب: 5] .. الحديث. أخرجه البخاريّ.
ويقال: إن النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم سمّاه زيدا لمحبة قريش في هذا الاسم، وهو اسم قصي وقد تقدم ذكر مجيء أبيه إلى مكّة في طلب فدائه في ترجمته.
وقال عبد الرّزّاق، عن معمر، عن الزهريّ، قال: ما نعلم أن أحدا أسلم قبل زيد بن حارثة. قال عبد الرزّاق: لم يذكره غير الزهريّ.
قلت: قد ذكر الواقديّ بإسناد له عن سليمان بن يسار جازما بذلك. وقاله زائدة أيضا.
وشهد زيد بن حارثة بدرا وما بعدها، وقتل في غزوة مؤتة، وهو أمير، واستخلفه النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم في بعض أسفاره إلى المدينة.
وعن البراء بن عازب أنّ زيد بن حارثة قال: يا رسول اللَّه، آخيت بيني وبين حمزة.
أخرجه أبو يعلى.
وعن عائشة: ما بعث رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم زيد بن حارثة في سرية إلا

(2/496)


أمره عليهم، ولو بقي لاستخلفه. أخرجه أبو بكر بن أبي شيبة بإسناد قويّ عنها.
وعن سلمة بن الأكوع، قال: غزوت مع النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم سبع غزوات، ومع زيد بن حارثة سبع غزوات، يؤمّره علينا رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم. أخرجه البخاريّ.
قال الواقديّ: أول سرايا زيد إلى القردة «1» ثم إلى الجموم «2» ثم إلى العيص «3» ثم إلى الطّرف «4» ، ثم إلى حسمى ثم إلى أم قرفة، ثم تأميره على غزوة مؤتة، واستشهد فيها وهو ابن خمس وخمسين سنة، ولم يقع في القرآن تسمية أحد باسمه إلا هو باتفاق ثم السّجلّ إن ثبت.
وعن محمد بن أسامة بن زيد عن أبيه، قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم لزيد بن حارثة: «يا زيد، أنت مولاي، ومنّي وإليّ وأحبّ النّاس إليّ»
أخرجه ابن سعد بإسناد حسن، وهو عند أحمد مطول.
وعن ابن عمر، قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم: «وايم اللَّه إن كان لخليقا للإمارة- يعني زيد بن حارثة- وإن كان لمن أحبّ النّاس إليّ.»
أخرجه البخاري.
وروى التّرمذيّ وغيره من حديث عائشة، قالت: قدم زيد بن حارثة المدينة ورسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم في بيتي، فأتاه فقرع الباب، فقام إليه حتى اعتنقه وقبّله.
وعن ابن عمر: فرض عمر لأسامة أكثر مما فرض لي، فسألته، فقال: إنه كان أحبّ إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم منك، وإن أباه كان أحبّ إلى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم من أبيك. صحيح.
__________
(1) قردة: بالتحريك: ماء أسفل مياه الثلبوت بنجد في الرمة لبني نعامة وقيل بالفاء وقد مرّ. انظر: مراصد الاطلاع 3/ 1077.
(2) الجموم: هو أرض لبني سليم وبها كانت إحدى غزوات النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، أرسل إليها زيد بن حارثة غازيا. انظر: معجم البلدان 2/ 190.
(3) العيص: بالكسر واحد الّذي قبله: موضع في بلاد بين سليم به ماء يقال له ذنبان العيص وهو فوق السّوراقيّة والعيص: حصن بين ينبع والمروة وقيل: هو عرض من أعراض المدينة على ساحل البحر. انظر: مراصد الاطلاع 2/ 975.
(4) طرف: بالتحريك وآخره فاء. قال الواقدي: الطرف ماء قريب من المرمى دون النخيل وهو على ستة وثلاثين ميلا من المدينة وقال ابن إسحاق: الطرف من ناحية العراق وطرف القدّوم بتشديد الدال وضمّ القاف ثنيّة بالسراة مخفف والمحدّثون يشددونه م/ 2/ 885.

(2/497)


وعن زيد بن حارثة رواية في الصحيح عن أنس عنه في قصة زينب بنت جحش. روى عنه أنس، والبراء بن عازب، وابن عبّاس، وابنه أسامة بن زيد، وأرسل عنه جماعة من التّابعين.

2898 ز- زيد بن حاطب:
بن أميّة بن رافع الأنصاريّ الأوسيّ ثم الظّفريّ.
قال الواقديّ: شهد أحدا، وجرح بها، فرجع بها، فرجع به قومه إلى أبيه وكان أبوه منافقا، فجعل يقول لمن يبكي عليه: أنتم فعلتم به هذا؟ غررتموه حتى خرج، ذكر ذلك الواقديّ في أثناء القصّة، ولم يذكره فيمن استشهد بأحد، فلعله أفاق من جراحته.
وقرأت في حاشية جمهرة ابن الكلبيّ: يزيد بن حاطب بزيادة ياء تحتانية مثناة في أوله فاللَّه أعلم.
واعتذر عن ترك ذكر الواقديّ له فيمن استشهد بأنه لم يستوعبهم.

2899 ز- زيد بن الحر العبسيّ:
أحد التسعة الذين وفدوا على النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم.
ذكره الطّبريّ والباوردي وغيرهما.

2900 ز- زيد بن حصن:
الطّائي، ثم السّنبسيّ.
ذكره الهيثم بن عديّ، عن يونس بن أبي إسحاق، عن أبي السفر الهمدانيّ- أنه كان عامل عمر بن الخطاب على حدود الكوفة.
أخرجه محمد بن قدامة في أخبار الخوارج له.
قلت: وقد قدمت غير مرّة أنهم كانوا لا يؤمّرون في ذلك الزّمان إلا الصّحابة.

2901- زيد بن خارجة «1»
: بن زيد بن أبي زهير بن مالك بن امرئ القيس بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج الأنصاريّ الخزرجيّ.
شهد أبوه أحدا، وشهد هو بدرا.
__________
(1) أسد الغابة ت [1831] ، الاستيعاب ت [849] . الثقات 3/ 138، تجريد أسماء الصحابة 1/ 198، الكاشف 1/ 338، الاستبصار 116، عنوان النجابة 86، أصحاب بدر 241- خلاصة تذهيب 1/ 351، التحفة اللطيفة 2/ 98، تهذيب التهذيب 3/ 409، تقريب التهذيب 1/ 274، التاريخ الصغير 1/ 61، الطبقات الكبرى 8/ 364. الوافي بالوفيات 15/ 42- التاريخ الكبير 3/ 383- بقي بن مخلد 767.

(2/498)


وذكر البخاريّ وغيره أنه الّذي تكلّم بعد الموت. وسيأتي بعض طرق ذلك في ترجمة أخيه سعد بن خارجة.
وقال ابن السّكن: تزوج أبو بكر أخته، فولدت له أم كلثوم بعد وفاته.
وروى النّسائيّ وأحمد من طريق عبد الحميد بن عبد الرحمن، عن موسى بن طلحة، عنه، قال: سألت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم كيف الصّلاة عليك؟ قال: «صلّوا فاجتهدوا، ثمّ قولوا: اللَّهمّ بارك على محمّد وعلى آل محمّد..» الحديث.

2902- زيد بن خالد الجهنيّ «1»
: مختلف في كنيته: أبو زرعة، وأبو عبد الرّحمن، وأبو طلحة.
روى عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، وعن عثمان، وأبي طلحة، وعائشة.
روى عنه ابناه: خالد، وأبو حرب، ومولاه أبو عمرة، وعبيد اللَّه بن عبد اللَّه بن عتبة، وأبو سلمة، وآخرون.
وشهد الحديبيّة، وكان معه لواء جهينة يوم الفتح، وحديثه في الصّحيحين وغيرهما.
قال ابن البرقيّ وغيره: مات سنة ثمان وسبعين بالمدينة، وله خمس وثمانون.
وقيل: مات سنة ثمان وستين، وقيل: مات قبل ذلك في خلافة معاوية بالمدينة «2» .

2903- زيد بن خريم «3»
: روى ابن مندة، من طريق علي بن مسهر، عن سعيد بن عبيد بن زيد بن خريم، عن أبيه، عن جدّه، قال: سألت النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم عن المسح على الخفّين فقال:
«ثلاثة أيّام للمسافر، ويوم وليلة للمقيم.»

2904- زيد بن الخطاب «4»
: بن نفيل العدويّ. يأتي نسبه في ترجمة أخيه عمر.
__________
(1) الثقات 3/ 139، تجريد أسماء الصحابة 1/ 198، الكاشف 1/ 338، الرياض المستطابة 87، تاريخ من دفن بالعراق 186- تهذيب التهذيب 3/ 410- الطبقات 120- تقريب التهذيب 1/ 274 الأعلام 3/ 58- تاريخ جرجان 455- العبر 76، 79- الطبقات الكبرى 2/ 376، 4/ 344، 345- 5/ 83، 250- الوافي بالوفيات 15/ 41- التاريخ الكبير 3/ 384- بقي بن مخلد 41، أسد الغابة ت [1832] ، الاستيعاب ت [850] .
(2) في أ: خلافة معاوية بالكوفة.
(3) أسد الغابة ت [1832 ب] .
(4) الثقات 3/ 136- تجريد أسماء الصحابة 1/ 198- حلية الأولياء 1/ 367- الكاشف 1/ 338- الرياض المستطابة 89- الاستبصار 296، 297- أصحاب بدر 83- خلاصة تذهيب 1/ 352- التحفة اللطيفة 2/ 99- صفة الصفوة 1/ 447- سير أعلام النبلاء 1/ 297 الملحق 147- تهذيب التهذيب 3/ 411- العقد الثمين 4/ 473- التاريخ الصغير 1/ 34- الطبقات 22- تقريب التهذيب 1/ 274- الأعلام 3/ 58- العبر 14- الطبقات الكبرى 3/ 376- 379- 415- 93- 457- 65- 67- 4/ 163- 5/ 285- 7/ 91- 8/ 345، 348 التاريخ الكبير 3/ 379- البداية والنهاية 6/ 336.

(2/499)


أمّه أسماء بنت وهب من بني أسد. وكان أسنّ من عمر، وأسلم قبله، وشهد بدرا والمشاهد: واستشهد باليمامة. وكانت راية المسلمين معه سنة اثنتي عشرة في خلافة أبي بكر. وحزن عليه عمر حزنا شديدا، ولما قتل قال عمر: سبقني إلى الحسنيين: أسلم قبلي، واستشهد قبلي.
له في الصّحيح حديث واحد في النّهي عن قتل حيات البيوت من رواية ابن عمر عنه مقرونا بأبي لبابة، ورجّح صالح جزرة أنّ الصّواب عن أبي لبابة وحده.

2905- زيد بن الدّثنة»
: بفتح الدّال وكسر المثلثة بعدها نون، ابن معاوية بن عبيد بن عامر بن بياضة الأنصاريّ البياضيّ.
شهد بدرا وأحدا، وكان في غزوة بئر معونة فأسره المشركون وقتلته قريش بالتّنعيم.
قال ابن إسحاق في «المغازي» : حدّثنا عاصم بن عمر بن قتادة أنّ نفرا من عضل والقارة قدموا على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم بعد أحد، فقالوا: إن فينا إسلاما فابعث معنا نفرا من أصحابك يفقّهوننا في الدّين، فبعث معهم خبيب بن عدي وزيد بن الدّثنة ... فذكر القصّة بطولها وهي في صحيح البخاريّ من حديث أبي هريرة.

2906 ز- زيد بن ربيعة «2»
: أو ربيعة بن أسد بن عبد العزّى.
ذكره أبو الأسود عن عروة فيمن استشهد بحنين وقيل اسم أبيه زمعة. وسيأتي قريبا.

2907- زيد بن رقيش «3»
: بقاف ومعجمة مصغّر، حليف بني أمية.
ذكره أبو الأسود عن عروة فيمن استشهد باليمامة، وذكره ابن إسحاق فيهم، لكنه سمّى أباه قيسا، فكأنه حذف الراء وأهمل الشين. وسماه الزّهريّ يزيد- بزيادة تحتانية في أوله.
__________
(1) الثقات 3/ 140، أسد الغابة ت [1834] ، تجريد أسماء الصحابة 1/ 199، الاستبصار 177، 264، 305، أصحاب بدر 184، صفة الصفوة 1/ 49، العقد الثمين 4/ 476، أزمنة التاريخ الإسلامي 3/ 625، الطبقات الكبرى 2/ 55، 3/ 389، 2/ 2، الوافي بالوفيات 15/ 45، الاستيعاب ت [851] .
(2) أسد الغابة ت [1835] ، الاستيعاب ت [852] .
(3) أسد الغابة ت [1839] .

(2/500)


2908 ز- زيد بن زمعة:
بن الأسود بن أسد بن عبد العزّى القرشيّ الأسديّ.
ذكره الطّبريّ فيمن استشهد يوم حنين، واستدركه ابن فتحون، وقيل هو يزيد بن سلمة الآتي.

2909 ز- زيد بن أبي زهير الأنصاريّ:
ذكر مقاتل في تفسير قوله تعالى: الرِّجالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّساءِ [النساء 34]- أنّ زيد ابن أبي زهير جاء بابنته حبيبة وقد لطمها ... فذكر القصّة في سبب نزول الآية، وقد ذكرها عبد بن حميد والطّبري وغيرهما ولم يسمّه أحد منهم.

2910- زيد بن سراقة «1»
: بن كعب بن عمرو بن عبد العزّى بن خزيمة- أو غزيّة- ابن عمرو بن عوف بن عبد عوف بن غنم بن مالك بن النّجار الخزرجيّ النّجاريّ.
استشهد يوم جسر أبي عبيد بالقادسيّة.
ذكره ابن إسحاق، وأبو الأسود، عن عروة، وكان ذلك في سنة خمس عشرة.

2911- زيد بن سعنة «2»
: الحبر الإسرائيليّ.
اختلف في سعنة، فقيل بالنّون وقيل بالتحتانية. قال ابن عبد البرّ: بالنون أكثر.
روى قصّة إسلامه الطّبراني، وابن حبّان، والحاكم، وأبو الشّيخ في كتاب «أخلاق النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم» وغيرهم من طريق الوليد بن مسلم، عن محمد بن حمزة بن يوسف، عن عبد اللَّه بن سلام، عن أبيه عن جدّه، عن عبد اللَّه بن سلام، قال: قال زيد بن سعنة: ما من علامات النّبوة شيء إلّا وقد عرفته في وجه محمد حين نظرت إليه إلا خصلتين لم أخبرهما منه: يسبق حلمه جهله، ولا يزيده شدة الجهل عليه إلا حلما ... فذكر الحديث بطوله، وفيه مبايعته النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم التّمر إلى أجل، ومقاضاته إياه عند استحقاقه. وفي آخره فقال زيد بن سعنة: أشهد أن لا إله إلا اللَّه وأن محمّدا عبده ورسوله، وآمن وصدق، وشهد مع النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم مشاهده.
واستشهد في غزوة تبوك مقبلا غير مدبر.
ورجال الإسناد موثقون، وقد صرح الوليد فيه بالتحديث، ومداره على محمد بن أبي السري الراويّ له، عن الوليد.
__________
(1) أسد الغابة ت [1840] الاستيعاب ت [853] .
(2) بقي بن مخلد 918، أسد الغابة ت [1841] ، الاستيعاب ت [854] .

(2/501)


وثّقه ابن معين وليّنه أبو حاتم. وقال ابن عديّ: محمد كثير الغلط واللَّه أعلم.
ووجدت لقصّته شاهدا من وجه آخر، لكن لم يسم فيه، قال ابن سعد: حدثنا يزيد، حدثنا جرير بن حازم، حدّثني من سمع الزهريّ يحدّث أن يهوديّا قال: ما كان بقي شيء من نعت محمد في التّوراة إلا رأيته إلا الحلم. فذكر القصة.

2912- زيد بن سهل «1»
: بن الأسود بن حرام بن عمرو بن زيد مناة بن عمرو بن مالك بن عديّ بن عمرو بن مالك بن النّجار الأنصاريّ الخزرجيّ، أبو طلحة.
مشهور بكنيته، ووهم من سماه سهل بن زيد، وهو قول ابن لهيعة عن أبي الأسود، عن عروة في تسمية من شهد العقبة.
وقد قال ابن سعد: أخبرنا معن بن عيسى، أخبرنا أبو طلحة من ولد أبي طلحة، قال اسم أبي طلحة زيد، وهو القائل:
أنا أبو طلحة واسمي زيد ... وكلّ يوم في سلاحي صيد
«2» [الرجز] كان من فضلاء الصّحابة، وهو زوج أم سليم.
روى النّسائيّ من طريق جعفر بن سليمان، عن ثابت، عن أنس، قال: خطب أبو طلحة أم سليم، فقالت: يا أبا طلحة، ما مثلك بردّ، ولكنك امرؤ كافر، وأنا مسلمة لا تحلّ لي، فإن تسلم فذلك مهري، فأسلم، فكأن ذلك مهرها.
وقد رواه أبو داود الطيالسيّ في مسندة، عن جعفر، وسليمان بن المغيرة، وحمّاد بن سلمة كلّهم عن ثابت مطوّلا. وفي رواية ابن سعد خير من ألف رجل.
وعن أنس أنه كان يرمي بين يدي النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم يوم أحد. فرفع النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم ينظر، فرفع أبو طلحة صدره، وقال: هكذا لا يصيبك بعض سهامهم، نحري دون نحرك، صحيح الإسناد.
__________
(1) مسند أحمد 4/ 28، طبقات ابن سعد 3/ 504، طبقات خليفة 88، تاريخ خليفة 166، التاريخ الكبير 3/ 381، المعارف 166، 308، تاريخ الفسوي 1/ 300، الجرح والتعديل 3/ 564، معجم الطبراني 5/ 91، المستدرك 3/ 351، 354، الاستبصار 50، ابن عساكر 6/ 305، جامع الأصول 9/ 73- 77. تهذيب الكمال 457- تاريخ الإسلام 2/ 119، العبر 1/ 35، مجمع الزوائد 9/ 312، تهذيب التهذيب 3/ 414، 415، خلاصة تذهيب الكمال 128، شذرات الذهب 1/ 40، تهذيب تاريخ ابن عساكر 6/ 4- 12، أسد الغابة ت [1843] ، الاستيعاب ت [855] .
(2) ينظر البيت في الطبقات 3/ 64. والاستيعاب ترجمة رقم (855) .

(2/502)


وهذا قد يخالف قول من قال: إنه شهد العقبة، وقد جزم بذلك عروة وموسى بن عقبة، وذكروه كلهم فيمن شهد بدرا،
وقال النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: «لصوت أبي طلحة في الجيش خير من فئة.
أخرجه أحمد مرسلا.» «1»
واختلف في وفاته: فقال الواقديّ- وتبعه ابن نمير، ويحيى بن بكير، وغير واحد:
مات سنة أربع وثلاثين وصلى عليه عثمان، وقيل قبلها بسنتين.
وقال أبو زرعة الدّمشقيّ: عاش بعد النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم أربعين سنة، وكأنه أخذه من رواية شعبة عن ثابت، عن أنس، قال: كان أبو طلحة لا يصوم على عهد النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم من أجل الغزو، فصام بعده أربعين سنة لا يفطر إلا يوم أضحى أو فطر.
قلت: فعلى هذا يكون موته سنة خمسين أو سنة إحدى وخمسين. وبه جزم المدائني.
ويؤيده ما أخرجه في «الموطأ» ، وصحّحه الترمذيّ، من رواية عبيد اللَّه بن عبد اللَّه بن عتبة أنه دخل على أبي طلحة ... فذكر الحديث في التّصاوير، وعبيد اللَّه لم يدرك عثمان ولا عليّا. فدلّ على تأخر وفاة أبي طلحة.
وقال ثابت، عن أنس أيضا: مات أبو طلحة غازيا في البحر، فما وجدوا جزيرة يدفنونه فيها إلا بعد سبعة أيام ولم يتغيّر.
أخرجه الفسوي في «تاريخه» ، وأبو يعلى، وإسناده صحيح.
روى أبو طلحة عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم. روى عنه ربيبه أنس، وابن عبّاس، وأبو الحباب سعيد بن يسار، وغيرهم.
وروى مسلم وغيره من طريق ابن سيرين عن أنس أنّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم لما حلق شعره بمنى فرّق شقّه الأيمن على أصحابه: الشعرة، والشعرتين، وأعطى أبا طلحة الشقّ الأيسر كلّه.
وفي الصّحيحين عن أنس، لما نزلت: لَنْ تَنالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ [آل
__________
(1) أخرجه أحمد في المسند 3/ 112، وأبو نعيم في الحلية 7/ 309 قال أبو نعيم مشهور من حديث ابن عيينة تفرد به عنه علي بن زيد بن جدعان. وأبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 13/ 224. وابن سعد في الطبقات الكبرى 3: 4: 62. وأورده الهيثمي في الزوائد 9/ 315 عن أنس وقال رواه أحمد وأبو يعلى ورجال الرواية الأولى رجال الصحيح.

(2/503)


عمران 92] قال أبو طلحة لرسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: «إنّ أحبّ أموالي إليّ بيرحا وإنها صدقة أرجو برّها وذخرها» . فقال النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم: «بخ بخ، ذاك مال رابح ... » الحديث.

2913- زيد بن شراحيل الأنصاريّ «1»
: أو يزيد.
روى ابن عقدة في الموالاة من طريق عمر بن عبد اللَّه بن يعلى بن مرة، عن أبيه عن جدّه، قال: لما قدم على الكوفة نشد الناس: من سمع رسول اللَّه عليه وآله وسلم يقول:
«من كنت مولاه فعليّ مولاه؟» فانتدب له بضعة عشر رجلا منهم زيد أو يزيد بن شراحيل الأنصاريّ.
وإسناده ضعيف جدا.

2914- زيد بن أبي شيبة «2»
: أبو شهم، مشهور بكنيته يأتي.

2915- زيد بن الصّامت «3»
: ويقال ابن النّعمان، أبو عياش الزرقيّ مشهور بكنيته يأتي.

2916- زيد بن صحار «4»
: بمهملتين، الثانية خفيفة، العبديّ.
روى ابن مندة بإسناد ضعيف، من طريق جعفر بن زيد بن صحار العبديّ، عن أبيه، قال: قلت للنبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: إني أنبذ أنبذة، فما يحلّ لي؟ قال: «لا تشرب النّبيذ في المزفّت ولا القرع ولا الجرّ.»
قال ابن مندة: عداده في أهل الحجاز.

2917- زيد بن صوحان «5»
: بضم المهملة وسكون الواو ومهملة. يقال: إن له صحبة، وسيأتي ما ورد في ذلك في ترجمة زيد العبديّ.
وقال ابن مندة: عداده في أهل الحجاز. والمعروف أنه مخضرم.
__________
(1) أسد الغابة ت [1844] .
(2) أسد الغابة ت [1845] .
(3) أسد الغابة ت [1846] ، الاستيعاب ت [1856] .
(4) تجريد أسماء الصحابة 1/ 199، أسد الغابة ت [1847] .
(5) طبقات ابن سعد 6/ 123، طبقات خليفة ت 1024. التاريخ الكبير 3/ 397، المعارف 402، مشاهير علماء الأمصار ت 745، تاريخ بغداد 8/ 439، تاريخ ابن عساكر 6/ 315، الوافي بالوفيات 15/ 32 مرآة الجنان 1/ 99، تعجيل المنفعة 97، شذرات الذهب 1/ 44، تهذيب ابن عساكر 6/ 12.

(2/504)


وستأتي ترجمته مستوفاة في القسم الثالث إن شاء اللَّه تعالى.

2918- زيد بن عاصم «1»
: بن عمرو بن عوف بن مبذول بن عمرو بن غنم بن مازن بن النجار الأنصاريّ المازنيّ.
تقدم ذكره في ترجمة ولده حبيب بن زيد، وأنه شهد أحدا.
وذكر أبو عمر أنه شهد العقبة وبدرا، ويقال: إن كنيته أبو الحسن، وزاد أبو عمر في نسبه بين عاصم وعمرو بن عوف: كعب بن منذر، فاللَّه أعلم.

2919- زيد بن عامر الثقفيّ «2»
: روى ابن مندة، من طريق إسحاق الرمليّ، عن عمرو بن إسماعيل بن عبد العزيز، سمعت أبي يحدّث عن زيد بن عامر عن أخيه يزيد بن عامر، قال: قدمت على رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم فأسلمت، فقال لتميم الدّاري: سلني، فسأله بيت عينون ومسجد إبراهيم، فأعطاه، وقال لي: سلني يا زيد، فقلت: أسألك الأمن والأمان لولدي، فأعطاني ذلك.
قال ابن مندة: وروى عبد العزيز بن قيس، عن حميد، عن أنس أن زيد بن عامر سأل النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم عن النبيذ ... الحديث.

2920- زيد بن عائش «3»
: المريّ. «4»
[ذكره الإسماعيليّ في الصّحابة، والخطيب في المؤتلف من طريقه.] «5»
روى حديثه ابنه حباب بن زيد عنه، قال: كنت عند النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم إذ أقبل قيس بن عاصم، فسمعته يقول: «هذا سيّد أهل الوبر.»
وفي السّند عليّ بن قرين، وهو متروك.
ذكره ابن ماكولا في حباب، بضم المهملة وبالموحدتين، وقال: له صحبة.

2921- زيد «6»
: بن عبثر الزبيدي.
__________
(1) أسد الغابة ت [1849] ، الاستيعاب ت [858] .
(2) تجريد أسماء الصحابة 1/ 200، أسد الغابة ت [1850] .
(3) في أ: زيد بن عباس المزني.
(4) تجريد أسماء الصحابة 1/ 200، تبصير المنتبه 3/ 889، الإكمال 6/ 19، أسد الغابة ت [1851] .
(5) ليس في أ.
(6) هذه الترجمة سقط في أ.

(2/505)


ذكره إسماعيل في الصحابة، وأخرج من طريق علي بن قرين، عن قيس بن الحارث اليماني، سمعت عبد اللَّه بن ربيعة القيسي يحدّث عن زيد بن عبثر الزبيديّ، قال: سألت النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم عن البئر تكون بظهر الطريق ... الحديث في حريم البئر أربعون ذراعا.
وقال الخطيب في «المتّفق» : إن عبد اللَّه بن ربيعة، وقيس بن الحارث، وزيد بن عبثر:
الثلاثة مجهولون، وعلي بن قرين كان غير ثقة.

2922- زيد بن عبد اللَّه الأنصاريّ «1»
: قال ابن حاتم، عن أبيه: له صحبة، وكذا قال ابن حبّان.
وروى البخاريّ في «التّاريخ» ، والطّبراني في «الأوسط» ، من طريق الليث، عن إسحاق بن رافع، عن سعد بن معاذ، عن الحسن بن أبي الحسن، عن زيد بن عبد اللَّه الأنصاريّ، قال: عرضنا على النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم رقية من الحية، فأذن لنا فيها، وقال: «إنّما هي مواثيق.»
«2» قال ابن السّكن: لم نجد حديثه إلا من هذا الوجه، وليس بمعروف في الصّحابة.
وقال الطّبرانيّ: لا يروى عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم إلا بهذا الإسناد. تفرّد به الليث.

2923- زيد بن عبد اللَّه الأنصاريّ:
قال ابن مندة: روى حديثه فراس عن الشّعبي، وأراه الّذي قبله.

2924 ز- زيد بن عبد اللَّه الأنصاريّ:
هو ابن عبد ربه.

2925 ز- زيد بن عبد ربه:
تقدم في زيد بن ثعلبة.

2926 ز- زيد بن عبد المنذر:
أخو أبي لبابة الأنصاريّ.
ذكر أبو عبيد أنه شهد العقبة الأخيرة استدركه ابن فتحون، وأنا أخشى أن يكون تصحّف عليه، وإنما هو زنبر: بسكون النون بعدها موحدة مفتوحة.
__________
(1) الثقات 3/ 141، تجريد أسماء الصحابة 1/ 200، الكاشف 1/ 340، الاستبصار 346، شذرات الذهب 1/ 39، الطبقات الكبرى 4/ 142، 5/ 203 التاريخ الكبير 3/ 385، أسد الغابة ت [1852] ، الاستيعاب ت [859] .
(2) أخرجه أحمد في المسند 3/ 393. وأورده الهيثمي في الزوائد 5/ 114 رواه الطبراني في الأوسط وإسناده حسن.

(2/506)


2927 ز- زيد بن عبيد:
بن عمرو الضّبعيّ.
وفد مع جيرانه من بني حنيفة السبعة، وهم قيس بن طلق، وعلي بن سنان «1» ، وغيرهم، قال: فعدّ المذكور.

2928- زيد بن عبيد «2»
: بن المعلّى بن لوذان الأنصاريّ الأوسيّ.
ذكر العدويّ وحده أنه شهد بدرا، وقال هو وابن سعد: إنه استشهد يوم مؤتة.

2929- زيد بن عمرو بن غزيّة الأنصاريّ «3»
: ذكره أبو عمر في ترجمة الحارث بن عمرو بن غزية، قال: وعمرو بن غزية ممن شهد ليلة العقبة، وكان له فيما يقول أهل النّسب من الولد أربعة كلّهم صحب النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، وهم الحارث، وسعيد، وزيد، وعبد الرحمن.
قلت: وبهذا جزم ابن السّكن في ترجمة الحارث بن عمرو. وقال أبو عمر أيضا في ترجمة عمرو بن غزية: كان له من الولد: الحارث، والحجاج، وزيد، وسعيد، وعبد الرحمن. ولم يصلح لعبد الرحمن ولا لزيد ولا لسعيد صحبة. كذا قال.

2930- زيد بن عمرو «4»
: بن نفيل العدويّ، والد سعيد بن زيد.
أحد العشرة، تأتي ترجمته في القسم الرابع، وابن عم عمر بن الخطاب.
ذكره البغويّ، وابن مندة، وغيرهما في الصّحابة، وفيه نظر، لأنه مات قبل البعثة بخمس سنين، ولكنه يجيء على أحد الاحتمالين في تعريف الصّحابي، وهو أنه من رأى النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم مؤمنا به هل يشترط في كونه مؤمنا به أن تقع رؤيته له بعد البعثة فيؤمن به حين يراه أو بعد ذلك، أو يكفي كونه مؤمنا به أنه سيبعث كما في قصّة هذا وغيره؟
وقد روى «5» ابن إسحاق في الكتاب الكبير، عن هشام بن عروة أنه حدّثه عن أبيه، عن
__________
(1) في أوعلي بن شيبان.
(2) أسد الغابة ت [1857] .
(3) أسد الغابة ت [1859] .
(4) تجريد أسماء الصحابة 1/ 200، تهذيب التهذيب 2/ 421، المنمق 176، 177، 178، 200، 456، 532، العقد الثمين 4/ 482، الأعلام 3/ 60، الطبقات الكبرى 1/ 111، 162، 4/ 384، الوافي بالوفيات 15/ 38، أسد الغابة ت [1860] .
(5) في ت وقد ذكر.

(2/507)


أسماء بنت أبي بكر، قالت: لقد رأيت زيد بن عمرو بن نفيل مسندا ظهره إلى الكعبة، يقول: يا معشر قريش، والّذي نفسي بيده، ما أصبح منهم أحد على دين إبراهيم غيري.
وأخرجه من طريق هشام البخاريّ، من طريق الليث تعليقا، والنسائي، من طريق أبي أسامة، والبغويّ، من طريق علي بن مسهر، كلّهم عن هشام. وزادوا فيه: وكان يحيي الموءودة، يقول للرجل إذا أراد أن يقتل ابنته: لا تقتلها، فأنا أكفيك مؤنتها.
وزاد ابن إسحاق: وكان يقول: اللَّهمّ إني لو أعلم أحبّ الوجوه إليك عبدتك به، ولكني لا أعلم، ثم يسجد على راحته.
وأخرجه البغويّ من رواية الزهريّ، عن عروة نحوه، قال موسى بن عقبة في المغازي سمعت من أرضى يحدّث أن زيد بن عمرو كان يعيب على قريش ذبحهم لغير اللَّه تعالى.
وأخرج البخاريّ من طريق سالم بن عبد اللَّه بن عمر، عن أبيه، قال: خرج زيد بن عمرو إلى الشام يسأل عن الدين، فاتفق له علماء اليهود والنّصارى على أنّ الدّين دين إبراهيم، ولم يكن يهوديا ولا نصرانيا. فقال- ورفع يديه: اللَّهمّ إني أشهدك أنّي على دين إبراهيم.
وأخرج أبو يعلى، والبغويّ، والرّوياني، والطّبراني، والحاكم، كلّهم من طريق محمد بن عمرو بن علقمة، عن أبي سلمة بن عبد الرّحمن، ويحيى بن عبد الرّحمن بن حاطب، عن أسامة بن زيد، عن أبيه، قال: خرجت مع رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم في يوم حارّ من أيام مكّة، وهو مردفي، فلقينا زيد بن عمرو، فقال: يا زيد، ما لي أرى قومك سبقوك؟ إلى أن قال: خرجت أبتغي هذا الدين، فذكر الحديث المشهور باجتماعه باليهوديّ
وقوله: لا تكون من ديننا حتى تأخذ نصيبك من غضب اللَّه، وبالنصرانيّ
وقوله: حتى تأخذ نصيبك من لعنة اللَّه، وفي آخره: إن الذين تطلبه قد ظهر ببلادك، قد بعث نبيّ طلع نجمه، وجميع من رأيت في ضلال، قال: فرجعت فلم أحسّ بشيء.
وأخرج البغويّ بسند ضعيف، عن ابن عمر أنه «1» سأل سعيد بن زيد، وعمر النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم عن زيد بن عمرو، فقال له: أستغفر له؟ قال: نعم.
وعند ابن سعد عن الواقديّ بسند له أن سعيد بن زيد قال: توفي أبي وقريش تبني الكعبة.
__________
(1) في ت أن ابن عمر سأل.

(2/508)


قلت: كان ذلك قبل المبعث بخمس سنين.
وذكر ابن إسحاق أن ورقة بن نوفل لما مات زيد بن عمرو رثاه. قال مصعب الزبيري، حدّثني الضّحاك بن عثمان، عن ابن أبي الزّناد، عن هشام بن عروة، بلغنا أن زيد بن عمرو بلغه مخرج النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، فأقبل يريده، فقتله أهل مبقعة: موضع بالشام.
وأخرج الفاكهيّ بسند له إلى عامر بن ربيعة، قال: لقيت زيد بن عمرو وهو خارج من مكة يريد حراء، فقال: يا عامر، إني قد فارقت قومي، واتبعت ملّة إبراهيم وما كان يعبد إسماعيل من بعده: كان يصلّي إلى هذه البنية، وأنا أنتظر نبيا من ولد إسماعيل، ثم من ولد عبد المطّلب، وما أرى أني أدركه، وأنا أو من به وأصدّقه، وأشهد أنه نبيّ ... الحديث.
وفيه سأخبرك بنعته حتى لا يخفى عليك فوصفه بصفته.
وأخرج الواقديّ في حديث نحوه، فإذا طالت بك مدّة فرأيته فاقرأه مني السّلام.
وفيه: فلما أسلمت أقرأت النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم منه السّلام، فردّ وترحّم عليه، وقال: «قد رأيته في الجنّة يسحب ذيولا.»
وفي مسند الطّيالسيّ، عن سعيد بن مزيد أنه قال للنبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: إن أبي كان كما رأيت وكما بلغك. أستغفر له؟ قال: «نعم، فإنّه يبعث يوم القيامة أمّة واحدة.»

2931- زيد «1»
: بن عمير الكنديّ. «2»
ذكره ابن السّكن، وأشار إلى حديثه، ولم يخرجه.
وأخرجه أبو موسى من طريق عبد الرحمن بن عمرو بن جبلة- أحد المتروكين، قال:
حدّثنا طلحة بنت أبي سعيد، قالت: حدّثتني أميّ، عن أبيها زيد بن عمير الكنديّ- أنه سأل النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، فقال: يا رسول اللَّه، هل أغير مع قومي؟ فقال: «يا زيد، ذهب ذاك بالإسلام، وذهبت نخوة الجاهليّة، المسلمون إخوة.»

2932- زيد بن عمير العبديّ «3»
: له صحبة. قاله أبو عمر، ولم يزد. وأظنّه الّذي قبله.
وروى الحارث بن أبي أسامة من طريق الجارود أنه قرأ في نسخة عهد «4» العلاء بن
__________
(1) هذه الترجمة سقط في ن.
(2) تجريد أسماء الصحابة 1/ 201، أسد الغابة ت [1863] .
(3) أسد الغابة ت [1862] ، الاستيعاب ت [860] .
(4) في أعبد العلاء.

(2/509)


الحضرميّ: وشهد زيد بن عمير. وسيأتي في ترجمة شبيب بن قرّة شيء يتعلق به.

2933 ز- زيد بن غنم اللخميّ:
ذكره أبو عمر في حاشية كتاب ابن السّكن، ولم يذكره في الاستيعاب، فنقلت من خطه أنه روي عنه حديث بإسناد مجهول مخرجه عن قوم من الأعراب، ثم ساق بسنده إلى قيس بن صخر بن ثوابة اللّخمي من أهل نابلس، عن محمد بن عاصم اللّخمي، من أهل عقرباء عن عبد العزيز- رجل منهم، عن عبد الأطول، عن زيد بن غنم اللّخمي قال: كنت مع النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم في بعض غزواته، فكان لي فرس يصهل فحصبته، فقال النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم: «ما كنت أحبّ ذلك..» الحديث.

2934 ز- زيد بن قنفذ:
بن زيد بن جدعان التيميّ.
وجدت له خبرا يدلّ على صحبته. قال عبد الرّزّاق في «مصنفه» ، عن ابن جريج:
حدّثت أنه أوّل من قام بالنّاس بمكّة في خلافة عمر. وكان من شاء قام لنفسه ومن شاء طاف.
قلت: ذكر أبو عمر في «التمهيد» أنّ أول ما جمع عمر النّاس على إمام في رمضان كان في سنة أربع عشرة، فمن يكون حينئذ إماما يكون في عهد النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم مميّزا لا محالة، وهو قرشيّ، فثبت كونه صحابيّا، إذ لم يبق من قريش عند موت النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم إلا من أسلم وصحب، وسيأتي زيد بن المهاجر بن قنفذ.
فاللَّه أعلم، هل هو أم عمه؟

2935- زيد بن قيس «1»
: تقدم في زيد بن رقيش.

2936- زيد بن كعب»
: أو كعب بن زيد.
روى حديثه البغويّ من طريق القاسم بن مالك، عن جميل بن زيد، قال: صحبت شيخا من الأنصار يقال له كعب بن زيد أو زيد بن كعب، فحدّثني أنّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم تزوّج امرأة من بني غفار، فلما دخل عليها وقعد على الفراش، ووضع ثوبه أبصر بكشحها بياضا، فقال: ضمّي إليك ثيابك، ولم يأخذ مما أعطاها شيئا.
__________
(1) أسد الغابة ت [1864] .
(2) الثقات 3/ 141، تجريد أسماء الصحابة 1/ 201، الكاشف 1/ 341، تاريخ من دفن بالعراق 200 الطبقات 52، خلاصة تذهيب 1/ 354، تهذيب التهذيب 3/ 424، تقريب التهذيب 1/ 276، أسد الغابة ت [1868] .

(2/510)


ومن طريق أبي معاوية عن جميل، عن زيد بن كعب، ولم يشك.
قال البغويّ: روى عن جميل بن زيد عن ابن عمر.
قلت: وأخرجه الباوردي، من طريق أبي معاوية كذلك. لكن قال زيد بن كعب بن عجرة.
وأخرجه من طريق عباد بن العوام عن جميل، فقال: عن كعب بن زيد- ولم يشكّ.
ورواه محمد بن أبي حفصة فقال: عن جميل، عن سعد بن زيد، وقيل عنه، عن سعيد بن زيد. وقيل: عنه، عن عبد اللَّه بن كعب.

2937- زيد بن كعب البهزي «1»
: في ترجمة عمير بن سلمة عن البهزيّ في المبهمات.

2938- زيد بن لبيد «2»
: بن ثعلبة الأنصاريّ البياضيّ.
ذكره ابن لهيعة، عن أبي الأسود، عن عروة فيمن شهد العقبة. وأخرجه أبو نعيم وغيره.

2939- زيد بن لصيت «3»
: بلام مهملة ومثناة مصغرا، وقيل بنون أوله وآخره موحدة- القينقاعي. «4»
قال ابن إسحاق في «المغازيّ» : حدّثني عاصم بن عمر، قال: في غزوة تبوك: وسار حتى إذا كان ببعض الطريق ضلّت ناقته، فقال زيد بن لصيت، وهو في رحل عمارة بن حزم: يزعم محمد أنه نبيّ وهو لا يدري أين ناقته؟ فقال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم: إنّ رجلا قال كذا وكذا، وإنّي واللَّه لا أعلم إلّا ما علّمني اللَّه، هي في الوادي، قد حبستها شجرة بزمامها، فذهبوا فوجدوها. فرجع عمارة إلى رحله فأخبره بما اتفق، فأعلموه بأن الّذي قال ذلك هو زيد فوجأ في عنقه، وقال: اخرج عني، واللَّه لا تصحبني.
قال ابن إسحاق: وقال بعض الناس: إن زيدا تاب. وقيل: لا.

2940 ز- زيد بن لوذان الأنصاريّ:
أبو المعلّى. في الكنى.
__________
(1) أسد الغابة ت [1866] ، الاستيعاب ت [861] .
(2) أسد الغابة ت [1869] .
(3) في أ، ب لصيب.
(4) أسد الغابة ت [1870] .

(2/511)


2941- زيد بن مربع «1»
: ويقال عبد اللَّه بن مربع في ترجمة يزيد بن شيبان، عن ابن مربع في المبهمات.
قال البخاريّ: قال أحمد: اسم ابن مربع زيد. وقال غيره: يزيد. انتهى.
وقال عبّاس الدّوريّ، وابن أبي خيثمة، عن ابن معين أيضا: إن اسمه زيد.

2942- زيد بن المزين بن قيس «2»
: بن عدي بن أمية بن خدارة بن عوف بن الحارث بن الخزرج الأنصاريّ.
ذكره موسى بن عقبة، عن ابن شهاب، فيمن شهد بدرا، وكذا ذكره ابن إسحاق، وكذا سماه القداح في نسب الأنصار، وسماه الواقديّ يزيد- بزيادة ياء في أوله، وقال: آخى النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم بينه وبين مسطح بن أثاثة.

تنبيه
المزين بضم الميم وزاي، آخره نون مصغر: ضبطه الدارقطنيّ وغيره، وزعم طاهر ابن معوز أنه بكسر الميم، وحكى ابن لهيعة عن أبي الأسود عن عروة أنه المرس- كسر الميم وراء ساكنة مهملة بعدها مهملة. فاللَّه أعلم.

2943 ز- زيد بن معاذ الأنصاريّ الأوسيّ:
أخو سعد سيّد الأوس.
ذكر فيمن قتل كعب بن الأشرف، قال عبد بن حميد في التفسير: أخبرنا إبراهيم بن الحكم بن أبان، عن أبيه عن عكرمة ... فذكر القصّة، وسمّاه فيهم، ولم أر له ذكرا إلا في هذه الرواية.

2944- زيد بن معاوية النميريّ «3»
: عم قرة «4» بن دعموص.
له ذكر في حديث قرّة، وذكر في حديث علي بن فلان النميريّ.
وقال ابن أبي حاتم: روى الشاذكوني، عن يزيد بن عبد الملك النميريّ، عن عائذ بن
__________
(1) الثقات 3/ 140، تجريد أسماء الصحابة 1/ 201، بقي بن مخلد 161، الكاشف 1/ 342، الاستبصار 236، خلاصة التذهيب 1/ 355، تهذيب التهذيب 3/ 455، تقريب التهذيب 1/ 277، الوافي بالوفيات 15/ 26، التاريخ الكبير 3/ 380، أسد الغابة ت [1872] ، الاستيعاب ت [862] .
(2) تبصير المنتبه 4/ 1278، أسد الغابة ت [1874] ، الاستيعاب [863] .
(3) أسد الغابة ت [1875] .
(4) في أفروة.

(2/512)


ربيعة، عن زيد بن معاوية. عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم في الماعون، قال: تفرد به الشاذكوني.
وقد أخرجه الباوردي من طريق ليس فيها الشاذكوني.

2945 ز- زيد بن المعلى الأنصاريّ:
قال أبو عبيد: شهد هو وإخوته: رافع، وعبيد، وأبو قيس- بدرا فيمن شهدها من بني مالك بن زيد مناة.
استدركه ابن فتحون.

2946- زيد بن ملحان بن خالد «1»
: بن زيد بن حرام بن جندب بن عامر بن غنم بن عدي بن النّجار.
شهد أحدا، واستشهد يوم جسر أبي عبيد قال العدويّ: واستدركه ابن الأثير، عن الأشيري.
«2»

2947 ز- زيد بن المهاجر:
بن قنفذ بن زيد بن جدعان التيميّ، والد محمد.
لابنه صحبة، وأما زيد هذا فذكر ابن أبي حاتم أنّ محمد بن زيد بن المهاجر روى عن أبيه. قال: كنا نصلي مع عمر الجمعة، وإنا لنماري في الفداء «3» . انتهى.
وهذا يدلّ على إدراكه النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، وقد تقدم ذكره في زيد ابن قنفذ.

2948- زيد الخيل «4»
: بن مهلهل بن زيد بن منهب بن عبد رضا بن أفصى بن المختلس بن ثوب بن كنانة بن مالك بن نابل بن عمرو بن الغوث بن طيِّئ الطائي.
وفد في سنة تسع، وسماه النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم زيد الخير.
قال ابن أبي حاتم ليس يروى عنه حديث.
وروى البخاريّ ومسلم، من طريق عبد الرحمن بن أبي نعم، عن أبي سعيد الخدريّ،
__________
(1) أسد الغابة ت [1876] .
(2) في أالأسدي.
(3) في أ: وإنا لنتمارى في الغداء
(4) أسد الغابة ت [1877] ، الاستيعاب ت [866] ، الثقات 3/ 141، تجريد أسماء الصحابة 1/ 202، الأعلام 3/ 61، الوافي بالوفيات 15/ 40.

(2/513)


أنّ عليا بعث إلى النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم بذهيبة في أديم مقروظ لم تحصل من تربتها، فقسمها بين أربعة: الأقرع بن حابس، وعيينة بن بدر. وزيد الخيل، وعلقمة بن علاثة.. الحديث.
وروى ابن شاهين، من طريق سنين مولى بني هاشم، عن الأعمش، عن أبي وائل، عن عبد اللَّه، قال: كنا عند النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، فأقبل راكب حتى أناخ، فقال:
يا رسول اللَّه، إني أتيتك من مسيرة تسع أسألك عن خصلتين، فقال: «ما اسمك؟» قال: أنا زيد الخيل. قال: «بل أنت زيد الخير، سل» . قال: أسألك عن علامة اللَّه فيمن يريد، وعلامته فيمن لا يريد ... الحديث.
وأخرجه ابن عديّ في ترجمة بشير وضعّفه.
قال أبو عمر: مات زيد الخيل منصرفه من عند رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم وقيل: بل مات في خلافة عمر.
قال: وكان شاعرا خطيبا شجاعا كريما، يكنى أبا مكنف.
وقال المرزبانيّ: اسم أمه قوسة بنت الأثرم، كليبة، وكان أحد شعراء الجاهلية وفرسانهم المعدودين، وكان جسيما طويلا موصوفا بحسن الجسم وطول القامة، وهو القائل:
وخيبة من يخبّ على غنيّ ... وباهلة بن يعصر والرّكاب
«1» [الوافر] قال أبو عبيدة: أراد وصفهم بعدم الامتناع والجبن، فإذا خاب من يريد الغنيمة منهم كان غاية في الإدبار.
وقال ابن إسحاق: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم لزيد الخيل: «ما وصف لي أحد في الجاهليّة فرأيته في الإسلام إلّا رأيته دون الصّفة غيرك» وسمّاه زيد الخير، وأقطعه فيدا، وكتب له بذلك، فخرج راجعا، فقال النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم: «إن ينج زيد من حمّى المدينة فإنّه غالب» فأصابته الحمى بماء يقال له قردة، فمات به.
وذكر هشام بن الكلبيّ هذه القصّة بلفظ: ما سمعت بفارس، وساقه بإسناد مجهول.
وقال ابن دريد في «الأخبار المنثورة» : كتب إلي علي بن حرب الطائيّ سنة اثنتين
__________
(1) ينظر البيت في الشعراء 46، والأغاني 16/ 52.

(2/514)


وستين، وأجاز لي وأنا بعمان، قال: حدّثنا أبو المنذر، وقرأته عليه عن أبي مخنف، قال:
وفد زيد الخيل ... فذكر نحوه مطوّلا، وقال فيه. وكان من أجمل الناس، وقال: في آخره فأقام بقردة ثلاثة أيام ومات، فأقام عليه قبيصة بن الأسود بن عامر المناحة سنة، ثم توجّه براحلته ورحله، وفيها كتاب رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم، فلما رأت امرأته الراحلة ليس عليها زيد ضربتها بالنّار فاحترفت فاحترق الكتاب، وأنشد له وثيمة في الردة، قال:
وبعث بها إلى أبي بكر:
أمام أما تخشين بنت أبي نصر ... فقد قام بالأمر الجليّ أبو بكر
نجيّ رسول اللَّه في الغار وحده ... وصاحبه الصّدّيق في معظم الأمر
[الطويل] قلت: وهذا إن ثبت يدل على أنه تأخرت وفاته حتى مات النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، وكان بينه وبين كعب بن زهير مهاجاة.

2949- زيد بن وديعة:
بن عمرو بن قيس بن جزيّ بن عديّ بن مالك بن سالم بن الحبلي بن غنم بن عوف بن الخزرج الأنصاريّ.
ذكره موسى بن عقبة، عن ابن شهاب فيمن شهد بدرا، وكذا ذكره أبو الأسود، عن عروة وابن إسحاق والكلبيّ وغيرهما.

2950- زيد بن يساف «1»
: في يزيد بن إساف.

2951- زيد الثقفيّ:
جد عطاء بن السّائب. ويقال: اسمه يزيد، ويقال مالك. يأتي في المبهمات.

2952- زيد:
أبو حسن الأنصاريّ.
روى ابن مندة، من طريق عبد اللَّه بن يحيى البرلّسي، عن حيوة بن شريح، عن محمد بن عجلان، عن حكيم- رجل من أهل البصرة- عن أبي مسعود، عن زيد أبي حسن، قال: سمعت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم يقول: «ما بقي من كلام الأنبياء إلّا قول النّاس: إذا لم تستح فاصنع ما شئت.»

2953- زيد الدّيلميّ «2»
: مولى سهم بن مازن. ويقال: يزيد، يأتي في التحتانية.
__________
(1) أسد الغابة ت [1881] .
(2) أسد الغابة ت [1836] .

(2/515)


2954- زيد، مولى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم «1»
: هو ابن بولا. تقدم.

2955 ز- زيد، أبو عبد اللَّه «2»
: روى ابن مندة من طريق بن أبي فديك، عن صالح بن عبد اللَّه بن صالح، عن عبد الرحمن بن عبد اللَّه بن زيد، عن أبيه، عن جدّه زيد، قال: وقف النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم عشية عرفة، فقال: «أيّها النّاس، إنّ اللَّه قد تطوّل عليكم في يومكم هذا، فوهب مسيئكم لمحسنكم، وأعطى محسنكم ما سأل، وغفر لكم ما كان منكم.»
«3» قلت: قال البخاريّ: صالح بن عبد اللَّه منكر الحديث.

2956- زيد أبو عبد اللَّه:
آخر.
روى ابن مندة، من طريق ابن شهاب، عن طلحة بن زيد، عن ثور بن زيد، عن عبد اللَّه بن زيد، عن أبيه، قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم: «أكرموا الخبز، فإنّ اللَّه أنزل معه بركات السّماء، وأخرج له بركات الأرض» .
قلت: قال ابن المديني: طلحة بن زيد كان يضع الحديث.

2957 ز- زيد العبديّ:
غير منسوب.
ذكره شاعر عبد القيس فيمن وفد على النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم منهم. فروى محمد بن عثمان بن أبي شيبة في تاريخه، عن المنجاب بن الحارث، عن إبراهيم بن يوسف، حدثني رجل من عبد القيس، قال: قال رجل منّا شعرا يذكر فيه دعاء رسول اللَّه لعبد القيس فيها:
منّا صحار والأشجّ كلاهما ... حقّا «4» يصدّق قاله المتكلّم
سبقا الوفود إلى النّبيّ مهلّلا ... بالخير فوق النّاجيات الرّسّم
في عصبة من عبد قيس أوجفوا ... طوعا إليه وحدّهم لم يكلم
واذكر بني الجارود إنّ محلّهم ... من عبد قيس في المكان الأعظم
__________
(1) أسد الغابة ت [1838] . (2) تجريد أسماء الصحابة 1/ 200. (3) أخرجه أبو نعيم في الحلية 8/ 199، ولفظه أن اللَّه قد تطاول عليكم ... الحديث قال أبو نعيم غريب تفرد به عبد العزيز عن نافع ولم يتابع عليه. والهيثمي في الزوائد 3/ 259، ولفظه أيها الناس إن اللَّه عز وجل تطول عليكم ... الحديث قال الهيثمي رواه أبو يعلى وفيه صالح المري وهو ضعيف. (4) في ب بصدق.

(2/516)


ثمّ ابن سوّار على علّاته ... بذّ الملوك بسؤدد وتكرّم
وكفى بزيد حين يذكر «1» فعله ... طوبى لذلك من صريع مكرم
ذاك الّذي سبقت لطاعة ربّه ... منه اليمين إلى جنان الأنعم
فدعا النّبيّ لهم هنالك دعوة ... مقبولة بين المقام وزمزم
[الطويل] وقد ذكر ابن عساكر هذه الأبيات في ترجمة زيد بن صوحان. وعلى هذا فهو صحابيّ لا محالة.

2958- زيد العجلانيّ «2»
: ويقال عمير يأتي في العين.
وروى أبو موسى، من طريق نافع: سمعت عبد الرحمن بن زيد العجلاني يحدث حديث ابن عمر عن أبيه أنه سمع النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم نهى أن يبال مستقبل القبلة.
وفي رواية أخرى عن أبيه عن أبي العجلان.

2959 ز- زيد العقيليّ:
استدركه أبو عمر على كتاب ابن السّكن، فقرأت بخطه، من طريق بقية، عن نافع بن زيد، أنه سمعه يحدّث عن نافع بن سليمان، عن زيد العقيلي، قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم: «سيكون من بعدي ناس من أمّتي يسدّ اللَّه بهم الثّغور، يؤخذ منهم الحقوق، ولا يعطون حقوقهم، أولئك منّي وأنا منهم» .

2960- زيد، أبو يسار «3»
: هو ابن بولا- تقدم.

2961 ز- زيد غير منسوب:
روى الطّبراني من طريق سكين بن دينار، عن مجاهد، عن زيد، أنه سمع النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم يقول: «لا يدخل الجنّة عاقّ ولا مدمن خمر ولا منّان.»
«4»
__________
(1) في ت تذكر.
(2) أسد الغابة ت [1858] .
(3) أسد الغابة ت [1880] .
(4) أخرجه أحمد في المسند 2/ 203 عن عبد اللَّه بن عمرو بلفظه وابن أبي شيبة من المصنف 8/ 8، 356- وعبد الرزاق حديث رقم 13859، وأبو بكر بن الخطيب في تاريخ بغداد 9/ 452 وأورده السيوطي في الدر المنثور 2/ 323، 4/ 176، والهيثمي في الزوائد 6/ 260 عن عبد اللَّه بن عمرو بلفظه وقال رواه النسائي غير قوله ولا ولد زنية- رواه أحمد والطبراني وفيه جابان وثقه ابن حبان وبقية رجاله رجال الصحيح والمتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 43776.

(2/517)


2962 ز- زيد، آخر:
غير منسوب.
أخرج ابن أبي شيبة، من طريق يوسف بن صهيب، عن عبد اللَّه بن بريدة، قال: انكشف الناس يوم حنين عن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم إلا رجل يقال له زيد، أخذ بعنان بغلته الشهباء التي أهداها إليه النجاشيّ، فقال: «يا زيد، ويحك، ادع النّاس» . فقال:
يا أيها الناس، هذا رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم.. الحديث.

[2963- زيد، جدّ يحيى بن سعيد الأنصاريّ:
ذكره أبو داود في باب من فاتته ركعتا الفجر، فقال قال عبد ربه ويحيى ابنا سعيد:
صلّى جدّنا مع النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم ... هكذا قرأت بخط شيخنا البلقيني الكبير في هامش نسخة من تجريد الذهبيّ، ولم أر في النسخ المعتمدة من السّنن لفظ زيد، بل فيها جدّنا خاصة، فليحرر، فإنّ نسب يحيى بن سعيد ليس فيه أحد يقال له زيد إلّا زيد بن ثعلبة، وهو جد أعلى، جد هلك في الجاهليّة.] «1»

القسم الثاني من حرف الزاي
الزاي بعدها الفاء
2964 ز- زفر بن أوس «2»
: بن الحدثان النصري، أخو مالك.
قال ابن مندة: أدرك النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، ولا يعرف له صحبة.
قلت: كان أبوه من مشاهير الصّحابة، فإن كان لأبيه إدراك فهو من أهل القسم.

الزاي بعدها الياء
2965 ز- زيد بن زيد:
بن حارثة بن شراحيل الكلبيّ. أخو أسامة.
قال ابن سعد: أخبرنا ابن الكبيّ، عن أبيه، وعن شرقي بن قطامي وغيرهما، قالوا:
أقبلت أم كلثوم بنت عقبة مهاجرة في الهدنة، فخطبت، فأشار عليها النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم يزيد بن حارثة، فولدت له زيد بن زيد بن حارثة، ورقية، فهلك زيد وهو صغير وماتت رقية في حجر عثمان.
قلت: كانت الهدنة سنة ستّ، وقتل زيد بن حارثة سنة تسع.
__________
(1) هذه الترجمة سقط في أ.
(2) أسد الغابة ت [1754] .

(2/518)


2966 ز- زيد بن عمر بن الخطاب «1»
: القرشيّ العدويّ، شقيق عبد اللَّه بن عمر المصغّر.
أمّهما أم كلثوم بنت جرول كانت تحت عمر، ففرّق بينهما الإسلام لما نزلت: وَلا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوافِرِ [الممتحنة 10] ، فتزوجها أبو الجهم بن حذيفة، وكان زوجها قبله عمر.
ذكر ذلك الزبير وغيره، فهذا يدل على أن زيدا ولد في عهد النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، فيكون من هذا القسم.

2967 ز- زبيد «2»
: بالتّصغير، ابن الصّلت بن معديكرب بن وليعة بن شرحبيل بن معاوية بن حجر بن الحارث بن عمرو بن معاوية بن الحارث الأكبر الكنديّ، حليف بني جمح، أخو كثير بن الصّلت.
ساق نسبة ابن سعد وقال الواقديّ: ولد في عهد النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم وروى عن أبي بكر وعمر وعثمان.
وقال البخاريّ: سمع من عمر. وقال ابن أبي حاتم، عن أبيه: حديثه عن أبي بكر مرسل.
روى عنه عروة، والزهريّ، وإبراهيم بن قارظ، وقتادة، وغيرهم.
وروى ابن أبي شيبة بإسناد صحيح، عن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان، عن زيد بن الصلت: سمعت أبا بكر الصديق يقول: لو أخذت شاربا لأحببت أن بستره اللَّه.
قلت وأخرجه ابن سعد من هذا الوجه ورواته ثقات، وهو يرد على ابن أبي حاتم، وثبت سماع زبيد من أبي بكر الصّديق.
__________
(1) السير والمغازي 248، تاريخ اليعقوبي 2/ 260، نسب قريش 352، المعارف 188، البدء والتاريخ للمقدسي 5/ 78، مروج الذهب 1561، تاريخ الطبري 4/ 199، العقد الفريد 3/ 423، أنساب الأشراف 1/ 402، الجرح والتعديل 3/ 568، المعرفة والتاريخ 1/ 214، جمهرة أنساب العرب 38، الكامل في التاريخ 3/ 54، تهذيب تاريخ دمشق 6/ 27، تهذيب الأسماء واللغات 1/ 204، الوافي بالوفيات 15/ 37، سير أعلام النبلاء 3/ 502، في ترجمة أم كلثوم بنت علي رقم 114، تاريخ الإسلام 1/ 58.
(2) أسد الغابة ت [1882] .

(2/519)


لقسم الثالث من حرف الزاي
الزاي بعدها الباء
2968 ز- زبّاب بن رميلة:
تقدم في حرف الرّاء.

2969 ز- زبّان بن الأصبغ:
بن عمرو الكلبيّ له ذكر في ترجمة تماضر في النّساء.

2970 ز- زبيد الأعور:
بن جيفر بن الجلندي الأزديّ.
كان أبوه ملك عمان وقد تقدم ذكره، وأنّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم كتب إليه فأسلم هو وأهله، ثم ارتد ولده زبيد في عهد أبي بكر، وحارب ثم رجع، فهو من أهل هذا القسم.

2971 ز- زبيد بن عبد الخولانيّ:
له إدراك، وشهد فتح مصر، ثم شهد صفّين مع معاوية، وكانت معه الراية فلما قتل عمار تحوّل إلى عسكر عليّ ذكره ابن يونس ومن تبعه.

2972 ز- الزّبير بن الأشيم الأسديّ:
والد عبد اللَّه بن الزبير الشاعر المشهور.
ذكر أبو الفرج الأصبهانيّ في ترجمة عبد اللَّه بن الزبير المذكور ما يدل على أن لأبيه إدراكا، فإنه أنشد لعبد اللَّه شعرا ذكر فيه أنه كان عند عثمان
«1» .

الزاء بعدها الحاء
2973 ز- زحر:
بن قيس بن مالك بن معاوية بن سعنة- بمهملة ونون- الجعفيّ.
له إدراك وكان من الفرسان، وكان مع عليّ فإذا نظر إليه قال: من سرّه أن ينظر إلى شهيد الحيّ فلينظر إلى هذا، واستعمله عليّ على المدائن، وكان لزحر أربعة أولاد نجباء أشراف بالكوفة أحدهم فرات قتله المختار، والثّاني جبلة قتل مع ابن الأشعث، وكان على الفراء، فقال الحجّاج: ما كانت فتنة قط فتنجلي حتى يقتل عظيم من العظماء، وهذا من عظماء اليمن، والثالث جهم بن زحر كان مع قتيبة بن مسلم بخراسان وولي جرجان، والرابع حمال بن زحر كان بالرستاق ذكر لك ذلك ابن الكلبيّ.
__________
(1) في أ: كان عند عمر.

(2/520)


الزاي بعدها الراء
[2974 ز- زرارة بن هودة:
بن مالك بن عمرو بن شكل بن كعب بن الحريش بن كعب العامريّ ثم الحريشيّ «1» .
له إدراك، وكان ابنه طفيل صاحب روابط هشام بن عبد الملك. ذكره ابن الكلبيّ]
«2» .

2975 ز- زرارة بن عمرو:
بن حطيان بن رائس الدهميّ.
له إدراك، وكان ابنه قيس بن زرارة في صحابة علي بن أبي طالب. ذكره ابن الكلبيّ.

2976 ز- زرارة بن المخبّل السعدي:
يأتي ذكره في ترجمة أخيه شيبان.

2977 ز- زرارة بن جزء بن عمرو «3»
: بن عوف بن كعب بن عبد اللَّه بن أبي بكر بن كلاب.
له إدراك، وكان ولده عبد العزيز سيّد البادية في زمانه، وله أخبار مع بني أمية.
ذكر ابن الكلبيّ عن خالد بن سعيد بن عمرو بن سعيد بن العاص عن أبيه، قال: مر مروان بن الحكم سنة بويع على ماء لبني جزء عليه زرارة- شيخ كبير، فقال: كيف أنتم آل جزء؟ فقال: بخير، أنبتنا اللَّه فأحسن نباتنا، ثم حصدنا فأحسن حصادنا، وكانوا هلكوا بالرّوم في الجهاد.
وقال ابن الكلبيّ: أتى زرارة بن جزء باب معاوية، فقال: من يستأذن لي اليوم استأذن له غدا، فلما دخل عليه قال: يا أمير المؤمنين، إني رحلت إليك بالأمل، واحتملت جفوتك بالصبر، ورأيت أقواما أدناهم منك الحظّ، وآخرين باعدهم منك الحرمان، وليس ينبغي للمقرّب أن يأمن، ولا للباعد أن ييأس. فأعجب معاوية كلامه، فضمه إلى يزيد وفرض له في ألفين، وخرج مع بزيد إلى الصّائفة، فجاء نعي»
عبد العزيز إلى معاوية وأبوه زرارة جالس. فقال معاوية لما قرأ الكتاب: في هذا الكتاب موت سيّد شباب العرب، فقال زرارة:
ابني أو ابنك؟ قال: بل ابنك قال: والشّعر الّذي يروى في هذه القصة مصنوع.
قلت: كانت بيعة مروان سنة أربع وستين من الهجرة، والّذي يوصف بأنه شيخ كبير يكون من أبناء السّبعين إلى الثمانين، فيكون زرارة من أهل هذا القسم.
__________
(1) في ت الخرشي.
(2) هذه الترجمة سقط في أ.
(3) في أ: زرارة بن حر.
(4) في ت نعبه.

(2/521)


وقال المرزبانيّ: وفد زرارة وعبد العزيز على معاوية، فمات عبد العزيز جدّنا بعد أن استعمله على بعض أعماله، فقال زرارة أبو يرثيه:
الآن إذ «1» مات عبد العزيز ... تصلى الحروب وسدّ الثّغورا
وساد هناك بني عامر ... غلاما وقضي عليها الأمورا
فكلّ فتى شارب كأسه ... فإمّا صغيرا وإمّا كبيرا
[المتقارب]

2978- زرّ بن حبيش بن حباشة «2»
: بن أوس بن بلال بن جعالة بن نصر بن غاضرة الأسديّ ثم الغاضريّ، أبو مريم- مشهور من كبار التّابعين، أورده أبو عمر لإدراكه.
وقد روى عن عمر، وعثمان، وعلي، وأبي ذر، وابن مسعود، والعبّاس، وعبد الرحمن بن عوف، وحذيفة، وأبي بن كعب، وغيرهم.
روى عنه إبراهيم النّخعيّ وعاصم بن أبي النجود، وعدي بن ثابت، وإسماعيل بن أبي خالد، وأبو إسحاق الشيبانيّ، وآخرون.
قال عاصم: كان من أعرب الناس وكان ابن مسعود يسأله عن العربية.
__________
(1) في ت إذا قتل.
(2) أسد الغابة ت [1735] ، الاستيعاب ت [873] ، طبقات ابن سعد 6/ 104، التاريخ لابن معين 2/ 172، التاريخ الكبير 3/ 447، طبقات خليفة 140، والتاريخ له 288، مسند أحمد 5/ 129، العلل 1/ 14، التاريخ الصغير 79، تاريخ الثقات 165، المعرفة والتاريخ 1/ 232، تاريخ اليثربي 2/ 240، أنساب الأشراف 1/ 164، المعارف 427 تاريخ الطبري 4/ 196، الجرح والتعديل 3/ 622، مشاهير علماء الأمصار 740، البرصان والعرجان 31، أخبار القضاة لوكيع 1/ 51، الثقات لابن حبان 4/ 269، حلية الأولياء 4/ 181، السابق واللاحق 157، الإكمال 4/ 183، الجمع بين رجال الصحيحين 1/ 154، الأنساب 4/ 37، تهذيب تاريخ دمشق 5/ 377، التبيين في أنساب القرشيين 101، الكامل في التاريخ 4/ 497، تهذيب الأسماء واللغات 1/ 169، تهذيب الكمال 9/ 335، الزيادات للهروي 77، وفيات الأعيان 3/ 9، سير أعلام النبلاء 4/ 166، تذكرة الحفاظ 1/ 57، دول الإسلام 1/ 59، الكاشف 1/ 250، المعين في طبقات المحدثين 33، تجريد أسماء الصحابة 1/ 189، العبر 1/ 95، مرآة الجنان 1/ 166، الوافي بالوفيات 14/ 190، جامع التحصيل 213، غاية النهاية 1/ 294، تهذيب التهذيب 3/ 321، تقريب التهذيب 1/ 259، عهد الخلفاء الراشدين 9، خلاصة تذهيب التهذيب 130 طبقات الحفاظ للسيوطي 19، شذرات الذهب 1/ 91، الكنى والأسماء 2/ 110، المشتبه 10/ 337، رجال صحيح البخاري 1/ 274، رجال صحيح مسلم 1/ 228، صفة الصفوة 3/ 31، تاريخ الإسلام 3/ 66.

(2/522)


وقال أيضا- عن زرّ: خرجت من الكوفة في وفد ما لي همّ إلا لقاء أصحاب محمّد فلقيت عبد الرحمن بن عوف وأبيّا. فجالستهما.
وقال أيضا: كان أبو وائل عثمانيا وزرّ علويّا، وكان مصلّاهما في مسجد واحد، وكان أبو وائل معظما لزرّ وعنه قال: كان زرّ أكبر من أبي وائل.
وقال ابن عيينة، عن إسماعيل بن أبي خالد: قلت لزرّ: كم أتى عليك؟ قال: عشرون ومائة سنة.
وروى ابن أبي شيبة، عن محمد بن عبيد، عن إسماعيل مثله.
ومات سنة ثلاث وثمانين أو قبلها بقليل.
وروى الطّبرانيّ، من طريق أبي بكر بن عيّاش، عن عاصم بن زرّ: خطبنا عمر بالشام ... فذكر الحديث.
وقال البرديجي في الأسماء المفردة في التّابعين: زرّ بن حبيش كان جاهليّا- يعني أدرك الجاهلية، وكذا قال أبو أحمد الحاكم في الكنى.

2979- زرعة بن سيف «1»
: بن ذي يزن الحميري.
من مشاهير الملوك، كتب إليه النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم.
وقال ابن إسحاق في «المغازي» : وقدم على النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم كتاب ملوك اليمن وملوك حمير مقدمة من تبوك ورسولهم إليه بإسلامهم، وبعث إليه زرعة بن سيف بن ذي يزن بإسلامهم، فكتب إليه من محمّد رسول اللَّه إلى الحارث بن عبد كلال، وإلى النعمان، وإلى زرعة ... فذكر القصّة مطوّلة.
وروى ابن مندة، من طريق محمد بن عبد العزيز بن عفير، سمعت أبويّ يحدثان عن أبيهما عن جدّهما عفير عن أبيه زرعة بن سيف، قال: كتب إلى النّبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم ... فذكره مطوّلا.
قال ابن مندة: لا أعرفه موصولا إلا من هذا الوجه.
قلت: وله ذكر في ترجمة الحارث بن عبد كلال وكلام ابن الكلبيّ يدلّ على أن زرعة هذا نسب إلى جدّه الأعلى، وأنّ بينه وبين سيف خمسة آباء، فإنه في ذرية ذي يزن النعمان بن قيس بن عفير بن سيف بن ذي يزن.
__________
(1) أسد الغابة ت [1745] ، الاستيعاب ت [818] .

(2/523)


ومن ولده عفير بن زرعة بن عفير بن الحارث بن النّعمان، كان سيد حمير بالشام أيام عبد الملك بن مروان انتهى.
فزرعة المذكور في الحديث المذكور هو ابن عفير المذكور، وبينه وبين سيف عدة آباء

2980- زرعة بن غريب:
ذكره أبو عبيدة من مناقب الفرس أنّ الأسود العنسيّ لما قتل بعث الفرس برأسه مع نفر منها. منهم عبد اللَّه بن الدئليّ «1» ، وزرعة بن غريب، وغيرهما، فأنذر النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم بقدومهم قبل موته، وأوصى بهم وبمن باليمن منهم خيرا.

2981- زرعة بن أبي عقبة الحميري:
ذكر وثيمة في «الردة» أنه قدم بكتاب من آل حمير إلى أبي بكر عند ما بلغهم موت النّبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم يذكرون فيه ثباتهم على دينهم.

2982 ز- زرعة السّيباني:
بالمهملة والموحّدة، يكنى أبا عمرو يأتي في الكنى.

2983 ز- زريب «2»
: بالتصغير ابن ثرملا. «3»
ذكره الطّبريّ في الصّحابة.
وروى الباوردي، من طريق عبد اللَّه بن معروف، عن أبي عبد الرحمن الأنصاريّ، عن محمد بن حسين بن علي أنّ سعد «4» بن أبي وقاص لما فتح حلوان «5» مرّ رجل من الأنصار يقال له جعونة بن نضلة بشعب، فحضرت الصّلاة، فتوضأ، ثم أذّن، فأجابه صوت، فنظر فلم ير شيئا، فأشرف عليه رجل من كهف شديد بياض الرأس واللّحية، فقال: من أنت؟
قال: أنا زريب بن ثرملا من حواري عيسى ابن مريم. وقد أردت الوصول إلى محمد رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، فحالت بيني وبينه فارس، فأنا أشهد أن لا إله إلا اللَّه وأن محمّدا رسول اللَّه فانطلق جعونة فأخبر سعدا، فكتب سعد إلى عمر، فكتب عمر: أطلب لرجل فابعث به إليّ. فتتبعوا الشّعاب والأودية فلم يروا له أثرا.
__________
(1) في أالديلميّ.
(2) في أ: ابن زملا.
(3) في أ: ابن زملا.
(4) في أ: حسين بن علي بن سعيد.
(5) حلوان: بالضم ثم السكون وحلوان في عدة مواضع: حلوان العراق وهي في آخر حدود السواد مما يلي الجبال من بغداد، حلوان مدينة عامرة ليس بأرض العراق بعد الكوفة والبصرة وواسط وبغداد وسرّ من رأى أكبر منها وهي بقرب الجبل وليس للعراق مدينة بقرب الجبل غيرها. انظر معجم البلدان 2/ 334.

(2/524)


ورواه عبد الرّحمن بن إبراهيم الرّاسبيّ أحد الضّعفاء، عن مالك، عن نافع، عن ابن عمر، كما تقدم في ترجمة جعونة بن نضلة من وجه آخر.
ورواه أبو نعيم في «الدّلائل» من طريق زيد بن أسلم، عن أبيه، لكن في إسناده النضر بن سلمة شاذان، وهو متروك، وزاد فيه أن عيسى ابن مريم دعا له بطول العمر، وأنه يعيش إلى أن ينزل عيسى وله طريق أخرى.

الزاي بعدها الفاء
2984- زفر بن [يزيد:
بن] «1» حذيفة الأسديّ، أسد خزيمة «2» .
كان من ساداتهم، وثبت على إسلامه حين ظهر، طليحة بن خويلد، وردّ على طليحة في خطبة طويلة وشعر يقول فيه:
لهفي على أسد أضلّ سبيلهم ... بعد النّبيّ طليحة الكذّاب
[الكامل] ذكره ابن الأثير.

الزاء بعدها الميم
2985 ز- زمّان بن عمار الفزاريّ:
كان ممن ارتدّ مع طليحة بن خويلد، وحارب المسلمين ثم تاب، وجاء إلى اليمامة فحذرهم عاقبة الردة، ودعاهم إلى الإسلام ذكره وثيمة.

2986 ز- زميل بن أبير:
ويقال وبير بن عبد مناف بن عقيل بن هلال بن مازن بن فزارة الفزاريّ. يقال له ابن أمّ دينار.
ذكره المرزبانيّ في «معجم الشّعراء» وقال: إنه هو الّذي قتل ابن دارة في خلافة عثمان وأنشد له:
يخبّرني أنّي به ذو قرابة ... وأنبأته أنّي به متلافي «3»
علوت بنصل السّيف مفرق رأسه ... وقلت التحفه دون كلّ لحاف
[الطويل]
__________
(1) ليس في أ.
(2) أسد الغابة ت [1754] .
(3) في ب متلاقي.

(2/525)


وقال أيضا:
أبلغ فزارة أنّي قد شريت لها ... مجد الحياة بسيفي مع ذوي الحلق
«1» [البسيط] قلت: واسم ابن أبي دارة سالم بن مسافع، ودارة أمه وسيأتي سبب قتل زميل له في ترجمة في القسم الثالث من السين.

الزاء بعدها الهاء
2987- زهرة بن حميضة:
تقدم في أزهر بن حميضة]
«2» .

2988 ز- زهير بن حرام الهذليّ:
من بني سهم بن معاوية.
مخضرم، هكذا ذكره المرزبانيّ مختصرا.

2989- زهير بن خيثمة بن أبي حمران الجعفي «3»
: جدّ المحدث الشهير أبي خيثمة زهير بن معاوية.
ذكر أبو أحمد العسكريّ أنه قدم المدينة مسلما في الليلة التي توفّي فيها النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم فنزل على أبي بكر الصدّيق.

2990- زهير بن قيس:
بن مشجعة الجعفي.
يأتي ذكره في ترجمة أخيه مرثد. وتقدم نسبه في ترجمة الأحيمر
«4» . 2991

ز- زهير بن المغفل «5» بن عوف «6»
: بن عمير بن كلب بن ذهل بن يسار بن والبة بن الدئل بن سعد مناة بن عامر.
له إدراك، وشهد القادسيّة في عهد عمر، فاستشهد بها. ذكره ابن الكلبيّ.

الزاء بعدها الياء
2992 ز- زياد بن الأشهب:
بن ورد بن عمرو بن ربيعة بن جعدة العامريّ الجعديّ.
له إدراك، وكان كبير القدر في قومه، وكان قد مشى في الصّلح بين عليّ ومعاوية.
وفي ذلك يقول النابغة الجعديّ:
__________
(1) في بن الخلق.
(2) هذه الترجمة سقط في أ.
(3) أسد الغابة ت [1768] .
(4) في أ: في ترجمة الأخثم.
(5) في أ: زهير بن العقل.
(6) في ت عون.

(2/526)


مقام زياد عند باب ابن هاشم ... يريد صلاحا بينكم ويقرّب
[الطويل] وفيه يقول زياد الأعجم:
إذا كنت مرتاد السّماحة والنّدى ... فسائل تخبّر عن زياد الأشاهب
[الطويل] قال ابن الكلبيّ: وكان زياد بن الأشهب من أشراف أهل الشّام. وكان عظيم المنزلة عند معاوية، وهو الّذي سأله ألّا يجعل لبشر على قيس «1» سبيلا لما أرسل بشرا إلى اليمن، وقد تقدم ذكر أخيه الحشرج بن الأشهب وابنه عبد اللَّه معا.

2993 ز- زياد بن جزء «2»
: بن مخارق الزّبيدي.
له إدراك، وجاهد في عهد عمر.
ذكر ابن إسحاق. عن القاسم بن قزمان، عن زياد بن جزء بن مخارق، قال: كنت في البعث الّذي بعثه عمر مع عمرو بن العاص بفلسطين.
قال ابن يونس: وليس هذا الحديث الّذي رواه ابن إسحاق عند أهل مصر. وذكره ابن حبّان في الثّقات.

2994 ز- زياد ابن أبيه «3»
: وهو ابن سمية الّذي صار يقال له ابن أبي سفيان.
ولد على فراش عبيد مولى ثقيف، فكان يقال له: زياد بن عبيد، ثم استلحقه معاوية، ثم لما انقضت الدولة الأمويّة صار يقال له زياد ابن أبيه، وزياد ابن سميّة، وكنيته أبو المغيرة.
وروى محمد بن عثمان بن أبي شيبة في تاريخه بإسناد صحيح، عن ابن سيرين، أنه كان يقال له زياد ابن أبيه.
__________
(1) في أ: على عيسى سبيلا.
(2) في أ: زياد بن حزن.
(3) أسد الغابة ت [1800] ، الاستيعاب ت 829، طبقات ابن سعد 7/ 99، طبقات خليفة ت 1516، المحبر 184، 303، 479، التاريخ الكبير 3/ 357، التاريخ الصغير 1/ 115 المعارف 246، تاريخ الطبري 5/ 76- 214- 288، مروج الذهب 3/ 192- 215- تاريخ ابن عساكر 6/ 242، الكامل 3/ 493، تهذيب الأسماء واللغات 1/ 198، العبر 1/ 58، تاريخ الإسلام 2/ 279، الوافي بالوفيات 15/ 10، مرآة الجنان 1/ 126، شذرات الذهب 1/ 59، خزانة الأدب 2/ 517، تهذيب ابن عساكر 5/ 49.

(2/527)


ذكره أبو عمر في الصّحابة، ولم يذكر ما يدل على صحبته. وفي ترجمته أنه وفد على عمر من عند أبي موسى، وكان كاتبه، ومقتضى ذلك أن يكون له إدراك.
وجزم ابن عساكر بأنه أدرك النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم ولم يره، وأنه أسلم في عهد أبي بكر، وسمع من عمر.
وقال العجليّ: تابعي، ولم يكن يتهم بالكذب.
وفي تاريخ البخاريّ الأوسط، عن يونس بن حبيب، قال: بزعم آل زياد أنه دخل على عمر وله سبع عشرة سنة قال وأخبرني زياد بن عثمان أنه كان له في الهجرة عشر سنين، وكانت أمه مولاة صفيّة بنت عبيد بن أسد بن علاج الثقفيّ، وكانت من البغايا بالطّائف.
وقال أبو عمر: كان من الدهاة الخطباء الفصحاء، واشترى أباه بألف درهم فأعتقه، واستكتبه أبو موسى، واستعمله على شيء من البصرة، فأقره عمر، ثم صار مع علي، فاستعمله على فارس، وكان استلحاق معاوية له في سنة أربع وأربعين، وشهد بذلك زياد بن أسماء الحرمازي، ومالك بن ربيعة السلوليّ، والمنذر بن الزبير فيما ذكر المدائني بأسانيده وزاد في الشهود جورية بنت أبي سفيان والمستورد بن قدامة الباهليّ، وابن أبي نصر الثقفيّ، وزيد بن نفيل الأزديّ، وشعبة بن العلقم المازنيّ، ورجل من بني عمرو بن شيبان، ورجل من بني المصطلق، وشهدوا كلهم على أبي سفيان أنّ زيادا ابنه، إلا المنذر فيشهد أنه سمع عليا يقول: أشهد أنّ أبا سفيان قال ذلك، فخطب معاوية فاستلحقه، فتكلّم زياد فقال: إن كان ما شهد الشّهود به حقا فالحمد للَّه، وإن يكن باطلا فقد جعلتهم بيني وبين اللَّه.
وروى أحمد بإسناد صحيح، عن أبي عثمان لما ادعى زياد لقيت أبا بكرة فقلت: ما هذا؟ إني سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم يقول: «من ادّعى أبا في الإسلام غير أبيه فالجنّة عليه حرام»
«1» فقال أبو بكرة: وأنا سمعته. وأصله في الصّحيح.
وكان يضرب به المثل في حسن السياسة، ووفور العقل، وحسن الضبط لما يتولّاه.
مات سنة ثلاث وخمسين، وهو أمير المصرين: الكوفة والبصرة، ولم يجمعا قبله لغيره، وأقام في ذلك خمس سنين.

2995- زياد بن حدير «2»
: بالتّصغير، الأسدي، نزيل الكوفة. له إدراك، وكان كاتبا لعمر على العشور.
__________
(1) أخرجه مسلم في الإيمان (114) وفي البيهقي 7/ 403.
(2) طبقات ابن سعد 6/ 130، طبقات خليفة 155، التاريخ لابن معين 2/ 177، العلل لأحمد 1/ 230 و 281، التاريخ الكبير 3/ 348، المعرفة والتاريخ 2/ 642. تاريخ واسط 42، و 252، الزهد لابن المبارك 70، الكنى والأسماء 2/ 66، الجرح والتعديل 3/ 529، الثقات لابن حبان 4/ 251، تهذيب الكمال 9/ 449: 451، الكاشف 1/ 258، تهذيب التهذيب 3/ 361، تقريب التهذيب 1/ 266، خلاصة تذهيب التهذيب 124، تاريخ الإسلام 2/ 404.

(2/528)


وروى عبد اللَّه بن أحمد في الزهد من طريق أبي حصين عنه، قال: استعملني عمر على العشور، وقال لي: أعشرهم في السّنة مرة.
ومن طريق عاصم: قدمت على عمر فسلّمت عليه فلم يردّ عليّ، فسألت ابنه عاصما، فقال: رأى عليك شيئا.
قلت: ولزياد رواية عن بعض الصّحابة في سنن أبي داود وله قصّة مع ابن مسعود في البخاريّ.
وروى عنه الشّعبيّ، وحبيب بن أبي ثابت، وآخرون.

2996- زياد بن عبد اللَّه الغطفانيّ:
له إدراك، وكان ممن فارق عيينة بن حصن لما بايع طليحة في الردة، ولحق بخالد بن الوليد. ذكره وثيمة، وأنشد له شعرا يقول فيه:
أبلغ عيينة إن عرضت لداره ... قولا يشير به الشّفيق النّاصح
أعلمت أنّ طليحة بن خويلد ... كلب بأكناف البزاخة نابح
كيف البقاء إذا أتاكم خالد ... ومهاجرون مسوّمون سرائج
[الكامل]

2997- زياد بن عياض الأشعريّ:
ختن أبي موسى.
له إدراك، قال يونس بن أبي إسحاق، عن الشّعبي، عن زياد بن عيّاض: صلّى عمر فلم يقرأ، فأعاد. أخرجه البخاريّ في تاريخه.
وأخرج ابن سعد، من طريق الشّعبي، عن زياد بن عيّاض، قال: صلّى عمر بنا العشاء بالجابية فلم يقرأ ... فذكر الحديث.
وذكره ابن سعد في الطبقة الأولى من التّابعين.
وروى ابن مندة، من طريق مغيرة، عن الشّعبي، عن زياد بن عياض، قال: كلّ شيء رأيت النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم يفعله رأيتكم تفعلون غيره: إنكم لا تغتسلون في العيد

(2/529)


وهذا وهم فيه شريك على مغيرة، إنما المحفوظ في هذا عن الشّعبيّ عن عياض الأشعريّ.
وقد رواه عن شريك على الصّواب.
وأخرجه البغويّ وغيره في ترجمة عياض، من طريق شريك.

2998- زياد بن فائد اللّخميّ:
من بني سعد بن زرّ بن غنم.
له إدراك، وشهد فتح مصر، وكان مسنّا، وعاش إلى أن رثى الأكدر بن حمام لما قتل في جمادى الآخرة سنة خمس وستين، ومروان يومئذ بمصر، ذكره أبو الكنديّ.

2999- زياد بن النّضر:
أبو الأوبر الحارثيّ.
له إدراك ورواية عن أبي هريرة.
وعنه الشّعبيّ، وعبد الملك بن عمير، وغيرهما.
وذكر الهيثم بن عديّ أنّ زياد النّضر يكنى أبا عائشة.
قال الأصمعيّ، عن أبي عوانة، عن عبد الملك: حدّثني الشّعبي أنّ زياد بن النضر الحارثي حدّثه، قال: كنا على غدير ماء في الجاهلية، ومعنا رجل من الحيّ يقال له عمرو بن مالك له بنت على ظهرها ذؤابة، فقال لها أبوها: خذي هذه الصفحة فأتيني بشيء من ماء هذا الغدير، فانطلقت فاختطفها جنيّ، فنادى أبوها في الحيّ، فخرجوا إلى كل شعب ونقب، فلم يجدوا لها أثرا، ومضت على ذلك السّنون حتى كان زمن عمر، فإذا هي قد جاءت متغيرة الحال فقال لها أبوها: أين كنت؟ فقالت: اختطفي جنّي، فكنت فيهم حتى الآن، فغزا هو وأهله قوما فنذر إن هم ظفروا أن يعتقني، فظفروا، فحملني فأصبحت فيكم، فذكر قصّة طويلة جدا فيها أن الجنيّ قال لهم: إني رعيتها في الجاهلية بحسبي، وصنتها في الإسلام بديني، وو الله إن نلت منها محرّما قط.
وفيها أنه وصف لهم في دواء الحنّى الرّبع ذباب الماء الطّوال القوائم. يؤخذ منه واحدة فتجعل في سبعة ألوان صوف: أحمر، وأصفر، وأخضر، وأسود، وأبيض، وأزرق، وأكحل، ثم يفتل بأطراف الأصابع، ثم يعقد على عضد المريض الأيسر، وأنهم جرّبوا ذلك فصحّ أخرجه ابن عساكر.
والّذي أظنّه أن أبا الأوبر الّذي روى عن أبي هريرة آخر غير صاحب هذه القصّة، وإن كان كلّ منهما يسمى زيادا، فإنّي لم أجد لأبي الأوبر رواية عن غير أبي هريرة: ومما يدل على قدم عصر زياد بن النضر أنّ سيف بن عمر ذكره فيمن خرج من أهل الكوفة إلى عثمان.

(2/530)


3000- زياد بن هوذة:
بن شماس بن لاي التميمي ثم القريعي، أخو علقمة بن هوذة.
تزوج ابنته يحيى بن أبي حفصة مولى مروان بن الحكم، فوقعت له منازعة من أهلها من جهة مولى، فترافعوا إلى عبد الملك بن مروان، فقال: لو تزوج بنت قيس بن عاصم ما نزعتها منه.
وسيأتي ذكر أخيه علقمة بن هوذة في موضعه.

3001- زياد مولى آل دراج:
له إدراك. ذكر ابن أبي حاتم عن أبيه أنه روى عن أبي بكر الصّديق، وعنه خالد بن معدان، وذكره أبو زرعة الدمشقيّ في الطّبقة الأولى التي تلي الصّحابة. وأنه حفظ عن أبي بكر. وذكر ابن سميع أنه من موالي بني مخزوم، وقيل مولى بني جمح.

3002- زيادة بن جهور اللخميّ «1»
: عداده في أهل فلسطين روى الطّبراني في الصّغير، وابن مندة، من طريق خالد بن موسى بن نائل بن خالد بن زيادة عن أبيه، عن جدّه، عن زيادة بن جمهور، قال: ورد عليّ كتاب النّبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم. فذكره.
ورواه الوليد بن عمير بن سفيان بن نائل عن آبائه بهذا الإسناد.

3003- زيد بن حيلة:
بمهملة وتحتانية، وقال بجيم وموحدة. ويقال زيد بن رواس التميميّ ثم البويّ- بفتح الموحدة وتشديد الواو.
كان أحد رؤساء وفد تميم إلى عمر.
ذكره الرّشاطيّ، وذكره ابن عساكر فيمن وفد على معاوية، وذكره بين زيد بن ثابت وزيد بن حارثة، فدلّ على أنه عنده بالجيم وساق نسبه، فقال: زيد بن جبلة بن مرداس بن بو بن عبد قيس بن مسلمة بن عامر «2» بن عبيد السعديّ البصريّ، أحد الفصحاء.
ثم ساق من طريق يعقوب بن شيبة، قال: وبلغني أنّ عبد اللَّه بن عامر كان أول من اتخذ صاحب شرطة، فولّاها زيد بن حيلة.
وكان زيد شريفا في الإسلام، كان الأحنف يقول: طالما خرقنا النّعال إلى زيد بن حبلة، فنتعلّم منه المروءة- يعني في الجاهليّة.
__________
(1) أسد الغابة ت [1792] ، تبصير المنتبه 4/ 1401، الأعلمي 19/ 56، الإكمال 4/ 195.
(2) في ت عالم.

(2/531)


قال: ولما بعث عثمان بالمصاحف إلى الأمصار بعث إلى أهل البصرة واحدا وأعطى زيد بن حيلة آخر، فهم يتوارثونه إلى اليوم. كذا قال يعقوب بن شيبة.
وله قصّة مع معاوية يقول فيها: وإن خلفنا لجيادا جيادا، وأدرعا شدادا، وألسنا شدادا.
وذكر الجاحظ في البيان أنه وفد هو والأحنف، وهلال بن وكيع على عمر، فقال كلّ منهم كلاما يحضّ عمر على إرفاده إلا الأحنف فإنه حضه على الإحسان إلى جميع أهل المصر. قال الجاحظ: يرويه بشار بن عبد الحميد عن أبي ريحانة.
وحكى أبو الفرج الأصبهانيّ عن العلاء بن الفضل، قال: مر عمرو بن الأهتم على الأحنف بن قيس، وزيد بن حيلة، وحارثة بن بدر، فسلم فردّوا عليه، فوقف متفكرا فقالوا:
مالك؟ قال: ما في الأرض أنجب من آبائكم، كيف جاءوا بأمثالكم من أمثال أمهاتكم، فضحكوا من ذلك.
وذكر ابن عساكر أنه وفد على معاوية فجرى بينهما كلام طويل فيه ما يدل على أنه كان مع علي بصفّين.

3004- زيد بن صوحان:
بن حجر بن الحارث بن الهجرس بن صبرة بن حدرجان العبديّ أبو سليمان، ويقال أبو عائشة، أخو صعصعة وسيحان.
قال ابن الكلبيّ في تسمية من شهد الجمل مع عليّ: وزيد بن صوحان أدرك النّبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم وصحبه.
وتعقبه أبو عمر، فقال: لا أعلم له صحبة، وإنما أدرك، وكان فاضلا ديّنا سيّدا في قومه. انتهى.
وقد حكى الرّشاطيّ عن أبي عبيدة معمر بن المثنى أن له وفادة ويأتي في ترجمة زيد العبديّ ما يؤيد ذلك.
وروى أبو يعلى، وابن مندة، من طريق حسين بن رماحس، عن عبد الرّحمن بن مسعود العبديّ، قال: سمعت عليّا يقول: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: «من سرّه أنّ ينظر إلى من يسبقه بعض أعضائه إلى الجنّة فلينظر إلى زيد بن صوحان»
«1» .
وروى ابن مندة، من طريق الجريريّ، عن عبد اللَّه بن بريدة، عن أبيه، قال: ساق
__________
(1) أخرجه ابن عساكر في التاريخ 6/ 13.

(2/532)


رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم بأصحابه فجعل يقول: «جندب، وما جندب؟ والأقطع الحبر زيد» ، فسئل عن ذلك، فقال: «أمّا جندب فيضرب ضربة يكون فيها أمّة وحدة، وأمّا زيد فرجل من أمّتي تدخل الجنّة يده قبل بدنه» .
فلما ولي الوليد بن عقبة الكوفة في زمن عثمان فذكر قصّة جندب في قتله السّاحر، وأما زيد بن صوحان فقطعت يده يوم القادسيّة وقتل يوم الجمل، فقال: أدفنوني في ثيابي، فإنّي مخاصم.
وروى البخاريّ، ويعقوب بن سفيان في تاريخهما، من طريق العيزار بن حريث، عن زيد بن صوحان، قال: لا تغسلوا عنا دماءنا فإنّي رجل محاجّ.
وقال يعقوب بن سفيان: كان زيد بن صوحان من الأمراء يوم الجمل، كان علي عبد القيس.
وذكر البلاذريّ أنّ عثمان كان سيّره فيمن سيّره من أهل الكوفة إلى الشّام، فجرى بينه وبين معاوية كلام، فقال له زيد بن صوحان: إن كنا ظالمين فنحن نتوب، وإن كنا مظلومين فنحن نسأل اللَّه العافية، فقال له معاوية: يا زيد، إنك امرؤ صدق، وأذن له بالرجوع إلى الكوفة، وكتب إلى سعيد بن العاص يوصيه به لما رأى من فضله وهديه وقصده، وأمر بإحسان جواره، وكفّ الأذى عنه.
وروى حنبل في «فوائده» ، من طريق عمارة الدّهني، قال: وطّأ عمر لزيد بن صوحان راحلته، وقال: هكذا فاصنعوا بزيد.
وروى يعقوب بن شيبة، من طريق غيلان بن جرير، قال: كان زيد بن صوحان يحبّ سلمان، فمن شدّة حبّه له اكتنى أبا سلمان. وكان يكنّى أبا عبد اللَّه، ويقال أبا عائشة.
وروى ابن مندة، من طريق إسماعيل بن عليّة، عن أيّوب، عن ابن سيرين، قال:
أخبرت أنّ عائشة أخبرت بقتل زيد بن صوحان، فقالت له خيرا.
وروى البيهقيّ، من طريق خالد بن الواشمة، قال: قالت لي عائشة: ما فعل طلحة والزّبير؟ قلت: قتلا قالت: إنا للَّه، يرحمهما اللَّه، ما فعل زيد بن صوحان؟ قلت: قتل، قالت: يرحمه اللَّه.

3005- زيد بن عمرو بن قيس:
بن عتاب بن هرمي بن رياح بن يربوع التميمي اليربوعي.
ذكره المرزبانيّ، وقال: إنه مخضرم، وأنشد له أبياتا يرثي بها رجلين من بني تميم،

(2/533)


قتلهما بنو تيم اللَّه بن ثعلبة في مقتل عثمان يقول فيها:
لتبك النّساء المرضعات بسحرة «1» ... وكيعا ومسعودا قتيل الحناتم
كلا أخوينا كان فرعي دعامة ... ولا يلبث البيت انقضاض الدّعائم
[الطويل]

3006- زيد بن كعب:
تقدم ذكره في ترجمة أخيه أرطاة بن كعب.

3007- زيد بن مالك بن ثعلبة:
[بن قرة] «2» بن خنبس بن عمرو بن ثعلبة بن عبد اللَّه بن ذيبان «3» بن الحارث بن سعد هذيم.
له إدراك، وولده زيادة هو قتيل هدبة بن الخشرم، وافتدى به هدبة في خلافة معاوية.
وقصّة هدبة مشهورة مذكورة في كامل المبرد وغيره.

3008- زيد بن وهب الجهنيّ:
أبو سليمان، نزيل الكوفة.
كان في عهد النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم مسلما ولم يره.
وروى أبو نعيم من طريق الخريبي، عن يحيى بن مسلم. عن زيد بن وهب، قال:
خرجت وأنا أريد رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم فبلغتني وفاته في الطّريق.
وأخرجه البخاريّ من هذا الوجه في التّاريخ، وأغرب ابن حزم في المحلّى، فذكر صفة الصّلاة من المحلّى بعد أن ذكر رواية منصور، عن زيد بن وهب، قال: دخلت أنا وابن مسعود المسجد ... فذكر قصّة.
قال ابن حزم: زيد بن وهب صاحب من الصّحابة، فإن خالفه ابن مسعود لم يبق في واحد منهما حجّة.
قلت: ولزيد رواية عن عمر، وعلي، وأبي ذر، وحذيفة، وابن مسعود، وأبي الدّرداء وغيرهم.
وروى عنه الأعمش، ومنصور، والحكم بن عيينة، وسلمة بن كهيل، وطلحة بن مصرّف وآخرون.
واتفقوا على توثيقه إلا أن يعقوب بن سفيان أشار إلى أنه كبر وتغير ضبطه ومات سنة ست وتسعين.
__________
(1) في ب بمرة.
(2) ليس في أ.
(3) في أ، ب: عبد اللَّه بن دينار.

(2/534)


القسم الرابع من حرف الزاي
لزاي بعدها الباء
3009 ز- الزّبير بن عبد الرحمن:
بن الزّبير القرظيّ.
ذكره البغويّ في الصحابة، وقال: إنه رآه في كتاب البخاريّ، وقال: إنه سكن المدينة، وروى عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم حديثا. قال البغويّ: لم يذكر الحديث.
قلت: هو في «الموطأ» في قصة رفاعة وزوجته، لكنه مرسل، فقد وصله ابن وهب وأبو علي الحنفيّ عن مالك، فقال فيه: عن الزّبير بن عبد الرّحمن، عن أبيه، أخرجه ابن خزيمة من طريق ابن وهب، وقد ذكره البخاريّ في التّابعين، وكذا ابن حبّان وابن أبي حاتم.
تنبيه: الزبير جدّ هذا بفتح الزاء، وأما هذا فبضمها- على الجادّة- وقيل كجدّه.

الزاي بعدها الراء
3010- زرارة بن كريم «1»
: بن الحارث بن عمرو بن الحارث السهميّ.
أورده أبو نعيم، وقال: ذكره المتأخرون، ولم يخرج له شيئا.
وقد تقدّم في الحارث بن عمرو، كذا قال.
وتعقبه ابن الأثير بأن ابن مندة لم يفرده، وإنما ذكر روايته عن أبيه عن جدّه.
قلت: ولم يتقدم لهم في ترجمة الحارث بن عمرو ما يدل على أن لزرارة صحبة ولا رؤية، نعم ذكره ابن حبّان في ثقات التّابعين، وقال: من زعم أن له صحبة فقد وهم.

[3011 ز- زرارة والد أسعد:
في ترجمة عبد اللَّه بن أسعد بن زرارة] «2» .

الزاي بعدها العين
3012- زعبل «3»
: بعين مهملة ثم موحدة، وزان جعفر.
تابعيّ مجهول أرسل شيئا
فذكره أبو موسى متعلقا بما أورده الخطيب في تكملة المؤتلف بسند لا بأس به إلى أبي قدامة الحارث بن عبيد عن زعبل، قال: قال رسول اللَّه
__________
(1) أسد الغابة ت [1743] .
(2) ليس في أ.
(3) تجريد أسماء الصحابة 1/ 190، أسد الغابة ت [1751] .

(2/535)


صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: «تهادوا وتزاوروا ... » الحديث.
قلت: وأبو قدامة لم يلق أحدا من الصّحابة، ولا من كبار التّابعين.

الزاي بعدها الكاف
3013- زكريا بن علقمة الخزاعي»
: صحّفه بعض الرواة. فذكره ابن شاهين في الصّحابة هنا وإنما هو كرز بن علقمة.
أخرجه أحمد وغيره من طريق الزهري، عن عروة عنه.

الزاي بعدها الهاء
3014- زهير بن الأقمر «2»
: تابعيّ معروف، أرسل شيئا، فذكره ابن شاهين بسبب ذلك وقد أخرج النّسائيّ في التفسير الحديث المذكور من طريق زهير بن الأقمر، عن عبد اللَّه بن عمرو بن العاص على الصّواب.

3015- زهير بن أبي جبل «3»
: ذكره البغويّ وجماعة في الصّحابة، وهو تابعيّ.
قال ابن أبي حاتم في المراسيل حديثه مرسل. مع أنه ذكره في الجرح والتعديل بين صحابيين، فاقتضى ذلك أنه صحابيّ.
وقال أبو عمر: زهير بن أبي جبل الأزديّ هو زهير بن عبد اللَّه بن أبي جبل، روى عنه أبو عمران الجوني «4» حديث: من بات فوق إجّار.
وقال أبو نعيم نحوه، وزاد: وقيل محمد بن زهير، ثم أسند الحديث من طريق غندر، عن شعبة، عن أبي عمران، عن محمد بن زهير بن أبي جبل، عن النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم.
ومن طريق حماد بن زيد، عن أبي عمران، عن زهير بن عبد اللَّه ... فذكره.
__________
(1) تجريد أسماء الصحابة 1/ 191، العقد الثمين 4/ 443، أسد الغابة ت [1757] .
(2) أسد الغابة ت [1761] .
(3) تجريد أسماء الصحابة 1/ 191، الوافي بالوفيات 14/ 227.
(4) أسد الحربي.

(2/536)


ومن طريق هشام الدستوائي، عن أبي عمران، قال: كنا بفارس وعلينا رجل يقال له زهير بن عبد اللَّه. فذكر الحديث.
وأخرجه ابن شاهين، من طريق حماد بن سلمة، عن أبي عمران، عن زهير بن عبد اللَّه أيضا.
وقال البخاريّ في تاريخه زهير بن عبد اللَّه: حدّثنا موسى، حدّثنا الحارث بن عبيد، حدّثنا أبو عمران، عن زهير، عن رجل من أصحاب النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم ...
فذكر الحديث «من بات فوق إجار» .
وأخرجه في الأدب المفرد كذلك.
قال ابن حبّان: زهير بن عبد اللَّه روى عن رجل من الصّحابة، وعنه أبو عمران. وسمع من أنس.
قلت: وأبو عمران من صغار التّابعين وقول شعبة: محمد بن زهير- شاذّ لاتفاق الحمادين وهشام على أنه زهير بن عبد اللَّه، واللَّه أعلم.
[ثم وجدته من طريق ابن المبارك عن شعبة، فقال: عن زهير بن أبي حبّان ليس فيه محمد، أخرجه الخطيب في المؤتلف]
«1» . 3016

- زهير بن رهم «2» القضاعي المهريّ:
له وفادة. قاله أبو عمر عن الطبريّ.
قلت: وقد صحّفه أبو عمر، فالصّواب ذهبن، كما تقدم في الذّال المعجمة.

3017- زهير الأنماريّ «3»
: شاميّ.
روى عن النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم في الدّعاء، هكذا أخرجه أبو عمر فوهم تبعا لغيره والصّواب أبو زهير، وهو معروف في ذوي الكنى، وقد سبق إلى الوهم فيه أبو سعيد بن الأعرابي راوي السّنن عن أبي داود، ونبّه على وهمه فيه غير واحد، ثم إنه نميري لا أنماريّ واللَّه أعلم.
__________
(1) ليس في أ.
(2) في أ: زهير بن قرضم.
(3) أسد الغابة ت [1764] ، تجريد أسماء الصحابة 1/ 191.

(2/537)


الزاي بعدها الياء
3018- زياد أبو الأغرّ النهشلي «1»
: ذكره الطّبرانيّ، والباورديّ، وابن شاهين، وابن مندة، ومن تبعهم في الصّحابة وفيه نظر، فإنّهم أخرجوا كلهم من طريق إسحاق الصوّاف، عن أبي الهيثم القصاب عن عتبان بن الأغر بن زياد النهشلي، حدثني أبي عن أبيه- أنه قدم بعير له إلى المدينة، فمسح النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم رأسه وقال: «أحسنوا بيعة الأعرابيّ»
«2» هكذا قال إسحاق الصّواف.
والصّواب ما قال الصّلت بن محمد، عن حسان بن الأغرّ بن حصين. حدّثني عمي زياد بن الحصين، عن أبيه، أخرجه كذلك النسائيّ والطّبرانيّ.
وسبب الوهم أنها كانت عتبان بن الأغر أبو زياد فصارت ابن زياد. ومثل ذلك يقع كثيرا. والقصة لحصين لا لزياد. وقد تقدمت في ترجمته على الصّواب.
وقد ذكر ابن الأثير زياد النهشلي بترجمتين، وتبعه الذّهبيّ، فقال في الأولى: زياد أبو الأغر النهشلي له حديث، روى عنه أولاده. وقال في الثانية: زياد النهشليّ، روى عنه ابنه الأغر إن صحّ، فأوهم أنهما اثنان، أحدهما صحيح، والآخر فيه نظر، فانظر وتعجّب.

3019- زياد بن جارية «3»
: بالجيم- التميمي.
تابعي،
أرسل حديثا، فذكره بسببه ابن أبي عاصم في الصّحابة، وتبعه أبو نعيم، وأبو موسى، وهو حديث: «من سأل وله ما يعنيه ... » الحديث.
وله عند أبي داود حديث من روايته عن حبيب بن مسلمة في النفل، وهو من رواية مكحول عنه ووقع عند ابن ماجة زيد بن جارية وقال ابن حبّان في ثقات التابعين: من قال فيه يزيد بن جارية فقد وهم.
وأخرج حديثه ابن أبي عاصم، من طريق يونس بن ميسرة، قال: كنت جالسا عند أم الدّرداء، فدخل زياد بن جارية، فقالت له أم الدّرداء: حديثك عن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم في المسألة فحدّث به.
وقال الهيثم بن عمران العنسيّ دخل زياد بن جارية مسجد دمشق، وقد تأخرت
__________
(1) تجريد أسماء الصحابة 1/ 196، أسد الغابة ت [1813] .
(2) أخرجه الطبراني في الكبير 4/ 35 و 5/ 307.
(3) أسد الغابة ت [1790] ، تجريد أسماء الصحابة 1/ 194- خلاصة تذهيب 1/ 342.

(2/538)


صلاتهم الجمعة إلى العصر فقال: واللَّه ما بعت اللَّه نبيا بعد محمد يأمركم بتأخير هذه الصّلاة. قال: فأخذ فأدخل الخضراء فقطع رأسه، وذلك في زمن الوليد بن عبد الملك.

3020- زياد بن جهور:
استدركه ابن الأثير، وعزاء لابن ماكولا وللعسكريّ.
والصّواب زيادة- بزيادها- وقد تقدم في القسم الّذي قبله.

3021 ز- زياد بن سعد بن ضميرة «1»
: تابعيّ معروف، ذكره ابن قانع وسقط من روايته شيخه، وذلك أنه أخرج من طريق محمد بن جعفر، عن زياد بن سعد حديثا، وهو عند أبي داود من هذا الوجه فقال فيه: عن زياد بن سعد، عن أبيه، وجده فذكره.

3022 ز- زياد بن أبي هند «2»
: استدركه أبو موسى، وعزاه لأبي بكر بن أبي علي، ووهم في موضعين: أحدهما في جعله صحابيّا، وإنما الصحبة لأبيه، والرواية عنه جاءت من طريق سعيد بن زياد بن قائد بن زياد بن أبي هند الدّاري، عن أبيه، عن جدّه. ثانيهما في جعله مع من اسمه زياد. وإنما هو زيّاد- بفتح الزاي وتشديد الموحّدة. كذلك ضبطه ابن ماكولا.

3023- زياد السّهميّ:
روى عن النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم أنه نهى أن تسترضع الحمقاء.
وروى عنه ضمام بن إسماعيل. وأورده أبو داود في المراسيل.

3024 ز- زياد، مولى معيقيب:
روى عن النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم. روى عنه سعيد بن أبي أيّوب.
قال البخاريّ: حديثه مرسل.

3025- زيد بن أرطاة العامريّ «3»
: من بني عامر بن لؤيّ.
ذكره ابن قانع في الصّحابة. وأخرج من طريق معاوية بن صالح عن العلاء بن الحارث، عن جبير بن نفير، عن زيد بن أرطاة، قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله
__________
(1) أسد الغابة ت [1798] .
(2) أسد الغابة ت [1815] .
(3) أسد الغابة ت [1818] .

(2/539)


وسلّم: «إنّكم لن تتقرّبوا إلى اللَّه تعالى بأفضل ممّا خرج منه» - يعني القرآن. انتهى.
وهذا الحديث معروف من رواية معاوية بن صالح، عن العلاء، عن زيد بن أرطاة عن جبير بن الحارث، عن جبير بن نفير، عن زيد بن أرطاة، عن النّبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم مرسلا، فكأنه انقلب على ابن قانع.
وقد ذكر البخاريّ أن العلاء يروي عن زيد بن أرطاة، وأن زيدا يروي عن جبير بن نفير، وذكر أن زيدا أرسل عن أبي الدّرداء وأبي أمامة.

3026- زيد بن إسحاق الأنصاريّ «1»
: روى أبو موسى من طريق عمرو بن خالد، عن ابن لهيعة، عن زيد بن إسحاق، قال:
أدركني نبي اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم على باب المسجد ... فذكر الحديث في فضل لا حول ولا قوة إلا باللَّه. ثم قال أبو موسى يستحيل لابن لهيعة إدراك الصّحابي، فلعله سقط بينهما رجل أو سقط الصّحابي.
قلت: سقطا جميعا، فإن البخاريّ قال في تاريخه: زيد بن إسحاق روى عنه يزيد بن أبي حبيب، وعبد اللَّه بن أبي جعفر مرسل وقال ابن حبّان: أرسل عن عمر، وروى عن أنس: وقال ابن يونس: زيد بن إسحاق بن جارية الأنصاريّ مدنيّ قدم مصر، روى عنه عبيد اللَّه بن أبي جعفر.

3027- زيد بن ثعلبة:
بن غنم بن مالك بن النجار، جدّ عال ليحيى بن سعيد الأنصاريّ.
وقع في أصل سماعنا من سنن أبي داود ما يقتضي أنّه صحابي، فقال في باب من فاتته ركعتا الفجر بعد حديث محمد بن إبراهيم التميمي، عن قيس بن عمرو، قال: رأى النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم رجلا يصلّي بعد الصبح ركعتين ... الحديث.
وروى عبد ربّه، ويحيى، ابنا سعيد هذا الحديث: أن جدّهما زيدا صلّى مع النّبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم. انتهى.
فاعتزّ بذلك شيخنا البلقيني، فألحق زيد بن ثعلبة في حاشية التجريد في الصّحابة، وعزاه لأبي داود وزيد بن ثعلبة مات قبل الإسلام بدهر طويل، وهو الجدّ الرابع لقيس بن عمرو جد يحيى بن سعيد، وكنت أظن أن الرواة اختلفوا في اسم جد يحيى بن سعيد هل
__________
(1) أسد الغابة ت [1820] ، تجريد أسماء الصحابة 1/ 197، الاستبصار 270، التاريخ الكبير 3/ 388.

(2/540)


هو قيس بن عمرو، أو زيد بن عمرو كما قالوا فيه قيس بن فهد؟ ثم راجعت النسخ القديمة من سنن أبي داود، فوجدت فيها بدل قوله زيدا مرسلا، فهذا هو المعتمد، والأول تصحيف. واللَّه أعلم.

3028- زيد بن أبي حزامة «1»
: أورده أبو موسى فوهم، والصّحبة لأبيه كما سيأتي في الكنى واضحا.

3029- زيد بن ربيعة الأسديّ «2»
: صحّفه ابن لهيعة فيما ذكره الطّبرانيّ، وإنما هو زيد بن زمعة كما تقدم. وقيل يزيد.
قال الطّبرانيّ: لا يعرف في بني أسد بن عبد العزّى أحد اسمه ربيعة، وإنما هو زمعة والد أم المؤمنين سودة.

3030- زيد بن سلمة «3»
: قال ابن مندة: ذكره بعضهم في الصّحابة، وإنما هو يزيد.

3031- زيد بن طلحة بن ركانة:
يأتي في زيد بن طلحة.

3032 ز- زيد بن طلحة التميميّ:
أخرج حديثه الحاكم في «المستدرك» ، وهو تابعيّ صغير أرسل شيئا قال مالك في الموطّأ، عن يعقوب بن زيد بن طلحة عن أبيه، أن امرأة أتت النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم فقالت: إنّها زنت ... الحديث.
قال الحاكم: مالك هو الحكم في حديث المدنيين.
قلت: ليس لزيد ولا لأبيه ولا لجدّه صحبة: فهو زيد بن طلحة بن عبيد اللَّه بن أبي مليكة، وجدّه مشهور في التّابعين، وقد نسبه القعنبي وغيره من رواة الموطأ.
ووقع عند يحيى بن الليثيّ عن يعقوب بن زيد، عن أبيه، عن عبد اللَّه بن أبي مليكة، فذكره مرسلا.

3033- زيد بن عمرو بن نفيل:
نقدم في القسم الأوّل.

3034- زيد بن كعب:
__________
(1) أسد الغابة ت [1833] .
(2) أسد الغابة ت [1837] .
(3) أسد الغابة ت [1842] .

(2/541)


ذكره في التجريد، والصّواب يزيد: بمثناة تحتانية أوله.

3035- زيد بن كعب:
في دريد بن كعب.

3036- زيد بن مالك «1»
: وهم بعض الرواة في اسم والده، وإنما هو زيد بن ثابت:
قال آدم بن أبي إياس في كتاب ثواب الأعمال: حدّثنا روح، حدّثنا أبان بن أبي عياش، عن أنس رضي اللَّه عنه، قال: خرجت وأنا أريد المسجد فإذا أنا بزيد بن مالك، فوضع يده على منكبي يتكىء عليه، فجعلت وأنا شابّ أخطو خطو الشّباب، فقال لي زيد قارب الخطأ، فإن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم قال: «من مشى إلى المسجد كان له بكلّ خطوة عشر حسنات» «2»
أخرجه أبو موسى في الذيل، من طريق آدم، وقال: كذا وقع هذا الاسم هنا، ورواه الناس عن ثابت البناني، عن أنس بن مالك، عن زيد بن ثابت، وهو الصّحيح.
قلت: نسب زيد بن ثابت في هذه الرواية إلى جدّه الأعلى، فإنه زيد بن ثابت بن الضّحّاك بن زيد، يتصل نسبه إلى مالك بن النّجار، كما تقدم في ترجمته.

3037 ز- زيد بن المرس «3»
: قد تقدمت الإشارة إليه في زيد بن المزيّن، وبينت وجه الصّواب في ضبط اسم والده.

3038- زيد بن وهب الجهنيّ «4»
: تقدم في القسم الثالث أنّ ابن حزم ادّعى أنه صحابي، فوهم، وبينت وجهه هناك.
__________
(1) أسد الغابة ت [1871] ، تجريد أسماء الصحابة 1/ 201، الطبقات الكبرى 3/ 246، 8/ 450.
(2) أخرجه الطبراني في الكبير 8/ 150. والبيهقي في السنن الكبرى 3/ 49.
(3) أسد الغابة ت [1873] .
(4) تجريد أسماء الصحابة 1/ 202، تاريخ من دفن بالعراق 201، خلاصة تذهيب 1/ 355، غاية النهاية في طبقات القراء 1/ 299، تهذيب التهذيب 3/ 447، الطبقات 158- تقريب التهذيب 1/ 277، الطبقات الكبرى 6/ 102، الوافي بالوفيات 15/ 41، التاريخ الكبير 3/ 407، أسد الغابة ت [1879] ، الاستيعاب ت [865] .

(2/542)