الإصابة في تمييز الصحابة

حرف اللام «1»

القسم الأول
اللام بعدها الألف
7548- لاحب بن مالك «2»
بن سعد اللَّه، من بني جعيل ثم من بني صخر.
ذكره ابن عبد الحكم في الصحابة الذين نزلوا مصر، ونقل عن سعيد بن عفير أنه بايع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم في عصابة من قومه فانتسبوا إلى جعل وصخر، فقال:
«لا صخر ولا جعل، أنتم بنو عبد اللَّه» .
وقال ابن يونس: لاحب بن مالك البلوي صحابي شهد فتح مصر، ولا تعلم له رواية، ذكروه في كتبهم.

7549- لاحق بن ضميرة الباهلي «3» .
أخرج أبو موسى من طريق أبي الشيخ بسند له فيه مجاهيل إلى سليم أبي عامر:
سمعت لاحق بن ضميرة الباهلي قال: وفدت على النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، فسألته عن الرجل يلتمس الأجر والذكر، فقال النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم: «لا شيء له، إنّ اللَّه لا يقبل من العمل إلّا ما كان خالصا يبتغى به وجهه» .

7550- لاحق بن مالك:
أبو عقيل المليلي «4» ، بلامين، مصغّرا.
ذكره أبو موسى في «الذيل» ، وأخرج من طريق الأصمعي، عن هريم بن الصقر، عن
__________
(1) من هنا بداية.
(2) أسد الغابة ت (4516) .
(3) أسد الغابة ت (4517) .
(4) أسد الغابة ت (4518) .

(5/497)


بلال بن الأسعر، عن المسور بن مخرمة، عن أبي عقيل لاحق بن مالك- أنه قال: لعمر:
أنبأنا أبو عقيل أحد بني مليل، لقيت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم على ردهة بني جعل، فآمنت به، وسقاني شربة ... فذكر القصة.
وفيها: أنه مات قبل أن يرجع عمر من الحج، فأمر بأهله فحملوه معه، فلم يزل ينفق عليهم حتى قبض.
ومن طريق الأصمعي أيضا بهذا الإسناد قال أبو عقيل: سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم يقول: «لا تكذبوا عليّ فإنّه من يكذب عليّ يلج النّار» «1» .

7551- لاحق بن معد بن ذهل «2» .
ذكره أبو موسى أيضا في الذيل،
وأخرج من طريق أبي العتاهية الشاعر، واسمه إسماعيل بن القاسم، عن الأصمعي، عن أبي عمرو بن العلاء، عن عاصم بن الحدثان- أنه سمعه يقول: قحطت البادية في زمن هشام بن عبد الملك فقدمت وفود العرب، فجلس هشام لرؤسائهم فدخلوا وفيهم درواس بن حبيب بن درواس بن لاحق بن معد، وهو غلام له ذؤابة عليه شملتان، وله أربع عشرة سنة، فقال: أشهد باللَّه لقد سمعت أبا حبيب بن درواس يحدث عن أبيه عن جده لاحق بن معد بن ذهل- أنه وفد على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم فسمعه يقول: كُلّكُمْ رَاعٍ وَكلّكُمْ مَسْئولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ «3» ، وإن الوالي من الرعية كالروح من الجسد، لا حياة له إلا معها،
وذكر قصة طويلة، وفي السند مجاهيل.
وأورده ابن عساكر في كتاب «مناقب الشبان» من طريق محمد بن أحمد بن رجاء، حدثني يزيد بن عبد اللَّه، حدثنا الأصمعي به بطوله، لكنه قال: درياس، ورأيته بخط شيخ شيخنا الحافظ العلائي بباء موحدة من تحت.

7552- لاشر بن جرثومة:
يقال هو أبو ثعلبة الخشنيّ «4» .
سماه مسلم. وستأتي ترجمته في الكنى.
__________
(1) الحاكم في المستدرك 2/ 138، وابن أبي شيبة 8/ 574، وأبو نعيم في الحلية 8/ 384 وابن عساكر كما في التهذيب 2/ 62.
(2) أسد الغابة ت (4519) .
(3) أخرجه البخاري 2/ 6، 3/ 196، وأبو داود في الخراج باب (1) والترمذي (1705) والبيهقي 6/ 287 وأحمد 3/ 5، 54، 111، 121، وأبو نعيم من الحلية 7/ 318.
(4) أسد الغابة ت (4520) .

(5/498)


اللام بعدها الباء
7553- لبدة بن عامر بن خثعم «1» .
ذكر سيف في «الفتوح» أنّ أبا عبيدة وجّهه قائدا على خيل بعد وقعة اليرموك من مرج الصّفر.
وأورده ابن عساكر، فقال: أدرك النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم.
قلت: وقد تقدم غير مرة أنهم ما كانوا إذ ذاك يؤمرون إلا الصحابة.

7554- لبدة بن قيس:
بن النعمان بن حسان بن عبيد الخزرجي «2» .
شهد بدرا، قاله ابن الكلبيّ واستدركه ابن الأثير.

7555- لبيبة الأنصاري «3» .
ذكره الطّبرانيّ وغيره، وقال أبو عمر: هو أبو لبيبة، وقال ابن حبّان في ترجمة [2] حفيده محمد بن عبد الرحمن بن لبيبة: كان اسم عبد الرحمن لبيبة، وأبا لبيبة، فلذلك يقال تارة ليبية وتارة أبو لبيبة.
وأخرج البيهقيّ، من طريق أسد بن موسى، عن حاتم بن إسماعيل، عن يحيى بن عبد الرحمن بن لبيبة، عن جده، قال: دعا سعد بن أبي وقاص، فقال: يا رب، إن لي بنين صغارا فأخّر عني الموت حتى يبلغوا، فعاش بعدها عشرين سنة.
وأخرج ابن قانع من طريق محمد بن شرحبيل، عن ابن جريج، عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي لبيبة، عن أبيه، عن جده- أنّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم قال: «إذا صام الغلام ثلاثة أيّام متتابعات فقد وجب عليه صوم شهر رمضان» .

7556- لبيّ بن لبا «4» :
الأول بموحدة مصغر. وأبوه بموحدة خفيفة، وزن عصا.
قال البخاريّ: له صحبة. روى عنه أبو بلج الصغير وقال أبو حاتم الرّازيّ: كان يكون بواسط، وقال هو وأبو حاتم بن حبان: يقال إن له صحبة. وقال ابن السّكن: لم نجد له سماعا من رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم.
__________
(1) أسد الغابة ت (4521) .
(2) أسد الغابة ت (4524) .
(3) أسد الغابة ت (4526) ، تجريد أسماء الصحابة 2/ 37.
(4) أسد الغابة ت (4525) ، الاستيعاب ت (2268) ، الثقات 3/ 361، تجريد أسماء الصحابة 2/ 37، الجرح والتعديل 7/ 182، التاريخ الكبير 7/ 250.

(5/499)


وأخرج البخاريّ، وابن أبي خيثمة، والبغويّ، وابن السّكن، من طريق محمد بن يزيد الواسطي، عن أبي يلج، عن لبى بن لبا- رجل من أصحاب النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، رأيته وعليه مطرف خزّ أحمر سبق فرس له فجلّله ببرد عدني، اختصره البخاري.
وقال ابن فتحون: ضبطناه عن الفقيه أبي علي لبا بوزن عصا. وضبطناه عن الاستيعاب بضم اللام وتشديد الموحدة، ورأيته بخط ابن مفرج مثله، وكذلك في لبى انتهى.
وتبع ابن الدباغ أبا عليّ، وكذا ابن الصلاح في علوم الحديث، وخالف الجميع ابن قانع فجعله مع أبي بن كعب، وقد أشرت إلى وهمه في ذلك في حرف الألف.

7557- لبيد بن ربيعة
بن عامر «1» بن مالك بن جعفر بن كلاب بن ربيعة بن صعصعة الكلابي الجعفري، أبو عقيل الشاعر المشهور.
قال المرزبانيّ في «معجمه» : كان فارسا شجاعا شاعرا سخيا، قال الشعر في الجاهلية دهرا، ثم أسلم، ولما كتب عمر إلى عامله بالكوفة: سل لبيدا والأغلب العجليّ ما أحدثا من الشعر في الإسلام، فقال لبيد: أبدلني اللَّه بالشعر سورة البقرة وآل عمران، فزاد عمر في
__________
(1) أسد الغابة ت (4527) ، الاستيعاب ت (2260) ، المغازي للواقدي 350، 351، والمحبر لابن حبيب 178، 299، سيرة ابن هشام 2/ 22 و 175، والمعارف 332- والتاريخ الكبير 7/ 249 والتاريخ الصغير 31 و 32- وتاريخ الطبري 3/ 145 و 6/ 185 وأنساب الأشراف 1/ 228 و 416- والجرح والتعديل 7/ 181 وجمهرة أنساب العرب 195- والمذيل 541، 542 وثمار القلوب 102 و 184- ولباب الآداب لابن منقذ 93 و 94 ومعجم الألفاظ والتراكيب المولدة 202- والشعر والشعراء 1/ 194- 204 والنقائض 201- وجمهرة أشعار العرب 30 و 63- وصفة الصفوة 1/ 736 والسير والمغازي 179- والزيارات للهروي 79- والتاريخ لابن معين 2/ 500- والأغاني 15/ 361- 379 وطبقات الشعراء لابن سلام 113- وشرح شواهد المغني 56 وربيع الأبرار 4/ 32- والبرصان والعرجان 14 و 57 ومعاهد التنصيص 1/ 202- وأمالي المرتضى 1/ 21 و 25 ومجالس ثعلب 449 و 450- والعمدة 1/ 27- وحياة الحيوان 5/ 173 والأمالي للقالي 1/ 5 و 7- وتاريخ اليعقوبي 1/ 268 و 2/ 72 وتخليص الشواهد 41 و 44 و 153- وشرح القصائد التسع المشهورات لأبي جعفر النحاس 1/ 123 ودلائل الإعجاز للجرجاني 45 و 274- وأسرار البلاغة للجرجاني 52 وشذور الذهب 365- وهمع الهوامع 1/ 154- والدور اللوامع 1/ 37 وشرح الأشموني 2/ 30- والتصريح 1/ 254- والكتاب لسيبويه 1/ 245 و 256- المقتضب 3/ 282- المحتسب 1/ 230 والخصائص 2/ 353- وشرح الشريشي 1/ 21 ومعجم الشعراء في لسان العرب 356- 359- الكامل في التاريخ 1/ 636 ومرآة الجنان 1/ 119- والوفيات لابن قنفذ 58 و 59 والتذكرة الحمدونية 2/ 65 و 266- وتهذيب الأسماء واللغات 2/ 70، 71- والمعمرين للسجستاني 62- وطبقات ابن سعد 6/ 33 والكامل للمبرد 2/ 60، 61- والبدء والتاريخ 5/ 108، 109 وتاريخ الإسلام 1/ 110.

(5/500)


عطائه، قال: ويقال: إنه ما قال في الإسلام إلا بيتا واحدا:
ما عاتب المرء اللّبيب كنفسه ... والمرء يصلحه الجليس الصالح «1»
[الكامل] ويقال: بل قوله:
الحمد للَّه إذ لم يأتني أجلي ... حتّى لبست من الإسلام سربالا «2»
[البسيط] ولما أسلم رجع إلى بلاد قومه، ثم نزل الكوفة حتى مات في سنة إحدى وأربعين لما دخل معاوية الكوفة، إذ صالح الحسن بن علي.
ونحوه قال العسكريّ. ودخل بنوه البادية، قال: وكان عمره مائة وخمسا وأربعين سنة منها خمس وخمسون في الإسلام وتسعون في الجاهلية.
قلت: المدة التي ذكرها في الإسلام وهم، والصواب ثلاثون وزيادة سنة أو سنتين إلا أن يكون ذلك مبنيّا على أن سنة وفاته كانت سنة نيف وستين، وهو أحد الأقوال. وقال أبو عمر: البيت الّذي أوله:
الحمد للَّه إذ لم يأتني أجلي
[البسيط] ليس للبيد، بل هو لقردة بن نفاثة، وهو القائل القصيدة المشهورة التي أولها:
ألا كلّ شيء ما خلا اللَّه باطل
[الطويل]
وقد ثبت أن النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم قال: «أصدق كلمة قالها الشّاعر كلمة لبيد» ،
فذكر هذا الشطر قال أبو عمر: في هذه القصيدة ما يدل على أنه قاله في الإسلام، وذلك قوله:
وكلّ امرئ يوما سيعلم سعيه ... إذا كشّفت عند الإله المحاصل
«3» [الطويل]
__________
(1) ينظر البيت في أسد الغابة ترجمة رقم (4527) ، الاستيعاب ترجمة رقم (2260) .
(2) ينظر البيت في أسد الغابة ترجمة رقم (4527) ، الاستيعاب ترجمة رقم (2260) والشعر والشعراء لابن قتيبة 1/ 275.
(3) ينظر البيت في أسد الغابة ترجمة رقم (4527) ، الاستيعاب ترجمة رقم (2260) وانظر ديوان لبيد بن ربيعة ص 132 يروي الحصائل وهي الحسنات والسيئات معا.

(5/501)


قلت: ولم يتعين ما قال، بل فيه دلالة على أنه كان يؤمن بالبعث مثل غيره من عقلاء الجاهلية كقسّ بن ساعدة، وزيد بن عمرو، وكيف يخفى على أبي عمر أنه قالها قبل أن يسلم مع القصة المشهورة في السير لعثمان بن مظعون مع لبيد لما أنشد قريشا هذه القصيدة بعينها، فلما قال: ألا كلّ شيء ... قال له عثمان: صدقت، فلما قال: وكلّ نعيم لا محالة زائل- قال له عثمان: كذبت، نعيم الجنة لا يزول، فغضب لبيد، وكادت قريش تضرب سيفهم على وجهه، إنما كان هذا قبل أن يسلم لبيد.
نعم، ويحتمل أن يكون زاد هذا البيت بخصوصه بعد أن أسلم، ويكون مراد من قال:
إنه لم ينظم شعرا منذ أسلم، يريد شعرا كاملا لا تكميلا لقصيدة سبق نظمه لها. وباللَّه التوفيق.
وقال أبو حاتم السّجستاني في المعمرين. عن أشياخه، قالوا: عاش لبيد مائة وعشرين سنة، وأدرك الإسلام فأسلم، قال: وسمعت الأصمعي يقول: كتب معاوية إلى زياد أن أجعل أعطيات الناس في ألفين، وكان عطاء لبيد ألفين، وخمسمائة، فقال له زياد: أبا عقيل، هذان الخراجان، فما بال هذه العلاوة؟ قال: الحق الخراجين بالعلاوة، فإنك لا تلبث إلا قليلا حتى يصير لك الخراجان والعلاوة، قال: فأكملها له زياد ولم يكملها لغيره، فلما أخذ لبيد عطاء آخر حتى مات.
وحكى الرّياشيّ، وهو في ديوان شعره، من غير رواية أبي سعيد السكري، قال: لما اشتد الجدب على مضر بدعوة النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم وفد عليه وفد قيس، وفيهم لبيد فأنشده:
أتيناك يا خير البريّة كلّها ... لترحمنا ممّا لقينا من الأزل
أتيناك والعذراء تدمى لبانها ... وقد ذهلت أمّ الصّبيّ عن الطّفل
فإن تدع بالسّقيا وبالعفو ترسل ... السّماء والأمر يبقى على الأصل
وألقى تكنّيه الشّجاع استكانة ... من الجوع صمتا لا يمرّ ولا يحلي
[الطويل] وفي الصحيحين، عن أبي هريرة- مرفوعا: أصدق كلمة قالها الشاعر كلمة لبيد:
[الطويل]
ألا كلّ شيء ما خلا اللَّه باطل

(5/502)


ووقع في «معجم الشعراء» للمرزباني أنّ النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم قالها على المنبر.
وقال المدائني، عن أبي معشر، عن يزيد بن رومان، وغيره، قالوا: وفد من بني كلاب على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم ثلاثة عشر رجلا منهم لبيد بن ربيعة.
وقال ابن أبي خيثمة: أسلم لبيد وحسن إسلامه. وقال هشام بن الكلبيّ، وغيره:
عاش مائة وثلاثين سنة. وفي حكاية الشعبي مع عبد الملك بن مروان أنه عاش مائة وأربعين. وقال البخاريّ: قال الأويسي، عن مالك: عاش لبيد مائة وستين سنة. وأخرج ابن مندة وسعدان بن نصر في الثاني من فوائده، من طريق هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة- أنها قالت: رحم اللَّه لبيدا حيث يقول:
[الكامل] :
ذهب الّذين يعاش في أكنافهم ... وبقيت في خلف كجلد الأجرب «1»
قالت عائشة: فكيف لو أدرك زماننا هذا.
قال عروة: رحم اللَّه عائشة كيف لو أدركت زماننا هذا. قال هشام: رحم اللَّه عروة، كيف لو أدرك زماننا. واتصلت السلسلة هكذا إلى سعدان وإلى ابن مندة.
وقال المبرّد: لما أسلم لبيد نذر ألّا تهبّ الصبا إلا أطعم، وكان امتنع من قول الشعر، فهبّت الصبا وهو مملق، فقال لابنته: قولي شعرا، وذلك في إمرة الوليد بن عقبة على الكوفة فقالت:
إذا هبّت رياح أبي عقيل ... دعونا عند هبّتها الوليدا «2»
[الوافر] ... الأبيات والقصة.
ومما يستجاد من شعره قوله:
وأكذب النّفس إذا حدّثتها ... إنّ صدق النّفس يزري بالأمل «3»
[الرمل]
__________
(1) ينظر البيت في أسد الغابة ترجمة رقم (4527) والاستيعاب ترجمة رقم (2260) .
(2) البيت في ديوان لبيد بن ربيعة ص 233 ونسبها له ابن السكّيت في إصلاح المنطق (124) ، والأصح أن هذا لابنته تجيب بها الوليد بن عقبة:
طويل الباع أبيض شمري ... أعان على مروءته لبيدا
(3) البيت للبيد بن ربيعة كما في ديوانه 141، يقول: حدث نفسك بالظفر دائما وبلوغ الأمل لتنشطها على الإقدام ولا تحدثها بالخيبة فتثبطها أو منّها بالعيش الطويل لتجد في الطلب ولا تقل لها: لعلك تموتين اليوم أو غدا.

(5/503)


قال المرزبانيّ: سمع الفرزدق رجلا ينشد قول لبيد:
وجلا السّيول عن الطّلول كأنّها ... زبر تجدّ متونها أقلامها «1»
[الكامل] فنزل عن بغلته وسجد، فقيل له: ما هذا، فقال: أنا أعرف سجدة الشعر كما يعرفون سجدة القرآن.
قلت: وعامر بن مالك جدّه إن كان هو أبو براء ملاعب الأسنة فليذكر لبيد فيمن صحب هو وأبوه وجدّه، فتقدم في حرف العين عامر بن مالك، وما قيل فيه، وتقدم في حرف الراء ربيعة بن عامر وما قيل فيه، إلا أنني لم أر من صرح بصحبة ربيعة، لكنه أدرك العصر النبوي وراسله حسان بن ثابت فاللَّه أعلم.
قال البخاريّ: قال الأويسي: حدثنا مالك، قال: عاش لبيد بن ربيعة مائة وستين سنة.

7558- لبيد بن سهل
بن الحارث بن عروة بن رزاح بن ظفر الأنصاري «2» .
تقدم ذكره في حديث قتادة بن النعمان في ترجمة رفاعة بن زيد: وقال ابن عبد البرّ:
لا أدري هو من أنفسهم أو حليف لهم. انتهى.
وقد نسبه ابن الكلبيّ إلى القبيلة كما ترى، لكن قال العدوي: إنه وهم من ابن الكلبي، وإنما هو أبو لبيد بن سهل- رجل من بني الحارث بن مازن بن سعد العشيرة من حلفاء الأنصار.

7559- لبيد بن عطارد
بن حاجب التميمي» .
تقدم ذكر أبيه.
قال ابن عبد البرّ: كان أحد الوفد القادمين على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم.
من بني تميم، وأحد وجوههم، أسلم سنة تسع، ولا أعلم له خبرا غير ذلك.
__________
(1) البيت للبيد في ديوانه ص 165، وقوله: زبر: جمع زبور وهو الكتاب.
(2) أسد الغابة ت (4528) ، الاستيعاب ت (2261) .
(3) أسد الغابة ت (4529) ، الاستيعاب ت (2292) .

(5/504)


قلت: أخرج إبراهيم الحربي في غريب الحديث، من طريق ابن إسحاق، حدثني محمد بن خالد، عن حفص بن عبيد اللَّه بن أنس، حدثنا أنس- أنّ عمر قال للبيد بن عطارد في خبر كان له معه: لا أم لك. فقال: بلى، واللَّه معمّة مخولة.
وذكر الآمديّ في كتاب «الشعراء» أنّ لبيد بن عطارد بن حاجب أدرك الجاهلية، وأنشد له في ذلك شعرا.
وقال ابن عساكر: كان من وجوه أهل الكوفة، ولم يذكر أنّ له صحبة.

7560- لبيد بن عقبة «1»
بن رافع بن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل الأنصاري الأشهلي. ومنهم من أسقط عقبة من نسبه. هو والد محمود بن لبيد، قال أبو عمر: له صحبة.

7561- لبيد:
ربّه بن بعكك «2» . ويقال هو اسم أبي السنابل. وستأتي ترجمته في الكنى.

اللام بعدها الجيم
7562- اللجلاج بن حكيم «3» :
السلمي، أخو الجحاف.
ذكره ابن مندة وقال: له صحبة، عداده في أهل الجزيرة، وأورد له حديثا أخبر به بيّنته في ترجمة زيد بن حارثة في حرف الزاي، ويأتي في أبي خالد السلمي في الكنى.

7563- اللجلاج الغطفانيّ:
أخرج أبو العبّاس السّراج في تاريخه، والخطيب في المتفق من مشيخة شيخه يعقوب بن سفيان في ترجمة شيخه محمد بن أبي أسامة الحلبي، عن قيس: سمعت عبد الرحمن بن العلاء بن اللجلاج، عن أبيه، عن جده، قال: ما ملأت بطني منذ أسلمت مع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، قال: وكان عاش مائة وعشرين سنة، خمسين في الجاهلية وسبعين في الإسلام.
وذكر العسكري عكس ذلك أنه وفد وهو ابن سبعين، وعاش بعد ذلك خمسين. وقال أبو الحسن بن سميع: اللجلاج والد العلاء غطفاني.
__________
(1) أسد الغابة ت (4531) ، الاستيعاب ت (2263) .
(2) أسد الغابة ت (4523) .
(3) أسد الغابة ت (4533) ، تجريد أسماء الصحابة 2/ 38، الطبقات 125 (اللجلاج) .

(5/505)


7564- اللجلاج العامري «1» :
والد خالد.
قال البخاريّ: له صحبة، وأورد في التاريخ والسياق له: وفي «الأدب المفرد» ،
وأبو داود، والنسائي في «الكبرى» ، من طريق محمد بن عبد اللَّه الشّيعي، عن سلمة بن عبد اللَّه الجهنيّ، عن خالد بن اللجلاج، عن أبيه، قال: كنا غلمانا نعمل في السوق، فأتى النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم برجل فرجم، فجاء رجل، فسألنا أن ندله على مكانه، فأتينا به النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، فقلنا: إن هذا يسألنا عن ذلك الخبيث الّذي رجم اليوم، فقال: لا تقولوا خبيث، فو اللَّه لهو أطيب عند اللَّه من المسك.
طوّله بعضهم، واختصره بعضهم.
وأخرجه أبو داود، والنسائي من وجه آخر مطوّلا، عن خالد بن اللجلاج، قال: ابن سميع: هو مولى بني زهرة. مات بدمشق.
وعن ابن معين لجلاج والد خالد، ولجلاج والد العلاء واحد، وعلى ذلك مشى المزي في الأطراف، فقال لجلاج والد العلاء، ثم ساق حديث خالد بن اللجلاج عن أبيه، وقال في التهذيب: روى أيضا عن معاذ. وروى عنه أيضا أبو الورد بن ثمامة.
قلت: يقوّي قول ابن سميع قول العامري إنه كان غلاما في عهد النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، وقول والد العلاء إنه كان ابن خمسين أو أكثر فافترقا.
وقال ابن حبّان في «ثقات التابعين» : اللجلاج صاحب معاذ بن جبل، ولم ينسبه.
وقال قبل ذلك في الصحابة: اللجلاج العامري مولى لبني زهرة، له صحبة، سكن الشام، حديثه عند ابنيه: العلاء، وخالد، ومات هو ابن مائة وعشرين سنة، فمشى على أنه واحد. وهذا السنّ إنما ينطبق على والد العلاء، فهو الّذي عاش هذا القدر، كما تقدم في الحديث الّذي أخرجه السراج.

اللام بعدها الحاء والصاد
7565- لحقم الجني:
أحد جنّ نصيبين. تقدم ذكره في الأرقم.

7566- نصيب بن خيثم بن حرملة «2» :
قال ابن يونس: شهد فتح مصر، ولا تعرف له رواية، ونقل ابن مندة هذا عن ابن يونس: وزاد: له ذكر في الصحابة، وهذه الزيادة ما رأيتها في كتاب ابن يونس.
__________
(1) أسد الغابة ت (4534) ، الاستيعاب ت (2269) .
(2) أسد الغابة ت (4535) .

(5/506)


اللام بعدها القاف
7567- لقمان بن شبّة «1»
بن معيط، أبو الحصين العبسيّ، أحد الوفد من عبس.
وكانوا تسعة سماهم أبو جعفر الطبري. تقدمت أسماؤهم في ترجمة الحارث بن الربيع بن زياد، وذكر لقمان هناك بكنيته و [ ... ] .

7568- لقيط بن أرطاة السكونيّ «2» :
قال ابن مندة: عداده في أهل الشام. وقال ابن أبي حاتم: روى حديثه مسلمة بن علي، عن نصر بن علقة، عن أخيه محفوظ، عن عائذ، عن لقيط بن أرطاة، قال: قتلت تسعة وتسعين من المشركين مع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم.
قلت: أخرجه الباوردي، والطّبرانيّ وغيرهما، من طريق هشام بن [عمار] «3» ، عنه، ومسلمة ضعيف.
وروى الطّبرانيّ وغيره من طريق نصر بن خزيمة، عن أبيه، عن نصر بن علقمة بهذا الإسناد إلى لقيط، قال: أتيت النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم ورجلاي معوجتان لا تمسّان الأرض فدعا لي النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم فمشيت على الأرض.

7569- لقيط بن الربيع العبشمي «4» :
يقال هو اسم أبي العاص صهر النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم على زينب، مشهور بكنيته. وسيأتي في الكنى.

7570- لقيط
بن صبرة بن عبد اللَّه بن المنتفق «5» بن عامر بن عقيل بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة العامري.
روى عن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، روى عنه ابنه عاصم: قرأت على فاطمة بنت المنجا عن سليمان بن حمزة، وأنبأنا أبو هريرة بن الذهبي إجازة، أنبأنا أبو
__________
(1) أسد الغابة ت (4537) ، الاستيعاب ت (2270) .
(2) أسد الغابة ت (4538) ، الاستيعاب ت (2264) ، تجريد أسماء الصحابة 2/ 39، الجرح والتعديل 7/ 177.
(3) بياض في ب.
(4) أسد الغابة ت (4539) ، الاستيعاب ت (2265) .
(5) أسد الغابة ت (4540) ، تجريد أسماء الصحابة 2/ 39، تقريب التهذيب 2/ 138، بقي بن مخلد 303، تهذيب التهذيب 8/ 456، تلقيح مفهوم أهل الأثر 372، الطبقات 57، 728.

(5/507)


نصر بن الشيرازي، كلاهما عن محمد بن عبد الواحد المديني، أنبأنا إسماعيل بن علي الحماني أبو مسلم الأديب، أنبأنا أبو بكر بن المقري، حدثنا مأمون بن هارون، حدثنا حسين بن عيسى البسطامي، حدثنا الفضل بن دكين، حدثنا سفيان عن أبي هاشم، واسمه إسماعيل بن كثير، عن عاصم بن لقيط بن صبرة، عن أبيه، قال: أتيت النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم فقال: أسبغ الوضوء، وخلّل الأصابع، وبالغ في الاستنشاق، إلا أن تكون صائما.
هذا حديث صحيح أخرجه أحمد عن شيخ عن سفيان، فوافقناه في شيخ شيخه بعلو، وأخرجه الترمذي عن قتيبة، والنسائي عن إسحاق بن إبراهيم، كلاهما عن وكيع، والنسائي أيضا عن محمد بن رافع، عن يحيى بن آدم، وعن محمد بن المثنى، عن عبد الرحمن بن مهدي، ثلاثتهم عن سفيان الثوري، فوقع لنا عاليا بدرجتين، وأخرجه أبو داود والترمذي والنسائي، وابن ماجة، من رواية يحيى بن سليم، عن إسماعيل بن كثير، طوله بعضهم، وفيه: كنت وافد بني المنتفق، وفيه قصة طويلة جرت له مع النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم ومع عائشة. وأخرجه بطوله ابن حبّان في صحيحه.

7571- لقيط بن عامر «1»
بن المنتفق بن عامر العامري، أبو رزين العقيلي. وافد بني المنتفق.
روى عنه ابن أخيه وكيع بن عدس، وعبد اللَّه بن حاجب، وعمرو بن أوس الثقفي.
ذهب عليّ بن المديني، وخليفة بن خيّاط، وابن أبي خيثمة، ومحمّد بن سعد، ومسلم، والبغويّ، والدّارميّ، والباوردي، وابن قانع، وغيرهم- إلى أنه غير لقيط بن صبرة المذكورة قبله.
وقال ابن معين: إنهما واحد، وإن من قال لقيط بن عامر نسبه لجده، وإنما هو لقيط بن صبرة.
والّذي في جامع الأصول لقيط بن عامر بن صبرة، وضبطه قتيبة ونسبه من بني عامر، وحكاه الأثرم عن أحمد، ومال إليه البخاري، وجزم به ابن حبّان وابن السّكن وعبد الغنيّ
__________
(1) أسد الغابة ت (4541) ، الاستيعاب ت (2266) ، الثقات 3/ 359، الطبقات الكبرى 1/ 302، تجريد أسماء الصحابة 2/ 39، الجرح والتعديل 7/ 177، تهذيب الكمال 3/ 1152، خلاصة تذهيب 2/ 372، الكاشف 3/ 13، تلقيح مفهوم أهل الأثر 367، العقد الثمين 7/ 110، الطبقات 313، التاريخ الكبير 7/ 248 بقي بن مخلد 116.

(5/508)


ابن سعيد في «إيضاح الإشكال» . وقال: قيل إنه غيره، وليس بصحيح، وكذا قال ابن عبد البرّ، وقال في مقابله: ليس بشيء. وتناقض فيه المزي، فجزم في الأطراف بأنهما اثنان، وفي التهذيب بأنهما واحد.
والراجح في نظري أنهما اثنان، لأن لقيط بن عامر معروف بكنيته، ولقيط بن صبرة لم يذكر كنيته إلا ما شذّ به ابن شاهين، فقال أبو رزين العقيلي أيضا.
والرواة عن أبي رزين جماعة، ولقيط بن صبرة لا يعرف له راو إلا ابنه [عاصم] «1» ، وإنما قوّى كونهما واحدا عند من جزم به، لأنه وقع في صفة كل واحد منهما أنه وافد بني المنتفق، وليس بواضح، لأنه يحتمل أن يكون كلّ منهما كان رأسا.
ومن حديثه ما أخرجه عبد اللَّه بن أحمد بن حنبل في زوائد المسند، وأبو حفص بن شاهين، والطبراني من طريق عبد الرحمن بن عياش الأنصاري، ثم السمعي، عن دلهم بن الأسود، عن عبد اللَّه بن حاجب بن عامر بن المنتفق العقيلي، عن أبيه، عن عمه لقيط بن عامر- أنه خرج وافدا إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم ومعه نهيك بن عاصم بن مالك بن المنتفق، قال: فقدمنا المدينة، انسلاخ رجب ... الحديث بطوله في صفة البعث يوم القيامة في نحو ورقتين، وهو الّذي وقع فيه لعمرو، وفيه ذكر كعب بن الخدارية وغير ذلك.
ومنه ما أخرجه [....] [في العتيرة في رجب] «2» .
وأخرج البخاريّ في «تاريخه» ، من طريق شعبة، عن يعلى بن عطاء، عن وكيع بن عدس، عن أبي رزين العقيلي- رفعه: مثل المؤمن مثل النحلة لا تأكل إلا طيبا.
وتقدم له ذكر في ترجمة كعب بن الخدارية «3» ، وسيأتي فيمن كنيته أبو رزين في الكنى، وأغرب ابن شاهين، فقال: يكنى أبا مصعب.

7572- لقيط «4»
بن عباد السامي، بالمهملة.
قال ابن ماكولا: له وفادة «5» .

7573- لقيط بن عبد القيس الفزاري «6» :
حليف بن ظفر من الأنصار.
__________
(1) سقط في أ.
(2) سقط في أ.
(3) في أالحدثان.
(4) أسد الغابة ت (4542) .
(5) في أوفادة.
(6) في أالرازيّ.

(5/509)


ذكره سيف بن عمر في «الفتوح» ، وقال إنه كان أميرا على بعض الكراديس يوم الرموك.

7574- لقيط بن عدي اللخمي «1» :
جد سويد بن حبان.
قال ابن يونس: شهد فتح مصر، وكان صاحب كمين عمرو بن العاص، ذكره ذلك سعيد بن عفير.
وذكر ابن مندة عن ابن يونس- أنه قال: له ذكر في الصحابة، ولا يعرف له مستند، وعداده في أهل مصر.

7575- لقيط بن عصر البلوي «2» :
هو النعمان بن عصر. يأتي في حرف النون.

7576- لقيم الدجاج:
ذكره الجاحظ في كتاب الحيوان، وقال: إنه مدح النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم في غراة خيبر بشعر منه:
رميت نطاة من الرّسول بفيلق ... شهباء ذات مناكب وفقار
[الكامل] قال: فوهب له النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم دجاج خيبر عن آخرها، فمن حينئذ قيل لقيم الدجاج، ذكر ذلك أبو عمرو الشيبانيّ والمدائني عن صالح بن كيسان.
قلت: قصته مذكورة في السيرة لابن إسحاق، لكنه قال ابن لقيم، فيحتمل أن يكون وافق اسمه اسم أبيه.

اللام بعدها الميم والهاء.
7577- لميس «3» :
أبو سلمى، من أعراب البصرة.
روى حديثه عمرو بن جبلة. ذكره ابن مندة مختصرا.

7578- لهيب «4» :
بالتصغير، ابن مالك، اللهبي. قاله ابن مندة.
وحكى فيه أبو عمر لهب مكبّرا، وبه جزم الرشاطي.
قال ابن مندة: له خبر رواه عبد اللَّه بن محمد العدوي بإسناد لا يثبت.
وقال أبو عمر: روى خبرا عجيبا في الكهانة وأعلام النبوة، وأورد العقيلي حديثه، قال: أخبرنا عبد اللَّه بن أحمد البلوي، أخبرني عمارة بن زيد، حدثني عبد اللَّه بن العلاء عن
__________
(1) أسد الغابة ت (4543) .
(2) أسد الغابة ت (4544) الاستيعاب ت (2267) .
(3) أسد الغابة ت (4545) .
(4) أسد الغابة ت (4547) .

(5/510)


أبي الشعشاع زنباع بن الشعشاع. حدثني أبي عن لهيب بن مالك اللهبي، قال: حضرت عند رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم فذكرت عنده الكهانة، قال: فقلت له: بأبي أنت وأمي، ونحن أول من عرف حراسة السماء وخبر الشياطين، ومنعهم استراق السمع عند قذف النجوم، وذلك أنا اجتمعنا إلى كاهن لنا يقال له خطر بن مالك، وكان شيخا كبيرا قد أتت عليه مائتا سنة وثمانون سنة، وكان من أعلم كهاننا فقلنا له: يا خطر، هل عندك علم من هذه النجوم التي يرمي بها، فإنا قد فزعنا وخفنا سوء عاقبتنا؟ فقال:
عودوا إلى السّحر ... ائتوني بسحر
أخبركم الخبر ... ألخير أم ضرر
أم لأمن ... أم «1» حذر
قال فأتيناه في وجه السحر، فإذا هو قائم شاخص «2» نحو السماء، فناديناه: يا خطر، يا خطر، فأومأ إلينا أن أمسكوا. فانقضّ نجم عظيم من السماء، فصرخ الكاهن رافعا صوته:
أصابه أصابه ... خامرة عقابه
عاجله عذابه ... أحرقه شهابه
زايله جوابه
[الرجز] الأبيات.
وذكر بقية رجزه وسجعه «3» ، ومن جملته:
أقسمت بالكعبة والأركان ... قد منع السّمع عتاة الجان
بثاقب بكفّ ذي سلطان ... من أجل مبعوث عظيم الشّأن
يبعث بالتّنزيل والفرقان
[الرجز] وفيه قال: فقلنا له: ويحك يا خطر، إنك لتذكر أمرا عظيما، فماذا ترى لقومك؟
قال:
أرى لقومي ما أرى لنفسي ... أن يتبعوا خير بني الإنس
شهابه مثل شعاع الشّمس
[الرجز]
__________
(1) في أأو.
(2) في أفي.
(3) في ب: شعره.

(5/511)


فذكر القصة، وفي آخرها فما أفاق خطر إلا بعد ثلاثة «1» وهو يقول: لا إله إلا اللَّه،
فقال النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم: «لقد نطق عن مثل نبوّة، وإنّك ليبعث يوم القيامة أمة وحده» .
وأخرجه أبو سعد في «شرف المصطفى» من هذا الوجه، قال أبو عمر: إسناده ضعيف، لو كان فيه حكم لما ذكرته، لأنّ رواته مجهولون، وعمارة بن زيد اتهموه بوضع الحديث، ولكنه في علم من أعلام النبوة، والأصول لا تدفعه، بل تشهد له وتصحّحه.
قلت: يستفاد من هذا أنه تجوز رواية الحديث الموضوع «2» ، إن كان بهذين الشرطين:
ألا يكون فيه حكم، وأن تشهد له الأصول، وهو خلاف ما نقلوه من الاتفاق على عدم جواز ذلك «3» ، ويمكن أن يقال: ذكر هذا الشرط من جملة البيان

اللام بعدها الياء
7579- ليث اللَّه:
هو حمزة بن عبد المطلب.
وقع ذلك في شعر أبي سنان بن حريث كما سيأتي في الكنى، والمشهور أنه أسد اللَّه.

7580- ليث بن جثّامة:
الكناني الليثي، أخو الصعب بن جثّامة.
تقدم نسبه في أخيه، قال المرزبانيّ في «معجم الشعراء» : مخضرم. وقرأت بخط العلامة رضي الدين الشاطبي في هامش الترجمة أنه قرأ في أنساب مصر ليحيى بن ثوبان اليشكري ما نصه: وولد جثّامة بن قيس صعبا وليثا ومحلّما، وأمهم فاختة بنت حرب، أخت أبي سفيان، شهدوا مع النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم وقعة خيبر.

7581- ليث:
هو أحد ما قيل في اسم أبي هند الداريّ. وتأتي ترجمته في الكنى.

7582- ليشرح:
بكسر أوله وسكون التحتانية وفتح المعجمة والراء وآخره حاء مهملة، ابن لحيّ بن مخمر، أبو مخمر الرّعيني «4» .
قال ابن يونس: شهد فتح مصر، ولا يعرف له رواية. ونقل ابن مندة عن ابن يونس أنه قال: له ذكر في الصحابة.
__________
(1) في أوثالثة.
(2) في أوإذا.
(3) في أذلك إلا مقرونا ببيانه.
(4) أسد الغابة ت (4549) .

(5/512)


القسم الثاني
[لم يذكر فيه أحد] «1» .

القسم الثالث
اللام بعدها الهمزة والباء
7583- لام بن زنّار
بن غطيف الطائي، أخو عدي بن حاتم لأمه.
يأتي ذكره في ترجمة أخيه ملحان بن زنّار.

7584- لبدة بن كعب «2» :
أبو تريس «3» ، بمثناة من فوق ثم راء وآخره مهملة، بوزن عظيم.
عداده في أهل مصر، ذكره ابن مندة، وأخرج من طريق يحيى بن أيوب، عن عمرو بن الحارث، عن مجمع بن كعب، عن أبي تريس لبدة بن كعب، قال: حججت في الجاهلية حجة، ثم حججت الثانية، وقد بعث النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم وما رأيت أحلى من الدم أكلته، في الجاهلية، وصلّيت خلف عمر رضي اللَّه عنه فقرأ سورة الحج فسجد سجدتين.
قلت: وما رأيته في تاريخ ابن يونس، وذكر سيف في الفتوح أنه كان مع أبي عبيدة بن الجراح في وقعة فحل بعد وقعة اليرموك.

اللام بعدها الجيم والقاف والهاء
7585- اللجلاج بن الحصين الذبياني:
أحد بني ثعلبة.
قال الآمدي: كان أحد الفرسان في الجاهلية وأدرك الإسلام.

7586- اللجلاج:
صاحب معاذ. تقدم في الأول.

7587- لقس» بن سلمان:
مولى كعب بن عجرة.
أدرك النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، وروى عنه مولاه، ذكره ابن مندة.
__________
(1) في أ: خال.
(2) أسد الغابة ت (4522) .
(3) في أ: بمثناة.
(4) أسد الغابة ت (4536) ، تجريد أسماء الصحابة 2/ 38.

(5/513)


قلت: وحديثه عنه في معجم الطبراني.

7588- لقيط بن ناشرة:
له إدراك، ذكره ابن يونس، وقال: قديم له ذكر في الأخبار، وشهد فتح مصر.

7589- لقيم:
بالتصغير، ابن سرح التنوخي.
له إدراك، ذكره ابن يونس، وقال: شهد فتح مصر.

7590- لهب بن الخندق «1» :
قال أبو موسى في «الذيل» : ذكره عبدان المروزيّ، وأخرج من طريق العوام بن خوشب، عن لهب بن الخندق- رجل منهم وكان جاهليا، قال: قال عوف بن مالك في الجاهلية الجهلاء: لأن أموت عطشا أحبّ إليّ من أن أموت مخلافا لوعد.
قلت: وقد أخرج ابن مندة هذا الأثر من هذا الوجه، ولم يقل في لهب بن الخندق إنه كان جاهليا، وفي روايته عوف بن النعمان كما تقدم في ترجمة عوف بن النعمان، وقد ذكر لهبا في التابعين البخاريّ وغيره.

7591- لهيعة بن مخمر
بن نعيم بن سلامة اليحصبي، من الأفنوش «2» بطن بن يحصب.
له إدراك، قال ابن يونس: شهد فتح مصر.

القسم الرابع
اللام بعدها الباء والقاف
7592- لبيد بن زياد.
استدركه ابن الأمين على «الاستيعاب» ، وعزاه لمسند الجوهري، وأنه روى عن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم حديثا في رفع العلم. وتبع ابن بشكوال والذهبي، وهو مقلوب، وإنما هو زياد بن لبيد المقدم ذكره في حرف الزاي، والحديث حديثه. وقد وقع مقلوبا في رواية النسائي أيضا في حديث عوف بن مالك.
__________
(1) أسد الغابة ت (4546) .
(2) في أ: الأفوس.

(5/514)


7593- لبيد:
جد يحيى بن عبد الرحمن «1» .
روى عن أبيه عن جدّه- رفعه: «إذا صام الغلام ثلاثة أيّام فقوي عليه أمر بصوم رمضان» .
أخرجه أبو موسى، وقال: كذا ذكره عبدان، وهو وهم، وإنما هو لبيبة الّذي تقدم في القسم الأول.

7594- لقيط الدوسيّ:
والد إياد.
ذكره بعضهم، وهو وهم، قال: أسلم في تاريخ واسط: حدثنا جابر بن الكندي «2» ، وأحمد بن سهل بن علي، قالا: حدثنا أبو سفيان الحميري، عن الضحاك بن حميدة، عن غيلان بن جامع، عن إياد بن لقيط، عن أبيه، قال: كان شعر رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم يبلغ كتفيه أو منكبيه.
قال أبو محمّد بن سفيان الحافظ الرّاوي عن أسلم: كذا وقع، وإنما هو إياد بن لقيط عن أبي رمثة.
قلت: وسيأتي بيان ذلك في الكنى.

اللام بعدها الهاء والياء
7595- لهيعة الحضرميّ «3» .
ذكره أبو موسى في «الذيل» ، وقال: يقال إن أبا زرعة الرازيّ ذكره في الصحابة.
وروى من طريق محمد بن عبيد اللَّه التميمي عنه- أنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم نام يوما وعنده بعض نسائه ... فذكر حديثا.
وهذا مرسل، ولهيعة معروف في التابعين، ذكره فيهم البخاري، وابن أبي حاتم، وابن حبّان، وابن يونس، وذكر رواية محمد بن عبد اللَّه التميمي عنه، وقال: إنه مات سنة مائة، وتكلم فيه الأزدي، ووثقه ابن حبان.

7596- ليث بن معاذ.
__________
(1) أسد الغابة ت (4532) .
(2) في أ: الكردي.
(3) أسد الغابة ت (4548) ، تجريد أسماء الصحابة 2/ 40، تقريب التهذيب 8/ 458، تهذيب الكمال 3/ 1152، الكاشف 3/ 13، الطبقات 294 التاريخ الكبير 7/ 252.

(5/515)


ذكره بعضهم، ولا يصح، وإنما هو تابعي أرسل حديثا «1» ،
قال الفاكهي في كتاب مكة: حدثني عبد اللَّه بن عمر- يعني ابن أبان- حدثنا سعيد بن سالم، عن عثمان بن ساج، عن ابن كثير، عن ليث بن معاذ، قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم: إن هذا البيت خامس عشر بيتا، سبعة منها في السماء إلى العرش وسبعة منها إلى تخوم الأرض السفلى، وأعلاها الّذي بلي العرش البيت المعمور، ولكل بيت منها حرمة هذا البيت، لو سقط منها بيت لسقط بعضها على بعض لكل بيت منها من يعمره كما يعمر هذا البيت.
__________
(1) سقط في أ.

(5/516)