سير أعلام
النبلاء، ط الحديث الطَّبَقَةُ الخَامِسَةُ مِنَ
التَّابِعِيْنِ:
948- جَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدِ 1: "ع"
ابن علي بن الشَّهِيْدِ أَبِي عَبْدِ اللهِ رَيْحَانَةِ
النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-
وَسِبْطِهِ وَمَحْبُوبِهِ الحُسَيْنِ بنِ أَمِيْرِ
المُؤْمِنِيْنَ أَبِي الحَسَنِ عَلِيِّ بنِ أَبِي طَالِبٍ
عَبْدِ مَنَافٍ بنِ شَيْبَةَ, وَهُوَ عَبْدُ المطلب ابن
هَاشِمٍ, وَاسْمُهُ عَمْرُو بنُ عَبْدِ مَنَافٍ بنِ
قُصَيِّ الإِمَامُ الصَّادِقُ شَيْخُ بَنِي هَاشِمٍ أَبُو
عَبْدِ اللهِ القُرَشِيُّ الهَاشِمِيُّ العَلَوِيُّ
النَّبَوِيُّ المَدَنِيُّ أَحَدُ الأَعْلاَمِ.
وَأُمُّه هِيَ أُمُّ فَرْوَةَ بِنْتُ القَاسِمِ بنِ
مُحَمَّدِ بنِ أَبِي بَكْرٍ التَّيْمِيِّ وَأُمُّهَا هِيَ
أَسْمَاءُ بِنْتُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ أَبِي بَكْرٍ
وَلِهَذَا كَانَ يَقُوْلُ: وَلَدَنِي أَبُو بَكْرٍ
الصِّدِّيْقُ مَرَّتَيْنِ.
وَكَانَ يَغضَبُ مِنَ الرَّافِضَّةِ, وَيَمقُتُهُم إِذَا
عَلِمَ أَنَّهُم يَتَعَرَّضُوْنَ لِجَدِّهِ أَبِي بَكْرٍ
ظَاهِراً وَبَاطِناً, هَذَا لاَ رَيْبَ فِيْهِ, وَلَكِنَّ
الرَّافِضَّةَ قَوْمٌ جَهَلَةٌ قَدْ هَوَى بِهِمُ الهَوَى
فِي الهَاوِيَةِ فَبُعداً لَهُم.
وُلدَ سَنَةَ ثَمَانِيْنَ. وَرَأَى بَعْضَ الصَّحَابَةِ
أَحْسِبُهُ رَأَى أَنَسَ بنَ مَالِكٍ وَسَهْلَ بنَ سَعْدٍ.
حَدَّثَ عَنْ: أَبِيْهِ, أَبِي جَعْفَرٍ البَاقِرِ,
وَعُبَيْدِ اللهِ بنِ أَبِي رَافِعٍ, وَعُرْوَةُ بنُ
الزُّبَيْرِ, وَعَطَاءُ بنُ أَبِي رَبَاحٍ -وَرِوَايَتُه
عَنْهُ فِي "مُسْلِمٍ"- وَجَدِّه؛ القَاسِمِ بنِ
مُحَمَّدٍ, وَنَافِعٍ العُمَرِيِّ, وَمُحَمَّدِ بنِ
المُنْكَدِرِ, وَالزُّهْرِيِّ, وَمُسْلِمِ بنِ أَبِي
مَرْيَمَ, وَغَيْرِهِم, وَلَيْسَ هُوَ بِالمُكْثِرِ إلَّا
عَنْ أَبِيْهِ, وَكَانَا من جلة علماء المدينة.
حَدَّثَ عَنْهُ: ابْنُهُ, مُوْسَى الكَاظِمُ, وَيَحْيَى
بنُ سَعِيْدٍ الأَنْصَارِيُّ, وَيَزِيْدُ بنُ عَبْدِ اللهِ
بنِ الهَادِ -وَهُمَا أَكْبَرُ مِنْهُ- وَأَبُو
حَنِيْفَةَ, وَأَبَانُ بن تغلب, وابن جريج, ومعاوية ابن
عَمَّارٍ الدُّهْنِيُّ, وَابْنُ إِسْحَاقَ -فِي طَائِفَةٍ
مِنْ أَقْرَانِهِ- وَسُفْيَانُ, وَشُعْبَةُ, وَمَالِكٌ,
وَإِسْمَاعِيْلُ بنُ جَعْفَرٍ, وَوَهْبُ بنُ خَالِدٍ,
وَحَاتِمُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ, وَسُلَيْمَانُ بنُ بِلاَلٍ,
وَسُفْيَانُ بنُ عُيَيْنَةَ, وَالحَسَنُ بنُ
__________
1 ترجمته في التاريخ الكبير "2/ ترجمة 2183"، المعرفة
والتاريخ ليعقوب الفسوي "1/ 133و 190" و"2/ 187 و269 و649"
و"3/ 264"، الجرح والتعديل "2/ ترجمة 1987"، حلية الأولياء
"3/ ترجمة 226"، صفة الصفوة "2/ 94"، وفيات الأعيان لابن
خلكان "1/ ترجمة 131"، تاريخ الإسلام "/45 6"، تذكرة
الحفاظ "1/ ترجمة 162"، العبر "1/ 208"، الكاشف "1/ ترجمة
807"، ميزان الاعتدال "1/ 414"، الوافي بالوفيات لصلاح
الدين الصفدي "11/ 126"، النجوم الزاهرة لابن تغرى بردى
"2/ 8"، تهذيب التهذيب "2/ 103"، خلاصة الخزرجي "1/ ترجمة
1048"، شذرات الذهب "1/ 220".
(6/362)
صَالِحٍ, وَالحَسَنُ بنُ عَيَّاشٍ -أَخُو
أَبِي بَكْرٍ- وَزُهَيْرُ بنُ مُحَمَّدٍ, وَحَفْصُ بنُ
غِيَاثٍ, وَزَيْدُ بنُ حَسَنٍ الأَنْمَاطِيُّ, وَسَعِيْدُ
بنُ سُفْيَانَ الأَسْلَمِيُّ, وَعَبْدُ اللهِ بنُ
مَيْمُوْنٍ, وَعَبْدُ العَزِيْزِ بنُ عِمْرَانَ
الزُّهْرِيُّ, وَعَبْدُ العَزِيْزِ الدَّرَاوَرْدِيُّ,
وَعَبْدُ الوَهَّابِ الثَّقَفِيُّ, وَعُثْمَانُ بنُ
فَرْقَدٍ, وَمُحَمَّدُ بنُ ثَابِتٍ البُنَانِيُّ,
وَمُحَمَّدُ بنُ مَيْمُوْنٍ الزَّعْفَرَانِيُّ, وَمُسْلِمٌ
الزَّنْجِيُّ, وَيَحْيَى القَطَّانُ, وَأَبُو عَاصِمٍ
النَّبِيْلُ, وَآخَرُوْنَ.
قَالَ مُصْعَبُ بنُ عَبْدِ اللهِ: سَمِعْتُ
الدَّرَاوَرْدِيَّ يَقُوْلُ: لَمْ يَروِ مَالِكٌ، عَنْ
جَعْفَرٍ حَتَّى ظَهَرَ أَمرُ بَنِي العَبَّاسِ.
قَالَ مُصْعَبٌ: كَانَ مَالِكٌ يَضُمُّه إِلَى آخَرَ.
وَقَالَ عَلِيٌّ: عَنْ يَحْيَى بنِ سَعِيْدٍ, قَالَ:
أَملَى عَلَيَّ جَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدٍ الحَدِيْثَ
الطَّوِيْلَ -يَعْنِي: فِي الحَجِّ1- ثُمَّ قَالَ: وَفِي
نَفْسِي مِنْهُ شَيْءٌ, مُجَالِدٌ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْهُ.
قُلْتُ: هَذِهِ مِنْ زَلقَاتِ يَحْيَى القَطَّانِ, بَلْ
أَجْمَعَ أَئِمَّةُ هَذَا الشَّأْنِ عَلَى أَنَّ جَعْفَراً
أَوْثَقُ مِنْ مُجَالِدٍ, وَلَمْ يَلْتَفِتُوا إِلَى
قَوْلِ يَحْيَى. وَقَالَ إِسْحَاقُ بنُ حَكِيْمٍ: قَالَ
يَحْيَى القَطَّانُ جَعْفَرٌ مَا كَانَ كَذُوباً وَقَالَ
إِسْحَاقُ بنُ رَاهَوَيْه قُلْتُ لِلشَّافِعِيِّ: فِي
مُنَاظَرَةٍ جَرَتْ كَيْفَ جَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدٍ
عِنْدَك? قال: ثقة وروى عباس، عن يحيى ابن مَعِيْنٍ
جَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدٍ ثِقَةٌ مَأْمُوْنٌ, وَرَوَى أحمد
بن زهير والدارمي, وأحمد ابن أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ يَحْيَى
ثِقَةٌ وَزَادَ ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ يَحْيَى كُنْتُ
لاَ أَسْأَلُ يحيى ابن سَعِيْدٍ، عَنْ حَدِيْثِهِ فَقَالَ:
لِمَ لاَ تَسْأَلُنِي عَنْ حَدِيْثِ جَعْفَرٍ قُلْتُ: لاَ
أُرِيْدُهُ فَقَالَ: إِنْ كَانَ يَحفَظُ فَحَدِيْثُ
أَبِيْهِ المُسْنَدُ يَعْنِي حَدِيْثَ جَابِرٍ فِي الحَجِّ
ثُمَّ قَالَ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ وَخَرَجَ حَفْصُ بنُ
غِيَاثٍ إِلَى عَبَّادَانَ وَهُوَ مَوْضِعُ رِبَاطٍ
فَاجْتَمَعَ إِلَيْهِ البَصْرِيُّوْنَ فَقَالُوا لاَ
تُحَدِّثْنَا، عَنْ ثَلاَثَةٍ أَشْعَثَ بنِ عَبْدِ
المَلِكِ وَعَمْرِو بنِ عُبَيْدٍ وَجَعْفَرِ بنِ مُحَمَّدٍ
فَقَالَ: أَمَّا أَشْعَثُ فَهُوَ لَكُم وَأَمَّا عَمْرٌو
فَأَنْتُم أَعْلَمُ بِهِ وَأَمَّا جَعْفَرٌ فَلَوْ كُنْتُم
بِالكُوْفَةِ, لأَخَذَتْكُمُ النِّعَالُ المُطْرَقَةُ.
قَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ: سَمِعْتُ أَبَا زُرْعَةَ
وَسُئِلَ، عَنْ جَعْفَرِ بنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيْهِ
وَسُهَيْلٍ عَنْ أَبِيْهِ وَالعَلاَءِ عَنْ أَبِيْهِ
أَيُّهَا أَصَحُّ? قَالَ لاَ يُقْرَنُ جَعْفَرٌ إِلَى
هَؤُلاَءِ. وَسَمِعْتُ أَبَا حَاتِمٍ يَقُوْلُ جَعْفَرٌ
لاَ يُسْأَلُ عَنْ مِثْلِهِ.
__________
1 صحيح: أخرجه مسلم "1218" في حديث طويل من طريق جعفر بن
محمد، عن أبيه، عن جابر.
(6/363)
قُلْتُ: جَعْفَرٌ: ثِقَةٌ, صَدُوْقٌ, مَا
هُوَ فِي الثَّبْتِ كَشُعْبَةَ, وَهُوَ أَوْثَقُ مِنْ
سُهَيْلٍ وَابْنِ إِسْحَاقَ وَهُوَ فِي وَزْنِ ابْنِ أَبِي
ذِئْبٍ وَنَحْوِه. وَغَالِبُ رِوَايَاتِه عَنْ أَبِيْهِ
مَرَاسِيْلُ.
قَالَ أَبُو أَحْمَدَ بنُ عَدِيٍّ: لَهُ حَدِيْثٌ كَثِيْرٌ
عَنْ أَبِيْهِ عَنْ جَابِرٍ وَعَنْ آبَائِهِ وَنُسَخٌ
لأَهْلِ البَيْتِ, وَقَدْ حَدَّثَ عَنْهُ الأَئِمَّةُ
وَهُوَ مِنْ ثِقَاتِ النَّاسِ كَمَا قَالَ ابْنُ مَعِيْنٍ.
وَعَنْ عَمْرِو بنِ أَبِي المِقْدَامِ, قَالَ: كُنْتُ
إِذَا نَظَرتُ إِلَى جَعْفَرِ بنِ مُحَمَّدٍ, عَلِمتُ
أَنَّهُ مِنْ سُلاَلَةِ النَّبِيِّيْنَ, قَدْ رَأَيْتُه
وَاقِفاً عِنْدَ الجَمْرَةِ يَقُوْلُ سَلُونِي, سَلُونِي.
وَعَنْ صَالِحِ بنِ أَبِي الأَسْوَدِ: سَمِعْتُ جَعْفَرَ
بنَ مُحَمَّدٍ, يَقُوْلُ: سَلُونِي قَبْلَ أَنْ
تَفقِدُوْنِي, فَإِنَّهُ لاَ يُحَدِّثُكُم أَحَدٌ بَعْدِي
بِمِثْلِ حَدِيْثِي.
ابْنُ عُقْدَةَ الحَافِظُ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بنُ
مُحَمَّدِ بنِ حُسَيْنِ بنِ حَازِمٍ, حَدَّثَنِي
إِبْرَاهِيْمُ بنُ مُحَمَّدٍ الرُّمَّانِيُّ أَبُو
نَجِيْحٍ, سَمِعْتُ حَسَنَ بنَ زِيَادٍ, سَمِعْتُ أَبَا
حَنِيْفَةَ, وَسُئِلَ مَنْ أَفْقَهُ مَنْ رَأَيْتَ? قَالَ:
مَا رَأَيْتُ أَحَداً أَفْقَهَ مِنْ جَعْفَرِ بنِ
مُحَمَّدٍ لَمَّا أَقدَمَهُ المَنْصُوْرُ الحِيْرَةَ
بَعَثَ إِلَيَّ فَقَالَ: يَا أَبَا حَنِيْفَةَ إِنَّ
النَّاسَ قد فتنوا بجعفر ابن محمد فهيىء لَهُ مِنْ
مَسَائِلِكَ الصِّعَابِ فَهَيَّأْتُ لَهُ أَرْبَعِيْنَ
مَسْأَلَةً ثُمَّ أَتَيْتُ أَبَا جَعْفَرٍ وَجَعْفَرٌ
جَالِسٌ، عَنْ يَمِيْنِه فَلَمَّا بَصُرتُ بِهِمَا
دَخَلَنِي لِجَعْفَرٍ مِنَ الهَيْبَةِ مَا لاَ يَدْخُلُنِي
لأَبِي جَعْفَرٍ فَسَلَّمتُ وَأَذِنَ لِي فَجَلَستُ ثُمَّ
الْتَفَتَ إِلَيَّ جَعْفَرٌ فَقَالَ: يَا أَبَا عَبْدِ
اللهِ تَعْرِفُ هَذَا قَالَ: نَعَمْ هَذَا أَبُو
حَنِيْفَةَ ثُمَّ أَتْبَعَهَا قَدْ أَتَانَا ثُمَّ قَالَ:
يَا أَبَا حَنِيْفَةَ هَاتِ مِنْ مَسَائِلِكَ نَسْأَلُ
أَبَا عَبْدِ اللهِ فَابتَدَأْتُ أَسْأَلُه فَكَانَ
يَقُوْلُ فِي المَسْأَلَةِ: أَنْتُم تَقُوْلُوْنَ فِيْهَا
كَذَا وَكَذَا, وَأَهْلُ المَدِيْنَةِ يَقُوْلُوْنَ كَذَا
وَكَذَا, وَنَحْنُ نَقُوْلُ كَذَا وَكَذَا فَرُبَّمَا
تَابَعَنَا وَرُبَّمَا تَابَعَ أَهْلَ المَدِيْنَةِ
وَرُبَّمَا خَالَفَنَا جَمِيْعاً حَتَّى أَتَيْتُ عَلَى
أَرْبَعِيْنَ مَسْأَلَةً مَا أَخْرِمُ مِنْهَا مَسْأَلَةً
ثُمَّ قَالَ أَبُو حَنِيْفَةَ: أَلَيْسَ قَدْ رَوَيْنَا
أَنَّ أَعْلَمَ النَّاسِ أَعْلَمُهم بِاخْتِلاَفِ
النَّاسِ؟.
عَلِيُّ بنُ الجَعْدِ، عَنْ زُهَيْرِ بنِ مُعَاوِيَةَ,
قَالَ: قَالَ أَبِي لِجَعْفَرِ بنِ مُحَمَّدٍ: إِنَّ لِي
جَاراً يَزْعُمُ أَنَّكَ تَبرَأُ مِنْ أَبِي بَكْرٍ
وَعُمَرَ. فَقَالَ جَعْفَرٌ: برىء اللهُ مِنْ جَارِكَ,
وَاللهِ إِنِّي لأَرْجُو أَنْ يَنْفَعَنِي اللهُ
بِقَرَابَتِي مِنْ أَبِي بَكْرٍ, وَلَقَدِ اشْتكَيتُ
شِكَايَةً, فَأَوصَيتُ إِلَى خَالِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ
بنِ القَاسِمِ.
قَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: حَدَّثُونَا عَنْ جَعْفَرِ بنِ
مُحَمَّدٍ, وَلَمْ أَسْمَعْهُ مِنْهُ, قَالَ: كَانَ آلُ
أَبِي بَكْرٍ يُدْعَونَ عَلَى عَهْدِ رَسُوْلِ اللهِ
-صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- آلَ رَسُوْلِ اللهِ
-صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَرَوَى: ابْنُ أَبِي
عُمَرَ العَدَنِيُّ, وَغَيْرُهُ, عَنْ جَعْفَرِ بنِ
مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيْهِ, نَحْوَ ذَلِكَ.
(6/364)
مُحَمَّدُ بنُ فُضَيْلٍ، عَنْ سَالِمِ بنِ
أَبِي حَفْصَةَ, قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ وَابْنَهُ
جَعْفَراً، عَنْ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ, فَقَالَ: يَا
سَالِمُ! تَوَلَّهُمَا, وَابْرَأْ مِنْ عَدُوِّهِمَا,
فَإِنَّهُمَا كَانَا إِمَامَيْ هُدَىً. ثُمَّ قَالَ
جَعْفَرٌ: يَا سَالِمُ أَيَسُبُّ الرَّجُلُ جَدَّه أَبُو
بَكْرٍ جَدِّي, لاَ نَالَتْنِي شَفَاعَةُ مُحَمَّدٍ
-صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَوْمَ القِيَامَةِ
إِنْ لَمْ أَكُنْ أَتَوَلاَّهُمَا, وَأَبرَأُ مِنْ
عَدوِّهِمَا.
وَقَالَ حَفْصُ بنُ غِيَاثٍ: سَمِعْتُ جَعْفَرَ بنَ
مُحَمَّدٍ, يَقُوْلُ: مَا أَرْجُو مِنْ شَفَاعَةٍ عَلَيَّ
شَيْئاً إلَّا وَأَنَا أَرْجُو مِنْ شَفَاعَةِ أَبِي
بَكْرٍ مِثْلَه لَقَدْ وَلَدَنِي مَرَّتَيْنِ.
كَتَبَ إِلَيَّ عَبْدُ المُنْعِمِ بنُ يَحْيَى
الزُّهْرِيُّ, وَطَائِفَةٌ قَالُوا، أَنْبَأَنَا دَاوُدُ
بنُ أَحْمَدَ، أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بنُ عُمَرَ القَاضِي،
أَنْبَأَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بنُ عَلِيٍّ، أَنْبَأَنَا
أَبُو الحَسَنِ الدَّارَقُطْنِيُّ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ
بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيْلَ الأَدَمِيُّ، حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بنُ الحُسَيْنِ الحُنَيْنِيُّ، حَدَّثَنَا
مَخْلَدُ بنُ أَبِي قُرَيْشٍ الطَّحَّانُ، حَدَّثَنَا
عَبْدُ الجَبَّارِ بنُ العَبَّاسِ الهَمْدَانِيُّ أَنَّ
جَعْفَرَ بنَ مُحَمَّدٍ أَتَاهُم وَهُم يُرِيْدُوْنَ أَنْ
يَرْتَحِلُوا مِنَ المَدِيْنَةِ فَقَالَ: إِنَّكُم إِنْ
شَاءَ اللهُ مِنْ صَالِحِي أَهْلِ مِصرِكُم فَأَبلِغُوهُم
عَنِّي مَنْ زَعَمَ أَنِّي إِمَامٌ مَعصُومٌ مُفتَرَضُ
الطَّاعَةِ, فَأَنَا مِنْهُ بَرِيْءٌ وَمَنْ زَعَمَ أَنِّي
أَبْرَأُ مِنْ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ فَأَنَا مِنْهُ
بَرِيْءٌ.
وَبِهِ، عَنِ الدَّارَقُطْنِيِّ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيْلُ
الصَّفَّارُ، حَدَّثَنَا أَبُو يَحْيَى جَعْفَرُ بنُ
مُحَمَّدٍ الرَّازِيُّ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ
الطَّنَافِسِيُّ، حَدَّثَنَا حَنَانُ بنُ سَدِيْرٍ
سَمِعْتُ جَعْفَرَ بنَ مُحَمَّدٍ وَسُئِلَ، عَنْ أَبِي
بَكْرٍ وَعُمَرَ فَقَالَ: إِنَّكَ تَسْأَلُنِي، عَنْ
رَجُلَيْنِ قَدْ أَكَلاَ مِنْ ثِمَارِ الجنة.
وَبِهِ، حَدَّثَنَا الحُسَيْنُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ،
حَدَّثَنَا مَحْمُوْدُ بنُ خِدَاشٍ، حَدَّثَنَا أَسْبَاطُ
بنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بنُ قَيْسٍ
المُلاَئِيُّ سَمِعْتُ جَعْفَرَ بنَ محمد يقول برىء اللهُ
مِمَّنْ تَبَرَّأَ مِنْ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ.
قُلْتُ: هَذَا القَوْلُ مُتَوَاتِرٌ، عَنْ جَعْفَرٍ
الصَّادِقِ وَأَشْهَدُ بِاللهِ إِنَّهُ لَبَارٌّ فِي
قَوْلِهِ غَيْرُ مُنَافِقٍ لأَحَدٍ فَقَبَّحَ اللهُ
الرَّافِضَّةَ.
وَرَوَى مَعْبَدُ بنُ رَاشِدٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بنِ
عَمَّارٍ سَأَلْتُ جَعْفَرَ بنَ مُحَمَّدٍ، عَنِ القُرْآنِ
فَقَالَ: لَيْسَ بِخَالِقٍ وَلاَ مَخْلُوْقٍ وَلَكِنَّهُ
كَلاَمُ اللهِ.
حَمَّادُ بنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوْبَ سَمِعْتُ جَعْفَراً
يَقُوْلُ: إِنَّا -وَاللهِ- لاَ نَعْلَمُ كُلَّ مَا
يَسْأَلُونَنَا عَنْهُ, وَلَغَيْرُنَا أَعْلَمُ مِنَّا.
مُحَمَّدُ بنُ عِمْرَانَ بنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ
مَسْلَمَةَ بنِ جَعْفَرٍ الأَحْمَسِيِّ: قُلْتُ لِجَعْفَرِ
بنِ مُحَمَّدٍ:
(6/365)
إِنَّ قَوْماً يَزْعُمُوْنَ أَنَّ مَنْ
طلَّقَ ثَلاَثاً بِجَهَالَةٍ, رُدَّ إِلَى السُّنَّةِ
تَجْعَلُونهَا وَاحِدَةً, يَرْوُونَهَا عَنْكُم قَالَ:
مَعَاذَ اللهِ, مَا هَذَا مِنْ قَوْلِنَا, مَنْ طلَّقَ
ثَلاَثاً, فَهُوَ كَمَا قَالَ.
سُوَيْدُ بنُ سَعِيْدٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بنِ عَمَّارٍ،
عَنْ جَعْفَرِ بنِ مُحَمَّدٍ, قَالَ: مَنْ صَلَّى عَلَى
مُحَمَّدٍ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَعَلَى
أَهْلِ بَيْتِهِ مائَةَ مرَّةٍ قَضَى اللهُ لَهُ مائَةَ
حَاجَةٍ1.
أَجَازَ لَنَا أَحْمَدُ بنُ سَلاَمَةَ، عَنْ أَبِي
المَكَارِمِ اللَّبَّانُ، أَنْبَأَنَا أَبُو عَلِيٍّ
الحَدَّادُ، أَنْبَأَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا
عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بنُ العَبَّاسِ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ
الرَّحْمَنِ بنِ غَزْوَانَ، حَدَّثَنَا مَالِكُ بنُ
أَنَسٍ، عَنْ جَعْفَرِ بنِ مُحَمَّدٍ قَالَ: لَمَّا قَالَ
لَهُ سُفْيَانُ: لاَ أَقُومُ حَتَّى تُحَدِّثَنِي قَالَ:
أَمَا إِنِّي أُحَدِّثُكَ وَمَا كَثْرَةُ الحَدِيْثِ لَكَ
بِخَيْرٍ يَا سُفْيَانُ إِذَا أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْكَ
بِنِعْمَةٍ فَأَحْبَبْتَ بَقَاءهَا وَدوَامَهَا فَأَكْثِرْ
مِنَ الحَمْدِ وَالشُّكرِ عَلَيْهَا فَإِنَّ اللهَ قَالَ
فِي كِتَابِهِ {لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُم}
[إِبْرَاهِيْمُ: 7] وَإِذَا اسْتَبْطَأْتَ الرِّزقَ
فَأَكْثِرْ مِنَ الاسْتِغْفَارِ فَإِنَّ اللهَ قَالَ فِي
كِتَابِهِ {اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ
غَفَّارًا، يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا،
وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ} [نوح: 10-12] ,. يَا
سُفْيَانُ إِذَا حَزَبَكَ أَمرٌ مِنَ السُّلْطَانِ أَوْ
غَيْرِه فَأَكْثِرْ مِنْ قَوْلِ لاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ
إلَّا بِاللهِ فَإِنَّهَا مِفْتَاحُ الفَرَجِ وكنز من كنز
الجَنَّةِ فَعَقدَ سُفْيَانُ بِيَدِهِ وَقَالَ ثَلاَثٌ
وَأَيُّ ثَلاَثٍ قَالَ جَعْفَرٌ عَقَلَهَا وَاللهِ أَبُو
عَبْدِ اللهِ وَلَيَنفَعَنَّه اللهُ بِهَا.
قُلْتُ: حِكَايَةٌ حَسَنَةٌ إِنْ لَمْ يَكُنِ ابْنُ
غَزْوَانَ وَضَعَهَا, فَإِنَّهُ كَذَّابٌ.
وَبِهِ قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ
الغِطْرِيْفِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ
مُكْرَمٍ الضَّبِّيُّ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بنُ عَبْدِ
الحَمِيْدِ، حَدَّثَنَا مُوْسَى بنُ مَسْعُوْدٍ،
حَدَّثَنَا سُفْيَانُ, قَالَ دَخَلْتُ عَلَى جَعْفَرِ بنِ
مُحَمَّدٍ, وَعَلَيْهِ جُبَّةُ خَزٍّ دَكنَاءُ وَكِسَاءُ
خَزٍّ أَيدجَانِيٌّ, فَجَعَلتُ أَنظُرُ إِلَيْهِ
تَعَجُّباً فَقَالَ: مَا لَكَ يَا ثَوْرِيُّ قلت: يا ابن
رسول الله! لَيْسَ هَذَا مِنْ لِبَاسِك وَلاَ لِبَاسِ
آبَائِكَ فَقَالَ: كَانَ ذَاكَ زَمَاناً مُقتِراً,
وَكَانُوا يَعْمَلُوْنَ عَلَى قَدرِ إِقتَارِهِ
وَإِفقَارِه, وَهَذَا زَمَانٌ قَدْ أَسبَلَ كُلَّ شَيْءٍ
فِيْهِ عَزَالِيْهِ2. ثُمَّ حَسَرَ، عَنْ ردنِ جُبَّتِه,
فَإِذَا فِيْهَا جُبَّةُ صُوْفٍ بَيْضَاءُ, يَقصُرُ
الذَّيْلُ عَنِ الذَّيلِ, وَقَالَ: لَبِسنَا هَذَا للهِ,
وَهَذَا لَكُم, فَمَا كَانَ للهِ أخفيناه وما كان لكم
أبديناه.
__________
1 ضعيف: في إسناده سويد بن سعيد، لين الحديث.
2 العزالي: جمع العزلاء، وهي مصب الماء من الرواية والقربة
في أسفلها حيث يستفرغ ما فيها من الماء، سميت عزلاء لأنها
في أحد خصمي المزادة لا في وسطها ولا هي كفمها الذي منه
يستقى فيها، وفي الحديث: وأرسلت السماء عزاليها، كثر مطرها
على المثل. والمراد: كثر الخير وعم.
(6/366)
وَقِيْلَ: كَانَ جَعْفَرٌ يَقُوْلُ: كَيْفَ
أَعْتَذِرُ وَقَدِ احْتجَجْتُ, وَكَيْفَ أَحتَجُّ وَقَدْ
عَلِمتُ?
رَوَى يَحْيَى بنُ أَبِي بُكَيْرٍ، عَنْ هَيَّاجِ بنِ
بِسْطَامَ, قَالَ: كَانَ جَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدٍ يُطعِمُ,
حَتَّى لاَ يَبْقَى لِعِيَالِه شَيْءٌ.
عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِ جَعْفَرِ بنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ
جَعْفَرٍ, وَسُئِلَ: لِمَ حَرَّمَ اللهُ الرِّبَا؟ قَالَ:
لِئَلاَّ يَتَمَانعَ النَّاسُ المَعْرُوْفَ.
وَعَنْ هِشَامِ بنِ عَبَّادٍ, سَمِعْتُ جَعْفَرَ بنَ
مُحَمَّدٍ يَقُوْلُ: الفُقَهَاءُ أُمنَاءُ الرُّسُلِ,
فَإِذَا رَأَيْتُمُ الفُقَهَاءَ قَدْ رَكنُوا إِلَى
السَّلاَطِيْنِ فَاتَّهِمُوهُم.
وَبِهِ حَدَّثَنَا الطَّبَرَانِيُّ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ
بنُ زَيْدِ بنِ الجُرَيْشِ، حَدَّثَنَا الرِّيَاشِيُّ،
حَدَّثَنَا الأَصْمَعِيُّ, قَالَ: قَالَ جَعْفَرُ بنُ
مُحَمَّدٍ: الصَّلاَةُ قُربَانُ كُلِّ تَقِيٍّ, وَالحجُّ
جِهَادُ كُلِّ ضَعِيْفٍ, وَزَكَاةُ البَدَنِ الصِّيَامُ,
وَالدَّاعِي بِلاَ عَمَلٍ كَالرَّامِي بِلاَ وَتَرٍ,
وَاسْتَنْزِلُوا الرِّزْقَ بِالصَّدَقَةِ, وَحَصِّنُوا
أَمْوَالَكم بِالزَّكَاةِ, وَمَا عَالَ مَنِ اقْتَصَدَ,
وَالتَّقدِيرُ نِصْفُ العَيْشِ, وَقِلَّةُ العِيَالِ
أَحَدُ اليَسَارَيْنِ, وَمَنْ أَحْزَنَ وَالِدَيْه فَقَدْ
عَقَّهُمَا, وَمَنْ ضَرَبَ بِيَدِهِ عَلَى فَخِذِه عِنْدَ
مُصِيْبَةٍ فَقَدْ حَبِطَ أَجرُهُ وَالصَّنِيعَةُ لاَ
تَكُوْنُ صَنِيْعَةً إلَّا عِنْدَ ذِي حَسَبٍ أَوْ دِيْنٍ,
والله ينزل الصبر على قدر المصيبة, وَيُنْزِلُ الرِّزقَ
عَلَى قَدرِ المُؤنَةِ, وَمَنْ قَدَّرَ مَعِيْشَتَه
رَزَقَهُ اللهُ, وَمَنْ بَذَّرَ مَعِيْشَتَه حَرَمَهُ
اللهُ.
وَعَنْ رَجُلٍ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِ جَعْفَرِ بنِ
مُحَمَّدٍ قَالَ: رَأَيْتُ جَعْفَراً يُوْصِي مُوْسَى
يَعْنِي ابْنَهُ يَا بُنَيَّ مَنْ قَنعَ بِمَا قُسِمَ لَهُ
اسْتَغْنَى وَمَنْ مَدَّ عَيْنَيْهِ إِلَى مَا فِي يَدِ
غَيْرِه مَاتَ فَقِيْراً, وَمَنْ لَمْ يَرضَ بِمَا قُسِمَ
لَهُ اتَّهمَ اللهَ فِي قَضَائِهِ, وَمَنِ اسْتَصْغَرَ
زَلَّةَ غَيْرِه اسْتَعْظَمَ زَلَّةَ نَفْسِه, وَمَنْ
كَشَفَ حِجَابَ غَيْرِه انكَشَفَتْ عَوْرَتُهُ, وَمَنْ
سَلَّ سَيْفَ البَغْيِ قُتِلَ بِهِ, وَمَنِ احْتَفَرَ
بِئْراً لأَخِيْهِ أَوقَعَهُ اللهُ فِيْهِ, وَمَنْ دَاخَلَ
السُّفَهَاءَ حُقِّرَ, وَمَنْ خَالطَ العُلَمَاءَ, وُقِّرَ
وَمَنْ دَخَلَ مَدَاخِلَ السُّوءِ اتُّهِمَ يَا بُنَيَّ
إِيَّاكَ أَنْ تُزرِيَ بِالرِّجَالِ فَيُزْرَى بِكَ,
وَإِيَّاكَ وَالدُّخُوْلَ فِيْمَا لاَ يَعْنِيكَ فَتَذِلَّ
لِذَلِكَ, يَا بُنَيَّ قُلِ الحَقَّ لَكَ وَعَلَيْكَ
تُسْتَشَارُ مِنْ بَيْنِ أَقْرِبَائِكَ, كُنْ لِلْقُرْآنِ
تَالِياً, وَللإِسْلاَمِ فَاشِياً, وَللمَعْرُوْفِ آمِراً,
وَعَنِ المُنْكرِ نَاهِياً, وَلِمَنْ قَطَعَكَ وَاصِلاً,
وَلِمَنْ سَكَتَ عَنْكَ مُبتَدِئاً, وَلِمَنْ سَألَكَ
مُعطِياً, وَإِيَّاكَ وَالنَّمِيْمَةَ فَإِنَّهَا تَزرَعُ
الشَّحْنَاءَ فِي القُلُوْبِ, وَإِيَّاكَ وَالتَّعَرُّضَ
لِعُيُوْبِ النَّاسِ فَمَنْزِلَةُ المُتَعَرِّضِ لِعُيُوبِ
النَّاسِ كَمَنْزِلَةِ الهَدَفِ, إِذَا طَلَبْتَ الجُوْدَ
فَعَلَيْكَ بِمَعَادِنِهِ, فَإِنَّ لِلْجُوْدِ مَعَادِنَ,
وَللمَعَادِنِ أُصُوْلاً, وَللأُصُوْلِ فُرُوعاً,
وَلِلفُرُوعِ ثَمَراً, وَلاَ يَطِيْبُ ثَمَرٌ إلَّا
بِفَرعٍ, وَلاَ فَرعٌ إلَّا بِأَصلٍ, وَلاَ أَصلٌ إلَّا
بِمَعدنٍ طَيِّبٍ زُرِ الأَخْيَارَ, وَلاَ تَزُرِ
الفُجَّارَ, فَإِنَّهُم صَخْرَةٌ لاَ يَتَفَجَّرُ مَاؤُهَا
وَشَجَرَةٌ لاَ يَخضَرُّ وَرَقُهَا وَأَرْضٌ لاَ يظهر
عشبها.
(6/367)
وَعَنْ عَائِذِ بنِ حَبِيْبٍ: قَالَ
جَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدٍ: لاَ زَادَ أَفْضَلُ مِنَ
التَّقوَى, وَلاَ شَيْءَ أَحْسَنُ مِنَ الصَّمتِ وَلاَ
عَدوَّ أَضرُّ مِنَ الجَهْلِ, وَلاَ دَاءَ أَدْوَأُ مِنَ
الكَذِبِ.
وَعَنْ يَحْيَى بنِ الفُرَاتِ: أَنَّ جَعْفَراً
الصَّادِقَ, قَالَ: لاَ يَتِمُّ المَعْرُوْفُ إلَّا
بِثَلاَثَةٍ: بِتَعجِيْلِه, وَتَصْغِيْرِه وَسَترِه.
كَتبَ إِلَيَّ أَحْمَدُ بنُ أَبِي الخَيْرِ، عَنْ أَبِي
المَكَارِمِ اللَّبَّانِ، أَنْبَأَنَا الحَدَّادُ، أنبأنا
أبو نعيم، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ جَعْفَرِ بنِ سَلْمٍ،
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ عَلِيٍّ الأَبَّارُ، حدثنا منصور
ابن أَبِي مُزَاحِمٍ، حَدَّثَنَا عَنْبَسَةُ الخَثْعَمِيُّ
وَكَانَ مِنَ الأَخْيَارِ سَمِعْتُ جَعْفَرَ بنَ مُحَمَّدٍ
يَقُوْلُ: إِيَّاكُم وَالخُصُومَةَ فِي الدِّيْنِ,
فَإِنَّهَا تَشغَلُ القَلْبَ, وَتُورِثُ النِّفَاقَ.
وَيُرْوَى أَنَّ أَبَا جَعْفَرٍ المَنْصُوْرَ وَقَعَ
عَلَيْهِ ذُبَابٌ, فَذَبَّهُ عَنْهُ, فَأَلَحَّ, فَقَالَ
لِجَعْفَرٍ: لِمَ خَلَقَ اللهُ الذُّبَابَ؟ قَالَ:
لِيُذِلَّ بِهِ الجَبَابِرَةَ.
وَعَنْ جَعْفَرِ بنِ مُحَمَّدٍ: إِذَا بَلَغَكَ، عَنْ
أَخِيْكَ مَا يَسُوؤُكَ, فَلاَ تَغتَمَّ, فَإِنَّهُ إِنْ
كَانَ كَمَا يَقُوْلُ كَانَتْ عُقوبَةً عُجِّلَتْ وَإِنْ
كَانَ عَلَى غَيْرِ مَا يَقُوْلُ كَانَتْ حَسَنَةً لَمْ
تَعْمَلْهَا.
قَالَ مُوْسَى عَلَيْهِ السَّلاَمُ-: يَا رَبِّ!
أَسْأَلُكَ إلَّا يَذْكُرَنِي أَحَدٌ إلَّا بِخَيْرٍ.
قَالَ: مَا فَعَلتُ ذَلِكَ بِنَفْسِي.
أَخْبَرَنَا وَحَدَّثَنَا، عَنْ سَعِيْدِ بنِ مُحَمَّدِ
بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَطَّافٍ، أَنْبَأَنَا أَبُو القَاسِمِ
بنُ السَّمَرْقَنْدِيِّ حَدَّثَنِي الحُمَيْدِيُّ،
أَنْبَأَنَا الحُسَيْنُ بنُ مُحَمَّدٍ المَالِكِيُّ
القَيْسِيُّ بِمِصْرَ، أَنْبَأَنَا عَبْدُ الكَرِيْمِ بنُ
أَحْمَدَ بنِ أَبِي جِدَارٍ أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ
الحَسَنُ بنُ رُخَيْمٍ، حَدَّثَنَا هَارُوْنُ بنُ أَبِي
الهَيْذَامِ، أَنْبَأَنَا سُوَيْدُ بنُ سَعِيْدٍ قَالَ
قَالَ الخَلِيْلُ بنُ أَحْمَدَ سَمِعْتُ سُفْيَانَ
الثَّوْرِيَّ يَقُوْلُ قَدِمْتُ مَكَّةَ فَإِذَا أَنَا
بِأَبِي عَبْدِ اللهِ جَعْفَرِ بنِ مُحَمَّدٍ قَدْ أَنَاخَ
بِالأَبْطَحِ فَقُلْتُ: يَا ابْنَ رَسُوْلِ اللهِ لِمَ
جُعِلَ المَوْقِفُ مِنْ وَرَاءِ الحَرَمِ وَلَمْ يُصَيَّرْ
فِي المَشْعَرِ الحَرَامِ فَقَالَ: الكَعْبَةُ بَيْتُ
اللهِ وَالحَرَمُ حِجَابُه وَالمَوْقِفُ بَابُه فَلَمَّا
قَصَدَه الوَافِدُوْنَ أَوْقَفَهَم بِالبَابِ
يَتَضَرَّعُوْنَ فَلَمَّا أَذِنَ لَهُم فِي الدُّخُولِ
أَدْنَاهُم مِنَ البَابِ الثَّانِي وَهُوَ المُزْدَلِفَةُ
فَلَمَّا نَظَرَ إِلَى كثرة تضرعهم وطول اجتهادهم رحمهم
فلما رَحِمَهُم أَمَرَهُم بِتَقْرِيْبِ قُربَانِهم
فَلَمَّا قَرَّبُوا قُربَانَهم وَقَضَوْا تَفَثَهُم
وَتَطَهَّرُوا مِنَ الذُّنُوْبِ الَّتِي كَانَتْ حِجَاباً
بَيْنَهُ وَبَيْنَهُم أَمَرَهُم بِزِيَارَةِ بَيْتِه عَلَى
طَهَارَةٍ قَالَ فَلِمَ كُرِهَ الصَّومُ أَيَّامَ
التَّشرِيْقِ قَالَ لأَنَّهم فِي ضِيَافَةِ اللهِ وَلاَ
يَجِبُ عَلَى الضَّيفِ أَنْ يَصُوْمَ عِنْدَ مَنْ أَضَافَه
قُلْتُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ, فَمَا بَالُ النَّاسِ
يَتَعَلَّقُوْنَ بأستار الكعبة وهي
(6/368)
خرق لا تنقع شيئًا؟ قال: ذاك مِثْلُ رَجُلٍ
بَيْنَهُ وَبَيْنَ رَجُلٍ جُرمٌ, فَهُوَ يَتَعَلَّقُ بِهِ,
وَيَطُوفُ حَوْلَه, رَجَاءَ أَنْ يَهَبَ لَهُ ذَلِكَ,
ذَاكَ الجُرمَ.
وَمِنْ بَلِيْغِ قَوْلِ جَعْفَرٍ, وَذُكِرَ لَهُ بُخلُ
المَنْصُوْرِ, فَقَالَ: الحَمْدُ للهِ الَّذِي حَرَمَه
مِنْ دُنْيَاهُ مَا بَذَلَ لأَجَلِه دِيْنَهُ.
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ فِي كِتَابِهِ،
أَنْبَأَنَا عُمَرُ بنُ مُحَمَّدٍ، أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ
بنُ عَبْدِ البَاقِي الأَنْصَارِيُّ، أَنْبَأَنَا أَبُو
الحُسَيْنِ بنُ المُهْتَدِي بِاللهِ، أَنْبَأَنَا عُبَيْدُ
اللهِ بنُ أَحْمَدَ الصَّيْدَلاَنِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو
طَالِبٍ عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ الكَاتِبُ، حَدَّثَنَا
عِيْسَى بنُ أَبِي حَرْبٍ الصَّفَّارُ، عَنِ الفَضْلِ بنِ
الرَّبِيْعِ، عَنْ أَبِيْهِ قال: دعاني المنصور فقال: إن
جعفر ابن مُحَمَّدٍ يُلحِدُ فِي سُلْطَانِي, قَتَلَنِي
اللهُ إِنْ لَمْ أَقتُلْهُ فَأَتَيْتُهُ فَقُلْتُ: أَجِبْ
أَمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ فَتَطَهَّرَ, وَلَبِسَ ثِيَاباً
-أَحْسِبُهُ قَالَ: جُدُداً فَأَقبَلْتُ بِهِ
فَاسْتَأْذَنتُ لَهُ فَقَالَ: أَدخِلْهُ قَتَلنِي اللهُ
إِنْ لَمْ أَقتُلْهُ فَلَمَّا نَظَرَ إِلَيْهِ مُقْبِلاً
قَامَ مِنْ مَجْلِسِه فَتَلَقَّاهُ وَقَالَ: مَرْحَباً
بِالنَّقِيِّ السَّاحَةِ البَرِيْءِ مِنَ الدَّغَلِ
وَالخِيَانَةِ أَخِي وَابْنِ عَمِّي فَأَقعَدَهُ مَعَهُ
عَلَى سَرِيْرِه وَأَقْبَلَ عَلَيْهِ بِوَجْهِهِ
وَسَأَلَه، عَنْ حَالِه ثُمَّ قَالَ: سَلْنِي، عَنْ
حَاجَتِكَ فَقَالَ: أَهْلُ مَكَّةَ وَالمَدِيْنَةِ قَدْ
تَأَخَّرَ عَطَاؤُهُم فَتَأْمُرَ لَهُم بِهِ قَالَ:
أَفْعَلُ ثُمَّ قَالَ: يَا جَارِيَةُ ائْتِنِي
بِالتُّحْفَةِ فَأَتَتْهُ بِمُدْهنٍ زُجَاجٍ فِيْهِ
غَالِيَةٌ فَغَلَّفَه بِيَدِهِ, وَانْصَرَفَ فَاتَّبَعْتُه
فَقُلْتُ: يَا ابْنَ رَسُوْلِ اللهِ أَتَيْتُ بِكَ وَلاَ
أَشُكُّ أَنَّهُ قَاتِلُكَ فَكَانَ مِنْهُ مَا رَأَيْتَ
وَقَدْ رَأَيْتُكَ تُحَرِّكُ شَفَتَيْكَ بِشَيْءٍ عِنْدَ
الدُّخُولِ فَمَا هُوَ قَالَ قُلْتُ: اللَّهُمَّ احرُسْنِي
بِعَيْنِكَ الَّتِي لاَ تَنَامُ, وَاكْنُفْنِي بِرُكنِكَ
الَّذِي لاَ يُرَامُ, وَاحْفَظْنِي بِقُدرَتِكَ عَلَيَّ,
وَلاَ تُهلِكْنِي, وَأَنْتَ رَجَائِي رَبِّ كَمْ مِنْ
نَعمَةٍ أَنْعَمتَ بِهَا عَلَيَّ قَلَّ لَكَ عِنْدَهَا
شُكرِي, وَكَم مِنْ بَلِيَّةٍ ابْتَلَيْتَنِي بِهَا قَلَّ
لَهَا عِنْدَك صَبْرِي, فَيَا مَنْ قَلَّ عِنْدَ نِعمَتِه
شُكرِي فَلَمْ يَحرِمْنِي وَيَا مَنْ قَلَّ عِنْدَ
بَلِيَّتِهِ صَبْرِي فَلَمْ يَخْذُلْنِي وَيَا مَنْ رَآنِي
على المعاصي فلم يفضحني, وياذا النعم التي لا تحصى أبدا,
وياذا المَعْرُوْفِ الَّذِي لاَ يَنْقَطِعُ أَبَداً
أَعِنِّي عَلَى دِيْنِي بِدُنْيَا, وَعَلَى آخِرَتِي
بِتَقْوَى, وَاحفَظْنِي فِيْمَا غِبتُ عَنْهُ, وَلاَ
تَكِلْنِي إِلَى نَفْسِي فِيْمَا خَطَرتُ يَا مَنْ لاَ
تَضُرُّه الذُّنُوبُ, وَلاَ تَنقُصُه المَغْفِرَةُ اغْفِرْ
لِي مَا لاَ يَضُرُّكَ وَأَعْطِنِي مَا لاَ يَنْقُصُكَ يَا
وَهَّابُ أَسْأَلُك فَرَجاً قَرِيْباً وَصَبراً جَمِيْلاً,
وَالعَافِيَةَ مِنْ جَمِيْعِ البَلاَيَا, وَشُكرَ
العَافِيَةِ.
فَأَعْلَى مَا يَقَعُ لَنَا مِنْ حَدِيْثِ جَعْفَرٍ
الصَّادِقِ: مَا أَنْبَأَنَا الإِمَامُ أَبُو مُحَمَّدٍ
بنُ قُدَامَةَ الحَاكِمُ, وَطَائِفَةٌ قَالُوا:
أَنْبَأَنَا عُمَرُ بنُ مُحَمَّدٍ، أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ
بنُ الحَسَنِ، أَنْبَأَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الجَوْهَرِيُّ،
أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ القَطِيْعِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو
مُسْلِمٍ الكَجِّيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، عَنْ
جَعْفَرِ بنِ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنِي
(6/369)
أَبِي قَالَ عُمَرُ بنُ الخَطَّابِ مَا
أَدْرِي مَا أَصْنَعُ بِالمَجُوْسِ فَقَامَ عَبْدُ
الرَّحْمَنِ بنُ عَوْفٍ قَائِماً فَقَالَ: سَمِعْتُ
رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-
يَقُوْلُ "سُنُّوا بِهِم سُنَّةَ أهل الكتاب"1.
هَذَا حَدِيْثٌ عَالٍ فِي إِسْنَادِهِ انْقِطَاعٌ.
أَخْبَرَنَا أَبُو المَعَالِي أَحْمَدُ بنُ المُؤَيَّدِ،
أَنْبَأَنَا زَكَرِيَّا بنُ عَلِيِّ بنِ حَسَّانٍ "ح"
وَأَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ وَمُحَمَّدُ بنُ
إِبْرَاهِيْمَ وَعَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ وَجَمَاعَةٌ
قَالُوا: أَنْبَأَنَا أَبُو المُنَجِّى عَبْدُ اللهِ بنُ
عُمَرَ قَالاَ، أَنْبَأَنَا عَبْدُ الأَوَّلِ بنُ عِيْسَى
قَالَ: أَخْبَرَتْنَا أُمُّ الفَضْلِ بِيْبَى بِنْتُ
عَبْدِ الصَّمَدِ الهَرْثَمِيَّةُ، أَنْبَأَنَا عَبْدُ
الرَّحْمَنِ بنُ أَحْمَدَ الأَنْصَارِيُّ، أَنْبَأَنَا
عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا مُصْعَبُ بنُ
عَبْدِ اللهِ حَدَّثَنِي مَالِكٌ، عَنْ جَعْفَرِ بنِ
مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ جَابِرٍ أَنَّ رَسُوْلَ
اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَانَ إِذَا
وَقفَ عَلَى الصَّفَا كَبَّرَ ثَلاَثاً وَيَقُوْلُ: "لاَ
إِلَهَ إلَّا اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيْكَ لَهُ لَهُ
المُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلّ شَيْءٍ
قَدِيرٍ" يَصْنَعُ ذَلِكَ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ وَيَصْنَعُ
عَلَى المَرْوَةِ مِثْلَ ذَلِكَ وَكَانَ إِذَا نَزَلَ مِنَ
الصَّفَا مَشَى حَتَّى إِذَا انْصبَّتْ قَدمَاهُ فِي
بَطْنِ الوَادِي سعى حتى يخرج منه رواه مسلم2.
__________
1 ضعيف بهذا اللفظ: أخرجه مالك "1/ 278"، ومن طريقه
الشافعي "1182"، والبيهقي "9/ 189" عن جعفر بن محمد بن
علي، عن أبيه، به.
قلت: إسناده ضعيف، محمد بنِ عَلِيِّ بنِ الحُسَيْنِ بنِ
عَلِيِّ بنِ أبي طالب، لم يدرك عمر بن الخطاب، فالإسناد
معضل. لكن للحديث شاهد من حديث السائب بن يزيد قَالَ:
شَهِدْتُ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ فِيْمَا عهد إلى العلاء حين وجهه إلى اليمن قال:
ولا يحل لأحد جهل الفرض والسنن، ويحل له ما سوى ذلك، وكتب
للعلاء: أن سنوا بالمجوس سنة أهل الكتاب". وأورده الهيثمي
في "مجمع الزوائد" "6/ 13" وقال: "رواه الطبراني وفيه من
لم أعرفه".
قلت: والحديث قال ابن كثير في "تفسيره" "3/ 80" وقال: لم
يثبت بهذا اللفظ". لكن صح عن بجالة بن عبدة قال: كنت كاتبا
لجزء من معاوية عم الأحنف، فأتانا كتاب عمر بن الخطاب قبل
موته بسنة: فرقا بين كل ذي محرم من المجوس. وَلَمْ يَكُنْ
عُمَرُ أَخَذَ الجِزْيَةَ مِنَ المَجُوسَ حَتَّى شَهِدَ
عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عَوْفٍ أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخَذَهَا من مجوس
هجر".
أخرجه الطيالسي "225"، والشافعي في "الرسالة" "1183"، وعبد
الرزاق "9973"، و"1939"، والحميدي "64"، وأحمد "1/ 190-
191 و194"، وأبو عبيد في الأموال "77"، وابن أبي شيبة "12/
243"، والبخاري "3156"، و"3157"، واللفظ له، وأبو داود
"3043"، والترمذي "1587"، والنسائي في "الكبير" "8768"،
والبزار "1060"، وابن الجارود "1105"، وأبو يعلى "860"،
والبيهقي "8/ 247- 248" و"9/ 189"، والبغوي "2750" عن
بجالة بن عبدة، به.
2 صحيح: أخرجه مسلم "1218".
(6/370)
وَبِهِ إِلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ
أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا
عَبْدُ الوَهَّابِ بنُ فليح المقرىء بِمَكَّةَ، حَدَّثَنَا
عَبْدُ اللهِ بنُ مَيْمُوْنٍ القَدَّاحُ، عَنْ جَعْفَرِ
بنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ جَابِرِ بنِ عَبْدِ
اللهِ قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لاَ يُؤْمِنُ مُؤْمِنٌ حَتَّى
يُؤْمِنَ بِالقَدَرِ كُلِّهِ, حَتَّى يَعْلَمَ أَنَّ مَا
أَصَابَهُ لَمْ يَكُنْ لِيُخْطِئَهُ, وَمَا أَخْطَأَهُ
لَمْ يَكُنْ لِيُصِيْبَهُ" 1.
هَذَا حَدِيْثٌ غَرِيْبٌ, فِيْهِ نَكَارَةٌ, تَفَرَّد
بِهِ: القَدَّاحُ. وَقَدْ قَالَ البُخَارِيُّ: ذَاهبُ
الحَدِيْثِ. أَخْرَجَهُ: أَبُو عِيْسَى، عَنْ زِيَادِ بنِ
يَحْيَى عَنْهُ, فَوَقَعَ بَدَلاً بِعُلُوِّ درجة.
قَالَ المَدَائِنِيُّ, وَشَبَابٌ العُصْفُرِيُّ,
وَعِدَّةٌ: مَاتَ جَعْفَرٌ الصَّادِقُ فِي سَنَةِ ثَمَانٍ
وَأَرْبَعِيْنَ وَمائَةٍ. وَقَدْ مَرَّ أَنَّ مَوْلِدَه
سَنَةَ ثَمَانِيْنَ. أَرَّخَهُ: الجِعَابِيُّ2 وَأَبُو
بَكْرٍ بنُ مَنْجَوَيْه, وَأَبُو القَاسِمِ
اللاَّلْكَائِيُّ3 فَيَكُوْنُ عُمُرُه ثَمَانِياً
وَسِتِّيْنَ سَنَةً -رَحِمَهُ اللهُ-.
لَمْ يُخَرِّجْ لَهُ البُخَارِيُّ فِي "الصَّحِيْحِ" بَلْ
فِي كِتَابِ "الأَدَبِ", وَغَيْرِه.
وَلَهُ عِدَّةُ أَوْلاَدٍ: أَقدمُهُم إِسْمَاعِيْلُ بنُ
جَعْفَرٍ: وَمَاتَ شَابّاً فِي حَيَاةِ أَبِيْهِ, سَنَةَ
ثَمَانٍ وَثَلاَثِيْنَ وَمائَةٍ, وَخلَّفَ مُحَمَّداً,
وَعَلِيّاً, وَفَاطِمَةَ فَكَانَ لِمُحَمَّدٍ مِنَ
الوَلَدِ جَعْفَرٌ, وَإِسْمَاعِيْلُ فَقَطْ فَوَلَدَ
جَعْفَرٌ مُحَمَّداً وَأَحْمَدَ دَرَجَ, وَلَمْ يُعْقِبْ
فَوُلِدَ لِمُحَمَّدِ بنِ جَعْفَرٍ جعفر وإسماعيل
__________
1 صحيح بطريقه: أخرجه الترمذي "2145"، وابن عدي في
"الكامل" "4/ 187-188"، من طريق عبد الله بن ميمون، عَنْ
جَعْفَرِ بنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ جابر بن عبد
الله مرفوعا.
وقال الترمذي: حديث غريب لاَ نَعْرِفُهُ إِلاَّ مِنْ
حَدِيْثِ عَبْدِ اللهِ بن ميمون، وهو منكر الحديث".
قلت: إسناده واه بمرة، آفته عبد الله بن ميمون القداح،
منكر الحديث كما قال الترمذي. لكن الحديث جاء من طرق
مفرقا: فرواه عَمْرِو بنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ
جَدِّهِ مرفوعا إلى قوله "خيره وشره": أخرجه الآجري في
"الشريعة" "ص188" من طرق عن عمرو بن شعيب، به. وإسناده
حسن.
وورد عن عكرمة بن عمار، عن شداد، عن ابن عمر مرفوعا به
نحوه. عند اللالكائي.
وورد عن إسماعيل بن أبي الحكم الثقفي قال: حدثني ابن أَبِي
حَازِمٍ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ سَهْلِ بنِ سعد الساعدي
مرفوعا به. أخرجه اللالكائي، والطبراني في "الكبير" "6/
5900". وإسناده حسن وله طرق أخرى عن أنس عند ابن عساكر في
"تاريخه"، وعن عبادة بن الصامت عند الآجري "ص177" وأحمد
"5/ 317"، وابن أبي عاصم في "السنة" "111" فالحديث صحيح
بطرقه والله أعلم.
2 هو: الحَافِظُ البَارعُ العَلاَّمَةُ، قَاضِي
المَوْصِلِ، أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ عُمَرَ بنِ
مُحَمَّدِ بنِ سَلْمٍ التَّمِيْمِيُّ البَغْدَادِيُّ
الجِعَابِيُّ، مولدُهُ فِي صَفَرٍ سَنَةَ أربع وثمانين
ومائتين. ومات فِي رَجَبٍ سَنَةَ خَمْسٍ وَخَمْسِيْنَ
وَثَلاَثِ مائَةٍ.
3 هو: الإمام أَبُو القَاسِمِ هِبَةُ اللهِ بنُ الحَسَنِ
بنِ منصور الطبري الرازي الحافظ الفقيه الشافعي محدث
بغداد، ترجمه الحافظ الذهبي في "تذكرة الحفاظ" "3/ 1083".
(6/371)
وَأَحْمَدُ, وَحَسَنٌ. فَوُلدَ لِحَسَنٍ:
جَعْفَرٌ الَّذِي مَاتَ بِمِصْرَ, سنَةَ ثَلاَثٍ
وَتِسْعِيْنَ وَمائَتَيْنِ، وَخلَّفَ ابْنَه مُحَمَّداً,
فَجَاءهُ خَمْسَةُ بَنِيْنَ. وَوُلِدَ لإِسْمَاعِيْلَ بنِ
مُحَمَّدٍ: أَحْمَدُ وَيَحْيَى وَمُحَمَّدٌ وَعَلِيٌّ
دَرَجَ, وَلَمْ يُعْقِبْ. فَوُلِدَ لأَحْمَدَ جَمَاعَةُ
بَنِيْنَ: مِنْهُم إِسْمَاعِيْلُ بنُ أَحْمَدَ,
المُتَوْفَى بِمِصْرَ سَنَةَ خَمْسٍ وَعِشْرِيْنَ
وَثَلاَثِ مائَةٍ فَبنُو مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيْلَ بنِ
جَعْفَرٍ عَددٌ كَثِيْرٌ كَانُوا بِمِصْرَ وَبِدِمَشْقَ
قَدِ اسْتَوْعَبَهُمْ الشَّرِيْفُ العَابِدُ أَبُو
الحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ الحُسَيْنِ بنِ
أَحْمَدَ بنِ إِسْمَاعِيْلَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ
إِسْمَاعِيْلَ بنِ جَعْفَرٍ الصَّادِقِ وَيُعْرَفُ هَذَا
بِأَخِي مُحَسِّنٍ كَانَ يَسْكُنُ بِبَابِ تُوْمَا1, مَاتَ
قَبْلَ الأَرْبَعِ مائَةٍ, وَذَكَرَ مِنْهُم قَوْماً
بِالكُوْفَةِ, وَبَالَغَ فِي نَفْيِ عُبَيْدِ اللهِ
المَهْدِيِّ مِنْ أَنْ يَكُوْنَ مِنْ هَذَا النَّسَبِ
الشريف, وألف كتابا في أنه دُعِيَ, وَأَنَّ نِحْلَتَهُ
خَبِيْثَةٌ, مَدَارُهَا عَلَى المِخرقَةِ وَالزَّنْدَقَةِ.
رَجَعْنَا إِلَى تَتِمَّةِ آلِ جَعْفَرٍ الصَّادِقِ,
فأجلهم وأشرفهم ابنه:
__________
1 باب توما من أحياء دمشق الشرقية.
(6/372)
949- موسى
الكاظم 2: "ت, ق"
الإِمَامُ, القُدْوَةُ السَّيِّدُ, أَبُو الحَسَنِ
العَلَوِيُّ, وَالِدُ الإِمَامِ عَلِيِّ بنِ مُوْسَى
الرِّضَى, مَدَنِيٌّ نَزَلَ بَغْدَادَ.
وَحَدَّثَ بِأَحَادِيْثَ، عَنْ أَبِيْهِ وَقِيْلَ: إِنَّهُ
رَوَى، عَنْ: عَبْدِ اللهِ بنِ دِيْنَارٍ, وَعَبْدِ
المَلِكِ بنِ قُدَامَةَ.
حَدَّثَ عَنْهُ: أَوْلاَدُهُ عَلِيٌّ وَإِبْرَاهِيْمُ,
وَإِسْمَاعِيْلُ, وَحُسَيْنٌ, وَأَخَوَاهُ عَلِيُّ بنُ
جَعْفَرٍ, وَمُحَمَّدُ بنُ جَعْفَرٍ, وَمُحَمَّدُ بنُ
صَدَقَةَ العَنْبَرِيُّ, وَصَالِحُ بنُ يَزِيْدَ,
وَرِوَايَتُه يَسِيْرَةٌ؛ لأَنَّهُ مَاتَ قَبْلَ أَوَانِ
الرِّوَايَةِ رَحِمَهُ اللهُ.
ذَكَرهُ أَبُو حَاتِمٍ, فَقَالَ: ثِقَةٌ, صَدُوْقٌ,
إِمَامٌ مِنْ أَئِمَّةِ المُسْلِمِيْنَ.
قُلْتُ: لَهُ عِنْدَ التِّرْمِذِيِّ وَابْنِ مَاجَه
حَدِيْثَانِ.
قِيْلَ: إِنَّهُ وُلِدَ سَنَةَ ثمان وعشرين ومائة,
بالمدينة.
__________
1 باب توما من أحياء دمشق الشرقية.
2 ترجمته في الجرح والتعديل "8/ ترجمة 625"، تاريخ بغداد
"13/ 27"، موضح أوهام الجمع والتفريق "2/ 403"، وفيات
الأعيان "5/ ترجمة 746"، الكاشف "3/ ترجمة 5787"، العبر
"1/ 287 و340"، ميزان الاعتدال "4/ 201-202"، تهذيب
التهذيب "10/ 339"، خلاصة الخزرجي "3/ ترجمة 7257"، شذرات
الذهب "1/ 304".
(6/372)
قَالَ الخَطِيْبُ: أَقْدَمَهُ المَهْدِيُّ
بَغْدَادَ, وَرَدَّهُ ثُمَّ قَدِمَهَا, وَأَقَامَ
بِبَغْدَادَ فِي أَيَّامِ الرَّشِيْدِ قَدِمَ فِي صُحْبَةِ
الرَّشِيْدِ سَنَةَ تِسْعٍ وَسَبْعِيْنَ وَمائَةٍ,
وَحَبَسَه بِهَا إِلَى أَنْ تُوُفِّيَ فِي مَحْبَسِه.
ثُمَّ قَالَ الخَطِيْبُ: أَنْبَأَنَا الحَسَنُ بنُ أَبِي
بَكْرٍ، أَنْبَأَنَا الحَسَنُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ يَحْيَى
العَلَوِيُّ, حَدَّثَنِي جَدِّي يَحْيَى بنُ الحَسَنِ بنِ
عُبَيْدِ اللهِ بنِ الحُسَيْنِ بنِ عَلِيِّ بنِ
الحُسَيْنِ, قَالَ: كَانَ مُوْسَى بنُ جَعْفَرٍ يُدْعَى:
العَبْدَ الصَّالِحَ مِنْ عِبَادتِه وَاجْتِهَادِه.
رَوَى أَصْحَابُنَا: أَنَّهُ دَخَلَ مَسجدِ رَسُوْلِ اللهِ
-صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَسَجَدَ سَجْدَةً
فِي أَوَّلِ اللَّيْلِ, فَسُمِعَ وَهُوَ يَقُوْلُ فِي
سُجُوْدِه: عَظُمَ الذَّنْبُ عِنْدِي, فَلْيَحْسُنِ
العَفْوُ مِنْ عِنْدِكَ, يَا أَهْلَ التَّقْوَى وَيَا
أَهْلَ المَغْفِرَةِ فَجَعَلَ يُرَدِّدُهَا حَتَّى
أَصْبَحَ.
وَكَانَ سَخِيّاً كَرِيْماً يَبلُغُه، عَنِ الرَّجُلِ
أَنَّهُ يُؤذِيْه, فَيَبعَثُ إِلَيْهِ بِصُرَّةٍ فِيْهَا
أَلفُ دِيْنَارٍ, وَكَانَ يَصُرُّ الصُّرَرَ بِثَلاَثِ
مائَةِ دِيْنَارٍ وَأَرْبَعِ مائَةٍ، وَمائَتَيْنِ, ثُمَّ
يَقسِمُهَا بِالمَدِيْنَةِ, فَمَنْ جَاءتْه صُرَّةٌ,
اسْتَغنَى حِكَايَةٌ مُنْقَطِعَةٌ, مَعَ أَنَّ يَحْيَى بنَ
الحَسَنِ مُتَّهَمٌ.
ثُمَّ قَالَ يَحْيَى هَذَا: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيْلُ بنُ
يَعْقُوْبَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ
البَكْرِيُّ قَالَ: قَدِمْتُ المَدِيْنَةَ أَطْلُبُ بِهَا
دَيْناً, فَقُلْتُ: لَوْ أَتَيْتُ مُوْسَى بنَ جَعْفَرٍ,
فَشَكَوتُ إِلَيْهِ. فَأَتَيْتُهُ بِنَقَمَى1 فِي
ضَيْعَتِه فَخَرَجَ إِلَيَّ, وَأَكَلتُ مَعَهُ, فَذَكَرتُ
لَهُ قِصَّتِي, فَأَعْطَانِي ثَلاَثَ مائَةِ دِيْنَارٍ.
ثُمَّ قَالَ يَحْيَى: وَذَكَرَ لِي غَيْرُ وَاحِدٍ أَنَّ
رَجُلاً مِنْ آلِ عُمَرَ كَانَ بِالمَدِيْنَةِ يُؤذِيْهِ,
وَيَشتُمُ عَلِيّاً, وَكَانَ قَدْ قَالَ لَهُ بَعْضُ
حَاشِيَتِه: دَعْنَا نَقْتُلْهُ فَنَهَاهُم وَزَجَرَهُم.
وَذُكِرَ لَهُ: أَنَّ العُمَرِيَّ يَزْدَرِعُ بِأَرْضٍ,
فَرَكِبَ إِلَيْهِ فِي مَزرَعَتِه, فوجده فدخل بحماره,
فصاح العمري: لا توطىء زرعنا فوطىء بِالحِمَارِ, حَتَّى
وَصَلَ إِلَيْهِ فَنَزَلَ عِنْدَه وَضَاحَكَه وَقَالَ:
كَمْ غَرِمتَ فِي زَرعِكَ هَذَا قَالَ: مائَةُ دِيْنَارٍ
قَالَ: فَكَم تَرجُو؟ قَالَ: لاَ أعلم الغيب وأرجو إن
يجيئني مئتا دينار فأعطاه ثلاث مائة دينار. وَقَالَ: هَذَا
زَرعُكَ عَلَى حَالِه فَقَامَ العُمَرِيُّ فَقَبَّلَ
رَأْسَه وَقَالَ: اللهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رسالاته
وجعل لَهُ كُلَّ وَقْتٍ فَقَالَ: أَبُو الحَسَنِ
لِخَاصَّتِه الَّذِيْنَ أَرَادُوا قَتْلَ العُمَرِيِّ
أَيُّمَا هُوَ خَيْرٌ مَا أَرَدْتُم أَوْ مَا أَرَدْتُ
أَنْ أُصلِحَ أَمرَهُ بِهَذَا المِقْدَارِ؟.
قُلْتُ: إِنْ صَحَّتْ, فَهَذَا غَايَةُ الحِلْمِ
وَالسَّمَاحَةِ.
قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ المَحَامِلِيُّ: حَدَّثَنَا
عَبْدُ اللهِ بنُ أَبِي سَعْدٍ, حدثني محمد بن الحسين
__________
1 هو: جانب أحد بالمدينة المنورة، كان لآل أبي طالب.
(6/373)
الكِنَانِيُّ اللَّيْثِيُّ, حَدَّثَنِي
عِيْسَى بنُ مُحَمَّدِ بنِ مُغِيْثٍ القُرَشِيُّ -وَبَلغَ
تِسْعِيْنَ سَنَةً- قَالَ: زَرَعتُ بِطِّيخاً, وَقِثَّاءً,
وَقَرعاً بِالجُوَّانِيَّةِ, فَلَمَّا قَرُبَ الخَيْرُ,
بَيَّتَنِي الجَرَادُ, فَأَتَى عَلَى الزَّرعِ كُلِّهِ,
وَكُنْتُ غَرِمتُ عَلَيْهِ وَفِي ثَمَنِ جَمَلَيْنِ مائَةً
وَعِشْرِيْنَ دِيْنَاراً. فَبَيْنَمَا أَنَا جَالِسٌ,
طَلعَ مُوْسَى بنُ جَعْفَرٍ, فَسَلَّمَ, ثُمَّ قَالَ:
أَيْش حَالُكَ فَقُلْتُ: أَصْبَحتُ كَالصَّرِيْمِ قَالَ:
وَكَم غَرِمتَ فِيْهِ قُلْتُ: مائَةً وَعِشْرِيْنَ
دِيْنَاراً مَعَ ثَمَنِ الجَمَلَيْنِ وَقُلْتُ: يَا
مُبَارَكُ ادْخُلْ وَادْعُ لِي فِيْهَا فَدَخَلَ وَدَعَا.
وَحَدَّثَنِي عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ- أَنَّهُ قَالَ: "تَمَسَّكُوا بِبَقَايَا
المَصَائِبِ"1 ثُمَّ عَلَّقْتُ عَلَيْهِ الجَمَلَيْنِ
وَسَقَيْتُه, فَجَعَلَ اللهُ فِيْهَا البَرَكَةَ زَكَتْ,
فَبِعتُ مِنْهَا بِعَشْرَةِ آلاَفٍ.
الصُّوْلِيُّ: حَدَّثَنَا عَوْنُ بنُ مُحَمَّدٍ سَمِعْتُ
إِسْحَاقَ المَوْصِلِيَّ غَيْرَ مرَّةٍ يَقُوْلُ:
حَدَّثَنِي الفَضْلُ بنُ الرَّبِيْعِ، عَنْ أَبِيْهِ,
قَالَ: لَمَّا حَبَسَ المَهْدِيُّ مُوْسَى بنَ جَعْفَرٍ
رَأَى فِي النَّوْمِ عَلِيّاً يَقُوْلُ: يَا مُحَمَّدُ
{فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا
فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُم} [مُحَمَّدٌ:
22] . قَالَ الرَّبِيْعُ: فَأَرْسَلَ إِلَيَّ لَيْلاً,
فَرَاعَنِي, فَجِئْتُهُ, فَإِذَا هُوَ يَقْرَأُ هَذِهِ
الآيَةَ, وَكَانَ أَحْسَنَ النَّاسِ صَوْتاً, وَقَالَ:
عَلَيَّ بِمُوْسَى بنِ جَعْفَرٍ. فَجِئْتُه, بِهِ
فَعَانَقَه وَأَجْلَسَهُ إِلَى جَنْبِهِ وَقَالَ: يَا أبا
الحسن إني رأيت أمير المُؤْمِنِيْنَ يَقْرَأُ عَلَيَّ
كَذَا فَتُؤْمِنِّي أَنْ تَخْرُجَ عَلَيَّ أَوْ عَلَى
أَحَدٍ مِنْ وَلَدِي فَقَالَ: لاَ وَاللهِ لاَ فَعَلتُ
ذَلِكَ وَلاَ هُوَ مِنْ شَأْنِي قَالَ صَدَقتَ يَا
رَبِيْعُ أَعْطِهِ ثَلاَثَةَ آلاَفِ دِيْنَارٍ وَرُدَّهُ
إِلَى أَهْلِهِ إِلَى المدينة فأحكمت أمره ليلًا فما
أصبحإلَّا وَهُوَ فِي الطَّرِيقِ خَوْفَ العَوَائِقِ.
وَقَالَ الخَطِيْبُ، أَنْبَأَنَا أَبُو العَلاَءِ
الوَاسِطِيُّ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بنُ شاهين، حدثنا الحسين
ابن القَاسِمِ حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بنُ وَهْبٍ أَخْبَرَنِي
عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ صَالِحٍ الأَزدِيُّ قَالَ: حَجَّ
الرَّشِيْدُ فَأَتَى قَبْرَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَمَعَهُ مُوْسَى بنُ جَعْفَرٍ
فَقَالَ: السَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا رَسُوْلَ اللهِ يَا
ابْنَ عَمِّ افْتِخَاراً عَلَى مَنْ حَوْلَه فَدَنَا
مُوْسَى وَقَالَ: السَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا أَبَةِ
فَتَغَيَّرَ وَجْهُ هَارُوْنَ وَقَالَ: هَذَا الفَخْرُ يَا
أَبَا الحَسَنِ حَقّاً.
قَالَ يَحْيَى بنُ الحَسَنِ العَلَوِيُّ: حَدَّثَنِي
عَمَّارُ بنُ أَبَانٍ قَالَ: حُبِسَ مُوْسَى بنُ جَعْفَرٍ
عِنْدَ السِّنْدِيِّ بنِ شَاهَكَ فَسَأَلتْهُ أُخْتُه أَنْ
تَوَلَّى حَبسَهُ وَكَانَتْ تَدَيَّنُ فَفَعَلَ فَكَانَتْ
عَلَى خِدمَتِه فَحُكِيَ لَنَا أَنَّهَا قَالَتْ: كَانَ
إِذَا صَلَّى العَتَمَةَ حَمِدَ اللهَ وَمَجَّدَهُ
وَدَعَاهُ فَلَمْ يَزَلْ كَذَلِكَ حَتَّى يَزُولَ
اللَّيْلُ فَإِذَا زَالَ اللَّيْلُ قَامَ يُصَلِّي حَتَّى
يُصَلِّيَ الصُّبحَ ثُمَّ يَذْكُرَ حتى تطلع الشمس
__________
1 منكر: نسبه صاحب كنز العمال "3/ 6659" إلى الديلمي في
"الفرودس"، وابن صصرى في أماليه عن موسى بن جعفر مرسلا.
(6/374)
ثُمَّ يَقعُدَ إِلَى ارْتفَاعِ الضُّحَى,
ثُمَّ يَتَهَيَّأَ, وَيَسْتَاكَ, وَيَأْكُلَ, ثُمَّ
يَرقُدَ إِلَى قَبْلِ الزَّوَالِ, ثُمَّ يَتَوَضَّأَ,
وَيُصَلِّيَ العَصْرَ, ثُمَّ يَذْكُرَ فِي القِبلَةِ
حَتَّى يُصَلِّيَ المَغْرِبَ, ثُمَّ يُصَلِّيَ مَا بَيْنَ
المَغْرِبِ إِلَى العَتَمَةِ.
فَكَانَتْ تَقُوْلُ: خَابَ قَوْمٌ تَعَرَّضُوا لِهَذَا
الرَّجُلِ. وَكَانَ عَبداً صَالِحاً.
وَقِيْلَ: بَعَثَ مُوْسَى الكَاظِمُ إِلَى الرَّشِيْدِ
برِسَالَةٍ مِنَ الحَبْسِ, يَقُوْلُ: إِنَّهُ لَنْ
يَنْقَضِيَ عَنِّي يَوْمٌ مِنَ البَلاَءِ, إلَّا انْقَضَى
عَنْكَ مَعَهُ يَوْمٌ مِنَ الرَّخَاءِ, حَتَّى نُفضِيَ
جَمِيْعاً إِلَى يَوْمٍ لَيْسَ لَهُ انْقِضَاءٌ, يَخسَرُ
فِيْهِ المُبْطِلُوْنَ.
وَعَنْ عَبْدِ السَّلاَمِ بنِ السِّنْدِيِّ, قَالَ: كَانَ
مُوْسَى عِنْدَنَا مَحْبُوْساً, فَلَمَّا مَاتَ, بَعَثنَا
إِلَى جَمَاعَةٍ مِنَ العُدُولِ مِنَ الكَرْخِ,
فَأَدخَلْنَاهُم عَلَيْهِ فَأَشْهَدنَاهُم عَلَى مَوْتِه,
وَدُفِنَ فِي مَقَابِرِ الشُّوْنِيْزِيَّةِ.
قُلْتُ: لَهُ مَشْهَدٌ عَظِيْمٌ مَشْهُوْرٌ بِبَغْدَادَ,
دُفِنَ مَعَهُ فِيْهِ حَفِيْدُه الجَوَادُ, وَلِوَلَدِهِ
عَلِيِّ بنِ مُوْسَى مَشْهَدٌ عَظِيْمٌ بِطُوْسَ.
وَكَانَتْ وَفَاةُ مُوْسَى الكَاظِمِ فِي رَجَبٍ, سنَةَ
ثَلاَثٍ وَثَمَانِيْنَ وَمائَةٍ. عَاشَ: خَمْساً
وَخَمْسِيْنَ سَنَةً. وَخَلَّفَ عِدَّةَ أَوْلاَدٍ,
الجَمِيْعُ مِنْ إِمَاءٍ: عَلِيٌّ, وَالعَبَّاسُ,
وَإِسْمَاعِيْلُ, وَجَعْفَرٌ, وَهَارُوْنُ وَحَسَنٌ,
وَأَحْمَدُ, وَمُحَمَّدٌ وَعُبَيْدُ اللهِ, وَحَمْزَةُ,
وَزَيْدٌ, وَإِسْحَاقُ, وَعَبْدُ ,اللهِ وَالحُسَيْنُ,
وَفَضْلٌ وَسُلَيْمَانُ سِوَى البَنَاتِ سَمَّى الجَمِيْعَ
الزُّبَيْرُ فِي "النَّسَبِ".
(6/375)
950- أشعث بن
عبد الله 1: "4, خت"
ابن جابر الأزدي ثُمَّ الحُدَّانِيُّ, البَصْرِيُّ,
الأَعْمَى. وَهُوَ الَّذِي يُقَالُ لَهُ: أَشْعَثُ
البَصْرِيُّ, وَأَشْعَثُ الأَعْمَى, وَأَشْعَثُ
الأَزْدِيُّ, وَأَشْعَثُ الحُمْلِيُّ.
رَوَى عَنْ: أَنَسِ بنِ مَالِكٍ, وَذَلِكَ فِي "سُنَنِ
أَبِي دَاوُدَ". وَعَنِ: الحَسَنِ, وَشَهْرِ بنِ حَوْشَبٍ,
وَمُحَمَّدِ بنِ سِيْرِيْنَ.
وَعَنْهُ: سِبْطُهُ نَصْرُ بنُ عَلِيٍّ الجَهْضَمِيُّ
الكَبِيْرُ, جَدُّ الحَافِظِ نَصْرِ بنِ عَلِيٍّ
الحَافِظِ. وَرَوَى عَنْهُ أَيْضاً مَعْمَرٌ, وَشُعْبَةُ,
وَيَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ, وَالأَنْصَارِيُّ, وآخرون.
وَكَانَ مِنْ عُلَمَاءِ البَصْرَةِ, كَأَشْعَثَ
الحُمْرَانِيِّ. وَهُوَ صَالِحُ الحَدِيْثِ. وَقَدْ
وَثَّقَهُ: النَّسَائِيُّ, وَغَيْرُهُ. وَفِي حَدِيْثِهِ
وَهْمٌ, أَوْرَدَه العُقَيْلِيُّ فِي "الضُّعَفَاءِ".
وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: يُعْتَبَرُ بِهِ.
مَعْمَرٌ عَنِ الأَشْعَثِ، عَنِ الحَسَنِ، عَنْ عَبْدِ
اللهِ بنِ مُغَفَّلٍ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- "لا يَبُوْلَنَّ أَحَدُكُم
فِي مُسْتَحَمِّهِ ثُمَّ يَتَوَضَّأُ فِيْهِ فَإِنَّ
عَامَّةَ الوَسْوَاسِ مِنْهُ"2.
قُلْتُ: مُرَادُه بِالوَسْوَاسِ: أَنْ يُصِيْبَه مَسٌّ
مِنَ الجَانِّ. وَمِنْهُ سُمِّيَ المُسرِفُ فِي المَاءِ:
مُوَسْوَساً, شُبِّهِ بِالمَجْنُوْنِ, وَلاَ سِيَّمَا
إِذَا كَبَّرَ أَحَدُهُم لِلْفَرِيْضَةِ. عَافَاهُمُ اللهُ
تعالى.
__________
1 ترجمته في التاريخ الكبير "1/ ترجمة 1394"، الجرح
والتعديل "2/ ترجمة 984"، ميزان الاعتدال "1/ 265"، تهذيب
التهذيب "1/ 355".
2 ضعيف: أخرجه أحمد "5/ 56"، وأبو داود "27"، والترمذي
"21"، والنسائي "1/ 34"، وابن ماجة "304"، من طريق معمر،
عن أشعث بن عبد الله، عَنِ الحَسَنِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ
بنِ مُغَفَّلٍ قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وسلم: فذكره.
(6/375)
951- أشعث بن
سوار 1: "م, ت, س, ق"
الكندي, الكُوْفِيُّ, النَّجَّارُ, التَّوَابِيْتِيُّ,
الأَفْرَقُ. وَهُوَ الَّذِي يُقَالَ له: صَاحِبُ
التَّوَابِيْتِ, وَهُوَ أَشْعَثُ القَاصُّ.
وَهُوَ مَوْلَى ثَقِيْفٍ, وَهُوَ الأَثْرَمُ وَهُوَ قَاضِي
الأَهْوَازِ.
حَدَّثَ عَنْ: الشَّعْبِيِّ, وَعِكْرِمَةَ, وَالحَسَنِ,
وَابْنِ سِيْرِيْنَ.
حَدَّثَ عَنْهُ: شُعْبَةُ, وَعَبْثرُ بنُ القَاسِمِ,
وَهُشَيْمٌ, وَحَفْصُ بنُ غِيَاثٍ, وَعَبْدُ اللهِ بنُ
نُمَيْرٍ, وَيَزِيْدُ بنُ هَارُوْنَ, وَعِدَّةٌ.
رَوَى لَهُ مُسْلِمٌ مُتَابَعَةً. وَقَدْ حَدَّثَ عَنْهُ
مِنْ شُيُوْخِهِ: أَبُو إِسْحَاقَ السَّبِيْعِيُّ. وَكَانَ
أَحَدَ العُلَمَاءِ عَلَى لِيْنٍ فِيْهِ.
قَالَ الثَّوْرِيُّ: هُوَ أَثْبَتُ مِنْ مُجَالِدٍ وَقَالَ
يَحْيَى القَطَّانُ هُوَ عِنْدِي دُوْنَ ابْنِ إِسْحَاقَ
وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ لَيِّنٌ وَقَالَ ابْنُ خِرَاشٍ
وغيره هو أضعف الأشاعثة. وقال النسائي
__________
1 ترجمته في طبقات ابن سعد "6/ 358"، التاريخ الكبير "1/
ترجمة 1385"، الجرح والتعديل "2/ ترجمة 978"، المجروحين
لابن حبان "1/ 171"، ميزان الاعتدال "1/ 263"، تهذيب
التهذيب "1/ 352"، شذرات الذهب "1/ 193".
(6/376)
ضَعِيْفٌ. وَأَمَّا ابْنُ عَدِيٍّ,
فَقَالَ: لَمْ أَجِدْ لَهُ حَدِيْثاً مُنْكَراً, إِنَّمَا
يَغْلَطُ فِي الأَسَانِيْدِ. وَرَوَى: عَبَّاسٌ، عَنْ
يَحْيَى: ضَعِيْفٌ.
وَرَوَى ابْنُ الدَّوْرَقِيُّ، عَنْ يَحْيَى: أَشْعَثُ بنُ
سَوَّارٍ ثِقَةٌ. وَقَالَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ: هُوَ
أَمثَلُ مِنْ مُحَمَّدِ بنِ سَالِمٍ. وَقَالَ مُحَمَّدُ
بنُ مُثَنَّى: مَا سَمِعْتُ يَحْيَى وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ
يُحَدِّثَانِ، عَنْ أشعث ابن سَوَّارٍ بِشَيْءٍ قَطُّ.
وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: فَاحِشُ الخَطَأِ كَثِيْرُ
الوَهْمِ, وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: ضَعِيْفٌ,
يُعْتَبَرُ بِهِ.
أَشْعَثُ بنُ سَوَّارٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ
جَابِرٍ قَالَ: كُنَّا نُلَبِّي، عَنِ النِّسَاءِ, ونرمي
عن الصبيان1.
قَالَ أَبُو هَمَّامٍ الدَّلاَّلُ: كَانَ أَشْعَثُ بنُ
سَوَّارٍ عَلَى قَضَاءِ الأَهْوَازِ, فَصَلَّى بِهِم,
فَقَرَأَ: "النَّجْمَ" فَسَجَدَ مَنْ خَلْفَهُ وَلَمْ
يَسْجُدْ هُوَ, ثُمَّ صَلَّى يَوْماً, فَقَرَأَ {إِذَا
السَّمَاءُ انْشَقَّت} [الانشقاق: 1] فَسَجَدَ وَمَا
سَجَدُوا.
شُعْبَةُ، عَنْ أَشْعَثَ بنِ سَوَّارٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ،
عَنْ مَسْرُوْقٍ، عَنِ ابْنِ مَسْعُوْدٍ قَالَ: السُّنَّةُ
بِالنِّسَاءِ الطَّلاَقُ وَالعِدَّةُ2.
تُوُفِّيَ سَنَةَ سِتٍّ وَثَلاَثِيْنَ وَمائَةٍ.
أَرَّخَهُ: الفَلاَّسُ.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ هِبَةِ اللهِ، عَنْ عَبْدِ
المُعِزِّ بنِ مُحَمَّدٍ، أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بنُ
إِسْمَاعِيْلَ، أَنْبَأَنَا مُحَلَّمُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ،
حَدَّثَنَا الخَلِيْلُ بنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ
بنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا عَبْثرُ
بنُ القَاسِمِ، عَنْ أَشْعَثَ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ
نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ
-صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:- "مَنْ مَاتَ
وَعَلَيْهِ صِيَامُ شَهْرٍ فَلْيُطْعَمْ عَنْهُ مَكَانَ
كُلَّ يَوْمٍ مِسْكِيْنٌ"3.
أَخْرَجَهُ النَّسَائِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بنِ يَحْيَى،
عَنْ قُتَيْبَةَ. وَقَدْ رُوِيَ مَوْقُوْفاً, وهو أصح.
__________
1 ضعيف: أخرجه ابن ماجه "3038" من طريق أشعث، عن أبي
الزبير، عن جابر بلفظ حججنا مع رسول الله صلى الله عليه
وسلم، ومعنا النساء والصبيان، فلبينا عن الصبيان ورمينا
عنهم".
قلت: إسناده ضعيف، فيه علتان: الأولى: أشعث بن سوار، ضعيف.
والثانية: أبو الزبير المكي محمد ابن مسلم بن تدرس، مدلس،
وقد عنعنه.
2 ضعيف: فيه أشعث بن سوار، وهو ضعيف.
3 ضعيف: أخرجه الترمذي "718"، وابن ماجه "1757"، وفي
إسناده علتان: الأولى: أشعث بن سوار، ضعيف كما علمت.
الثانية: محمد، وهو ابن عبد الرحمن بن أبي ليلى ضعيف لسوء
حفظه. وقال الترمذي في إثره: لا نعرفه مرفوعا إلا من هذا
الوجه، والصحيح أنه موقوف.
(6/377)
952- أشعث بن
عبد الملك 1: "4"
الإمام, الفقيه, الثقة أبو هانىء الحُمْرَانِيُّ
البَصْرِيُّ مَوْلَى حُمْرَانَ, مَوْلَى أَمِيْرِ
المُؤْمِنِيْنَ عُثْمَانَ.
رَوَى عَنْ: الحَسَنِ, وَابْنِ سِيْرِيْنَ, وَبَكْرِ بنِ
عَبْدِ اللهِ المُزَنِيِّ, وَعَاصِمٍ الأَحْوَلِ,
وَطَائِفَةٍ.
حَدَّثَ عَنْهُ: شُعْبَةُ, وَحَمَّادُ بنُ زَيْدٍ,
وَخَالِدُ بن الحارث, ويحيى القطان, ومحمد ابن أَبِي
عَدِيٍّ, وَحَمَّادُ بنُ مَسْعَدَةَ, وَرَوْحُ بنُ
عُبَادَةَ, وَأَبُو عَاصِمٍ, وَآخَرُوْنَ.
وَكَانَ أَحَدَ عُلَمَاءِ البَصْرَةِ. قَالَ يَحْيَى
القَطَّانُ: هُوَ عِنْدِي ثِقَةٌ, مَأْمُوْنٌ, مَا
أَدْرَكتُ أَحَداً مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدِ بنِ
سِيْرِيْنَ بَعْدَ ابْنِ عَوْنٍ أَثْبَتَ مِنْ أَشْعَثَ
الحُمْرَانِيِّ قُلْتُ: الظَّاهِرُ أَنْ آخرَ مَنْ رَوَى
عَنْهُ: مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ الأَنْصَارِيُّ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ, وَغَيْرُهُ: ثِقَةٌ. وَقَالَ أَبُو
حَاتِمٍ: لاَ بَأْسَ بِهِ, هُوَ أَوْثَقُ مِنْ أَشْعَثَ
الحُدَّانِيِّ.
قُلْتُ: مَا عَلِمتُ أَحَداً لَيَّنَهُ. وَذَكَرُ ابْنُ
عَدِيٍّ لَهُ فِي "كَامِلِهِ" لاَ يُوْجَبُ تَلْيِينُه
بِوَجْهٍ نَعَمْ, مَا أَخْرَجَا لَهُ فِي
"الصَّحِيْحَيْنِ" كَمَا لَمْ يُخْرِجَا لِجَمَاعَةٍ مِنَ
الأَثْبَاتِ.
قَالَ حَفْصُ بنُ غِيَاثٍ: حَدَّثَنَا أَشْعَثُ ثُمَّ
العَجَبَ لأَهْلِ البَصْرَةِ يُقَدِّمُوْنَ أَشْعَثَهُم
عَلَى أَشْعَثِنَا أَشْعَثَ بنِ سَوَّارٍ قَالَ: وَهُوَ
أَشْعَثُ التَّوَابِيْتِيُّ وهو أشعث القَاصُّ رَوَى، عَنْ
الشَّعْبِيِّ وَالنَّخَعِيِّ وَقَصَّ بِالكُوْفَةِ دَهْراً
يُحمَدُ عَفَافُه وَفِقهُهُ وَأَشْعَثُهُم يَقِيسُ عَلَى
قَوْلِ الحَسَنِ وَيُحَدِّثُ بِهِ.
قَالَ الأَنْصَارِيُّ: قَالَ لِي أَشْعَثُ الحُمْرَانِيُّ:
لاَ تَأْتِ عَمْرَو بنَ عُبَيْدٍ فَإِنَّ النَّاسَ
يَنْهَوْنَ عَنْهُ.
وَجَاءَ، عَنْ يُوْنُسَ بنِ عُبَيْدٍ: أَنَّهُ أَتَى
الأَشْعَثَ يُذَاكِرُه.
يَحْيَى القَطَّانُ عَنْ أَبِي حُرَّةَ, قَالَ: كَانَ
أَشْعَثُ الحُمْرَانِيُّ إِذَا أَتَى الحَسَنَ, يَقُوْل
لَهُ: يا أبا هانىء انْشُرْ بَزَّكَ انْشُرْ مَسَائِلَكَ.
قَالَ القَطَّانُ: مَا رَأَيْتُ فِي أَصْحَابِ الحَسَنِ
أَثْبَتَ مِنْ أَشْعَثَ وَمَا أَكْثَرتُ عَنْهُ
وَلَكِنَّهُ كَانَ ثَبْتاً قَالَ مُعَاذُ بنُ مُعَاذٍ:
سَمِعْتُ الأَشْعَثَ يَقُوْلُ: كُلُّ شيء حدثتكم، عن الحسن
فقد سمعته
__________
1 ترجمته في التاريخ الكبير "1/ ترجمة 1388"، الجرح
والتعديل "2/ ترجمة 990"، ميزان الاعتدال "1/ 266"، تهذيب
التهذيب "1/ 357"، شذرات الذهب "1/ 217".
(6/378)
مِنْهُ إلَّا حَدِيْثَ الَّذِي رَكَعَ
قَبْلَ أَنْ يَصِلَ إِلَى الصَّفِّ1, وَحَدِيْثَ عَلِيٍّ
فِي الخَلاَصِ, وَحَدِيْثاً يُرسِلُهُ: أَنَّ رَجُلاً
قَالَ: يَا رَسُوْلَ اللهِ مَتَى تُحَرَّمُ عَلَيْنَا
المَيْتَةُ قَالَ: "إِذَا رَوِيَتْ مِنَ اللَّبَنِ
وَحَانَتْ مِيْرَةُ أَهْلِكَ"2.
قَالَ الفَلاَّسُ: قَالَ لِي يَحْيَى: مَنْ أَيْنَ جِئْتَ؟
قُلْتُ: مَنْ عِنْدَ مُعَاذِ بنِ مُعَاذٍ. فَقَالَ: فِي
حَدِيْثِ مَنْ هُوَ؟ قُلْتُ: فِي حَدِيْثِ ابن عون. قال
يدعون شعبة وَالأَشْعَثَ, وَيَكْتُبُوْنَ حَدِيْثَ ابْنِ
عَوْنٍ؟!.
أَحْمَدُ بنُ أَبِي مَرْيَمَ: قَالَ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ:
خَرَجَ حَفْصُ بنُ غِيَاثٍ إِلَى عَبَّادَانَ, فَاجْتَمَعَ
إِلَيْهِ البَصْرِيُّوْنَ فَقَالُوا: حَدِّثْ, وَلاَ
تُحَدِّثْنَا عَنْ ثَلاَثَةٍ: أَشْعَثَ بنِ عَبْدِ
المَلِكِ وَعَمْرِو بنِ عُبَيْدٍ وَجَعْفَرِ بنِ مُحَمَّدٍ
فَقَالَ: أَمَّا أَشْعَثُ فَهُوَ لَكُم, وَذَكَرَ
الحِكَايَةَ.
النَّضْرُ بنُ شُمَيْلٍ: حَدَّثَنَا أَشْعَثُ بنُ عَبْدِ
المَلِكِ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ
النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ:
"النَّمْلُ يُسَبِّحُ" 3.
قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: عَامَّةُ أَحَادِيْثِه
مُسْتقِيْمَةٌ, وَهُوَ مِمَّنْ يُحْتَجُّ بِهِ, وهو خير من
أشعث ابن سَوَّارٍ بِكَثِيْرٍ.
وَقَالَ الفَلاَّسُ: مَاتَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ
وَأَرْبَعِيْنَ وَمائَةٍ.
قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: أَشْعَثُ عَنِ الحَسَنِ
ثَلاَثَةٌ: الحُمْرَانِيُّ -وَهُوَ ثِقَةٌ- وَأَشْعَثُ
الحُدَّانِيُّ- يُعْتَبَرُ بِهِ- وَأَشْعَثُ بنُ سَوَّارٍ-
هُوَ أَضْعَفُهُم.
قَالَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ: أَشْعَثُ الحُمْرَانِيُّ
كَانَ صَاحِبَ سُنَّةٍ, وَكَانَ عَالِماً بِمَسَائِلِ
الحَسَنِ الدَّقَّاقِ هُوَ بابة هشام بن حسان.
__________
1صحيح: ورد عن أبي بكرة أنه دخل المسجد والنبي صلى الله
عليه وسلم راكع، قال: فركعت دون الصف، فقال رسول الله صلى
الله عليه وسلم: "زادك الله حرصا ولا تعد" أخرجه أحمد "5/
39 و45"، والبخاري "783"، وأبو داود "683" و"784"،
والنسائي "2/ 118"، وابن الجارود "318"، والطحاوي في "شرح
معاني الآثار" "1/ 395"، والبغوي في "شرح السنة" "822"
و"823"، والبيهقي "3/ 106" من طرق عن زياد الاعلم، عن
الحسن، عن أبي بكرة، به.
2 ضعيف: ذكره المزي في "تهذيب الكمال" "3/ 284" من طريق
حمزة الضبي، عن الحسن أن رجلا قال: فذكره.
قلت: إسناده ضعيف، الحسن مدلس، وقد عنعنه.
3 صحيح: أخرجه ابن عدي في "الكامل" "1/ 370" حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بنُ هَارُوْنَ بنِ حُمَيْدٍ، حَدَّثَنَا
مَحْمُوْدُ بنُ غَيْلاَنَ، حَدَّثَنَا النَّضْرُ بنُ
شُمَيْلٍ، به. وأخرجه البخاري "3019"، من حديث أبي هريرة
-رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قَالَ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُوْلُ: قرصت نملة نبيا من
الأنبياء، فأمر بقرية النمل فأحرقت، فأوحى الله إليه: أن
قرصتك نملة أحرقت أمة من الأمم تسبح".
(6/379)
853- الزبيدي
1: "خ, م, د, س, ق"
محمد بن الوليد بن عامر الإِمَامُ, الحَافِظُ, الحُجَّةُ,
القَاضِي, أَبُو الهُذَيْلِ الزُّبَيْدِيُّ, الحِمْصِيُّ,
قَاضِيهَا.
وُلِدَ فِي خِلاَفَةِ عَبْدِ المَلِكِ. وَحَدَّثَ عَنْ:
نَافِعٍ مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ, وَمَكْحُوْلٍ, وَعَمْرِو
بنِ شُعَيْبٍ, وَالزُّهْرِيِّ, وَسَعِيْدٍ المَقْبُرِيِّ,
وَعَامِرِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ الزُّبَيْرِ, وَعَامِرِ
بنِ جَشِيْبٍ, وَلُقْمَانَ بنِ عَامِرٍ, وَيَحْيَى بنِ
جَابِرٍ الطَّائِيِّ, وَرَاشِدِ بنِ سَعْدٍ, وَعَبْدِ
الرَّحْمَنِ بنِ جُبَيْرِ بنِ نُفَيْرٍ, وَسُلَيْمِ بنِ
عَامِرٍ, وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ القَاسِمِ, وَالفَضْلِ
بنِ فَضَالَةَ, وَعَبْدِ الوَاحِدِ بنِ عَبْدِ اللهِ
البَصْرِيِّ, وَسَعْدِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ, وَخَلْقٍ.
حَدَّثَ عَنْهُ: الأَوْزَاعِيُّ, وَشُعَيْبُ بنُ أَبِي
حَمْزَةَ, وَفَرَجُ بنُ فَضَالَةَ, وَيَمَانُ بنُ عَدِيٍّ,
وَبَقِيَّةُ, وَمُحَمَّدُ بنُ حَرْبٍ, وَيَحْيَى بنُ
حَمْزَةَ القَاضِي, وَعَبْدُ اللهِ بنُ سَالِمٍ,
وَعُتْبَةُ بنُ حَمَّادٍ, وَمُنَبِّهُ بنُ عُثْمَانَ,
وَأَخُوْهُ أَبُو بَكْرٍ بنُ الوَلِيْدِ, وَمُحَمَّدُ بنُ
عِيْسَى بنِ سُمَيْعٍ, وَمَسْلَمَةُ بنُ عَلِيٍّ,
وَآخَرُوْنَ, وَكَانَ مِنْ أَلِبَّاءِ العُلَمَاءِ.
وَثَّقَهُ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ وَقَالَ هُوَ أَثْبَتُ
يَعْنِي فِي الزُّهْرِيِّ مِنْ سُفْيَانَ بنِ عُيَيْنَةَ.
قَالَ وَأَثْبَتُ أَصْحَابِ الزُّهْرِيِّ مَالِكٌ ثُمَّ
مَعْمَرٌ ثُمَّ عَقِيْلٌ: ثُمَّ يُوْنُسُ ثُمَّ شُعَيْبٌ,
وَالأَوْزَاعِيُّ, وَالزُّبَيْدِيُّ وَقَالَ الوَلِيْدُ
بنُ مُسْلِمٍ: سَمِعْتُ الأَوْزَاعِيَّ يُفَضِّلُ
مُحَمَّدَ بنَ الوَلِيْدِ الزُّبَيْدِيَّ على جميع من سمع
من الزهري.
سُلَيْمَانُ بنُ عَبْدِ الحَمِيْدِ البَهْرَانِيُّ، عَنْ
أَبِيْهِ, حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بنُ سَالِمٍ، عَنْ
أَخِيْهِ مُحَمَّدٍ, قَالَ: أَتَيْتُ الزُّهْرِيَّ أَقرَأُ
عَلَيْهِ, وَأَسْمَعُ مِنْهُ فَقَالَ: تَسْأَلُنِي وَهَذَا
مُحَمَّدُ بنُ الوَلِيْدِ الزُّبَيْدِيُّ بَيْنَ
أَظهُرِكُم, وَقَدِ احْتوَى عَلَى مَا بَيْنَ جَنْبِيَّ
مِنَ العِلْمِ؟! وَقَالَ عَلِيُّ بنُ المَدِيْنِيِّ,
وَأَبُو زُرْعَةَ, وَالنَّسَائِيُّ ثِقَةٌ زَادَ عَلِيٌّ
ثَبْتٌ. وَقَالَ دُحَيْمٌ: شُعَيْبُ بنُ أَبِي حَمْزَةَ:
ثِقَةٌ, ثَبْتٌ, يُشبِهُ حَدِيْثُه حَدِيْثَ عُقَيْلٍ,
وَالزُّبَيْدِيُّ فَوْقَه. حَدَّثَنِي أَبُو اليَمَانِ,
قَالَ: سُئِلَ الزُّهْرِيُّ، عَنْ مَسْأَلَةٍ فَقَالَ:
كَيْفَ وَعِنْدَكُمُ الزُّبَيْدِيُّ وَأَخْبَرَنِي عَلِيُّ
بنُ عَيَّاشٍ قَالَ كَانَ الزُّبَيْدِيُّ عَلَى بَيْتِ
المَالِ وَكَانَ الزُّهْرِيُّ مُعجَباً بِهِ يُقَدِّمُه
على جميع أهل حمص.
__________
1 ترجمته في التاريخ الكبير "1/ ترجمة 811"، المعرفة
والتاريخ ليعقوب الفسوي "1/ 131" و"2/ 349"، الجرح
والتعديل "8/ ترجمة 949"، تذكرة الحفاظ "1/ ترجمة 157"،
الوافي بالوفيات لصلاح الدين الصفدي "5/ 174"، تهذيب
التهذيب "9/ 502"، شذرات الذهب "1/ 224".
(6/380)
وَرَوَى بَقِيَّةُ، عَنِ الزُّبَيْدِيِّ,
قَالَ: أَقَمْتُ مَعَ الزُّهْرِيِّ عَشرَ سِنِيْنَ
بِالرُّصَافَةِ -يَعْنِي: رُصَافَةَ هِشَامٍ بِالشَّامِ.
قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: كَانَ الزُّبَيْدِيُّ أَعْلَمَ أَهْلِ
الشَّامِ بِالفَتْوَى وَالحَدِيْثِ, وَكَانَ ثِقَةً. إِنْ
شَاءَ اللهُ.
قُلْتُ: كَانَ مِنْ نُظَرَاءِ الأَوْزَاعِيِّ فِي
العِلْمِ. قَالَ مُحَمَّدُ بنُ عَوْفٍ الطَّائِيُّ:
الزُّبَيْدِيُّ مِنْ ثِقَاتِ المُسْلِمِيْنَ فَإِذَا
جَاءكَ الزُّبَيْدِيُّ عَنِ الأَوْزَاعِيِّ, فَاسْتَمْسِكْ
بِهِ.
وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ السِّجِسْتَانِيُّ: قَالَ
الأَوْزَاعِيُّ: لَمْ يَكُنْ فِي أَصْحَابِ الزُّهْرِيِّ
أَثْبَتُ مِنَ الزُّبَيْدِيِّ. ثُمَّ قَالَ: أَبُو دَاوُدَ
لَيْسَ فِي حَدِيْثِهِ خَطَأٌ.
وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: كَانَ مِنَ الحُفَّاظِ
المُتقِنِيْنَ, أَقَامَ مَعَ الزُّهْرِيِّ عَشرَ سِنِيْنَ,
حَتَّى احْتَوَى عَلَى أَكْثَرِ عِلْمِه, وَهُوَ مِنَ
الطَّبَقَةِ الأُوْلَى مِنْ أَصْحَابِهِ.
قُلْتُ: أَيْنَ مَنْ يُقِيْمُ مَعَ الزُّهْرِيِّ
بِالحِجَازِ أَيَّاماً, إِلَى مَنْ أَقَامَ مَعَهُ فِي
وَطَنِه عَشرَ سِنِيْنَ?! مَا فَوْقَ الزُّبَيْدِيِّ فِي
الجَلاَلَةِ وَالإِتقَانِ لِعِلْمِ الزُّهْرِيِّ أَحَدٌ
أَصلاً, وَلَكِنَّهُ مَاتَ قَدِيْماً, فَلَمْ يَنتَشِرْ
عَنْهُ كَثِيْرُ عِلْمٍ.
قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: مَاتَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِيْنَ
وَمائَةٍ, وَهُوَ ابْنُ سَبْعِيْنَ سَنَةً. وَقَالَ
أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عِيْسَى البَغْدَادِيُّ فِي
"تَارِيْخِهِ": مَاتَ وَهُوَ شَابٌّ, فِي المُحَرَّمِ,
سَنَة تِسْعٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَمائَةٍ. كَذَا قَالَ:
وَهُوَ شَابٌّ, وَهَذَا وَهْمٌ, بَلْ كَبِرَ وَشَاخَ,
وَحَدِيْثُه نَحْوُ المائَتَيْنِ فَصَاعِداً.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ حَمْزَةَ إِجَازَةً إِنْ لَمْ
يَكُنْ سَمَاعاً وَقَرَأتُه عَلَى سُلَيْمَانَ الفَقِيْهِ
قَالاَ، أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ
الحَافِظُ، أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بنُ مَكِّيٍّ الحَافِظُ،
أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بنُ أَبِي بَكْرٍ بنِ أَبِي عِيْسَى
الحَافِظُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ طَاهِرٍ الحَافِظُ،
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَزَّارُ
بِالرَّيِّ، أَنْبَأَنَا أَبُو طَاهِرٍ محمد ابن أَحْمَدَ
بنِ عَلِيِّ بنِ حَمْدَانَ "ح" وَأَنْبَأَنَا الخَضِرُ بنُ
عَبْدَانَ، أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بنُ الحُسَيْنِ
القَزْوِيْنِيُّ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَعِشْرِيْنَ
وَسِتَّةِ مائَةٍ، أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بنُ الحَسَنِ
الأَرْغَنْدِيُّ، أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بنُ الفَضْلِ
الصَّاعِدِيُّ، أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ
الخَبَّازِيُّ وأبو سهل محمدبن أَحْمَدَ قَالُوا
ثَلاَثَتُهُم، أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بنُ مَكِّيٍّ
الكُشْمِيْهَنِيُّ، أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بنُ يُوْسُفَ
بنِ مَطَرٍ، أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ
الجُعْفِيُّ الحَافِظُ، أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بنُ
خَالِدٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ وَهْبٍ، حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ
الوَلِيْدِ الزُّبَيْدِيُّ، أَنْبَأَنَا الزُّهْرِيُّ هُوَ
مُحَمَّدُ بنُ مُسْلِمٍ، عَنْ عُرْوَةَ بنِ الزُّبَيْرِ،
عَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ
-رَضِيَ اللهُ عَنْهَا- أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- رَأَى فِي بَيْتِهَا جَارِيَةً فِي
وَجْهِهَا سَفْعَةٌ فَقَالَ: "اسْتَرْقُوا لَهَا فَإِنَّ
بِهَا النَّظْرَةَ" 1.
__________
1 صحيح: أخرجه البخاري "5739"، ومسلم "2197".
(6/381)
مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ, مِنْ طَرِيْقِ
مُحَمَّدِ بنِ حَرْبٍ. وَقَدْ تَابَعَهُ عَلَيْهِ: عَبْدُ
اللهِ بنُ سَالِمٍ، عَنِ الزُّبَيْدِيِّ. وَلَهُ عِلَّةٌ
لاَ تَأثِيْرَ لَهَا -إِنْ شَاءَ اللهُ- فَرَوَاهُ:
عُقَيْلٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ مُرْسَلاً.
وَمُحَمَّدُ بنُ خَالِدٍ دَلَّسَ اسْمَه البُخَارِيُّ,
وَنَسَبَه إِلَى جَدِّ أَبِيْهِ, وَهُوَ الإِمَامُ
مُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ خَالِدٍ
الذُّهْلِيُّ, الَّذِي صَنَّفَ حَدِيْثَ الزُّهْرِيِّ,
وَهَذَا الحَدِيْثُ مِنْ ثُمَانِيَّاتِ البُخَارِيِّ
وَقَدْ وَقَعَ لَهُ ثُلاَثِيَّاتٌ مَعْرُوْفَةٌ, وَاللهُ
أَعْلَمُ.
وَقَدْ وَقَعَ لَنَا عَزِيْزاً مُسَلْسَلاً
بِالمُحَمَّدِيْنَ إِلَى عُرْوَةَ, وَلاَ نَظِيْرَ لَهُ,
وَعِدَّتُهُم خَمْسَةَ عَشَرَ مُحَمَّداً, وَأَنَا
السَّادِسَ عَشَرَ.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ إِسْحَاقَ، أَنْبَأَنَا أَكْمَلُ
بنُ أَبِي الأَزْهَرِ، أَنْبَأَنَا سَعِيْدُ بنُ
البَنَّاءِ، أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدٍ
الزَّيْنَبِيُّ، أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ بنُ زُنْبُوْرٍ،
أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ بنُ أَبِي دَاوُدَ، حَدَّثَنَا
عَمْرُو بنُ عُثْمَانَ حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ حَدَّثَنِي
الزُّبَيْدِيُّ أَخْبَرَنِي الزُّهْرِيُّ، عَنْ عَبْدِ
الرَّحْمَنِ بنِ كَعْبٍ، عَنْ كَعْبِ بنِ مَالِكٍ أَنَّ
رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-
قَالَ: "يُحْشَرُ النَّاسُ يَوْمَ القِيَامَةِ, فَأَكُوْنُ
أَنَا وَأُمَّتِي عَلَى تَلٍّ فَيَكْسُوْنِي عَزَّ وَجَلَّ
حُلَّةً خَضْرَاءَ ثُمَّ يُؤْذَنُ لِي فَأَقُوْلُ مَا
شَاءَ اللهُ أَنْ أَقُوْلَ فَذَلِكَ المَقَامُ
المَحْمُوْدُ" 1. هَذَا حَدِيْثٌ صَالِحُ الإِسْنَادِ
وَلَمْ يُخَرِّجُوْهُ فِي الكتب الستة.
__________
1 صحيح: أخرجه أحمد "3/ 456" من طريق محمد بن حرب، حدثنا
الزبيدي، به.
(6/382)
954- مجالد بن
سعيد 1: "4, م, تبعا"
ابن عمير بن بسطام, وَيُقَالُ: ابْنُ ذِي مُرَّانَ بنِ
شُرَحْبِيْلَ, العَلاَّمَةُ, المُحَدِّثُ, أَبُو عَمْرٍو.
وَيُقَالُ: أَبُو عُمَيْرٍ. وَيُقَالُ: أَبُو سَعِيْدٍ
الكُوْفِيُّ, الهَمْدَانِيُّ, وَالِدُ إِسْمَاعِيْلَ بنِ
مُجَالِدٍ.
حَدَّثَ عَنْ: الشَّعْبِيِّ, وَأَبِي الوَدَّاكِ جَبْرِ
بنِ نَوْفٍ, وَقَيْسِ بنِ أَبِي حَازِمٍ, وَمُرَّةَ
الهَمْدَانِيِّ, وَزِيَادِ بنِ عِلاَقَةَ, وَمُحَمَّدِ بنِ
بِشْرٍ, وَوَبَرَةَ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ, هَؤُلاَءِ
السَّبعَةُ هُمُ المَذْكُوْرُوْنَ لَهُ فِي
"التَّهْذِيْبِ".
وُلِدَ فِي أَيَّامِ جَمَاعَةٍ مِنَ الصَّحَابَةِ,
وَلَكِنْ لاَ شَيْءَ لَهُ عَنْهُم وَيُدرَجُ فِي عِدَادِ
صِغَارِ التَّابِعِيْنَ وَفِي حديثه لين.
__________
1 ترجمته في طبقات ابن سعد "6/ 349"، التاريخ الكبير "8/
ترجمة 1950"، المعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "1/ 160 و440
و457" و"2/ 30 و32و165و218" و"3/ 17 و51 و83و100و118"،
الجرح والتعديل "8/ ترجمة 1653"، المجروحين لابن حبان "3/
10"، تاريخ الإسلام "6/ 129"، الكاشف "3/ ترجمة 5384"،
العبر "1/ 197 و347 و353"، ميزان الاعتدال "3/ 438"، تهذيب
التهذيب "10/ 39"، وخلاصة الخزرجي "3/ ترجمة 6851"، شذرات
الذهب "1/ 216".
(6/382)
حَدَّثَ عَنْهُ: سُفْيَانُ, وَشُعْبَةُ
وَجَرِيْرُ بنُ حَازِمٍ, وَابْنُ المُبَارَكِ, وَعَبْدَةُ
بنُ سُلَيْمَانَ, وَعَبَّادُ بنُ عَبَّادٍ وَهُشَيْمٌ,
وَأَبُو خَالِدٍ الأَحْمَرُ, وَأَبُو عَقِيْلٍ
الثَّقَفِيُّ, وَابْنُ نُمَيْرٍ, وَيَحْيَى بنُ زَكَرِيَّا
بنِ أَبِي زَائِدَةَ, وَابْنُ عُيَيْنَةَ, وَحَفْصُ بنُ
غِيَاثٍ, وَحَمَّادُ بنُ زَيْدٍ, وَعَبْدُ الوَاحِدِ بنُ
زِيَادٍ, وَأَحْمَدُ بنُ بَشِيْرٍ, وَأَبُو أُسَامَةَ,
وَمُحَمَّدُ بنُ بِشْرٍ, وَمُحَاضِرٌ, وَيَحْيَى بنُ
سَعِيْدٍ القَطَّانُ, وَابْنُ فُضَيْلٍ, وَخَلْقٌ
سِوَاهُم.
وَقَدْ رَوَى عَنْهُ: إِسْمَاعِيْلُ بنُ أَبِي خَالِدٍ
-وَهُوَ أَكْبَرُ مِنْهُ- وَذَلِكَ مِنْ رِوَايَةِ
التَّابِعِيْنَ، عَنِ الأَتْبَاعِ.
قَالَ البُخَارِيُّ: كَانَ يَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ
يُضَعِّفُه وَكَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مَهْدِيٍّ لاَ
يَرْوِيَ لَهُ شَيْئاً, وَكَانَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ لاَ
يَرَاهُ شَيْئاً يقول: ليس بشيء وَقَالَ أَحْمَدُ بنُ
سِنَانٍ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ يَقُوْلُ: مُجَالِدٌ
حَدِيْثُه عِنْدَ الأَحْدَاثِ, يَحْيَى بنِ سَعِيْدٍ,
وَأَبِي أُسَامَةَ, لَيْسَ بِشَيْءٍ, وَلَكِنْ حَدِيْثُ
شُعْبَةَ, وَحَمَّادِ بنِ زَيْدٍ, وَهُشَيْمٍ, وَهَؤُلاَءِ
القُدَمَاءِ -يَعْنِي: أَنَّهُ تَغَيَّرَ حِفْظُهُ فِي
آخِرِ عُمُرِهِ.
وَقَالَ عَمْرُو بنُ عَلِيٍّ: سَمِعْتُ يَحْيَى بنَ
سَعِيْدٍ يَقُوْلُ لِعُبَيْدِ اللهِ: أَيْنَ تَذْهَبُ؟
قَالَ: أذهب إلى وهب بن جرير أكتب السيرة -يَعْنِي: عَنْ
أَبِيْهِ، عَنْ مُجَالِدٍ- قَالَ: تَكْتُبُ كَذِباً
كَثِيْراً, لَوْ شِئْتَ أَنْ يَجْعَلَهَا لَكَ مُجَالِدٌ
كُلَّهَا، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ مَسْرُوْقٍ، عَنْ
عَبْدِ اللهِ, فَعَلَ.
وَقَالَ أَحْمَدُ: مُجَالِدٌ لَيْسَ بِشَيْءٍ, يَرْفَعُ
حَدِيْثاً لاَ يَرْفَعُه النَّاسُ, وَقَدِ احْتَمَلَه
النَّاسُ. وَقَالَ ابْنُ مَعِيْنٍ: لاَ يُحْتَجُّ بِهِ.
وَقَالَ مَرَّةً: ضَعِيْفٌ. كَانَ يَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ
يَقُوْلُ: لَوْ أَرَدْتُ أَنْ يَرْفَعَ لِي مُجَالِدٌ
حَدِيْثَه كُلَّه, رَفَعَهُ. رَوَاهَا: ابْنُ أَبِي خيثمة،
عن يحيى.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ ثِقَةٌ وَقَالَ مَرَّةً: لَيْسَ
بِالقَوِيِّ وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: لَهُ عَنِ
الشَّعْبِيِّ عَنْ جَابِرٍ أَحَادِيْثُ صَالِحَةٌ، وَعَنْ
غَيْرِ جَابِرٍ مِنَ الصَّحَابَةِ أَحَادِيْثُ صَالِحَةٌ,
وَعَامَّةُ مَا يَرْوِيْهِ غَيْرُ مَحْفُوْظٍ. وَقَالَ
أَبُو سَعِيْدٍ الأَشَجُّ: شِيْعِيٌّ.
وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ ضَعِيْفٌ وَقِيْلَ: لِخَالِدٍ
الطَّحَّانِ: لِمَ لَمْ تَكْتُبْ عَنْ مُجَالِدٍ؟ قَالَ:
لأَنَّهُ كَانَ طَوِيْلَ اللحية.
(6/383)
قُلْتُ: مِنْ أَنْكَرِ مَا لَهُ فِي
"جُزْءِ ابْنِ عَرَفَةَ" حَدِيْثُه: عَنْ عَامِرٍ, عَنْ
مَسْرُوْقٍ, عَنْ عَائِشَةَ, قَالَتْ: قَالَ رَسُوْلُ
اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "لَوْ شِئْتُ
لأَجْرَى اللهُ مَعِيَ جِبَالَ الذَّهَبِ وَالفِضَّةِ"1.
قَالَ البُخَارِيُّ مَاتَ فِي ذِي الحِجَّةِ, سنَةَ
أَرْبَعٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَمائَةٍ.
أَخْبَرَنَا عُمَرُ بنُ عَبْدِ المُنْعِمِ، أَنْبَأَنَا
ابْنُ الحَرَسْتَانِيِّ، أَنْبَأَنَا ابْنُ المُسَلَّمِ،
أَنْبَأَنَا ابْنُ طَلاَّبٍ، أنبأنا ابن جميع، أنبأنا أحمد
بن محمد بنِ عِيْسَى العَمَّارِيُّ بِالأَثَارِبِ2,
حَدَّثَنَا الحَسَنُ بنُ عَلِيٍّ العَمِّيُّ حَدَّثَنَا
هُشَيْمٌ حَدَّثَنَا مُجَالِدٌ, عَنْ أَبِي الوَدَّاكِ,
عَنْ أَبِي سَعِيْدٍ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- "ثَلاَثَةٌ يَضْحَكُ
اللهُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ القِيَامَةِ الرَّجُلُ إِذَا
قَامَ يُصَلِّي مِنَ اللَّيْلِ وَالقَوْمُ إِذَا صَفُّوا
لِلصَّلاَةِ وَالقَوْمُ إِذَا صَفُّوا لِقِتَالِ
العَدُوِّ"3 أَخْرَجَهُ: ابْنُ مَاجَه, عَنْ أَبِي
كُرَيْبٍ, عَنْ عَبْدِ اللهِ بن إسماعيل, عن مجالد.
__________
1 ضعيف: فيه مجالد بن سعيد، وهو مجمع على ضعفه.
2 الأثارب: قلعة بين حلب وأنطاكية، بينها وبين حلب ثلاثة
فراسخ.
3 ضعيف: أخرجه أحمد "3/ 80"، وابن ماجه "205"، وفي إسناده
مجالد، وهو ابن سعيد، ضعيف. وأبو الوداك هو جبر بن نوف
الهمداني، صدوق.
(6/384)
955- يونس بن
عبيد 1: -ع-
ابن دينار الإِمَامُ القُدْوَةُ, الحُجَّةُ أَبُو عَبْدِ
اللهِ العَبْدِيُّ مَوْلاَهُم, البَصْرِيُّ. مِنْ صِغَارِ
التَّابِعِيْنَ, وَفُضَلاَئِهِم.
رَأَى أَنَسَ بنَ مَالِكٍ. وَحَدَّثَ عَنْ: الحَسَنِ,
وَابْنِ سيرين, وعطاء وعكرمة ونافع منولى ابْنِ عُمَرَ
وَزِيَادِ بنِ جُبَيْرٍ وَإِبْرَاهِيْمَ التَّيْمِيِّ
وَعَمْرِو بنِ سَعِيْدٍ الثَّقَفِيِّ وَمُحَمَّدِ بنِ
زِيَادٍ الجُمَحِيِّ وَأَبِي بُرْدَةَ بنِ أَبِي مُوْسَى
وَحُمَيْدِ بنِ هِلاَلٍ وَالحَكَمِ بنِ الأَعْرَجِ
وَحُصَيْنِ بنِ أَبِي الحُرِّ وَثَابِتٍ البُنَانِيِّ
وَأَبِي العَالِيَةِ البَرَّاءِ وَعِدَّةٍ.
حَدَّثَ عَنْهُ حَجَّاجُ بنُ حَجَّاجٍ وَشُعْبَةُ وسفيان
وحماد بن سلمة ويزيد ابن زُرَيْعٍ وَهُشَيْمٌ وَعَبْدُ
الوَارِثِ وَحَمَّادُ بنُ زَيْدٍ وَعَبْدُ الأَعْلَى بنُ
عَبْدِ الأَعْلَى وَعَبْدُ الوَهَّابِ الثَّقَفِيُّ
وَمُحَمَّدُ بنُ أَبِي عَدِيٍّ وَأَبُو هَمَّامٍ مُحَمَّدُ
بنُ الزِّبْرِقَانِ وَمُعْتَمِرُ بنُ سُلَيْمَانَ
وَسَالِمُ بن نوح ووهيب وخلق كثير.
__________
1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 260"، التاريخ الكبير "8/
ترجمة 3488"، المعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "2/ 34 و53
و19 و165"، الجرح والتعديل "9/ ترجمة 1020" حلية الأولياء
"3/ ترجمة 202"، تاريخ الإسلام "5/ 318"، الكاشف "3/ ترجمة
6589"، تهذيب التهذيب "11/ 442"، شذرات الذهب "1/ 207".
(6/384)
قَالَ عَلِيُّ بنُ المَدِيْنِيِّ لَهُ
نَحْوُ مائَتَيْ حَدِيْثٍ وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ كَانَ
ثِقَةً كَثِيْرَ الحَدِيْثِ وَقَالَ أَحْمَدُ وَابْنُ
مَعِيْنٍ وَالنَّاسُ: ثِقَةٌ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: هُوَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ هِشَامِ
بنِ حَسَّانٍ وَأَكْبَرُ مِنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ لا
يبلغ التيمي منزلة يونس.
وَعَنْ سَلَمَةَ بنِ عَلْقَمَةَ قَالَ: جَالَستُ يُوْنُسَ
بنَ عُبَيْدٍ فَمَا اسْتَطَعْتُ أَنْ آخُذَ عَلَيْهِ
كَلِمَةً قَالَ ابْنُ سَعْدٍ مَا كَتَبتُ شَيْئاً قَطُّ.
وَقَالَ حَمَّادُ بنُ زَيْدٍ: كَانَ يُوْنُسُ يُحَدِّثُ
ثُمَّ يَقُوْلُ: أَسْتَغْفِرُ اللهَ, أَسْتَغْفِرُ اللهَ
ثَلاَثاً.
رَوَى الأَصْمَعِيُّ, عَنْ مُؤَمَّلِ بنِ إِسْمَاعِيْلَ
قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ شَامِيٌّ إِلَى سُوْقِ الخَزَّازِيْنَ
فَقَالَ: عِنْدَكَ مُطْرفٌ بِأَرْبَعِ مائَةٍ؟ فَقَالَ
يُوْنُسُ بن عبيد: عندنا بمئتين. فَنَادَى المُنَادِي:
الصَّلاَةَ فَانْطَلَقَ يُوْنُسُ إِلَى بَنِي قُشَيْرٍ
لِيُصَلِّيَ بِهِم فَجَاءَ وَقَدْ بَاعَ ابْنُ أُخْتِه
المُطْرفَ مِنَ الشَّامِيِّ بِأَرْبَعِ مائَةٍ فَقَالَ:
مَا هَذِهِ الدَّرَاهِمُ? قَالَ: ثَمَنُ ذَاكَ المُطْرفِ
فَقَالَ: يَا عَبْدَ اللهِ هَذَا المُطْرفُ الَّذِي عرضته
عليك بمئتي درهم فإن شئت فخذه وخذ مئتين وَإِنْ شِئْتَ
فَدَعْه قَالَ مَنْ أَنْتَ قَالَ أَنَا رَجُلٌ مِنَ
المُسْلِمِيْنَ قَالَ أَسْأَلُكَ بِاللهِ من أنت وما اسمك
قال يونس ابن عُبَيْدٍ قَالَ فَوَاللهِ إِنَّا لَنَكُوْنُ
فِي نَحرِ العَدُوِّ فَإِذَا اشْتَدَّ الأَمرُ عَلَيْنَا
قُلْنَا اللَّهُمَّ رَبَّ يُوْنُسَ فَرِّجْ عَنَّا أَوْ
شَبِيْهَ هَذَا..
فَقَالَ يُوْنُسُ: سُبْحَانَ اللهِ, سُبْحَانَ اللهِ.
إِسْنَادُهَا مُرْسَلٌ.
وَقَالَ أُمَيَّةُ بنُ خَالِدٍ: جَاءتِ امْرَأَةٌ يُوْنُسَ
بنَ عُبَيْدٍ بِجُبَّةِ خَزٍّ, فَقَالَتْ لَهُ:
اشْتَرِهَا. قَالَ بِكَم? قَالَتْ: بِخَمْسِ مائَةٍ.
قَالَ: هِيَ خَيْرٌ مِنْ ذَلِكَ قَالَتْ: بِسِتِّ مائَةٍ
قَالَ: هِيَ خَيْرٌ مِنْ ذَلِكَ فَلَمْ يَزَلْ حَتَّى
بَلَغَتْ أَلْفاً وَكَانَ يَشْتَرِي الإِبْرِيْسمَ مِنَ
البَصْرَةِ فَيَبْعَثُ بِهِ إِلَى وَكِيْلِه بِالسُّوْسِ,
وَكَانَ وكيله يبعث إليه بالخزو فَإِنْ كَتَبَ وَكِيْلُه
إِلَيْهِ إِنَّ المَتَاعَ عِنْدَهُم زَائِدٌ لَمْ يَشتَرِ
مِنْهُم أَبَداً حَتَّى يُخْبِرَهُم أَنَّ وَكِيْلَه
كَتَبَ إِلَيْهِ أَنَّ المَتَاعَ عِنْدَهُم زائد.
قَالَ بِشْرُ بنُ المُفَضَّلِ: جَاءتِ امْرَأَةٌ بِمُطْرفٍ
خَزٍّ إِلَى يُوْنُسَ بنِ عُبَيْدٍ تَعرِضُهُ عَلَيْهِ
فَقَالَ لَهَا: بِكَم قَالَتْ: بِسِتِّيْنَ دِرْهَماً
فَأَلقَاهُ إِلَى جَارِهِ فَقَالَ: كَيْفَ تَرَاهُ قَالَ:
بِعِشْرِيْنَ وَمائَةٍ قَالَ أَرَى ذَاكَ ثَمَنَه أَوْ
نَحْواً مِنْ ثَمَنِه فَقَالَ لَهَا: اذْهَبِي
فَاسْتَأْمِرِي أَهْلَكِ فِي بَيْعِه بِخَمْسٍ
وَعِشْرِيْنَ وَمائَةٍ قَالَتْ: قَدْ أَمرُوْنِي أَنْ
أَبِيْعَه بِسِتِّيْنَ قَالَ ارْجِعِي فَاسْتَأْمِرِيْهِم.
وَقَالَ سَعِيْدُ بنُ عَامِرٍ الضُّبَعِيُّ حَدَّثَنَا
أَسْمَاءُ بنُ عُبَيْدٍ سَمِعْتُ يُوْنُسَ بنَ عُبَيْدٍ
يَقُوْلُ: لَيْسَ شَيْءٌ أَعَزَّ مِنْ شَيْئَيْنِ:
دِرْهَمٍ طَيِّبٍ, وَرَجُلٍ يَعْمَلُ عَلَى سُنَّةٍ.
وَقَالَ: بِئْسَ المَالُ مَالُ المُضَارَبَةِ, وَهُوَ
خَيْرٌ مِنَ الدَّيْنِ, مَا خط على سوداء في بيضاء قط ولا
أَسْتَطِيْعُ أَنْ أَقُوْلَ لِمائَةِ دِرْهَمٍ أَصَبْتُهَا
(6/385)
إِنَّهُ طَابَ لِي مِنْهَا عَشْرَةٌ,
وَايْمُ اللهِ, لَوْ قُلْتُ: خَمْسَةٌ, لَبَرَرْتُ.
قَالَهَا غَيْرَ مَرَّةٍ. وَسَمِعْتُه يَقُوْلُ: مَا
سَارِقٌ يَسرِقُ النَّاسَ بَأْسوَأَ عِنْدِي مَنْزِلَةً
مِنْ رَجُلٍ أَتَى مُسْلِماً فَاشْتَرَى مِنْهُ مَتَاعاً
إِلَى أَجَلٍ مُسَمَّىً فَحَلَّ الأَجَلُ فَانْطَلقَ فِي
الأَرْضِ, يَضرِبُ يَمِيْناً وَشِمَالاً يَطْلُبُ فِيْهِ
مِنْ فَضْلِ اللهِ وَاللهِ لاَ يُصِيْبُ مِنْهُ دِرْهَماً
إلَّا كَانَ حَرَاماً.
الأَصْمَعِيُّ: حَدَّثَنَا سَكَنٌ صَاحِبُ الغَنَمِ قَالَ:
جَاءنِي يُوْنُسُ بنُ عُبَيْدٍ بِشَاةٍ, فَقَالَ: بِعْهَا
وَابْرَأْ مِنْ أَنَّهَا تَقْلِبُ العَلَفَ وَتَنْزِعُ
الوَتَدَ, فَبَيِّنْ قَبْلَ أَنْ يقع البيع.
قال أبو عبد الرحمن المقرىء: نَشَرَ يُوْنُسُ بنُ عُبَيْدٍ
ثَوْباً عَلَى رَجُلٍ فَسَبَّحَ رَجُلٌ مِنْ جُلَسَائِهِ
فَقَالَ: ارْفَعْ أَحْسِبُهُ قَالَ: مَا وَجَدْتَ مَوْضِعَ
التَّسْبِيْحِ إلَّا هَا هُنَا؟.
وَعَنْ جَعْفَرِ بنِ بُرْقَانَ قَالَ: بَلَغَنِي عن يونس
فضل وصلاح فأحببت أن أَكْتُبَ إِلَيْهِ أَسْأَلُه فَكَتَبَ
إِلَيْهِ أَتَانِي كِتَابُكَ تَسْأَلُنِي أَنْ أَكْتُبَ
إِلَيْكَ بِمَا أَنَا عَلَيْهِ. فَأُخْبِرُكَ أَنِّي
عَرَضتُ عَلَى نَفْسِي أَنْ تُحِبَّ لِلنَّاسِ مَا تُحِبُّ
لَهَا وَتَكْرَهَ لَهُم مَا تَكْرَهُ لَهَا فَإِذَا هِيَ
مِنْ ذَاكَ بَعِيْدَةٌ ثُمَّ عَرَضتُ عَلَيْهَا مَرَّةً
أُخْرَى تَرْكَ ذِكْرِهِم إلَّا مِنْ خَيْرٍ فَوَجَدتُ
الصَّومَ فِي اليَوْمِ الحَارِّ أَيسَرَ عَلَيْهَا مِنْ
ذَلِكَ هَذَا أَمْرِي يَا أَخِي وَالسَّلاَمُ.
قَالَ سَعِيْدُ بنُ عَامِرٍ:قِيْلَ: إِنَّ يُوْنُسَ بنَ
عُبَيْدٍ قَالَ إِنِّي لأعد مئة خَصلَةٍ مِنْ خِصَالِ
البِرِّ مَا فِيَّ مِنْهَا خَصلَةٌ وَاحِدَةٌ ثُمَّ قَالَ
سَعِيْدٌ: عَنْ جَسْرٍ أَبِي جَعْفَرٍ قَالَ: دَخَلْتُ
عَلَى يُوْنُسَ بنِ عُبَيْدٍ أَيَّامَ الأَضْحَى فَقَالَ:
خُذْ لَنَا كَذَا وَكَذَا مِنْ شَاةٍ ثُمَّ قَالَ: وَاللهِ
مَا أُرَاهُ يُتَقَبَّلُ مِنِّي شَيْءٌ قَدْ خَشِيْتُ أَنْ
أَكُوْنَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ.
قُلْتُ: كُلُّ مَنْ لَمْ يَخْشَ أَنْ يَكُوْنَ فِي
النَّارِ فَهُوَ مَغْرُوْرٌ, قَدْ أَمِنَ مَكْرَ اللهِ
بِهِ.
قَالَ سَعِيْدُ بنُ عَامِرٍ: عَنْ سَلاَّمِ بنِ أَبِي
مُطِيْعٍ -أَوْ غَيْرِهِ- قَالَ: مَا كَانَ يُوْنُسُ
بِأَكْثَرِهِم صَلاَةً وَلاَ صَوماً وَلَكِنْ -لاَ
وَاللهِ- ما حضر حق لله إلَّا وهو متهيىء لَهُ.
قَالَ سَعِيْدُ بنُ عَامِرٍ: قَالَ يُوْنُسُ: هَان عَلَيَّ
أَنْ آخذَ نَاقِصاً, وَغَلَبَنِي أَنْ أُعْطِيَ رَاجِحاً
وَقِيْلَ: إِنَّ يُوْنُسَ نَظَرَ إِلَى قَدَمَيْهِ عِنْدَ
المَوْتِ, وَبَكَى, فَقِيْلَ: مَا يُبْكِيْكَ أَبَا عَبْدِ
اللهِ؟ قَالَ: قَدَمَايَ لَمْ تَغْبَرَّ فِي سَبِيْلِ
اللهِ.
قَالَ: وَحَدَّثَنَا مُبَارَكُ بنُ فَضَالَةَ عَنْ
يُوْنُسَ بنِ عُبَيْدٍ قَالَ: لاَ تَجِدُ مِنَ البِرِّ
شَيْئاً وَاحِداً يَتبَعُهُ البِرُّ كُلُّه غَيْرَ
اللِّسَانِ فَإِنَّكَ تَجِدُ الرَّجُلَ يُكثِرُ الصيام
ويفطر عَلَى الحَرَامِ وَيَقُوْمُ اللَّيلَ وَيَشْهَدُ
بِالزُّورِ بِالنَّهَارِ وَذَكَرَ أَشْيَاءَ نَحْوَ هَذَا.
وَلَكِنْ لاَ تَجِدُه لا يتكلمإلَّا بحق فيخالف ذلك عمله
أبدًا.
(6/386)
وعن جابر لِيُوْنُسَ, قَالَ: مَا رَأَيْتُ
أَكْثَرَ اسْتِغْفَاراً مِنْ يُوْنُسَ, كَانَ يَرْفَعُ
طَرْفَه إِلَى السَّمَاءِ وَيَسْتَغْفِرُ.
قَالَ حَمَّادُ بنُ زَيْدٍ: سَمِعْتُ يُوْنُسَ يَقُوْلُ:
تُوشكُ عَيْنُكَ أَنْ تَرَى مَا لَمْ تَرَ, وَأَذُنُكَ
أَنْ تَسْمَعَ مَا لَمْ تَسْمَعْ, ثُمَّ لاَ تَخْرُجَ مِنْ
طَبَقَةٍ إلَّا دَخَلتَ فِيْمَا هُوَ أَشَدُّ مِنْهَا
حَتَّى يَكُوْنَ آخِرَ ذَلِكَ الجَوَازُ عَلَى الصِّرَاطِ.
وَقَالَ حَمَّادُ بنُ زَيْدٍ: شَكَا رَجُلٌ إِلَى يُوْنُسَ
وَجَعاً فِي بَطْنِه, فَقَالَ لَهُ: يَا عَبْدَ اللهِ
هَذِهِ دَارٌ لاَ تُوَافِقُكَ, فَالْتَمِسْ دَاراً
تُوَافِقُكَ.
وَقَالَ غَسَّانُ بنُ المُفَضَّلِ الغَلاَبِيُّ:
حَدَّثَنِي بَعْضُ أَصْحَابِنَا, قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ
إِلَى يُوْنُسَ بنِ عُبَيْدٍ فَشَكَا إِلَيْهِ ضِيقاً مِنْ
حَالِهِ وَمَعَاشِه وَاغتِمَاماً بِذَلِكَ فَقَالَ:
أَيَسُرُّكَ بِبَصَرِكَ مائَةُ أَلْفٍ؟ قَالَ: لاَ قَالَ:
فَبِسَمْعِكَ قَالَ: لاَ قَالَ: فَبِلِسَانِكَ قَالَ: لاَ
قَالَ: فَبِعَقْلِكَ قَالَ: لاَ فِي خِلاَلٍ وَذَكَّرَه
نِعَمَ اللهِ عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ: يُوْنُسُ أَرَى لَكَ
مِئِيْنَ أُلُوفاً, وَأَنْتَ تَشكُو الحَاجَةَ?!.
حَمَّادُ بنُ زَيْدٍ: سَمِعْتُ يُوْنُسَ بنَ عُبَيْدٍ
يَقُوْلُ: عَمدنَا إِلَى مَا يُصلِحُ النَّاسَ,
فَكَتَبْنَاهُ وَعَمدنَا إِلَى مَا يُصلِحُنَا
فَتَرَكْنَاهُ.
وَعَنْ يُوْنُسَ قَالَ: يُرجَى لِلرَّهِقِ بِالبِرِّ
الجَنَّةُ وَيُخَافُ عَلَى المُتَأَلِّهِ بِالعُقُوقِ
النَّارُ.
قَالَ حَزْمُ بنُ أَبِي حَزْمٍ: مَرَّ بِنَا يُوْنُسُ بنُ
عُبَيْدٍ عَلَى حِمَارٍ, وَنَحْنُ قُعُوْدٌ عَلَى بَابِ
ابْنِ لاَحِقٍ, فَوَقَفَ فَقَالَ أَصْبَحَ مَنْ إِذَا
عُرِّفَ السُّنَّةَ عَرَفَهَا غَرِيْباً وَأَغرَبُ مِنْهُ
الَّذِي يُعَرِّفُهَا.
قَالَ سَعِيْدُ بنُ عَامِرٍ: حَدَّثَنَا جَسْرٌ أَبُو
جَعْفَرٍ قُلْتُ: لِيُوْنُسَ مَرَرْتُ بِقَوْمٍ
يَخْتَصِمُوْنَ فِي القَدَرِ فَقَالَ لَوْ هَمَّتْهُم
ذُنُوْبُهُم, مَا اخْتَصَمُوا فِي القَدَرِ.
قَالَ النَّضْرُ بنُ شُمَيْلٍ: غَلاَ الخَزُّ فِي مَوْضِعٍ
كَانَ إِذَا غَلاَ هُنَاكَ غَلاَ بِالبَصْرَةِ, وَكَانَ
يُوْنُسُ بنُ عُبَيْدٍ خَزَّازاً فَعَلِمَ بِذَلِكَ
فَاشْتَرَى مِنْ رَجُلٍ مَتَاعاً بِثَلاَثِيْنَ أَلْفاً.
فَلَمَّا كَانَ بَعْدَ ذَلِكَ قَالَ لِصَاحِبِهِ: هَلْ
كُنْتَ عَلِمتَ أَنَّ المَتَاعَ غَلاَ بِأَرْضِ كَذَا
وَكَذَا قَالَ: لاَ وَلَوْ عَلِمتُ لَمْ أَبِعْ. قال: هلم
إلي مالي, وخذ ما لك, فَرَدَّ عَلَيْهِ الثَّلاَثِيْنَ
الأَلْفَ.
قَالَ حَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ: سَمِعْتُ يُوْنُسَ يَقُوْلُ:
مَا هَمَّ رَجُلاً كَسْبُهُ إلَّا هَمَّهُ أَيْنَ
يَضَعُه؟.
مَخْلَدُ بنُ الحُسَيْنِ, عَنْ هِشَامِ بنِ حَسَّانٍ,
قَالَ: مَا رأيت أحدًا يطلب بالعلم وجه اللهإلَّا يُوْنُسَ
بنَ عُبَيْدٍ.
(6/387)
عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ:
حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيْمُ بنُ الحَسَنِ البَاهِلِيُّ،
حَدَّثَنَا حَمَّادُ بنُ زَيْدٍ, قَالَ: قَالَ يُوْنُسُ
بنُ عُبَيْدٍ: ثَلاَثَةٌ احْفَظُوهُنَّ عَنِّي: لاَ
يَدْخُلْ أَحَدُكُم عَلَى سُلْطَانٍ يَقْرَأُ عَلَيْهِ
القُرْآنَ وَلاَ يَخْلُوَنَّ أَحَدُكُم مَعَ امْرَأَةٍ
يَقْرَأُ عَلَيْهَا القُرْآنَ, وَلاَ يُمَكِّنْ أَحَدُكُم
سَمْعَهُ مِنْ أَصْحَابِ الأَهْوَاءِ.
ضَمْرَةُ عَنِ ابْنِ شَوْذَبٍ سَمِعْتُ يُوْنُسَ وَابْنَ
عَوْنٍ اجْتَمَعَا, فَتَذَاكَرَا الحَلاَلَ وَالحَرَامَ,
فَكِلاَهُمَا قَالَ: مَا أَعْلَمُ فِي مَالِي دِرْهَماً
حَلاَلاً.
قُلْتُ: وَالظَنُّ بِهِمَا أَنَّهُمَا لاَ يَعْرِفَانِ فِي
مَالِهِمَا أَيْضاً دِرْهَماً حَرَاماً.
وَقَالَ ابْنُ شَوْذَبٍ: سَمِعْتُ يُوْنُسَ يَقُوْلُ:
خَصْلَتَانِ إِذَا صَلَحَتَا مِنَ العَبْدِ, صَلُحَ مَا
سواهما صلاته, ولسانه.
وَرَوَى سَلاَّمُ بنُ أَبِي مُطِيْعٍ, عَنْ يُوْنُسَ,
قَالَ: رَحِمَ اللهُ الحَسَنَ, إِنِّي لأَحْسِبُ الحَسَنَ
تَكَلَّمَ حُسبَةً, رَحِمَ اللهُ مُحَمَّداً إِنِّي
لأَحسِبُه سَكَتَ حُسبَةً.
سَعِيْدُ بنُ عَامِرٍ: حَدَّثَنَا حَرْبُ بنُ مَيْمُوْنٍ
الصَّدُوْقُ المُسْلِمُ, عَنْ خُوَيلٍ -يَعْنِي: خَتَنَ
شُعْبَةَ- قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ يُوْنُسَ فَجَاءهُ رَجُلٌ
فَقَالَ: يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ تَنْهَانَا عَنْ
مُجَالَسَةِ عَمْرِو بنِ عُبَيْدٍ, وَقَدْ دَخَلَ عَلَيْهِ
ابْنُكَ? قَالَ: ابْنِي؟! قَالَ: نَعَمْ فَتَغَيَّظَ
الشَّيخُ, فَلَمْ أَبرَحْ حَتَّى جَاءَ ابْنُه, فَقَالَ:
يَا بُنَيَّ قَدْ عَرَفْتَ رَأْيِي فِي عَمْرٍو ثُمَّ
تَدخُلُ عَلَيْهِ قَالَ: كَانَ مَعِي فُلاَنٌ, وَجَعَلَ
يَعْتَذِرُ. قَالَ: أَنْهَاكَ عَنِ الزِّنَى,
وَالسَّرِقَةِ, وَشُربِ الخَمْرِ, وَلأَنْ تَلْقَى اللهَ
بِهنَّ, أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ تَلقَاهُ بِرَأْيِ
عَمْرٍو, وَأَصْحَابِ عَمْرٍو.
وَقَالَ سَعِيْدُ بنُ عَامِرٍ: قَالَ يُوْنُسُ: إِنِّي
لأَعُدُّهَا مِنْ نِعْمَةِ اللهِ أَنِّي لَمْ أَنْشَأْ
بِالكُوْفَةِ.
وَقِيْلَ: الْتَقَى يُوْنُسُ وَأَيُّوْبُ, فَلَمَّا
تَفَرَّقَا, قَالَ أَيُّوْبُ: قَبَّحَ اللهَ العَيْشَ
بَعْدَك.
وَقَالَ فُضَيْلُ بنُ عَبْدِ الوَهَّابِ: حَدَّثَنَا
خَالِدُ بنُ عَبْدِ اللهِ, قَالَ: أَرَادَ يُوْنُسُ بنُ
عُبَيْدٍ أَنْ يُلجِمَ حِمَاراً, فَلَمْ يُحسِنْ, فَقَالَ
لِصَاحِبٍ لَهُ: تَرَى اللهَ كَتَبَ الجِهَادَ عَلَى
رَجُلٍ لاَ يُلجِمُ حِمَاراً؟!.
أَنْبَأَنِي أَحْمَدُ بنُ سَلاَمَةَ عَنْ أَبِي
المَكَارِمِ اللَّبَّانُ، أَنْبَأَنَا أَبُو عَلِيٍّ
الحَدَّادُ، أَنْبَأَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا
سُلَيْمَانُ بنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ
اللهِ التُّسْتَرِيُّ البَزَّازُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ
بنُ صُدْرَانَ، حَدَّثَنَا عَامِرُ بنُ أَبِي عَامِرٍ
الخَرَّازُ سَمِعْتُ يُوْنُسَ بنَ عُبَيْدٍ وَهُوَ يَرثِي
بِهَذِهِ الأَبْيَاتِ:
مِنَ المَوْتِ لاَ ذُوْ الصَّبْرِ يُنْجِيْهِ صَبْرُهُ ...
وَلاَ لجزوع كاره الموت مجزع
أَرَى كُلَّ ذِي نَفْسٍ وَإِنْ طَالَ عُمْرُهَا ...
وَعَاشَتْ لَهَا سُمٌّ مِنَ المَوْتِ مُنْقَعُ
(6/388)
فكل امرىء لاَقٍ مِنَ المَوْتِ سَكْرَةً
... لَهُ سَاعَةٌ فِيْهَا يَذِلُّ وَيَضْرَعُ
وَإِنَّك مَنْ يُعْجِبْكَ لاَ تَكُ مِثْلَهُ ... إِذَا
أَنْتَ لَمْ تَصْنَعْ كَمَا كَانَ يَصْنَعُ
قَالَ حَمَّادُ بنُ زَيْدٍ: وُلِدَ يُوْنُسُ قَبْلَ
طَاعُوْنِ الجَارِفِ وَقِيْلَ: كَانَ يُوْنُسُ أَسَنَّ
مِنْ أَبِي عَوْنٍ بِسَنَةٍ قَالَ مُحَمَّدُ بنُ سَعْدٍ:
مَاتَ يُوْنُسُ سَنَةَ أَرْبَعِيْنَ وَمائَةٍ. وَقَالَ
فَهْدُ بنُ حَيَّانَ: مَاتَ سَنَةَ تِسْعٍ وَثَلاَثِيْنَ
قَالَ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ الأَنْصَارِيُّ رَأَيْتُ
سُلَيْمَانَ وَعَبْدَ اللهِ ابْنَيْ عَلِيِّ بنِ عَبْدِ
اللهِ بنِ عَبَّاسٍ وَابْنَيْ سُلَيْمَانَ يَحْمِلُوْنَ
سَرِيْرَ يُوْنُسَ بنِ عُبَيْدٍ عَلَى أَعْنَاقِهِم
فَقَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ عَلِيٍّ هَذَا وَاللهِ
الشَّرَفُ!
قُلْتُ: كَانَ عَبْدُ اللهِ بنُ عَلِيٍّ بَعْدَ أَنْ
بُوْيِعَ بِالخِلاَفَةِ بِالشَّامِ وَغَيْرِهَا, قَدْ
عَمِلَ مَصَافّاً مَعَ أَبِي مُسْلِمٍ الخُرَاسَانِيِّ,
فَانْهَزَمَ جَيْشُ عَبْدِ اللهِ وَفَرَّ هُوَ إِلَى
عِنْدِ أَخِيْهِ أَمِيْرِ البَصْرَةِ سُلَيْمَانَ
فَأَجَارَهُ مِنَ المَنْصُوْرِ.
فَأَمَّا يُوْنُسُ بنُ عُبَيْدٍ: فَشَيْخٌ لاَ يُعْرَفُ
مِنْ مَوَالِي ثَقِيْفٍ. لَهُ عَنِ البَرَاءِ بنِ عَازِبٍ:
كَانَتْ راية رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سَوْدَاءَ
مِنْ نَمِرَةٍ لَمْ يَرْوِ عَنْهُ سِوَى أَبِي يَعْقُوْبَ
إِسْحَاقَ بنِ إِبْرَاهِيْمَ الثَّقَفِيِّ أَخْرَجَهُ: أبو
داود والترمذي وابن ماجه.
فَيَظُنُّه مَنْ لاَ يَدْرِي أَنَّهُ الإِمَامُ
البَصْرِيُّ, صَاحِبُ التَّرْجَمَةِ.
وَرَوَى حُمَيْدُ بنُ هِلاَلٍ, عَنْ يُوْنُسَ عَنِ
البَرَاءِ: لَهُ فِي أَوَّلِ:غَرِيْبِ أَبِي عُبَيْدٍ".
فَيُقَالُ لَهُ: إِنَّ صَاحِبَ التَّرْجَمَةِ لاَ يُدْرِكُ
البَرَاءَ. فَيَقُوْلُ: مَا المَانَعُ مِنْ أَنْ يَكُوْنَ
رَوَى عَنِ البَرَاءِ مُرْسَلاً؟ فَيُقَالُ لَهُ: إِنَّ
صَاحِبَ التَّرجَمَةِ مِنْ مَوَالِي عَبْدِ القَيْسِ
وَالرَّاوِي حَدِيْثَ الرَّايَةِ مِنْ مَوَالِي ثَقِيْفٍ.
وَقَدْ جَمَعَ أَبُو عَرُوْبَةَ الحَرَّانِيُّ حَدِيْثَ
يُوْنُسَ بنِ عُبَيْدٍ الإِمَامِ, وَقَرَأْتُ مِنْ ذَلِكَ
الجُزْءَ الأَوَّلَ وَالثَّانِي عَلَى أَبِي الفَضْلِ
أَحْمَدَ بنِ هِبَةِ اللهِ بنِ تَاجِ الأُمَنَاءِ فِي
سَنَةِ أَرْبَعٍ وَتِسْعِيْنَ, عَنْ عَبْدِ المُعِزِّ بنِ
مُحَمَّدٍ الهَرَوِيِّ، أَنْبَأَنَا زَاهِرُ بنُ طَاهِرٍ،
أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الأَدِيْبُ،
أَنْبَأَنَا أَبُو أَحْمَدَ مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدٍ
الحَافِظُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَرُوْبَةَ بِحَرَّانَ،
حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بنُ شَاهِيْنٍ، حَدَّثَنَا خَالِدٌ
بنُ يُوْنُسَ عَنِ الحَكَمِ بنِ الأَعْرَجِ عَنِ
الأَشْعَثِ بن ثُرْمُلَةَ عَنْ أَبِي بَكْرَةَ سَمِعْتُ
النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُوْلُ:
"مَنْ قَتَلَ مُعَاهِداً بِغَيْرِ حِلِّهِ حَرَّمَ اللهُ
عَلَيْهِ الجَنَّةَ أَنْ يَجِدَ رِيْحَهَا" 1. هَذَا
حَدِيْثٌ صَالِحُ الإِسْنَادِ أَخْرَجَهُ النَّسَائِيُّ
مِنْ طَرِيْقِ ابْنِ عُلَيَّةَ عَنْ يونس.
__________
1 صحيح: أخرجه أحمد "5/ 36 و38 و52"، والنسائي "8/ 25"،
والحاكم "1/ 44"، والبيهقي "9/ 205" من طرق عن يونس بن
عبيد، عَنِ الحَكَمِ بنِ الأَعْرَجِ، عَنِ الأَشْعَثِ بن
ثرملة عن أبي بكرة، به. ورواه عبد الله بن عمرو بن العاص
مرفوعا: عند أحمد "2/ 186"، والبخاري "3166" و"6914"،
والنسائي "8/ 25"، وابن ماجه "2686"، والحاكم "2/
126-127".
(6/389)
زيد بن واقد، يونس
بن يزيد:
956- زيد بن واقد 1: "خَ, د, س, ق"
أَبُو عُمَرَ -وَيُقَالُ: أبو عمرو القرشي مولاهم,
الدمشقي, الفقيه.
حَدَّثَ عَنْ: جُبَيْرِ بنِ نُفَيْرٍ, وَكَثِيْرِ بنِ
مُرَّةَ وَحِزَامِ بنِ حَكِيْمِ بنِ حِزَامٍ, وَبُسْرِ ابن
عُبَيْدِ اللهِ, وَمَكْحُوْلٍ, وَعِدَّةٍ.
وَعَنْهُ: صَدَقَةُ بنُ خَالِدٍ, وَسُوَيْدُ بنُ عَبْدِ
العَزِيْزِ, وَيَحْيَى بنُ حمزة, وصدقة ابن عَبْدِ اللهِ
السَّمِيْنُ, وَمُحَمَّدُ بنُ عِيْسَى بنِ سُمَيْعٍ,
وَالوَلِيْدُ بنُ مُسْلِمٍ,, وَآخَرُوْنَ.
وَثَّقَهُ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ, وَغَيْرُهُ وَقَالَ أَبُو
حَاتِمٍ: لاَ بَأْسَ بِهِ وَقِيْلَ: إِنَّهُ قَدَرِيٌّ
وَلَمْ يَصِحَّ.
رَوَى الوَلِيْدُ عَنْهُ قَالَ: أَنَا رَأَيْتُ الرَّأسَ
الَّذِي يُقَالُ: إِنَّهُ رَأْسُ يَحْيَى -عَلَيْهِ
السَّلاَمُ- طَرِيٌّ, كَأَنَّمَا قُتِلَ السَّاعَةَ.
وَقَالَ الحَسَنُ بنُ محمد بن بكار: توفي زيد ابن وَاقِدٍ
سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَلاَثِيْنَ وَمائَةٍ.
صَدَقَةُ بنُ خَالِدٍ: حَدَّثَنَا زَيْدُ بنُ وَاقِدٍ,
حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ البَصْرَةِ يُقَالَ لَهُ:
الحَسَنُ بنُ أَبِي الحَسَنِ قَالَ: لَقَدْ أَدْرَكتُ
أَقْوَاماً لَوْ رَأَوْا خِيَارَكُم لَقَالُوا: مَا لَهُم
مِنْ خَلاَقٍ وَلَوْ رَأَوْا شِرَارَكُم لَقَالُوا: أَمَا
يُؤْمِنُ هَؤُلاَءِ بيوم الحساب.
957- يونس بن يزيد 2: "ع"
ابن أبي النجاد مشكان, الإِمَامُ الثِّقَةُ المُحَدِّثُ
أَبُو يَزِيْدَ الأَيْلِيُّ مَوْلَى مُعَاوِيَةَ بنِ أَبِي
سُفْيَانَ الأُمَوِيِّ وَهُوَ أَخُو أبي علي, وعم عنبسة بن
خالد.
__________
1 ترجمته في التاريخ الكبير "3/ ترجمة 1353"، والمعرفة
والتاريخ ليعقوب الفسوي "2/ 290 و395 و397" و"3/ 289"،
الجرح والتعديل "3/ ترجمة 2601"، تاريخ الإسلام "5/ 254"
و"6/ 67"، الكاشف "1/ ترجمة 1774"، ميزان الاعتدال "2/
106"، تهذيب التهذيب "3/ 426"، خلاصة الخزرجي "1/ ترجمة
2281".
2 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 520"، التاريخ الكبير "8/
ترجمة 3496"، المعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "2/ 138"،
الجرح والتعديل "9/ 1042"، الأنساب للسمعاني "1/ 404"،
تاريخ الإسلام "6/ 319"، الكاشف "3/ ترجمة 6598"، تذكرة
الحفاظ "1/ ترجمة 156"، العبر "1/ 218"، ميزان الاعتدال
"4/ 484"، تهذيب التهذيب "11/ 450"، شذرات الذهب "1/ 233".
(6/390)
حَدَّثَ عَنِ: ابْنِ شِهَابٍ وَنَافِعٍ
مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ وَالقَاسِمِ وَعِكْرِمَةَ. وَعَنْ
أَخِيْهِ وَهِشَامِ بنِ عُرْوَةَ وَعُمَارَةَ بنِ
غَزِيَّةَ وَعُمَرَ مَوْلَى غُفْرَةَ وَجَمَاعَةٍ.
وَعَنْهُ: اللَّيْثُ بنُ سَعْدٍ, وَيَحْيَى بنُ أَيُّوْبَ,
وَنَافِعُ بنُ يَزِيْدَ, وَعَمْرُو بنُ الحَارِثِ,
وَالأَوْزَاعِيُّ وَجَرِيْرُ بنُ حَازِمٍ وَابْنُ
المُبَارَكِ وَبَقِيَّةُ وَابْنُ وَهْبٍ وَشَبِيْبُ بنُ
سَعِيْدٍ الحَبَطِيُّ وَرِشْدِيْنُ بنُ سَعْدٍ, وَطَلْحَةُ
بنُ يَحْيَى, وَعَبْدُ اللهِ بنُ عُمَرَ النُّمَيْرِيُّ,
وَالقَاسِمُ بنُ مَبْرُوْرٍ, وَمُفَضَّلُ بنُ فَضَالَةَ,
وَعُثْمَانُ بنُ الحَكَمِ الجُذَامِيُّ, وَأَبُو صَفْوَانَ
عَبْدُ اللهِ بنُ سَعِيْدٍ, وَأَبُو ضَمْرَةَ
اللَّيْثِيُّ, وَأَيُّوْبُ بنُ سُوَيْدٍ الرَّمْلِيُّ,
وَسُلَيْمَانُ بنُ بِلاَلٍ, وَمُحَمَّدُ بنُ فُلَيْحٍ,
وَمُحَمَّدُ بنُ بَكْرٍ البُرْسَانِيُّ, وَعُثْمَانُ بنُ
عُمَرَ بنِ فَارِسٍ, وَابْنُ أَخِيْهِ عَنْبَسَةُ بنُ
خَالِدٍ الأَيْلِيُّ, وَخَلْقٌ سِوَاهُم.
وَصَحِبَ الزُّهْرِيَّ ثِنْتَيْ عَشْرَةَ سَنَةً وَقِيْلَ:
أَرْبَعَ عَشْرَةَ- وَأَكْثَرَ عَنْهُ, وَهُوَ مِنْ
رُفَعَاءِ أَصْحَابِه وَكَانَ ابْنُ المُبَارَكِ يَقُوْلُ
كِتَابُه صَحِيْحٌ وَكَذَا قَالَ: ابْنُ مَهْدِيٍّ.
وَرَوَى عَبْدَانُ عَنِ ابْنِ المُبَارَكِ قَالَ: إِنِّي
إِذَا نَظَرتُ فِي حَدِيْثِ مَعْمَرٍ وَيُوْنُسَ
يُعجِبُنِي كَأَنَّمَا خَرَجَا مِنْ مِشكَاةٍ وَاحِدَةٍ.
وَرَوَى عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنِ ابْنِ المُبَارَكِ قَالَ:
مَا رَأَيْتُ أَحَداً أَرْوَى عَنِ الزُّهْرِيِّ من
معمرإلَّا أَنَّ يُوْنُسَ أَحْفَظُ لِلْمُسْنَدِ وَفِي
لَفظٍ: إلَّا مَا كَانَ مِنْ يُوْنُسَ فَإِنَّهُ كَتَبَ
الكُتُبَ عَلَى الوَجْهِ.
وَرَوَى مُحَمَّدُ بنُ عَوْفٍ, عَنْ أَحْمَدَ بنِ
حَنْبَلٍ: قَالَ وَكِيْعٌ: رَأَيْتُ يُوْنُسَ بن يزيد,
وكان سيء الحِفْظِ. قَالَ أَحْمَدُ: سَمِعَ وَكِيْعٌ
مِنْهُ ثَلاَثَةَ أَحَادِيْثَ وَقَالَ حَنْبَلٌ: سَمِعْتُ
أَبَا عَبْدِ اللهِ يَقُوْلُ: مَا أَحَدٌ أَعْلَمُ
بِحَدِيْثِ الزُّهْرِيِّ مِنْ مَعْمَرٍ, إلَّا مَا كَانَ
مِنْ يُوْنُسَ الأَيْلِيِّ, فَإِنَّهُ كَتَبَ كُلَّ شَيْءٍ
هُنَاكَ.
وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ الأَثْرَمُ: قَالَ عَبْدُ اللهِ:
قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ, عَنِ ابْنِ المُبَارَكِ: مَا
رَأَيْتُ أَحَداً أَرْوَى عَنِ الزُّهْرِيِّ مِنْ
مَعْمَرٍ, إلَّا مَا كَانَ مِنْ يُوْنُسَ فَإِنَّهُ كَتَبَ
كُلَّ شَيْءٍ قِيْلَ لأَبِي عَبْدِ اللهِ فَإِبْرَاهِيْمُ
بنُ سَعْدٍ فقال وأي شيء روى إبراهيم عن الزهريإلَّا
أَنَّهُ فِي قِلَّةِ رِوَايَتِه أَقَلُّ خَطَأً مِنْ
يُوْنُسَ قَالَ وَرَأَيْتُه يَحْمِلُ عَلَى يُوْنُسَ قَالَ
الأَثْرَمُ أَنْكَرَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عَلَى يُوْنُسَ
فَقَالَ كَانَ يَجِيْءُ عَنْ سَعِيْدٍ بِأَشْيَاءَ
لَيْسَتْ مِنْ حَدِيْثِ سَعِيْدٍ وَضَعَّفَ أَمرَ يُوْنُسَ
وَقَالَ لَمْ يَكُنْ يَعْرِفُ الحَدِيْثَ وَكَانَ يَكْتُبُ
"أُرَى" أَوَّلَ الكِتَابِ, فَيَنْقَطِعُ الكَلاَمُ,
فَيَكُوْنُ أَوَّلُه عَنْ سَعِيْدٍ, وَبَعْضُه عَنِ
الزُّهْرِيِّ فَيَشتَبِهُ عَلَيْهِ.
قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ: وَيُوْنُسُ يَرْوِي أَحَادِيْثَ
مِنْ رَأْيِ الزُّهْرِيِّ, يَجْعَلُهَا عَنْ سَعِيْدٍ
يُوْنُسُ كَثِيْرُ الخَطَأِ عَنِ الزُّهْرِيِّ وَعُقَيْلٌ:
أَقَلُّ خَطَأً وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ النَّصْرِيُّ
سَمِعْتُ أَحْمَدَ بنَ حَنْبَلٍ
(6/391)
يَقُوْلُ: فِي حَدِيْثِ يُوْنُسَ بنِ
يَزِيْدَ مُنْكَرَاتٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ, مِنْهَا: عَنْ
سَالِمٍ, عَنْ أَبِيْهِ مَرْفُوْعاً: "فِيْمَا سَقَتِ
السَّمَاءُ العُشْرُ" 1.
وَرَوَى المَيْمُوْنِيُّ, عَنْ أَحْمَدَ قَالَ: رَوَى
يُوْنُسُ أَحَادِيْثَ مُنْكَرَةً. وقال الفضل ابن زِيَادٍ,
عَنْ أَحْمَدَ, قَالَ: يُوْنُسُ أَكْثَرُ حَدِيْثاً من
عقيل, وهما ثقتان. وروى: عَبَّاسٌ, عَنِ ابْنِ مَعِيْنٍ:
أَثْبَتُ النَّاسِ فِي الزُّهْرِيِّ: مَالِكٌ, وَمَعْمَرٌ,
وَيُوْنُسُ, وَعُقَيْلٌ, وَشُعَيْبٌ, وَابْنُ عُيَيْنَةَ.
وَقَالَ عُثْمَانُ الدَّارِمِيُّ قُلْتُ: لِيَحْيَى
يُوْنُسُ أَحَبُّ إِلَيْكَ أَوْ عُقَيْلٌ: فَقَالَ:
يُوْنُسُ ثِقَةٌ وَعُقَيْلٌ: ثِقَةٌ نَبِيْلُ الحَدِيْثِ
عَنِ الزُّهْرِيِّ.
وَرَوَى أَحْمَدُ بنُ أَبِي خَيْثَمَةَ عَنْ يَحْيَى قَالَ
مَعْمَرٌ وَيُوْنُسُ عَالِمَانِ بِالزُّهْرِيِّ.
وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحِيْمِ سَمِعْتُ
عَلِيّاً يَقُوْلُ أَثْبَتُ النَّاسِ فِي الزُّهْرِيِّ:
سُفْيَانُ بنُ عُيَيْنَةَ وَزِيَادُ بنُ سَعْدٍ ثُمَّ
مَالِكٌ وَمَعْمَرٌ وَيُوْنُسُ مِنْ كِتَابِه وَقَالَ
أَحْمَدُ بنُ صَالِحٍ المِصْرِيُّ نَحْنُ لاَ نُقَدِّمُ
عَلَى يُوْنُسَ فِي الزُّهْرِيِّ أَحَداً كَانَ
الزُّهْرِيُّ يَنْزِلُ إِذَا قَدِمَ أَيْلَةَ عَلَيْهِ
وَإِذَا سَارَ إِلَى المَدِيْنَةِ زَامَلَه يُوْنُسُ
وَقَالَ ابْنُ عَمَّارٍ المَوْصِلِيُّ يُوْنُسُ عَارِفٌ
بِرَأْيِ الزُّهْرِيِّ وَقَالَ العِجْلِيُّ
وَالنَّسَائِيُّ ثِقَةٌ. وَقَالَ يَعْقُوْبُ بنُ شَيْبَةَ:
صَالِحُ الحَدِيْثِ عَالِمٌ بِالزُّهْرِيِّ وَقَالَ أَبُو
زُرْعَةَ: لاَ بَأْسَ بِهِ وَقَالَ ابْنُ خِرَاشٍ:
صَدُوْقٌ وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ: حُلوُ الحَدِيْثِ
كَثِيْرُه وَلَيْسَ بِحُجَّةٍ رُبَّمَا جَاءَ بِالشَّيءِ
المُنْكَرِ.
قُلْتُ: قَدِ احْتَجَّ بِهِ أَربَابُ الصِّحَاحِ أَصلاً
وَتَبَعاً قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: رُبَّمَا جَاءَ بِالشَّيءِ
المُنْكَرِ. قُلْتُ: لَيْسَ ذَاكَ عِنْدَ أَكْثَرِ
الحُفَّاظِ مُنْكَراً, بَلْ غَرِيْبٌ.
قَالَ أَبُو سَعِيْدٍ بنُ يُوْنُسَ: سَأَلْتُ القَاسِمَ
وَسَالِماً زَعَمُوا أَنَّهُ تُوُفِّيَ بِصَعِيْدِ مِصْرَ,
سنة اثنتين وخمسين ومائة.
__________
1 صحيح: أخرجه البخاري "1483"، وأبو داود "1596"، والترمذي
"640"، والنسائي "1/ 344"، وابن ماجه "1817"، والطحاوي "1/
315"، وابن الجارود "180"، والبيهقي "4/ 130"، والطبراني
في "الصغير" "225" من طريق ابن شهاب، عن سالم بن عبد الله،
عن أبيه، به.
وله طريق أخرى يرويه ابن جريج، عن نافع، عن ابن عمر، عند
ابن أبي شيبة "4/ 22". وأخرجه مسلم "981"، من حديث جابر.
وأخرجه أحمد "5/ 233"، وابن ما جه "1818"، والدارمي "1/
393" من طريق عاصم بن أبي النجود، عن أبي وائل، عن معاذ بن
جبل. وأخرجه الطحاوي "1/ 315"، والحاكم "1/ 395" من حديث
عمرو بن حزم.
(6/392)
وَقَالَ يَحْيَى بنُ بُكَيْرٍ: تُوُفِّيَ
سَنَةَ بِضْعٍ وَخَمْسِيْنَ وَقَالَ البُخَارِيُّ
وَالمُفَضَّلُ الغَلاَبِيُّ: مَاتَ سَنَةَ تِسْعٍ
وَخَمْسِيْنَ, وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ عُزَيْزٍ
الأَيْلِيُّ: مات سنة ستين وَمائَةٍ.
أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيْلُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ
وَعَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ قَالاَ: أَنْبَأَنَا الحَسَنُ بنُ
يَحْيَى المَخْزُوْمِيُّ, أَنْبَأَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ
رِفَاعَةَ, أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بنُ الحَسَنِ, أَنْبَأَنَا
عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عُمَرَ البَزَّازُ, أَنْبَأَنَا
أَبُو الطَّاهِرِ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَمْرٍو,
حَدَّثَنَا يُوْنُسُ بنُ عَبْدِ الأَعْلَى, حَدَّثَنَا
ابْنُ وَهْبٍ أَخْبَرَنِي يُوْنُسُ بنُ يَزِيْدَ عَنِ
ابْنِ شِهَابٍ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ
أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-
قَالَ: "وَاللهِ إِنِّي لأَسْتَغْفِرُ اللهَ وَأَتُوْبُ
إِلَيْهِ فِي اليَوْمِ أَكْثَرَ مِنْ سَبْعِيْنَ مرة" 1.
__________
1 صحيح: أخرجه البخاري "6307"، والترمذي "3255" من طريق
الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي
هُرَيْرَةَ، به.
(6/393)
958- عقيل
2: "ع"
ابن خالد بن عَقِيلٍ, الحَافِظُ, الإِمَامُ, أَبُو خَالِدٍ
الأَيْلِيُّ, مَوْلَى آلِ عُثْمَانَ بنِ عَفَّانَ.
حَدَّثَ عَنِ: ابْنِ شِهَابٍ -فَأَكْثَرَ وَجَوَّدَ-
وَعَنْ: عِكْرِمَةَ, وَعَمْرِو بنِ شُعَيْبٍ, وَالحَسَنِ
البَصْرِيِّ, وَالقَاسِمُ بنُ مُحَمَّدٍ, وَنَافِعٌ
مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ, وَعِرَاكِ بنِ مَالِكٍ, وَسَالِمِ
بنِ عَبْدِ اللهِ, وَأَبِيْهِ خَالِدِ بنِ عَقِيْلٍ,
وَعَمِّهِ زِيَادِ بنِ عَقِيْلٍ, وَسَلَمَةَ بنِ كُهَيْلٍ,
وَطَائِفَةٍ, وَيَنْزِلُ إِلَى هِشَامِ بنِ عُرْوَةَ,
وَابْنِ إِسْحَاقَ.
وَعَنْهُ: ابْنُهُ إِبْرَاهِيْمُ وَابْنُ أَخِيْهِ,
سَلاَمَةُ بن روح ويونس بن يزيد رفيقه وَاللَّيْثُ وَابْنُ
لَهِيْعَةَ, وَيَحْيَى بنُ أَيُّوْبَ, وَضِمَامُ بنُ
إِسْمَاعِيْلَ, وَحَجَّاجُ بنُ فُرَافِصَةَ, وَجَابِرُ بنُ
إِسْمَاعِيْلَ الحَضْرَمِيُّ, وَمُفَضَّلُ بنُ فَضَالَةَ,
وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ ابن سَلْمَانَ الحَجْرِيُّ,
وَرِشْدِيْنُ بنُ سَعْدٍ, وَنَافِعُ بنُ يَزِيْدَ,
وَآخَرُوْنَ.
وَثَّقَهُ أَحْمَدُ وَالنَّسَائِيُّ وَقَالَ أَبُو
حَاتِمٍ: عُقَيْلٌ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ يُوْنُسَ. وَقَالَ
أَبُو زُرْعَةَ: ثِقَةٌ صَدُوْقٌ قَالَ مُحَمَّدُ بنُ
عَبْدِ الوَهَّابِ الفَرَّاءُ: سَمِعْتُ يَحْيَى بنَ
يَحْيَى يَقُوْلُ لإِسْحَاقَ, وَإِسْحَاقُ يَقْرَأُ
عَلَيْهِ كِتَابَ الجِهَادِ: عُقَيْلٌ أَثْبَتُ عِنْدَكم
أَوْ يُوْنُسُ قَالَ إِسْحَاقُ: عُقَيْلٌ حَافِظٌ
وَيُوْنُسُ صَاحِبُ كِتَابٍ قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: كَانَ
عُقَيْلٌ بِأَيْلَةَ وَكَانَ ثِقَةً وَقَالَ ابن أبي حاتم:
سئل
__________
1 صحيح: أخرجه البخاري "6307"، والترمذي "3255" من طريق
الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ
أَبِي هُرَيْرَةَ، به.
2 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 519"، التاريخ الكبير "7/
ترجمة 419"، الجرح والتعديل "7/ ترجمة 243"، الكاشف "2/
ترجمة 3917"، تاريخ الإسلام "6/ 101"، العبر "1/ 197"،
ميزان الاعتدال "3/ 89"، تهذيب التهذيب "7/ 255"، خلاصة
الخزرجي "2/ ترجمة 5652"، شذرات الذهب "1/ 216".
(6/393)
أَبِي عَنْ عُقَيْلٍ, وَمَعْمَرٍ فَقَالَ:
عُقَيْلٌ أَثْبَتُ, كَانَ صَاحِبَ كِتَابٍ, وَكَانَ
الزُّهْرِيُّ يَكُوْنَ بِأَيْلَةَ وَلِلزُّهْرِيِّ هُنَاكَ
ضَيعَةٌ فَكَانَ يَكْتُبُ عَنْهُ هُنَاكَ عَبَّاسٌ: عَنْ
يَحْيَى بنِ مَعِيْنٍ قَالَ: أَثْبَتُ النَّاسِ فِي
الزُّهْرِيِّ: مَالِكٌ, وَمَعْمَرٌ, وَيُوْنُسُ,
وَعُقَيْلٌ, وشعيب, وابن عيينة, وقال المفضل ابن غَسَّانَ:
قَالَ المَاجَشُوْنُ: كَانَ عُقَيْلٌ شُرَطِيّاً عِنْدَنَا
بِالمَدِيْنَةِ, وَمَاتَ بِمِصْرَ سَنَةَ إِحْدَى
وَأَرْبَعِيْنَ وَمائَةٍ. وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ عُزَيْزٍ
الأَيْلِيُّ: مَاتَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعِيْنَ.
وَرَوَى: أَبُو الطَّاهِرِ بنُ السَّرْحِ عَنْ خَالِهِ
أَبِي رَجَاءٍ قَالَ مَاتَ سنَةَ أَرْبَعٍ وَأَرْبَعِيْنَ.
وَقَالَ ابْنُ يُوْنُسَ تُوُفِّيَ بِالفُسْطَاطِ فَجَأَةً
بِالمَغَافِيرِ سنَةَ أَرْبَعٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَمائَةٍ.
أَخْبَرَنَا عُمَرُ بنُ عَبْدِ المُنْعِمِ الطَّائِيُّ,
أَنْبَأَنَا أَبُو القَاسِمِ بنُ الحَرَسْتَانِيِّ
قِرَاءةً وَأَنَا حَاضِرٌ, أَنْبَأَنَا أَبُو الحَسَنِ بنُ
المُسْلِمِ, أَنْبَأَنَا الحُسَيْنُ بنُ طلاب, أنبأنا محمد
ابن أَحْمَدَ, أَنْبَأَنَا الحُسَيْنُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ
سَعِيْدِ بنِ المطبقِي بِبَغْدَادَ حدثنا محمد ابن
عُزَيْزٍ حَدَّثَنَا سَلاَمَةُ بنُ رَوْحٍ حَدَّثَنِي
عُقَيْلٌ: عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ عَنْ رَسُوْلِ
اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- "أَنَّهُ كَانَ
يُخْرِجُ زَكَاةَ الفِطْرِ صَاعاً مِنْ تَمْرٍ أَوْ صَاعاً
مِنْ شَعِيْرٍ" 1. وَبِالإِسْنَادِ: تُوُفِّيَ الحُسَيْنُ2
لِيَوْمَيْنِ بَقِيَا مِنْ شَوَّالٍ سَنَةَ ثَمَانٍ
وَعِشْرِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ
الحُسَيْنِ القُرَشِيُّ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بنُ عِمَادٍ
أَنْبَأَنَا ابْنُ رِفَاعَةَ أَنْبَأَنَا أَبُو الحَسَنِ
الخِلَعِيُّ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ
الحَاجِّ الإِشْبِيْلِيُّ الشَّاهِدُ حَدَّثَنَا أَبُو
بَكْرٍ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ السِّنْدِيِّ إِمْلاَءً
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ عُزَيْزٍ الأَيْلِيُّ بِأَيْلَةَ
حَدَّثَنَا سَلاَمَةُ بنُ رَوْحٍ حَدَّثَنَا عُقَيْلٌ:
عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ أَنَسٍ قَالَ قَالَ رَسُوْلُ
اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- "أَكْثَرُ
أَهْلِ الجَنَّةِ البُلْهُ"3.
__________
1 صحيح: أَخْرَجَهُ البُخَارِيُّ "1503"، وَمُسْلِمٌ
"984"، وَأَبُو دَاوُدَ "1611"، وَالتِّرْمِذِيُّ "676"،
وَالنَّسَائِيُّ "5/ 47"، وابن ماجة "1825" و"1826" من
طريق نافع، عن ابن عمر -رضي الله عنهما- قال: فرض رسول
الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر صَاعاً مِنْ تَمْرٍ
أَوْ صَاعاً مِنْ شعيرٍ على العبد والحر والذكر والانثى
والصغير والكبير من المسلمين، وأمر بهما أن تؤدى قبل خروج
الناس إلى الصلاة". واللفظ للبخاري.
2 يريد وفاة الحسين بن محمد بن سعيد المطبقي، ترجمته في
تاريخ بغداد "8/ 97".
3 منكر: أخرجه الطحاوي في مشكل الآثار" "4/ 121" من طريق
سلامة بن روح، به.
قلت: إسناده ضعيف، آفته سلامة بن روح، قال أبو زرعة: ضعيف
منكر الحديث. وقال أبو حاتم: ليس بالقوي، محله عندي محل
الغفلة.
(6/394)
سعيد بن أبي هلال، عُبيد الله بن عمر:
959- سعيد بن أبي هلال 1: "ع"
الإِمَامُ, الحَافِظُ, الفَقِيْهُ, أَبُو العَلاَءِ
اللَّيْثِيُّ مولاهم, المصري, أحد الثقات.
رَوَى عَنْ: نُعَيْمٍ المُجْمِرِ, وَعَوْنِ بنِ عَبْدِ
اللهِ بنِ عُتْبَةَ, وَالقَاسِمِ بنِ أَبِي بَزَّةَ,
وَقَتَادَةَ, وَزَيْدِ بنِ أَسْلَمَ, وَعُمَارَةَ بنِ
غَزِيَّةَ, وَأَبِي بَكْرٍ بنِ حَزْمٍ, وَنَافِعٍ وَابْنِ
شِهَابٍ, وَأَرْسَلَ عَنْ: جَابِرٍ, وَغَيْرِه.
حَدَّثَ عَنْهُ: خَالِدُ بنُ يَزِيْدَ, وَعَمْرُو بنُ
الحَارِثِ, وَهِشَامُ بنُ سَعْدٍ, وَاللَّيْثُ بنُ سَعْدٍ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لاَ بَأْسَ بِهِ.
مَوْلِدُه سَنَة سَبْعِيْنَ. وَتُوُفِّيَ سَنَةَ خَمْسٍ
وَثَلاَثِيْنَ وَمائَةٍ. قَالَهُ: ابْنُ يُوْنُسَ.
وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: تُوُفِّيَ سَنَةَ تِسْعٍ
وَأَرْبَعِيْنَ وَمائَةٍ. وَقِيْلَ: إِنَّهُ نَشَأَ
بِالمَدِيْنَةِ, وَقَدْ حَدَّثَ عَنْهُ: سَعِيْدٌ
المَقْبُرِيُّ, أَحَدُ شُيُوْخِهِ.
960- عُبَيْدُ اللهِ بن عمر 2: "ع"
ابن حفص بن عاصم بن أَمِيْرِ المُؤْمِنِيْنَ أَبِي حَفْصٍ
عُمَرَ بنِ الخَطَّابِ الإِمَامُ المُجَوِّدُ الحَافِظُ
أَبُو عُثْمَانَ القُرَشِيُّ العَدَوِيُّ ثُمَّ
العُمَرِيُّ المَدَنِيُّ.
وُلِدَ بَعْدَ السَّبْعِيْنَ أَوْ نَحْوِهَا وَلَحِقَ
أُمَّ خَالِدٍ بِنْتَ خَالِدٍ الصَّحَابِيَّةَ, وَسَمِعَ
مِنْهَا فَهُوَ مِنْ صِغَارِ التَّابِعِيْنَ, وَسَمِعَ
مِنْ سَالِمِ بنِ عَبْدِ اللهِ, وَالقَاسِمِ بنِ
مُحَمَّدٍ, وَنَافِعٍ, وَسَعِيْدٍ المَقْبُرِيِّ,
وَخَالِهِ حَبِيْبِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ, وَعَطَاءِ بنِ
أَبِي رَبَاحٍ, وَعَمْرِو بنِ ,شُعَيْبٍ وَالزُّهْرِيِّ,
وَوَهْبِ بنِ كَيْسَانَ, وَعَبْدِ اللهِ بنِ دِيْنَارٍ,
وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ القَاسِمِ, وَثَابِتٍ
البُنَانِيِّ, وَأَبِي الزِّنَادِ, وَسُمَيٍّ, وَسُهَيْلٍ,
وَسَالِمٍ أَبِي النَّضْرِ, وَعَمْرِو بنِ دِيْنَارٍ
وَطَلْحَةَ بنِ عبد الملك وخلق.
__________
1 ترجمته في طبقات ابن سعد "7/ 514"، التاريخ الكبير "3/
ترجمة 1736"، المعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "1/ 121
و247" و"2/ 219 و222" و"3/ 138و266"، الجرح والتعديل "4/
ترجمة 301"، تاريخ الإسلام "5/ 256"، الكاشف "1/ ترجمة
1989"، ميزان الاعتدال "2/ 162"، تهذيب التهذيب "4/ 94"،
خلاصة الخزرجي "1/ ترجمة 2553"، شذرات الذهب "1/ 191".
2 ترجمته في التاريخ الكبير "5/ ترجمة 1273"، المعرفة
والتاريخ ليعقوب الفسوي "1/ 347" الجرح والتعديل "5/ ترجمة
1545"، تذكرة الحفاظ "1/ ترجمة 154"، تاريخ الإسلام "6/
98"، الكاشف "2/ ترجمة 3627"، تهذيب التهذيب "7/ 38"،
خلاصة الخزرجي "2/ ترجمة 4581"، شذرات الذهب "1/ 219".
(6/395)
وَعَنْهُ ابْنُ جُرَيْجٍ، وَمَعْمَرٌ،
وَشُعْبَةُ، وَسُفْيَانُ، وَحَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ،
وَزَائِدَةُ، وَسُلَيْمَانُ بنُ بِلاَلٍ، وَابْنُ
المُبَارَكِ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ نُمَيْرٍ، وَعَلِيُّ بنُ
مُسْهِرٍ، وَيَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ
بِشْرٍ، وَعِيْسَى بنُ يُوْنُسَ، وَعَبَّادُ بنُ عَبَّادٍ،
وَمُحَمَّدُ بنُ عِيْسَى بنِ سُمَيْعٍ، وَابْنُ
إِدْرِيْسَ، وَمُحَمَّدُ بنُ عُبَيْدٍ، وَعَبْدُ
الرَّزَّاقِ، وَأُمَمٌ سِوَاهُم.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: سَأَلْتُ أَحْمَدَ بنَ حَنْبَلٍ
عَنْ: مَالِكٍ، وَأَيُّوْبَ، وَعُبَيْدِ اللهِ بنِ عُمَرَ
أَيُّهُم أَثْبَتُ فِي نَافِعٍ? قَالَ: عُبَيْدُ اللهِ
أَثبتُهم، وَأَحْفَظُهم، وَأَكْثَرُهم رِوَايَةً، وَقَالَ
يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ: عُبَيْدُ اللهِ مِنَ الثِّقَاتِ،
وَقَالَ عُثْمَانُ بنُ سَعِيْدٍ: قُلْتُ لابْنِ مَعِيْنٍ:
مَالِكٌ عَنْ نَافِعٍ أَحَبُّ إِلَيْكَ أَوْ عُبَيْدُ
اللهِ قَالَ: كِلاَهُمَا، وَلَمْ يُفضِّلْ.
وَرَوَى جَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَبِي عُثْمَانَ
الطّيَالِسِيُّ سَمِعْتُ يَحْيَى بنَ مَعِيْنٍ يَقُوْلُ
عُبَيْدُ اللهِ بنُ عُمَرَ عَنِ القَاسِمِ عَنْ عَائِشَةَ
الذَّهَبُ المُشَبَّكُ بِالدُّرِّ.
قُلْتُ: هُوَ أَحَبُّ إِلَيْكَ أَوِ الزُّهْرِيُّ عَنْ
عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ? فَقَالَ: هُوَ أَحَبُّ إِلَيَّ،
وَرَوَى عَلِيُّ بنُ الحَسَنِ الهِسِنْجَانِيُّ عَنْ
أَحْمَدَ بنِ صَالِحٍ قال عُبَيْدُ اللهِ فِي نَافِعٍ
أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ مَالِكٍ، وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ،
وَأَبُو حَاتِمٍ: ثِقَةٌ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ: ثِقَةٌ
ثَبْتٌ قُلْتُ: كَانَ ابْنُ شِهَابٍ يُقَدِّمُ قُرَيْشاً
عَلَى النَّاسِ، وَعَلَى مَوَالِيْهِم فقال قطن بن إبراهيم
النيسابوي عَنِ الحُسَيْنِ بنِ الوَلِيْدِ قَالَ: كُنَّا
عِنْدَ مَالِكٍ فَقَالَ: كُنَّا عِنْدَ الزُّهْرِيِّ،
وَمَعَنَا عُبَيْدُ اللهِ بنُ عُمَرَ، وَمُحَمَّدُ بنُ
إِسْحَاقَ فَأَخَذَ الكِتَابَ ابْنُ إِسْحَاقَ فَقَرَأَ
فَقَالَ: انْتسِبْ قَالَ: أَنَا مُحَمَّدُ بنُ إِسْحَاقَ
بنِ يَسَارٍ قَالَ: ضَعِ الكِتَابَ مِنْ يَدِكَ قَالَ:
فَأَخَذَه مَالِكٌ فَقَالَ: انْتسِبْ قَالَ: أَنَا مَالِكُ
بنُ أَنَسٍ الأَصْبَحِيُّ فَقَالَ: ضَعِ الكِتَابَ
فَأَخَذَه عُبَيْدُ اللهِ فَقَالَ: انْتسِبْ قَالَ: أَنَا
عُبَيْدُ اللهِ بنُ عُمَرَ بنِ حَفْصُ بنُ عَاصِمِ بنِ
عُمَرَ بنِ الخَطَّابِ قَالَ: اقْرَأْ فَجَمِيْعُ مَا
سَمِعَ أَهْلُ المَدِيْنَةِ يَوْمَئِذٍ بقِرَاءةِ عُبَيْدِ
اللهِ.
وَرَوَى مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ عَنْ عَبْدِ
الرَّزَّاقِ: سَمِعْتُ عُبَيْدَ اللهِ بنَ عُمَرَ, قَالَ:
لَمَّا نَشَأتُ, فَأَردتُ أَنْ أَطْلُبَ العِلْمَ,
فَجَعَلتُ آتِي أَشْيَاخَ آلِ عُمَر رَجُلاً رَجُلاً,
فَأَقُوْلُ: مَا سَمِعْتَ مِنْ سَالِمٍ؟ فَكُلَّمَا
أَتَيْتُ رَجُلاً مِنْهُم, قَالَ: عَلَيْكَ بِابْنِ
شِهَابٍ؛ فَإِنَّ ابْنَ شِهَابٍ كَانَ يَلْزَمُه قَالَ،
وَابْنُ شِهَابٍ بِالشَّامِ حِيْنَئِذٍ فَلَزِمتُ نَافِعاً
فَجَعَلَ اللهُ فِي ذَلِكَ خَيْراً كَثِيْراً، وَرُوِيَ
عَنْ سُفْيَانَ بنِ عُيَيْنَةَ قَالَ: قَدِمَ عَلَيْنَا
عُبَيْدُ اللهِ بنُ عُمَرَ الكُوْفَةَ فَاجْتَمَعُوا
عَلَيْهِ فَقَالَ: شِنْتُمُ العِلْمَ، وَأَذْهَبتُم
نُوْرَه لَوْ أَدْرَكَنَا عُمَرُ، وَإِيَّاكُم أَوْجَعَنَا
ضَرباً.
قَالَ أَبُو بَكْرٍ بنُ مَنْجَوَيْه: كَانَ عُبَيْدُ اللهِ
مِنْ سَادَاتِ أَهْلِ المَدِيْنَةِ، وَأَشرَافِ قُرَيْشٍ
فَضْلاً، وَعِلماً، وَعِبَادَةً، وَشَرفاً، وَحِفظاً،
وَاتِّفَاقاً.
(6/396)
قُلْتُ: كَانَ أَخُوْهُ عَبْدُ اللهِ بنُ
عُمَرَ يَهَابُه، وَيُجِلُّه، وَيَمْتَنِعُ مِنَ
الرِّوَايَةِ مَعَ وُجُوْدِ عُبَيْدِ اللهِ, فَمَا حَدَّثَ
حَتَّى تُوُفِّيَ عُبَيْدُ اللهِ.
قَالَ الهَيْثَمُ بنُ عَدِيٍّ: مَاتَ سَنَةَ سبع، وأربعين،
ومئة، وَقَالَ غَيْرُهُ: مَاتَ سَنَةَ خَمْسٍ،
وَأَرْبَعِيْنَ أَوْ فِي الَّتِي قَبْلَهَا.
أَخْبَرَنَا عُمَرُ بنُ عَبْدِ المُنْعِمِ مَرَّاتٍ،
أَنْبَأَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بنُ مُحَمَّدٍ قِرَاءةً،
وَأَنَا فِي الرَّابِعَةِ، أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بنُ
المسلم، أنبأنا الحسين بن طلاب، أنبأنا مُحَمَّدُ بنُ
أَحْمَدَ الغَسَّانِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ
عُبَيْدِ بنِ العَلاَء بِبَغْدَادَ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ
بنُ بُدَيْلٍ، حَدَّثَنَا جَابِرُ بنُ نُوْحٍ
الحِمَّانِيُّ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ عَنْ نَافِعٍ
عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: أَتَى عُمَرُ النَّبِيَّ -صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ، وَسَلَّمَ- بِفَرَسٍ فَقَالَ: "احْمِلْ
عَلَى هَذَا فِي سَبِيْلِ اللهِ". ثُمَّ رَآهُ عُمَرُ
بَعْدَ ذَلِكَ يُقَامُ فِي السُّوْقِ فَأَخبرَ النَّبِيَّ
-صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ، وَسَلَّمَ- فَقَالَ: أَشْتَرِيه
يَا رَسُوْلَ اللهِ فَقَالَ: "لاَ تَشْتَرِهِ، وَلاَ
تَرْجِعْ فِي هِبَتِكَ" 1.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ الآنمِيُّ،
أَنْبَأَنَا يُوْسُفُ بنُ خَلِيْلٍ، أَنْبَأَنَا
مَسْعُوْدُ بنُ أَبِي مَنْصُوْرٍ الجَمَّالُ "ح"
وَأَنْبَأَنِي أَحْمَدُ بنُ سَلاَمَةَ عَنْ مَسْعُوْدٍ،
أَنْبَأَنَا أَبُو عَلِيٍّ الحَدَّادُ، أَنْبَأَنَا أَبُو
نُعَيْمٍ الحَافِظُ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ جَعْفَرٍ
السِّمْسَارُ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ عِصَامٍ،
حَدَّثَنَا، وَهْبُ بنُ جَرِيْرٍ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ
اللهِ بنُ عُمَرَ عَنْ نَافِعٍ عَنْ ابْنِ عُمَرُ إِنَّ
رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ، وَسَلَّمَ-
"نَهَى عَنْ آطَامِ المَدِيْنَةِ أَنْ تُهدَمَ"2.
قِيْلَ: إِنَّ حَدِيْثَ عُبَيْدِ اللهِ يبلغ أربع مئة
حديث، وأظنه أكثر من ذلك.
__________
1 صحيح: أخرجه البخاري "1490"، ومسلم "1620" من طريق
زَيْدِ بنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ عُمَرَ. وأخرجه
مالك "1/ 282"، ومسلم "1621" عن نافع، عن ابن عمر، عن عمر،
به.
2 موضوع: فيه أحمد بن جعفر السمسار، مشهور بالوضع. وأحمد
بن عصام ضعيف والأطم بالضم: بناء مرتفع جمعه آطام.
(6/397)
يزيد بن عبيدة، أبان بن تَغْلب:
961- يزيد بن عبيدة 1: "ق"
ابن أبي المهاجر السكوني, من علماء دمشق.
رَوَى عَنْ: أَبِيْهِ، وَمُسْلِمِ بنِ مِشْكَمٍ، وَأَبِي
الأَشْعَثِ الصَّنْعَانِيِّ، وَطَائِفَةٍ. وَلَيْسَ هُوَ
بِالمُكْثِرِ.
رَوَى عَنْهُ: ابْنُهُ؛ عَبْدُ الرَّحْمَنِ، وَأَبُو
بَكْرٍ بنُ أَبِي مَرْيَمَ، وَعُثْمَانُ بنُ حِصْنٍ،
وَالوَلِيْدُ بنُ مُسْلِمٍ، وَابْنُ شَابُوْرٍ،
وَآخَرُوْنَ.
قَالَ ابْنُ شَابُوْرٍ: سَمِعْتُه يَقُوْلُ: مَنْ أَرَادَ
أَنْ يَعْرِفَ كَيْفَ وَصفَ اللهُ نَفْسَه, فَلْيَقرَأِ
شَيْئاً مِنْ أَوَّلِ الحَدِيْدِ. قَالَ يَحْيَى بنُ
مَعِيْنٍ فِي جَوَابِ عُثْمَانَ الدَّارِمِيِّ: صَدُوْقٌ,
مَا بِهِ بَأْسٌ.
962- أَبَانُ بن تغلب 2: "م، 4"
الإمام, المقرىء, أَبُو سَعْدٍ، وَقِيْلَ: أَبُو أُمَيَّةَ
الرَّبَعِيُّ, الكُوْفِيُّ, الشِّيْعِيُّ.
حَدَّثَ عَنْ: الحَكَمِ بنِ عُتَيْبَةَ، وَعَدِيِّ بنِ
ثَابِتٍ، وَفُضَيْلِ بنِ عَمْرٍو الفُقَيْمِيِّ،
وَجَمَاعَةٍ، وَهُوَ مِنْ أَسْنَانِ حَمْزَةَ الزَّيَّاتِ
لَمْ يُعدَّ فِي التَّابِعِيْنَ لَكِنَّهُ قَدِيْمُ
المَوْتِ أَخَذَ القِرَاءةَ: عَنْ طَلْحَةَ بنِ مُصَرِّفٍ،
وَعَاصِمِ بنِ أَبِي النَّجُوْدِ، وَتَلقَّى الحِفظَ مِنَ
الأَعْمَشِ.
حَدَّثَ عَنْهُ عَددٌ كَثِيْرٌ مِنْهُم: إِدْرِيْسُ بنُ
يَزِيْدَ الأَوْدِيُّ، وَشُعْبَةُ، وَسُفْيَانُ بنُ
عُيَيْنَةَ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ إِدْرِيْسَ الأَوْدِيُّ،
وَآخَرُوْنَ، وَتَلاَ عَلَيْهِ.
وَهُوَ صَدُوْقٌ فِي نَفْسِهِ عَالِمٌ كَبِيْرٌ، وَبِدعتُه
خَفِيْفَةٌ, لاَ يَتعرَّضُ لِلْكبَارِ، وَحَدِيْثُه
يَكُوْنُ نَحْوُ المائَةِ لَمْ يُخَرِّجْ لَهُ
البُخَارِيُّ تُوُفِّيَ فِي سَنَةِ إِحْدَى،
وَأَرْبَعِيْنَ، وَمائَةٍ.
وَفِيْهَا مَاتَ أَبُو إِسْحَاقَ الشَّيْبَانِيُّ،
وَسَعْدُ بنُ سَعِيْدٍ الأَنْصَارِيُّ أَخُو يَحْيَى بنِ
سَعِيْدٍ، وَالسَّيِّدُ الحُسَيْنُ بنُ زَيْنِ
العَابِدِيْنَ عَلِيِّ بن الحسين العلوي، والحسين ابن
عَبْدِ اللهِ بنِ عُبَيْدِ اللهِ بنِ العَبَّاسِ
الهَاشِمِيُّ، وَإِسْحَاقُ بنُ رَاشِدٍ، وَوَالِدُ
جُوَيْرِيَةَ أَسْمَاءُ بنُ عُبَيْدٍ، وَمُوْسَى بنُ
عُقْبَةَ صَاحِبُ المَغَازِي، وَالقَاسِمُ بنُ الوَلِيْدِ
الهَمْدَانِيُّ الكُوْفِيُّ، وَعُثْمَانُ البَتِّيُّ
الفَقِيْهُ، وَعَاصِمُ بنُ سُلَيْمَانَ الأَحْوَلُ
باخْتِلاَفٍ فِيْهِمَا، -وَأمِيْرُ الدِّيَارِ
المِصْرِيَّةِ: مُوْسَى بنُ كَعْبٍ التَّمِيْمِيُّ.
__________
1 ترجمته في التاريخ الكبير "8/ ترجمة 3276 و3279"،
المعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "3/ 27"، الجرح والتعديل
"9/ ترجمة 1172"، الكاشف "3/ ترجمة 6454"، تاريخ الإسلام
"6/ 152"، تهذيب التهذيب "11/ 350".
2 ترجمته في التاريخ الكبير "1/ ترجمة 1445"، الجرح
والتعديل "2/ ترجمة 1090"، الوافي بالوفيات لصلاح الدين
الصفدي "5/ 300"، تهذيب التهذيب "1/ 93".
(6/398)
أيمن بن نابِل، ابن أبي ليلى:
963- أيمن بن نابل 1: "خَ, ت, س, ق"
المُحَدِّثُ, الصَّدُوْقُ, المُعَمَّرُ, أَبُو عِمْرَانَ
الحَبَشِيُّ, المَكِّيُّ, الضَّرِيْرُ, الطَّوِيْلُ, مِنْ
مَوَالِي آلِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيْقِ, مِنْ صِغَارِ
التَّابِعِيْنَ.
رَوَى عَنْ: قُدَامَةَ بنِ عَبْدِ اللهِ، -وَلَهُ صُحْبَةٌ
مَا- وَعَنْ: طَاوُوْسٍ، وَالقَاسِمِ بنِ مُحَمَّدٍ،
وَأَبِي الزُّبَيْرِ المَكِّيِّ، وَطَائِفَةٍ.
حَدَّثَ عَنْهُ: سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، وَمُعْتَمِرُ بنُ
سُلَيْمَانَ، وَوَكِيْعٌ، وَأَبُو دَاوُدَ، وَأَبُو
عَاصِمٍ، وَعَبْدُ الرَّزَّاقِ، وَخَلْقٌ.
وَكَانَ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ حَسنَ الرَّأيِ فِيْهِ،
وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: لَيْسَ بِالقَوِيِّ، وَقَالَ
ابْنُ عَدِيٍّ: أَرْجُو أَنَّهُ لاَ بَأْسَ بِهِ، وَقَالَ
ابْنُ حِبَّانَ: لا يحتج به إذا انفرد.
قُلْتُ: وَكَانَ مِنَ العبَادِ الأَخْيَارِ قُلْتُ: لاَ
يعرف قدامةإلَّا مِنْ جِهَةِ أَيْمَنَ إلَّا مِنْ
رِوَايَةِ يَعْقُوْبَ بنِ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا عُرَيْفُ
بنُ إِبْرَاهِيْمَ، حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بنُ كِلاَبٍ
سَمِعْتُ عَمِّي قُدَامَةَ الكِلاَبِيَّ يَقُوْلُ رَأَيْتُ
النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ، وَسَلَّمَ- يَخطُبُ
بِعَرَفَةَ2.
964- ابْنُ أَبِي لَيْلَى 3: "4"
مُحَمَّدُ بنُ عبد الرحمن بن أَبِي لَيْلَى العَلاَّمَةُ
الإِمَامُ مُفْتِي الكُوْفَةِ، وَقَاضِيهَا أَبُو عَبْدِ
الرَّحْمَنِ الأَنْصَارِيُّ الكُوْفِيُّ.
وُلِدَ سَنَةَ نَيِّفٍ، وَسَبْعِيْنَ، وَمَاتَ أَبُوْهُ،
وَهَذَا صَبِيٌّ لَمْ يَأْخُذْ عَنْ أَبِيْهِ شَيْئاً بَلْ
أَخَذَ عَنْ أَخِيْهِ عِيْسَى عَنْ أَبِيْهِ، وَأَخَذَ
عَنِ: الشَّعْبِيِّ، ونافع العمري، وعطاء ابن أَبِي
رَبَاحٍ، وَالقَاسِمِ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ عَبْدِ
اللهِ بنِ مسعود، والمنهال ابن عَمْرٍو، وَعَمْرِو بنِ
مُرَّةَ، وَأَبِي الزُّبَيْرِ المَكِّيِّ، وعطية العوفي،
والحكم بن عُتَيْبَةَ، وَحُمَيْضَةَ بنِ الشَّمَرْدَلِ،
وَإِسْمَاعِيْلَ بنِ أُمَيَّةَ، وَثَابِتِ بنِ عُبَيْدٍ،
وَأَجْلَحَ بنِ عَبْدِ اللهِ، وَعَبْدِ اللهِ بنِ عَطَاءٍ،
وَمُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ سَعْدِ بنِ
زُرَارَةَ، وَدَاوُدَ بنِ عَلِيٍّ الأَمِيْرِ، وَابْنِ
أَخِيْهِ عَبْدِ اللهِ بنِ عِيْسَى، وَغَيْرِهم.
حَدَّثَ عَنْهُ: شُعْبَةُ، وَسُفْيَانُ بنُ عُيَيْنَةَ،
وَزَائِدَةُ، وَالثَّوْرِيُّ، وَقَيْسُ بنُ الرَّبِيْعِ،
وَحَمْزَةُ الزيات، وقرأ عليه.
__________
1 ترجمته في التاريخ الكبير "2/ ترجمة 1577"، الجرح
والتعديل "2/ ترجمة 1212"، المجروحين لابن حبان "1/ 183"،
ميزان الاعتدال "1/ 283"، تهذي التهذيب "1/ 393".
2 ضعيف: فيه يعقوب بن محمد، وهو ابن عيسى الزهري، ضعيف
لسوء حفظه. وعريف بن إبراهيم، مجهول. وكذا حمدي بن كلاب
مجهول أيضا.
3 ترجمته في طبقات ابن سعد "6/ 358"، التاريخ الكبير "1/
ترجمة 480"، المعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي "1/ 133"، "2/
620 و649" و"3/ 30و 91"، الجرح والتعديل "7/ ترجمة 1739"،
والمجروحين لابن حبان "2/ 242"، تاريخ الإسلام "6/ 123"،
الكاشف "3/ ترجمة 5077"، العبر "1/ 211 و264"، ميزان
الاعتدال "3/ 613-616"، تهذيب التهذيب "9/ 301"، خلاصة
الخزرجي "2/ ترجمة 6439"، شذرات الذهب "1/ 224".
(6/399)
كَانَ فِيْمَا يَحْفَظُ كِتَابَ اللهِ,
تَلاَ عَلَى: أَخِيْهِ عِيْسَى، وَعَرضَ عَلَى:
الشَّعْبِيِّ, عَنْ تِلاَوَتِهِ عَلَى عَلْقَمَةَ، وَتَلاَ
أَيْضاً عَلَى المِنْهَالِ عَنْ سَعِيْدِ بنِ جُبَيْرٍ
رَوَى عَنْهُ أَيْضاً: أَحْوَصُ بنُ جَوَّابٍ، وَعَلِيُّ
بنُ هَاشِمِ بنِ البَرِيْدِ، ويحيى بن أبي زائدة، وعمرو
ابن أَبِي قَيْسٍ الرَّازِيُّ، وَعُقْبَةُ بنُ خَالِدٍ،
وَعَبْدُ اللهِ بنُ دَاوُدَ الخُرَيْبِيُّ، وَعَلِيُّ بنُ
مُسْهِرٍ، وَعِيْسَى بنُ يُوْنُسَ، وَمُحَمَّدُ بنُ
رَبِيْعَةَ، وَعُبَيْدُ اللهِ بنُ مُوْسَى، وَأَبُو
نُعَيْمٍ، وَوَكِيْعٌ، وَعِيْسَى بنُ المُخْتَارِ بنِ
عَبْدِ اللهِ بنِ عِيْسَى بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ
أَبِي لَيْلَى، وَخَلْقٌ سِوَاهُم.
وَكَانَ نَظِيْراً لِلإِمَامِ أَبِي حَنِيْفَةَ فِي
الفِقْهِ.
قَالَ أَحْمَدُ: كَانَ يَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ يُضَعِّفُ
ابْنَ أَبِي لَيْلَى قَالَ أَحْمَدُ كَانَ سيىء الحِفظِ
مُضْطَرِبَ الحَدِيْثِ، وَكَانَ فِقهُهُ أَحَبَّ إِلَيْنَا
مِنْ حَدِيْثِهِ، وَقَالَ أَيْضاً: هُوَ فِي عَطَاءٍ
أَكْثَرُ خَطَأً، وَرَوَى أَحْمَدُ بنُ زُهَيْرٍ عَنْ
يَحْيَى بنِ مَعِيْنٍ قَالَ: لَيْسَ بِذَاكَ.
أَبُو دَاوُدَ: سَمِعْتُ شُعْبَةَ يَقُوْلُ: مَا رَأَيْتُ
أَحَداً أَسوأَ حِفْظاً مِنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى.
رَوْحُ بنُ عُبَادَةَ عَنْ شُعْبَةَ قَالَ: أَفَادنِي
ابْنُ أَبِي لَيْلَى أَحَادِيْثَ فَإِذَا هِيَ
مَقْلُوْبَةٌ، وَرَوَى أَبُو إِسْحَاقَ الجُوْزَجَانِيُّ
عَنْ أَحْمَدَ بنِ يُوْنُسَ قَالَ: كَانَ زَائِدَةُ لاَ
يَرْوِي عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى كَانَ قَدْ تَرَكَ
حَدِيْثَه، وَرَوَى أَبُو حَاتِمٍ عَنْ أَحْمَدَ بنِ
يُوْنُسَ قَالَ: ذَكرَ زَائِدَةُ ابْنَ أَبِي لَيْلَى
فَقَالَ: كَانَ أَفْقَهَ أَهْلِ الدُّنْيَا، وَرَوَى ابْنُ
حُمَيْدٍ عَنْ جَرِيْرِ بنِ عَبْدِ الحَمِيْدِ رَأَيْتُ
ابْنَ أَبِي لَيْلَى يَخْضِبُ بِالسَّوَادِ.
قَالَ العِجْلِيُّ: كَانَ فَقِيْهاً صَاحِبَ سُنَّةٍ
صَدُوقاً جَائِزَ الحَدِيْثِ، وَكَانَ قَارِئاً
لِلْقُرْآنِ عَالِماً بِهِ قَرَأَ عَلَيْهِ حَمْزَةُ
الزَّيَّاتُ فَكَانَ يَقُوْلُ إِنَّا تَعَلَّمْنَا
جُوْدَةَ القِرَاءةِ عِنْدَ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، وَكَانَ
مِنْ أَحسَبِ النَّاسِ، وَمِنْ أَنقَطِ النَّاسِ
لِلْمُصْحَفِ، وَأَخَطِّهِ بِقَلَمٍ، وَكَانَ جَمِيْلاً
نَبِيْلاً، وَأَوَّلُ مَنِ اسْتقْضَاهُ عَلَى الكُوْفَةِ
الأَمِيْرُ يُوْسُفُ بنُ عُمَرَ الثَّقَفِيُّ عَامِلُ
بَنِي أمية فكان يرزقه في كل شهر ماءئة دِرْهَمٍ.
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هُوَ صَالِحٌ لَيْسَ بِأَقوَى مَا
يَكُوْنُ، وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ مَحَلُّهُ الصدق، وكان
سيىء الحِفظِ شُغلَ بِالقَضَاءِ فَسَاءَ حِفْظُه لاَ
يُتَّهَمُ إِنَّمَا يُنْكَرُ عَلَيْهِ كَثْرَةُ الخطَأِ
يُكْتَبُ حَدِيْثُهُ، وَلاَ يُحْتَجُّ بِهِ هُوَ،
وَحَجَّاجُ بنُ أَرْطَاةَ مَا أَقْرَبَهُمَا، وَقَالَ
النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِالقَوِيِّ، وَقَالَ
الدَّارَقُطْنِيُّ: رَدِيْءُ الحِفْظِ كَثِيْرُ الوَهْمِ،
وَقَالَ أَبُو أَحْمَدَ الحَاكِمُ:عَامَّةُ أَحَادِيْثِه
مَقْلُوْبَةٌ.
ابْنُ خِرَاشٍ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ
شَاذَانَ عَنْ سَعْدِ بنِ الصَّلْتِ قَالَ: كَانَ ابْنُ
أَبِي لَيْلَى لاَ يُجِيْزُ قَوْلَ مَنْ لاَ يَشْرَبُ
النَّبِيْذَ قلت: هذا غلو، وَعَكسُهُ أَوْلَى، وَقَالَ
بِشْرُ بنُ الوَلِيْدِ:
(6/400)
سَمِعْتُ القَاضِي أَبَا يُوْسُفَ
يَقُوْلُ: مَا وَلِيَ القَضَاءَ أَحَدٌ أَفْقَهُ فِي
دِيْنِ اللهِ، وَلاَ أَقرَأُ لِكِتَابِ اللهِ، وَلاَ
أَقْوَلُ حَقّاً بِاللهِ، وَلاَ أَعفُّ عَنِ الأَمْوَالِ
مِنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى.
قُلْتُ: فَابْنُ شُبْرُمَةَ؟ قَالَ: ذَاكَ رَجُلٌ
مِكثَارٌ.
قَالَ بِشْرٌ: وَوَلِيَ حَفْصُ بنُ غِيَاثٍ القَضَاءَ مِنْ
غَيْرِ مَشُوْرَةِ أَبِي يُوْسُفَ فَاشْتدَّ عَلَيْهِ
فَقَالَ: لِي، وَلِحَسَنٍ اللُّؤْلُؤِيِّ: تَتَبَّعَا
قَضَايَاهُ فَتتبَّعْنَا قَضَايَاهُ فَلَمَّا نَظَرَ
فِيْهَا قَالَ: هَذَا مِنْ قَضَاءِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى
ثُمَّ قَالَ: تَتبَّعُوا الشُّروطَ، وَالسِّجلاَّتِ
فَفَعَلْنَا فَلَمَّا نَظَرَ فِيْهَا قال: حفص، ونظراؤه
يعانون بقيام الليل.
يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ: حَدَّثَنَا أَبُو حَفْصٍ الأَبَّارُ
عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى عَطَاءٍ
فَجَعَلَ يَسْأَلُنِي فَكَأَنَّ أَصْحَابَه أَنْكَرُوا،
وَقَالُوا: تَسْأَلُهُ؟! قَالَ: وَمَا تُنْكِرُوْنَ؟ هُوَ
أَعْلَمُ مِنِّي. قَالَ ابْنُ أَبِي لَيْلَى: وَكَانَ
عَطَاءٌ عَالِماً بِالحجِّ.
رَوَى الخُرَيْبِيُّ, عَنْ سُلَيْمَانَ بنِ سَافِرِيٍّ,
قَالَ: سَأَلْتُ مَنْصُوْراً: مَنْ أَفْقَهُ أَهْلِ
الكُوْفَةِ؟ قَالَ: قَاضِيهَا ابْنُ أَبِي لَيْلَى.
وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: كَانَ ابْنُ أَبِي لَيْلَى
رَدِيْءَ الحِفْظِ فَاحشَ الخَطَأِ فَكَثُرَ فِي
حَدِيْثِهِ المَنَاكِيْرُ فَاسْتحقَّ التَّرْكَ تَرَكَهُ
أَحْمَدُ، وَيَحْيَى.
قُلْتُ: لَمْ نَرَهُمَا تَرَكَاهُ بَلْ لَيَّنَا
حَدِيْثَه، وَقَدْ قَالَ حَفْصُ بنُ غِيَاثٍ مِنْ
جَلاَلَةِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى أَنَّهُ قَرَأَ القُرْآنَ
عَلَى عَشْرَةِ شُيُوْخٍ.
وَقَالَ يَحْيَى بنُ يَعْلَى المُحَارِبِيُّ: طَرحَ
زَائِدَةُ حَدِيْثَ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، وَقَالَ أَحْمَدُ
بنُ يُوْنُسَ: كَانَ ابْنُ أَبِي لَيْلَى أَفْقَهَ أَهْلِ
الدُّنْيَا.
وَقَالَ عَائِذُ بنُ حَبِيْبٍ سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي
لَيْلَى يَقُوْلُ مَا أَقْرعَ فِيْهِ رَسُوْلُ اللهِ
-صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ، وَسَلَّمَ- فَهُوَ حَقٌّ، وَمَا
لَمْ يُقْرِعْ فِيْهِ فَهُوَ قِمَارٌ.
قَالَ الخُرَيْبِيُّ: سَمِعْتُ الثَّوْرِيَّ يَقُوْلُ:
فُقهَاؤُنَا: ابْنُ أَبِي لَيْلَى، وَابْنُ شُبْرُمَةَ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ السَّلاَمِ
التَّيْمِيُّ، أَنْبَأَنَا عَبْدُ المُعِزِّ بنُ مُحَمَّدٍ
البَزَّارُ، أَنْبَأَنَا زَاهِرُ بنُ طَاهِرٍ، أَنْبَأَنَا
عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عَلِيٍّ، أَنْبَأَنَا يَحْيَى بنُ
إِسْمَاعِيْلَ الحَرْبِيُّ، أَنْبَأَنَا مَكِّيُّ بنُ
عَبْدَانَ، أَنْبَأَنَا إِسْحَاقُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ
رَزِيْنٍ، حَدَّثَنَا حَفْصُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ،
حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي لَيْلَى عَنِ الحَكَمِ عَنِ
الرَّبِيْعِ بنِ عُمَيْلَةَ عَنْ أَبِي سَرِيْحَةَ
الغِفَارِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ، وَسَلَّمَ: "عَشرُ آيَاتٍ بَيْنَ يَدَيِ
السَّاعَةِ: خَسْفٌ بِالمَشْرِقِ، وَخَسفٌ بِالمَغْرِبِ،
وَخَسفٌ بِجَزِيْرَةِ العرب،
(6/401)
وَالدَّابَّةُ، وَالدُّخَانُ،
وَالدَّجَالُ، وَابْنُ مَرْيَمَ، وَيَأْجُوْجُ،
وَمَأْجُوْجُ، وَرِيْحٌ تَسْفِيْهِم تَطرحُهُم فِي
البَحْرِ، وَطُلُوْعُ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا" 1.
هَذَا غَرِيْبٌ. وَأَصلُ الحَدِيْثِ فِي "صَحِيْحِ
مُسْلِمٍ" مِنْ رِوَايَةِ أَبِي الطُّفَيْلِ, عَنْ أَبِي
سَرِيْحَةَ.
أَبُو حَفْصٍ الأَبَّارُ, عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى عَنْ
عَطَاءٍ عَنْ جَابِرٍ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ -صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ، وَسَلَّمَ- إِذَا نَزَلَ عَلَيْهِ
الوَحْيُ قُلتَ: نَذِيْرُ قَوْمٍ أُهْلِكُوا أَوْ
صَبَّحَهُمُ العَذَابُ بُكْرَةً فَإِذَا سُرِّيَ عَنْهُ
فَأَطْيَبُ النَّاسِ نَفْساً، وَأَطْلَقُهُم، وَجْهاً،
وَأَكْثَرُهُم ضَحِكاً أَوْ قَالَ: تَبَسُّماً هَذَا
حَدِيْثٌ مُنْكَرٌ.
ابْنُ حِبَّانَ قَالَ: وَرَوَى ابْنُ أَبِي لَيْلَى عَنْ
عَمْرِو بنِ مُرَّةَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ أَبِي
لَيْلَى عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ زَيْدٍ المَازِنِيِّ قَالَ:
"كَانَ أَذَانُ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ،
وَسَلَّمَ- شَفْعاً شَفْعاً، وَإِقَامَتُه شَفعاً شَفعاً"
رَوَاهُ حُمَيْدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الرُّؤَاسِيُّ
عَنْهُ. ثُمَّ قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: وَهَذَا خَبَرٌ
مُرْسَلٌ لاَ أَصلَ لِرَفْعِهِ.
أَحْمَدُ بنُ أَبِي ظَبْيَةَ: حَدَّثَنَا أَبِي, عَنِ
ابْنِ أَبِي لَيْلَى, عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ, عَنْ
جَابِرٍ مَرْفُوْعاً: "إِذَا ضَحِكَ الرَّجُلُ فِي
صَلاَتِهِ فَعَلَيْهِ الوُضُوْءُ، وَالصَّلاَةُ، وَإِذَا
تَبَسَّمَ فَلاَ شَيْءَ عَلَيْهِ"2.
قَالَ البُخَارِيُّ، وَغَيْرُهُ: مَاتَ ابْنُ أَبِي
لَيْلَى فِي سَنَةِ ثَمَانٍ، وَأَرْبَعِيْنَ، وَمائَةٍ
قُلْتُ: مَاتَ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ.
أَخْبَرَنَا عُمَرُ بنُ عَبْدِ المُنْعِمِ، أَنْبَأَنَا
أَبُو القاسم الحرستاني حضورا، أنبأنا ابن المُسَلَّمِ،
أَنْبَأَنَا ابْنُ طَلاَّبٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُمَيْعٍ،
أَنْبَأَنَا الحَسَنُ بنُ عِيْسَى الرَّقِّيُّ بِعَرَفَةَ،
حَدَّثَنَا يُوْسُفُ بنُ بَحْرٍ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ
اللهِ بنُ مُوْسَى، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ
الرَّحْمَنِ بنِ أَبِي لَيْلَى عَنْ ثَابِتٍ البُنَانِيِّ
عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ أَبِي لَيْلَى عَنْ أَبِيْهِ
قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ،
وَسَلَّمَ- يُصَلِّي تَطَوُّعاً فَسَمِعْتُهُ يَقُوْلُ:
"اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوْذُ بِكَ من النار"3.
__________
1 صحيح: أخرجه مسلم "2901"، وأبو داود "4311"، والترمذي
"2184".
2 منكر: أخرجه ابن حبان في "المجروحين" "2/ 245" من طريق
أحمد بن أبي ظبية، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ أَبِي
الزُّبَيْرِ، عن جابر، به.
قلت: إسناده ضعيف، فيه علتان: ابن أبي ليلى، سيئ الحفظ.
الثانية: أبو الزبير المكي محمد بن سلم بن تدرس، مدلس، وقد
عنعنه.
3 ضعيف: في إسناده يوسف بن بحر الشامي، قال ابن عدي: ليس
بالقوي في الحديث، روى عن الثقات المناكير. وقال الحاكم في
"الكنى": ليس حديثه بالمتين عندهم، له أشياء لا يتابع
عليها. وقال الدراقطني: ضعيف.
(6/402)
|