سير أعلام النبلاء، ط الحديث

الطبقة الرابعة والعشرون:
السعدي، النوقاني:
4092- السعدي 1:
الإِمَامُ البَارعُ، القَاضِي، أَبُو الفَضْلِ، مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عِيْسَى بنِ عَبْدِ اللهِ السَّعْدِيُّ، البَغْدَادِيُّ الفَقِيْهُ الشَّافِعِيُّ نَزِيل مِصْرَ وَرَاوِي مُعْجَمِ الصَّحَابَةِ لِلْبَغَوِيِّ عَنِ، ابْنِ بَطَّةَ العُكْبَرِيِّ.
وَسَمِعَ: أَبَا الفَضْلِ الزُّهْرِيَّ وَمُوْسَى بنَ مُحَمَّدِ بنِ جَعْفَرٍ السِّمْسَارَ وَأَبَا بَكْرٍ بنَ شَاذَانَ وَأَبَا طَاهِرٍ المُخَلِّص وَابْنَ زُنْبُوْر وَسَمِعَ: أَبَا عَبْدِ اللهِ الجُعْفِيّ الهَرَوَانِيّ وَغَيْرَهُ بِالكُوْفَةِ وَأَبَا الحُسَيْنِ بنَ جُمَيْع بِصَيْدَا وَحَامِدَ بنَ إِدْرِيْسَ بِالمَوْصِل وَأَبَا مُسْلِمٍ الكَاتِبَ بِمِصْرَ.
وَأَملَى مَجَالِسَ، وَأَشغل، وَهُوَ مِنْ تَلاَمِذَةِ أَبِي حَامِدٍ الإِسفرَايينِيّ.
حَدَّثَ عَنْهُ: سَهْلُ بنُ بِشْرٍ الإِسفرَايينِيّ وَعَلِيّ بن مكي الأزدي وأبو نَصْرٍ الطُّرَيْثِيْثِيّ وَمُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ أَبُو عَبْدِ اللهِ الرَّازِيّ وَآخَرُوْنَ. وَقَدْ كتب عَنْهُ شَيْخُه الحَافِظ عَبْدُ الغَنِيِّ وَمَاتَ قَبْلَهُ بدَهْر.
مَاتَ أَبُو الفَضْلِ السَّعْدِيُّ: فِي شَعْبَانَ وَقِيْلَ: فِي شَوَّال- سَنَة إِحْدَى وَأَرْبَعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة، فِي عشر الثمانين.
4093- النوقاني 1:
الإِمَامُ أَبُو مَنْصُوْرٍ؛ مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أحمد بنِ أَبِي بَكْرٍ رَاوِي سُنَنِ الدَّارَقُطْنِيِّ عَنْهُ سَمِعَهُ مِنْهُ بِفَوْتٍ قَلِيْلٍ مُعَيَّنٍ فِي النُّسْخَةِ: الفضل ابن مُحَمَّدٍ الأَبِيوَرْدِيُّ العَطَّارُ بِنَيْسَابُوْرَ فِي سَنَةِ أَرْبَعِيْنَ وأربع مائة والفوت جزآن فسمع: هما مِنْ أَبِي عُثْمَانَ الصَّابُوْنِيِّ بِإِجَازَتِهِ مِنَ الدَّارَقُطْنِيِّ.
قال أبو سعد السَّمْعَانِيّ: كَانَ ثِقَةً، فَاضِلاً، مُكْثِراً.
مَاتَ سَنَةَ ثمان وأربعين وأربع مائة.
__________
1 ترجمته في العبر "3/ 197"، والوافي بالوفيات لصلاح الدين الصفدي "652"، وحسن المحاضرة للسيوطي "1/ 403"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 267".
2 ترجمته في تبصير المنتبه "1/ 143".

(13/282)


ابن المأموني، حجاج بن القاسم، منصور بن عمر:
4094- ابْنُ المَأْمُوْنِيِّ 1:
القَاسِمُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ هِشَامٍ الرعيني، السبتي، المالكي، الفَقِيْهُ، عُرِفَ: بِابْنِ المَأْمُوْنِيِّ.
أَخَذَ عَنْ: عَبْدِ الرَّحِيْمِ بن العَجُوْز وَأَبِي عَبْدِ اللهِ بنِ الشَّيْخ وَأَبِي مُحَمَّدٍ البَاجِي وَحَجَّ وَسَمِعَ: بِمِصْرَ من الحافظ عبد الغني وعبد الوهاب ابن مُنِيْر.
تصدَّر بِالمرِيَّة لِلإِقْرَاءِ وَالفِقْه.
رَوَى عَنْهُ: أبو المطرف الشعبي وأبو بكر بن صَاحِب الأَحباس القَاضِي وَغَانِمٌ المَالقِي وَوَلَده حجَّاج.
تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة.
وَلَدُهُ:
4095- حجاج بن القاسم 2:
الحَافِظُ، المُحَدِّثُ، أَبُو مُحَمَّدٍ.
سَمِعَ: مِنْ أَبِي ذَرٍّ الهَرَوِيّ، وَأَبِي بَكْرٍ المُطَّوِّعِيّ.
وَحَدَّثَ "بصَحِيْح البُخَارِيّ".
وَكَانَ رَأْسَ العُلَمَاء، بِالمَرِيَّة ثُمَّ تَحَوَّل إِلَى سَبْتَةَ.
رَوَى عَنْهُ: القَاضِي أَبُو مُحَمَّدٍ بنُ مَنْصُوْرٍ، وَأَبُو عَلِيٍّ بنُ طَرِيْف، وَأَبُو القاسم بن العجوز.
تُوُفِّيَ سَنَةَ إِحْدَى وَثَمَانِيْنَ وَأَرْبَع مائَة. ذكرتُهُ تبعًا للأب.
4096- منصور بن عمر 3:
ابن علي، العَلاَّمَةُ أَبُو القَاسِمِ البَغْدَادِيُّ، الكَرْخِيُّ، الشَّافِعِيُّ.
ذكره أَبُو إِسْحَاقَ فِي "طَبَقَات الفُقَهَاء" فَقَالَ: وَمِنْهُم شَيْخُنَا أَبُو القَاسِمِ الكَرْخِيّ تَفَقَّهَ عَلَى أَبِي حَامِدٍ الإِسفرَايينِيّ، وَلَهُ عَنْهُ تَعليقَةٌ، وَصَنَّفَ فِي المَذْهَب كِتَاب "الغُنْيَة" وَدرَّس بِبَغْدَادَ.
قُلْتُ: وَحَدَّثَ عَنْ، أَبِي طَاهِرٍ المُخَلِّص وَأَبِي القَاسِمِ الصَّيْدَلاَنِيِّ.
رَوَى عَنْهُ الخَطِيْبُ، وَقَالَ: هُوَ مِنْ أَهْلِ كَرْخَ جِدَّانَ تُوُفِّيَ فِي جُمَادَى الآخِرَةِ سَنَةَ سبع وأربعين وأربع مائة.
__________
1 ترجمته في الصلة لابن بشكوال "2/ 470".
2 ترجمته في الصلة لابن بشكوال "1/ 152"، وستأتي ترجمته في الجزء الثاني عشر برقم ترجمة عام "4360".
3 ترجمته في تاريخ بغداد "13/ 87"، والأنساب للسمعاني "10/ 393"، "الكرخي"، وطبقات الفقهاء للشيرازي 129 - 130".

(13/283)


الخوارزمي، ابن مأمون:
4097- الخوارزمي 1:
العَلاَّمَةُ أَبُو سَعِيْدٍ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ علي بن نمير الخوارزمي الشَّافِعِيُّ الضَّرِيرُ أَحَدُ أَئِمَّةِ المَذْهَبِ بِبَغْدَادَ وَتِلْمِيْذُ الشَّيْخِ أَبِي حَامِدٍ.
قَالَ الخَطِيْبُ: دَرَّس وَأَفتَى وَلَمْ يَكُنْ بَعْدَ القَاضِي أَبِي الطَّيِّبِ أَحَدٌ أَفْقَهَ مِنْهُ. رَوَى عَنْ: عُبَيدِ اللهِ بن أَحْمَدَ الصَّيْدَلاَنِيّ. كَتَبْتُ عَنْهُ وَتُوُفِّيَ فِي صَفَرٍ سَنَةَ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة وَكَانَ يُقَدَّمُ عَلَى مَنْصُوْرٍ الكَرْخِيّ وَأَبِي نَصْرٍ النَّابتِي.
4098- ابْنُ مأمون:
الشَّيْخُ العَالِمُ الأَدِيْبُ، الصَّادِقُ، أَبُو غَانِمٍ حُمَيْدُ بنُ المَأْمُوْنِ بنِ حُمَيْدِ بنِ رَافِعٍ القَيْسِيُّ الهَمَذَانِيُّ النَّحْوِيُّ رَاوِي كِتَابِ الأَلقَابِ عَنْ، مُؤَلِّفِهِ أَبِي بَكْرٍ الشِّيرَازِيِّ.
وَرَوَى أَيْضاً عَنْ، أَبِي بَكْرٍ بنِ لاَل، وَأَحْمَد بن تُرْكَانَ، وَعَلِيِّ بن أَحْمَدَ البَيِّع، وَأَبِي عُمَرَ بن مَهْدِيٍّ، وَأَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدٍ البَصِيْر الرَّازِيّ، وَأَبِي الحَسَنِ بن جَهْضَم، وَعِدَّة.
قَالَ شِيْرَوَيْه: مَا أَدْرَكتُه وَحَدَّثَنَا عَنْهُ أَبُو الفَضْلِ القُوْمَسَانِي وَابْنُ ممَان وَأَحْمَدُ بنُ عُمَرَ البَيِّع وَعَامَّةُ مَشَايِخِي وَسَمِعَ: مِنْهُ كُهُولُنَا وَهُوَ صَدُوْقٌ مَاتَ فِي ذِي القَعْدَةِ سَنَة ثَمَانٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة.
قُلْتُ: وأجاز لعبد المنعم بن القشيري.
__________
1 ترجمته في تاريخ بغداد "5/ 71"، والوافي بالوفيات لصلاح الدين الصفدي "8/ 63 - 64".

(13/284)


ابن مسرور، القادسي:
4099- ابن مسرور 1:
الشَّيْخُ الإِمَامُ الصَّالِحُ القُدْوَةُ الزَّاهِدُ مُسْنَدُ خُرَاسَان أَبُو حَفْصٍ؛ عُمَرُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عُمَرَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ مَسْرُوْرٍ النَّيْسَابُوْرِيُّ.
سَمِعَ: أَبَا عَمْرٍو إِسْمَاعِيْلَ بن نُجَيْد وَبِشْرَ بنَ أَحْمَدَ الإِسفرَايينِيّ وَأَبَا سهلٍ الصُّعلوكِي وَحُسَيْنَ بن عَلِيٍّ التَّمِيْمِيّ وَأَبَا عَمْرٍو بنَ حَمْدَان وَالحَافِظَ أَبَا أَحْمَد الحَاكِم وَأَحْمَدَ بن مُحَمَّدٍ البَالَوِي وَمُحَمَّدَ بن حُسَيْنٍ السِّمْسَار وَمُحَمَّدَ بن أَحْمَدَ الْمَحْمُودِي وَأَبَا نَصْر بنَ أَبِي مَرْوَانَ الضَّبِّيّ وَمُحَمَّدَ بنَ عُبَيْد اللهِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ بنِ بَالويه وَأَبَا بَكْرٍ بنَ مهرَان المُقْرِئ وَأَحْمَدَ بن مُحَمَّدٍ البَحيرِي وَأَحْمَد بن إِبْرَاهِيْمَ العَبْدُوِي وَمُحَمَّدَ بن الفَضْلِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ خُزَيْمَة وَأَبَا منصور محمد بن محمد بن سمع: ان وَعِدَّة.
حَدَّثَ عَنْهُ: عُبَيْد اللهِ بنُ أَبِي القَاسِمِ القُشَيْرِيّ وَأَحْمَدُ بنُ عَلِيِّ بنِ سَلَمُويه وَسَهْلُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ المَسْجِدِي وَأَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ الفَضْلِ الفرَاوِيّ وَإِسْمَاعِيْلُ بنُ أَبِي بَكْرٍ القَارِئ وَتَمِيْمُ بنُ أَبِي سَعِيْدٍ الجُرْجَانِيّ وَهِبَةُ اللهِ بن سَهْلٍ السَّيِّدي وَآخَرُوْنَ.
قَالَ عبدُ الغَافِرِ بنُ إِسْمَاعِيْلَ: هُوَ أَبُو حَفْصٍ الماوردي الفامي الزَّاهِدُ الفَقِيْه كَانَ كَثِيْرَ العِبَادَة وَالمُجَاهِدَة وَكَانَ المَشَايِخ يَتبركُوْن بدُعَائِهِ.
عَاشَ تِسْعِيْنَ سَنَةً وَتُوُفِّيَ في ذي القعدة سنة ثمان وأربعين وأربع مائة رحمه الله.
4100- القادسي 2:
الشَّيْخُ المُعَمَّرُ أَبُو عَبْدِ اللهِ؛ الحُسَيْنُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ حَبِيْبٍ القَادسِيُّ ثُمَّ البَغْدَادِيُّ البَزَّازُ.
أَملَى مَجَالِسَ بِجَامِع المَنْصُوْر عَنْ: أَبِي بَكْرٍ القَطِيْعِيّ وَأَبِي بَكْرٍ الوَرَّاق وَأَبِي بَكْرٍ بنِ شَاذَان.
وَعَنْهُ: أَبُو الغَنَائِمِ النَّرْسِيّ وَقَالَ: كَانَ يَسْمع: لِنَفْسِهِ وَلَهُ سَمَاعٌ صَحِيْح مِنْهُ جُزْء الكُدَيْمِيّ وَجزءٌ مِنْ حَدِيْثِ القَعْنَبِيّ وَأَجزَاء مِنْ "مُسْنَد الإِمَام أَحْمَد"، سمِعنَا مِنْهُ.
قُلْتُ: وَقَعَ لَنَا جُزء الكُدَيْمِيّ مِنْ طرِيقِ أُبي عَنْهُ.
وَقَالَ الخَطِيْبُ: حضَرتُه يَوْماً وَطَالبتُهُ بِأُصُوْله فَدَفَعَ إِلَيَّ عَنِ، ابْنِ شَاذَان وَغَيْرهِ أُصُوْلاً صَحِيْحَة فَقُلْتُ: أَرنِي أَصلك عَنِ، القَطِيْعِيّ فقال: أَنَا لاَ يُشَكُّ فِي سَمَاعِي مِنَ القَطِيْعِيّ سمع: نا مِنْهُ خَالِي هِبَةُ اللهِ المفسرُ المُسْنَد كُلَّه. فَقُلْتُ: لاَ تَروِ هَا هُنَا شَيْئاً إلَّا بَعْدَ أَنْ تُحضِرَ أُصُوْلَكَ. فَانقطع وَمَضَى إِلَى مَسْجِد بَرَاثَا فَأَملَى فِيْهِ وَكَانَتِ الرَّافِضَّةُ تجتمعُ هُنَاكَ فَقَالَ لَهُم: مَنَعَتنِي النَّوَاصبُ أَنْ أَروِيَ فِي جَامِع المَنْصُوْر فَضَائِل أَهْل البَيْت. ثُمَّ اجْتَمَع عَلَيْهِ فِي مَسْجِد الشَّرْقِيَّة الروَافضُ وَلهُم إِذْ ذَاكَ قُوَّةٌ وَحَمِيَّتُهُم ظَاهِرَةٌ فَأَملَى عَلَيْهِم العَجَائِبَ مِنَ المَوْضُوْعَات فِي الطعنِ عَلَى السَّلَف.
قُلْتُ: مَاتَ فِي ذِي القَعْدَةِ سَنَةَ سَبْعٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة.
وَمَاتَ فِي العَامِ قَبْلَهُ.
__________
1 ترجمته في العبر "3/ 216 - 217"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 278".
2 ترجمته في تاريخ بغداد "8/ 16- 17"، والإكمال لابن ماكولا "7/ 80"، والأنساب للسمعاني "10/ 10" والعبر "3/ 212"، وميزان الاعتدال "1/ 529"، ولسان الميزان "2/ 264"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 275".

(13/285)


أحمد بن محمد بن عبدوس الزعفراني، الأهوازي:
4101- أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدُوْسٍ الزَّعْفَرَانِيُّ 1:
أَبُو الحَسَنِ؛ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ عَبْدُوْسٍ الزَّعْفَرَانِيُّ المُؤَدِّبُ بِبَغْدَادَ.
رَوَى عَنِ: القَطِيْعِيّ وَابْن مَاسِي.
قَالَ الخَطِيْبُ: كَتَبْتُ عَنْهُ مِنْ سماعه الصحيح وعاش تسعًا وثمانين سنة.
4102- الأهوازي 2:
قَدْ ذَكَرْتُهُ فِي "التَّارِيْخِ" وَفِي "طَبَقَاتِ القُرَّاءِ" وَفِي "مِيْزَانِ الاعْتِدَالِ" مُسْتوفَىً فَلْنَذْكُرْهُ مُلَخَّصاً.
كَانَ رَأْساً فِي القِرَاءات، مُعَمِّراً، بعيدَ الصِّيْت صَاحِبَ حَدِيْثٍ وَرحلَةٍ وَإِكثَار، وَلَيْسَ بِالمُتْقِن لَهُ وَلاَ المُجَوِّدُ بَلْ هُوَ حَاطِبُ ليلٍ وَمَعَ إِمَامتِهِ فِي القِرَاءات فَقَدْ تُكُلِّمَ فِيْهِ وَفِي دعَاويه تِلْكَ الأَسَانِيْدَ العَالِيَة.
وَهُوَ الشَّيْخُ الإِمَامُ، العَلاَّمَةُ، مُقْرِئُ الآفَاق، أَبُو عَلِيٍّ الحَسَنُ بنُ عَلِيِّ بنِ إِبْرَاهِيْمَ بنِ يَزدَادَ بن هُرْمُزَ الأَهْوَازِيُّ نَزِيْلُ دِمَشْقَ. وُلِدَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَسِتِّيْنَ وَثَلاَثِ مائة.
__________
1 ترجمته في تاريخ بغداد "4/ 380".
2 ترجمته في معجم الأدباء لياقوت الحموي "9/ 34"، وميزان الاعتدال "1/ 512"، ولسان الميزان "2/ 237" وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 274".

(13/286)


وَزَعَمَ أَنَّهُ تَلاَ عَلَى عَلِيِّ بنِ الحُسَيْنِ الغضَائِرِي مَجْهُولٌ لاَ يُوثَقُ بِهِ ادَّعَى أَنَّهُ قرَأَ عَلَى الأُشناني وَالقَاسِم المَطَرز وَذَكَرَ أَنَّهُ تلا لِقَالُوْنَ فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَسَبْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَة بِالأَهْوَازِ عَلَى مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ فَيْرُوْز عَنِ، الحَسَنِ بنِ الحُبَاب وَأَنَّهُ قرَأَ عَلَى شَيْخٍ عَنْ، أَبِي بَكْرٍ بنِ سَيْف وَعَلِي الشَّنَبُوذِيّ وَأَبِي حَفْصٍ الكَتَّانِي وَجَمَاعَة قَبْل التِّسْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ.
وَسَمِعَ مِنْ: نَصْر بن أَحْمَدَ المُرجِي؛ صَاحِب أَبِي يَعْلَى وَمِنَ المُعَافَى الجَرَيْرِيّ وَالكتَّانِي وَعِدَّة. وَلحق بِدِمَشْقَ عَبْد الوَهَّابِ الكِلاَبِيّ وَأَنَّهُ سَمِعَ: بِمِصْرَ مِنْ أَبِي مُسْلِم الكَاتِب وَيَرْوِي العَالِي وَالنَّازل وَخطه رَدِيء الْوَضع جمع سيرةً لمعاوية ومسندًا فِي بَضْعَةَ عشر جُزْءاً حشَاهُ بِالأَبَاطيل السَّمجَة.
تَلاَ عَلَيْهِ الهُذَلِيُّ، وَغُلاَم الهَرَّاس، وَأَحْمَدُ بنُ أَبِي الأَشْعَثِ السَّمَرْقَنْدِيّ وَأَبُو الحَسَنِ المصِّينِي وَعَتِيْقٌ الردائي وأبو الوحش سبيع ابن قيراط وخلق.
وَحَدَّثَ عَنْهُ: الخَطِيْبُ وَالكَتَّانِي، وَالفَقِيْهُ نَصْرٌ المَقْدِسِيّ، وَأَبُو طَاهِرٍ الحِنَّائِي، وَأَبُو القَاسِمِ النَّسِيْب وَوَثَّقَهُ، وَبَالإِجَازَة أَبُو سَعْدٍ بنُ الطُّيُورِيّ.
وَأَلَّفَ كِتَاباً طَوِيْلاً فِي الصِّفَات؛ فِيْهِ كَذِبٌ وَمِمَّا فِيْهِ حَدِيْث عَرَقِ الْخَيل وَتِلْكَ الفضَائِح فَسبَّه عُلَمَاء الكَلاَم وَغَيْرهُم. وَكَانَ يَنَالُ مِنِ ابْنِ أَبِي بِشْرٍ وَعلَّق فِي ثَلْبِهِ وَالله يَغْفِرُ لَهُمَا.
قَالَ ابْنُ عَسَاكِر: كَانَ عَلَى مَذْهَب السَّالمِيَّة؛ يقول بالظاهر ويتمسك بالأحاديث الضعيفة التي تقوي رَأْيه. وَسَمِعْتُ أَبَا الحَسَنِ بنَ قُبَيْسٍ عَنْ، أَبِيْهِ قَالَ: لَمَّا ظهر مِنْ أَبِي عليٍّ الإِكثَارُ مِنَ الروَايَات فِي القِرَاءات اتُّهِمَ فَسَارَ رشَأُ بنُ نَظيف وَابْنُ الفُرَاتِ وَقَرَؤُوا بِبَغْدَادَ عَلَى الَّذِيْنَ رَوَى عَنْهُم الأَهْوَازِيّ وَجَاؤُوا فَمَضَى إليهم أبو علي وسألهم أن يروه الإِجَازَاتِ فَأَخَذَهَا وَغَيَّر أَسْمَاءَ مَنْ سَمَّى ليستُرَ دعوَاهُ فَعَادت عَلَيْهِ بركَةُ القُرْآن فَلَمْ يُفْتَضَحْ وَعُوتِبَ رَجُل فِي القِرَاءةِ عَلَيْهِ فَقَالَ: أَقرَأ عَلَيْهِ لِلْعِلْمِ وَلاَ أُصدقه فِي حَرْفٍ.
قَالَ عَبْدُ العَزِيْزِ الكَتَّانِي: اجْتَمَعتُ بِهِبَةِ اللهِ اللاَّلْكَائِيّ فَسَأَلنِي: مَنْ بِدِمَشْقَ؟ فَذَكَرت مِنْهُم الأَهْوَازِيّ فَقَالَ: لَوْ سَلِمَ مِنَ الروَايَات فِي القِرَاءات.
ثُمَّ قَالَ الكَتَّانِي: وَكَانَ مُكْثِراً مِنَ الحَدِيْثِ وَصَنَّفَ الكَثِيْر فِي القِرَاءات وَفِي أَسَانِيْدهَا لَهُ غَرَائِبُ يذكر أَنَّهُ أَخَذَهَا رِوَايَةً وَتِلاَوَةً. وَمِمَّنْ وَهَّاهُ ابْنُ خَيْرُوْنَ.
وَقَالَ الدَّانِي: أَخَذَ القِرَاءات عَرْضاً وَسَمَاعاً مِنْ أَصْحَابِ ابْن شَنَبُود وَابْنِ مُجَاهِد. قَالَ: وَكَانَ وَاسِع الرِّوَايَة حَافِظاً ضَابطاً، أَقرَأَ دهرًا بدمشق.

(13/287)


قُلْتُ: فِي نَفْسِي أُمُوْرٌ مِنْ علُوِّهِ فِي القِرَاءات.
وَقَالَ ابْنُ عَسَاكِر: عقيب حَدِيْثٍ كذِبٍ: الأَهْوَازِيّ مِتَّهم.
قُلْتُ: الحَدِيْثُ أَنْبَأَني بِهِ ابْنُ أَبِي الخَيْرِ عَنِ، ابْنِ بَوْش عَنْ، أَحْمَدَ ابن عبد الجَبَّار عَنِ، الأَهْوَازِيّ حَدَّثَنَا، أَحْمَدُ بنُ عَلِيٍّ الأَطرَابُلُسِيّ عَنْ، عَبْدِ اللهِ بنِ الحَسَنِ القَاضِي عَنِ، البَغَوِيّ عَنْ، هُدْبَةَ عَنْ، حَمَّادِ بنِ سَلَمَةَ عَنْ، وَكِيْع بنِ عُدَس عَنْ، أَبِي رَزِيْنٍ عَنِ، النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "رأيت رَبِّي بِمِنَىً عَلَى جَمَلٍ أَوْرَقَ عَلَيْهِ جُبَّة".
وَقَالَ ابْنُ عَسَاكِر فِي "تَبيين كذب المفترِي": لاَ يَسْتَبعدنَّ جَاهِلٌ كَذِبَ الأَهْوَازِيّ فِيمَا أَوْرَدَهُ مِنْ تِلْكَ الحِكَايَات فَقَدْ كَانَ مِنْ أَكذبِ النَّاسِ فِيمَا يَدَّعِي مِنَ الروَايَاتِ فِي القِرَاءاتِ.
وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ طَاهِرٍ المِلحِي: كُنْت عِنْد رَشَأُ بن نَظيف فِي دَارِهِ عَلَى بَابِ الجَامِع فَاطَّلع مِنْهَا وَقَالَ: قَدْ عبر رَجُلٌ كَذَّابٌ. فَاطَّلعتُ فَوَجَدتُهُ الأَهْوَازِيّ.
وَقَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ السَّمَرْقَنْدِيّ: قَالَ لَنَا أَبُو بكر الخطيب: أبو عَلِيٍّ الأَهْوَازِيّ كَذَّابٌ فِي القِرَاءاتِ وَالحَدِيْثِ جَمِيْعاً.
قُلْتُ: يُرِيْد تركيبَ الإِسْنَادِ وَادِّعَاء اللِّقَاءِ أَمَّا وَضَع حُرُوف أَوْ متُوْن فَحَاشَا وَكلاَّ مَا أُجوز ذَلِكَ عَلَيْهِ وَهُوَ بَحرٌ فِي القِرَاءاتِ تلقَّى المُقْرِئون تَوَالِيفه وَنَقْلَه لِلفنِّ بِالقَبُولِ وَلَمْ يَنْتقدُوا عَلَيْهِ انتقَاد أَصْحَاب الحَدِيْث كَمَا أَحْسَنُوا الظَّنَّ بِالنقَاش وَبِالسَّامرِيّ وَطَائِفَة رَاجُوا عَلَيْهِم.
تُوُفِّيَ أَبُو عَلِيٍّ سَامَحَهُ اللهُ فِي رَابع ذِي الحِجَّةِ سَنَةَ سِتٍّ وَأَرْبَعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة.

(13/288)


الأزجي، عبد الغافر بن محمد:
4103- الأزجي 1:
الشَّيْخُ الإِمَامُ، المُحَدِّثُ المُفِيْدُ، أَبُو القَاسِمِ عَبْدُ العزيز بن علي ابن أَحْمَدَ بنِ الفَضْلِ بنِ شَكَّرَ البَغْدَادِيُّ، الأَزَجِيُّ.
سَمِعَ الكَثِيْر مِنِ: ابْنِ كَيْسَان، وَأَبِي عَبْدِ اللهِ العَسْكَرِيّ، وَأَبِي الحَسَنِ ابْن لُؤْلُؤ، وَأَبِي سعيد الحرفي، وعبد العزيز الخرقي، ومحمد ابن أَحْمَدَ الجَرجَرَائِيّ المُفِيْد، وَابْنِ المُظفر، وَالدَّارَقُطْنِيّ، وَخَلْق. وَعُنِي بِالحَدِيْثِ.
رَوَى عَنْهُ: الخَطِيْبُ وَالقَاضِي أَبُو يَعْلَى وَعَبْدُ اللهِ بنُ سَبْعُوْنَ القَيْرَوَانِيّ وَالحُسَيْنُ بنُ عَلِيٍّ الكَاشْغَرِيّ وَحَمْدُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ الهَمَذَانِيّ وَالمُبَارَكُ بنُ الطُّيُوْرِيّ وَخَلْق.
لَهُ مصَنّف فِي الصِّفَاتِ لَمْ يُهَذِّبْهُ.
قَالَ الخَطِيْبُ: كتبنَا عَنْهُ وَكَانَ صَدُوْقاً كَثِيْرَ الكِتَاب. مَوْلِدُهُ فِي سَنَةِ سِتٍّ وَخَمْسِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. وَتُوُفِّيَ فِي شَعْبَانَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة.
4104- عَبْدُ الغَافِرِ بن محمد 2:
ابن عبد الغافر بن أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ سَعِيْدٍ؛ الشَّيْخُ الإِمَامُ الثِّقَةُ المُعَمَّرُ الصَّالِحُ أَبُو الحُسَيْنِ الفَارِسِيُّ، ثُمَّ النَّيْسَابُوْرِيُّ.
وُلِدَ سَنَةَ نَيِّفٍ وَخَمْسِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ.
وَحَدَّثَ عَنْ: أَبِي أَحْمَدَ مُحَمَّدُ بنُ عِيْسَى بنِ عَمْرَوَيْه الجُلُوديُّ ب "صَحِيْح مُسْلِم" سَمِعَهُ مِنْهُ سَنَة خَمْسٍ وَسِتِّيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. وَحَدَّثَ عن، الإمام أبي سليمان الخطابي بغريب الحَدِيْث لَهُ وَحَدَّثَ عَنْ، بِشْرِ بنِ أَحْمَدَ الإِسفرَايينِيّ وَإِسْمَاعِيْلَ بنَ عَبْدِ اللهِ بنِ مِيكَال وَكَانَ يُمكنه السَّمَاعُ مِنْ أَبِي عَمْرٍو بنِ نُجيد وَأَبِي عَمْرٍو بنِ مَطَر، وَطَائِفَة.
حَدَّثَ عَنْهُ: نَصْرُ بنُ الحَسَنِ التُنْكَتِي وَأَبُو عَبْدِ اللهِ الحُسَيْنُ بنُ عَلِيٍّ الطَّبرِيّ وَعبيدُ الله بن أَبِي القَاسِمِ القُشَيْرِيّ وَعبدُ الرَّحْمَن بن أَبِي عُثْمَانَ الصَّابُوْنِيّ وَمُحَمَّدُ بنُ الفَضْلِ الصَّاعدي الفَرَاوِيّ وَإِسْمَاعِيْلُ بنُ أَبِي بَكْرٍ القَاري وَفَاطِمَةُ بِنْتُ زَعْبَل العَالِمَة وَآخَرُوْنَ.
قَالَ حَفِيْدُهُ الحَافِظُ عبدُ الغَافِرِ بنُ إِسْمَاعِيْلَ بنِ عبدِ الغَافِر: هُوَ الشَّيْخ الجَدُّ، الثِّقَةُ، الأَمِيْن الصَّالِح الصَّيِّنُ الدَّيِّن الْمَحْظُوظ مِنَ الدُّنْيَا وَالِدّين الملحوظُ مِنَ الحَقِّ تَعَالَى بِكُلِّ نُعمَى كَانَ يَذكر أَيَّام أَبِي سهلٍ الصُّعلوكِيّ وَيَذكُره وَمَا سَمِعَ: مِنْهُ شَيْئاً وَسَمِعَ: مِنَ الخَطَّابِيّ بِسَبَب نُزوله عِنْدَهُم حِيْنَ قَدِمَ نَيْسَابُوْر وَلَمْ تَكن مسموعَاتُهُ إلَّا مِلءَ كُمَّين مِنَ الصَّحِيْح وَالغَرِيْب وَأَعدَادٍ قَلِيْلَةٍ مِنَ المتفرِّقَات مِنَ الأَجزَاءِ وَلَكِنَّهُ كَانَ محظوظاً مجدوداً فِي الرِّوَايَة حَدَّثَ قَرِيْباً مِنْ خَمْسِيْنَ سَنَةً مُنفرداً عَنْ، أَقرَانِهِ مَذكوراً مَشْهُوْراً فِي الدُّنْيَا مقصوداً مِنَ الآفَاق سَمِعَ: مِنْهُ الأَئِمَّةُ وَالصُّدُوْر وَقَدْ قرَأَ عَلَيْهِ الحَسَنُ بنُ أَحْمَدَ السَّمَرْقَنْدِيّ الحَافِظ صَحِيْح مُسْلِم نَيِّفاً وَثَلاَثِيْنَ مرَّة وَقرَأَه عَلَيْهِ أَبُو سَعْدٍ البَحِيرِيّ نَيِّفاً وَعِشْرِيْنَ مرَّة هَذَا سِوَى مَا قرَأَهُ عَلَيْهِ المشَاهيرُ مِنَ الأَئِمَّةِ. اسْتكمل خَمْساً وَتِسْعِيْنَ سَنَةً، وَطعنَ في السادسة
__________
1 ترجمته في تاريخ بغداد "10/ 468"، والأنساب للسمعاني "1/ 197"، واللباب لابن الأثير "1/ 46"، والعبر "3/ 206"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 271".
2 ترجمته في العبر "3/ 216"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 277".

(13/289)


وَالتِّسْعِيْنَ، وَأَلحق الأَحفَاد بِالأَجدَاد، وَعَاشَ فِي النِّعمَة عزِيزاً مُكرَّماً فِي مُروءةٍ وَحِشْمَة إِلَى أَنْ تُوُفِّيَ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى فِي خَامِسِ شَوَّال سَنَةَ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة بِنَيْسَابُوْرَ.
وفيهَا مَاتَ شَيْخُ الشَّافِعِيَّة مَعَ القَاضِي أَبِي الطَّيب أَبُو سَعِيْدٍ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ نُمَيْر الخُوَارَزْمِيّ الضّرِير وَالفَقِيْهُ عَبْدُ اللهِ بنُ الوَلِيْدِ الأَنْدَلُسِيّ بِمِصْرَ وَالزَّاهِد أَبُو حَفْصٍ بنُ مَسْرُوْر وَعَلِيُّ بنُ إِبْرَاهِيْمَ البَاقِلاَّنِيّ وَأَبُو الحَسَنِ بنُ الطَّفَّال وَالزَّاهِدُ مُحَمَّدُ بنُ الحُسَيْنِ ابْنِ التَّرْجُمَان بغزَة وَأَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ بنِ بشران والمفتي أبو الفرج محمد ابن عبد الواحد الدارمي الشافعي.

(13/290)


الخولاني، ابن الصباغ:
4105- الخولاني 1:
الإِمَامُ المُحَدِّثُ، الثَّبْتُ، أَبُو عَبْدِ اللهِ؛ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ عُثْمَانَ بنِ سَعِيْدِ بنِ غَلْبُوْنَ الخَوْلاَنِيُّ القُرْطُبِيُّ؛ وَالِدُ المُسْنِدِ أَبِي عَبْدِ اللهِ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدٍ.
كَانَ أَحَدَ عُلَمَاءِ الأَثَرِ بقُرْطُبَة.
حَدَّثَ عَنْ: أَبِيْهِ وَعَمِّه أَبِي بَكْرٍ وَأَبِي مُحَمَّدِ بن أسد وأحمد بن القَاسِم التَّاهَرْتِيّ وَأَبِي عُمَرَ بنِ الجَسُور وَأَبِي عُمَرَ أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ اللهِ البَاجِي وَأَبِي عَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي زَمَنِيْنَ وَأَبِي المُطَرِّف بن فُطَيْس، وَخَلْق.
وَكَانَ مَعْنِيَّا بِالحَدِيْثِ وَجَمْعِهِ، ثِقَةً ثَبْتاً صَيِّناً خَيِّراً. عَاشَ سِتَّا وَسَبْعِيْنَ سَنَةً. رَوَى عَنْهُ وَلَدُهُ وَجَمَاعَة.
تُوُفِّيَ سَنَةَ ثمان وأربعين.
4106- ابن الصباغ 2:
مُفْتِي الشَّافِعِيَّةِ أَبُو طَاهِرٍ؛ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ بنِ مُحَمَّدٍ البَغْدَادِيُّ البَيِّعُ ابْنُ الصَّبَّاغِ.
سَمِعَ: أَبَا حَفْصٍ بنَ شَاهِيْنٍ وَالمُعَافَى بنَ طَرَارَا، وَابْنَ حَبَابَة، وَعِدَّةً.
وَتَفَقَّهَ بِالشَّيْخِ أَبِي حَامِدٍ.
وَتَفَقَّهَ عَلَيْهِ وَلَدُهُ أَبُو نَصْرٍ؛ صَاحِبُ "الشَّامِلِ".
قَالَ الخَطِيْبُ: كتبنَا عَنْهُ وَكَانَ ثِقَةً له حلقة للفتوى مَاتَ فِي ذِي القَعْدَةِ سَنَة ثَمَانٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة.
قُلْتُ: ورَوَى عَنْهُ أُبي النَّرْسِيُّ.
__________
1 ترجمته في الصلة لابن بشكوال "2/ 535".
2 ترجمته في تاريخ بغداد "2/ 362"، والأنساب للسمعاني "2/ 372"، واللباب لابن الأثير "1/ 199" وستأتي ترجمته عند ذكر ولده في الجزء الثاني عشر برقم ترجمة عام "4333".

(13/290)


4107- أبو العلاء 1:
هُوَ الشَّيْخُ العَلاَّمَةُ شَيْخُ الآدَابِ أَبُو العَلاَءِ؛ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ سُلَيْمَانَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ سُلَيْمَانَ بنِ أَحْمَدَ بنِ سُلَيْمَانَ بن داود بن مطهر بن زياد ابن رَبِيْعَةَ بنِ الحَارِثِ بنِ رَبِيْعَةَ بنِ أَنْوَرَ بن أرقم بن أسحم بن النُّعْمَانِ وَيُلَقَّبُ بِالسَّاطِعِ لِجَمَالِهِ ابْنِ عَدِيِّ بنِ عَبْدِ غَطَفَانَ بنِ عَمْرِو بنِ برِيحِ بنِ جَذِيْمَةَ بنِ تَيْمِ اللهِ؛ الَّذِي هُوَ مُجْتَمعُ تَنُوخ بنِ أَسَدِ بنِ وَبْرَةَ بنِ تَغْلِبَ بن حلوان بن عمران بن الحاف ابن قُضَاعَةَ بنِ مَالِكِ بنِ عَمْرِو بنِ مُرَّةَ بنِ زَيْدِ بنِ مَالِكِ بنِ حِمْيَرِ بنِ سَبَأَ بنِ يَشْجُبَ بنِ يَعْرُبَ بنِ قَحْطَانَ بنِ عَامِرٍ؛ وَهُوَ هُودٌ عَلَيْهِ السَّلاَمُ القَحْطَانِيُّ ثُمَّ التَّنُوْخِيُّ المَعَرِّيُّ الأَعْمَى اللُّغَوِيُّ الشَّاعِرُ صَاحِبُ التَّصَانِيْفِ السَّائِرَةِ وَالمُتَّهَمُ فِي نِحْلَتِهِ.
وُلِدَ فِي سَنَةِ ثَلاَثٍ وَسِتِّيْنَ وَثَلاَثِ مائَة.
وَأَضرَّ بِالجُدَرِيِّ وَلَهُ أَرْبَعُ سِنِيْنَ وَشهر؛ سَالتْ وَاحِدَةٌ وَابيضَّتِ اليُمْنَى فَكَانَ لاَ يذكُرُ مِنَ الأَلوَانِ إلَّا الأحمر لثوب أحمر ألبسوه إياه وَقَدْ جُدِّر وَبَقِيَ خَمْساً وَأَرْبَعِيْنَ سَنَةً لاَ يَأْكُل اللَّحْم تَزُهُّداً فَلسفِيّاً.
وَكَانَ قَنوعاً مُتَعفِّفاً لَهُ وَقْفٌ يَقومُ بِأَمرِهِ وَلاَ يَقبلُ مِنْ أَحَدٍ شَيْئاً وَلَوْ تَكسَّبَ بِالمديحِ لحصَّلَ مَالاً وَدُنْياً فَإِنَّ نَظمه فِي الذِّروَة يُعَدُّ مَعَ المتنبِيّ وَالبُحْتُرِيّ.
سَمِعَ: جُزْءاً مِنْ يَحْيَى بنِ مِسْعَر رَوَاهُ عَنْ، أَبِي عَرُوْبَةَ الحَرَّانِيّ.
وَأَخَذَ الأَدب عَنْ، بنِي كوثر، وَأَصْحَاب ابْنِ خَالويه وكان يتوقد ذكاء.
__________
1 ترجمته في تاريخ بغداد "4/ 240"، والأنساب للسمعاني "3/ 90- 93" "التنوخي" و "المعري" والمنتظم لابن الجوزي "8/ 184"، ومعجم الأدباء لياقوت الحموي "3/ 170"، وميزان الاعتدال "1/ 112"، ولسان الميزان "1/ 203"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 61"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 280".

(13/291)


وَمِنْ أَرْدَأ تَوَالِيفه "رِسَالَة الغفرَان" فِي مُجَلَّد قد احتوت على مزدكة وفراغ ورسالة المَلاَئِكَة وَرِسَالَة الطَّير عَلَى ذَلِكَ الْأُنْمُوذَج وَديوَانه سقط الزَّنْد مَشْهُوْر وَلَهُ لُزُوم مَا لاَ يَلزم مِنْ نَظمه وَكَانَ إِلَيْهِ المُنْتَهَى فِي حفظ اللغات.
ارْتَحَلَ فِي حُدُوْدِ الأَرْبَعِ مائَة إِلَى طرَابلس وَبِهَا كتب كَثِيْرَةٌ وَاجتَاز بِاللاَّذقيَّة فَنَزَلَ ديراً بِهِ رَاهِبٌ مُتفلسِفٌ فَدَخَلَ كَلاَمُه فِي مسَامعِ أَبِي العَلاَءِ وَحَصَلَتْ لَهُ شكوكٌ لَمْ يَكُنْ لَهُ نورٌ يَدفعُهَا فَحصلَ لَهُ نوعُ انحَلاَلٍ دَلَّ عَلَيْهِ مَا يَنظمه وَيلهج بِهِ. وَيُقَالُ: تَابَ مِنْ ذَلِكَ وَارعوَى.
وَقَدْ سَارَتِ الفُضَلاَءُ إِلَى بَابه وَأَخَذُوا عَنْهُ.
وَكَانَ أَخَذَ اللُّغَة عَنْ، أَبِيْهِ وَبحلبَ عَنْ، مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ سَعْدٍ النَّحْوِيّ.
وَكَانَتْ غَلَّتُه فِي العَامِ نَحْو ثَلاَثِيْنَ دِيْنَاراً أَفرز مِنْهَا نِصْفهَا لمَنْ يَخدُمه.
وَكَانَ غذَاؤُه العَدَسَ وَنَحْوهُ وَحلوَاهُ التِّين وَثيَابُه الْقطن وَفِرَاشه لبَّادٌ وَحصِيْر بَرْدِي وَفِيْهِ قوَةُ نَفْس وَتَرْكٌ لِلْمِنَنِ عُورِضَ فِي وَقْفِهِ فَسَافر إِلَى بَغْدَادَ يَتظلَّم فِي سَنَةِ تِسْعٍ وَتِسْعِيْنَ وَحَدَّثَ بِهَا بسَقط الزّند.
يُقَالُ: كان يحفظ كل ما مر بسمع: هـ وَيُلاَزم بَيْتَه وَسَمَّى نَفْسه رهن المَحْبِسَيْنِ؛ لِلزومه مَنْزِلَه وَلِلعمَى وَقَالَ الشِّعرَ فِي حدَاثته وَكَانَ يُمْلِي تَصَانِيْفَه عَلَى الطَّلَبَةِ مِنْ صَدْره.
خَرَجَ صَالِح بنُ مِرْدَاسٍ ملك حلب فَنَازل المَعَرَّة يحاصرها وَرمَاهَا بِالمجَانِيق فَخَرَجَ إِلَيْهِ أَبُو العَلاَءِ يَتشفَّع فَأَكْرَمَه وَقَالَ: أَلكَ حَاجَة؟ قَالَ: الأَمِيْرُ أَطَالَ الله بقاءه كالسيف القاطع لامن مسُّهُ وَخَشُنَ حدُّهُ وَكَالنَّهَار المَاتِع1 قَاظ2 وَسطُه وَطَابَ أَبْردَاهُ3 {خُذ العَفْوَ وأْمُرْ بالعُرْفِ وأَعْرِضْ عَنِ الجَاهِلِين} [الأَعرَاف:199] فَقَالَ: قَدْ وَهبتُكَ المَعَرَّةَ فَأَنْشِدنَا مِنْ شعرِكَ. فَأَنْشَدَهُ عَلَى البديهِ أَبيَاتاً وَترحَّل صَالِحٌ.
كَانَ لأَبِي العَلاَءِ خلوَةٌ يَدخُلهَا لِلأَكلِ وَيَقُوْلُ: الأَعْمَى عورَة وَالوَاجِبُ اسْتَتَارُهُ. فَأَكَلَ مرَّةً دُبسَا فَنقط عَلَى صَدْرِهِ مِنْهُ فَلَمَّا خَرَجَ لِلإِفَادَة؛ قِيْلَ لَهُ: أَكَلتُم دُبساً؟ فَأَسرع بِيَدِهِ إِلَى صَدْره فَمسحه وَقَالَ: نَعَمْ لَعَنَ اللهُ النَّهَم. فَعجبُوا مِنْ ذكَائِهِ وَكَانَ يَعتذر إِلَى مَنْ يَرحل إِلَيْهِ وَيَتَأَوَّهُ لعدم صلته.
__________
1 الماتع: المرتفع.
2 قاظ: من القيظ، وهو شدة الحر.
3 أبرداه: أي طرفاه وهما الغداة والعشي.

(13/292)


قال الباخرزي: أبو العلاء ضرير ماله ضرِيب وَمكفوفٌ فِي قَمِيْص الفَضْل مَلْفُوف وَمحجوبٌ خَصمه الأَلد مَحْجُوج قَدْ طَالَ فِي ظلّ الإِسْلاَم آنَاؤُهُ وَرشَح بِالإِلْحَاد إِنَاؤُه وَعِنْدنَا خَبَرُ بصرِهِ وَاللهُ العَالِمُ بِبصِيْرتِهِ وَالمطَّلعُ عَلَى سرِيرته وإنما تحدثت الألسن بإساءته بكتابه الذي عارض به القرآن وعنوانه بـ "الْفُصُول وَالغَايَات فِي محَاذَاة السُّوْر وَالآيَات".
وَقَالَ غَرسُ النِّعمَة مُحَمَّدُ بنُ هِلاَلٍ بن المُحَسَّن: لَهُ شِعْرٌ كَثِيْر وَأَدب غزِيْر وَيُرمَى بِالإِلْحَاد وَأَشعَارُه دَالَّة عَلَى مَا يُزَنُّ بِهِ وَلَمْ يَأْكُل لحماً وَلاَ بيضاً وَلاَ لَبَناً بَلْ يَقتصر عَلَى النّبَات وَيُحرِّمُ إِيلاَمَ الحيوَان وَيُظهر الصَّوْم دَائِماً. قَالَ: وَنَحْنُ نَذكُر مِمَّا رُمِي بِهِ فَمِنْهُ:
قِرَانُ المُشْتَرِي زُحَلاً يُرَجَّى ... لإِيقَاظِ النَّوَاظِرِ مِنْ كرَاهَا
تَقضَّى النَّاسُ جِيلاً بَعْدَ جيلٍ ... وَخُلِّفتِ النُّجُوْمُ كَمَا ترَاهَا
تَقدَّم صَاحِبُ التَّوْرَاةِ مُوْسَى ... وَأَوقَعَ بِالخَسَارِ مَنِ اقْترَاهَا
فَقَالَ رِجَالُهُ: وحيٌ أَتَاهُ ... وَقَالَ الآخرُوْنَ: بَلِ افْترَاهَا
وَمَا حَجِّي إِلَى أَحْجَارِ بيتٍ ... كؤوسُ الخَمْرِ تُشْرَبُ فِي ذُرَاهَا
إِذَا رَجَعَ الحَكِيمُ إلى حجاه ... تهاون بالمذاهب وازدراها
وَلَهُ:
صَرْفُ الزَّمَانِ مُفَرِّقُ الإِلْفَيْنِ ... فَاحْكُم إِلهِي بَيْنَ ذَاكَ وَبَينِي
أَنَهيْتَ عَنْ، قَتْلِ النُّفُوْس تَعمُّداً ... وَبَعَثْتَ أَنْتَ لِقَبْضِهَا مَلَكَيْنِ
وَزَعَمْتَ أَنَّ لَهَا مَعَاداً ثَانِياً ... مَا كَانَ أَغنَاهَا عَنِ، الحَالَيْنِ
وَلَهُ:
عقولٌ تَسْتَخِفُّ بِهَا سطورٌ ... وَلاَ يَدْرِي الفَتَى لِمَنِ الثُّبورُ
كِتَابُ محمدٍ وَكِتَابُ مُوْسَى ... وَإِنجيلُ ابْنِ مَرْيَمَ وَالزَّبُورُ
وَمِنْه:
هَفَتِ الحنِيفَةُ وَالنَّصَارَى مَا اهتدَتْ ... وَيَهُوْدُ حَارتْ وَالمَجُوْسُ مُضَلَّلَهْ
رَجُلاَنِ أَهْلُ الأَرْضِ: هَذَا عاقلٌ ... لاَ دينَ فِيْهِ وديّنٌ لاَ عَقْلَ لَهُ
وَمِنْه:

(13/293)


وَمِنْه:
قُلْتُمْ لَنَا خالقٌ قديمٌ ... صَدَقْتُمُ هَكَذَا نَقُوْلُ
زَعَمْتُمُوْهُ بِلاَ زمانٍ ... وَلاَ مكانٍ إلَّا فَقُوْلُوا
هَذَا كلامٌ لَهُ خبيءٌ ... مَعْنَاهُ لَيْسَتْ لكم عقول
وَمِنْه:
دينٌ وكفرٌ وأنباءٌ تقَال وَفُر ... قانٌ يُنَصُّ وتوراةٌ وَإِنجيلُ
فِي كُلِّ جيلٍ أباطيلٌ يُدَانُ بِهَا ... فَهَلْ تَفَرَّد يَوْماً بِالهُدَى جيلُ
فَأَجَبْتُه:
نَعَمْ أَبُو القَاسِمِ الهَادِي وأُمّته ... فَزَادَكَ اللهُ ذُلاً يَا دُجَيْجِيلُ
وَمِنْه لُعِنَ:
فَلاَ تَحْسَبْ مَقَالَ الرُّسْلِ حَقّاً ... وَلَكِنْ قَوْلُ زورٍ سَطَّرُوهُ
وَكَانَ النَّاسُ فِي عيشٍ رغيدٍ ... فَجَاؤُوا بِالمُحال فَكَدَّرُوهُ
وَمِنْه:
وَإِنَّمَا حَمَّلَ التَّوْرَاةَ قَارِئَهَا ... كسبُ الفَوَائِدِ لاَ حُبُّ التِّلاَوَاتِ
وَهل أُبيحت نِسَاءُ الرُّوْم عَنْ، عرضٍ ... لِلعُرْبِ إلَّا بِأَحكَامِ النُّبُوَّاتِ
أَنشدتنَا فَاطِمَةُ بِنْتُ عليّ كِتَابَةً أَخْبَرَنَا، فَرْقَدُ الكِنَانِيّ سَنَةَ ثَمَانٍ وَسِتّ مائَة أَنشدنَا السِّلَفِيّ سَمِعْتُ أَبَا زَكَرِيَّا التبرِيزِي يَقُوْلُ: لَمَّا قرأت على أبي العلاء بالمعرة قوله:
تناقضٌ مَا لَنَا إلَّا السُّكوتُ لَهُ ... وَأَن نَعُوذَ بِمَوْلاَنَا مِنَ النَّارِ
يدٌ بِخَمْسِ مئٍ مِنْ عسجدٍ وُدِيَتْ ... مَا بِالُهَا قُطِعَتْ فِي ربع دينا ?
سَأَلتُهُ فَقَالَ: هَذَا كَقَوْل الفُقَهَاء: عبَادَة لاَ يُعْقَلُ معنَاهَا.
قَالَ كَاتِبهُ: لَوْ أَرَادَ ذَلِكَ؛ لقَالَ: تَعَبُّدٌ. وَلَمَّا قَالَ: تَنَاقضٌ. وَلَمَّا أَرْدَفَه بِبَيْتٍ آخَر يَعترِضُ عَلَى رَبّهُ.
وَبإِسْنَادِي قَالَ السِّلَفِيّ: إِنْ كَانَ قَالَهُ مُعْتَقداً مَعْنَاهُ فَالنَّارُ مأوَاهُ وَلَيْسَ لَهُ فِي الإِسْلاَمِ نصِيْب. هَذَا إِلَى مَا يُحَكَى عَنْهُ فِي كِتَابِ الْفُصُول وَالغَايَات فَقِيْلَ لَهُ: أَيْنَ هَذَا مِنَ القُرْآن؟ فَقَالَ: لَمْ تَصْقُلْهُ المحَارِيب أَرْبَعِ مائَةِ سَنَةٍ.

(13/294)


وَبِهِ قَالَ: وَأَخْبَرَنَا الخَلِيْلُ بنُ عبد الجَبَّار بقَزْوِيْن وَكَانَ ثِقَةً حَدَّثَنَا، أَبُو العَلاَءِ بِالمَعَرَّة حَدَّثَنَا، أَبُو الفَتْحِ مُحَمَّد بن الحُسَيْنِ حَدَّثَنَا، خَيْثَمَةُ......، فَذَكَرَ حَدِيْثاً.
ثُمَّ قَالَ السِّلَفِيّ: وَمِنْ عَجِيْب رَأْي أَبِي العَلاَءِ تركُهُ أَكل مَا لاَ يَنْبُتُ حَتَّى نُسِبَ إِلَى التَّبَرْهُم وَأَنَّهُ يَرَى رَأْي البرَاهِمَةِ فِي إِثْبَات الصَّانعِ وَإِنْكَارِ الرُّسلِ وَتَحْرِيْم إِيذَاء الحيوَانَاتِ حَتَّى العقَارب وَالحيَّات وَفِي شِعْرِهِ مَا يَدلُّ عَلَيْهِ وَإِنْ كَانَ لاَ يَسْتَقِرُّ بِهِ قرَار فَأَنشدنِي أَبُو المَكَارِمِ الأَسَدِيّ أَنشدنَا أَبُو العَلاَءِ لِنَفْسِهِ:
أَقَرُّوا بِالإِلهِ وأثبتوه ... وقالوا: لا نبيّ ولا كتاب
وَوطءُ بنَاتِنَا حلٌّ مباحٌ ... رُوَيْدَكُمُ فَقَدْ طَالَ العِتَابُ
تَمَادَوا فِي الضَّلاَل فَلَمْ يَتوبُوا ... وَلَوْ سمع: وا صَليلَ السَّيْفِ تَابُوا
قَالَ: وَأَنشدنَا أَبُو تَمَّام غَالِبُ بنُ عِيْسَى بِمَكَّةَ أَنشدنَا أَبُو العَلاَءِ المَعَرِّيّ لِنَفْسِهِ:
أَتَتْنِي مِنَ الإِيْمَان سِتُّوْنَ حِجَّةً ... وَمَا أَمْسَكَتْ كَفِّي بِثِنْيِ عِنَانِ
وَلاَ كَانَ لِي دارٌ وَلاَ رُبْعُ منزلٍ ... وَمَا مسَّنِي مِنْ ذَاكَ رَوْعُ جَنَانِ
تَذكَّرتُ أَنِّي هالكٌ وَابْنُ هالكٍ ... فَهَانَتْ عليَّ الأَرْضُ وَالثَّقَلاَنِ
وَبِهِ: قَالَ السِّلَفِيّ: وَمِمَّا يَدُلُّ عَلَى صِحَّة عَقيدَتِهِ مَا سَمِعْتُ الخَطِيْب حَامِدَ بنَ بختيَار سَمِعْتُ أَبَا المَهْدِيّ بنَ عبدِ الْمُنعم بن أَحْمَدَ السَّرُوجِي سَمِعْتُ أَخِي أَبَا الفَتْح القَاضِي يَقُوْلُ: دَخَلتُ عَلَى أَبِي العَلاَءِ التنوخِي بِالمَعَرَّة بَغْتَةً فَسمِعتُهُ يُنشدُ:
كَمْ غُودِرَتْ غادةٌ كعابٌ ... وَعُمِّرت أُمّها العَجُوْزُ
أَحرَزَهَا الوَالِدَانِ خَوفاً ... وَالقَبْرُ حرزٌ لَهَا حَرِيزُ
يَجوزُ أَنْ تُخْطِئ المنَايَا ... وَالخُلْدُ فِي الدَّهْرِ لاَ يَجُوْزُ
ثُمَّ تَأَوَّهَ مَرَّات وَتَلاَ قَوْله تَعَالَى: {إنَّ فِي ذلكَ لآيَةً لِمَنْ خافَ عَذابَ الآخِرةِ} إِلَى قَوْلِهِ: {فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ} [هود: 103 - 105] . ثُمَّ صَاح وَبَكَى وَطرح وَجهه عَلَى الأَرْضِ زَمَاناً ثُمَّ مَسحَ وَجْهَهُ وَقَالَ: سُبْحَانَ مَنْ تَكَلَّمَ بِهَذَا فِي القِدَمِ! سُبْحَانَ مَنْ هَذَا كَلاَمُه! فَصبرتُ سَاعَةً ثُمَّ سَلَّمْتُ ثُمَّ قُلْتُ: أَرَى فِي وَجْهِكَ أَثَرَ غِيظٍ؟ قَالَ: لاَ بَلْ أَنشدتُ شَيْئاً مِنْ كَلاَم المَخْلُوْق وَتَلَوْتُ شَيْئاً مِنْ كَلاَم الخَالِق فَلَحِقَنِي مَا تَرَى. فَتحققت صِحَّة دينه.
وَبِهِ: قَالَ السِّلَفِيّ: سَمِعْتُ أَبَا زَكَرِيَّا التبرِيزِي يَقُوْلُ: أَفْضَلُ مَنْ قَرَأْتُ عَلَيْهِ أَبُو العَلاَءِ.

(13/295)


وَسَمِعْتُ أَبَا المَكَارِم بِأَبهر وَكَانَ مِنْ أَفرَاد الزَّمَان يَقُوْلُ: لمَّا تُوُفِّيَ أَبُو العَلاَءِ اجْتَمَع عَلَى قَبْرِهِ ثَمَانُوْنَ شَاعِراً وَخُتِمَ فِي أُسْبُوْعٍ واحد مائةا ختمَة. إِلَى أَنْ قَالَ السِّلَفِيّ: وَفِي الجُمْلَةِ فَكَانَ مِنْ أَهْلِ الفَضْل الوَافر وَالأَدبِ البَاهرِ وَالمَعْرِفَةِ بِالنَّسبِ وَأَيَّامِ العَرَبِ قَرَأَ القُرْآنَ بِروَايَات وَسَمِعَ: الحَدِيْثَ عَلَى ثِقَات وَلَهُ فِي التَّوحيد وَإِثْبَات النّبوَات وَمَا يَحُضُّ عَلَى الزُّهْدِ وَإِحيَاء طرق الفتوَّة وَالمُروءة شعرٌ كَثِيْرٌ وَالمُشكل مِنْهُ فَلَهُ عَلَى زَعْمِهِ تَفْسِيْر.
قَالَ غَرْسُ النِّعمَة: حَدَّثَنَا، الوَزِيْرُ أَبُو نَصْرٍ بنُ جَهِير حَدَّثَنَا، المنَازِي الشَّاعِر قَالَ: اجْتَمَعتُ بِأَبِي العَلاَءِ فَقُلْتُ: ما هذا الذي يروى عنك؟ قال: حسدونِي وَكَذَبُوا عليّ. فَقُلْتُ: عَلَى مَاذَا حَسَدُوك وَقَدْ تركتَ لَهُم الدُّنْيَا وَالآخِرَة؟ فَقَالَ: وَالآخِرَة ?! قُلْتُ: إِي وَاللهِ.
ثُمَّ قَالَ غَرس النِّعمَة: وَأَذْكُرُ عِنْد وَرود الخَبَر بِمَوْته وَقَدْ تذَاكرنَا إِلحَادَهُ وَمَعَنَا غُلاَمٌ يُعْرَفُ بِأَبِي غَالِب بن نَبْهَانَ مِنْ أَهْلِ الخَيْر وَالفِقْه فَلَمَّا كَانَ مِنَ الغَدِ حَكَى لَنَا قَالَ: رَأَيْتُ البَارِحَةَ شَيْخاً ضرِيراً عَلَى عَاتقه أَفعيَان مُتدَلِّيَان إِلَى فَخِذَيْهِ وَكُلٌّ مِنْهُمَا يَرْفَعُ فَمَهُ إِلَى وَجهِهِ فِيقطع مِنْهُ لحماً وَيَزْدَرِدُهُ وَهُوَ يَسْتَغِيثُ فَهَالنِي وَقُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ فَقِيْلَ لِي: هَذَا أَبُو العَلاَءِ المعرِّي المُلْحِدِ.
وَلأَبِي العَلاَءِ.
لاَ تَجْلِسَنْ حرّةٌ موفّقةٌ ... مَعَ ابْنِ زوجٍ لَهَا وَلاَ خَتَنِ
فَذَاكَ خيرٌ لَهَا وَأَسْلَمُ لِلـ ... إِنْسَانِ إِنَّ الفَتَى مِنَ الفِتَنِ
أَنشدنَا أَبُو الحُسَيْنِ الحَافِظُ بِبَعْلَبَك أَنشدنَا جَعْفَرُ بنُ عَلِيّ أَنشدنَا السِّلَفِيّ أَنشدنَا أَبُو المَكَارِمِ عَبْدُ الوَارِثِ بنُ مُحَمَّدٍ الأَسَدِيُّ أَنشدنَا أَبُو العَلاَءِ بنُ سُلَيْمَانَ لِنَفْسِهِ:
رَغِبْتُ إِلَى الدُّنْيَا زَمَاناً فَلَمْ تَجُدْ ... بِغَيْرِ عناءٍ وَالحَيَاةُ بلاغُ
وَأَلقَى ابْنَه اليَأْسُ الكريم وبنته ... لديّ فعندي راحةٌ وفراغ
وَزَادَ فَسَادَ النَّاسِ فِي كُلِّ بلدةٍ ... أَحَادِيْثُ مينٍ1 تُفْتَرَى وَتُصَاغُ
وَمِنْ شَرِّ مَا أَسْرَجْتَ فِي الصُّبْح وَالدُّجَى ... كميتٌ لَهَا2 بِالشَّاربينَ مَرَاغُ
__________
1 المين: الكذب.
2 الكميت: من أسماء الخمر، لما فيها من سواد وحمرة، وفي المحكم: الكميت الخمر التي فيها سواد وحمرة.

(13/296)


وَبِهِ:
أَوحَى المليكُ إِلَى مَنْ فِي بَسيطتِهِ ... مِنَ البَرِيَّةِ جُوسُوا الأَرْضَ أَوْ حُوسُوا1
فَأَنْتُم قَوْمُ سوءٍ لاَ صلاَحَ لَكُم ... مَسْعُوْدُكُم عِنْدَ أَهْل الرَّأْي منَحْوسُ
أَنشدنَا مُوْسَى بنُ مُحَمَّدٍ بِبَعْلَبَك أَنشدنَا الشَّرَف الإِرْبِلِيّ أَنشدنَا أَحْمَدُ بنُ مُدْرِك القَاضِي أَنشدنِي أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بنُ مُؤيد بن أَحْمَدَ بنِ حوَارِيّ أَنشدنَا جَدِّي أَبُو اليَقْظَان أَحْمَد أَنشدنَا أَبُو العَلاَءِ بنُ سُلَيْمَانَ لِنَفْسِهِ:
يَا سَاهِرَ البَرْقِ أَيقظ رَاقد السَّمُرِ2 ... لَعَلَّ بِالجِزْعِ3 أَعْوَاناً عَلَى السَّهَرِ
وَإِن بَخِلْتَ عَلَى الأَحْيَاءِ كُلِّهمِ ... فَاسْقِ المَوَاطِرَ4 حيّاً مِنْ بَنِي مَطَرِ
وَيَا أَسيرَةَ حِجْلَيْهَا5 أَرَى سَفَهاً ... حَمْلَ الحُلِيِّ لِمَنْ أَعيَى عَنِ، النَّظَرِ
مَا سِرْتُ إلَّا وطيفٌ مِنْكَ يَطرحُنِي ... يَسرِي أمامي وتأويبًا6 على أثري
لَوْ حَطَّ رَحْلِي فَوْقَ النَّجْمِ رَافِعُهُ ... أَلْفَيْتُ ثَمَّ خيَالاً مِنْكَ مُنْتَظِرِي
يَوَدُّ أَنَّ ظلاَمَ اللَّيْل دَامَ لَهُ ... وَزِيْدَ فِيْهِ سوَادُ القَلْبِ وَالبَصَرِ
لَوِ اخْتَصَرتُم مِنَ الإِحسَانِ زُرْتُكُمُ ... وَالعَذْبُ يُهْجَرُ لِلإِفرَاط فِي الخَصَرِ
وَهِيَ طَوِيْلَة بَدِيْعَة نَيِّفٌ وَسَبْعُوْنَ بَيْتاً وَشِعْرُه مِنْ هَذَا النَّمَط.
قِيْلَ: إِنَّهُ أَوْصَى أَنْ يُكتب عَلَى قَبْرِهِ:
هَذَا جنَاهُ أَبِي عليَّ ... وَمَا جَنِيْتُ عَلَى أحد
__________
1 الحوس: انتشار القتل والتحرك في ذلك، وهو مرادف الجوس، والمعنى تخللوا ديارهم واطلبوهم.
2 السمر: ضرب من العضاه، وقيل من الشجر صغار الورق قصار الشوك وله برمة صفراء يأكلها الناس، وليس في العضاه شيء أجود خشبا من السمر.
3 جزع: منعطف الوادي، وقيل منقطعه، وقيل: جانبه ومنعطفه، وقيل: هو ما اتسع من مضايقه أنبت أو لم ينبت، وقيل: لا يسمى جزع الوادي جزعا حتى تكون له سعة تنبت الشجر وغيره، وقيل هو منحناه.
4 المواطر: السحب التي ينسكب منها المطر.
5 الحجل: هو الخلخال.
6 التأويب: المجيء أول الليل. والمراد أنه سرى أمامه النهار كله إلى أول الليل.

(13/297)


قُلْتُ: الفَلاَسِفَة يَعدُّوْنَ اتخَاذ الوَلَدِ وَإِخرَاجَهُ إِلَى الدُّنْيَا جنَايَةً عَلَيْهِ وَيظهرُ لِي مِنْ حَال هَذَا المَخْذُول أَنَّهُ مُتَحَيِّرٌ لَمْ يَجزِم بِنِحْلَةٍ. اللَّهُمَّ فَاحفظ عَلَيْنَا إِيْمَاننَا.
وَنَقَلَ القِفْطِيّ أَنَّ أَبَا العَلاَء قَالَ: لَزِمْتُ مسكنِي مُنْذُ سَنَةَ أَرْبَع مائَة وَاجتهدتُ أَنْ أَتوفَّرَ عَلَى الحمدِ وَالتَّسْبيحِ إلَّا أَنْ أُضْطَرَّ إِلَى غَيْر ذَلِكَ فَأَمْلَيْتُ أَشيَاءَ تَولَّى نسخَهَا أَبُو الحَسَنِ ابْن أَبِي هَاشِمٍ فِي الزُّهْدِ وَالعظَاتِ وَالتَّمجيدِ؛ فَمِنْ ذَلِكَ الْفُصُول وَالغَايَات مائَة كُرَّاسة وَمُؤلَّفٌ فِي غريب ذلك عشرون كراسة وإقليد الغَايَات فِي اللُّغَة عَشر كَرَارِيْس وَكِتَاب الأَيك والغصون ألف ومائةا كراسة وكتاب مختلف الفصول نحو أربع مائة كراس وتاج الحرّة فِي وَعظ النِّسَاء نَحْو أَرْبَع مائَة كراسة والخطب مُجَلَّد وَكِتَاب فِي الْخَيل عشر كَرَارِيْس وَكِتَاب خطبة الفصيح خمس عشرة كراسة وترسيل الرموز مجلد ولزوم ما لا يلزم نحو مائة وعشرين كراسة وزجر النَّابح مُجَلد وَكِتَاب نَجر الزّجر مِقْدَاره وَكِتَاب شرح لزوم ما لا يَلزم ثَلاَث مُجَلَدَات وَكِتَاب مُلْقَى السَّبِيل جُزْء ومواعظ في مجلد وخماسية الرَّاح فِي ذَمّ الخَمْر عشر كَرَارِيْس قُلْتُ: أَظنّه يَعْنِي بِالكرَّاسَة ثَلاَث وَرقَات وَكِتَاب سقط الزَّنْد وَكِتَاب القوَافِي وَالأَوزَان سِتُّوْنَ كرَّاسَة وَسرد أَشيَاء كَثِيْرَة أَدبيَات وَكِتَابُه فِي الزُّهْد يُعرفُ بِكِتَاب اسْتَغْفر وَاسْتَغْفرِي مَنظومٌ نَحْو عَشْرَة آلاَف بَيْت الْمَجْمُوع خَمْسَة وَخَمْسُوْنَ مُصَنّفاً. قَالَ: فِي نَحْو أَرْبَعَة آلاَف وَمائَة وَعِشْرِيْنَ كرَّاسَة.
قُلْتُ: قَدْ قدَّرتُ لَكَ الكرَّاسَة.
قَالَ القِفْطِيّ: أَكْثَرُ كتبِهِ عُدِمَتْ وَسلم مِنْهَا مَا خَرَجَ عَنِ، المَعَرَّة قَبْل اسْتبَاحَةِ الكُفَّار لَهَا.
قُلْتُ: قَبْرُهُ دَاخِل المَعَرَّة فِي مَكَان دَاثِرٍ وَقَدْ حَدَّثَ عَنْهُ أَبُو طَاهِرٍ بنُ أَبِي الصَّقْر الأَنْبَارِيّ وَطَائِفَة وَقَدْ طَالَ المَقَالُ وَمَا عَلَى الرَّجُلِ أنس زهاد المُؤْمِنِيْنَ وَاللهُ أَعْلَمُ بِمَا خُتِمَ لَهُ. وَمِنْ خَبِيْثِ قَوْله:
أَتَى عِيْسَى فَبَطَّلَ شَرْعَ مُوْسَى ... وَجَاءَ محمّدٌ بصَلاَةِ خَمْسٍ
وَقَالُوا: لاَ نبيٌّ بَعْدَ هَذَا ... فَضلَّ القَوْمُ بَيْنَ غدٍ وَأَمْسِ
وَمهمَا عِشْتَ مِنْ دُنْيَاك هذِي ... فَمَا تُخْلِيكَ مِنْ قَمَرٍ وَشَمْسِ
إِذَا قُلْتُ المُحَالَ رَفَعتُ صوتي ... وإن قلت الصحيح أطلت همسي
إِنْ كُنْتَ لَمْ تُرِقِ الدِّمَاءَ زَهَادَةً ... فَلَقَدْ أَرَقْتَ اليَوْمَ مِنْ جَفْنِي دمَا
سَيَّرْتَ ذِكْرَكَ فِي البِلاَدِ كَأَنَّهُ ... مسكٌ فَسَامِعَةً يُضَمَّخُ أَوْ فَمَا
وَأَرَى الحَجِيْجَ إِذَا أَرَادُوا لَيْلَةً ... ذِكرَاكَ أخرج فديةً من أحرما
وممن رَوَى عَنْهُ أَبُو القَاسِمِ عَلِيُّ بنُ المُحَسّن التَّنوخِي وَمَاتَ قَبْلَهُ وَغَالِبُ بنُ عِيْسَى الأَنْصَارِيّ.
وَكَانَتْ عِلَّتُهُ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ وَمَاتَ فِي أَوَائِل شَهْر ربيع الأَوَّل مَنْ سَنَة تِسْعٍ وَأَرْبَعِيْنَ وأربع مائة وعاش ستًا وثمانين سنة.
وَمِمَّنْ رثَاهُ تِلْمِيْذُه أَبُو الحَسَنِ عليّ، فَقَالَ:

(13/298)


4108- الصابوني 1:
الإِمَامُ العَلاَّمَةُ القُدْوَةُ المُفَسِّرُ المُذَكِّرُ المُحَدِّثُ شَيْخُ الإِسْلاَمِ أَبُو عُثْمَانَ إِسْمَاعِيْلُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ أَحْمَدَ بنِ إِسْمَاعِيْلَ بنِ إِبْرَاهِيْمَ بنِ عَابِدِ بن عَامِرٍ النَّيْسَابُوْرِيُّ الصَّابُوْنِيُّ.
وُلِدَ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَسَبْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَة.
وَأَوّل مَجْلِس عَقدَه لِلْوَعْظِ إِثر قَتْلِ أَبِيْهِ فِي سَنَةِ ثِنْتَيْنِ وَثَمَانِيْنَ وَهُوَ ابْنُ تِسْع سِنِيْنَ.
حَدَّثَ عَنْ: أبي سَعِيْدٍ عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الوَهَّابِ وَأَبِي بَكْرٍ ابْن مِهْرَانَ وَأَبِي محمد المخلدي وأبي طاهر بن خزيمة وأبي الحسين الخفاف وعبد الرحمن بن أبي شريح وَزَاهِرِ بنِ أَحْمَدَ الفَقِيْه وَطَبَقَتهم وَمِنْ بَعْدهُم.
حَدَّثَ عَنْهُ: الكتَّانِي وَعَلِيُّ بنُ الحُسَيْنِ بنِ صَصْرَى وَنجَا بنُ أَحْمَدَ وَأَبُو القَاسِمِ بنُ أَبِي العَلاَءِ وَالبَيْهَقِيُّ وَابْنُه عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ إِسْمَاعِيْلَ وَخَلْقٌ آخِرهُم أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بن الفضل الفراوي.
قَالَ أَبُو بَكْرٍ البَيْهَقِيُّ: حَدَّثَنَا، إِمَام المُسْلِمِيْنَ حَقّاً وَشيخُ الإِسْلاَم صدقاً أَبُو عُثْمَانَ الصَّابُوْنِيّ. ثُمَّ ذَكَرَ حِكَايَة.
وَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ المَالِكِيّ: أَبُو عُثْمَانَ مِمَّنْ شَهِدَتْ لَهُ أَعيَانُ الرجال بالكمال في الحفظ والتفسير.
__________
1 ترجمته في الأنساب للسمعاني "8/ 5- 6"، واللباب لابن الأثير "2/ 228- 229"، والعبر "3/ 219"، والنجوم الزاهرةلابن تغري بردي "5/ 62"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 282".

(13/299)


وَقَالَ عبد الغَافِر فِي "السِّيَاق": الأُسْتَاذُ أَبُو عُثْمَانَ إِسْمَاعِيْلُ الصَّابُوْنِيّ شَيْخُ الإِسْلاَمِ المُفَسِّرُ المُحَدِّث الوَاعِظ أَوحدُ وَقته فِي طرِيقه وَعَظَ المُسْلِمِينَ سبعينَ سَنَةً وَخَطَبَ وَصَلَّى فِي الجَامِع نَحْواً مِنْ عِشْرِيْنَ سَنَةً وَكَانَ حَافِظاً كَثِيْرَ السَّمَاع وَالتَّصَانِيْف حرِيصاً عَلَى العِلْم سَمِعَ: بِنَيْسَابُوْرَ وَهرَاةَ وَسَرْخَس وَالحِجَازِ وَالشَّامِ وَالجِبَالِ وَحَدَّثَ بِخُرَاسَانَ وَالهِنْد وَجُرْجَان وَالشَّام وَالثُّغُوْرِ وَالحِجَازِ وَالقدس وَرُزِقَ العِزَّ وَالجَاهَ فِي الدِّين وَالدُّنْيَا وَكَانَ جَمَالاً لِلبلد مقبولًا عند المُوَافِق وَالمُخَالف مجمعٌ عَلَى أَنَّهُ عديمُ النّظير وَسيفُ السُّنَّةِ وَدَامغُ البِدعَة وَكَانَ أَبُوْهُ الإِمَامُ أَبُو نَصْرٍ مِنْ كِبَارِ الوَاعِظين بِنَيْسَابُوْرَ فَفُتِكَ بِهِ لأَجْلِ المَذْهَب وَقُتِلَ فَأُقْعِدَ ابْنُه هَذَا ابْنُ تِسْعِ سِنِيْنَ فَأُقْعِدَ بِمَجْلِس الْوَعْظ وَحضرهُ أئمة الوقت وأخذ الإِمَامُ أَبُو الطَّيِّبِ الصُّعلوكِيُّ فِي تَرْتِيْبهِ وَتهيئَةِ شَأْنِهِ وَكَانَ يَحضُر مَجْلِسَهُ هُوَ وَالأُسْتَاذ أَبُو إِسْحَاقَ الإِسفرَايينِيّ وَالأُسْتَاذ أَبُو بَكْرٍ بنُ فُورَك وَيَعْجَبُوْنَ مِنْ كَمَال ذكَائِهِ وَحُسْنِ إِيرَاده حَتَّى صَارَ إِلَى مَا صَارَ إِلَيْهِ وَكَانَ مُشْتَغِلاً بكَثْرَةِ العِبَادَاتِ وَالطَّاعَاتِ حَتَّى كَانَ يُضْرَبُ بِهِ المَثَل.
قَالَ الحُسَيْنُ بنُ مُحَمَّدٍ الكُتُبِيّ فِي "تَارِيْخِهِ": فِي المُحَرَّمِ تُوُفِّيَ أَبُو عُثْمَانَ سَنَة تِسْعٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة.
وَقَالَ السِّلَفِيّ فِي "مُعْجَم السَّفَر": سَمِعْتُ الحَسَنَ بن أَبِي الْحر بِسَلَمَاسَ يَقُوْلُ: قَدِمَ أَبُو عُثْمَانَ الصَّابُوْنِيّ بَعْد حجِّه وَمَعَهُ أَخُوْهُ أَبُو يَعْلَى فِي أَتْبَاعٍ وَدوَابّ فَنَزَلَ عَلَى جَدِّي أَحْمَدَ بن يُوْسُفَ الهِلاَلِي فَقَامَ بِجمِيْع مُؤَنِه وَكَانَ يَعْقدُ المَجْلِسَ كُلَّ يَوْم وَافْتَتَنَ النَّاسُ بِهِ وَكَانَ أَخُوْهُ فِيْهِ دُعَابَة فَسَمِعْتُ أَبَا عُثْمَانَ يَقُوْلُ وَقت أَن وَدَّع النَّاس: يَا أَهْل سَلَمَاسَ! لِي عِنْدكُم أَشْهُرٌ أَعِظُ وَأَنَا فِي تَفْسِيْر آيَةٍ وَمَا يَتعلَّقُ بِهَا وَلَوْ بَقِيْتُ عِنْدكُم تَمَّام سَنَةٍ لمَا تَعرَّضتُ لغَيْرهَا وَالحَمْدُ للهِ.
قَالَ عبد الغَافِر فِي "تَارِيْخِهِ": حَكَى الثِّقَاتُ أَنَّ أَبَا عُثْمَانَ كَانَ يَعِظُ فَدُفِعَ إِلَيْهِ كِتَابٌ وَردَ مِنْ بُخَارَى مُشْتَمِلٌ عَلَى ذكرِ وَبَاءٍ عَظِيْم بِهَا لِيَدْعُوَ لَهُم وَوصف فِي الكِتَاب أن رجلًا خَبَّازاً دِرْهَماً فَكَانَ يَزِنُ وَالصَّانِعُ يَخْبِزُ وَالمُشْتَرِي واقف فمات ثلاثتهم في ساعة.
فَلَمَّا قرَأَ الكِتَابَ هَالَهُ ذَلِكَ وَاسْتقرَأَ مِنَ القَارِئ {أَفَأَمِنَ الّذِيْنَ مَكَرُوا السَّيِّآتِ} [النَّحْل:45] الآيَات وَنظَائِرهَا وَبَالَغَ فِي التّخويف وَالتَّحذِير وَأَثَّرَ ذَلِكَ فِيْهِ وَتغَيَّرَ وَغَلَبَهُ وَجعُ البَطنِ وَأُنْزِلَ مِنَ المِنْبَرِ يَصيح مِنَ الوجعِ فَحُمِلَ إِلَى حمَّامٍ فَبَقِيَ إِلَى قَرِيْب المَغْرِب يَتقَلَّب ظَهْراً لبَطْن وَبَقِيَ أُسْبُوْعاً لاَ يَنفَعُهُ عِلَاج فَأَوْصَى وَودَّعَ أَوْلاَدَهُ وَمَاتَ وَصُلِّيَ عَلَيْهِ عقيبَ عصرِ الجُمُعَة رَابع المحرَّم وَصَلَّى عَلَيْهِ ابْنُه أَبُو بَكْرٍ ثُمَّ أَخُوْهُ أَبُو يَعْلَى.

(13/300)


وَأَطنب عبدُ الغَافِرِ فِي وَصْفِهِ وَأَسهب إِلَى أَنْ قَالَ: وَقَرَأْتُ فِي كِتَابٍ كتَبَهُ زَيْنُ الإِسْلاَم مِنْ طُوْس فِي التَّعزِيَة لِشيخِ الإِسْلاَم: أَلَيْسَ لَمْ يَجْسُرْ مُفْتَرٍ أَنْ يَكْذِبَ عَلَى رَسُوْلِ اللهِ فِي وَقته؟ أَلَيْسَتِ السُّنَّةُ كَانَتْ بِمَكَانِهِ مَنْصُوْرَة وَالبِدْعَةُ لِفَرْطِ حِشمتِهِ مقهورَة؟ أَلَيْسَ كَانَ دَاعِياً إِلَى اللهِ هَادِياً عِبَادَ اللهِ شَابّاً لاَ صَبْوَةَ لَهُ كَهْلاً لاَ كَبْوَةَ لَهُ شَيْخاً لاَ هَفْوَة لَهُ؟ يَا أَصْحَابَ المحَابر وَطِّؤُوا رِحَالكُم قَدْ غُيِّبَ مَنْ كَانَ عَلَيْهِ إِلمَامكُم وَيَا أَربَابَ المَنَابِر أَعْظَمَ اللهُ أُجوركُم فَقَدْ مَضَى سَيِّدَكُم وَإِمَامُكُم.
قَالَ الكَتَّانِي: مَا رَأَيْتُ شَيْخاً فِي مَعْنَى أَبِي عُثْمَانَ زُهْداً وَعِلماً كَانَ يَحفَظُ مِنْ كُلِّ فَن لاَ يَقْعُدُ بِهِ شَيْءٌ وَكَانَ يَحفظُ التَّفْسِيْر مِنْ كُتُب كَثِيْرَة وَكَانَ مِنْ حُفَّاظ الحَدِيْث.
قُلْتُ: وَلَقَدْ كَانَ مِنْ أَئِمَّةِ الأَثر لَهُ مصنف في السنة واعتقاد السلف ما رآه مُنْصِفٌ إلَّا وَاعْتَرف لَهُ.
قَالَ مَعْمَر بن الفَاخر: سَمِعْتُ عبدَ الرَّشِيْد بنَ نَاصِر الوَاعِظ بمكة، سَمِعْتُ إِسْمَاعِيْلَ بنَ عبد الغَافِر، سَمِعْتُ الإِمَام أَبَا المعَالِي الجُوَيْنِيّ يَقُوْلُ: كُنْتُ بِمَكَّةَ أَترَدَّدُ فِي المذَاهب فَرَأَيْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ لِي: عَلَيْك بَاعْتِقَاد ابْن الصَّابُوْنِيّ.
قَالَ عبدُ الغَافِر: وَمِمَّا قِيْلَ فِي أَبِي عُثْمَانَ قَوْلُ الإِمَام أَبِي الحَسَنِ؛ عَبْد الرَّحْمَنِ بن مُحَمَّدٍ الدَّاوُوْدِيّ:
أَودَى الإِمَامُ الحَبْرُ إِسْمَاعِيْلُ ... لَهَفِي عَلَيْهِ لَيْسَ مِنْهُ بَدِيْلُ
بَكَتِ السَّمَا وَالأَرْضُ يَوْمَ وَفَاتِهِ ... وَبَكَى عَلَيْهِ الوَحْيُ وَالتَّنْزِيلُ
وَالشَّمْسُ وَالقَمَرُ المُنِير تَنَاوحَا ... حُزْناً عَلَيْهِ وَللنُّجومِ عَوِيلُ
وَالأَرْضُ خاشعةٌ تَبْكِي شَجْوَهَا ... وَيْلِي تَوَلْوِلُ أَيْنَ إِسْمَاعِيْلُ؟
أَيْنَ الإِمَامُ الفَرْدُ فِي آدَابِهِ ... مَا إِنْ لَهُ فِي العَالِمِينَ عَدِيْلُ
لاَ تَخْدَعَنْكَ مُنَى الحَيَاةِ فَإِنَّهَا ... تُلهِي وَتُنسِي وَالمُنَى تَضليلُ
وَتَأَهَّبَنْ لِلموتِ قَبْلَ نُزُولِهِ ... فَالموتُ حتمٌ والبقاء قليل

(13/301)


الخبازي، عميد الرؤساء:
4109- الخبازي 1:
شَيْخُ القُرَّاءِ، أَبُو عَبْدِ اللهِ، مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدٍ النَّيْسَابُوْرِيُّ، الخَبَّازِيُّ.
حَدَّثَ بِ "صحيح البخاري" عن الكشميهني رواه عنه الفَرَاوِيُّ وَكَانَ ارْتَحَلَ إِلَى الكُشْمِيهَنِيِّ.
قَالَ ابْنُ نقطَة: قَالَ عبدُ الغَافِر: شَيْخ نَبِيل مُشَاور فِي فَهْمِ الأُمُوْر مُبَجَّلٌ فِي المحَافلِ عَارِفٌ بِالقِرَاءات تُوُفِّيَ فِي رَمَضَانَ سَنَةَ تِسْعٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة.
قُلْتُ: وَوُلِدَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَة.
وَتَلاَ عَلَى وَالِده أَبِي الحُسَيْنِ الخَبَّازِي وَعَلَى أَبِي بَكْرٍ الطِّرَازِي صَاحِب ابْنِ مُجَاهِد.
وَسَمِعَ: مِنْ: أَبِي أَحْمَدَ الحَاكِم وَجَمَاعَة. وَكَانَ ذَا تَعبُّدٍ وَتَهَجُّدٍ.
رَوَى عَنْهُ: مَسْعُوْدٌ الركَّاب وَتَلاَ عَلَيْهِ الهُذَلِيّ وَغَيْرهُ. وَمَاتَ أَبُوْهُ نحو سنة أربع مائة.
4110- عميد الرؤساء 2:
الوزير الكبير، أبو طالب، محمد بن الوَزِيْرِ أَبِي الفَضْلِ؛ أَيُّوْبَ بنِ سُلَيْمَانَ المَرَاتِبِيُّ.
كَانَ أَبُوْهُ كَاتِبَ القَادِر.
وَوزرَ هَذَا لِلقَائِمِ أَيَّامَ وِلاَيَةِ عَهْده ثُمَّ وَزر لِلقَادِر بَعْد ابْنِ حَاجِب النُّعْمَان ثُمَّ وَزر لِلقَائِمِ بِضْعَ عَشْرَةَ سَنَةً.
وَكَانَ بَلِيْغاً مُتَرَسِّلاً صَاحِبَ فُنُوْن صَنّف كِتَاباً فِي الخَرَاج وَرَوَى ديوَان البُحْتُرِيّ عَنِ، الحُسَيْن بن مُحَمَّدٍ الخَالع عَنْ، أَبِي سَهْلٍ القَطَّان عَنْ، أَبِي الْغَوْث بن البُحْتُرِيّ. وَرَوَى عَنْ، أَبِي نَصْرٍ بن نُبَاتَة شِعره رَوَى عَنْهُ أَبُو الجَوَائِز هِبَةُ اللهِ بنُ حَمْزَةَ وَغَيْرهُ.
وُلِدَ سَنَةَ سَبْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَة.
وَمَاتَ فِي المُحَرَّمِ سَنَةَ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِيْنَ.
وَهُوَ القَائِلُ: الكُتَّابُ سَبْعَةٌ: الكَامِلُ الَّذِي يُنشِئُ وَيُمْلِي وَيَكْتُب، وَالأَعزل: وَهُوَ المُنشِئُ وَلاَ خطَّ لَهُ وَالثَّالِث: المُبْهَمُ: وَهُوَ صَاحِبُ الخَطِّ وَلاَ إِنشَاءَ لَهُ الرَّابِع: الرُّقَاعِي: وَهُوَ مَنْ يُجِيْد رُقْعَةً ولا حظ لَهُ فِي طول نَفَسٍ الخَامِس: المُخَبَّل: وَهُوَ ذُو الحِفْظ وَالرِّوَايَة وَلاَ عبَارَة لَهُ فِيجِيْءُ مِنْهُ نَديم السَّادِس: المُخَلِّط؛ وَهُوَ الآتِي بِدُرِّهِ مع بعره السَّابِع: السُّكَّيْتُ؛ وَهُوَ الَّذِي يُجهد نَفْسَهُ حَتَّى يأتي بما يستحسن.
__________
1 ترجمته في اللباب لابن الأثير "1/ 417"، والعبر "3/ 219 - 220"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 283".
2 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "8/ 175"، والوافي بالوفيات لصلاح الدين الصفدي "2/ 234".

(13/302)


ابن بطال، العشاري:
4111- ابن بطال 1:
شَارِحُ صَحِيْحِ البُخَارِيِّ العَلاَّمَةُ أَبُو الحَسَنِ؛ عَلِيُّ بنُ خَلَفِ بنِ بَطَّالٍ البَكْرِيُّ القُرْطُبِيُّ ثُمَّ البَلَنْسِيُّ وَيُعْرَفُ بِابْنِ اللَّجَّامِ.
أَخَذَ عَنْ: أَبِي عُمَرَ الطَّلَمَنْكِي وَابْنِ عَفِيْف وَأَبِي المُطرَّف القَنَازعِي وَيُوْنُس بنِ مُغِيْث.
قَالَ ابْنُ بَشْكُوَال: كَانَ مِنْ أَهْلِ العِلْمِ وَالمَعْرِفَة عُنِي بِالحَدِيْثِ العنَايَة التَّامَة؛ شرح الصَّحِيْح فِي عِدَّة أَسفَار رَوَاهُ النَّاس عَنْهُ وَاسْتُقضِيَ بِحِصْن لُوْرَقَةَ.
تُوُفِّيَ فِي صفر سنة تسع وأربعين وأربع مائة.
قُلْتُ: كَانَ مِنْ كِبَارِ المَالِكِيَّة. ذَكَرَهُ القَاضِي عياض.
4112- العشاري 2:
الشَّيْخُ الجَلِيْلُ الأَمِيْنُ أَبُو طَالِبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ الفَتْحِ الحَرْبِيُّ العُشَارِيُّ.
سَمِعَ: أَبَا الحَسَنِ الدَّارَقُطْنِيّ وَأَبَا الفَتْح القوَّاس وَأَبَا حَفْصٍ بنَ شَاهِيْن وَأَبَا عَبْدِ اللهِ بن بطَّة وَمُحَمَّدَ بن يُوْسُفَ العلاَّف وَالكَتَّانِي وَالمُخَلِّص وَأَبَا بَكْرٍ بنَ شَاذَانَ وَعِيْسَى بن الوَزِيْر وَالمُعَافَى.
قَالَ الخَطِيْبُ: كَتَبْتُ عَنْهُ وَكَانَ ثِقَةً صَالِحاً وُلِدَ فِي أَوَّلِ سَنَةِ سِتٍّ وَسِتِّيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. وَقَالَ لِي: كَانَ جَدِّي طُوَالاً فَقِيْلَ له: العشاري.
__________
1 ترجمته في الصلة لابن بشكوال "2/ 414"، والعبر "3/ 219"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 283".
2 ترجمته في تاريخ بغداد "3/ 107"، والأنساب للسمعاني "8/ 459"، واللباب لابن الأثير "2/ 341"، والمنتظم لابن الجوزي "8/ 214"، وميزان الاعتدال "3/ 656"، والعبر "3/ 226" وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 289".

(13/303)


قُلْتُ: قَدْ كَانَ أَبُو طَالِبٍ فَقِيْهاً عَالِماً زَاهِداً خَيِّراً مُكْثِراً صحب أَبَا عَبْدِ اللهِ بنَ بَطَّة وَأَبَا عَبْدِ اللهِ بنَ حَامِدٍ وَتَفَقَّهَ لأَحْمَدَ.
حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو الحُسَيْنِ ابْن الطُّيورِي وَأَبُو عَلِيٍّ البرَادَانِي وَشُجَاعٌ الذُّهْلِيّ وَأَبُو الْعِزّ بن كَادش وَأَحْمَدُ بنُ قُرَيْش وَأَبُو بكر مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ البَاقِي القَاضِي وَآخَرُوْنَ. وَقَدْ أُدْخِلَ فِي سَمَاعه مَا لَمْ يَتَفَطَّنْ لَهُ.
قَالَ ابْنُ الطُّيُوْرِيِّ: لَمَّا قَدِمَ عَسْكَرُ طُغْرُلْبَك لقِي بَعْضُهُم ابْن العُشَارِي فَقَالَ: يَا شَيْخ! أَيْشٍ مَعَكَ؟ قَالَ: مَا مَعِي شَيْءٌ. ثُمَّ ذَكَرَ أَن فِي جَيبه نَفَقَةً فَنَادَاهُ وَأَخْرَج مَا مَعَهُ وَقَالَ: هَذَا مَعِي. فَهَابه الرَّجُلُ وَعَظَّمَهُ وَلَمْ يَأْخُذ النفقَة.
قَالَ ابْنُ الطُّيُوْرِيِّ: قَالَ لِي بَعْضُ أَهْل البَادِيَة: نَحْنُ إِذَا قُحِطْنَا اسْتَسقينَا بِابْنِ العُشَارِي فَنُسْقَى.
وَقِيْلَ: إِنَّ رَجُلاً قرَأَ عَلَى العُشَارِي كِتَاب الرُّؤيَا لِلدَارقطنِي فَلَمَّا وَصلَ إِلَى خَبَر أُمِّ الطُّفَيْل؛ قَالَ: وذكر الحديث فقال للقارئ: اقرَأَ الحَدِيْثَ عَلَى وَجهه فَهُوَ مِثْلُ السَّارِيَة.
تُوُفِّيَ سَنَةَ إِحْدَى وَخَمْسِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة.

(13/304)


4113- ابن الترجمان 1:
الإِمَامُ الصَّالِحُ شَيْخُ الصُّوْفِيَّةِ أَبُو الحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بنُ الحُسَيْنِ بنِ عَلِيِّ بنِ التَّرْجُمَانِ العَزِّيُّ.
حَدَّثَ عَنْ: أَبِي بَكْرٍ مُحَمَّدِ بن أَحْمَدَ الحُنْدُرِي المُقْرِئ وَبُكير ابْن مُحَمَّدٍ الطَّرَسُوْسِيّ وَعَبْدِ الوَهَّابِ بن الحَسَنِ الكِلاَبِيّ وَالحَسَنِ بن إِسْمَاعِيْلَ الضَّرَّاب وَأَبِي سَعدٍ المَالِيْنِيّ وَعَلِيِّ بن أَحْمَدَ الحُنْدُرِي وَعِدَّة.
حَدَّثَ عَنْهُ: القَاضِي أَبُو عَبْدِ اللهِ القُضَاعِي وَمُحَمَّدُ بنُ عُمَرَ بنِ عَقِيْل الكَرَجِي وَأَحْمَدُ بنُ أَسَد وَعبدُ البَاقِي بنُ جَامِع وَسَهْلُ بنُ بِشْرٍ الإِسفرَايينِي وَمُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ الرَّازِيّ وَبَالإِجَازَة أَبُو الحَسَنِ ابْنُ الموَازِينِي.
وَكَانَ شَيْخَ المَشَايِخ بِمِصْرَ فِي زَمَانِهِ. عَاشَ خَمْساً وَتِسْعِيْنَ سَنَةً.
مَاتَ فِي جُمَادَى الأُوْلَى سَنَة ثَمَانٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة وَقبرُه عِنْد ذي النون المصري رحمهما الله.
__________
1 ترجمته في الأنساب للسمعاني "3/ 38"، واللباب لابن الأثير "1/ 211"، والعبر "3/ 217"، وحسن المحاضرة للسيوطي "1/ 515"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 278".

(13/304)


الحمال، أبو الفرج الدارمي:
4114- الحمال 1:
العَلاَّمَةُ المُفْتِي الزَّاهِد أَبُو الحَسَنِ رَافِعُ بنُ نَصْرٍ البَغْدَادِيُّ الشَّافِعِيُّ الحَمَّالُ.
رَوَى عَنْ: أَبِي عُمَرَ بنِ مَهْدِيٍّ وَأَخَذَ عَنْ، أَبِي بَكْرٍ البَاقِلاَّنِيّ وَغَيْره.
وَكَانَ يَدْرِي الأُصُوْلَ وَلَهُ نَظْمٌ جيد.
قَالَ هَيَّاجُ بنُ عُبَيْد: كَانَ لرَافِع قَدمٌ فِي الزُّهْد وَإِنَّمَا تَفَقَّهَ الشَّيْخ أَبُو إِسْحَاقَ وَأَبُو يَعْلَى بنُ الفَرَّاء بِمعَاونَة رَافِع لَهُمَا لأَنَّه كَانَ يَحْمِلُ وَيُنْفِقُ عَلَيْهِمَا وَتَفَقَّهَ بِالشَّيْخ أَبِي حَامِد. جَاور وَتُوُفِّيَ بِمَكَّةَ وَلَهُ قَدمٌ رَاسخ فِي التَّقْوَى.
رَوَى عَنْهُ: سَهْلُ بنُ بِشْرٍ الإِسفرَايينِي وَجَعْفَرٌ السَّرَّاج.
تُوُفِّيَ سَنَةَ سَبْعٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة وَقَدْ شَاخَ.
4115- أَبُو الفَرَجِ الدارمي 2:
الإِمَامُ العَلاَّمَةُ شَيْخُ الشَّافِعِيَّة، أَبُو الفَرَجِ مُحَمَّدُ بن عبد الواحد ابن مُحَمَّدِ بنِ عُمَرَ بنِ مَيْمُوْن الدَّارِمِيُّ، البَغْدَادِيُّ، الشَّافِعِيُّ، نَزِيْلُ دِمَشْقَ.
سَمِعَ: أَبَا الحُسَيْنِ مُحَمَّدَ بن المظفر، وأبا عمر بن حيويه، وأبا الحَسَنِ الدَّارَقُطْنِيّ، وَأَبَا بَكْرٍ بنَ شَاذَانَ، وَجَمَاعَة.
وَسَمِعَ مِنْ: أَبِي مُحَمَّدٍ بنِ مَاسِي، وَضَاع سماعه منه.
حَدَّثَ عَنْهُ: الخَطِيْبُ وَأَبُو عَلِيٍّ الأَهْوَازِيّ، وَالكَتَّانِي، وَأَبُو طَاهِرٍ الحِنَّائِي، وَالفَقِيْهُ نَصْر المَقْدِسِيّ، وَآخَرُوْنَ.
قَالَ الخَطِيْبُ: هُوَ أَحَدُ الفُقَهَاء مَوْصُوْفٌ بِالذّكَاء وَحُسنِ الفِقْه وَالحسَاب وَالكَلاَمِ فِي دقَائِق المَسَائِل وَلَهُ شِعْرٌ حسن كَتَبْتُ عَنْهُ بِدِمَشْقَ وَقَالَ لي: كتبت عن ابن ماسي، وأبي
وَأَبِي بَكْرٍ الوَرَّاق وَوُلِدتُ فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَخَمْسِيْنَ وَثَلاَثِ مائَة. سَكَنَ الرَّحْبَةَ مُدَّة وَحَدَّثَنِي أَنَّهُ سَمِعَ: أَبَا عُمَر بن حَيُّويَه يَقُوْلُ: سَمِعْتُ أَبَا العَبَّاسِ بن سُرَيْج يَقُوْلُ وَقَدْ سُئِلَ عَنِ، القِرد فَقَالَ: هُوَ طَاهِر هُوَ طَاهِر.
وَقَالَ الشَّيْخُ أَبُو إِسْحَاقَ فِي "الطَّبَقَات": كَانَ فَقِيْهاً حَاسباً شَاعِراً مُتَصَرِّفاً مَا رَأَيْتُ أَفصحَ مِنْهُ لَهْجَةً قَالَ لِي: مرضتُ فَعَادنِي الشَّيْخُ أَبُو حَامِدٍ فَقُلْتُ:
مَرِضْتُ فَارتَحْتُ إِلَى عائدٍ ... فَعَادَنِي العَالَمُ فِي وَاحِدِ
ذَاكَ الإِمَامُ ابْنُ أَبِي طاهرٍ ... أَحْمَدُ ذُو الفَضْلِ أَبُو حَامِدِ
وَرَوَى عَنْهُ مَنْ شعره أَبُو الحُسَيْنِ ابْنُ النَّقُّوْرِ وَالحَسَنُ بنُ أَبِي الحَدِيْد. وَلَهُ كتاب "الاستذكار" في المذهب كبير.
مَاتَ فِي أَوّل ذِي القَعْدَةِ سَنَةَ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة وَلَهُ تِسْعُوْنَ عَاماً وَدُفِنَ بِبَابِ الفَرَادِيْس وَشَيَّعَهُ خَلْقٌ عَظِيْم رَحِمَهُ اللهُ.
__________
1 ترجمته في الأنساب للسمعاني "4/ 205 - 206".
2 ترجمته في بغداد "2/ 361- 362"، والأنساب للسمعاني "5/ 251"، والوافي بالوفيات لصلاح الدين الصفدي "4/ 63".

(13/305)


4116- الفالي 1:
بِفَاءٍ، الإِمَامُ النَّحْوِيُّ، أَبُو الحَسَنِ، عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ بنِ عَلِيٍّ بنِ سَلَّك الفَالِيُّ الخُوزِسْتَانِيُّ الشَّاعِرُ.
سَمِعَ: مِنْ: أَبِي عُمَرَ الهَاشِمِيّ، وَابنِ خَرْبَان النُّهَاوَنْدي، وَأَبِي الحَسَنِ بن النَّجَّار، وَعِدَّة. وَسَكَنَ بَغْدَاد.
رَوَى عَنْهُ: الخَطِيْب فِي تَارِيْخِهِ وأبو الحسين بن الطيوري وطائفة.
وَلَهُ نَظْمٌ جَيِّد وَفضَائِل وَقَدِ اشْتَرَى مِنْهُ الشَّرِيْفُ المرتضَى كِتَاب الجَمْهَرَة بِسِتِّيْنَ دِيْنَاراً فَإِذَا عَلَيْهَا لِلفَالِي:
أَنِسْتُ بِهَا عِشْرِيْنَ حَوْلاً وَبِعْتُهَا ... لَقَدْ طَالَ وَجدِي بَعْدهَا وَحَنِينِي
وَمَا كَانَ ظَنِّي أَنَّنِي سَأَبِيعُهَا ... وَلَوْ خَلَّدَتْنِي فِي السُّجُونِ دُيُونِي
وَلَكِنْ لضعفٍ وافتقارٍ وصبيةٍ ... صغارٍ عَلَيْهِم تَسْتَهِلُّ شُؤُونِي
وَقَدْ تُخْرِجُ الحَاجَاتُ يَا أُمّ مَالِك ... كَرَائِمَ مِنْ ربٍّ بهنَّ ضَنِيْنِ
تُوُفِّيَ الفَالِي فِي ذِي القَعْدَةِ سَنَة ثَمَانٍ وَأَرْبَعِيْنَ وأربع مائة.
__________
1 ترجمته في تاريخ بغداد "11/ 334"، والأنساب للسمعاني "9/ 233"، واللباب لابن الأثير "2/ 409"، والمنتظم لابن الجوزي "8/ 174" - 175"، ومعجم الأدباء لياقوت الحموي "12/ 226 - 230" وتبصير المنتبه "2/ 787"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 60"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 278".

(13/306)


4117- السمان 1:
الإمام الحافظ العلامة البارع المتقن أَبُو سَعْدٍ إِسْمَاعِيْلُ بنُ عَلِيِّ بنِ الحُسَيْنِ. وَقِيْلَ فِي جدِّهِ: الحُسَيْنُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ زَنْجُوَيْه الرَّازِيّ، السَّمَّان.
وُلِدَ سَنَةَ نَيِّفٍ وَسَبْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَة.
وَلحق السَّمَاع مِنْ: أَبِي طَاهِر المُخَلِّص بِبَغْدَادَ، وَسَمِعَ بِالرَّيّ: عَبْدَ الرَّحْمَنِ بنَ مُحَمَّدِ بنِ فَضَالَة وَبِمَكَّةَ أَحْمَدَ بنَ إِبْرَاهِيْمَ بنِ فِرَاس وَبِدِمَشْقَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بنَ أَبِي نَصْرٍ التَّمِيْمِيّ وَسَمِعَ: مِنْ أَبِي مُحَمَّدٍ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن عُمَرَ ابْنِ النَّحَّاسِ بِمَكَّةَ. وَمَا أَظنُّهُ دَخَلَ مِصْرَ.
قَالَ ابْنُ عَسَاكِر: قَدِمَ دِمَشْق طَالبَ علم وَكَانَ مِنَ المُكْثِرِيْنَ الجوَالِين سَمِعَ: مِنْ نَحْو أَرْبَعَةِ آلاَف شَيْخ.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ وَعَبْدُ العَزِيْزِ الكتَّانِي وَجَمَاعَةٌ مِنْ أَهْلِ الرَّيّ مِنْهُم: ابْنُ أَخِيْهِ طَاهِرُ بنُ الحُسَيْنِ.
قُلْتُ: وَرَوَى عَنْهُ: أَبُو علي الحداد.
أُنْبِئت عَنِ القَاسِمِ بنِ عَلِيٍّ: أَخْبَرَنَا أَبِي، سَمِعْتُ مَعْمَرَ بن الفَاخر، سَمِعْتُ أَحْمَدَ بنَ مُحَمَّدِ بنِ الفَضْل، وَعبد الرَّحِيْم بن عَلِيٍّ الحاجي يقولان: سمع: نا مُحَمَّدَ بنَ طَاهِرٍ الحَافِظ سَمِعْتُ المرتضَى أَبَا الحَسَنِ المُطَهِّر بن عَلِيٍّ العَلَوِيّ بِالرَّيّ يَقُوْلُ: سَمِعْتُ أَبَا سَعدٍ السَّمَّان إِمَام المُعْتَزِلَة يَقُوْلُ: مَنْ لَمْ يَكتُبِ الحَدِيْثَ لَمْ يَتَغَرْغَرْ بِحَلاَوَةِ الإِسْلاَم.
وَبِهِ: قَالَ عَلِيٌّ: سَأَلْتُ أَبَا مَنْصُوْر عَبْدَ الرَّحِيْم بن مُظَفَّر بِالرَّيِّ عَنْ، وَفَاة أَبِي سَعْدٍ السَّمَّان الرَّازِيّ فَقَالَ فِي سَنَةِ ثَلاَثٍ وَأَرْبَعِيْنَ. قَالَ: وَكَانَ عَدْلِيَّ المَذْهَب يَعْنِي مُعْتَزِليَا وَكَانَ لَهُ ثَلاَثَةُ آلاَف وَسِتُّ مائَة شَيْخ وَصَنَّفَ كتباً كَثِيْرَة، وَلَمْ يَتَأَهَّل قَطُّ.
__________
1 ترجمته في الأنساب للسمعاني "7/ 130 - 131"، وتذكرة الحفاظ "3/ ترجمة 1007"، والعبر "3/ 209"، وميزان الاعتدال "1/ 239"، ولسان الميزان "1/ 421"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 51" وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 273".

(13/307)


وَقَالَ الحَافِظُ عَبْدُ العَزِيْزِ الكَتَّانِي: كَانَ أَبُو سَعْدٍ مِنَ الحُفَّاظِ الكِبَار زَاهِداً وَرِعاً وَكَانَ يَذْهَب إِلَى الاعتزَال.
أَنبؤونَا عَنِ، القَاسِمِ بنِ عَلِيٍّ: حَدَّثَنَا، أَبُو مُحَمَّدٍ عُمَرُ بنُ مُحَمَّدٍ الكَلْبِيّ قَالَ: وَجَدْتُ عَلَى ظهر جُزْء: مَاتَ الزَّاهِدُ أَبُو سَعْدٍ إِسْمَاعِيْلُ بنُ عَلِيٍّ السَّمَّانُ فِي شَعْبَانَ سَنَة خَمْسٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة شيخ العدلية وَعَالِمُهُم وَفَقِيْهُهُم وَمُحَدِّثُهُم وَكَانَ إِمَاماً بِلاَ مُدَافعَة فِي القِرَاءات وَالحَدِيْثِ وَالرِّجَال وَالفَرَائِضِ وَالشروط عَالِماً بفقهِ أَبِي حَنِيْفَةَ وَبَالخلاَفِ بَيْنَ أَبِي حَنِيْفَةَ وَالشَّافِعِيّ وَفقه الزَّيْدِيَّة.
قَالَ: وَكَانَ يَذْهَبُ مَذْهَبَ الحَسَن البَصْرِيّ وَمَذْهَبَ الشَّيْخ أَبِي هَاشِمٍ وَدَخَلَ الشَّام وَالحِجَاز وَالمَغْرِب وَقرَأَ عَلَى ثَلاَثَة آلاَف شَيْخ وَقصد أَصْبَهَانَ فِي آخِرِ عُمُرِهِ لطلب الحَدِيْث.
قَالَ: وَكَانَ يُقَالُ فِي مَدحه: إِنَّهُ مَا شَاهَد مِثْلَ نَفْسِهِ كَانَ تَارِيخ الزَّمَان وَشيخَ الإِسْلاَمِ.
قُلْتُ: وَذَكَرَ أَشيَاء فِي وَصْفِهِ وَأَنَّى يُوصَفُ مِنْ قَدِ اعتزلَ وَابتدعَ وَبَالكِتَاب وَالسّنَة فَقَلَّ مَا انْتفع؟ فَهَذَا عِبْرَة وَالتَّوفِيقُ فَمِنَ الله وَحْدَه.
هَتَفَ الذَّكَاءُ وَقَالَ لَسْتُ بنافعٍ ... إِلاَّ بتوفيقٍ مِنَ الوَهَّابِ
وَأَمَّا قَوْل القَائِل: كَانَ يَذْهَبُ مَذْهَبَ الحَسَنِ فَمَرْدُوْدٌ قَدْ كَانَتْ هَفْوَةٌ فِي ذَلِكَ مِنَ الحَسَنِ وَثَبَتَ أنه رجع عنها ولله الحمد.
وَأَمَّا أَبُو هَاشِمٍ الجُبَّائِيُّ وَأَبُوْهُ أَبُو عَلِيٍّ فَمِنْ رُؤُوْس المُعْتَزِلَة وَمِنَ الجَهَلَةِ بآثَار النُّبُوَّة برعُوا فِي الفلسفَة وَالكَلاَم وَمَا شَمُّوا رَائِحَةَ الإِسْلاَم وَلَوْ تَغَرْغَرَ أَبُو سَعدٍ بحَلاَوَة الإِسْلاَم لاَنتَفَعَ بِالحَدِيْثِ. فَنسَأَلُ الله تَعَالَى أَنْ يَحْفَظُ عَلَيْنَا إِيْمَاننَا وَتوحيدنَا.
أَخْبَرَنَا الحَسَنُ بنُ عَلِيٍّ أَخْبَرَنَا، جَعْفَرُ بنُ مُنِيرٍ أَخْبَرَنَا، أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ الحَافِظُ أَخْبَرَنَا، عَلِيُّ بنُ الحُسَيْنِ بنِ مَرْدَكْ بِالرَّيّ أَخْبَرَنَا، إِسْمَاعِيْلُ ابْنُ عَلِيٍّ الحَافِظ أَخْبَرَنَا، أَحْمَدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بِمَكَّةَ أَخْبَرَنَا، إِسْمَاعِيْلُ بنُ العَبَّاسِ الوَرَّاق حَدَّثَنَا، عَلِيُّ بنُ حَرْبٍ حَدَّثَنَا، سُفْيَانُ عَنْ، أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ، عَبْدِ خير عن، علي ر قَالَ: خَيْرُ هَذِهِ الأُمَّةِ بَعْدَ نَبِيِّهَا أَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا1.
قَرَأْتُ عَلَى عِيْسَى بن عَبْدِ الرَّزَّاقِ وَسُلَيْمَانَ بنِ قُدَامَةَ وَأَبِي عَلِيٍّ بنِ الخلاَّل: أَخبركُم جَعْفَرُ بنُ عَلِيٍّ أَخْبَرَنَا، أَبُو طَاهِرٍ السِّلَفِيُّ أَخْبَرْنَا، أَبُو عَلِيٍّ المُقْرِئُ أَخْبَرَنَا، أَبُو سَعْدٍ الحَافِظ أَخْبَرَنَا، كُوهِي ابْنُ الحَسَنِ حَدَّثَنَا، مُحَمَّدُ بنُ هَارُوْنَ الحَضْرَمِيّ حَدَّثَنَا، مُحَمَّدُ بنُ سَهْلِ بنِ عَسْكَرٍ حَدَّثَنَا، عَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ: مَا رَأَيْتُ أَحْسَنَ صَلاَةً مِنِ ابْنِ جُرَيْجٍ أَخَذَ عَنْ، عَطَاء وَأَخَذَ عَطَاءٌ عَنِ، ابْنِ الزُّبَيْرِ وَأَخَذَ ابْنُ الزبير عن، أبي بكر الصِّدِّيْق وَأَخَذَهَا أَبُو بَكْرٍ عَنِ، النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَأَخَذَهَا عَنْ، جِبْرِيْل عَنِ، الله -عزّ وجلّ-.
__________
1 صحيح: أخرجه البخاري "3671"، وأبو داود "4629". وابن أبي عاصم في "السنة" "1206" من طريق سفيان، حدثنا جامع بن أبي راشد، حدثنا أبو يعلي، عن محمد ابن الحنفية قال: قلت لأبي أي الناس خير بَعْدَ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: أبو بكر. قلت: ثم من؟ قال: ثم عمر. وخشيت أن يقول عثمان، قلت: ثم أنت؟ قال: ما أنا إلا رجل من المسلمين". =

(13/308)


4118- ابن بشران 1:
الشيخ العالم الصدوق أبو بكر محمد بن الوَاعِظِ الإِمَامِ أَبِي القَاسِمِ عَبْدُ المَلِكِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ بِشْرَانَ الأُمَوِيُّ؛ مَوْلاَهُم البَغْدَادِيُّ رَاوِي "سُنَن الدَّارَقُطْنِيِّ" عَنِ، المُصَنِّفِ.
وَسَمِعَ: عُبيدَ اللهِ بن عَبْدِ الرَّحْمَنِ الزُّهْرِيّ، وَأَبَا عُمَرَ بن حَيُّويَه، وَمُحَمَّدَ بن المُظَفَّر، وَأَبَا بَكْرٍ بنَ شَاذَانَ وَطَبَقَتهُم.
وَكَانَ مِنَ المُكْثِرِيْنَ الثِّقَات.
حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ، وَأَبُو الغَنَائِمِ النَّرْسِيّ، وَأَبُو طَالِبٍ بنُ يُوْسُفَ، وَابْنُ عَمِّهِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بن أَحْمَدَ رَاوِي السُّنَن، وَأَبُو عَلِيٍّ البَرَدَانِي وَعِدَّة.
قَالَ السِّلَفِيّ: سَأَلتُ شُجَاعاً الذُّهْلِيّ عَنْهُ، فَقَالَ: كَانَ شَيْخاً جَيِّدَ السَّمَاع، حسنَ الأُصُوْلِ، صَدُوْقاً فِيمَا يَرْوِي مِنَ الحَدِيْثِ، قَدْ سَمِعْتُ مِنْهُ.
وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ: مَوْلِدُهُ فِي جُمَادَى الآخِرَةِ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَسَبْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ وَتُوُفِّيَ فِي جُمَادَى الأولى سنة ثمان وأربعين وأربع مائة.
وَفِيْهَا مَاتَ كَبِيْرُ الشَّافِعِيَّة بَعْد أَبِي الطَّيِّبِ الإمام أبو سعيد أحمد ابن مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بنِ نُمَيْرٍ الخُوَارَزمِيّ الضّرِير وَالأَدِيْب أَبُو غَانِمٍ حُمَيْدُ ابْن المَأْمُوْن الهَمَذَانِيّ وَأَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللهِ بنُ الوَلِيْدِ المَالِكِيّ رَاوِي السيرَة عَنِ، ابْنِ أَبِي زَيْدٍ وَأَبُو الحُسَيْنِ عَبْدُ الغَافِرِ بنُ مُحَمَّدٍ الفَارِسِيّ ثُمَّ النَّيْسَابُوْرِيّ وَأَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ بنِ عَلِيٍّ الفَالِي المُؤَدِّب؛ بَصْرِيّ وَأَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ إِبْرَاهِيْمَ البَاقِلاَّنِيّ وَأَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عُمَرَ بنِ مَسْرُوْر الزَّاهِد وَأَبُو الحسن محمد ابن الحُسَيْنِ ابْن الطَّفَّال بِمِصْرَ وَمُحَمَّدُ بنُ الحُسَيْنِ بنِ التَّرْجُمَان الغزِي شَيْخُ الصُّوْفِيَّة وَالعَلاَّمَة أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّد بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ الصّبَّاغُ الشَّافِعِيّ؛ وَالِد العَلاَّمَة أَبِي نَصْرٍ الشَّافِعِيّ وَأَبُو الفَرَجِ محمد ابن عبد الواحد الدارمي، الشافعي، مفتي دمشق.
__________
= وورد من غير طريق محمد بن الحنفية بلفظ: "خَيْرُ هَذِهِ الأُمَّةِ بَعْدَ نَبِيِّهَا أَبُو بَكْرٍ، وبعد ابي بكر عمر، ولو شئت أن أسمي لكم الثالث لفعلت". أخرجه ابن أبي شيبة "12/ 14"، ومن طريقه أحمد "1/ 106" وابن أبي عاصم في "السنة" "1201"، من طريق شريك، عن أبي إسحاق، عن أبي جحيفة قال: قال على -رضي الله عنه - فذكره.
قلت: وإسناده ضعيف، شريك، هو ابن عبد الله النخعي، وهو سيىء الحفظ، وأبو إسحاق هو السبيعي، مدلس، لكن للحديث طرق أخرى منها الطريق السابق، فيتقوى بها الحديث وقد خرجت هذا الحديث بنحو ما تقدم في كتاب "منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة والقدرية" الجزء الأول تعليقنا رقم "11" فراجعه ثمت إن شئت. وقد تكرر تخريجنا في هذا الكتاب وفي الكتاب الذي بين يديك "السير" فلله الحمد والمنة على ما حبانا من نعمة العلم.
1 ترجمته في تاريخ بغداد "2/ 348"، والمنتظم لابن الجوزي "8/ 176"، والعبر "3/ 217" وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 278".

(13/309)


4119- أبو مسعود البجلي 1:
الإِمَامُ الحَافِظُ، المُحَدِّثُ، المُسْنِدُ بَقِيَّةُ المَشَايِخِ أَبُو مسعود؛ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ بنِ شَاذَانَ البَجَلِيُّ الرَّازِيُّ، ثُمَّ النَّيْسَابُوْرِيُّ.
مَوْلِدُهُ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَسِتِّيْنَ وَثَلاَثِ مائَة.
وَبَكَّر بِهِ أَبُوْهُ المُحَدِّث الزَّاهِد مُحَمَّدُ بن عبد الله فأسمع: هـ مِنْ: أَبِي سَعِيْدٍ بنِ عَبْدِ الوَهَّابِ الرَّازِيّ، وَأَبِي عَمْرٍو بنُ حَمْدَانَ، وَحُسَيْنَكَ بنُ عَلِيٍّ التَّمِيْمِيُّ، وَأَبِي طَاهِر بن خُزَيْمَةَ.
وَطلب هَذَا الشَّأْن، وَبَرَّزَ فِيْهِ عَلَى الأَقرَان.
وَرَوَى أَيْضاً عَنْ، أَبِي النَّضْرِ مُحَمَّدِ بن أَحْمَدَ الشَّرْمَغُولِي، وَأَبِي بَكْرٍ الطِّرَازِي وَأَبِي الحُسَيْنِ القَنْطَرِي وَأَبِي مُحَمَّدٍ المَخْلَدي وَشَافعٍ الإِسفرَايينِي وَأَبِي بَكْرٍ بنِ لاَل وَأَحْمَدَ بن فِرَاس المَكِّيّ وَأَبِي الحَسَنِ ابن جهضم وابن فارس اللغوي وخلق.
وَكَانَ يُسَافر فِي التجَارَة كَثِيْراً كَثِيْرَ الأُصُوْل عَارِفاً بِالحَدِيْثِ جَيِّدَ الْفَهم وَثَّقَهُ جَمَاعَة.
حَدَّثَ عَنْهُ: يَحْيَى بنُ شرَاعَة، وَعبدُ الوَاحِد بنُ أَحْمَدَ الهَمْدَانِيّ الخَطِيْبُ، وَأَبُو الحَسَنِ
عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ الجُرْجَانِيّ وَظرِيفٌ النَّيْسَابُوْرِيّ وَعبدُ الرَّحْمَن بن مُحَمَّدٍ التَّاجِر وَالحَافِظ إِسْمَاعِيْل بنُ عَبْدِ الغَافِر وَآخَرُوْنَ.
اتَّفَقَ مَوْتُهُ بِبُخَارَى فِي المُحَرَّمِ سَنَةَ تِسْعٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة.
قَالَ يَحْيَى بنُ مَنْدَة: كَانَ ثِقَةً تَاجراً كَثِيْرَ الكُتُب عَارِفاً بِالحَدِيْثِ.
وَفِيْهَا مَاتَ أَبُو العَلاَءِ بنُ سُلَيْمَانَ التَّنُوْخِي المَعَرِّي صَاحِب التَّوَالِيف وَأَبُو العَبَّاسِ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ النُّعْمَانِ الأَصْبَهَانِيُّ الصَّائِغ وَشيخ الإِسْلاَم أَبُو عُثْمَانَ الصَّابُوْنِيّ وَشَارح الصَّحِيْح أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ خَلَف بنِ بطّالٍ القُرْطُبِيّ وَالمُقْرِئ أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ الخَبَّازِيُّ النَّيْسَابُوْرِيّ وَشيخُ الإمامية أبو الفتح الكراجكي الرافضي.
__________
1 ترجمته في تاريخ جرجان للسهمي "ص 85- 86"، والأنساب للسمعاني "2/ 86"، وتذكرة الحفاظ "3/ ترجمة 1010"، والعبر "3/ 218 - 219"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 282".

(13/310)


4120- الماوردي 1:
الإِمَامُ العَلاَّمَةُ أَقْضَى القُضَاةِ أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ حَبِيْبٍ البَصْرِيُّ المَاوَرْدِيُّ الشَّافِعِيُّ صَاحِبُ التَّصَانِيْفِ.
حَدَّثَ عَنِ: الحَسَنِ بنِ عَلِيّ الجَبَلِي صَاحِب أَبِي خَلِيْفَةَ الجُمَحِيّ. وَعَنْ مُحَمَّدِ بنِ عَدِيّ المِنْقَرِيّ وَمُحَمَّدِ بنِ مُعَلَّى وَجَعْفَر بن مُحَمَّدِ بنِ الفَضْل.
حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ وَوَثَّقَهُ وَقَالَ: مَاتَ فِي رَبِيْعٍ الأَوَّلِ سَنَةَ خَمْسِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة وَقَدْ بلغَ سِتّاً وَثَمَانِيْنَ سَنَةً وَوَلِيَ القَضَاءَ بِبلدَان شَتَّى ثم سكن بغداد.
قَالَ أَبُو إِسْحَاقَ فِي الطَّبَقَات: وَمِنْهُم أَقضَى القُضَاة المَاورديُّ تَفَقَّهَ عَلَى أَبِي القَاسِمِ الصَّيْمَرِيّ بِالبَصْرَةِ وَارْتَحَلَ إِلَى الشَّيْخ أَبِي حَامِدٍ الإِسفرَايينِي وَدرس بِالبَصْرَةِ وَبغدَاد سِنِيْنَ وَلَهُ مُصَنّفَات كَثِيْرَة فِي الفِقْه وَالتَّفْسِيْر وَأُصُوْلِ الفِقْه وَالأَدب وَكَانَ حَافِظاً لِلمَذْهَب. مَاتَ بِبَغْدَادَ.
وَقَالَ القَاضِي شَمْسُ الدِّيْنِ فِي وَفِيَات الأَعيَان: مَنْ طَالَعَ كِتَاب الحَاوِي لَهُ يَشْهَد لَهُ بِالتَّبَحُّر وَمَعْرِفَة المَذْهَب وَلِيَ قَضَاءَ بلاَد كَثِيْرَة وَلَهُ تَفْسِيْر القرآن سماه: النكت وأدب
__________
1 ترجمته في تاريخ بغداد "12/ 102- 103"، والمنتظم لابن الجوزي "8/ 199" - 200" ومعجم الأدباء لياقوت الحموي "15/ 52 - 55"، والعبر "3/ 223"، وميزان الاعتدال "3/ 155"، ولسان الميزان "4/ 260"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 64"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 285".

(13/311)


الدُّنْيَا وَالِدّين" وَ"الأَحكَام السّلطَانِيَّة" وَ"قَانُوْنَ الوزارة وسياسة المُلك" وَ"الإِقنَاع" مُخْتَصَر فِي المَذْهَب.
وَقِيْلَ: إِنَّهُ لَمْ يُظْهِرْ شَيْئاً مِنْ تَصَانِيْفه فِي حيَاتِهِ وَجَمَعهَا فِي مَوْضِع فَلَمَّا دَنَتْ وَفَاتُه قَالَ لمَنْ يَثِقُ بِهِ: الكُتُبُ الَّتِي فِي المَكَان الفُلاَنِي كُلُّهَا تَصنِيفِي وَإِنَّمَا لَمْ أُظْهِرهَا لأَنِّي لَمْ أَجِدْ نِيَّة خَالصَةً فَإِذَا عَايَنْتُ المَوْتَ وَوَقَعْتُ فِي النزع فَاجعل يَدَكَ فِي يَدي فَإِنَّ قبضتُ عَلَيْهَا وَعَصَرْتُهَا فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَمْ يُقبلْ مِنِّي شَيْءٌ مِنْهَا فَاعْمَدْ إِلَى الكُتُب وَأَلقهَا فِي دِجْلَة وَإِن بَسَطْتُ يَدي فَاعْلَمْ أَنَّهَا قُبِلَتْ.
قَالَ الرَّجُلُ: فَلَمَّا احتُضِرَ وضعت يدي في يده فبسطها فَأَظْهَرْتُ كُتُبهُ.
قُلْتُ: آخرُ مَنْ رَوَى عَنْهُ أَبُو العزِّ بنُ كَادش.
قَالَ أَبُو الفَضْلِ بنُ خَيْرُوْنَ: كَانَ رَجُلاً عَظِيْمَ القَدْرِ مُتَقَدِّماً عِنْد السُّلْطَان أَحَد الأَئِمَّةِ لَهُ التَّصَانِيْفُ الحِسَان فِي كُلِّ فَن بَيْنَهُ وَبَيْنَ القَاضِي أَبِي الطَّيب فِي الوَفَاة أَحَدَ عشرَ يَوْماً.
وَقَالَ أَبُو عَمْرٍو بنُ الصَّلاَح: هُوَ مُتَّهَمٌ بِالاعتزَال وَكُنْتُ أَتَأَوّلُ لَهُ وَأَعْتَذِر عَنْهُ حَتَّى وَجَدْتُهُ يَختَارُ فِي بَعْضِ الأَوقَات أَقْوَالهُم قَالَ فِي تَفْسِيْرِهِ: لاَ يَشَاءُ عبَادَة الأَوثَان. وَقَالَ فِي: {جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا} {الأَنعَام:112} مَعْنَاهُ: حَكَمْنَا بِأَنَّهُم أَعْدَاء أَوْ تركنَاهُم عَلَى العدَاوَة فَلَمْ نَمْنَعهُم مِنْهَا. فَتَفْسِيْرُه عَظِيْم الضّرر وَكَانَ لاَ يَتظَاهِر بِالاَنتسَاب إِلَى المُعْتَزِلَة بَلْ يَتكتَّمُ وَلَكِنَّهُ لاَ يُوَافقهُم فِي خَلْقِ القُرْآن وَيُوَافقهُم فِي القَدَرِ قَالَ فِي قَوْله: {إنَّا كُلَّ شَيءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ} [القَمَر: 49] أَي بِحُكْمٍ سَابِق. وَكَانَ لاَ يَرَى صِحَّة الرِّوَايَة بِالإِجَازَة.
وَرَوَى خطيبُ المَوْصِلِ عَنِ، ابْنِ بَدْرَان الحُلْوَانِيّ عَنِ، المَاورديّ.
وَفِيْهَا مَاتَ القَاضِي أَبُو الطَّيِّبِ الطَّبَرِيّ وَأَبُو عَبْدِ اللهِ الحُسَيْنُ بنُ مُحَمَّدٍ الوَنِّي وَالمُحَدِّثُ عَلِيُّ بنُ بَقَاءٍ الوَرَّاق وَأَبُو القَاسِمِ عُمَرُ بنُ الحُسَيْنِ الخفَّاف وَرَئِيْسُ الرُّؤَسَاء عَلِيّ بن المُسْلِمَة الوَزِيْر وَأَبُو الفَتْحِ مَنْصُوْر بن الحُسَيْنِ التاني.

(13/312)


4121- الجوهري 1:
الشَّيْخُ الإِمَامُ المُحَدِّثُ الصَّدُوْقُ مُسْنِدُ الآفَاقِ أَبُو مُحَمَّدٍ؛ الحَسَنُ بنُ عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدٍ بنِ الحَسَنِ الشيرَازِيُّ ثُمَّ البَغْدَادِيُّ الجَوْهَرِيُّ المُقَنَّعِي.
قَالَ: وُلِدَتُ فِي شَعْبَانَ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَسِتِّيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ.
سَمِعَ مِنْ: أَبِي بَكْرٍ القَطِيْعِيّ فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَسِتِّيْنَ وَأَبِي عَبْدِ اللهِ العَسْكَرِي وَعَلِيّ بن لُؤْلُؤ الوَرَّاق وَعَلِيّ بنِ مُحَمَّدِ بن كيسان ومحمد ابن إِبْرَاهِيْمَ العَاقولِي: وَأَبِي عَلِيٍّ مُحَمَّد بن أَحْمَدَ العطشي وعلي ابن إِبْرَاهِيْمَ بنِ أَبِي عَزَّة وَعَلِيِّ بن مُحَمَّدِ بنِ أَبِي العَصَب وَأَبِي حَفْصٍ الزَّيَّات وَالحُسَيْنِ بن مُحَمَّدِ بنِ عُبَيْد الدَّقَّاق وَعَبْد العَزِيْزِ بن الحسن الصَّيْرَفِيّ وَالحَسَنِ بن جَعْفَرٍ السِّمْسَار وَعُبيدِ الله بن أَحْمَدَ بنِ يَعْقُوْبَ وَعُمَرَ بنِ شَاهِيْن وَمُحَمَّدِ بن إِسْحَاقَ القَطِيْعِيّ وَمُحَمَّد بن زَيْدِ بنِ مَرْوَانَ وَمُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ كَيْسَان وَمُحَمَّدِ بنِ المُظَفَّر وَعَبْد العَزِيْزِ بنِ جَعْفَرٍ الخِرَقِي وَأَبِي عُمَرَ بن حَيُّويَه وَأَبِي بَكْرٍ بنِ شَاذَان وَأَبِي الحَسَنِ الدَّارَقُطْنِيّ وَعَدَدٍ كَثِيْر.
وَكَانَ مِنْ بُحُوْر الرِّوَايَة. رَوَى الكَثِيْر وَأَملَى مَجَالِسَ عِدَّة.
وَحَدَّثَ عَنِ، القَطِيْعِيّ بِمُسْنَدِ العَشْرَة وَمُسْنَدِ أَهْل البَيْت مِنَ المُسْنَد وَبَالأَجزَاء القَطْيعيَّات الخَمْسَة وَغَيْرِ ذَلِكَ. وَكَانَ آخِرَ مَنْ رَوَى فِي الدُّنْيَا عَنْهُ بِالسَّمَاعِ وَالإِذنِ.
قَالَ الخَطِيْبُ: كَانَ ثِقَةً أَمِيناً كَتَبْنَا عَنْهُ. مَاتَ فِي سَابع ذِي القَعْدَةِ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَخَمْسِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة.
قُلْتُ: عَاشَ نَيِّفاً وَتِسْعِيْنَ سَنَةً وقِيْلَ لَهُ: المُقَنَّعِي لأَنَّه كَانَ يَتَطَيْلَسُ وَيَتَحَنَّكُ كَالمِصْرِيّين.
حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو نَصْرٍ بنُ مَاكُوْلاَ وَأَبُو عَلِيٍّ البردَانِي وَأُبَيّ النَّرْسِيّ وَأَحْمَدُ بنُ بَدْرَان الحُلْوَانِيّ وَالحَسَنُ بنُ أَحْمَدَ السَّقْلاَطُونِي وَأَبُو نَصْرٍ مُحَمَّدُ بنُ هِبَةِ اللهِ بنِ المَأْمُوْن وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ البَاقِي الدُّوْرِيّ وَمُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ طَالب الخِرَقِي وَمُبَارَكُ بنُ عَمَّارٍ الوتَار وَالمُعَمَّر بنُ مُحَمَّدٍ الأَنْمَاطِيّ وَأَبُو الخَطَّاب مَحْفُوْظُ بن أحمد الحنبلي ومظفر بن علي المالحاني وأبو
__________
1 ترجمته في تاريخ بغداد "7/ 393"، والمنتظم لابن الجوزي "8/ 227"، والأنساب للسمعاني "3/ 379" واللباب لابن الأثير "1/ 313"، والعبر "3/ 231"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 292".

(13/313)


الوَفَاء عَلِيُّ بنُ عَقِيْل، وَهِبَة اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ الفَرَضِي، وَهِبَةُ اللهِ بنُ عَلِيٍّ الدِّيْنَوَرِيّ، وَيَحْيَى بنُ حَمْزَةَ الحَدَّاد، وَمُحَمَّدُ بنُ عَلِيّ ابن عَيَّاش الدَّباس وَأَبُو طَالِبٍ بنُ يُوْسُفَ وَقرَاتكين بن أسعد وأحمد ابن محمد بن ملوك وهبة الله بن الحصين الكَاتِب وَأَبُو غَالِبٍ ابْنُ البَنَّاء وَقَاضِي المَرستَان أَبُو بَكْرٍ الأَنْصَارِيّ؛ خَاتمَة مِنْ سَمِعَ: مِنْهُ. وَرَوَى عَنْهُ بِالإِجَازَة زَاهِرُ بنُ طَاهِرٍ الشَّحَّامِيّ وَأَبُو مَنْصُوْرٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ ابْنِ خَيْرُوْنَ المُقْرِئ.
وَمَاتَ مَعَهُ فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ: أَبُو سَعْدٍ أَحْمَدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ أَبِي شَمْسٍ النَّيْسَابُوْرِيُّ المُقْرِئ، وَالعَلاَّمَة أَبُو نَصْرٍ زُهَيْر بنُ الحَسَنِ السَّرْخَسِيّ تِلْمِيْذُ أَبِي حَامِدٍ الإِسفرَايينِي؛ يَرْوِي عَنْ، زَاهِر بن أَحْمَدَ. وَكَبِيْرُ النُّحَاة أَبُو الحُسَيْنِ طَاهِرُ بنُ بَابْشَاذ المِصْرِيُّ الجَوْهَرِيُّ، وَالإِمَامُ أَبُو الفَضْلِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَحْمَدَ بنِ بُنْدَار الرَّازِيُّ المُقْرِئ، وَأَبُو القَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ المُظَفَّرِ المِصْرِيّ الكَحَّال، وَمُسْنِد سَمَرْقَنْد أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بنُ أَحْمَدَ بنِ شَاهِيْن الفَارِسِيّ، وَالحَافِظُ أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بنُ عبيدِ الله الزّهرَاوِيُّ، القُرْطُبِيّ يَرْوِي عَنْ، أَبِي مُحَمَّدٍ بن أسد. وقاضي مصر أبو عَبْد اللهِ بنُ سَلاَمَةَ القُضَاعِي؛ مُؤلِّف الشِهَاب وَصَاحِبُ المَغْرِب المُعِزُّ بنُ بَادِيسَ الحِمْيَرِيّ شَرَفُ الدولة. وطالت أيامه.

(13/314)


4122- السميساطي 1:
الشَّيْخُ العَالِمُ الرَّئِيْسُ النَّبِيْلُ أَبُو القَاسِمِ عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ يَحْيَى بنِ مُحَمَّدٍ السُّلَمِيُّ الحُبْشِيُّ الدِّمَشْقِيُّ المَعْرُوْف بِالسُّمَيْسَاطِيِّ وَاقِفُ الخَانقَاهُ الَّتِي كَانَتْ دَارَ أَمِيْرِ المُؤْمِنِيْنَ عُمَرَ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ.
حَدَّثَ عَنْ: أَبِيْهِ وَعَبْدِ الوَهَّابِ الكِلاَبِيّ.
حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ وَإِبْرَاهِيْم بن يونس المقدسي وَأَبُو القَاسِمِ النَّسِيْب وَأَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ قُبيسٍ المَالِكِيّ وَأَبُو الحَسَنِ ابْنُ سَعِيْد وَآخَرُوْنَ.
قَالَ ابْنُ عَسَاكِر: كَانَ مُتَقَدِّماً فِي علمِ الهَنْدَسَةِ وَالهَيْئَة.
وَقَالَ الكَتَّانِي: مَاتَ فِي رَبِيْعٍ الآخِرِ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَخَمْسِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة وَقَدْ أَشْرَف عَلَى الثَّمَانِيْنَ وَدُفِنَ بدَاره الَّتِي وَقفهَا عَلَى الصُّوْفِيَّة، وَوَقَفَ عُلوهَا عَلَى الجَامِع، وَوَقَفَ أَكْثَرَ
نِعمته وَكَانَ يذكُرُ أَنَّهُ وُلِدَ فِي رَمَضَانَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسَبْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَة. سَمِعَ: المُوَطَّأ وَجُزءَ ابْنِ خُرَيْم مِنَ الكِلاَبِيّ.
قُلْتُ: قبره بالخانقاه يزار.
__________
1 ترجمته في الإكمال لابن ماكولا "5/ 141- 142"، والأنساب للسمعاني "7/ 153"، والعبر "3/ 229 - 230" والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 70"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 291".

(13/314)


الجيلي، سبط بحرويه:
4123- الجيلي:
العَلاَّمَةُ أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيْمُ بنُ العَبَّاسِ الجِيْلِيُّ الشَّافِعِيُّ مِنْ عُلَمَاءِ جُرْجَانَ وَأَذْكِيَائِهِم.
رَوَى عَنْ: أَبِي طَاهِر بن مَحْمِش، وَأَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ.
قَالَ عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ الجُرْجَانِيّ فِي "تَارِيْخِهِ": لَمْ يَبْقَ بِنَيْسَابُوْرَ مَنْ يَقَارِبُه وَلاَ مَنْ يُقَارنه. صَارَ إِلَيْهِ التَّدرِيس وَالفَتْوَى، وَتُوُفِّيَ فِي رَجَب سَنَة إِحْدَى وَخَمْسِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة.
4124- سبط بحرويه 1:
الشَّيْخُ الصَّالِحُ الثِّقَةُ المُعَمَّرُ أَبُو القَاسِمِ إِبْرَاهِيْمُ بن منصور ابن إِبْرَاهِيْمَ بنِ مُحَمَّدٍ السُّلَمِيُّ الكَرَّانِيُّ الأَصْبَهَانِيُّ وَيُعْرَفُ بِسِبْط بَحْرُوَيْه. وَكَرَّان: مَحَلَّة مِنْ أَصْبَهَان.
وُلِدَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَسِتِّيْنَ وَثَلاَثِ مائَة.
وَسَمِعَ: "مُسْنَد" أَبِي يَعْلَى المَوْصِلِيّ مِنْ أَبِي بَكْرٍ بنِ المُقْرِئ وَكِتَاب التَّفْسِيْر لعَبْدِ الرَّزَّاقِ.
حَدَّثَ عَنْهُ يَحْيَى بنُ مَنْدَة، وَقَالَ: كَانَ رَحِمَهُ اللهُ صَالِحاً عَفِيْفاً ثَقيلَ السَّمْع: مَاتَ فِي رَبِيْعٍ الأَوَّلِ سَنَة خَمْسٍ وَخَمْسِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة.
قُلْتُ: وَحَدَّثَ عَنْهُ أَيْضاً: سَعِيْدُ بنُ أَبِي الرَّجَاءِ وَالحُسَيْنُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ الخَلاَّل وَفَاطِمَةُ العَلَوِيَّةُ أم المجتبى. وآخرون.
__________
1 ترجمته في الأنساب للسمعاني "10/ 378"، [الكراني] ، والعبر "3/ 235"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 296".

(13/315)


ابن عمروس، أبو يعلي الصابوني:
4125- ابن عمروس 1:
لإمام العَلاَّمَةُ شَيْخُ المَالِكِيَّةِ أَبُو الفَضْلِ؛ مُحَمَّدُ بنُ عُبَيْدِ اللهِ بنِ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عُمْروس البَغْدَادِيُّ المَالِكِيُّ.
مَوْلِدُهُ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَة.
سَمِعَ: أَبَا حَفْصٍ بنَ شَاهِيْن وَأَبَا القَاسِمِ بن حَبَابَةَ وَأَبَا طَاهِرٍ المُخَلِّص وَغَيْرهُم.
رَوَى عَنْهُ أَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ وَقَالَ: انْتَهَت إِلَيْهِ الفَتْوَى بِبَغْدَادَ.
قُلْتُ: وَكَانَ مِنْ كِبَارِ المُقْرِئِين.
قَالَ أَبُو إِسْحَاقَ فِي طَبَقَات الفُقَهَاء: كَانَ فَقِيْهاً أُصُوْليّاً صَالِحاً.
وَقَالَ أَبُو الغَنَائِمِ النَّرْسِيّ: كَانَ رَجُلاً صَالِحاً مِمَّنِ انْتَهَى إِلَيْهِ مَعْرِفَةُ مَذْهَب مَالِك بِبَغْدَادَ.
وَذَكَرَ ابْن عَسَاكِرَ فِي تَبيين كذب المفترِي أَنَّهُ تُوُفِّيَ فِي أَوّل سَنَة اثْنَتَيْنِ وَخَمْسِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة.
قُلْتُ: وَفِيْهَا مَاتَ أَمِيْرُ مِصْر بَعْد دِمَشْق الموصوف بالشجاعة نَاصِر الدَّوْلَة الحُسَيْنُ بنُ الحَسَنِ بنِ الحُسَيْنِ بن صاحب الموصل الحسن ابن عَبْد اللهِ بنِ حَمْدَان التَّغْلِبِيّ. وَشيخُ هَمَذَان أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ حُمَيْدٍ الذُّهْلِيُّ العَابِدُ وَمُقْرِئُ مِصْر أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ أَبِي سَعْدٍ القَزْوِيْنِيّ.
4126- أَبُو يَعْلَى الصابوني 2:
لشيخ المُسْنِدُ العَالِمُ أَبُو يَعْلَى؛ إِسْحَاقُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ أَحْمَدَ النَّيْسَابُوْرِيُّ الصَّابُوْنِيُّ أَخُو شَيْخِ الإِسْلاَمِ أَبِي عُثْمَانَ المَذْكُوْر.
سَمِعَ: كَأَخِيْهِ مِنْ: أبي سَعِيْدٍ عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الوَهَّابِ الرَّازِيُّ وَأَبِي طَاهِر بنِ خُزَيْمَةَ والحسن بن أحمد المخلدي وأحمد ابن مُحَمَّدٍ القَنْطرِي الخفَّاف وَأَبِي مُعَاذٍ الشَّاه وَأَبِي طَاهِرٍ المُخَلِّص وَعبد الرَّحْمَنِ بن أَبِي شُرَيْح الهروي وعدة.
__________
1 ترجمته في تاريخ بغداد "2/ 339- 340"، والأنساب للسمعاني "9/ 54- 55" [العمروسي] ، والمنتظم لابن الجوزي "8/ 218"، والعبر "3/ 228"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 290".
2 ترجمته في الأنساب للسمعاني "8/ 6"، والعبر "3/ 235"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 296".

(13/316)


وخرجت له عشرة أجزاء سمع: ناها. وَكَانَ يَنوبُ فِي الْوَعْظ عَنْ، أَخِيْهِ.
قَالَ أَبُو القَاسِمِ بنُ عَسَاكِرَ: حَدَّثَنَا، عَنْهُ زَاهِرُ بنُ طَاهِرٍ وَأَبُو عَبْدِ اللهِ الفَرَاوِي وَهِبَةُ اللهِ السَّيِّدي وَعُبيدُ الله بن مُحَمَّدٍ البَيْهَقِيّ.
وَقَالَ عبدُ الغَافِرِ الفَارِسِيّ: هُوَ شَيْخٌ ظرِيفٌ ثقة على طريقة الصوفية سمع: بنيسابور وَهرَاةَ وَبغدَاد وُلِدَ فِي سَنَةِ خَمْسٍ وَسَبْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَة وَمَاتَ فِي رَبِيْعٍ الآخِرِ.
وَقَالَ غَيْرُهُ: تُوُفِّيَ فِي تَاسع رَبِيْعٍ الأَوَّلِ سَنَةَ خَمْسٍ وَخَمْسِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة.
قَالَ السِّلَفِيّ: سَمِعْتُ الحَسَنَ بنَ سعَادَة بسَلَمَاس يَقُوْلُ: قَدِمَ عَلَيْنَا أَبُو عُثْمَانَ الصَّابُوْنِيّ وَأَخُوْهُ فَنَزَلَ عَلَى جَدِّي فَسمِعنَا مِنْهُمَا وَكَانَ أَبُو يَعْلَى فِيْهِ دُعَابَة فَكَانَ بَيْنَ يَدي أَخِيْهِ صَحْنُ حَلاَوَةٍ فَأَكله فَأَخَذَ جَدِّي صحناً مِنْ جِهَةِ أَبِي يَعْلَى فَقرَّبَهُ إِلَى أَبِي عُثْمَانَ فَقَالَ أَبُو يَعْلَى: أَخِي مَا يَكفِيه مَا هُوَ فِيْهِ مِنَ الأَمْوَال وَالحِشْمَة حَتَّى زَاحمنِي هَذِهِ الحَلاَوَة.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ أَبِي الحُسَيْنِ عَنْ، عَبْدُ المُعِزِّ بنُ مُحَمَّدٍ أَخْبَرَنَا، زَاهِرُ بنُ طَاهِرٍ أَخْبَرَنَا، أَبُو يَعْلَى الصَّابُوْنِيّ أَخْبَرَنَا، أَبُو سَعِيْدٍ مُحَمَّدُ بنُ الحُسَيْنِ السِّمْسَار حَدَّثَنَا، ابْنُ خُزَيْمَةَ حَدَّثَنَا، عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ بِشْرٍ حَدَّثَنَا، عَبْدُ الرَّزَّاقِ حَدَّثَنَا، ابْنُ جُرَيْجٍ وَمَالِك عَنِ، ابْنِ شِهَابٍ عَنْ، سَالِم عَنِ، ابْنِ عُمَرَ: أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "إِنَّ بِلاَلاً يُؤَذِّنُ بِلَيْلٍ فَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى تسَمِعُوا تَأْذِيْنَ ابن أم مكتوم" 1.
__________
1 صحيح: أخرجه البخاري "620"، ومسلم "1092"، والترمذي "203"، والنسائي "2/ 10"، والدارمي "1/ 269"، وأحمد "2/ 9 و 123" من طريق عُبَيْدُ اللهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، به.

(13/317)


4127- أبو عمرو الداني 1:
الإِمَامُ الحَافِظُ المُجَوِّدُ المُقْرِئُ الحَاذِقُ عَالِمُ الأَنْدَلُسِ أَبُو عَمْرٍو؛ عُثْمَانُ بنُ سَعِيْدِ بنِ عُثْمَانَ بنِ سَعِيْدِ بنِ عُمَرَ الأُمَوِيُّ مَوْلاَهُمُ الأَنْدَلُسِيُّ القُرْطُبِيُّ ثُمَّ الدَّانِي وَيُعْرَف قَدِيْماً بِابْنِ الصَّيْرَفِيِّ مُصَنِّفُ "التَيْسِيْر" وَ "جَامِع البَيَانِ" وَغَيْر ذَلِكَ.
ذكر أَنَّ وَالِدَهُ أَخْبَرَهُ أَن مولدِي فِي سَنَةِ إِحْدَى وَسَبْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَة فَابْتدَأْتُ بِطَلَب العِلْم فِي أَوَّلِ سَنَةِ سِتٍّ وَثَمَانِيْنَ وَرحلتُ إِلَى المَشْرِق سَنَة سَبْعٍ وَتِسْعِيْنَ فَمَكَثْتُ بِالقَيْرَوَان أربعة
__________
1 ترجمته في الصلة لابن بشكوال "2/ 405"، ومعجم الأدباء لياقوت الحموي "12/ 124"، وتذكرة الحفاظ "3/ ترجمة 1006"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 54"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 272".

(13/317)


أَشهر ثُمَّ تَوَجَّهتُ إِلَى مِصْرَ فَدَخَلتُهَا فِي شَوَّال مِنَ السّنَة فَمَكَثْتُ بِهَا سَنَةً وَحَجَجْتُ.
قَالَ: وَرَجعتُ إِلَى الأَنْدَلُسِ فِي ذِي القَعْدَةِ سَنَةَ تِسْعٍ وَخَرَجتُ إِلَى الثَّغْرِ فِي سَنَةِ ثَلاَثٍ وَأَرْبَعِ مائَة فَسَكَنْتُ سَرَقُسْطَةَ سَبْعَةَ أَعْوَام ثُمَّ رَجَعتُ إِلَى قُرْطُبَة. قَالَ: وَقَدِمْتُ دَانِيَةَ سَنَة سَبْعَ عَشْرَةَ وَأَرْبَعِ مائَة.
قُلْتُ: فَسكنهَا حَتَّى مَاتَ.
سَمِعَ: أَبَا مُسْلِمٍ مُحَمَّد بن أَحْمَدَ الكَاتِب؛ صَاحِبَ البَغَوِيّ وَهُوَ أَكْبَرُ شَيْخ لَهُ وَأَحْمَدَ بن فِرَاس المَكِّيّ، وَعبدَ الرَّحْمَن بن عُثْمَانَ القُشَيْرِيَّ الزَّاهِد، وَعَبْدَ العَزِيْزِ بن جَعْفَرِ بنِ خوَاستَى الفَارِسِيّ نَزِيلَ الأَنْدَلُس وَخَلَفَ بن إِبْرَاهِيْمَ بنِ خَاقَان المِصْرِيّ وَتَلاَ عَلَيْهِمَا وحاتم ابن عَبْدِ اللهِ البَزَّاز، وَأَحْمَدَ بنَ فَتحِ بن الرسَّان، وَمُحَمَّدَ بنَ خَلِيْفَةَ بنِ عبدِ الجَبَّار، وَأَحْمَدَ بنَ عُمَرَ بنِ مَحْفُوْظ الجِيْزِي، وَسَلَمَةَ بن سَعِيْدٍ الإِمَام، وَسلمُوْنَ بن دَاوُدَ القَرَوِي، وَأَبَا مُحَمَّدٍ بنَ النَّحَّاسِ المِصْرِيّ، وَعَلِيَّ بنَ مُحَمَّدِ بنِ بَشِيْر الرَّبَعِي، وَعَبْدَ الوَهَّابِ بنَ أَحْمَدَ بنِ مُنِيْر، وَمُحَمَّدَ بنَ عَبْدِ اللهِ بنِ عِيْسَى الأَنْدَلُسِيّ، وَأَبَا عَبْدِ اللهِ بنَ أَبِي زَمَنِيْنَ، وَأَبَا الحَسَنِ عَلِيَّ بن مُحَمَّدٍ القَابسِي وَعِدَّة.
وَتَلاَ أَيْضاً عَلَى: أَبِي الحَسَنِ طاهر بن غلبون، وأبي الفتح فارس ابن أَحْمَدَ الضّرِير وَسَمِعَ: سَبْعَةَ ابْن مُجَاهِد مِنْ أبي مسلم الكاتب بسَمَاعِه مِنْهُ وَصَنَّفَ التَّصَانِيْفَ المُتْقنَة السَّائِرَة.
حَدَّثَ عَنْهُ وَقرَأَ عَلَيْهِ عددٌ كَثِيْر مِنْهُم: وَلدُه أَبُو العَبَّاسِ، وَأَبُو دَاوُدَ سُلَيْمَانُ بنُ أَبِي القَاسِمِ نَجَاح، وَأَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ابْن الدُّش، وَأَبُو الحُسَيْنِ يَحْيَى بنُ أَبِي زَيْدٍ ابْن البَيَّاز، وَأَبُو الذَّوَّاد مُفرّج الإِقبالِي، وَأَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ المُفرِّج البَطَلْيَوْسِي، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ الفَصِيْح، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ مُزَاحِم، وَأَبُو عَلِيٍّ الحُسَيْنُ بنُ محمد ابن مُبَشِّر، وَأَبُو القَاسِمِ خَلَفُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ الطُّلَيطُلِي، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ فَرجٍ المُغَامِي، وَأَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيْمُ بنُ عَلِيّ؛ نَزِيلُ الإِسْكَنْدَرِيَّة، وَأَبُو القَاسِمِ ابْنُ العَرَبِي، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ عِيْسَى بنِ الفَرَجِ التُّجِيْبِيُّ المُغَامِي، وَأَبُو تَمَّام غَالِبُ بنُ عُبَيْد اللهِ القَيْسِيّ، ومحمد ابن أَحْمَدَ بنِ سُعُوْد الدَّانِي، وَخَلَفُ بنُ مُحَمَّدٍ المَرِيِّي ابْن العُرَيبِي، وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ.
وَرَوَى عَنْهُ بِالإِجَازَة: أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ الخَوْلاَنِيّ، وَأَبُو العَبَّاسِ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ بنِ أَبِي حَمْزَةَ المُرسِي؛ خَاتِمَةُ مَنْ رَوَى عَنْهُ فِي الدُّنْيَا، وَعَاشَ بَعْدَهُ سَبْعاً وَثَمَانِيْنَ سَنَةً وَهَذَا نَادر وَلاَ سِيَّمَا فِي المَغْرِب.

(13/318)


قَالَ المُغَامِي: كَانَ أَبُو عَمْرٍو مُجَابَ الدَّعْوَةِ مَالِكِيَّ المَذْهَب.
وَقَالَ الحُمَيْدِيُّ: هُوَ مُحَدِّثٌ مُكْثِر ومقرئ متقدم سمع: بالأندلس والمشرق.
قُلْتُ: المَشْرِق فِي عُرف المغَاربَة مِصْرُ وَمَا بَعْدهَا مِنَ الشَّام وَالعِرَاق وَغَيْر ذَلِكَ كَمَا أَنَّ المَغْرِب فِي عُرف العَجم وَأَهْل العِرَاقِ أَيْضاً مِصْرُ وَمَا تغرَّب عَنْهَا.
قَالَ أَبُو القَاسِمِ بنُ بَشْكُوَال: كَانَ أَبُو عَمْرٍو أَحَدَ الأَئِمَّةِ فِي علم القُرْآن روَايَاتِهِ وَتَفْسِيْرِهِ وَمعَانِيه وَطُرُقِهِ وَإِعرَابه وَجَمَعَ فِي ذَلِكَ كُلّه تَوَالِيف حسَاناً مُفِيْدَة وَلَهُ مَعْرِفَةٌ بِالحَدِيْثِ وَطُرقه وَأَسْمَاءِ رِجَاله وَنَقَلَتِهِ وَكَانَ حَسَنَ الخطِّ جَيِّدَ الضَّبْط مِنْ أَهْلِ الذّكَاء وَالحِفْظِ وَالتَّفَنُّنِ فِي العِلْمِ دَيِّناً فَاضِلاً وَرِعاً سُنِّيّاً.
وَفِي فَهرس ابْنِ عُبَيْدِ اللهِ الحَجَرِيّ قَالَ: وَالحَافِظُ أَبُو عَمْرٍو الدَّانِيُّ قَالَ بَعْضُ الشُّيُوْخ: لَمْ يَكُنْ فِي عصره وَلاَ بَعْدَ عصره أَحَدٌ يُضَاهيه فِي حِفظه وَتحقيقه وَكَانَ يَقُوْلُ: مَا رَأَيْتُ شَيْئاً قَطُّ إلَّا كَتَبتُهُ وَلاَ كَتَبتُهُ إلَّا وَحَفِظْتُهُ وَلاَ حَفِظتُهُ فَنسيتُهُ. وَكَانَ يُسْأَل عَنِ، المَسْأَلَةِ مِمَّا يَتَعَلَّق بِالآثَار وَكَلاَمِ السَّلَف فَيُوردهَا بِجمِيْعِ مَا فِيْهَا مُسْنَدَة مِنْ شُيُوْخِهِ إِلَى قَائِلهَا.
قُلْتُ: إِلَى أَبِي عَمْرٍو المُنْتَهَى فِي تحَرِيْر عِلمِ القِرَاءات وَعلمِ المَصَاحِف مَعَ البرَاعَة فِي علم الحَدِيْث وَالتَّفْسِيْر وَالنَّحْو وَغَيْر ذَلِكَ.
أَلف كِتَاب جَامِع البيَان فِي السَّبْع ثَلاَثَة أَسفَار فِي مَشْهُوْرهَا وَغرِيبهَا وَكِتَاب التَيْسِيْر وَكِتَاب الاَقتصَاد في السبع وايجاز البيان في قراءة ورش والتلخيص في قراءة ورش أيضًا والمقنع فِي الرَّسم وَكِتَاب المُحتوَى فِي القِرَاءات الشَّواذ فَأَدخل فِيْهَا قِرَاءة يَعْقُوْب وَأَبِي جَعْفَرٍ وَكِتَاب طبقات القراء في مجلدات والأرجوزة فِي أُصُوْل الدِّيَانَة وَكِتَاب الْوَقْف وَالاَبتدَاء وَكِتَاب الْعدَد وَكِتَاب التَّمهيد فِي حرف نَافِع مجلّدَان وَكِتَاب اللاَمَات وَالرَّاءات لِوَرْشٍ وَكِتَاب الفِتَن الكَائِنَة؛ مُجَلَّد يَدلُّ عَلَى تَبَحُّرِهِ فِي الحَدِيْثِ وَكِتَاب الْهَمْزَتَيْنِ مُجَلَّد وَكِتَاب اليَاءات مُجَلَّد وَكِتَاب الإِمَالَة لابْنِ العَلاَء مُجَلَّد. وَلَهُ تَوَالِيف كَثِيْرَة صِغَار فِي جُزْء وَجزئِين.
وَقَدْ كَانَ بَيْنَ أَبِي عَمْرٍو وَبَيْنَ أَبِي مُحَمَّدٍ بنِ حَزْم وَحْشَةٌ وَمُنَافرَة شَدِيْدَة أَفْضَتْ بِهِمَا إِلَى التَّهَاجِي وَهَذَا مَذْمُومٌ مِنَ الأَقرَان مَوْفُورُ الوجُوْد. نَسْأَل اللهَ الصفح. وأبو عمر أَقوم قِيلاً وَأَتبعُ لِلسُّنَّة وَلَكِنَّ أَبَا مُحَمَّدٍ أوسع دائرةً في العلوم بلغت تواليت أَبِي عَمْرٍو مائَةً وَعِشْرِيْنَ كِتَاباً.

(13/319)


وَهُوَ القَائِلُ فِي أَرْجُوزته السَّائِرَة:
تَدْرِي أَخِي أَيْنَ طَرِيْقُ الجَنَّهْ ... طرِيْقُهَا القُرْآنُ ثُمَّ السُّنَّهْ
كِلاَهُمَا بِبَلَدِ الرَّسُولِ ... وَمَوْطِنِ الأَصْحَابِ خَيْرِ جيلِ
فَاتَّبِعَنْ جَمَاعَةَ المَدِيْنَهْ ... فَالعِلْمُ عَنْ، نَبِيِّهم يَرْوُونَه
وَهُمْ فحجّةٌ عَلَى سِوَاهُمْ ... فِي النَّقلِ وَالقَوْلِ وَفِي فَتْوَاهُمْ
وَاعْتَمِدَنْ عَلَى الإِمَامِ مَالِك ... إِذْ قَدْ حوَى عَلَى جمِيْعِ ذَلِك
فِي الفِقْه وَالفَتْوَى إِلَيْهِ المُنْتَهَى ... وَصِحَّة النقلِ وَعلمِ مَنْ مَضَى
منهَا:
وَحُكَّ مَا تَجِدُ لِلقيَاسِ ... دَاوُدَ فِي دفترٍ أَوْ قِرْطَاس
مِنْ قَوْله إِذْ خَرقَ الإِجمَاعَا ... وَفَارقَ الأَصْحَابَ وَالأَتْبَاعَا
وَاطَّرِحِ الأَهوَاءَ وَالمِرَاءَ ... وَكُلَّ قولٍ وَلَّدَ الآرَاء
منهَا:
وَمِنْ عُقُودِ السُّنَّة الإِيْمَانُ ... بِكُلِّ مَا جَاءَ بِهِ القُرْآنُ
وَبَالحَدِيْثِ المُسْنَد المَروِيِّ ... عَنِ الأَئِمَّةِ عَنِ، النَّبِيِّ
وَأَنَّ رَبَّنَا قديمٌ لَمْ يَزَلْ ... وَهُوَ دائمٌ إِلَى غَيْرِ أَجْل
منهَا:
كَلَّمَ مُوْسَى عَبْدَهُ تَكليمَا ... وَلَمْ يَزَلْ مُدَبِّراً حَكِيْمَا
كَلامُهُ وَقولُه قَدِيْمُ ... وَهُوَ فَوْقَ عَرْشِهِ العَظِيْمُ
وَالقَوْلُ فِي كِتَابِهِ المُفَصَّلُ ... بِأَنَّهُ كَلامُه المُنْزَّلُ
عَلَى رَسُوْلِهِ النَّبِيِّ الصَّادِقِ ... لَيْسَ بِمَخْلُوْق وَلاَ بِخَالِقِ
مَنْ قَالَ فِيْهِ: إِنَّهُ مَخْلُوْقُ ... أَوْ محدثٌ فَقولُه مُرُوْقُ
وَالوَقْفُ فِيْهِ بدعةٌ مُضِلَّهْ ... وَمِثْلُ ذَاكَ اللَّفْظُ عِنْدَ الجِلَّهْ
كِلاَ الفَرِيْقَيْنِ مِنَ الجَهْمِيَّهْ ... الوَاقفُوْنَ فِيْهِ وَاللَّفْظِيَّهْ
أَهْوِنْ بِقَوْلِ جهمٍ الخَسِيسِ ... وواصلٍ وبشرٍ المَرِيسِي

(13/320)


ذِي السُّخْفِ وَالجَهْلِ وَذِي العِنَادِ ... مُعَمَّر وَابْنِ أَبِي دُوَاد
وَابْن عبيدٍ شَيْخِ الاعتزَالِ ... وَشَارِعِ البِدْعَةِ وَالضَّلاَلِ
وَالجَاحِظ القَادحِ فِي الإِسْلاَمِ ... وَجبتِ هذه الأُمَّةِ النَّظَّام
وَالفَاسِقِ المَعْرُوف بِالجُبَّائِي ... وَنَجْلِهِ السَّفِيهِ ذِي الخنَاء
وَاللاَّحِقِيِّ وَأَبِي هُذَيْلِ ... مُؤَيدي الكُفْر بِكُلِّ وَيْلِ
وَذِي العَمَى ضرارٍ المُرتَابِ ... وَشِبْهِهُم مِنْ أَهْلِ الارتيَابِ
وَبعدُ فَالإِيْمَانُ قولٌ وَعَمِلٌ ... وَنِيَّة عَنْ، ذَاكَ لَيْسَ يَنْفَصِلْ
فَتَارَةٌ يَزِيْدُ بِالتَّشْمِيْرِ ... وَتَارَةٌ يَنْقُصُ بِالتَّقْصِير
وَحُبُّ أَصْحَابِ النَّبِيِّ فَرضٌ ... وَمَدْحُهُم تزلّفٌ وَفَرْضُ
وَأَفْضَلُ الصَّحَابَةِ الصِّدِّيْقُ ... وَبَعْدَهُ المُهَذَّبُ الفَارُوْقُ
منهَا:
وَمِنْ صَحِيْحِ مَا أَتَى بِهِ الخَبَرْ ... وَشَاعَ فِي النَّاسِ قَديماً وَانتشر
نُزُولُ رَبِّنَا بِلاَ امتِرَاءِ ... فِي كُلِّ ليلةٍ إِلَى السَّمَاءِ
مِنْ غَيْرِ مَا حدٍّ وَلاَ تَكييفِ ... سُبْحَانَهُ مِنْ قادرٍ لَطيفِ
وَرُؤْيَةُ المُهَيْمِنِ الجَبَّارِ ... وَأَنَّنَا نَرَاهُ بِالأَبْصَارِ
يَوْمَ القِيَامَةِ بِلا ازدِحَامِ ... كرُؤْيَةِ البَدْرِ بِلاَ غَمَامِ
وَضَغْطَةُ القَبْرِ عَلَى المقُبُوْرِ ... وَفِتنَةُ المُنْكَرِ وَالنَّكِيرِ
فَالحَمْدُ للهِ الَّذِي هدَانَا ... لِوَاضِحِ السُّنَّةِ وَاجَتَبَانَا
وَهِيَ أَرْجُوزَة طَوِيْلَةٌ جِدّاً.
مَاتَ أَبُو عَمْرٍو يَوْم نِصْفِ شَوَّال سَنَةَ أَرْبَعٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة وَدُفِنَ ليَوْمِهِ بَعْدَ العَصْر بِمَقْبَرَة دَانِيَة وَمَشَى سُلْطَانُ البَلدِ أَمَام نَعْشِهِ وَشَيَّعَهُ خَلْقٌ عَظِيْم رحمه الله تعالى.

(13/321)


النرسي، ابن الآبنوسي:
4128- النرسي 1:
الشَّيْخُ العَالِمُ، المُقْرِئُ المُسْنِدُ أَبُو الحُسَيْنِ؛ مُحَمَّدُ بن الشَّيْخِ أَبِي نَصْرٍ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ حَسنُوْنَ ابْن النَّرْسِيِّ البَغْدَادِيُّ صَاحِبُ تِلْكَ "المَشْيَخَةِ".
سَمِعَ: أَبَا بَكْرٍ مُحَمَّدَ بنَ إِسْمَاعِيْلَ الوَرَّاق، وَعَلِيَّ بن عُمَرَ الحَرْبِيّ، وَابْنَ أَخِي مِيمِي وَالمُعَافَى الجَرِيْرِيّ وَطَبَقَتهُم بِبَغْدَادَ. وَعَبْدَ الوَهَّابِ ابْن الحَسَنِ الكِلاَبِيّ، وَغَيْرهُ بِدِمَشْقَ.
حَدَّثَ عَنْهُ أَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ وَقَالَ: كَانَ ثِقَةً مِنْ أَهْلِ القُرْآن وُلِدَ سَنَةَ سَبْعٍ وَسِتِّيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ وَتُوُفِّيَ فِي صَفَرٍ سَنَةَ سِتٍّ وَخَمْسِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة.
قُلْتُ: وَرَوَى عَنْهُ: أَبُو الْعِزّ بنُ كَادش وَأَبُو غَالِبٍ بنُ البَنَّاء وَالقَاضِي أَبُو بَكْرٍ بنُ عَبْدِ البَاقِي وَآخَرُوْنَ.
سمِعنَا "مشيختَه" مِنْ أَبِي حَفْصٍ القوَاس: أَنْبَأَنَا الكِنْدِيّ أَخْبَرَنَا، أَبُو بَكْرٍ الأَنْصَارِيّ أَخْبَرَنَا، أَبُو الحُسَيْنِ رَحِمَهُ اللهُ.
وَمَاتَ مَعَهُ: أَبُو الوَلِيْدِ الدَّرْبَنْدي، وَقَاضِي قُرْطُبَة سرَاجُ بنُ عَبْدِ اللهِ الأُمَوِيّ وَشَمْسُ الأَئِمَّة عَبْدُ العَزِيْزِ بنُ أَحْمَدَ الحلوائي والمحدث عبد العَزِيْز النَّخْشَبِيّ وَأَبُو القَاسِمِ بنُ بَرْهَان النَّحْوِيّ المتكلم وأبو محمد ابن حَزْمٍ وَأَبُو سَعِيْدٍ مُحَمَّد بن عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدٍ الخَشَّاب وَالوَزِيْرُ عَمِيْد المُلك الكُنْدُرِي.
4129- ابْنُ الآبنوسي 2:
الشَّيْخُ الثِّقَةُ، أَبُو الحُسَيْنِ، مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيٍّ، ابْنُ الآبَنُوْسِيِّ البَغْدَادِيُّ.
سَمِعَ: أَبَا القَاسِمِ بن حَبَابَةَ، وَالدَّارَقُطْنِيّ، وَابْنَ شَاهِيْن، وَابْن أَخِي مِيمِي، وَعَبْدَ اللهِ بن مُحَمَّدِ بنِ مُحَارِب الإِصْطَخْرِيّ، وَأَبَا حَفْصٍ الكتَّانِي.
قال الخطيب: كتبت عنه، وكان سماعه صحيحا مَاتَ فِي سَنَةِ سَبْعٍ وَخَمْسِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة.
قُلْتُ: وَلَهُ مشيخَةٌ فِي جزئِين رَوَاهَا عَنْهُ أبو غالب أحمد بن البناء.
وَمَاتَ فِيْهَا أَبُو إِبْرَاهِيْمَ أَحْمَدُ بنُ القَاسِمِ بنِ مَيْمُوْنٍ الحُسَيْنِيُّ، وَسَعِيْدُ بنُ أَبِي سَعِيْدٍ العَيَّار، وَالمُوحِّد بنُ عَلِيِّ بنِ البُرِّي الدِّمَشْقِيّ.
__________
1 ترجمته في تاريخ بغداد "1/ 356"، والعبر "3/ 240"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 301".
2 ترجمته في تاريخ بغداد "1/ 356"، والأنساب للسمعاني "1/ 93"، والمنتظم لابن الجوزي "8/ 238".

(13/322)


430- العيار 1:
الشَّيْخُ العَالِمُ الزَّاهِدُ المُعَمَّرُ أَبُو عُثْمَانَ سَعِيْدُ بن أَبِي سَعِيْدٍ؛ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ نُعَيْمِ بنِ إِشكَابَ النَّيْسَابُوْرِيُّ الصُّوْفِيُّ المَعْرُوْفُ بِالعَيَّارِ.
ارْتَحَلَ فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَسَبْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ فَسَمِعَ: صَحِيْح البُخَارِيّ بِمَرْو مِنْ مُحَمَّد بن عُمَرَ الشَّبُّوِي وَسَمِعَ: بِنَيْسَابُوْرَ مِنْ أَبِي مُحَمَّدٍ المَخْلَدي وَأَبِي طَاهِر بن خُزَيْمَةَ وَأَبِي الفَضْل عُبيدِ الله بن مُحَمَّدٍ الفَامِي وَأَبِي الحُسَيْنِ الخفَّاف وَطَائِفَة.
انتقَى عَلَيْهِ أَبُو بَكْرٍ البَيْهَقِيُّ.
حَدَّثَ عَنْهُ: مُحَمَّدُ بنُ الفَضْلِ الفرَاوِي وَزَاهِرٌ الشَّحَّامِيّ وَأَبُو المَعَالِي مُحَمَّدُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ الفَارِسِيّ وَعِدَّة وَمِنْ أَصْبَهَان غَانِمُ بنُ أَحْمَدَ الجُلُودي وَفَاطِمَةُ بِنْتُ مُحَمَّدٍ البَغْدَادِيّ وَحُسَيْنُ بنُ طَلْحَةَ الصَّالِحَانِي.
وَعَتِيْقُ بنُ الحُسَيْنِ الرُّوَيْدَشْتِي وَآخَرُوْنَ.
قَالَ عبدُ الغَافِرِ بن إِسْمَاعِيْلَ: سَمِعَ: الصَّحِيْح بِمَرْو.
قُلْتُ: وَسَمِعَ: بهَرَاة مِنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ أَبِي شريح.
قال السلفي: سمعت أبا بكر السمع: اني يقول: سمعت صاحب بن أَبِي صَالِحٍ المُؤَذِّن يَقُوْلُ: كَانَ أَبِي سَيِّءَ الرَّأْي فِي سَعِيْد العَيَّار وَيَطعنُ فِيمَا رَوَى عَنْ، بِشْرِ بنِ أَحْمَدَ الإِسفرَايينِيّ خَاصَّة.
قُلْتُ: لِهَذَا مَا خَرَّجَ لَهُ البَيْهَقِيّ عَنْ، بِشْرٍ شَيْئاً وَسَمَاعُه مِنْهُ مُمْكِن فَقَدْ ذَكَرَ الحَافِظ ابْنُ نَقطَة أَنَّ مَوْلِدَ العيَّار فِي سَنَةِ خَمْسٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَة وَخَرَّج لَهُ البَيْهَقِيّ عَنْ، زَاهِر بن أَحْمَدَ.
قَالَ فَضلُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ الطَّبَسِي: كَانَ العَيَّار شَيْخاً بهيًا ظريفًا من أبناء مائة واثنتي
__________
1 ترجمته في الإكمال لابن ماكولا "6/ 287"، والعبر "3/ 241"، ولسان الميزان "3/ 30".

(13/323)


عَشْرَة سَنَةً. وَذَكَرَ أَنَّهُ كَانَ لاَ يُحَدِّثُ بِشَيْءٍ فَرَأَى بِدِمَشْقَ رُؤْيَا حَمَلَتْهُ عَلَى أَنْ رَوَى. قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَتَلَقَّانِي أَبُو بَكْرٍ برِسَالَة مِنْهُ يَقُوْلُ: كَيْفَ لاَ تَروِي أَخْبَارِي وَتَنْشُرُهَا؟. قَالَ: فَأَنَا مُنْذُ ذَلِكَ أَطُوْفُ فِي البُلْدَان وَأَروِي مَسموعَاتِي.
قَالَ غَيْثٌ الأَرْمنَازِي: سَأَلتُ جَمَاعَة: لِمَ سُمِّيَ العَيَّار؟ قَالُوا: لأَنَّه كَانَ فِي ابْتدَائِهِ يَسلُكُ مسالك العيارين.
قَالَ ابْنُ طَاهِر فِي كِتَابِ "الضُّعَفَاءِ": يَتَكَلَّمُوْنَ فِيْهِ لرِوَايَته كِتَاب اللُّمَع عَنْ، أَبِي نَصْرٍ السَّرَّاج وَكَانَ يَزْعُم أَنَّهُ سَمِعَ: الأَرْبَعِيْنَ لِمُحَمَّدِ بنِ أَسْلَمَ مِنْ زَاهِر السَّرْخَسِيّ.
قَالَ مُحَمَّدُ بنُ عبدَ الوَاحِدِ الدَّقَّاق: رَوَى العَيَّار عَنْ، بِشْرِ بنِ أَحْمَدَ وَبِئسَ مَا فَعل أَفسدَ سَمَاعَاتِه الصّحيحَة بِرِوَايَته عَنْهُ.
قَالَ عبدُ الغَافِر: مَاتَ العَيَّار بغَزْنَة فِي رَبِيْعٍ الأَوَّلِ سَنَة سَبْعٍ وَخَمْسِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ السَّلاَم، وَأَبُو الفَضْلِ بنُ عَسَاكِر، عَنْ عبدِ الْمعز ابْن مُحَمَّدٍ أَخْبَرَنَا، الفُضِيْلِيُّ مُحَمَّدُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ أَخْبَرَنَا، سَعِيْدُ بنُ مُحَمَّدٍ العَيَّار أَخْبَرَنَا، عُبيدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ الصَّيْرَفِيّ أَخْبَرَنَا، مُحَمَّدُ بنُ إِسْحَاقَ حَدَّثَنَا، قُتَيْبَةُ حَدَّثَنَا، اللَّيْثُ عَنِ، ابْنِ شِهَابٍ عَنِ، ابْنِ المُسَيِّبِ عَنْ، أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَضَى رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي جَنِيْنِ امْرَأَةٍ مِنْ بَنِي لِحْيَانَ سَقَطَ مَيْتاً بِغُرَّةِ: عَبْدٍ أَوْ أَمَةٍ ثُمَّ إِنَّ المَرْأَةَ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا تُوُفِّيَتْ فَقَضَى رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِأَنَّ مِيْرَاثَهَا لِبَنِيْهَا وَزَوْجِهَا وَأَنَّ العَقْلَ عَلَى عَصَبَتِهَا"1.
أَخْرَجَهُ البُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ وَأَبُو دَاوُدَ وَالتِّرْمِذِيُّ وَالنَّسَائِيُّ عَنْ، قُتَيْبَةَ.
وَفِيْهَا تُوُفِّيَ أَبُو إِبْرَاهِيْمَ أَحْمَدُ بنُ القَاسِمِ بنِ مَيْمُوْنٍ الحُسَيْنِيُّ، بِمِصْرَ، وَالموحَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ البُرِّي، بِدِمَشْقَ، وَأَبُو الحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ الآبَنُوْسِيّ، وَعَالِي بن النَّحْوِيّ عُثْمَان بن جني.
__________
1 صحيح: أخرجه البخاري "6909"، ومسلم "1681"، وأبو داود "4576"، و "4577"، والترمذي "2111"، والنسائي "8/ 47و 48و 49"، وابن ماجه "2639"، وأحمد "2/ 535".

(13/324)


4131- القاضي أبو يعلى 1:
الإِمَامُ العَلاَّمَةُ شَيْخُ الحنَابِلَةِ القَاضِي أَبُو يَعْلَى؛ محمد بن الحسين ابن مُحَمَّدِ بنِ خَلَفِ بنِ أَحْمَدَ البَغْدَادِيُّ الحَنْبَلِيُّ ابْنُ الفَرَّاءِ صَاحِبُ التَّعليقَةِ الكُبْرَى وَالتَّصَانِيْفِ المُفِيْدَةِ فِي المَذْهَبِ.
وُلِدَ فِي أَوّل سَنَةِ ثَمَانِيْنَ وثلاث مائة.
وسمع: علي بن عمر الحربي وَإِسْمَاعِيْلَ بن سُوَيْدٍ وَأَبَا القَاسِمِ بن حَبَابَةَ وَعِيْسَى بنَ الوَزِيْر وَابْنَ أَخِي مِيمِي وَأُمَّ الفَتْح بِنْتَ أَحْمَدَ بنِ كَامِل وَأَبَا طَاهِرٍ المُخَلِّص وَأَبَا الطّيب بنَ مُنتَاب وَابْنَ مَعْرُوفٍ القَاضِي وَطَائِفَة. وَأَملَى عِدَّة مَجَالِس.
حَدَّثَ عَنْهُ: الخَطِيْبُ وَأَبُو الخَطَّاب الكَلْوَذَانِيّ وَأَبُو الوَفَاء بنُ عَقِيْل وَأَبُو غَالِبِ بنُ البَنَّاء وَأَخُوْهُ يَحْيَى بنُ البَنَّاء وَأَبُو العِزِّ بنُ كَادش وَأَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ البَاقِي وَابْنُه القَاضِي أبو الحسين محمد بن محمد ابن الفَرَّاء وَأَبُو سَعْدٍ أَحْمَد بن مُحَمَّدٍ الزَّوزنِي. وَحَدَّثَ عَنْهُ مِنَ القُدَمَاءِ المُقْرِئ أَبُو عَلِيٍّ الأَهْوَازِيّ.
أَفتَى وَدرَّس وَتَخرَّج بِهِ الأَصْحَاب وَانتهتْ إِلَيْهِ الإِمَامَةُ فِي الفِقْهِ وَكَانَ عَالِمَ العِرَاق فِي زَمَانِهِ مَعَ مَعْرِفَةٍ بعلُوْمِ القُرْآن وَتَفْسِيْرِهِ وَالنَّظَرِ وَالأُصُوْل وَكَانَ أَبُوْهُ مِنْ أَعْيَانِ الحَنَفِيَّة وَمِنْ شُهُوْد الحَضْرَة فَمَاتَ وَلأَبِي يَعْلَى عَشْرَةُ أَعْوَام فَلَقَّنَهُ مُقْرِئُهُ العِبَادَات مِنْ مُخْتَصَر الخِرَقِي فَلَذَّ لَهُ الفِقْهُ وَتَحَوَّل إِلَى حَلْقَة أَبِي عَبْدِ اللهِ بنِ حَامِد شَيْخ الحنَابلَة فَصحبه أَعْوَاماً وَبَرَعَ فِي الفِقْهِ عِنْدَهُ وَتَصدَّر بِأَمره لِلإِفَادَة سَنَة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعِ مائَة وَأَوَّلُ سَمَاعِهِ مِنْ عَلِيِّ بنِ مَعْرُوف فِي سَنَةِ 385. وَقَدْ سَمِعَ: بِمَكَّةَ وَدِمَشْقَ مِنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ أَبِي نَصْرٍ وَبحلبَ وَجَمَعَ كِتَاب إِبطَال تَأْويل الصِّفَات فَقَامُوا عَلَيْهِ لمَا فِيْهِ مِنَ الوَاهِي وَالمَوْضُوْع فَخُرِجَ إِلَى العُلَمَاء مِنَ القَادِر بِاللهِ المُعْتَقِدُ الَّذِي جَمَعه وَحُمِلَ إِلَى القَادِر كِتَابُ إِبطَال التَّأْوِيْل فَأَعْجَبه وَجَرَتْ أُمُوْرٌ وَفتن نَسْأَلُ اللهَ العَافِيَة ثُمَّ أَصلحَ بَيْنَ الفَرِيْقَيْنِ الوَزِيْرُ عَلِيُّ بنُ المُسْلِمَة وَقَالَ فِي الملأَ: القُرْآن كَلاَمُ الله وَأَخْبَارُ الصِّفَات تُمَرُّ كَمَا جَاءتْ.
ثُمَّ وَلِي أَبُو يَعْلَى القَضَاءَ بِدَارِ الخِلاَفَة وَالحَرِيْم مَعَ قَضَاء حَرَّان وَحُلْوَان وَقَدْ تَلاَ بِالقِرَاءاتِ الْعشْر وَكَانَ ذَا عِبَادَة وَتَهَجُّدٍ وَمُلاَزِمَةٍ لِلتَّصنِيف مَعَ الجَلاَلَة وَالمهَابَة وَلَمْ تَكن لَهُ يَدٌ طُولَى فِي مَعْرِفَةِ الحَدِيْث، فَرُبَّمَا احتجَّ بالواهي.
__________
1 ترجمته في تاريخ بغداد "2/ 256"، والأنساب للسمعاني "9/ 246" [الفراء] ، والمنتظم لابن الجوزي "8/ 243"، والعبر "3/ 243 - 244"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 306".

(13/325)


تَفقَّه عَلَيْهِ أَبُو الحَسَنِ البَغْدَادِيّ وَأَبُو جَعْفَرٍ الهَاشِمِيّ وَأَبُو الغَنَائِمِ بنُ الغُبَارِي وَأَبُو عَلِيٍّ بنُ البَنَّاء وَأَبُو الوَفَاءِ بنُ القوَاس وَأَبُو الحَسَنِ النَّهْرِي وَابْنُ عَقِيْلٍ وَأَبُو الخَطَّاب وَأَبُو الحَسَنِ بنُ جَدَّا وَأَبُو يَعْلَى الكَيَّال وَأَبُو الفَرَجِ الشِّيْرَازِيّ.
أَلَّف كِتَاب "أَحكَام القُرْآن" وَ "مَسَائِل الإِيْمَان" وَ "المُعْتَمِد"؛ وَمُخْتَصَره، وَ"الْمُقْتَبس" وَ "عُيُون المَسَائِل" وَ"الرَّدّ عَلَى الكَرَّامِيَّة" وَ"الرَّدّ عَلَى السَّالمِيَّة وَالمجِسْمَة" وَ"الرَّدّ عَلَى الجَهْمِيَّة" وَ"الكَلاَم فِي الاسْتِوَاء" وَ"الْعدة" فِي أُصُوْل الفِقْه؛ وَمُخْتَصَرهَا وَ"فضَائِل أَحْمَد" وَكِتَاب "الطِّبّ" وَتوَالِيف كَثِيْرَة سُقتهَا فِي "تَارِيخ الإِسْلاَم".
وَكَانَ مُتَعَفِّفاً نَزِهَ النَفْسِ كَبِيْرَ القَدْرِ ثَخين الوَرَع.
تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَخَمْسِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة.
وَمَاتَ فِيْهَا البَيْهَقِيّ وَقَاضِي سَارِيَة أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيْمُ بنُ مُحَمَّدٍ السَّرَوِي وَأَبُو عَلِيٍّ الحَسَنُ بنُ غَالِبٍ المُقْرِئ وَأَبُو الطَّيِّبِ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بنُ شَمَةَ وَأَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بن إسماعيل بن سيده صاحب المُحْكَم وَالقَاضِي أَبُو عَاصِمٍ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بن محمد العبادي بهراة.

(13/326)


4132- القضاعي 1:
الفَقِيْهُ العَلاَّمَةُ القَاضِي أَبُو عَبْدِ اللهِ؛ مُحَمَّدُ بنُ سَلاَمَةَ بنِ جَعْفَرِ بنِ عَلِيٍّ القُضَاعِيُّ المِصْرِيُّ الشَّافِعِيُّ قَاضِي مِصْرَ وَمُؤلِّفُ كِتَاب الشِّهَاب مُجَرَّداً وَمُسْنَداً.
سَمِعَ: أَبَا مُسْلِمٍ مُحَمَّدَ بن أَحْمَدَ الكَاتِب وَأَحْمَدَ بن ثَرْثَال وَأَبَا الحَسَنِ بنَ جَهْضَم وَأَحْمَدَ بن عُمَرَ الجِيْزِي وَأَبَا مُحَمَّدٍ بنَ النَّحَّاسِ المَالِكِيّ وَعِدَّة.
حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو نَصْرٍ بنُ مَاكُوْلاَ وَأَبُو عَبْدِ اللهِ الحميدي وأبو سعد عبد الجَلِيْل السَّاوِي وَسَهْلُ بنُ بِشْرٍ الإِسفرَايينِيّ وَأَبُو القَاسِمِ النَّسِيْب وَأَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ الرَّازِيّ وَآخَرُوْنَ مِنَ المغَاربَة وَالرَّحَّالَة.
قَالَ ابْنُ مَاكُوْلاَ: كَانَ مُتَفَنِّناً فِي عِدَّة علُوْم لَمْ أَرَ بِمِصْرَ مَنْ يَجرِي مجرَاهُ.
قَالَ غِيثٌ الأَرْمَنَازِي: كَانَ يَنوبُ فِي القَضَاءِ بِمِصْرَ وَلَهُ تَصَانِيْفُ مِنْهَا: تَارِيخٌ مُخْتَصَر؛ مِنْ مُبتدَأَ الْخلق إِلَى زَمَانه فِي مُجَيْلِيد وَكِتَاب "أَخْبَار الشَّافِعِيّ".
وَقَالَ غَيْرُهُ: لَهُ مُعْجَمٌ لِشُيُوْخه وَكِتَاب دُسْتُور الحكم؛ كتب عَنْهُ الحُفَّاظ كَأَبِي بَكْرٍ الخَطِيْب وَأَبِي نَصْرِ بنِ مَاكُوْلاَ.
وَقَالَ الفَقِيْه نَصْرُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ: قَدِمَ عَلَيْنَا القُضَاعِي صُوْرَ رَسُوْلاً مِنَ المِصْرِيّين إِلَى بلد الرُّوْم فَذَهَبَ وَلَمْ أَسْمَعْ: مِنْهُ ثُمَّ رويتُ عَنْهُ بِالإِجَازَة.
وَقَالَ السِّلَفِيُّ: كَانَ مِنَ الثِّقَاتِ الأَثْبَاتِ شَافعِيَّ المَذْهَب وَالاعْتِقَاد مَرْضِيَّ الجُمْلَة.
قَالَ الحَبَّال: مَاتَ بِمِصْرَ فِي ذِي الحِجَّةِ سَنَةَ أَرْبَعٍ وخمسين وأربع مائة.
__________
1 ترجمته في الإكمال لابن ماكولا "7/ 147"، والأنساب للسمعاني "10/ 180"، واللباب لابن الأثير "3/ 43" ووفيات الأعيان لابن خلكان "4/ 212"، والوافي بالوفيات لصلاح الدين الصفدي "3/ 116"، وحسن المحاضرة للسيوطي "1/ 403"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 293".

(13/326)


4133- المغربي 1:
الشَّيْخُ الجَلِيْلُ، الأَمِيْنُ أَبُو بَكْرٍ؛ أَحْمَدُ بنُ مَنْصُوْرِ بنِ خَلَفِ بنِ حَمُّوْد المَغْرِبِيُّ الأَصْلِ، النَّيْسَابُوْرِيُّ.
حَدَّثَ عَنْ: أَبِي طَاهِر بن خُزَيْمَةَ، وَأَبِي مُحَمَّدٍ عَبْد اللهِ بن أَحْمَدَ الصَّيْرَفِيّ، وَالحَافِظِ أَبِي بَكْرٍ الجَوْزَقِي، وَأَبِي مُحَمَّدٍ المَخْلَدي، وَعُبَيْد اللهِ بن مُحَمَّدٍ الفَامِي، وَأَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدٍ الخفَّاف، وَأَبِي عَمْرٍو، أَحْمَدَ بن أُبَيّ الفُرَاتِي، وَطَائِفَة.
قَالَ عبدُ الغَافِرِ بنُ إِسْمَاعِيْلَ: أَمَا شَيْخُنَا أَبُو بَكْرٍ المَغْرِبِيّ البَزَّاز؛ أَخُو خلف فَشَيْخٌ نَظيف طَاف بِهِ وَبأَخِيْهِ أَبُوْهُمَا الشَّيْخ مَنْصُوْرٌ عَلَى مَشَايِخ عصره، فَسمِعَا الكَثِيْر، وَجَمَعَ لأَبِي بَكْرٍ الفَوَائِد. سَمِعَ: مِنْهُ الأَئِمَّةُ الكِبَار وَرُزقَ الرِّوَايَة سِنِيْنَ وَعَاشَ عيشاً نَقِيّاً. تُوُفِّيَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَسِتِّيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة. كَذَا قَالَ.
وَقَالَ غَيْرُهُ: تُوُفِّيَ سَنَةَ سِتِّيْنَ.
وَقَالَ أَبُو القَاسِمِ بنُ عَسَاكِرَ: تُوُفِّيَ فِي رَمَضَانَ سَنَةَ تِسْعٍ وَخَمْسِيْنَ، وَأَرْبَعِ مائَة.
قُلْتُ: حَدَّثَ عَنْهُ: عبدُ الغَافِرِ الفَارِسِيّ، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ الفرَاوِي، وَأَبُو القَاسِمِ الشحَّامِيُّ، وَعبدُ الرَّحْمَن بنُ عَبْدِ اللهِ البَحيرِيّ، وَآخَرُوْنَ.
وَلَهُ أَرْبَعُوْنَ حَدِيْثاً سمِعنَاهَا.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ هِبَةِ اللهِ غَيْرَ مَرَّةٍ عَنْ، عَبْدِ المُعِزِّ بنِ مُحَمَّدٍ أَخْبَرَنَا، تَمِيْمُ ابن أَبِي سَعِيْدٍ المُعَلِّم، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ مَنْصُوْرٍ، أَخْبَرَنَا الحَسَنُ بنُ أَحْمَدَ، أَخْبَرَنَا أَبُو العَبَّاسِ السَّرَّاجُ، حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، حَدَّثَنَا عَقِيْلٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيْهِ: أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "المُسْلِمُ أَخُو المُسْلِمِ لاَ يَظْلِمْهُ وَلاَ يَشْتِمُهُ مَنْ كَانَ فِي حَاجَةِ أَخِيْهِ كَانَ اللهُ فِي حَاجَتِهِ وَمنْ فَرَّجَ عَنْ، مُسْلِمٍ كُرْبَةً، فَرَّجَ اللهُ عَنْهُ بِهَا كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ القِيَامَةِ وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِماً سَتَرَهُ اللهُ يَوْمَ القِيَامَةِ" 2.
أَخْرَجَهُ البُخَارِيّ، عَنِ ابْنِ بُكير، وَمُسْلِم، عَنْ قُتَيْبَةَ مَعاً، عَنِ اللَّيْثِ.
وَفِيْهَا مَاتَ أَبُو نَصْرٍ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ البَاقِي بن طَوق بِالمَوْصِل، وَأَبُو القَاسِمِ الحِنَّائِي بِدِمَشْقَ وَمُسْنِد وَاسِط القَاضِي أَبُو تَمَّام عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الحَسَنِ المُعْتَزِلِي، وَأَبُو مُسْلِمٍ بن مهربزدا وشيخ المالكية عبد الجليل ابن مخلوق المصري وقد شاخ.
__________
1 ترجمته في العبر "3/ 245"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 307".
2 صحيح: أخرجه أحمد "2/ 91"، والبخاري "2442" و"6951"، ومسلم "2580"، وأبو داود "4893"، والترمذي "1426"، والبيهقي في "السنن" "6/ 94" و"8/ 330"، والبغوي "3518" من طريق ليث بن سعد، به.

(13/327)


كله، ابن غزو:
4134- كله 1:
الشَّيْخُ الجَلِيْلُ الأَمِيْنُ، أَبُو أَحْمَدَ عَبْدُ الوَاحِدِ بنُ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ بنِ يَحْيَى بنِ مَندَةَ العَبْدِيُّ الأَصْبَهَانِيُّ المُؤَدِّبُ البَقَّالُ. وَيُلَقَّبُ بِكُلهْ وَهُوَ مِنْ أَقَارِبِ الحَافِظِ أَبِي عَبْدِ اللهِ بنِ مَنْدَةَ.
حَدَّثَ عَنْ: عُبَيْد اللهِ بن جميل بمسند أَحْمَدَ بن مَنِيْعٍ وَحَدَّثَ عَنْ، أَبِي بَكْرٍ مُحَمَّد بن أَحْمَدَ بنِ جِشْنِسَ، وَمُحَمَّدِ بن أَحْمَدَ بنِ شَهرِيَار، وَعَبْدِ اللهِ بن عُمَرَ بنِ الهَيْثَمِ، وَأَبِي عَبْدِ اللهِ بنِ مَنْدَة وَطَائِفَة.
حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو عَلِيٍّ الحَدَّاد، وَسَعِيْدُ بنُ أَبِي الرَّجَاءِ الصَّيْرَفِيّ؛ وَسَمِعَ مِنْهُ الصَّيْرَفِيُّ هَذَا فِي سَنَةِ خَمْسِيْنَ، وَأَرْبَعِ مائَة وَبعدهَا مُسْنَد ابْن مَنِيْع.
تُوُفِّيَ فِي صَفَرٍ سَنَةَ ثلاث وخمسين وأربع مائة.
4135- ابن غزو:
الشَّيْخُ العَالِم الثِّقَة أَبُو مُسْلِمٍ؛ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بن غزو بن محمد ابن يَحْيَى النُّهَاوندي العَطَّار.
لَهُ جُزءٌ سَمِعنَاهُ مِنْ طريق السلفي.
__________
1 ترجمته في العبر "3/ 229"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 291".

(13/328)


حَدَّثَ عَنْ: أَحْمَدَ بنِ زَنبيل النُّهَاوندي وَأَحْمَدَ بنِ فِرَاس المَكِّيّ وَأَبِي الحَسَنِ الرَفَّاء وَمُحَمَّدِ بن بكرَان الرَّازِيّ وَأَبِي أَحْمَدَ الفَرَضِي وَحَمْزَة بن العَبَّاسِ الطَّبرِيّ وَخَلْقٍ سِوَاهُم.
وَعَنْهُ: أَبُو طَاهِرٍ المطهّر وَلدُهُ وَأَبُو الفَتْحِ المُظَفَّرُ بنُ شجاع الهمذاني وأبو بكر الأخباري.
قَالَ شِيْرَوَيْه: كَانَ ثِقَةً صَدُوْقاً سَمِعَ: مِنْهُ الكِبَار.
وَقَالَ السِّلَفِيّ: سَمِعْتُ وَلدَه أَبَا طَاهِرٍ يَقُوْلُ: تُوُفِّيَ أَبِي فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَخَمْسِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة.
قُلْتُ: حَدَّثَ فِي سَنَةِ ثَلاَثٍ وَخَمْسِيْنَ.
نعم وَفِيْهَا مَاتَ العَلاَّمَة أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ رضوَان المِصْرِيّ الفَيْلَسُوْف صَاحِبُ التَّصانِيفِ فِي الطِّبّ وَالرِيَاضِي سَنَةَ ثَلاَثٍ. وَشيخُ المُقْرِئِين بِمِصْرَ أَبُو العَبَّاسِ أَحْمَدُ بنُ نَفِيْس عَنْ، نَيِّف وَتِسْعِيْنَ سَنَة. وَصَاحِبُ مَاردين وَمِيَّافَارقين وَتِلْكَ الدِّيَار نَصْرُ الدَّوْلَة أَحْمَدُ بنُ مَرْوَانَ الكُرْدِيّ وَكَانَتْ أَيَّامه إِحْدَى وَخَمْسِيْنَ سَنَةً وَأَبُو أَحْمَدَ عبدُ الوَاحِد بن أَحْمَدَ البَقَّال الأَصْبَهَانِيّ وَقَدْ ذُكِرَ وَالفَقِيْهُ عَلِيُّ بنُ الحُسَيْنِ بنِ جَابِرٍ التِّنِّيْسِيّ رَاوِي نسخَة فُلَيْح وَواقِفُ الخَانقَاهُ دَارِ عُمَر بن عَبْدِ العَزِيْزِ الشَّيْخُ أَبُو القَاسِمِ عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ السُّلَمِيّ السُّمَيْسَاطِيّ وَأَبُو طَاهِرٍ عمر ابن مُحَمَّدِ بنِ زَاده الخِرَقِي الدّلاَل؛ مِنْ أَصْحَابِ أَبِي بَكْرٍ بنِ المُقْرِئ وَالأُسْتَاذُ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ الطَّبَرِيّ صَاحِبُ الخبازي المقرئ وأبو عد الكَنْجَرُوذِيّ وَصَاحِبُ المَوْصِلِ أَبُو المَعَالِي قُرَيْش بن بدران ابن مقلد العقيلي.

(13/329)


ابن حمدون، الوني:
4136- ابن حمدون 1:
الشَّيْخُ أَبُو بَكْرٍ؛ مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ حَمْدُوْنَ السُّلَمِيُّ النَّيْسَابُوْرِيُّ.
حَدَّثَ عَنْ: أَبِي عَمْرٍو بنِ حَمْدَان وَأَبِي القَاسِمِ بن يَاسِيْنَ القَاضِي وَأَبِي عَمْرٍو أَحْمَد بن أُبَيّ الفُرَاتِي.
رَوَى عَنْهُ: إِسْمَاعِيْلُ بنُ عَبْدِ الغَافِر وَزَاهِرُ بنُ طَاهِر وَتَمِيْمُ بنُ أَبِي سَعِيْدٍ الجُرْجَانِيّ وَآخَرُوْنَ.
وَأَلحق الصّغَارَ بِالكِبَارِ. وَكَانَ مُقيماً بقَرْيَة بِقُرْبِ نَيْسَابُوْر.
وَثَّقَهُ عبدُ الغَافِرِ وَقَالَ: تُوُفِّيَ فِي المُحَرَّمِ، سَنَةَ خَمْسٍ وَخَمْسِيْنَ، وَأَرْبَعِ مائَة.
وَقَعَ لي من عواليه.
4137- الوني 2:
إِمَامُ الفَرَضِيِّينَ العَلاَّمَةُ أَبُو عَبْدِ اللهِ الحُسَيْنُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عبد الواحد بن الوَنِّي، البَغْدَادِيُّ الضَّرِيرُ الحَاسِبُ صَاحِبُ التَّصَانِيْفِ.
سَمِعَ مِنْ: أَبِي الحَسَنِ أَحْمَدَ بن مُحَمَّدِ بنِ الصَّلْت، وَأَبِي الحَسَنِ ابْن رَزْقُوَيْه، وَجَمَاعَة.
حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو عَلِيٍّ بنُ البَنَّاء، وَأَبُو الحُسَيْنِ بنُ الطُّيورِي، وَأَبُو زَكَرِيَّا التَّبرِيزِي اللُّغَوِيّ.
وَكَانَ ذَا اخْتصَاصٍ بِالقَائِم بِأَمْرِ اللهِ يُكثر الحُضُوْرَ عِنْدَهُ فَرَوَى ابْنُ النَّجَّار قَالَ: أَخْبَرَنَا، الفخرُ الفَارِسِيُّ، أَخْبَرَنَا السِّلَفِيُّ، أَنشدنَا عُبَيْد اللهِ بن عَبْدِ العَزِيْزِ الرَّسُوْلِي، سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ الوَنِّي الفرضِي يَقُوْلُ: سَمِعْتُ القَائِم بِأَمْرِ اللهِ يَنشد لِنَفْسِهِ:
القَلْبُ مِنْ خَمْرِ التَّصَابِي مُنْتَشِي ... هل لي غديرٌ من شرابٍ معطش
وَالنَّفْسُ مِنْ بَرْحِ الهَوَى مقتولةٌ ... وَلكَم قتيلٍ فِي الهَوَى لَمْ يُنْعَشِ
جُمِعَتْ عَليَّ مِنَ الغَرَام عجائبٌ ... خَلَّفْنَ قَلْبِي فِي إسارٍ مُوْحِشِ
خلٌّ يَصُدُّ وَعَاذِل متنصّحٌ ... ومنازعٌ يُغْرِي ونمّامٌ يَشِي
قَالَ ابْنُ مَاكُوْلا: كَانَ الوَنِّي مُتَقَدِّماً فِي الفَرَائِضِ لَهُ فِيْهِ تَصَانِيْفُ جيدَة وَكَانَتْ لَهُ يَدٌ فِي علُوْم كَانَ حَسَنَ الذّكَاء سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ الخَطِيْب يَقُوْلُ: حَضَرْنَا مَجْلِسَ مُحَدِّثٍ وَمَعَنَا الوَنِّي فَأَملَى أَحَادِيْثَ وَقمنَا وَقَدْ حَفِظ الوَنِّي مِنْهَا بَضْعَة عشر حَدِيْثاً.
سَمِعَ: مِنْهُ أَبُو حَكِيْمٍ الخَبْرِي، وَغَيْره.
وَقَالَ ابْنُ خَيْرُوْنَ: مَاتَ الوَنِّي فِي رَابع ذِي الحِجَّةِ سَنَةَ خَمْسِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة وَكَانَ عِنْدَ الخَلِيْفَة فَاتَّفَقَ أَن كُبِسَتْ دَارُ الخَلِيْفَةُ وَخَرَجَ الخَلِيْفَةُ وَقُتِلَ جَمَاعَةٌ فِي الدَّار وَضُرب الوَنِّي بِدَبُّوس فِي رَأَسه وَجُرح فِي وَجْهِهِ وَمَاتَ مِنْهَا شهيداً وَكَانَ أَحَدَ أَئِمَّة المُسْلِمِيْنَ سَمِعْتُ مِنْهُ.
قلت: قتل في كائنة البساسيري.
__________
1 ترجمته في العبر "3/ 236"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 296".
2 ترجمته في الإكمال لابن ماكولا "7/ 401"، والمنتظم لابن الجوزي "8/ 197"، والعبر "3/ 222"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 283".

(13/330)


ابن حمدون، الوني:
4138- الذهلي 1:
إِمَامُ جَامِعِ هَمَذَانَ وَرُكْنُ السُّنَّةِ أَبُو الحَسَنِ علي بن حميد بن عَلِيٍّ الذُّهْلِيُّ الهَمَذَانِيُّ.
رَوَى عَنْ: أَبِي بَكْرٍ بنِ لاَل وَابْن تُرْكَانَ وَأَحْمَد بن مُحَمَّدٍ البصِيْر وَأَبِي عُمَرَ بن مَهْدِيٍّ وَطَبَقَتهم.
رَوَى عَنْهُ: يُوْسُف بن مُحَمَّدٍ الخَطِيْب وَغَيْرهُ.
وَكَانَ وَرِعاً تَقيّاً مُحْتَشِماً يُتَبَرَّك بِقَبرهِ.
مَاتَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَخَمْسِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة وَقَدْ قَارب الثَّمَانِيْنَ.
وَفِيْهَا مَاتَ المُقْرِئ أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عَلِيٍّ القَزْوِيْنِيّ بِمِصْرَ وَشيخُ المَالِكِيَّة أَبُو الفَضْلِ مُحَمَّدُ بنُ عُبَيْدِ اللهِ بنِ عُمْروس بِبَغْدَادَ لقِيَ ابْنَ شَاهِيْن.
4139- الكَنْجَرُوْذِيُّ 2:
الشَّيْخُ الفَقِيْهُ الإِمَامُ الأَدِيْبُ النَّحْوِيُّ الطَّبِيْبُ مُسْنِدُ خُرَاسَانَ أَبُو سَعْدٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ محمد بن جعفر النيسابوري الكنجروذي والجنزروذي. وجنزروذ: محلة.
وُلِدَ بَعْدَ السِّتِّيْنَ وَثَلاَثِ مائَة.
وَحَدَّثَ عَنْ: أَبِي عَمْرٍو بنِ حَمْدَان وَأَبِي سَعِيْدٍ عَبْد اللهِ بن مُحَمَّدٍ الرَّازِيّ وَحُسَيْنَك بن عَلِيٍّ التَّمِيْمِيّ وَأَبِي الحُسَيْنِ بنِ دَهْثَم وَأَبِي الحُسَيْنِ أَحْمَد بن مُحَمَّدٍ البَحيرِيّ وَمُحَمَّد بن بِشْرٍ البَصْرِيّ وَشَافعٍ ابْن مُحَمَّدٍ الإِسفرَايينِي وَأَبِي بَكْرٍ بنِ مِهْرَانَ المُقْرِئ وَالحَافِظِ أَبِي أَحْمَدَ الحَاكِم وَأَبِي بَكْرٍ مُحَمَّد بن مُحَمَّدٍ الطَّرَازِي وَأَحْمَد بن مُحَمَّدٍ البَالُوِي وَأَحْمَد بن الحُسَيْنِ المَرْوَانِي وَطَبَقَتهم.
وَعَنْهُ البَيْهَقِيّ وَالسُّكَّرِيّ، وَرَوَى الكَثِيْر، وَانْتَهَى إِلَيْهِ علوُّ الإِسْنَاد.
حَدَّثَ عَنْهُ: إِسْمَاعِيْلُ بنُ عَبْدِ الغَافِر، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ الفرَاوِي، وَهِبَةُ اللهِ بنُ سَهْلٍ السَّيِّدي، وَتَمِيْمُ بنُ أَبِي سَعِيْدٍ الجُرْجَانِيّ، وَزَاهِرٌ الشَّحَّامِيّ، وَعبدُ الْمُنعم بن القُشَيْرِيّ، وَخَلْقٌ سِوَاهُم.
قَالَ عبدُ الغَافِرِ بن إِسْمَاعِيْلَ: لَهُ قَدَمٌ فِي الطِّبّ وَالفروسيَّة وَأَدبِ السِّلاَح. كَانَ بارعَ وَقته لاستجمَاعِهِ فُنُوْن العِلْم أَدْرَكَ الأَسَانِيْدَ العَالِيَة فِي الحَدِيْثِ وَالأَدب وَأَدْرَكَ بِبَغْدَادَ أَئِمَّة النَّحْو وَسَمِعَ: مِنْهُ الخلقُ ... إِلَى أَنْ قَالَ: وَخُتم بِمَوْته أَكْثَر هَذِهِ الروَايَات وَلَهُ شِعر حسن أَجَاز لِي جمِيْع مسموعَاته وَخَطُّه عِنْدِي.
قُلْتُ: تُوُفِّيَ فِي صَفَرٍ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَخَمْسِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة. سمِعنَا كَثِيْراً مِنْ حديثه بالإجازة العالية.
__________
1 ترجمته في العبر "3/ 227"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 289".
2 ترجمته في الأنساب للسمعاني "10/ 479"، واللباب لابن الأثير "3/ 113"، والعبر "3/ 230"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 291".

(13/331)


4140- البحيري 1:
الشَّيْخُ الجَلِيْلُ الثَّقَةُ أَبُو عُثْمَانَ سَعِيْدُ بنُ مُحَمَّدُ بنُ أَبِي الحُسَيْنِ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ جَعْفَرِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ بَحِيْرٍ البَحِيْرِيُّ النَّيْسَابُوْرِيُّ.
سَمِعَ مِنْ: جدّه أَبِي الحُسَيْنِ وَزَاهِر بن أَحْمَدَ السَّرْخَسِيّ، وَأَبِي عَمْرٍو بنِ حَمْدَان، وَأَبِي أَحْمَدَ الحَاكِم، وَأَبِي عَلِيٍّ الحَسَنِ بن أَحْمَدَ الحِيْرِيّ؛ وَالِد أَبِي بَكْرٍ، وَأَبِي الهَيْثَمِ الكُشْمِيهنِيّ، وَأَبِي حَفْصٍ الكَتَّانِي، وَابْن أَخِي مِيمِي، وَمُحَمَّد بن عُمَرَ بنِ بَهْتَة، وَالحَافِظِ أَبِي بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ الوَهَّابِ الإِسفرَايينِي بِهَا، وَأَبِي سَعْدٍ بن الإِسْمَاعِيْلِيّ بجُرْجَان، وَمُحَمَّد بن عَبْدِ اللهِ الجوزقِي، وَأَبِي القَاسِمِ بن حَبَابَةَ، وَالحَسَن ابْن أَحْمَدَ المَخْلَدي، وَالحَسَنِ بن عَلِيِّ بنِ إِبْرَاهِيْمَ؛ صَاحِب ابْن خُزَيْمَةَ، وَأَبِي الحُسَيْنِ الخفَّاف، وَأَمَةِ السَّلاَم بِنْتِ أَحْمَد بن كَامِل وَأَبِي أَحْمَدَ بن جَامِع الدهَّان، وَمِنْ أَحْمَدَ بن عَبْدِ اللهِ بنِ رُزَيْق البَغْدَادِيّ بِمَكَّةَ، وَطَائِفَة.
حَدَّثَ عَنْهُ: هِبَةُ اللهِ بنُ سَهْلٍ، وَزَاهِرُ بنُ طَاهِرٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ الفَضْلِ الفرَاوِي، وطائفة. وقع لي من عواليه.
قَالَ عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ الجُرْجَانِيّ الحَافِظ: وَرَدَ أَبُو عُثْمَانَ جُرْجَان مَعَ أَبِيْهِ فَسَمِعَ: بِهَا وَحَدَّثَ زَمَاناً عَلَى السَّدَاد، وَخُرِّج لَهُ الفَوَائِد وَحَجَّ ثَلاَثَ مَرَّات وَغَزَا الهِنْد وَالرُّوْم غَزَا مَعَ السُّلْطَان مَحْمُوْد وَعَقَدَ مَجْلِس الإِملاَء بَعْد مَوْتِ أَخِيْهِ عَبْد الرَّحْمَنِ.
وَقَالَ عبدُ الغَافِرِ فِي "سيَاقه": شَيْخ كَبِيْر ثِقَةٌ فِي الحَدِيْثِ سَمِعَ: الكَثِيْر بِخُرَاسَانَ وَالعِرَاق وَخُرّج لَهُ. ثُمَّ سمَّى شُيْوخَهُ.
وَقَالَ: تُوُفِّيَ فِي شَهْرِ رَبِيْعٍ الآخِرِ سَنَة إِحْدَى وَخَمْسِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة.
وَفِيْهَا قُتِلَ البَسَاسيرِي وَالمُقْرِئ أَبُو عَلِيٍّ الحَسَنُ بنُ أَبِي الفَضْل الشَّرْمَقَانِي وَالمُقْرِئ أَبُو المظفَّر عَبْدُ اللهِ بنُ شَبِيْبٍ وَأَبُو طَالِبٍ العُشَارِي وَالسُّلْطَان جَغْرِيْبَك السَّلْجُوْقِيّ بسَرْخَس وَأَخُوْهُ الْملك إِبْرَاهِيْم يَنَال؛ خَنَقهُ أَخُوْهُ طُغْرُلْبَك وَأَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ مَحْمُوْد الزَّوْزَنِي وَذو الفُنُوْن قَاسِمُ بنُ الفَتْح الأندلسي.
__________
1 ترجمته في الأنساب للسمعاني "2/ 98"، والعبر "3/ 226"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 288".

(13/332)


4141- ابن رضوان 1:
الفَيْلَسُوْفُ البَاهِرُ أَبُو الحَسَنِ؛ عَلِيُّ بنُ رِضْوَانَ بنِ عَلِيِّ بنِ جَعْفَرٍ المِصْرِيُّ صَاحِبُ التَّصَانِيْفِ وَلَهُ دَارٌ كَبِيْرَةٌ بِمِصْرَ قَدْ تَهَدَّمَت.
كَانَ صَبِيّاً فَقيراً يَتكسَّبُ بِالتَّنجيم وَاشْتَغَل فِي الطِّبّ فَفَاق فِيْهِ وَأَحكمَ الفلسفَةَ وَمَذْهَبَ الأَوَائِل وَضلاَلَهم فَقَالَ: أَجهدتُ نَفْسِي فِي التعَلِيْم فَلَمَّا بلغتُ أَخذتُ فِي الطِّبّ وَالفلسفَة وَكُنْتُ فَقيراً ثُمَّ اشتهرتُ بِالطِّب وَحَصَّلْتُ مِنْهُ أَملاَكاً وَأَنَا الآنَ فِي السِّتِّيْنَ.
قُلْتُ: كَانَ أَبُوْهُ خَبَّازاً وَلَمَّا تَميَّز خدم الحَاكِمَ بِالطب فَصِيَّره رَئِيْس الأَطبَّاء وَعَاشَ إِلَى القَحط الكَائِن فِي الخَمْسِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة فَسَرَقَتْ يَتيمَةٌ رَبَّاهَا عِنْدَهُ نَفَائِسَ وَهربت فَتعثَّر وَاضْطَرَبَ وَكَانَ ذَا سَفَهٍ فِي بَحْثِهِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَيْخٌ بَلِ اشْتَغَل بِالأَخْذَ عَنِ، الكُتُب وَصَنَّفَ كِتَاباً فِي تَحْصِيل الصّنَاعَة مِنَ الكُتُب وَأَنَّهَا أَوفق مِنَ المُعَلِّمِين. وَهَذَا غَلَطٌ وَكَانَ مُسْلِماً موحِّداً وَمِنْ قَوْله: أَفْضَلُ الطَّاعَاتِ النَّظَرُ فِي المَلَكُوت وَتَمجيدُ المَالِك لَهَا. وَشرح عِدَّة تَوَالِيف لجَالينوس وَلَهُ مَقَالَةٌ فِي دفع المضَار بِمِصْرَ عَنِ، الأَبدَان وَرِسَالَةٌ فِي عِلَاج دَاء الفِيْل وَرِسَالَة فِي الفَالِج وَرِسَالَةٌ في بقَاء النَفْس بَعْدَ المَوْتِ مَقَالَةٌ فِي نُبُوَّة نَبِيّنَا -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مَقَالَةٌ فِي حَدَثِ العَالَم مَقَالَةٌ فِي الرَّدِّ عَلَى مُحَمَّدِ بنِ زَكَرِيَّا الرَّازِيّ فِي العِلْمِ الإِلهِي وَإِثْبَات الرُّسل مَقَالَةٌ فِي حِيَلِ المُنَجِّمِين وَقَدْ سَرَدَ لَهُ ابْن أَبِي أُصَيْبِعَة عِدَّة تَصَانِيْف.
ثُمَّ قَالَ: مَاتَ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَخَمْسِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة.
__________
1 ترجمته في العبر "3/ 229"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 69"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 291".

(13/333)


جغريبك، طغرلبك:
4142- جغريبك 1:
هو السلطان داود بن الأَمِيْرِ مِيْكَائِيْلَ بنِ سَلْجُوْقِ بنِ دُقَاقٍ التُّرُكْمَانِيُّ السَّلْجُوْقِيُّ صَاحِبُ خُرَاسَانَ؛ وَوَالِدُ السُّلْطَانِ أَلب آرسلاَن؛ وَأَخُو صَاحِبِ العِرَاقِ وَالعَجَمِ طُغْرُلْبَك؛ وَهُمَا أَوَّلُ المُلُوْك السَّلْجُوْقيَّة اسْتولَوا عَلَى الممَالِكِ وَأَبَادُوا الدَّوْلَة البُوَيْهِيَّة.
وَكَانَ جَغْرِيْبِك يُنكر عَلَى أَخِيْهِ الظُّلم وَفِيْهِ ديَانَة وَعدل.
عَاشَ سبعينَ سَنَةً وَامتدت أَيَّامُهُ إِلَى أَنْ تُوُفِّيَ بسَرْخَس فِي رَجَب سَنَة إِحْدَى. وَقِيْلَ: فِي صَفَرٍ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وخمسين وأربع مائة. فنقل ودفن بمرو.
وَأَوّلُ ظُهُوْرهم كَانَ فِي سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَثَلاَثِيْنَ بَلْ قَبْلهَا وَكَانَ جَدُّهُم دُقَاق مِنَ الأُمَرَاء وَكَذَا وَلدُه سَلْجُوْق فَقَدَّمَهُ الخَان بيغو وَكثُر جندُه وَصَارَ يَغْزُو كَفَرَةَ التُّرك وَعُمِّرَ دَهْراً وَجَاز المائَة وَقَامَ ابْنُه مِيْكَائِيْل مُدَّة ثُمَّ اسْتُشْهِدَ فِي الغَزْو وَجَرَى لِوَلَدَيْهِ حُرُوْبٌ فِي حُدُوْدِ الأَرْبَعِ مائَة حَتَّى تَوطَّد ملكهُم.
تمَلَّك بَعْد جَغْرِيبك ابْنُهُ أَلب آرسلاَن.
4143- طُغْرُلْبَكَ 2:
مُحَمَّدُ بنُ مِيْكَائِيْلَ السُّلْطَانُ الكَبِيْرُ رُكْنُ الدِّيْنِ أَبُو طَالِبٍ.
أَصلُ السَّلْجُوْقيَّة مِنْ بَرِّ بُخَارَى؛ لَهُم عددٌ وَقوَةٌ وَإِقدَام وَشجَاعَة وَشَهَامَة وَزعَارَة فَلاَ يَدخُلُوْنَ تَحْتَ طَاعَة وَإِذَا قصدهُم ملكٌ دَخَلُوا البرية عَلَى قَاعِدَة الأَعرَاب وَلَمَّا عَبَرَ السُّلْطَانُ مَحْمُوْدُ بنُ سُبُكْتِكِين إِلَى بلاَد مَا وَرَاء النَّهْر وَجَدَ رَأْسَ السَّلْجُوْقيَّة قويَّ الشوكَة فَاسْتمَاله وَخَدَعَهُ حَتَّى جَاءَ إِلَيْهِ فَقَبَضَ عَلَيْهِ وَاسْتشَار الأُمَرَاءَ فَأَشَارَ بَعْضُهُم بتغرِيق كِبَارهُم وأَشَارَ آخرُوْنَ بِقطع إِبهَامَاتهم لِيَبْطُلَ رَمْيُهُم ثُمَّ اتَّفَقَ الرَّأْيُ عَلَى تَفرِيقهم فِي النَّوَاحِي وَوَضَعَ الخَرَاج عَلَيْهِم فَتَهَذَّبُوا وَذَلُّوا فَانْفصل مِنْهُم أَلْفاً خَركَاهُ وَمضُوا إِلَى كَرْمَان وَمَلِكُهَا يَوْمَئِذٍ ابْنُ بَهَاءِ الدَّوْلَةِ بنِ عَضُدِ الدَّوْلَةِ بنِ بُوَيْه فَأَحْسَنَ إِلَيْهِم وَلَمْ يَلبَثْ أَن مَاتَ بَعْدَ الأَرْبَع مائَة فَقصدُوا أَصْبَهَان وَنَزَلُوا بِظَاهِرهَا وَكَانَ صَاحِبُهَا علاَء الدَّوْلَة بن كاكويه،
__________
1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "8/ 198"، والعبر "3/ 225".
2 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "8/ 190 و 202"، والعبر "3/ 220"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 73"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 294".

(13/334)


فَرغب فِي اسْتِخْدَامهُم فَكَتَبَ إِلَيْهِ السُّلْطَانُ مَحْمُوْدُ يَأْمرهُ بِحَرْبِهِمْ فَوَقَعَ بَيْنهُم مَصَافّ ثُمَّ ترحلُوا إِلَى أَذْرَبِيْجَان وَانحَاز أَخوَانُهُم الَّذِيْنَ بِخُرَاسَانَ إِلَى خُوَارَزْم وَجبالهَا فَجَهَّزَ السُّلْطَانُ جَيْشاً ضَايقوهُم نَحْو سنتَيْن ثُمَّ قصدهُم مَحْمُوْدُ بِنَفْسِهِ وَمَزَّقَهُم وَشتَّتهُم فَمَاتَ وَتَسَلْطَن ابْنُهُ مَسْعُوْد فَتَأَلَّف الَّذِيْنَ نَزلُوا بِأَذْرَبِيْجَان فَأَتَاهُ أَلفُ فَارِس فَاسْتَخدمهُم ثُمَّ لاَطف الآخرِيْنَ فَأَجَابُوا إِلَى طَاعته ثُمَّ اشْتَغَل بِحَرب الهند فإنهم خَرَجُوا عَلَيْهِ فَخلتِ البِلاَد لِلسَلْجُوْقيَّة فَهَاجُوا وَأَفسدُوا.
هَذَا كُلُّه وَالأَخَوَان طُغْرُلْبَك وَجَغْرِيْبَك فِي أَرْضهم بِأَطرَاف بُخَارَى ثُمَّ جرت ملحمَةٌ بَيْنَ السَّلْجُوْقيَّة وَبَيْنَ مُتَوَلِّي بُخَارَى؛ قُتِلَ فِيْهَا خلقٌ مِنَ الفِئَتَيْنِ ثُمَّ نَفّذُوا رَسُوْلاً إِلَى السُّلْطَانِ فَحَبَسَهُ وجهز جيشه لحربهم فاتلقوا فَانْكَسَرَ آلُ سَلْجُوْق وَذلُّوا وَبذلُوا الطَّاعَة لمَسْعُوْد وَضمنُوا لَهُ أَخَذَ خُوَارَزْم فَطَيَّبَ قُلُوبَهُم وَانخدع لَهُم ثُمَّ حشد الأَخَوَانِ وَعَبَرُوا إِلَى خُرَاسَانَ وَانضمَّ الآخرُوْنَ إِلَيْهِم وَكَثُرُوا وَجَرَتْ لَهم أُمُوْرٌ يَطولُ شرحهَا إِلَى أَنِ اسْتولَوا عَلَى الممَالِك فَأَخذُوا الرَّيَّ فِي سَنَةِ تِسْعٍ وَعِشْرِيْنَ وَأَرْبَع مائَة وَأَخَذُوا نَيْسَابُوْر فِي سَنَةِ ثَلاَثِيْنَ وَأَخَذُوا بَلخ وَغَيْرَ ذَلِكَ وَضَعُفَ عَنْهم مَسْعُوْد وَتحيَّز إِلَى غَزْنَة وَبقُوا فِي أَوَائِل الأَمْر يَخطبُوْنَ لَهُ حَتَّى تَمكنُوا فَرَاسلهم القَائِمُ بِأَمْرِ اللهِ بقَاضِي القُضَاة أَبِي الحَسَنِ المَاوردي ثُمَّ إِنَّ طُغْرُلْبَك المَذْكُوْر عَظُم سُلْطَانُه وَطوَى الممَالِك وَاسْتَوْلَى عَلَى العِرَاقِ فِي سَنَةِ سَبْعٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَتَحَبَّبَ إِلَى الرَّعِيَّةِ بَعْدلٍ مشوبٍ بِجَوْر وَكَانَ فِي نَفْسِهِ يَنطوِي عَلَى حلم وَكرم وَقِيْلَ: كَانَ يُحَافِظُ عَلَى الجَمَاعَة وَيَصُوْمُ الخَمِيْس وَالاَثْنَيْن وَيَبنِي المَسَاجِد وَيَتَصَدَّقُ وَقَدْ جهَّزَ رَسُوْلَه نَاصِرَ بن إِسْمَاعِيْلَ العَلَوِيّ إِلَى مَلِكَة النَّصَارَى فَاسْتَأذنهَا نَاصِرٌ فِي الصَّلاَةِ بِجَامِع قُسْطَنْطِيْنِيَّة جَمَاعَةٌ يَوْم جُمُعَة فَأَذنت لَهُ فَخطب لِلْخَلِيْفَة القَائِم وَكَانَ هُنَاكَ رسول خليفة مصر المستنصر فأنكر ذلك.
وَذَكَرَ المُؤَيَّد فِي "تَارِيْخِهِ" أَن فِي سَنَةِ إِحْدَى وَأَرْبَعِيْنَ بَعَثَ ملكُ الرُّوْم إِلَى طُغْرُلْبَك هدَايَا وَتحفاً وَالتمس الهدنَةَ فَأَجَابَهُ وَعَمَّرَ مَسْجِد القُسْطَنْطِيْنِيَّة وَأَقَامَ فِيْهَا الخطبَة لطُغْرُلْبَك وَتَمَكَّنَ مُلْكُه.
وَحَاصَرَ بِأَصْبَهَانَ صَاحِبهَا ابْنَ كَاكويه أَحَدَ عَشَرَ شَهراً ثُمَّ أَخَذَهَا بِالأَمَان وَأَعْجَبته وَنَقَلَ خَزَائِنَه مِنَ الرَّيّ إِلَيْهَا.
وَلَمَّا تَمَهَّدَتِ البِلاَدُ لِطُغْرلْبَك خَطَبَ بِنْت الخَلِيْفَة القَائِم فَتَأَلَّمَ القَائِمُ وَاسْتعفَى فَلَمْ يُعْفَ فَزَوَّجَهُ بِهَا ثُمَّ قَدِمَ طُغْرُلْبَك بغداد للعرس.

(13/335)


وَكَانَتْ لَهُ يَدٌ عَظِيْمَة عَلَى القَائِم فِي إِعَادَةِ الخِلاَفَة إِلَيْهِ وَقَطعِ خُطبَة المِصْرِيّين الَّتِي أَقَامَهَا البَسَاسيرِي.
ثُمَّ نَفَّذَ طُغْرُلْبَك مائَة أَلْف دِيْنَار برسم نَقل الجهَاز فَعُمِلَ العرسُ فِي صَفَرٍ سَنَةَ خَمْسٍ وَخَمْسِيْنَ وَأُجْلِسَتْ عَلَى سرِيرٍ مُذَهَّب وَدَخَلَ السُّلْطَانُ إِلَى بَيْنَ يَديهَا فَقبَّل الأَرْضَ وَلَمْ يَكشف المِنْدِيل عَنْ، وَجههَا وَقَدَّمَ تُحَفاً سنِيَّة وَخدم وَانْصَرَفَ ثُمَّ بَعَثَ إِلَيْهَا عِقْدَيْن مَجوْهَرِيْنَ وَقطعَة يَاقُوْت عَظِيْمَة ثُمَّ دَخَلَ مِنَ الغَدِ فَقبَّلَ الأَرْضَ وَجَلَسَ عَلَى سرِيرٍ إلى جانبها سَاعَةً وَخَرَجَ وَبَعَثَ لَهَا فَرجيَّة نسيجٍ مُكَلَّلَة بِالجَوْهَر وَمُخْنِقَة أَي قلاَدَة مُثَمّنَة وَسُرَّ بِهَا. هَذَا وَالخَلِيْفَةُ فِي أَلَمٍ وَحُزنٍ وَكَظْمٍ فَأَمَّا غَيْرُهُ مِنَ الخُلَفَاء الضُّعَفَاء فَودُّه لَوْ زَوَّجَ بِنْته بِأَمِيْرٍ مِنْ عتقَاء السُّلْطَان ثُمَّ إِنَّ طُغْرُلْبَك خَلاَ بِهَا وَلَمْ يُمتَّع بِنعيم الدُّنْيَا بَلْ مَاتَ فِي رَمَضَانَ مِنَ السّنَة بِالرَّيّ سَنَة خَمْسٍ وَخَمْسِيْنَ وَحُمِلَ إِلَى مَرْو فَدُفن عِنْد أَخِيْهِ وَقِيْلَ: بَلْ دُفِنَ بِالرَّيّ وَعَاشَتِ الزَّوْجَةُ الخَلِيفتيَّة إِلَى سَنَةِ سِتٍّ وَتِسْعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة وَصَارَ مُلكه مِنْ بَعْدِهِ إِلَى ابْنِ أَخِيْهِ السُّلْطَان أَلب آرسلاَن.
وَلَمْ يُرْزَق طُغْرُلْبَك وَلداً، وَعَاشَ سَبْعِيْنَ عَاماً، وَكَانَ بِيَدِهِ خُوَارَزْم، وَنِيسَابور وَبغدَاد وَالرَّيّ وَأَصْبَهَان، وَكَانَ أَخُوْهُ إِبْرَاهِيْم يَنَالُ قَدْ حَارَبه وَجَرَتْ أُمُوْرٌ وَحصل فِي يَدِهِ مَلِكٌ كَبِيْر لِلروم، فَبَذَلَ فِي نَفْسِهِ أَمْوَالاً عَظِيْمَة، فَأَبَى عَلَيْهِ فَبَعَثَ نَصْر الدَّوْلَة صَاحِبُ الجَزِيْرَة وَميَّافَارِقين يَشفَعُ فِي فِكَاكه فَبعثَه طُغْرُلْبَك إِلَى نَصْر الدَّوْلَة بِلاَ فِدَاء فَانْتخَى ملك الروم وأهدى إلى طغرلبك مائةي أَلف دِيْنَار وَخَمْس مائَةِ أَسير وَأَلفاً وَخَمْس مائَةِ ثَوْب وَمائَةِ لبنَة فِضَّة وَأَلف عنزٍ أَبيض وَثَلاَثِ مائَةٍ شِهْرِي وَبَعَثَ إِلَى نَصْر الدولة تحفًا ومسكًا كثيرًا.

(13/336)


ينال، قتلمش، الكندري:
4144- ينال 1:
المَلِكُ إِبْرَاهِيْمُ بنُ مِيْكَائِيْلَ السَّلْجُوْقِيُّ أَحَدُ الأَبْطَالِ المَذْكُوْرِيْنَ.
حَارب أَخَاهُ طُغْرُلْبَك، وَقَهَرَهُ، وَجَرَتْ لَهُ فُصُولٌ، ثُمَّ انفلَّ جَيْشُه، وَأَخَذَه أَخُوْهُ أَسِيْراً، وَخَنَقَهُ بِوَتَرٍ مَعَ إِخْوَته سَنَة إِحْدَى وَخَمْسِيْنَ وأربع مائة بنواحي الري.
4145- قتلمش 2:
ابن إسرائيل بن سلجوق بن دقاق المَلِكُ شِهَابُ الدَّوْلَةِ التُّرُكْمَانِيُّ السَّلجوقِيُّ؛ وَالِدُ صَاحِبِ الرُّوْمِ سُلَيْمَانَ بنِ قُتُلْمِشَ وَمَا زَالَتْ مَمْلَكَةُ إِقْلِيْمِ الرُّوْمِ فِي يَد ذُرِّيَّته إِلَى أَنْ أَخَذَهَا مِنْهم هُولاَكُو.
كَانَتْ لِقُتُلْمِش قلاعٌ بعرَاق الْعَجم، عصَى عَلَى ابْنِ عَمِّهِ أَلب آرسلاَن، ثُمَّ عَمِلا المَصَافَّ بنوَاحِي الرَّيّ فِي سَنَةِ سِتٍّ وَخَمْسِيْنَ، فَانحلَّت المعركَةُ، فَوُجِدَ قُتُلْمِش مَيتاً. فَيُقَالُ: مَاتَ خَوَراً وَرُعباً فَاللهُ أَعْلَم فَلَمَّا رَآهُ أَلب آرسلاَن حزن وَبَكَى عَلَيْهِ وَجَلَسَ للعزاء فعزاه وزيره نظام الملك.
وكان قتلمش يتعانى التنجيم والهذيان.
4146- الكندري 3:
الوَزِيْرُ الكَبِيْرُ، عَمِيْدُ الملكِ، أَبُو نَصْرٍ مُحَمَّدُ بنُ مَنْصُوْرِ بنِ مُحَمَّدٍ الكُنْدُرِيُّ، وَزِيْرُ السُّلْطَانِ طُغْرُلْبَكَ.
كَانَ أَحَدَ رِجَال الدَّهْر سُؤْدُداً وَجُوْداً وَشَهَامَةً وَكِتَابَةً، وَقَدْ سَمَّاهُ مُحَمَّدُ بنُ الصَّابِئ فِي تَارِيْخِهِ وَعَلِيُّ بنُ الحَسَنِ البَاخرزِي فِي الدُّميَة: مَنْصُوْر بن مُحَمَّدٍ. وَسَمَّاهُ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ الهَمَذَانِيّ: أَبَا نَصْرٍ مُحَمَّد بن مُحَمَّدِ بنِ مَنْصُوْر.
وَكُنْدُر: مِنْ قرَى نَيْسَابُوْر. وُلِدَ بِهَا سَنَة خَمْسَ عَشْرَةَ وَأَرْبَعِ مائَة.
تَفَقَّهَ وَتَأَدَّبَ وَكَانَ كَاتِباً لرَئِيْس ثُمَّ ارْتقَى وَوَلِيَ خُوَارِزْم وَعَظُم ثُمَّ عصَى عَلَى السُّلْطَان وتزوج بامرأة ملك خورازم فَتحيَّل السُّلْطَان حَتَّى ظَفِرَ بِهِ وَخصَاهُ لِتزوُّجِه بِهَا ثُمَّ رَقَّ لَهُ وَتَدَاوَى وَعُوفِي وَوزر له وَقَدِمَ بَغْدَاد وَلقَّبه القَائِم سَيِّدَ الوزرَاء وَكَانَ مُعْتَزِلياً لَهُ النّظم وَالنثر فَلَمَّا مَاتَ طُغْرُلْبَك؛ وزر لألب آرسلان قليلًا ونكب.
__________
1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "8/ 203"، والوافي بالوفيات لصلاح الدين الصفدي "6/ 152".
2 ترجمته في وفيات الأعيان لابن خلكان "5/ 71"، والعبر "3/ 240"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 73"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 301".
3 ترجمته في الأنساب للسمعاني "1/ 483"، واللباب لابن الأثير "3/ 114"، والمنتظم لابن الجوزي "8/ 234" ووفيات الأعيان لابن خلكان "5/ 138"، والعبر "3/ 240"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 76"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 301".

(13/337)


يُقَالَ: غَنَّتْهُ بِنْتُ الأَعْرَابِيّ فِي جَوْقِهَا، فَطَرِبَ وَأَمر لَهَا بِأَلفِي دِيْنَار، وَوهب أَشيَاء ثُمَّ أَصْبَحَ وَقَالَ: كَفَّارَةُ المَجْلِس أَنْ أَتصدَّقَ بِمِثْلِ مَا بَذَلْتُ البَارِحَةَ.
وَقِيْلَ: إِنَّهُ أَنْشَدَ عِنْد قَتله:
إِنْ كَانَ بِالنَّاسِ ضيقٌ عَنْ، مُنَافَسَتِي ... فَالمَوْتُ قَدْ وَسَّعَ الدُّنْيَا عَلَى النَّاسِ
مَضَيْتُ وَالشَّامِتُ المغبُوْنُ يَتْبَعُنِي ... كلٌّ بكَأسِ المنَايَا شاربٌ حَاسِي
مَا أَسْعَدَنِي بدولَة بنِي سَلْجُوْق! أَعْطَانِي طُغْرُلْبَك الدُّنْيَا، وَأَعْطَانِي أَلب آرسلاَن الآخِرَة.
وَوَزَرَ تِسْع سِنِيْنَ وَأَخَذُوا أَمْوَاله مِنْهَا ثَلاَثُ مائَة مَمْلُوْك. وَقُتِلَ صَبْراً وَطيف بِرَأْسِهِ وَمَا بَلَغَنَا عنه كبير إساءة كن مَا عَلَى غضب الْملك عِيَار. قُتِلَ بِمَرْوِ الرُّوْذ فِي ذِي الحِجَّةِ سَنَةَ سِتٍّ وَخَمْسِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة وَلَهُ اثْنَتَانِ وَأَرْبَعُوْنَ سَنَةً.
قِيْلَ: كَانَ يُؤذِي الشَّافِعِيَّة وَيُبَالغ فِي الاَنتصَار لمَذْهَب أبي حنيفة.
ووزر بعده نظام الملك.

(13/338)


4147- الريولي 1:
العَلاَّمَةُ ذُو الفُنُوْنِ أَبُو مُحَمَّدٍ؛ القَاسِمُ بنُ الفَتْحِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ يُوْسُفَ الأَنْدَلُسِيُّ الفَرَجِيُّ المَالِكِيُّ. عُرِفَ بِابْنِ الرّيُولِي مِنْ أَهَالِي مدينَة الفَرَج.
رَوَى عَنْ: أَبِيْهِ وَأَبِي عُمَرَ الطَّلَمَنْكِي، وأبي محمد الشنتجالي، وَحَجَّ وَأَخَذَ عَنْ، أَبِي عِمْرَانَ الفَاسِي.
وَكَانَ مِنْ أَوْعِيَةِ العِلْمِ عَالِماً بِالحَدِيْثِ بَصِيْراً بِالاخْتِلاَف وَالتَّفْسِيْر وَالقِرَاءات لَمْ يَكُنْ يَرَى التَّقْلِيد وَلَهُ تَوَالِيف كَثِيْرَةٌ وَنظمٌ وَبلاغَة وَكَانَ يَنطوِي عَلَى دين وَورع وَعِفَّة وَتَقَلُّل.
قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ بنُ صَاعِد القَاضِي: كَانَ القَاسِمُ بنُ فَتح وَاحِدَ النَّاس فِي وَقته فِي العِلْمِ وَالعَمَلِ سَالكاً سَبِيْلَ السَّلَف فِي الصِّدْق وَالوَرَع مُتَقَدِّماً فِي علم اللِّسَان وَفِي القُرْآن وَأُصُوْلِ الفِقْه وَفروعه ذَا حَظٍّ مِنَ البلاغَة عَدِيْمَ النَّظير.
وَقَالَ الحُمَيْدِيُّ: هُوَ فَقِيْهٌ مَشْهُوْر عَالِمٌ زَاهِد يَتَفَقَّه بِالحَدِيْثِ وَلَهُ أَشعَار فِي الزُّهْد.
قُلْتُ: مَوْلِدُهُ فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَثَمَانِيْنَ وَثَلاَثِ مائَة.
وَمَاتَ فِي صَفَرٍ سَنَةَ إِحْدَى وَخَمْسِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة، وَقَدْ أَثْنَى عَلَيْهِ غَيْر وَاحِد.
وَلَهُ:
أَيَّامُ عُمْرِكَ تَذْهَبُ ... وَجمِيْعُ سَعْيِكَ يُكْتَبُ
ثُمَّ الشَّهِيْدُ عَلَيْك مِنْ ... كَ فَأَيْنَ أَيْنَ المَهْرَبُ
__________
1 ترجمته في الصلة لابن بشكوال "2/ 470".

(13/338)


الإسكاف، نصر الدولة:
4148- الإسكاف 1:
العَلاَّمَةُ الأُسْتَاذُ أَبُو القَاسِمِ عَبْدُ الجَبَّارِ بنُ عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدِ بنِ حَسْكَانَ الإِسْفَرَايينِيُّ الأَصَمُّ المُتَكَلِّمُ. عُرِفَ بِالإِسكَاف.
أَخَذَ عَنِ: الأُسْتَاذ أَبِي إِسْحَاقَ الإِسفرَايينِي وَغَيْرِهِ وَسَمِعَ: مِنْ عَبْدِ اللهِ بنِ يُوْسُفَ الأَصْبَهَانِيّ وَطَائِفَة.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو سَعِيْدٍ بنُ أَبِي نَاصِر وَغَيْرهُ. وَقرَأَ عَلَيْهِ إِمَامُ الحَرَمَيْنِ فَنَّ الأُصُوْل.
وَكَانَ وَرِعاً قَانِتاً عَابِداً زَاهِداً مُفْتِياً مُتَبَحِّراً مُبَرِّزاً فِي رَأْي أَبِي الحَسَنِ الأَشْعَرِيّ.
تُوُفِّيَ فِي الثَّامن وَالعِشْرِيْنَ مِنْ صفر سَنَة اثْنَتَيْنِ وَخَمْسِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة. ذكره ابْن عَسَاكِرَ فِي طَبَقَات العُلَمَاء الأَشعرِيَّة.
4139- نصر الدولة 2:
صَاحِبُ دِيَارِ بَكْرٍ وَمَيَّافَارِقين المَلِكُ نَصْرُ الدَّوْلَةِ أحمد بن مروان ابن دوسْتك الكُرْدِيُّ.
قَتَلَ أَخَاهُ مَنْصُوْراً بِقَلْعَة الهَتَّاخ وَتَمَكَّنَ وَكَانَتْ دَوْلَتُه إِحْدَى وَخَمْسِيْنَ سَنَةً.
وَكَانَ رَئِيْساً حَازِماً عَادِلاً مُكِبّاً عَلَى اللَّهْو وَمَعَ ذَا فَلَمْ تَفُتْهُ صَلاَةُ الصُّبْح فِيْمَا قِيْلَ وَكَانَ لَهُ ثَلاَثُ مائَةٍ وَسِتُّوْنَ سُرِّيَّة يَخلو كُلّ لَيْلَةٍ بوَاحِدَة خَلَّفَ عِدَّة أَوْلاَد مَدَحَتْهُ الشُّعَرَاء وَوزر لَهُ الوَزِيْرُ أَبُو القَاسِمِ ابْن المَغْرِبِيّ صَاحِب الأَدب مرَّتين ثُمَّ وَزر لَهُ فخر الدولة بن
__________
1 ترجمته في طبقات الشافعية للسبكي "5/ 99".
2 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "8/ 222"، والعبر "3/ 229"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "1/ 177" والوافي بالوفيات لصلاح الدين الصفدي "8/ 176"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 290".

(13/339)


جَهِيْر وَكَانَ مُحْتَشِماً كَثِيْرَ الأَمْوَال نَفَّذ إِلَى السُّلْطَانِ طُغْرُلْبَك تَقدِمة سَنِّيَّة وَتُحَفاً مِنْ جملتهَا الْجَبَل اليَاقُوْت الَّذِي كَانَ لِبَنِي بُويه أَخَذَه بِالثمن مِنِ ابْنِ جَلاَل الدَّوْلَة وَكَانَ مِنْ كَرَمِهِ يَبذُرُ الْقَمْح مِنَ الأَهرَاءِ لِلطُّيور.
تُوُفِّيَ فِي شَوَّال سَنَةَ ثَلاَثٍ وَخَمْسِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة وَعَاشَ نَحْوَ الثَّمَانِيْنَ وَتَملَّكَ بَعْدَهُ ابْنُه نِظَام الدَّوْلَة نَصْر.
فَمِنْ أَخْبَار نَصْر الدَّوْلَة وَالحَدِيْثُ شجُوْنٌ أَنَّ مملكَةَ المَوْصِلِ ذَهَبت مِنْ أَوْلاَد نَاصِر الدَّوْلَة ابْنَ حَمْدَان سَنَوَات وَانضمَّ وَلدَاهُ إِبْرَاهِيْمُ وَحُسَيْن إِلَى شرف الدَّوْلَة ابْنِ عَضُدِ الدَّوْلَة فَكَانَا مِنْ أُمَرَائِهِ فَلَمَّا تَملَّكَ أَخُوْهُ بهاء الدَّوْلَة؛ اسْتَأْذنَاهُ فِي المَسِيْر لأَخذ المَوْصِل فَأَذنَ لَهُمَا فَقَاتَلهُمَا عَامِلُهَا فَمَالتِ المَوَاصلَةُ إِلَى الأَخوين فَهَرَبَ العَامِلُ وَجُنده وَدَخَلَ الأَخَوَانِ المَوْصِلَ فَطَمِعَ فِيْهِمَا الأَمِيْرُ بَاد؛ صَاحِبُ ديَار بكر فَالتقَاهُمَا فَقِيْلَ: فَبَادَرَ ابْنُ أُخْته الأَمِيْرُ أَبُو عَلِيٍّ بنُ مَرْوَانَ الكُردي فِي سَنَةِ ثَمَانِيْنَ وَثَلاَثِ مائَة إِلَى حصنِ كَيْفَا وَهُنَاكَ زَوْجَةُ بَاد فَقَالَ لَهَا: قُتِلَ خَالِي وَأَنَا أَتَزَوَّجُكِ فَمَلَّكَتْهُ الحِصنَ وَغَيْرهُ وَاسْتَوْلَى عَلَى بلاَد خَالِهِ وَحَارَبَ وَلَدَي نَاصِرِ الدَّوْلَة مَرَّات وَسَارَ إِلَى مِصْرَ وَتَقلَّد مِنَ العَزِيْز حلبَ وَأَمَاكن وَرجَعَ فَوَثَبَ عَلَيْهِ شُطَّارُ آمِدَ بِالسكَاكين فَقتلُوْهُ وَتَملَّك بآمِدَ ابْنُ دمنَة وَقَامَ مُمَهِّدُ الدَّوْلَة أَخُو أَبِي عَلِيٍّ فَتَمَلَّك مَيَّافَارِقين فَعمل الأَمِيْرُ شروَةُ لَهُ دَعْوَةً قَتَلَهُ فِيْهَا وَاسْتَوْلَى عَلَى ممَالِك بنِي مَرْوَان سَنَة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعِ مائَة وَحَبَس مُمَهِّدُ الدَّوْلَة أَخَاهُ وَهُوَ أَحْمَدُ بنُ مَرْوَانَ صَاحِبُ التَّرْجَمَة لأَجْل رُؤْيَا فَإِنَّهُ رَأَى الشَّمْس فِي حَجْره وَقَدْ أَخَذَهَا مِنْهُ أَحْمَدُ فَأَخْرَجَهُ شروَةٌ مِنَ السجْن وَأَعْطَاهُ أَرْزَن. هَذَا كُلّه وَأَبُوْهم مَرْوَان باقٍ أَعْمَى مقيمٌ بِأَرْزَنَ فَتمكَّن أَحْمَدُ وَخَرَجتِ البِلاَدُ عَنْ، طَاعَة شَروَة وَاسْتَوْلَى أَحْمَدُ عَلَى مَدَائِن ديَار بكر وَامتدت أَيَّامُهُ وَأَمَّا المَوْصِل فَقصدهَا الأَمِيْرُ أَبُو الذّوَّاد مُحَمَّدُ بنُ المُسيِّب العُقَيْلِيّ وَحَارَبَ وَظفر بصَاحِبهَا أَبِي الطَّاهِر إِبْرَاهِيْمَ بن نَاصِر الدَّوْلَة وَبأَوْلاَدِه وَبجَمَاعَةٍ مِنْ قواده فقتلهم وتملك زمانًا.
طَالت إِمْرَةُ ابْنِه نَصْر
وَتُوُفِّيَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة، وَتَمَلَّكَ بَعْدَهُ ابْنه مَنْصُوْر.

(13/340)


الملك الرحيم، الراغب، الكراجكي، ابن أبي شمس:
4150- الملك الرحيم 1:
المَلِكُ أَبُو نَصْرٍ؛ خُسْرُو ابْنُ المَلِكِ أَبِي كَالَيْجَارَ ابْنِ المَلِكِ سُلْطَانِ الدَّوْلَةِ ابْنِ بَهَاءِ الدَّوْلَةِ ابْنِ عَضُدِ الدَّوْلَةِ ابْنِ رُكْنِ الدَّوْلَةِ ابْنِ بُوَيْه.
كَانَ خَاتِمَةَ مُلُوْك بنِي بُويه الدَّيْلَم.
انْتزع مِنْهُ السُّلْطَانُ طُغْرُلْبَك المُلك وَأَخَذَه وَسَجَنَهُ مُدَّة بِقَلْعَة الرَّيّ بَعْدَ أَنْ أَتَى بِرجليه إِلَيْهِ مُسْتَأمناً فَغَدَرَ بِهِ فِي سَنَةِ سَبْعٍ وَأَرْبَعِيْنَ.
وَتُوُفِّيَ محبوساً فِي سَنَةِ خَمْسِيْنَ وأربع مائة، وكان ضعيف الدولة.
4151- الراغب 2:
العَلاَّمَةُ المَاهِرُ المُحَقِّقُ البَاهِرُ أَبُو القَاسِمِ؛ الحُسَيْنُ بن محمد بنِ المُفَضَّلِ الأَصْبَهَانِيُّ، المُلَقَّبُ بِالرَّاغِبِ، صَاحِبُ التَّصَانِيْفِ.
كَانَ مِنْ أَذكيَاء المتكلِّمِين لَمْ أَظفر لَهُ بِوَفَاة وَلاَ بتَرْجَمَة.
وَكَانَ إِنْ شَاءَ اللهُ فِي هَذَا الوَقْت حياً يُسْأَل عَنْهُ لَعَلَّهُ في الألقاب لابن الفوطي.
4152- الكراجكي 3:
شَيْخُ الرَّافِضَّةِ، وَعَالِمُهُم أَبُو الفَتْحِ؛ مُحَمَّدُ بنُ علي، صاحب التصانيف.
مَاتَ بِمدينَة صُوْر سَنَة تِسْعٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائة.
4153- ابن أبي شمس 4:
الشَّيْخُ الإِمَامُ الفَقِيْهُ الرَّئِيْسُ شَيْخُ القُرَّاءِ؛ أَبُو سَعْدٍ أَحْمَدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ مُوْسَى بنِ أَحْمَدَ بنِ مَنْصُوْرٍ النَّيْسَابُوْرِيُّ الشَّامَاتِيُّ المُقْرِئُ. عُرِفَ بِابْنِ أَبِي شَمْس صَاحِبُ تِيْك الأَرْبَعِيْنَ حَدِيْثاً.
حَدَّثَ عَنْ، أَبِي مُحَمَّدٍ المَخْلَدي، وَأَبِي طَاهِر بن خُزَيْمَةَ، وَأَبِي بَكْرٍ الجَوزقِي، وَأَبِي نُعَيْمٍ عَبْدِ الْملك بن الحَسَنِ وَأَبِي القَاسِمِ بن حَبِيْبٍ المُفسر وَالقَاضِي أَبِي مَنْصُوْرٍ الأَزْدِيّ؛ لقِيه بهَرَاة. وَسَمِعَ: كِتَاب الغَايَة فِي القِرَاءات مِنْ أَبِي بَكْرٍ بنِ مِهْرَانَ المُؤَلّف.
حَدَّثَ عَنْهُ: أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ صَاعِد القَاضِي، وَزَاهِرُ بنُ طَاهِر، وَأَبُو المُظَفَّرِ عبدُ الْمُنعم بن القُشَيْرِيّ وَطَائِفَة.
قَالَ عبدُ الغَافِرِ فِي السيَاق: شَيْخٌ فَاضِلٌ ثِقَةٌ عَالِمٌ بِالقِرَاءات متصرفٌ فِي الأُمُوْر اخْتَاره المَشَايِخُ لنِيَابَة الرِّئَاسَة بِنَيْسَابُوْرَ مُدَّةً لحُسن كَفَاءته وَفَضْلِهِ بِالتَّوسط بَيْنَ الْخُصُوم عَقَدَ مَجْلِس الإِملاَء وَأَملَى سِنِيْنَ وَمَاتَ فِي شَعْبَانَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَخَمْسِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة وَلَهُ نَحْوٌ من ثمانين سنةً رحمه الله.
__________
1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "8/ 164"، والعبر "3/ 224"، وتاريخ ابن خلدون "3/ 459"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 287".
2 ترجمته في بغية الوعاة للسيوطي "2/ 297"، والأعلام للزركلي "2/ 255".
3 ترجمته في العبر "3/ 220"، ولسان الميزان "5/ 300"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 283".
4 ترجمته في العبر "3/ 231"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 292".

(13/341)


4154- أبو طاهر الثقفي 1:
الشَّيْخُ العَالِمُ الثِّقَةُ المُحَدِّثُ مُسْنِدَ أَصْبَهَانَ أَبُو طاهر؛ أحمد ابن مَحْمُوْدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ مَحْمُوْدٍ الثَّقَفِيُّ الأَصْبَهَانِيُّ المُؤَدِّبُ جَدٌّ لِيَحْيَى بنِ مَحْمُوْدٍ الثَّقَفِيِّ المتَأَخِّرِ.
وُلِدَ سَنَةَ سِتِّيْنَ وَثَلاَثِ مائَة.
سَمِعَ: مِنْ أَبِي الشَّيْخِ وَحَدَّثَ عَنْ، أَبِي بَكْرٍ بنِ المُقْرِئ وَأَبِي أَحْمَدَ بن جَمِيْل وَأَبِي مُسْلِم عَبْد الرَّحْمَنِ بن شَهِدل وَأَحْمَد بن عَلِيٍّ الخُلْقَانِي وَالحَافِظِ أَبِي عَبْدِ اللهِ بنِ مَنْده وَطَائِفَةٍ كَبِيْرَة.
وَعُنِي بِهَذَا الشَّأْن وَارْتَحَلَ إِلَى الرَّيّ وَسَمِعَ: مِنْ جَعْفَر بن فَنَّاكِي مُسْنَد ابْن هَارُوْنَ الرُّويَانِي.
قَالَ يَحْيَى بنُ مَنْدَة: سَمِعَ: كِتَاب العظمَة مِنْ أَبِي الشَّيْخِ بن حَيَّانَ وَكَانَ يَقُوْلُ: سَمِعْتُ مِنْ أَبِي الشَّيْخِ فَلَمْ يُظهر سَمَاعَه إلَّا بَعْدَ مَوْته. قَالَ: وَهُوَ شَيْخٌ صَالِحٌ ثِقَة وَاسِعُ الرِّوَايَة صَاحِبُ أُصُوْل حسنُ الْخط مقبولٌ مُتَعَصِّبٌ لأَهْل السُّنَّة ظهر سماعه لمسند الرُّويَانِي بَعْدَ مَوْته وَظهر سَمَاعُهُ لِكِتَابِ العظمَة بَعْد مَوْته بِقَلِيْلٍ.
قُلْتُ: حَدَّثَ عَنْهُ: يَحْيَى بنُ مَنْدَة وَسَعِيْدُ بنُ أَبِي الرَّجَاءِ وَمُحَمَّدُ ابن مُحَمَّدٍ القَطَّان
وَسَهْلُ بنُ نَاصِر الكَاتِب وَالحُسَيْنُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ الخَلاَّل وَحَمْدُ بنُ الفَضْلِ الخَوَّاص الحَافِظ وَخَلْقٌ.
مَاتَ فِي رَبِيْعٍ الأَوَّلِ سَنَةَ خَمْسٍ وَخَمْسِيْنَ وأربع مائة.
__________
1 ترجمته في العبر "3/ 234"، والوافي بالوفيات لصلاح الدين الصفدي "8/ 165"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 296".

(13/342)


4155- ابن برهان 1:
العَلاَّمَةُ شَيْخُ العَرَبِيَّةِ ذُو الفُنُوْنِ أَبُو القَاسِمِ؛ عَبْدُ الوَاحِدِ بنُ عَلِيِّ بنِ بَرْهَانَ العُكْبَرِيُّ.
سَمِعَ الكَثِيْر مِنْ: أَبِي عَبْدِ اللهِ بنِ بَطَّة، وَلَمْ يَروِ عَنْهُ.
وَذَكَرَهُ الخَطِيْب فِي "تاريخه" فقال: كان مضطلعًا بعلوم كثيرة مِنْهَا: النَّحْو وَالأَنسَاب وَاللُّغَة وَأَيَّامُ العَرَب وَالمُتَقَدِّمِيْنَ وَلَهُ أُنْسٌ شَدِيد بِعِلْم الحَدِيْث.
وَقَالَ ابْنُ مَاكُوْلاَ: هُوَ مِنْ أَصْحَابِ ابْن بَطَّة. وَأَخْبَرَنِي أَبُو مُحَمَّدٍ بنُ التَّمِيْمِيّ أَنْ أَصل ابْن بطة بمعجم البَغَوِيّ وَقَعَ عِنْدَهُ وَفِيْهِ سَمَاعُ ابْن بَرْهَان وَأَنَّهُ قرَأَ عَلَيْهِ لِوَلَدَيْهِ.
ثُمَّ قَالَ ابْنُ مَاكُوْلا: ذهب بِمَوْته علمُ العَرَبِيَّة مِنْ بَغْدَادَ وَكَانَ أَحَدَ مَنْ يَعرف الأَنسَاب وَلَمْ أَرَ مِثْله وَكَانَ حَنَفِيّاً تَفَقَّهَ وَأَخَذَ الكَلاَم عَنْ، أَبِي الحُسَيْنِ البَصْرِيّ وَتَقدَّم فِيْهِ وَصَارَ لَهُ اخْتِيَارٌ فِي الفِقْه.
وَكَانَ يَمْشِي فِي الأَسواقِ مكشوفَ الرَّأْس، وَلَمْ يَقبلْ مِنْ أَحَد شَيْئاً.
مَاتَ فِي جُمَادَى الآخِرَة سَنَة سِتٍّ وَخَمْسِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة وَقَدْ جَاوَزَ الثَّمَانِيْنَ.
وَكَانَ يَمِيْلُ إِلَى مَذْهَب مُرْجِئَة المُعْتَزِلَة وَيَعتقد أَنَّ الكُفَّار لاَ يُخلَّدُوْنَ فِي النَّارِ.
وَذكره يَاقُوْت فِي "الأُدبَاء" فَقَالَ: نَقلْتُ مَنْ خطّ عَبْد الرَّحِيْمِ بن وَهْبَانَ قَالَ: نَقلْتُ منْ خطّ أَبِي بكر بن السمع: اني سمعت المبارك بن الطُّيورِي سَمِعْتُ أَبَا القَاسِمِ بنَ بَرْهَان يَقُوْلُ: دَخَلتُ عَلَى الشَّرِيْف المُرْتَضَى فِي مَرَضِهِ وَقَدْ حوَّل وَجهه إِلَى الحَائِطِ وَهُوَ يَقُوْلُ: أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَليَا فَعدلا وَاسْتُرحمَا فَرحِمَا أَفَأَنَا أَقُوْل: ارْتدَا بَعْدَ أَنْ أَسْلَمَا؟ قَالَ: فَقُمنَا وَخَرَجتُ فَمَا بلغت عتبَةَ البَاب حَتَّى سَمِعْتُ الزعقة عليه.
__________
1 ترجمته في تاريخ بغداد "11/ 17"، والإكمال لابن ماكولا "1/ 246"، والمنتظم لابن الجوزي "8/ 236"، والعبر "3/ 237"، وميزان الاعتدال "2/ 675"، ولسان الميزان "4/ 82"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 75"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 297".

(13/343)


قُلْتُ: حُجَّتُه فِي خُرُوْج الكُفَّارِ هُوَ مَفْهُوم الْعدَد مِنْ قَوْله: {لابِثِيْنَ فِيها أَحْقَابًا} [النّبأَ:23] وَلاَ يَنفعُه ذَلِكَ لِعُموم قَوْله: {وَمَا هُمْ بِخارِجِينَ مِنَ النَّارِ} [البَقَرَة:167] وَلقوله: {خَالِدِيْنَ فِيها أَبَدًا} [النِّسَاء: 169] إِلَى غَيْر ذَلِكَ وَفِي المَسْأَلَةِ بَحْثٌ عِنْدِي أَفْرَدْتُهَا فِي جُزْء.
وَمَاتَ مَعَهُ فِي سَنَةِ سِتٍّ شَمْس الأُمَّة الحَلوَائِي وَالمُحَدِّثُ أَبُو الوَلِيْدِ الدَّرَبَنْدِي وَقَاضِي الأَنْدَلُس أَبُو القَاسِمِ سرَاجُ بنُ عَبْدِ اللهِ وَالحَافِظُ عَبْدُ العَزِيْزِ النَّخْشَبِيّ وَأَبُو شَاكِر القَبْرِي ثُمَّ القُرْطُبِيّ وَأَبُو مُحَمَّدٍ بنُ حَزْمٍ الفَقِيْهُ وَالملك شِهَابُ الدَّوْلَة قُتُلْمِش بن إِسْرَائِيْل بن سَلْجُوْق صَاحِبُ الرُّوْم؛ هُوَ جدُّ مُلُوْك الرُّوْم وَأَبُو الحُسَيْنِ بنُ النَّرْسِيّ وَأَبُو سَعِيْدٍ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ النَّيْسَابُوْرِيّ الخشاب والوزير عميد الملك أبو نصر محمد بن منصور الكندري؛ وزير طغرلبك.

(13/344)


4156- ابن شاهين 1:
الشَّيْخ المُسْنِدُ الكَبِيْرِ أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ حَسَنِ بنِ شَاهِيْنٍ الفَارِسِيُّ الشَّاهينِيُّ السَّمَرْقَنْدِيُّ.
سَمِعَ: فِي سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَة مِنْ: أَبِي بَكْرٍ مُحَمَّدِ بن جَعْفَرٍ ابْن جَابِر بسَمَاعِه مِنْ مُحَمَّد بن الفَضْلِ البَلْخِيّ الوَاعِظ؛ صَاحِب قُتَيْبَة بن سَعِيْدٍ. وَسَمِعَ مِنْ أَبِي عَلِيٍّ إِسْمَاعِيْلَ بنِ حَاجِب صَاحِبِ الفَرَبْرِي، وَمِنَ الحَافِظ أَبِي سَعْدٍ الإدريسي وطائفة.
ذكره أبو سعد السمع: اني فَقَالَ: رَوَى عَنْهُ أَهْل سَمَرْقَنْد وَلَهُ أَوقَافٌ كَثِيْرَة وَمَعْرُوْف. وَتُوُفِّيَ فِي ذِي القَعْدَةِ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَخَمْسِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة.
قُلْتُ: عَاشَ نَيِّفاً وَتِسْعِيْنَ سَنَةً.
حَدَّثَ عَنْهُ: عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ الصَّيْرَفِيّ وَجَمَاعَةٌ كَانُوا أَحْيَاء بَعْد الخَمْسِ مائَة لا أكاد أعرفهم.
__________
1 ترجمته في الأنساب للسمعاني "7/ 272" [الشاهيني] ، واللباب لابن الأثير "2/ 181".

(13/344)


أبو حاتم القزويني، ابن شق الليل:
4157- أبو حاتم القزويني 1:
العَلاَّمَةُ الأَوْحَدُ أَبُو حَاتِمٍ؛ مَحْمُوْدُ بنُ حَسَنٍ الطَّبَرِيُّ القَزْوِيْنِيُّ الشَّافِعِيُّ الفَقِيْهُ الأُصُوْلِيُّ الفَرَضِيُّ صَاحِبُ التَّصَانِيْفِ الغزِيْرَةِ فِي الخلاَفِ وَالأُصُوْلِ وَالمَذْهَبِ.
أَخَذَ الأُصُوْل، عَنْ أَبِي بَكْرٍ بنِ البَاقِلاَّنِيّ وَالفَرَائِض، عَنِ ابْنِ اللَّبَّان وَالفِقْه، عَنِ الشَّيْخ أَبِي حَامِدٍ وَجَمَاعَةٍ مِنْ مَشَايِخ آمُل.
قَالَ الشَّيْخُ أَبُو إِسْحَاقَ: لَمْ أَنْتفع بِأَحد فِي الرّحلَة مَا انتفعتُ بِهِ وَبَالقَاضِي أَبِي الطّيب.
أَخْبَرَنَا الحَسَنُ بنُ عَلِيٍّ، أَخْبَرَنَا جَعْفَرٌ، أَخْبَرَنَا السِّلَفِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو الفَرَجِ مُحَمَّدُ بنُ أَبِي حَاتِمٍ القَزْوِيْنِيّ إِمْلاَءً، أَخْبَرَنَا أَبِي أَخْبَرَنَا، مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ النَّاتلِي، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَبِي حَاتِمٍ، حَدَّثَنَا يُوْنُسُ بنُ عَبْدِ الأَعْلَى. فَذَكَرَ حديثًا.
4158- ابن شق الليل 2:
الشَّيْخُ الإِمَامُ الحَافِظُ المُجَوِّدُ الرَّحَّال أَبُو عَبْدِ اللهِ؛ مُحَمَّدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ مُوْسَى بنِ عَبْدِ السَّلاَمِ الأَنْصَارِيُّ الأَنْدَلُسِيُّ الطُّلَيْطِلِيُّ المَعْرُوف بِابْنِ شُقَّ اللَّيْلُ.
حَجَّ وَلقِي بِمَكَّةَ أَحْمَدَ بنَ فِرَاس العَبْقَسِي وَعُبَيْد اللهِ السَّقَطِيّ وَأَبَا الحَسَنِ بنَ جَهْضَم. وَبمصر أَبَا مُحَمَّدٍ عَبْدَ الغَنِيِّ بن سَعِيْدٍ الحَافِظ، وَأَبَا مُحَمَّدٍ بن النَّحَّاسِ، وَأَحْمَد بنَ ثَرْثَال، وَابْن مُنِيْر الخشَاب، وَعِدَّة وَبَالأَنْدَلُس الصَّاحبين، أَبَا إِسْحَاقَ بن شَنْظِيْر، وَأَبَا جَعْفَرٍ بن مَيْمُوْن فَأَكْثَر عَنْهُمَا، وَهُوَ أَعْلَى إِسْنَاداً مِنْهُمَا، وَرَوَى أَيْضاً، عَنِ المُنْذِر بن المُنْذِرِ، وَأَبِي الحَسَنِ بن مُصلح.
قَالَ ابْنُ بَشْكُوَال وَغَيْرهُ: كَانَ ابْنُ شُقَّ اللَّيْلُ فَقِيْهاً إِمَاماً مُتكُلَّماً، عَارِفاً، بِمَذْهَب مَالِك حَافِظاً مُتْقِناً بَصِيْراً بِالرِّجَال وَالعلل مَليحَ الخطِّ جَيِّدَ المُشَارَكَة فِي الفُنُوْنِ نَحْويّاً شَاعِراً مُجيداً لُغوياً دَيِّناً فَاضِلاً كَثِيْرَ التَّصَانِيْف حُلوَ العبَارَة. وُلِدَ فِي حُدُوْدِ سَنَةِ ثَمَانِيْنَ وَثَلاَثِ مائَة وَتُوُفِّيَ بِمدينَة طلبيرة في نصف شعبان سنة خمس وَخَمْسِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة وَلَهُ بِضْعٌ وَسَبْعُوْنَ سَنَةً.
__________
1 ترجمته في طبقات الشافعية للسبكي "5/ 312".
2 ترجمته في الصلة لابن بشكوال "2/ 539"، والوافي بالوفيات لصلاح الدين الصفدي "1/ 343"، وبغية الوعاة للسيوطي "1/ 15".

(13/345)


الحنائي، صاحب اليمن:
4159- الحنائي 1:
الشَّيْخُ العَالِمُ العَدْلُ أَبُو القَاسِمِ الحُسَيْنُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ بنِ الحُسَيْنِ الدِّمَشْقِيُّ الحِنَّائِي؛ صَاحِبُ الأَجْزَاءِ الحِنَّائِيَات العَشْرَة الَّتِي انتقَاهَا لَهُ الحَافِظُ عَبْدُ العَزِيْزِ النَّخْشَبِيُّ.
حَدَّثَ عَنْ: عَبْدِ الوَهَّابِ الكِلاَبِيّ، وَالحَسَنِ بن دُرُسْتَوَيْه، وَعَبْدِ اللهِ ابن مُحَمَّدٍ الحِنَّائِي، وَتَمَّام بن مُحَمَّدٍ الرَّازِيّ، وَأَبِي بَكْرٍ بنِ أَبِي الحَدِيْد، وَمُحَمَّدِ بن عَبْدِ الرَّحْمَنِ القَطَّان، وَأَبِي الحَسَنِ بن جَهْضَم وَعِدَّة.
حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو سَعْدٍ السَّمَّانُ، وَأَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ، وَمكِيٌّ الرَّمْلِيُّ، وَأَبُو نَصْرٍ بنُ مَاكُوْلا وَسَهْلُ بنُ بِشْرٍ، وَعبدُ الْمُنعم بن عَلِيٍّ الكِلاَبِيّ، وَأَبُو القَاسِمِ النَّسِيْب، وَأَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّد، وَأَبُو الحُسَيْنِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ؛ وَلدَاهُ. وَأَبُو الحَسَنِ بنُ الموَازِينِي، وَطَاهِرُ بنُ سَهْلٍ الإِسفرَايينِيّ، وَعَبْدُ الكَرِيْمِ بنُ حَمْزَةَ وَهِبَةُ اللهِ بنُ الأَكْفَانِي، وَأَبُو الحَسَنِ بنُ سَعِيْد، وَثَعْلَبُ بنُ جَعْفَرٍ السَّرَّاج وَآخَرُوْنَ.
وَكَانَ مُحَدِّث البَلَد فِي وَقته.
قَالَ النَّسِيْب: سَأَلتُ الشَّيْخ الثِّقَة الدَّيِّن الفَاضِل أبا القاسم الحِنَّائِي المُحَدِّث عَنْ، مَوْلِده فَقَالَ: فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَسَبْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَة.
وَقَالَ ابْنُ مَاكُوْلا: كَتَبْتُ عَنْهُ وَكَانَ ثِقَةً وَهُوَ مَنْسُوْبٌ إِلَى بيع الحِنَّاء.
قَالَ الكتَّانِي: تُوُفِّيَ فِي جُمَادَى الأُوْلَى سَنَة تِسْعٍ وَخَمْسِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة. قَالَ: وَهُوَ آخِرُ أَصْحَاب ابْن دُرُسْتَوَيْه وَدُفِنَ عَلَى أَخِيْهِ عليّ بِمَقْبَرَة بَاب كَيْسَان وَكَانَتْ لَهُ جِنَازَة عَظِيْمَة؛ مَا رَأَينَا مِثْلهَا مِنْ مُدَّة.
4160- صَاحِبُ اليَمَنِ 2:
كَانَ مِنْ بَقَايَا مُلُوْكِ اليَمَنِ طِفْلٌ مِنْ آلِ ابْنِ زِيَادٍ الَّذِي اسْتَولَى عَلَى اليَمَنِ بَعْدَ المائَتَيْنِ فَدَامَ الأَمْرُ بِيَدِ أَوْلاَدِهِ أَزْيَدَ مِنْ مائَتَيْنِ وَسِتِّيْنَ سَنَةً وَدَبَّرَ الأُمُوْرَ مَوَالِي الصَّبيِّ؛ كَالخَادِم مرجَان وَنجَاحٍ الحَبشِيّ، وَنَفِيْسٍ وَثَلاَثتهم مِنْ عبيد الوَزِيْر حُسَيْن النُّوْبِيّ الَّذِي مرَّ بَعْد الأَرْبَعِ مائَة وَجَرَتْ أُمُوْرٌ إِلَى أَنْ دُفن الصَّبيّ وَعَمَّتُهُ السَّيِّدَةُ حَيَّيْن. وَكَانَتْ هَذِهِ الدَّوْلَةُ الزِّيَادِيَّةُ فِي طَاعَة بَنِي العَبَّاسِ وَيُهَادُونَهُم ثُمَّ عَسْكَر نَجَاحٌ وَحَارَبَ نَفِيساً مَرَّاتٍ وَتَمَكَّنَ هَذَا وَدُعَاةُ بنِي عُبيد يَأْتُوْنَ مِنْ مِصْرَ وَورَاءهم خَلاَئِق مِنْ أَتْبَاعهُم وَزَادَ الهَرْجُ إِلَى أَنْ ظهر الصُّلَيحِي. وَكَانَ المَلِكُ نَجَاحٌ حَازِماً سَائِساً وَلَهُ عِدَّةُ أَوْلاَد نُبَلاَء. امْتَدَّتْ أَيَّامُ نَجَاح الحَبشِيّ نَحْواً مِنْ أَرْبَعِيْنَ عَاماً فَقِيْلَ: إِنَّ الصُّليحِي أَهدَى إِلَيْهِ سُرِّيَّةً فَسَمَّتْهُ فِي سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَخَمْسِيْنَ وَتَملَّكَ بَعْدَهُ ابْنُهُ سَعِيْد الأَحْوَل ثَلاَثَ سِنِيْنَ وَغَلَبَ الصُّليحِي فَهَرَبَ الأَحْوَلُ إِلَى الحَبَشَةِ ثُمَّ أَقْبَل بَعْد زَمَان فَقُتِلَ الصُّليحِيُّ فِي سَنَةِ ثَلاَثٍ وَسَبْعِيْنَ وأربع مائة وجرت أمور وعجائب.
__________
1 ترجمته في الإكمال لابن ماكولا "3/ 60"، والأنساب للسمعاني "4/ 244"، والعبر "3/ 245"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 307".
2 ترجمته في تاريخ ابن خلدون "4/ 214".

(13/346)


البساسيري، صاحب غزنة:
4161- البساسيري 1:
أبو الحارث المُلَقَّبُ بِالمُظَفَّرِ، مَلِكُ الأُمَرَاءِ آرسلاَن التُّرْكِيُّ البَسَاسِيْرِيُّ نِسْبَةً إِلَى تَاجرٍ بَاعَهُ مِنْ أَهْلِ فَسَا. وَالصَّوَاب: فَسَوِي فَقيلت عَلَى غَيْر قيَاس كَعَادَة الْعَجم.
تَرقَّت بِهِ الأَحْوَالُ إِلَى أَنْ نَابذ الخليفة وخرج عليه وكاتب صَاحِب مِصْر المُسْتنصر فَأَمَدَّهُ بِأَمْوَالٍ وَسِلاَحٍ فَأَقْبَل فِي عَسْكَرٍ قَلِيْل وَتوثَّب عَلَى بَغْدَاد فَفَرَّ مِنْهُ القَائِم وَتَذَمَّمَ بِأَمِيْر العَرَب مُهَارش وَعَاث جَمْعُ البسَاسيرِي وَأَقَامَ الدعوَةَ بِالعِرَاقِ لِلمُسْتنصر سَنَة وَقَتَلَ الوَزِيْر وَفَعَل القبَائِح حَتَّى أَقْبَل طُغْرُلْبَك وَنَصَرَ الخَلِيْفَةَ وَنزح البسَاسيرِيُّ فَاتَّبعه عَسْكَرٌ فَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ فَلله الْحَمد قِيْلَ: سَنَةَ إِحْدَى وخمسين في ذي الحجة.
4162- صاحب غزنة:
السلطان فرخزاد بن السلطان مسعود بن السُّلْطَانِ الكَبِيْرِ مَحْمُوْدِ بنِ سُبُكْتِكِينَ.
كَانَ مَلِكاً سَائِساً مَهِيْباً شُجَاعاً مُتَّسِعَ الممَالِك هجم عَلَيْهِ ممَاليكُه الحَمَّام فَكَانَ عِنْدَهُ سَيْفُه فَشَدَّ عَلَيْهِم وَسَلِمَ وَأَدْرَكَهُ الحرسُ وَقتلُوا أَولئك ثُمَّ صَارَ بَعْدُ يُكْثِرُ مِنْ ذِكْرِ المَوْت وَيَزْهَدُ فِي الدنيا فأخذه قولنج فِي سَنَةِ إِحْدَى وَخَمْسِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة فَمَاتَ. وَتَمَلَّكَ أَخُوْهُ إِبْرَاهِيْمُ فَجَاهد،وَنشر العَدْل، وَفتحَ قلاعًا من الهند.
__________
1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "8/ 190"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "1/ 192"، والعبر "3/ 220"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 287".

(13/347)


زهير بن حسن، ابن بندار:
4163- زهير بن حسن 1:
ابن علي العَلاَّمَةُ، شَيْخُ الشَّافِعِيَّةِ، أَبُو نَصْرٍ السَّرْخَسِيُّ.
وُلِدَ بَعْدَ السَّبْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَة.
وَسَمِعَ مِنْ: زَاهِر بن أَحْمَدَ السَّرْخَسِيّ، وَبِبَغْدَادَ مِنْ أَبِي طَاهِر المُخَلِّص، وَبِالبَصْرَةِ السُّنَن مِنَ القَاضِي أَبِي عُمَرَ الهَاشِمِيّ.
وَتَفَقَّهَ بِالشَّيْخ أَبِي حَامِدٍ الإِسفرَايينِي.
قَالَ أَبُو سَعْدٍ السَّمْعَانِيُّ: لَقيتُ مِنْ أَصْحَابِهِ أَبَا نَصْر مُحَمَّدَ بن أَبِي عَبْدِ اللهِ بِسَرْخَس.
وَقَدْ قَالَ بَعْضُ الشَّافِعِيَّة: مَا رَأَيْتُ تَعليقَةً أَحْسَن مِنْ تَعليقَة زُهَيْر عَنْ، أَبِي حَامِدٍ الإِسفرَايينِي لاَزمه سِتَّ سِنِيْنَ تُوُفِّيَ فِي شَوَّال سنة أربع وخمسين وَأَرْبَعِ مائَة وَهُوَ فِي عَشْرِ التِّسْعِيْنَ. وَقِيْلَ: بَلْ تُوُفِّيَ سَنَةَ خَمْسٍ وَخَمْسِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة.
وَكَانَ رَئِيْسَ المُحَدِّثِيْنَ بسَرْخَس.
وَفِيْهَا مَاتَ أَبُو طَاهِرٍ أَحْمَد بن مَحْمُوْد الثَّقَفِيّ وَإِبْرَاهِيْم بن مَنْصُوْر سِبْط بَحْرُويه وَأَبُو يَعْلَى الصَّابُوْنِيّ وَمُصَنِّفُ العنوَان أَبُو الطَّاهِرِ إِسْمَاعِيْلُ بنُ خَلَف بِمِصْرَ وَالسُّلْطَانُ طُغْرُلْبَك السَّلْجُوْقِي وَمُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ حَمْدُوْنَ السُّلَمِيُّ وَأَبُو الخَطَّاب العَلاَء بن عَبْدِ الوَهَّابِ بنِ حَزْمٍ الرَّحَّال نَسيبُ أَبِي مُحَمَّدٍ الفقيه شابًا.
4164- ابن بندار 2:
الإِمَامُ القُدْوَةُ شَيْخُ الإِسْلاَمِ أَبُو الفَضْلِ عَبْدُ الرحمن بن المُحَدِّثِ أَحْمَدَ بنِ الحَسَنِ بنِ بُنْدَارٍ العِجْلِيُّ الرَّازِيُّ المَكِّيُّ المَوْلِدِ، المُقْرِئُ.
تَلاَ عَلَى أَبِي عَبْدِ اللهِ المُجَاهِدي؛ تِلْمِيْذِ ابْن مُجَاهِد، وَتَلاَ بحرف ابن عَامِرٍ عَلَى مُقْرِئ دِمَشْق عَلِيِّ بن دَاوُدَ الدَّارَانِي، وَتَلاَ بِبَغْدَادَ عَلَى أَبِي الحَسَنِ الحَمَّامِي، وجماعة.
__________
1 ترجمته في الأنساب للسمعاني "5/ 56"، [الخدامي] ، واللباب لابن الأثير "1/ 425"، والعبر "3/ 232"، والمنتظم لابن الجوزي "8/ 232"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 292".
2 ترجمته في العبر "3/ 232"، وتذكرة الحفاظ "3/ ص 1128"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 71"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 293".

(13/348)


وَسَمِعَ بِمَكَّةَ مِنْ: أَحْمَد بن فِرَاس، وَعَلِيِّ بن جَعْفَرٍ السيروَانِي الزَّاهِد، وَوَالدِه أَبِي العَبَّاسِ بن بُنْدَار، وَبَالرَّيّ مِنْ جَعْفَرِ بن فنَاكِي. وَبِبَغْدَادَ مِنْ أَبِي الحَسَنِ الرّفَاء، وَعِدَّة وَبِدِمَشْقَ مِنْ عَبْدِ الوَهَّابِ الكِلاَبِيّ وَبِأَصْبَهَانَ مِنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ بنِ مَنْدَة وَبِالبَصْرَةِ وَالكُوْفَة وَحَرَّان وَتستر وَالرُّهَا وَفَسَا وَحِمْص وَمِصْر وَالرّملَة وَنِيسَابور وَنَسَا وَجُرْجَان وَجَال فِي الآفَاق عَامَّة عُمُره وَكَانَ مِنْ أَفرَادِ الدَّهْر عِلْماً وَعملاً.
أَخَذَ عَنْهُ: المُسْتغفرِي أَحَدُ شُيُوْخِهِ، وَأَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ، وَأَبُو صَالِحٍ المُؤَذِّن، وَنَصْرُ بنُ مُحَمَّدٍ الشيرَازِيُّ شَيْخٌ لِلسِّلَفِيِّ، وَأَبُو عَلِيٍّ الحَدَّاد، وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ الدَّقَّاق، وَالحُسَيْنُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ الخلاَّل، وَأَبُو سَهْلٍ بنُ سَعْدَوَيْه، وَفَاطِمَةُ بِنْت البَغْدَادِيّ وَخَلْق. وَلحقَ بِمِصْرَ أَبَا مُسْلِمٍ الكَاتِب.
قَالَ عبدُ الغَافِرِ بنُ إِسْمَاعِيْلَ: كَانَ ثِقَةً جَوَّالاً إِمَاماً فِي القِرَاءات أَوحدَ فِي طرِيقِهِ كَانَ الشُّيُوْخ يُعَظِّمُونَهُ، وَكَانَ لاَ يَسْكُنُ الخَوَانِق بَلْ يَأْوِي إِلَى مَسْجِد خرَابٍ فَإِذَا عُرِفَ مَكَانُه نَزَحَ وَكَانَ لاَ يَأْخُذُ مِنْ أَحَدٍ شَيْئاً فَإِذَا فُتِحَ عَلَيْهِ بِشَيْءٍ آثَرَ بِهِ.
وَقَالَ يَحْيَى بنُ مَنْدَة: قرَأَ عَلَيْهِ القُرْآن جماعة وخرج من عندنا إلى كَرْمَان فَحَدَّثَ بِهَا وَتُوُفِّيَ فِي بلد أَوْشِير فِي جُمَادَى الأُوْلَى سَنَةَ أَرْبَعٍ وَخَمْسِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة.
قَالَ: وَوُلِدَ سَنَةَ إِحْدَى وَسَبْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَة، وَهُوَ ثِقَةٌ وَرع مُتَدَيِّن عَارِفٌ بِالقِرَاءات عَالِمٌ بِالأَدب وَالنَّحْو هُوَ أَكْبَرُ مِنْ أَنْ يَدُلَّ عَلَيْهِ مِثْلِي، وَأَشهرُ مِنَ الشَّمْس وَأَضوَأُ مِنَ القَمَر ذُو فُنُوْن مِنَ العِلْمِ وَكَانَ مَهِيْباً منظوراً فَصِيْحاً حسنَ الطّرِيقَة كَبِيْرَ الْوَزْن.
قَالَ السِّلَفِيّ: سَمِعْتُ عبدَ السَّلام بن سَلَمَةَ بِمَرَنْدَ يَقُوْلُ: اقْتَدَى أَبُو الفَضْلِ الرَّازِيُّ بِالسيروَانِي شَيْخِ الحَرم وَصَحِبَ السيروَانِيُّ أَبَا مُحَمَّدٍ المُرْتَعِشَ صَاحِبَ الجُنَيْدِ.
وَقَالَ الخلاَّل: خَرَجَ أَبُو الفَضْلِ الإِمَامُ نَحْو كَرْمَان فَشيَّعه النَّاسُ فَصرفهُم وَقصد الطريق وحده وهو يقول:
يَا مَوْتُ مَا أَجْفَاكَ مِنْ زَائِرٍ ... تَنْزِلُ بالمرء على رغمه
قال الخلال: وأنشدني لنفسه:
وَتَأْخُذُ العَذْرَاءَ مِنْ خِدْرِهَا ... وَتَأْخُذُ الوَاحِدَ مِنْ أمه
إِذَا نَحْنُ أَدْلَجْنَا وَأَنْتَ إِمَامُنَا ... كَفَى لِمَطَايَانَا بذكراك حاديا

(13/349)


قَالَ السَّمْعَانِيّ فِي "الذّيل": كَانَ مُقْرِئاً فَاضِلاً كثير التصانيف حَسَنَ السِّيْرَةِ زَاهِداً مُتَعَبِّداً خَشِنَ الْعَيْش منفرداً قَانِعاً يُقرِئ وَيُسمِعُ: فِي أَكْثَر أَوقَاتِهِ وَكَانَ يُسَافر وَحْدَه وَيدخل البَرَارِي.
قَرَأْتُ عَلَى إِسْحَاقَ الأَسَدِيِّ: أَخْبَرْنَا ابْنُ خَلِيْلٍ أَخْبَرَنَا، خَلِيْلُ بنُ بَدْرٍ أَخْبَرَنَا، مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ الدَّقَّاق قَالَ: وَردَ عَلَيْنَا الإِمَامُ الأَوحدُ أَبُو الفَضْلِ الرَّازِيّ لَقَّاهُ اللهُ رضوَانه وَأَسكنه جنَانَه وَكَانَ إِمَاماً مِنَ الأَئِمَّةِ الثِّقَات فِي الحَدِيْثِ وَالروَايَات وَالسّنَة وَالآيَات ذِكْرُهُ يَملأُ الْفَم وَيَذْرِفُ الْعين قَدِمَ أَصْبَهَان مرَاراً سَمِعْتُ مِنْهُ قطعَةً صَالِحَةً وَكَانَ رَجُلاً مَهِيْباً مديدَ القَامَة وَلياً مِنْ أَوْلِيَاء الله صَاحِبَ كَرَامَات طَوَّفَ الدُّنْيَا مُفِيداً وَمُسْتفِيداً.
وَقَالَ الخلاَّل: كَانَ أَبُو الفَضْلِ فِي طَرِيْق وَمَعَهُ خُبْز وَفَانِيذ فَأَرَادَ قُطَّاعَ الطَّرِيْق أَخَذَه مِنْهُ فَدَفَعهم بعَصَاهُ فَقِيْلَ لَهُ فِي ذَلِكَ فَقَالَ: لأَنَّه كَانَ حَلاَلاً وَرُبَّمَا كُنْت لاَ أَجِدُ مِثْله. وَدَخَلَ كَرْمَان فِي هَيئَةٍ رَثَّةٍ وَعَلَيْهِ أَخلاَقٌ وَأَسمَال فَحُمِلَ إِلَى الْملك وَقَالُوا: جَاسوس. فَقَالَ المَلِكُ: مَا الخَبَر؟ قَالَ: تسَأَلُنِي عَنْ، خَبَرِ الأَرْضِ أَوْ خَبَر السَّمَاء؟ فَإِنْ كُنْتَ تسَأَلُنِي عَنْ، خَبَر السَّمَاء ف {كُلَّ يَوْمٍ هُو فِي شَأْنٍ} [الرَّحْمَن: 29] وَإِنْ كُنْتَ تسَأَلُنِي عَنْ، خَبَر الأَرْض ف {كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فانٍ} [الرَّحْمَن:26] فَتَعَجَّبَ المَلِكُ مِنْ كَلاَمِهِ وَأَكْرَمَهُ وَعرض عَلَيْهِ مَالاً، فَلَمْ يَقبله.

(13/350)


الحصري، ابن باديس، الجعفري:
4165- الحصري 1:
الأَدِيْبُ شَاعِرُ المَغْرِبِ أَبُو إِسْحَاقَ؛ إِبْرَاهِيْمُ بنُ عَلِيِّ بنِ تَمِيْمٍ القَيْرَوَانِيُّ.
وَشعره سَائِر مدُوَّن. وَلَهُ كِتَاب "زهر الآدَاب" وَكِتَاب "المصُوْنَ فِي الهَوَى".
مدح الكُبَرَاء.
وَتُوُفِّيَ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَخَمْسِيْنَ وأربع مائة.
وَهُوَ ابْنُ خَالَة الشَّاعِر الشَّهِير أَبِي الحَسَنِ الحصري.
4166- ابن باديس 2:
صَاحِبُ إِفْرِيْقِيَةَ، المُعِزُّ بنُ بَادِيسِ بنِ مَنْصُوْرِ بن بلكين بن زيري ابن مَنَادٍ الحِمْيَرِيُّ، الصُّنْهَاجِيُّ، المَغْرِبِيُّ، شَرَفُ الدَّوْلَةِ ابْنُ أَمِيْرِ المَغْرِبِ.
نَفَّذ إِلَيْهِ الحَاكِمُ مِنْ مِصْرَ التقليدَ وَالخِلَع فِي سَنَةِ سَبْعٍ وَأَرْبَعِ مائَة، وَعلاَ شَأْنُه.
وَكَانَ ملكاً مَهِيْباً سَرِيّاً شُجَاعاً عَالِي الهِمَّة مُحِباً لِلْعِلْمِ كَثِيْرَ البذلِ مدحته الشُّعَرَاءُ. وَكَانَ مَذْهَب الإِمَام أَبِي حَنِيْفَةَ قَدْ كَثُرَ بِإِفْرِيْقِيَةَ فَحَمَلَ أَهْلَ بِلاَده عَلَى مَذْهَبِ مَالِكٍ حسماً لمَادَة الخلاَف وَكَانَ يَرْجِعُ إِلَى إِسْلاَم فَخلع طَاعَة العُبَيْدِيَّة وَخَطَبَ لِلقَائِم بِأَمْرِ اللهِ العَبَّاسِيّ فَبَعَثَ إِلَيْهِ المُسْتنصر يَتهددُه فَلَمْ يَخَفْهُ فَجَهَّزَ لمُحَارِبته مِنْ مِصْرَ العَرَب فَخربُوا حصُوْنَ بَرْقَة وَإِفْرِيْقِيَة وَأَخَذُوا أَمَاكن وَاسْتوطنُوا تِلْكَ الدِّيَار مِنْ هَذَا الزَّمَان وَلَمْ يُخْطَب لِبَنِي عُبيدٍ بَعْدَهَا بِالقَيْرَوَان.
قِيْلَ: كَانَ مولد المُعِزِّ في سنة ثمان وتسعين وثلاث مائة.
وَمَاتَ فِي شَعْبَانَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَخَمْسِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة، وَمَرِضَ بِالبرص، وَرثَاهُ شَاعِره الحَسَنُ بنُ رَشِيق القَيْرَوَانِيّ، وَكَانَ مَوْتُه بِالمَهْدِيَّة.
وَقَام بَعْدَهُ ولده تميم بن المعز.
4167- الجعفري:
عَالِمُ الإِمَامِيَّةِ، الشَّرِيْفُ أَبُو يَعْلَى، حَمْزَةُ بنُ مُحَمَّدٍ الهَاشِمِيُّ الجَعْفَرِيُّ. مِنْ دُعَاة الشِّيْعَة.
لاَزمَ الشَّيْخَ المُفِيْدَ وَبَرَعَ فِي فِقههم وَأُصُوْلِهم وَعلمِ الكَلاَم وَزوَّجَهُ المُفِيْد بِبنته وَخَصَّهُ بِكُتُبِهِ. وَأَخَذَ أَيْضاً عَنِ، الشَّرِيْف المرتضَى وَصَنَّفَ التَّصَانِيْفَ وَكَانَ يَحْتَجّ عَلَى حَدَثِ القُرْآن بدُخُوْل النَّاسخ فِيْهِ وَالمَنْسُوْخ وَكَانَ بَصِيْراً بِالقِرَاءات.
قَالَ ابْنُ أَبِي طيّ فِي "تَارِيخ الشِّيْعَة": كَانَ مِنْ صَالِحِي طائفته وَعُبَّادِهم وَأَعيَانهِم شَيَّعَ جِنَازَته خلقٌ عَظِيْم تُوُفِّيَ سَنَةَ خَمْسٍ وَسِتِّيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة بِبَغْدَادَ.
فَأَمَّا مَا زَعمه مِنْ حَدَثِ القُرْآن فَإِن عَنَى بِهِ خَلْقَ القُرْآن، فَهُوَ مُعْتَزِلِيٌّ جَهْمِيٌّ، وَإِن عَنَى بِحُدُوثِهِ إِنزَاله إِلَى الأُمَّة عَلَى لِسَانِ نَبيِّهَا -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَاعْتَرَفَ بِأَنَّهُ كلام الله ليس بمخلوق فلا بأس بِقَوْله وَمِنْهُ قَوْله تَعَالَى: {مَا يَأْتيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ إلَّا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُوْنَ} [الأنبياء:2] . أي محدث الإنزال إليهم.
__________
1ترجمته في معجم الأدباء لياقوت الحموي "2/ 94"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "1/ 54"، والوافي بالوفيات لصلاح الدين الصفدي "6/ 61".
2 ترجمته في العبر "3/ 233"، وتاريخ بغداد ابن خلدون "6/ 158"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 294".

(13/351)


4168- البسطامي 1:
شيخ الشافعية ومحتشمهم أبو سهل محمد بن الإِمَامِ جَمَالِ الإِسْلاَمِ المُوَفْقِ هِبَةِ اللهِ ابْنِ العَلاَّمَةِ المُصَنِّفِ أَبِي عُمَرَ مُحَمَّدِ بنِ الحُسَيْنِ البِسْطَامِيُّ ثُمَّ النَّيْسَابُوْرِيُّ زَينُ أَهْلِ الحَدِيْثِ.
انْتَهَت إِلَيْهِ زعَامَةُ الشَّافِعِيَّة بَعْد أَبِيْهِ وَكَانَ مدرساً رَئِيْساً ذكيّاً وَقُوْراً قَلِيْلَ الكَلاَم مَاتَ شَابّاً عَنْ، ثَلاَثٍ وَثَلاَثِيْنَ سَنَةً.
سَمِعَ: مِنَ النَّصْرويِي وَأَبِي حَسَّانٍ المُزَكِّي.
وَكَانَتْ دَارُه مجمعَ العُلَمَاء وَاحتفَّ بِهِ الفُقَهَاء رعَايَةً لأُبُوَّته وَظهر لَهُ القبولُ وَشدّ مِنْهُ القُشَيْرِيّ وَظهر لَهُ خصومٌ وحساد وحرفوا عنه السُّلْطَان وَنِيلَ مِنَ الأَشعرِيَّة وَمُنِعُوا مِنَ الْوَعْظ وَعُزِلُوا مِنْ خَطَابَة نَيْسَابُوْر وَقَوِيَتِ المُعْتَزِلَةُ وَالشِّيْعَةُ وَآل الأَمْرُ إِلَى تَوظيف اللَّعْنِ فِي الجُمَعِ ثُمَّ تَعدَى اللَّعْنُ إِلَى طوَائِفَ وَهَاجتْ فِتْنَةٌ بِخُرَاسَانَ حَتَّى سُجِنَ القُشَيْرِيّ وَالرَئِيْسُ الفُرَاتِي وَإِمَامُ الحَرَمَيْنِ وَأَبُو سَهْلٍ هَذَا وَأُمِرَ بِنَفْيِهِمْ فَاخْتَفَى الجُوَيْنِيّ وَفَرَّ إِلَى الحِجَاز مِنْ طرِيقِ كَرْمَان فَتَهَيَّأَ أَبُو سَهْلٍ وَجَمَعَ أَعْوَاناً وَمُقَاتلَةً وَالتقَى فِي البَلَد هُوَ وأَمِيْرُ البَلَد فَانْتصر أَبُو سَهْلٍ وَجُرِحَ الأَمِيْرُ وَعَظُمَتِ المِحنَةُ وَبَادر أَبُو سَهْلٍ إِلَى السُّلْطَانِ فَأُخِذَ وَحُبس أَشْهُراً وَصُودر وَأُخِذَت ضيَاعُه ثُمَّ أُطلق فَحَجَّ ثُمَّ عَظُمَ بَعْد عِنْد أَلب آرسلاَن وَهَمَّ بِأَنْ يَسْتَوزره فَقُصِدَ وَاغتِيل إِلَى رَحْمَة الله فِي سَنَةِ سِتٍّ وَخَمْسِيْنَ وَأَظهر عَلَيْهِ أَهْلُ نَيْسَابُوْر مِنَ الْجزع مَا لاَ يُعَبَّرُ عَنْهُ وَنَدَبَتْهُ النَّوَائِحُ مُدَّة وَأُنشدت مرَاثيه فِي الأَسواقِ.
وَقِيْلَ: بَلْ بعثَه السُّلْطَانُ رَسُوْلاً إِلَى بَغْدَادَ فَمَاتَ فِي الطريق وخلف دنيا واسعة.
__________
1 ترجمته في طبقات الشافعية للسبكي "4/ 208".

(13/352)


4169- ابن سيده 1:
إِمَامُ اللُّغَةِ أَبُو الحَسَنِ؛ عَلِيُّ بنُ إِسْمَاعِيْلَ المُرسِيُّ، الضَّرِيرُ صَاحِبُ كِتَابِ "المُحْكَم" فِي لِسَانِ العَرَبِ وَأَحَدُ مَنْ يُضْرَبُ بذكَائِهِ المَثَل.
قَالَ أَبُو عُمَرَ الطَّلَمَنْكِي: دَخَلتُ مُرْسِية فَتشبَّثَ بِي أهلها ليسمع: وا عليَّ غَرِيْب المُصَنَّف فَقُلْتُ: انْظُرُوا مَنْ يَقرَأُ لَكُم وَأُمسك أَنَا كِتَابِي فَأَتونِي بِإِنْسَان أَعْمَى يُعْرَفُ بِابْنِ سِيْده فَقَرَأَهُ عليَّ كُلَّهُ فَعجبتُ مِنْ حِفْظِهِ. قَالَ: وَكَانَ أَعْمَى ابْنَ أَعْمَى.
قُلْتُ: وَكَانَ أَبُوْهُ أَيْضاً لغوياً فَأَخَذَ عَنْ، أَبِيْهِ وَعَنْ صَاعِد بن الحَسَنِ.
قَالَ الحُمَيْدِيُّ: هو إمام في اللغة والعربية حافط لَهُمَا عَلَى أَنَّهُ كَانَ ضرِيراً وَقَدْ جمع فِي ذَلِكَ جُمُوْعاً وَلَهُ مَعَ ذَلِكَ حظٌّ فِي الشّعر وَتَصرُّف.
وَأَرَّخ صَاعِدُ بنُ أَحْمَدَ القَاضِي مَوْتَه فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَخَمْسِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة وَقَالَ: بلغَ السِّتِّيْنَ أَوْ نَحْوهَا.
قَالَ اليَسع بنُ حَزْم: كَانَ شُعُوْبِيَّا يُفَضِّلُ العَجَم عَلَى العَرَب.
وَحَطَّ عَلَيْهِ أَبُو زَيْد السُّهَيْلِي فِي الرَّوْض فَقَالَ: تَعَثَّرَ فِي المُحْكَم وَغَيْرِهِ عثرَاتٍ يَدمَى مِنْهَا الأَظَلُّ وَيدحَضُ دَحَضَاتٍ تُخرجه إِلَى سَبِيْل مَنْ ضَلَّ حَتَّى إِنَّهُ قَالَ في الجمار: هي التي ترمى بعرفة.
وَقَالَ أَبُو عَمْرٍو بنُ الصَّلاَح: أَضَرَّت بِهِ ضَرَارتُهُ.
قُلْتُ: هُوَ حُجَّةٌ فِي نَقل اللُّغَة وَلَهُ كِتَاب العَالَم فِي اللُّغَة؛ نَحْو مائَة سفر بدَأَ بِالفَلَكِ وَختم بِالذَّرَّة. وَلَهُ شَوَاذ اللُّغَة خَمْسَة أَسفَار.
وَكَانَ مُنْقَطِعاً إِلَى الأَمِيْر مجاهد العامري.
__________
1 ترجمته في الصلة لابن بشكوال "2/ 417"، ومعجم الأدباء لياقوت الحموي "12/ 231"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "3/ 330"، والعبر "3/ 243"، ولسان الميزان "4/ 205"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 305".

(13/353)


ابن مهربزد، السروي:
4170- ابن مهربزد 1:
الشَّيْخُ العَلاَّمَةُ النَّحْوِيُّ المفسِّرُ المُعْتَزِلِيُّ أَبُو مُسْلِمٍ؛ محمد ابن عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدِ بنِ الحُسَيْنِ بنِ مِهْرَبْزُد الأَصْبَهَانِيُّ صَاحِبُ "التَّفْسِيْر الكَبِيْر" الَّذِي هُوَ فِي عِشْرِيْنَ سِفراً.
كَانَ آخِرَ مَنْ حَدَّثَ بِأَصْبَهَانَ عَنْ، أَبِي بَكْرٍ بنِ المُقْرِئ.
قَالَ الحَافِظُ يَحْيَى بنُ مَنْدَة: كَانَ عَارِفاً بِالنَّحْوِ غَاليَا في مذهب الاعتزال.
قَالَ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ الدَّقَّاق: سَأَلتُهُ عَنْ، مَوْلِدِهِ فَقَالَ: فِي سَنَةِ سِتٍّ وَسِتِّيْنَ وَثَلاَثِ مائَة.
قُلْتُ: آخر مَنْ حَدَّثَ عَنْهُ المُعَمَّر إِسْمَاعِيْلُ بنُ عَلِيٍّ الحمّامِي؛ يَرْوِي عَنْهُ نسخَة مَأْمُوْن. وَرَوَى عَنْهُ نَاضر بضَاد مُعْجَمَة ابْن مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدٍ المَدِيْنِيّ وَعددٌ مِنْ مَشيخَة السِّلَفِيّ الصّغَار.
مَاتَ فِي جُمَادَى الآخِرَة سَنَة تِسْعٍ وَخَمْسِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة. وَتَفْسِيْرُه كَانَ بِمِصْرَ لِلإِمَام الشَّرَف المُرسِي. عَاشَ ثَلاَثاً وَتِسْعِيْنَ سَنَةً.
وَمِمَّنْ يَرْوِي عَنْهُ: سَعِيْدُ بنُ أَبِي الرَّجَاءِ الصَّيْرَفِيّ وَالحُسَيْنُ الخلاَّل وَمُحَمَّدُ بنُ حَمْد الكبريتي.
4171- السروي 2:
الإِمَامُ الكَبِيْرُ شَيْخُ الشَّافِعِيَّةِ أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيْمُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مُوْسَى السَّرَوِيُّ الشَّافِعِيُّ، وَيُقَالُ لَهُ: المُطَهَّرِيُّ: نسبَة إِلَى قَرْيَة مُطَهَّر: بِفَتْحِ الهَاءِ الثَّقِيْلَة.
وُلِدَ فِي حُدُوْدِ السِّتِّيْنَ وَثَلاَثِ مائة ببلد سارية.
وَقَدِمَ بَغْدَاد وَهُوَ مِنْ أَبْنَاءِ الثَّلاَثِيْنَ، فَسَمِعَ من: أبي حفص الكتاني، وأبي طاهر المخلص.
وَتَفَقَّهَ بِالشَّيْخ أَبِي حَامِد، وَأَخَذَ الفَرَائِض عَنِ ابْنِ اللَّبَّان.
وَرَوَى عَنْهُ: مَالِكُ بنُ سِنَان، وَغَيْرهُ.
وَلَهُ تَصَانِيْفُ فِي الأُصُوْل وَالفروع، وَوَلِيَ قَضَاءَ سَارِيَة وَصَارَ إِمَام تِلْكَ النَّاحيَة.
تُوُفِّيَ فِي صَفَرٍ، سَنَةَ ثَمَانٍ وَخَمْسِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة عن، مائة عام.
__________
1 ترجمته في العبر "3/ 245"، وميزان الاعتدال "3/ 655"، ولسان الميزان "5/ 298"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 307".
2 ترجمته في اللباب لابن الأثير "3/ 226"، وطبقات الشافعية للسبكي "4/ 263".

(13/354)


عمر بن منصور، ابن شمة:
4172- عمر بن منصور 1:
ابن أحمد بن محمد بن منصور، الإِمَامُ الحَافِظُ، العَالِمُ، مُحَدِّثُ مَا وَرَاء النَّهْرِ، أَبُو حَفْصٍ البُخَارِيُّ، البَزَّازُ.
سَمِعَ: أَبَا عليٍّ إِسْمَاعِيْل بن حَاجِب الكُشَانِي، وَأَبَا نَصْر أَحْمَدَ بنَ مُحَمَّدٍ المَلاَحِمِي وَأَبَا الفَضْل أَحْمَدَ بنَ عَلِيٍّ السُّليمَانِي، وَأَبَا نَصْر أَحْمَد بن مُحَمَّدِ بنِ حُسَيْن الكَلاَبَاذِيّ، وَإِبْرَاهِيْمَ بنَ مُحَمَّدِ بنِ يَزدَاد الرَّازِيّ وَطَبَقَتهُم.
حَدَّثَ عَنْهُ: الحَافِظ عَبْدُ العَزِيْزِ النَّخْشَبِيّ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ سَعِيْد المُطَهَّرِي، وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْد اللهِ السُّرْخَكَتِي، وَآخَرُوْنَ.
قَالَ الحَافِظُ النَّخْشَبِيّ: هُوَ مُكْثِر صَحِيْح السَّمَاع، فِيْهِ هَزْل.
قُلْتُ: هَذَا هُوَ سِبْط المُحَدِّث مُحَمَّد بن أَحْمَدَ بنِ خَنْب.
ذَكَرَ الحَافِظُ أَبُو سَعْدٍ السَّمْعَانِيُّ أَنَّهُ تُوُفِّيَ بَعْدَ سَنَةِ سِتِّيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة.
آخر مَنْ حَدَّثَ عَنْهُ ركنُ الإِسْلاَم إِبْرَاهِيْمُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ بن أَبِي نَصْرٍ الصّفَارِي؛ شَيْخ قَاضِي خَان.
4173- ابْنُ شَمَةَ 2:
الشَّيْخُ الجَلِيْلُ، أَبُو الطَّيِّبِ، عَبْدُ الرَّزَّاقِ بنُ عُمَرَ بنِ مُوْسَى بنِ شمَة بِالفَتْح وَالتَّخفِيف الأَصْبَهَانِيُّ، التَّاجِرُ، رَاوِي كِتَاب السُّنَن لأَبِي قُرَّة الزُّبَيْدِيِّ اليَمَانِيِّ عَنْ، أَبِي بَكْرٍ بنِ المُقْرِئ.
حَدَّثَ عَنْهُ: سَعِيْدُ بنُ أَبِي الرَّجَاءِ، وَغَانِمُ بن خالد التاجر، والحسين ابن عَبْدِ المَلِكِ، وَآخَرُوْنَ.
مَاتَ فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَخَمْسِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة وَقَدْ قَيَّدَهُ بَعْضُهم شِمَة بِالكَسْرِ كسِمَة. وَكَذَا وَجِدَ بِخَط أَبِي العَلاَءِ العطار.
__________
1 ترجمته في الأنساب للسمعاني "5/ 188"، [الخنبي] ، واللباب لابن الأثير "1/ 464"، وتذكرة الحفاظ "3/ ص 1158".
2 ترجمته في تذكرة الحفاظ "3/ ص 1135".

(13/355)


4174- الصفار الخشاب 1:
الإِمَامُ المُحَدِّثُ، المُفِيْدُ، الثِّقَةُ أَبُو سَعِيْدٍ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ حَبِيْبٍ النَّيْسَابُوْرِيُّ الخَشَّابُ الصَّفَّارُ.
وُلِدَ سَنَةَ إِحْدَى وَثَمَانِيْنَ وَثَلاَثِ مائَة.
وَسَمِعَ مِنْ: أَبِي مُحَمَّدٍ المَخْلَدي، وَأَبِي الحُسَيْنِ الخَفَّاف، وَالحَاكِم، وَأَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَابْن مَحْمِش، وَخَلْقٍ سِوَاهُم. وَعُنِي بِهَذَا الشَّأْن.
قَالَ عبدُ الغَافِرِ فِي "سيَاق تَارِيخ نَيْسَابُوْر": كَانَ مُحَدِّثاً مُفِيداً مِنْ خوَاص خَدَمِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ وَكَانَ صَاحِبَ كتب صَارَ بُنْدَار كُتبِ الحَدِيْث بِنَيْسَابُوْرَ وَأَكْثَر أَقرَانِهِ سماعًا وأصولًا رزقه الله الإسناد العَالِي وَجَمَعَ الأَبْوَاب وَأَسَمِع: الصِّبْيَان وَهُوَ مِنْ بَيْت حَدِيْث وَصلاَح. حَدَّثَنِي ثِقَة أَنَّ أَبَا سَعِيْدٍ أَظهرَ سَمَاعه مِنْ أَبِي طَاهِر بن خُزَيْمَةَ بَعْد وَفَاة أَبِي عُثْمَانَ الصَّابُوْنِيّ فَتكلَّم أَصْحَابُ الحَدِيْث فِيْهِ وَمَا رضُوا ذَلِكَ مِنْهُ وَاللهُ أَعْلَمُ بحَاله وَأَمَّا سَمَاعُهُ مِنْ غَيْره فَصَحِيْح وَقَدْ أَجَازَ لِي مَرْوِيَّاته وَأَخْبَرَنَا عنْهُ جَمَاعَةٌ مِنْهم الوَالِد وَأَبُو صَالِحٍ المُؤَذِّن وَأَبُو سَعْدٍ بنُ رَامش.
قُلْتُ: آخر مَنْ حَدَّثَ عَنْهُ زَاهِرٌ الشَّحَّامِيّ.
تُوُفِّيَ فِي ذِي القَعْدَةِ سَنَةَ سِتٍّ وَخَمْسِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة.
وَفِيْهَا مَاتَ قَاضِي الجَمَاعَة سِرَاجُ بنُ عَبْدِ اللهِ وَأَبُو الوَلِيْدِ الحَسَنُ ابْن مُحَمَّدٍ الدَّرَبَنْدي وَعَبْدُ العَزِيْزِ بنُ مُحَمَّدٍ النَّخْشَبِيّ وَالعَلاَّمَة أَبُو القَاسِمِ عبدُ الوَاحِد بن بَرْهَان وَأَبُو شَاكِر عبدُ الوَاحِد بن مُحَمَّدٍ القَبْرِي وَأَبُو مُحَمَّدٍ بنُ حَزْمٍ الظاهري وأبو الحسين محمد بن أحمد ابن النَّرْسِيّ وَعَمِيْدُ الْملك الكُنْدُرِي الوَزِيْر.
أَخْبَرَنَا ابْنِ عَسَاكِرَ عَنْ، أَبِي رَوْحٍ أَخْبَرَنَا، زَاهِرٌ أَخبرنَا، مُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ الخَشَّاب أَخْبَرَنَا، الحَسَنُ بنُ أَحْمَدَ حَدَّثَنَا، أَبُو العَبَّاسِ السَّرَّاجُ حَدَّثَنَا، قُتَيْبَةُ حَدَّثَنَا، يعقوب بن عبد الرحمن،
__________
1 ترجمته في الأنساب للسمعاني "5/ 120" [الخشاب] ، والعبر "3/ 240"، وتذكرة الحفاظ "3/ ص 1154"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 301".

(13/356)


عَنْ، سُهَيْلٍ عَنْ، أَبِيْهِ عَنْ، أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "يَنْزِل الله -عَزَّ وَجَلَّ- إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا كُلّ لَيْلَة فَيَقُوْلُ: أَنَا المَلِكُ أَنَا الملك ... " وذكر الحديث1.
__________
1 صحيح: وتمام الحديث: "من ذا الذي يدعوني، فأستجيب له، من ذا الذي يسألني، فأعطيه؟ من ذا الذي يستغفرني فأغفر له؟ فلا يزال كذلك حتى يضيء الفجر".
أخرجه مالك "1/ 214"، ومن طريقه اخرجه أحمد "2/ 487"، والبخاري "1145"، و"6321" و"7494"، ومسلم "758"، وأبو داود "1315"، وابن خزيمة في "التوحيد" "ص 127"، وابن أبي عصام "في السنة" "429"، وأبو القاسم اللالكائي في شرح السنة" "3/ 435- 436" والبيهقي في "السنن" "3/ 2"، وفي "الأسماء والصفات" "ص 449"، عن ابن شهاب، عن أبي عبد الله الأغر، وعن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة، به مرفوعا.

(13/357)


التاني، ابن عبد البر:
4175- التاني 1:
الشَّيْخُ المُحَدِّثُ المَأْمُوْنُ أَبُو الفَتْحِ؛ مَنْصُوْرُ بنُ الحسين بن علي ابن القَاسِمِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ رَوَّادٍ الأَصْبَهَانِيُّ التَّانِيّ صَاحِبُ أَبِي بَكْرٍ بنِ المُقْرِئ.
قَالَ يَحْيَى بنُ مَنْدَة فِي تَارِيْخِهِ: كَانَ صَاحِبَ أُصُوْل كتب الحَدِيْثَ وَكَانَ مِنْ أَرْوَى النَّاسِ عَنِ، ابن المقرئ.
وَقَالَ ابْنُ نَقطَة: رَوَى مُعْجَم ابْنِ المُقْرِئ ومسند أَبِي حَنِيْفَةَ جَمْعَ ابْنِ المُقْرِئ رَوَى عَنْهُ هذِيْن الكِتَابين سَعِيْدُ بنُ أَبِي الرَّجَاءِ الصَّيْرَفِيّ.
قُلْتُ: وَرَوَى عَنْهُ كِتَابَ تَهْذِيْب الآثَار لأَبِي جَعْفَرٍ الطَّحَاوِيّ إِسْمَاعِيْلُ بنُ الإِخشيذ السَّرَّاج بسَمَاعه مِنِ ابْنِ المُقْرِئ وَقَدْ رَوَى السِّلَفِيّ عَنْ، جَمَاعَةٍ مِنْ أَصْحَابِ التَّانِيّ.
مَاتَ فِي ذِي الحِجَّةِ سَنَةَ خَمْسِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة.
4176- ابْنُ عَبْدِ البر 2:
الإِمَامُ العَلاَّمَةُ حَافظُ المَغْرِبِ شَيْخُ الإِسْلاَمِ أَبُو عُمَرَ يُوْسُفُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ البَرِّ بنِ عَاصِمٍ النَّمَرِيُّ الأَنْدَلُسِيُّ القرطبي المالكي صاحب التصانيف الفائقة.
__________
1 ترجمته في العبر "3/ 224"، وتبصير المنتبه "1/ 115"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 287".
2 ترجمته في الصلة لابن بشكوال "2/ 677- 679"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "7/ 66- 72"، والعبر "3/ 255"، وتذكرة الحفاظ "3/ ترجمة "1013"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 314- 316".

(13/357)


مَوْلِدُهُ فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَسِتِّيْنَ وَثَلاَثِ مائَة فِي شَهْرِ رَبِيْعٍ الآخِرِ. وَقِيْلَ: فِي جُمَادَى الأُوْلَى. فَاخْتَلَفتِ الروَايَاتُ فِي الشَّهْر عَنْهُ.
وَطَلَبَ العِلْم بَعْد التِّسْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَة وَأَدْرَكَ الكِبَار وَطَالَ عُمُرُهُ وَعلاَ سندُه وَتَكَاثر عَلَيْهِ الطلبَةُ وَجَمَعَ وَصَنَّفَ وَوثَّق وَضَعَّف وَسَارَتْ بتَصَانِيْفه الرُّكبَانُ وَخَضَعَ لعلمه عُلَمَاء الزَّمَان وَفَاتَهُ السَّمَاعُ مِنْ أَبِيْهِ الإِمَام أَبِي مُحَمَّدٍ فَإِنَّهُ مَاتَ قَدِيْماً فِي سَنَةِ ثَمَانِيْنَ وَثَلاَثِ مائَة فَكَانَ فَقِيْهاً عَابِداً مُتَهَجِّداً عَاشَ خَمْسِيْنَ سَنَةً وَكَانَ قَدْ تَفَقَّهَ عَلَى التُّجِيْبِيّ وَسَمِعَ: مِنْ أَحْمَد بن مُطرف وَأَبِي عُمَرَ بن حَزْم المُؤَرِّخ.
نعم وَابْنُهُ صَاحِب التَّرْجَمَة أَبُو عُمَرَ. سَمِعَ مِنْ: أبي محمد عبد الله ابن مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ المُؤْمِن سُنَن أَبِي دَاوُدَ بِرِوَايَته عَنِ، ابْنِ دَاسَة وَحَدثه أَيْضاً عَنْ، إسماعيل بن محمد الصفار وحدثه بالناسخ وَالمَنْسُوْخ لأَبِي دَاوُدَ عَنْ، أَبِي بَكْرٍ النّجَاد وَنَاوله مُسْنَد أَحْمَدَ بن حَنْبَلٍ بِرِوَايَته عَنِ، القَطِيْعِي نَعم وَسَمِعَ: مِنَ المُعَمَّر مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ المَلِكِ ابْن ضَيْفُوْنَ أَحَادِيْث الزَّعْفَرَانِيّ بسَمَاعه مِنِ ابْنِ الأَعْرَابِيّ عَنْهُ وَقرَأَ عَلَيْهِ تَفْسِيْر مُحَمَّد بن سَنْجَر فِي مُجَلَّدَات وَقرَأَ عَلَى أبي القاسم عبد الوارث ابْن سُفْيَان مُوَطَّأَ ابْن وَهْبٍ بِرِوَايَته عَنْ، قَاسِم بن أَصْبَغ عَنِ، ابْنِ وَضَّاح عَنْ، سُحْنُوْن وَغَيْره عَنْهُ. وَسَمِعَ: مِنْ سَعِيْد بن نَصْر مَوْلَى النَّاصر لِدِيْنِ اللهِ المُوَطَّأ وَأَحَادِيْثَ وَكِيْع؛ يَرويهَا عَنْ، قَاسِم بن أَصْبَغ عَنِ، القَصَّار عَنْهُ. وَسَمِعَ: مِنْهُ فِي سَنَةِ تِسْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَة كِتَاب الْمُشكل لابْنِ قُتَيْبَة وَقرَأَ عَلَيْهِ مُسْنَد الحُمَيْدِيّ وَأَشيَاء. وَسَمِعَ: مِنْ أَبِي عُمَرَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ الْجسُور المُدَوَّنَة. وَسَمِعَ: مِنْ خَلَف بن القَاسِمِ بن سَهْلٍ الحَافِظ تَصنِيف عَبْد اللهِ بن عَبْدِ الحَكَم وَسَمِعَ: مِنَ الحُسَيْن بن يَعْقُوْبَ البَجَّانِي. وَقرَأَ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ عَبْدِ اللهِ بن خَالِدٍ الوَهرَانِي موطَأَ ابْن القَاسِمِ وَقرَأَ عَلَى أَبِي عُمَرَ الطَّلَمَنْكِي أَشيَاء وَقرَأَ عَلَى الحَافِظ أَبِي الوَلِيْد بن الفَرَضِي مُسْنَد مَالِك وَسَمِعَ: مِنْ يَحْيَى بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن وجه الجنة، ومحمد ابن رَشِيق المُكْتِب، وَأَبِي المُطَرِّف عَبْد الرَّحْمَنِ بن مَرْوَانَ القنَازعِي، وَأَحْمَد بنِ فَتح بنِ الرَّسَّان، وَأَبِي عُمَرَ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ البَاجِي، وَأَبِي عُمَرَ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ بنِ المَكْوِيّ، وَأَحْمَدَ بنِ القَاسِمِ التَّاهَرْتِي، وَعَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ أَسَد الجُهَنِيّ، وَأَبِي حَفْصٍ عُمَرَ بن حُسَيْن بن نَابِلٍ، وَمُحَمَّد بن خَلِيْفَةَ الإِمَام وَعِدَّة.
حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو مُحَمَّدٍ بنُ حَزْمٍ، وَأَبُو العَبَّاسِ بن دلهاث الدلائين وَأَبُو مُحَمَّدٍ بنُ أَبِي قُحَافَةَ، وَأَبُو الحَسَنِ بنُ مُفَوِّز، وَالحَافِظُ أَبُو عَلِيٍّ الغَسَّانِيّ، وَالحَافِظُ أَبُو عَبْدِ اللهِ الحُمَيْدِيّ، وَأَبُو بَحْرٍ سُفْيَانُ بنُ العَاصِ، وَمُحَمَّدُ بنُ فُتُوْح الأَنْصَارِيّ، وَأَبُو دَاوُدَ سُلَيْمَانُ بنُ أَبِي القَاسِمِ نَجَاح، وَأَبُو عِمْرَانَ مُوْسَى بن أَبِي تَلِيد، وَطَائِفَة سِوَاهُم. وَقَدْ أَجَاز لَهُ مِنْ ديَار مِصْر أَبُو الفتح

(13/358)


ابن سِيْبُخْت صَاحِبُ البَغَوِيّ وَعَبْدُ الغَنِيِّ بن سَعِيْدٍ الحَافِظ وَأَجَاز لَهُ مِنَ الحَرَم أَبُو الفَتْحِ عُبَيْد اللهِ السَّقَطِيّ وَآخِرُ مَنْ رَوَى عَنْهُ بِالإِجَازَةِ عَلِيُّ بنُ عَبْدِ اللهِ بن مَوْهب الجُذَامِيّ.
قَالَ الحُمَيْدِيُّ: أَبُو عُمَرَ فَقِيْهٌ حَافظٌ مُكْثِرٌ عَالِم بِالقِرَاءات، وَبَالخلاَف وَبعلُوْم الحَدِيْث وَالرِّجَال قَدِيْمُ السَّمَاع يَمِيْل فِي الفِقْه إِلَى أَقْوَال الشَّافِعِيّ.
وَقَالَ أَبُو عَلِيٍّ الغَسَّانِيّ: لَمْ يَكُنْ أَحَدٌ بِبلدنَا فِي الحَدِيْثِ مِثْلَ قَاسِم بن مُحَمَّدٍ وَأَحْمَد بن خَالِدٍ الجَبَّاب. ثُمَّ قَالَ أَبُو عَلِيٍّ: وَلَمْ يَكُنِ ابْنُ عبد الْبر بدونهمَا وَلاَ متخلفاً عَنْهُمَا وَكَانَ مِنَ النَّمِرِ بن قَاسِط طلب وَتَقدَّم وَلَزِمَ أَبَا عُمَر أَحْمَدَ بنَ عَبْدِ المَلِكِ الفَقِيْه وَلَزِمَ أَبَا الوَلِيْدِ بن الفَرَضِي وَدَأَب فِي طَلَبِ الحَدِيْثِ وَافْتَنَّ بِهِ وَبَرَعَ برَاعَة فَاقَ بِهَا مَنْ تَقَدَّمَهُ مِنْ رِجَال الأَنْدَلُس وَكَانَ مَعَ تَقَدُّمِهِ فِي علم الأَثر وَبَصَرِهِ بِالفِقْه وَالمَعَانِي لَهُ بسطَةٌ كَبِيْرَةٌ فِي علم النّسَب وَالأَخْبَار جلاَ عَنْ، وَطَنه فَكَانَ فِي الغَرْب مُدَّةً ثُمَّ تَحَوَّل إِلَى شَرْقِ الأَنْدَلُس فَسَكَنَ دَانِية وَبَلَنْسِية وَشَاطِبَة وَبِهَا تُوُفِّيَ.
وَذَكَرَ غَيْرُ وَاحِد أَنَّ أبا عمر ولي قضاء أشبونة مدة.
قُلْتُ: كَانَ إِمَاماً ديِّناً ثِقَة مُتْقِناً علاَمَة مُتَبَحِّراً صَاحِبَ سُنَّةٍ وَاتِّبَاع وَكَانَ أَوَّلاً أَثرِياً ظَاهِرِياً فِيْمَا قِيْلَ ثُمَّ تَحَوَّلَ مَالِكيّاً مَعَ مَيْلٍ بَيِّنٍ إِلَى فَقه الشَّافِعِيّ فِي مَسَائِل وَلاَ يُنكر لَهُ ذَلِكَ فَإِنَّهُ مِمَّنْ بلغَ رُتْبَة الأَئِمَّة المُجْتَهِدين وَمَنْ نَظَرَ فِي مُصَنَّفَاتِهِ بانَ لَهُ مَنْزِلَتُهُ مِنْ سعَة العِلْم وَقُوَّة الفَهم وَسَيَلاَن الذّهن وَكُلُّ أَحَدٍ يُؤْخَذ مِنْ قوله ويترك إلَّا رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَلَكِنْ إِذَا أَخْطَأَ إِمَامٌ فِي اجْتِهَادِهِ لاَ يَنْبَغِي لَنَا أَنْ ننسَى مَحَاسِنهُ وَنُغطِي معَارِفه بَلْ نستغفرُ لَهُ وَنَعْتَذِرُ عَنْهُ.
قَالَ أَبُو القَاسِمِ بنُ بَشْكُوَال: ابْنُ عبدُ البَرِّ إِمَامُ عَصْرِهِ، وَوَاحِدُ دَهْرِهِ، يُكْنَى أَبَا عُمَر، رَوَى بقُرْطُبَة عَنْ: خَلَف بن القَاسِمِ، وَعبد الوَارِث بن سُفْيَانَ، وَسَعِيْدِ بن نَصْرٍ، وَأَبِي مُحَمَّدٍ بن عبد المُؤْمِن، وَأَبِي مُحَمَّدٍ بن أَسَد، وَجَمَاعَةٍ يَطُولُ ذكرهُم. وَكَتَبَ إِلَيْهِ مِنَ المَشْرِق السَّقَطِيّ، وَالحَافِظ عَبْدُ الغَنِيِّ، وَابْنُ سِيْبُخْت، وَأَحْمَدُ بنُ نَصْرٍ الدَّاوُوْدِيّ، وَأَبُو ذَرٍّ الهَرَوِيّ، وَأَبُو مُحَمَّدٍ بنُ النَّحَّاسِ.
قَالَ أَبُو عَلِيٍّ بنُ سُكَّرَة: سَمِعْتُ أَبَا الوَلِيْدِ البَاجِي يَقُوْلُ: لَمْ يَكُنْ بِالأَنْدَلُسِ مِثْل أَبِي عُمَرَ بنِ عَبْدِ الْبر فِي الحَدِيْثِ وَهُوَ أَحْفَظُ أَهْلِ المَغْرِب.
وَقَالَ أَبُو عَلِيٍّ الغَسَّانِيّ: أَلَّف أَبُو عُمَرَ فِي المُوَطَّأِ كتباً مُفِيْدَة مِنْهَا: كِتَاب التّمهيد لمَا فِي المُوَطَّأِ مِنَ المَعَانِي وَالأَسَانِيْد فَرتَّبَهُ عَلَى أَسْمَاء شُيُوْخ مَالِك عَلَى حُرُوف المُعْجَم وَهُوَ كِتَابٌ لَمْ يَتَقَدَّمه أَحَدٌ إِلَى مِثْلِهِ وَهُوَ سَبْعُوْنَ جُزْءاً.

(13/359)


قُلْتُ: هِيَ أَجزَاء ضَخْمَة جِدّاً.
قَالَ ابْنُ حَزْمٍ: لاَ أَعْلَمُ فِي الكَلاَم عَلَى فِقه الحَدِيْث مِثْلَه فَكَيْفَ أَحْسَن مِنْهُ؟.
ثُمَّ صَنَعَ كِتَاب "الاسْتذكَار لمَذْهَب عُلَمَاء الأَمصَار فِيمَا تَضَمَّنَهُ المُوَطَّأ مِنْ معَانِي الرَّأْي وَالآثَار" شرح فِيْهِ المُوَطَّأ عَلَى وَجهه وَجَمَعَ كِتَاباً جَلِيْلاً مُفِيْداً وَهُوَ الاسْتيعَاب فِي أَسْمَاء الصَّحَابَة وَلَهُ كِتَاب جَامِع بيَان العِلْم وَفضله وَمَا يَنْبَغِي فِي رِوَايَته وَحمله وَغَيْر ذَلِكَ مِنْ تَوَالِيفه.
وَكَانَ مُوَفَّقاً فِي التَأْلِيف، مُعَاناً عَلَيْهِ، وَنَفَع الله بتوَالِيفه وَكَانَ مَعَ تَقَدُّمِهِ فِي علم الأَثر وَبَصَرِهِ بِالفِقْه وَمعَانِي الحَدِيْث لَهُ بَسْطَةٌ كَبِيْرَة فِي علم النّسَب وَالخَبَر.
وَذَكَرَ جَمَاعَةٌ أَنَّ أَبَا عُمَر وَلِيَ قَضَاءَ الأُشبونَة وَشَنْتَرِيْنَ فِي مدة المظفر ابن الأفطس.
وَلأَبِي عُمَرَ كِتَاب "الكَافِي فِي مَذْهَب مَالِك". خَمْسَةَ عَشَرَ مُجلداً وَكِتَاب الاَكتفَاء فِي قِرَاءة نَافِع، وَأَبِي عَمْرٍو، وَكِتَاب التقصّي فِي اخْتصَار المُوَطَّأ، وَكِتَاب الإِنباهُ عَنْ، قبَائِل الرُّوَاة، وَكِتَاب الاَنتقَاء لمذَاهب الثَّلاَثَة العُلَمَاء، مَالِك، وَأَبِي حَنِيْفَةَ، وَالشَّافِعِيّ، وَكِتَاب البيَان فِي تِلاَوَة القُرْآن، وَكِتَاب الأَجوبَة الموعبَة، وَكِتَاب الكنَى، وَكِتَاب المَغَازِي، وَكِتَاب الْقَصْد وَالأُمَم فِي نسب العَرَب وَالعجم، وَكِتَاب الشوَاهد فِي إِثْبَات خَبَر الوَاحِد، وَكِتَاب الإِنصَاف فِي أَسْمَاء الله وَكِتَاب الفَرَائِض وَكِتَاب أَشعَار أَبِي العتَاهية وَعَاشَ خَمْسَةً وَتِسْعِيْنَ عَاماً.
قَالَ أَبُو دَاوُدَ المُقْرِئ: مَاتَ أَبُو عُمَرَ لَيْلَة الجُمُعَة سلخ ربيع الآخر سَنَةَ ثَلاَثٍ وَسِتِّيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة وَاسْتكمل خَمْساً وَتِسْعِيْنَ سَنَةً وَخَمْسَةَ أَيَّام رَحِمَهُ اللهُ.
قُلْتُ: كَانَ حَافظَ المَغْرِب فِي زَمَانِهِ.
وَفِيْهَا مَاتَ حَافظُ المَشْرِقِ أَبُو بكر الخطيب ومسند نيسابور أبو حَامِد أَحْمَدُ بنُ الحَسَنِ الأَزْهَرِيّ الشُّروطِي عَنْ، تِسْعٍ وَثَمَانِيْنَ سَنَةً وَشَاعِرُ الأَنْدَلُس الوَزِيْر أَبُو الوَلِيْدِ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ غَالِب بن زِيدُوْنَ المَخْزُوْمِيّ القُرْطُبِيّ، وَرَئِيْس خُرَاسَان أَبُو عَلِيٍّ حَسَّانُ بنُ سَعِيْدٍ المَخْزُوْمِيّ المَنِيْعِيّ وَاقفُ الجَامِع المَنِيْعِيّ، بِنَيْسَابُوْرَ، وَشَاعِر القَيْرَوَان أَبُو عَلِيٍّ الحَسَنُ بنُ رَشيق الأَزْدِيّ، وَمُسْنِدُ هراة أبو عمر عبد الواحد بن أحمد المَلِيْحِي وَمُسْنِدُ بَغْدَاد أَبُو الغَنَائِمِ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ عَلِيِّ بنِ الدَّجَاجِي، المُحْتَسِب، وَمُسْنِدُ مَرْو أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ أَبِي الهَيْثَمِ عبدَ الصَّمد التُّرَابِي، وَلَهُ سِتٌّ وَتِسْعُوْنَ سَنَةً وَالمُسْنِد، أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بنُ وَشَاح الزَّيْنَبِيّ، مولاهم البغدادي.

(13/360)


وَقِيْلَ: إِنَّ أَبَا عُمَر كَانَ يَنْبَسِط إِلَى أَبِي مُحَمَّدٍ بن حَزْم وَيُؤَانسُهُ وَعَنْهُ أَخَذَ ابْنُ حَزْمٍ فَنَّ الحَدِيْث.
قَالَ شَيْخُنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ بنُ أَبِي الفَتْحِ: كَانَ أَبُو عُمَرَ أَعْلَمَ مَنْ بِالأَنْدَلُسِ فِي السُّنَن وَالآثَار وَاخْتِلاَفِ عُلَمَاء الأَمصَار.
قَالَ: وَكَانَ فِي أَوّل زَمَانه ظَاهِرِيَّ المَذْهَب مُدَّةً طَوِيْلَةً ثُمَّ رَجَعَ إِلَى القَوْلِ بِالقيَاس مِنْ غَيْرِ تَقليدِ أَحَد إلَّا أَنَّهُ كَانَ كَثِيْراً مَا يَمِيْلُ إِلَى مَذْهَب الشَّافِعِيّ. كَذَا قَالَ. وَإِنَّمَا المَعْرُوفُ أَنَّهُ مالكي.
وَقَالَ الحُمَيْدِيُّ: أَبُو عُمَرَ فَقِيْهٌ حَافظ مُكْثِر عَالِم بِالقِرَاءات وَبَالخلاَف وَعُلُوْم الحَدِيْث وَالرِّجَال قَدِيْمُ السَّمَاع لَمْ يَخْرُج مِنَ الأَنْدَلُس وَكَانَ يَمِيْلُ فِي الفِقْه إِلَى أَقْوَال الشَّافِعِيّ.
قُلْتُ: وَكَانَ فِي أُصُوْل الدّيَانَة عَلَى مَذْهَب السَّلَف لَمْ يَدْخُلْ فِي علم الكَلاَم بَلْ قفَا آثَارَ مَشَايِخه رَحِمَهُمُ اللهُ.
أَخْبَرَنَا أَبُو الحُسَيْنِ عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ الحَافِظُ أَخْبَرَنَا، عَلِيُّ بنُ هِبَةِ اللهِ الخَطِيْب أَخْبَرَنَا، أَبُو القَاسِمِ الرُّعَيْنِيّ أَخْبَرَنَا، أَبُو الحَسَنِ بنُ هُذَيل أَخْبَرَنَا، أَبُو دَاوُدَ بنُ نَجَاح قَالَ: أَخْبَرَنَا، أَبُو عُمَرَ بنُ عَبْدِ الْبر أَخْبَرَنَا، سَعِيْدُ بنُ نَصْرٍ حَدَّثَنَا، قَاسم بنُ أَصْبَغ حَدَّثَنَا، مُحَمَّدُ بنُ وَضاح حَدَّثَنَا، يَحْيَى بنُ يَحْيَى حَدَّثَنَا، مَالِكٌ عَنْ، يَحْيَى بنِ سَعِيْدٍ أَخْبَرَنِي عُبَادَةَ بنِ الوَلِيْدِ بنِ عُبَادَةَ عَنْ، أَبِيْهِ عَنْ، جدِّه قَالَ: بَايَعنَا رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَلَى السَّمْعِ: وَالطَّاعَةِ فِي اليُسْرِ وَالعُسْرِ وَالمَنْشَطِ وَالمَكْرَهِ وَأَنْ لاَ نُنَازِعَ الأَمْرَ أَهْلَهُ وَأَنْ نَقُوْلَ أَوْ نَقُوْمَ بِالْحَقِّ حَيْثُمَا كُنَّا لاَ نَخَافُ فِي اللهِ لُوْمَةَ لاَئِمٍ1.
وَأَخْبَرَنَاهُ عَالِياً بدرجَات إِسْمَاعِيْلُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَخْبَرَنَا، عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ أَخْبَرَنَا، أَبُو الفَضْلِ المُبَارَكُ بنُ المُبَارَكِ السِّمْسَار، بِقِرَاءتِي سَنَة "561" أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ بنُ طَلْحَةَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الوَاحِدِ بنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا، الحُسَيْنُ ابن إِسْمَاعِيْلَ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ المَدَنِيُّ، حَدَّثَنَا مالك. فذكره.
__________
1 صحيح: أخرجه مالك "2/ 445 - 446"، ومن طريقه البخاري "7199" و"7200"، والنسائي "7/ 138"، والبيهقي "8/ 145" والبغوي "2456" عن يحيى بن سعيد، به، وأخرجه أحمد "5/ 316" والبيهقي "8/ 145"، من طرق عن عبادة بن الوليد، عن أبيه، عن جده، به، وأخرجه أحمد "5/ 321"، والبيهقي "8/ 145" من طريق جنادة بن أبي أمية، عن عبادة بن الصامت، به.

(13/361)


أَخْرَجَهُ البُخَارِيُّ عَنْ، إِسْمَاعِيْلَ بنِ أَبِي أُوَيْسٍ عن، مالك.
كتبَ إِلَيَّ القَاضِي أَبُو الْمجد عَبْدُ الرَّحْمَنِ بن عُمَرَ العُقَيْلِيّ أَخْبَرَنَا، عُمَرُ بنُ عَلِيِّ بنِ قُشَام الحَنَفِيّ بِحَلَب أَخْبَرَنَا، الحَافِظُ أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ الأَشيرِي أَخْبَرَنَا، أَبُو الحَسَنِ بنُ مَوْهب أَخْبَرَنَا، يُوْسُفُ بنُ عَبْدِ اللهِ الحَافِظ أَخْبَرَنَا، خَلَفُ بنُ القَاسِمِ حَدَّثَنَا، الحَسَنُ بنُ رَشيق حَدَّثَنَا، إِسْحَاقُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ يُوْنُس حَدَّثَنَا، مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الأَعْلَى حَدَّثَنَا، سَلَمَةُ بنُ رَجَاء عَنِ، الوَلِيْدِ بنِ جَمِيْل عَنِ، القَاسِمِ عَنْ، أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: "إن الله وملائكته وأهل السماوات وَالأَرْض حَتَّى النَّمْلَةَ فِي جُحْرِهَا وَحَتَّى الحُوْتَ فِي البَحْرِ لَيُصَلُّوْنَ عَلَى مُعَلِّمِ الخَيْرِ" 1. تَفَرَّد بِهِ الوَلِيْد وَلَيْسَ بِمُعْتَمَدٍ.
أَنْبَأَنَا عِدَّة عَنْ، أَمثَالهم عَنْ، أَبِي الفَتْح بن البَطِّي عَنْ، مُحَمَّدِ بنِ أَبِي نَصْرٍ الحَافِظ عَنِ، ابْنِ عبدِ الْبر، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ، حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيْدٍ بنُ الأَعْرَابِيِّ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيْمُ العَبْسِيّ، عَنْ وَكِيْعٍ، عَنِ الأَعْمَشِ قَالَ: حَدَّثَنَا، أَبُو خَالِدٍ الوَالبِيّ قَالَ: كُنَّا نُجَالِسُ أَصْحَابَ النبي -صلى الله عليه وسلم- فِيتنَاشدُوْنَ الأَشعَارَ وَيَتَذَاكَرُوْنَ أَيَّامَ الجَاهِلِيَّةِ2.
قَالَ ابْنُ الأَبَّار فِي "الأَرْبَعِيْنَ" لَهُ: وَفِي "التّمهيد" يَقُوْلُ مُؤَلّفُه:
سَمِيْرُ فُؤَادِي مُذْ ثَلاَثُونَ حِجَّةً ... وَصَيْقَلُ ذِهْنِي وَالمُفَرِّجُ عَنْ، هَمِّي
بَسَطْتُ لَكُم فِيْهِ كَلاَمَ نَبِيِّكُم ... بِمَا فِي مَعَانِيهِ مِنَ الفِقْهِ وَالعِلْمِ
وَفِيْهِ مِنَ الآثَارِ مَا يُقْتَدَى بِهِ ... إلى البرّ والتّقوى وينهى عن، الظّلم
__________
1 صحيح لغيره: أخرجه الترمذي "2685"، والطبراني "7911" و "7912"، وابن عبد البر في "جامع بيان العلم وفضله" "ص 38" من طريق الوليد بن جميل، به.
قلت: إسناده حسن، الوليد بن جميل، صدوق يخطيء كما قال الحافظ في "التقريب". وللحديث شاهد عن أبي الدرداء: عند أحمد "5/ 196"، وأبى داود "3641"، والترمذي "2684"، وابن ماجه "223"، والدارمي "1/ 98"، وله شاهد آخر من حديث جابر: عند الطبراني في "الأوسط" كما ذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" "1/ 124".
2 صحيح: له شواهد منها من حديث جابر بن سمرة، رواه عنه سماك بن حرب قال: قلت: لجابر بن سمرة: أكنت تجالس رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: نعم كثيرا، كان لا يقوم من مصلاه الذي يصلي فيه الصبح أو الغداة حتى تطلع الشمس، فإذا طلعت الشمس قام، وكانوا يتحدثون، فيأخذون في أمر الجاهلية، فيضحكون ويتبسم" أخرجه أحمد "5/ 91"، ومسلم "670" و "2322"، وروى ابن أبي شيبة بإسناد حسن من حديث أبي سلمة بن عبد الرحمن قال: لم يكن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم منحرفين ولا متماوتين، وكانوا يتناشدون الاشعار في مجالسهم ويذكرون أمر جاهليتهم، فإذا أريد أحدهم على شيء من دينه دارت حماليق عينيه" وأخرج من طريق عبد الرحمن بن أبي بكرة قال: كنت أجالس أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، مع أبي في المسجد، فيتناشدون الأشعار، ويذكرون حديث الجاهلية" وقد ذكرهما الحافظ في "الفتح" "10/ 540".

(13/362)


4177- البيهقي 1:
هُوَ الحَافِظُ العَلاَّمَةُ الثَّبْتُ الفَقِيْهُ شَيْخُ الإِسْلاَمِ أبو بكر؛ أحمد ابن الحُسَيْنِ بنِ عَلِيِّ بنِ مُوْسَى الخُسْرَوْجِرديُّ الخُرَاسَانِيُّ. وَبَيْهَق: عِدَّة قُرَى مِنْ أَعْمَالِ نَيْسَابُوْر عَلَى يَوْمَيْن مِنْهَا.
وُلِدَ فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَثَمَانِيْنَ وَثَلاَثِ مائَة فِي شَعْبَانَ.
وَسَمِعَ: وَهُوَ ابْنُ خَمْسَ عَشْرَةَ سَنَةً مِنْ: أَبِي الحَسَنِ مُحَمَّدِ بنِ الحُسَيْنِ العَلَوِيّ؛ صَاحِبِ أَبِي حَامِدٍ بن الشَّرْقِيّ وَهُوَ أَقدمُ شَيْخٍ عِنْدَهُ وَفَاته السَّمَاعُ مِنْ أَبِي نُعَيْمٍ الإِسفرَايينِي؛ صَاحِبِ أَبِي عوَانَة وَرَوَى عَنْهُ بِالإِجَازَة فِي الْبيُوع وَسَمِعَ: مِنَ الحَاكِم أَبِي عَبْدِ اللهِ الحَافِظ فَأَكْثَر جِدّاً وَتَخَرَّج بِهِ وَمِنْ أَبِي طَاهِر بن مَحْمِش الفَقِيْه، وَعَبْدِ اللهِ بن يُوْسُفَ الأَصْبَهَانِيّ، وَأَبِي عَلِيٍّ الرُّوْذْبارِي، وَأَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ، وَأَبِي بَكْرٍ بنِ فُوْرَك المُتَكَلِّم، وَحَمْزَة بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ المُهَلَّبِيّ، وَالقَاضِي أَبِي بَكْرٍ الحِيْرِيّ، وَيَحْيَى بنِ إِبْرَاهِيْمَ المُزَكِّي، وَأَبِي سَعِيْدٍ الصَّيْرَفِيّ، وَعَلِيِّ بنِ مُحَمَّدِ بنِ السقَّا، وَظَفَرِ بن مُحَمَّدٍ العَلَوِيِّ، وَعَلِيِّ بنِ أَحْمَدَ بنِ عَبْدَان، وَأَبِي سَعْدٍ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدٍ المَالِيْنِيّ الصُّوْفِيّ، وَالحَسَنِ بنِ عَلِيٍّ المُؤمّلِي، وَأَبِي عُمَرَ مُحَمَّدِ بن الحُسَيْنِ البِسْطَامِي، وَمُحَمَّدِ بنِ يَعْقُوْبَ الفَقِيْه بِالطابَرَان، وَخَلْقٍ سِوَاهُم. وَمِنْ أَبِي بَكْرٍ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ مَنْصُوْر بنَوقَان. وَأَبِي نَصْرٍ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيٍّ الشيرَازِي، وَمُحَمَّد بن مُحَمَّدِ بنِ أحمد بن رَجَاء الأَدِيْب، وَأَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدٍ الشَّاذْيَاخِيّ، وَأَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ مُزَاحِم الصَّفَّار، وَأَبِي نَصْرٍ أَحْمَدَ بنِ عَلِيِّ بنِ أَحْمَدَ الفَامِي، وَإِبْرَاهِيْم بن مُحَمَّدٍ الطُّوْسِيّ الفَقِيْه، وَإِبْرَاهِيْم بنِ مُحَمَّدِ بنِ مُعَاوِيَةَ العَطَّار، وَإِسْحَاقُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ يُوْسُفَ السُّوسِيُّ، وَالحَسَن بن مُحَمَّدِ بنِ حَبِيْب المفسر، وسعيد ابن مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدَان، وَأَبِي الطَّيِّبِ الصُّعْلُوْكِي، وَعَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدٍ المِهْرَجَانِي، وَعبد الرَّحْمَن بن أَبِي حَامِدٍ المُقْرِئ، وَعبدِ الرَّحْمَن ابْن مُحَمَّدِ بنِ بَالويه، وَعُبَيْدِ بن مُحَمَّدِ بنِ مَهْدِيّ، وَعَلِيِّ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيّ الإسفراييني، وعلي بن محمد السبعي، وعلي
__________
1 ترجمته في الأنساب للسمعاني "2/ 381"، والمنتظم لابن الجوزي "8/ 242" ووفيات الأعيان لابن خلكان "1/ 75"، وتذكرة الحفاظ "3/ ترجمة 1014"، والعبر "3/ 242"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 77"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 304".

(13/363)


ابن حَسَن الطَّهْمَانِي وَمَنْصُوْرِ بنِ الحُسَيْنِ المُقْرِئ وَمَسْعُوْدِ بنِ مُحَمَّدٍ الجُرْجَانِيّ؛ وَهَؤُلاَءِ العِشْرُوْنَ مِنْ أَصْحَابِ الأَصَمّ. وَسَمِعَ: بِبَغْدَادَ مِنْ هِلاَلِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ جَعْفَرٍ الحَفَّار وَعَلِيِّ بنِ يَعْقُوْبَ الإِيَادِيّ وَأَبِي الحُسَيْنِ بنِ بِشْرَان وَطَبَقَتهم. وَبِمَكَّةَ مِنَ الحَسَنِ بنِ أَحْمَدَ بنِ فِرَاس وَغَيْره. وَبَالكُوْفَةِ مِنْ جَنَاح بنِ نذِير القَاضِي وَطَائِفَة.
وَبُورِكَ لَهُ فِي عِلمه وَصَنَّفَ التَّصَانِيْفَ النَّافعَةَ وَلَمْ يَكُنْ عِنْدَهُ سُنَن النَّسَائِيّ وَلاَ سُنَن ابْنِ مَاجَه وَلاَ جَامِعُ أَبِي عِيْسَى بَلَى عِنْدَهُ عَنِ، الحَاكِم وِقْرُ بعيرٍ أَوْ نَحْوُ ذَلِكَ وَعِنْدَهُ سُنَن أَبِي دَاوُدَ عَالِياً وَتَفَقَّهَ عَلَى نَاصِر العُمَرِيّ وَغَيْرِهِ.
وَانقطع بقرِيته مُقْبِلاً عَلَى الجمع والتأليف فعمل السنن الكبير في عشر مُجَلَّدَات لَيْسَ لأَحدٍ مِثْلُهُ وَأَلَّفَ كِتَابَ السُّنَن وَالآثَار فِي أَرْبَعِ مُجَلَّدَات وَكِتَابَ الأَسْمَاء وَالصِّفَات فِي مُجَلَّدتين وَكِتَابَ المُعتقد مُجَلَّد وَكِتَابَ البَعْث مُجَلَّد وَكِتَابَ التَّرغِيب وَالتَّرهيب مُجَلَّد وَكِتَابَ الدَّعوَات مُجَلَّد وَكِتَابَ الزُّهْد مُجَلَّد وَكِتَابَ الخلاَفِيَات ثَلاَث مُجَلَّدَات وَكِتَابَ نُصُوص الشَّافِعِيّ مُجَلَّدَان وَكِتَابَ دلاَئِل النُّبُوَّة أَرْبَع مُجَلَّدَات وَكِتَابَ السُّنَن الصَّغِيْر مُجَلَّد ضَخْم وَكِتَابَ شُعَب الإِيْمَان مُجَلَّدَان وَكِتَابَ الْمدْخل إِلَى السُّنَن مُجَلَّد وَكِتَابَ الآدَاب مُجَلَّد وَكِتَابَ فَضَائِل الأَوقَات مُجيليد وَكِتَابَ الأَرْبَعِيْنَ الكُبْرَى مُجيليد وَكِتَابَ الأَرْبَعِيْنَ الصُّغْرَى وَكِتَابَ الرُّؤْيَة جُزْء وَكِتَابَ الإِسْرَاء وَكِتَابَ مَنَاقِب الشَّافِعِيّ مُجَلَّد وَكِتَابَ مناقب أحمد مجلد وكتاب فضائل الصَّحَابَة مُجلد وَأَشيَاءَ لاَ يَحضُرنِي ذكرهَا.
قَالَ الحَافِظُ عبد الغَافِر بن إِسْمَاعِيْلَ فِي تَارِيْخِهِ: كَانَ البَيْهَقِيّ عَلَى سيرَة العُلَمَاء قَانِعاً بِاليَسِيْر مُتَجَمِّلاً فِي زُهْده وَوَرَعه.
وَقَالَ أَيْضاً: هُوَ أَبُو بَكْرٍ الفَقِيْهُ الحَافِظُ الأُصُوْلِي الدَّيِّنُ الوَرِع وَاحِدُ زَمَانِهِ فِي الحِفْظِ وَفَردُ أَقرَانه فِي الإِتْقَان وَالضَّبط مِنْ كِبَارِ أَصْحَاب الحَاكِم وَيَزِيْدُ عَلَى الحَاكِم بِأَنْوَاع مِنَ العلُوْم كتبَ الحَدِيْثَ وَحَفِظه مِنْ صبَاهُ وَتَفَقَّهَ وَبَرَعَ وَأَخَذَ فَنَّ الأُصُوْل وَارْتَحَلَ إِلَى العِرَاقِ وَالجِبَال وَالحِجَاز ثُمَّ صَنَّف وَتوَالِيفُهُ تُقَارِبُ أَلفَ جُزْءٍ مِمَّا لَمْ يَسْبِقْهُ إِلَيْهِ أَحَدٌ جمع بَيْنَ علم الحَدِيْث وَالفِقْه وَبيَانِ علل الحَدِيْث وَوجهِ الْجمع بَيْنَ الأَحَادِيْث طلبَ مِنْهُ الأَئِمَّةُ الاَنتقَالَ مَنْ بَيْهَقَ إِلَى نَيْسَابُوْرَ لسَمَاع الكُتُب فَأَتَى فِي سَنَةِ إِحْدَى وَأَرْبَعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة وَعَقدُوا لَهُ المَجْلِس لسَمَاع كِتَاب "المَعْرِفَة" وَحضره الأَئِمَّة.

(13/364)


قَالَ شَيْخُ القُضَاة أَبُو عَلِيٍّ إِسْمَاعِيْلُ بنُ البَيْهَقِيّ: حَدَّثَنَا، أَبِي قَالَ: حِيْنَ ابْتدَأْتُ بتصنِيف هَذَا الكِتَاب يَعْنِي كِتَاب المَعْرِفَة فِي السُّنَن وَالآثَار وَفرغتُ مِنْ تَهْذِيْب أَجزَاء مِنْهُ سَمِعْتُ الفَقِيْه مُحَمَّد بن أَحْمَدَ وَهُوَ مِنْ صَالِحِي أَصْحَابِي وَأَكْثَرهم تِلاَوَة وَأَصدقهم لَهْجَة يَقُوْلُ: رَأَيْتُ الشافعي رَحِمَهُ اللهُ فِي النَّوْمِ وَبِيَدِهِ أَجزَاءُ مِنْ هَذَا الكِتَاب وَهُوَ يَقُوْلُ: قَدْ كَتَبتُ اليَوْم مِنْ كِتَاب الفَقِيْه أَحْمَد سَبْعَة أَجزَاء أَوْ قَالَ: قرَأْتُهَا. وَرَآهُ يَعْتَدُّ بِذَلِكَ. قَالَ: وَفِي صبَاح ذَلِك اليَوْم رَأَى فَقِيْهٌ آخر منْ إِخْوَانِي الشَّافِعِيَّ قَاعِداً فِي الجَامِع عَلَى سرِير وَهُوَ يَقُوْلُ: قَدِ اسْتفدتُ اليَوْمَ مِنْ كِتَاب الفَقِيْهِ حَدِيْثَ كَذَا وَكَذَا.
وَأَخْبَرَنَا أَبِي قَالَ: سَمِعْتُ الفَقِيْه أَبَا مُحَمَّدٍ الحَسَنَ بنَ أَحْمَدَ السَّمَرْقَنْدِيّ الحَافِظ يَقُوْلُ: سَمِعْتُ الفَقِيْه مُحَمَّدَ بنَ عَبْدِ العَزِيْزِ المَرْوَزِيّ يَقُوْلُ: رَأَيْتُ فِي المَنَامِ كَأنَّ تَابوتاً علاَ فِي السَّمَاءِ يَعلُوْهُ نورٌ فَقُلْتُ: مَا هَذَا؟ قَالَ: هَذِهِ تَصنِيفَاتُ أَحْمَد البَيْهَقِيّ. ثُمَّ قَالَ شَيْخُ القُضَاة: سَمِعْتُ الحِكَايَاتِ الثَّلاَثَة مِنَ الثَّلاَثَة المَذْكُوْرِيْنَ.
قُلْتُ: هَذِهِ رُؤْيَا حق فَتصَانِيفُ البَيْهَقِيّ عَظِيْمَةُ الْقدر غزِيْرَةُ الفَوَائِد قلَّ مَنْ جَوَّد تَوَالِيفَهُ مِثْل الإِمَام أَبِي بَكْرٍ فَيَنْبَغِي لِلْعَالِمِ أَنْ يَعتَنِي بِهَؤُلاَءِ سِيمَا سُننَه الكَبِيْر وَقَدْ قَدِمَ قَبْلَ مَوْته بِسَنَة أَوْ أَكْثَر إِلَى نَيْسَابُوْرَ وَتَكَاثر عَلَيْهِ الطلبَةُ وسمع: وا مِنْهُ كُتُبهُ وَجُلِبَتْ إِلَى العِرَاقِ وَالشَّام وَالنَّوَاحِي واعتنى بها الحافظ أبو القاسم الدمشقي وسمع: ها مِنْ أَصْحَابِ البَيْهَقِيّ وَنقلَهَا إِلَى دِمَشْقَ هُوَ وَأَبُو الحَسَنِ المُرَادِيّ.
وَبَلَغَنَا عَنْ، إِمَام الحَرَمَيْنِ أَبِي المَعَالِي الجُوَيْنِيّ قَالَ: مَا مِنْ فَقِيْهٍ شَافعِيٍّ إلَّا وَللشَافعِيّ عَلَيْهِ مِنَّةٌ إلَّا أَبَا بَكْرٍ البَيْهَقِيّ فَإِنَّ المِنَّةَ لَهُ عَلَى الشَّافِعِيّ لتصانيفه في نصرة مذهبه.
قُلْتُ: أَصَاب أَبُو المَعَالِي هَكَذَا هُوَ وَلَوْ شَاءَ البَيْهَقِيّ أَنْ يَعمل لِنَفْسِهِ مَذْهَباً يَجتهد فِيْهِ؛ لَكَانَ قَادِراً عَلَى ذَلِكَ لسعَة علُوْمه وَمَعْرِفَته بِالاخْتِلاَف وَلِهَذَا ترَاهُ يُلوِّح بِنَصْر مَسَائِل مما صح فيها الحديث. ولما سمع: وا مِنْهُ مَا أَحَبّوا فِي قَدَمته الأَخيرَة مرض وَحَضَرت المنِيَّة فَتُوُفِّيَ فِي عَاشر شَهْر جُمَادَى الأُوْلَى سَنَة ثَمَانٍ وَخَمْسِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة فَغُسِّلَ وَكُفِّنَ وَعُمِلَ لَهُ تَابوت فَنُقِلَ وَدُفِنَ بِبيهق؛ وَهِيَ نَاحِيَةٌ قصبتُهَا خُسْرَوْجِرد هِيَ مَحْتِدهُ وَهِيَ عَلَى يَوْمَيْن مِنْ نَيْسَابُوْر وَعَاشَ أَرْبَعاً وَسَبْعِيْنَ سَنَةً.
وَمِنَ الرُّوَاة عَنْهُ شَيْخُ الإِسْلاَمِ أَبُو إِسْمَاعِيْلَ الأَنْصَارِيُّ، بِالإِجَازَة وَوَلَده إِسْمَاعِيْلُ بنُ أَحْمَدَ وَحَفِيْده أَبُو الحَسَنِ عبيدُ الله بن مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ وَأَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بنُ مَنْدَة الحافظ

(13/365)


وأبو عبد الله محمد بن الفضل الفراوي، وَزَاهِرُ بنُ طَاهِرٍ الشَّحَّامِيّ، وَأَبُو المَعَالِي مُحَمَّدُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ الفَارِسِيّ، وَعبدُ الجَبَّار بن عَبْدِ الوَهَّابِ الدَّهَان، وَعبدُ الجَبَّار بن مُحَمَّدٍ الخُوَارِي، وَأَخُوْهُ عبدُ الحمِيد بن مُحَمَّدٍ الخُوَارِي، وَأَبُو بَكْرٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ البَحيرِي النَّيْسَابُوْرِيّ؛ المُتوفَى سَنَة أَرْبَعِيْنَ، وَخَمْسِ مائَةٍ، وَطَائِفَةٌ سِوَاهُم. وَمَاتَ مَعَهُ أَبُو الطَّيِّبِ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بنُ عُمَرَ بنِ شَمَّةَ الأَصْبَهَانِيّ صَاحِبُ ابْنِ المُقْرِئ، وَإِمَام اللُّغَة أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ إِسْمَاعِيْلَ بنِ سيدَة، وَشيخُ الحنابلة القاضي أبو يَعْلَى مُحَمَّدِ بنِ الحُسَيْنِ بنِ الفَرَّاء البَغْدَادِيّ.
أَخْبَرَنَا الشَّيْخُ أَبُو الفَضْلِ أَحْمَدُ بنُ هِبَةِ اللهِ بنِ أَحْمَدَ سَمَاعاً، عَنْ زَيْنَبَ بِنْت عَبْدِ الرَّحْمَنِ،أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ الفَارِسِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ البَيْهَقِيُّ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ بنِ عبدَان، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ عُبَيْدٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ بنُ حِجَّة، حَدَّثَنَا أَبُو الوَلِيْدِ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بنُ العَلاَءِ اليَشْكُرِيّ، عَنْ صَالِحِ بنِ سَرْج، عَنْ عِمْرَانَ بنِ حِطَّانَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "يُؤْتَى بِالقَاضِي العَدْلِ يَوْمَ القِيَامَةِ فَيَلْقَى مِنْ شِدَّةِ الحِسَابِ مَا يَتَمَنَّى أَنَّهُ لَمْ يَقْضِ بَيْنَ اثنِيْنِ فِي تَمْرَةٍ قَطُّ". غَرِيْبٌ جِدّاً.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ هِبَةِ اللهِ أَخْبَرَنَا، زَيْنُ الأُمَنَاءِ الحسن بن محمد وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَهَّابِ بن الشِّيْرَجِي وَابْنُ غَسَّان قَالُوا: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ الحَسَنِ الحَافِظُ، أَخْبَرَنَا أَبُو القَاسِمِ المُسْتَمْلِي، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ الحُسَيْنِ البَيْهَقِيّ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ يُوْسُفَ، أَخْبَرْنَا ابْنُ الأَعْرَابِيِّ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، حَدَّثَنِي أَبُو عَلِيٍّ المَدَائِنِيّ، حَدَّثَنَا فِطْرُ بنُ حَمَّاد بن وَاقِدٍ، حَدَّثَنَا أَبِي: سَمِعْتُ مَالِكَ بنَ دِيْنَارٍ يَقُوْلُ: يَقُوْلُوْنَ: مَالِكٌ زَاهِد! أَيُّ زُهْدٍ عِنْد مَالِك وَلَهُ جُبَّةٌ وَكِسَاء؟ إِنَّمَا الزَّاهِد عُمَرُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ أَتَتْهُ الدُّنْيَا فاغرةً فاها فأعرض عنها.

(13/366)


حيدرة، الكازوني، الخضري:
4178- حيدرة:
ابن الحُسَيْنِ، الأَمِيْرُ المُؤَيَّدُ، نَائِبُ دِمَشْقَ لِلمُسْتَنْصِرِ، مِنْ كبار الدولة.
وَلِي سَنَة إِحْدَى وَأَرْبَعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة وَدَام تِسْع سِنِيْنَ ثُمَّ صُرف ثُمَّ وَلِي سَنَةَ ثَلاَثٍ وَخَمْسِيْنَ ثُمَّ عُزل بَعْد عَامَيْن بِبَدْرٍ الجَمالِي ذَكَرَهُ ابْن عَسَاكِرَ مُخْتَصَراً ثُمَّ فَرَّ بدرٌ مِنَ البَلَد بَعْدَ سَنَةِ فَوليَه حَيْدَرَة بنُ منزو الكُتَامِي عُرف بِحِصْن الدَّوْلَة فَقَدم فِي رَمَضَانَ سَنَةَ سِتٍّ ثُمَّ عُزل بَعْد شهرين، وولي دري المستنصري.
4179- الكازروني:
الإِمَامُ الأَوْحَدُ شَيْخُ الشَّافِعِيَّةِ أَبُو عَبْدِ اللهِ؛ مُحَمَّدُ بنُ بَيَان بنِ مُحَمَّدٍ الكَازَرُوْنِيُّ المُقْرِئُ فَقِيْهُ أَهْلِ آمِد.
حَدَّثَ عَنْ: أَحْمَدَ بنِ الحُسَيْنِ بنِ الصَّيَّاح الْبَلَدِي وَالقَاضِي أَبِي عُمَرَ الهَاشِمِيّ وَابْن رَزْقُوَيْه وَابْن أَبِي الفوَارس. وَقَرَأَ القرآن على الحمامي أو غيره.
ارْتَحَلَ إِلَيْهِ الفَقِيْه نَصْر المَقْدِسِيّ وَتَفَقَّهَ عَلَيْهِ. وَقرَأَ عَلَيْهِ القُرْآن أَبُو عَلِيٍّ الفَارِقِيُّ الفَقِيْه.
وَحَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو غَانِمٍ عَبْد الرَّزَّاقِ المَعَرِّي وَعَبْدُ اللهِ بنُ الحَسَنِ النَّحَاس وَإِبْرَاهِيْم بن فَارِس وَآخَرُوْنَ.
وَحَدَّثَ بِدِمَشْقَ قَدِمهَا لِلْحَجِّ.
قَالَ ابْنُ عَسَاكِر: حَدَّثَنِي ضَبَّةُ بنُ أَحْمَدَ أَنَّهُ لقِيه وَسَمِعَ: مِنْهُ.
قَالَ ابْنُ النَّجَّار: تُوُفِّيَ سنة خمس وخمسين وأربع مائة.
4180- الخضري 1:
الإِمَامُ العَلاَّمَةُ أَبُو عَبْدِ اللهِ؛ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ الخِضْرِيُّ مَنْسُوْبٌ إِلَى بَعْضِ أَجْدَادِهِ المَرْوَزِيُّ الشافعي؛ صاحب القفال المروزي.
كَانَ مِنْ أَسَاطين المَذْهَب يُضْرَبُ بذكَائِهِ وَقُوَة حَفِظه المَثَلُ وَإِذَا حَفِظ شَيْئاً لاَ يَكَاد يَنسَاهُ وَهُوَ صَاحِبُ وَجهٍ فِي المَذْهَب لَهُ وُجُوهٌ غرِيبَة نَقلهَا الخُرَاسَانِيون وَقَدْ نَقَلَ أَنَّ الشَّافِعِيّ صَحَّحَ دلاَلَة الصَّبيّ عَلَى القِبْلَة.
وَكَانَ مُوَثَّقاً فِي نَقلِهِ وَلَهُ خِبْرَةٌ بِالحَدِيْثِ.
عَاشَ نَيِّفاً وَسَبْعِيْنَ سَنَةً وَكَانَ حَيّاً فِي حُدُوْدِ الخمسين إلى الستين وأربع مائة.
__________
1 ترجمته في الإكمال لابن ماكولا "3/ 252"، والأنساب للسمعاني "5/ 141"، واللباب لابن الأثير "1/ 451"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "4/ 215- 216"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 82".

(13/367)


ابن أبي الطيب، اللوزنكي:
4181- ابن أبي الطيب 1:
الإِمَامُ العَلاَّمَةُ المُفَسِّر الأَوْحَدُ أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ أَبِي الطَّيْبِ؛ عَبْدِ اللهِ بنِ أَحْمَدَ النَّيْسَابُوْرِيُّ.
لَهُ تَفْسِيْرٌ فِي ثَلاَثِيْنَ مجلداً وَآخر فِي عَشْرَة وَضَعهُ فِي ثَلاَث مُجَلَّدَات. وَكَانَ يُمْلِي ذَلِكَ مِنْ حِفْظِهِ وَمَا خَلَّفَ مِنَ الكُتُب سِوَى أَرْبَعِ مُجَلَّدَات إلَّا أَنَّهُ كَانَ آيَةً فِي الحِفْظِ مَعَ الوَرَع وَالعِبَادَة وَالتَّأَلُّه.
قِيْلَ: إِنَّهُ حُمِلَ إِلَى السُّلْطَانِ مَحْمُوْدِ بنِ سبكتكين ليسمع: وعظه فلما دَخَلَ جلسَ بِلاَ إِذن وَأَخَذَ فِي رِوَايَة حَدِيْثٍ بِلاَ أَمر فَتَنَمَّرَ لَهُ السُّلْطَانُ وَأَمر غُلاَماً فَلَكَمَهُ لَكْمَةً أَطْرَشَتْهُ فَعَرَّفَهُ بَعْضُ الحَاضِرِيْنَ منزلَتَهُ فِي الدِّينِ وَالعِلْمِ فَاعْتذر إِلَيْهِ وَأَمَرَ لَهُ بِمَال فَامْتَنَعَ فَقَالَ: يَا شَيْخُ: إِنَّ لِلمُلْكِ صَولَةً وَهُوَ مُحْتَاجٌ إِلَى السِّيَاسَة وَرَأَيْتُ أَنَّكَ تَعَدَّيْتَ الوَاجِبَ فَاجعلْنِي فِي حِلٍّ. قَالَ: اللهُ بَيْنَنَا بِالمِرصَاد وَإِنَّمَا أَحَضَرتَنِي لِلوعظ وَسَمَاعِ أَحَادِيْث الرَّسُول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَللخشوع لاَ لإِقَامَة قوَانِيْنَ الرِّئَاسَة. فَخَجِلَ المَلِكُ وَاعْتَنَقَهُ.
ذكره يَاقُوْت فِي "تَارِيخ الأُدبَاء" وَقَالَ: تُوُفِّيَ فِي شَوَّال سَنَةَ ثَمَانٍ وَخَمْسِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة بِسَانْزُوَار.
قُلْتُ: رُتْبَةُ مَحْمُوْدٍ رفِيعَةٌ فِي الجِهَادِ وَفتحِ الهِنْد وَأَشيَاء مليحَة وَلَهُ هَنَاتٌ هَذِهِ مِنْهَا وَقَدْ نَدِمَ وَاعْتَذَرَ فَنَعُوذ بِاللهِ مِنْ كُلِّ مُتَكَبِّرٍ جَبَّار. وَقَدْ رَأَينَا الجَبَّارِيْنَ المُتَمَرِّدين الَّذِيْنَ أَمَاتُوا الجِهَاد وَطَغُوا فِي البِلاَد فَوَاحسرَةً على العباد.
4182- اللوزنكي 2:
مُفْتِي طُلَيْطُلَةَ الإِمَامُ أَبُو جَعْفَرٍ، أَحْمَدُ بنُ سَعِيْدٍ الأَنْدَلُسِيُّ، اللَّوْزَنْكِيُّ المَالِكِيُّ.
امْتَحَنَهُ ملك طُليطلَة المأمون هو وابن مغيث وابن أسد وَجَمَاعَة اتَّهمهم عَلَى سُلْطَانه فَأَحضرهم مَعَ قَاضِيهم أَبِي زَيْدٍ القُرْطُبِيّ وَقَيَّدهُم فَهَاجتِ العَامَّةُ وَنفرُوا إِلَى السِّلاَح فَقُتِلَ طَائِفَة فَكفوا وَاسْتبيحت دورُ المَذْكُوْرِيْنَ فِي سَنَةِ سِتِّيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة وَسُجِنُوا وَسُجِنَ الوَزِيْر ابْن غُصن الأَدِيْب فَصَنّف كِتَاب المُمْتَحَنِيْنَ مِنْ لَدُنْ آدَم عَلَيْهِ السَّلاَمُ إِلَى زَمَانه؛ اتُّهم بِالنمِّ عَلَى المَذْكُوْرين ابْنُ الْحَدِيدِي كَبِيْرُ طُلَيْطُلَةَ ثُمَّ مَاتَ المَأْمُوْنُ وَقَامَ بَعْدَهُ حَفِيْدُه القَادِر وَالعَقْدُ وَالحِلُّ بِالبَلَد لابْنِ الْحَدِيدِي فَخُوطِبَ فِيْهِ القَادِرُ فَأَخْرَجَ أَضدَادَه مِنَ السجْن فَقتلُوا ابْن الْحَدِيدِي وَطِيْفَ بِرَأْسِهِ وَأَضر ابْنُ اللوزنكي في الحبس.
__________
1 ترجمته في معجم الأدباء لياقوت الحموي "13/ 273- 276".
2 ترجمته في الصلة لابن بشكوال "1/ 64 - 65".

(13/368)


ثابت بن أسلم، الحمادي، الحلوائي:
4183- ثابت بن أسلم 1:
العَلاَّمَةُ أَبُو الحَسَنِ الحَلَبِيُّ، فَقِيْهُ الشِّيْعَةِ، وَنَحْوِيُّ حَلَبَ وَمِنْ كِبَارِ تَلاَمِذَةِ الشَّيْخِ أَبِي الصَّلاَحِ.
تصدَّر لِلإِفَادَة وَلَهُ مصَنّف فِي كشف عُوَار الإِسْمَاعِيليَّة وَبَدْءِ دعوتِهم وَأَنَّهَا عَلَى المخَارِيق فَأَخَذَهُ دَاعِي القَوْم وَحُمِلَ إِلَى مِصْرَ فَصَلَبَهُ المُسْتنصر فَلاَ رَضِيَ اللهُ عَمَّنْ قَتله وَأُحرقت لِذَلِكَ خِزَانَةُ الكُتُب بِحَلَب وَكَانَ فِيْهَا عَشْرَةُ آلاَف مجلدَة فَرَحِمَ الله هَذَا المُبْتَدِع الَّذِي ذَبَّ عن، الملة، والأمر لله.
4184- الحمادي 2:
شَيْخُ الحَنَفِيَّةِ وَالشَّافِعِيَّةِ العَلاَّمَةُ أَبُو عَلِيٍّ حَسَنُ بن علي بن مكي ابن إِسْرَافِيْلَ بنِ حَمَّادٍ الحَمَّادِيُّ النَّسَفِيُّ؛ أَحَدُ الأَعْلاَمِ.
كَانَ حَنَفِيّاً ثُمَّ تَحَوَّل شَافعياً.
سَمِعَ: مِنْ: أَبِي نُعَيْمٍ عَبْد الْملك الإِسفرَايينِي وَإِسْمَاعِيْل بن حَاجِب الكُشَانِي. وَعُمِّرَ دَهْراً.
حَدَّثَ عَنْهُ: حُسَيْن بن الخليل شيخ أبي سعد السمع: اني.
توفي سنة ستين وأربع مائة.
4185- الحلوائي 3:
الشَّيْخُ العَلاَّمَةُ رَئِيْسُ الحَنَفِيَّةِ شَمْسُ الأَئِمَّةِ الأَكْبَرُ أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ العَزِيْزِ بنُ أَحْمَدَ بنِ نَصْرِ بنِ صَالِحٍ البُخَارِيُّ الحَلْوَائِي بِفَتح الحَاء وبالمد إمام أهل الرأي بتلك الديار.
__________
1 ترجمته في الوافي بالوفيات لصلاح الدين الصفدي "10/ 470"، وبغية الوعاة للسيوطي "1/ 480".
2 ترجمته في الأنساب للسمعاني "4/ 201"، واللباب لابن الأثير "1/ 383"، والوافي بالوفيات لصلاح الدين الصفدي "12/ 164".
3 ترجمته في الإكمال لابن ماكولا "3/ 111 و 303"، والأنساب للسمعاني "4/ 194"، واللباب لابن الأثير "1/ 380 - 381".

(13/369)


تَفقَّه بِالقَاضِي أَبِي عَلِيٍّ الحُسَيْن بن الخَضِر النسفِي.
وَحَدَّثَ عَنْ: عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ حُسَيْن الكَاتِب وَأَبِي سَهْلٍ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ مَكِّيّ الأَنْمَاطِيّ وَمُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ غُنْجَار الحَافِظ وَصَالِحِ بن مُحَمَّدٍ وَجَمَاعَة.
وَصَنَّفَ التَّصَانِيْفَ وَتَخَرَّجَ بِهِ الأَعْلاَم.
أَخَذَ عَنْهُ: شَمْسُ الأَئِمَّة مُحَمَّدُ بنُ أَبِي سَهْل السَّرْخَسِيّ وَفخرُ الإِسْلاَم عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الحُسَيْنِ البَزْدَوي وَأَخُوْهُ صدرُ الإِسْلاَم أَبُو الْيَسْر مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدٍ وَالقَاضِي جَمَالُ الدِّيْنِ أَبُو نَصْرٍ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَشَمْسُ الأَئِمَّة أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ علي الزرنجري وآخرون سماهم أبو العَلاَء الفرضِي ثُمَّ قَالَ: وَمَاتَ بِبُخَارَى فِي شَعْبَانَ سَنَة سِتٍّ وَخَمْسِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة وَدُفِنَ بمقبرة الصدور.
وأما السمع: اني فَقَالَ فِي الأَنسَاب: تُوُفِّيَ بِكسّ وَحُمِلَ إِلَى بُخَارَى سَنَة ثَمَانٍ أَوْ تِسْعٍ وَأَرْبَعِيْنَ.
وَقَالَ عَبْدُ العَزِيْزِ النَّخْشَبِيّ فِي مُعجمه: هُوَ شَيْخٌ عَالِم بِأَنْوَاع العُلُوْم مُعْظِّمٌ لِلْحَدِيْثِ غَيْرَ أَنَّهُ مُتسَاهل فِي الرِّوَايَة تُوُفِّيَ فِي شَعْبَانَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَخَمْسِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة.
وَفِيْهَا مَاتَ عَلِيّ بن حُمَيْدٍ الذُّهْلِيّ؛ خطيب هَمَذَان وَشيخُهَا وَأَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ القَزْوِيْنِيّ؛ مُقْرِئ مِصْر وَشيخ المَالِكِيَّة أَبُو الفَضْلِ مُحَمَّدُ بنُ عُبَيْدِ اللهِ بنِ عُمْروس البَغْدَادِيّ.

(13/370)


4186- ابن سراج 1:
الإِمَامُ العَلاَّمَةُ قَاضِي الجَمَاعَةِ أَبُو القَاسِمِ؛ سِرَاجُ بن عبد الله بن محمد بن سراج الأُمَوِيُّ مَوْلاَهُم الأَنْدَلُسِيُّ القُرْطُبِيُّ المَالِكِيُّ؛ قَاضِي قُرْطُبَةَ.
سَمِعَ: صَحِيْح البُخَارِيّ مِنْ أَبِي مُحَمَّدٍ الأَصيلِي بِفَوْتٍ يَسير وَسَمِعَ: مِنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدِ بنِ بَرْطَال وَأَبِي مُحَمَّدٍ بن مَسْلَمَةَ وَأَبِي المَطَرف عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن فُطَيْس.
وَوَلِيَ القَضَاءَ بِضْعَ عَشْرَةَ سَنَةً فَحُمدَ إِلَى الغَايَة وَلاَ حُفِظَتْ عَلَيْهِ سَقْطَة.
كَانَ فَقِيْهاً صَالِحاً خَيِّراً حليماً، عَلَى مِنْهَاج السَّلَف حمل عَنْهُ جَمَاعَة جِلَّةٌ، وَعَاشَ سِتّاً وَثَمَانِيْنَ سَنَةً.
مَاتَ فِي شَوَّال سَنَةَ سِتٍّ وَخَمْسِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة.
وَهُوَ وَالِدُ عَبْد الْملك بنِ سِرَاج، إِمَام اللغة.
__________
1 ترجمته في الصلة لابن بشكوال "1/ 226-227".

(13/370)


القبري، العبادي:
4187- القبري 1:
الإِمَامُ العَلاَّمَةُ أَبُو شَاكِرٍ عَبْدُ الوَاحِدِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مَوْهَبٍ التُّجِيْبِيُّ الأَنْدَلُسِيُّ القَبْرِي نِسْبَة إِلَى مَدِيْنَة قَبْرَة المَالِكِيُّ.
وُلِدَ سَنَةَ سَبْعٍ وَسَبْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَة.
وَتَفَرَّد فِي وَقتِهِ بِالإِجَازَة مِنَ الفَقِيْه أَبِي مُحَمَّدٍ بن أَبِي زَيْدٍ.
وَسَمِعَ: مِنْ: أَبِي مُحَمَّدٍ الأَصِيلِي وَأَبِي حَفْصٍ بن نَابِلٍ وَأَبِي عُمَرَ ابْن أَبِي الحُبَابِ وَطَائِفَة.
وَلَهُ أَيْضاً إِجَازَة مِنْ أَبِي الحَسَنِ القَابِسِي. وَوَلِيَ القَضَاءَ وَالخطَابَة بِبَلَنْسِية.
ذكره الحُمَيْدِيّ فَقَالَ فِيْهِ: مُحَدِّثٌ أَديب خطيبٌ شَاعِر.
تُوُفِّيَ فِي رَبِيْعٍ الآخِرِ سَنَةَ سِتٍّ وَخَمْسِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة.
قُلْتُ: أَخَذَ عَنْهُ أَبُو عَلِيٍّ الغَسَّانِيّ وَغَيْرهُ. وَهُوَ خَالُ أَبِي الوَلِيْد البَاجِي وَكَانَ وَالِدُهُ قَدْ رَحل وَتَفَقَّهَ عَلَى ابْنِ أَبِي زَيْدٍ وَالقَابِسِي فَاسْتجَازَ مِنْهُمَا لوَلَده وَسَكَنَ أَبُو شَاكِر شَاطِبَةَ مُدَّة. وَلَهُ شِعرٌ رَائِق.
4188- العَبَّادِيُّ 2:
الإِمَامُ شَيْخُ الشَّافِعِيَّة القَاضِي أَبُو عَاصِمٍ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ عبَّادٍ العَبَّادِيُّ، الهَرَوِيُّ، الشَّافِعِيُّ.
حَدَّثَ عَنْ: أَحْمَد بن مُحَمَّدِ بنِ سَهْل القراب وغيره.
وَتَفَقَّهَ عَلَى القَاضِي أَبِي مَنْصُوْرٍ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدٍ الأَزْدِيّ بهَرَاة، وَعَلَى أَبِي عُمَرَ البِسْطَامِي بِنَيْسَابُوْرَ.
تَفقَّه بِهِ القَاضِي أَبُو سَعْدٍ الهَرَوِيّ، وَغَيْرهُ.
وَحَدَّثَ عَنْهُ: إِسْمَاعِيْلُ بنُ أَبِي صَالِحٍ المُؤَذِّن.
وَكَانَ إِمَاماً مُحَقِّقاً مُدَقِّقاً، صَنَّفَ كِتَاب "المبسَوْط" وَكِتَاب "الهَادِي" وَكِتَاب "أَدب القَاضِي" وَكِتَاب الفُقَهَاء وَغَيْر ذَلِكَ.
وَتَنَقَّلَ فِي النَّوَاحِي وَاشْتُهِرَ اسْمُهُ. عَاشَ ثَلاَثاً وَثَمَانِيْنَ سَنَةً وَتُوُفِّيَ فِي شَوَّال سَنَةَ ثَمَانٍ وَخَمْسِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة.
وَفِيْهَا تُوُفِّيَ الإِمَامُ أَبُو بَكْرٍ البَيْهَقِيُّ صَاحِبُ التَّصَانِيْفِ وقاضي سارية أبو إسحاق إبراهيم بن محمد السَّرَوِي الشَّافِعِيّ وَالمُعَمَّر أَبُو عَلِيٍّ الحَسَنُ بنُ غَالِبٍ بن المُبَارَكِ المُقْرِئ بِبَغْدَادَ وَعَبْدُ الرَّزَّاقِ بنُ شَمَة الأَصْبَهَانِيّ وَصَاحِب المُحْكَم أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ إِسْمَاعِيْلَ المُرسِي اللُّغَوِيّ الضّرِير وَالعَارِف الزَّنجَانِي فَرَج الزَّاهِد المُلَقَّب بِأَخِي فَرج وَشيخُ الحنابلة القاضي أبو يعلى بن الفراء.
__________
1 ترجمته في الصلة لابن بشكوال "2/ 384"، والعبر "3/ 238"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 298".
2 ترجمته في الأنساب للسمعاني "8/ 336"، واللباب لابن الأثير "2/ 309"، ووفيات الأعيان "4/ 214"، والوافي بالوفيات لصلاح الدين الصفدي "2/ 82 - 83"، والعبر "3/ 243"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 306".

(13/371)


4189- الباطرقاني 1:
الإِمَامُ الكَبِيْرُ شَيْخُ القُرَّاءِ أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بنُ الفَضْلِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ جَعْفَرٍ الأَصْبَهَانِيُّ البَاطَرْقَانِيُّ.
حمل الكَثِيْر عَنْ: أَبِي عَبْدِ اللهِ بنِ مَنْدَة وَإِبْرَاهِيْم بنِ خُرَّشيذ قُوْله وَأَبِي مُسْلِم بن شَهْدَل وَأَحْمَدَ بنِ يُوْسُفَ الثَّقَفِيّ وَأَبِي جَعْفَرٍ الأَبْهَرِيّ وَعَبْدِ اللهِ بن جَعْفَرٍ وَالحَسَن بن يَوَه وَعِدَّة.
وَتَلاَ بِالروَايَات عَلَى الكِبَار وَصَنَّفَ كِتَاب طَبَقَات القُرَّاءِ وَكِتَاب الشَّوَاذ.
حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو عَلِيٍّ الحَدَّاد وَتَلاَ عَلَيْهِ بِالروَايَات وَسَعِيْدُ بنُ أَبِي الرَّجَاءِ وَالحُسَيْنُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ الأَدِيْب وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ الدَّقَّاق وَأَحْمَدُ بنُ الفَضْلِ المَهَّاد وَشَبِيْب بن مُحَمَّدِ بنِ جُوره وَعَبْدُ السَّلاَمِ بن مُحَمَّدٍ الحَسَنَابَاذِي وَآخَرُوْنَ.
وَحَدَّثَ عَنْهُ مِنَ القُدَمَاءِ الحَافِظَان عَبْدُ العَزِيْزِ النَّخْشَبِيّ وأبو علي الوخشي.
وَتَلاَ عَلَيْهِ: أَبُو القَاسِمِ الهُذَلِيّ. وَأَمَّ بِجَامِع أَصْبَهَان بَعْد أَبِي المُظَفَّر بن شَبِيْب قَالَ يَحْيَى بنُ مَندَة: هُوَ كَثِيْرُ السَّمَاع وَاسِعُ الرِّوَايَة دقيقُ الْخط قرَأَ عَلَى جَمَاعَة وَقَالَ لِي: إِنَّهُ وُلِدَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَة. وَذكره عمِي يَوْماً وَالحَافِظُ عَبْدُ العَزِيْزِ النَّخْشَبِيّ وَجَمَاعَة حَاضِرُوْنَ فَقَالَ عَبْدُ العَزِيْزِ: صَنَّف مُسْنَداً مُخَرَّجاً عَلَى صَحِيْح البُخَارِيّ إلَّا أَنَّهُ كتبَ أَكْثَرَه مِنَ الأَصْل ثُمَّ أَلحقه الإِسْنَادَ وَهَذَا لَيْسَ مِنْ شَرط أَصْحَاب الحَدِيْث.
ثُمَّ قَالَ يَحْيَى: وَتَكَلَّم فِي مَسَائِلَ لَا يَسع المَوْضِع ذكرهَا لَوِ اقْتصر عَلَى التَّحَدِيْث وَالإِقْرَاء كَانَ خَيراً لَهُ.
وَقَالَ الدَّقَّاق: لَمْ أَرَ بِأَصْبَهَانَ شَيْخاً جمع بَيْنَ علم القُرْآن وَالقِرَاءات وَالحَدِيْث وَالروَايَات وَكَثْرَة الكِتَابَة وَالسَمَاعَات أَفْضَلَ مِنْ أَبِي بَكْرٍ البَاطَرْقَانيّ وَكَانَ حَسَنَ الْخلق وَالهيئَة وَالقِرَاءة وَالِدِّرَايَة ثِقَةً فِي الحَدِيْثِ.
قَالَ ابْنُ مَنْدَة: تُوُفِّيَ فِي صَفَرٍ سَنَةَ سِتِّيْنَ وَأَرْبَعِ مائة.
__________
1 ترجمته في الأنساب للسمعاني "2/ 41"، ومعجم الأدباء لياقوت الحموي "4/ 100"، والعبر "3/ 246"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 308".

(13/372)


4190- ابن حزم 1:
الإِمَامُ الأَوْحَدُ البَحْرُ ذُو الفُنُوْنِ وَالمعَارِفِ أَبُو محمد؛ علي ابن أَحْمَدُ بنُ سَعِيْدِ بنِ حَزْمِ بنِ غَالِبٍ بنِ صَالِحِ بنِ خَلَفِ بنِ مَعْدَانَ بنِ سُفْيَانَ بنِ يَزِيْدَ الفَارِسِيُّ الأَصْلِ ثُمَّ الأَنْدَلُسِيُّ القُرْطُبِيُّ اليَزِيْدِيُّ مَوْلَى الأَمِيْر يَزِيْدَ بنِ أَبِي سُفْيَانَ بنِ حَرْبٍ الأُمَوِيِّ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- المَعْرُوف بيَزِيْد الخَيْر نَائِب أَمِيْر المُؤْمِنِيْنَ أَبِي حَفْصٍ عُمَر عَلَى دِمَشْقَ الفَقِيْهُ الحَافِظُ المُتَكَلِّمُ الأَدِيْبُ الوَزِيْرُ الظَّاهِرِيُّ صَاحِبُ التَّصَانِيْفِ فَكَانَ جَدُّهُ يزيد مَوْلَى لِلأَمِيْر يَزِيْد أَخِي مُعَاوِيَة. وَكَانَ جَدُّهُ خَلَفُ بنُ مَعْدَانَ هُوَ أَوَّلُ مَنْ دَخَلَ الأَنْدَلُس فِي صحَابَة ملك الأَنْدَلُسِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُعَاوِيَةَ بنِ هِشَامٍ؛ المَعْرُوف بِالدَّاخل.
وَلد أبو ممد بقُرْطُبَة فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَثَمَانِيْنَ وَثَلاَثِ مائَة.
وَسَمِعَ: فِي سَنَةِ أَرْبَع مائَة وَبعدهَا مِنْ طَائِفَة مِنْهُم: يَحْيَى بن مَسْعُوْدِ بنِ وَجه الجَنَّة؛ صَاحِبِ قَاسِم بن أَصْبَغ فَهُوَ أَعْلَى شَيْخ عِنْدَهُ وَمِنْ أَبِي عُمَرَ أَحْمَد بن محمد بن
__________
1 ترجمته في الصلة لابن بشكوال "2/ 415"، ومعجم الأدباء لياقوت الحموي "12/ 235"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "3/ 325"، وتذكرة الحفاظ "3/ ترجمة 1016"، والعبر "3/ 239"، ولسان الميزان "4/ 198"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 75"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 299".

(13/373)


الجَسور وَيُوْنُس بن عَبْدِ اللهِ بنِ مُغِيْث القَاضِي وَحُمَامِ بن أَحْمَدَ القَاضِي وَمُحَمَّدِ بن سَعِيْدِ بنِ نبَات وَعَبْدِ اللهِ بن رَبِيْع التَّمِيْمِيّ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ خَالِدٍ وَعَبْدِ اللهِ بن مُحَمَّدِ بنِ عُثْمَانَ وَأَبِي عُمَرَ أَحْمَد بن مُحَمَّدٍ الطَّلَمَنْكِي وَعَبْدِ اللهِ بن يُوْسُفَ بنِ نَامِي وَأَحْمَد بنُ قَاسِمِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ قَاسِمِ بنِ أَصْبَغ. وَيَنْزِلُ إِلَى أَنْ يَرْوِي عَنْ، أَبِي عُمَرَ بن عبدِ البرِّ وَأَحْمَدَ بنِ عُمَرَ بنِ أَنَس العُذْرِيّ. وَأَجْوَد مَا عِنْدَهُ مِنَ الكُتُب سُنَن النَّسَائِيّ يَحمله عَنِ، ابْنِ رَبيع عَنِ، ابْنِ الأَحْمَر عَنْهُ. وَأَنْزَل مَا عِنْدَهُ صَحِيْحُ مُسْلِم بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ خَمْسَةُ رِجَال وَأَعْلَى مَا رأيت له حديث بينه وبين وكيع فيه ثَلاَثَةُ أَنْفُس.
حَدَّثَ عَنْهُ: ابْنُهُ أَبُو رَافِعٍ الفضل وأبو عبد الله الحميدي ووالد القَاضِي أَبِي بَكْرٍ بنِ العَرَبِي وَطَائِفَة. وَآخر مَنْ رَوَى عَنْهُ مَرْوِيَّاتِهِ بِالإِجَازَة أَبُو الحَسَنِ شُرَيْح بن مُحَمَّد.
نشَأَ فِي تَنَعُّمٍ وَرفَاهيَّة وَرُزِقَ ذكَاء مُفرطاً وَذِهْناً سَيَّالاً وَكُتُباً نَفِيْسَةً كَثِيْرَةً وَكَانَ وَالِدُهُ مِنْ كُبَرَاء أَهْل قُرْطُبَة؛ عَمل الوزَارَةَ فِي الدَّوْلَة العَامِرِيَّة وَكَذَلِكَ وَزَرَ أَبُو مُحَمَّدٍ فِي شَبِيْبته وَكَانَ قَدْ مَهر أَوَّلاً فِي الأَدب وَالأَخْبَار وَالشّعر وَفِي الْمنطق وَأَجزَاءِ الفلسفَة فَأَثَّرت فِيْهِ تَأْثيراً لَيْتَهُ سَلِمَ مِنْ ذَلِكَ وَلَقَدْ وَقفتُ لَهُ عَلَى تَأَلِيف يَحضُّ فِيْهِ عَلَى الاعتنَاء بِالمنطق وَيُقَدِّمه عَلَى العلُوْم فَتَأَلَّمت لَهُ فَإِنَّهُ رَأْسٌ فِي علُوْم الإِسْلاَم مُتَبَحِّر فِي النَّقْل عَديمُ النّظير عَلَى يُبْسٍ فِيْهِ وَفَرْطِ ظَاهِرِيَّة فِي الْفُرُوع لاَ الأُصُوْل.
قِيْلَ: إِنَّهُ تَفَقَّهَ أَوَّلاً لِلشَافعِيّ ثُمَّ أَدَّاهُ اجْتِهَاده إِلَى القَوْل بنفِي القيَاس كُلّه جَلِيِّه وَخَفِيِّه وَالأَخْذ بِظَاهِرِ النَّصّ وَعمومِ الكِتَاب وَالحَدِيْث وَالقَوْلِ بِالبَرَاءة الأَصْليَّة وَاسْتصحَاب الحَال وَصَنَّفَ فِي ذَلِكَ كتباً كَثِيْرَة وَنَاظر عَلَيْهِ وَبسط لِسَانَه وَقلمَه وَلَمْ يَتَأَدَّب مَعَ الأَئِمَّة فِي الخَطَّاب بَلْ فَجَّج العبَارَة وَسبَّ وَجَدَّع فَكَانَ جزَاؤُه مِنْ جِنس فِعله بِحَيْثُ إِنَّهُ أَعْرَضَ عَنْ، تَصَانِيْفه جَمَاعَةٌ مِنَ الأَئِمَّةِ وَهَجَرُوهَا وَنفرُوا مِنْهَا وَأُحرقت فِي وَقت وَاعْتَنَى بِهَا آخرُوْنَ مِنَ العُلَمَاءِ وَفَتَّشوهَا انتقَاداً وَاسْتفَادَة وَأَخذاً وَمُؤَاخذَة وَرَأَوا فِيْهَا الدُّرَّ الثّمِينَ ممزوجاً فِي الرَّصْفِ بِالخَرَزِ المَهين فَتَارَةٌ يَطربُوْنَ وَمرَّةً يُعجبُوْنَ وَمِنْ تَفَرُّدِهِ يهزؤُون. وَفِي الجُمْلَةِ فَالكَمَالُ عزِيز وَكُلُّ أحد يؤخذ من قوله ويترك إلَّا رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-.
وَكَانَ يَنهض بعلُوْمٍ جَمَّة وَيُجيد النَّقل وَيُحْسِنُ النّظم وَالنثر. وَفِيْهِ دِينٌ وَخير وَمقَاصدُهُ جمِيْلَة وَمُصَنّفَاتُهُ مُفِيدَة، وَقَدْ زهد فِي الرِّئَاسَة وَلَزِمَ مَنْزِله مُكِبّاً عَلَى العِلْم فَلاَ نغلو فِيْهِ وَلاَ نَجْفو عَنْهُ، وَقَدْ أَثْنَى عَلَيْهِ قَبْلنَا الكِبَارُ.
قَالَ أَبُو حَامِدٍ الغزَالِي: وَجَدْتُ فِي أَسْمَاء الله تَعَالَى كِتَاباً أَلفه أَبُو مُحَمَّدٍ بنُ حَزْمٍ الأَنْدَلُسِيّ يَدلُّ عَلَى عِظَمِ حَفِظه وَسَيَلاَن ذِهنه.

(13/374)


وَقَالَ الإِمَامُ أَبُو القَاسِمِ صَاعِدُ بنُ أَحْمَدَ: كَانَ ابْنُ حَزْمٍ أَجْمَعَ أَهْل الأَنْدَلُس قَاطبَة لعلُوْم الإِسْلاَم وَأَوسعَهم مَعْرِفَة مَعَ تَوسعه فِي عِلم اللِّسَان وَوُفور حَظِّه مِنَ البلاغَة وَالشّعر وَالمَعْرِفَة بِالسير وَالأَخْبَار؛ أَخْبَرَنِي ابْنُه الفَضْل أَنَّهُ اجْتَمَع عِنْدَهُ بِخَط أَبِيْهِ أَبِي مُحَمَّدٍ مِنْ تَوَالِيفه أَرْبَعُ مائَةِ مُجَلد تَشتمِل عَلَى قَرِيْب مِنْ ثَمَانِيْنَ أَلفِ وَرقَة.
قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ الحُمَيْدِيّ: كَانَ ابْنُ حَزْمٍ حَافِظاً لِلْحَدِيْثِ وفقهه مُسْتنبطاً لِلأَحكَام مِنَ الكِتَاب وَالسُّنَّة مُتَفَنِّناً فِي عُلُوْمٍ جَمَّة عَامِلاً بِعِلْمه مَا رَأَينَا مِثْلَه فِيمَا اجْتَمَع لَهُ مِنَ الذّكَاء وَسُرعَةِ الحِفْظ وَكَرَمِ النَفْس وَالتَّدين وَكَانَ لَهُ فِي الأَدب وَالشّعر نَفَس وَاسِع وَبَاعٌ طَوِيْل وَمَا رَأَيْتُ مَنْ يَقُوْلُ الشِّعر عَلَى البَديهِ أَسرعَ مِنْهُ وَشِعره كَثِيْر جَمَعتُه عَلَى حُرُوف المُعْجَم.
وَقَالَ أَبُو القَاسِمِ صَاعِد: كَانَ أَبُوْهُ أَبُو عُمَرَ مِنْ وَزرَاء المَنْصُوْر مُحَمَّد بن أَبِي عَامِرٍ مُدبِّر دَوْلَة المُؤَيَّد بِاللهِ بن المُسْتنصر المَرْوَانِي ثُمَّ وَزَرَ لِلمظفر وَوَزَرَ أَبُو مُحَمَّدٍ لِلمُسْتظهر عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن هِشَامٍ ثُمَّ نَبذ هَذِهِ الطّرِيقَة وَأَقْبَلَ عَلَى العلُوْم الشرعيَّة وَعُنِي بِعِلْم الْمنطق وَبَرَعَ فِيْهِ ثُمَّ أَعرض عَنْهُ. قُلْتُ: مَا أَعرض عَنْهُ حَتَّى زرع فِي بَاطِنه أُمُوْراً وَانحرَافاً عَنِ، السّنَة قَالَ: وَأَقْبَلَ عَلَى علُوْم الإِسْلاَم حَتَّى نَال مِنْ ذَلِكَ مَا لَمْ يَنَلْهُ أَحَد بِالأَنْدَلُسِ قَبْلَهُ.
وَقَدْ حَطَّ أَبُو بَكْرٍ بنُ العَرَبِي عَلَى أَبِي مُحَمَّدٍ فِي كِتَابِ "القوَاصم وَالعوَاصم" وَعَلَى الظَّاهِرِيَّة فَقَالَ: هِيَ أمة سخيفَة تَسَوَّرتْ عَلَى مرتبَة لَيْسَتْ لَهَا وَتَكلمت بكَلاَمٍ لَمْ نَفْهمه تَلَقَّوهُ مِنْ إِخْوَانهم الخَوَارِج حِيْنَ حكَّم عليّ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- يَوْمَ صفِّين فَقَالَتْ: لاَ حُكْمَ إلَّا لله. وكان أول بدعَة لقيتُ فِي رحلتِي القَوْلُ بِالبَاطِن فَلَمَّا عُدتُ وَجَدْت القَوْل بِالظَّاهِر قَدْ ملأَ بِهِ المَغْرِبَ سخيفٌ كَانَ مِنْ بَادِيَة إِشْبِيلِية يُعْرَفُ بِابْنِ حَزْم نشَأَ وَتعلَّق بِمَذْهَب الشَّافِعِيّ ثُمَّ انْتسب إِلَى دَاوُد ثُمَّ خلع الكُلَّ وَاسْتقلَّ بِنَفْسِهِ وَزَعَمَ أَنَّهُ إِمَام الأُمَّة يَضع وَيَرفع وَيْحَكم وَيَشرع يَنْسِبُ إِلَى دين الله مَا لَيْسَ فِيْهِ وَيَقُوْلُ عَنِ، العُلَمَاء مَا لَمْ يَقولُوا تَنفِيراً لِلقُلُوْب مِنْهُم وَخَرَجَ عَنْ، طَرِيْق المُشبِّهَة فِي ذَات الله وَصِفَاته فَجَاءَ فِيْهِ بطوَامَّ وَاتَّفَقَ كَوْنُهُ بَيْنَ قَوْم لاَ بَصَرَ لَهم إلَّا بِالمَسَائِل فَإِذَا طَالبهم بِالدليل كَاعُوا1، فَيَتَضَاحكُ مَعَ أَصْحَابه مِنْهُم، وَعَضَدَتْهُ الرِّئَاسَةُ بِمَا كَانَ عِنْدَهُ مِنْ أَدب، وَبشُبَهٍ كَانَ يُورِدُهَا عَلَى المُلُوْك، فَكَانُوا يَحملونه، وَيَحمُونه، بِمَا كَانَ يُلقِي إِلَيْهِم مِنْ شُبه البِدَع وَالشِّرْك، وَفِي حِيْنَ عَوْدي مِنَ الرّحلَة أَلفيتُ حضَرتِي مِنْهم طَافحَة وَنَارَ ضلاَلهم لاَفحَة فَقَاسيتهم مَعَ غَيْر أَقرَان وَفِي عدمِ أَنْصَار إِلَى حسَاد يَطؤون عَقِبِي تَارَة تَذْهَب لَهم نَفْسِي، وَأُخْرَى يَنكشر لَهم ضِرسِي، وَأَنَا مَا بَيْنَ إِعرَاضٍ عَنْهم أو
__________
1 كاعوا: أي جبنوا.

(13/375)


تَشغِيبٍ بِهِم، وَقَدْ جَاءنِي رَجُلٌ بِجُزء لابْنِ حَزْم سَمَّاهُ "نكت الإِسْلاَم" فِيْهِ دوَاهِي، فَجردت عَلَيْهِ نوَاهِي وَجَاءنِي آخر برِسَالَة فِي الاعْتِقَاد فَنَقَضْتُهَا برِسَالَة الغُرَّة وَالأَمْرُ أَفحش مِنْ أَنْ يُنقض. يَقُوْلُوْنَ: لاَ قَوْلَ إلَّا مَا قَالَ اللهُ وَلاَ نَتْبَعُ إلَّا رَسُوْل اللهِ فَإِنَّ اللهَ لَمْ يَأْمر بِالاَقتدَاءِ بِأَحد وَلاَ بِالاَهتدَاء بِهَدْيِ بشر. فِيجب أَنْ يَتحققُوا أَنَّهم لَيْسَ لَهم دَلِيل وَإِنَّمَا هِيَ سَخَافَة فِي تَهويل فَأُوصيكُم بِوَصِيَّتَيْنِ: أَنْ لاَ تَسْتدلُوا عَلَيْهِم وَأَن تُطَالبوهم بِالدَّليل فَإِنَّ المُبْتَدِع إِذَا اسْتدللت عَلَيْهِ شغب عَلَيْك وَإِذَا طَالبته بِالدليل لَمْ يَجِدْ إِلَيْهِ سَبِيلا. فَأَمَّا قَوْلهُم: لاَ قَوْلَ إلَّا مَا قَالَ اللهُ فَحق وَلَكِنْ أَرنِي مَا قَالَ. وَأَمَّا قَوْلهُم: لاَ حُكْمَ إلَّا للهِ. فَغَيْرُ مُسَلَّمٍ عَلَى الإِطلاَق بَلْ مِنْ حُكْمِ الله أَنْ يَجْعَلَ الحُكْمَ لغَيْرِهِ فِيمَا قَالَهُ وَأَخبر بِهِ. صَحَّ أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "وَإِذَا حَاصَرْتَ أَهْلَ حِصْنٍ فَلاَ تُنْزِلْهم عَلَى حُكْمِ الله، فَإِنَّكَ لاَ تَدْرِي مَا حُكْمُ اللهِ، وَلَكِنْ أَنْزِلْهم عَلَى حُكْمِكَ" 1. وَصَحَّ أَنَّهُ قَالَ: عَلَيْكُم بِسَنَّتِي وَسُنَّة الخُلَفَاء ... " الحَدِيْث2.
قُلْتُ: لَمْ يُنْصِفِ القَاضِي أَبُو بَكْرٍ -رَحِمَهُ اللهُ- شَيْخَ أَبِيْهِ فِي العِلْمِ، ولا تكلم فيه
__________
1 صحيح: أخرجه مسلم "1731"، وأبو داود "2612" من حديث بريدة بن الحصيب.
2 صحيح: أخرجه أحمد "4/ 126- 127"، وأبو داود "4607"، والترمذي "2676"، وابن ماجه "43" و"44"، والدارمي "1/ 44 - 45"، وابن حبان في "صحيحه" "5" ترتيب الفارسي، والأجري في "الشريعة" "ص 46- 47"، والحاكم "1/ 95 - 97"، وابن عبد البر في "جامع بيان العلم "2/ 181- 182"، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" "11/ 265/ 1"، من طريق عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عَمْرٍو السُّلَمِيُّ، وَحُجْرُ بنُ حُجْرٍ قَالاَ: أَتَينَا العِرْبَاضَ بنَ سَارِيَةَ، وَهُوَ مِمَّنْ نَزَلَ فِيْهِ: {وَلَا عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لَا أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ} [التوبة: 92] ، فسلمنا وقلنا: أتيناك زائرين ومقتبسين، فقال العرباض: صَلَّى بِنَا رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الصُّبْحَ ذَاتَ يَوْمٍ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْنَا، فَوَعَظَنَا مَوْعِظَةً بَلِيغَةً، ذَرَفَتْ مِنْهَا العُيُوْنُ، وَوَجِلَتْ مِنْهَا القلوب، فقال قائل: يَا رَسُوْلَ اللهِ كَأَنَّ هَذِهِ مَوْعِظَةُ مُوَدِّعٍ، فَمَاذَا تَعْهَدُ إِلَيْنَا؟ قَالَ: "أُوْصِيْكُم بِتَقْوَى اللهِ والسمع والطاعة، وإن عبدا حبشيا مجدعا، فإنه من يعش منكم، فسيرى اختلافا كثيرا، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين فتمسكوا بها، وعضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة" والسياق لأبي داود. ولم يذكر الترمذي وغيره في سنده "حجر بن حجر" وقال: حديث حسن صحيح.
وله طريق ثان عند الحاكم "1/ 97" من طريق يحيى بن أبي المطاع قال: سمعت العرباض بن سارية يقول فذكره بنحوه دون قوله: "وإن عبدا حبشيا"، وله طريق ثالث عند الحارث بن أبي أسامة في "المسند "19" من "زوائده" حدثنا سعيد بن عامر، عن عوف، عن رجل سماه أحسبه قال سعيد بن خثيم، عن رجل من الأنصار من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين وفدوا إلى الشام. قال: وعظنا رسول الله صلى الله عليه وسلم...... " الحديث بنحوه. وإسناده حسن، سعيد بن خثيم، صدوق كما في "التقريب".

(13/376)


بِالقِسْطِ وَبَالَغَ فِي الاسْتخفَاف بِهِ وَأَبُو بَكْرٍ فَعَلَى عَظمته فِي العِلْمِ لاَ يَبْلُغُ رُتْبَة أَبِي مُحَمَّدٍ وَلاَ يَكَاد فَرحمهُمَا الله وَغفر لَهُمَا.
قَالَ اليَسَعُ ابْنُ حَزْمٍ الغَافِقِيّ وَذَكَرَ أَبَا مُحَمَّدٍ فَقَالَ: أَمَا مَحْفُوْظُهُ فَبحرٌ عَجَّاج وَمَاءٌ ثَجَّاج يَخْرُج مِنْ بحره مَرجَان الحِكَم وَيَنبت بِثَجَّاجه أَلفَافُ النِّعم فِي رِيَاض الهِمم لَقَدْ حَفِظ علُوْمَ المُسْلِمِيْنَ وَأَربَى عَلَى كُلّ أَهْل دين وَأَلَّف الْملَل وَالنحل وَكَانَ فِي صِبَاهُ يَلْبَس الحَرِيْر وَلاَ يَرْضَى مِنَ المَكَانَة إلَّا بِالسَّرِيْر. أَنْشَدَ المعتمدَ، فَأَجَاد وَقصد بَلَنْسِيةَ وبها المظفر أَحَد الأَطوَاد. وَحَدَّثَنِي عَنْهُ عُمَرُ بنُ وَاجِب قَالَ: بَيْنَمَا نَحْنُ عِنْد أَبِي بِبَلَنْسِيةَ وَهُوَ يُدَرِّسُ المَذْهَب إِذَا بِأَبِي مُحَمَّدٍ بن حَزْم يَسْمَعُنَا وَيَتَعَجَّب ثُمَّ سَأَلَ الحَاضِرِيْنَ مَسْأَلَةً مِنَ الفِقْهِ جُووب فِيْهَا فَاعْترَض فِي ذَلِكَ فَقَالَ لَهُ بَعْضُ الحُضَّار: هَذَا العِلْمُ لَيْسَ مِنْ مُنْتَحَلاَتِكَ فَقَامَ وَقَعَدَ وَدَخَلَ مَنْزِله فَعكَف وَوَكَفَ مِنْهُ وَابِلٌ فَمَا كَفَّ وَمَا كَانَ بَعْدَ أَشْهُرٍ قَرِيْبَة حَتَّى قَصَدْنَا إِلَى ذَلِكَ المَوْضِع، فَنَاظر أَحْسَن منَاظرَة وَقَالَ فِيْهَا: أَنَا أَتبع الحَقَّ وَأَجتهد وَلاَ أَتَقَيَّدُ بِمَذْهَب.
قُلْتُ: نَعم مَنْ بَلَغَ رُتْبَة الاجْتِهَاد وَشَهِد لَهُ بِذَلِكَ عِدَّة مِنَ الأَئِمَّةِ لَمْ يَسُغْ لَهُ أَنْ يُقَلِّدَ كَمَا أَنَّ الفَقِيْه المُبتدئ وَالعَامِي الَّذِي يَحفظ القُرْآن أَوْ كَثِيْراً مِنْهُ لاَ يَسوَغُ لَهُ الاجْتِهَاد أَبَداً فَكَيْفَ يَجْتَهِدُ وَمَا الَّذِي يَقُوْلُ؟ وَعلاَم يَبنِي؟ وَكَيْفَ يَطيرُ وَلَمَّا يُرَيِّش؟ وَالقِسم الثَّالِث: الفَقِيْهُ المنتهِي اليَقظ الفَهِم المُحَدِّث الَّذِي قَدْ حَفِظ مُخْتَصَراً فِي الْفُرُوع وَكِتَاباً فِي قوَاعد الأُصُوْل وَقرَأَ النَّحْو وَشَاركَ فِي الفضَائِل مَعَ حِفْظِهِ لِكِتَابِ اللهِ وَتشَاغله بتَفْسِيْره وَقوَةِ مُنَاظرتِهِ فَهَذِهِ رُتْبَة مِنْ بلغَ الاجْتِهَاد المُقيَّد وَتَأَهَّل لِلنظر فِي دلاَئِل الأَئِمَّة فَمتَى وَضحَ لَهُ الحَقُّ فِي مَسْأَلَة وَثبت فِيْهَا النَّصّ وَعَمِلَ بِهَا أَحَدُ الأَئِمَّةِ الأَعْلاَمِ كَأَبِي حَنِيْفَةَ مِثْلاً أَوْ كَمَالِك أَوِ الثَّوْرِيِّ أَوِ الأَوْزَاعِيِّ أَوِ الشَّافِعِيِّ وَأَبِي عُبَيْدٍ وَأَحْمَدَ وَإِسْحَاق فَلْيَتَّبع فِيْهَا الحَقّ وَلاَ يَسْلُكِ الرّخصَ وَلِيَتَوَرَّع وَلاَ يَسَعُه فِيْهَا بَعْدَ قيَام الحُجَّة عَلَيْهِ تقليد فإن خاف ممن يُشَغِّب عَلَيْهِ مِنَ الفُقَهَاء فَلْيَتَكَتَّم بِهَا وَلاَ يَترَاءى بِفعلهَا فَرُبَّمَا أَعْجَبته نَفْسُهُ وَأَحَبّ الظُهُوْر فَيُعَاقب. وَيَدخل عَلَيْهِ الدَّاخلُ مِنْ نَفْسِهِ فَكم مِنْ رَجُلٍ نَطَقَ بِالْحَقِّ وَأَمر بِالمَعْرُوف فَيُسَلِّطُ اللهُ عَلَيْهِ مَنْ يُؤذِيْه لِسوء قَصدهِ وَحُبِّهِ لِلرِّئَاسَة الدِّينِيَّة فَهَذَا دَاءٌ خَفِيٌّ سَارٍ فِي نُفُوْسِ الفُقَهَاء كَمَا أَنَّهُ دَاءٌ سَارٍ فِي نُفُوْسِ المُنْفِقِين مِنَ الأَغنِيَاء وَأَربَاب الوُقُوْف وَالتُّرب المُزَخْرَفَة وَهُوَ دَاءٌ خفِيٌّ يَسرِي فِي نُفُوْس الجُنْد وَالأُمَرَاء وَالمُجَاهِدِيْنَ فَترَاهم يَلتقُوْنَ العَدُوَّ وَيَصْطَدِمُ الجمعَان وَفِي نُفُوْس المُجَاهِدِيْنَ مُخَبّآتُ وَكمَائِنُ مِنَ الاختيَالِ وَإِظهَار الشَّجَاعَةِ ليُقَالَ وَالعجبِ، وَلُبْسِ

(13/377)


القرَاقل1 المُذَهَّبَة، وَالخُوذ المزخرفَة وَالعُدد المُحلاَّة عَلَى نُفُوْس مُتكبّرَةٍ وَفُرْسَان مُتجبِّرَة وَيَنضَاف إِلَى ذَلِكَ إِخلاَلٌ بِالصَّلاَة وَظُلم لِلرَّعيَّة وَشُرب لِلمسكر فَأَنَّى يُنْصرُوْن؟ وَكَيْفَ لاَ يُخذلُوْن؟ اللَّهُمَّ: فَانصر دينَك وَوَفِّق عِبَادك. فَمَنْ طَلَبَ العِلْمَ لِلعمل كَسره العِلْمُ وَبَكَى عَلَى نَفْسِهِ وَمِنْ طلب العِلْم لِلمدَارس وَالإِفتَاء وَالفخر وَالرِّيَاء تحَامقَ وَاختَال وَازدرَى بِالنَّاسِ وَأَهْلكه العُجْبُ وَمَقَتَتْهُ الأَنْفُس {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاها} [الشَّمْس: 9، 10] أي: دسسها بالفجور والمعصية. قُلِبَتْ فِيْهِ السِّينُ أَلِفاً.
قَالَ الشَّيْخُ عزّ الدِّيْنِ بنُ عَبْدِ السَّلاَم وَكَانَ أَحَدَ المُجْتَهِدين: مَا رَأَيْتُ فِي كُتُبِ الإِسْلاَم فِي العِلْمِ مِثْل المحلَّى لابْنِ حَزْم وَكِتَاب "المُغنِي" لِلشَّيْخِ مُوَفَّق الدِّيْنِ.
قُلْتُ: لَقَدْ صَدَقَ الشَّيْخُ عزّ الدِّيْنِ.
وَثَالِثهُمَا: "السُّنَن الكَبِيْر" لِلبيهقِي.
وَرَابعهَا: التّمهيد لابْنِ عبدِ الْبر. فَمَنْ حصَّل هَذِهِ الدَّوَاوِيْن وَكَانَ مِنْ أَذكيَاء الْمُفْتِينَ وَأَدمنَ المُطَالعَة فِيْهَا، فَهُوَ العَالِم حَقّاً.
وَلابْنِ حَزْم مُصَنّفَات جَلِيْلَة أَكْبَرُهَا كِتَاب "الإِيصَال إِلَى فَهم كِتَاب الخِصَال" خَمْسَةَ عَشَرَ أَلف وَرقَة وَكِتَاب "الخِصَال الحَافِظ لجمل شرَائِع الإِسْلاَم" مُجَلَّدَان وَكِتَاب "المُجَلَّى" فِي الفِقْه مُجَلَّد وَكِتَاب "المُحَلَّى فِي شرح المُجَلَّى بِالحجج وَالآثَار" ثَمَانِي مُجَلَّدَات كِتَاب حَجَّة الوَدَاعِ مائَة وَعِشْرُوْنَ وَرقَة كِتَاب قسمَة الخَمْس فِي الرَّدِّ عَلَى إِسْمَاعِيْلَ القَاضِي مُجَلَّد كِتَاب "الآثَار الَّتِي ظَاهِرهَا التعَارض وَنفِي التنَاقض عَنْهَا" يَكُوْن عَشْرَة آلاَف وَرقَة لَكِن لَمْ يُتِمَّه كِتَاب "الجَامِع فِي صَحِيْح الحَدِيْث" بِلاَ أَسَانِيْد كِتَاب التَّلخيص وَالتَّخليص فِي المَسَائِل النّظرِيَّة كِتَاب مَا انْفَرد بِهِ مَالِك وَأَبُو حنِيفَة وَالشَّافِعِيّ مُخْتَصَر الْموضح لأَبِي الحَسَن بن الْمُغلس الظَّاهِرِي مُجَلد كِتَاب اخْتِلاَف الفُقَهَاء الخَمْسَة مَالِك وَأَبِي حَنِيْفَةَ وَالشَّافِعِيّ وَأَحْمَد وَدَاوُد كِتَاب التَّصفح فِي الفِقْه مُجَلَّد كِتَاب التَّبيين فِي هَلْ عَلِمَ المُصْطَفَى أَعيَان المُنَافِقين ثَلاَثَة كَرَارِيْس كِتَاب الإِملاَء فِي شرح الموطأ ألف ورقة كِتَاب الإِملاَء فِي قوَاعد الفِقْه أَلف وَرقَة أَيْضاً كِتَاب در القوَاعد فِي فَقه الظَّاهِرِيَّة أَلف وَرقَة أَيْضاً كِتَاب الإِجْمَاع مُجيليد كِتَاب الفَرَائِض مُجَلَّد كِتَاب الرِّسَالَة البلقَاء فِي الرَّدِّ عَلَى عبد الحَقّ بن مُحَمَّدٍ الصَّقَلِي مُجيليد كِتَاب الإِحكَام لأُصُوْل الأَحكَام مُجَلَّدَان كِتَاب "الفِصَل في
__________
1 القراقل: ضرب من الثياب، وقيل هو ثوب بغير كمين.

(13/378)


الْملَل وَالنِّحل" مُجَلَّدَان كَبِيْرَان كِتَاب الرَّدّ عَلَى مَنِ اعْترض عَلَى الفَصْل لَهُ مُجَلَّد كِتَاب اليَقين فِي نَقض تَمويه المعتذرِيْنَ عَنْ، إِبليس وَسَائِر المُشْرِكِيْنَ مُجَلَّد كَبِيْر كِتَاب الرَّدّ عَلَى ابْنِ زَكَرِيَّا الرَّازِيّ مائَة وَرقَة كِتَاب التَّرشيد فِي الرَّدّ عَلَى كِتَابِ الفرِيْد لابْنِ الرَّاوندي فِي اعترَاضه عَلَى النّبوَات مُجَلَّد كِتَاب الرَّدّ عَلَى مَنْ كفر المتَأَوِّلين مِنَ المُسْلِمِيْنَ مُجَلَّد كِتَاب مُخْتَصَر فِي علل الحَدِيْث مُجَلَّد كِتَاب التَّقَرِيْب لَحْد الْمنطق بِالأَلْفَاظ العَامِيَّة مُجَلَّد كِتَاب الاسْتجلاَب مُجَلَّد كِتَاب نَسَب البَرْبَر مُجَلَّد كِتَاب نَقْطُ الْعَرُوس مُجيليد وَغَيْر ذَلِكَ.
وَمِمَّا لَهُ فِي جُزْء أَوْ كُرَّاس: "مُرَاقبَة أَحْوَال الإِمَام" "من ترك الصلاة عمداً" "رِسَالَة المُعَارَضَة" "قصر الصَّلاَة" رِسَالَة التَأكيد مَا وَقَعَ بَيْنَ الظَّاهِرِيَّة وَأَصْحَاب القيَاس فَضَائِل الأندلس والعتاب عَلَى أَبِي مَرْوَانَ الخَوْلاَنِيّ رِسَالَة فِي مَعْنَى الفِقْه وَالزُّهْد مَرَاتِب العُلَمَاء وَتوَالِيفهُم التَّلْخِيص فِي أَعْمَال العبَاد الإِظهَار لمَا شُنِّعَ بِهِ عَلَى الظَّاهِرِيَّة زجر الغَاوِي جُزآن النّبذ الكَافِيَة النّكت الموجزَة فِي نَفِي الرَّأْي وَالقيَاس وَالتَّعليل وَالتَّقليد مُجَلَّد صَغِيْر الرِّسَالَة اللاَزمَة لأَولِي الأَمْر مُخْتَصَر الْملَل وَالنِّحل مُجَلَّد الدّرَة فِي مَا يَلزم المُسْلِم جُزآن مَسْأَلَة فِي الرُّوح الرَّدّ عَلَى إِسْمَاعِيْلَ اليَهودي الَّذِي أَلَّف فِي تَنَاقض آيَات النَّصَائِح المنجيَة الرِّسَالَة الصُّمَادحية فِي الْوَعْد وَالوعيد مَسْأَلَة الإِيْمَان مَرَاتِب العلُوْم بيَان غلط عُثْمَان بن سَعِيْدٍ الأَعْوَر فِي المُسْنَد وَالمُرسل تَرْتِيْب سُؤَالاَت عُثْمَان الدَّارِمِيّ لابْنِ مَعِيْنٍ عدد مَا لِكُلِّ صَاحِب فِي مُسند بَقِيّ تسمِيَة شُيُوْخ مَالِك السِّير وَالأَخلاَق جُزآن بيَان الفَصَاحَة وَالبلاغَة رِسَالَة فِي ذَلِكَ إِلَى ابْنِ حَفْصُوْنَ مَسْأَلَة هَلِ السَّوَاد لُوْنٌ أَوْ لاَ الحدّ وَالرَّسم تسمِيَة الشُّعَرَاء الوَافدين عَلَى ابْنِ أَبِي عَامِرٍ شَيْء فِي الْعرُوض مُؤَلّف فِي الظَّاء وَالضَاد التَّعقب عَلَى الأَفليلِي فِي شَرحه لديوَان المتنبِّي غَزَوَات المَنْصُوْر بن أَبِي عَامِرٍ "تَألِيف فِي الرَّدِّ عَلَى أَنَاجيل النَّصَارَى".
وَلابْنِ حَزْم "رِسَالَة فِي الطِّبّ النّبوِي"، وَذَكَرَ فِيْهَا أَسْمَاء كتب لَهُ فِي الطِّبّ مِنْهَا: "مَقَالَة العَادَة " وَ"مَقَالَة فِي شفَاء الضِّدّ بِالضِّدِّ" وَ"شَرْح فَصول بقرَاط" وَكِتَاب "بلغَة الحَكِيْم" وَكِتَاب "حدّ الطِّبّ" وَكِتَاب "اخْتصَار كَلاَم جَالينوس فِي الأَمرَاض الحَادَّة" وَكِتَاب فِي "الأَدويَة المفردَة"، وَ"مَقَالَة فِي المحَاكمَة بَيْنَ التَّمْر وَالزَّبِيْب" وَ"مَقَالَة في النخل" وأشياء سوى ذلك.
وَقَدِ امتُحن لِتطويل لِسَانه فِي العُلَمَاء، وشُرِّد عَنْ وَطَنه، فَنَزَلَ بقَرْيَة لَهُ وَجَرَتْ لَهُ أُمُوْرٌ وَقَامَ عَلَيْهِ جَمَاعَةٌ مِنَ المَالِكِيَّة، وَجَرَتْ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَبِي الوَلِيْد البَاجِي مُنَاظرَاتٌ وَمُنَافُرَاتٌ،

(13/379)


وَنَفَّرُوا مِنْهُ مُلُوْكَ النَّاحيَة فَأَقْصَتْهُ الدَّوْلَة وَأَحرقت مجلدَاتٌ مِنْ كتبِهِ وَتَحَوَّل إِلَى بَادِيَة لَبْلَة فِي قَرْيَة.
قَالَ أَبُو الخَطَّاب ابْنُ دِحْيَة: كَانَ ابْنُ حَزْمٍ قَدْ بَرِصَ مِنْ أَكل اللُّبانَ وَأَصَابه زَمَانة وَعَاشَ ثِنْتَيْنِ وَسَبْعِيْنَ سَنَةً غَيْر شَهْر.
قُلْتُ: وَكَذَلِكَ كَانَ الشَّافِعِيّ رَحِمَهُ الله يستعمل اللبان لقوة الحفظ فَولَّدَ لَهُ رَمْيَ الدَّم.
قَالَ أَبُو العَبَّاسِ ابْنُ العرِيف: كَانَ لِسَان ابْنِ حَزْمٍ وَسيفُ الحجَاجِ شَقِيقَيْنِ.
وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ طَرْخَان التركِي: قَالَ لِي الإِمَامُ أَبُو مُحَمَّدٍ عبد الله ابن مُحَمَّد يَعْنِي وَالِد أَبِي بَكْرٍ بنِ العَرَبِي: أَخْبَرَنِي أَبُو مُحَمَّدٍ بنُ حَزْمٍ أَن سَبَبَ تَعَلُّمه الفِقْه أَنَّهُ شَهِدَ جِنَازَة فَدَخَلَ المَسْجَدَ فَجَلَسَ وَلَمْ يَركع فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: قُمْ فَصلِّ تحيَّة المَسْجَد.
وَكَانَ قَدْ بلغَ سِتّاً وَعِشْرِيْنَ سَنَةً. قَالَ: فَقُمْتُ وَركعتُ فَلَمَّا رَجَعنَا مِنَ الصَّلاَةِ عَلَى الجِنَازَة دَخَلْتُ المَسْجَد فَبَادرتُ بِالرُّكُوْع فَقِيْلَ لِي: اجْلِسْ اجْلِسْ لَيْسَ ذَا وَقتَ صَلاَة وَكَانَ بَعْد العَصْر قَالَ: فَانْصَرَفت وَقَدْ حَزِنْتُ وَقُلْتُ لِلأسْتَاذ الَّذِي رَبَّانِي: دُلنِي عَلَى دَار الفَقِيْه أَبِي عَبْدِ اللهِ بنِ دحُّوْنَ. قَالَ: فَقصدتُه وَأَعْلَمتُه بِمَا جرَى فَدلَّنِي عَلَى مُوَطَّأ مَالِكٍ فَبدَأَتُ بِهِ عَلَيْهِ وَتتَابعت قِرَاءتِي عَلَيْهِ وَعَلَى غَيْرِهِ نَحْواً مِنْ ثَلاَثَة أَعْوَام وَبدَأتُ بِالمنَاظرَة. ثُمَّ قَالَ ابْنُ العَرَبِي: صَحِبتُ ابْنَ حَزْمٍ سَبْعَةَ أَعْوَام وَسَمِعْتُ مِنْهُ جمِيْع مُصَنّفَاته سِوَى المُجَلَّد الأَخِيْر مِنْ كِتَاب "الْفَصْل" وَهُوَ سِتُّ مُجَلَّدَات، وَقرَأَنَا عَلَيْهِ مِنْ كِتَاب "الإِيصَال" أَرْبَع مُجَلَّدَات فِي سَنَةِ سِتٍّ وَخَمْسِيْنَ وَأَرْبَع مائَة وَهُوَ أَرْبَعَة وَعِشْرُوْنَ مجلداً ولي منه إجازة غير مرة.
قَالَ أَبُو مَرْوَان بن حَيَّان: كَانَ ابْنُ حَزْمٍ رَحِمَهُ اللهُ حَامِل فُنُوْن مِنْ حَدِيْثٍ وَفقهٍ وَجَدَلٍ وَنَسَبٍ وَمَا يَتعلَّق بِأَذِيَال الأَدب مَعَ المُشَارَكَة فِي أَنْوَاع التَّعَالِيم القَدِيْمَة مِنَ المَنطق وَالفلسفَة وَلَهُ كُتب كَثِيْرَة لَمْ يَخلُ فِيْهَا مِنْ غَلَطٍ لِجرَاءته فِي التَّسوُّر عَلَى الفُنُوْن لاَ سِيَّمَا الْمنطق فَإِنَّهم زَعَمُوا أَنَّهُ زَلَّ هنَالك وَضَلَّ فِي سُلُوْك المسَالك وَخَالف أَرسطَاطَاليس وَاضِعَ الْفَنّ مُخَالَفَةَ مِنْ لَمْ يَفهم غَرَضَه وَلاَ ارْتَاض وَمَال أَوَّلاً إِلَى النَّظَر عَلَى رَأْي الشَّافِعِيّ وَنَاضل عَنْ، مَذْهَبه حَتَّى وُسِمَ بِهِ فَاسْتُهْدِفَ بِذَلِكَ لَكَثِيْر مِنَ الفُقَهَاء وَعِيْبَ بِالشُّذوذ ثُمَّ عَدَل إِلَى قَوْل أَصْحَاب الظَّاهِر فَنقَّحه وَجَادَل عَنْهُ وَثبتَ عَلَيْهِ إِلَى أَنْ مَاتَ وَكَانَ يحمل علمه هَذَا وَيُجَادل عَنْهُ مَنْ خَالَفَهُ عَلَى اسْترسَالٍ فِي طِبَاعِهِ وَمَذَلٍ بِأَسرَارِهِ، وَاسْتنَادٍ إِلَى العَهْد الَّذِي

(13/380)


أَخَذَهُ الله عَلَى العُلَمَاءِ: {لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَه} فَلَمْ يَكُ يُلَطِّفُ صَدْعَهُ بِمَا عِنْدَهُ بِتعرِيض وَلاَ بتدرِيج بَلْ يَصكُّ بِهِ مَنْ عَارضَهُ صكَّ الجَنْدَل وَيُنْشِقه إِنشَاق الخَرْدَل فَتنفِرُ عَنْهُ القُلُوْبُ وَتُوقع بِهِ النّدوب حَتَّى اسْتُهْدِفَ لفُقَهَاء وَقته فَتمَالؤُوا عَلَيْهِ وَأَجْمَعُوا عَلَى تضليلِهِ وَشَنَّعُوا عَلَيْهِ وَحَذَّرُوا سلاَطينهم مِنْ فِتنتهِ وَنهوا عوامهم عن، الدنو منه فطفق الملوك يُقصونه عَنْ، قُربهم وَيُسَيِّرُوْنَهُ عَنْ، بلادِهِم إِلَى أَنِ انْتَهوا بِهِ مُنْقَطع أَثرِه: بَلْدَة مِنْ بَادِيَة لَبْلَة وَهُوَ فِي ذَلِكَ غَيْرُ مُرتدِع وَلاَ رَاجع يَبُثُّ علمه فِيْمَنْ يَنْتَابه مِنْ بَادِيَة بلدِهِ مِنْ عَامَّة المُقتبسينَ مِنْ أَصَاغِرِ الطَّلبَة الَّذِيْنَ لاَ يَخشُوْنَ فِيْهِ المَلاَمَة يُحَدِّثهُم وَيُفَقِّههُم وَيُدَارسهُم حَتَّى كَمَلَ مِنْ مُصَنّفَاته وَقْرُ بعير لَمْ يَعْدُ أَكْثَرُهَا بَادِيَتَه لزُهْد الفُقَهَاء فِيْهَا حَتَّى لأُحْرِقَ بَعْضُهَا بِإِشبيلية وَمُزِّقَتْ عَلاَنِيَةً وَأَكْثَرُ معَايبه زَعَمُوا عِنْد المنصَف جَهلُه بسيَاسَة العلم التي هي أعوض وَتَخلُّفه عَنْ، ذَلِكَ عَلَى قوَةِ سَبْحه فِي غِمَاره وَعَلَى ذَلِكَ فَلَمْ يَكُنْ بِالسَّلِيم مِنِ اضطرَاب رَأيه وَمغِيبِ شَاهد علمه عَنْهُ عِنْد لقَائِهِ إِلَى أَنْ يُحَرَّكَ بِالسُّؤَال فِيتفجَّر مِنْهُ بحرُ عِلْمٍ لاَ تُكَدِّرُهُ الدّلاَء وَكَانَ مِمَّا يَزِيْدُ فِي شَنَآنه تَشيُّعه لأُمَرَاء بَنِي أُمَيَّةَ مَاضِيهم وَبَاقيهِم وَاعْتِقَادُهُ لِصِحَّةِ إِمَامتهِم حَتَّى لنُسب إِلَى النَّصْبِ.
قُلْتُ: وَمِنْ تَوَالِيفه: كِتَاب تَبديل اليَهُوْد وَالنَّصَارَى لِلتَّورَاة وَالإِنجيل وَقَدْ أَخَذَ الْمنطق أَبعدَهُ الله مِنْ عِلمٍ عَنْ: مُحَمَّدِ بنِ الحَسَنِ المَذْحِجِيّ وَأَمعَنَ فِيْهِ فَزلزله فِي أَشيَاء ولي أنا ميل إلى أبي محمد لمَحَبَّته فِي الحَدِيْثِ الصَّحِيْح وَمَعْرِفَتِهِ بِهِ وَإِنْ كُنْتُ لاَ أُوَافِقُهُ فِي كَثِيْرٍ مِمَّا يَقولُهُ فِي الرِّجَالِ وَالعلل وَالمَسَائِل البَشِعَةِ فِي الأُصُوْلِ وَالفروع وَأَقطعُ بخطئِهِ فِي غَيْرِ مَا مَسْأَلَةٍ وَلَكِن لاَ أُكَفِّره وَلاَ أُضَلِّلُهُ وَأَرْجُو لَهُ العفوَ وَالمُسَامحَة وَللمُسْلِمِيْنَ. وَأَخضعُ لِفَرْطِ ذكَائِهِ وَسَعَة علُوْمِهِ وَرَأَيْتهُ قَدْ ذَكَرَ قَوْل مَنْ يَقُوْلُ: أَجَلُّ المُصَنَّفَاتِ المُوَطَّأ. فَقَالَ: بَلْ أَوْلَى الكُتُب بالتعظيم صحيحا البخاري ومسلم وصحيح ابن السكن ومنتقى ابن الجارود والمنتقى لقَاسِم بن أَصْبَغ ثُمَّ بَعْدَهَا كِتَاب أَبِي داود وكتاب النسائي والمصنف لقَاسِم بن أَصْبَغ "مصَنّف أَبِي جَعْفَرٍ الطَّحَاوِيّ".
قُلْتُ: مَا ذكر "سُنَن ابْنِ مَاجَه" وَلاَ "جَامِع أَبِي عِيْسَى"؛ فَإِنَّهُ مَا رَآهُمَا، وَلاَ أُدخِلا إِلَى الأَنْدَلُسِ إلَّا بَعْدَ مَوْتِهِ.
ثُمَّ قَالَ: وَ"مُسْنَد البَزَّار" وَ"مُسْنَد ابْنَي أَبِي شَيْبَةَ" وَ"مُسْنَد أَحْمَد بن حَنْبَلٍ" ومسند إسحاق ومسند الطَّيَالِسِيّ وَ"مُسْنَدُ" الحَسَنِ بنِ سُفْيَانَ وَ"مُسْنَدُ ابْن سَنْجَر" وَ"مُسْنَد عَبْد اللهِ ابن مُحَمَّدٍ المُسْنَدِي" وَ"مُسْنَد يَعْقُوْب بن شَيْبَةَ" وَ"مُسْنَد عَلِيّ بن المَدِيْنِيِّ" وَ"مُسْنَد ابْن أَبِي غَرَزَةَ" وَمَا جرَى مجرَى هَذِهِ الكُتُب الَّتِي أُفْرِدَتْ لِكَلاَمِ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- صِرْفاً، ثُمَّ

(13/381)


الكتب التي فيها كلامه وكلام غيره مثل مصنف عبد الرزاق ومصنف أبي بكر بن أبي شيبة ومصنف بَقِيَ بن مَخْلَدٍ وَكِتَاب مُحَمَّد بن نَصْرٍ المَرْوَزِيّ وَكِتَاب ابْن المُنْذِرِ الأَكْبَر وَالأَصْغَر ثُمَّ مصنف حماد بن سلمة وموطأ مالك بن أنس وموطأ ابن أبي ذئب وموطأ ابن وهب ومصنف وكيع ومصنف محمد بن يوسف الفريابي ومصنف سعيد بن منصور ومسائل أَحْمَد بن حَنْبَلٍ وَفقه أَبِي عُبَيْدٍ وَفقه أَبِي ثَوْرٍ.
قُلْتُ: مَا أَنْصَفَ ابْنُ حَزْمٍ؛ بَلْ رُتْبَة المُوَطَّأ أَنْ يُذكر تِلْوَ الصَّحِيْحَيْنِ مَعَ سُنَن أَبِي دَاوُدَ وَالنَّسَائِيّ لَكنَّه تَأَدَّبَ وَقَدَّمَ المُسْنَدَات النّبويَّة الصِّرْف وَإِنَّ لِلموطَّأ لَوَقْعاً فِي النُّفُوْسِ وَمَهَابَةً فِي القُلوب لاَ يُوَازِنهَا شَيْءٌ.
كَتَبَ إِلَيْنَا المُعَمَّر العَالِم أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ هَارُوْنَ مِنْ مدينَة تُونس عَام سَبْعِ مائَة عَنْ، أَبِي القَاسِمِ أَحْمَدَ بنِ يَزِيْدَ القَاضِي عَنْ، شُرَيْح بنِ مُحَمَّدٍ الرُّعَيْنِيّ أَنَّ أَبَا مُحَمَّدٍ بن حَزْم كتب إِلَيْهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا، يَحْيَى بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ مَسْعُوْدٍ أَخْبَرَنَا، قَاسِم بنُ أصبغ حدثنا، إبراهيم ابْنُ عَبْدِ اللهِ حَدَّثَنَا، وَكِيْعٌ عَنِ، الأَعْمَشُ عَنْ، أَبِي صَالِحٍ عَنْ، أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: "الصَّوْمُ جُنَّةٌ".
أَخْرَجَهُ مُسْلِم1 عَنْ، أَبِي سَعِيْدٍ الأَشَجّ عَنْ، وَكِيْع.
وَبِهِ: قَالَ ابْنُ حَزْمٍ: حَدَّثَنَا، أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ الجسورِي حَدَّثَنَا، مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي دُلِيم حَدَّثَنَا، مُحَمَّدُ بنُ وَضَّاحٍ حَدَّثَنَا، أَبُو بَكْرٍ بنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا، يَزِيْدُ بنُ هَارُوْنَ أَخْبَرَنَا، حُمَيْد عَنْ، بَكْرِ بنِ عَبْدِ اللهِ المُزَنِيّ عَن، ابْن عُمَر قَالَ: إِنَّمَا أَهَلَّ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِالحَجّ وَأَهللنَا بِهِ مَعَهُ فَلَمَّا قَدِمَ قَالَ: "مَنْ لَمْ يَكُنْ مَعَهُ هَدْيٌ فَلْيَحْلِلْ". فَأَحَلَّ النَّاسُ إلَّا مَنْ كَانَ مَعَهُ هَدْيٌ، وَكَانَ مَعَ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- هَدْي، وَلَمْ يَحِلَّ2.
وَبِهِ: قَالَ ابْنُ حَزْمٍ: حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بن عمر العذري حدثنا، عبد الله ابن الحُسَيْنِ بنِ عقَالَ حَدَّثَنَا، عبيدُ الله بنُ محمد السقطي حدثنا، أحمد ابن جَعْفَرِ بنِ سَلْم حَدَّثَنَا، عُمَرُ بنُ مُحَمَّدٍ الجَوْهَرِيّ حَدَّثَنَا، أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ الأَثْرَم حَدَّثَنَا، أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ حَدَّثَنَا، هُشَيْمٌ أَخْبَرَنَا، حُمَيْد حَدَّثَنَا، بَكْرُ بنُ عَبْدِ اللهِ سَمِعْتُ أَنَسَ بنَ مَالِكٍ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يلبي بالحج وَالعُمْرَةِ جَمِيْعاً. قَالَ بكر: فَحَدّثتُ بِذَلِكَ ابْنَ عمر فقال: لبى بالحج وحده.
__________
1 صحيح: أخرجه البخاري "1904"، ومسلم "1151"، وأبو داود "2363"، والنسائي "4/ 163"، وأحمد "2/ 273".
2 صحيح: أخرجه أحمد "2/ 28"، من طريق حميد، به.

(13/382)


وَقَعَ لَنَا هَذَا فِي مُسْنَد أَحْمَدَ فَأَنَا وَابْنُ حَزْمٍ فِيْهِ سَوَاء.
وَبِهِ: إِلَى ابْنِ حَزْم فِيمَا أَحرق لَهُ المُعْتَضِدُ بنُ عَبَّادٍ مِنَ الكُتُب يَقُوْلُ:
فَإِنْ تَحْرِقُوا القِرْطَاسَ لاَ تَحْرِقُوا الَّذِي ... تَضَمَّنَهُ القِرْطَاسُ بَلْ هُوَ فِي صَدْرِي
يَسِيْرُ مَعِي حَيْثُ اسْتَقَلَّتْ رَكَائِبِي ... وَيَنْزِلُ إِنْ أَنْزِلْ وَيُدْفَنُ فِي قَبْرِي
دَعُوْنِيَ مِنْ إِحْرَاقِ رقٍّ وكاغدٍ ... وَقُولُوا بِعِلْمٍ كِي يَرَى النَّاسُ مَنْ يَدْرِي
وَإِلاَّ فَعُوْدُوا فِي المَكَاتِبِ بَدْأَةً ... فَكَمْ دُوْنَ مَا تَبْغُونَ للهِ مِنْ سِتْرِ
كَذَاكَ النَّصَارَى يَحْرِقُوْنَ إِذَا عَلَتْ ... أَكفُّهم القُرْآنَ فِي مُدُنِ الثَّغْرِ
وَبِهِ لابْنِ حَزْم:
أُشهد اللهَ وَالمَلاَئِكَ أَنِّي ... لاَ أَرَى الرَّأْيَ والمقاييس دينا
حَاشَ للهِ أَنْ أَقُوْلَ سِوَى مَا ... جَاءَ فِي النَّصِّ وَالهُدَى مُسْتَبِيْنَا
كَيْفَ يَخفَى عَلَى البَصَائِرِ هَذَا ... وَهُوَ كَالشَّمْسِ شُهْرَةً وَيَقينَا
فَقُلْتُ مُجيباً لَهُ:
لَوْ سَلِمْتُم مِنَ العُمُومِ الَّذِي ... نَعْلَمُ قَطْعاً تخصِيْصَهُ وَيَقِيْنَا
وَتَرَطَّبْتُمُ فَكَمْ قَدْ يَبِسْتُمْ ... لَرَأَينَا لَكُم شُفُوَفاً مُبِيْنَا
وَلابْنِ حَزْم:
مُنَايَ مِنَ الدُّنْيَا علومٌ أَبُثُّهَا ... وَأَنْشُرُهَا فِي كُلِّ بادٍ وَحَاضِرِ
دعاءٌ إِلَى القُرْآنِ وَالسُّنَنِ الَّتِي ... تَنَاسَى رجالٌ ذِكْرُهَا فِي المحَاضِرِ
وَأَلزمُ أَطرَافَ الثُّغُوْرِ مُجَاهِداً ... إِذَا هيعةٌ ثَارَتْ فَأَوَّلُ نَافِرِ
لأَلْقَى حِمَامِي مُقْبِلاً غَيْرَ مدبرٍ ... بِسُمْرِ العَوَالِي وَالرِّقَاقِ البَوَاتِرِ
كِفَاحاً مَعَ الكُفَّارِ فِي حَوْمَةِ الوَغَى ... وَأَكْرَمُ موتٍ لِلْفتى قَتْلُ كَافِرِ
فَيَا رَبِّ لاَ تَجْعَلْ حِمَامِي بِغَيْرِهَا ... وَلاَ تَجْعَلَنِّي مِنْ قَطِيْنِ المَقَابِرِ
وَمِنْ شِعْرِهِ:

(13/383)


هَلِ الدَّهْرُ إلَّا مَا عَرَفْنَا وَأَدْرَكْنَا ... فَجَائِعُهُ تَبقَى وَلَذَّاتُهُ تَفْنَى
إِذَا أَمْكَنَتْ فِيْهِ مَسَرَّةُ ساعةٍ ... تولّت كمرّ الطّرف واستخلفت حزنا
إِلَى تبعاتٍ فِي المَعَادِ وموقفٍ ... نَوَدُّ لَدِيْهِ أَنَّنَا لَمْ نَكُنْ كُنَّا
حنينٌ لِما وَلَّى وشغلٌ بِمَا أَتَى ... وهمٌّ لَمَّا نَخْشَى فَعَيْشُكَ لاَ يَهْنَا
حَصَلْنَا عَلَى همٍّ وإثمٍ وحسرةٍ ... وَفَاتَ الَّذِي كُنَّا نَلَذُّ بِهِ عَنَّا
كَأنَّ الَّذِي كُنَّا نُسَرُّ بِكَوْنِهِ ... إِذَا حَقَّقَتْهُ النَّفْسُ لفظٌ بِلاَ مَعْنَى
وَلَهُ عَلَى سَبِيْل الدُّعَابَة وَهُوَ يمَاشِي أَبَا عُمَر بن عبد الْبر وَقَدْ رَأَى شَابّاً مَلِيحاً فَأَعْجَب ابْنَ حَزْمٍ فَقَالَ أَبُو عُمَرَ: لَعَلَّ مَا تَحْتَ الثِّيَاب لَيْسَ هُنَاكَ فَقَالَ:
وَذِي عذلٍ فِيْمَنْ سَبَانِي حُسْنُهُ ... يُطِيْلُ مَلاَمِي فِي الهَوَى وَيَقُوْلُ
أَمِنْ حُسْنِ وجهٍ لاَحَ لَمْ تَرَ غَيْرَهُ ... وَلَمْ تَدْرِ كَيْفَ الجِسْمُ أَنْتَ قَتِيْلُ؟
فَقُلْتُ لَهُ: أَسْرَفْتَ فِي اللَّوْمِ فَاتَّئِدْ ... فَعِنْدِيَ ردٌّ لَوْ أَشَاءُ طَوِيْلُ
أَلَمْ تَرَ أَنِّي ظاهريٌّ وَأَنَّنِي ... على ما بدا حتّى يقوم دليل
أَنشدنَا أَبُو الْفَهم بن أَحْمَدَ السُّلَمِيّ أَنشدنَا ابْنُ قُدَامَةَ أَنشدنَا ابْن البَطِّي أَنشدنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الحُمَيْدِيّ أَنشدنَا
أَبُو مُحَمَّدٍ عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ لِنَفْسِهِ:
لاَ تَشْمَتَنْ حَاسِدِي إِنْ نكبةٌ عَرَضَتْ ... فَالدَّهْرُ لَيْسَ عَلَى حَال بِمُتَّركِ
ذُو الفَضْلِ كَالتِّبْرِ طَوْراً تَحْتَ ميفعةٍ ... وَتَارَةً فِي ذُرَى تاجٍ عَلَى مَلِكِ
وَشعره فَحلٌ كَمَا تَرَى وَكَانَ يُنظِمُ عَلَى البَدِيه وَمِنْ شِعْرِهِ:
أَنَا الشَّمْسُ فِي جُوِّ العُلُوْمِ مُنِيْرَةً ... وَلَكِنَّ عَيْبِي أَنَّ مَطْلَعِي الغَرْبُ
وَلَوْ أَنَّنِي مِنْ جَانِبِ الشَّرْقِ طالعٌ ... لَجَدَّ عَلَى مَا ضَاعَ مِنْ ذِكْرِيَ النَّهْبُ
وَلِي نَحْوَ أَكْنَافِ العِرَاقِ صبابةٌ ... وَلاَ غَرْوَ أَنْ يَسْتَوحِشَ الكَلِفُ الصُّبُّ
فَإِنَّ يُنْزِلِ الرَّحْمَنُ رَحْلِيَ بَيْنَهُمْ ... فحينئذٍ يبدو التّأسّف والكرب
هُنَالِكَ يُدْرَى أَنَّ لِلْبُعْدِ قِصَّةٌ ... وَأَنَّ كسَادَ العِلْمِ آفَتُهُ القُرْبُ

(13/384)


وَلَهُ:
أنائمٌ أَنْتَ عَنْ، كتبِ الحَدِيْثِ وَمَا ... أَتَى عَنِ، المُصْطَفَى فِيْهَا مِنَ الدِّيْنِ
كمسلمٍ وَالبُخَارِيّ الَّلذِيْنَ هُمَا ... شَدَّا عُرَى الدِّيْنِ فِي نقلٍ وَتَبْيِينِ
أَوْلَى بأجرٍ وتعظيمٍ ومحمدةٍ ... مِنْ كُلِّ قولٍ أَتَى مِنْ رَأْي سُحْنُوْنِ
يَا مَنْ هَدَى بِهِمَا اجعَلْنِي كَمِثْلِهِمَا ... فِي نَصْرِ دِيْنِكَ مَحْضاً غَيْرَ مَفْتُوْنِ
قَالَ ابْنُ حَزْمٍ فِي ترَاجم أَبْوَاب صَحِيْح البُخَارِيّ: مِنْهَا مَا هُوَ مقصُوْرٌ عَلَى آيَة إِذْ لاَ يَصِحُّ فِي البَابِ شَيْءٌ غَيْرهَا وَمِنْهَا مَا يُنَبِّهُ بِتَبْوِيبِهِ عَلَى أَنَّ فِي البَابِ حَدِيْثاً يَجِبُ الوُقُوْفُ عَلَيْهِ لَكنه لَيْسَ مِنْ شَرط مَا أَلَّف عَلَيْهِ كِتَابهُ وَمِنْهَا مَا يُبَوِّبُ عَلَيْهِ وَيذكر نُبذَة مِنْ حَدِيْثِ قَدْ سَطَرَه فِي مَوْضِعٍ آخر وَمِنْهَا أَبْوَاب تَقعُ بِلَفْظ حَدِيْث لَيْسَ مِنْ شَرطه وَيَذكر فِي البَابِ مَا هُوَ فِي مَعْنَاهُ.
وَقَالَ فِي أَوَّلِ الإِحكَام: أَمَّا بَعْدُ ... فَإِنَّ اللهَ رَكَّبَ فِي النَّفْسِ الإِنْسَانِيَّة قُوَىً مختلفَة فَمِنْهَا عَدْلٌ يُزَيِّنُ لَهَا الإِنصَاف وَيُحَبِّبُ إِلَيْهَا مُوَافِقَةَ الحَقّ قَالَ تَعَالَى: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ} [النحل: 90] وقال: {كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ} [النِّسَاء: 135] وَمنها غضبٌ وشهوةٌ يُزَيّنان لَهَا الجُور؛ ويَعميانها عَنْ، طَرِيْق الرشد" قَالَ تَعَالَى: {وَإذا قِيْلَ لَهُ اتَّقِ اللهَ أخَذَتْهُ العِزَّةُ بِالإثْمِ} [البَقَرَة: 206] . وَقَالَ: {كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ} [الرُّوْم: 32] فَالفَاضِل يُسَرُّ بِمَعْرِفَته وَالجَاهِل يُسَرُّ بِمَا لاَ يَدْرِي حقيقَةَ وَجْهِهِ وَبِمَا فِيْهِ وَبَالُه وَمِنْهَا فَهْمٌ يُليح لَهَا الحَقُّ مِنْ قَرِيْب وَينِير لَهَا فِي ظلمَات المشكلاَت فَترَى بِهِ الصَّوَابَ ظَاهِراً جَلِيّاً وَمِنْهَا جَهْلٌ يَطْمِسُ عَلَيْهَا الطَّرِيْق وَيُسَاوِي عِنْدَهَا بَيْنَ السُّبُل فَتبقَى النَفْسُ فِي حَيْرَةٍ تَتردد وَفِي رِيب تَتَلَدَّد وَيَهْجُمُ بِهَا عَلَى أَحَد الطّرق المُجَانبَة لِلحق تَهَوُّراً وَإِقدَاماً قَالَ تَعَالَى: {هَلْ يَسْتَوِي الّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ} [الزُّمَر:9] وَمِنْهَا قُوَّةُ التّمِييز الَّتِي سمَّاهَا الأَوَائِلُ المنطقَ فَجَعَلَ لَهَا خَالِقهَا بِهَذِهِ القُوَّة سَبيلاً إِلَى فَهم خِطَابِهِ وَإِلَى مَعْرِفَة الأَشيَاء عَلَى مَا هِيَ عَلَيْهِ وَإِلَى إِمَكَان التفهُم فَبهَا تَكُوْن مَعْرِفَة الحَقّ مِنَ البَاطِل وَمِنْهَا قُوَّةُ العَقْل الَّتِي تُعينُ النَفْس المُمَيِّزَة عَلَى نُصْرَة العَدْل فَمَنِ اتَّبع مَا أَنَاره لَهُ العَقْلُ الصَّحِيْح نَجَا وَفَاز وَمِنْ عَاج عَنْهُ هَلَكَ قَالَ تَعَالَى: {إنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السمعَ وَهُوَ شَهِيدٌ} [ق:37] . فَأَرَادَ بِذَلِكَ العَقْلَ أَمَا مُضغَةُ القَلْب فهي لكل أحد فغير العاقل هو كمن لا قلب له.
وَكَلاَمُ ابْن حَزْمٍ كَثِيْرٌ وَلَوْ أَخذتُ فِي إِيرَادِ طُرَفِهِ وَمَا شَذَّ بِهِ لطَال الأَمْر.
قَالَ أَبُو القَاسِمِ بنُ بَشْكُوَال الحَافِظ فِي الصّلَة لَهُ: قَالَ القَاضِي صَاعِدُ بنُ أَحْمَدَ: كتب

(13/385)


إِلَيَّ ابْنُ حَزْمٍ بخطِّهِ يَقُوْلُ: وُلِدْتُ بقُرْطُبَة فِي الجَانب الشَّرْقِيّ فِي رَبَضِ مُنية المُغِيْرَة قَبْل طُلُوْع الشَّمْس آخِرَ لَيْلَة الأَرْبعَاء آخرَ يَوْم مِنْ رَمَضَانَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَمَانِيْنَ وَثَلاَثِ مائَة بطَالع الْعَقْرَب وَهُوَ اليَوْم السَّابِع مِنْ نُوَنْيِر.
قَالَ صَاعِد: وَنقُلْتُ مِنْ خطّ ابْنِهِ أَبِي رَافِعٍ أَنْ أَبَاهُ تُوُفِّيَ عَشِيَّة يَوْم الأَحَد لِليلتين بقيتَا مِنْ شَعْبَانَ سَنَة سِتٍّ وَخَمْسِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة فَكَانَ عُمُره إِحْدَى وَسَبْعِيْنَ سَنَةً وَأَشْهُراً رَحِمَهُ اللهُ.
وَمِنْ نَظْمِ أَبِي مُحَمَّدٍ بن حَزْم:
لَمْ أَشْكُ صَدّاً وَلَمْ أُذعن بِهِجْرَانِ ... وَلاَ شَعَرْتُ مَدَى دَهْرِي بِسُلْوَانِ
أَسْمَاءُ لَمْ أَدْرِ مَعْنَاهَا وَلاَ خَطَرَتْ ... يَوْماً عَلِيَّ وَلاَ جَالَتْ بِمِيدَانِي
لَكِنَّمَا دَائِي الأَدوا الَّذِي عَصَفَتْ ... عَلَيَّ أَرْوَاحُهُ قِدماً فَأَعْيَانِي
تَفَرَّقَ لَمْ تَزَلْ تَسْرِي طَوَارِقُهُ ... إِلَى مَجَامِعَ أَحبَابِي وَخِلاَّنِي
كَأَنمَا البَيْنُ بِي يَأْتَمُّ حَيْثُ رَأَى ... لِي مَذْهَباً فَهُوَ يَتْلُونِي وَيَغشَانِي
وَكُنْتُ أَحسبُ عِنْدِي لِلنوَى جَلَداً ... داءٌ عَنَا فِي فؤَادِي شجوهَا العَانِي
فَقَابَلَتْنِي بألوانٍ غَدَوْتُ بِهَا ... مقَابَلاً من صباباتي بألوان
وَمِمَّنْ مَاتَ مَعَ ابْنِ حَزْم فِي السَّنَةِ: الحَافِظُ أَبُو الوَلِيْدِ الحَسَنُ بنُ مُحَمَّدٍ الدَّرْبَنْدِي وَالفَقِيْهُ أَبُو القَاسِمِ سِرَاجُ بنُ عَبْد اللهِ بن مُحَمَّدِ بنِ سِرَاج قَاضِي الجَمَاعَة بقُرْطُبَة وَالحَافِظ عَبْدُ العَزِيْزِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَاصِمٍ النَّخْشَبِيّ وَشيخُ العَرَبِيَّة أَبُو القَاسِمِ عبدُ الوَاحِد بنُ عَلِيِّ بنِ بَرْهَان بِبَغْدَادَ وَمُسْنِدُ الوَقْتِ أَبُو الحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ حَسْنُوْنَ النَّرْسِيُّ وَالمُحَدِّثُ أَبُو سعيد محمد بن علي بن محمد الخشاب النَّيْسَابُوْرِيُّ وَالوَزِيْرُ عَمِيْدُ المُلك مُحَمَّدُ بنُ مَنْصُوْرٍ الكُنْدُرِي.
وَلابْنِ حَزْم:
قَالُوا تَحَفَّظْ فَإِنَّ النَّاس قَدْ كَثُرَتْ ... أَقْوَالُهم وَأَقَاويلُ الوَرَى مِحَنُ
فَقُلْتُ: هَلْ عَيْبُهم لِي غَيْر أَنِّي لاَ ... أَقُوْلُ بِالرَّأْي إِذْ فِي رَأَيهِم فِتَنُ
وَأَنَّنِي مولعٌ بِالنَّصِّ لَسْتُ إِلَى ... سِوَاهُ أَنَحْو وَلاَ فِي نصره أهن
ولا أَنثنِي لمقَاييس يُقَالَ بِهَا ... فِي الدِّيْنِ بَلْ حَسْبِيَ القُرْآن وَالسُّنَنُ
يَا بَرْدَ ذَا القَوْلِ فِي قَلْبِي وَفِي كَبِدِي ... وَيَا سرُوْرِي بِهِ لَوْ أَنَّهم فَطنُوا
دَعْهُمْ يَعَضُّوا عَلَى صُمِّ الحَصَى كَمَداً ... مَنْ مَاتَ مِنْ قَوْله عِنْدِي له كفن

(13/386)


وَمَوْلِدُ أَبِي جَعْفَرٍ فِي رَبِيْعٍ الأَوَّلِ سَنَة خَمْسٍ وَسَبْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَة.
وَسَمِعَ أَبَا الفَضْلِ عُبَيْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الزُّهْرِيُّ، فَكَانَ خَاتِمَةَ أَصْحَابِهِ.
وَالقَاضِي أَبَا مُحَمَّدٍ بنَ مَعْرُوف، وَإِسْمَاعِيْلَ بنَ سُوَيْدٍ وَمُحَمَّدَ بن أَخِي مِيمِي وَعِيْسَى بنَ الوَزِيْر وَأَبَا طَاهِرٍ المُخَلِّص.
حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ وَأَبُو عَلِيٍّ البَرَدَانِي وَتَمرتَاشُ بنُ بختِكِين وَالقَاسِم بنُ طَاهِرٍ المَعْقِلِي وَمُحَمَّدُ بنُ مَطَر العَبَّاسِيُّ وَأَبُو سَعْدٍ المُبَارَكُ بنُ عَلِيٍّ المُخَرِّمِيُّ الفَقِيْه وَأَبُو الحَسَنِ بنُ الزَّاغُوْنِيِّ وَأَبُو عَبْدِ اللهِ الحُمَيْدِيّ وَأَبُو الغَنَائِمِ النَّرْسِيّ وَأَبُو بَكْرٍ قَاضِي المرستَان وَأَبُو الفَتْحِ عَبْدُ اللهِ بنُ البيضَاوِيّ وَمُحَمَّدُ بنُ الفَرَجِ المُعَلِّم وَهِبَةُ اللهِ بن مُحَمَّدٍ الرُّفَيلِي وَمُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدٍ السّلاَل وَأَبُو مَنْصُوْرٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بن مُحَمَّدٍ القَزَّاز وَأَبُو مَنْصُوْرٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ بنِ خَيْرُوْنَ وَأَبُو الفَضْلِ مُحَمَّدُ بنُ عُمَرَ الأُرْمَوِيُّ وَمُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ الطَّرَائِفِيُّ وَمُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ الدَّايَةِ وَأَبُو تَمَّام أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ المُخْتَار الهَاشِمِيّ؛ نَزِيل نَيْسَابُوْر وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ.
وَكَانَ صَحِيْح الأُصُوْل كَثِيْرَ السماع جميل الطريقة.
قَالَ أَبُو الفَضْلِ بنُ خَيْرُوْنَ: كَانَ ثِقَةً صَالِحاً.
وَقَالَ أَبُو سَعْدٍ السَّمْعَانِيُّ: سَمِعْتُ إِسْمَاعِيْلَ بن الفَضْلِ الحَافِظ يَقُوْلُ: أَبُو جَعْفَرٍ ثِقَة مُحتشِم.
قُلْتُ: تُوُفِّيَ فِي تَاسع جُمَادَى الأُوْلَى سنة خمس وستين وأربع مائة.
وأبوه:

(13/388)


القاضي أبو تمام، السيوري، ابن المسلمة:
1491- القاضي أبو تمام 1:
قَاضِي وَاسِطَ، المُعَمَّرُ المُسْنِدُ، أَبُو تَمَّام عَلِيُّ بن محمد بن الحسن ابن يَزدَادَ البَغْدَادِيُّ، الوَاسِطِيُّ، المُعْتَزِلِيُّ.
حَدَّثَ عَنْ: مُحَمَّدِ بنِ المُظَفَّر الحَافِظ، وَأَبِي الفَضْل الزُّهْرِيّ وَغَيْرهُمَا. وَتَفَرَّد فِي وَقْتِهِ.
وَمَاتَ فِي شَوَّال سَنَةَ تِسْعٍ وَخَمْسِيْنَ وَأَرْبَع مائَة.
قَالَ أَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ: تَقَلَّدَ قَضَاء وَاسِط مُدَّة وَكَانَ مُعْتَزِلياً.
قُلْتُ: آخرُ مَنْ رَوَى عَنْهُ بِالإِجَازَة أَبُو القَاسِمِ إِسْمَاعِيْلُ بنُ السَّمَرْقَنْدِيّ، وَبَالسَّمَاع أَبُو الْكَرم نَصْرُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الجَلَخْت الأَزْدِيّ.
4192- السيوري 2:
شَيْخُ المَالِكِيَّةِ، وَخَاتَمُ الأَئِمَّةِ بِالقَيْرَوَان، أَبُو القَاسِمِ عَبْدُ الخَالِقِ بنُ عَبْدِ الوَارِثِ المَغْرِبِيُّ السُّيُورِيُّ، أَحَدُ مَنْ يُضْرَبُ بِحِفْظِهِ المَثَلُ فِي الفِقْهِ مَعَ الزُّهْدِ وَالتَّأَلُّهِ.
لَهُ تَعليقَةٌ عَلَى المُدَوَّنَة وَتَخَرَّج بِهِ أَئِمَّة.
مَاتَ سَنَةَ سِتِّيْنَ وَأَرْبَع مائَة عَنْ، سِنٍّ عَالِيَة. ذَكَرَهُ عيَاض.
4193- ابْنُ المسلمة 3:
الشَّيْخُ الإِمَامُ الثِّقَةُ الجَلِيْلُ الصَّالِحُ مُسْنِدُ الوَقْتِ أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عُمَرَ بنِ حَسَنِ بنِ عُبَيْدِ بنِ عَمْرِو بنِ خَالِدِ بنِ الرُّفَيلِ السُّلَمِيُّ البَغْدَادِيُّ ابْنُ المُسْلِمَةِ. أَسْلَمَ الرُّفَيلُ المَذْكُوْر عَلَى يَد عمر -رضي الله عنه.
__________
1 ترجمته في تاريخ بغداد "12/ 103"، وميزان الاعتدال "3/ 155"، ولسان الميزان "4/ 261".
2 ترجمته في الديباج المذهب لابن فرحون المالكي "2/ 22".
3 ترجمته في تاريخ بغداد "1/ 356"، والإكمال لابن ماكولا "7/ 12"، والمنتظم لابن الجوزي "8/ 282"، واللباب لابن الأثير "3/ 211"، والعبر "3/ 259"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 94" وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 323".

(13/378)


ابن المسلمة، رئيس الرؤساء:
4194- ابن المسلمة:
هُوَ الإِمَامُ العَابِدُ الصَّدُوْقُ أَبُو الفَرَجِ؛ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عُمَرَ المُعَدَّلُ.
سَمِعَ: أَبَا بَكْرٍ النّجَاد وَأَحْمَدَ بنَ كَامِل القَاضِي وَابْن علم وَدَعْلَجاً.
قَالَ الخَطِيْبُ: كَانَ ثِقَةً يُمْلِي فِي السَّنَةِ مَجْلِساً وَاحِداً وَكَانَ مَوْصُوَفاً بِالعَقْلِ وَالفَضْلِ وَالبِرِّ وَدَارُهُ مَأْلَفٌ لأَهْلِ العِلْمِ وَكَانَ صَوَّاماً كَثِيْرَ التِّلاَوَة.
مَاتَ فِي ذِي القَعْدَةِ سَنَة خَمْسَ عَشْرَةَ وَأَرْبَعِ مائَة عَنْ، ثَمَانٍ وَسَبْعِيْنَ سَنَةً.
قُلْتُ: حَدَّثَ عَنْهُ الخَطِيْب وَطِرَاد الزَّيْنَبِيّ وَغَيْرهُمَا.
وَتَفَقَّهَ عَلَى شيَخِ الحَنَفِيَّة أَبِي بَكْرٍ الرَّازِيّ.
وَسَرَدَ الصَّوْمَ وَكَانَ يَتهجدُ بِسُبُع القرآن.
قَالَ رَئِيْسُ الرُّؤَسَاء: كَانَ جَدِّي يَخْتَلِفُ إِلَى أَبِي بَكْرٍ الرَّازِيّ وَرُئِي لَهُ أَنَّهُ مِنْ أهل الجنة.
وابن أخيه:
4195- رئيس الرؤساء 1:
هُوَ وَزِيْرُ القَائِمِ بِأَمْرِ اللهِ الصَّدْرُ المُعَظَّمُ رَئِيْسُ الرُّؤسَاءِ أَبُو القَاسِمِ؛ عَلِيُّ بنُ الحَسَنِ بن الشيخ أبي الفرج بن المسلمة.
استكتنه القَائِم ثُمَّ اسْتَوْزَرَهُ وَكَانَ عزِيزاً عَلَيْهِ جِدّاً وَكَانَ مِنْ خيَار الوزرَاء العَادلين.
وُلِدَ سَنَةَ 397.
وَسَمِعَ: مِنْ جدّه وَابْن أَبِي مُسْلِم الفَرَضِي، وَإِسْمَاعِيْل الصَّرْصَرِي.
حَدَّثَ عَنْهُ: الخَطِيْب، وَكَانَ خِصِّيْصاً بِهِ، وَوَثَّقَهُ وَقَالَ: اجْتَمَع فِيْهِ مِنَ الآلاَت مَا لَمْ يَجتمع فِي أَحَد قَبْله، مَعَ سَدَادِ مَذْهَب، وَوُفور عَقْلٍ، وَأَصَالَة رَأْي.
قَالَ ابْنُ الجَوْزِيِّ: وَزر أَبُو القَاسِمِ فِي سَنَةِ ثلاث وأربعين، ولقب جمال الورَى، شرف الوزرَاء. وَلَمْ يَبْقَ لَهُ ضِدٌ إلَّا البسَاسيرِي؛ الأَمِيْر المُظَفَّر أَبُو الحَارِثِ التُّرْكِيّ، فَإِنَّ أَبَا الحَارِث عظُم جِدّاً وَلَمْ يَبْقَ لِلملك الرَّحِيْم بن بُويه مَعَهُ سِوَى الاسْم ثُمَّ إِنَّهُ خلع القَائِم وَتَملَّك بَغْدَاد وَخَطَبَ بِهَا لصَاحِب مِصْر المُسْتنصر فَقَتَلَ رَئِيْس الرُّؤَسَاء أَبَا القَاسِمِ بن المُسلمَة.
وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ الهَمَذَانِيّ: أُخرج رَئِيْسُ الرُّؤَسَاء وَعَلَيْهِ عبَاءة وَطُرْطُور وَفِي رَقبتِهِ مخْنَقَةُ جُلُود وَهُوَ يقرأ: {قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ المُلْكِ} ... [آل عمران: 26] وَيُرَدِّدهَا فَطِيْفَ بِهِ عَلَى جمل ثُمَّ خِيط عَلَيْهِ جلد ثَوْر بقرنِيْنَ وَعُلِّقَ وَفِي فَكَّيه كَلُّوبَان وَتَلِفَ فِي آخِر النَّهَار فِي ذِي الحِجَّةِ سَنَةَ خَمْسِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة.
قُلْتُ: كَانَ من علماء الكبراء ونبلائهم.
__________
1 ترجمته في تاريخ بغداد "11/ 391"، والمنتظم لابن الجوزي "8/ 196"، والعبر "3/ 221"، وتاريخ ابن خلدون "3/ 457"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 6 - 7".

(13/389)


أَخْبَرَنَا أَبُو المَعَالِي أَحْمَدُ بنُ إِسْحَاقَ أَخْبَرَنَا، الفَتْحُ بنُ عَبْدِ السَّلاَمِ أَخْبَرَنَا، مُحَمَّدُ بنُ عُمَرَ وَمُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ الطَّرَائِفِيُّ وَمُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ قَالُوا: أَخْبَرَنَا، أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ المُعَدِّلُ أَخْبَرَنَا، عُبَيْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ سَنَةَ ثَمَانِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ أَخْبَرَنَا، جَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدٍ الفِرْيَابِيُّ حَدَّثَنَا، قُتَيْبَةُ بنُ سَعِيْدٍ حَدَّثَنَا، أَبُو عَوَانَةَ عَنْ، قَتَادَةَ عَنْ، أَنَسٍ عَنْ، أَبِي مُوْسَى الأشعري: أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "مَثَلُ المُؤْمِنِ الَّذِي يَقْرَأُ القُرْآنَ كَمَثَلِ الأُتْرُجَّةِ؛ رِيحُهَا طَيِّب وَطَعْمُهَا طَيِّب".
وَبِهِ: إِلَى الفِرْيَابِيِّ: حَدَّثَنَا، هُدْبَةُ حَدَّثَنَا، هَمَّامٌ حَدَّثَنَا، قَتَادَةَ عَنْ، أَنَسِ بنِ مَالِكٍ عَنْ، أَبِي مُوْسَى: أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "مَثَلُ المُؤْمِنِ الَّذِي يَقْرَأُ القُرْآنَ كمثل الأُتْرُجَّة". مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ1.
مَاتَ مَعَ ابْنِ المسلمَة السُّلْطَانُ أَلب آرسلاَن السَّلْجُوْقِي وَعَائِشَةُ ابْنَة أَبِي عُمَرَ البِسْطَامِي وَأَبُو الغَنَائِمِ بنُ المَأْمُوْن وَأَبُو القَاسِمِ بنُ القُشَيْرِيّ وَصُردرّ شَاعِرُ وَقته أَبُو مَنْصُوْرٍ عَلِيُّ بنُ الحَسَنِ وَالحَافِظُ أَبُو سَعْدٍ السُّكَّرِيّ وَكَرِيْمَةُ المروزِيَّة وَأَبُو عُثْمَانَ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ وَرْقَاء وَأَبُو الحُسَيْنِ بنُ الْمُهْتَدي بِاللهِ وَأَبُو المُظَفَّرِ هنَّاد النسفِي.
__________
1 صحيح: أَخْرَجَهُ البُخَارِيُّ "5020"، وَمُسْلِمٌ "797"، وَأَبُو دَاوُدَ "4829"، "4831" وَالتِّرْمِذِيُّ "2865"، وَالنَّسَائِيُّ "8/ 124"، وابن ماجه "214".

(13/390)


4196- الزهراوي 1:
الإِمَامُ العَالِمُ الحَافِظُ المُجَوِّدُ مُحَدِّثُ الأَنْدَلُسِ مَعَ ابْنِ عَبْدِ البِرِّ أَبُو حَفْصٍ؛ عُمَرُ بنُ عُبَيْدِ اللهِ بنِ يُوْسُفَ بنِ حَامِدٍ الذُّهْلِيُّ القُرْطُبِيُّ الزَّهْرَاوِيُّ. وَمدينَة الزّهرَاء: بَعْض نَهَار عَنْ، قُرْطُبَة أَنشَأَهَا النَّاصر الأُمَوِيّ.
وُلِدَ سَنَةَ إِحْدَى وَسِتِّيْنَ وَثَلاَثِ مائَة.
وَحَدَّثَ عَنْ: أَبِي مُحَمَّدٍ بن أَسَد، وَعبد الوَارِث بن سُفْيَانَ، وَالقَاضِي أَبِي المُطَرِّف بن فُطَيْس، وَأَبِي عَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي زَمَنِيْنَ، وَسَلَمَةَ بن سَعِيْدٍ، وَأَبِي المَطَرف القنَازِعِي، وَعبدِ السَّلاَّم بن سَمْح، وَأَبِي القَاسِمِ بن عُصْفُور، وَأَبِي الوَلِيْد بن الفَرَضِي، وَطَبَقَتهم مِنْ أَهْلِ قُرْطُبَة وَالزّهرَاء وَإِشبيلية. وَكَتَبَ إِلَيْهِ بِالإِجَازَة أَبُو الحَسَنِ القَابِسِي وَطَائِفَة.
وَكَانَ مُعتنِياً بِنَقْلِ الحَدِيْث وَجَمَعِهِ وَسَمَاعِه.
حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو عَبْدِ اللهِ بنُ عَتَّاب وَابْنُهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ وَابْنه الآخر أَبُو القَاسِمِ وَأَبُو مَرْوَان الطُّبْنِي وَأَبُو عُمَرَ بنُ مَهْدِيّ المُقْرِئ وَقَالَ: وكان خَيِّراً ثِقَة مُتصَاوناً قَدِيْمَ الطَّلَب. حَدَّثَ عَنْهُ أَبُو عَلِيٍّ الغَسَّانِيّ وَذَكَرَ أَنَّهُ اخْتُلِطَ فِي آخِرِ عُمُرِهِ.
قَالَ ابْنُ بَشْكُوَال: أَخْبَرَنَا، عَنْهُ أَبُو مُحَمَّدٍ بنُ عتَّاب وَقَالَ لِي: لحق أَبَا حَفْصٍ فِي آخِرِ عُمُرِهِ خصَاصَةٌ فَكَانَ يَتَكَفَّفُ النَّاس. قَالَ: وَقَرَأْتُ بخطِّ أَبِي مَرْوَانَ الطُّبْنِي: أَخْبَرَنِي أَبُو حَفْصٍ الزَّهْرَاوِيّ قَالَ: شَددت ثَمَانِيَة أَحمَال كُتبٍ لأَنقلهَا إِلَى مَكَان فَمَا تَمَّ حَتَّى انتهبهَا البَرْبَر.
تُوُفِّيَ فِي صَفَرٍ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَخَمْسِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة عَنِ، اثْنَتَيْنِ وتسعين سنة.
__________
1 ترجمته في الصلة لابن بشكوال "2/ 399"، وتذكرة الحفاظ "3/ ترجمة 1012"، والعبر "3/ 233"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 293".

(13/390)


4197- المأمون 1:
ملك طليطلة أبو زكريا؛ يحيى بن صَاحِبِ طُلَيْطُلَةَ الأَمِيْرِ إِسْمَاعِيْلَ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ عَامِرِ بنِ ذِي النُّوْنِ الهَوَّارِيُّ الأَنْدَلُسِيُّ.
استولَى أَبُوْهُ عَلَى البَلَد بَعْد العِشْرِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة وَنزعُوا طَاعَة المَرْوَانِية وَتَملَّك المَأْمُوْن بَعْد أَبِيْهِ سَنَة خَمْسٍ وَثَلاَثِيْنَ فَامتدَّتْ أَيَّامُهُ خَمْساً وَعِشْرِيْنَ سَنَةً عَاكفاً عَلَى اللَّذَات وَالخلاعَة وَصَادر الرعية وهادن العَدُوّ وَقَدِمَ الأَطرَاف فَطمعت فِيْهِ الفِرَنْجُ بَلْ فِي الأَنْدَلُس؛ وَأَخَذت عِدَّةَ حُصُوْنَ إِلَى أَنْ أَخذُوا مِنْهم طُلَيْطُلَة فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَسَبْعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة وَجَعَلوهَا دَار ملكهم فَإِنَّا للهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُوْنَ وَكَانَ المَأْمُوْنُ أَرَادَ أَنْ يَسْتَنجد بِالفِرَنْج عَلَى تَمَلُّك مَدَائِن الأَنْدَلُس فَكَاتِب طَاغِيتهُم: أَنْ تَعَال فِي مائَة فَارِس وَالمُلتقَى في مكان كذا فسار في مائةين وَأَقْبَلَ الطَّاغِيَةُ فِي سِتَّة آلاَف وَجَعَلهم كَمِيناً لَهُ وَقَالَ: إِذَا رَأَيتمونَا قَدِ اجْتمَعَنَا فَأَحيطُوا بِنَا. فَلَمَّا اجْتَمَع الملكَانَ أَحَاط بِهِم الجَيْش فَنَدِمَ المَأْمُوْن وَحَار فَقَالَ الفِرَنْجِي: يَا يَحْيَى! وَحقِّ الإِنجيل كُنْتُ أَظنك عَاقِلاً وَأَنْت أَحْمَقُ! جِئْت إِلَيَّ وَسَلَّمْتَ مُهْجَتَكَ بِلاَ عَهد وَلاَ عَقد فَلاَ نَجوتَ مِنِّي حَتَّى تُعطيَنِي مَا أَطلب. قَالَ: فَاقتصِد. فَسَمَّى لَهُ حُصُوْناً وَقرَّرَ عَلَيْهِ مَالاً فِي كُلِّ سَنَة وَرجع ذَليلاً مخذولاً، وَذَلِكَ بِمَا قَدَّمَت يَدَاهُ.
تُوُفِّيَ سَنَةَ ستين وأربع مائة.
__________
1 ترجمته في تاريخ ابن خلدون "4/ 161"، والأعلام للزركلي "8/ 138".

(13/391)


4198- ابن المأمون 1:
الشَّيْخُ الإِمَامُ، الثِّقَةُ، الجَلِيْلُ، المُعَمَّرُ، أَبُو الغَنَائِمِ عَبْدُ الصَّمَدِ بنُ عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدِ بنِ الحَسَنِ بنِ الفَضْلِ بنِ المَأْمُوْنِ بنِ الرَّشِيْدِ الهَاشِمِيُّ العَبَّاسِيُّ البَغْدَادِيُّ شَيْخُ المُحَدِّثِيْنَ بِبَغْدَادَ.
قَالَ أَبُو سَعْدٍ السَّمْعَانِيُّ: كَانَ ثِقَةً صَدُوْقاً نبيلاً، مَهِيْباً، كَثِيْرَ الصَّمْت تَعلُوْهُ سَكِيْنَة وَوَقَار وَكَانَ رَئِيْسَ آل المَأْمُوْن وَزَعِيْمَهُم. طَعن فِي السِّنّ وَرَحَلَ إِلَيْهِ النَّاس وَانتشرتْ رِوَايَتُهُ فِي الآفَاق.
سَمِعَ: أَبَا الحَسَنِ الدَّارَقُطْنِيّ وَعَلِيَّ بنَ عُمَرَ السُّكَّرِيّ وَأَبَا نَصْر المَلاَحِمِي وَجَدَّه أَبَا الفَضْل بن المَأْمُوْن وَعُبَيْد اللهِ بن حَبَابَةَ وَطَائِفَة.
رَوَى لَنَا عَنْهُ: يُوْسُفُ بنُ أَيُّوْبَ الهَمَذَانِيّ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ البَاقِي الفَرَضِي، وَأَبُو مَنْصُوْرٍ القَزَّاز وَغَيْرهُم.
قَالَ الخَطِيْبُ: كَانَ صَدُوْقاً كَتَبْتُ عنه.
قال السمع: اني: سَأَلتُ إِسْمَاعِيْلَ بنَ مُحَمَّدٍ الحَافِظ عَنْ، أَبِي الغنَائِم ابْن المَأْمُوْن فَقَالَ: شَرِيْفٌ مُحتشمّ ثِقَة كَثِيْرُ السَّمَاع.
وَقَالَ عَبْدُ الكَرِيْمِ بنُ المَأْمُوْن: وُلد أَخِي أَبُو الغَنَائِمِ سَنَة سِتٍّ وَسَبْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَة.
وَقَالَ غَيْرُهُ: وُلِدَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسَبْعِيْنَ.
قُلْتُ: وَحَدَّثَ عَنْهُ: الحُمَيْدِيُّ وَأُبَيّ النَّرْسِيّ وَأَحْمَدُ بنُ ظَفَر وَأَبُو الفَتْحِ عَبْدُ اللهِ بنُ البَيْضَاوِيّ وَأَبُو الفَضْلِ مُحَمَّدُ بنُ عُمَرَ الأُرْمَوِيّ وَرَوَى عَنْهُ بَعْدهم بِالإِجَازَة مَسْعُوْدُ بنُ الحَسَنِ الثَّقَفِيّ ثُمَّ ظهر أَنَّ ذَلِكَ لَيْسَ بصَحِيْح فَرَجَعَ عَنِ، الرِّوَايَة.
مَاتَ فِي سَابع عشر شَوَّال سَنَةَ خَمْسٍ وَسِتِّيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة.
__________
1 ترجمته في تاريخ بغداد "11/ 46"، والمنتظم لابن الجوزي "8/ 280"، والعبر "3/ 259"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 319".

(13/392)


4199- الداوودي 1:
الإِمَامُ العَلاَّمَةُ الوَرِعُ القُدْوَةُ جَمَالُ الإِسْلاَمِ مُسْنِدُ الوقت أَبُو الحَسَنِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ المُظَفَّرِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ دَاوُدَ بنِ أَحْمَدَ بنِ مُعَاذٍ الدَّاوُوْدِيُّ البُوْشَنْجِيُّ.
مَوْلِدُهُ فِي رَبِيْعٍ الآخِرِ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسَبْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَة.
وَسَمِعَ: "الصَّحِيْح" ومسند عَبْد بن حُمَيْدٍ وَتَفْسِيْره، وَ"مُسْنَد" أَبِي مُحَمَّدٍ الدَّارِمِيّ مِنْ أَبِي مُحَمَّدٍ بن حَمَّوَيْه السَّرْخَسِيّ بِبُوشَنْج وَتَفَرَّد فِي الدُّنْيَا بِعُلُوِّ ذَلِكَ وَسَمِعَ: بهَرَاة مِنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ أَبِي شُرَيْح وَبِنَيْسَابُوْرَ مِنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ الحَاكِم وَابْن يُوْسُفَ وَابْنِ مَحْمِش وَبِبَغْدَادَ مِنِ ابْنِ الصَّلْت المُجْبِر وَابْن مَهْدِيّ الفَارِسِيّ وَعَلِيِّ بن عُمَرَ التَّمَّار.
وَكَانَ مجيئهُ إِلَى بَغْدَادَ سَنَة تِسْعٍ وَتِسْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَة فَأَقَامَ بِهَا أَعْوَاماً وَتَفَقَّهَ عَلَى أَبِي حَامِد وَعَلَى أَبِي الطَّيِّبِ الصُّعلوكِيّ وَأَبِي بَكْرٍ القَفَّال وَابْن مَحْمِش.
وَقِيْلَ: إِنَّهُ كَانَ يَتقوَّتُ بِمَا يُحمل إِلَيْهِ مِنْ مُلْكٍ لَهُ بِبُوشَنْج وَيُبَالغ فِي الوَرَع وَمَحَاسِنهُ جَمَّة.
قَالَ أَبُو سَعْدٍ السَّمْعَانِيُّ: كَانَ وَجهَ مَشَايِخِ خُرَاسَان فَضْلاً عَنْ، نَاحِيَته وَالمَعْرُوفَ فِي أَصلِهِ وَفضلهِ وَطرِيقتهِ لَهُ قَدَم فِي التَّقْوَى رَاسخ يَسْتَحق أَنْ يُطوَى لِلتبرك بِهِ فَرَاسخ فَضلُه فِي الفُنُوْنِ مَشْهُوْر وَذِكْرُه فِي الكُتُبِ مَسْطُور وَأَيَّامه غُرر وَكَلاَمه دُرَر. قرَأَ الأَدبَ على أبي علي الفنجكردي. والفقه عَلَى عِدَّة كَانَ مَا يَأْكُلهُ يُحمل مِنْ بُوشَنْج إِلَى بَغْدَادَ احتيَاطاً صحب أَبَا عليّ الدَّقَّاق وَأَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيَّ بِنَيْسَابُوْرَ وَصَحِبَ فَاخراً السِّجْزِيّ بِبُسْت فِي رحلته إِلَى غَزْنَة وَلقِي يَحْيَى بن عَمَّارٍ الوَاعِظ. إِلَى أَنْ قَالَ: وَأَخذَ فِي مَجْلِس التَّذكير وَالفَتْوَى وَالتَّدرِيس وَالتَّصنِيف وَكَانَ ذَا حظٍّ مِنَ النَّظم وَالنَّثر. حَدَّثَنَا، عَنْهُ مُسَافِرُ بنُ مُحَمَّدٍ وَأَخُوْهُ أَحْمَد وأبو المحاسن أسعد ابن زِيَادٍ المَالِيْنِيّ وَأَبُو الوَقْتِ عبدُ الأَوَّل السِّجْزِيّ وَعَائِشَةُ بِنْت عَبْدِ اللهِ البُوْشَنْجِيَّة.
وَسَمِعْتُ يُوْسُف بن مُحَمَّدِ بنِ فَارُوا الأَنْدَلُسِيّ، سَمِعْتُ عَلِيَّ بنَ سُلَيْمَانَ المُرَادِيّ يَقُوْلُ: كَانَ أَبُو الحَسَنِ عبدُ الغَافِرِ بن إِسْمَاعِيْلَ يَقُوْلُ: سَمِعْتُ الصَّحِيْح مِنْ أَبِي سَهْلٍ الحَفْصِي، وَأَجَازَهُ لِي الدَّاوُوْدِيّ وَإِجَازَةُ الدَّاوُوْدِيّ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنَ السَّمَاع مِنَ الحفصي.
__________
1 ترجمته في الأنساب للسمعاني "5/ 263"، والمنتظم لابن الجوزي "8/ 296"، والعبر "3/ 264" والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 99"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 327".

(13/393)


وَسَمِعْتُ أَسَعْد بن زِيَادٍ يَقُوْلُ: كَانَ شَيْخُنَا الدَّاوُوْدِيّ بَقِيَ أَرْبَعِيْنَ سَنَةً لاَ يَأْكُل لحماً وقت تشويش التركمان واختلاط النهب فأضربه فَكَانَ يَأْكُلُ السَّمك وَيُصطَادُ لَهُ مِنْ نَهْرٍ كَبِيْر فَحُكِي لَهُ أَن بَعْض الأُمَرَاء أَكل عَلَى حَافَّة ذَلِكَ النَّهْر وَنُفِضَتْ سُفرتُه وَمَا فَضل فِي النَّهْرِ فَمَا أَكل السَّمك بَعْد.
وَسَمِعْتُ مَحْمُوْد بن زِيَادٍ الحَنَفِيّ سَمِعْتُ المُخْتَار بن عبد الحمِيد البُوْشَنْجِيّ يَقُوْلُ: صَلَّى أَبُو الحَسَنِ الدَّاوُوْدِيّ أَرْبَعِيْنَ سَنَةً وَيدُهُ خَارِجَة مِنْ كُمِّهِ اسْتَعمَالاً لِلسُّنَّة وَاحتيَاطاً لأَحدِ الْقَوْلَيْنِ فِي وَضَع اليَدين وَهُمَا مكشوفتَان حَالَةَ السُّجُود.
قَالَ السِّلَفِيّ: سَأَلتُ المُؤتمن عَنِ، الدَّاوُوْدِيّ فَقَالَ: كَانَ مِنْ سَادَاتِ رِجَال خُرَاسَان تركَ أَكل الحيوَانَات وَمَا يَخْرُج مِنْهَا مُنْذُ دَخَلَ التُّرُكْمَان ديَارهم. تَفَقَّهَ بِسَهل الصُّعلوكِي وَبأَبِي حَامِدٍ الإِسفرَايينِي.
قَالَ ابْنُ النَّجَّار: كَانَ مِنَ الأَئِمَّةِ الكِبَار فِي المَذْهَب ثِقَة عَابِداً محققاً دَرَّس وَأَفتَى وَصَنَّفَ وَوَعظ.
قَالَ أَبُو القَاسِمِ عَبْدُ اللهِ بنُ عَلِيٍّ؛ أَخُو نَظَام الْملك: كَانَ أَبُو الحَسَنِ الدَّاوُوْدِيّ لاَ تَسكن شَفَتُهُ مِنْ ذِكْرِ الله فَحُكِي أَن مُزَيِّناً أَرَادَ قصَّ شَارَبّه فَقَالَ: سَكِّنْ شَفتيك. قَالَ: قُلْ لِلزَّمَان حَتَّى يَسكن. وَدَخَلَ أَخِي نِظَامُ المُلك عَلَيْهِ فَقعد بَيْنَ يَدَيْهِ وَتوَاضع لَهُ فَقَالَ لأَخِي: أَيُّهَا الرَّجُل! إِنَّك سَلَّطك اللهُ عَلَى عِبَاده فَانْظُرْ كَيْفَ تُجيبه إِذَا سَأَلَكَ عَنْهُم.
وَمِنْ شِعْرِهِ:
رَبِّ تَقَبَّلْ عَمَلِي ... وَلاَ تُخَيِّبْ أَمَلِي
أَصْلِحْ أُموري كُلَّهَا ... قَبْلَ حُلُوْلِ الأَجَلِ
وَلَهُ:
يَا شَارِبَ الخَمْرِ اغْتَنِمْ تَوبَةً ... قَبْلَ التِفَافِ السَّاقِ بِالسَّاقِ
المَوْتُ سلطانٌ لَهُ سطوةٌ ... يَأْتِي عَلَى المَسْقِيِّ وَالسَّاقِي
قَالَ عبدُ الغَافِرِ فِي "تَارِيْخِهِ": وُلد الدَّاوُوْدِيّ فِي رَبِيْعٍ الآخِرِ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسَبْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَة.
وَقَالَ الحُسَيْنُ بنُ مُحَمَّدٍ الكُتُبِيّ: تُوُفِّيَ بِبُوْشَنْج فِي شَوَّال، سَنَةَ سَبْعٍ وَسِتِّيْنَ وأربع مائة.

(13/394)


وَبُوشَنْج: بشين مُعْجَمَة وَقِيْلَ: أَوله فَاء: بَلْدَة عَلَى سَبْعَة فَرَاسخ مِنْ هَرَاة. وَبَعْضُهم يَقُوْلُ: بِسِيْنٍ مُهْمَلَةٍ.
أَنشدنَا ابْنُ اليُونِينِي أَخْبَرَنَا، جَعْفَرٌ أَخْبَرَنَا، السِّلَفِيُّ أَنشدنَا أَبُو السَّمْح الحَافِظ بِتُسْتَر أَنشدنَا الدَّاوُوْدِيّ بِبُوشَنْج لِنَفْسِهِ:
كَانَ اجْتمَاعُ النَّاسِ فِيمَا مَضَى ... يُورِثُ البَهْجَةَ وَالسَّلْوَهْ
فَانقَلْبَ الأَمْرُ إِلَى ضِدِّهِ ... فَصَارَتِ السَّلْوَةُ فِي الخَلْوَهْ
وَقَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ عَطَاءٍ الإِبْرَاهِيْمِيّ: أَنشدنَا الدَّاوُوْدِيّ لِنَفْسِهِ:
كَانَ فِي الاجْتِمَاعِ مِنْ قَبْلُ نورٌ ... فَمَضَى النُّوْرُ وَادْلَهَمَّ الظَّلامُ
فَسَدَ النَّاسُ وَالزَّمَانُ جميعا ... فعلى النّاس والزّمان السّلام

(13/395)


4200- القشيري 1:
الإِمَامُ الزَّاهِدُ القُدْوَةُ الأُسْتَاذُ أَبُو القَاسِمِ عَبْدُ الكَرِيْمِ بنُ هَوَازِن بنِ عَبْدِ المَلِكِ بنِ طَلْحَةَ القُشَيْرِيُّ الخُرَاسَانِيُّ النَّيْسَابُوْرِيُّ الشَّافِعِيُّ الصُّوْفِيُّ المُفَسِّرُ صَاحِبُ "الرِّسَالَةِ".
وُلِدَ سَنَةَ خَمْسٍ وَسَبْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَة.
وَتعَانَى الفُروسيَّة وَالعَمَل بِالسِّلاَح حَتَّى بَرَعَ فِي ذَلِكَ ثُمَّ تَعَلَّم الكِتَابَة وَالعَرَبِيَّة وَجَوَّد.
ثُمَّ سَمِعَ الحَدِيْث مِنْ: أَبِي الحُسَيْنِ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدٍ الخَفَّاف؛ صَاحِب أَبِي العَبَّاسِ الثَّقَفِيّ وَمِنْ أَبِي نُعَيْمٍ عَبْدِ الْملك بن الحَسَنِ الاسفراييني وأبي الحَسَن العَلَوِيّ وَعبدِ الرَّحْمَن بن إِبْرَاهِيْمَ المُزَكِّي وَعَبْدِ اللهِ بن يُوْسُفَ وَأَبِي بَكْرٍ بنِ فُورك وَأَبِي نُعَيْمٍ أَحْمَدَ بن مُحَمَّدٍ وَأَبِي بَكْرٍ بنِ عَبْدُوْس وَالسُّلَمِيّ وَابْن بَاكُويه وَعِدَّة.
وَتَفَقَّهَ عَلَى أَبِي بَكْرٍ مُحَمَّدِ بن أَبِي بَكْرٍ الطُّوْسِيّ، وَالأُسْتَاذِ أَبِي إِسْحَاقَ الإِسفرَايينِي وَابْن فُورك. وَتَقدم فِي الأُصُوْل وَالفروع، وَصَحِبَ العَارِف أَبَا عليّ الدَّقَّاق، وَتَزَوَّجَ بابْنته، وَجَاءهُ مِنْهَا أَوْلاَد نُجبَاء.
قَالَ القَاضِي ابْنُ خَلِّكَانَ: كَانَ أَبُو القَاسِمِ عَلاَّمَةً فِي الفِقْه وَالتَّفْسِيْر وَالحَدِيْث والأصول
__________
1 ترجمته في تاريخ بغداد "11/ 83"، والأنساب للسمعاني "10/ 156"، واللباب لابن الأثير "3/ 38" والمنتظم لابن الجوزي "8/ 280"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "3/ 205"، والعبر "3/ 259" والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 91"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 319".

(13/395)


وَالأَدب وَالشّعر وَالكِتَابَة. صَنَّف التَّفْسِيْر الكَبِيْر وَهُوَ مِنْ أَجْوَد التَّفَاسير وَصَنَّفَ الرِّسَالَة فِي رِجَال الطّرِيقَة وَحَجَّ مَعَ الإِمَامِ أَبِي مُحَمَّدٍ الجُوَيْنِيّ والحافظ أبي بكر البيهقي. وسمع: وا بِبَغْدَادَ وَالحِجَاز.
قُلْتُ: سَمِعُوا مِنْ هِلاَل الحَفَّار وَأَبِي الحُسَيْنِ بنِ بِشْرَان وَطَبَقَتِهمَا.
قَالَ: وَذكره أَبُو الحَسَنِ البَاخَرْزِي فِي كِتَاب دمِيَة الْقصر وَقَالَ: لَوْ قَرَعَ الصَّخْرَ بِسَوْطِ تَحذِيرهِ لذَاب، وَلَوْ رُبِطَ إِبليسُ فِي مَجْلِسِهِ، لِتَاب.
قُلْتُ: حَدَّثَ عَنْهُ أَوْلاَدُهُ، عَبْدُ اللهِ وَعبدُ الوَاحِد وأبو نصر عبد الرَّحِيْم وَعبدُ الْمُنعم وَزَاهِر الشَّحَّامِيّ وَأَخُوْهُ وَجيه وَمُحَمَّد بن الفَضْلِ الفَرَاوِي وَعَبْدُ الوَهَّابِ بن شَاه وَعبدُ الجَبَّار بن مُحَمَّدٍ الخُوَارِي وَعبدُ الرَّحْمَن بن عَبْدِ اللهِ البَحيرِيّ وَحَفِيْدُه أَبُو الأَسْعَد هِبَة الرَّحْمَن وَآخَرُوْنَ.
وَمَاتَ أَبُوْهُ وَهُوَ طِفْل، فَدُفِعَ إِلَى الأَدِيْب أَبِي القَاسِمِ اليَمنِي، فَقَرَأَ عَلَيْهِ الآدَاب وَكَانَتْ لِلقُشيرِي ضَيْعَة مُثْقَلَة بِالخَرَاج بِأُسْتُوا فَتعلَّم طَرَفاً مِنَ الحسَاب وَعَمِلَ قَلِيْلاً ديوَاناً ثُمَّ دَخَلَ نَيْسَابُوْر مِنْ قرِيته فَاتَّفَقَ حُضُوْره مَجْلِسَ أَبِي عَلِيٍّ الدَّقَّاق فَوَقَعَ فِي شَبكَته وَقَصُرَ أَملُه وَطَلَبَ القَبا فَوَجَد العَبَا فَأَقْبَل عَلَيْهِ أَبُو عَلِيٍّ وَأَشَارَ عَلَيْهِ بِطَلَب العِلْم فَمَضَى إِلَى حَلْقَة الطُّوْسِيّ وَعَلَّق التَّعليقَة وَبَرَعَ وَانْتَقَلَ إِلَى ابْنِ فُوْرَك فَتَقَدَّم فِي الكَلاَم وَلاَزَمَ أَيْضاً أَبَا إِسْحَاقَ وَنظر في تصانيف ابن الباقلاني وَلَمَّا تُوُفِّيَ حَمُوْهُ أَبُو عَلِيٍّ تردَّد إِلَى السُّلَمِيّ وَعَاشره وَكَتَبَ المَنْسُوْب وَصَارَ شَيْخ خُرَاسَان فِي التَّصُوْف وَلَزِمَ المُجَاهِدَات وَتَخَرَّج بِهِ المرِيْدُوْنَ.
وَكَانَ عَديم النّظير فِي السّلوك وَالتَّذكير لطيفَ العبَارَة طَيِّبَ الأَخلاَقِ غوَّاصاً عَلَى المَعَانِي صَنَّف كِتَاب نَحْو القُلُوْب وَكِتَاب لطَائِف الإِشَارَات وَكِتَاب الجَوَاهِر وَكِتَاب أَحكَام السَّمَاع وَكِتَاب عُيُون الأَجوبَة في فنون الأسولة وكتاب المناجاة وكتاب المُنْتَهَى فِي نَكت أُوْلِي النُّهَى.
قَالَ أَبُو سَعْدٍ السَّمْعَانِيُّ: لَمْ يَرَ الأُسْتَاذ أَبُو القَاسِمِ مِثْلَ نَفْسه فِي كَمَاله وَبرَاعته جَمَعَ بَيْنَ الشَّرِيعَة وَالحقيقَة أَصلُه مِنْ نَاحِيَة أُسْتُوَاءة وَهُوَ قُشَيْرِيُّ الأَب سُلَمِيُّ الأُمّ.
وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ: كتبْنَا عَنْهُ، وَكَانَ ثِقَةً وَكَانَ حَسَنَ الْوَعْظ مَليحَ الإِشَارَةِ، يَعرِف الأُصُوْلَ عَلَى مَذْهَب الأَشْعَرِيّ، وَالفروعَ عَلَى مَذْهَب الشَّافِعِيّ قَالَ لِي: وُلِدَتُ فِي ربيعٍ الأَوَّلِ سَنَةَ سِتٍّ وَسَبْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ.

(13/396)


أَخْبَرَنَا أَبُو الفَضْلِ أَحْمَدُ بنُ هبَةِ اللهِ بن تَاجِ الأُمَنَاءِ فِي سَنَةِ ثَلاَثٍ وَتِسْعِيْنَ عَن، أُمّ المُؤَيَّد زَيْنَب بِنْتِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْفتُوح عَبْدُ الوَهَّابِ بنُ شَاه الشَّاذْيَاخِيّ، أَخْبَرَنَا زِينُ الإِسْلاَم أَبُو القَاسِمِ عَبْدُ الكَرِيْمِ بن هَوَازِن، أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ عَبْدُ الْملك، أَخْبَرَنَا أَبُو عَوَانَةَ، حَدَّثَنَا يُوْنُسُ بنُ عبد الأعلى، أَخْبَرْنَا ابْنُ وَهْبٍ أَخْبَرَنِي يُوْنُسُ، عَنِ ابْنِ شهابن حَدَّثَنِي سَعِيْدُ بنُ المُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "بَيْنَا رَجُلٌ يَسُوْق بقرَةً قَدْ حَمَلَ عَلَيْهَا الْتَفَتَتْ إِلَيْهِ وَقَالَتْ: إِنِّيْ لَمْ أُخْلَقْ لِهَذَا إِنَّمَا خُلِقْتُ لِلْحَرْثِ". فَقَالَ النَّاسُ: سُبْحَانَ اللهِ! فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "آمَنْتُ بهذا أنا وأبو بكر وعمر" 1.
وَبِهِ إِلَى عَبْد الكَرِيْمِ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيَّ سَمِعْتُ الحُسَيْن بن يَحْيَى سَمِعْتُ جَعْفَر بن مُحَمَّدِ بنِ نُصَيْر سَمِعْتُ الجُنَيْد يَقُوْلُ: قَالَ أَبُو سُلَيْمَانَ الدَّارَانِي: رُبَّمَا تَقَعُ فِي قَلْبِي النُّكْتَةُ مِنْ نُكَتِ القَوْمِ أَيَّاماً فَلاَ أَقْبَل مِنْهُ إلَّا شَاهِدين عَدْلَيْنِ مِنَ الكِتَاب وَالسُّنَّة.
قَالَ أَبُو الحَسَنِ البَاخَرْزِي: وَلأَبِي القَاسِمِ "فَضل النُّطْق المُسْتطَاب" مَاهرٌ فِي التَّكلّم عَلَى مَذْهَب أَبِي الحَسَنِ الأَشْعَرِيّ خَارِجٌ فِي إِحَاطته بِالعلُوْم، عَنِ الحَدِّ البشرِي كَلِمَاتُهُ لِلمُسْتفِيدين فَرَائِد وَعَتبَات مِنْبَره لِلعَارِفِيْن وَسَائِد وَلَهُ نَظْمٌ تُتَوَّجُ بِهِ رُؤُوْس معَاليه إِذَا خُتِمَتْ بِهِ أَذنَابُ أَمَاليه.
قَالَ عبدُ الغَافِرِ بنُ إِسْمَاعِيْلَ: وَمِنْ جُمْلَةً أَحْوَال أَبِي القَاسِمِ مَا خُصَّ بِهِ مِنَ المِحنَة فِي الدِّين وَظُهُوْرِ التعصُّب بَيْنَ الفَرِيْقَيْنِ فِي عَشْرِ سَنَةِ أَرْبَعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة إِلَى سَنَة خَمْسٍ وَخَمْسِيْنَ وَمَيْلِ بَعْضِ الوُلاَة إِلَى الأَهوَاء وَسَعِي بَعْض الرُّؤَسَاء إِلَيْهِ بِالتَّخليط حَتَّى أَدَّى ذَلِكَ إِلَى رَفْعِ المَجَالِس وَتَفرُّقِ شَمْلِ الأَصْحَاب وَكَانَ هُوَ المقصودَ مِنْ بَيْنهِم حَسَداً حَتَّى اضْطر إِلَى مفَارقَةَ الْوَطَن وَامتدّ فِي أَثْنَاء ذَلِكَ إِلَى بَغْدَادَ فَوَرَدَ على القائم بأمر الله ولقي قبولاً وَعُقِدَ لَهُ المَجْلِسُ فِي مَجَالِسه المُخْتصَّة بِهِ وَكَانَ ذَلِكَ بِمحضرٍ وَمرَأَى مِنْهُ وَخَرَجَ الأَمْر بِإِعزَازِهِ وَإِكرَامه فَعَاد إِلَى نَيْسَابُوْرَ وَكَانَ يَخْتَلِفُ مِنْهَا إِلَى طُوْس بِأَهْلِهِ حَتَّى طلع صُبْحُ الدَّوْلَة أَلبآرسلاَنِيَّة فَبقِي عشر سِنِيْنَ مُحتَرماً مُطَاعاً مُعَظَّماً.
وَمِنْ نَظْمِهِ:
سَقَى اللهُ وَقْتاً كُنْتُ أَخْلُو بِوَجْهِكُمْ ... وَثَغْرُ الهَوَى فِي رَوْضَةِ الأُنس ضَاحِكُ
أَقَمْتُ زَمَاناً وَالعُيُونُ قريرةٌ ... وَأَصْبَحْتُ يومًا والجفون سوافك
__________
1 صحيح: أخرجه البخاري "3471"، ومسلم "2388".

(13/397)


أَنشدنَا أَبُو الحُسَيْنِ الحَافِظ أَخْبَرَنَا، جَعْفَرُ بنُ عَلِيٍّ أَخْبَرَنَا، السِّلَفِيُّ أَخْبَرَنَا، القَاضِي حسنُ بنُ نَصْر بِنُهَاوند أَنشدنَا أَبُو القَاسِمِ القُشَيْرِيُّ لِنَفْسِهِ:
البَدْرُ مِنْ وَجْهِكَ مَخْلُوْقُ ... وَالسِّحْرُ مِنْ طَرْفِكَ مَسْرُوْقُ
يَا سَيِّداً تَيَّمَنِي حُبُّهُ ... عَبْدُكَ مِنْ صَدِّكَ مَرْزُوْقُ
وَلأَبِي القَاسِمِ أَرْبَعُوْنَ حَدِيْثاً مِنْ تخريجه سمع: ناها عَالِيَة.
قَالَ عبدُ الغَافِر: تُوُفِّيَ الأُسْتَاذ أَبُو القَاسِمِ صَبِيْحَةَ يَوْمِ الأَحَد السَّادِس وَالعِشْرِيْنَ مِنْ ربيعٍ الآخر سَنَة خَمْسٍ وَسِتِّيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة.
قلت: عاش تسعين سنة.
وَقَالَ المُؤَيَّد فِي تَارِيْخِهِ: أُهدي لِلشَّيْخِ أَبِي القَاسِمِ فَرَسٌ فَرَكبه نَحْواً مِنْ عِشْرِيْنَ سَنَةً فَلَمَّا مَاتَ الشَّيْخُ لَمْ يَأْكُلِ الفرسُ شَيْئاً ومات بعد أسبوع.

(13/398)


4201- كريمة 1:
الشَّيْخَةُ العَالِمَةُ الفَاضِلَةُ المُسْنِدَةُ أُمُّ الكِرَامِ؛ كَرِيْمَةُ بنت أحمد ابن مُحَمَّدِ بنِ حَاتِم المَرْوَزِيَّةُ المُجَاوِرَةُ بِحَرَمِ اللهِ.
سَمِعَت مِنْ أَبِي الهَيْثَمِ الكُشْمِيْهَنِي صَحِيْح البُخَارِيّ وَسَمِعَتْ مِنْ زَاهِر بن أَحْمَدَ السَّرْخَسِيّ وَعَبْدُ اللهِ بنُ يُوْسُفَ بنِ بَامويه الأَصْبَهَانِيّ.
وَكَانَتْ إِذَا رَوت قَابلت بِأَصلِهَا وَلَهَا فَهْمٌ وَمَعْرِفَة مَعَ الخَيْر وَالتَّعبد.
روتِ الصَّحِيْح مَرَّات كَثِيْرَة؛ مرَّةً بقِرَاءةِ أَبِي بَكْرٍ الخَطِيْب فِي أَيَّامِ الموسم وماتت بكرًا لم تتزوج أبدًا.
حَدَّثَ عَنْهَا: الخَطِيْبُ وَأَبُو الغَنَائِمِ النَّرْسِيّ وَأَبُو طَالِبٍ الحُسَيْنُ بنُ مُحَمَّدٍ الزَّيْنَبِيّ وَمُحَمَّدُ بنُ بَرَكَات السَّعيدي وَعَلِيُّ بنُ الحُسَيْنِ الفَرَّاء وَعَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ صَدَقَة بن الغَزَال وَأَبُو القَاسِمِ عَلِيُّ بنُ إِبْرَاهِيْمَ النَّسِيْب وَأَبُو المظفر منصور بن السمع: اني وَآخَرُوْنَ.
قَالَ أَبُو الغَنَائِمِ النَّرْسِيّ: أَخَرَجَتْ كَرِيْمَةُ إِلَيَّ النُّسْخَة بِالصَّحِيْح فَقَعَدتُ بحذَائِهَا، وَكَتَبتُ سَبْعَ أَورَاق، وَقرَأْتُهَا وَكُنْتُ أُرِيْد أَنْ أُعَارِضَ وَحْدي فَقَالَتْ: لاَ حَتَّى تُعَارض مَعِي. فَعَارَضْتُ مَعَهَا.
قَالَ: وَقَرَأْتُ عَلَيْهَا مِنْ حَدِيْثِ زَاهِر.
وَقَالَ أبو بكر بن منصور السمع: اني: سَمِعْتُ الوَالِد يَذكر كَرِيْمَة وَيَقُوْلُ: وَهل رَأَى إِنْسَانٌ مِثْلَ كَرِيْمَة؟.
قَالَ أَبُو بَكْرٍ: وَسَمِعْتُ بِنْتَ أَخِي كَرِيْمَة تَقُوْلُ: لَمْ تَتزوَّج كَرِيْمَةُ قَطُّ وَكَانَ أَبُوْهَا مِنْ كُشْمِيهَن وَأُمّهَا مِنْ أَوْلاَد السَّيَّارِي وَخَرَجَ بِهَا أَبُوْهَا إِلَى بَيْتِ المَقْدِس وَعَاد بِهَا إِلَى مَكَّةَ وَكَانَتْ قَدْ بلغتِ المائَة.
قَالَ ابْنُ نَقطَة: نَقَلْتُ وَفَاتهَا مِنْ خطِّ ابْن نَاصِر سَنَة خَمْسٍ وَسِتِّيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة.
قُلْتُ: الصَّحِيْحُ مَوْتهَا فِي سَنَةِ ثَلاَثٍ وَسِتِّيْنَ.
قَالَ هِبَةُ اللهِ بنُ الأَكْفَانِي سَنَةَ ثَلاَثٍ: حَدَّثَنِي عَبْدُ العَزِيْزِ بنُ عَلِيٍّ الصُّوْفِيّ قَالَ: سَمِعْتُ بِمَكَّةَ مِنْ مُخْبِرٍ بِأَنَّ كريمة توفيت في شهور هذه السنة.
وَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ الهَمْدَانِيّ: حَجَجْتُ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَسِتِّيْنَ فَنُعيت إِلَيْنَا كَرِيْمَةُ في الطريق ولم أدركها.
__________
1 ترجمته في الإكمال لابن ماكولا "7/ 171"، والمنتظم لابن الجوزي "8/ 270"، والعبر "3/ 254" وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 314".

(13/398)


4202- ابن الخالة 1:
العَلاَّمَةُ شَيْخُ الأَدَبِ أَبُو غَالِبٍ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ سَهْلِ بنِ بِشْرَانَ الوَاسِطِيُّ اللُّغَوِيُّ الحَنَفِيُّ المُعَدَّلُ. وَكَانَ جَدُّهُ لِلأُمّ هُوَ ابْنَ عَمِّ المُحَدِّث أَبِي الحُسَيْنِ بنِ بِشْرَان.
مَوْلِدُ أَبِي غَالِب فِي سَنَةِ ثَمَانِيْنَ وَثَلاَثِ مائَة.
وسمع: من أبي القاسم علي بن كردان النَّحْوِيّ وَأَبِي الحُسَيْنِ عَلِيِّ بن دِيْنَارٍ وَأَبِي عَبْدِ اللهِ العَلَوِيّ وَأَحْمَد بن عُبَيْد بن بِيرِي وَأَبِي الفَضْل التَّمِيْمِيّ وَعِدَّة.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو عَبْدِ اللهِ الحُمَيْدِيّ وَهِبَةُ اللهِ الشِّيْرَازِيّ وَعَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ الجُلاَّبِي وَخَلْق.
وَبَالإِجَازَة أَبُو القاسم بن السمرقندي.
قال أبو سعد السمع: اني: كَانَ النَّاسُ يَرحلُوْنَ إِلَيْهِ لأَجْل اللُّغَة وَهُوَ مُكْثِر مِنْ رِوَايَةِ كتبهَا.
وَقَالَ خَمِيْس الحوزِي: قرَأَ كِتَاب سِيبَوَيْهٍ عَلَى ابْنِ كُردَان وَلاَزَمَ حَلْقَة الشَّيْخ أَبِي إِسْحَاقَ الرِّفَاعِيّ؛ تِلْمِيْذِ السيرَافِي فَكَانَ يَقُوْلُ: قَرَأْتُ عَلَيْهِ مِنْ أَشعَار العَرَب أَلْفَ ديوَان. قَالَ: وَكَانَ جَيِّد الشّعر مُعْتَزِلياً.
وَقَالَ أَحْمَدُ بنُ صَالِحٍ الْجِيلِي: كَانَ أَحَدَ شُهُوْد وَاسِط، وَكَانَ عَالِماً بِالأَدب رَاوِيَةً لَهُ؛ ثِقَةً، بارعاً فِي النَّحْوِ، صَارَ شَيْخَ العِرَاق فِي اللُّغَة فِي وَقته، وَانتهتِ الرّحلَةُ إِلَيْهِ فِي هَذَا العِلْم. .....، ثُمَّ سَرَدَ أَسْمَاء مَشَايِخه. حَدَّثَ عَنْهُ: الحُمَيْدِيّ، وَأَبُو الفَرَجِ مُحَمَّدُ بنُ عُبَيْد اللهِ قَاضِي البَصْرَةِ....، إِلَى أَنْ قَالَ: أنبأنا ابن السمرقندي، وأبو عبد الله بن البَنَّاء، وَمُحَمَّد بن عَلِيّ ابْن الجُلاَّبِي قَالُوا: أَخْبَرَنَا أَبُو غَالِبٍ إِجَازَة.
مَاتَ فِي نِصْفِ رَجَب سَنَة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة.
قُلْتُ: شاخ وعمر.
وفيها مات:
__________
1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "8/ 259"، ومعجم الأدباء لياقوت الحموي "17/ 214"، وميزان الاعتدال "3/ 459"، ولسان الميزان "5/ 43"، وتبصير المنتبه "2/ 524"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 85"، وبغية الوعاة للسيوطي "1/ 26"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 310".

(13/399)


4203- الأسداباذي 1:
الشيخ أبو منصور أحمد عَلِيٍّ الأَسَدَابَاذِيُّ بِتَبْرِيْز.
يَرْوِي عَنْ، عُبَيْد اللهِ الصَّيْدَلاَنِيّ، وَغَيْره.
كَذَّبَه ابْنُ خَيْرُوْنَ.
قِيْلَ: عَاشَ ستاً وَتِسْعِيْنَ سَنَةً.
قَالَ أَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ: كَانَ مُخَلِّطاً مُجَازفاً سَمَّعَ: لِنَفْسِهِ عَلَى أَبِي بكر ابن شاذان.
وفيها مات:
__________
1 ترجمته في تاريخ بغداد "4/ 325"، والمنتظم لابن الجوزي "8/ 258"، وميزان الاعتدال "1/ 112"، ولسان الميزان "1/ 225".

(13/400)


ابن أبي علانة، الطريثيثي، ابن المهتدي:
4204- ابن أبي علانة 1:
الشَّيْخُ أَبُو سَعْدٍ مُحَمَّدِ بنِ الحُسَيْنِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي عَلاَّنَة بِبَغْدَادَ فَجأةً فِي شَعْبَانَ.
ثِقَة.
حَدَّثَ عَنْ، أَبِي طَاهِر المخلص.
كَتَبَ عَنْهُ الخَطِيْبُ، وَصَحَّح سَمَاعه.
وَعَاشَ اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِيْنَ سَنَةً.
وَفِيْهَا تُوُفِّي بِالقُدس أَبُو الغَنَائِمِ مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ الغَرَّاء البَصْرِيّ المُقْرِئ.
4205- الطُّرَيْثِيْثِيُّ:
أَبُو الحَسَنِ، عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ جَعْفَرٍ الطُّرَيْثِيْثِيُّ اللَّحسَانِي، وَيُقَالُ: اللحَاسِي.
حَدَّثَ عَنْ: أَبِي الحُسَيْنِ الخَفَّافِ وَأَبِي مُعَاذ الشَّاه، وَمُحَمَّدِ بن جَعْفَرٍ المَالِيْنِيّ.
حَدَّثَ عَنْهُ: زَاهِرٌ الشَّحَّامِيّ وَمَنْصُوْرُ بنُ أَحْمَدَ الطُّرَيْثِيْثِيّ.
بَقِيَ إِلَى سَنَةِ سِتِّيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة.
4206- ابْنُ المُهْتَدِي 2:
القَاضِي الشَّرِيْفُ أَبُو الحَسَنِ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ الصَّمَدِ بنِ المُهْتَدِي بِاللهِ.
وُلِدَ فِي شَوَّالٍ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَمَانِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ.
وسمع من عُثْمَان بن عِيْسَى البَاقِلاَّنِيّ الزَّاهِد، وَالحَافِظ أَبِي بَكْرٍ بنِ بُكَيْر، وَابْن رَزْقُوَيْه.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو بَكْرٍ القَاضِي، وَيَحْيَى بنُ الطَّرَّاح، وَطَائِفَة. وَمِنْ أَقْرَانِهِ: الحَافِظُ أَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ، وَأَبُو عَلِيٍّ البَرَدَانِي.
قَالَ الخَطِيْبُ: كَانَ صَدُوْقاً قَالَ: إِنَّهُ قَرَأَ القُرْآنَ عَلَى أَبِي القَاسِمِ الصَّيْدَلاَنِيّ وَسَمِعَ: مِنْهُ لَكِن لَمْ يَكُنْ عِنْدَهُ مَا سَمِعَ: مِنْهُ.
قَالَ أَحْمَدُ بنُ صَالِحٍ: كَانَ ثِقَةً مَأْمُوْناً مَاتَ فِي جُمَادَى الأُوْلَى سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسِتِّيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة.
وَمَاتَ مَعَهُ: أَبُو طَاهِرٍ المُبَارَكُ بنُ الحُسَيْنِ الأَنْصَارِيّ البَغْدَادِيُّ الصَّفَّار. ثِقَةٌ سرِيٌّ يَرْوِي عَنْ: أَبِي أَحْمَدَ الفرضِي وَبَكْر بن مُحَمَّدِ بنِ حَيْد النَّيْسَابُوْرِيّ بِالرَّيّ.
وَأَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ عُبَيْد اللهِ الطَّحَّان يَوْم الْفطر. يَرْوِي عَنِ، ابْنِ سمع: ون وَكَانَ صَالِحاً.
وَأَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ شَاده الأَصْبَهَانِيّ القَاضِي فَجْأَة بِسوَاد العِرَاق. يَرْوِي عَنْ، أَبِي عُمَرَ بن مَهْدِيٍّ رَوَى عَنْهُ: قَاضِي المرستَان وَمفلح الدُّومِي وَابْن الطراح ويحيى بن البناء.
__________
1 ترجمته في تاريخ بغداد "2/ 257"، والإكمال لابن ماكولا "6/ 306"، والأنساب للسمعاني "9/ 101" والمنتظم لابن الجوزي "8/ 260".
2 ترجمته في تاريخ بغداد "1/ 356"، والمنتظم لابن الجوزي "8/ 274"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 90".

(13/401)


4207- ابن زيدون 1:
الصَّاحِبُ الوَزِيْرُ العَلاَّمَةُ، أَبُو الوَلِيْدِ، أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بن أحمد ابن غَالِبِ بنِ زِيدُوْنَ المَخْزُوْمِيُّ القُرَشِيُّ الأَنْدَلُسِيُّ القُرْطُبِيُّ الشَّاعِرُ حَامِلُ لِوَاءِ الشِّعْرِ فِي عَصْرِهِ.
قَالَ ابْنُ بَسْام: كَانَ غَايَةَ مَنثُوْرٍ وَمنظومٍ وَخَاتمَةَ شُعَرَاء بَنِي مَخْزُوْمٍ أَحَدَ مَنْ جرَّ الأَيَّام جراً وَفَاق الأَنَام طُرّاً وَصرَّف السُّلْطَانَ نَفعاً وَضرّاً وَوسَّع البيَانَ نَظماً وَنثراً إِلَى أَدب مَا لِلبحر تدفُّقُه وَلاَ لِلبدر تَأَلُّقُه وَشعرٍ لَيْسَ لِلسِّحر بيَانُه وَلاَ لِلنجومِ اقترَانُهُ.
إِلَى أَنْ قَالَ: وَكَانَ مِنْ أَبْنَاءِ وُجُوه الفُقَهَاء بقُرْطُبَة فَانْتقل مِنْهَا إِلَى عِنْد صَاحِب إِشبيليَة المُعْتَضِد بن عَبَّادٍ بَعْد الأَرْبَعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة فَجَعَله مِنْ خوَاصِّه وَبَقِيَ مَعَهُ فِي صُوْرَة وَزِيْر وَهُوَ صَاحِبُ هَذِهِ الكَلِمَة البَدِيْعَة:
بِنْتُمْ وَبِنَّا فَمَا ابْتَلَّتْ جَوَانِحُنَا ... شَوْقاً إِلَيْكُمُ وَلاَ جفّت مآقينا
كُنَّا نَرَى اليَأْسَ تُسْلِيْنَا عَوَارِضُهُ ... وَقَدْ يَئِسْنَا فَمَا لِليَأْسِ يُغْرِينَا
نَكَادُ حِيْنَ تُنَاجِيْكُمْ ضَمَائِرُنَا ... يَقضِي عَلَيْنَا الأَسَى لَوْلاَ تَأَسِّيْنَا
حَالَتْ لِفَقْدِكُمْ أَيَّامُنَا فَغَدَتْ ... سُوْداً وَكَانَتْ بِكُمْ بِيْضاً لَيَالِيْنَا
لِيُسْقَ عَهْدُكُم عَهْد السُّرُوْر فَمَا ... كُنْتُم لأَرْوَاحِنَا إلَّا رَيَاحِيْنَا
تُوُفِّيَ فِي رَجَب سَنَةَ ثَلاَثٍ وَسِتِّيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة.
وَقَدْ وَزَرَ ابْنُهُ أَبُو بكر للمعتمد بن عباد.
__________
1 ترجمته في وفيات الأعيان لابن خلكان "1/ 139"، والعبر "3/ 253"، والنجوم الزاهرة "5/ 88".

(13/402)


4208- ابن المهتدي بالله 1:
الإِمَامُ العَالِمُ الخَطِيْبُ المُحَدِّثُ الحُجَّةُ مُسْنِدُ العِرَاقِ أَبُو الحُسَيْنِ؛ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عُبَيْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ الصَّمَدِ بنِ محمد بن المهتدي بالله أمير المؤمنين محمد بن الوَاثِقِ هَارُوْنَ بنِ المُعْتَصِمِ الهَاشِمِيُّ العَبَّاسِيُّ البَغْدَادِيُّ المَعْرُوفُ بِابْنِ الغَرِيْقِ سَيِّدُ بَنِي هَاشِمٍ فِي عَصْرِهِ.
وُلِدَ فِي ذِي القَعْدَةِ سَنَةَ سَبْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ.
وَسَمِعَ: الدَّارَقُطْنِيّ وَعُمَر بنَ شَاهِيْن فَكَانَ آخِرَ مَنْ حَدَّثَ عَنْهُمَا وَعَلِيَّ بنَ عُمَرَ السُّكَّرِيّ وَمُحَمَّدَ بنَ يُوْسُفَ بنِ دُوسْت وَأَبَا الفَتْح يُوْسُفَ الْقَوَّاس وَأَبَا القَاسِمِ بن حَبَابَةَ وَأَبَا الطّيب عُثْمَانَ بنَ مُنتَاب وَأَبَا حفص الكناني وَالمُخَلِّص وَعِيْسَى بن الوَزِيْر وإِدْرِيْسَ بن عَلِيٍّ وعلي بن عمر المالكي القصار وعدة.
ومشيخته في جزين مرويَة.
حَدَّثَ عَنْهُ: الخَطِيْبُ وَالحُمَيْدِيُّ وَشُجَاعٌ الذُّهْلِيُّ وَمُحَمَّدُ بنُ طَرْخَان التُّرْكِي وَالمُفْتِي يُوْسُفُ بنُ عَلِيٍّ الزَّنْجَانِي وَيَحْيَى بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الفَارقِي وَأَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ عبد البَاقِي الفَرَضِي وَيُوْسُفُ بنُ أَيُّوْبَ الهَمَذَانِيّ وَالقَاضِي أَبُو الفَضْلِ مُحَمَّدُ بنُ عُمَرَ الأُرْمَوِيّ وَأَبُو مَنْصُوْرٍ القَزَّاز وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ.
قَالَ الخَطِيْبُ: كَانَ ثِقَةً نبيلاً وَلِيَ القَضَاءَ بِمدينَة المَنْصُوْر وَهُوَ مِمَّنْ شَاع أَمرُه بِالعِبَادَة وَالصَّلاَح حَتَّى كَانَ يُقَالُ لَهُ: رَاهِبُ بَنِي هَاشِمٍ كَتَبْتُ عَنْهُ.
وَقَالَ أَبُو سعد السمع: اني: حَاز أَبُو الحُسَيْنِ قَصَب السَّبقَ فِي كُلِّ فَضِيْلَة عقلاً وَعلماً وَديناً وَحَزْماً وَوَرِعاً وَرَأْياً وُقف عَلَيْهِ عُلو الرِّوَايَة وَرَحَلَ النَّاسُ إِلَيْهِ من البلاد ثقل سمع: هـ بِأَخَرَة فَكَانَ يَتولَّى القِرَاءة بِنَفْسِهِ مَعَ عُلُوِّ سِنِّه وَكَانَ ثِقَةً حُجَّةً نبيلاً مُكْثِراً.
وَقَالَ أُبَيٌّ النَّرْسِيّ: كَانَ ثِقَةً يَقرَأُ لِلنَّاسِ وَكَانَتْ إحدى عينيه ذاهبة.
__________
ترجمته في بغداد "3/ 108"، والمنتظم لابن الجوزي "8/ 283"، والعبر "3/ 260"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 324".

(13/403)


وَقَالَ أَبُو الفَضْلِ بنُ خَيْرُوْنَ: كَانَ صَائِم الدَّهْر زَاهِداً وَهُوَ آخِرُ مَنْ حَدَّثَ عَنِ، الدَّارَقُطْنِيّ وَابْن دُوْست وَهُوَ ضَابط مُتَحَرٍّ أَكْثَر سماعاته بِخَطِّهِ مَا اجْتَمَع فِي أَحَدٍ مَا اجْتَمَع فِيْهِ قضَى سِتّاً وَخَمْسِيْنَ سَنَةً وَخَطَبَ ستاً وَسَبْعِيْنَ سَنَةً لَمْ تُعرف لَهُ زَلَّة وَكَانَتْ تِلاَوَتُهُ أَحْسَن شَيْء.
قَالَ أَبُو بَكْرٍ بنُ الخَاضبَة: رَأَيْتُ كَأنَّ القِيَامَةَ قَدْ قَامت وَكَانَ مَنْ يَقُوْلُ: أَيْنَ ابْن الخَاضبَة؟ فَقِيْلَ لِي: ادْخُلِ الجَنَّة فَلَمَّا دَخَلتُ اسْتلقيتُ عَلَى قفَاي وَوضعت إِحْدَى رِجْلَيَّ عَلَى الأُخْرَى وَقُلْتُ: آهُ! استرحت والله من النسخ. فرفعت رأسي فإذا بِبَغْلَة مُسرَجَة مُلْجَمَة فِي يَد غُلاَم فَقُلْتُ: لِمَنْ هَذِهِ؟ فَقَالَ: لِلشَرِيْف أَبِي الحُسَيْنِ بنِ الغرِيق. فَلَمَّا كَانَ فِي صَبِيْحَةِ تِلْكَ اللَّيْلَة نُعِيَ إِلَيْنَا أَبُو الحُسَيْنِ رَحِمَهُ اللهُ.
وَقَالَ الزَّاهِدُ يُوْسُفُ الهَمَذَانِيّ: انْطرش أَبُو الحُسَيْنِ فَكَانَ يَقرَأُ عَلَيْنَا وَكَانَ دَائِمَ العِبَادَة قرَأَ عَلَيْنَا حَدِيْث المَلَكَيْنِ فَبَكَى بُكَاء عَظِيْماً، وَأَبَكَى الحَاضِرِيْنَ.
قَالَ ابْنُ خَيْرُوْنَ: مَاتَ فِي أَوّلِ ذِي الحِجَّةِ سَنَةَ خَمْسٍ وَسِتِّيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة.
وَفِيْهَا مَاتَ: السُّلْطَانُ عَضدُ الدَّوْلَة أَبُو شُجَاعٍ آرسلاَن بن جَغْرِيبَك وَاسم جَغْرِيبَك: دَاوُد بن مِيكَال بن سَلْجُوْق بن تُقَاق بن سَلْجُوْق التركِيّ الْملك العَادل وَجدُّهم تُقَاق تَفْسِيْره: قَوس حَدِيد فكان أول من أسلم من التُّرك مِنَ السَّلْجُوْقيَّة لَهُ ممَالِكُ وَاسِعَة وَموَاقفُ مَشْهُوْدَة وَتَرْجَمَتُهُ فِي "تَارِيخ الإِسْلاَم".
وَفِيْهَا مَاتَ: المَلكُ ملكُ الأُمَرَاء نَاصِر الدَّوْلَة حُسَيْنُ بنُ الحَسَنِ بنِ حُسَيْن ابْن صَاحِب المَوْصِل نَاصِر الدَّوْلَة بن حَمْدَان؛ أَحَدُ الأَبْطَال جرت لَهُ حُرُوْبٌ وَعَجَائِب وَأَظهر بِمِصْرَ السُّنَّة وَكَانَ عَمَّالاً عَلَى إِقَامَة الدَّوْلَة لِبَنِي العَبَّاسِ وَقَهْرِ العُبَيْدِيَّة وَتَهَيَّأَت لَهُ الأَسبَابُ وَترك المُسْتنصر عَلَى بَرْد الدِّيَار وَأَبَاد الكِبَار إِلَى أَنْ وَثَبَ عَلَيْهِ أَترَاكٌ فَقتلُوْهُ وَقَدْ وَلِي نِيَابَة دِمَشْق مرَّة وأبوه سيف الدولة.

(13/404)


الحفصي، الصيرفي:
4209- الحفصي 1:
الشَّيْخُ المُسْنِدُ، أَبُو سَهْلٍ، مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عُبَيْدِ اللهِ المَرْوَزِيُّ، الحَفْصِيُّ، رَاوِي "صَحِيْح البُخَارِيّ"، عَنْ أَبِي الهَيْثَمِ الكُشْمِيهَنِيِّ، صَاحِبِ الفِرَبْرِيّ. حَدَّثَ بِهِ بِمَرْو وَنِيسَابور.
وَكَانَ رَجُلاً مُبَاركاً مِنَ العوَام، أَكرمَهُ نِظَامُ المُلْكِ وَسَمِعَ: مِنْهُ وَوَصَلَهُ بِجملَة.
رَوَى عَنْهُ: الشَّيْخ أَبُو حَامِدٍ الغزَالِي وَإِسْمَاعِيْلُ بنُ أَبِي صَالِحٍ المُؤَذِّن وَعَبْدُ الوَهَّابِ بن شَاه الشَّاذِيَاخِي وَوجيهُ بنُ طَاهِرٍ الشَّحَّامِيّ وَهبَةُ الرَّحْمَن حَفِيْدُ القُشَيْرِيّ وَخَلْقٌ سِوَاهُم.
قال أبو سعد السمع: اني: لم يحدث بالصحيح بمرو وحمله النظام الوزير إلى نيسابور فحدث بالصحيح فِي النِّظَامِيَّة وَسَمِعَ: مِنْهُ عَالَمٌ لاَ يُحصَوْنَ وَانْصَرَفَ فِي سَنَةِ خَمْسٍ وَسِتِّيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة، وَفِيْهَا مَاتَ.
وَهُوَ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عُبَيْدِ اللهِ بنِ عُمَرَ بنِ سَعِيْدِ بنِ حَفْص فَنُسِبَ إِلَى الْجد فَقِيْلَ: الحَفْصِي.
وَقِيْلَ: مَاتَ فِي سَنَةِ سِتٍّ وَسِتِّيْنَ.
وَفِيْهَا تُوُفِّيَ أَبُو بَكْرٍ جُمَاهَر بن عَبْدِ الرَّحْمَنِ الحَجْرِيّ الطُّلَيْطُلِيّ شَيْخُ المَالِكِيَّة، وَالحَافِظُ أَبُو عَلِيٍّ الحَسَنُ بن عمر بنِ يُوْنُس الأَصْبَهَانِيّ، وَعَائِشَةُ بِنْتُ حسن الوَرْكَانِيَّة، وَالفَقِيْه عبدُ الحَقّ بنُ مُحَمَّدٍ الصَّقَلِي، وَعَبْدُ العَزِيْزِ الكَتَّانِي مُحَدِّثُ دِمَشْقَ، وَأَبُو مُسْلِمٍ عُمَرُ بنُ عَلِيٍّ اللَّيْثِيّ، وَالحَافِظُ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ العَطَّار، وَأَبُو المَكَارِمِ مُحَمَّدُ بنُ سُلْطَان بن حَيُّوس الفَرَضِي، وَأَبُو بَكْرٍ يَعْقُوْبُ بن أحمد الصيرفي.
4210- الصيرفي 2:
الشَّيْخُ الرَّئِيْسُ الثِّقَةُ، المُسْنِدُ، أَبُو بَكْرٍ؛ يَعْقُوْبُ بن أحمد بن محمد النيسابوري.
سمع: أبا محمد المخلدي وأبا الحسين الخفاف وَأَبَا نُعَيْمٍ أَحْمَد بن مُحَمَّدِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ الأَزْهَرِيّ وَأَبَا عَبْدِ اللهِ الحَاكِم.
حَدَّثَ عَنْهُ: محمد بن الفضل الفراوي وزاهر بن طاهر وَأَخُوْهُ وَجيه وَإِسْمَاعِيْلُ بنُ أَبِي صَالِحٍ المُؤَذِّن وَهبَةُ الرَّحْمَن ابْن القُشَيْرِيّ وَآخَرُوْنَ.
وَكَانَ صَحِيْح الأُصُوْل مُحْتَشِماً.
مَاتَ فِي سَابع رَبِيْعٍ الأَوَّلِ سَنَةَ سِتٍّ وَسِتِّيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة.
وَقَعَ لَنَا من عواليه بإجازة.
__________
1 ترجمته في الأنساب للسمعاني "4/ 175"، واللباب لابن الأثير "1/ 376"، والعبر "3/ 261" وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 325".
2 ترجمته في تذكرة الحفاظ "3/ ص 1160"، والعبر "3/ 262"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 325".

(13/405)


جابر بن ياسين، الغندجاني:
4211- جابر بن ياسين 1:
ابن حَسَنِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ مَحْمُوَيْه الشَّيْخُ المُسْنِدُ أَبُو الحَسَنِ البَغْدَادِيُّ الحِنَّائِي العَطَّارُ.
سَمِعَ: أَبَا حَفْصٍ الكَتَّانِي وَأَبَا طَاهِرٍ المُخَلِّص.
وَعَنْهُ: الخَطِيْبُ وَالحُمَيْدِيُّ وَأَبُو بَكْرٍ بنُ عَبْدِ البَاقِي وَأَبُو مَنْصُوْرٍ القَزَّاز وَيَحْيَى بنُ الطّرَّاح وَمُحَمَّدُ بنُ عُمَرَ الأُرْمَوِيّ وَآخَرُوْنَ.
مَاتَ فِي شَوَّال سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسِتِّيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة.
قَالَ الخطيب: كتبت عنه وسماعه صحيح.
وَفِيْهَا مَاتَ: أَحْمَدُ بنُ عُثْمَانَ بنِ المَخْبَزِي وأبو منصور بكر بن محمد ابن عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدِ بنِ حِيْد وَالمُعتضد عَبَّاد بنُ مُحَمَّدٍ وَالشَّرِيْف أَبُو الحَسَنِ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ المُهْتَدِي بِاللهِ فِي جُمَادَى الأُوْلَى عَنْ، ثَمَانِيْنَ سنة.
4212- الغندجاني 2:
مُسْنِدُ وَاسِطَ الثِّقَةُ أَبُو مُحَمَّدٍ؛ الحَسَنُ بنُ أحمد بن موسى بن داذ ابن فَرُّوْخٍ الغَنْدَجَانِيُّ.
مَوْلِدُهُ بِبَغْدَادَ: فَأَكْثَرَ بَاعتنَاء أَبِيْهِ وَابْنِ عَمِّهِ أَبِي أَحْمَدَ عَبْد الوَهَّابِ بن مُحَمَّدٍ عَنِ، المُخَلِّص وَعُمَر الكَتَّانِي وَأَبِي أَحْمَدَ الفَرَضِي وَإِسْمَاعِيْل الصَّرْصَرِي وَابْنِ مَهْدِيّ.
وَسكنَ الأَهْوَاز ثُمَّ وَاسطاً؛ كَانَ عَامِلهَا.
رَوَى عَنْهُ: الحُمَيْدِيّ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ الجُلاَّبِي، وَطَائِفَة.
قَالَ خَمِيْس: هُوَ نبيلٌ جَلِيْل صَحِيْحُ الأُصُوْل صَدُوْقٌ ثِقَةٌ مَاتَ فِي أَوَاخِر سَنَة سَبْعٍ وَسِتِّيْنَ وَأَرْبَع مائَة.
وَقَالَ أَبُو الفَضْلِ بنُ خَيْرُوْنَ: مَاتَ في أول جمادى الأولى سنة ثمان.
__________
1 ترجمته في تاريخ بغداد "7/ 239"، والأنساب للسمعاني "4/ 244"، والمنتظم لابن الجوزي "8/ 274"، والعبر "3/ 256"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 316".
2 ترجمته في الأنساب للسمعاني "9/ 180- 181".

(13/406)


4213- الكتاني 1:
الإِمَامُ الحَافِظُ، المُفِيدُ الصَّدُوْقُ، مُحَدِّثُ دِمَشْقَ، أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ العَزِيْزِ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بنِ سُلَيْمَانَ التَّمِيْمِيُّ، الدِّمَشْقِيُّ، الكَتَّانِي، الصُّوْفِيُّ.
وُلِدَ سَنَةَ تِسْعٍ وَثَمَانِيْنَ وَثَلاَثِ مائَة.
وَسَمِعَ: تَمَّام بن مُحَمَّدٍ الرَّازِيّ وَصَدَقَة بن الدَّلم وَأَبَا نَصْر بن هَارُوْنَ وَأَبَا مُحَمَّدٍ بن أَبِي نَصْرٍ وَمُحَمَّدَ بنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ القَطَّان وَخَلْقاً كَثِيْراً بِدِمَشْقَ وَأَحْمَدَ وَمُحَمَّدَ ابْنَي الصيَّاح بِبلَد وَمِنْ أَبِي الحَسَنِ بن الحمَّامِي وَعَلِيِّ بن دَاوُدَ الرَّزَّاز وَمُحَمَّد بن الرُوزبَهَان وأبي القاسم الحرفِي وَخَلْق بِبَغْدَادَ وَسَمِعَ: بِالمَوْصِل وَمَنبِج وَنصِيْبين وَكَتَبَ العَالِي وَالنَّازل حَتَّى إِنَّهُ كتب تَارِيخ بَغْدَاد عَنْ، أَبِي بَكْرٍ الخَطِيْب.
حَدَّثَ عَنْهُ: الخَطِيْب وَالحُمَيْدِيّ، وَأَبُو الفتيَان الدِّهِسْتَانِي، وَأَبُو القَاسِمِ النسيب، وهبة الله بن الأكفاني، وعبد الكريم بن حَمْزَةَ، وَإِسْمَاعِيْلُ ابْن السَّمَرْقَنْدِيّ، وَأَحْمَدُ بنُ عَقِيْل الفَارِسِيّ، وَأَبُو المُفَضَّل يَحْيَى بن عَلِيٍّ القُرَشِيّ، وَخَلْقٌ سِوَاهُم.
وَجَمَعَ وَصَنَّفَ، وَمَعْرِفَتُهُ متوسطَةٌ، وَأَوّلُ سَمَاعه فِي سَنَةِ سَبْعٍ وَأَرْبَعِ مائَة.
قَالَ ابْنُ مَاكُوْلا: كتَبَ عَنِّي وَكَتَبتُ عَنْهُ وَهُوَ مُكْثِر مُتْقِن.
وَقَالَ الخَطِيْبُ: ثِقَةٌ أَمِيْن.
وَقَالَ الأَكْفَانِي: كَانَ كَثِيْرَ التِّلاَوَة صَدُوْقاً سلِيمَ المَذْهَب. مَاتَ فِي جُمَادَى الآخِرَةِ سَنَةَ سِتٍّ وَسِتِّيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة.
قَالَ ابْنُ الأَكْفَانِي: أَجَاز لِكُلِّ مِنْ أَدْرَكَ حيَاته قَبْل مَوْته مَرْوِيَّاتِهِ.
قُلْتُ: رَوَى عَنْهُ بِهَذِهِ الإِجَازَة مَحْفُوْظُ بنُ صَصْرَى وَجَمَاعَة.
وَكَانَ مُديماً لِلتِّلاَوَة مُكِبّاً عَلَى طلب الحَدِيْث وَقَدِ اشتَاق أَبُوْهُ إِلَيْهِ وَسَافَرَ خَلفه إِلَى بَغْدَادَ فَوَجَده قَدْ طبخ رُزّاً بلحم فقربه إليه فقال: يا بنِي! قَدْ عَرَفْتَ عَادتِي وَكَانَ قَدْ هجر أَكل الرّز خَشْيَة أَنْ يَبْتَلِعَ فِيْهِ عَظْماً فِيقتله فَقَالَ: كُلّ لاَ يَكُوْن إلَّا الخَيْر. فَأَكَلَ فَابْتلع عظماً فَمَاتَ. رَوَاهَا ابْنُ عَسَاكِرَ عَنْ، جمَال الإِسْلاَم عَنِ، ابْنِ أَبِي العَلاَءِ أَوْ عَنِ، الكَتَّانِي.
وَكَانَ أَبُوْهُ صُوْفِياً يُكْنَى أبا طاهر؛ حدث عن: يوسف الميانجي.
__________
ترجمته في الإكمال لابن ماكولا "7/ 187"، والأنساب للسمعاني "10/ 353"، واللباب لابن الأثير "3/ 83" وتذكرة الحفاظ "3/ ترجمة 1024"، والعبر "3/ 261"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 96" وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 325".

(13/407)


الإسماعيلي، الترابي:
4214- الإسماعيلي:
الإِمَامُ الوَاعِظُ المُعَدَّلُ، أَبُو الحَسَنِ؛ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الرَّحِيْمِ بنِ أَحْمَدَ الإِسْمَاعِيْلِيُّ النَّيْسَابُوْرِيُّ الحَاكِمُ.
حَدَّثَ عَنْ: أَبِي الحُسَيْنِ الخفَّاف، وَيَحْيَى بن إِسْمَاعِيْلَ الحَرْبِيّ، وَأَبِي العَبَّاسِ السَّلِيْطِي، وَأَبِي عَلِيٍّ الروذباري وجماعة. وحدث بسنن أَبِي دَاوُدَ عَنِ، الحَسَنِ بنِ دَاوُدَ بن رضوان السمرقندي؛ صاحب ابن داسه. وقيل: سمع: هـ أَيْضاً مِنْ أَبِي عَلِيٍّ الرُّوْذْبارِي.
حَدَّثَ عَنْهُ: إِسْمَاعِيْلُ بنُ أَبِي صَالِحٍ المُؤَذِّن وَزَاهِرُ بنُ طَاهِرٍ الشَّحَّامِيّ وَأَخُوْهُ وَجيه وَعبدُ الغَافِرِ بن إسماعيل.
ووثقه عبد الغافر والسمع: اني.
مَاتَ فِي جُمَادَى الآخِرَةِ سَنَةَ تِسْعٍ وَسِتِّيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة وَقَدْ قَارَبَ التِّسْعِيْنَ.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ هِبَةِ اللهِ فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَتِسْعِيْنَ عَنْ، عَبْدِ المُعِزِّ بنِ مُحَمَّدٍ أَخْبَرَنَا، زَاهِرُ بنُ طَاهِرٍ أَخْبَرَنَا، أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الرَّحِيْمِ أَخْبَرَنَا، أَبُو الحُسَيْنِ الخَفَّافُ أَخْبَرَنَا، أَبُو العَبَّاسِ السَّرَّاجُ حَدَّثَنَا، هَنَّادُ بنُ السَّرِيّ حَدَّثَنَا، وَكِيْعٌ عَنْ، عَبْدُ اللهِ بنُ نَافِعٍ عَنْ، أَبِيْهِ عَنِ، ابْنِ عُمَرَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُوْلُ: "لاَ يَتَحَرَّى أَحَدُكُم بِصَلاَةٍ طُلُوْعَ الشَّمْسِ وَلاَ غُرُوبَهَا" 1.
عَبْدُ اللهِ بنُ نافع ضعفوه.
4215- الترابي 2:
الشَّيْخُ الجَلِيْلُ المُعَمَّرُ مُسْنِدُ خُرَاسَانَ، أَبُو بَكْرٍ؛ مُحَمَّدُ بنُ أَبِي الهَيْثَمِ عَبْدِ الصَّمَدِ بنِ أَبِي عَبْدِ اللهِ المَرْوَزِيُّ الترَابِي.
حَدَّثَ وَعُمِّر وَتَفَرَّد عَنْ، عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الوَهَّابِ الرَّازِيُّ؛ صَاحِب ابْن الضُّرَيْس وَالحَاكِم أَبِي الفَضْل مُحَمَّدِ بنِ الحُسَيْنِ الحدَّادِي، وَعَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ حَمُّوَيْه السَّرَخْسِيُّ، وَمُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ الدَّوْرَقِيّ المَرْوَزِيّ وَطَائِفَة.
حَدَّثَ عَنْهُ: الإمام أبو المظفر السمع: اني وَعَلِيُّ بنُ الفَضْلِ الفَارْمَذِي وَمَحُيِي السّنَة البَغَوِيّ وآخرون.
مَاتَ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَسِتِّيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة وَلَهُ سِتٌّ وَتِسْعُوْنَ سَنَةً وَلَمْ يقع لي حديثه إلَّا بنزول.
__________
1 صحيح: أخرجه البخاري "585"، ومسلم "828"، من طريق نافع، عن ابن عمر، به.
2 ترجمته في الإكمال لابن ماكولا "1/ 534"، والأنساب للسمعاني "3/ 35"، واللباب لابن الأثير "1/ 210".

(13/408)


ابن حيد، محمد بن مكي:
4216- ابن حيد 1:
الأَجَلُّ المُسْنِدُ المَعْرُوفُ بِالشَّيْخِ المُؤْتَمن أَبُو مَنْصُوْرٍ بكر بنُ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدِ بنِ حَيْدٍ النَّيْسَابُوْرِيُّ التَّاجِرُ.
حَدَّثَ بهَمَذَان وَبِبَغْدَادَ وَتَنَقَّل فِي التّجَارَة.
يَرْوِي عَنْ: أَبِي الحُسَيْنِ الخَفَّاف وَمُحَمَّدِ بن الحُسَيْنِ العَلَوِيّ وَابْنِ عَبْدوس وَابْن بامُويه.
قَالَ شِيْرَوَيْه: فَاتَنِي السَّمَاعُ مِنْهُ.
وقال السمع: اني: حَدَّثَنَا، عَنْهُ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ البَاقِي الأَنْصَارِيّ وَسَعِيْدُ بنُ أَبِي الرَّجَاءِ وَإِسْمَاعِيْلُ بنُ عَلِيٍّ الحمَّامِي وَسَمِعَ: مِنْهُ جَدِّي وَأَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ وَأَثْنَى عَلَيْهِ.
مَاتَ فِي صَفَرٍ سَنَةَ أَرْبَعٍ وستين وأربع مائة.
4217- محمد بن مكي 2:
ابن عثمان المُحَدِّثُ، المُسْنِدُ، أَبُو الحُسَيْنِ الأَزْدِيُّ المِصْرِيُّ.
سَمِعَ: القَاضِي عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْحَاقَ الحَلَبيّ وَمُحَمَّدَ بنَ أَحْمَدَ الإِخْمِيْمِيّ وَالمُؤَمَّل بن أَحْمَدَ الشَّيْبَانِيّ وَالمَيْمُوْنَ بن حَمْزَةَ الحُسَيْنِيّ وَعبدَ الكَرِيْم بنَ أَبِي جدَار الصَّوَّاف وَأَبَا مُسْلِمٍ مُحَمَّدَ بنَ أَحْمَدَ الكَاتِب وَأَبَا عليّ أَحْمَدَ بن خُرَّشيذ قوْله وَجدَّه لأُمِّهِ أَحْمَدَ بنَ عَبْدِ اللهِ بن رُزَيْق البَغْدَادِيّ وَطَائِفَة. حَدَّثَ بِدِمَشْقَ وبمصر.
__________
1ترجمته في تاريخ بغداد "7/ 97"، والأنساب للسمعاني "3/ 9 - 10"، والمنتظم لابن الجوزي "8/ 274" والعبر "3/ 256".
2 ترجمته في تذكرة الحفاظ "3/ ص 1158"، والعبر "3/ 248"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 84" وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 309".

(13/409)


رَوَى عَنْهُ: أَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ وَابْنُ مَاكُوْلا وَالفَقِيْه نَصْرٌ المَقْدِسِيّ وَعَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ السَّمَرْقَنْدِيّ وَعَلِيُّ بنُ إِبْرَاهِيْمَ النَّسِيْب وَهِبَةُ الله بن الأَكْفَانِيِّ وَعَبْد الكَرِيْمِ بن حَمْزَةَ وَطَاهِرُ بنُ سَهْلٍ الإِسفرَايينِيّ وَأَبُو القَاسِمِ ابْن بطرِيق وَعِدَّة.
وَثَّقَهُ الكَتَّانِي وَقَالَ: تُوُفِّيَ فِي نِصْفِ جُمَادَى الأُوْلَى سَنَة إِحْدَى وَسِتِّيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة.
مَوْلِده كَانَ فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَثَمَانِيْنَ وثلاث مائة. سمع: وه فِي الصّغر.
أَخْبَرَنَا عُمَرُ بنُ عَبْدِ المُنْعِمِ أَخْبَرَنَا، أَبُو القَاسِمِ عبدُ الصَّمد بن مُحَمَّدٍ فِي كِتَابِهِ سَنَة ثَمَانٍ وَسِتِّ مائَة أَخْبَرَنَا، طَاهِرُ بنُ سَهْل سَنَة خَمْسٍ وَعِشْرِيْنَ وَخَمْسِ مائَة أَخْبَرَنَا، أَبُو الحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بنُ مَكِّيّ أَخْبَرَنَا، جَدِّي أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ رُزَيْق حَدَّثَنَا، عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ رِشْدِيْنَ المَهْرِيّ أخبرنا، الحارث بن مِسْكِيْن حَدَّثَنَا، ابْنِ عُيَيْنَة عَنِ، الزُّهْرِيِّ عَنْ، سَالِمٍ عَنْ، أَبِيْهِ: أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "اقْتُلُوا الحَيَّاتِ وَذَا الطُّفْيَتَينِ وَالأَبْتَرَ فَإِنَّهُمَا يَلْتَمِسَانِ البَصَر وَيُسْقِطَانِ الحَبَل".
__________
1 صحيح: أخرجه البخاري "3297"، ومسلم "2233"، وأبو داود "5252".

(13/410)


4218- الأزهري 1:
العَدْلُ المُسْنِدُ الصَّدُوْقُ أَبُو حَامِدٍ؛ أَحْمَدُ بنُ الحسن بن محمد ابن الحَسَنِ بنِ أَزْهَر الأَزْهَرِيُّ النَّيْسَابُوْرِيُّ الشُّروطِيُّ مِنْ أَوْلاَد المُحَدِّثِيْنَ.
سَمِعَ مِنْ أَبِي مُحَمَّدٍ المَخْلَدي، وَأَبِي سَعِيْدٍ بنِ حَمدُوْنَ، وَأَبِي الحُسَيْنِ الخفَّاف. وَلَهُ أُصُوْل مُتْقَنَة.
حَدَّثَ عَنْهُ: زَاهِرٌ وَوجيه ابْنَا طَاهِر وَعبدُ الغَافِرِ بن إِسْمَاعِيْلَ وَآخَرُوْنَ.
توفي في رجب سنة ثلاث وَسِتِّيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ.
وَكَانَ مَوْلِدُهُ فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَسَبْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَة وَلَهُ بَصَرٌ بِالشروط. وَقَعَ لِي مِنْ عواليه.
__________
1 ترجمته في العبر "3/ 252"، وتذكرة الحفاظ "3/ ص 1131"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 311".

(13/410)


المليحي، المعتضد:
4219- المليحي 1:
الشَّيْخُ الصَّدُوْقُ، مُسْنِدُ هَرَاةَ، أَبُو عُمَرَ عَبْدُ الوَاحِدِ بنُ أَحْمَدَ بنِ أَبِي القَاسِمِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ دَاوُدَ بنِ أَبِي حَاتِمٍ المَلِيْحِيّ الهَرَوِيُّ.
سَمِعَ: أَبَا مُحَمَّدٍ المَخْلَديّ، وَأَبَا الحُسَيْنِ الخفَّاف، وَعبدَ الرَّحْمَن بن أَبِي شُرَيْح، وَمُحَمَّدَ بنَ مُحَمَّدِ بنِ سَمْعَان، وَأَبَا حَامِدٍ أَحْمَدَ بنَ عَبْدِ اللهِ النُّعيمِي، وَجَمَاعَة. وَرَوَى صَحِيْح البُخَارِيّ عَنِ، النُّعيمِي.
حَدَّثَ عَنْهُ: مُحيِي السُّنَّة أَبُو مُحَمَّدٍ البَغَوِيُّ وَخَلَفُ بنُ عَطَاءٍ المَاوَرديّ وَإِسْمَاعِيْلُ بنُ مَنْصُوْرٍ المُقْرِئ وَمُحَمَّدُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ الفُضَيْلِي وَآخَرُوْنَ.
قَالَ المُؤتمنُ السَّاجِيّ: كَانَ ثِقَةً صَالِحاً قَديمَ الْمولد سَمَاعُه لِلْبُخَارِيِّ بقِرَاءة أَبِي الفَتْح بن أَبِي الفوَارس.
قَالَ الحُسَيْنُ بنُ مُحَمَّدٍ الكُتبِيّ: تُوُفِّيَ فِي جُمَادَى الآخِرَة سَنَةَ ثَلاَثٍ وَسِتِّيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة وَلَهُ سِتٌّ وَتِسْعُوْنَ سنة.
ومليح: من قرى هراة.
4220- المعتضد 2:
صَاحِبُ إِشْبِيْلِيَة أَبُو عَمْرٍو عَبَّادُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيْلَ بنِ عَبَّادٍ اللَّخْمِيُّ الأَنْدَلُسِيُّ ابْنُ القَاضِي أَبِي القَاسِمِ.
حكم أَبُوْهُ عَلَى إِشبيليَة مُدَّةً وَمَاتَ فِي سَنَةِ 433 فَقَامَ عبَّادُ بَعْدَهُ وَتلقَّب بِالمُعْتَضِد بِاللهِ.
وَكَانَ شَهْماً مَهِيْباً شُجَاعاً صَارِماً جرَى عَلَى قَاعِدَة أَبِيْهِ مُدَّة ثُمَّ خُوطِبَ بِأَمِيْر المُؤْمِنِيْنَ. قتل جَمَاعَةً صَبْراً وَصَادر الكِبَارَ وَتَمَكَّنَ. اتَّخَذَ فِي قصره خشباً جَلَّلَهَا برُؤُوْس أُمَرَاء وَكِبَار وَكَانُوا يُشَبِّهونه بِالمَنْصُوْر لَكِن مملكَة هَذَا سعَةُ سِتَّة أَيَّام وَمملكَةُ أَبِي جعفر
__________
1 ترجمته في تذكرة الحفاظ "3/ ص 1131"، والعبر "3/ 254"، وبغية الوعاة للسيوطي "2/ 119"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 314".
2ترجمته في وفيات الأعيان لابن خلكان "5/ 23"، والعبر "3/ 256"، وتاريخ ابن خلدون "4/ 156" والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 90" وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 316".

(13/411)


مسيرَةُ ثَمَانِيَة أَشهر، فِي عرض أَشهر وَقَدْ هَمَّ ابْنُه بِقَتْلِهِ فَمَا تَمَّ لَهُ وَسَجَنَهُ أَبُوْهُ ثُمَّ قَتَلَهُ ثُمَّ عهد بِالمُلك إِلَى ابْنِهِ المُعْتَمِد مُحَمَّد، وَكَانَ جَبَّاراً عسوَفاً.
مَاتَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسِتِّيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة، وَقَامَ بَعْدَهُ ابنه.
قِيْلَ: لَمَّا رَأَى مَيْلَ الكِبَار إِلَى خَلِيْفَةٍ مَرْوَانِي أَخْبَرَهم بِأَنَّ المُؤَيَّد بِاللهِ الَّذِي زَالَ مُلْكه سَنَةَ أَرْبَعِ مائَة عِنْدَهُ وَأَحضر جَمَاعَةً شَهِدُوا لَهُ وَقَالَ: أَنَا حَاجِبهُ. وَأَمر بذِكره عَلَى المَنَابِر وَاسْتمرَّ ذَلِكَ مُدَّةً إِلَى أَنْ نَعَاهُ إِلَى النَّاسِ فِي سَنَةِ خَمْسٍ وَخَمْسِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة. وَزَعَمَ أَنَّهُ عَهِدَ إِلَيْهِ بِالخِلاَفَةِ. وَهَذَا مُحَالٌ لاَ يَروجُ أَصلاً وَلَوْ كَانَ المُؤَيَّدُ حَيّاً إِلَى حِيْنَ نَعَاهُ لَكَانَ ابْنُ مائَة عَامٍ وَزِيَادَة.
وَقِيْلَ: إِنَّ طَاغِيَة الفِرَنْج سَمَّ المُعتضد فِي ثِيَابٍ أَهدَاهَا لَهُ.

(13/412)


4221- عبد الرحيم بن أحمد 1:
ابن نصر بن إسحاق بن عمرو الإِمَامُ الحَافِظُ الجَوَّال أَبُو زَكَرِيَّا التَّمِيْمِيُّ البُخَارِيُّ.
سَمِعَ: بِالشَّامِ وَالحِجَازِ وَاليَمَنِ وَمِصْر وَالعِرَاق وَالثَّغْر وَخُرَاسَان وَبُخَارَى وَالقَيْرَوَان.
حَدَّثَ عَنْ: أَبِي نَصْرٍ أَحْمَدَ بنِ عَلِيٍّ الكَاتِب وَمُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ غُنْجَار وَأَبِي عَبْدِ اللهِ الحُسَيْن بن الحُسَيْنِ الحَليمِي وَحَمْزَةَ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ المُهَلَّبِيّ وَأَبِي عُمَرَ بنِ مَهْدِيّ الفَارِسِيّ وَهِلاَلِ بنِ مُحَمَّدٍ الحَفَّار وَأَبِي مُحَمَّدٍ بن البَيِّع؛ صَاحِب المَحَامِلِيّ وتمام بن محمد الرازي وعبد الغني ابن سعيد الحافظ، وخلق كثير.
حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو نَصْرٍ عَبْدُ الوَهَّابِ بنُ الجبَّان المُرِّيّ؛ أَحَدُ شُيُوْخِهِ وَعَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ الحِنَّائِي وَالفَقِيْه نَصْرُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ المَقْدِسِيّ وَمشرَّف بن عَلِيٍّ وَعَلِيُّ بنُ الحُسَيْنِ الفَرَّاء وَجمِيْلُ بنُ يُوْسُفَ وَأَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ الرَّازِيُّ وَعِدَّةٌ.
مَوْلِدُهُ فِي سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِيْنَ وَثَلاَثِ مائَة.
وَأَكْبَر شَيْخ لَهُ إِبْرَاهِيْمُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ يَزدَاذ، صَاحِب ابْن أَبِي حَاتِمٍ.
قَالَ الرَّازِيّ فِي "مَشْيَخَته": دَخَلَ أَبُو زَكَرِيَّا بلاَدَ المَغْرِب وَبلاَدَ الأَنْدَلُس، وَكَتَبَ بِهَا وَفِي شُيُوْخه كَثْرَة وَكَانَ مِنَ الحُفَّاظِ الأَثْبَاتِ، وَمَاتَ فِي سَنَةِ إِحْدَى وَسِتِّيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة.
__________
1 ترجمته في تذكرة الحفاظ "3/ ترجمة 1019"، والعبر "3/ 248"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 84"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 309".

(13/412)


وَقَالَ ابْنُ طَاهِرٍ: حَدَّثَنَا، سَعْد الزَّنْجَانِي قَالَ: لَمْ يَرْوِ كِتَابَ مُشْتَبه النسبَة عَنْ، مُؤَلّفه عَبْد الغَنِيِّ سِوَى ابْنِ بِنْته عَلِيِّ بنِ البقاء وَابْن عَبْد الرَّحِيْمِ البُخَارِيّ حَدَّثَ بِهِ.
فِي قَوْل الزَّنْجَانِيّ، نَظَرٌ فَإِنَّ رشَأَ بن نَظيف قَدْ رَوَاهُ أَيْضاً، وَهُوَ وَعبدُ الرَّحِيْم ثِقَتَانِ، وَاللهُ أَعْلَمُ.
أَنْبَأَنَا المُسَلَّمُ بنُ مُحَمَّدٍ عَنِ، القَاسِمِ بنِ عَلِيٍّ أَخْبَرَنَا، أَبِي أَخْبَرَنَا، أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ المُسَلَّم حَدَّثَنَا، عَبْدُ العَزِيْزِ الكَتَّانِي أَخْبَرَنَا، أَبُو نَصْرٍ عَبْدُ الوَهَّابِ بنُ عَبْدِ اللهِ المُرِّيّ حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحِيْمِ بنُ أَحْمَدَ البُخَارِيُّ قَدِمَ عَلَيْنَا أَخْبَرَنَا، أَحْمَدُ بنُ نَصْرٍ الكَاتِب بِبُخَارَى أَخْبَرَنَا، أَبُو نَصْرٍ أَحْمَدُ بنُ سَهْلٍ حَدَّثَنَا، قَيْسُ بنُ أُنَيْف حَدَّثَنَا، مُحَمَّدُ بنُ صَالِحٍ حَدَّثَنَا، مُحَمَّدُ بنُ سُلَيْمَانَ المَكِّيّ حَدَّثَنَا، عَبْدُ اللهِ بنُ مَيْمُوْنٍ القَدَّاحُ عَنْ، جعفر بن محمد عَنْ، أَبِيْهِ عَنْ، جَدِّهِ عَنْ، عَلِيٍّ: أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "اغْسِلُوا ثِيَابَكُمْ وَخُذُوا مِنْ شُعُوْرِكُمْ وَاسْتَاكُوا وَتَزَيَّنُوا. فَإِنَّ بَنِي إِسْرَائِيْلَ لَمْ يَكُوْنُوا يَفعلُوْنَ ذَلِكَ فَزَنَتْ نِسَاؤُهُم"1.
أَخْبَرَنَا، الحَسَنُ بنُ عَلِيٍّ، أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بنُ عَلِيٍّ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الدّيباجِي، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ يَحْيَى بنِ الجَارُوْدِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيْمِ بنُ أَحْمَدَ الحَافِظُ إِمْلاَءً، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ البَصْرِيّ بِبَيْتِ المَقْدِس، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ سَلامٍ الطَّرَسُوْسِيّ، أَخْبَرَنَا أَبُو القَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُحَمَّدٍ الطَّرَسُوْسِيّ، حَدَّثَنَا يَعْلَى وَمُحَمَّد ابْنَا عُبيد قَالاَ: حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ، عَنْ خَيْثَمَةَ، عَنْ سُوَيْد بنِ غَفَلَة: سَمِعْتُ عَلِيّاً -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- يَقُوْلُ: "إِذَا حَدَّثْتُكُم عَنْ، رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِشَيْءٍ فَإِنِّي وَاللهِ لأَنْ أَخِرَّ مِنَ السَّمَاءِ فَتَخطفَنِي الطَّيرُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَكْذِبَ عَلَيْهِ وَإِذَا حَدَّثْتُكُم فِيمَا بَيْنَنَا فَإِنَّ الحَرْبَ خَدْعَةٌ". أَخْرَجَهُ مُسْلِم2.
وَمَات مَعَهُ أَبُو مَعْمَر أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَالَكِي الهَرَوِيّ؛ رَاوِي الجَعْدِيَّات عَنِ، ابْنِ أَبِي شُرَيْح وَأَبُو عُمَرَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مَسْعُوْدٍ الجُذَامِيّ البزليَانِي القَاضِي؛ صَاحِب ابْنِ زَرب وَأَبِي عَبْدِ اللهِ بنِ مُفَرِّج عَنْ، مائَة سَنَةٍ وَأَبُو الحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بنُ مَكِّيّ بن عُثْمَانَ الأَزْدِيّ المِصْرِيّ وَمُقْرِئ مِصْر أَبُو الحُسَيْنِ نَصْرُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ الفَارِسِيّ وَمُحَدِّثُ بُخَارَى عُمَرُ بنُ مَنْصُوْرٍ البَزَّاز وَأَبُو الحَسَنِ أَحْمَدُ بنُ الحَسَنِ بنِ عَلِيِّ بنِ الفَضْلِ الكَاتِب وَقَدْ شَاخَ وَالمُظَفَّرُ بنُ الحَسَنِ سِبْطُ ابْنِ لاَل الهَمَذَانِيّ وَأَبُو طَاهِرٍ عبدُ البَاقِي بن مُحَمَّدٍ الأَنْصَارِيّ صهر هبَة وَأَبُو طَاهِرٍ أَحْمَدُ بنُ الحُسَيْنِ بنِ أَبِي حَنِيْفَةَ؛ رَوَى عَنْ، أَحْمَدَ السُّوْسَنْجِرِدِيّ وَمُخْتَارِ بن مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدٍ النَّجَّار؛ أَحَد الشُّعَرَاء وَالقُدْوَةُ أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللهِ بنُ البَرَدَانِي زاهد بغداد.
__________
1 ضعيف جدا: آفته عبد الله بن ميمون القداح، قال أبو حاتم: متروك.
2 وقال البخاري: ذاهب الحديث. وقال ابن حبان: لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد.
2 صحيح أخرجه البخاري "3611"، ومسلم "1066"، وأبو داود "4767"، والنسائي "7/ 119".

(13/413)


4222- القاضي حسين 1:
ابن محمد بن أحمد العلامة شيخ الشافعية بخراسان أبو علي المَرُّوْذِيُّ. وَيُقَالُ لَهُ أَيْضاً: المَرْوَرُّوْذِيّ الشَّافِعِيّ.
حَدَّثَ عَنْ: أَبِي نُعَيْمٍ سِبْط الحَافِظ أَبِي عوَانَة.
حَدَّثَ عَنْهُ: عَبْدُ الرَّزَّاقِ المَنِيْعِيّ وَمُحيِي السُّنَّة البَغَوِيّ وَجَمَاعَة وَهُوَ مِنْ أَصْحَابِ الوُجُوه فِي المَذْهَب.
تَفقَّه بِأَبِي بَكْرٍ القفَال المَرْوَزِيّ.
وَلَهُ التعليقة الكبرى والفتاوى وَغَيْر ذَلِكَ وَكَانَ مِنْ أَوْعِيَةِ العِلْمِ وَكَانَ يُلَقَّبُ بحَبْر الأُمَّة.
وَمِمَّا نقل فِي التعليقَة أَنَّ البَيْهَقِيّ نَقلَ قَوْلاً لِلشَّافعِيّ: أَنَّ المُؤَذِّن إِذَا ترك التَّرْجِيع فِي أَذَانه لَمْ يَصحَّ أَذَانُه.
وَقِيْلَ: إِنَّ إِمَام الحَرَمَيْنِ تَفَقَّهَ عَلَيْهِ أيضًا. ومن أنبل تلامذته محيي السّنَّة صَاحِب التَّهْذِيب.
مَاتَ القَاضِي حُسَيْن بِمَرْو الرُّوْذ فِي المُحَرَّمِ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَسِتِّيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ.
وَفِيْهَا تُوُفِّيَ أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ سِيَاوش الكَازرُوْنِيّ وَالحَسَنُ بنُ عَلِيِّ بنِ عَبْدِ الصَّمد اللبَّاد المُقْرِئ وَعَبْدُ اللهِ بنُ الحَسَنِ التِّنِّيْسِيّ ابْن النَّحَّاسِ وَوَالِد قَاضِي المارستان وعبد الله ابن إِبْرَاهِيْمَ بنِ كُبَيْبَة الدِّمَشْقِيّ وَأَبُو غَالِبٍ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ سَهْل الوَاسِطِيّ ابْنُ الخَالَة وَالمُفْتِي مُحَمَّدُ بنُ عتاب بقُرْطُبَة وَأَبُو الغَنَائِمِ مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الغَرَّاء بِبَيْتِ المَقْدِس وَصَاحِبُ الْغرب أَبُو بَكْرٍ بنُ عُمَرَ اللَّمْتونِي.
__________
1 ترجمته في وفيات الأعيان لابن خلكان "2/ 134"، والعبر "3/ 249"، وطبقات الشافعية للسبكي "4/ 356"، وتبصير المنتبه "4/ 1357"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 310".

(13/414)


ابن الدجاجي، الفوراني:
4223- ابن الدجاجي 1:
الشَّيْخُ الأَمِيْنُ المُعَمَّرُ أَبُو الغَنَائِمِ؛ مُحَمَّدُ بنُ علي بن علي بن حَسَنٍ ابْنُ الدَّجَاجِيِّ البَغْدَادِيُّ مُحتَسِب بَغْدَادَ.
حَدَّثَ عَنْ: عَلِيِّ بنِ عُمَرَ الحَرْبِيّ وَأَبِي مُحَمَّدٍ بنِ مَعْرُوف وَإِسْمَاعِيْل ابْن سُوَيْد وَطَائِفَة وَلَهُ إِجَازَةٌ مِنَ المُعَافَى بن زَكَرِيَّا.
حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو عَبْدِ اللهِ الحُمَيْدِيّ وَشُجَاعٌ الذُّهْلِيّ وَنَاصِرُ بن علي الباقلاني وَطَلْحَةُ بنُ أَحْمَدَ العَاقولِي وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ البَاقِي الأَنْصَارِيّ وَأَبُو مَنْصُوْرٍ القَزَّاز وَآخَرُوْنَ.
قَالَ الخَطِيْبُ: كَانَ سَمَاعُه صَحِيْحاً مَاتَ فِي سَلْخ شَعْبَان سَنَةَ ثَلاَثٍ وَسِتِّيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة عَنْ، ثَلاَثٍ وَثَمَانِيْنَ سَنَةً.
وَلِي الحِسْبَة فَلَمْ يُحمَد فَصُرِف.
قَالَ السَّمْعَانِيّ: قَرَأْتُ بِخَط هِبَةِ اللهِ السَّقَطِيّ أَن ابْن الدَّجَاجِي كَانَ ذَا وَجَاهَة وَتَقَدُّمٍ وَحَالٍ وَاسِعَة وَعهدي بِهِ وَقَدْ أَخنَى عَلَيْهِ الزَّمَانُ وَقَصدتُهُ فِي جَمَاعَةٍ مُثْرِيْنَ لنَسْمَع: مِنْهُ وَهُوَ مَرِيْض فَدَخَلْنَا وَهُوَ عَلَى بارِيَّةٍ وَعَلَيْهِ جُبَّةٌ قَدْ حَرَّقَتِ النَّارُ فِيْهَا وَلَيْسَ عِنْدَهُ مَا يُسَاوِي دِرْهَماً فَحَمَلَ عَلَى نَفْسِهِ حَتَّى قرَأَنَا عَلَيْهِ بِحَسب شَرَهِ أَهْل الحَدِيْث فَلَمَّا خَرَجْنَا قُلْتُ: هَلْ مَعَكُم مَا نصرفُهُ إِلَى الشَّيْخ؟ فَاجتمع لَهُ نَحْو خَمْسَةِ مثَاقيل فَدعوتُ بِنْتَهُ وَأَعْطيتهَا وَوقفت لأَرَى تسليمهَا لَهُ فَلَمَّا أَعْطته؛ لطم حُرَّ وَجهه وَنَادَى: وَافضيحتَاهُ: آخُذ عَلَى حَدِيْثِ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عوضاً؟ لاَ وَاللهِ. وَنهض حَافِياً إِلَيَّ وَبَكَى فأعدت الذهب إليهم فتصدقوا به.
4224- الفوراني 2:
العَلاَّمَةُ كَبِيْرُ الشَّافِعِيَّة أَبُو القَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ فُورَان المَرْوَزِيُّ الفَقِيْهُ صَاحِبُ أبي بكر القفال.
__________
1 ترجمته في تاريخ بغداد "3/ 108"، والإكمال لابن ماكولا "4/ 208"، والأنساب للسمعاني "5/ 282"، واللباب لابن الأثير "1/ 492"، وتذكرة الحفاظ "3/ ص 1131"، والعبر "3/ 254"، وتبصير المنتبه "2/ 657"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 314".
2 ترجمته في الأنساب للسمعاني "9/ 341"، واللباب لابن الأثير "2/ 444"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "3/ 132"، والعبر "3/ 247"، ولسان الميزان "3/ 433"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 309".

(13/415)


لَهُ المُصَنّفَات الكَبِيْرَة فِي المَذْهَب. وَكَانَ سَيِّد فُقَهَاء مَرْو.
وَسَمِعَ: عَلِيَّ بنَ عَبْدِ اللهِ الطَّيْسَفُونِي وَالقفَالَ المَرْوَزِيّ.
حَدَّثَ عَنْهُ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عُمَرَ المَرْوَزِيّ وَعبدُ الْمُنعم بن أَبِي القَاسِمِ القُشَيْرِيّ وَزَاهِرُ بنُ طَاهِرٍ وَآخَرُوْنَ.
صَنّف كِتَاب "الإِبَانَة" وَغَيْر ذَلِكَ.
وَهُوَ شَيْخُ الفَقِيْه أَبِي سَعْدٍ المُتولّي صَاحِب التتمَة يَعْنِي تَتمَة كتاب الإِبَانَة فَالتتمَةُ كَالشرح لِلإِبَانَة. وَقَدْ أَثْنَى أَبُو سَعْدٍ المُتولِّي عَلَى الفُورَانِي فِي خُطبَة كِتَاب التتمَة وَسَمِعَ: مِنْهُ أَيْضاً مُحيِي السُّنَّة البَغَوِيّ.
وَكَانَ إِمَامُ الحَرَمَيْنِ يَحُطُّ عَلَى الفُورَانِي حَتَّى قَالَ فِي بَاب الأَذَان: هَذَا الرَّجُلُ غَيْرُ مَوْثُوق بِنَقْلِهِ. وَقَدْ نَقَمَ الأَئِمَّة عَلَى إِمَام الحَرَمَيْنِ ثَورَانَ نَفْسِه عَلَى الفُورَانِي وَمَا صَوَّبُوا صُوْرَة حَطِّهِ عَلَيْهِ لأَن الفُورَانِي مِنْ أَسَاطين أَئِمَّة المَذْهَب.
تُوُفِّيَ سَنَةَ إِحْدَى وَسِتِّيْنَ وَأَرْبَعِ مائة، وقد شاخ، رحمه الله.

(13/416)


4225- المنيعي 1:
الشَّيْخُ الجَلِيْلُ الحَاجُّ الرَّئِيْسُ أَبُو عَلِيٍّ حَسَّانُ بنُ سَعِيْدِ بنِ حَسَّانِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ منِيعِ بنِ خَالِدِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ سيف اللهِ خَالِدِ بنِ الوَلِيْدِ المَخْزُوْمِيُّ الخَالِدِيُّ المَنِيْعِيُّ المَرْوَرُّوْذِيُّ.
سَمِعَ: أَبَا طَاهِرٍ بنَ مَحْمِش وَأَبَا القَاسِمِ بنَ حَبِيْبٍ وَأَبَا الحَسَنِ بنَ السقا وَطَائِفَة.
رَوَى عَنْهُ: مُحيِي السُّنَّة أَبُو مُحَمَّدٍ البَغَوِيُّ وَعبدُ الْمُنعم بنُ القُشَيْرِيّ وَعَبْدُ الوَهَّابِ بن شَاه وَآخَرُوْنَ.
قَالَ عبدُ الغَافِر: هُوَ الرَّئِيْس أَبُو عَلِيٍّ الحَاجِّي شَيْخُ الإِسْلاَمِ المَحْمُوْدُ بِالخِصَال السَّنِيَّة عَمَّ الآفَاق بخيرِهِ وَبِرِّهِ وَكَانَ فِي شبَابِهِ تَاجراً ثُمَّ عَظُمَ حَتَّى كَانَ مِنَ المُخَاطبين مِنْ مَجَالِس السّلاَطين لَمْ يَسْتَغنُوا عَنْ، رَأيه فَرغب إِلَى الخيرَات وَأَنَاب إِلَى التَّقْوَى وَبَنَى المَسَاجِد وَالرباطَات وَجَامِع مَرْوَ الرُّوْذ يَكسُو فِي الشِّتَاء نَحْواً مِنْ أَلف نَفْس وَسعَى فِي إِبطَال الأَعشَار عَنْ، بَلَده وَرَفَعَ الوظَائِف عَنِ، القُرَى وَاسْتدعَى صَدَقَة عَامَّةً عَلَى أَهْلِ البَلَد غَنِيِّهم وَفقيرِهِم فَتُدفع إِلَى كُلّ وَاحِد خَمْسَة درَاهم وَتَم ذَلِكَ بَعْدَهُ وَكَانَ ذا تهجد وصيام واجتهاد.
قال السمع: اني: كَانَ فِي شبَابه يَجْمَعُ بَيْنَ الدَّهْقنَة وَالتجَارَة وَيسلكُ طَرِيْق الفتيَان حَتَّى سَاد وَلَمَّا تَسلطن سَلْجُوْق ظهر أَمرُهُ وَبَنَى الجَامِع بِبلده ثُمَّ بَنَى الجَامِع الْجَدِيد بِنَيْسَابُوْرَ.
وَقِيْلَ: إِنَّ امْرَأَةً أَتَتْهُ بِثَوْبٍ ليُنفق ثَمَنه فِي بنَاء الجَامِع يساوي نصف دِيْنَار فَاشترَاهُ مِنْهَا بِأَلفِ دِيْنَار وَسَلَّمتِ المَال إِلَى الخَازن لإِنفَاقه وَخَبَّأَ الثَّوْب كفناً لَهُ.
وَقِيْلَ: مرَّ السُّلْطَانُ بِبَابِ مَسْجده فَنَزَلَ مُرَاعَاةً لَهُ وَسلم عَلَيْهِ. وَمَنَاقِبه جَمَّة.
مَاتَ فِي ذِي القَعْدَةِ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَسِتِّيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة.
__________
1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "8/ 270"، وتذكرة الحفاظ "3/ ص 1131"، والعبر "3/ 253"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 313".

(13/416)


4226- النخشبي 1:
الشَّيْخُ الإِمَامُ الحَافِظُ الرَّحَّال المُفِيْد عَبْدُ العَزِيْزِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَاصِمٍ النَّسَفِيُّ. وَنَسَف: هِيَ نَخْشَب.
صحب الحَافِظ جَعْفَرَ بنَ مُحَمَّدٍ المُسْتغفرِي وَأَكْثَر عَنْهُ وَأَدْرَكَ بِبَغْدَادَ مُحَمَّدَ بنَ مُحَمَّدِ بنِ غَيْلاَنَ وَمُحَمَّدَ بنَ الحُسَيْنِ الحَرَّانِيّ وَبِأَصْبَهَانَ أَبَا بَكْرٍ بنَ رِيْذَةَ وَبِدِمَشْقَ وَالأَقَالِيم.
حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو القَاسِمِ بنُ أَبِي العَلاَءِ وَسَهْلُ بنُ بِشْرٍ الإِسفرَايينِي وَطَائِفَة.
قَالَ أَبُو سَعْدٍ السَّمْعَانِيُّ: سَأَلْتُ إِسْمَاعِيْل بن محمد الحَافِظ عَنْهُ فَجَعَلَ يُعَظِّمُه جِدّاً وَيَقُوْلُ: ذَاكَ النخشبي ذاك النخشبي كان حافظًا كثيرًا.
وَقَالَ السِّلَفِيّ: سَأَلتُ المُؤتمن السَّاجِيّ عَنْ، عَبْدِ العَزِيْزِ النَّخْشَبِيّ فَقَالَ: كَانَ الحُفَّاظُ مِثْلُ أَبِي بَكْرٍ الخَطِيْب وَمُحَمَّدِ بنِ عَلِيٍّ الصُّوْرِيّ يُحسنُوْنَ الثَّنَاء عَلَيْهِ وَيَرْضَوْنَ فَهمه. حصل لَهُ بِمِصْرَ وَمَا وَالاَهَا الإِسْنَاد.
وَقَالَ الحَافِظُ يَحْيَى بن مَنْدَة: كَانَ أَوحدَ زَمَانِه فِي الحِفْظِ وَالإِتْقَانِ لَمْ نَرَ مِثْله فِي الحِفْظِ فِي عصرنَا دقيقَ الخَطِّ سرِيعَ الكِتَابَة وَالقِرَاءة حسنَ الأَخلاَق. ثُمَّ قَالَ: تُوُفِّيَ بِنَخْشَب سَنَة سَبْعٍ وَخَمْسِيْنَ وأربع مائة.
وقال الحافظ أبو القاسم بن عَسَاكِرَ: مَاتَ سَنَةَ سِتّ بنخشب. وَقِيْلَ: مَاتَ بِسَمَرْقَنْدَ.
وَقَالَ يَحْيَى بنُ مَندَة: قَدِمَ عَلَيْنَا فِي سَنَةِ "433" ضرَبه القَاضِي الخُطَبِيّ بِسَبَب الإِمَام أَبِي حَنِيْفَةَ رَأَيْتُ بعينِي علاَمَة الضَّرب عَلَى ظَهْرِهِ. مَاتَ فِي جُمَادَى الآخِرَة سَنَة سبعٍ. كَانَ يَنْزِل فِي دَارنَا وَيبَيْتُ مَعَ أَبِي.
__________
1 ترجمته في تذكرة الحفاظ "3/ ترجمة "1018"، والعبر "3/ 237"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 297".

(13/417)


الحسكاني، أبو سعد:
4227- الحسكاني 1:
الإِمَامُ المُحَدِّثُ البَارِعُ القَاضِي أَبُو القَاسِمِ؛ عُبَيْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ اللهِ ابن أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ حَسْكَانَ القُرَشِيُّ العَامِرِيُّ النَّيْسَابُوْرِيُّ الحَنَفِيُّ الحَاكِمُ. وَيُعْرَفُ أَيْضاً بِابْنِ الحَذَّاء مِنْ ذُرِّيَّة الأَمِيْر الَّذِي افْتَتَحَ خُرَاسَانَ؛ عَبْدِ اللهِ بنِ عَامِرِ بنِ كُرَيْزٍ.
حَدَّثَ عَنْ: جَدِّهِ وَعَنْ أَبِي الحَسَنِ العَلَوِيّ وَأَبِي عَبْدِ اللهِ الحَاكِم وَأَبِي طاهر بن محمش وعبد الله بن يوسف وَابْنِ فَنْجُويه الدِّيْنَوَرِيّ وَأَبِي الحَسَنِ بن السقَّا وَعَلِيِّ بنِ أَحْمَدَ بنِ عبدَان وَخَلْقٍ إِلَى أَنْ يَنْزِل إِلَى أَبِي سَعْدٍ الكنجروذِي وَطَبَقَتِهِ.
اختصَّ بصحبَة أَبِي بَكْرٍ بنِ الحَارِثِ النَّحْوِيّ، وَلاَزَمَهُ، وَأَخَذَ أَيْضاً عَنِ، الحَافِظ أَحْمَدَ بنِ عَلِيِّ بنِ مَنْجَوَيْه.
وَتَفَقَّهَ بِالقَاضِي صَاعِد بن مُحَمَّد.
وَصَنَّفَ وَجَمَعَ وَعُنِي بِهَذَا الشَّأْن.
لاَزمه الحَافِظ عبدُ الغَافِرِ بنُ إِسْمَاعِيْلَ وَأَكْثَر عَنْهُ وَأَوْرَدَه فِي تَارِيْخِهِ لَكِنِّي مَا وَجَدْتُهُ أَرَّخ مَوْتَه وَالظَّاهِر أَنَّهُ بَقِيَ إِلَى بَعْد السَّبْعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة.
حَدَّثَ عَنْهُ: وَجيهٌ الشحَّامِي فِي مَشيخَتِهِ حَدِيْثاً يَرْوِيْهِ عَنْ، عَبْدِ اللهِ بنِ يُوْسُفَ بن بامُويه.
أَمَّا:
4228- أَبُو سَعْدٍ:
عُبَيْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ حَسْكُوَيْه، فَشيخٌ كَانَ حيّاً بَعْد الثَّمَانِيْنَ وَأَرْبَع مائَة. يَرْوِي عَنْهُ: عبدُ الخَالِق بنُ زَاهِر الشحَّامِي، وَيَرْوِي وَالِده أَيْضاً عَنْ، وَالِدِهِ عَبْدِ اللهِ صَاحِبِ أَبِي الحُسَيْنِ الخفَّافِ.
__________
1 ترجمته في تذكرة الحفاظ "3/ ترجمة 1032".

(13/418)


4229- الخطيب 1:
الإِمَامُ الأَوْحَدُ العَلاَّمَةُ المُفْتِي الحَافِظُ النَّاقِدُ مُحَدِّثُ الوَقْتِ أَبُو بَكْرٍ؛ أَحْمَدُ بنُ عَلِيِّ بنِ ثَابِتِ بنِ أَحْمَدَ بنِ مَهْدِيٍّ البَغْدَادِيُّ، صَاحِبُ التَّصَانِيْفِ، وَخَاتمَةُ الحُفَّاظ.
وُلِدَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَتِسْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَة.
وَكَانَ أَبُوْهُ أَبُو الحَسَنِ خَطِيْباً بقرية درزيجان، وممن تلا القرآن على أَبِي حَفْصٍ الكَتَّانِي فَحَضَّ وَلدَه أَحْمَدَ عَلَى السَّمَاع وَالفِقْهِ فَسَمِعَ: وَهُوَ ابْنُ إِحْدَى عَشْرَةَ سَنَةً وَارْتَحَلَ إِلَى البَصْرَةِ وَهُوَ ابْنُ عِشْرِيْنَ سَنَةً وَإِلَى نَيْسَابُوْرَ وَهُوَ ابْنُ ثَلاَثٍ وَعِشْرِيْنَ سَنَةً وَإِلَى الشَّامِ وَهُوَ كَهل وَإِلَى مَكَّةَ وَغَيْر ذَلِكَ. وَكَتَبَ الكَثِيْرَ وَتَقدَّمَ فِي هَذَا الشَّأْن وَبَذَّ الأَقرَان وَجَمَعَ وَصَنَّفَ وَصحَّح وَعلَّلَ وَجرَّحَ وَعدَّلَ وَأَرَّخ وَأَوضح وَصَارَ أَحْفَظَ أَهْلِ عصره عَلَى الإِطلاَق.
سَمِعَ: أَبَا عُمَر بن مَهْدِيّ الفَارِسِيّ وَأَحْمَدَ بنَ مُحَمَّدِ بنِ الصَّلْت الأَهْوَازِيّ وَأَبَا الحُسَيْنِ بنَ المُتَيَّم وَحُسَيْنَ بنَ الحَسَنِ الجوَالِيقِي ابْن العرِيف يَرْوِي عَنِ، ابْنِ مَخْلَد العَطَّار وَسَعْدَ بنَ مُحَمَّدٍ الشَّيْبَانِيّ سَمِعَ: من أبي علي الحصائري وعبد العزيز بن مُحَمَّدٍ السُّتُورِي حَدَّثَهُ عَنْ، إِسْمَاعِيْلَ الصَّفَّار وَإِبْرَاهِيْمَ بنَ مَخْلَدِ بنِ جَعْفَرٍ البَاقِرحِي وَأَبَا الْفرج مُحَمَّدَ بنَ فَارِس الغُورِي وَأَبَا الفَضْل عبدَ الوَاحِد بنَ عَبْدِ العَزِيْزِ التَّمِيْمِيّ وَأَبَا بَكْرٍ مُحَمَّدَ بنَ عَبْدِ اللهِ بن أَبَانٍ الهيتِي ومحمد بن عمر بن عيسى الحطراني حَدثهُ عَنْ، أَحْمَدَ بنِ إِبْرَاهِيْمَ البَلَدِي وَأَبَا نَصْرٍ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ حَسَنُوْنَ النَّرْسِيّ وَأَبَا القَاسِمِ الحَسَنَ بنَ الحَسَنِ بن المنذر والحسين بن عمر ابن بَرْهَان وَأَبَا الحَسَنِ بنَ رَزْقُوَيْه وَأَبَا الفَتْح هِلاَلَ بنَ مُحَمَّدٍ الحَفَّار وَأَبَا الفَتْح بنَ أَبِي الفوَارس وَأَبَا العَلاَء مُحَمَّدَ بن الحَسَنِ الوَرَّاق وَأَبَا الحُسَيْنِ بنَ بِشْرَان. وَيَنْزِلُ إِلَى أَنْ يَكتب عَنْ، عَبْدِ الصَّمد بنِ المَأْمُوْنِ وَأَبِي الحُسَيْنِ بنِ النَّقُّوْرِ بَلْ نَزل إِلَى أَنْ رَوَى عَنْ، تَلاَمِذتِهِ كَنَصر المَقْدِسِيّ وَابْنِ مَاكُوْلا وَالحُمَيْدِيّ وَهَذَا شَأْن كُلِّ حَافظ يَرْوِي عَنِ، الكِبَار وَالصِّغَار.
وَسَمِعَ: بعُكْبَرَا مِنَ الحُسَيْن بن مُحَمَّدٍ الصَّائِغ حَدَّثَهُ عَنْ، نَافلَة عَلِيِّ بنِ حَرْبٍ.
وَلحق بِالبَصْرَةِ أَبَا عُمَر الهَاشِمِيّ شَيْخَه فِي السُّنَن وَعَلِيُّ بنَ القَاسِمِ الشَّاهد والحسن بن علي السابوري وطائفة.
__________
1 ترجمته في الأنساب للسمعاني "5/ 151"، والمنتظم لابن الجوزي "8/ 265"، ومعجم الأدباء لياقوت الحموي "4/ 13"، وتذكرة الحفاظ "3/ 1135"، والعبر "3/ 253"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 87"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 311".

(13/419)


وَسَمِعَ بِنَيْسَابُوْرَ: القَاضِي أَبَا بَكْرٍ الحِيْرِيّ وَأَبَا سَعِيْدٍ الصَّيْرَفِيّ وَأَبَا القَاسِمِ عَبْد الرَّحْمَنِ السَّرَّاج وَعَلِيّ بن مُحَمَّدٍ الطِّرَازِي وَالحَافِظ أَبَا حَازِمٍ العبدوي وخلقًا.
وبأصبهان: أبا الحسن بن عبد كويه وأبا عبد الله الجمال ومحمد ابن عَبْد اللهِ بن شَهْرِيَار وَأَبَا نُعَيْمٍ الحَافِظ.
وَبَالدَّينور: أَبَا نَصْر الكسَّار.
وَبهَمَذَان: مُحَمَّدَ بنَ عِيْسَى وَطَبَقَته.
وَسَمِعَ: بِالرَّيّ وَالكُوْفَة وَصُوْر وَدِمَشْق وَمَكَّة.
وَكَانَ قدومُهُ إِلَى دِمَشْقَ فِي سَنَةِ خَمْسٍ وَأَرْبَعِيْنَ، فَسَمِعَ مِنْ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ أَبِي نَصْرٍ التَّمِيْمِيّ وَطَبَقَته. وَاسْتوطنهَا وَمِنْهَا حَجَّ وَقرَأَ صَحِيْح البُخَارِيّ عَلَى كَرِيْمَة فِي أَيَّامِ المَوْسِم.
وَأَعْلَى مَا عِنْدَهُ حَدِيْثُ مَالِك، وَحَمَّاد بن زَيْد بَيْنَهُ وَبَيْنَ كُلٍّ مِنْهُمَا ثَلاَثَةُ أَنْفُس.
حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو بَكْرٍ البَرْقَانِيّ؛ وَهُوَ مِنْ شُيُوْخِهِ وَأَبُو نَصْرٍ بنُ مَاكُوْلا وَالفَقِيْهُ نَصْر وَالحُمَيْدِيُّ وَأَبُو الفَضْلِ بنُ خَيْرُوْنَ وَالمُبَارَكُ بنُ الطُّيُوْرِيّ وَأَبُو بَكْرٍ بنُ الخَاضبَة وَأُبَيٌّ النَّرْسِيّ وَعَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ السَّمَرْقَنْدِيّ وَالمرتضَى مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدٍ الحُسَيْنِيّ وَمُحَمَّدُ بنُ مَرْزُوْق الزَّعْفَرَانِيّ وَأَبُو القَاسِمِ النَّسِيْب وَهِبَةُ اللهِ بنُ الأَكْفَانِي وَمُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ أَبِي العَلاَءِ المَصِّيْصِيّ وَغِيثُ بنُ عَلِيٍّ الأرمنازي وأحمد بن أحمد المتوكلي وأحمد ابن عَلِيِّ بنِ المُجْلِي وَهِبَةُ اللهِ بنُ عَبْدِ اللهِ الشُّرُوْطِيُّ وَأَبُو الحَسَنِ بنُ سَعِيْد وَطَاهِرُ بنُ سَهْلٍ الإِسفرَايينِيّ وَبَرَكَات النّجَاد وَعَبْدُ الكَرِيْمِ بنُ حَمْزَةَ وَأَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ بنِ قبيس المَالِكِيّ وَأَبُو الفَتْحِ نَصْرُ اللهِ بن مُحَمَّدٍ المَصِّيْصِيّ وَقَاضِي المَارستَان أَبُو بَكْرٍ وأبو القاسم إسماعيل بن أَحْمَدَ بنِ السَّمَرْقَنْدِيّ وَأَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ الحُسَيْنِ المَزْرَفِي وَأَبُو مَنْصُوْرٍ الشَّيْبَانِيُّ؛ رَاوِي تَارِيخه وَأَبُو مَنْصُوْرٍ بنُ خَيْرُوْنَ المُقْرِئ وَبَدْرُ بنُ عَبْدِ اللهِ الشِّيحِي وَالزَّاهِدُ يُوْسُفُ بنُ أَيُّوْبَ الهَمَذَانِيّ وَهِبَةُ اللهِ بنُ عَلِيٍّ المُجْلِي وَأَخُوْهُ أَبُو السعُوْد أَحْمَد وَأَبُو الحُسَيْنِ بنُ أَبِي يَعْلَى وَأَبُو الحُسَيْنِ بنُ بُوَيه وَأَبُو الْبَدْر الكرخي ومفلح الدومي ويحيى بن الطرح وَأَبُو الفَضْلِ الأُرْمَوِيُّ وَعددٌ يَطولُ ذكرهُم.
وَكَانَ مِنْ كِبَارِ الشَّافِعِيَّة، تَفَقَّهَ عَلَى أَبِي الحَسَنِ بن المَحَامِلِيّ، وَالقَاضِي أَبِي الطَّيِّب الطَّبرِي.

(13/420)


قَالَ أَبُو مَنْصُوْرٍ بنُ خَيْرُوْنَ: حَدَّثَنَا، الخَطِيْبُ أَنَّهُ وُلِدَ فِي جُمَادَى الآخِرَة سَنَة 392 وَأَوّل مَا سَمِعَ: فِي المُحَرَّمِ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَأَرْبَعِ مائَة.
قَالَ أَحْمَدُ بنُ صَالِحٍ الجِيلِي: تَفَقَّهَ الخَطِيْبُ وَقرَأَ بِالقِرَاءات وَارْتَحَلَ وَقَرب مِنْ رَئِيْس الرُّؤَسَاء فَلَمَّا قبض عَلَيْهِ البَسَاسِيرِيُّ اسْتَتر الخَطِيْبُ وَخَرَجَ إِلَى صُوْر وَبِهَا عِزُّ الدَّوْلَة؛ أَحَدُ الأَجَوَاد فَأَعْطَاهُ مَالاً كَثِيْراً. عمل نَيِّفاً وَخَمْسِيْنَ مُصَنّفاً وَانْتَهَى إِلَيْهِ الحِفْظُ شَيَّعه خلقٌ عَظِيْم وتصدق بمائةي دِيْنَار وَأَوْقَف كتبه وَاحترق كَثِيْر مِنْهَا بَعْدَهُ بخمسين سنة.
وَقَالَ الخَطِيْبُ: اسْتشرتُ البَرْقَانِي فِي الرّحلَة إِلَى أَبِي مُحَمَّدٍ بن النَّحَّاسِ بِمِصْرَ أَوْ إِلَى نَيْسَابُوْرَ إِلَى أَصْحَاب الأَصَمّ فَقَالَ: إِنَّك إِن خَرَجتَ إِلَى مِصْرَ إِنَّمَا تَخْرُجُ إِلَى وَاحِد إِنْ فَاتَكَ ضَاعت رِحْلَتَكَ وَإِن خَرَجتَ إِلَى نَيْسَابُوْرَ فَفِيْهَا جَمَاعَة إِنَّ فَاتك وَاحِدٌ أَدْرَكْتَ مَنْ بَقِيَ. فَخَرَجتُ إِلَى نَيْسَابُوْر.
قَالَ الخَطِيْبُ فِي تَارِيْخِهِ: كُنْتُ أُذَاكِرُ أَبَا بَكْرٍ البَرْقَانِي بِالأَحَادِيْث فِيكتُبُهَا عَنِّي وَيُضمنهَا جُمُوْعَه. وَحَدَّثَ عَنِّي وَأَنَا أَسْمَعُ: وَفِي غَيبتِي وَلَقَدْ حَدَّثَنِي عِيْسَى بنُ أَحْمَدَ الهَمَذَانِيّ أَخْبَرَنَا، أَبُو بَكْرٍ الخُوَارَزْمِي سَنَة عِشْرِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة حَدَّثَنَا، أَحْمَدُ بنُ عَلِيِّ بنِ ثَابِتٍ حَدَّثَنَا، مُحَمَّدُ بنُ مُوْسَى الصَّيْرَفِيّ حَدَّثَنَا، الأَصَمّ. فَذَكَرَ حَدِيْثاً.
قَالَ ابْنُ مَاكُوْلا: كَانَ أَبُو بَكْرٍ آخِر الأَعيَان مِمَّنْ شَاهدنَاهُ مَعْرِفَةً وَحفظاً وَإِتقَاناً وَضبطاً لِحَدِيْثِ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَتَفَنُّناً فِي عِلَلِهِ وَأَسَانِيْده وَعِلماً بصَحِيْحه وَغرِيبه وَفردِه وَمنكره وَمَطْرُوحِهِ وَلَمْ يَكُنْ لِلبغدَادِيين بَعْد أَبِي الحَسَنِ الدَّارَقُطْنِيّ مِثْله. سَأَلت أَبَا عَبْدِ اللهِ الصُّوْرِيّ عَنِ، الخَطِيْب وَأَبِي نَصْرٍ السِّجْزِيّ: أَيُّهُمَا أَحْفَظ؟ ففضل الخطيب تفضيلًا بينًا.
قَالَ المُؤتَمَن السَّاجِيّ: مَا أَخَرَجتْ بَغْدَادُ بَعْد الدَّارَقُطْنِيّ أَحْفَظَ مِنْ أَبِي بَكْرٍ الخَطِيْب.
وَقَالَ أَبُو عَلِيٍّ البَرَدَانِي: لَعَلَّ الخَطِيْبَ لَمْ يَرَ مِثْل نَفْسه.
أَنْبَأَني بِالقولين المُسَلَّم بنُ مُحَمَّدٍ عَنِ، القَاسِمِ بنِ عَسَاكِر حَدَّثَنَا، أَبِي حَدَّثَنَا، أَخِي هِبَةُ اللهِ حَدَّثَنَا، أَبُو طَاهِرٍ السِّلَفِيُّ عَنْهُمَا.
وَقَالَ أَبُو إِسْحَاقَ الشيرَازِيُّ الفَقِيْهُ: أَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ يُشَبَّهُ بِالدَّارَقُطْنِيّ وَنُظَرَائِهِ فِي مَعْرِفَةِ الحَدِيْث وَحفظه.
وَقَالَ أَبُو الفتيَان الحَافِظ: كَانَ الخَطِيْبُ إِمَامَ هَذِهِ الصّنعَة مَا رَأَيْتُ مِثْله.
قَالَ أَبُو القَاسِمِ النَّسِيْب: سَمِعْتُ الخَطِيْب يَقُوْلُ: كتب مَعِي أَبُو بَكْرٍ البَرْقَانِيّ كِتَاباً إِلَى أبي

(13/421)


نُعَيْمٍ الحَافِظ يَقُوْلُ فِيْهِ: وَقَدْ رَحَلَ إِلَى مَا عِنْدَك أَخونَا أَبُو بَكْرٍ أَيَّده الله وَسلَّمه لِيقتبِسَ مِنْ علُوْمك وَهُوَ بِحَمْد الله مِمَّنْ لَهُ فِي هَذَا الشَّأْن سَابِقَةٌ حَسَنَة وَقَدَمٌ ثَابِت وَقَدْ رَحل فِيْهِ وَفِي طلبه وَحصل لَهُ مِنْهُ مَا لَمْ يَحصل لَكَثِيْرٍ مِنْ أَمثَاله وَسيظهر لَكَ مِنْهُ عِنْد الاجتمَاع من ذلك مع التَّورُّع وَالتَّحفُّظ مَا يَحْسُنُ لديك موقعُه.
قَالَ عَبْدُ العَزِيْزِ بنُ أَحْمَدَ الكَتَّانِي سَمِعَ: مِنَ الخَطِيْب شَيْخُه أَبُو القَاسِمِ عُبَيْد اللهِ الأَزْهَرِيّ فِي سَنَةِ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ وَأَرْبَعِ مائَة. وَكَتَبَ عَنْهُ شَيْخُهُ البَرْقَانِيّ وَرَوَى عَنْهُ. وَعلَّقَ الفِقْهَ عَنْ، أَبِي الطَّيِّب الطَّبَرِيّ وَأَبِي نَصْرٍ بن الصّبَّاغ وَكَانَ يَذْهَبُ إِلَى مَذْهَب أَبِي الحَسَنِ الأَشْعَرِيّ رَحِمَهُ اللهُ.
قُلْتُ: صَدَقَ. فَقَدْ صرَّح الخَطِيْبُ فِي أَخْبَار الصِّفَات أَنَّهَا تُمَرُّ كَمَا جَاءت بِلاَ تَأْويل.
قَالَ الحَافِظُ أَبُو سَعْدٍ السَّمْعَانِيُّ فِي "الذّيل": كَانَ الخَطِيْب مَهِيْباً وَقُوْراً ثِقَة مُتحرِياً حُجّة حَسَنَ الخطّ، كَثِيْرَ الضَّبْطِ فَصِيْحاً خُتِمَ بِهِ الحُفَّاظ، رَحَلَ إِلَى الشَّامِ حَاجّاً، وَلقِي بِصُوْر أَبَا عَبْدِ اللهِ القُضَاعِي، وَقرَأَ الصَّحِيْح فِي خَمْسَة أَيَّام عَلَى كَرِيْمَة المروزِيَّة وَرجع إِلَى بَغْدَادَ ثُمَّ خَرَجَ مِنْهَا بَعْد فِتْنَة البسَاسيرِي لِتشويش الوَقْت إِلَى الشَّامِ سَنَة إِحْدَى وَخَمْسِيْنَ فَأَقَامَ بِهَا وَكَانَ يَزورُ بَيْتَ المَقْدِس وَيَعُوْدُ إِلَى صُوْر إِلَى سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَسِتِّيْنَ فَتوجّه إِلَى طرَابُلُس ثُمَّ مِنْهَا إِلَى حلب ثُمَّ إِلَى الرَّحبَة ثُمَّ إِلَى بَغْدَادَ فَدَخَلهَا فِي ذِي الحِجَّةِ. وَحَدَّثَ بِحَلَب وغيرها.
السمع: اني: سَمِعْتُ الخَطِيْب مَسْعُوْدَ بنَ مُحَمَّد بِمَرْو سَمِعْتُ الفضل ابن عُمَرَ النَّسَوِي يَقُوْلُ: كُنْتُ بِجَامِع صُوْر عِنْد أَبِي بَكْرٍ الخَطِيْب فَدَخَلَ عَلوِي وَفِي كُمِّه دَنَانِيْر فَقَالَ: هَذَا الذَّهبُ تَصرِفُهُ فِي مُهِمَّاتِكَ. فقطب في وَجهه وَقَالَ: لاَ حَاجَةَ لِي فِيْهِ فَقَالَ: كَأَنَّكَ تَسْتَقِلُّهُ وَأَرْسَله مِنْ كُمِّهِ عَلَى سَجَّادَةَ الخَطِيْب. وَقَالَ: هَذِهِ ثَلاَثُ مائَة دِيْنَارٍ. فَقَامَ الخَطِيْبُ خَجِلاً مُحْمَراً وَجهُهُ وَأَخَذَ سجَادَتَه وَرَمَى الدَّنَانِيْر وَرَاح. فَمَا أَنَى عِزَّهُ وَذُلَّ العَلَوِيّ وَهُوَ يَلْتَقِطُ الدَّنَانِيْر مِنْ شُقُوق الحصِيْر.
ابْنُ نَاصِرٍ: حَدَّثَنَا، أَبُو زَكَرِيَّا التبرِيزِيُّ اللُّغَوِيّ قَالَ: دَخَلْتُ دِمَشْق فَكُنْتُ أَقرَأُ عَلَى الخَطِيْب بحلْقَته بِالجَامِع كُتُبَ الأَدب المسموعَة وَكُنْت أَسكنُ منَارَة الجَامِع فَصَعِدَ إِلَيَّ وَقَالَ: أَحْبَبْتُ أَنْ أَزورَكَ فِي بَيْتك. فَتحدّثنَا سَاعَةً. ثُمَّ أَخرج وَرقَة وَقَالَ: الهديَةُ مُسْتحبَة تَشترِي بِهَذَا أَقلاَماً. وَنهضَ فَإِذَا خَمْسَةُ دَنَانِيْر مصرِيَّة ثُمَّ صَعِدَ مَرَّةً أُخْرَى وَوَضَعَ نَحْواً مِنْ ذَلِكَ. وَكَانَ إِذَا قرَأَ الحَدِيْثَ فِي جَامِع دِمَشْق يُسْمَعُ: صَوْتُهُ فِي آخِر الجَامِع وَكَانَ يَقرَأ مُعْرَباً صَحِيْحاً.

(13/422)


قَالَ السَّمْعَانِيّ: سَمِعْتُ مِنْ سِتَّةَ عَشَرَ نَفْساً مِنْ أَصْحَابِهِ وَحَدَّثَنَا عَنْهُ يَحْيَى بن عَلِيٍّ الخَطِيْب سَمِعَ: مِنْهُ بِالأَنبار قَرَأْتُ بخطِّ أَبِي سَمِعْتُ أَبَا مُحَمَّدٍ بن الآبَنُوْسِيّ سَمِعْتُ الخَطِيْب يَقُوْلُ: كُلَّمَا ذكرتُ فِي التَّارِيْخ رَجُلاً اخْتلفتْ فِيْهِ أَقَاويلُ النَّاسِ فِي الْجرْح وَالتَّعديل فَالتَّعويلُ عَلَى مَا أَخَّرْتُ وَخَتَمْتُ بِهِ التَّرْجَمَة.
قَالَ ابْنُ شَافع: خَرَجَ الخَطِيْبُ إِلَى صُوْر وَقصدهَا وَبِهَا عِزُّ الدَّوْلَة المَوْصُوْفُ بِالكرم فَتقرب مِنْهُ فَانْتَفَعَ بِهِ وَأَعْطَاهُ مَالاً كَثِيْراً. قَالَ: وَانْتَهَى إِلَيْهِ الحِفْظُ وَالإِتْقَان وَالقِيَامُ بعلُوْم الحَدِيْث.
قَالَ الحَافِظُ ابْنُ عَسَاكِرَ: سَمِعْتُ الحُسَيْنَ بن مُحَمَّد يَحكِي عَنِ، ابْنِ خَيْرُوْنَ أَوْ غَيْره أَنَّ الخَطِيْبَ ذكر أَنَّهُ لَمَّا حَجَّ شَرِبَ مِنْ مَاء زَمْزَم ثَلاَث شَرْبَات وَسَأَل الله ثَلاَث حاجات أن يحدث بتاريخ بَغْدَاد بِهَا وَأَنَّ يُمْلِي الحَدِيْثَ بِجَامِع المَنْصُوْر وَأَنَّ يُدْفَنَ عِنْد بشر الحَافِي. فَقُضِيَت لَهُ الثَّلاَث.
قَالَ غِيثُ بنُ عَلِيٍّ: حَدَّثَنَا، أَبُو الفَرَجِ الإِسفرَايينِي قَالَ: كَانَ الخَطِيْبُ مَعَنَا فِي الحَجِّ فَكَانَ يَخْتِم كُلَّ يَوْمٍ خَتْمَةً قِرَاءةَ تَرْتِيْل ثُمَّ يَجْتَمِعُ النَّاسُ عَلَيْهِ وَهُوَ رَاكِب يَقُوْلُوْنَ: حَدِّثْنَا، فَيُحَدِّثُهُم. أَوْ كَمَا قَالَ.
قَالَ المُؤتَمَن: سَمِعْتُ عبد الْمُحسن الشِّيحِي يَقُوْلُ: كُنْتُ عديلَ أَبِي بَكْرٍ الخَطِيْب مِنْ دِمَشْقَ إِلَى بَغْدَادَ فَكَانَ لَهُ فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيلَة خَتمَة.
قَالَ الخَطِيْبُ فِي تَرْجَمَةِ إِسْمَاعِيْلَ بنِ أَحْمَدَ النَّيْسَابُوْرِيّ الضّرِير: حَجَّ وَحَدَّثَ وَنِعْمَ الشَّيْخُ كَانَ وَلَمَّا حَجَّ كَانَ مَعَهُ حِمل كتبٍ ليجاور منه: صحيح البخاري؛ سمع: هـ مِنَ الكُشْمِيهَنِي فَقَرَأْتُ عَلَيْهِ جمِيْعه فِي ثَلاَثَة مَجَالِس فَكَانَ المَجْلِسُ الثَّالِث مِنْ أَوّل النَّهَار وَإِلَى اللَّيْل فَفَرغ طُلُوْعَ الفَجْر.
قُلْتُ: هَذِهِ وَاللهِ القِرَاءةُ الَّتِي لَمْ يُسْمَعْ: قَطُّ بِأَسرعَ مِنْهَا.
وَفِي تَارِيخ مُحَمَّد بن عَبْدِ المَلِكِ الهَمَذَانِيّ: تُوُفِّيَ الخَطِيْب فِي كَذَا وَمَاتَ هَذَا العِلْم بِوَفَاته. وَقَدْ كَانَ رَئِيْسُ الرُّؤَسَاء تَقَدَّمَ إِلَى الخُطَبَاء وَالوعَّاظ أَنْ لاَ يَروُوا حَدِيْثاً حَتَّى يَعرضوهُ عَلَيْهِ فَمَا صَحَّحَهُ أَوْرَدُوْهُ وَمَا رَدَّهُ لَمْ يذكروهُ. وَأَظهر بَعْضُ اليَهُوْد كِتَاباً ادَّعَى أَنَّهُ كِتَابُ رَسُوْل اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِإِسقَاطِ الجِزْيَة عَنْ، أَهْل خَيْبَر وَفِيْهِ شهَادَةُ الصَّحَابَة وَذكرُوا أَنَّ خطَّ عليّ ر فِيْهِ. وَحُمِلَ الكِتَابُ إِلَى رَئِيْس الرُّؤَسَاء فَعَرضَه عَلَى الخَطِيْب فَتَأَمَّلَه وَقَالَ: هَذَا مُزوَّر قِيْلَ: مِنْ أَيْنَ قُلْت؟ قَالَ: فِيْهِ شهَادَةُ مُعَاوِيَة وَهُوَ أَسْلَم عَام الفَتْحِ، وَفُتحت خيبرُ

(13/423)


سَنَة سَبْعٍ وَفِيْهِ شهَادَةُ سَعْدِ بن مُعَاذٍ وَمَاتَ يَوْمَ بنِي قُرِيظَة قَبْل خَيْبَر بِسنتين. فاستحسن ذلك منه.
قال السمع: اني: سَمِعْتُ يُوْسُفَ بنَ أَيُّوْبَ بِمَرْو يَقُوْلُ: حضَر الخَطِيْبُ درس شَيْخنَا أَبِي إِسْحَاقَ فَرَوَى أَبُو إِسْحَاقَ حَدِيْثاً مِنْ رِوَايَةِ بَحْر بن كَنِيْزٍ السقَّاء ثُمَّ قَالَ لِلْخطيب: مَا تَقُوْلُ فِيْهِ؟ فقال: إن أذنت لي ذكرت حاله. فَانحرف أَبُو إِسْحَاقَ وَقَعَدَ كَالتِّلْمِيْذ وَشرع الخَطِيْبُ يَقُوْلُ وَشرح أَحْوَاله شرحاً حسناً فَأَثْنَى الشَّيْخ عَلَيْهِ وَقَالَ: هَذَا دَارقُطنِيُّ عصرنَا.
قَالَ أَبُو عَلِيٍّ البَرَدَانِي: حَدَّثَنَا، حَافظُ وَقْتِهِ أَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ وَمَا رَأَيْتُ مِثْله وَلاَ أَظنّه رَأَى مِثْلَ نَفْسه.
وَقَالَ السِّلَفِيّ: سَأَلتُ شُجَاعاً الذُّهْلِيّ عَنِ، الخَطِيْب فَقَالَ: إِمَامٌ مُصَنِّفٌ حَافظ لَمْ نُدرك مِثْلَه.
وَعَنْ سَعِيْدٍ المُؤَدِّب قَالَ: قُلْتُ لأَبِي بَكْرٍ الخَطِيْب عِنْد قُدُوْمِي: أَنْتَ الحَافِظُ أَبُو بَكْرٍ؟ قَالَ: انْتَهَى الحِفْظ إِلَى الدَّارَقُطْنِيّ.
قَالَ ابْنُ الآبَنُوْسِيّ: كَانَ الحَافِظُ الخَطِيْب يَمْشِي وَفِي يَدِهِ جُزءٌ يُطَالعه.
وَقَالَ المُؤتَمَن: كَانَ الخَطِيْبُ يَقُوْلُ: مَنْ صَنّف فَقَدْ جَعَلَ عقله عَلَى طبق يَعرضه عَلَى النَّاسِ.
مُحَمَّدُ بنُ طَاهِرٍ: حَدَّثَنَا، مَكِّيُّ بنُ عبد السَّلاَم الرُّمَيْلِي قَالَ: كَانَ سَبَبُ خُرُوْج الخَطِيْب مِنْ دِمَشْقَ إِلَى صُوْر أَنَّهُ كَانَ يَخْتلف إِلَيْهِ صَبِيٌّ مليح فتكلم النَّاسُ فِي ذَلِكَ وَكَانَ أَمِيْرُ البَلَد رَافِضِيّاً مُتَعَصِّباً فَبلغته القِصَّةُ فَجَعَلَ ذَلِكَ سَبَباً إِلَى الفتكِ بِهِ فَأَمر صَاحِبَ شُرطته أَنْ يَأْخذ الخَطِيْبَ بِاللَّيْلِ فِيقتُلَهُ وَكَانَ صَاحِبُ الشُّرطَة سُنِّياً فَقصدهُ تِلْكَ اللَّيْلَة فِي جَمَاعَةٍ وَلَمْ يُمكنه أَنْ يُخَالِف الأَمِيْر فَأَخَذَهُ وَقَالَ: قَدْ أُمِرْتُ فِيك بكَذَا وَكَذَا وَلاَ أَجِدُ لَكَ حِيْلَةً إلَّا أَنِّي أَعبرُ بِك عِنْد دَار الشَّرِيْف ابْنِ أَبِي الجِنّ فَإِذَا حَاذيتُ الدَّار اقفِزْ وَادْخُل فَإِنِّي لاَ أَطلُبكَ وَأَرْجعُ إِلَى الأَمِيْر فَأَخْبِرُهُ بِالقِصَّة. فَفَعَل ذَلِكَ وَدَخَلَ دَار الشَّرِيْف فَأَرْسَل الأَمِيْرُ إِلَى الشَّرِيْف أَنْ يَبْعَثَ بِهِ فَقَالَ: أَيُّهَا الأَمِيْر! أَنْتَ تَعرف اعْتِقَادِي فِيْهِ وَفِي أَمثَاله وَلَيْسَ فِي قَتْلِهِ مصلحَة هَذَا مَشْهُوْرٌ بِالعِرَاقِ إِن قَتَلْتَه قُتِلَ بِهِ جَمَاعَة مِنَ الشِّيْعَة وَخُرِّبَتِ المَشَاهِد. قَالَ: فَمَا تَرَى؟ قَالَ: أَرَى أَنْ يَنْزَحَ مِنْ بَلَدك. فَأَمر بِإِخرَاجه فَرَاح إِلَى صُوْر وَبَقِيَ بِهَا مُدَّة.
قال أبو القاسم بن عَسَاكِرَ: سَعَى بِالخَطِيْب حُسَيْنُ بنُ عَلِيٍّ الدَّمَنْشِي إِلَى أَمِيْر الجُيُوْش فَقَالَ: هُوَ نَاصبِيُّ يَرْوِي فَضَائِل الصَّحَابَة وَفضَائِل العَبَّاس فِي الجَامِع.

(13/424)


وَرَوَى ابْنُ عَسَاكِر عَمَّنْ ذَكَرَهُ أَنَّ الخَطِيْب وَقَعَ إِلَيْهِ جُزءٌ فِيْهِ سَمَاعُ القَائِم بِأَمْرِ اللهِ فَأَخَذَهُ وَقصد دَارَ الخِلاَفَة وَطلب الإِذن في قراءته فقال الخَلِيْفَة: هَذَا رَجُل كَبِيْرٌ فِي الحَدِيْثِ وَلَيْسَ لَهُ فِي السَّمَاع حَاجَةٌ فَلَعَلَّ لَهُ حَاجَةً أَرَادَ أَنْ يَتَوَصَّلَ إِلَيْهَا بِذَلِكَ فَسلُوْهُ مَا حَاجتُهُ؟ فَقَالَ: حَاجَتِي أَنْ يُؤذن لِي أَنْ أُملِي بِجَامِع المَنْصُوْر. فَأَذِنَ لَهُ فَأَملَى.
قَالَ ابْنُ طَاهِر: سَأَلتُ هِبَةَ اللهِ بن عَبْدِ الوَارِثِ الشيرَازِي: هَلْ كَانَ الخَطِيْبُ كتَصَانِيْفه فِي الحِفْظِ؟ قَالَ: لاَ كُنَّا إِذَا سَأَلنَاهُ عَنْ، شَيْءٍ أَجَابْنَا بَعْد أَيَّام وَإِنْ أَلْحَحْنَا عَلَيْهِ غَضِبَ كَانَتْ لَهُ بَادرَة وَحشَة وَلَمْ يَكُنْ حَفِظهُ عَلَى قَدَر تَصَانِيْفه.
وَقَالَ أَبُو الحُسَيْنِ بنُ الطُّيورِي: أَكْثَر كُتُبُ الخَطِيْب سِوَى تَارِيخ بَغْدَاد مُسْتفَادَةٌ مِنْ كُتُبِ الصُّوْرِيّ كَانَ الصُّوْرِيُّ ابْتدَأَ بِهَا وَكَانَتْ لَهُ أُخْتٌ بِصُوْر خلَّف أَخُوْهَا عِنْدَهَا اثْنَيْ عَشَرَ عِدْلاً مِنَ الكُتُب فَحصَّل الخَطِيْبُ مِنْ كتبه أَشيَاء. وَكَانَ الصُّوْرِيُّ قَدْ قَسَّمَ أَوقَاتَهُ فِي نَيِّفٍ وَثَلاَثِيْنَ شَيْئاً.
قُلْتُ: مَا الخَطِيْبُ بِمُفتقر إِلَى الصُّوْرِيّ هُوَ أَحْفَظُ وَأَوسعُ رحلَة وَحَدِيْثاً وَمَعْرِفَة.
أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ بنُ الخلاَّل، أَخْبَرَنَا أَبُو الفَضْلِ الهَمْدَانِيّ، أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ السِّلَفِيُّ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ مرزوق الزعفراني، حدثنا الحافظ أبو بكر الخَطِيْب قَالَ: أَمَّا الكَلاَمُ فِي الصِّفَات فَإِنَّ مَا رُوِيَ مِنْهَا فِي السُّنَن الصِّحَاح مَذْهَبُ السَّلَف إِثبَاتُهَا، وَإِجرَاؤُهَا عَلَى ظوَاهرهَا وَنَفْيُ الكَيْفِيَة وَالتَّشبيه عَنْهَا وَقَدْ نَفَاهَا قَوْمٌ فَأَبطلُوا مَا أَثبَتَهُ الله وَحققهَا قَوْمٌ مِنَ المُثْبِتين فَخَرَجُوا فِي ذَلِكَ إِلَى ضَرْب مِنَ التَّشبيه وَالتَّكييف وَالقصدُ إِنَّمَا هُوَ سُلُوْك الطّرِيقَة المتوسطَة بَيْنَ الأَمرِيْن وَدينُ الله تَعَالَى بَيْنَ الغَالِي فِيْهِ وَالمُقصِّر عَنْهُ. وَالأَصْلُ فِي هَذَا أَنَّ الكَلاَم فِي الصِّفَات فَرْعُ الكَلاَم فِي الذَّات وَيُحتذَى فِي ذَلِكَ حَذْوُهُ وَمثَالُه فَإِذَا كَانَ معلُوْماً أَن إِثْبَاتَ رَبِّ العَالِمِين إِنَّمَا هُوَ إِثْبَاتُ وَجُوْدٍ لاَ إِثْبَاتُ كَيْفِيَة فَكَذَلِكَ إِثْبَاتُ صِفَاته إِنَّمَا هُوَ إِثْبَاتُ وَجُوْدٍ لاَ إِثْبَاتُ تحديدٍ وَتَكييف.
فَإِذَا قُلْنَا: للهِ يَد وَسَمْع: وَبصر فَإِنَّمَا هِيَ صِفَاتٌ أَثبتهَا الله لِنَفْسِهِ وَلاَ نَقُوْل: إِنَّ مَعْنَى اليَد القدرَة وَلاَ إِنَّ مَعْنَى السَّمْع: وَالبصر العِلْم وَلاَ نَقُوْل: إِنَّهَا جَوَارح. وَلاَ نُشَبِّهُهَا بِالأَيدي وَالأَسْمَاع وَالأَبْصَار الَّتِي هِيَ جَوَارح وَأَدوَاتٌ لِلفعل وَنَقُوْلُ: إِنَّمَا وَجب إِثبَاتُهَا لأَنَّ التَّوقيف وَردَ بِهَا وَوجب نَفِيُ التَّشبيه عَنْهَا لِقَوْلِهِ: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} [الشُّوْرَى:11] {وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَد} [الإِخلاَص:4] .

(13/425)


قَالَ ابْنُ النَّجَّار: وُلِدَ الخَطِيْبُ بقَرْيَة مِنْ أَعْمَالِ نَهْر الْملك، وَكَانَ أَبُوْهُ خَطِيْباً بدَرْزِيجَان وَنَشَأَ هُوَ بِبَغْدَادَ وَقرَأَ القِرَاءات بِالروَايَات وَتَفَقَّهَ عَلَى الطَّبَرِيّ وَعلق عَنْهُ شَيْئاً مِنَ الخلاَف إِلَى أَنْ قَالَ: وَرَوَى عَنْهُ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ بنِ خَيْرُوْنَ وَأَبُو سَعْدٍ أَحْمَدُ بن محمد الزوزني ومفلح بن أَحْمَدَ الدومِي وَالقَاضِي مُحَمَّدُ بنُ عُمَرَ الأُرْمَوِيّ وَهُوَ آخِرُ مَنْ حَدَّثَ عَنْهُ يَعْنِي بِالسَّمَاع.
وَرَوَى عَنْهُ بِالإِجَازَة طَائِفَةٌ عددتُ فِي "تَارِيخ الإِسْلاَم" آخرُهم مَسْعُوْد بن الحَسَنِ الثَّقَفِيّ ثُمَّ ظَهرت إِجَازتُه لَهُ ضَعِيْفَةٌ مطعوناً فِيْهَا فَلْيُعْلَم ذَلِكَ.
وَكِتَابَة الخَطِيْبِ مليحَةٌ مُفسَّرَةٌ كَامِلَةُ الضَّبط بِهَا أَجزَاء بِدِمَشْقَ رَأَيَّتُهَا. وَقَرَأْت بخطِّه: أَخْبَرَنَا، عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ السِّمْسَار، أَخْبَرْنَا ابْنُ المُظفر، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ الحجَاج، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بنُ نُوْحٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ عِيْسَى، سَمِعْتُ يَزِيْدَ بنَ هَارُوْنَ يَقُوْلُ: مَا عَزَّتِ النِيَّةُ فِي الحَدِيْثِ إلَّا لِشرفه.
قَالَ أَبُو مَنْصُوْرٍ عَلِيُّ بنُ عَلِيٍّ الأَمِيْن: لَمَّا رَجَعَ الخَطِيْبُ مِنَ الشَّام كَانَتْ لَهُ ثروَةٌ مِنَ الثِّيَاب وَالذَّهب وَمَا كَانَ لَهُ عَقِبٌ فَكَتَبَ إِلَى القَائِم بِأَمْرِ اللهِ: إِن مَالِي يَصِيْرُ إِلَى بَيْت مَال فَائذنْ لِي حَتَّى أُفَرِّقَهُ فِيْمَنْ شِئْتُ. فَأَذنَ لَهُ فَفَرَّقهَا عَلَى المُحَدِّثِيْنَ.
قَالَ الحَافِظُ ابْنُ نَاصِرٍ: أَخْبَرتَنِي أُمِّي أَن أَبِي حدثهَا قَالَ: كُنْتُ أَدخل عَلَى الخَطِيْب وَأُمَرِّضه فَقُلْتُ لَهُ يَوْماً: يَا سَيِّدي! إِنَّ أَبَا الفَضْل بنَ خَيْرُوْنَ لَمْ يُعْطنِي شَيْئاً مِنَ الذَّهب الَّذِي أَمرتَه أَنْ يُفرِّقه عَلَى أَصْحَابِ الحَدِيْث. فَرَفَعَ الخَطِيْبُ رَأْسَه مِنَ المخدَة وَقَالَ: خُذْ هذه الخرقة بارك الله لَكَ فِيْهَا. فَكَانَ فِيْهَا أَرْبَعُوْنَ دِيْنَاراً فَأَنفقتُهَا مُدَّة فِي طَلَبِ العِلْمِ.
وَقَالَ مَكِّيّ الرُّمِيْلِي: مرض الخَطِيْبُ فِي نِصْفِ رَمَضَان إِلَى أَنِ اشتدَّ الحَالُ بِهِ فِي غُرَّة ذِي الحِجَّةِ وَأَوْصَى إِلَى ابْنِ خَيْرُوْنَ وَوَقَّفَ كتبَهُ عَلَى يَده وَفرَّقَ جمِيْعَ مَاله فِي وُجُوه البِرِّ وَعَلَى المُحَدِّثِيْنَ وَتُوُفِّيَ فِي رَابع سَاعَة مَنْ يَوْم الاَثْنَيْن سَابعِ ذِي الحِجَّةِ مِنْ سَنَةِ ثَلاَثٍ وَسِتِّيْنَ ثُمَّ أُخرج بُكْرَةَ الثُّلاَثَاء وَعبرُوا بِهِ إِلَى الجَانب الغربِي وَحضره القُضَاةُ وَالأَشْرَافُ وَالخلق. وَتَقدَّم فِي الإِمَامَة أَبُو الحُسَيْنِ بنُ الْمُهْتَدي بِاللهِ فَكَبَّرَ عَلَيْهِ أَرْبَعاً وَدُفِنَ بِجنب قَبْر بِشرٍ الحَافِي.
وَقَالَ ابْنُ خَيْرُوْنَ: مَاتَ ضَحْوَةَ الاَثْنَيْن وَدُفِنَ بِبَابِ حَرْب. وَتَصدَّق بماله وهو مائتا دِيْنَار، وَأَوْصَى بِأَنَّ يُتَصَدَّق بِجمِيْع ثيَابه، وَوَقَفَ جمِيْع كتبه، وَأُخْرَجت جِنَازَته مِنْ حُجْرَة تلِي النّظَامِيَّة، وَشَيَّعَهُ الفُقَهَاءُ وَالخلقُ، وَحملُوْهُ إِلَى جَامِع المَنْصُوْر، وَكَانَ بَيْنَ يَدي الجَنَازَة

(13/426)


جَمَاعَةٌ يَنَادُوْنَ: هَذَا الَّذِي كَانَ يَذُبُّ عَنِ، النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- الكذبَ هَذَا الَّذِي كَانَ يَحفظُ حَدِيْثَ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-. وَخُتِمَ عَلَى قَبْرِهِ عِدَّة ختمات.
وَقَالَ الكَتَّانِي فِي "الوفِيَات": وَرد كِتَابُ جَمَاعَة أَنَّ الحَافِظ أَبَا بَكْرٍ تُوُفِّيَ فِي سَابع ذِي الحِجَّةِ وَحَمَلَ جِنَازَته الإِمَامُ أَبُو إِسْحَاقَ الشيرَازِي. وَكَانَ ثِقَةً حَافِظاً مُتْقِناً متحرِياً مُصَنّفاً.
قَالَ أَبُو البَرَكَات إِسْمَاعِيْل ابْنُ أَبِي سَعْدٍ الصُّوْفِيّ: كَانَ الشَّيْخُ أَبُو بَكْرٍ ابْن زَهْرَاء الصُّوْفِيّ بِرباطِنَا قَدْ أَعدَّ لِنَفْسِهِ قَبْراً إِلَى جَانب قَبْر بشر الحَافِي وَكَانَ يَمضِي إِلَيْهِ كُلّ أُسْبُوْع مرَّةً وَيَنَامُ فِيْهِ وَيَتلو فِيْهِ القُرْآن كُلَّهُ فَلَمَّا مَاتَ أَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ كَانَ قَدْ أَوْصَى أَنْ يُدفن إِلَى جَنْبِ قَبْر بشر فَجَاءَ أَصْحَاب الحَدِيْث إِلَى ابْنِ زَهْرَاء وَسَأَلُوْهُ أَنْ يَدفنُوا الخَطِيْب فِي قَبْره وَأَنَّ يُؤثره بِهِ فَامْتَنَعَ وَقَالَ: مَوْضِعٌ قَدْ أَعددتُه لِنَفْسِي يُؤْخَذ مِنِّي!. فَجَاؤُوا إِلَى وَالِدي وَذكرُوا لَهُ ذَلِكَ فَأَحضر ابْنَ زَهْرَاء وَهُوَ أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بنُ عَلِيٍّ الطُّرَيْثِيْثِيّ فَقَالَ: أَنَا لاَ أَقُوْل لَكَ أَعْطهم القَبْر وَلَكِنْ أَقُوْل لَكَ: لَوْ أَنَّ بشراً الحَافِي فِي الأَحْيَاء وَأَنْتَ إِلَى جَانبه فَجَاءَ أَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ ليقْعد دُونك أَكَانَ يَحسُن بِك أَنْ تَقعدَ أَعْلَى مِنْهُ؟ قَالَ: لاَ بَلْ كُنْت أُجْلِسُهُ مَكَانِي. قَالَ: فَهَكَذَا يَنْبَغِي أَنْ تَكُوْن السَّاعَةَ. قَالَ: فَطَابَ قَلْبُه وَأَذِن.
قَالَ أَبُو الفَضْلِ بنُ خَيْرُوْنَ: جَاءنِي بَعْضُ الصَّالِحِيْنَ وَأَخْبَرَنِي لما مات الخَطِيْب أَنَّهُ رَآهُ فِي النَّوْمِ فَقَالَ لَهُ: كَيْفَ حَالك؟ قَالَ: أَنَا فِي روح وَرَيْحَان وَجنَّةِ نَعيم.
وَقَالَ أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ الحُسَيْنِ بنِ جَدَّا: رَأَيْتُ بَعْد مَوْتِ الخَطِيْب كَأَنَّ شَخْصاً قَائِماً بِحِذَائِي فَأَردتُ أَنْ أَسَأَلَهُ عَنْ، أَبِي بَكْرٍ الخَطِيْب فَقَالَ لِي ابْتدَاءً: أُنزل وَسط الجَنَّة حَيْثُ يَتعَارِفُ الأَبرَار. رَوَاهَا البردَانِي فِي كِتَابِ المَنَامَات عَنْهُ.
قَالَ غِيثٌ الأَرْمنَازِي: قَالَ مَكِّيُّ الرُّمِيْلِي: كُنْتُ نَائِماً بِبَغْدَادَ فِي رَبِيْعٍ الأَوَّلِ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَسِتِّيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة فَرَأَيْتُ كَأَنَا اجْتمَعَنَا عِنْد أَبِي بَكْرٍ الخَطِيْب فِي مَنْزِلِهِ لقِرَاءة التَّارِيْخ عَلَى العَادَة فَكَأَنَّ الخَطِيْب جَالِسٌ وَالشَّيْخ أَبُو الفَتْحِ نَصْرُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ المَقْدِسِيّ عَنْ، يَمِيْنه وَعَنْ يَمِيْن نَصْرٍ رَجُلٌ لَمْ أَعْرفه فَسَأَلت عَنْهُ فَقِيْلَ: هَذَا رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- جَاءَ ليسمع: التَّارِيْخ فقُلْتُ فِي نَفْسِي: هَذِهِ جَلاَلَةٌ لأَبِي بَكْرٍ إِذْ يَحضر رَسُوْلُ اللهِ مَجْلِسه وَقُلْتُ: هَذَا ردٌّ لِقَوْل مَنْ يَعيب التَّارِيْخ وَيذكر أَن فِيْهِ تحَامِلاً عَلَى أَقْوَام.
قَالَ أَبُو الحَسَنِ مُحَمَّدُ بنُ مَرْزُوْق الزَّعْفَرَانِيّ: حَدَّثَنِي الفَقِيْهُ الصَّالِحُ حسنُ بنُ أَحْمَدَ البَصْرِيّ قَالَ: رَأَيْتُ الخَطِيْبُ فِي المَنَامِ وَعَلَيْهِ ثِيَابٌ بيضٌ حِسَان وَعِمَامَةٌ بيضَاء وَهُوَ فَرحَانُ يَتبسَّمُ فَلاَ أَدْرِي قُلْتُ: مَا فَعَلَ اللهُ بِكَ؟ أَوْ هُوَ بدَأَنِّي فَقَالَ: غَفَرَ اللهُ لِي أَوْ رحمنِي، وَكُلّ

(13/427)


مَنْ يَجِيْءُ فَوَقَعَ لِي أَنَّهُ يَعْنِي بِالتَّوحيد إِلَيْهِ يَرحمُه أَوْ يغْفر لَهُ فَأَبشِرُوا وَذَلِكَ بعد وفاته بأيام.
قَالَ المُؤتَمن: تحَامِلتِ الحنَابلَةُ عَلَى الخَطِيْب حَتَّى مَال إِلَى مَا مَال إِلَيْهِ.
قُلْتُ: تَنَاكد ابْنُ الجَوْزِيِّ رَحِمَهُ اللهُ وَغضَّ مِنَ الخَطِيْبِ وَنسبه إِلَى أَنَّهُ يَتَعَصَّبُ عَلَى أَصْحَابنَا الحنَابلَة.
قُلْتُ: لَيْتَ الخَطِيْبَ تركَ بَعْض الحطِّ عَلَى الكبار فلم يروه.
قال أبو سعد السمع: اني: لِلْخطيب سِتَّةٌ وَخَمْسُوْنَ مُصَنّفاً: التَّارِيْخ مائَة جُزْء وَسِتَّة أَجزَاء. شرف أَصْحَاب الحَدِيْث ثَلاَثَة أَجزَاء الجَامِع خَمْسَةَ عَشَرَ جُزْءاً الكفَايَة ثَلاَثَةَ عَشَرَ جزءًا السابق وَاللاَحق عَشْرَة أَجزَاء الْمُتَّفق وَالمفترق ثَمَانِيَةَ عشرَ جُزْءاً الْمُكمل فِي الْمُهْمل سِتَّة أَجزَاء غنيَة الْمُقْتَبس فِي تَمِييز الْمُلْتَبس مِنْ وَافقت كُنْيَته اسْم أَبِيْهِ الأَسْمَاء المبهمَة مُجَلَّد الْموضح أَرْبَعَةَ عَشَرَ جُزْءاً منْ حَدَّثَ وَنسِي جُزء التطفِيل ثَلاَثَة أَجزَاء القُنُوت ثَلاَثَة أَجزَاء الرُّوَاة عَنْ، مالك ستة أجزاء الفَقِيْه وَالمتفقه مُجَلَّد تَمِييز مُتَّصِل الأَسَانِيْد مُجَلد الْحِيَل ثَلاَثَة أَجزَاء الإِنبَاء عَنِ، الأَبْنَاء جُزْء الرّحلَة جُزْء الاحْتِجَاج بِالشَّافِعِيّ جُزْء البخلاَء فِي أَرْبَعَة أَجزَاء المُؤتنف فِي تَكمِيْل المُؤتلف "كِتَاب البسملَة وَأَنَّهَا مِنَ الفَاتِحَة" "الْجَهْر بِالبسملَة" جُزآن مقُلُوْب الأَسْمَاء وَالأَنسَاب مُجَلَّد "جُزْء اليَمِين مَعَ الشَّاهد" "أَسْمَاء المُدَلِّسين" "اقتضَاء العِلْم الْعَمَل"، "تَقييد العلم" ثلاثة أجزاء القول في النُّجُوْم جُزء رِوَايَة الصَّحَابَة عَنْ، تَابِعِيّ جُزْء صَلاَة التّسبيح جُزْء مُسْنَد نُعَيْم بن حَمَّاد جُزْء النَّهْي عَنْ، صَوْم يَوْم الشّك إِجَازَة الْمَعْدُوم وَالمَجْهُول جُزْء مَا فِيْهِ سِتَّة تَابعيون جُزْء.
وَقَدْ سرد ابْنُ النَّجَّار أَسْمَاء تَوَالِيف الخَطِيْب وَزَادَ أَيْضاً لَهُ: مُعْجَم الرُّوَاة عَنْ، شُعْبَةَ ثَمَانِيَة أَجزَاء المُؤتلف وَالمختلف أَرْبَعَة وَعِشْرُوْنَ جُزْءاً حَدِيْث مُحَمَّد بن سُوْقَةَ أَرْبَعَة أَجزَاء المسلسلاَت ثَلاَثَة أَجزَاء الربَاعِيَات ثَلاَثَة أَجزَاء طرق قبض العِلْم ثَلاَثَة أَجزَاء غسل الجُمُعَة ثَلاَثَة أَجزَاء "الإِجَازَة لِلمَجْهُول".
أَنشدنِي أَبُو الحُسَيْنِ الحَافِظ أَنشدنَا جَعْفَرُ بنُ مُنِيْر أَنشدنَا السِّلَفِيّ لِنَفْسِهِ.
تَصَانِيْفُ ابْنِ ثابتٍ الخَطِيْبِ ... أَلَذُّ مِنَ الصِّبَا الغَضِّ الرَّطِيْبِ
يَرَاهَا إِذْ رَوَاهَا مَنْ حَوَاهَا ... رِيَاضاً لِلفتَى اليَقِظِ اللَّبِيْبِ

(13/428)


وَيَأْخُذُ حُسْنُ مَا قَدْ صَاغَ مِنْهَا ... بِقَلْبِ الحَافِظِ الفَطِنِ الأَرِيْبِ
فَأَيَّةُ راحةٍ وَنَعِيْمِ عيشٍ ... يوازي كتبها بل أيّ طيب
رواها السمع: اني فِي تَارِيْخِهِ عَنْ، يَحْيَى بنِ سعدُوْنَ عَنِ، السِّلَفِيّ.
أَخْبَرَنَا أَبُو الغَنَائِمِ المُسَلَّم بنُ مُحَمَّدٍ وَمُؤَمَّلُ بنُ مُحَمَّدٍ كِتَابَةً قَالاَ: أَخْبَرَنَا، زَيْدُ بنُ الحَسَنِ أَخْبَرَنَا، أَبُو مَنْصُوْرٍ القَزَّازُ أَخْبَرَنَا، أَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ أَخْبَرَنَا، أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ الأَهْوَازِيّ أَخْبَرَنَا، مُحَمَّدُ بنُ جَعْفَرٍ المطيرِي حَدَّثَنَا، الحَسَنُ بنُ عَرَفَةَ حَدَّثَنَا، زَكَرِيَّا بنُ يَحْيَى بنِ أَبِي زَائِدَةَ عَنْ، عبيدِ الله بن عُمَرَ عَنْ، أُسَامَةَ بنِ زَيْدٍ عن، عراك بن مالك عَنْ، أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ، النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "لَيْسَ فِي الخَيْلِ وَالرَّقِيْقِ زَكَاةٌ إلَّا أَنَّ في الرقيق صدقة الفطر" 1.
وَبِهِ: قَالَ الخَطِيْبُ: أَخْبَرَنَا، عَلِيُّ بنُ القَاسِمِ الشَّاهد مِنْ حِفْظِهِ حَدَّثَنَا، أَبُو رَوْق الهِزانِي حَدَّثَنَا، أَبُو حَفْصٍ عَمْرُو بنُ عَلِيٍّ سَنَةَ سبع وأربعين ومائةين حَدَّثَنَا، مُعْتَمِر عَنْ، أَبِيْهِ عَنْ، أَنَس قَالَ: كَانَتْ أُمُّ سُلَيْم مَعَ نِسْوَةٍ مِنْ نسَاء النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي سَفَرٍ وَكَانَ حَادِيهم يُقَالَ لَهُ: أَنْجَشَةُ فَنَادَاهُ النَّبِيّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "رُوَيْداً يَا أَنْجَشَةُ سَوْقَك بِالقَوَارِيرِ" 2.
قَالَ أَبُو الخَطَّاب بن الجَرَّاحِ المُقْرِئ يَرْثِي الخَطِيْب بِأَبيَات مِنْهَا:
فَاقَ الخَطِيْبُ الوَرَى صِدْقاً وَمَعْرِفَةً ... وَأَعْجَزَ النَّاسَ فِي تَصْنِيْفِهِ الكُتُبَا
حَمَى الشَّرِيعَةِ مِنْ غاوٍ يُدَنِّسُهَا ... بِوَضْعِهِ وَنفَى التَّدْلِيْسَ وَالكَذِبَا
جَلَى مَحَاسِن بَغْدَادَ فَأَوْدَعَهَا ... تاريخه مخلصًا لله محتسبا
وقال في النّاس بالقسطاط مُنْحَرِفاً ... عَنِ الهَوَى وَأَزَالَ الشَّكَّ وَالرِّيَبا
سَقَى ثَرَاكَ أَبَا بكرٍ عَلَى ظمأٍ ... جونٌ ركامٌ تَسُحُّ الوَاكَفَ السَّرِبا
وَنِلْتَ فَوْزاً وَرِضْوَاناً وَمَغْفِرَةً ... إِذَا تَحَقَّقَ وَعدُ اللهِ وَاقْتَرَبا
يَا أَحْمَدَ بنَ عليٍّ طِبْتَ مُضْطَجَعاً ... وَبَاءَ شَانِيكَ بِالأَوْزَارِ مُحْتَقِبا
وَللخطيب نَظْمٌ جَيِّد، فَرَوَى المُبَارَك بن الطيوري عنه لنفسه:
__________
1 صحيح: أخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" "14/ 114"، وأخرجه البخاري "1463"، ومسلم "982"، وأبو داود "1594"، و "1595"، والنسائي "5/ 35"، وابن ماجه "1812".
2 صحيح: أخرجه الخطيب "في تاريخ بغداد" "12/ 208".
وأخرجه البخاري "6149"، ومسلم "2323"، وأحمد "3/ 107 و 117 و 186".

(13/429)


تَغَيَّبَ الخَلْقُ عَنْ، عَيْنِي سِوَى قمرٍ ... حَسْبِي من الخلق طرًّا ذَلِكَ القَمَرُ
مَحَلُّهُ فِي فُؤَادِي قَدْ تَمَلَّكَهُ ... وَحَازَ رُوحِي فَمَا لِي عَنْهُ مُصْطَبَرُ
وَالشَّمْسُ أَقْرَبُ مِنْهُ فِي تَنَاوُلهَا ... وَغَايَةُ الحظِّ مِنْهُ لِلورَى نَظَرُ
وَدِدتُ تَقبيلَه يَوْماً مُخَالسَةً ... فَصَارَ مِنْ خَاطرِي فِي خَدِّهِ أَثَرُ
وَكَمْ حليمٍ رَآهُ ظَنَّهُ مَلَكاً ... وَرَدَّدَ الفِكْرَ فِيْهِ أَنَّهُ بَشَرُ
قَالَ غِيثُ بنُ عَلِيّ: أَنشدنَا الخَطِيْب لِنَفْسِهِ:
إِنْ كُنْتَ تَبغِي الرَّشَادَ مَحْضاً ... لأَمْرِ دنياك والمعاد
فَخَالِفِ النَفْسَ فِي هَوَاهَا ... إِنَّ الهَوَى جَامِعُ الفَسَادِ
أَبُو القَاسِمِ النَّسِيْب: أَنشدنَا أَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ لِنَفْسِهِ:
لاَ تَغْبِطَنَّ أَخَا الدُّنْيَا لِزُخْرُفِهَا ... وَلاَ لِلَذَّةِ وقتٍ عَجَّلَتْ فَرحَا
فَالدَّهْرُ أَسرَعُ شيءٍ فِي تَقَلُّبِهِ ... وَفِعْلُهُ بيّنٌ لِلْخَلْقِ قَدْ وَضَحَا
كَمْ شاربٍ عَسَلاً فِيْهِ مَنِيَّتُهُ ... وَكمْ تَقَلَّدَ سَيْفاً مَنْ بِهِ ذُبِحَا
وَمَاتَ مَعَ الخَطِيْب حَسَّانُ بنُ سَعِيْدٍ المَنِيْعِيّ وَأَبُو الوَلِيْدِ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ زِيدُوْنَ شَاعِر الأَنْدَلُس وَأَبُو سَهْلٍ حَمْدُ بنُ وَلْكيز بِأَصْبَهَانَ وَعبد الوَاحِد بن أَحْمَدَ المَلِيْحِي وَأَبُو الغَنَائِمِ مُحَمَّد بن عَلِيٍّ الدَّجَاجِي وَأَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ أَبِي الهَيْثَمِ التُّرَابِي بِمَرْو وَأَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بنُ وشَاح الزَّيْنَبِيّ وَالحَافِظُ أَبُو عُمَرَ بنُ عَبد البَر وَأَبُو طَاهِرٍ أحمد ابن مُحَمَّدٍ العُكْبَرِيّ عَنْ، ثَلاَث وَسَبْعِيْنَ سَنَةً وَهُوَ أخو أبي منصور النديم وَشيخُ الشِّيْعَة أَبُو يَعْلَى مُحَمَّدُ بنُ حَسَنِ بنِ حَمْزَةَ الطَّالكِي الجَعْفَرِيّ؛ صِهر الشَّيْخ المُفِيد.

(13/430)


4230- الدربندي 1:
الشَّيْخُ الإِمَامُ الحَافِظُ الجَوَّالُ أَبُو الوَلِيْدِ الحَسَنُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيٍّ البَلْخِيُّ الدَّرْبَنْدِيُّ.
سَمِعَ: أَبَا عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدَ بنَ أَحْمَدَ غُنجَار وَنَحْوهُ بِبُخَارَى وَأَبَا الحُسَيْنِ بنَ بِشْرَان وَطَبَقَته بِبَغْدَادَ وَالشَّيْخ العَفِيْف عَبْدَ الرَّحْمَنِ بن أَبِي نَصْرٍ وَنَحْوهُ بِدِمَشْقَ وَأَبَا زَكَرِيَّا المُزَكِّي وَأَبَا بَكْرٍ الحِيْرِيّ بِنَيْسَابُوْرَ وَأَبَا عُمَر الهَاشِمِيّ بِالبَصْرَةِ، وَابْن نَظيف الفَرَّاء بِمِصْرَ.
حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ وَأَبُو عَلِيٍّ الحَدَّادُ وَأَبُو عَبْدِ اللهِ الفرَاوِي وَعبدُ الْمُنعم بنُ القُشَيْرِيّ، وَزَاهِر الشحَّامِي، وَآخَرُوْنَ.
قَالَ ابْنُ النَّجَّار: رَحل مِنْ بُخَارَى إِلَى إِسكندرِيَّة وَهُوَ مُكْثِرٌ صَدُوْقٌ لَكنه رديءُ الخطّ. لَمْ يَكُنْ لَهُ كَبِيْرُ مَعْرِفَةٍ بالحديث. سمع: ببلخ من علي ابن أَحْمَدَ الخُزَاعِيّ وَبِنَيْسَابُوْرَ مِنْ أَبِي زَكَرِيَّا المُزَكِّي وَبهرَاة مِنَ القَاضِي أَبِي مَنْصُوْرَ الأَزْدِيّ وَبإِستِرَابَاذ مِنْ بُنْدَار بن مُحَمَّدٍ وَبِالبَصْرَةِ مِنَ القَاضِي أَبِي عُمَرَ الهَاشِمِيّ وَبمصر مِنْ أَبِي عَبْدِ الله بن نظيف.
وَقَالَ عبد الغَافِر فِي تَارِيْخِهِ: طَوَّف أَبُو الوَلِيْدِ البِلاَد وَحَصَّل الأَسَانِيْد وَالغَرَائِب.
قُلْتُ: مَاتَ بِسَمَرْقَنْدَ فِي رَمَضَانَ سَنَةَ سِتٍّ وَخَمْسِيْنَ وَأَرْبَع مائَة.
قَالَ عبد الغَافِر فِي "السيَاق": أَبُو الوَلِيْدِ الدَّرْبَنْدي الصُّوْفِيّ المُحَدِّث مِنَ المَشَايِخ الجَوَّالِين فِي الحَدِيْثِ.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ هِبَةِ اللهِ أَنْبَأَنَا أَبُو رَوْحٍ البَزَّاز أَخْبَرَنَا، زَاهِر أَخْبَرَنَا، أَبُو الوَلِيْدِ الحَسَنُ بنُ مُحَمَّدٍ أَخْبَرَنَا، أَبُو القَاسِمِ حسنُ بنُ مُحَمَّدٍ الأَنْبَارِيّ أَخْبَرَنَا، مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ المِسْوَر حَدَّثَنَا، المِقْدَامُ بنُ داود حدثنا، علي ابن مَعْبَد حَدَّثَنَا، إِسْمَاعِيْلُ بنُ جَعْفَرٍ عَنْ، عَمْرِو بنِ أَبِي عَمْرٍو عَنْ، عَبْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الأَشْهَلِيّ عَنْ، حُذَيْفَةَ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَتَأْمُرُنَّ بِالمَعْرُوْفِ وَتَنْهَونَّ عَنِ، المُنْكَر أَوْ ليُوْشِكَنَّ الله أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُم عَذَاباً مِنْ عنده ثم لتدعنه فلا يستجيب لكم" 2.
__________
1 ترجمته في تذكرة الحفاظ "3/ ترجمة 1017"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 301".
2حسن لغيره: أخرجه الترمذي "2169" من طريق عبد العزيز بن محمد، عن عمرو بن أبي عمرو، به. وقال الترمذي: هذا حديث حسن.
قلت: بل إسناده ضعيف، آفته عبد الله بن عبد الرحمن الأنصاري الأشهلي، فإنه مجهول. لذا قال الحافظ في "التقريب": "مقبول". أي عند المتابعة.
وله شاهد من حديث عائشة: أخرجه أحمد "6/ 159"، وابن ماجه "4004"، والبزار "3304" و "3305" من طريق عمرو بن عثمان بن هانيء، عن عاصم بن عمر بن عثمان، عن عروة، عن عائشة مرفوعا بلفظ: "مروا بالمعروف، وانهوا عن المنكر، قبل أن تدعوا فلا يستجاب لكم" واللفظ لابن ماجه.
قلت: إسناده ضعيف، آفته عاصم بن عمر بن عثمان، فإنه مجهول كما قال الحافظ في "التقريب" لكن الحديث يرتقي للحسن بمجموع طريقيه والله تعالى أعلم.

(13/431)


ابن عليك، أبو الفرج الجريري:
4231- ابن عليك 1:
الشَّيْخُ الإِمَامُ الفَاضِلُ، أَبُو القَاسِمِ؛ عَلِيُّ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ الحَسَنِ ابْن عَلِيَّكَ النَّيْسَابُوْرِيُّ.
مِنْ أَوْلاَد المَشَايِخ كَثِيْرُ الأَسفَار. نَزل أَصْبَهَان مُدَّة وَحَدَّثَ بِهَا وَبأَذْرَبِيْجَان وَبغدَاد.
حَدَّثَ عَنْ: أبي الحسين الخفاف ومحمد بن الحسين العلوي وَأَبِي نُعَيْمٍ عَبْدِ الْملك الإِسفرَايينِي وَأَبِي عَبْدِ اللهِ الحَاكِم وَحَمْزَة المُهَلَّبِيّ وَعبد الرَّحْمَن بن أَبِي إِسْحَاقَ المزكِّي.
وَعَنْهُ: أَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ وَقَالَ: كَانَ صَدُوْقاً. وَسَعِيْدُ بنُ أَبِي الرَّجَاءِ وَأَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ البَاقِي وَأَبُو سَعْدٍ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ البَغْدَادِيّ وَإِسْمَاعِيْلُ بنُ مُحَمَّدٍ التَّيْمِيّ وَأَحْمَدُ بنُ عُمَرَ النَّاتَانِي المُقْرِئ شَيْخ لِلسِّلَفِيِّ وَآخَرُوْنَ.
قَالَ ابْنُ نَقطَة: سَمِعَ: مِنْهُ ابْن مَاكُوْلاَ وَالمُؤْتَمن السَّاجِيّ.
وَقَالَ النَّاتَانِي: قَدِمَ عَلَيْنَا تَفلَيْسَ وَحَدَّثَنَا عَنِ، الخفَّاف وَبِهَا تُوُفِّيَ.
قَالَ السَّمْعَانِيّ: قُلْتُ لإِسْمَاعِيْل بن مُحَمَّدٍ فَقَالَ: كَتَبْتُ عَنْهُ وَلَهُ سَمَاع وَلأَبِيْهِ حفظ. وكان سيء الرَّأْي فِيْهِ. وَسَمِعْتُ مُحَمَّدَ بنَ أَبِي نَصْرٍ اللَّفْتُوَانِي يَقُوْلُ: كَانَ أَبُو القَاسِمِ بنُ عَلِيَّك عَلَى أَوقَافِ الجَامِع بِأَصْبَهَانَ فَحوسب فَانْكَسَرَ عَلَيْهِ مَالٌ وَكَانَ لِلوقف دُكَانَ حلوَانِي أَخَذَ مِنْ سَاكنهَا حَلاَوَةٌ كَبِيْرَة فَكَانُوا يَضحكُوْن وَيَقُوْلُوْنَ: نَرَى الجَامِع أَكل الحَلاَوَة.
وَسَأَلت أَبَا سَعْد بن البَغْدَادِيّ عَنْهُ فَقَالَ: كَانَ فَاضِلاً مَا سَمِعْتُ فِيْهِ إلَّا خَيراً وَكَانَ أَبُوْهُ مُحَدِّثَا وَمَا سَمِعْتُ قَدْحاً فِي سَمَاعَاته وَكَتَبَ عَنْهُ الجَمُّ الغفِير مُسْنَد أَبِي عَوَانَة إلَّا أَنَّهُ كَانَ أَشعرِياً.
قُلْتُ: أَجَاز لابْنِ نَاصِر الحَافِظ وَمَاتَ فِي رَجَب سَنَةَ ثَمَانٍ وَسِتِّيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة.
4232- أبو الفرج الجريري 2:
الشَّيْخُ الجَلِيْلُ المَأْمُوْنُ الصَّدْرُ أَبُو الفَرَجِ عَلِيُّ بن محمد بن علي بن محمد بن عَبْدِ الحَمِيْدِ البَجَلِيُّ الجَرَيْرِيُّ الهَمَذَانِيُّ. مِنْ أَوْلاَد جَرِيْرِ بنِ عَبْدِ اللهِ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ-.
__________
1 ترجمته في تاريخ بغداد "12/ 33"، والإكمال لابن ماكولا "6/ 262"، والعبر "3/ 267"، وتبصير المنتبه "3/ 966"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 330".
2 ترجمته في الإكمال لابن ماكولا "2/ 206"، والأنساب للسمعاني "3/ 242".

(13/432)


حدث بسنن أَبِي دَاوُدَ عَنْ، أَبِي بَكْرٍ بنِ لاَل وَحَدَّثَ عَنْ، أَبِيْهِ وَأَحْمَدَ بنِ تُركَانَ وَأَحْمَدَ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الشيرَازِي الحَافِظ وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بن عُمَرَ بنِ أَبِي اللَّيْث وَعَلِيِّ بن أَحْمَدَ بنِ عَبْدَان وَأَبِي القَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عُبَيْدِ اللهِ الحُرْفِيّ وَمُحَمَّدِ بنِ الحُسَيْنِ بنِ يُوْسُفَ الصَّنْعَانِيّ وَأَحْمَد بن عَلِيِّ بنِ عمشليق الجعفري.
قَالَ شِيْرَوَيْه: سَمِعْتُ مِنْهُ عَامَّة مَا مرَّ لَهُ. قَالَ: وَكَانَ ثِقَةً عَدْلاً مِنْ بَيْت الإِمَارَة وَالعِلْمِ. وَكَانَ أَحَدَ تُنَّاء1 بلدنَا.
قُلْتُ: وحدث عنه هبة الله بن أُخْت الطَّوِيْل وَأَحْمَدُ بنُ سَعْدٍ العِجْلِيّ وَجَمَاعَة.
قَالَ شِيْرَوَيْه: تُوُفِّيَ فِي ثَامن وَعِشْرِيْنَ رَمَضَان سَنَة ثَمَانٍ وَسِتِّيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة وَسَمِعْتُهُ يَقُوْلُ: ولدت سنة سبع وثمانين وثلاث مائة.
__________
1 التناء: مفردها تانيء، وهو الدهقان، رئيس الإقليم.

(13/433)


عبد الحق، عائشة بنت حسن:
4233- عبد الحق 1:
ابن محمد بن هارون الإِمَامُ شَيْخُ المَالِكِيَّة أَبُو مُحَمَّدٍ السَّهْمِيُّ الصَّقَلِيُّ.
تَفقَّه عَلَى أَبِي بَكْرٍ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَأَبِي عِمْرَانَ الفَاسِي وَالأَجْدَابِي وَحَجّ فَلقِي عَبْد الوَهَّابِ؛ صَاحِب التَّلْقِين. وَأَبَا ذَرٍّ الهَرَوِيّ.
وَلَهُ كتب مِنْهَا: النّكت وَالفرُوْق لمَسَائِل المدونَة. وَكِتَاب تهذيب الطَّالب وَأَلّف عقيدَة وَتَخَرَّج بِهِ أَئِمَّة.
مَاتَ بِالإِسْكَنْدَرِيَّة سَنَة سِتٍّ وَسِتِّيْنَ وَأَرْبَع مائَة.
وَقَدْ حَجَّ مَرَّات وَنَاظر بِمَكَّةَ أَبَا المعَالِي إِمَام الحَرَمَيْنِ وَبَاحَثه. وَهُوَ مَوْصُوْف بِالذّكَاء وَحُسن التَّصنِيف وَلَهُ اسْتدرَاكٌ عَلَى مُخْتَصَر البرَاذعِي وَخَرَّج لَهُ عِدَّة تَلاَمِذَة. وَكَانَ قُرَشِياً مِنْ بَنِي سَهْم.
4234- عائشة بنت حسن 2:
ابن إبراهيم، الوَاعِظَةُ العَالِمَةُ المُسْنِدَةُ أُمُّ الفَتْحِ الأَصْبَهَانِيَّةُ الوَرْكَانِيَّة. وَوَرْكَانَ: مَحَلَّة هُنَاكَ.
كَتَبتِ الإِمْلاَءَ عَنْ، أَبِي عَبْدِ اللهِ بنِ مَنْدَة بخطّهَا. وَسَمِعَتْ مِنْ مُحَمَّد بن جشْنِس الرَّاوِي عَنِ، ابْنِ صَاعِد. وَمِنْ: عبدِ الوَاحِد بن شَاه، وَجَمَاعَة.
رَوَى عَنْهَا: الحُسَيْنُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ الخَلاَّل، وَسَعِيْدُ بنُ أَبِي الرَّجَاءِ، وَإِسْمَاعِيْلُ بنُ مُحَمَّدٍ الحَافِظ.
قَالَ ابْنُ السَّمْعَانِيّ: سَأَلتُ الحَافِظ إِسْمَاعِيْل عَنْهَا فَقَالَ: امْرَأَةٌ صَالِحَةٌ عَالِمَةٌ تَعِظُ النِّسَاءَ وَكَتَبَتْ أَمَالِي ابْنِ مَنْدَةَ عَنْهُ. وَهِيَ أَوَّلُ مَنْ سَمِعْتُ مِنْهَا الحَدِيْث بَعَثَنِي أَبِي إِلَيْهَا وَكَانَتْ زَاهِدَةً.
قُلْتُ: وَرَوَى عَنْهَا أَيْضاً مُحَمَّدُ بنُ حَمْد الكِبرِيتِي، وَإِسْمَاعِيْلُ الحمَّامِي المُعَمَّر، فَكَانَ خَاتمَة أَصْحَابِهَا. بقيت إِلَى سَنَةِ سِتٍّ وَسِتِّيْنَ وَأَرْبَعِ مائة.
__________
1 ترجمته في تذكرة الحفاظ "3/ ص 1160"، والديباج المذهب لابن فرحون المالكي "2/ 56".
2 ترجمته في العبر "3/ 247"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 308".

(13/433)


4235- صردربعر 1:
الشَّاعِرُ المُفْلِقُ أَدِيْبُ وَقتِهِ، أَبُو مَنْصُوْرٍ عَلِيُّ بنُ الحَسَنِ بنِ عَلِيِّ بنِ الفَضْلِ البَغْدَادِيُّ، الكَاتِبُ. وَيُلَقَّبُ بِصُرَّبَعْر. صَاحِبُ بلاغَة وَجزَالَة وَرِقَة وَحَلاَوَة، وَبَاعٍ أَطولَ فِي الأَدب.
سَمِعَ: أَبَا الحسين بن بشران، وأبا الحسن بن الحمامي.
وَعَنْهُ: أَبُو سَعْدٍ الزوزنِي، وَعَلِيُّ بنُ عَبْدِ السَّلاَم، وَفَاطِمَةُ بِنْت الخَبْرِي.
قَالَ ابْنُ عبد السَّلاَم الكَاتِب: كَانَ نِظَامُ المُلك يَقُوْلُ لَهُ: أَنْتَ صُرّدرّ لاَ صُربَعْر.
قَالَ ابْنُ النَّجَّار: مَدح الخَلِيْفَة القَائِمَ وَوزِيْرَه أَبَا القَاسِمِ بن المُسْلمَة، لَمْ يَكُ فِي المُتَأَخِّرِيْنَ أَرقُّ طبعاً منه، مع جزالة وبلاغة.
وَقَالَ بَعْضُ الأُدبَاء: هُوَ أَشعرُ مِنْ مِهيَار.
وَقِيْلَ: ظَلَمَ أَهْلُ شَهْرَابَان، وَسعَى بِهِم. وَخلط فِي دِيْنِهِ. تَقَطَّر بِهِ فَرسُه فَهلكَ، فِي رَبِيْعٍ الأَوَّلِ، سَنَة خَمْسٍ وَسِتِّيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة. وَقَعَ بِهِ الْفرس فِي زُبْيَةٍ لِلأَسد فَهلكَا مَعاً.
وَقِيْلَ: إِنَّمَا أَبُوْهُ لُقِّبَ بصربعر لبُخْلِهِ.
__________
1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "8/ 280"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "3/ 385، والعبر "3/ 259"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 94"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 322".

(13/434)


ابن السمناني، ابن القطان:
4236- ابن السمناني 1:
القَاضِي العَلاَّمَةُ أَبُو الحُسَيْنِ؛ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ مَحْمُوْدِ بنِ أَعْيَنَ الحَنَفِيُّ وَلَدُ القَاضِي الكَبِيْر شَيْخِ الأَشْعَرِيَّة أَبِي جَعْفَرٍ السِّمْنَانِيِّ. ذكرنَا وَالِده فِي الطَّبَقَةِ المَاضيَة.
وَهَذَا وُلِدَ بسمنان في سنة "384".
وَكَانَ ثِقَةً صَدُوْقاً، حسن الأَخلاَقِ، كَبِيْرَ القَدْرِ وَافِرَ الجَلاَلَة.
تَفقَّه عَلَى أَبِيْهِ لأَبِي حَنِيْفَةَ، وَأَخَذَ عَنْهُ علمَ الكَلاَم وَكَانَ مَعَهُ لَمَّا وَلِيَ قَضَاءَ حلب، سَنَة سَبْعٍ وَأَرْبَعِ مائَة.
وَسَمِعَ: مِنَ الحَسَنِ بن الحُسَيْنِ النُّوَبَخْتِي، وَإِسْمَاعِيْلَ بنِ هِشَامٍ الصرصرِي، وَأَبِي أَحْمَدَ الفرضِي، وَابْنِ الصَّلْتِ المُجْبر.
قَالَ الخَطِيْبُ: كَتَبْتُ عَنْهُ وَكَانَ صَدُوْقاً.
قُلْتُ: حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو مَنْصُوْرٍ القَزَّازُ وَيَحْيَى بنُ الطّرَّاح وَأَبُو الْبَدْر الكَرْخِيّ. وَتَزَوَّجَ بِابْنتِهِ قَاضِي القُضَاة أَبُو عَبْدِ اللهِ الدَّامغَانِي وَاسْتنَابه فِي القَضَاءِ.
تُوُفِّيَ بِبَغْدَادَ فِي جُمَادَى الأُوْلَى سَنَة سِتٍّ وَسِتِّيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة وَحَضَره الكِبَار وَأَربَاب الدَّوْلَة وَدُفِنَ بدَاره مُدَّة ثُمَّ نقل. وكان يدري العقليات.
4237- ابن القطان 2:
شَيْخُ المَالِكِيَّة أَبُو عُمَرَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بن عيسى بن هلال القرطبي.
دَارت عَلَيْهِ وَعَلَى ابْنِ عَتَّاب الفُتْيَا بقُرْطُبَة وَكَانَ بَيْنَهُمَا منَافسَةٌ وَكَانَ مُحَمَّدُ بنُ عَتَاب يُقدَّم عَلَى ابْنِ القَطَّان لسِنِّه وَتَفَنُّنِه وَيَفوقُه ابْنُ القَطَّان بِبيَانِهِ وَقوَة حِفظه وَجُوْدَة انبسَاطِهِ.
تَفَقَّهَ بِأَبِي مُحَمَّدٍ بن دحُّوْنَ وَابْن حَوْبيل وَابْن الشِّقَاق.
وَسَمِعَ: مِنْ يُوْنُس بن عَبْدِ اللهِ القَاضِي.
قَالَ ابْنُ حَيَّانَ: كَانَ ابْنُ القطان أحفظ الناس للمدونة والمستخرجة وَأَبصرَ أَصْحَابِهِ بِطرق الفُتْيَا وَالرَّأْي وَكَانَ يُنكر المُنْكَر وَيَكرَهُ الملاَهِي. وَكَانَ أَبُوْهُ وَلِيّاً للهِ مِنَ الزُّهَّاد. تَفَقَّهَ أَهْل قُرْطُبَة بِأَبِي عُمَرَ مِنْهُم: ابْنُ مَالِك وَابْن الطَّلاع وَابْن دحمِين وَابْن رزق. قَالَ: وَتُوُفِّيَ فِي ذِي القَعْدَةِ سنة ستين وأربع مائة.
__________
1 ترجمته في تاريخ بغداد "4/ 382"، والمنتظم لابن الجوزي "8/ 287".
2 ترجمته في الصلة لابن بشكوال "1/ 61"، والعبر "3/ 246"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 82"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 308".

(13/435)


4238- القائم 1:
أَمِيْرُ المُؤْمِنِيْنَ القَائِمُ بِأَمْرِ اللهِ أَبُو جَعْفَرٍ عبد الله بن القَادِرُ بِاللهِ أَحْمَدُ ابنُ الأَمِيْرِ إِسْحَاقَ بنِ المُقْتَدِرِ بِاللهِ جَعْفَرِ بنِ المُعْتَضِدِ العَبَّاسِيُّ البَغْدَادِيُّ.
مَوْلِدُهُ فِي سَنَةِ إِحْدَى وَتِسْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَة.
وَأُمُّه أَرمنِيَّة تسمَّى بدرَ الدُّجَى، وَقِيْلَ: قطرَ النَّدَى. وَقَدْ مرَّ ذِكْرُهُ اسْتطرَاداً بَعْد العِشْرِيْنَ وَالثَّلاَثِ مائَة وَأَنَّهُ كَانَ جَمِيْلاً وَسِيماً أَبيضَ بِحُمرَة ذَا دِينٍ وَخيرٍ وَبرٍّ وَعلم وَعدل بُوْيِع سَنَة اثْنَتَيْنِ وَعِشْرِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة وَأَنَّهُ نُكِبَ سَنَةَ خَمْسِيْنَ فِي كَائِنَة البَسَاسِيرِي فَفَرَّ إلى البرية فِي ذِمَام أَمِيْرٍ لِلعرب ثُمَّ عَادَ إِلَى خِلاَفَته بَعْد عَامٍ بهمَّة السُّلْطَان طُغْرُلْبَك وَأُزِيلت خُطبَة خَلِيْفَة مِصْر المُسْتنصر بِاللهِ مِنَ العِرَاقِ وَقُتِلَ البسَاسيرِي. وَلَمَّا أَن فَرَّ القَائِمُ إِلَى البرِّيَة رفع قِصَّةً إِلَى رَبّ العَالِمِين مُسْتعدياً عَلَى مَنْ ظلمه وَنَفَّذَ بِهَا إِلَى البَيْتِ الحَرَام فَنَفعتْ وَأَخَذَ الله بِيَدِهِ وَردَّه إِلَى مَقَرِّ عِزه. فَكَذَلِكَ يَنْبَغِي لِكُلِّ مَنْ قُهِرَ وَبُغِيَ عَلَيْهِ أَنْ يَسْتَغِيثَ بِاللهِ تَعَالَى وَإِنْ صَبر وَغفر فَإِنَّ فِي الله كفَايَةً وَوِقَايَةً.
وَكَانَ أَبْيَضَ وَسِيماً، عَالِماً مَهِيْباً فِيْهِ دينٌ وَعدل. ظهر عَلَيْهِ مَاشَرَا، فَافْتصد وَنَام فَانْفجر فِصَادُه، وَخَرَجَ دَمٌ كَثِيْر، وَضَعُف، وَخَارت قِوَاهُ.
وَكَانَ ذَا حظٍّ مِنْ تَعَبُّدٍ وَصيَام وَتهجُّد، لَمَّا أَنْ أُعيد إِلَى خِلاَفَته قِيْلَ: إِنَّهُ لَمْ يَسْتَرد شَيْئاً مِمَّا نُهب مِنْ قصره، وَلاَ عَاقب مَنْ آذَاهُ، وَاحتسب وَصبر. وَكَانَ تَاركاً لِلملاَهِي، رَحِمَهُ اللهُ وَكَانَتْ خِلاَفَته خَمْساً وَأَرْبَعِيْنَ سَنَةً.
وَغسَّله شَيْخُ الحنَابلَة أَبُو جَعْفَرٍ بنُ أَبِي مُوْسَى الهَاشِمِيّ.
وَعَاشَ ستّاً وَسَبْعِيْنَ سَنَةً، وَبُوْيِع بَعْدَهُ ابْنُ ابْنِهِ المُقْتَدِي بِاللهِ.
__________
1 ترجمته في تاريخ بغداد "9/ 399"، والمنتظم لابن الجوزي "8/ 57"، وتاريخ ابن خلدون "3/ 447"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 4 - 11".

(13/436)


وَوَزَرَ لِلقَائِم أَبُو طَالِبٍ مُحَمَّد بن أَيُّوْبَ وَأَبُو الفَتْحِ بن دَارست وَأَبُو القَاسِمِ بنُ المُسلمَة وَأَبُو نَصْرٍ بنُ جَهير.
وَكَانَ مُلْكُ بنِي بُوَيْه فِي خِلاَفَتِهِ ضَعِيْفاً بِحَيْثُ إِن جَلاَل الدَّوْلَة بَاعَ مِنْ ثيَابه الملبوسَة بِبَغْدَادَ وَقلَّ مَا بِيَدِهِ وَخَلَتْ دَارُه مِنْ حَاجِب وَفَرَّاش وَقُطعت النوبَةُ عَلَى بَابه لذهَاب الطَّبالين وَثَارَ عَلَيْهِ جُنْدُه ثُمَّ كَاشرُوا لَهُ رَحْمَةً ثُمَّ جرت فِتْنَةُ البسَاسيرِي ثُمَّ بدتِ الدَّوْلَةُ السَّلْجُوْقيَّة وَأَوّل مَا ملكُوا خُرَاسَان ثُمَّ الْجَبَل وعسفوا ونهبوا وقتلوا وفعلوا القبائح وهم تُركمَان. وَمَاتَ جَلاَلُ الدَّوْلَة سَنَة 435 وَلَهُ نَيِّفٌ وَخَمْسُوْنَ سَنَةً وَكَانَ عَلَى ذُنُوبه يُعتقد فِي الصُّلَحَاء. وَخَلَّف أَوْلاَداً. وَدَخَلَ أَبُو كَالَيْجَار بَغْدَاد وَتعَاظم وَلَمْ يَرْضَ إلَّا بِضَرْب الطّبلِ لَهُ فِي أَوقَات الصَّلَوَات الخَمْس وَكَانَ جَدُّهم عَضُد الدَّوْلَة مَعَ علو شَأْنه لَمْ تُضرب لَهُ إلَّا ثَلاَثَة أَوقَات. وَمَاتَ أَبُو كَالَيْجَار سَنَة أَرْبَعِيْنَ فَولِي المُلكَ بَعْدَهُ وَلَدُه الْملك الرَّحِيْم أبو نصر بن السُّلْطَانِ أَبِي كَالَيْجَار بن سُلْطَان الدَّوْلَة بن بَهَاء الدَّوْلَة بن عَضُدِ الدَّوْلَةِ.
وَفِيْهَا غَزَا يَنَال السَّلْجُوْقِي أَخُو طُغْرُلْبَك بِجُيُوشِهِ وَوَغل فِي بلاَد الرُّوْم وَغنم مَا لاَ يُعبَّر عَنْهُ وَكَانَتْ غَزْوَةً مَشْهُوْدَةً وَفتحاً مبيناً. فَهَذَا هُوَ أَوّلُ اسْتيلاَء آل سَلْجُوْق مُلُوْكِ الرُّوْم عَلَى الرُّوْم وَفِي هَذَا الْحِين خَطَبَ مُتَوَلِّي القَيْرَوَان المُعز بنُ بَادِيس لِلقَائِم بِأَمْرِ اللهِ وَقَطَع خُطبَة العُبَيْدِيَّة فَبعثَوا مَنْ حَارَبّه فَتمت فَصولٌ طَوِيْلَة.
وَفِي سَنَةِ (441) : عُملت بِبَغْدَادَ مآتمُ عَاشُورَاء فَجرت فِتْنَةٌ بَيْنَ السّنَة وَالشِّيْعَة تَفوتُ الوَصْفَ مِنَ الْقَتْل وَالجرَاح وَنُدب أَبُو مُحَمَّدٍ بنُ النَّسوِي لِشحنكية بَغْدَاد فَثَارت العَامَّةُ كلهُم وَاصطلح السّنَةُ وَالشِّيْعَةُ وَتوَادُّوا وَصَاحُوا: مَتَى وَلِي ابْنُ النَّسَوِي أَحرقنَا الأَسواقَ وَنزحنَا. وَترحَّم أَهْلُ الْكَرْخِ عَلَى الصَّحَابَة وَهَذَا شَيْءٌ لَمْ يُعهد. وَكَانَ الرخاء ببغداد بحيث إنه أبيع الكُرُّ بِسَبْعَة دَنَانِيْر. وَمَاتَ صَاحِبُ المَوْصِل مُعتمِد الدَّوْلَة أَبُو المَنِيع ثُمَّ بَعْدَ سَنَة فَسد مَا بَيْنَ السُّنَّة وَالشِّيْعَة وَعَمِلَت الشِّيْعَة سوراً عَلَى الْكَرْخِ وَكتبُوا عَلَيْهِ بِالذَّهَبِ: مُحَمَّد وَعلِيٌّ خَيْرُ البَشَر فَمَنْ أَبى فَقَدْ كَفَر. ثُمَّ وَقَعَ القِتَالُ وَالنَّهبُ وَقَوِيَتِ السّنَةُ وَفَعَلُوا العظَائِم وَنُبِشَت قُبُوْر وَأُحرقت عظَامُ العَوْنِيّ وَالنَّاشِي وَالجذوعِي وَقُتِلَ مُدَرِّس الحَنَفِيَّة السَّرْخَسِيّ وَعجزت الدَّوْلَةُ عَنْهُم. وَأَخَذَ طُغْرُلْبَك أَصْبَهَانَ وَجَعَلهَا دَارَ مُلكه. وَاقتتل المغَاربَةُ وَجَيْشُ مِصْر فَقُتل مِنَ المغَاربَة ثَلاَثُونَ أَلْفاً.
وَفِي سَنَةِ (444) : هَاجت السّنَةُ عَلَى أَهْلِ الْكَرْخِ وَأَحرقُوا وَقتلُوا وَهلك يَوْمَئِذٍ فِي الزَّحمَة نَيِّفٌ وَأَرْبَعُوْنَ نَفْساً أَكْثَرهم نسَاء نَظَّارَة وَجَرَتْ حُرُوْب كَثِيْرَة بَيْنَ جَيْش خُرَاسَان

(13/437)


وَبَيْنَ الغُزِّ عَلَى المُلك وَحَاصَرَ المَلِكُ الرَّحِيْم وَالبسَاسيرِيُّ البَصْرَةَ وَأَخَذَهَا مِنْ وَلد أَبِي كَالَيْجَار ثُمَّ اسْتولَى عَسْكَرُ المَلكِ الرَّحِيْم عَلَى شيرَاز بَعْد حِصَارٍ طَوِيْل وَقَحْطٍ وَبلاَء حَتَّى قِيْلَ: لَمْ يَبْقَ فِيْهَا إلَّا نَحْو أَلف نَفْس وَدَورُ سُورِهَا اثْنَا عَشرَ أَلف ذِرَاع وَلَهَا أَحَدَ عشرَ بَاباً.
وَفِي سَنَةِ "447": قبض طُغْرُلْبَك عَلَى الْملك الرَّحِيْم وَانقضتْ أَيَّامُ بنِي بُويه وَكَانَ فِيْهَا دُخُوْلُ طُغْرُلْبَك بَغْدَاد وَكَانَ يَوْماً مَشْهُوْداً بَيْنَ يَدَيْهِ ثَمَانِيَةَ عشرَ فِيلاً مُظهِراً أَنَّهُ يَحُجُّ وَيَغزو الشَّام وَمِصْر وَيُزِيلُ الدَّوْلَة العبيدية. ومات ذخيرَةُ الدِّين مُحَمَّدُ بنُ الخَلِيْفَةِ وَلِيُّ عهد أَبِيْهِ وَخلَّف وَلداً طِفْلاً وَهُوَ المُقتدي وَعَاثت جيوشُ طُغْرُلْبَك بِالقُرَى بِحَيْثُ لأُبِيعَ الثَّوْرُ بِعَشْرَةِ درَاهم وَالحِمَارُ بدِرْهَمَيْنِ. وَوَقَعَتِ الفِتْنَةُ بِبَغْدَادَ بَيْنَ الحنَابلَة وَالشَّافِعِيَّة. وَتَزَوَّجَ الخَلِيْفَةُ بِبنت طُغْرُلْبَك عَلَى مائَة أَلْف دِيْنَار.
وَفِي سَنَةِ ثَمَانٍ: مبدَأُ فِتْنَة البسَاسيرِي، وَخَطَبَ بِالكُوْفَةِ وَوَاسط وَبَعْضِ القرَى لِلمُسْتنصر العُبيدي وَكَانَ القَحْطُ عَظِيْماً بِمِصْرَ وَبَالأَنْدَلُس وَمَا عُهِدَ قَحْطٌ وَلاَ وَبَاءٌ مِثْله بقُرْطُبَة حَتَّى بَقِيَت المَسَاجِدُ مغلقَة بِلاَ مُصَلٍّ وَسُمِّيَ عَام الْجُوع الكَبِيْر.
وَفِي سَنَةِ تِسْعٍ: أَخَذَ طُغْرُلْبَك المَوْصِل، وَسلَّمَهَا إِلَى أَخِيْهِ يَنَال وَكَتَبَ فِي أَلقَابه: ملك المَشْرِق وَالمَغْرِب. وَفِيْهَا كَانَ الجوعُ المُفرط بِبَغْدَادَ وَالفنَاء وَكَذَلِكَ بِبُخَارَى وَسَمَرْقَنْد حَتَّى يُقَالَ: هَلَكَ بِمَا وَرَاء النَّهْر أَلفُ أَلفٍ وَسِتُّ مائَةِ أَلْف.
وَفِي سَنَةِ خَمْسِيْنَ: أَخَذَ البسَاسيرِيُّ بَغْدَاد كَمَا قَدَّمْنَا، وَخَطَبَ لصَاحِب مِصْر فَأَقْبَل فِي أَرْبَعِ مائَة فَارِس فِي وَهْنٍ وَضَعف وَمَعَهُ قُرَيْش أَمِيْر العَرَب فِي مائةي فَارِس بَعْدَ أَنْ حَاصرَا المَوْصِل وَأَخَذَاهَا وَهَدَمَا قلعتهَا. وَاشْتَغَل طُغْرُلْبَك بِحَرب أَخِيْهِ فَمَالتِ العَامَّة إِلَى البسَاسيرِي لِمَا فَعَلت بِهِم الغُّز وَفَرِحتْ بِهِ الرَّافِضَّةُ فَحضر الهَمَذَانِيُّ عِنْد رَئِيْس الرُّؤَسَاء الوَزِيْر وَاسْتَأْذَنَه فِي الحَرْب وَضمن لَهُ قتل البسَاسيرِي فَأَذن لَهُ. وَكَانَ رَأْيُ عَمِيْدِ العِرَاق المُطَاولَة رَجَاءَ نَجدَةِ طُغْرُلْبَك فَبرز الهَمَذَانِيُّ بِالهَاشِمِيين وَالخدم وَالعوَام إِلَى الحلبَة فَتقهقر البسَاسيرِيُّ وَاسْتجرَّهُم ثُمَّ كرَّ عَلَيْهِم فَهَرَبُوا وَقُتِلَ عِدَّة وَنُهِبَ بَابُ الأَزج وَأَغلقَ الوَزِيْرُ عَلَيْهِم وَلطم العَمِيْد كَيْفَ اسْتبدَ الوَزِيْرُ بِالأَمْرِ وَلاَ مَعْرِفَةَ لهُ بِالحَرْب فَطَلبَ الخَلِيْفَةُ العَمِيْدَ وَأَمرهُ بِالقِتَال عَلَى سور الحرِيْم فَلَمْ يَرُعْهم إلَّا الصرِيخُ وَنهبُ الحرِيْم وَدخلُوا مِنْ بَاب النوبَى فَرَكِبَ الخَلِيْفَةُ وَعَلَى كَتِفِهِ البُرْدَة وَبِيَدِهِ السَّيْفُ وَحَوْلَهُ عددٌ فَرَجَعَ نَحْو العَمِيْد فَوَجَدهُ قَدِ اسْتَأْمن إِلَى قُرَيْش فَصَعِدَ المَنْظَرَة فَصَاح رَئِيْس الرُّؤَسَاء بِقُرَيْش: يَا عَلَمَ الدِّين: إِنَّ أَمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ يَسْتَدنِيكَ. فَدنَا فَقَالَ: قَدْ أَنَالكَ الله رُتْبَةً لَمْ يُنِلهَا أَحَد، أَمِيْرُ المُؤْمِنِيْنَ

(13/438)


يَسْتَذِمُّ مِنْكَ عَلَى نَفْسِهِ وَأَصْحَابِهِ بذمَام الله وَرَسُوْله وَذمَامِ العَرَب. قَالَ: نَعَمْ. وَخلعَ قَلَنْسَوَتَهُ فَأَعْطَاهَا الخَلِيْفَةَ وَأَعْطَى الوَزِيْر مِخْصَرَتَهُ فَنَزَلاَ إِلَيْهِ وَذَهَبَا مَعَهُ فَبَعَثَ إِلَيْهِ البسَاسيرِي: أَتخَالفُ مَا تَقرَّر بَيْنَنَا؟ قَالَ: لاَ. ثُمَّ اتفقَا عَلَى تَسْلِيم الوَزِيْر فَلَمَّا أَتَاهُ؛ قَالَ: مَرْحَباً بِمُهلك الدُّول. قَالَ: العفوُ عِنْدَ القُدرَة. قَالَ: أَنْتَ قدرتَ فَمَا عَفْوتَ وَركبتَ الْقَبِيح مَعَ أَطفَالِي فَكَيْفَ أَعفُو وَأَنَا رَبُّ سَيْف! ?. وَحَمَلَ قُرَيْشٌ الخَلِيْفَةَ إِلَى مُخَيَّمه وَسَلَّمَ زوجَتَه إِلَى ابْنِ جَرْدَة وَنُهبت دورُ الخِلاَفَة فَسَلَّمَ قُرَيْشٌ الخَلِيْفَةَ إِلَى ابْنِ عَمّه مهَارش بنُ مجلِّي فَسَارَ بِهِ فِي هودجٍ إِلَى الحَدِيْثَة وَسَارَ حَاشيَة الخليفة على حمية إلى طغرلبك وشكى الخَلِيْفَةُ البردَ فَبَعَثَ إِلَيْهِ مُتَوَلِّي الأَنبار جُبَّةً وَلحَافاً. وَلاَ رِيب أَنَّ اللهَ لطَفَ بِالقَائِم لدينِهِ.
حكَى المُحَدِّثُ أَبُو الحَسَنِ بنُ عَبْدِ السَّلاَم: سَمِعْتُ الأُسْتَاذ مُحَمَّدَ بنَ عَلِيِّ بنِ عَامِرٍ قَالَ: دَخَلْتُ إِلَى الخزَانَة، فَأَعْطونِي عِدَّة قصَص، حَتَّى امتلأَ كُمِّي فَقُلْتُ: لَوْ كَانَ الخَلِيْفَةُ أَخِي لضَجر مِنِّي وَأَلقيتُهَا فِي البركَة. وَكَانَ القَائِمُ يَنْظُرُ وَلَمْ أَدرِ. قَالَ: فَأَمر بِأَخَذِ الرِّقَاع فَنُشِرَتْ فِي الشَّمْسِ ثُمَّ وَقَّعَ عَلَى الجمِيْع وَقَالَ: يَا عَامِّيُّ! لِمَ فَعَلتَ هَذَا؟ قَالَ: فَاعْتذرتُ فَقَالَ: مَا أَطْلَقْنَا شَيْئاً مِنْ أَمْوَالنَا بَلْ نَحْنُ خُزَّانُهُم.
نعم، وَأَحْسَنَ البسَاسيرِيُّ السِّيرَةَ، وَوَصل الفُقَهَاء، وَلَمْ يَتعصب لِلشيعَة، وَرَتَّبَ لأُمِّ الخَلِيْفَةِ رَاتباً. ثُمَّ بَعْدَ أَيَّام أُخرج الوَزِيْر مُقَيَّداً عَلَيْهِ طُرْطُور وَفِي رقبته قِلاَدَةُ جُلُود وَهُوَ يَقرَأُ: {قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ المُلْكِ} [آل عِمْرَان:26] فَبصق فِي وَجْهِهِ أَهْلُ الرَّفض فَالأَمْر للهِ ثُمَّ صُلِبَ وَجُعِلَ فِي فَكَّيه كَلُّوبَانِ فَمَاتَ ليَوْمه وَقتلُوا العَمِيْد أَيْضاً وَهُوَ الَّذِي بَنَى رِبَاط شَيْخِ الشُّيُوْخ ثُمَّ سَارَ البسَاسيرِيُّ فَحكم عَلَى البَصْرَةِ وَوَاسط وَخَطَبَ بِهَا لِلمُسْتنصر وَلَكِن قَطَعَ المُسْتنصر مُكَاتَبته خَوَّفه وَزِيْرُه أَبُو الفَرَجِ ابْنُ أَخِي الوَزِيْر المَغْرِبِيّ وَكَانَ قَدْ هَرَبَ مِنَ البسَاسيرِي فَذَمَّ أَفعَاله وَخَوَّف مِنْ عَوَاقِبه. وَبِكُلِّ حَالٍ فَنَالَهُ مِنَ المصريين نحو ألف ألف دينار.
وَفِي سَنَةِ "454": زوَّج القَائِم بِنْته بِطُغْرُلْبَك بَعْد اسْتَعفَاء وَكُرْهٍ وَغَرِقت بَغْدَاد؛ وَبلغ المَاء أَحَداً وَعِشْرِيْنَ ذرَاعاً.
وَفِي سَنَةِ "456": قبض السُّلْطَان أَلب آرسلاَن عَلَى وَزِيْره عَمِيْد الْملك الكُندرِي وَاسْتَوْزَرَ نِظَامَ المُلْك وَكَانَ المَصَافُّ بِالرَّيِّ بَيْنَ أَلب آرسلاَن وَقَرَابَته قُتُلْمِش فَقُتل قُتُلْمِش وَنَدِمَ السُّلْطَانُ وَعَمِلَ عزَاءهُ ثُمَّ سَارَ يَغْزُو الرُّوْم. وَأُنشِئْت مدينَة بِجَايَة بنَاهَا النَّاصرُ بنُ عَلنَاس وَكَانَتْ مرعىً للدواب.

(13/439)


وَفِي سَنَةِ ثَمَانٍ: أُنشِئْت نِظَامِيَّةُ بَغْدَاد وَسلطنَ أَلب آرسلاَن ابْنه مَلِكْشَاه وَجَعَله وَلِيَّ عَهْدِهِ وَسَارَ إِلَيْهِ مُسْلِمُ بنُ قُرَيْش بن بَدْرَان صَاحِب المَوْصِل فَأَقطعه هِيت وَحَرْبَا وَبنُوا عَلَى قَبْر أَبِي حَنِيْفَةَ قُبَّة عَظِيْمَة.
وَفِي سَنَةِ "461": احْتَرَقَ جَامِعُ دِمَشْق كُلُّه وَدَارُ السّلطنَة الَّتِي بِالخَضْرَاء وَذَهَبت مَحَاسِنُ الجَامِع وَزخرفتُهُ الَّتِي تُضرب بِهَا الأَمثَال مِنْ حَربٍ وَقَعَ بَيْنَ جَيْش مِصْر وَجَيْش العِرَاق.
وَفِي سَنَةِ "62": أَقْبَل طَاغِيَةُ الرُّوْم فِي جَيْش لَجِبٍ حَتَّى أَنَاخَ بِمَنْبِج فَاسْتبَاحهَا وَأَسرع الكَرَّةَ لِلغلاَءِ أُبيع فِي عَسْكَرِهِ رطلُ الْخبز بدِيْنَار وَكَانَ بِمِصْرَ الغلاَءُ الْمُفرط وَهِيَ النوبَة الَّتِي قَالَ فِيْهَا صَاحِبُ المرَآة: فَخَرَجتِ امْرَأَة بِالقَاهِرَةِ بِيَدِهَا مُدُّ جَوْهَرٍ فَقَالَتْ: مَنْ يَأْخُذُهُ بِمُدِّ قَمْحٍ؟ فَمَا الْتَفَت إِلَيْهَا أَحَد فَرمته وَقَالَتْ: مَا نَفعنِي وَقتَ الحَاجَة فَلاَ أُرِيْدُهُ. فَمَا كَانَ لَهُ مَنْ يَأْخُذُه وَكَادَ الخرَابُ أَنْ يَشمَلَ الإِقْلِيْم حَتَّى بِيعَ كلبٌ بِخَمْسَةِ دَنَانِيْر وَالهرُّ بِثَلاَثَة وَبلغ ثمن الإِرْدَبِّ مائَةَ دِيْنَارٍ وَأَكل النَّاسُ بَعْضهم بَعْضاً وَتَشَتَّتَ أَهْل مِصْرَ فِي البِلاَد.
وَفِي سَنَةِ "63": كَانَتِ المَلْحَمَة العُظْمَى بَيْنَ الإِسْلاَم وَالنَّصَارَى.
قَالَ ابن الأثير: خرج أرمانوس في مائةي أَلف وَقصد الإِسْلاَم وَوصل إِلَى بلاَد خِلاَط. وَكَانَ السُّلْطَان أَلب آرسلاَن بخُوَيّ فَبَلَغَهُ كَثْرَةُ العَدُوّ وَهُوَ فِي خَمْسَةَ عَشَرَ أَلف فَارِس فقال: أنا ألتقيهم فإن سلمت فَبنعمَةِ الله وَإِن قُتلت فَمَلِكْشَاه وَلِيُّ عَهْدي. فَوَقَعت طلاَئِعُهُ عَلَى طلاَئِعِهِم فَانْكَسَرَ العَدُوُّ وَأُسِرَ مُقَدَّمُهُم فَلَمَّا التَّقَى الجمعَان؛ بَعَثَ السُّلْطَانُ يَطلب الهُدْنَةَ فَقَالَ أَرمَانوس: لاَ هُدْنَة إلَّا بِبذلِ الرَّيِّ. فَانزعج السُّلْطَان فَقَالَ لَهُ إِمَامُهُ أَبُو نَصْرٍ: إِنَّك تُقَاتلُ عَنْ، دينٍ وَعَدَ اللهُ بِنصرِهِ وَإِظهَارِهِ عَلَى الأَديَان فَأَرْجُو أَنْ يَكُوْنَ الله قَدْ كتب باسمِكَ هَذَا الفَتْحَ وَالْقهم يَوْمَ الجُمُعَةِ وَالسَّاعَةَ يَكُوْن الخُطَبَاءُ عَلَى المَنَابِر يَدعُوْنَ لِلمُجَاهِدينَ فَصَلَّى بِهِ وَبَكَى السُّلْطَان وَبَكَى النَّاسُ وَدَعَا وَأَمَّنُوا وَقَالَ: مَنْ أَرَادَ أَنْ يَنْصرفَ فَلينصرف فَمَا ثَمَّ سُلْطَانٌ يَأْمرُ وَلاَ يَنَهَى وَرَمَى القوسَ وَسلَّ السَّيْفَ وَعَقَدَ بِيَدِهِ ذَنَبَ فَرسِهِ وَفَعَلَ الجُنْدُ كَذَلِكَ وَلَبِسَ البيَاضَ وَتحنَّط وَقَالَ: إِن قُتلتُ فَهَذَا كَفَنِي. ثُمَّ حَمَلَ فَلَمَّا لاَطخ العَدُوّ تَرَجَّل وَعَفَّر وَجهَهُ فِي التُّرَاب وَأَكْثَر التَّضَرُّع ثُمَّ ركب وَحصل المُسْلِمُوْنَ فِي الْوسط فَقتلُوا فِي الرُّوْم كَيْفَ شَاؤُوا وَنَزَلَ النَّصْرُ وَتطَايرت الرُّؤُوسُ وَأُسَرَ مَلِكُ الرُّوْم وَأُحضر بَيْنَ يَدي السُّلْطَان فَضَرَبَه بِالمِقْرَعَة وَقَالَ: أَلَمْ أَسَأَلك الهُدْنَة؟ قَالَ: لاَ تَوَبِّخْ وَافعل مَا تُرِيْد. قَالَ: مَا كُنْتَ تَفْعَلُ لَوْ أَسَرْتَنِي؟ قَالَ: أَفْعَلُ القَبيح. قَالَ: فَمَا تظن

(13/440)


بِي؟ قَالَ: تَقتُلُنِي أَوْ تُشَهِّرنِي فِي بلاَدك وَالثَّالِثَةُ بعيدَةٌ أَنْ تَعفوَ وَتَأْخَذَ الأَمْوَالَ. قَالَ: مَا عَزَمْتُ عَلَى غَيْرهَا. فَفَكَّ نَفْسَهُ بِأَلفِ أَلفِ دِيْنَار وَخَمْس مائَة أَلْفِ دِيْنَار وَبِكُلِّ أَسيرٍ فِي مَمْلَكَته، فَنَزَّله فِي خيمَةٍ، وَخلعَ عَلَيْهِ، وَبَعَثَ لَهُ عَشْرَةَ آلاَفِ دِيْنَار يَتَجَهَّز بِهَا، وَأَطلق لَهُ عِدَّة بَطَارِقَة، وَهَادَنَهُ خَمْسِيْنَ سَنَةً، وَشيَّعه، وَأَمَّا جَيْشُهُ فَمَلَّكُوا مِيخَائِيْل. وَمَضَى أَرمَانوس فَبَلَغَهُ ذهَابُ مُلْكِهِ فَتَرَهَّب وَلَبِسَ الصُّوف وَجَمَعَ مَا قدر عَلَيْهِ مِنَ الذَّهب فَكَانَ نَحْو ثَلاَثَ مائَة أَلْف دِيْنَار، فَبَعَثَهَا، وَاعْتَذَرَ.
وَفِيْهَا تَمَلَّكَ الشَّام أَتْسِز الخُوَارِزْمِي، وَبدَّع وَأَفسد، وَعثَّر الرَّعِيَّة.
وَفِي سَنَةِ "65": قُتل السُّلْطَان أَلب آرسلاَن. وَفِيْهَا اخْتَلَفَ جَيْشُ مِصْر وَتحَاربُوا مَرَّات وَقَوِيَتِ الأَترَاكُ وَقُتِلَ خَلْقٌ مِنْ عرب مِصْر وَاضمحَلَّ دَسْتُ المُسْتنصر وَذَاق ذُلاًّ وَحَاجَة وَبَالَغَ فِي إِهَانته نَاصِرُ الدَّوْلَة الحَمْدَانِي وَعظُمَ وَجَرَتْ أُمُوْرٌ مُزعجَة.
وَفِي سَنَةِ "66": غَرِقَتْ بَغْدَاد وَأُقيمت الجُمُعَةُ فِي السُّفن مرَّتين وَهَلَكَ خَلْقٌ لاَ يُحصَوْنَ حَتَّى لقيل: إِنَّ المَاء بلغَ ثَلاَثِيْنَ ذرَاعاً. حَتَّى لقَالَ سِبْطُ ابْنِ الجَوْزِيّ: وَانهدمت مائَةُ أَلْفِ دَار وَبقيت بَغْدَادُ مَلَقَةً وَاحِدَة.
وَفِي سَنَةِ "67": بَعَثَ المُسْتنصر إِلَى سَاحل الشَّام إِلَى بدر الجمَالِي ليُغِيثه فَسَارَ مِنْ عَكَّا فِي البَحْر زَمَن الشِّتَاء وَخَاطر وَهجم مِصْر بغتَةً وَسَمَّاهُ المُسْتنصر أَمِيْر الجُيُوْش فَلَمَّا كَانَ فِي اللَّيْلِ بَعَثَ إِلَى كُلّ أَمِيْر مِنْ أَعْيَانِ الأُمَرَاء طَائِفَةً أَتوهُ بِرَأْسِهِ وَأَخَذَ أَمْوَالَهم إِلَى قصر المُسْتنصر وَأَضَاءت حَالُه وَسَارَ إِلَى الإِسْكَنْدَرِيَّة فَحَاصَرَهَا مُدَّةً وَأَخَذَهَا وَقُتِلَ طَائِفَةً اسْتولُوا وَسَارَ إِلَى دمِيَاط فَفَعَل كَذَلِكَ وَسَارَ إِلَى الصّعيدِ فَقَتَلَ بِهِ فِي ثَلاَثَةِ أَيَّام اثْنَيْ عَشَرَ أَلْفاً وَنهب وَبدَّع فَتَجْمَّعُوا لَهُ بِالصعيد فِي سِتِّيْنَ أَلْفاً مِنْ بَيْنِ فَارِس وَرَاجل فَبَيَّتَهم ليلاً فَهَزمَهُم وَقُتِلَ خَلْقٌ كَثِيْر وَغَرِقَ مِثْلُهُم وَغُنِمَتْ أَمْوَالهُم. ثُمَّ التَقَوا ثَانِيَةً وَنُصِرَ عَلَيْهِم وَوَقَعَ بِبَغْدَادَ حَرِيْقٌ لَمْ يُسْمَعْ بِمِثْلِهِ، وذهب الأموال.
وَمَاتَ القَائِم بِأَمْرِ اللهِ: فِي شَعْبَانَ سَنَة سَبْعٍ وَسِتِّيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة، وَبَايَعُوا حَفِيْدَهُ، فَنذكُرُه استطرادًا.

(13/441)


4239- المقتدي 1:
الخَلِيْفَةُ المُقْتَدِي بِأَمْرِ اللهِ أَبُو القَاسِمِ عُبَيْدُ اللهِ بنُ ذخيرَةِ الدِّينِ مُحَمَّدِ ابنِ القَائِم بِأَمْرِ اللهِ عَبْدُ اللهِ بنُ القَادِرِ بِاللهِ أَحْمَدَ بنِ إِسْحَاقَ بنِ المُقْتَدِرِ العَبَّاسِيُّ.
تسلَّم الخِلاَفَةَ بعهدٍ مِنْ جدِّه يَوْم ثَالِثِ عشر شَعْبَان سَنَة "467" وَهُوَ ابْنُ عِشْرِيْنَ سَنَةً سِوَى أَشهر وَأُمُّه أَرْجُوَان أُمُّ وَلَدَ بقيت بَعْدَهُ دَهْراً رَأَتِ ابْنَ ابْنِ ابْنهَا المُسْترشد خَلِيْفَة.
وَكَانَ حَسَنَ السّيرَةِ وَافِرَ الحُرْمَةِ. أَمر بنفِي الخوَاطِئ وَالقينَات وَأَنْ لاَ يَدخُل أَحَدٌ الحَمَّام إلَّا بِمئزر وَأَخرب أَبرَاج الحَمام وَفِيْهِ ديَانَةٌ وَنجَابَة وَقُوَة وَعُلُوُّ هِمَّة. وَكَانَ مَلِكْشَاه قَدْ صمم على إخراجه من بغداد فحار وَالتَجَأَ إِلَى اللهِ فَدَفَعَ عَنْهُ وَهَلك مَلِكْشَاه.
وُلِدَ بَعْدَ مَوْتِ أَبِيْهِ بِأَشهر وَكَانَ فِي اعتِقَالِ القَائِم نَوْبَة البسَاسيرِي صغِيراً فَأُخفِي وَحمله ابْنُ المحلبَان إِلَى حرَّان.
وَزَرَ لَهُ فَخْرُ الدَّوْلَة ابْن جَهير بوصيَةٍ مِنْ جَدِّه.
وَفِي سَنَةِ "469": سَارَ أَتسز الَّذِي أَخَذَ دِمَشْق إِلَى مِصْرَ وَحَاصرهَا وَكَادَ أَنْ يَملكَهَا فَتضرع أَهْلُهَا إِلَى اللهِ فَترحَّل بِلاَ سَبَب وَنَازل القدسَ ثُمَّ أَخَذَهَا وَقَتَلَ ثَلاَثَة آلاَف وَذبحَ القَاضِي وَالشُّهُودَ صَبْراً وَعَسَفَ.
وَقَالَ أَبُو يَعْلَى بنُ القلاَنسِي: كَسره بِمِصْرَ أَمِيْرُ الجُيُوْش، فَرُدَّ وَقَدْ قُتل أَخُوْهُ، وَقُطِعت يَدُ أَخِيْهِ الأَخر، فَسُرَّ النَّاس.
وَكَانَتِ الفِتْنَةُ الصّعبَةُ بَيْنَ الحَنْبَلِيَّة وَالقُشيرِية بِسَبَب الاعْتِقَاد وَقُتِلَ بَيْنهم جَمَاعَةٌ وَعَظُمَ البَلاَءُ وَتَشَفَّتْ بِهِم الرَّوَافضُ وَحَاصَرَ دِمَشْقَ المِصْرِيّون مرَّتين. وَعُزل ابْنُ جَهِير الوَزِيْر لِشِدِّهِ مِنَ الحنَابلَة.
وَفِي سَنَةِ "471": أَقْبَل تَاجُ الدَّوْلَة تُتش أَخُو مَلِكْشَاه فَاسْتولَى عَلَى دِمَشْقَ وَقُتِلَ أَتْسِز وَأَحَبَّه الناس.
وَفِي سَنَةِ "73": مَاتَ صَاحِبُ اليَمَن أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ الصُّلَيْحِي وَكَانَتْ دَوْلَتُهُ نَحْواً مِنْ عِشْرِيْنَ سَنَةً وَكَانَ عَلَى دين العُبَيْدِيَّة تَحيَّل إِلَى أَنْ تَملَّك جمِيْع اليَمَن. وَكَانَ أَبُوْهُ مِنْ قُضَاة اليَمَن لَهُ سيرَةٌ فِي "تاريخي الكبير".
__________
1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "8/ 291"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 139" وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 380".

(13/442)


وَرَافَعُوا نِظَام المُلك وَزِيْر مَلِكْشَاه.
قَالَ ابْنُ الأَثِيْرِ: فَمَدَّ سِمَاطاً، وَأَقَامَ عَلَيْهِ ممَاليكَه وَهم أُلوفٌ مِنَ التّرْك بخيلهِم وَسلاَحهِم وَحضر السُّلْطَان ثُمَّ قَالَ: إِنِّيْ خَدَمْتُكَ وَخدمتُ أَبَاك وَجدَّك وَقَدْ بَلغَك أَخذِي لِلأَمْوَال وَصَدَقُوا إِنَّمَا أَصْرِفُهَا عَلَى مِثْل هَؤُلاَءِ الغِلمَان وَهم لَكَ وَفِي البِرِّ وَالصِّلاَت، وَمُعْظَمُ أَجرِهَا لَكَ، وَكُلُّ مَا أَملِكُه فَبينَ يَديك وَأَنَا أَقنعُ بِمُرَقَّعَة. فَصفَا لَهُ السُّلْطَانُ وَأَحَبَّه وَسَمَلَ سَيِّد الرُّؤَسَاء أَبَا المَحَاسِن، الَّذِي نَاوَأَه.
وَفِي هَذَا الْقرب تَملَّك سُلَيْمَانُ بنُ قُتُلْمِش السَّلْجُوْقِيّ قونِيَة وَآقصرَا. ثُمَّ سَارَ فَأَخَذَ أَنطَاكيَةَ مِنَ الرُّوْم وَكَانَ لَهَا فِي أَيديهِم مائَة وَعِشْرُوْنَ سَنَةً. وَبَعَثَ بِالبشَارَةِ إِلَى السُّلْطَانِ مَلِكْشَاه ثُمَّ تحَارب هُوَ وَمُسْلِمُ بنُ قُرَيْش فِي سَنَةِ "77" فَقُتِلَ مُسْلِمٌ. وَنَازل ابْن قُتُلْمِش حلبَ شَهْراً ثُمَّ ترَحَّل.
وَنَازل الأُذفِيش مدينَة طُلَيْطُلَة أَعْوَاماً ثُمَّ كَانَتِ المَلْحَمَة الكبرى بِالأَنْدَلُسِ وَانتصر المُسْلِمُوْنَ وَأَسَاء أَمِيْر المُسْلِمِيْنَ يُوْسُفُ بنُ تَاشفِيْن إِلَى ابْنِ عَبَّاد وَأَخَذَ بلاَده وَسَجَنَهُ.
وَأَقْبَلَ أَمِيْرُ الجُيُوْش فَنَازل دِمَشْقَ وَضيَّق عَلَى تُتْش ثُمَّ ترحَّل.
وَفِي سَنَةِ "79" التُّقَى تُتْش وَصَاحِبُ قُونِيَة سُلَيْمَانُ فَقُتل سُلَيْمَانُ وَاسْتَوْلَى تُتش عَلَى حلب. وَأَقْبَلَ أَخُوْهُ السُّلْطَانُ مِنْ أَصْبَهَان إِلَى حلب فَأَخَذَهَا وَهَرَبَ مِنْهُ أَخُوْهُ وَنَاب بِحَلَب قَسيمُ الدَّوْلَة؛ جَدُّ نُور الدِّين فَعمرت بِهِ وَافتَتَح السُّلْطَانُ الجَزِيْرَةَ وَقَدِمَ بَغْدَاد وَقَدِمَ بَعْدَهُ النّظامُ ثُمَّ تَصيَّد وَعَمِلَ منَارَةَ القُرُوْنَ وَجَلَسَ لَهُ المُقتدي وَخلعَ عَلَيْهِ خِلَعَ السَّلطنَة وَعَلَى أَمرَائِهِ وَنظَامُ الْملك يُقَدِّمُهم وَيُتَرْجِمُ عَنْهُم ثُمَّ كَانَ عُرس المُقتدي عَلَى بِنْتِ السُّلْطَانِ وَلَمْ يُسْمَعْ: بِمِثْلِ جَهَازِهَا وَعُرسهَا؛ دَخَلَ فِي الدعوَة أَرْبَعُوْنَ أَلف مَناً مِنَ السكر.
وَمَاتَ صَاحِبُ غَزنَة وَالهِنْد المُؤَيَّدُ إِبْرَاهِيْم بنُ مسعود بن السُّلْطَانِ مَحْمُوْد، وَتَملَّك بَعْدَهُ ابْنُهُ جَلاَلُ الدِّين، زَوجُ بِنْت مَلِكْشَاه الَّتِي غَرِمَ نَظَامُ الْملك عَلَى عُرسهَا أَلفِي أَلفِ دِرْهَم. وَسَارَ مَلِكْشَاه لِيملك سَمَرْقَنْد وَافتَتَح مَا وَرَاء النَّهْر وَتَضوَّرت بِنْتُ مَلِكْشَاه مِنِ اطِّرَاح الخَلِيْفَة لَهَا فَأَذن لها في الذّهَاب إِلَى أَصْبَهَانَ مَعَ ابْنِهَا جَعْفَر، وَأَقْبَلَ جَيْشُ مِصْر فَأَخذُوا صُوْرَ وَعكَا وَجُبَيْل.
وَفِتَنُ السّنَة وَالشِّيْعَة مُتتَاليَةٌ بِبَغْدَادَ لاَ يُعبَّر عَنْهَا.
وَفِي سَنَةِ "483": اسْتولَى ابْنُ الصَّبَّاحِ؛ رَأْس الإِسْمَاعِيليَّة عَلَى قَلْعَة أَصْبَهَان، فَهَذَا أَوّلُ

(13/443)


ظُهُوْرهم. وَاسْتولتِ النَّصَارَى عَلَى سَائِر جَزِيْرَة صَقَلِية وَهِيَ إِقْلِيْمٌ كَبِيْر. وَكَانَتْ ملحمَة جَيَّان بِالأَنْدَلُسِ بَيْنَ الفِرَنْج وَالمُسْلِمِيْنَ وَنَصرَ اللهِ وَحُصِدَتِ الفِرَنْج. وَافتَتَح ملكشَاه اليَمَن عَلَى يَد جَنَقَ أَمِيْر التركمَان وَاسْتبَاحت خفَاجَة رَكْبَ العِرَاق فَذَهَبَ وَرَاءهم عَسْكَرٌ فَقتلُوا مِنْهم خلقاً كَثِيْراً، وَلَمْ تَقم لَهم شوكَةٌ بَعْد.
وَمَاتَ نَظَام الْملك فِي سَنَةِ "86"، ثُمَّ مَاتَ السُّلْطَان فَسَارَ مِنَ الشَّام أَخُوْهُ تُتش ليتسلطنَ وَفِي خِدمته قَسِيمُ الدَّوْلَة وَصَاحِب أَنطَاكيَة وَجَمَاعَة خطبُوا لَهُ بِمَدَائِنهُم. وَسَارَ وَأَنفق الأَمْوَالَ وَأَخَذَ الرّحبَة ثُمَّ نصِيْبين عَنْوَةً وَقَتَلَ وَعَسَفَ. وَقصد المَوْصِل فَعمل مَعَهُ صَاحِبُهَا إبراهيم بن قريش مَصَافّاً فَأُسِرَ إِبْرَاهِيْمُ وَتَمَزَّقَ جَمعُهُ وَقُتِلَ مِنَ الفَرِيْقَيْنِ عَشْرَةُ آلاَف وَذُبح إِبْرَاهِيْم صَبْراً.
وَأُبِيْعَتْ مِنَ النَّهْبِ مائَةُ شَاة بدِيْنَار. ثُمَّ بَعَثَ تُتش يَطلب مِنَ الخَلِيْفَة تَقليدَ السّلطنَة. وَافتَتَح مَيَّافَارِقين وَديَار بكر وَبَعْض أَذْرَبِيْجَان فَبَادر بَرْكيَارُوْق ابْنُ أَخِيْهِ فَالتَقَوا فَخَامر قسيم الدَّوْلَة وَبوزَانُ وَصَارَا مَعَ بَرْكيَارُوْق، فَضعُف تُتش، وَوَلَّى إِلَى الشَّامِ.
وَفِي أَوَّلِ سَنَةِ سَبْعٍ وَثَمَانِيْنَ خُطبَ بِبَغْدَادَ لِلسُلْطَان بركيَارُوْق ركن الدَّوْلَة، وَعلَّم المُقتدي عَلَى تَقليده ثُمَّ مَاتَ فَجْأَةً مِنَ الغَدِ تغدَّى وَغسل يَدَيْهِ وَعِنْدَهُ فَتَاتهُ شَمْسُ النَّهَار فَقَالَ: مَا هَذِهِ الأَشخَاص دَخَلُوا بِلاَ إِذن؟ فَارتَابَت وَتغَيَّر وَارتخت يَدَاهُ وَسقط فَظنُّوهُ غُشِيَ عَلَيْهِ فَطَلبتِ الجَارِيَةُ وَزِيْرَه وَمَاتَ فَأَخذُوا فِي البَيْعَةِ لابْنِهِ أَحْمَد المُسْتظهِر بِاللهِ فِي ثَامن عشر المُحَرَّم. تُوُفِّيَ وَهُوَ ابْنُ تِسْعٍ وَثَلاَثِيْنَ سَنَةً وَكَانَ خِلاَفَتُه عِشْرِيْنَ سَنَةً وَأَخَّرُوا دَفنه ثَلاَث لَيَالٍ لِكَوْنِهِ مَاتَ فَجْأَةً.
قَالَ ابْنُ النَّجَّار: اسْم أُمّه عَلم. قَالَ: وَكَانَ مُحِباً لِلعلُوْم مُكْرِماً لأَهْلهَا لَمْ يَزَلْ فِي دَوْلَةٍ قَاهِرَة وَصَوْلَة باهرَة وَكَانَ غزِيْر الفَضْل كَامِل العَقْل بَلِيْغَ النَّثْر فَمِنْهُ: وَعْدُ الكُرَمَاء أَلْزَمُ مِنْ دُيُون الغُرَمَاء. الأَلْسُنُ الفصيحَة أَنفعُ مِنَ الوُجُوه الصَّبِيْحَة وَالضَّمَائِر الصَّحيحَة أَبلغُ مِنَ الأَلْسُن الفصيحة. حق الرعية لازم لِلرّعَاة وَيَقبحُ بِالوُلاَة الإِقبالُ عَلَى السُّعَاة.
وَمِنْ نَظمه:
أَرَدْتُ صَفَاءَ العَيْشِ مَعَ مَنْ أُحبّه ... فَحَاوَلنِي عَمَّا أَرُوم مَرِيْدُ
وَمَا اخْتَرْتُ بَتَّ الشَّمْلِ بَعْدَ اجْتِمَاعِهِ ... وَلَكِنَّهُ مَهْمَا يُرِيْد أُريد
وفِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَثَمَانِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة مِنْ دَوْلَته جُدِّدت قُبَّةُ النَّسر فَاسمه عَلَى القُبَّة. وَكَانَ هُوَ خَلِيْفَةَ الإِسْلاَم فِي زَمَانِهِ لَكِن يُزَاحمُه صَاحِبُ مِصْر المُسْتنصر وَابْنُه فَكَانَ العُبيديُّ وَالعَبَّاسِيُّ مَقهورَيْنَ مِنْ وُجُوه.
وَكَانَ الدَّسْتُ لوزِيْر مِصْر أَمِيْر الجُيُوْش. وَكَانَ حُكم العِرَاق وَالمَشْرِق إِلَى السَّلجوقيَّة. وَحُكْمُ المَغْرِب إِلَى تَاشفِيْن وَابْنه. وَحُكْمُ اليَمَن إِلَى طَائِفَة. وَالأَمْر كُلُّه للهِ.

(13/444)


القيرواني، الإيلاقي:
4240- القيرواني 1:
العَلاَّمَةُ البَلِيْغُ أَبُو عَلِيٍّ الحَسَنُ بنُ رَشِيْقٍ الشاعر.
كَانَ أَبُوْهُ مِنْ مَوَالِي الأَزد. وَلأَبِي عَلِيٍّ تصانيف منها: العمدة في صناعة الشعر و"كتاب الأُنموذج". وَ"الرَسَائِل الفَائِقَة".
وُلِدَ بِالمسِيْلَة وَتَأَدب وَعَلَّمه أَبُوْهُ الصيَاغَة فَلَمَّا قَالَ الشّعر رَحَلَ إِلَى القَيْرَوَان وَمدح مَلِكهَا فَلَمَّا أَخذتهَا العَرَب وَاسْتبَاحُوهَا دَخَلَ إِلَى صَقِلية وَسَكَنَ مَازر إِلَى أَنْ مَاتَ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَسِتِّيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة وَيُقَالُ: مَاتَ فِي ذِي القَعْدَةِ سَنَةَ سِتٍّ وَخَمْسِيْنَ.
وَلَهُ كِتَاب "قرَاضَة الذّهب". وَكِتَاب "الشُّذُوذ في اللغة" ذكره ابن خلكان.
4241- الإيلاقي 2:
شَيْخُ الشَّافِعِيَّة أَبُو الرَّبِيْعِ طَاهِرُ بنُ عَبْدِ اللهِ التُّرْكِيُّ.
وَإِيلاَق: هِيَ قصبَة الشَّاش.
كَانَ مِنْ كُبَرَاء الشَّافِعِيَّة بِتِلْكَ الدِّيَار.
تَفقه بِمَرْو عَلَى الشَّيْخ أَبِي بَكْرٍ القَفَّال، وَببُخَارَى عَلَى الأُسْتَاذ أَبِي عَبْدِ اللهِ الحَليمِي. وَحَدَّثَ عَنْ، أَبِي نُعَيْمٍ الإِسفرَايينِي، وَجَمَاعَة.
وَلَهُ وَجْهٌ فِي المَذْهَب. عَاشَ سِتّاً وَتِسْعِيْنَ سَنَةً.
تُوُفِّيَ سَنَةَ خَمْسٍ وَسِتِّيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة. لَمْ يَقع لِي حديثه عاليًا.
__________
1 ترجمته في معجم الأدباء لياقوت الحموي "8/ 110"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "2/ 85" وبغية الوعاة للسيوطي "1/ 504"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 297".
2 ترجمته في الأنساب للسمعاني "1/ 406"، واللباب لابن الأثير "1/ 98"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 325".

(13/445)


غالب بن عبد الله، زعيم الملك:
4242- غالب بن عبد الله 1:
ابن أبي اليمن، العَلاَّمَةُ، شَيْخُ القُرَّاءِ وَالنُّحَاة، أَبُو تَمَّام القَيْسِيُّ القرطبي، القطيني الأصل، نزيل دانية.
وَقَطِينَة: ضيعَة بجَزِيْرَة مَيُورْقَة.
قرَأَ عَلَى أَبِي الحَسَنِ مُحَمَّدِ بنِ قُتَيْبَةَ، وَأَبِي عَمْرٍو الدَّانِي.
وَسَمِعَ: مِنِ ابْنِ عبد الْبر، وَجَمَاعَة.
وَكَانَ قَائِماً عَلَى كِتَاب سِيبَوَيْهٍ، رَأْساً فِي مَعْرِفَته.
تخرَّج بِهِ أَئِمَّة مَعَ الزُّهْد وَالتعفف.
أَرَادَه المَلِك إِقبالُ الدَّوْلَة العَامِرِيُّ عَلَى القَضَاءِ، فَامْتَنَعَ.
تَلاَ عَلَيْهِ: عَبْدُ العَزِيْزِ بنُ شَفِيع وَغَيْرهُ.
وَلَهُ شعر جَيِّد وَفضَائِل. وَقَدْ أَخَذَ اللُّغَةَ عَنْ صَاعِد.
وَكَانَ مَوْلِدُهُ فِي سَنَةِ ثَلاَثٍ وتسعين وثلاث مائة.
وسمع: في سنة سبع وَأَرْبَعِ مائَة مِنْ حَبِيْبِ بن أَحْمَدَ الرَّاوِي عَنْ، قَاسِم بن أَصْبَغ.
تُوُفِّيَ سَنَةَ خَمْسٍ وَسِتِّيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة: وَقِيْلَ: سَنَةَ سِتّ.
4243- زَعِيْمُ الملك 2:
الوَزِيْرُ الكَبِيْرُ، أَبُو الحَسَنِ، عَلِيُّ بنُ الحُسَيْنِ بنِ عَلِيِّ بنِ عَبْدِ الرَّحِيْمِ العِرَاقِيُّ.
وَزَرَ بَعْد هَلاَك أَخِيْهِ كَمَالِ المُلك هِبَة اللهِ لِلسُلْطَان أَبِي نَصْرٍ خسرو ابْنِ الْملك أَبِي كَالَيجَار البُويهِيّ فِي سَنَةِ ثَلاَثٍ وَأَرْبَعِيْنَ فَلَمَّا أَنْ تَغَلَّب البسَاسيرِيّ عَلَى العِرَاقِ سَنَةَ خَمْسِيْنَ دَخَلَ يَوْمَئِذٍ وَزَعيم الْملك هَذَا عَنْ، يَمِيْنه وَكَانَ يَحترمه وَيُخَاطبه بِمَوْلاَنَا. ثُمَّ إِنَّهُ هَرَبَ إِلَى البطَائِح وَفَتر سُوقه، وَعَاشَ إِلَى سَنَةِ ست وستين، وكان عمره سبعين سنة.
__________
1 ترجمته في الصلة لابن بشكوال "2/ 457"، وبغية الوعاة للسيوطي "2/ 240".
2 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "8/ 288".

(13/446)


محمد بن عتاب، الصريفيني:
4244- محمد بن عتاب 1:
ابن محسن، الإِمَامُ العَلاَّمَةُ، المُحَدِّثُ، مُفْتِي قُرْطُبَة أَبُو عَبْدِ الله مَوْلَى ابْنِ أَبِي عَتَّابٍ الأَنْدَلُسِيُّ. وُلِد سَنَةَ ثَلاَثٍ وَثَمَانِيْنَ وَثَلاَثِ مائَة.
وَحَدَّثَ عَنْ: عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ أَحْمَدَ التُّجِيْبِيّ، وَأَبِي القَاسِمِ خَلَفِ بن يَحْيَى، وَأَبِي المُطَرِّف القَنَازِعِي، وَسَعِيْدِ بنِ سَلَمَةَ، وَأَبِي عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدِ بنِ نبَات، وَعبدِ الرَّحْمَن بنِ أَحْمَدَ بنِ بِشْر القَاضِي، وَيُوْنُس بنِ مُغِيْث، وَأَبِي أَيُّوْبَ بن عُمرُوْنَ، وَالقَاضِي أَبِي بَكْرٍ بنِ وَاقِد وَعِدَّة.
حَدَّثَ عَنْهُ: ابْنُهُ أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُحَمَّدٍ وَغَيْرهُ.
قَالَ خَلَف بن بَشْكُوَال: كَانَ فَقِيْهاً وَرِعاً عَامِلاً بَصِيْراً بِالحَدِيْثِ، وَطرقه لاَ يُجَارَى فِي الوثَائِق كتبهَا عُمُرَه وَمَا أَخَذَ عَلَيْهَا مِنْ أَحَد أَجراً يُقَالَ: قرَأَ فِيْهَا أَزِيدَ مِنْ أَرْبَعِيْنَ مُؤَلّفاً. وَكَانَ مُتَفَنِّناً فِي العِلْمِ حَافِظاً لِلأَخْبَار وَالأَشعَار وَالأَمثَال صَليباً فِي الحَقِّ مُنْقَبِضاً عَنِ، السُّلْطَان وَأَسبَابه مُتوَاضعاً مُقتصداً فِي مَلبسه يَتولَّى حوَائِجه بِنَفْسِهِ. وَكَانَ شَيْخَ أَهْلِ الشُّوْرَى فِي زَمَانِهِ وَعَلَيْهِ كَانَ مدَارُ الفَتْوَى دُعِي إِلَى قَضَاء قُرْطُبَة مرَاراً فَأَبَى وَكَانَ يهَابُ الفَتْوَى وَيَقُوْلُ: وَدِدْتُ أَنِّي أَنجُو مِنْهَا كفَافاً. وَلَهُ اخْتيَارَاتٌ مِنْ أَقَاويل العُلَمَاء يَأْخذ بِهَا فِي خَاصَّة نَفْسه.
قَالَ أَبُو عَلِيٍّ الغَسَّانِيّ: كَانَ مِنْ جِلَّةِ العُلَمَاء الأَثْبَاتِ، وَمِمَّنْ عُني بِالفِقْه وَسَمَاع الحَدِيْث دَهْرَه وَقَيَّدَه، فأتقنه.
مَاتَ فِي صَفَرٍ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَسِتِّيْنَ وَأَرْبَعِ مائة، وشيعه المعتمد بن عباد.
4245- الصريفيني 2:
الإِمَامُ الثِّقَةُ الخَطِيْبُ، خَطِيْبُ صَرفِيْن، أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنُ عُمَرَ بنِ أَحْمَدَ بنِ مُجيب بنِ المُجَمِّعِ بنِ بَحْرِ بنِ مَعْبَدٍ بن هَزَارْمَرْدَ الصَّرِيفِيْنِي، رَاوِي كِتَاب "الجعديَات" عَنْ أَبِي القَاسِمِ بن حبابة.
__________
1 ترجمته في الصلة لابن بشكوال "2/ 544"، والعبر "3/ 250"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 86"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 311".
2 ترجمته في تاريخ بغداد "10/ 146"، والأنساب للسمعاني "8/ 59"، والمنتظم لابن الجوزي "8/ 309"، والعبر "3/ 271"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 334".

(13/447)


سَمِعَ: ابْن حَبَابَة، وَابْن أَخِي مِيمِي الدَّقَّاق وَعُمَر بن إِبْرَاهِيْمَ الكَتَّانِي وَأَبَا طَاهِرٍ المُخَلِّص وَأَمَة السَّلاَم بِنْتَ أَحْمَد بنِ كَامِل وَالحَافِظ أَحْمَدَ بنَ مُحَمَّدِ بنِ دَوَّسَتْ العَلاَّف وَغَيْرهُم.
واخْتُلِف فِي نسبه فِي تَقَدِيْم مُجيب عَلَى مجمع.
حدث عنه: الخطيب والحميدي وأبو المظفر السمع: اني وَهِبَةُ اللهِ الشيرَازِي وَمُحَمَّدُ بنُ طَاهِرٍ وَأَبُو بَكْرٍ الأَنْصَارِيّ وَإِسْمَاعِيْلُ بنُ السَّمَرْقَنْدِيّ وَعَلِيُّ بنُ سُكَيْنَة وَعَبْدُ الوَهَّابِ الأَنْمَاطِيّ، وَالحُسَيْنُ بنُ عَلِيٍّ سِبْط الخَيَّاط، وَيَحْيَى بنُ عَلِيِّ بنِ الطّرَّاح، وَآخَرُوْنَ.
وَسَمِعَ: مِنَ المُخَلِّص "النّسَب" لِلزُّبِير وَكِتَاب "الْفتُوح" وَكِتَاب "المُزَنِيّ" وَ"أَخْبَار الأَصْمَعِيّ" وَكِتَاب "البِرّ" وَكِتَاب "الزُّهْد" لابْنِ المُبَارَكِ وَكِتَاب "المزَاح" لِلزبِير وَأَشيَاء.
ذكره الخَطِيْب فَقَالَ: عُرف وَالِده بهَزَارْمَرْدَ. قَدِمَ أَبُو مُحَمَّدٍ بَغْدَاد دَفَعَات وَحَدَّثَ بِهَا وَكَانَ صَدُوْقاً.
وَقَالَ أَبُو سَعْدٍ السَّمْعَانِيُّ: شَيْخٌ صَالِحٌ خَيِّر صَارَت إِلَيْهِ الرّحلَةُ وُلِدَ بِبَغْدَادَ وَكَانَ أَحْمَدَ النَّاسِ طرِيقَةً وَأَجْمَلَهم خليقَة وَأَخلصَهم نِيَّةً وَأَصفَاهم طويَّةً سَمِعَ: مِنْهُ الكِبَار. حَكَى ابْنُ طَاهِرٍ أَنَّ هِبَة اللهِ بن عَبْدِ الوَارِثِ كَانَ مُصعِداً إِلَى الشَّامِ فَدَخَلَ صَرِيفِيْن فَرَأَى شَيْخاً ذَا هيئَةٍ قَاعِداً عَلَى بَاب دَاره فَسَأَلَهُ: هَلْ سَمِعْتَ شَيْئاً؟ فَقَالَ: سَمِعْتُ مِنِ ابْنِ حَبَابَة وَالكَتَّانِي وَأَبِي طَاهِر المُخَلِّص وَطَبَقَتهم. فَتعجَّب مِنْ ذَلِكَ وَطَالبه بِالأُصُوْل فخرج لَهُ أُصُوْلاً عَتِيْقَة بِخَط ابْن البَقَّال وَغَيْره فَقَرَأَ هِبَةُ اللهِ مَا عِنْدَهُ وَنسخ. وَنمَّ الخَبَر إِلَى عُكْبَرَا وَبغدَاد فَرحل النَّاس إِلَيْهِ.
قَالَ أَبُو الفَضْلِ بنُ خَيْرُوْنَ: هُوَ ثِقَةٌ، له أصول جياد قرأت بخط وَالِده: وُلِد ابْنِي عَبْدُ اللهِ لَيْلَة الجُمُعَة، لِخَمْسٍ خَلَوْنَ مِنْ صفر، سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَمَانِيْنَ.
تُوُفِّيَ ابْنُ هَزَارْمَرْدَ: فِي ثَالِثِ جُمَادَى الآخِرَةِ، سَنَةَ تِسْعٍ وَسِتِّيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة.
كَتَبَ إِلَيْنَا أَبُو الحَسَنِ بنُ البُخَارِيّ، وَغَيْرهُ بِكِتَاب "الجعديَات" أَنَّ عُمَرَ بن مُحَمَّد أَخْبَرَهم قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الوَهَّابِ الحَافِظُ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ الخَطِيْب، أَخْبَرَنَا أَبُو القَاسِمِ بنُ حَبَابَةَ، أَخْبَرَنَا أَبُو القَاسِمِ البَغَوِيُّ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بنُ الجَعْدِ، أَخْبَرَنِي أَبُو الأَشْهَبِ، عَنِ الحَسَنِ قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: "مَنْ قَالَ أَنَا فِي الجَنَّةِ فَهُوَ فِي النَّارِ". هَذَا مُرْسَلٌ غَرِيْب.
وَبِهِ: حَدَّثَنَا عليّ، أَخْبَرَنِي مُبَارَكُ بنُ فَضَالَةَ، عَنِ الحَسَنِ قَالَ: أَخْبَرَنِي عِمْرَانُ بنُ حُصَيْنٍ أَنَّ رَجُلاً أَعْتَقَ ستة مملوكين له عند مَوْته وَلَمْ يَكُنْ لَهُ مَالٌ غَيْرُهُم فَرُفِعَ ذَلِكَ إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَأَقْرَعَ بَيْنهُم وَأَعْتَقَ اثنِيْنِ وَأَرَقَّ أَرْبَعَةً1.
إِسْنَادُهُ صَالِحٌ، وَهُوَ نصٌّ فِي شرعيَّة القُرعَة فِي مثل هذا. والله أعلم.
__________
1 صحيح: أخرجه أحمد "4/ 428 و 439 و 440و 445 و 446"، والنسائي "4/ 64" من طريق الحسن، به، وأخرجه مسلم "1668"، وأبو داود "3958"، والترمذي "1364" من طرق عَنْ أَيُّوْبُ، عَنْ أَبِي قِلاَبَةَ عَنْ أَبِي المُهَلَّبِ، عن عمران بن حصين، به.

(13/448)


4246- الشيخ الأجل 1:
هُوَ الصَّدْرُ الأَنْبَلُ الرَّئِيْسُ القُدْوَةُ أَبُو مَنْصُوْرٍ عبد الملك بن محمد ابن يُوْسُفَ البَغْدَادِيُّ سِبْطُ الإِمَامِ أَبِي الحُسَيْنِ أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ اللهِ السُّوْسَنْجِرديّ. وَكَانَ يُلَقَّبُ بِالشَّيْخ الأَجْل.
سَمِعَ جدَّه وَأَبَا مُحَمَّدٍ بنَ البَيِّع وَأَحْمَدَ بنَ مُحَمَّدِ بنِ الصَّلْت الأَهْوَازِيّ، وَأَبَا عُمَر بن مَهْدِيّ.
حَدَّثَ عَنْهُ: ابْنَاهُ، وَأَقَارَبُه، وَغَيْرُ وَاحِد.
قَالَ الخَطِيْبُ: كَانَ أَوحَدَ وَقْتِهِ فِي فِعل الخَيْر وَدوَام الصَّدَقَة وَالإِفضَال عَلَى العُلَمَاء وَالنَّصْرِ لأَهْل السُّنَّة، وَالقمعِ لأَهْل البِدَع، تُوُفِّيَ وَهُوَ فِي عَشْرِ السَّبْعِيْنَ.
قُلْتُ: مَاتَ فِي المُحَرَّمِ سَنَةَ سِتِّيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة. أَرَّخَهُ ابْنُ خَيْرُوْنَ وَقَالَ: دُفن عِنْد جدّه لأُمِّهِ وَحضره جمِيْعُ الأَعيَان وَكَانَ صَالِحاً عَظِيْمَ الصَّدَقَة مُتعصباً لِلسُّنَّة قَدْ كَفَى عَامَّة العُلَمَاء وَالصُّلَحَاء.
قُلْتُ: كَانَ ذَا جَاهٍ عرِيض وَاتصَالٍ بِالخَلِيْفَة.
وَقَالَ أُبَيٌّ النَّرْسِيّ: لَمْ أَرَ خَلْقاً قَطُّ مثل من حضر جنازته. رحمه الله.
وَفِيْهَا تُوُفِّيَ أَحْمَدُ بنُ الفَضْلِ البَاطِرْقَانِي شَيْخ أَصْبَهَان وَمُفْتِي قُرْطُبَة أَبُو عُمَرَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عِيْسَى بن القَطَّان القُرْطُبِيّ وَالمُعَمَّر العَلاَّمَة أَبُو عَلِيٍّ الحَسَنُ بنُ عَلِيِّ بنِ مَكِّيّ النَّسَفِي الحَنَفِيّ ثُمَّ الشَّافِعِيّ وَالوَاعِظَة خَدِيْجَةُ بِنْتُ مُحَمَّد بن عَلِيٍّ الشَّاهجَانِيَّة الَّتِي تروِي عن، ابن سمع: ون وَالمُعَمَّر عبدُ الدَّائِم بنُ الحَسَنِ الهِلاَلِي الحَوْرَانِيّ ثُمَّ الدِّمَشْقِيّ صَاحِب عَبْد الوَهَّابِ الكِلاَبِيّ، وَشيخُ الرَّافِضَّة أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بنُ الحَسَنِ الطُّوْسِيّ المُفسِّر وَمُسْنِد هَرَاة أَبُو مُضْمر مُحَلِّم بن إسماعيل الضبي.
__________
1 ترجمته في تاريخ بغداد: "10/ 434"، والمنتظم لابن الجوزي "8/ 250"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 82".

(13/449)


أبو جعفر الطوسي، ابن حمدان:
4247- أبو جعفر الطوسي 1:
شَيْخُ الشِّيْعَةِ، وَصَاحِبُ التَّصَانِيْفِ، أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بنُ الحَسَنِ بنِ عَلِيٍّ الطُّوْسِيُّ.
قَدِمَ بَغْدَاد، وَتَفَقَّهَ أَوَّلاً لِلشَافعِي. ثُمَّ أَخَذَ الكَلاَم وَأُصُوْل القوم عن الشَّيْخ المُفِيد رَأْسِ الإِمَامِيَّة، وَلزمه وَبَرَعَ، وَعَمِلَ التَّفْسِيْر، وَأَملَى أَحَادِيْث وَنوَادر فِي مُجَلَّدين، عَامَّتُهَا عَنْ شَيْخه المُفِيد.
وَرَوَى عَنْ: هِلاَل الحَفَّار، وَالحُسَيْنِ بن عُبَيْد اللهِ الفَحَّام، وَالشَّرِيْف المرتضَى وَأَحْمَد بن عبدُوْنَ، وَطَائِفَة.
رَوَى عَنْهُ: ابْنُهُ أَبُو عَلِيٍّ.
وَأَعرض عَنْهُ الحُفَّاظ لِبِدعته، وَقَدْ أُحرقت كتبه عِدَّة نُوب فِي رَحْبَة جَامِع الْقصر، وَاسْتَتَر لَمَّا ظهر عَنْهُ مِنَ التنقُّص بِالسلف، وَكَانَ يَسكن بِالكَرْخ، محلَّة الرَّافِضَّة ثُمَّ تَحَوّل إِلَى الكُوْفَةِ، وَأَقَامَ بِالمَشْهَد يُفَقِّههُم.
وَمَاتَ فِي المُحَرَّمِ سَنَةَ سِتِّيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة.
وَكَانَ يُعَدُّ مِنَ الأَذكيَاء لاَ الأَزكيَاء. ذَكَرَهُ ابْنُ النَّجَّار فِي تَارِيْخِهِ.
وَلَهُ تَصَانِيْف كَثِيْرَة مِنْهَا: كِتَاب تَهْذِيْب الأَحكَام كَبِيْر جداً وكِتَاب مُخْتَلف الأَخْبَار وَكِتَاب الْمُفْصِح فِي الإِمَامَة وَأَشيَاء. وَرَأَيْت لَهُ مُؤَلّفاً فِي فَهرسَة كُتبهم وَأَسْمَاء مُؤَلّفِيْهَا.
4248- ابن حمدان 2:
الأمير الكبير ناصر الدولة حسين بن الأمير ناصر الدولة وسيفها حسن بن الحسين بن صَاحِب المَوْصِل نَاصِر الدَّوْلَة أَبِي مُحَمَّدٍ الحَسَن بن عَبْدِ اللهِ بنِ حَمْدَان التَّغْلِبِيّ.
كَانَ أَبُوْهُ قَدْ عَمِلَ نِيَابَة دِمَشْق لصَاحِب مِصْر المُسْتنصر، وَنَشَأَ نَاصِرُ الدَّوْلَة، فَكَانَ شَهْماً شُجَاعاً مِقْدَاماً مَهِيْباً وَافر الحِشْمَة تَمَكَّنَ بِمِصْرَ وَتَقدم عَلَى أُمرَائِهَا وَجَرَتْ لَهُ حُرُوْبٌ وَخُطُوبٌ. وَكَانَ عَازماً عَلَى إِقَامَة الدَّعوَة لِبَنِي العَبَّاسِ فَإِنَّهُ تَهَيَّأَت لَهُ الأَسبَاب وَقهر المُسْتنصر وَتركه عَلَى بَرد الدِّيَار وَأَخَذَ مِنْهُ أَمْوَالاً لاَ تُحصَى ثُمَّ فِي الآخِرِ انْتُدِبَ لاغتيَاله وَللفتك بِهِ إِلْدكز التركِي فِي جَمَاعَةٍ فَقتلُوْهُ فِي سَنَةِ خَمْسٍ وَسِتِّيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة وَكَانَ قَدْ وَلِي إِمْرَة دِمَشْق أَيْضاً وَقُتِلَ مَعَهُ أَخُوْهُ فَخر العَرَب وَطَائِفَةٌ مِنَ الحَمْدَانِيَّة بِمِصْرَ وَاضْطَرَب الجَيْشُ وَمَاجُوا. وَكَانَ قَدْ راسَل السُّلْطَان أَلب آرسلاَن لينجده بعسكر فأجابه.
__________
1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "8/ 252"، ولسان الميزان "5/ 135"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 82".
2 ترجمته في الوفي بالوفيات لصلاح الدين الصفدي "12/ 357"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 13".

(13/450)


4249- حاتم بن محمد 1:
ابن عبد الرحمن بن حاتم المُحَدِّثُ المُتْقِنُ، الإِمَامُ الفَقِيْهُ، أَبُو القَاسِمِ التَّمِيْمِيُّ الطَّرَابُلسِيُّ، ثُمَّ الأَنْدَلُسِيُّ القُرْطُبِيُّ. أَصلُه مِنْ طرَابلس الشَّام.
مَوْلِدُهُ فِي نِصْفِ شَعْبَان سَنَة ثَمَانٍ وَسَبْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَة.
وَسَمِعَ مِنْ: عُمَر بنِ حُسَيْن بن نَابِل صَاحِبِ قَاسِم بن أَصْبَغ، ومن أبي المُطَرِّف بنِ فُطَيْس القَاضِي، وَمُحَمَّدِ بنِ عُمَرَ بنِ الفَخَّار، وَحَمَّادٍ الزَّاهِد، وَالفَقِيْه أَبِي مُحَمَّدٍ بن الشِّقَاق، وَارْتَحَلَ فِي سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعِ مائَة، فَلقِي الإِمَام أَبَا الحَسَنِ القَابِسِي، وَلاَزَمه وَأَكْثَر عَنْهُ، ثُمَّ حَجَّ فِي سَنَةِ ثَلاَثٍ، وَسَمِعَ مِنْ أَحْمَدَ بن فِرَاس العَبْقَسِي، وَسَمِعَ "صَحِيْح" مُسْلِم مِنْ أَبِي سَعِيْدٍ السِّجْزِيّ وَسَمِعَ: مِنْ مُحَمَّد بن سُفْيَانَ كِتَاب "الهَادِي فِي السَّبْع" ثُمَّ رَجَعَ بِعِلْم جَمٍّ وَأَخَذَ بِطُلَيْطِلَةَ عَنِ الخَطِيْب أَبِي مُحَمَّدٍ بن عَبَّاسٍ وَخَلَف بن أَحْمَدَ.
قَالَ أَبُو عَلِيٍّ الغَسَّانِيّ: كَانَ شَيْخُنَا حَاتِم مِمَّنْ عُنِيَ بِتَقْيِيد العِلْم وَضبطِهِ، ثِقَةً كتب الكَثِيْر بِخَطِّهِ المَلِيْح.
وَقَالَ أَبُو الحَسَنِ بنُ مُغِيْث: كَانَتْ كِتَابَتُهُ فِي نِهَايَة الإِتْقَان وَلَمْ يَزَلْ مُثَابراً عَلَى حَمْلِ العِلْم وَبَثِّهِ وَالصَّبْر عَلَى ذَلِكَ مَعَ كِبر السِّنّ. أَخذُوا عَنْهُ لطول عُمُره. قَالَ: وَقَدْ دُعِي إِلَى القَضَاء بقُرْطُبَة فَأَبَى.
قُلْتُ: حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو عَلِيٍّ، وَأَبُو مُحَمَّدٍ بنُ عَتَّاب، وَطَائِفَة.
مَاتَ فِي ذِي القَعْدَةِ سَنَة تِسْعٍ وَسِتِّيْنَ وأربع مائة، عن نيف وتسعين سنة.
__________
1 ترجمته في الصلة لابن بشكوال "1/ 157"، والعبر "3/ 269"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 333".

(13/451)


ابن يونس، العطار:
4250- ابن يونس 1:
الشَّيْخُ العَالِمُ الحَافِظُ، المُحَدِّثُ، الثِّقَةُ، أَبُو عَلِيٍّ الحسن بن عُمَرَ بنِ حَسَنِ بنِ يُوْنُسَ الأَصْبَهَانِيُّ.
رحَّال صَدُوْقٌ، صَاحِبُ مَعْرِفَة.
سَمِعَ: أَبَا الحَسَنِ أَحْمَدَ بنَ مُحَمَّدِ بنِ الصَّلْت، وَأَبَا عُمَر بنَ مَهْدِيٍّ، وَهِلاَلاً الحَفَّار وَطَائِفَة بِبَغْدَادَ، وَأَبَا عُمَر الهَاشِمِيّ بِالبَصْرَةِ، وَعُثْمَانَ بنَ أَحْمَدَ البُرجِي، وَأَبَا بَكْرٍ بنَ مَرْدَوَيْه وَجَمَاعَة، بِأَصْبَهَانَ وَكَتَبَ الكَثِيْر.
حَدَّثَ عَنْهُ: مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ الدَّقَّاق، وَمَحْمُوْدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مَاشَاذه، وَأَبُو سَعْدٍ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ ثَابِتٍ الخُجَنْدِي، وَالمُعَمَّر إِسْمَاعِيْل ابْن عَلِيٍّ الحمَّامِي، وَآخَرُوْنَ.
تُوُفِّيَ فِي ذِي القَعْدَةِ، سَنَة سِتٍّ وَسِتِّيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ، وَهُوَ فِي عَشْرِ التِّسْعِيْنَ، رَحِمَهُ اللهُ.
4251- العَطَّارُ 2:
الإِمَامُ الحَافِظُ، الثِّقَةُ، أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ عَلِيٍّ الأَصْبَهَانِيُّ العَطَّارُ، مُسْتَمْلِي أَبِي نُعَيْمٍ الحَافِظِ.
ارْتَحَلَ وَسَمِعَ: أَبَا عُمَر الهَاشِمِيّ، وَعَلِيّ بن القَاسِمِ النّجَاد بِالبَصْرَةِ، وَأَبَا القَاسِمِ الحُرْفِي، وَأَبَا عَلِيٍّ بنَ شَاذَانَ بِبَغْدَادَ، وَأَبَا بَكْرٍ بنَ مَرْدَوَيْه، وَأَبَا سَعِيْدٍ مُحَمَّد بن علي بن عمرو النقاش، وطبقتهما بأصبهان.
قَالَ أَبُو سَعْدٍ السَّمْعَانِيُّ: هُوَ حَافظٌ، عَظِيْمُ الشَّأْن عِنْد أَهْل بَلَده، أَملَى عِدَّة مَجَالِس.
وَقَالَ الدَّقَّاق فِي رسَالته: كَانَ مِنَ الحُفَّاظِ، يُمْلِي مِنْ حِفْظِهِ.
قُلْتُ: رَوَى عَنْهُ: سَعِيْدُ بنُ أَبِي الرَّجَاءِ، وَالحُسَيْن الخَلاَّل، وَفَاطِمَةُ بِنْتُ مُحَمَّد بن البَغْدَادِيّ، وَإِسْمَاعِيْلُ بنُ عَلِيٍّ الحمَّامِي، وَعِدَّة.
تُوُفِّيَ فِي صَفَرٍ، سَنَة سِتٍّ وَسِتِّيْنَ وأربع مائة.
__________
1 ترجمته في الوافي بالوفيات لصلاح الدين الصفدي "12/ 194".
2 ترجمته في تاريخ بغداد "1/ 417"، والمنتظم لابن الجوزي "8/ 288"، والعبر "3/ 261" وتذكرة الحفاظ "3/ ترجمة 1020".

(13/452)


4252- الواحدي 1:
الإِمَامُ العَلاَّمَةُ، الأُسْتَاذُ، أَبُو الحَسَنِ، عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيٍّ الوَاحِدِيُّ النَّيْسَابُوْرِيُّ الشافعي صاحب التفسير وإمام علماء التَّأْوِيْلِ مِنْ أَوْلاَدِ التُّجَّارِ. وَأَصله مِنْ سَاوه.
لزم الأُسْتَاذ أَبَا إِسْحَاقَ الثَّعْلَبِيّ وَأَكْثَر عَنْهُ وَأَخَذَ علمَ العَرَبِيَّة عَنْ أَبِي الحَسَنِ القُهُندُزِي الضّرِير.
وَسَمِعَ: مِنْ: أَبِي طَاهِر بن مَحْمِش وَالقَاضِي أَبِي بَكْرٍ الحِيْرِيّ وَأَبِي إِبْرَاهِيْمَ إِسْمَاعِيْلَ بنِ إِبْرَاهِيْمَ الوَاعِظ وَمُحَمَّد بن إِبْرَاهِيْمَ المزكِّي وعبد الرحمن بن حمدان النصروي وأحمد بن إِبْرَاهِيْمَ النَّجَّار وَخَلْق.
حَدَّثَ عَنْهُ: أَحْمَدُ بنُ عُمَرَ الأَرغِيَانِي وَعبدُ الجَبَّار بن مُحَمَّدٍ الخُوَارِي وَطَائِفَة أَكْبَرهم الخُوَارِي.
صَنّف التفَاسير الثَّلاَثَة: الْبَسِيط والوسيط والوجيز. وَبِتِلْكَ الأَسْمَاء سمَّى الغزَالِيُّ تَوَالِيفه الثَّلاَثَة فِي الفِقْه. وَلأَبِي الحَسَنِ كِتَاب أَسبَاب النُّزَول مروِي وكتاب التحبير في الأسماء الحسنى وشرح ديوَان المتنبِي. وَكَانَ طَوِيْل البَاع فِي العَرَبِيَّة وَاللُّغَات. وَلَهُ أَيْضاً: كِتَاب الدعوَات وَكِتَاب المَغَازِي وَكِتَاب الإِغرَاب فِي الإِعرَاب وَكِتَاب "تَفْسِيْر النَّبِيّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ" وَكِتَاب "نَفِي التّحرِيف عَنِ القُرْآن الشَّرِيْف".
تَصَدَّرَ لِلتدرِيس مُدَّة وَعَظُمَ شَأْنه.
وَقِيْلَ: كَانَ مُنْطَلِقَ اللِّسَان فِي جَمَاعَةٍ من العلماء ما لا يَنْبَغِي، وَقَدْ كفَّر مَنْ أَلّف كِتَاب "حَقَائِق التَّفْسِيْر" فَهُوَ مَعْذُور.
وَلَهُ شعر رَائِق.
قَالَ عَنْ نَفْسِهِ: دَرَسْتُ اللُّغَة عَلَى أَبِي الفَضْل أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ يُوْسُفَ العَرُوضِي وَكَانَ مِنْ أَبْنَاءِ التِّسْعِيْنَ. رَوَى عَنِ الأَزْهَرِيّ "تَهْذِيْبه في اللُّغَة" وَلحق السَّمَاعَ مِنَ الأَصَمّ، وَلَهُ تَصَانِيْفُ وَأَخَذت التَّفْسِيْر عَنِ الثَّعْلَبِيّ، وَالنَّحْو عَنْ أَبِي الحَسَنِ عَلِيّ بن مُحَمَّدٍ الضّرِير - وَكَانَ مِنْ أَبرع أَهْل زَمَانِهِ فِي لطَائِف النَّحْو وَغوَامضه عَلَّقْتُ عَنْهُ قَرِيْباً مِنْ مائَة جُزْء فِي المشكلاَت وَقَرَأْت القِرَاءات عَلَى جَمَاعَة.
قَالَ أَبُو سَعْدٍ السَّمْعَانِيُّ: كَانَ الوَاحِديُّ حقيقاً بِكُلِّ احترَام وَإِعظَام، لَكِن كَانَ فِيْهِ بَسْطُ لِسَانٍ فِي الأَئِمَّة، وَقَدْ سَمِعْتُ أَحْمَدَ بنَ مُحَمَّدِ بنِ بَشَّار يَقُوْلُ: كَانَ الوَاحِدي يَقُوْلُ: صَنَّفَ السُّلَمِيّ كِتَاب "حَقَائِق التَّفْسِيْر"، وَلَوْ قَالَ: إِنَّ ذَلِكَ تَفْسِيْرُ القُرْآن لَكفَّرْتُه.
قُلْتُ: الوَاحِديُّ مَعْذُور مَأْجُور.
مَاتَ بِنَيْسَابُوْرَ فِي جُمَادَى الآخِرَةِ، سَنَةَ ثَمَانٍ وستين وأربع مائة، وقد شاخ.
أخوه:
__________
1 ترجمته في معجم الأدباء لياقوت الحموي "12/ 257"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "3/ 303". والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 104"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 330".

(13/453)


الواحدي، البحيري:
4253- الواحدي 1:
الشَّيْخُ أَبُو القَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَحْمَدَ الوَاحِديُّ.
سَمِعَ: أَبَا طَاهِر بن مَحْمِش وَيَحْيَى بنُ إِبْرَاهِيْمَ المُزَكِّيُّ وَأَبَا بَكْرٍ الحِيْرِيّ.
حَدَّثَ عَنْهُ: إِسْمَاعِيْلُ بنُ مُحَمَّدٍ التَّيْمِيّ الحَافِظ وَعَبْدُ الله بن الفراوي وعبد الخالق بن زاهر الشحامي وآخرون.
وَأَملَى مَجَالِس وَكَانَ ثِقَةً صَادِقاً مُعَمَّراً.
مَاتَ سَنَةَ سَبْعٍ وَثَمَانِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة وَهُوَ مِنْ أَبْنَاءِ التِّسْعِيْنَ. يَقع لِي مِنْ حَدِيْثِهِ فِي مشيخَة زَاهِر.
وَأَمَّا أَخُوْهُ الْمُفَسّر فَمَا وَقَعَ لي حديثه بعلو.
4254- البحيري:
الإِمَامُ الفَقِيْهُ الصَّالِحُ أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الحَمِيْدِ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ البَحِيْرِيُّ النَّيْسَابُوْرِيُّ رَاوِي مُسْنَد أَبِي عَوَانَة عَنْ أَبِي نُعَيْمٍ عَبْدِ الْملك بن الحَسَنِ قرَأَه عليه الإمام أبو المظفر منصور السمع: اني.
وَحَدَّثَ عَنْهُ: وَجيه الشَّحَّامِيّ وَأَبُو الأَسْعَد هبَةُ الرَّحْمَن بنُ القُشَيْرِيّ وَجَمَاعَة.
مَاتَ فِي سَنَةِ تِسْعٍ وَسِتِّيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة بِنَيْسَابُوْرَ.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ هِبَةِ اللهِ الدِّمَشْقِيّ، أَنْبَأَنَا القَاسِمُ بنُ عَبْد اللهِ بن الصَّفَّارِ، أَخْبَرَنَا هِبَةُ الرَّحْمَنِ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الحَمِيْدِ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ البحيْرِيُّ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ المَلِكِ بنُ الحَسَنِ، أَخْبَرَنَا يَعْقُوْبُ بنُ إِسْحَاقَ الحَافِظ سَنَة سِتَّ عَشْرَةَ وَثَلاَثِ مائَة حَدَّثَنَا يُوْنُسُ بنُ عبد الأعلى، أَخْبَرْنَا ابْنُ وَهْبٍ أَخْبَرَنِي يُوْنُسُ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: بَلَغَنَا عَنْ رِجَالٍ مِنْ أَهْلِ العِلْمِ أَنَّهم كَانُوا يَقُوْلُوْنَ: الاعتصَامُ بِالسُّنَّة نَجَاةٌ وَالعِلْمُ يُقْبَضُ قبضاً سرِيعاً فَنَعْشُ العِلْمِ ثَبَاتُ الدِّين وَالدُّنْيَا وَذهَابُ ذَلِكَ فِي ذهاب العلم.
أخوه:
__________
1 ترجمته في النجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 104".

(13/454)


البحيري، ابن الحذاء:
4255- البحيري:
هُوَ الشَّيْخُ أَبُو الحَسَنِ عَبْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ البَحِيْرِيُّ المُزَكِّي شَيْخُ زَاهِرٍ الشَّحَّامِيّ وَوَالِدُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ عَبْدِ اللهِ البُحَيْرِيِّ المُتَوَفَّى فِي سَنَةِ أَرْبَعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ.
يَرْوِي عَنْ: مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ عَبْدُوْس وَالسَّيِّد العَلَوِيّ وَأَبِي نُعَيْمٍ الأَزْهَرِيّ وَأَبِي عَبْدِ اللهِ الحَاكِم وَعبدِ الرَّحْمَن بن المزكِّي وَعِدَّة.
وَأَملَى مَجَالِس.
لاَ أَعْلَم مَتَى تُوُفِّيَ وَكَانَ مَوْجُوْداً فِي حُدُوْدِ سَنَةِ سِتِّيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة.
4256- ابْنُ الحذاء 1:
الإِمَامُ المُحَدِّثُ الصَّدُوْقُ المُتْقِنُ أَبُو عُمَرَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ يَحْيَى بنُ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ محمد بن يَعْقُوْبَ بنِ دَاوُدَ القُرْطُبِيُّ ابْنُ الحَذَّاءِ مَوْلَى بَنِي أُمَيَّةَ.
مُكْثِر عَنْ وَالِده الحَافِظ أَبِي عَبْدِ اللهِ ابْنِ الحَذَّاء.
نَدبه أَبُوْهُ إِلَى الطَّلَب فِي حَدَاثته فَسَمِعَ: مِنْ: عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ رَاشِد وَسَعِيْد بنِ نَصْرٍ وَعبدِ الوَارِث بن سُفْيَانَ وَأَبِي القَاسِمِ عَبْد الرحمن الوَهرَانِي وَأَدْرَكَ بِهِم دَرَجَةَ أَبِيْهِ وَأَوَّل سَمَاعه فِي سَنَةِ ثَلاَثٍ وَتِسْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَة.
نزح عَنْ قُرْطُبَة فِي الفِتْنَة الكُبْرَى، وَسَكَنَ سَرَقُسْطَة وَالمَرِيَّة، ثُمَّ وَلِيَ القَضَاءَ بطُلَيطُلَة وَبِدَانِيَة، ثُمَّ تَحَوَّل إِلَى إِشبيليَة وَقُرْطُبَة.
حَدَّثَ عَنْهُ: الحَافِظُ أَبُو عَلِيٍّ الغَسَّانِيّ وَجَمَاعَة مِمَّنْ أَعْرفُهم أَوْ لاَ أَعْرفهُم وَكَذَا غَالِبُ مَشَايِخ الأَنْدَلُس لاَ اعتنَاء لَنَا بِمَعْرِفَتهم لأَنَّ رِوَايَتَهم لاَ تَقعُ لَنَا.
وَكَانَ حَسَنَ الأَخلاَق مُوَطَّأَ الأَكنَاف عَالِماً سرِيعَ الكِتَابَة انْتَهَى إِلَيْهِ علوُّ الإِسْنَاد مَعَ ابْنِ عبد الْبر.
مَاتَ فِي رَبِيْعٍ الآخِرِ سَنَةَ سَبْعٍ وَسِتِّيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة وَلَهُ سَبْعٌ وَثَمَانُوْنَ سَنَةً وَمَشَى المُعْتَمِدُ عَلَى اللهِ فِي جِنَازَته.
وَفِيْهَا مَاتَ أَبُو مَنْصُوْرٍ شُجَاعُ بنُ عَلِيٍّ المَصْقَلِي وَالقَائِمُ بِأَمْرِ اللهِ وَجمَالُ الإِسْلاَم الدَّاوُوْدِيّ وَأَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ الحَسَنِ البَاخَرْزِي مصَنِّف دُمْيَة الْقصر وَعَلِيُّ بنُ الحُسَيْنِ بنِ صصرى بِدِمَشْقَ وَأَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدِ بنِ موسى الخياط المقرئ.
__________
1 ترجمته في الصلة لابن بشكوال "1/ 62 - 63"، والعبر "3/ 264"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 326".

(13/455)


ابن سكينة، المهرواني:
4257- ابن سكينة 1:
الشَّيْخُ الثِّقَةُ، أَبُو عَبْدِ اللهِ، مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ حُسَيْنِ بنِ سِكِّيْنَة الأَنْمَاطِيُّ، البَغْدَادِيُّ.
سَمِعَ: عُبَيْد اللهِ بن أَحْمَدَ الصَّيْدَلاَنِيّ، وَمُحَمَّدَ بنَ فَارِس الغُورِي، وَعِدَّة.
وَعَنْهُ: قَاضِي المَارستَان، وَأَحْمَدُ بنُ البَنَّاء، وَإِسْمَاعِيْلُ بنُ السَّمَرْقَنْدِيّ، وَعَبْدُ اللهِ اليُوسفِي.
تُوُفِّيَ فِي ذِي القَعْدَةِ، سَنَةَ تِسْعٍ وَسِتِّيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة، وَلَهُ ثَمَانُوْنَ سَنَةً.
4258- المهرواني 2:
الشَّيْخُ الإِمَامُ الزَّاهِدُ العَابِدُ الصَّادِقُ بَقِيَّةُ المَشَايِخِ أَبُو القَاسِمِ يُوْسُفُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ المهْرَوَانِيُّ الهَمَذَانِيُّ نَزِيْلُ بغداد من صوفية رباط الزوزني.
سَمِعَ: أَبَا أَحْمَد الفَرَضِي وَأَبَا الحَسَنِ بنَ الصَّلْت وَأَبَا عُمَر بن مَهْدِيٍّ وَأَبَا مُحَمَّدٍ بنَ البَيِّع وَعَلِيَّ بنَ مُحَمَّدِ بنِ بِشْرَان وَطَبَقَتهُم. وَانتقَى عَلَيْهِ أَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ خَمْسَة أَجزَاء مَشْهُوْرَة وَابْنُ خَيْرُوْنَ ثَلاَثَة أَجزَاء؛ لَمْ تقع لي وكان من ثقات النقلة.
__________
1 ترجمة في المنتظم لابن الجوزي "8/ 311".
2 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "8/ 303"، والعبر "3/ 268"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 331".

(13/456)


حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو بَكْرٍ قَاضِي المَارستَان وَيُوْسُفُ بنُ أَيُّوْبَ الهَمَذَانِيّ وَأَبُو القَاسِمِ إِسْمَاعِيْلُ بنُ السَّمَرْقَنْدِيّ وَعبدُ الرَّحْمَن بنُ مُحَمَّدٍ القَزَّاز وَيَحْيَى بنُ الطَّرَّاح وَأَبُو الفَضْلِ الأُمَوِيّ وَآخَرُوْنَ.
مَاتَ فِي رَابع عشر ذِي الحِجَّةِ، سَنَةَ ثَمَانٍ وَسِتِّيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة، فِي عَشْرِ التِّسْعِيْنَ، وَدُفِنَ عَلَى بَاب رِبَاط الزوزنِي، رَحِمَهُ اللهُ.
وَفِيْهَا تُوُفِّيَ: الإِمَامُ أَبُو العَبَّاسِ أَحْمَدُ بنُ مَنْصُوْر بن قُبيس الغَسَّانِيّ. الدَّارَانِي الدِّمَشْقِيّ المَالِكِيّ وَأَوّل سَمَاعه بدَاريَّا فِي سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعِ مائَة. وَأَبُو مُحَمَّدٍ الحَسَنُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُوْسَى الغَندجَانِي وَمُقْرِئ وَاسِط أَبُو عَلِيٍّ الحَسَنُ بنُ القَاسِمِ غُلاَم الهرَّاس عَنْ نَيِّف وَتِسْعِيْنَ سَنَةً وَأَبُو الفَتْحِ عبدُ الجَبَّار بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ بُرزَة الجَوْهَرِيّ الوَاعِظ وَأَبُو نَصْرٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عَلِيٍّ التَّاجِرُ النَّيْسَابُوْرِيّ وَشيخ التَّفْسِيْر أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدٍ الوَاحِدي وَالإِمَامُ أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ الحُسَيْنِ بنِ جَدَّا العُكْبَرِيّ الحَنْبَلِيّ وَأَبُو القَاسِمِ عَلِيُّ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ عَليّك النَّيْسَابُوْرِيّ وَأَبُو الفرج علي بن محمد البجلي الجَرِيْرِيّ بهَمَذَان وَالحَافِظُ أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ الزَّبَحِي الجُرْجَانِيّ وَالعَلاَّمَة أَبُو الحَسَنِ مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ البَيْضَاوِيّ بِبَغْدَادَ وَأَبُو الحَسَنِ مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مَخْلَدٍ الأَزْدِيّ الوَاسِطِيّ البَزَّاز وَالحَافِظُ أَبُو بَكْرٍ مَكِّيُّ بنُ جَابَار الدِّيْنَوَرِيّ وَخطيبُ هَمَذَان أَبُو القَاسِمِ يُوْسُفُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ يُوْسُفَ المُحَدِّث وَصَاحِبُ ابْنِ أَبِي شُرَيْح أَبُو صَاعِد يَعْلَى بنُ هِبَةِ اللهِ الفُضَيْلِي الهَرَوِيّ وَالمُحَدِّثُ اللُّغَوِيّ نَاصِرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيّ البَغْدَادِيّ التّركِيُّ الأَصْل وَالِد الحَافِظ ابْن نَاصِر وَلَهُ إِحْدَى وَثَلاَثُونَ سَنَة وَمُحَدِّثُ غَزْنَة أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ نَصْرَ الدِّيْنَوَرِيّ، ابْن اللَّبَّان.

(13/457)


4259- الهمذاني 1:
الإِمَامُ المُحَدِّثُ الأَوْحَدُ الخَطِيْبُ أَبُو القَاسِمِ يُوْسُفُ بن محمد ابن يُوْسُفَ بنِ حَسَنٍ الهَمَذَانِيُّ، خَطِيْبُ هَمَذَانَ وَمُفِيدُهَا.
سَمِعَ: أَبَا سهل عُبَيْد اللهِ بنَ زيْرَك، وَأَبَا بَكْرٍ بنَ لاَل، وَأَحْمَدَ بنَ إِبْرَاهِيْمَ التَّمِيْمِيّ، وَأَبَا طَاهِرٍ بن سَلَمَةَ، وَبِبَغْدَادَ أَبَا أَحْمَد الفَرَضِي، وَأَبَا الحَسَنِ بنَ الصَّلْت وَأَبَا عُمَر بنَ مَهْدِيٍّ، وَأَبَا الفَتْح بنَ أَبِي الفوارس وعدة.
حَدَّثَ عَنْهُ: حَفِيْدُهُ أَبُو مَنْصُوْرٍ سَعْدُ بنُ سَعِيْدٍ الخَطِيْب، وَأَبُو عَلِيٍّ أَحْمَدُ بنُ سَعْدٍ العِجْلِيّ، وَهِبَةُ اللهِ بنُ الفَرَجِ الطَّوِيْل، وَأَبُو تَمَّام إِبْرَاهِيْمُ بنُ أَحْمَدَ البُرُوْجِرْدي، وَآخَرُوْنَ.
قَالَ السَّمْعَانِيّ: سَمِعْتُ هِبَةَ اللهِ بنَ الفَرَجِ يَقُوْلُ: كَانَ يُوْسُفُ بنُ مُحَمَّدٍ الخَطِيْبُ شَيْخاً كَبِيْراً صَاحِبَ كَرَامَات.
وَأَثْنَى عَلَيْهِ إِلكيَاشيَرْوَيْه الدّيلمِيُّ وَوَصَفَهُ بِالصِّدْق وَالدِّين وَقَالَ: وُلِدَ سَنَةَ إِحْدَى وَثَمَانِيْنَ وَثَلاَثِ مائَة.
مَاتَ فِي خَامِس ذِي القَعْدَةِ سَنَة ثَمَانٍ وَسِتِّيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة.
وَفِيْهَا يَوْمَ عيدِ الْفطر سَكِرَ ملكُ حلب نَصْرُ بنُ مَحْمُوْد بن صَالِحِ بنِ مِرْدَاس وَركِب العَصْر وَأَمر بِنهب التركمَان النَّازلين بِالحَاضِر فَرمَاهُ وَاحِدٌ بِسهمٍ فِي حلقه فَقَتَلَهُ وَتَمَلَّك أَخُوْهُ سَابِق فالبغي مصرعه.
__________
1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "8/ 304"، والعبر "3/ 268"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 331".

(13/457)


4260- ابن منده 1:
الشَّيْخُ الإِمَامُ المُحَدِّثُ المُفِيدُ الكَبِيْرُ المُصَنِّفُ أَبُو القَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ ابْنُ الحَافِظِ الكَبِيْرِ أَبِي عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدِ بنِ إِسْحَاقَ بنِ مُحَمَّدٍ بن يَحْيَى بنِ مَنْدَه العَبْدِيُّ الأَصْبَهَانِيُّ.
وُلِدَ سَنَةَ إِحْدَى وَثَمَانِيْنَ وَثَلاَثِ مائَة. وَهُوَ أَكْبَر إِخْوَته.
لَهُ إِجَازَةُ زَاهِر السَّرْخَسِيّ وَتَفَرَّد بِهَا.
وَحَدَّثَ عَنْ أَبِيْهِ فَأَكْثَر وَعَنْ أَبِي جَعْفَرٍ بن المَرْزُبَان وَإِبْرَاهِيْمَ بن خُرَّشيذ قُوْله وَإِبْرَاهِيْمَ بنِ مُحَمَّدٍ الجَلاَّب وَأَبِي بَكْرٍ بنِ مَرْدَوَيْه وَأَبِي ذَرٍّ ابْن الطَّبَرَانِيّ وَأَبِي عُمَرَ الطَّلْحِي وَمُحَمَّدِ بن إِبْرَاهِيْمَ الجُرْجَانِيّ وَخَلْق.
وَارْتَحَلَ إِلَى بَغْدَادَ فِي سَنَةِ سِتٍّ وَأَرْبَعِ مائَة فَسَمِعَ: أَبَا عمر بن مهدي وأبا محمد بن البيع وَابْن الصَّلْت الأَهْوَازِيّ وَالمَوْجُوْدين وَسَمِعَ: بِوَاسِط مِنِ ابْنِ خَزَفَة وَبِمَكَّةَ مِنْ أَبِي الحَسَنِ بن جَهْضَم وَابْن نَظيف الفَرَّاء وَبِنَيْسَابُوْرَ مِنْ أَبِي بَكْرٍ الحِيْرِيّ وَلَكِن مَا رَوَى عَنْهُ لاَ هُوَ وَلاَ أَبُو إِسْمَاعِيْلَ الأَنْصَارِيُّ لأَشعرِيَّته.
قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ الدَّقَّاق: وُلِد عَبْد الرَّحْمَنِ فِي السَّنَةِ الَّتِي مَاتَ فِيْهَا أَبُو بَكْرٍ ابن المقرئ،
__________
1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "8/ 315"، وتذكرة الحفاظ "3/ ترجمة "1023"، والعبر "3/ 274". والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 105"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 337".

(13/458)


وَمَنَاقِبُهُ أَكْثَر مِنْ أَنْ تُعَدَّ. كَانَ صَاحِبَ خُلُق وَفتوَة وَسخَاء وَبهَاء وَكَانَتِ الإِجَازَةُ عِنْدَهُ قويَةً وَكَانَ يَقُوْلُ: مَا حَدّثتُ بِحَدِيْثٍ إلَّا عَلَى سَبِيْل الإِجَازَة كيلاَ أُوبق. وَلَهُ تَصَانِيْفُ كثيرة وردود على المبتدعة.
وَقَالَ أَبُو سَعْدٍ السَّمْعَانِيُّ: لَهُ إِجَازَةُ زَاهِرِ بن أَحْمَدَ وَعبد الرَّحْمَن بن أَبِي شُرَيْح وَالجَوْزَقِي وَالحَاكِم وَحَمْدِ بن عَبْدِ اللهِ الأَصْبَهَانِيّ. رَوَى لَنَا عَنْهُ أَبُو نَصْرٍ الغَازِي وَأَبُو سَعْدٍ بنُ البَغْدَادِيّ وَالحُسَيْنُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ الخلاَّل وَأَبُو بَكْرٍ البَاغْبَان وَأَبُو عَبْدِ اللهِ الدَّقَّاق.
قَالَ ابْنُ طَاهِر: حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ الدَّقَّاق بِأَصْبَهَانَ: سَمِعْتُ أَبَا القَاسِمِ بن مَنْده يَقُوْلُ: قَرَأْتُ عَلَى أَبِي أَحْمَدَ الفَرَضِي بِبَغْدَادَ جُزْءاً فَأَردت خطَّهُ بِذَلِكَ فَقَالَ: يَا بُنِي! لَوْ قِيْلَ لَكَ بِأَصْبَهَانَ: لَيْسَ ذَا خَطَّ فُلاَن. بِمَ كُنْت تُجيبُه؟ وَمَنْ كَانَ يَشْهَدُ لَكَ؟ فَبعدهَا لَمْ أَطْلُب مِنْ شَيْخٍ خَطّاً.
السمع: اني: سَمِعْتُ الحُسَيْنَ بنَ عَبْدِ المَلِكِ الخَلاَّل سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ ابْن مَنْدَه يَقُوْلُ: قَدْ عَجبتُ من حالي فإني وَجَدْتُ أَكْثَر مِنْ لَقِيْتُهُ إِن صَدَّقتُه فِيمَا يَقولُهُ مدَارَاةً لَهُ؛ سمَّانِي مُوَافِقاً وَإِن وَقَفْتُ فِي حَرْفٍ مِنْ قَوْله أَوْ فِي شَيْءٍ مِنْ فعله؛ سَمَّانِي مُخَالفاً وَإِن ذَكرتُ فِي وَاحِد مِنْهُمَا أَنَّ الكِتَاب وَالسّنَة بِخلاَف ذَلِكَ؛ سمَّانِي خَارِجيّاً وَإِن قُرِئَ عليّ حَدِيْثٌ فِي التَّوحيد؛ سمَّانِي مشبهاً وَإِنْ كَانَ فِي الرُّؤْيَة؛ سمَّانِي سَالِمِياً ... إِلَى أَنْ قَالَ: وَأَنَا متمسكٌ بِالكِتَابِ وَالسُّنَّةِ مُتَبَرِّئٌ إِلَى اللهِ مِنَ الشِّبْه وَالمِثْلِ وَالنِّدِّ وَالضِّدِّ وَالأَعضَاء وَالجِسْم وَالآلاَت وَمِنْ كُلِّ مَا يَنسُبه النَّاسبُوْنَ إِلَيَّ وَيَدَّعيه المدعُوْنَ عليَّ مِنْ أَنْ أَقُوْلَ فِي الله تَعَالَى شَيْئاً مِنْ ذَلِكَ أَوْ قُلته أَوْ أَرَاهُ أو أتوهمه أو أصفه به.
وَقَالَ يَحْيَى بنُ مَنْده: كَانَ عمِي سَيْفاً عَلَى أَهْلِ البِدَع وَهُوَ أَكْبَرُ مِنْ أَنْ يُثنِي عَلَيْهِ مِثْلِي كَانَ وَاللهِ آمراً بِالمَعْرُوف نَاهياً عَنِ المُنْكَر كَثِيْرَ الذّكر قَاهِراً لِنَفْسِهِ عَظِيْمَ الحِلم كَثِيْرَ العِلْمِ قَرَأْتُ عَلَيْهِ قَوْلَ شُعْبَة: مَنْ كَتَبتُ عَنْهُ حَدِيْثاً فَأَنَا لَهُ عَبْدٌ. فَقَالَ عمِي: مَنْ كَتَب عَنِّي حَدِيْثاً فَأَنَا لَهُ عَبْد.
وَسَمِعْتُ أَبِي يَقُوْلُ: أَفطرنَا فِي رَمَضَانَ لَيْلَةً شَدِيْدَةَ الحرّ فَكنَا نَأْكل وَنشربُ وَكَانَ أَخِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ يَأْكُل وَلاَ يَشربُ فَخَرَجت وَقُلْتُ: إِنَّ مِنْ عَادَة أَخِي أَنَّهُ يأْكُلُ لَيْلَةً وَلاَ يَشربُ وَيَشربُ لَيْلَة أُخْرَى وَلاَ يَأْكُل. قَالَ: فَمَا شَرِبَ تِلْكَ اللَّيْلَة وَفِي اللَّيْلَة الآتيَة كَانَ يَشربُ وَلاَ يَأْكُلُ أَلبتَة فَلَمَّا كَانَ فِي اللَّيْلَة الثَّالِثَة قَالَ: يَا أَخِي: لاَ تلعب بَعْدَ هَذَا فَإِنِّي مَا اشتهيتُ أَنْ أُكَذِّبَكَ.
قَالَ الدَّقَّاق فِي "رسَالته": أَوّل مَنْ سَمِعْتُ مِنْهُ الشَّيْخ الإِمَام السَّيِّد السَدِيْد الأَوْحَد أَبُو

(13/459)


القَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ، فَرزقنِي الله بِبركته وَحُسن نِيته وَجمِيْل سيرَته فَهمَ الحَدِيْث. وَكَانَ جِذْعاً فِي أَعْيَن المخَالفِيْن لاَ تَأخَذَهُ فِي الله لُوْمَة لاَئِم وَوَصْفُه أَكْثَر مِنْ أَنْ يُحصَى.
وَذَكَرَ أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بنُ هِبَةِ اللهِ بنِ أَحْمَدَ، أَنَّهُ سَمِعَ: مِنْ سَعْد الزَّنْجَانِي بِمَكَّةَ يَقُوْلُ: حفظَ الله الإِسْلاَم بِرَجُلين: أَبِي إسماعيل الأنصاري، وَعبدِ الرَّحْمَن بن مَنْدَه.
وَقَالَ السَّمْعَانِيّ: سَمِعْتُ الحَسَنَ بنَ مُحَمَّدِ بنِ الرّضَا العَلَوِيّ يَقُوْلُ: سَمِعْتُ خَالِي أَبَا طَالب بنَ طَباطبا يَقُوْلُ: كُنْتُ أَشْتُمُ أَبَداً عَبْدَ الرَّحْمَنِ بنَ مَنْده فَسَافرتُ إِلَى جَرْباذَقَان فَرَأَيْتُ أَمِيْر المُؤْمِنِيْنَ عُمَر فِي النَّوْمِ وَيدُه فِي يَد رَجُلٍ عَلَيْهِ جُبَّة زرقَاء وَفِي عينه نَكتَةٌ فَسَلَّمتُ عَلَيْهِ فَلَمْ يَرُدَّ عليَّ وَقَالَ: تَشتُمُ هَذَا: فَقِيْلَ لِي فِي المَنَامِ: هَذَا عُمَرُ وَهَذَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بن مَنده. فَانْتبهتُ ثُمَّ رَجَعتُ إِلَى أَصْبَهَانَ وَقصدتُ عَبْد الرَّحْمَنِ فَلَمَّا دَخَلتُ عَلَيْهِ صَادفتُهُ كَمَا رَأَيْتهُ فِي النَّوْمِ فَلَمَّا سلَّمت عَلَيْهِ قَالَ: وَعَلَيْك السَّلاَم يَا أَبَا طَالب. وَقبلَهَا مَا رَآنِي وَلاَ رَأَيْتُهُ فَقَالَ لِي قَبْلَ أَنْ أُكَلِّمه: شَيْءٌ حَرَّمه اللهُ وَرَسُوْلُه يَجوزُ لَنَا أَن نُحِلَّه؟ فَقُلْتُ: اجعلنِي فِي حِلٍّ. وَنَاشدْتُه الله وَقبَّلْتُ عَينِيه فَقَالَ: جَعَلتُك فِي حِلٍّ فِيمَا يَرْجِعُ إِلَيَّ.
قَالَ السَّمْعَانِيّ: سَأَلْتُ إِسْمَاعِيْل بن مُحَمَّدٍ الحَافِظ، عَنِ عبد الرَّحْمَنِ بنِ أَبِي عَبْدِ اللهِ، فَسَكَتَ وَتَوَقَّفَ فَرَاجعتُه فَقَالَ: سَمِعَ: الكَثِيْر وَخَالف أَبَاهُ فِي مَسَائِل وَأَعرضَ عَنْهُ مَشَايِخُ الوَقْت مَا تركنِي أَبِي أَنْ أَسْمَع: مِنْهُ. كَانَ أَخُوْهُ خَيراً مِنْهُ.
قَالَ المُؤَيَّد ابْنُ الإِخْوَة: سَمِعْتُ عبد اللطيف بن أبي سعد البغدادي سَمِعْتُ أَبِي سَمِعْتُ صَاعِدَ بن سَيَّار سَمِعْتُ الإِمَام أَبَا إِسْمَاعِيْل الأَنْصَارِيّ يَقُوْلُ فِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن مَنْدَه: كَانَتْ مَضَرَّتُه أَكْثَرَ مِنْ مَنفعته فِي الإِسْلاَمِ.
قُلْتُ: أَطلق عبَارَاتٍ بَدَّعهُ بَعْضُهم بِهَا، اللهُ يُسَامِحُه. وَكَانَ زَعِراً عَلَى مَنْ خَالفه، فِيْهِ خَارِجيَّةٌ وَلَهُ مَحَاسِنُ وَهُوَ فِي تَوَالِيفه حَاطِبُ ليلٍ؛ يَرْوِي الغَثَّ وَالسَّمِين وَيَنْظِمُ رَدِيء الخَرَز مَعَ الدُّرِّ الثّمِين.
قَالَ يَحْيَى: مَاتَ عمِّي فِي سَادس عشر شَوَّال، سَنَة سَبْعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة، وَصَلَّى عَلَيْهِ أَخُوْهُ عَبْدُ الوَهَّابِ، وَشيَّعه عَالَم لاَ يُحصُوْنَ.
وَمِمَّنْ رَوَى عَنْهُ أَبُو سَعْدٍ بنُ البَغْدَادِيّ الحَافِظُ، وَأَبُو بَكْرٍ البَاغْبَان، وَبَالإِجَازَة مَسْعُوْدٌ الثَّقَفِيّ، وَأَوّل مَا حَدَّثَ فِي سَنَةِ سَبْعٍ وَأَرْبَعِ مائَة فِي حَيَاة كِبَارِ مَشَايِخه.

(13/460)


أَخْبَرَنَا قَاسِمُ بنُ مُظَفَّر عَنْ مَحْمُوْدِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ، أَخْبَرَنَا مَسْعُوْدُ بنُ الحَسَنِ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُحَمَّدٍ إِذْناً، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مُوْسَى الأَهْوَازِيّ، أَخْبَرَنَا الحُسَيْنُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ، حَدَّثَنَا سَلْمُ بنُ جُنَادَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ وَابْنُ نُمَيْرٍ عَنِ الأَعْمَشُ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "أَيُّمَا مُؤْمِنٍ سَبَبْتُهُ أَوْ لَعَنْتُهُ أَوْ جَلَدْتُهُ فَاجْعَلْهَا لَهُ زَكَاةً وَرَحْمَةً" 1.
أَخْرَجَهُ مُسْلِم عَنْ مُحَمَّدَ بنَ عَبْدِ اللهِ بنِ نُمَيْرٍ عَنْ أبيه.
أخوه عبد الوهاب سيأتي2.
وأخوه:
__________
1 صحيح أخرجه البخاري "6361"، ومسلم "2601".
2 عبد الوهاب بن الحَافِظِ أَبِي عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدِ بنِ إِسْحَاقَ بن الحَافِظِ مُحَمَّدِ بنِ يَحْيَى بنِ مَنْدَةَ العَبْدِيُّ أبو عمرو الأصبهاني أخو الحافظ عبد الرحمن بن منده. ستأتي ترجمته في هذا الجزء برقم ترجمة عام "4318" فراجعها ثمت.

(13/461)


ابن منده، أبو نصر التاجر:
4261- ابن منده:
الثِّقَةُ الأَمِيْنُ، أَبُو الحَسَنِ، عُبَيْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ التَّاجِرُ.
سَمِعَ: أَبَاهُ وَابْنُ خُرَّشِيذ قُوْله، وَأَبَا جَعْفَرٍ بنَ المَرْزُبَان، وَالحَسَن بن يَوَه.
رَوَى عَنْهُ الحُسَيْنُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ الخَلاَّل، وَجَمَاعَة.
وَعَاشَ ثَمَانِيْنَ سَنَةً.
مَاتَ بجِيرَفْت، سَنَة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة، وَقِيْلَ: مَاتَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسِتِّيْنَ، فَاللهُ أَعْلَم.
4262- أَبُو نَصْرٍ التَّاجِرُ 1:
الشَّيْخُ العَالِمُ، الصَّالِحُ، العَدْلُ، المُسْنِدُ، أَبُو نَصْرٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ حُسَيْنِ بنِ مُوْسَى النَّيْسَابُوْرِيُّ، المُزَكِّي التَّاجِرُ.
سَمِعَ: أَبَا الحُسَيْنِ الخفَّاف، وَيَحْيَى بنَ إسماعيل الحربي، وأبا أحمد بن أبي مُسْلِم الفَرَضِي، وَأَبَا عُمَر بنَ مَهْدِيٍّ، وَأَبَا القَاسِمِ عَلِيَّ بنَ أَحْمَدَ الخُزَاعِيّ، وَطَائِفَةً بِخُرَاسَانَ والعراق.
__________
1 ترجمته في العبر "3/ 267"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 330".

(13/461)


قَالَ عبدُ الغَافِرِ الفَارِسِيّ: ارْتَحَلَ فِي صِبَاهُ وَسَمِعَ: مِنْ أَصْحَاب ابْنِ صَاعِد وَالمَحَامِلِيّ. وَرَوَى الكثير.
وقال أبو سعد السمع: اني: حَدَّثَنَا عَنْهُ زَاهِرٌ وَوجيهٌ ابْنَا الشَّحَّامِيّ وَهبَةُ الرَّحْمَن بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ بنِ القُشَيْرِيّ وَآخَرُوْنَ. وَكَانَ ثِقَةً صَالِحاً مُكْثِراً.
مَاتَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَسِتِّيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ هِبَةِ اللهِ أَنْبَأَنَا عَبْدُ المُعِزِّ بنُ مُحَمَّدٍ أَخْبَرَنَا زَاهِرُ بنُ طَاهِرٍ أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عَلِيٍّ أَخْبَرَنَا أَبُو الحَسَنِ مُحَمَّدُ بنُ الحُسَيْنِ إِمْلاَءً أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الشَّرْقِيّ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ بِشْرٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَخْبَرْنَا ابْنُ جُرَيْجٍ حَدَّثَنِي سُهَيْلُ بنُ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنَّهُ قَالَ: "مِنْ غُسْلِهِ الغُسْلُ وَمِنْ حَمْلِهِ الوُضُوْءُ" 1.
إِسْنَادُهُ صَالِحٌ وَهُوَ ظَاهِر فِي أَنَّ ذَلِكَ سُنَّةٌ وَلاَ بُدَّ للحديث من تقدير شَيْء مَحْذُوف مَعَ الْغسْل وَمَعَ الوُضُوْء فَالمُقدَّر: المَشْرُوْعُ أَوِ المسنُوْنُ أَوِ المُسْتحبُّ أَوِ الوَاجِبُ. والله أعلم.
__________
1 صحيح: أخرجه الترمذي "993"، وابن ماجه "1463"، والبيهقي "1/ 301" من طريق مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ المَلِكِ بنِ أَبِي الشّوَاربِ، عن عبد العزيز بن المختار، عن سهيل بن أبي صالح، به.
وأخرجه البيهقي "1/ 300" من طريق القعقاع بن حكيم، عن أبي صالح، به.
وأخرجه الطيالسي "2314"، وابن أبي شيبة "3/ 369"، وأحمد "2/ 433" و454 و 472"، والبغوي "339" من طرق عن ابن أبي ذئب، عَنْ صَالِحٍ مَوْلَى التَّوْأَمَةِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، به.

(13/462)


4263- الجوري 1:
العَالِمُ الحَافِظُ المُفِيدُ، الثِّقَةُ، أَبُو مَنْصُوْرٍ عُمَرُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ مُوْسَى الجُورِيُّ، الحَنَفِيُّ الصُّوْفِيُّ، العَابِدُ، تِلْمِيْذُ الشَّيْخِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ.
سَمِعَ مِنْ: أَبِي الحُسَيْنِ الخفَّاف، وَأَبِي نُعَيْمٍ عَبْد الْملك بن الحَسَنِ، وَمُحَمَّدِ ابن الحسن العَلَوِيّ.
وَكَانَ مِنْ خوَاص أَصْحَاب السُّلَمِيّ، كتبَ عنه تصانيفه.
حَدَّثَ عَنْهُ: زَاهِرُ بنُ طَاهِرٍ، وَأَخُوْهُ وَجيه، وَعبدُ الغَافِرِ بنُ إِسْمَاعِيْلَ، وَإِسْمَاعِيْلُ بنُ أَحْمَدَ المُؤَذِّن، وَمُحَمَّدُ بنُ الفَضْلِ الفَرَاوِي، وَآخَرُوْنَ.
وَهُوَ مِنْ جُور، أَحَد أَعْمَال نَيْسَابُوْر.
مَاتَ فِي جُمَادَى الآخِرَةِ، سَنَةَ تِسْعٍ وَسِتِّيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة، عن سن عالية.
__________
1 ترجمته في الإكمال لابن ماكولا "3/ 10"، والأنساب للسمعاني "3/ 359" واللباب لابن الأثير "1/ 307".

(13/462)


صاحب حلب، الصليحي:
4264- صاحب حلب 1:
الملك عز الدولة محمود بن المَلِكِ صَالِحِ بنِ مِرْدَاسٍ الكِلاَبِيُّ.
تَسَلَّم حلبَ مِنْ عَمِّه عطيةَ، فَوَلِيهَا عشر سِنِيْنَ، وَكَانَ شُجَاعاً مَهِيْباً جَوَاداً، يُدَارِي الدَّوْلَتين، المِصْرِيَّة وَالبَغْدَادِيَّة.
وَلابْنِ حَيُّوس فِيْهِ مدَائِح.
تُوُفِّيَ سَنَةَ سَبْعٍ وَسِتِّيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة. وَتَملك ابْنُه الأَمِيْر نَصْر وأم نصر هِيَ بِنْتُ الْملك العَزِيْز بن جَلاَل الدَّوْلَة بن بُوَيه. فَقُتِل نَصْر بَعْدَ سَنَةٍ بِظَاهِر حلب.
4265- الصليحي 2:
صَاحِبُ اليَمَنِ، كَانَ أَبُوْهُ مِنْ قُضَاةِ اليَمَنِ، وَهُوَ المَلِكُ أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ القَاضِي مُحَمَّدِ بنِ عَلِيٍّ.
دَار بِهِ دَاعِي البَاطِنِيَّة عَامِرٌ الزَّوَاخِي حَتَّى أَجَابَهُ وَهُوَ حَدَثٌ فَتفرسَ بِهِ عَامِرٌ النَّجَابَةَ وَقِيْلَ: ظفر بِحلْيته فِي كِتَابِ الصُّور فَأَطلعه عَلَى ذَلِكَ وَشوَّقه وَأَسَرَّ إِلَيْهِ أُمُوْراً ثُمَّ لَمْ يَنْشَب عَامِرٌ أَن هلك فأوصى بكتبه لعلي فَعكَفَ عَلَى الدّرس وَالمُطَالعَة وَفقُه وَتَميَّز فِي رَأْي العُبَيْدِيَّة وَمَهَر فِي تَأْويلاَتهم، وَقَلْبِهم لِلحَقَائِق. وَهُوَ القَائِلُ:
أَنْكَحْتُ بِيضَ الهِنْدِ سُمْرَ رِمَاحِهِم ... فَرُؤُوْسهُم عِوَضَ النِّثَارِ نِثَارُ
وَكَذَا العُلَى لاَ يُسْتَباحُ نِكَاحُهَا ... إِلاَّ بِحَيْثُ تُطَلَّقُ الأَعَمَارُ
ثُمَّ صَارَ يَحُجُّ بِالنَّاسِ عَلَى طَرِيْق السرَاة خَمْسَ عشرة سنة، وكان الناس يقولون له:
__________
1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "8/ 300"، والعبر "3/ 266"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 100"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 329".
2 ترجمته في الأنساب للسمعاني "8/ 87"، واللباب لابن الأثير "2/ 246"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "3/ 411"، وتاريخ ابن خلدون "4/ 214"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 58".

(13/463)


سَتَملِكُ اليَمَن بِأَسره. فِيُنكر عَلَى القَائِل فَلَمَّا كَانَ فِي سَنَةِ تِسْعٍ وَعِشْرِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة ثَار بِجَبل مَشَار فِي سِتِّيْنَ رَجُلاً فَأَوَوْا إِلَى ذِرْوَة شَاهق فَمَا أَمسوا حَتَّى أَحَاط بِهِم عِشْرُوْنَ أَلْفاً وَقَالُوا: انْزِلْ وَإِلاَّ قتلنَاكُم جُوعاً وَعَطَشاً. قَالَ: مَا فَعَلتُ هَذَا إلَّا خوَفاً أَنْ يَمْلِكَهُ غِيرُنَا وَإِنْ تركتمونَا نحرُسُه وَإِلاَّ نَزلنَا إِلَيْكُم. وَخَدَعَهُم فَانْصَرَفُوا فَلَمْ يَمْضِ عَلَيْهِ أَشهر حَتَّى بنَاهُ وَحَصَّنه وَلَحِقَ بِهِ كُلُّ طمَّاع وَذِي جَلاَدَة وَكثرُوا فَاسْتفحل أَمرُه وَأَظهر الدعوَةَ لصَاحِب مِصْر المُسْتنصر وَكَانَ يَخَافُ مِنْ نَجَاح صَاحِب تِهَامَة وَيُلاَطِفُه وَيَتحيَّلُ عَلَيْهِ حَتَّى سقَاهُ مَعَ جَارِيَة مليحَةٍ أَهدَاهَا لَهُ وَاسْتَوْلَى عَلَى الممَالِك اليَمنِية فِي سَنَةِ خَمْسٍ وَخَمْسِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة وَخَطَبَ عَلَى مِنْبَر الجَنَد فَقَالَ: وَفِي مِثْلِ هَذَا اليَوْمِ نَخْطُبُ عَلَى منبر عدن. فقال رجل: سبوج قُدُّوس. يَسْتَهزئ بِقَوْله فَأَمر بِأَخَذِه فَاتَّفَقَ أَنَّهُ أَخَذَ عَدَن وَخَطَبَ وَصَيَّرهَا دَار مُلْكِهِ وَأَنشَأَ عِدَّة قصُوْر أَنِيقَة وَأَسَرَ ملوكاً وَامتدت أَيَّامُه ثُمَّ حَجَّ وَأَحْسَن إِلَى أَهْلِ مَكَّةَ.
وَكَانَ أَشقرَ أَزرق، يُسلِّم عَلَى مَنْ مرَّ عَلَيْهِم، وَكَانَ ذَا ذكَاءٍ وَدهَاء كَسَا الكَعْبَة البيَاضَ وَخُطبَ لزوجتهِ أَيْضاً مَعَهُ عَلَى المَنَابِر وَكَانَ فَرسُه بِأَلف دِيْنَار وَيَرْكُب بِالعصَائِب وَتركب الحُرَّةُ في مائةي جَارِيَة فِي الحُلِيّ وَالحُلَل وَمَعَهَا الجنَائِب بِسُرُوجٍ الذَّهَبِ ثُمَّ إِنَّهُ حَجَّ فِي سَنَةِ ثَلاَثٍ وَسَبْعِيْنَ وَاسْتخلف عَلَى اليَمَنِ ابْنَه أَحْمَدَ الْملك المُكَرَّم فَلَمَّا نَزل بِالمَهْجَم وَثَبَ عَلَيْهِ جيَّاشُ بنُ نَجَاح وَأَخُوْهُ سَعِيْدٌ الأَحْوَل فَقتلاَهُ بِأَبِيهِمَا وَكَانَا قَدْ خَرَجَا فِي سَبْعِيْنَ نَفْساً بِلاَ سلاَح بَلْ مَعَ كُلّ وَاحِد جرِيْدَةٌ فِي رَأْسهَا زُجُّ وَسَارُوا نَحْو السَّاحِل فَجَهَّزَ لِحَرْبِهِمْ خَمْسَة آلاَف فَاخْتَلَفُوا فِي الطَّرِيْق وَوصل السَّبْعُوْنَ إِلَى مَنْزِلَة الصُّلَيْحِي وَقَدْ أَخَذَ مِنْهم التَّعبُ وَالحفَاء فَظنَّهم النَّاسُ مِنْ عبيد العَسْكَر فَشعر بِهِم أَخُو الصُّلَيحِي فَدَخَلَ مُخَيَّمَهُ وَقَالَ: ارْكَبْ فَهَذَا الأَحْوَلُ سَعِيْدٌ. فَقَالَ الصُّلَيْحِيُّ: لاَ أَمُوْتُ إلَّا بِالدُّهَيم. فَقَالَ رَجُلٌ: قَاتِل عَنْ نَفْسِك فَهَذَا وَاللهِ الدُّهَيم. فَلَحِقه زَمَعُ المَوْت وَبَال وَمَا بَرح حَتَّى قُطِعَ رَأْسُه بسيفِه وَقُتِلَ أَخُوْهُ عَبْدُ اللهِ وَأَقَارَبُه وَذَلِكَ فِي ذِي القعدة من سنة ثَلاَث وَالتفَّ أَكْثَرُ العَسْكَر عَلَى ابْنِ نَجَاح وَتَملَّكَ وَرُفِعَ رَأْس الصُّلَيحِي عَلَى قَنَاة وَتَملك ابْنُ نَجَاح مَدَائِنَ وَجَرَتْ أُمُوْرٌ إِلَى أَنْ دَبَّرتِ الحُرَّةُ عَلَى قتلهِ بَعْد ثَمَانِيَة أَعْوَام، فَقُتِلَ.
وَحَدَّثَنِي تَاجُ الدِّين عبدُ البَاقِي النَّحْوِيّ فِي "تَارِيْخِهِ" قَالَ: احتُضِرَ رَأْس الدعَاة فَأَعْطَى الصُّلَيحِيَّ مَا جمع مِنَ الأَمْوَال فَأَقَامَ يَعمل الحِيَل ثُمَّ صعد جبلاً فِي جمعٍ وَبنَاهُ حصناً وَحَارَبَ وَأَمره يَسْتَفحلُ ثُمَّ اقتفَاهُ ابْنُ أَبِي حَاشد مُتَوَلِّي صَنْعَاء فَقُتِلَ وَقُتِلَ مَعَهُ أَلف وَتَملَّك الصُّليحِيُّ صَنْعَاء، وَطوَى اليَمَنَ سهلاً وَجبلاً، وَاسْتقرَّ مُلكهُ لِجَمِيْعِ اليَمَن مِنْ مَكَّةَ إِلَى حضَرموت إِلَى أَنْ قَتله سَعِيْد وَأَخَذَ بثأْر أَبِيْهِ نَجَاح وَدَام مُلك وَلده الْمُكرم عَلَى شطر اليَمَن مُدَّة وَحَارَبَ ابْنُ نَجَاح غَيْرَ مَرَّةٍ إِلَى أَنْ مَاتَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَمَانِيْنَ فَتملَّكَ بَعْدَهُ ابْنُ عَمِّهِ سبأَ بن أَحْمَدَ إِلَى سَنَة خَمْسٍ وَتِسْعِيْنَ، وَصَارَ المُلكُ إلى آل نجاح مدة.

(13/464)


الباخرزي، الزبحي:
4266- الباخرزي 1:
العَلاَّمَةُ الأَدِيْبُ، صَاحِبُ "دُمْيَة الْقصر" أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ الحَسَنِ بنِ عَلِيِّ بنِ أَبِي الطَّيِّبِ البَاخَرْزِيّ، الشَّاعِرُ، الفَقِيْهُ الشَّافِعِيُّ.
تَفقه بِأَبِي مُحَمَّدٍ الجُوَيْنِيّ، ثُمَّ برعَ فِي الإِنشَاء وَالآدَاب، وَسَافَرَ الكَثِيْر، وَسَمِعَ الحَدِيْثَ، وَكِتَابه هُوَ ذيلٌ ليتيمة الدَّهْر لِلثعَالبِي. وَقِيْلَ: ذيّل عَلِيُّ بنُ زَيْدٍ البَيْهَقِيُّ الأَدِيْب عَلَيْهِ بِكِتَاب "وشَاح الدمِيَة".
وَللباخَرْزِي ديوان كبير، ونظمه رائق.
قُتِل بِباخَرْز -مِنْ أَعْمَالِ نَيْسَابُوْر- وَطُلَّ دَمه فِي ذِي القَعْدَةِ سَنَةَ سَبْعٍ وَسِتِّيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة وَكَانَ مِنْ كِبَارِ كُتَّاب الإِنشَاء. ذَكَرَهُ ابن خلكان.
4267- الزبحي 2:
الحَافِظُ العَالِمُ أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ أَبِي مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ عَلِيِّ بنِ الحَسَنِ بنِ زَكَرِيَّا الجُرْجَانِيُّ، الزَّبَحِيُّ. وَالزَّبَح: بزَاي مفتوحَة وَبموحدَة ثُمَّ حَاء مُهْمَلَةٍ: مِنْ أَعْمَالِ جُرْجَان.
وُلِدَ بَعْدَ التِّسْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَة.
سَمِعَ: عَلِيَّ بنَ مُحَمَّدٍ المُؤَدِّب، وَعبدَ الوَاحِد بن مُحَمَّدٍ المُنِيْرِي، وَالقَاضِي أَبَا بَكْرٍ الحِيْرِيّ، وَأَبَا سَعِيْدٍ الصَّيْرَفِيّ، وَعَبْدَ اللهِ بن عَبْدِ الرَّحْمَنِ البُنَانِيّ الحُرْضِي، وَالحَافِظ حَمْزَة السَّهْمِيّ، وَطَبَقَتهُم.
رَوَى عنه: إِسْمَاعِيْلُ بنُ أَبِي صَالِحٍ المُؤَذِّن، وَصَاعِدُ بنُ سَيَّار، وَطَائِفَة.
وَأَلَّف "تَارِيخ جُرْجَان" وَسَكَنَ هَرَاة، وَهُوَ خَالُ الحَافِظ عَبْدِ اللهِ بن يُوْسُفَ الجرجاني، وعاش ستًا وسبعين سنة.
مَاتَ فِي صَفَرٍ سَنَةَ ثَمَانٍ وَسِتِّيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة. وَزَبَح كَمَا قُلْنَا قَيده أَبُو نُعَيْمٍ بن الحداد.
__________
1 ترجمته في الأنساب للسمعاني "2/ 21"، واللباب لابن الأثير "1/ 104"، ومعجم الأدباء "13/ 33" والعبر 3/ 265"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 99"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 327".
2 ترجمته في الأنساب للسمعاني "6/ 240"، واللباب لابن الأثير "2/ 58"، وتبصير المنتبه "2/ 660".

(13/465)


4268- الوخشي 1:
الشَّيْخُ الإِمَامُ الحَافِظُ، المُحَدِّثُ، الزَّاهِدُ، أَبُو عَلِيٍّ الحَسَنُ بنُ عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ جَعْفَرٍ البَلْخِيُّ، الوَخشِيّ.
وُلِدَ سَنَةَ خَمْسٍ وَثَمَانِيْنَ وَثَلاَثِ مائَة، قَالَهُ السَّمْعَانِيّ.
سَمِعَ: أَبَا عُمَر بن مَهْدِيٍّ وَالقَاضِي أَبَا عُمَر الهَاشِمِيّ وَأَبَا مُحَمَّدٍ بنَ النَّحَّاسِ المِصْرِيّ وَتَمَّامَ بنَ مُحَمَّدٍ الرَّازِيّ وَعقيل بن عَبْدَان وَالقَاضِي أَبَا بَكْرٍ الحِيْرِيّ وَخَلْقاً كَثِيْراً. وَكَانَ جَوَّالاً فِي الآفَاق.
حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ وَعُمَرُ بنُ مُحَمَّدٍ السَّرْخَسِيّ وَعُمَرُ بنُ عَلِيٍّ وَآخَرُوْنَ.
قَالَ الخَطِيْبُ: عَلَّقْتُ عَنْهُ بِبَغْدَادَ وَأَصْبَهَان.
وَقَالَ أَبُو سَعْدٍ السَّمْعَانِيُّ: كَانَ حَافِظاً فَاضِلاً ثِقَة حسن القراءة رحل إِلَى العِرَاقِ وَالجِبَال وَالشَّام وَالثُّغُوْر وَمِصْر وَذَاكرَ الحُفَّاظ وَسَمِعَ: بِبلخ مِنْ أَبِي القَاسِمِ عَلِيّ بنِ أَحْمَدَ الخُزَاعِيّ وَبِنَيْسَابُوْرَ مِنْ أَبِي زَكَرِيَّا المُزَكِّي وَبِبَغْدَادَ مِنِ ابْنِ مَهْدِيّ وَبِأَصْبَهَانَ مِنْ أَبِي نُعَيْمٍ.
وَقَالَ عَبْدُ العَزِيْزِ النَّخْشَبِيّ: كَانَ يُتَّهم بِالقَدَرِ.
قُلْتُ: انتقَى عَلَى أَبِي نُعَيْمٍ خمسة أجزاء تعرف بالوخشيات وَكَانَ رُبَّمَا حَدَّثَ مِنْ حِفْظِهِ سُئِلَ عَنْهُ إِسْمَاعِيْلُ بنُ مُحَمَّدٍ التَّيْمِيّ فَقَالَ: حَافظٌ كَبِيْر.
قُلْتُ: قَدْ رَوَى عَنِ الوخشِي كِتَاب السُّنَن لأبي داود أبو علي الحسن ابن عَلِيٍّ الحُسَيْنِيّ البَلْخِيّ.
قَالَ عُمَرُ المحموديُّ: لَمَّا مَاتَ الوْخْشِيُّ كُنْتُ قَدْ رَاهقتُ فَلَمَّا وَضَعُوْهُ في القبر سمع: نا صيحَةً فَقِيْلَ: إِنَّهُ لمَا وُضِعَ فِي القَبْرِ خَرَجتِ الحشرَاتُ مِنَ المَقْبُرَة. وَكَانَ فِي طرفهَا وَادٍ فَأَخَذتْ إِلَيْهِ الحشرَاتُ فَذَهَبتْ وَالنَّاسُ لاَ يعرضون لها.
__________
1 ترجمته في الإكمال لابن ماكولا "7/ 391"، والعبر "3/ 275"، وتذكرة الحفاظ "3/ ترجمة 1025"، ولسان الميزان "2/ 241"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 339".

(13/466)


قَالَ ابْنُ النَّجَّار: سَمِعَ: أَيْضاً بِحَلَب وَبهَمَذَان مِنْ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ مَزْدين سَمِعَ: مِنْهُ نَظَامُ الْملك بِبلخ وَصَدَّره بِمدرسته بِبلخ.
وَعَنِ الوَخْشِيّ قَالَ: جُعتُ بعَسْقَلاَن أَيَّاماً وَعَجزْتُ عَنِ الكِتَابَة ثُمَّ فَتح الله.
مَاتَ الوَخْشِيُّ فِي خَامِس ربيع الآخر سَنَة إِحْدَى وَسَبْعِيْنَ وأربع مائة ببلخ وله ست وثمانون سنة. قاله السمع: اني.
وَقَالَ: سَمِعْتُ عُمَر السَّرْخَسِيّ يَقُوْلُ: وَرَدَ نِظَامُ الْملك عَلَيْنَا فَقِيْلَ لَهُ: إِنَّ بقَرْيَة وَخْش شَيْخاً ذَا رحلَةٍ وَمَعْرِفَة فَاسْتدَعَاهُ وَقَرَؤُوا عَلَيْهِ سُنَن أَبِي دَاوُدَ.
فَقَالَ الوَخشِيُّ يَوماً: رَحلتُ وَقَاسيتُ الذُّلَّ وَالمشَاقَّ وَرجعتُ إِلَى وَخش وَمَا عَرف أَحَدٌ قدرِي فَقُلْتُ: أَمُوْتُ وَلاَ يَنْتشرُ ذكرِي وَلاَ يَترحَّمُ أَحَدٌ عليّ فَسهَّل اللهُ وَوَفَّق نَظَامَ الْملك حَتَّى بَنَى هَذِهِ المدرسَة وَأَجلسنِي فِيْهَا أُحَدِّثُ لَقَدْ كُنْتُ بعَسْقَلاَن أَسْمَعُ: مِنِ ابْنِ مُصَحِّح وَبَقيتُ أَيَّاماً بِلاَ أَكلٍ فَقَعَدتُ بِقُرْبِ خَبَّاز؛ لأَشمَّ رَائِحَة الخُبز وَأَتَقْوَّى بِهَا.
أَخْبَرَتْنَا زَيْنَبُ بِنْتُ عُمَر بن كِنْدِي أَنْبَأَنَا أَبُو هَاشِمٍ عبدُ المُطَّلِب بن الفَضْلِ أَخْبَرَنَا عُمَرُ بنُ عَلِيٍّ المحموديُّ القَاضِي بِبلخ حَدَّثَنَا الحَسَنُ بنُ عَلِيٍّ الحَافِظ حَدَّثَنَا تَمَّامُ بنُ مُحَمَّدٍ الحَافِظ أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ أَيُّوْبَ بن حَذْلَمَ حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ حَدَّثَنَا عُمَرُ بنُ حَفْصِ بنِ غِيَاثٍ حَدَّثَنَا أَبِي حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيْمُ قَالَ: قَالَ الأَسْوَد: كُنَّا جُلُوْساً عِنْد عَائِشَة فَذَكَرنَا المُوَاظبَة عَلَى الصَّلاَةِ وَالتعَظِيْمَ لَهَا فَقَالَتْ عَائِشَةُ: لَمَّا مَرِضَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مَرَضَه الَّذِي مَاتَ فِيْهِ فَحَضَرتِ الصَّلاَة فَأُوذن بِهَا فَقَالَ: "مُرُوا أَبَا بَكْرٍ فَلْيُصَلِّ بِالنَّاسِ.. " وَذَكَرَ الحَدِيْثَ1.
__________
1 صحيح أخرجه البخاري "664"، ومسلم "418"، والنسائي "2/ 99 - 100".

(13/467)


ابن الخلال، الدينوري اللبان:
4269- ابن الخلال 1:
الشَّيْخُ الصَّالِحُ الصَّدُوْقُ، أَبُو القَاسِمِ، عَبْدُ اللهِ بن الحَافِظِ أَبِي مُحَمَّدٍ الحَسَنِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ الحَسَنِ البَغْدَادِيُّ، الخَلاَّلُ.
وُلِدَ سَنَةَ خَمْسٍ وَثَمَانِيْنَ وَثَلاَثِ مائَة.
وَسَمَّعَهُ أَبُوْهُ مِنْ أَبِي حَفْصٍ الكَتَّانِي، وَأَبِي طَاهِر المُخَلِّص، وَعُبَيْد اللهِ بن أَحْمَدَ الصَّيْدَلاَنِيّ وَجَمَاعَة.
قَالَ الخَطِيْبُ: كَتَبْتُ عَنْهُ وكان صدوقًا.
وقال أبو سعد السمع: اني: كَانَ صَالِحاً صَدُوْقاً صَحِيْح السَّمَاع بكَّر بِهِ أبوه وسمع: هـ وَعُمِّر حَتَّى نُقل عَنْهُ الكَثِيْرُ حَدَّثَنَا عَنْهُ إسماعيل بن السَّمَرْقَنْدِيّ وَأَبُو الفَضْلِ بنُ المُهْتَدِي بِاللهِ وَأَبُو الحَسَنِ بنُ صِرْمَا وَجَمَاعَة.
وَقَالَ ابْنُ خَيْرُوْنَ: ثِقَة.
قَالَ شُجَاعٌ الذُّهْلِيّ: تُوُفِّيَ فِي ثَامن عشر صَفر سَنَة سَبْعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة.
قُلْتُ: سَمَاعُهُ مِنَ الكَتَّانِي فِي الخَامِسَة وَمِنْ هَذَا الْحِين أَخَذَ الطلبَةُ فِي تسمِيْع أَولادِهِم فِي سنِّ الحُضُوْر فَفَسد النّظَامُ بَلِ الإِجَازَةُ أَجْوَدُ مِنَ الحُضُوْر فِي القوَّة إِذْ مِنْ سَمِعَ: حُضُوْراً بِلاَ فَهم لَمْ يَتَحَمَّل شيئاً وَالمُجَازُ لَهُ قَدْ يَحمِلُ أَمَا إِذَا كَانَ مَعَ الحُضُوْرِ إِذْنٌ مِنَ الشَّيْخ فِي الرِّوَايَةِ فَهُوَ أجود.
4270- الدينوري اللبان:
الإِمَامُ المُحَدِّثُ الجَوَّالُ المُسْنِدُ الصَّدُوْق أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ نَصْرَ الدِّيْنَوَرِيُّ اللَّبَّانُ نَزِيلُ غَزْنَة وَمُحَدِّثُهَا.
سَمِعَ: أَبَا عُمَر بن مَهْدِيٍّ وَطَبَقَته بِبَغْدَادَ وَالقَاضِي أَبَا عُمَر الهَاشِمِيّ وَطَائِفَةً بِالبَصْرَةِ وَأَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيَّ وَأَبَا بَكْرٍ الحِيْرِيّ وَعِدَّةً بِنَيْسَابُوْرَ وَأَبَا سَعِيْدٍ النَّقَاش وَعَلِيَّ بن مِيْلَة الفَرَضِي وَجَمَاعَةً بِأَصْبَهَانَ.
حَدَّثَ عَنْهُ: مُسَافِرٌ وَأَحْمَدُ ابْنَا مُحَمَّدِ بنِ عَلِيٍّ البِسْطَامِي وَجَمَاعَةٌ لَا نَعرفهم مِنْ أَهْلِ تِلْكَ الناحية وأجاز لحنبل بن علي.
قال السمع: اني: سَمِعْتُ شَيْخَنَا المُوفق بنَ عبد الكَرِيْم يَقُوْلُ: كَانَ شَيْخُنَا أَبُو الحَسَنِ بنُ اللَّبَّان الدِّيْنَوَرِيّ بغَزْنَة وَعِنْدَهُ الحِلْيَة عَنْ أَبِي نُعَيْمٍ فَأَتَاهُ صوفي ليسمع: ها فَقَالَ: إِنَّ هَذَا كِتَابٌ فِيْهِ ذكر المُمتَحنِيْنَ فإن أردت أن تَقرَأَه فَوطِّن نَفْسكَ عَلَى المِحْنَة. قَالَ: نَعَمْ. وَقرَأَ أَيَّاماً إِلَى أَنِ انْتَهَى إِلَى ذكر فُلاَن وَكَانَ فِي المَجْلِسِ حنفِيٌّ فَسعَى بِالشَّيْخ إِلَى القَاضِي وَرَفَعَ الأَمْرَ إِلَى السُّلْطَانِ فَأَمر الشَّيْخَ بِلُزُوم بَيْتهِ وَأُغلق مسجدُه وَمُنِع مِنَ التّحَدِيْث وَكَانَ ذَلِكَ فِي أَوَاخِرِ عُمُره، وَضُرِبَ الصوفي ونفي، وصحت فراسة الشيخ.
__________
1 ترجمته في تاريخ بغداد "9/ 439"، والمنتظم لابن الجوزي "8/ 314"، وتذكرة الحفاظ "3/ ص 1164"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 336".

(13/468)


قُلْتُ: قَدْ شَانَ أَبُو نُعَيْمٍ كِتَابهُ بِذَلِكَ.
تُوُفِّيَ الدِّيْنَوَرِيّ هَذَا: فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَسِتِّيْنَ وأربع مائة.
قال ابن النجار: كان من الجَوَّالِين فِي طَلَبِ الحَدِيْثِ، سَمِعَ بِالدَّيْنُورِ أَبَا منصور محمد بن أحمد بن علي بن مَيْمُوْنَة ... إِلَى أَنْ قَالَ: وَبِبَغْدَادَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ مُوْسَى بن الصَّلْت وَابْنَ رَزْقُوَيْه.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ.
وَقَالَ يَحْيَى بنُ مَنْدَة: كَانَ مَذْكُوْراً فِي الحُفَّاظ، مَوْصُوَفاً بِالفَهم.
وَقَالَ أَبُو الفَضْلِ بنُ خَيْرُوْنَ: سَمِعَ فِي كُلِّ بلد وَجَمَعَ الكَثِيْر، وحدث، وهو ثقة.

(13/469)


4271- ابن حيان 1:
الإِمَامُ المُحَدِّثُ المُؤَرِّخُ النَّحْوِيُّ، صَاحِبُ التَّصَانِيْفِ، أَبُو مروان حَيَّانُ بنُ خَلَفِ بنِ حُسَيْنِ بنِ حَيَّانَ الأُمَوِيُّ مَوْلاَهُم، القُرْطُبِيُّ، الأَخْبَارِيُّ، الأَدِيْبُ.
وُلِدَ سَنَةَ سَبْعٍ وَسَبْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَة.
وَمَاتَ فِي عَشْرِ المائَة إلَّا قَلِيْلاً.
وَسَمِعَ مِنْ: أَبِي حَفْصٍ عُمَر بن حُسَيْن بن نَابِلٍ وَغَيْرهُ، وَلَزِمَ أَبَا عُمَر بن الحُبَابِ النَّحْوِيّ، تِلْمِيْذَ القَالِي، وَصَاعِدَ بنَ الحَسَنِ.
حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو عَلِيٍّ الغَسَّانِيّ، وَوصفه بِالصِّدْق وَقَالَ وُلد ... فَذَكَره.
وَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ بنُ عَوْن: كَانَ أَبُو مَرْوَان فَصِيْحاً بَلِيْغاً، كَانَ لاَ يَتعمد كَذِباً فِيمَا يَحكيه مِنَ الْقَصَص وَالأَخْبَار.
قُلْتُ: مَنْ تَصَانِيْفه كِتَاب "الْمُقْتَبس فِي تَارِيخ الأَنْدَلُس" عَشْرَة أَسفَار وَكِتَاب "المُبين فِي تَارِيخ الأَنْدَلُس" مبسَوْطاً فِي سِتِّيْنَ مُجَلَّداً نَقله ابْن خَلِّكَانَ.
قيل: رَآهُ بَعْضهم فِي النَّوْمِ فَسَأَلَهُ عَنِ التَّارِيْخ فَقَالَ: لَقَدْ نَدِمْتُ عَلَيْهِ إلَّا أَنَّ اللهَ أقالني وغفر لي بلطفه.
تُوُفِّيَ أَبُو مَرْوَان بن حَيَّان: فِي أَوَاخِرِ شَهْر ربيع الأَوّل سَنَة تِسْعٍ وَسِتِّيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة.
قَالَ الغَسَّانِيّ: كَانَ بارعاً فِي الآدَاب، صَاحِبَ لوَاء التَّارِيْخ بِالأَنْدَلُسِ أَفصحَ النَّاس فِيْهِ.
__________
1 ترجمته في الصلة لابن بشكوال "1/ 153"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "2/ 218"، والعبر "3/ 270"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 333".

(13/469)


4272- ابن النقور 1:
الشَّيْخُ الجَلِيْلُ، الصَّدُوْقُ، مُسْنِدُ العِرَاقِ، أَبُو الحُسَيْن أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ النَّقُّوْرِ البَغْدَادِيُّ، البَزَّازُ.
مَوْلِدُهُ فِي جُمَادَى الأُوْلَى، سَنَة إِحْدَى وَثَمَانِيْنَ وَثَلاَثِ مائَة.
وَسَمِعَ: عَلِيَّ بنَ عُمَرَ الحَرْبِيّ، وَعُبيدَ الله بن حَبَابَةَ، وَأَبَا حَفْصٍ الكَتَّانِي، وَمُحَمَّدَ بنَ عَبْدِ اللهِ الدَّقَّاق ابْن أَخِي مِيمِي، وَأَبَا طَاهِرٍ المُخَلِّص، وَعِيْسَى بنَ الوَزِيْر، وَعَلِيَّ بن عَبْدِ العَزِيْزِ بنِ مَرْدَك، وَطَائِفَة.
وَتَفَرَّد بِأَجزَاء عَالِيَة كنسخَةِ هُدْبَة بن خَالِدٍ، وَنسخَةِ كَامِل بن طَلْحَةَ، وَنسخَةِ طَالُوت، وَنسخَةِ مُصْعَب الزُّبَيْرِيّ، وَنسخَةِ عُمَر بن زُرَارَة وَأَشيَاء.
وَكَانَ صَحِيْحَ السماع متحريًا في الرواية.
حَدَّثَ عَنْهُ: الخَطِيْبُ، وَالحُمَيْدِيُّ، وَابْنُ الخَاضِبَة، وَمُحَمَّدُ بنُ طَاهِر، وَمُؤْتَمَنٌ السَّاجِيُّ، وَالحُسَيْنُ سِبْطُ الخَيَّاط، وَإِسْمَاعِيْلُ بنُ السَّمَرْقَنْدِيّ، وَعُمَرُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ الزِّيديُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ صِرمَا، وَأَبُو نَصْرٍ أَحْمَدُ بنُ عُمَرَ الغَازِي، وَأَبُو نَصْرٍ إِبْرَاهِيْمُ بنُ الفَضْلِ البَآر، وَأَبُو الْبَدْر إِبْرَاهِيْمُ بنُ مُحَمَّدٍ الكَرْخِيّ، وَأَبُو الفَضْلِ مُحَمَّدُ بنُ عُمَرَ الأُرْمَوِيّ، وَأَبُو الفَتْحِ عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ البَيْضَاوِيّ.
قَالَ الخَطِيْبُ: كَانَ صَدُوْقاً.
وَقَالَ ابْنُ خَيْرُوْنَ: ثِقَة.
قَالَ الحُسَيْنُ سِبْطُ الخَيَّاط: كَانَ إِذَا تَكَلَّمَ أَحَدٌ فِي مَجْلِس ابْن النَّقُّوْرِ قَالَ لَكَاتِب الأَسْمَاء: لاَ تَكْتُبه.
وَقَالَ أَبُو الحَسَنِ بنُ عَبْدِ السَّلاَم: كَانَ أَبُو مُحَمَّدٍ التَّمِيْمِيّ يَحضُر مَجْلِسَ ابْن النَّقُّوْرِ وَيسمع: مِنْهُ وَيَقُوْلُ: حَدِيْثُ ابْنِ النَّقُّوْرِ سبيكَةُ الذَّهب.
وَكَانَ يَأْخُذُ عَلَى نسخَة طَالُوت بن عَبَّادٍ دِيْنَاراً.
قَالَ الحَافِظُ ابْنُ نَاصِرٍ: إِنَّمَا أَخَذَ ذَلِكَ لأَن الشَّيْخ أَبَا إِسْحَاقَ الشِّيْرَازِيّ أَفتَاهُ بِذَلِكَ لأَنَّ أَصْحَاب الحَدِيْث كَانُوا يَمنعونه مِنَ الْكسْب لعيَاله وَكَانَ أَيْضاً يَمنع مَنْ يَنسخُ حَالَةَ السَّمَاع.
قَالَ أَبُو عَلِيٍّ الحَسَنُ بنُ مَسْعُوْدٍ الدِّمَشْقِيُّ: كَانَ ابْنُ النَّقُّوْرِ يَأْخذ عَلَى جُزْء طَالُوت دِيْنَاراً فَجَاءَ غَرِيْبٌ فَأَرَادَ أَنْ يَسْمَعهُ فَقَرَأَهُ عَلَيْهِ، وَمَا صَرَّح، بَلْ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عُثْمَانَ الصَّيْرَفِيّ. فَمَا تَفطَّن لَهَا ابْنُ النَّقُّوْرِ، وَحصل لِلغَرِيْب الجزءُ كَذَلِكَ.
مَاتَ ابْنُ النَّقُّوْرِ فِي سَادس عشرَ رَجَب، سَنَة سَبْعِيْنَ وأربع مائة عن تسعين سنة.
ابنه:
__________
1 ترجمته في تاريخ بغداد "4/ 381"، والمنتظم لابن الجوزي "8/ 314"، والعبر "3/ 272" وتذكرة الحفاظ "3/ ص 1164"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 106"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 335".

(13/470)


ابن النقور، ابن طلاب:
4273- ابن النقور 1:
الشَّيْخُ أَبُو مَنْصُوْرٍ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ النَّقُّوْرِ البَزَّازُ.
سَمِعَ: أَبَا إِسْحَاقَ البَرْمَكِيّ، وَأَبَا القَاسِمِ التَّنُوْخِي، وَجَمَاعَة.
حَدَّثَ عَنْهُ: وَلَدُهُ أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ، وَأَبُو طَاهِرٍ السِّلَفِيُّ، وَغَيْرهُمَا.
قَالَ السِّلَفِيّ: لَمْ يَكُنْ بِذَاكَ، لَكنه سَمِعَ: الحَدِيْث الكَثِيْر، وَكَانَ ابْنُهُ أَبُو بَكْرٍ يَسْمَع: مَعَنَا.
قُلْتُ: مَاتَ مُحَمَّد سَنَة سَبْعٍ وَتِسْعِيْنَ وأربع مائة، من أبناء الستين.
4274- ابن طلاب 2:
الشَّيْخُ الإِمَامُ الثِّقَةُ، المُقْرِئُ، خَطِيْبُ دِمَشْقَ، أَبُو نَصْرٍ الحُسَيْنُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدُ بنُ الحُسَيْنِ بنِ أَحْمَدَ بنِ طَلاَّبٍ القُرَشِيُّ، الدِّمَشْقِيُّ، مَوْلَى عِيْسَى بنِ طَلْحَةَ بنِ عُبَيْدِ اللهِ التَّيْمِيِّ.
حَدَّثَ عَنْ: أَبِي الحُسَيْنِ بنِ جُمَيْع ب "مُعجمه" وَعَنْ أَبِي بَكْرٍ بنُ أَبِي الْحَدِيد وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَبِي نَصْرٍ وَعطيَّةِ الله الصيداوي وعدة.
__________
1 ترجمته في الوافي بالوفيات لصلاح الدين الصفدي "2/ 65"، ولسان الميزان "5/ 49".
2 ترجمته في العبر "3/ 273"، وتذكرة الحفاظ "3/ ص 1164"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 107"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 336".

(13/471)


رَوَى عَنْهُ: أَبُو عَبْدِ اللهِ بنُ أَبِي الحَدِيْد، وَأَبُو الفتيَان الرُّؤَاسِيّ، وَأَبُو القَاسِمِ النَّسِيْب، وَعَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ بنِ قبيس، وَجمَالُ الإِسْلاَم عَلِيُّ بنُ المُسَلَّم، وَإِسْمَاعِيْلُ بنُ السَّمَرْقَنْدِيّ، وَآخَرُوْنَ.
قَالَ النَّسِيْب: هُوَ ثِقَةٌ أَمِيْن.
وَقَالَ ابْنُ قبيس: كَانَ ابْنُ طَلاَّب قَدْ كسب فِي الوكَالَة كسباً عَظِيْماً فَحَدَّثَنِي قَالَ: لَمَّا اسْتَوْفَيْتُ سبعينَ سَنَةً قُلْتُ: أَكْثَرُ مَا أَعيش عُشْر سِنِيْنَ أُخْرَى. فَجَعَلتُ لِكُلِّ سَنَةٍ مائَةٍ دِيْنَارٍ. قَالَ: فَعَاشَ أَكْثَر مِنْ ذَلِكَ، وَكَانَ لَهُ مُلْكٌ بِالشَّاغور.
وَقَالَ النَّسِيْب: سَأَلتُه عَنْ مَوْلِده، فَقَالَ: فِي آخِرِ سَنَةِ تِسْعٍ وَسَبْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائة بصيدا.
قال هبة الله بن الأَكْفَانِي: كَانَ فَاضِلاً ثِقَةً، مَأْمُوْناً، كَثِيْر الدَّرْس لِلقُرْآن، كَانَ يَخْطُبُ لِلمصرِيين، ثُمَّ تَخَلَّى عَنْ ذَلِكَ، مَاتَ فِي ثَالِثِ صفر، سَنَة سَبْعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة. وَقِيْلَ: مَاتَ فِي المُحَرَّمِ بِصَيْدَا.
أَخْبَرَنَا عُمَرُ بنُ عَبْدِ المُنْعِمِ أَخْبَرَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بنُ مُحَمَّدٍ حُضُوْراً أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ المُسَلَّمِ حَدَّثَنَا الحُسَيْنُ بنُ مُحَمَّدٍ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ الغَسَّانِيّ أَخْبَرَنَا يَعْقُوْبُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الدُّوْرِيّ حَدَّثَنَا الحُسَيْنُ بنُ عَرَفَةَ حَدَّثَنَا قُدَامَةُ بنُ شِهَابٍ المَازِنِيّ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيْلُ بنُ أَبِي خَالِدٍ عَنْ وَبَرَةَ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: سُئِلَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَنْ أَطيب الْكسْب فَقَالَ: "عَمَلُ الرَّجُلِ بيده، وكل بيع مبرور".

(13/472)


4275- الفارسي 1:
الشَّيْخُ، المُسْنِدُ، الصَّدُوْقُ، أَبُو عَبْدِ اللهِ، مُحَمَّدُ بنُ أَبِي مَسْعُوْدٍ عَبْدِ العَزِيْزِ الفَارِسِيُّ، ثُمَّ الهَرَوِيُّ رَاوِي "جُزء أَبِي الجَهْمِ" وَنُسْخَة مُصْعَب الزُّبَيْرِيّ، وَالأَجزَاء الستَّة مِنْ حَدِيْثِ ابْنِ صَاعِدٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ أَبِي شُرَيْح الزَّاهِد.
حَدَّثَ عَنْهُ: مُحَمَّدُ بنُ طَاهِرٍ المَقْدِسِيّ، وَعبدُ السلام بن أحمد بكبرة، وَأَبُو الفَتْحِ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ المِصْرِيّ، وَأَبُو الوَقْتِ عبدُ الأَوّل السِّجْزِيّ، وَخَلْقٌ مِنْ أَهْلِ هَرَاة أَخَذَ عَنْهم السَّمْعَانِيّ وَابْنُ عَسَاكِرَ. وَطَالَ عُمُرُهُ.
قَالَ ابْنُ طَاهِر: ارْتحلتُ إِلَى أَبِي عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدِ بنِ أَبِي مَسْعُوْدٍ فَذَكَر أَنَّهُ مُنِعَ مِنَ الدّخولِ إِلَيْهِ فَتنَازَلَ مَعَهُم إِلَى أَنْ يَدخل فِيقرَأَ حَدِيْثاً وَاحِداً وَيَخْرُج. فَأَذن لَهُ فَلَمَّا دَخَلَ وَقرَأَ الحَدِيْث الَّذِي مِنْ نُسخَة مُصْعَب؛ الَّذِي فِي ذكر خَيْبَر وَقَدْ رَوَاهُ البُخَارِيُّ نَازلاً عَنِ المُسْنَدي: حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بنُ عَمْرٍو حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ الفَزَارِيُّ حَدَّثَنَا مَالِك. وَكَذَلِكَ بَيْنَ هَذَا الشَّيْخ وَبَيْنَ مَالِك فِيْهِ ثَلاَثَة أَنْفُس كَالبُخَارِيّ فَقَالَ لابْنِ طَاهِر وَلِمَ اخْترت قِرَاءةَ هَذَا الحَدِيْث؟ فَوصف لَهُ علُوَّهُ فَقَالَ: اقرَأَ باقِي الْجُزْء. ثُمَّ قَالَ: لاَزمتُهُ وَأَكْثَرتُ عَنْهُ.
تُوُفِّيَ فِي شَوَّال سَنَة اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة.
وَفِيْهَا تُوُفِّيَ أَبُو عَلِيٍّ الحَسَنُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الشَّافِعِيّ، بِمَكَّةَ وَأَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ حَسَّانٍ المُلقَابَاذِي وَأَبُو مَنْصُوْرٍ مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ العُكْبَرِيّ النّديم وَأَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ هِبَةِ اللهِ ابْن اللاَّلْكَائِيّ وَهَيَّاجُ بنُ عُبَيْدٍ الحِطِّينِي الزَّاهِد وَيَحْيَى بنُ مُحَمَّدٍ الأَقسَاسِي العَلَوِيّ الكُوْفِيّ.
أَخْبَرَنَا عبدُ الحَافِظ بنَابُلُس أَخْبَرَنَا مُوْسَى بنُ عَبْدِ القَادِر وَحُسَيْنُ بنُ المُبَارَكِ قَالاَ: أَخْبَرَنَا عبدُ الأَوّل أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَحْمَدَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا أَبُو الجَهْمِ حَدَّثَنِي سَوَّارُ بنُ مُصْعَبٍ عَنْ مُطَرِّف عَنْ أَبِي الجَهْمِ قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَا أَكَلْتَ لَحْمَهُ فَلاَ بَأْسَ ببوله". هذا مرسل ضعيف.
__________
1 ترجمته في العبر "3/ 278"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 110"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 342".

(13/472)


4276- ابن المحب 1:
الشَّيْخُ الإِمَامُ الوَاعِظُ المُسْنِدُ أَبُو القَاسِمِ الفَضْلُ بن عبد الله ابن المحب النيسابوري.
سَمِعَ مِنْ: أَبِي الحُسَيْنِ الخفَّاف وَبِهِ خُتم حَدِيْثُه، وَأَبِي الحُسَيْنِ العَلَوِيّ، وَعَبْدِ اللهِ بن يُوْسُفَ الأَصْبَهَانِيّ، وَابْنِ مَحْمِش، وَطَائِفَة.
ارْتَحَلَ إِلَيْهِ ابْنُ طَاهِر وَحَدَّثَ عَنْهُ هُوَ وَزَاهِر الشَّحَّامِيّ، وَمُحَمَّدُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ الشَّامَاتِي وَأَبُو طَالِبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الكَنْجَرُوْذِيّ وسعيد ابن الحُسَيْنِ الجَوْهَرِيّ وَالحُسَيْنُ بنُ عَلِيٍّ الشَّحَّامِيّ وَمُحَمَّدُ بن إسماعيل ابن أَحْمَدَ المُقْرِئ وَأَبُو الأَسَعْد بنُ القُشَيْرِيّ وَمُلَيْكَةُ بِنْت أَبِي الحَسَنِ الفَنْدُورَجِي، وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ، وَأَجَاز لِلحَافظِ ابْن نَاصِر.
قَالَ ابْنُ طَاهِر: رحلتُ مِنْ مِصْرَ لأَجْل الفَضْلِ بن المُحب صَاحِب الخفَّاف فَلَمَّا دَخَلتُ قَرَأْتُ عَلَيْهِ فِي أَوّلِ مَجْلِسٍ جزئِين مِنْ حَدِيْثِ السَّرَّاج فَلَمْ أَجِدْ لِذَلِكَ حَلاَوَةً وَاعتقدتُ أَنَّنِي نلتُهُ بِلاَ تَعبٍ لأَنَّه لَمْ يَمْتَنِع عَلِيَّ وَلاَ طَالبنِي بِشَيْءٍ وَكُلُّ حَدِيْث مِنَ الجُزء يُسَاوِي رحلَة.
قُلْتُ: قَدْ صَنَّفَ فِي الْوَعْظ، وَكَانَ خَيِّراً ديِّناً، عَالِماً، أَثْنَى عَلَيْهِ السَّمْعَانِيّ.
تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَسَبْعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة. وَكَانَ مِنْ أَبْناءِ التِّسْعِيْنَ، رَحِمَهُ اللهُ.
وَفِيْهَا مَاتَ أَبُو عَبْدِ اللهِ الحُسَيْنُ بنُ عَلِيٍّ الأَنْطَاكِيّ، وَصَاحِب اليَمَن عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ الصُّلَيحِي وَأَبُو الفتيَان مُحَمَّدُ بنُ سلطان بن حيوس شاعر الشَّام، وَأَبُو القَاسِمِ يُوْسُفُ بنُ الحَسَنِ التفكّرِي، ومحمود بن جعفر الأصبهاني الكوسج.
__________
1 ترجمته في العبر "3/ 279"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 343".

(13/473)


4277- ابن البناء 1:
الإِمَامُ العَالِمُ المُفْتِي المُحَدِّثُ أَبُو عَلِيٍّ الحَسَنُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ البَنَّاءِ البَغْدَادِيُّ الحَنْبَلِيُّ صَاحِبُ التَّوَالِيفِ.
سَمِعَ مِنْ: هِلاَل الحَفَّار، وَأَبِي الفَتْح بنِ أَبِي الفوَارس، وَأَبِي الحَسَنِ ابْن رَزْقُوَيْه، وَأَبِي الحُسَيْنِ بنِ بِشْرَان، وَعَبْدِ اللهِ بن يَحْيَى السُّكَّرِيّ، وَطَبَقَتِهِم فَأَكْثَر وَأَحْسَن.
حَدَّثَ عَنْهُ: أَحْمَدُ بنُ ظَفَر المغَازلِي، وَأَبُو مَنْصُوْرٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ القَزَّاز، وَإِسْمَاعِيْلُ بنُ السَّمَرْقَنْدِيّ، وَابْنَا أَبِي غَالِب أَحْمَد، وَيَحْيَى، وَأَبُو الحُسَيْنِ بنُ الفَرَّاءِ، وَأَبُو بَكْرٍ قَاضِي المَارستَان.
وَقَدْ تَلاَ بِالرِّوَايَات عَلَى أَبِي الحَسَنِ الحَمَّامِي.
وَعَلَّقَ الفِقْهَ وَالخلاَف، عَنِ القَاضِي أَبِي يَعْلَى قديمًا، واشتغل في حياته، وصنفت فِي الفِقْه وَالأُصُوْل وَالحَدِيْث وَكَانَ لَهُ حَلْقَةٌ لِلفَتْوَى وَحَلْقَةٌ لِلوعظ وَكَانَ شدِيداً عَلَى المخَالفِيْن.
وَقَدْ رَوَى عَنْهُ بِالإِجَازَة مُحَمَّدُ بنُ نَاصِر الحَافِظ.
وَقَدْ ذَكَرَهُ القِفْطِيُّ فَقَالَ: كَانَ مِنْ كِبَارِ الحنَابلَة قِيْلَ: إِنَّهُ قَالَ: هَلْ ذَكَرَنِي الخطيب في
__________
1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "8/ 319"، ومعجم الأدباء لياقوت الحموي "7/ 265"، وتذكرة الحفاظ "3/ ص 1176 - 1777"، والعبر "3/ 275"، ولسان الميزان "2/ 195"، والنجوم الزاهرة "5/ 107".

(13/474)


"تَارِيخ بَغْدَاد" فِي الثِّقَات أَوْ مَعَ الكَذَّابين؟ قيل: ما ذكر أَصلاً. فَقَالَ: ليتَه ذَكَرَنِي وَلَوْ مَعَ الكَذَّابين.
قَالَ القِفْطِيّ: كَانَ مُشَاراً إِلَيْهِ فِي القِرَاءات وَاللُّغَة وَالحَدِيْث فَقِيْلَ: عَمل خَمْس مائَة مُصَنَّف إلَّا أَنَّهُ حَنْبَلِيُّ الْمُعْتَقد تُوُفِّيَ فِي رَجَب سَنَة إِحْدَى وَسَبْعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة.
قَالَ ابْنُ النَّجَّار: كَانَ ابْنُ البَنَّاء يُؤدِّبُ بنِي جَرْدَة. تَلاَ عَلَى الحمَّامِي بِالروَايَات وَكَتَبَ الكَثِيْر وَتَصَانِيْفُهُ تَدُلُّ عَلَى قِلَّةِ فَهمه كَانَ يُصَحِّفُ وَكَانَ قَلِيْلَ التّحصيل أَقرَأَ وَحَدَّثَ وَدرَّسَ وَأَفتَى وَشرح الإِيضَاح لأَبِي عَلِيٍّ الفَارِسِيّ وَإِذَا نَظرت فِي كَلاَمه بَان لَكَ سوءُ تَصرفه وَرَأَيْتُ لَهُ تَرْتِيْباً فِي الغَرِيْب لأَبِي عُبَيْدٍ قَدْ خَبَطَ وَصَحَّفَ.
وَقَالَ شُجَاع الذُّهْلِيُّ: كَانَ أَحَدَ القُرَّاء المجودين سمع: نا مِنْهُ قطعَة مِنْ تَصَانِيْفه.
وَقَالَ المُؤتَمَنُ السَّاجِيّ: كَانَ لَهُ روَاء وَمَنْظَر مَا طَاوعتَنِي نَفْسِي لِلسَمَاع مِنْهُ.
وَقَالَ إِسْمَاعِيْلُ بنُ السَّمَرْقَنْدِيّ: كَانَ رجل من المحدثين اسمه الحسن ابن أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ اللهِ النَّيْسَابُوْرِيّ فَكَانَ ابْنُ البَنَّاء يَكْشِطُ بورِي وَيَمد السِّين فَتصِيْر البنَّاء. كَذَا قِيْلَ: إِنَّهُ يَفعلُ ذَلِكَ.
قُلْتُ: هَذَا جرحٌ بِالظَنّ وَالرَّجُل فِي نَفْسِهِ صَدُوْقٌ وَكَانَ مِنْ أَبْنَاءِ الثَّمَانِيْنَ رَحِمَهُ اللهُ وَمَا التَّحَنْبَلُ بعَارٍ وَاللهِ وَلَكِنَّ آلَ مَنْدَه وَغَيْرَهم يَقُوْلُوْنَ فِي الشَّيْخ: إلَّا أَنَّهُ فِيْهِ تَمَشْعُر. نَعُوذُ بالله من الشر.

(13/475)


الأنطاكي، أبو الخير الصفار، أبو علي الشافعي:
4278- الأنطاكي:
القَاضِي أَبُو عَبْدِ اللهِ الحَسَنُ بنُ عَلِيِّ بنِ عُمَرَ الأَنْطَاكِيُّ، ثُمَّ الشَّاغورِيّ نَائِبُ الحُكْمِ بِدِمَشْقَ.
سَمِعَ مِنْ: تَمَّام الحَافِظ، وَابْن أَبِي نَصْرٍ.
رَوَى عَنْهُ: عُمَر الدِّهِسْتَانِي، وَالخَطِيْبُ مَعَ تَقَدُّمِهِ، وَأَبُو الحَسَنِ بنُ قُبيس، وَجمَالُ الإِسْلاَم علي بن المسلم، وهبة الله بن الأَكْفَانِي.
تُوُفِّيَ فِي أَوَّلِ سَنَةِ ثَلاَثٍ وَسَبْعِيْنَ، وَأَرْبَعِ مائَة وَلَهُ تِسْعٌ وَسَبْعُوْنَ سَنَةً وَهُوَ آخر أصحاب تمام.
4279- أبو الخير الصفار 1:
الشَّيْخُ المُعَمَّرُ المُؤتَمَنُ المُسْنِدُ أَبُو الخَيْرِ مُحَمَّدُ بن أبي عِمْرَانَ مُوْسَى بنِ عَبْد اللهِ المَرْوَزِيُّ الصَّفَّار، آخر مَنْ رَوَى "صَحِيْح البُخَارِيّ" عَالِياً فِي زَمَانِهِ حَدَّثَ بِهِ عَنْ أَبِي الهَيْثَمِ الكُشْمِيهَنِيِّ.
حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ مَنْصُوْرٍ السَّمْعَانِيّ، وَأَبُوْهُ، وَأَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ المَرْوَزِيّ، وَأَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بنُ أَبِي عَلِيٍّ الهَمَذَانِيّ، وَأَبُو الفَتْحِ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الكُشْمِيهَنِي الخَطِيْب، وَعِدَّة.
قَالَ ابْنُ طَاهِر المَقْدِسِيّ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بنَ أَحْمَدَ السَّمَرْقَنْدِيّ يَقُوْلُ: لَمْ يَصِحَّ لِهَذَا الرَّجُل مِنْ أَبِي الهَيْثَمِ سَمَاعٌ وَإِنَّمَا وَافق الاسْمَ اسْمٌ آخر وَقَدْ حُمِلَ إِلَى الوَزِيْر نِظَامِ الْملك ليُقرَأَ عَلَيْهِ عِنْدَهُ فَقُرِئ عَلَيْهِ بَعْضُه وَرَمَتْهُ البَغْلَةُ فَمَاتَ وَلَمْ يكمل. قَالَ: وَقَدْ رَأَيْت أَهْلَ مَرْو يَضحكُوْن إِذَا قِيْلَ: إِنَّ أَبَا الخَيْر بنَ أَبِي عِمْرَانَ هَذَا سَمِعَ: مِنَ الكُشْمِيهَنِي. وَيُشيَرَوْنَ إِلَى أَنّ هَذَا غَيْرُ ذَاكَ الَّذِي سَمِعَ.
قَالَ أَبُو سَعْدٍ السَّمْعَانِيُّ: كَانَ شَيْخاً صَالِحاً سديد السيرة حدث بالصحيح وَببَعْض جَامِع أَبِي عِيْسَى عَنْ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ سرَاج الطَّحَّان وَعُمِّر وَصَارَ شَيْخَ عصره تَكَلَّمَ بَعْضُهم فِي سَمَاعه وَلَيْسَ بِشَيْءٍ أَنَا رَأَيْتُ سَمَاعَه فِي القَدَرِ المَوْجُوْد مِنْ أَصل أَبِي الهَيْثَمِ، وَأَثْنَى عَلَيْهِ وَالِدي.
قَالَ الأَمِيْر ابْنُ مَاكُوْلا: سَأَلتُ أَبَا الخَيْر، فَقَالَ لِي: كَانَ لِي وَقت مَا سَمِعْتُ الصَّحِيْح عشرُ سِنِيْنَ. قَالَ: وَسَمِعَ فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وثمانين وثلاث مائة.
مَاتَ فِي رَمَضَانَ سَنَةَ إِحْدَى وَسَبْعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة، عَنْ نَيِّفٍ وَتِسْعِيْنَ سَنَةً.
4280- أَبُو عَلِيٍّ الشافعي 2:
الشَّيْخُ، العَالِمُ الثِّقَةُ أَبُو علِي الحَسَنُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ الحَسَنِ المَكِّيُّ الشَّافِعِيُّ الحَنَّاطُ آخرُ مَنْ حَدَّثَ عَنْ أَحْمَدَ بنِ إِبْرَاهِيْمَ بنِ فِرَاس العَبْقَسِي وَعُبيدِ الله بن أَحْمَدَ السقطي، وغيرهما.
__________
11 ترجمته في ميزان الاعتدال "4/ 52"، وتذكرة الحفاظ "3/ ص 1177"، ولسان الميزان "5/ 401".
2 ترجمته في الأنساب للسمعاني "7/ 256"، والعبر "3/ 278"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 110"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 342".

(13/476)


حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو المُظَفَّرِ مَنْصُوْرٌ السَّمْعَانِيّ وَمُحَمَّدُ بنُ طَاهِرٍ المَقْدِسِيّ وَعبدُ الْمُنعم بنُ أَبِي القَاسِمِ القُشَيْرِيّ، وَأَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ العَبَّاسِيّ المَكِّيّ، وَعِدَّةٌ مِنْ وَفَدَ المغَاربَة، وَغَيْرهُم آخِرُهم مَوْتاً العَبَّاسِيّ.
وَثَّقَهُ أَبُو سَعْدٍ السَّمْعَانِيُّ فِي كِتَابِ "الأَنسَاب".
وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ يُوْسُفَ القَاشَانِي: كُنْتُ أَقرَأُ الحَدِيْثَ عَلَى هِبَةِ اللهِ بن عَبْدِ الوَارِثِ الحَافِظ فَقَالَ: قَرَأْتُ عَلَى أَبِي عَلِيٍّ الشَّافِعِيّ:
أَلاَ لَيْتَ شِعْرِي هَلْ أَبَيْتنَّ لَيْلَةً ... بفخٍّ 1.....................
فَقُلتُهَا بِالجيم فَقَالَ: بِفَخٍّ بِالخَاء وَأَخْرَجنِي إِلَى ظَاهِر مَكَّة فَأَتَى بِي إِلَى مَوْضِعٍ فَقَالَ: يَا بنِيَّ! هَذَا فَخّ.
قال السمع: اني: قَالَ إِسْمَاعِيْلُ بنُ مُحَمَّدٍ الحَافِظُ عَنْ أَبِي علي الشَّافِعِيّ فَقَالَ: عَدْلٌ ثِقَة كَثِيْرُ السَّمَاع.
مَاتَ أَبُو عَلِيٍّ فِي ذِي القَعْدَةِ سَنَة اثْنَتَيْنِ وسبعين وأربع مائة. سمع: نا من طريقه نسخة إسماعيل بن جعفر.
__________
1 تمام البيت: أَلاَ لَيْتَ شِعْرِي هَلْ أَبَيْتنَّ لَيْلَةً..... بِفَخٍّ وعندي إذخر وجليل.

(13/477)


4281- الزنجاني 1:
الإِمَامُ العَلاَّمَةُ الحَافِظُ القُدْوَةُ العَابِدُ شَيْخُ الحَرَمِ أبو القاسم سعد بنُ عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بنِ الحُسَيْنِ الزَّنْجَانِيُّ، الصُّوْفِيُّ.
وُلِدَ سَنَةَ ثَمَانِيْنَ وَثَلاَثِ مائَة تَقَرِيْباً.
وَسَمِعَ: أَبَا عبد الله بن نَظيف وَالحُسَيْنَ بنَ مَيْمُوْنٍ الصدفِي وَعِدَّة بِمِصْرَ وَعَلِيَّ بنَ سَلاَمَةَ بِغَزَّة وَمُحَمَّدَ بنَ أَبِي عبيد بزنجان وعبد الرحمن ابن يَاسِر الجَوْبَرِي وَعبدَ الرَّحْمَن بن الطُّبيز الحَلَبِيّ وَطَبَقَتهُمَا بِدِمَشْقَ.
حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ -وَهُوَ أَكْبَرُ مِنْهُ- وَأَبُو المُظَفَّرِ مَنْصُوْرُ بنُ عبد الجبار
__________
1 ترجمته في الإكمال لابن ماكولا "4/ 229"، والأنساب للسمعاني "6/ 307"، والمنتظم لابن الجوزي "8/ 320"، والعبر "3/ 276"، وتذكرة الحفاظ "3/ ترجمة 1026"، وتبصير المنتبه "2/ 661"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 108"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 339".

(13/477)


السَّمْعَانِيّ، وَمكِيٌّ الرُّمَيْلِي، وَهِبَةُ اللهِ بنُ فَاخر، وَمُحَمَّدُ بنُ طَاهِرٍ الحَافِظ، وَعبدُ الْمُنعم بن القُشَيْرِيّ، وَمُخْتَارُ بنُ عَلِيٍّ الأَهْوَازِيّ، وَآخَرُوْنَ.
قَالَ أَبُو سَعْدٍ السَّمْعَانِيُّ: قَالَ لِي شَيْخٌ: كَانَ جدُّك أَبُو المظفَّر عَزَم عَلَى المُجَاورَة فِي صُحْبَة سَعْدٍ الإِمَام فَرَأَى وَالِدتَه كَأَنمَا كَشفتْ رأسها تقول: يا بنِي بحقِّي عَلَيْك إلَّا مَا رَجَعتَ إِلَيَّ فَإِنِّي لاَ أُطِيْق فَرَاقك. قَالَ: فَانْتبهتُ مغموماً، وَقُلْتُ: أُشَاور الشَّيْخ، فَأَتيت سَعْداً، وَلَمْ أَقْدِرْ مِنَ الزحَام أَنْ أُكَلِّمه، فَلَمَّا قَامَ تَبِعتُه، فَالْتَفَتَ إِلَيَّ وَقَالَ: يَا أَبَا المُظَفَّر العَجُوْزُ تَنْتَظرُك. وَدَخَلَ بَيْتَه، فَعلمتُ أَنَّهُ كَاشَفَنِي، فَرَجَعتُ تِلْكَ السّنَة.
وَعَنْ ثَابِتِ بنِ أَحْمَدَ قَالَ: رَأَيْتُ أَبَا القَاسِمِ الزَّنْجَانِي فِي النَّوْمِ يَقُوْلُ لِي مرَّة بَعْد أُخْرَى: إِنَّ اللهَ يَبْنِي لأَهْل الحَدِيْث بِكُلِّ مَجْلِسٍ يَجلسُوْنه بَيْتاً فِي الجَنَّةِ.
قَالَ أَبُو سَعْدٍ: كَانَ سَعْدٌ حَافِظاً مُتْقِناً ثِقَةً وَرِعاً كَثِيْر العِبَادَة صَاحِب كَرَامَات وَآيَات وَإِذَا خَرَجَ إِلَى الْحرم يَخلُو المَطَاف، وَيُقَبِّلُوْنَ يَده أَكْثَر مِمَّا يُقَبِّلُوْنَ الحجَرَ الأَسْوَد.
وَقَالَ ابْنُ طَاهِر: مَا رَأَيْتُ مِثْلَه وَسَمِعْتُ أَبَا إِسْحَاقَ الحبَّال يَقُوْلُ: لَمْ يَكُنْ فِي الدُّنْيَا مِثْلُ سَعْدِ بنِ عَلِيّ فِي الفَضْلِ كَانَ يَحضر مَعَنَا المَجَالِس وَيُقرَأ بَيْنَ يَدَيْهِ الخطَأُ فَلاَ يَرُدُّ إلَّا أَنْ يُسْأَل فَيُجيب.
قَالَ ابْنُ طَاهِر: وَسَمِعْتُ الفَقِيْه هَيَّاج بن عُبَيْد إِمَامَ الْحرم وَمُفتيه يَقُوْلُ: يَوْمٌ لاَ أَرَى فِيْهِ سَعْداً لاَ أَعتدُّ أَنِّي عَمِلْتُ خَيراً. وَكَانَ هَيَّاج يَعتمرُ فِي اليَوْمِ ثَلاَثَ عمر.
قَالَ ابْنُ طَاهِر: لَمَّا عزم سَعْدٌ عَلَى المجَاورَة عزمَ عَلَى نَيِّفٍ وَعِشْرِيْنَ عزِيمَة أَنْ يُلزمهَا نَفْسَه مِنَ المُجَاهِدَات وَالعِبَادَات فَبقِي بِهِ أَرْبَعِيْنَ سَنَةً لَمْ يُخلَّ بعزِيمَةٍ مِنْهَا. وَكَانَ يُمْلِي بِمَكَّةَ فِي بَيْته يَعْنِي خوَفاً مِنْ دَوْلَة العُبَيْدِيَّة.
قَالَ ابْنُ طَاهِر: دَخَلتُ عَلَيْهِ وَأَنَا ضَيِّقُ الصَّدْرِ مِنْ شيرَازِيٍّ فَقَالَ لِي مِنْ غَيْر أَنْ أُعْلِمَه: لاَ تُضيِّق صَدْرك فِي بلاَدنَا يُقَالُ: بُخْلُ أَهْوَازِيٍّ وَحمَاقَةُ شِيرَازِيٍّ وَكَثْرَةُ كَلاَمِ رَازِيٍّ. وَأَتيتُه وَقَدْ عزمتُ عَلَى الخُرُوج إِلَى العِرَاقِ فَقَالَ:
أَرَاحِلُوْنَ فَنبكِي أُمْ مُقِيْمُونَا?
فَقُلْتُ: مَا يَأْمُرُ الشَّيْخ؟ فَقَالَ: تَدْخُل خُرَاسَان، وَتَفوتُك مِصْر، فِيبقَى فِي قَلْبك مِنْهَا. اخْرج إِلَى مِصْرَ، ثُمَّ مِنْهَا إِلَى العِرَاقِ وَخُرَاسَان، فَإِنَّهُ لاَ يَفوتُك شَيْء. فَكَانَ فِي رأيه البركة.

(13/478)


وَسَمِعتُه وَجَرَى بَيْنَ يَدَيْهِ صَحِيْح أَبِي ذَرٍّ فَقَالَ: فِيْهِ عَنْ أَبِي مُسْلِم الكَاتِب وَلَيْسَ مِنْ شَرط "الصَّحِيْح".
قُلْتُ: لسعدٍ قَصيدَةٌ فِي قوَاعد أَهْل السّنَة، وَهِيَ:
تَدَبَّرْ كَلاَمَ اللهِ وَاعتَمِدِ الخَبَرْ ... وَدَعْ عَنْكَ رَأْياً لاَ يُلاَئِمُهُ أَثَرْ
وَنَهْجَ الهُدَى فَالْزَمْهُ وَاقْتَدِ بالأُلى ... هُمُ شَهِدُوا التَّنْزِيْلَ عَلَّكَ تَنْجَبِرْ
وَكُنْ مُوْقِناً أَنَّا وَكُلَّ مكلّفٍ ... أُمرنا بِقَفْوِ الحَقِّ وَالأَخْذِ بِالحَذَرْ
وحكّم فيما بَيْنَنَا قَوْلُ مالكٍ ... قديرٍ حليمٍ عَالِمِ الغَيْبِ مُقْتَدِرْ
سميعٍ بصيرٍ واحدٍ متكلّمٍ ... مريدٍ لِمَا يَجْرِي عَلَى الخَلْقِ مِنْ قَدَرْ
فَمَنْ خَالَفَ الوَحْيَ المُبِيْنَ بِعَقْلِهِ ... فَذَاكَ امرؤٌ قَدْ خَابَ حَقّاً وَقَدْ خَسِرْ
وَفِي تَرْكِ أَمْرِ المُصْطَفَى فتنةٌ فَذَرْ ... خِلاَفَ الَّذِي قَدْ قَالَهُ وَاتْلُ وَاعْتَبِرْ
قَالَ أَبُو الحَسَنِ الكَرَجِي الشَّافِعِيّ: سَأَلْتُ ابْنَ طَاهِر عَنْ أَفْضَل مَنْ رَأَى فَقَالَ: سَعْدٌ الزَّنْجَانِيّ وَعَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ الأَنْصَارِيّ. قُلْتُ: فَأَيُّهُمَا كَانَ أَعْرفَ بِالحَدِيْثِ فَقَالَ: كَانَ الأَنْصَارِيُّ مُتَفَنِّناً وَأَمَّا الزَّنْجَانِي فَكَانَ أَعْرف بِالحَدِيْثِ مِنْهُ كُنْتُ أَقرَأ عَلَى الأَنْصَارِيّ فَأَترك شَيْئاً لأُجرَبّه فَفِي بَعْضٍ يَرُدُّ وَفِي بَعْضٍ يَسكت وَكَانَ الزَّنجَانِي إِذَا تركتُ اسْم رَجُل يَقُوْلُ: أَسقطتَ فُلاَناً.
قَالَ السَّمْعَانِيّ: كَانَ سَعْدٌ أَعْرَفَ بِحَدِيْثه لِقلَّتِه، وَكَانَ عَبْدُ اللهِ مُكْثِراً.
سُئِلَ إِسْمَاعِيْلُ بنُ مُحَمَّدٍ التَّيْمِيّ الحَافِظ عَنْ سَعْدٍ الزَّنْجَانِي فَقَالَ: إِمَامٌ كَبِيْر عَارِف بِالسّنَّة.
تُوُفِّيَ الزَّنْجَانِي فِي أَوّل سَنَةِ إِحْدَى وَسَبْعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة وَلَهُ تِسْعُوْنَ عَاماً وَلَوْ أَنَّهُ سَمِعَ: فِي حدَاثته لَلَحِقَ إِسْنَاداً عَالِياً وَلَكِنَّهُ سَمِعَ: فِي الكُهُوْلَة.
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ بنُ عُمَرَ النَّحْوِيّ، أَخْبَرَنَا الحَسَنُ بنُ أَحْمَدَ الزَّاهِد، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ الحَافِظُ، أَخْبَرَنَا مُخْتَارُ بنُ علي المقرئ سنة خمس مائَة، أَخْبَرَنَا سَعْدُ بنُ عَلِيٍّ الحَافِظ، أَخْبَرَنَا عبدُ الحمِيد بنُ عَبْدِ القَاهِر الأُرسُوفِي، أَخْبَرَنَا أَبُو أَحْمَدَ مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الرَّحِيْمِ القَيْسَرَانِيّ، حَدَّثَنِي عَمِّي أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الرَّحِيْمِ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ البَزَّاز، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ هَانِئ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ إِبْرَاهِيْمَ بنِ أَبِي عَبْلَةَ، عَنْ أُمِّ الدَّرْدَاءِ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ: عَنِ

(13/479)


النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "مَنْ أَصْبَحَ مُعَافَىً فِي بَدَنِهِ آمِناً فِي سِرْبِهِ عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ فَكَأَنَّمَا حِيْزَتْ لَهُ الدُّنْيَا" 1.
هَذَا حَدِيْثٌ غَرِيْب وَلاَ أَعْرف حَال هَانِئ.
وَمِنْ قصيدَة الزَّنْجَانِي:
وَمَا أَجْمَعَتْ فِيْهِ الصَّحَابَةُ حجّةٌ ... وَتِلْكَ سَبِيْلُ المُؤْمِنِيْنَ لِمَنْ سَبَرْ
فَفِي الأَخْذِ بِالإِجْمَاعِ فَاعْلَمْ سعادةٌ ... كَمَا فِي شُذُوْذِ القول نوعٌ من الخطر
__________
1 حسن لغيره: أخرجه أبو نعيم في "الحلية" "5/ 249" من طريق عبد الله بن هانيء، به.
قلت: إسناده ضعيف جدا، فيه علتان: الأولى عبد الله بن هانيء، وهو ابن عبد الرحمن بن أخي إبراهيم بن أبي عبلة، ترجمه ابن أبي حاتم في الجروح والتعديل" "5/ 194"، فقال: روي عن أبيه، وعن حمزة، رَوَى عَنْهُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ مخلد الهروي، عن أبيه، عن إبراهيم بن أبي عبلة أحاديث بواطيل، سمعت أبي يقول ذلك، قدمت الرملة، فذكر لي أن في بعض القرى هذا الشيخ، وسألت عنه، فقيل: هو شيخ يكذب، فلم أخرج إليه ولم أسمع منه. وقال المصنف في "الميزان"، والمغنى": منهم بالكذب. ومع ذلك فقد ذكره ابن حبان في "الثقات" "8/ 357" على عادته في توثيق المجاهيل والمجروحين.
أما العلة الثانية: فهي أبوه هانيء بن عبد الرحمن، فإنه مجهول، لم يوثقه إلا ابن حبان في "الثقات" "7/ 583 - 584"، وقال: ربما أغرب، وهذا من تساهل ابن حبان في توثيق المجاهيل.
وله شاهد من حديث عبيد الله بن محصن: عند الترمذي "2346"، وابن ماجه "4141"، والخطيب في "تاريخ بغداد" "3/ 463" من طريق سلمة بن عبيد الله بن محصن، عن أبيه عبيد الله بن محصن، به. وإسناده ضعيف، لجهالة سلمة بن عبيد الله.
وله شاهد من حديث عمر: عند الطبراني في "الأوسط"، كما ذكره الهيثمي في "المجمع" "10/ 289"، وإسناده ضعيف، فيه أبو بكر الداهري، وهو ضعيف.
وله شاهد من حديث ابن عمر: رواه الطبراني في "الأوسط" كما ذكر الهيثمي في "المجمع" "10/ 289" وإسناده ضعيف، فيه أبو بكر الداهري، وهو ضعيف.
وله شاهد من حديث ابن عمر: رواه الطبراني في "الأوسط" كما ذكر الهيثمي في "المجمع" "10/ 289" وإسناده ضعيف، وآفته على بن عباس، وهو ضعيف.
والخلاصة فإن الحديث حسن بمجموع هذه الشواهد الضعيفة والله تعالى أعلى وأعلم.

(13/480)


ابن منظور، الملقاباذي:
4282- ابن منظور 1:
الإِمَامُ المُحَدِّثُ المُتْقِنُ أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عِيْسَى بنِ مُحَمَّدِ بنِ مَنْظُوْرِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ مَنْظُوْرٍ القَيْسِيُّ الإشبيلي.
حَجَّ وَجَاور وَحَمَلَ الصَّحِيْح لأَبِي عَبْدِ اللهِ البُخَارِيّ عَنْ أَبِي ذَرٍّ الحَافِظ. وَكَانَ فَاضِلاً قُدْوَةً ثِقَةً.
حَدَّثَ عَنْهُ بِسُنَنِه: أَحْمَدُ بنُ مَنْظُوْر وَأَبُو عَلِيٍّ الغَسَّانِيّ وَيُوْنُسُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مُغِيْث وَشُرَيْح بن مُحَمَّدٍ وَعِدَّة.
وَقَدْ لقِي أَيْضاً أَبَا عَمْرٍو السفَاقسِي وَأَبَا النَّجِيْب الأُرْمَوِيّ.
وَعَاشَ سبعينَ سَنَةً وَهُوَ مِنْ بَيْتِ حِشْمَة وَجَلاَلَة. سَمِعَ: الصَّحِيْح وَحرره فِي سَنَةِ إِحْدَى وَثَلاَثِيْنَ وَاعتمده الأَنْدَلُسِيّون وَحَجّ مرَّتين.
قَالَ الغَسَّانِيّ: كَانَ جَيِّد الضَّبط مِنْ أَفَاضِل النَّاس كَرِيْمَ النَّفْس خيَاراً.
وَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ بنُ عُمَيْرَةَ: فَقِيْهٌ مُحَدِّثٌ عَارِف.
وَقِيْلَ: كَانَ مُجَابَ الدَّعْوَةِ كَثِيْرَ البِرّ.
تُوُفِّيَ فِي شَوَّال سَنَةَ تِسْعٍ وَسِتِّيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة رَحِمَهُ اللهُ.
4283- المُلقَابَاذِيُّ:
الشَّيْخُ الإِمَامُ الفَقِيْهُ المُسْنِدُ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بن حسان بن محمد النيسابوري الشافعي الملقاباذي.
حدث بمسند أبي عوانة كله عن أبي نعيم كُلِّه عَنْ أَبِي نُعَيْمٍ الإِسفرَايينِي وَكَانَ مِنْ كِبَارِ الفُقَهَاء.
حَدَّثَ عَنْهُ: وَجيهُ بنُ طَاهِرٍ وعبيد الله بن جامع الفارسي وأحمد ابن سَهْلٍ المُطَرَّزِي وَأَبُو طَالِبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرحمن الحنزباراني.
قال السمع: اني: هُوَ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ أَبِي الوَلِيْد حَسَّان بن مُحَمَّدِ بنِ القَاسِمِ فَقِيْهٌ ثِقَةٌ عَدْلٌ مُشتغِلٌ بِنَفْسِهِ غَيْرُ دَخَّال فِي الأُمُور أَدْرَكَ الأَسَانِيْدَ العَالِيَةَ وَسَمِعَ: أَبَا نُعَيْمٍ وَأَبَا الحَسَنِ العَلَوِيّ وَعَبْدَ اللهِ بن يُوْسُفَ وَأَبَا طَاهِرٍ بن مَحْمِش.
رَوَى عَنْهُ: جَدِّي أَبُو المُظَفَّرِ فِي الأَحَادِيْث الأَلْف.
مَوْلِدُهُ فِي المُحَرَّمِ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَتِسْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَة.
وَمَاتَ بِنَيْسَابُوْرَ في ذي القعدة، سنة اثنتين وسبعين وأربع مائة.
__________
1 ترجمته في الصلة لابن بشكوال "2/ 548".

(13/481)


ابن جدا، العكبري:
4284- ابن جدا 1:
شَيْخُ الحَنَابِلَةِ أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ الحُسَيْنِ بنِ جَدَّا العُكْبَرِيُّ، العَابِدُ، القَانِتُ، كَانَ لَسِناً مُنَاظِراً مُصَنِّفاً.
سَمِعَ: أَبَا عَلِيٍّ بن شَاذَانَ، وَالبَرْقَانِيّ، وَعِدَّة.
وَعَنْهُ: قَاضِي المَارستَان، وَأَبُو مَنْصُوْرٍ القزاز.
قَالَ ابْنُ خَيْرُوْنَ: كَانَ صيناً ثِقَة، مُسْتوراً. مَاتَ: فِي رَمَضَانَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَسِتِّيْنَ وَأَرْبَعِ مائة فجأةً وهو يصلي.
4285- العكبري 2:
الشَّيْخُ العَالِمُ الأَدِيْبُ الأَخْبَارِيُّ النَّدِيْمُ أَبُو مَنْصُوْرٍ محمد ابن مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ الحُسَيْنِ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ العُكْبَرِيُّ الفَارِسِيُّ الأَصْل.
وُلِدَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِيْنَ وَثَلاَثِ مائَة مِنْ أَوْلاَد المُحَدِّثِيْنَ.
سَمِعَ: أَبَاهُ أَبَا نَصْر البَقَّال وَمُحَمَّدَ بنَ عَبْدِ اللهِ القَاضِي الجُعْفِيّ بِالكُوْفَةِ، وَابْنَ رَزْقُوَيْه، وَهِلاَلَ بن محمد الحفار، وأبا الحسين بن بشران وَأَبَا الطّيب مُحَمَّدَ بنَ أَحْمَدَ بنِ خَاقَان العُكْبَرِيّ صَاحِبَ ابْنِ دُرَيْد وَهُوَ أَقدمُ شَيْخ لَهُ وَطَائِفَة.
حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو مُحَمَّدٍ سِبْطُ الخياط وأخوه الحسين بن علي ويحيى ابن الطَّرَاح وَإِسْمَاعِيْلُ بنُ السَّمَرْقَنْدِيّ.
قَالَ الخَطِيْبُ: كَتَبْتُ عَنْهُ وَكَانَ صَدُوْقاً.
وَقَالَ سِبْطُ الخَيَّاط: كَانَ يتشيع.
وَقَالَ أَبُو الفَضْلِ بنُ خَيْرُوْنَ: خلَّط فِي غَيْر شَيْء وَسَمَّعَ لِنَفْسِهِ، وَمَاتَ فِي رَمَضَانَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة.
ثُمَّ قَالَ أَبُو سَعْدٍ السَّمْعَانِيُّ: قَوْلُ ابْنِ خَيْرُوْنَ لاَ يَقْدَحُ فِيْهِ، لأَنَّ عُمدَة قَدْحِهِ فِيْهِ كَوْنُه اسْتَعَار مِنِ ابْنِ خَيْرُوْنَ جُزْءاً، فَنقل فِيْهِ سَمَاعَه، وَردَّه، وَمَا زَالَ الطَّلبَةُ يَفعلُوْنَ ذَلِكَ.
قُلْتُ: وَقَعَ لِي "المُجتبَى" لابْنِ دُرَيْد عَالِياً مِنْ طرِيقه سمِعنَاهُ مِنْ عُمَرَ بن القوَّاس.
__________
1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "8/ 299"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 331".
2 ترجمته في تاريخ بغداد "3/ 239"، والأنساب للسمعاني "9/ 28"، والمنتظم لابن الجوزي "8/ 325"، والعبر "3/ 278"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 342".

(13/482)


4286- هياج بن عبيد 1:
الإِمَامُ الفَقِيْهُ الزَّاهِدُ شَيْخُ الإِسْلاَمِ أَبُو مُحَمَّدٍ الشَّامِيُّ الحِطِّيْنِيُّ الشَّافِعِيُّ شَيْخُ الحَرَمِ.
وُلِدَ بَعْدَ التِّسْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَة.
وَسَمِعَ: مِنْ أَبِي الحَسَنِ عَلِيِّ بنِ السِّمْسَار وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ ابْن الطُّبَيز وَمُحَمَّدِ بنِ عَوْف بِدِمَشْقَ وَعَبْد العَزِيْزِ بن عَلِيٍّ الأَزَجِي وَعِدَّة بِبَغْدَادَ وَمِنْ أَبِي ذَرٍّ الحَافِظ بِمَكَّةَ وَمِنَ السكن بن جميع بصيدا ومن مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ سَهْل بقيسَارِيَّة وَمِنْ عَلِيِّ بنِ حِمِّصَة الحَرَّانِيّ بِمِصْرَ.
وَكَانَ اعتنَاؤُه جَيِّداً بِالحَدِيْثِ وَلَهُ بَصَرٌ بِالمَذْهَب وَقَدَمٌ فِي التَّقْوَى وَجَلاَلَةٌ عَجِيْبَة.
حَدَّثَ عَنْهُ: هِبَةُ اللهِ الشيرَازِي فِي مُعْجَمه فَقَالَ: حَدَّثَنَا هَيَّاجٌ الزَّاهِد الفَقِيْه وَمَا رَأَتْ عينَاي مِثْلَه فِي الزُّهْد وَالوَرَع.
وَحَدَّثَ عَنْهُ: مُحَمَّدُ بنُ طَاهِرٍ وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ عُثْمَانَ الرَّازقِي وَالمُحَدِّث مُحَمَّدُ بنُ أَبِي عَلِيٍّ الهَمَذَانِيّ وَثَابِتُ بنُ مَنْصُوْرٍ وَأَبُو نَصْرٍ هِبَةُ اللهِ السِّجْزِيّ وَطَائِفَة.
قَالَ ابْنُ طَاهِر: كَانَ هَيَّاج قَدْ بلغَ مِنْ زُهْده أَنَّهُ يَصُوْمُ ثَلاَثَةَ أَيَّام وَيُوَاصِلُ لَكِن يُفْطِرُ عَلَى مَاء زَمْزَم فَمَنْ أَتَاهُ بَعْد ثَلاَث بِشَيْءٍ أَكله وَكَانَ قَدْ نَيَّف عَلَى الثَّمَانِيْنَ وَكَانَ يَعْتَمِرُ كُلَّ يَوْمٍ ثَلاَث عُمَر وَيدرِّس عِدَّة دُرُوس وَيزور ابْن عَبَّاسٍ بِالطَّائِفِ كُلَّ سَنَة مرة لا يأكل فِي الطَّرِيْق شَيْئاً وَيزور قَبْر النَّبِيّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كُلَّ سَنَة مَعَ أَهْل مَكَّةَ فِيخرج فَمَنْ أَخَذَ بِيَدِهِ كَانَ فِي مَؤونتِه حَتَّى يَرْجِعَ وَكَانَ يَمْشِي حَافِياً مِنْ مَكَّة إِلَى المَدِيْنَةِ وَسَمِعْتُ مَنْ يَشْكُو إِلَيْهِ أَنَّ نَعليه سُرِقَتَا فَقَالَ: اتَّخَذ نَعلين لاَ يَسرقُهُمَا أَحَد يَعْنِي الحفَاء وَرُزِقَ الشَّهَادَة فِي كَائِنَة بَيْنَ السُّنَّة وَالرَّافِضَّة وَذَلِكَ أَن بَعْض الرافضة شكى إِلَى أَمِيْر مَكَّة أَنَّ أَهْلَ السّنَّة يَنَالُوْنَ مِنَّا فَأَنفذ وَطلب هَيَّاجاً وَأَبَا الفَضْل بن قوَام وَابْنَ الأَنْمَاطِيّ وَضَرَبَهُم فَمَاتَ هَذَانِ فِي الحَال وَحُمِلَ هَيَّاج فَمَاتَ بَعْدَ أَيَّام -رَضِيَ الله عنهم.
قَالَ السَّمْعَانِيّ: سَأَلتُ إِسْمَاعِيْلَ الحَافِظ عَنْ هَيَّاج فَقَالَ: كَانَ فَقِيْهاً زَاهِداً. وَأَثْنَى عَلَيْهِ.
مَاتَ هَيَّاج سَنَة اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة.
وَفِيْهَا مَاتَ مُحَمَّدُ بنُ أَبِي مَسْعُوْدٍ الفَارِسِيُّ وَأَبُو عَلِيٍّ المَكِّيّ الشَّافِعِيّ وَأَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ حسان الملقاباذي وَأَبُو مَنْصُوْرٍ مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدٍ العُكْبَرِيّ النَّدِيم وَأَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ هِبَةِ الله اللالكائي.
__________
1 ترجمته في الأنساب للسمعاني "4/ 170"، واللباب لابن الأثير "1/ 374"، والمنتظم لابن الجوزي "8/ 326"، والعبر "3/ 278"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 109"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 342".

(13/483)


4287- الأنماطي 1:
الشَّيْخُ المُسْنِدُ الأَمِيْنُ أَبُو القَاسِمِ عَبْدُ العَزِيْزِ بن علي بن أحمد ابن الحُسَيْنِ البَغْدَادِيُّ الأَنْمَاطِيُّ العَتَّابِيُّ مِنْ مَحَلَّةِ العتَّابيَّة وَهُوَ ابْنُ بِنْتِ السُّكَّرِيّ.
حَدَّثَ عَنْ: أَبِي طَاهِر المُخَلِّص.
قَالَ الخَطِيْبُ: كَتَبْتُ عَنْهُ وَكَانَ سَمَاعُه صَحِيْحاً.
حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو بَكْرٍ قَاضِي المارستان وَأَبُو القَاسِمِ بنُ السَّمَرْقَنْدي وَعَبْد الوَهَّابِ الأَنْمَاطِيّ وَأَحْمَد بن الطَّلاَّيَة الزَّاهِد وَآخَرُوْنَ.
قَالَ عَبْدُ الوَهَّابِ: هُوَ ثِقَةٌ.
قُلْتُ: مَوْلِدُهُ فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَثَمَانِيْنَ وَثَلاَثِ مائَة.
وَمَاتَ فِي رَجَب سَنَة إِحْدَى وَسَبْعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة. وَقَعَ لَنَا مِنْ عَوَالِيْهِ.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ إِسْحَاقَ أَخْبَرَنَا المُبَارَكُ بنُ أَبِي الجُوْدِ أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ ابن أَبِي غَالِب الزَّاهِد أَخْبَرَنَا عَبْدُ العَزِيْزِ بنُ عَلِيٍّ سَنَةَ ثَمَانٍ وَسِتِّيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الذَّهَبِيُّ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ أَبِي دَاوُدَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ صَالِحٍ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي فُدَيْك أَخْبَرَنِي ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ عَنْ شُرَحْبِيْلَ عَنْ أَبِي سَعِيْدٍ الخُدْرِيِّ أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "لأَنْ يَتَصَدَّقَ الرَّجُلُ فِي حَيَاتِهِ بِدِرْهَمٍ خَيْرٌ مِنْ أَنْ يَتَصَدَّقَ بِمائَةِ دِيْنَارٍ عِنْدَ مَوْتِهِ"2.
وَمَاتَ مَعَهُ صَاحِب دِمَشْق أَتْسِز الخُوَارِزْمِي، وَأَبُو عَلِيٍّ بنُ البَنَّاء، وَأَبُو عَلِيٍّ الوَخْشِي، وَسَعْدُ بنُ عَلِيٍّ الزَّنْجَانِي وَعبدُ البَاقِي بن مُحَمَّدِ ابنِ العَطَّار الْوَكِيل وَشيخُ النَّحْو عبد القاهر الجرجاني وأبو عاصم الفُضَيْلِي وَأَبُو الفَضْلِ مُحَمَّدُ بنُ عُثْمَانَ القُوْمَسَانِي زاهد همذان وأبو الخير الصفار.
__________
1 ترجمته في تاريخ بغداد "10/ 469"، والمنتظم لابن الجوزي "8/ 321"، والعبر "3/ 276"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 340".
2 ضعيف: أخرجه أبو داود "2866" من طريق أحمد بن صالح، به.
قلت: إسناده ضعيف، آفته شرحبيل، وهو ابن سعد، فإنه ضعيف بالاتفاق.

(13/484)


4288- الفضيلي 1:
الشَّيْخُ الفَقِيْهُ الإِمَامُ المُسْنِدُ أَبُو عَاصِمٍ الفُضَيْلُ بنُ يَحْيَى بنِ الفُضَيْلِ الفُضَيْلِي الهَرَوِيُّ.
حَدَّثَ عَنْ: عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ أَبِي شُرَيْح الأَنْصَارِيّ وأبي علي منصور ابن عَبْدِ اللهِ الخَالِدي وَأَبِي الحُسَيْنِ بنِ بِشْرَان المُعَدل وَطَائِفَة.
حَدَّثَ عَنْهُ: عبدُ السَّلاَم بَكْبَرَة وَمُحَمَّدُ بنُ الحُسَيْنِ العَلَوِيّ وَأَبُو الوَقْتِ عبدُ الأَوّل السِّجْزِيّ وَجَمَاعَةٌ سِوَاهُم لاَ يَحضرنِي الآنَ أَسمَاؤهُم.
مَوْلِدُهُ فِي سَنَةِ ثَلاَثٍ وَثَمَانِيْنَ وَثَلاَثِ مائة.
قال أبو سعد السمع: اني: كَانَ فَقِيْهاً مُزَكِّياً ثِقَة صَدُوْقاً عُمِّر وَحُمِلَ عَنْهُ الكَثِيْر. مَاتَ فِي جُمَادَى الأُوْلَى سَنَة إِحْدَى وَسَبْعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ الوَاسِطِيّ وَأَبُو بَكْرٍ ابْنُ خطيب بيت الآبار وطائفة سمع: وا أَبَا المُنجَّا عَبْدُ اللهِ بنُ عُمَرَ أَخْبَرَنَا عَبْدُ الأَوَّلِ بن عِيْسَى أَخْبَرَنَا الفُضَيْل بن يَحْيَى أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَحْمَدَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ البَغَوِيُّ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بنُ الْجَعْد أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ عَنْ يَعْلَى بنِ عطاء عن وكيع بن عدس عن أبي رزين العُقَيْلِيّ قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "الرُّؤيَا جُزْءٌ مِنْ أَرْبَعِيْنَ أَوْ سِتَّة وَأَرْبَعِيْنَ جُزْءاً مِنَ النُّبُوَّة وَهِيَ عَلَى رِجْل طَائِر فَإِذَا حُدِثَ بِهَا وَقَعَتْ وَأَحْسِبُهُ قَالَ: لاَ يُحَدِّث بِهَا إلَّا حَبِيْباً أَوْ لبِيْباً" 2.
رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ مِنْ طرِيقِ أَبِي دَاوُدَ الطَّيَالِسِيِّ عَنْ شُعْبَةَ فَوَقَعَ لَنَا عَالِياً بِدَرَجَتَيْنِ.
__________
1 ترجمته في العبر "3/ 277"، وتذكرة الحفاظ "3/ ص 1177"، وطبقات الشافعية للسبكي "5/ 309"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 341".
2 صحيح: أخرجه الطيالسي "1088"، وأحمد "4/ 10و 11 و 12 و 13"، وأبو داود "5020"، والترمذي "2279"، وابن ماجه "3914"، وله شاهد من حديث أبي قلابة مرسلا: عند عبد الرزاق "20354"، ووصله الحاكم "4/ 391"، عن أنس، به. وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي، وله شاهد آخر عن عائشة، عند الدارمي "2/ 131"، وإسناده حسن.

(13/485)


4289- ابن المزكي 1:
الشَّيْخُ المُحَدِّثُ العَالِمُ الصَّدُوْقُ، النَّبِيْلُ، أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ ابْنُ المُحَدِّثِ أَبِي زَكَرِيَّا يَحْيَى بنِ إِبْرَاهِيْمَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ يَحْيَى بنِ سَخْتُويه المُزَكِّي، النَّيْسَابُوْرِيُّ.
سَمِعَ أَبَاهُ، وَأَبَا عَبْدِ اللهِ الحاكم وأبا طاهر بن محمش وعبد الله بن يُوْسُفَ الأَصْبَهَانِيّ وَأَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيّ وَعَبْد الرَّحْمَنِ بن مُحَمَّدٍ بنِ بَالويه وَأَبَا بَكْرٍ الحِيْرِيّ وَخَلْقاً كَثِيْراً.
حَدَّثَ عَنْهُ: وَجيهٌ الشَّحَّامِيّ وَأَبُو نَصْرٍ الغَازِي، وَأَبُو الأَسَعْد بن القُشَيْرِيّ، وَخَلْقٌ سِوَاهُم.
يَقع لَنَا حَدِيْثُه بِإِجَازَة.
وَقَدْ حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ فِي "تاريخه" فقال: أخبرنا محمد ابن يَحْيَى، حَدَّثَنَا ابْنُ بَالويه، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ الحسن القَطَّان، حَدَّثَنَا قَطَن فَذَكَرَ، حَدِيْثاً وَقَعَ لِي عَالِياً فِي مَجْلِس ابْن بَالويه.
قَالَ الخَطِيْبُ: كَتَبْتُ عَنْهُ. وَذَكَرَ أَنَّهُ سَمِعَ: أَبَاهُ وَابْنُ مَحْمِش وَعبدَ الرَّحْمَن بن بَالَوَيْه وَالسُّلَمِيّ ثُمَّ عَادَ إِلَيَّ بَعْد سِنِيْنَ فَحَدَّث عَنِ الحَاكِم وَلَمْ يَكُنْ حَدَّثَ عَنْهُ فِيمَا تَقدم.
قُلْتُ: هَذَا لاَ يَدلُّ عَلَى شَيْءٍ. قَالَ: وَلَمْ نَر لَهُ أَصلاً إِنَّمَا كَانَ يَرْوِي مِنْ فروع.
وَقَالَ أَبُو سَعْدٍ السَّمْعَانِيُّ: كَانَ الخَطِيْبُ مُتَوَقِّفاً فِيْهِ.
وَقَالَ عبدُ الغَافِرِ الفَارِسِيُّ: هُوَ مِنْ أَظرفِ المَشَايِخ الَّذِيْنَ لقينَاهُم وَأَكْثَرِهم سَمَاعاً. رَوَى عَنْ نَحْو خَمْسِيْنَ مِنْ أَصْحَابِ الأَصَمّ وأكثر عن أبيه وَعَنِ السُّلَمِيّ. وَأَملَى بِبَغْدَادَ فَحضر مَجْلِسه القَاضِي أَبُو الطَّيِّبِ الطَّبرِي وَحضره أَكْثَرُ مِنْ خَمْسِ مائة محبرة وأوصى لي بَعْد وَفَاتِهِ بِالكُتُب وَالأَجزَاء.
بلغ عددُ شُيُوْخه خَمْسَ مائَة شَيْخ.
وَقَالَ السَّمْعَانِيّ: كَانَ مِنْ أَظرف المَشَايِخ وَأَرغبِهم فِي التَّجَمُّل وَالنَّظَافَة وَأَحْفَظِهم لأَيَّام المَشَايِخ. خَرَجَ إِلَى الحَجِّ وَبَقِيَ بِالعِرَاقِ وَغَيْرهَا نَحْواً مِنْ عِشْرِيْنَ سَنَةً ثُمَّ رَجَعَ إِلَى نَيْسَابُوْرَ وَأَملَى وَرُزِقَ الرِّوَايَة وَمُتِّع بِمَا سَمِعَ: سَمِعَ: الحَاكِمَ ثُمَّ سرد شُيُوْخَه. مَاتَ فِي رَجَب سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسَبْعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة وَلَهُ ثَمَانُوْنَ سَنَةً.
قُلْتُ: أَدْرَكَ الحَاكِمَ وَهُوَ ابْنُ عَشْرٍ. وَهُوَ مِنْ بَيْت رِوَايَة فَلاَ ينكر لأبيه أن يسمع: هـ من الحاكم.
__________
1 ترجمته في تاريخ بغداد "3/ 435"، والعبر "3/ 281"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 346".

(13/486)


ابن العطار، شاهفور:
4290- ابن العطار 1:
الشَّيْخُ الجَلِيْلُ، المُسْنِدُ، أَبُو مَنْصُوْرٍ، عَبْدُ البَاقِي بنُ مُحَمَّدِ بنِ غَالِبٍ البَغْدَادِيُّ الأَزجِيُّ، ابْنُ العَطَّارِ، وَكِيْلُ الخلِيفتين القَائِم وَالمُقتدي.
سَمِعَ: أَبَا طَاهِرٍ المُخَلِّص، وَأَحْمَد بن الجُنْدي.
رَوَى عَنْهُ: يوسف بن أيوب الهمذاني وعبد المنعم بن الشَّيْخِ أَبِي القَاسِمِ القُشَيْرِيّ وَأَبُو نَصْرٍ أَحْمَدُ بنُ عُمَرَ الغَازِي، وَعِدَّة.
قَالَ السَّمْعَانِيّ: كَانَ حسن السيرة، جميل الأمر، صحيح السماع.
وَقَالَ الخَطِيْبُ: كَتَبْتُ عَنْهُ، وَكَانَ صَدُوْقاً قَالَ لِي: وَلدت سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَمَانِيْنَ وَثَلاَثِ مائَة.
تُوُفِّيَ أَبُو مَنْصُوْرٍ فِي رَبِيْعٍ الآخِرِ، سَنَةَ إِحْدَى وَسَبْعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة وَسَمَاعَاتُه قَلِيْلَة.
4291- شَاهْفُوْرُ 2:
العَلاَّمَةُ المُفْتِي، أَبُو المُظَفَّرِ، طَاهِرُ بنُ مُحَمَّدٍ الإِسفرَايينِيّ، ثُمَّ الطُّوْسِيُّ الشَّافِعِيُّ صَاحِبُ "التَّفْسِيْر الكَبِيْر". كَانَ أَحَدُ الأَعْلاَمِ.
حَدَّثَ عَنِ: ابْنِ مَحمِش، وَأَصْحَاب الأَصَمّ.
رَوَى عَنْهُ: زَاهِرٌ الشَّحَّامِيّ، وَغَيْرهُ.
صَاهر الأُسْتَاذ أَبَا مَنْصُوْرٍ البَغْدَادِيّ.
تُوُفِّيَ بِطُوسَ فِي سَنَةِ إِحْدَى وَسَبْعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة.
قَرَأْتُ عَلَى ابْنِ عَبَّاد عَنْ أَبِي رَوْح، أَخْبَرَنَا زَاهِر، أَخْبَرَنَا طَاهِرُ بنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرْنَا ابْنُ مَحمِش الزِّيَادِيّ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ الحُسَيْنِ، حَدَّثَنَا أحمد ابن مَنْصُوْر، حَدَّثَنَا النَّضْرُ بنُ
شُمَيْل حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَمْرٍو عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنِّيْ لأَسْتَغْفِرُ اللهَ فِي كُلِّ يَوْمٍ مائة مرة" 3.
__________
1 ترجمته في تاريخ بغداد "11/ 91"، والمنتظم لابن الجوزي "8/ 321"، والعبر "3/ 276"، وتذكرة الحفاظ "3/ ص 1177"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 340".
2 ترجمته في طبقات الشافعية للسبكي "5/ 11".
3 صحيح: أخرجه الطبراني في "الأوسط" 2954"، والبغوي في "شرح السنة" وله شاهد من حديث الأغر المزني مرفوعا بلفظ: "إِنَّهُ لَيُغَان عَلَى قَلْبِي، وَإِنِّي لأَسْتَغْفِرُ اللهَ في كل يوم مائة مرة"، أخرجه أحمد "4/ 211 و 260"، ومسلم "2702"، وأبو داود "1515".

(13/487)


4292- ابن البسري 1:
الشَّيْخُ الجَلِيْلُ العَالِمُ الصَّدُوْقُ مُسْنِدُ العِرَاقِ أَبُو القَاسِمِ؛ عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بنِ البُسْرِيِّ البَغْدَادِيُّ، البُنْدَارُ.
سَمِعَ: مِنْ: أَبِي طَاهِر المُخَلِّص وَأَبِي أَحْمَدَ الفَرَضِي وَأَبِي الحسن ابن الصَّلْت المُجْبر وَإِسْمَاعِيْلَ بنِ الحَسَنِ الصرصرِي وَأَبِي عمر بن مهدي وطائفة. أجاز له عَبْدِ اللهِ بنُ بَطَّة العُكْبَرِيّ وَنَصْرُ بنُ أحمد المرجي ومحمد ابن جَعْفَرٍ التَّمِيْمِيّ وَغَيْرهُم.
حَدَّثَ عَنْهُ: الخَطِيْبُ، وَالحُمَيْدِيُّ، وَأَبُو عَلِيٍّ البَرَدَانِي، وَأَبُو الفَضْلِ ابْنُ الْمُهْتَدي بالله، وعلي بن طراد الزبير، وَإِسْمَاعِيْلُ بنُ السَّمَرْقَنْدِيّ، وَيُوْسُفُ بنُ أَيُّوْبَ الهَمَذَانِيّ، وَأَبُو نَصْرٍ أَحْمَدُ بنُ عُمَرَ الغَازِي، وَمُحَمَّدُ بن طَاهِر المَقْدِسِيّ، وَعَبْدُ الوَهَّابِ الأَنْمَاطِيّ، وَموهوبُ بنُ الجوَالِيقِي، وَأَبُو الحَسَنِ بنُ الزَّاغُوْنِيِّ، وَأَخُوْهُ أَبُو بَكْرٍ المُجَلِّد، وَسَعِيْدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ البَنَّاء وَنَصْرُ بنُ نَصْر العُكْبَرِيّ الوَاعِظ وَالحَافِظ مُحَمَّدُ بنُ نَاصِر وَعَدَدٌ كَثِيْر. وَبَالإِجَازَة أَبُو المَعَالِي مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ اللحاس.
قَالَ أَبُو سعد السمع: اني: كَانَ شَيْخاً صَالِحاً عَالِماً ثِقَةً عُمِّر وَحَدَّثَ بِالكَثِيْر وَانتشرت عَنْهُ الرِّوَايَةُ وَكَانَ متوَاضعاً حسنَ الأَخلاَق ذَا هيئَةٍ وَرُوَاء.
قَالَ الخَطِيْبُ: كَتَبْتُ عَنْهُ وَكَانَ صَدُوْقاً.
وَقَالَ إِسْمَاعِيْلُ الحَافِظ: شَيْخٌ ثِقَةٌ. وَأَثْنَى عَلَيْهِ.
وَسَأَله الخَطِيْب عَنْ مَوْلِده فَقَالَ: فِي صَفَرٍ سَنَةَ سِتٍّ وَثَمَانِيْنَ وَثَلاَثِ مائَة.
مَاتَ أَبُو القَاسِمِ فِي سَادس رَمَضَان سنة أربع وسبعين وأربع مائة.
__________
1 ترجمته في تاريخ بغداد "11/ 335"، والإكمال لابن ماكولا "1/ 486"، والأنساب للسمعاني "2/ 211" والمنتظم لابن الجوزي "8/ 333"، والعبر "3/ 281"، وتذكرة الحفاظ "3/ ص 1183"، وتبصير المنتبه "1/ 153"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 346".

(13/488)


بيبي، كركان:
4293- بيبى 1:
الشَّيْخَةُ المُعَمِّرَةِ المُسْنِدَةِ أُمُّ الفَضْلِ وَأُمُّ عِزَّى بِيْبَى بِنْتُ عَبْدِ الصَّمَدِ بنِ عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدٍ الهَرْثَمِيَّة الهَرَويَّة.
رَوَتْ عَنْ: عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ أَبِي شُرَيْح جُزْءاً عَالِياً اشْتُهِرَ بِهَا.
حَدَّثَ عَنْهَا: مُحَمَّدُ بنُ طَاهِرٍ وَوجيهٌ الشَّحَّامِيّ وأبو الفتح محمد بن عبد الله الشيرازي وَعبدُ الجَبَّار بنُ أَبِي سَعْدٍ الدّهان وَأَبُو الوَقْتِ عبدُ الأَوّل السِّجْزِيّ وَخَلْقُ آخِرُهم مَوْتاً عبدُ الجَلِيْل بن أَبِي سَعْدٍ المُعَدَّل؛ الَّذِي لحقه عبد القَادِر الرُّهَاوِيّ الحَافِظ. وَقَدْ رَوَى أَبُو عَلِيٍّ الحَدَّاد فِي مُعْجَمه عَنْ ثَابِتِ بنِ طَاهِر عَنْهَا.
قَالَ أَبُو سَعْدٍ السَّمْعَانِيُّ: هِيَ مِنْ قَرْيَة بخشَة عَلَى برِيْد مِنْ هَرَاة صَالِحَةٌ عفِيفَة عِنْدَهَا جزءٌ مِنْ حَدِيْثِ ابن أبي شريح تفردت به سمع: هـ مِنْهَا عَالَمٌ لاَ يُحصُوْن. وُلِدَتْ فِي حُدُوْدِ سَنَةِ ثَمَانِيْنَ وَثَلاَثِ مائَة. ثُمَّ قَالَ: وَمَاتَتْ فِي حُدُوْدِ سَنَة خَمْسٍ وَسَبْعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة.
قُلْتُ: عَاشت إِلَى سَنَةِ سَبْعٍ وَسَبْعِيْنَ وَمَاتَتْ فِي عَشْرِ المائَة.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الظَّاهِرِي، وَجَمَاعَةٌ قَالُوا: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ عُمَرَ، وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا زَكَرِيَّا العُلبِي قَالاَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الوَقْتِ، أَخْبَرَتْنَا بِيْبَى الهَرْثَمِيَّةُ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَحْمَدَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ البَغَوِيُّ، حَدَّثَنَا مُصْعَبٌ الزُّبَيْرِيُّ، حَدَّثَنِي مَالِكٌ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرُ: إِنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- قطع في مجن ثمنه ثلاثة دراهم2.
4294- كركان 3:
الشَّيْخُ القُدْوَةُ، عَالِمُ الزُّهَّادِ، أَبُو القَاسِمِ، عَبْدُ اللهِ بنُ عَلِيِّ بنِ عَبْدِ اللهِ الطُّوْسِيُّ الطَّابَرَانِيُّ، الكُرّكَانِيُّ، وَيُعْرَفُ: بكُرّكَانَ.
كَانَ شَيْخَ الصُّوْفِيَّة والمشار إليه بالأحوال والمجاهدة.
__________
1 ترجمته في العبر "3/ 287"، والوفي بالوفيات لصلاح الدين الصفدي "10/ 359"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 354".
2 صحيح: أخرجه مالك "2/ 832"، والبخاري "6795"، ومسلم "1686"، وأبو داود "4385"، والنسائي "8/ 76"، والبيهقي "8/ 256".
3 ترجمته في العبر "3/ 271"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 334".

(13/489)


سَمِعَ: حَمْزَةَ بنَ عَبْدِ العَزِيْزِ المُهَلَّبِيّ، وَعَبْدَ اللهِ بنَ يُوْسُفَ الأَصْبَهَانِيّ، وَأَبَا بَكْرٍ الحِيْرِيّ. وَبِمَكَّةَ مِنْ: مُحَمَّدِ بن أَبِي سَعِيْدٍ الإِسفرَايينِيّ.
ذكره السَّمْعَانِيّ فَعَظَّمَهُ وَفَخَّمه، وَقَالَ: حَدَّثَنَا عَنْهُ ابْنُ بِنْته عبد الوَاحِد ابْن الشَّيْخ أَبِي عَلِيٍّ الفَارْمَذِيّ، وَعبدُ الجَبَّار بنُ مُحَمَّدٍ الخُوَارِيّ.
تُوُفِّيَ فِي رَبِيْعٍ الأَوَّلِ سَنَة تِسْعٍ وَسِتِّيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة، وَلَهُ الأَصْحَاب وَالدُويرَة، رَحِمَهُ اللهُ.
وَفِيْهَا مَاتَ: أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الرَّحِيْمِ الإِسْمَاعِيْلِيّ المُعَدَّل وَأَبُو الحَسَنِ أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ الوَاحِدِ بنِ أَبِي الحَدِيْد الدِّمَشْقِيّ وَحَاتِمُ بنُ مُحَمَّدٍ القُرْطُبِيّ ابْن الطَّرَابُلسِيّ المُحَدِّث وَأَبُو مَرْوَان حَيَّان بن خَلَف بن حَيَّان القُرْطُبِيّ النَّحْوِيّ مُؤرخ الأَنْدَلُس. وَشيخ التعبِير أَبُو المُنَجَّا حَيدرَةُ بنُ عَلِيٍّ القَحْطَانِيُّ الأَنْطَاكِيّ وَكَانَ يَحفظُ فِي فَنِّ التعبِير أَزِيدَ مِنْ عَشْرَة آلاَف وَرقَة وَأَبُو الحَسَنِ طَاهِرُ بنُ أَحْمَدَ بنِ بَابْشَاذ الجَوْهَرِيُّ النحوي بمصر وأبو مُحَمَّدٍ بنُ هَزَارْمَرْدَ الصرِيفِيْنِيّ الخَطِيْب وَالحَافِظ عُمَرُ بنُ أَحْمَدَ الجُورِيّ الزَّاهِد بِنَيْسَابُوْرَ وَأَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عِيْسَى بنِ مَنْظُوْر الإِشْبِيْلِيّ رَاوِي الصَّحِيْح عَنْ أَبِي ذَرٍّ وَأَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ الحُسَيْنِ بنِ سِكِّيْنَة الأَنْمَاطِيّ يَرْوِي عَنْ عُبَيْد اللهِ بن أَحْمَدَ الصَّيْدَلاَنِيّ وَالمُحَدِّث نَجَاءُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عَمْرٍو الدِّمَشْقِيّ العَطَّار كَهْلاً وَعبدُ الحمِيد بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ مُحَمَّدٍ البَحيرِيّ راوي "مسند أبي عوانة".

(13/490)


4295- البستيغي 1:
الشَّيْخُ المُسْنَدُ، أَبُو سَعْدٍ، شبِيْبُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ خُشنَام النَّيْسَابُوْرِيُّ، البَسْتيغِيُّ، الحبَّارُ، الكَرَّامِيُّ.
حَدَّثَ عَنْ: أَبِي نُعَيْمٍ الأَزْهَرِيّ، وَأَبِي الحَسَنِ العَلَوِيّ وَجَمَاعَة.
وَعَنْهُ: مُحَمَّدُ بنُ الفَضْلِ الفُرَاوِيّ، وَزَاهِرٌ الشَّحَّامِيّ، وَأَخُوْهُ وَجيهٌ، وَإِسْمَاعِيْلُ بنُ المُؤَذِّن وَهبَةُ الرَّحْمَن بنُ القُشَيْرِيّ، وَسَعِيْدُ بنُ الحُسَيْنِ الجَوْهَرِيّ، وَعبدُ الغَافِرِ بن إِسْمَاعِيْلَ وَقَالَ: هو شيخ صالح، صحيح السَّمَاع، مُشتغِل بِكسبه.
وَقَالَ ابْنُ نَاصِرٍ: ذكر لِي زَاهِر الشَّحَّامِيّ أَنَّهُ سَمِعَ مِنْهُ، وَقَالَ لي: لَمْ يَكُنْ يَعرف الحَدِيْث، وَكَانَ كَرَّامِياً مُتغَالياً.
وَقَالَ أَبُو سَعْدٍ الحَافِظ السَّمْعَانِيّ: كَانَ صَالِحاً عَفِيْفاً سَدِيْدَ السِّيرَة رَوَى عَنْهُ جَدِّي فِي "أَمَاليه" وَتُوُفِّيَ فِي حُدُوْدِ السَّبْعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة، وَوُلِدَ قَبْل التِّسْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَة.
وَالكرَّامِيّ: نسبَة إلى ابن كرام المبتدع.
__________
1 ترجمته في الأنساب للسمعاني "2/ 207"، واللباب لابن الأثير "1/ 151"، وتبصير المنتبه "2/ 26".

(13/490)


4296- أبو مسلم الليثي 1:
الشَّيْخُ الإِمَامُ المُحَدِّثُ المُفِيدُ الرَّحَّالُ الطَّوَّافُ أَبُو مُسْلِمٍ عُمَرُ بنُ عَلِيِّ بنِ أَحْمَدَ بنِ اللَّيْثِ اللَّيْثِيُّ، البُخَارِيُّ.
سَمِعَ مِنْ: أَبِي سَهْلٍ عبدِ الكَرِيْم بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الكَلاَبَاذِيّ، وَعَلِيِّ بنِ أَحْمَدَ بنِ خَنْباج، وَمُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ حَاضِر الهَرَّاس، وَالحَافِظ يُوْسُف بن مَنْصُوْرٍ السيَّارِيّ، وَعَبْدِ الْملك بنِ عَلِيٍّ الإِمَام وَعِدَّة. وَسَمِعَ: بِسَمَرْقَنْدَ مِنَ المُطَهَّر بن مُحَمَّدٍ الخَاقَانِي، وَمُحَمَّد بن جَعْفَرٍ الطَّبَسِيّ. وَبِكَشّ مِنْ عَبْدِ العزيز ابن أَحْمَدَ الحَلْوَائِيّ الفَقِيْه. وَببلخ أَبَا عُمَر مُحَمَّدَ بنَ أَحْمَدَ المُسْتَمْلِي، وَبغَزْنَة مُظفَّرَ بنَ الحُسَيْنِ، وَعَلِيَّ بن مُحَمَّدٍ الدِّيْنَوَرِيّ اللَّبَّان وَسَعِيْداً العَيَّار، وَبهرَاة عَطَاءَ بن أَحْمَدَ وَببُوشَنْج مَنْصُوْرَ بنَ العباس التميمي، وبمرو أبا عمرو محمد ابْن عَبْد العَزِيْزِ القَنْطَرِيّ، وَأَبَا غَانِم الكرَاعِيّ. وَبِنَيْسَابُوْرَ أَبَا حَفْصٍ بنَ مَسْرُوْر وَعبد الغَافِر الفَارِسِيّ، وَبِهَمَذَان، وَأَصْبَهَان. ثُمَّ قَدِمَ العِرَاق، فَسَمِعَ عبدَ الصَّمد بن المَأْمُوْن وَطَبَقَته.
حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو الحُسَيْنِ بنُ الطُّيُورِي، وَهِبَةُ اللهِ بن المُجْلِي، وَأَبُو غَالِبٍ بنُ البَنَّاء وَآخَرُوْنَ.
قَالَ المُؤتمن السَّاجِيّ: كَانَ حَسَنَ المَعْرِفَة شَدِيدَ العنَايَة بِالصَّحِيْح.
وَقَالَ شُجَاع: كَانَ يَحفَظُ وَيَفهُم، وَيَعْرِف شَيْئاً مِنْ علم الحَدِيْث، وَكَانَ قَرِيْبَ الأَمْر فِي الرِّوَايَة.
وَقَالَ خَمِيْس الحوزِي: قَالَ أَبُو مُسْلِمٍ: كَتَبتُ وَكُتِبَ لِي عشر رَوَاحِل. وَأَثْنَى عَلَيْهِ ابْنُ الخَاضبَة.
وَقَالَ أَبُو زَكَرِيَّا بنُ مَنْدَة: هُوَ أَحَدُ مَنْ يَدَّعِي الحِفْظ إلَّا أَنَّهُ يُدَلِّس وَيَتعصَّبُ لأَهْل البِدَع أَحْوَلُ شَرِهٌ كُلَّمَا هَاجت رِيحٌ قَامَ مَعَهَا صَنّف "مُسْنَد الصَّحِيْحَيْنِ".
قُلْتُ: آلُ مندَه لاَ يُعبأُ بقَدْحِهِم فِي خُصومهم كَمَا لاَ نَلتفتُ إِلَى ذَمِّ خصومهم لم وَأَبُو مُسْلِمٍ ثِقَةٌ فِي نَفْسِهِ.
قَالَ أَحْمَدُ بنُ سَلاَمَةَ فِيمَا أَجَازَهُ لِي عَنْ خَلِيْلِ بن بدر سمع: محمد بن عبد الوَاحِدِ الدَّقَّاق يَقُوْلُ: الحُفَّاظ الَّذِيْنَ شَاهدتهُم: أَبُو مُسْلِمٍ اللَّيْثِيّ قَدِمَ عَلَيْنَا أَصْبَهَان وَكَانَ أَحْفَظَ مَنْ رَأَيْتُ لِلكِتَابين جمع بَيْنَ "الصَّحِيْحَيْنِ" فِي أَرْبَعِيْنَ سَنَةً.
وَقَالَ شِيْرَوَيْه الدّيلمِي: قَدِمَ عَلَيْنَا وَلَمْ يُقض لِي السَّمَاعُ مِنْهُ وَكَانَ يَحفظ وَيُدلِّس حَدَّثَنِي عَنْهُ أَبُو القَاسِمِ بنُ البَصْرِيّ مَاتَ بِخوزستَان سَنَة سِتٍّ وَسِتِّيْنَ وَأَرْبَع مائَة.
وَقَالَ أَبُو الفَضْلِ بنُ خَيْرُوْنَ: مَاتَ بِالأَهْوَاز سَنَة ثَمَانٍ وَسِتِّيْنَ سَمِعْتُ مِنْهُ، وَسَمِعَ مِنِّي. قَالَ: وَكَانَ فِيْهِ تَمَايُلٌ عَنْ أَهْلِ العِلْمِ، وعجب بنفسه، رحمه الله.
__________
1 ترجمته في تذكرة الحفاظ "4/ ترجمة 1050"، ولسان الميزان "4/ 319".

(13/491)


البياضي، حيدرة بن علي:
4297- البياضي 1:
الشَّاعِرُ، المُحسنُ، الشَّرِيْفُ، أَبُو جَعْفَرٍ، مَسْعُوْدُ بنُ عبد العزيز بن المحسن الهاشمي، العباسي. لَهُ "ديوَانٌ" صَغِيْر قلَّ مَا فِيْهِ مِنَ الْمَدِيح، وَنَظْمُهُ فِي الذُّروَة، وَهُوَ القَائِلُ:
كَيْفَ يَذْوِي عُشْبُ أَشْ ... وَاقِي وَلِي طرفٌ مَطِيْرُ
إِنْ يَكُنْ فِي العِشْقِ حرٌّ ... فَأَنَا العَبْدُ الأَسِيْرُ
أَوْ عَلَى الحُسْنِ زكاةٌ ... فَأَنَا ذَاكَ الفَقِيْرُ
تُوُفِّيَ فِي ذِي القَعْدَةِ سَنَةَ ثَمَانٍ وَسِتِّيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة.
4298- حَيْدَرَةُ بنُ عَلِيٍّ 2:
أَبُو المُنَجَّا القَحْطَانِيُّ، الأَنْطَاكِيُّ، إِمَامُ أَهْلِ التَعْبِيرِ.
رَوَى عَنِ: ابْنِ أَبِي نَصْرٍ وَجَمَاعَة.
وَعَنْهُ: ابْنُ الأَكْفَانِي، وَجمَالُ الإِسْلاَم، وَعَلِيُّ بنُ قبيس وَآخَرُوْنَ.
قَالَ ابْنُ الأَكْفَانِي: كَانَ يَذكر أَنَّهُ يَحفظ في علم التعبير عشرة آلاف ورقة وثلاث مائَة وَرقَة.
قَالَ: وَكَانَ شَيْخُه عَبْد العَزِيْزِ الشهرزورِيّ يَحفظ فِي ذَلِكَ عَشْرَة آلاَفِ وَرقَة.
قلت: يكون ذلك أربعين مجلدًا.
تُوُفِّيَ سَنَةَ تِسْعٍ وَسِتِّيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة وَفِي النفس من هذه الكثرة.
__________
1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "8/ 300"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "5/ 197"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 103"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 331".
2 ترجمته في الإكمال لابن ماكولا "7/ 268"، والعبر "3/ 270"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 333"، وسعيد المؤلف ترجمته برقم ترجمة عام "4326" في هذا الجزء.

(13/492)


4299- ابن مخلد 1:
الشَّيْخُ الأَمِيْنُ أَبُو الحَسَنِ مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مَخْلَدٍ الأَزْدِيُّ الوَاسِطِيُّ البَزَّازُ.
سَمِعَ: مِنْ: أَبِي عَبْدِ اللهِ العَلَوِيّ؛ الَّذِي يَرْوِي عَنْ خَلِيْل بن أَبِي رَافِعٍ الطَّحَّان صَاحِب تَمِيْم بن المُنْتَصِر. وَسَمِعَ: مِنْ أَحْمَد بن عُبَيْد بن بِيْرِي وَابْنِ خَزَفَة وَأَبِي عَلِيّ بن مُعَاذٍ وَطَائِفَة. وَعِنْد أَبِي عَبْدِ اللهِ الحُسَيْن بن مُحَمَّدٍ العَلَوِيّ أَيْضاً مُسْنَد أَحْمَدَ بن سِنَانٍ القَطَّان يَرْوِيْهِ عَنْ عَلِيِّ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ مُبَشِّر عَنْهُ.
قَالَ السِّلَفِيّ: سَأَلت خَمِيْساً الحَافِظ عَنِ ابْنِ مَخْلَد فَقَالَ: سَمِعَ: بِإِفَادَة أَبِيْهِ وَكَانَ ثِقَةً جَيِّدَ الخَطِّ جَيِّد الأُصُوْل تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَسِتِّيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة.
قُلْتُ: رَوَى عَنْهُ وَلَدُهُ أَبُو المُفَضَّل وَأَبُو عَبْدِ اللهِ الجُلاَّبِي.
قَرَأْتُ عَلَى مُحَمَّدِ بنِ عَلِيٍّ وَأَحْمَدَ بن عبد الحمِيد قَالاَ: أَخْبَرَنَا عُمَرُ بنُ جُمُعَة سَنَةَ خَمْسٍ وَعِشْرِيْنَ وَسِتِّ مائَة أَخْبَرَنَا الحَسَنُ بنُ مَكِّيٍّ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ ابن عَلِيِّ بنِ الجُلاَّبِي أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مَخْلَد سَنَة 464 حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ عُبَيْدِ اللهِ بن الفَضْلِ بنِ سَهْل حَدَّثَنَا عَلِيُّ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ مُبَشِّرٍ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ سِنَان حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ عَنْ عَاصِمٍ الأَحْوَلِ عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ سَرْجِسَ قَالَ: رَأَيْتُ الأَصْلع يَعْنِي عُمَر يُقَبِّل الْحجر وَيَقُوْلُ: إِنِّيْ لأُقَبِّلُكَ وَإِنِّيْ لأَعْلَمُ أَنَّكَ حَجَرٌ لاَ تَضُرُّ وَلاَ تَنْفَعُ لَوْلاَ أَنِّي رَأَيتُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يُقَبِّلُكَ مَا قَبَّلْتُك2.
أَخرج البُخَارِيُّ عَنْ أَحْمَدَ بنِ سِنَان نَحْوهُ لَكِن عَنْ يَزِيْدَ بنِ هَارُوْنَ عَنْ وَرْقَاء عَنْ زَيْدِ بنِ أَسْلَمَ عَنْ أَبِيْهِ عَنْ عمر.
__________
1 ترجمته في الأنساب للسمعاني "3/ 278"، واللباب لابن الأثير "1/ 286"، وتبصير المنتبه "2/ 551".
2 صحيح: أخرجه البخاري "1610"، ومسلم "1270".

(13/493)


مكي بن جابار، ابن حيوس:
4300- مكي بن جابار 1:
الحَافِظُ الفَقِيْهُ أَبُو بَكْرٍ الدِّيْنَوَرِيُّ.
سَمِعَ مِنْ: عَبْد الغَنِيِّ بن سَعِيْدٍ وَخَلَفِ بنِ مُحَمَّدٍ الواسطي وصدقة ابن الدَّلم وَأَبِي مُحَمَّدٍ بنِ أَبِي نَصْرٍ، وَعِدَّة.
وَكَتَبَ شَيْئاً كَثِيْراً، وَكَانَ سُفيَانِي المَذْهَب.
رَوَى عَنْهُ: عَبْدُ العَزِيْزِ الكَتَّانِي وَأَبُو طَاهِرٍ الحِنَّائِي وَغِيثُ بنُ عَلِيٍّ الأَرْمنَازِي، وَغَيْرهُم.
قَالَ الأَمِيْنُ بنُ الأَكْفَانِي: كَانَتْ لَهُ عنَايَةٌ جيدَةٌ بِمَعْرِفَة الرِّجَال حَدَّثَ بِشَيْءٍ يَسير وَوَلِيَ قَضَاءَ دَمِيْرَة وَامْتَنَعَ بِأَخَرَةَ مِنْ إِسْمَاع الحَدِيْث وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ قَدْ طلبَ أَنْ يَسْمَع: مِنْهُ فأبى عليه.
قُلْتُ: تُوُفِّيَ فِي رَجَب سَنَةَ ثَمَانٍ وَسِتِّيْنَ وأربع مائة.
4301- ابن حيوس 2:
الأَمِيْرُ الكَبِيْرُ شَاعِرُ الشَّامِ مُصْطَفَى الدَّوْلَةِ أَبُو الفتيان محمد بن سلطان بن محمد بن حَيُّوْسٍ الغَنَوِيُّ الدِّمَشْقِيُّ صَاحِبُ "الدِّيْوَان".
سَمِعَ: مِنْ: خَاله أَبِي نَصْرٍ بنِ الجُنْدي.
رَوَى عَنْهُ: الخَطِيْبُ، وَأَبُو مُحَمَّدٍ بنُ السَّمَرْقَنْدِيّ، وَالنَّسِيْب، وَالقَاضِي يَحْيَى بنُ عَلِيٍّ القُرَشِيّ.
قَالَ ابْنُ مَاكُوْلا: لَمْ أُدْرِكْ بِالشَّامِ أَشعرَ مِنْهُ.
قُلْتُ: وُلِدَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَتِسْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَة. وَمَاتَ: بِحَلَب فِي شَعْبَانَ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَسَبْعِيْنَ، وَهُوَ القَائِلُ:
طَالمَا قُلْتُ لِلمُسَائِلِ عَنْهُمُ ... وَاعْتِمَادِي هِدَايَةُ الضُّلاَّلِ
إِنْ تُرِدْ عِلْمَ حَالِهْم عَنْ يقينٍ ... فَالْقَهُم فِي مكارمٍ أَوْ نِزَالِ
تَلْقَ بِيْضَ الأَعْرَاضِ سُودَ مُثَارِ النَّ ... قْعِ خُضْرَ الأَكنَافِ حُمْرَ النّصال
فنظمه كما تسمع: فائق رائق.
__________
1 ترجمته في الإكمال لابن ماكولا "2/ 11"، وتبصير المنتبه "1/ 230"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 332".
2 ترجمته في الإكمال لابن ماكولا "2/ 370"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "4/ 438"، والعبر "3/ 279"، وتبصير المنتبه "1/ 400"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 343".

(13/494)


4302- ألب آرسلان 1:
السُّلْطَانُ الكَبِيْرُ، المَلِكُ العَادِلُ، عَضُدُ الدَّوْلَةِ، أَبُو شجاع ألب آرسلان محمد بن السُّلْطَانِ جَغْرِيْبَكَ دَاوُدَ بنِ مِيْكَائِيْلَ بنِ سَلْجُوْق بن تقاق ابن سَلْجُوْق التُّرُكْمَانِيُّ الغُزِّيُّ. مِنْ عظمَاء مُلُوْك الإِسْلاَم وَأَبْطَالهم.
وَلَمَّا مَاتَ عَمُّه طُغْرَلْبَك، عَهِدَ بِالملكِ إِلَى سُلَيْمَان أَخِي أَلب آرسلاَن، فَحَارَبَهُ أَلب آرسلاَن وَعَمّه قُتُلْمِش فَتلاشَى أَمرُ سُلَيْمَان وَتسلطن أَلب آرسلاَن. وَقِيْلَ: نَازعه فِي المُلك أَيْضاً قُتُلْمِش وَأَقْبَلَ فِي تِسْعِيْنَ أَلْفاً وَكَانَ أَلب آرسلاَن فِي اثْنَيْ عَشَرَ أَلْفاً فَهَزم قُتُلْمِش ووجد بعد الهزيمة ميتاً. قِيْلَ: رَمَتْهُ الدَّابَة. وَحُمِلَ فَدُفِنَ بِالرَّيّ وَكَانَ حَاكماً عَلَى الدَّامغَان وَغَيْرهَا. وَعَظُمَ أَمر السُّلْطَان أَلب آرسلاَن، وَخُطِبَ لَهُ عَلَى مَنَابِر العِرَاق وَالعجم وَخُرَاسَان وَدَانت لَهُ الأُمَم وَأَحَبَّته الرَّعَايَا وَلاَ سِيَّمَا لمَا هزم العَدُوِّ فَإِنَّ الطَّاغِيَة عَظِيْم الرُّوْم أَرمَانوس حشدَ وَأَقْبَلَ فِي جمعٍ مَا سُمِعَ: بِمِثْلِهِ فِي نَحْو مِنْ مائةي أَلف مقَاتل مِنَ الرُّوْم وَالفِرَنْج وَالكُرْج وَغَيْر ذَلِكَ وَصل إِلَى مَنَازْكِرْد، وَكَانَ السُّلْطَان بخُوَيّ2 قَدْ رَجَعَ مِنَ الشَّام فِي خَمْسَةَ عَشَرَ أَلف فَارِس وَبَاقِي جُيوشه فِي الأَطرَاف فَصمَّم عَلَى المَصَافّ وَقَالَ: أَنَا أَلتقيهُم وَحَسْبِي الله فَإِن سَلِمْتُ وَإِلاَّ فَابْنِي مَلِكْشَاه وَلِيُّ عَهْدي. وَسَارَ فَالتَقَى يَزَكُه3 وَيَزَكُ القَوْم فَكسرهم يَزَكُه وَأَسرُوا مَقَدَّمَهُم، فَقَطَع السُّلْطَانُ أَنفَه. وَلَمَّا التَقَى الجمعان، وتراءى الكفر
__________
1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "8/ 276"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "5/ 69"، والعبر "3/ 258"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 92"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 318".
2 خوي: بلد بأذربيجان.
3 اليزك: كلمة فارسية معناها مقدمة الجيش.

(13/495)


وَالإِيْمَان وَاصطدم الجبلاَن طلب السُّلْطَانُ الهُدْنَةَ قَالَ أَرمَانوس: لاَ هُدْنَةَ إلَّا بِبذل الرَّيّ فَحمِي السُّلْطَانُ وَشَاط فَقَالَ إِمَامُه: إِنَّك تُقَاتِلُ عَنْ دينٍ وَعَدَ اللهُ بِنصره وَلَعَلَّ هَذَا الفَتْح بِاسْمِك فَالْقهم وَقتَ الزَّوَال وَكَانَ يَوْم جُمُعَة قَالَ: فَإِنَّهُ يَكُوْن الخُطَبَاءُ عَلَى المَنَابِر وَإِنَّهم يَدعُوْنَ لِلمُجَاهِدين. فَصلّوا وَبَكَى السُّلْطَانُ وَدَعَا وَأَمَّنُوا وَسجد وَعَفَّر وَجهَه وَقَالَ: يَا أُمَرَاء! مَنْ شَاءَ فَلينصرف فَمَا هَا هُنَا سُلْطَان. وَعَقَدَ ذَنَبَ حِصَانه بِيَدِهِ وَلَبِسَ البيَاض وَتَحنَّط وَحَمَلَ بجيشه حملةً صادقة فَوَقَعُوا فِي وَسط العَدُوّ يَقتلُوْنَ كَيْفَ شَاؤُوا وَثبت العَسْكَرُ وَنَزَلَ النَّصْر وَوَلَّتِ الرُّوْم وَاسْتَحَرَّ بِهِم الْقَتْل وَأُسِرَ طَاغِيَتهم أَرمَانوس أَسره مَمْلُوْكٌ لِكوهرَائِين وَهَمَّ بِقَتْلِهِ فَقَالَ إِفرنجِي: لاَ لاَ فَهَذَا الْملك. وَقَرَأْت بخطّ القِفْطِيّ أَنَّ أَلب آرسلاَن بِالغ فِي التَّضَرُّع وَالتذلل وَأَخلص للهِ. وَكَيْفِيَةُ أسر الطَّاغِيَة أَنَّ مَمْلُوْكاً وَجد فَرساً بلجَام مجَوْهَر وَسرج مَذْهَب مَعَ رَجُلٍ بَيْنَ يَدَيْهِ مِغفرٌ مِنَ الذَّهَبِ وَدرع مَذْهَّب فَهَمَّ الغُلاَم فَأَتَى بِهِ إِلَى بَيْنَ يَدي السُّلْطَان فَقنَّعه بِالمِقرعَة وَقَالَ: وَيْلَك! أَلَمْ أَبعثَ أَطلب مِنْكَ الهُدنَة؟ قَالَ: دعنِي مِنَ التَّوبيخ. قَالَ: مَا كَانَ عَزْمُك لَوْ ظفرتَ بِي؟ قَالَ: كُلُّ قَبِيح. قَالَ: فَمَا تُؤَمِّلُ وَتَظُنُّ بِي؟ قَالَ: القتلُ أَوْ تُشهّرُنِي فِي بلاَدك وَالثَّالِثَة بعيدَةٌ: العفوُ وَقبولُ الفِدَاء. قَالَ: مَا عَزمتُ عَلَى غَيْرهَا. فَاشْتَرَى نَفْسه بِأَلفِ أَلفِ دِيْنَار وَخَمْسِ مائَة أَلْف دِيْنَار وَإِطلاَقِ كُلّ أَسير فِي بلاَده فَخلع عَلَيْهِ وَبَعَثَ مَعَهُ عِدَّة وَأَعْطَاهُ نَفَقَة تُوصلُه. وَأَمَّا الرُّوْم فَبَادرُوا وَملَّكُوا آخر فَلَمَّا قرب أَرمَانوس شعر بزوَال ملكه فَلَبِسَ الصُّوف وَترهَّب ثُمَّ جمع مَا وَصلتْ يَدُه إِلَيْهِ نَحْو ثَلاَث مائَة أَلْف دِيْنَار وَبَعَثَ بِهَا وَاعْتَذَرَ وَقِيْلَ: إِنَّهُ غلب عَلَى ثُغُور الأَرمن. وَكَانَتِ المَلْحَمَة فِي سَنَةِ ثَلاَثٍ وَسِتِّيْنَ.
وَقَدْ غَزَا بلاَد الرُّوْم مرَّتين وَافتَتَح قلاعاً وَأَرعب المُلُوْكَ، ثُمَّ سَارَ إِلَى أَصْبَهَانَ وَمِنْهَا إِلَى كِرْمَان وَبِهَا أَخُوْهُ حَاروت وَذَهَبَ إِلَى شيرَاز ثُمَّ عَادَ إِلَى خُرَاسَانَ وَكَادَ أن يتملك مصر.
ثُمَّ فِي سَنَةِ خَمْسٍ عبر السُّلْطَانُ بِجُيُوشِهِ نهر جيحون وكانوا مائةي أَلف فَارِس فَأُتِي بِعِلْج يُقَالَ لَهُ: يُوْسُف الخُوَارِزْمِيّ. كَانَتْ بِيَدِهِ قَلْعَة فَأَمر أَنْ يُشْبَحَ فِي أَرْبَعَة أَوتَاد فَصَاح: يَا مخنثُ: مِثْلِي يُقتل هَكَذَا؟ فَاحتدَّ السُّلْطَانُ وَأَخَذَ الْقوس وَقَالَ: دعُوْهُ. وَرمَاهُ فَأَخطَأَه فَطَفَرَ يُوْسُفُ إِلَى السَّرِيْر فَقَامَ السُّلْطَانُ فَعَثر عَلَى وَجهه فَبرك العِلْجُ عَلَى السُّلْطَان وَضَرَبَه بِسكِّين وَتَكَاثر المَمَالِيْكُ فَهبرَّوهُ وَمَاتَ مِنْهَا السُّلْطَان وَذَلِكَ فِي جُمَادَى الآخِرَة سَنَة خَمْسٍ وَسِتِّيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة، وَلَهُ أَرْبَعُوْنَ سنة.

(13/496)


قَالَ مُؤيد الدَّوْلَة ابْنُ مُنْقِذ: سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ النَّجَّار رسولَ نَاصِرِ الدَّوْلَة ابْنِ حَمْدَان الْمُتَغَلب عَلَى مِصْرَ إِلَى أَلب آرسلاَن يَسْتَدعيه وَيطلبُ عَسَاكِره لِيَتَسَلَّمَ ديَارَ مِصْر لمَا وَقَعَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ السودَان وَكَانَتِ المرَاسلَة فِي سَنَةِ "463" فَوردت عَلَيْهِ بِخُرَاسَانَ فَجَهَّزَ جَيْشاً كَثِيْراً وَوصل هُوَ إِلَى ديَار بكر ثُمَّ نَازل الرُّهَا وَحَاصرهَا وَسيَّر رَسُوْلهَ إِلَى مُتَوَلِّي حلب مَحْمُوْد بن نَصْر يَسْتَمده وَيَأْمرُه أَنْ يَطَأَ بِسَاطه أُسْوَة غَيْره مِنَ المُلُوْك فَلَمْ يَفْعَلْ وَخَافَ فَأَقْبَل هُوَ فَنَازل حلب وَانتشرت عَسَاكِرُه بِالشَّامِ ثُمَّ خَرَجَ مَحْمُوْد إِلَى خدمته فَأَكْرَمَه وَصَالِحه ثُمَّ فَتر السُّلْطَانُ عَنْ مِصْر فَحرَّكه طَاغِيَة الروم أَرمَانوس وَمَاتَ أَبُوْهُ صَاحِبُ خُرَاسَان بسَرْخَس فِي رَجَب فِي سَنَةِ إِحْدَى وَخَمْسِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة وَلَهُ سَبْعُوْنَ سَنَةً وَكَانَ فِي مُقَابلَة أَوْلاَد مَحْمُوْد بن سُبُكْتِكِين وَكَانَ يَنطوِي عَلَى بَعْض عَدْلٍ وَدين وَيُنْكِر عَلَى أَخِيْهِ طُغْرُلْبَك ظُلمه.
وَمَاتَ مَعَهُ فِي السَّنَةِ آرسلاَن البَسَاسيرِيّ الأَمِيْر صَاحِبُ الفِتْنَة العُظْمَى الَّذِي أَخَذَ بَغْدَاد وَخَطَبَ بِهَا لصَاحِب مِصْر المُسْتنصر الرَّافضِيّ. وَهَرَبَ خَلِيْفَةُ بغداد واستجار بالعرب.

(13/497)


4303- ابن أبي الحديد 1:
الشَّيْخُ العَدْلُ المُرْتَضَى الرَّئِيْسُ أَبُو الحَسَنِ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ ابْنِ المُحَدِّثِ أَبِي بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عُثْمَانَ بنِ أَبِي الحَدِيْدِ السُّلَمِيُّ الدِّمَشْقِيُّ.
سَمِعَ: أَبَاهُ وَجَدَّهُ وَجَدَّه لأُمِّهِ أَبَا نَصْر بن هَارُوْنَ.
حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ وَالكَتَّانِي وَعُمَر الرَّوَّاسِي وَأَبُو القاسم النسيب وهبة الله بن الأكفاني وعبد الكَرِيْم بن حَمْزَةَ وَجمَالُ الإِسْلاَم عَلِيُّ بنُ المُسْلَّم وَطَاهِرُ بنُ سَهْلٍ وَإِسْمَاعِيْلُ بنُ السَّمَرْقَنْدِيّ وَآخَرُوْنَ.
وَكَانَ ثِقَةً نبيلاً مُتفقّداً لأَحْوَال الطلبَة والغرباء عدلًا مأمونًا.
مَاتَ فِي رَبِيْعٍ الأَوَّلِ سَنَة تِسْعٍ وَسِتِّيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة عَنْ بِضْعٍ وَثَمَانِيْنَ سَنَةً وَكَانَ صَحِيْح السَّمَاع رَحِمَهُ اللهُ.
أَخْبَرَنَا أَبُو الحُسَيْنِ عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ الفَقِيْهُ بِبَعْلَبَكَّ أَخْبَرَنَا عبدُ الوَاحِد بنُ أَحْمَدَ القَاضِي سَنَة سِتٍّ وَعِشْرِيْنَ وَسِتِّ مائَة حَدَّثَنَا عَلِيُّ بنُ الحَسَنِ الحَافِظ إملاءً سنة 551 ببعلبك، أَخْبَرَنَا أَبُو القَاسِمِ عَلِيُّ بنُ إِبْرَاهِيْمَ الخَطِيْب، أَخْبَرَنَا أَبُو الحَسَنِ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ، أَخْبَرَنَا جَدِّي، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ جَعْفَرٍ السَّامري، أَنشدنِي مُحَمَّدُ بنُ طَاهِرٍ الرَّقِّيّ:
لَيْسَ فِي كُلِّ حالةٍ وَأَوَانِ ... تَتهيَا صَنَائِعُ الإِحْسَانِ
فَإِذَا أَمْكَنَتْ فَبَادِرْ إِلَيْهَا ... حذرًا من تعذّر الإمكان
__________
609- ترجمته في العبر "3/ 269"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 332".

(13/497)


4304- أبو صالح المؤذن 1:
الإِمَامُ، الحَافِظُ، الزَّاهِدُ، المُسْنِدُ، مُحَدِّثُ خُرَاسَانَ، أَبُو صَالِحٍ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ بنِ عَلِيِّ بنِ أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ الصَّمَدِ بنِ بَكْرٍ النَّيْسَابُوْرِيُّ، الصُّوْفِيُّ، المُؤَذِّنُ.
أَوّل سَمَاعه كَانَ فِي سَنَةِ تِسْعٍ وَتِسْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ، فَسَمِعَ: أَبَا نُعَيْمٍ الإِسفرَايينِي، وَأَبَا الحَسَنِ العَلَوِيّ وَأَبَا طَاهِرٍ بنَ مَحْمِش وَأَبَا عَبْدِ اللهِ الحَاكِم وَحَمْزَةَ بن عبد العزيز المهلبي وعبد الله بن يُوْسُفَ الأَصْبَهَانِيّ وَأَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيَّ وَأَبَا زَكَرِيَّا المزكِّي وَطَبَقَتهُم. وَسَمِعَ: مِنْ حَمْزَة بن يُوْسُف السَّهْمِيّ وَعِدَّةٍ بجُرْجَان وَمِنْ أَبِي القَاسِمِ بن بِشْرَان وَطَبَقَتِهِ بِبَغْدَادَ وَمِنْ أَبِي نُعَيْمٍ الحَافِظ وَنَحْوِهِ بِأَصْبَهَانَ وَمِنَ المُسَدَّد الأُملوكِي وَعبدِ الرَّحْمَن بن الطُّبيز الحَلَبِيّ بِدِمَشْقَ وَمِنْ أَبِي ذَرٍّ الهَرَوِيّ بِمَكَّةَ وَمِنَ الحَسَنِ بن الأَشْعَثِ بِمَنْبج وَصَحِبَ الأُسْتَاذ أَبَا عليّ الدَّقَّاق وَأَحْمَد بن نَصْرٍ الطَّالْقَانِيّ. وَجَمَعَ وَصَنَّفَ وَعَمِلَ مسوَّدَة لِتَارِيخ مَرْو".
قَالَ زَاهِر الشَّحَّامِيّ: خَرَّجَ أَبُو صَالِحٍ أَلفَ حَدِيْث عَنْ أَلف شَيْخ لَهُ.
وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ: قَدِمَ أَبُو صَالِحٍ عَلَيْنَا فِي حَيَاة ابْنِ بِشْرَان وَكَتَبَ عَنِّي وَكَتَبتُ عَنْهُ وَكَانَ ثِقَةً.
قُلْتُ: مَوْلِدُهُ فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَثَمَانِيْنَ وَثَلاَثِ مائَة وَأَقدمُ شَيْخٍ لَهُ أَبُو نُعَيْمٍ الإِسفرَايينِي.
حَدَّثَ عَنْهُ: ابْنُهُ إِسْمَاعِيْلُ بنُ أَحْمَدَ وَزَاهِرٌ وَوجيهٌ ابْنَا الشَّحَّامِيّ وَعَبْدُ الكَرِيْمِ بنُ حُسَيْنٍ البِسْطَامِيّ وَأَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ الفَضْلِ الفُرَاوِي وَعبدُ الْمُنعم بن القُشَيْرِيّ وَابْنُ أَخِيْهِ أَبُو الأَسْعَدِ هِبَةُ الرَّحْمَنِ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ وعدة.
__________
1 ترجمته في تاريخ بغداد "4/ 267"، والمنتظم لابن الجوزي "8/ 314"، ومعجم الأدباء لياقوت الحموي "3/ 224"، وتذكرة الحفاظ "3/ ترجمة 1022"، والعبر "3/ 272"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 106"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 335".

(13/498)


قَالَ عبدُ الغَافِرِ فِي السّيَاق: أَبُو صَالِحٍ المُؤَذِّن الأَمِيْن المُتْقِن المُحَدِّثُ الصُّوْفِيّ نَسيجُ وَحْدَه فِي طرِيقته وَجَمَعِهِ وَإِفَادته مَا رَأَيْتُ مِثْلَه فِي حِفْظ القُرْآن وَجَمْعِ الأَحَادِيْثِ. سَمِعَ: الكَثِيْرَ وَجَمَعَ الأَبْوَاب وَالشُّيُوْخ وَأَذَّنَ سِنِيْنَ حُسبَةً وَكَانَ يَحُثُّنِي عَلَى مَعْرِفَة الحَدِيْث وَلَمْ أَتمكَّن مِنْ جمع هَذَا الكِتَاب إلَّا مِنْ مُسَوَّدَاتِهِ وَمجموعَاته فَهِيَ المرجوعُ إِلَيْهَا فِيمَا أَحتَاج إِلَى مَعْرِفَته وَتَخرِيجه ... إِلَى أَنْ قَالَ: وَلَوْ ذَهَبتُ أَشرح مَا رَأَيْتُ مِنْهُ؛ لسوَّدتُ أَورَاقاً جَمَّة وَمَا انتهيتُ إِلَى اسْتيفَاء ذَلِكَ مِنْ كَثْرَةِ مَا هُوَ بِصَدَدِهِ مِنَ الاشتغَال وَالقِرَاءة عَلَيْهِ.
وَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بنُ أَبِي عَلِيٍّ الهَمَذَانِيّ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بنَ أَبِي زَكَرِيَّا المزكِّي يَقُوْلُ: مَا يَقدرُ أَحَدٌ أَنْ يَكْذِبَ فِي هَذِهِ البلدَة وَأَبُو صَالِحٍ حَيٌّ. وَسَمِعْتُ أَبَا المُظَفَّر مَنْصُوْراً السمع: اني يَقُوْلُ: إِذَا دَخَلتُم عَلَى أَبِي صَالِحٍ فَادخلُوا بِالحُرمَة فَإِنَّهُ نَجْمُ الزَّمَان وَشيخُ وَقته فِي هَذَا الأَوَان.
قَالَ عبدُ الغَافِر: تُوُفِّيَ فِي سَابعِ رَمَضَان سَنَة سَبْعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة.
قَالَ أبو سعد السمع: اني: رَآهُ بَعْضُ الصَّالِحِيْنَ لَيْلَةَ وَفَاتِهِ وَكَانَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَدْ أَخَذَ بِيَدِهِ وَقَالَ لَهُ: جَزَاكَ اللهُ عَنِّي خَيراً فَنعمَ مَا أَقَمْتَ بحقِّي وَنعمَ مَا أَديتَ مِنْ قَوْلِي وَنشرتَ مِنْ سُنَّتِي.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ هِبَةِ اللهِ أَنْبَأَنَا عَبْدُ المُعِزِّ بنُ مُحَمَّدٍ أَخْبَرَنَا زَاهِرُ بنُ طَاهِرٍ أَخْبَرَنَا أَبُو صَالِحٍ المُؤَذِّن أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدٍ الزِّيَادِيّ أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ يَحْيَى البَزَّاز حَدَّثَنَا عبد الرحمن بن بشر حدثنا بشر ابن السَّرِيّ حَدَّثَنَا حَنْظَلَةُ بنُ أَبِي سُفْيَانَ عَنْ سَالِمٍ عَنْ أَبِيْهِ: أَنَّهُ طلَّق امْرَأَته وَهِيَ حَائِضٌ فَأَمَرَهُ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنْ يراجعها1.
هذا حديث صحيح الإسناد.
قال أبو سعد السمع: اني: أَبُو صَالِحٍ حَافظٌ صُوْفِيّ مُتْقِنٌ نسيجُ وَحْده فِي الْجمع وَالإِفَادَة أَذَّنَ مُدَّةً احتسَاباً وَوعظَ فِي اللَّيْلِ وَسَبَّح عَلَى المدرسَة البَيْهَقِيَّة وَكَانَ تَحْتَ يَده أَوقَافُ الكُتُب وَالأَجزَاء الحَدِيْثية فِيتعهَّد حَفِظهَا وَيَأْخُذُ صَدَقَاتِ التُّجَّار وَالأَكَابِر فِيوصلُهَا إِلَى المستحقين.
__________
1 صحيح: أخرجه البخاري "5251"، ومسلم "1471"، وأبو داود "2179"، و "2180"، و "2181"، "2183"، و "2184"، و "2185"، والترمذي "1175"، و "1176"، وابن ماجه "2019" والدارمي "2/ 160"، والدارقطني "7/ 323"، و 324"، و 325"، و326 و 327"، والبيهقي "7/ 323"، وأحمد "2/ 6 و 43 و 51 و 54و 61و 63 و 64و 79 و 80و 81و 102و 104 و 145و 146".

(13/499)


أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ هِبَةِ اللهِ، أَخْبَرَنَا زَيْنُ الأُمَنَاءِ الحَسَنُ بنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا عَمِّي أَبُو القَاسِمِ الحَافِظ سَنَة 559، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيْلُ بنُ أَبِي صَالِحٍ أَخْبَرَنَا أَبِي أَخْبَرَنَا أَبُو الحَسَنِ مُحَمَّدُ بنُ الحُسَيْنِ، أَخْبَرَنَا عُبيدُ الله بنُ إِبْرَاهِيْمَ المُزكِّي، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَهَّابِ الفَرَّاء، حَدَّثَنَا الحُسَيْنُ بنُ الوَلِيْدِ عَنْ قَيْسٍ عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ قَالَ: قَدِمَ وَفْدُ جُهَيْنَةَ عَلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَامَ غُلاَمٌ يَتَكَلَّم فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "فَأَيْنَ الكبر"؟ 1.وَقَدْ مَاتَ فِي سَنَةِ سَبْعِيْنَ هَذِهِ ابْن النَّقُّوْرِ المَذْكُوْر وَالشَّيْخ أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ حمَّدُوْهُ البَغْدَادِيّ المُقْرِئ آخر من حدث عن ابن سمع: ون وَخطيبُ دِمَشْق أَبُو نَصْرٍ الحُسَيْنُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ طَلاَّب؛ صَاحِبُ ابْنِ جُمَيْع وَأَبُو القَاسِمِ عبد الله بن الحَافِظِ الحَسَن بن مُحَمَّدٍ الخَلاَّل وَشيخُ الحنَابلَة الشَّرِيْف أَبُو جَعْفَرٍ عبدُ الخَالِق بنُ أَبِي مُوْسَى الهَاشِمِيّ عَنْ تِسْعٍ وَخَمْسِيْنَ سَنَةً وَنَحْوِيُّ العِرَاق أَبُو الحَسَنِ مُحَمَّدُ بنُ هِبَةِ اللهِ بنِ الوَرَّاق الضّرِير وَمُحَدِّثُ أَصْبَهَان عَبْدُ الرَّحْمَنِ بن مندة العبدي وآخرون.
__________
1 ضعيف: فيه علتان: الأولى: أبو الزبير، مدلس، وقد عنعنه. والعلة الثانية: قيس، وهو ابن الربيع الأسدي الكوفي تغير حفظه لما كبر.
وأورد المصنف الحديث في "تذكرة الحفاظ" "3/ 1165" وقال: غريب جدا لكن قد ورد عن رافع بن خديج وسهل بن حثمة أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال لعبد الرحمن بن سهل: "كبر الكبر" أخرجه البخاري "6143"، ومسلم "1669".

(13/500)


4305- السكري 1:
الإِمَامُ المُحَدِّثُ الحَافِظُ مُفِيدُ الجَمَاعَةِ أَبُو سَعْدٍ عَلِيُّ بنُ مُوْسَى النَّيْسَابُوْرِيُّ السُّكَّرِيُّ الفَقِيْهُ.
سَمِعَ: مِنْ: جدِّه عَبْدِ اللهِ بن عُمَرَ السُّكَّرِيّ وَالقَاضِي أَبِي بَكْرٍ الحِيْرِيّ وَأَبِي سَعِيْدٍ مُحَمَّدِ بنِ مُوْسَى الصَّيْرَفِيّ وَمُحَمَّدِ بن أَبِي إِسْحَاقَ المزكِّي وَعِدَّة. وَكَانَ يَفهم هَذَا الشَّأْنَ وَيَنتقِي عَلَى الشُّيُوْخِ.
رَوَى عَنْهُ: يُوْسُفُ بنُ أَيُّوْبَ الهَمَذَانِيّ الزَّاهِد وَإِسْمَاعِيْلُ بنُ أَحْمَدَ المُؤَذِّن وَآخَرُوْنَ.
تُوُفِّيَ رَاجِعاً مِنَ الحَجّ فِي سَنَةِ خَمْسٍ وَسِتِّيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة.
وَآخر مَنْ رَوَى عَنْهُ أَبُو الأَسَعْد بن القُشَيْرِيّ.
وذكرتُ فِي التذكرَة لَهُ حَدِيْثاً2 وَسَمِعَ: مِنْهُ لَمَّا حَجَّ: الحُمَيْدِيّ وَابْنُ الخَاضبَة وَشُجَاعٌ الذُّهْلِيّ.
قَالَ هِبَةُ اللهِ السَّقَطِيّ: لَهُ تَارِيخٌ وَترَاجمُ وَمسَانِيْدُ وَمَعَاجِم. خَرَجَ عَلَى الصَّحِيْحَيْنِ كِتَاباً. وَقِيْلَ: وُلِدَ سَنَةَ تِسْعٍ وأربع مائة.
__________
1 ترجمته في تذكرة الحفاظ "3/ ترجمة 1021"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 323".
2 أخرجه المصنف في "تذكرة الحفاظ" "3/ ص 1162" بإسناد لنفسه قال -رَحِمَهُ اللهُ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ هِبَةِ اللهِ، أنبأنا إسماعيل بن عثمان، أخبرنا هبة الرحمن بن عبد الواحد، سمعت أبا سعد على بن موسى السكري، سمعت أبا الفضل عمر بن إبراهيم، سمعت أبا أحمد الغطريفي، سَمِعْتُ أَبا خَلِيْفَةَ، سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بنَ بكر، سمعت الرَّبِيْعِ بنِ مُسْلِمٍ، سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بنَ زِيَادٍ، سمعت أبا هريرة، سمعت أبا القاسم صلى الله عليه وسلم يقول: أما يخشى الذي يرفع رأسه قبل الامام أن يجعل الله رأسه رأس حمار" أخرجه مسلم "427" عن عبد الرحمن، به.

(13/500)


ابن البسطامي، بنت البسطامي:
4306- ابن البسطامي 1:
الشيخ أبو المعالي عمر بن القَاضِي أَبِي عُمَرَ مُحَمَّدِ بنِ الحُسَيْنِ البِسْطَامِيُّ ثُمَّ النَّيْسَابُوْرِيُّ وَيُلَقَّبُ بِالمُؤَيَّدِ سِبْطُ الإِمَامِ أَبِي الطَّيِّبِ الصُّعْلوكِي.
سَمِعَ: أَبَا الحُسَيْنِ الخفَّاف وَأَبَا الحَسَنِ العَلَوِيّ. وَأَملَى عِدَّة مَجَالِس.
حَدَّثَ عَنْهُ: سِبْطُه هِبَةُ اللهِ بن سَهْلٍ السَّيِّدي وَزَاهِرٌ وَوجيهٌ ابْنَا الشَّحَّامِيّ وَآخَرُوْنَ.
تُوُفِّيَ سَنَةَ خَمْسٍ وستين وأربع مائة.
أُخْتُهُ:
4307- بِنْتُ البِسْطَامِيِّ:
عَائِشَةُ بِنْتُ مُحَمَّدِ بن الحُسَيْنِ.
رَوَتْ أَيْضاً عَنْ أَبِي الحُسَيْنِ الخَفَّافِ وَغَيْرِهِ.
وَعَنْهَا: إِسْمَاعِيْلُ بنُ المُؤَذِّن وَزَاهِر الشَّحَّامِيّ وَأَخُوْهُ وَجيه وَمُحَمَّدُ بنُ حَمُّوَيْه الجُوَيْنِيّ الزَّاهِد.
تُوُفِّيَت قَبْل أَخِيْهَا أَوْ بعيده.
وَكَانَ أَبُوْهُمَا مِنْ كِبَارِ العُلَمَاءِ، تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِ مائَة.
وَأَخُوْهُمَا هُوَ الْمُوفق هِبَة اللهِ مِنْ كِبَارِ العُلَمَاءِ.
وَوَلَده هُوَ أَبُو سَهْلٍ مُحَمَّدُ بنُ الْمُوفق، قَدِيْمُ الوَفَاة، كَبِيْرَ الشَّأْنِ، رَحِمَهُمُ الله.
__________
1 ترجمته في الأنساب للسمعاني "2/ 215"، وطبقات الشافعية للسبكي "5/ 303".

(13/501)


4308- مَلِكُ المَغْرِبِ 1:
أَبُو بَكْرٍ بنُ عُمَرَ اللَّمْتُوْنِيُّ البربري.
ظهر بَعْد الأَرْبَعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة، فَذَكَر عَلِيُّ بنُ أَبِي فُنُوْن قَاضِي مَرَّاكُش أَن جَوْهَراً رَجُلاً مِنَ المرَابطين قَدِمَ مِنَ الصّحرَاء إِلَى بلاَد المَغْرِب ليَحُجّ وَالصّحرَاء برِّيَة وَاسِعَة جنوبِي فَاس وَتِلْمِسَان مُتَّصِلَةٌ بِأَرْضِ السودَان وَيذكر لمتونَة أَنَّهم مِنْ حِمْيَر نَزلُوا فِي الجَاهِلِيَّةِ بِهَذِهِ البرَارِي وَأَوّلُ مَا فَشَا فِيهِم الإِسْلاَم فِي حُدُوْدِ سَنَةَ أَرْبَعِ مائَة ثُمَّ آمَنَ سَائِرُهُم وَسَارَ إِلَيْهِم مَنْ يذكر لَهم جملاً مِنَ الشرِيعَة فَحسُن إِسلاَمُهُم ثُمَّ حَجَّ الفَقِيْه المَذْكُوْرُ وَكَانَ دَيِّناً خَيراً فَمَرَّ بفَقِيْهٍ يُقرِئ مَذْهَبَ مَالِكٍ وَلَعَلَّهُ أَبُو عِمْرَانَ الفَاسِي بِالقَيْرَوَان فَجَالِسه وَحَجَّ وَرجع إِلَيْهِ ثُمَّ قَالَ: يَا فَقِيْهُ! مَا عِنْدنَا فِي الصّحرَاء مِنَ العِلْمِ إلَّا الشهَادتين وَالصَّلاَة فِي بَعْضنَا. قَالَ: خُذْ مَعَكَ مَنْ يُعَلِّمُهم الدِّيْن. قَالَ جَوْهَر: نَعم وَعلِيَّ كَرَامَتُه. فَقَالَ لابْنِ أَخِيْهِ: يَا عُمَر! اذهبْ مَعَ هَذَا. فَامْتَنَعَ فَقَالَ لِعَبْدِ اللهِ بنِ يَاسين: اذهبْ مَعَهُ. فَأَرْسَلَه. وَكَانَ عَالِماً قوِيّ النَفْس فَأَتيَا لَمْتُونَةَ فَأَخَذَ جَوْهَرٌ بزِمَامِ جملِ ابْن يَاسين تَعَظِيْماً لَهُ فَأَقْبَلت المَشْيَخَةُ يهنِّئُونه بِالسَّلاَمَة وَقَالُوا: مَنْ ذَا? قَالَ: حَامِل السُّنَّة. فَأَكرمُوْهُ وَفِيهم أَبُو بَكْرٍ بنُ عُمَرَ فَذَكَر لَهم قوَاعدَ الإِسْلاَم وَفَهَّمَهُم فَقَالُوا: أَمَا الصَّلاَةُ وَالزَّكَاةُ فَقَرِيْبٌ وَأَمَّا منْ قَتَلَ يُقْتَلُ وَمنْ سَرَقَ يُقْطَعُ وَمنْ زنَى يُجلد فَلاَ نلتزمُه فَاذهبْ فَأَخَذَ جَوْهَرٌ بزِمَام رَاحِلَتِهِ وَمضيَا. وَفِي تِلْكَ الصّحَارَى المُتَّصِلَة بِإِقْلِيْم السودَان قبَائِلُ يُنْسَبُوْنَ إِلَى حِمْيَر وَيذكرُوْنَ أَنْ أَجدَادهم خَرَجُوا مِنَ اليَمَنِ زَمَن الصِّدِّيْق فَأَتوا مِصْر ثُمَّ غَزَوا المَغْرِب مَعَ مُوْسَى بن نُصَيْر ثُمَّ أَحَبُّوا الصّحرَاء وَهُم: لَمْتُونَة وَجدَّالَة وَلمطَة وَإِينِيصر وَمَسُوفَة. قَالَ: فَانْتهيَا إِلَى جدَّالَة قبيلَةِ جَوْهَر فَاسْتجَاب بَعْضهُم فَقَالَ ابْنُ يَاسين لِلَّذِيْن أَطَاعُوْهُ: قَدْ وَجب عَلَيْكُم أَنْ تُقَاتلُوا هَؤُلاَءِ الجَاحدين وَقَدْ تَحَزَّبُوا لَكُم فَانصبُوا رَايَةً وَأَمِيْراً. قَالَ جَوْهَرٌ: فَأَنْت أَمِيْرُنَا. قَالَ: لاَ أَنَا حَامِلُ أَمَانَة الشَّرْع بَلْ أَنْتَ الأَمِيْرُ. قَالَ: لَوْ فَعَلتُ لَتَسَلَّطَت قبيلتِي وَعَاثُوا. قَالَ: فَهَذَا أَبُو بَكْرٍ بنُ عُمَرَ رَأْسُ لَمْتُونَة فَسِرْ إِلَيْهِ وَاعرضْ عَلَيْهِ الأَمْرَ إِلَى أَنْ قَالَ: فَبَايَعُوا أَبَا بَكْرٍ وَلقَّبوهُ: أَمِيْرَ المُسْلِمِيْنَ وَقَامَ مَعَهُ طَائِفَةً مِنْ قَوْمه وَطَائِفَة مِنْ جدَّالَة، وَحَرَّضهم ابْنُ ياسين على
__________
1 ترجمته في وفيات الأعيان لابن خلكان "7/ 113"، والأعلام للزركلي "2/ 68".

(13/502)


الجِهَاد وَسمَّاهم المُرَابطين فَثَارتْ عَلَيْهِم القبَائِلُ فَاسْتمَالهم أَبُو بَكْرٍ وَكَثُر جمعُهُ وَبَقِيَ أَشْرَارٌ فَتحَيَّلُوا عَلَيْهِم حَتَّى زرّبوهم فِي مَكَان وَحصروهُم فَهلكُوا جوعاً وَضَعُفُوا فَقتلوهُم وَاسْتفحلَ أَمرُ أَبِي بَكْرٍ بنِ عُمَرَ وَدَانت لَهُ الصّحرَاءُ وَنَشَأَ حُوْل ابْن يَاسين جَمَاعَةٌ فُقَهَاءُ وَصلحَاءُ وَظهر الإِسْلاَم هُنَاكَ.
وَأَمَّا جَوْهَرٌ، فَلزم الخَيْر وَالتَّعَبُّد، وَرَأَى أَنَّهُ لاَ وَضَعَ لَهُ، فَتَأَلَّمَ، وَشرع فِي إِفسَاد الكِبَار، فَعقدُوا لَهُ مَجْلِساً، ثُمَّ أَوجبُوا قتلَه بِحكم أَنَّهُ شَقَّ العصَا فَقَالَ: وَأَنَا أُحِبُّ لقَاء الله. فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ وَقُتِلَ. وَكثرت المُرَابطُوْنَ وَقتلُوا وَنهبُوا وَعَاثُوا وَبلغتِ الأَخْبَارُ إِلَى ذَلِكَ الفَقِيْه بِمَا فَعل ابْنُ يَاسين فَاسْترجَعَ وَنَدِمَ وَكَتَبَ إِلَيْهِ يُنكر عَلَيْهِ كَثْرَة الْقَتْل وَالسبي فَأَجَابَ يَعتذِرُ بِأَنَّ هَؤُلاَءِ كَانُوا جَاهِلِيَّةً يَزنُوْنَ وَيُغِير بَعْضهم عَلَى بَعْض، وَمَا تجَاوزتُ الشَّرعَ فِيهِم.
وَفِي سَنَةِ خَمْسِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة قحطت بلادهم وماتت مواشيهم فأمر ابْنُ يَاسين ضعفَاءهم بِالمَسِيْر إِلَى السُّوس وَأَخْذِ الزَّكَاة فَقَدم سِجِلْمَاسَة مِنْهم سَبْعُ مائَة وَسَأَلُوا الزَّكَاة فَجمعُوا لَهم مَالاً فَرجعُوا بِهِ ثُمَّ ضَاقت الصّحرَاءُ بِهِم وَأَرَادُوا إِعلاَنَ الحَقِّ وَأَن يَسيرُوا إِلَى الأَنْدَلُسِ لِلغَزْو فَأَتوا السُّوسَ فَحَارَبَهم أَهْلهَا فَقُتِلَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَاسِيْنَ وَانْهَزَم أَبُو بَكْرٍ بنُ عُمَرَ ثُمَّ حَشَدَ وَجَمَعَ وَأَقْبَلَ فَالتقَوهُ فَانْتصرَ وَأَخَذَ أَسلاَبهُم وَقويّ جَأْشُه ثُمَّ نَازل سِجِلْمَاسَة وَطَالبَ أَهْلهَا بِالزَّكَاةِ فَبرز لحرَبّهم مَسْعُوْدٌ الأَمِيْر وَطَالت بَيْنهم الحَرْبُ مَرَّاتٍ ثُمَّ قتلُوا مسعُوْداً وَمَلَكُوا سِجِلْمَاسَة فَاسْتنَاب أَبُو بَكْرٍ عَلَيْهَا يُوْسُف بن تَاشفِيْن ابْنَ عَمِّهِ فَأَحُسْن السِّيْرَةَ وَذَلِكَ فِي سَنَةِ ثَلاَثٍ وَخَمْسِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة وَرجع المَلِكُ أَبُو بَكْرٍ إِلَى الصّحرَاء ثُمَّ قَدِمَ سِجِلْمَاسَة وَخَطَبَ لِنَفْسِهِ وَاسْتَعْمَلَ عَلَيْهَا ابْنَ أَخِيْهِ وَجَهَّزَ جَيْشه مَعَ ابْنِ تَاشفِيْن فَافْتَتَحَ السُّوس وَكَانَ ابْنُ تَاشفِيْن ذَا هيئَةٍ شُجَاعاً، سَائِساً.
تُوُفِّيَ الْملك أَبُو بَكْرٍ اللَّمْتونِي بِالصّحرَاء فِي سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَسِتِّيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة فَتملك بَعْدَهُ ابْنُ تَاشفِيْن، وَدَانت لَهُ الأُمَم.
فَأَوّل مَنْ كَانَ فِيهِم الْملك مِنَ البَرْبَر صِنْهَاجَةُ ثُمَّ كُتَامَة ثُمَّ لَمْتُونَة ثُمَّ مصْمودَة ثُمَّ زنَاتَة.
وَقَدْ ذَكَرَ ابْنُ دُرَيْد أَنَّ كُتَامَة وَلَمْتُونَة وَهَوَّارَة مِنْ حِمِيْر وَمَنْ سواهم فمن البَرْبَر وَبربر مِنْ وَلد قيذَار بن إِسْمَاعِيْلَ.
وَيُقَالُ: إِنَّ دَار البَرْبَر كَانَتْ فِلَسْطِيْن وَمَلِكُهم هُوَ جَالُوت فَلَمَّا قَتله نَبِيُّ الله دَاوُد؛ جلتِ البَرْبَرُ إِلَى المَغْرِب وَانتشرُوا إِلَى السوس الأَقْصَى، فَطُول أَرَاضيهم نَحْوٌ مِنْ أَلف

(13/503)


فَرسخ. وَغَزَا المُسْلِمُوْنَ فِيهِم فِي زَمَنِ بَنِي أُمَيَّةَ وَأَسْلَمَ خلقٌ مِنْهُم وَسُبِي مِنْ ذرَارِيهُم وَكَانَتْ وَالِدَةُ المَنْصُوْر بربرِيَّةً وَوَالِدَة عَبْد الرَّحْمَنِ الدَّاخل بربرِيَّة فَكَانَ يُقَالُ: تَملك ابْنَا برْبَرِيَّتين الدُّنْيَا. ثُمَّ كَانَ الَّذِيْنَ أَسلمُوا خَوَارِجَ وَإِباضيَّة حَاربُوا مَرَّاتٍ وَرَامُوا المُلك إِلَى أَنْ سَارَ إِلَيْهِم دَاعِي المَهْدِيّ فَاسْتمَالهُم وَأَفسدَ عقَائِدهُم وَقَامُوا مَعَ المَهْدِيّ وَتَملَّكَ المَغْرِبَ بِهِم ثُمَّ سَارَ المُعِزُّ مِنْ أَوْلاَده فِي جَيْش مِنَ البَرْبَر فَأَخَذَ الدّيَارَ المِصْرِيَّة ثُمَّ فِي كُلِّ وَقْتٍ يثُوْرُ بَعْضُهم عَلَى بَعْض وَإِلَى اليَوْمِ وَفِيهم حِدَةٌ وَشجَاعَةٌ وَإِقدَام عَلَى الدِّمَاء وَهم أُمَمٌ لاَ يُحصَوْنَ وَقَدْ تَملكُوا الأَنْدَلُس سَنَة إِحْدَى وَأَرْبَعِ مائَة وَفَعَلُوا العظَائِمَ ثُمَّ ثَارُوا مِنَ الصّحرَاء كَمَا ذكرنَا مَعَ أَبِي بَكْرٍ بنِ عُمَرَ وَتَملَّكُوا نَحْواً مِنْ ثَمَانِيْنَ سَنَةً حَتَّى خَرَجَ مِنْ جبال دَرَن ابْنُ تُوْمرت وَفتَاهُ عبد المؤمن وتملكوا المغرب وَمحَوا الدَّوْلَةَ اللَّمْتُونِيَّة وَدَام مُلْكُهم مائَةً وَثَلاَثِيْنَ سَنَةً حَتَّى خَرَجَ عَلَيْهِم بَنُوْ مَرِيْنَ فَللملك فِي أَيديهم إِلَى الآنَ سَبْعُوْنَ سَنَةً وَعظُمَتْ دَوْلَة السُّلْطَان الفَقِيْه أَبِي الحَسَنِ عليّ المَرِينِي وَدَانَتْ لَهُ المَغْرِبُ وَقُتِلَ صَاحِب تِلْمسَان وَلَهُ جَيْشٌ عَظِيْم وَهَيْبَةٌ قويَّة وَفِيْهِ دِيْنٌ وَعَدْلٌ وعلم.

(13/504)


4309- ابن الشبل 1:
شَاعِرُ العَصْرِ، أَبُو عَلِيٍّ، مُحَمَّدِ بنِ الحُسَيْنِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ أَحْمَدَ بنِ الشِّبْلِ بنِ أُسَامَةَ السَّامِيُّ، البَغْدَادِيُّ، الحَرِيْمِيُّ.
لَهُ "ديوَانٌ" مَشْهُوْر.
حَدَّثَ عَنْ: أَبِي الحَسَنِ بن البَادِي، وَغَيْرهُ.
رَوَى عَنْهُ: إِسْمَاعِيْلُ بنُ السَّمَرْقَنْدِيّ، وَأَبُو الحَسَنِ بنُ عَبْدِ السَّلاَم، وَأَبُو سَعْدٍ بنُ الزَّوْزَنِي، وَشُجَاعٌ الذُّهْلِيّ، وَآخَرُوْنَ.
وَنَظْمُهُ فِي الذُّروَة.
كتب عَنْهُ الحَافِظُ الخَطِيْبُ، وَطَوَّل ابْنُ النَّجَّار تَرْجَمَتَه بِمقطعَات.
مَاتَ فِي المُحَرَّمِ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَسَبْعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة، وَلَهُ اثْنَتَانِ وَسَبْعُوْنَ سَنَةً.
وَقَدْ سَمِعَ: غَرِيْب الحَدِيْث مِنِ ابْنِ البَادِي.
__________
1 ترجمته في الأنساب للسمعاني "7/ 284"، واللباب لابن الأثير "2/ 183"، والمنتظم لابن الجوزي "8/ 328"، ومعجم الأدباء لياقوت الحموي "10/ 23"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "4/ 393"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 111".

(13/504)


أتسز، الجرجاني:
4310- أتسز 1:
ابن أَوَقَ الخُوَارِزْمِيُّ، صَاحِبُ دِمَشْقَ، مِنْ كِبَارِ مُلُوْكِ الظُّلْمِ.
قَالَ هِبَةُ اللهِ بن الأَكْفَانِي: غلتِ الأَسعَارُ فِي سَنَةِ حِصَار المَلك أَتْسِز دِمَشْقَ وَبلغت الغرَارَةُ أَزْيدَ مِنْ عِشْرِيْنَ دِيْنَاراً ثُمَّ تَمَلَّكَ البلدَ صُلْحاً وَنَزَلَ فِي دَارِ الإِمَارَةِ داخل بَابِ الفَرَادِيْس وَخَطَبَ لِلمُقْتَدِي بِاللهِ العَبَّاسِيّ وَقُطعت دَعْوَةُ المِصْرِيّين وَذَلِكَ فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَسِتِّيْنَ.
وَقَالَ ابْنُ عَسَاكِر: وَلِيَ أَتْسِز دِمَشْق بَعْد حصَاره إِيَّاهَا دفعَات وَأَقَامَ الدَّعوَةَ العَبَّاسِيَّةَ وَتغلَّب عَلَى أَكْثَر الشَّام وَقصد مِصْر ليَأْخذهَا فَلَمْ يَتمَّ ذَلِكَ ثُمَّ جهَّز المِصْرِيّون إِلَى الشَّامِ عَسْكَراً ثقيلاً سَنَة إِحْدَى وَسَبْعِيْنَ فَعَجَزَ عَنْهُم وَاسْتنجد بتَاج الدَّوْلَة تُتُش فَقَدم تُتُش دِمَشْقَ وَغلبَ عَلَيْهَا وَقُتِلَ أَتْسِز فِي رَبِيْعٍ الآخِرِ وَتَم الأَمْر لِتُتُش وَكَانَ أَتْسِز قَدْ أَنْزَل جُنده فِي دُورِ النَّاس وَاعْتَقَلَ مِنَ الرُّؤَسَاء جَمَاعَةً وَشَمَّسهم بِمرج رَاهط حَتَّى افْتدوا أَنْفُسَهم بِمَالٍ كَثِيْر وَنزح جَمَاعَةٌ مِنْهم إِلَى طرَابُلُس. وَقَدْ قَتَلَ بِالقُدس خلقاً كَثِيْراً مِنْهم قَاضِيهَا وَفَعَلَ العظَائِم حَتَّى قلعه الله تَعَالَى. وَالعَامَّة تسميه أقسيس.
4311-الجرجاني 2:
شَيْخُ العَرَبِيَّة أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ القَاهِرِ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الجُرْجَانِيُّ.
أَخَذَ النَّحْو بِجُرْجَان عَنْ أبي الحسين محمد بن حسن بن أخت الأستاذ أبي علي الفارسي.
وَصَنَّفَ شرحاً حَافلاً لِلإِيضَاح يَكُوْن ثَلاَثِيْنَ مجلداً، وَلَهُ "إِعجَاز القُرْآن" ضَخْم، وَ"مُخْتَصَر شرح الإِيضَاح" ثَلاَثَة أَسفَار وَكِتَاب "العوَامل المائَة" وَكِتَاب المِفْتَاح وَفسّر الفَاتِحَة فِي مُجَلَّد وَلَهُ "الْعمد فِي التَّصرِيف" وَ"الْجمل" وَغَيْر ذَلِكَ.
وَكَانَ شَافعيّاً، عَالِماً، أَشعرِيّاً، ذَا نُسُكٍ وَدين.
قَالَ السِّلَفِيّ: كَانَ وَرِعاً قَانِعاً دَخَلَ عَلَيْهِ لِصّ فَأَخَذَ مَا وَجد وَهُوَ يَنظر وَهُوَ فِي الصَّلاَةِ فَمَا قَطَعَهَا. وَكَانَ آيَة فِي النَّحْوِ.
تُوُفِّيَ سَنَةَ إِحْدَى وَسَبْعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة وَقِيْلَ: سنة أربع وسبعين، رحمه الله.
__________
1 ترجمته في العبر "3/ 252 و 266و 269" والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 87".
2 ترجمته في العبر "3/ 277"، وفوات الوفيات لمحمد بن شاكر الكتبي 2/ 369"، وطبقات الشافعية للسبكي "5/ 149"، وبغية الوعاة للسيوطي "2/ 106"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 340".

(13/505)


4312- ابن زيرك 1:
العَلاَّمَةُ شَيْخُ هَمَذَانَ أَبُو الفَضْلِ مُحَمَّدُ بنِ عُثْمَانَ بنِ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بنِ مَزْدِين القُوْمَسَانِيُّ ثُمَّ الهَمَذَانِيُّ. عُرف بِابْنِ زِيْرك.
وُلِدَ سَنَةَ تِسْعٍ وَتِسْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَة.
وَحَدَّثَ عَنْ: أَبِيْهِ وَعَمِّه أَبِي مَنْصُوْرٍ مُحَمَّد وَعَلِيِّ بن أَحْمَدَ بنِ عَبْدَان وَيُوْسُف بن كجّ الفَقِيْه وَالحُسَين بن فَنْجُويه وَعِدَّة. وَبَالإِجَازَة عَنْ أَبِي الحَسَنِ بن رَزْقُوَيْه وَأَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ.
قَالَ شِيْرَوَيْه: أَكْثَرتُ عَنْهُ وَكَانَ ثِقَةً صَدُوْقاً لَهُ شَأْنٌ وَحِشْمَة وَيدٌ فِي التَّفْسِيْر فَقِيْهاً أَديباً مُتَعَبِّداً. مَاتَ فِي رَبِيْعٍ الآخِرِ سَنَةَ إِحْدَى وَسَبْعِيْنَ. وَقَبرُهُ يُزَار وَيُتَبَرَّكُ بِهِ2. سَمِعْتُهُ يَقُوْلُ: مَرِضْتُ وَاشتدَّ الأَمْرُ فَكَانَ أَبِي يَقُوْلُ: يَا بنِيَّ! أَكْثَر ذِكْرَ الله. فَأَشْهَدتُه عليَّ أَنَّنِي عَلَى الإِسْلاَمِ وَالسُّنَّة فَرَأَيْتُ وَأَنَا فِي تِلْكَ الحَالِ كَانَ هيبَةً دَخَلتْنِي فَإِذَا أَنَا بِرَجُلٍ ذِي هيبَةٍ وَجمَال كَأَنَّهُ يَسْبَحُ فِي الهوَاء فَقَالَ لِي: قل. فَقُلْتُ: نَعم. فَكرَّر عليّ ثُمَّ قَالَ لِي: قُل: الإِيْمَان يزيد وينقص والقرآن غير مخلوق بجميع جهَاته وَإِنَّ اللهَ يُرَى فِي الآخِرَةِ. قُلْتُ: لَسْتُ أُطِيْقُ أَنْ أَقُوْلَ مِنَ الهَيبَة. فَقَالَ: قُل مَعِي. فَأَعَاد الكَلِمَات فَقلتُهَا مَعَهُ فَتَبَسَّم وَقَالَ: أَنَا أَشْهَدُ لَكَ عِنْد الْعَرْش. فَأَردتُ أَنْ أَسأَلَه: هَلْ أَنَا ميت فَبدَرَ وَقَالَ: أَنَا لاَ أَدْرِي. فَقُلْتُ فِي نَفْسِي: هَذَا مَلَكٌ وَعُوفِيت. وَسَمِعْتُهُ يَقُوْلُ فِي قَوْله عَلَيْهِ السلام: متعني بسمع: ي وَبَصَرِي وَاجْعَلْهُمَا الوَارِثَ مِنِّي"3 عَنَى أَبَا بَكْرٍ وَعُمَر4، لأَنَّه رَآهُمَا فَقَالَ:
"هُمَا مِنَ الدِّيْن بمنزلة السمع والبصر"5. فورثا خلافة النبوة.
__________
1 ترجمته في العبر "3/ 277"، وتذكرة الحفاظ "3/ص 1177"، وشذرات الذهب "3/ 341".
2 التبرك بالقبور من البدع المنكرة التي انتشرت بين الجهلة من العوام، وهو ذريعة إلى الشرك لأنه يعتقد فيه جلب النفع، وذلك على عكس ما شرعت له زيارة القبور، من الاعتبار وتذكر الآخرة والدعاء للميت، وليس الدعاء عندها، والتبرك بأهلها وقد كانوا لا يملكون لأنفسهم نفعا ولا ضرا في حياتهم، فكيف يملكونه لغيرهم بعد مماتهم؟! . فالتبرك بأهل هذه القبور بدعة منكرة وضلال في الدين، وذريعة إلى الشرك نسأل الله العافية.
3 صحيح: أخرجه الترمذي "3502"، والحاكم "1/ 528"، وصححه، ووافقه الذهبي، وابن السني في "اليوم والليلة" "440" من حديث ابن عمر، به مرفوعا في دعاء طويل.
4 هذا التفسير غريب جدا، لم يتابعه عليه أحد من أهل العلم، قال البغوي في "شرح السنة" "5/ 175": قيل أراد بالسمع: وعي ما يسمع والعمل به، وبالبصر الاعتبار بما يرى، وقيل: يجوز أن يكون أراد بقاء السمع والبصر بعد الكبر وانحلال القوى، فيكون السمع والبصر وارثي سائر القوى، والباقين بعدها، ورد الهاء إلى الامتناع، فلذلك وحده، فقال: "واجعله الوارث منا".
5 حسن: ورد عن جابر بن عبد الله مرفوعا بلفظ: "أبو بكر وعمر من هذا الدين، كمنزلة السمع والبصر من الرأس". أخرجه الطبراني والخطيب في "تاريخ بغداد" "8/ 459 - 460"، من طريق عبد الله بن محمد ابن عقيل، عن جابر بن عبد الله، به مرفوعًا.
قلت: إسناده حسن، رجاله ثقات خلا ابن عقيل فإنه صدوق في حديثه لين، ويقال تغير بآخره.
وله شاهد من حديث عبد الله بن حنطب أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- رأى أبا بكر وعمر فقال: "هذان السمع والبصر" أخرجه الترمذي "3671"، والحاكم "3/ 69"، وإسناده ضعيف، لإرساله، فإن عبد الله بن حنطب لم يدرك النبي صلى الله عليه وسلم.

(13/506)


4313- ابن موسى الخياط 1:
الشَّيْخُ الإِمَامُ، مُقْرِئ الوَقْتِ، أَبُو بَكْرٍ، مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدِ بنِ مُوْسَى بنِ جَعْفَرٍ البَغْدَادِيُّ، الحَنْبَلِيُّ، الخَيَّاطُ.
وُلِدَ سَنَةَ سِتٍّ وَسَبْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَة.
تَلاَ بِالروَايَات عَلَى أَبِي أَحْمَدَ الفَرَضِي، وَأَبِي الحُسَيْنِ السُّوْسَنْجِرْدي، وَبَكْر بن شَاذَانَ، وَعُبَيْد اللهِ المَصَاحِفِي، وَأَبِي الحَسَنِ الحمَّامِي.
وَسَمِعَ مِنَ: الفَرَضِي، وَأَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ الصَّلْت الأَهْوَازِيّ، وَأَبِي عَبْدِ اللهِ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ دُوْست، وَأَبِي عُمَرَ بن مَهْدِيٍّ، وَإِسْمَاعِيْلَ بن الحَسَنِ الصَّرْصَرِي وَعِدَّة.
قرَأَ عَلَيْهِ: مُحَمَّدُ بنُ الحُسَيْنِ المَزْرَفِي وَهِبَةُ اللهِ بن الطَّبَر وَالحُسَيْنُ بنُ مُحَمَّدٍ البَارع وَروَوْا عَنْهُ.
حَدَّثَ عَنْهُ: الخَطِيْبُ فِي تَارِيْخِهِ وَعَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ اليَوسفِي وَيَحْيَى بن الطَّرَّاح وَعبدُ الخَالِق بنُ البَدَن وَأَبُو مَنْصُوْرٍ القَزَّاز وَآخَرُوْنَ.
قال السلفي: سألت المؤتمن الساجي عن أبي بَكْرٍ الخَيَّاط فَقَالَ: كَانَ شَيْخاً ثِقَةً فِي الحَدِيْثِ وَالقِرَاءة، صَالِحاً، صَابراً عَلَى الفَقْرِ.
وَقَالَ ابْنُ يَاسِر البَرَدَانِي: كَانَ أَبُو بَكْرٍ مِنَ البَكَّائِين عِنْد الذّكر، قَدْ أَثَّرتِ الدُّمُوع فِي خديه.
قُلْتُ: كَانَ مِنَ المُقْرِئِين العُبَّاد ذَا قنَاعَةٍ وَتعفُّف وَفقر وَمِمَّنْ تَلاَ عَلَيْهِ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ مَنْصُوْر شَيْخُ أَبِي العَلاَءِ الهَمَذَانِيّ، وَرَوَى عَنْهُ بِالإِجَازَة أَبُو الْكَرم الشَّهْرُزُورِي.
قَالَ أَبُو الفَضْلِ بنُ خَيْرُوْنَ: تُوُفِّيَ فِي جُمَادَى الأُوْلَى، سَنَة سَبْعٍ وَسِتِّيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة فِي رابعه.
__________
1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "8/ 297"، والعبر "3/ 265"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 329".

(13/507)


ابن أسيد، الصفار:
4314- ابن أسيد:
الجَلِيْلُ الصَّالِحُ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ أَسِيدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدِ بن الحسن بن المُحَدِّثِ أَسِيْدِ بنِ عَاصِمٍ الثَّقَفِيُّ الأَصْبَهَانِيُّ المَدِيْنِيُّ.
حَدَّثَ عَنِ: الحَافِظ أَبِي عَبْدِ اللهِ بنِ مَنْدَة.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو نَصْرٍ البآر وَيَحْيَى بنُ مَنْدَة وَالحُسَيْنُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ الخَلاَّل.
وَكَانَ ذَا عِلْمٍ وَرِئَاسَةٍ وَأَصَالَةٍ.
تُوُفِّيَ فِي شَعْبَانَ سَنَة ثَمَانٍ وَسِتِّيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة.
4315- الصَّفَّارُ 1:
مُفْتِي نَيْسَابُوْر، أَبُو بَكْرٍ، مُحَمَّدُ بنُ القَاسِمِ بنِ حَبِيْبِ بنِ عَبْدُوْسٍ النَّيْسَابُوْرِيُّ، الشَّافِعِيُّ، الصَّفَّارُ.
سَمِعَ: أَبَا نُعَيْمٍ المِهْرَجَانِي، وَأَبَا الحَسَنِ العَلَوِيّ، وَأَبَا عَبْدِ اللهِ الحَاكِم.
وَعَنْهُ: زَاهِرٌ وَوجيهٌ ابْنَا الشَّحَّامِيّ، وَغَيْرهُمَا.
قَالَ أَبُو سَعْدٍ السَّمْعَانِيُّ: تَفَقَّهَ بِأَبِي مُحَمَّدٍ الجُوَيْنِيّ، وَخَلَفه فِي حَلْقته لَمَّا حَجَّ، وَسَمِعْتُ أَبَا عَاصِم العَبَّادِي يَقُوْلُ: مَا رَأَيْتُ أَحْسَن فُتْيَا مِنَ الصَّفَّار وَلاَ أَصوب.
قَالَ السَّمْعَانِيّ: تُوُفِّيَ فِي رَبِيْعٍ الآخِرِ، سَنَةَ ثَمَانٍ وَسِتِّيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة. وَقِيْلَ: فِي ربيع الأول.
__________
1 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "8/ 299"، والعبر "3/ 268"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 331".

(13/508)


صاحب الجبلي، ابن بابشاذ، أبو عمرو بن مندة:
4316- صاحب الجبلي 1:
الأَدِيْبُ شَاعِرُ بَغْدَاد أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ أَحْمَدَ بنِ صَالِحٍ المُؤَدِّبُ.
يَرْوِي عَنْ: أَبِي عَلِيّ بنِ شَاذَانَ.
وَعَنْهُ: أَبُو غَالِبٍ القَزَّاز وَجَمَاعَة.
وَنَظْمُهُ بَدِيْع.
مَاتَ سَنَةَ تِسْعٍ وَسِتِّيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة وَلَهُ نَيِّفٌ وَثَمَانُوْنَ سنة.
4317- ابن بابشاذ 2:
إِمَامُ النُّحَاةِ أَبُو الحَسَنِ طَاهِرُ بنُ أَحْمَدَ بنِ بَابشَاذ المِصْرِيُّ الجَوْهَرِيُّ صَاحِبُ التَّصَانِيْفِ.
قَدِمَ بَغْدَاد تَاجراً فِي اللُؤْلُؤ وَأَخَذَ عَنْ عُلَمَائِهَا ثُمَّ قُرِّرَ لَهُ الذّهبُ فِي ديوَان الإِنشَاء لِيُحَرِّرَ عربيَّة التَّرَسُّل.
أَخَذَ عَنْهُ: أَبُو القَاسِمِ بنُ الفَحَّام وَمُحَمَّدُ بنُ بَرَكَات السَّعيدي. ثُمَّ تزهد وتعبد ولزم جامع مصر.
تُوُفِّيَ سَنَةَ تِسْعٍ وَسِتِّيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة سقط مِنَ المنَارَة فَتَلِف.
4318- أَبُو عَمْرٍو بنُ مَنْدَةَ 3:
الشَّيْخُ المُحَدِّثُ الثِّقَةُ المُسْنِدُ الكَبِيْرُ أَبُو عَمْرٍو عبد الوهاب بن الحَافِظِ أَبِي عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدِ بنِ إِسْحَاقَ بن الحافظ محمد بن يحيى ابن مَنْدَةَ العَبْدِيُّ الأَصْبَهَانِيُّ أَحَدُ الإخوَة وَكَانَ أَصْغَر مِنْ أَخويه الحَافِظ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَعُبيدِ الله.
__________
1 ترجمته في تاريخ بغداد "3/ 101"، والإكمال لابن ماكولا "3/ 227"، والأنساب للسمعاني "3/ 183"، والمنتظم لابن الجوزي "8/ 135".
2 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "8/ 309"، ومعجم الأدباء لياقوت الحموي "12/ 17"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "2/ 515"، والعبر "3/ 271"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "5/ 105"، وشذرات الذهب لابن العماد "3/ 333".
3 ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "9/ 5"، والعبر "3/ 282"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 348".

(13/509)


سَمِعَ: أَبَاهُ فَأَكْثَر وَأَبَا إِسْحَاقَ بنَ خُرَّشِيذ قُوْلَه وَأَبَا عُمَر بنَ عَبْدِ الوَهَّابِ السُّلَمِيّ وَأَبَا مُحَمَّدٍ الحَسَنَ بن يَوَه وَجَعْفَرَ بنَ مُحَمَّدٍ الفَقِيْه وَمُحَمَّدَ بن إِبْرَاهِيْمَ الجُرْجَانِيّ وَأَبَا بَكْرٍ بنَ مَرْدَوَيْه وَخَلْقاً بِأَصْبَهَانَ وَأَبَا سَعِيْدٍ مُحَمَّدَ بنَ مُوْسَى الصَّيْرَفِيّ وَطَبَقَته بِنَيْسَابُوْرَ وَسَمِعَ: بَشِيْرَاز وَهَمَذَان وَمَكَّة وَالرَّيّ.
وَكَانَ يُسَافرُ فِي التجَارَة وَلَهُ فَوَائِدُ فِي عِدَّة أَجزَاء مَرْويَّة.
حَدَّثَ عَنْهُ: المُؤتمَنُ السَّاجِيّ وَابْنُه يَحْيَى بن عَبْدِ الوَهَّابِ الحَافِظُ وَمُحَمَّدُ بنُ طَاهِرٍ وَإِسْمَاعِيْلُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الفَضْل التَّيْمِيّ وَأَبُو نَصْرٍ أحمد ابن عُمَرَ الغَازِي وَأَخُوْهُ خَالِدُ بنُ عُمَرَ وَأَبُو سعد أحمد بن محمد بن البَغْدَادِيّ وَأَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الفَتْح المُلَقَّب بِالغِيج وَالحُسَيْنُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ الخَلاَّل وَالحَسَنُ بنُ العَبَّاسِ الرُّسْتمِي وَمَسْعُوْدُ بنُ الحَسَنِ الثَّقَفِيّ وَأَبُو الخَيْرِ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ البَاغْبَان وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ.
وَكَانَ طَوِيْل الرّوح عَلَى الطَّلبَة طيِّبَ الْخلق مُحسناً مُتوَاضعاً. كَانَ يُقَالُ لَهُ: أَبُو الأَرَامل.
قَالَ وَلده يَحْيَى: فَضَائِلُه كَثِيْرَة. وُلِدَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَمَانِيْنَ وَثَلاَثِ مائَة وَكَانَ رحيماً لِلفُقَرَاء وَلَهُ أَوْلاَد: مُحَمَّدٌ وَإِسْحَاق وَعَبْد الْملك وَإِبْرَاهِيْم وَيَحْيَى وَعَائِشَة. وَأُمُّهم هِيَ فَاطِمَة بِنْت الشَّيْبَانِيّ. سَمِعْتُ أَبِي أَبَا عَمْرٍو: كَانَ أَبِي رُبَّمَا أَنَامنِي إِلَى جَنْبِهِ فِي الفِرَاش وَكَانَ أَسْمَرَ وَكُنْت أَبيضَ فَكَانَ يُمَازحنِي وَيُعَانقنِي.
قَالَ أبو سعد السمع: اني: رَأَيتُهم بِأَصْبَهَانَ مُجْتَمِعين عَلَى الثنَاء عَلَى أَبِي عَمْرٍو وَالمَدْحِ لَهُ وَكَانَ شَيْخُنَا إِسْمَاعِيْلُ الحَافِظُ مُكْثِراً عَنْهُ وَكَانَ يُثنِي عَلَيْهِ وَيُفضِّله عَلَى أَخِيْهِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ.
وَقَالَ المُؤتَمَنُ السَّاجِيّ: لَمْ أَرَ شَيْخاً أَقعدَ وَلاَ أَثْبَتَ مِنْ عَبْدِ الوَهَّابِ فِي الحَدِيْثِ وَقَرَأْتُ عَلَيْهِ حَتَّى فَاضَتْ نَفْسُه وَفُجِعْتُ بِهِ.
قَالَ يَحْيَى: مَاتَ أَبِي فِي تَاسع عشر جُمَادَى الآخِرَة سَنَة خَمْسٍ وَسَبْعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة.
أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بنُ قُدَامَةَ وَفَاطِمَةُ بِنْتُ سُلَيْمَان عَنْ مَحْمُوْدِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ المُؤَذِّنُ سَنَةَ سِتٍّ وَخَمْسِيْنَ وَخَمْسِ مائَة أَخْبَرَنَا عَبْدُ الوَهَّابِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْحَاقَ أَخْبَرَنَا أَبِي أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ الحُسَيْنِ القَطَّانُ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ بِشْر حَدَّثَنَا أَزْهَرُ عَنِ ابْنِ عَوْنٍ عَنِ ابْنِ سِيْرِيْنَ: أَنَّ أَنَس بن مَالِكٍ كَانَ إِذَا دَخَلَ الخلاَء وُضِعَ لَهُ أُشنَان وَمَاء.
هَذَا خَبَر صَحِيْح موقُوف.
وَمَاتَ مَعَهُ: أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عَلِيٍّ السِّمْسَار، وَأَبُو الفَضْلِ المُطَهِّر بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البُزَانِي، وَأَبُو أَحْمَدَ جَعْفَرُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ أَحْمَدَ الطُّلَيْطُلِي عَنْ بِضْعٍ وَثَمَانِيْنَ سَنَةً، وَسَهْلُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عَلِيٍّ الغَازِي، وَفِيْهَا بِاخْتِلاَفٍ الحَافِظ الأَمِيْرُ أَبُو نَصْرٍ بنُ مَاكُوْلا.

(13/510)


4319- كلار 1:
الشَّيْخُ المُسْندُ الصَّالِحُ بَقِيَّةُ المَشَايِخِ أَبُو مَنْصُوْرٍ عبد الرحمن ابن مُحَمَّدِ بنِ عَفِيْفٍ البُوْشَنْجِيُّ، الهَرَوِيُّ، المَعْرُوف بكُلاَر، وَبكُلاَرِي.
سَمِعَ: عَبْدَ الرَّحْمَنِ بن أَبِي شُرَيْح، وَكَانَ هُوَ وَبِيْبَى آخر أَصْحَابه مَوْتاً.
حَدَّثَ عَنْهُ: ابْنُ طَاهِر، وَوجيهٌ الشَّحَّامِيّ، وَزُهَيْرُ بنُ عَلِيٍّ السَّرْخَسِيّ، وَالحَسَنُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدٍ السَّنْجَبَسْتِي، وَفُضَيْلُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ، وَأَبُو الوَقْتِ السِّجْزِيُّ، وَعبدُ الجَلِيْل بنُ أَبِي سَعْدٍ، وَمُحَمَّد بنُ إِسْمَاعِيْلَ الفُضِيْلِي، وَمَنْصُوْرُ بنُ عَلِيٍّ الحُجْرِيّ، وَآخَرُوْنَ.
وَقَدْ وُثِّق.
وَقَعَ لِي جزءٌ مِنْ طرِيقه.
تُوُفِّيَ فِي رَمَضَانَ سَنَةَ سَبْعٍ وَسَبْعِيْنَ وَأَرْبَعِ بِبُوشَنْج.
قَرَأْتُ عَلَى أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ العَلَوِيُّ، وَأَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ الحَلَبِيّ فِي وَقتين، أَخْبَرَكُمَا عَبْدُ اللهِ بنُ عُمَرَ أَخْبَرَنَا عَبْدُ الأَوَّلِ بنُ عِيْسَى أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُحَمَّدٍ أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَبِي شُرَيْحٍ أَخْبَرَنَا أَبُو القَاسِمِ البَغَوِيُّ حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بنُ سَعِيْدٍ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بنُ مُسْهِرٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَنَا وَحَمْزَةُ الزَّيَّاتُ مِنْ أَبَانِ بنِ أَبِي عَيَّاشٍ خَمْسَ مائَةِ حَدِيْث. أَوْ ذكر أَكْثَر فَأَخْبَرَنِي حَمْزَةُ الزَّيَّاتُ قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي المَنَامِ فَعَرَضتُهَا عَلَيْهِ فَمَا عَرَفَ مِنْهَا إلَّا اليَسِيْرَ خَمْسَةً أَوْ سِتَّةَ أَحَادِيْثَ فَتَرَكتُ الحَدِيْثَ عَنْهُ.
أَخْرَجَهَا مُسْلِم فِي مقدمَة "الصَّحِيْح" عَنْ سُوَيْد، فَوَقَعَ مُوَافَقَةً عالية بدرجة.
__________
1 ترجمته في تبصير المنتبه "3/ ص 1199".

(13/511)


4320- الزينبي 1:
الشَّيْخُ الصَّالِحُ الزَّاهِدُ الشَّرِيْفُ مُسْنِدُ الوَقْتِ أَبُو نصر محمد ابن مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بنِ حَسَنِ بنِ مُحَمَّدِ بن عبد الوهاب بن سليمان بن محمد بنِ سُلَيْمَانَ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدِ بن الإِمَامِ إِبْرَاهِيْمَ بنِ مُحَمَّدِ بنُ عَلِيِّ بنِ البَحْرِ عَبْدِ اللهِ بنِ العَبَّاسِ الهَاشِمِيُّ العَبَّاسِيُّ الزَّيْنَبِيُّ البَغْدَادِيُّ.
وُلِدَ فِي صَفَرٍ سَنَةَ سَبْعٍ وثمانين وثلاث مائة. أرخه السمعاني.
وَسَمِعَ: أَبَا طَاهِرٍ المُخَلِّص وَأَبَا بَكْرٍ مُحَمَّدَ بنَ عُمَرَ بنِ زُنْبُوْر وَأَبَا الحَسَنِ بنَ الحمَّامِي وَغَيْرهُم. وَكَانَ آخِرَ مَنْ حَدَّثَ عَنِ المُخَلِّص وَابْن زُنْبُوْر فِي الدُّنْيَا.
رَوَى عَنْهُ: الحُمَيْدِيُّ وَابْنُ الخَاضبَة وَالبَرَدَانِي وَابْنُ طَاهِر وَمُؤْتَمن السَّاجِيّ وَأَبُو نَصْرٍ الغازِي وَإِسْمَاعِيْلُ بنُ مُحَمَّدٍ التَّيْمِيُّ وَإِسْمَاعِيْلُ بنُ السَّمَرْقَنْدِيّ وَعَلِيُّ بنُ طِرَاد وَأَخُوْهُ مُحَمَّد وَوجيهٌ الشَّحَّامِيّ وَمُحَمَّدُ بنُ القَاسِمِ الشهرزورِي المَوْصِلِيّ وَقَاضِي سِنجَار مُظَفَّرُ بنُ أَبِي أَحْمَدَ وَأَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ المُؤَيَّدِ بِاللهِ وأبو الفضل محمد ابن عُمَرَ الأُرْمَوِيّ وَأَبُو بَكْرٍ بنُ الزَّاغُوْنِيِّ وَأَبُو مُحَمَّدٍ المَادح وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ آخِرُهم مَوْتاً هِبَةُ اللهِ بن أَحْمَدَ الشِّبْلِي وَبَقِيَ بَعْدَهُ يَرْوِي عَنْهُ بِالإِجَازَة أَبُو الفَتْحِ بنُ البَطِّي.
قَالَ السَّمْعَانِيّ: أَبُو نَصْرٍ شَرِيْفٌ زَاهِد صَالِحٌ ديِّن مُتَعَبِّدٌ هجر الدُّنْيَا فِي حَدَاثته وَمَال إِلَى التَّصُوْف وَكَانَ مُنْقَطِعاً فِي رِبَاط شَيْخ الشُّيُوْخ أَبِي سَعْدٍ انْتَهَى إِلَيْهِ إِسْنَادُ البَغَوِيّ وَرَحَلَ إِلَيْهِ الطلبَةُ. قَالَ: وَسَمِعْتُ أَبَا الفَضْل ابْنَ المُهْتَدِي بِاللهِ يَقُوْلُ: كَانَ أَبُو نَصْرٍ الزَّيْنَبِيُّ إِذَا قُرِئَ عَلَيْهِ اللحنُ رَدَّهُ لَكَثْرَةِ مَا قُرِئَتْ عَلَيْهِ تِلْكَ الأَجزَاء. قَالَ: وَسَمِعْتُ إِسْمَاعِيْل الحَافِظ بِأَصْبَهَانَ يَقُوْلُ: رَحل أَبُو سَعْدٍ البَغْدَادِيّ إِلَى أَبِي نَصْرٍ الزَّيْنَبِيّ فَدَخَلَ بَغْدَادَ وَلَمْ يَلحقه فَحين أُخْبِرَ بِمَوْته خرق ثَوْبه وَلَطَمَ وَجَعَلَ يَقُوْلُ: مِنْ أَيْنَ لِي عَلِيُّ بنُ الجَعْدِ عَنْ شُعْبَةَ؟ فَسَأَلتُ إِسْمَاعِيْلَ عَنِ الزَّيْنَبِيّ فَقَالَ: زَاهِدٌ صَحِيْحُ السَّمَاع آخر مَنْ حَدَّثَ عَنِ المُخَلِّص.
قَالَ السَّمْعَانِيّ وَغَيْرهُ: مَاتَ فِي الحَادِي وَالعِشْرِيْنَ مِنْ جُمَادَى الآخِرَة سَنَة تِسْعٍ وسبعين وأربع مائة.
__________
1 ترجمته في تاريخ بغداد "3/ 238"، والإكمال لابن ماكولا "4/ 202"، والأنساب للسمعاني "6/ 346"، والمنتظم لابن الجوزي "9/ 33"، والعبر"3/ 295"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "3/ 364".

(13/512)


أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ المُعَدَّل، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بن أحمد، أخبرنا محمد ابن عُبيد الله، أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرٍ مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ المُخَلِّصُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ البَغَوِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو الرَّبِيْعِ الزَّهْرَانِيُّ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ بِلاَل -رَضِيَ اللهُ عَنْهُم-: أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- صَلَّى بَيْنَ العَمُودَيْنِ تِلْقَاءَ وَجْهِهِ فِي جَوْفِ الكَعْبَةِ.
أَخْرَجَهُ مُسْلِم، عَنْ أَبِي الربيع.
تم الجزء الثالث عشر ويليه:
الجزء الرابع عشر، وأوله: النوقاني.
__________
1 صحيح: أخرجه البخاري "504"، ومسلم "1329"، وأبو داود "2023"، و "2024"، و "2025"، والنسائي "5/ 217"، وابن ماجه "3063".

(13/513)


فهرس موضوعات الجزء الثالث عشر:
فهرس الموضوعات:
الصفحة الموضوع
5 3726- ابن الفرضي، عبد الله بن محمد بن يوسف.
6 3727- صاحب اليمن، عبد الله بن محمد بن يوسف.
6 3728- العبقسي، أحمد بن إبراهيم ابن أحمد.
8 3729- ابن كج، يوسف بن أحمد.
8 3730- ابن أبي حديد، محمد بن أحمد بن عثمان.
9 3731- بهاء الدولة، أحمد بن عضد الدولة.
9 3732- المجبر، أحمد بن محمد بن موسى.
10 3733- أبو الحسن أحمد بن محمد ابن أحمد.
10 3734- ابْنُ أَبِي زَمَنِيْنَ، مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ.
11 3735- ابن الباقلاني، محمد بن الطيب.
13 3736- أبو حامد الإسفراييني، أحمد ابن أبي طاهر.
15 3737- ابن بيري، أبو بكر بن عبيد ابن الفضل.
15 3738- ابن خزافة، على بن محمد بن علي.
16 3739- الخزاعي، على بن أحمد بن محمد.
16 3740- السليماني، أحمد بن على بن عمرو.
18 3741- ابن حامد، الحسن بن حامد ابن علي.
18 3742- ابْنُ وَجْهِ الجَنَّةِ، يَحْيَى بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ.
19 3743- ابن الرسان، أحمد بن فتح.
19 3744- لحية الزبل، سعيد بن عثمان.
20 3745- ابن المكوي، أحمد بن عبد الملك.
20 3746- الصعلوكي، سهل بن الإمام.

(13/517)


21 3747- ابْنُ اللَّيْثِ، الحَسَنُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدٍ.
22 3748- ابن فطيس، عبد الرحمن بن محمد.
23 3749- أبو حمد الفرضي، عبيد الله ابن محمد.
24 3750- ابن فورك، محمد بن الحسن.
26 3751- باديس بن منصور بن يوسف.
26 3752- ابْنُ اللَّبَّانِ، مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ الحسن.
27 3753- أبو علي الروذبادي، الحسن بن محمد.
27 3754- ابْنُ ثَرْثَالٍ، أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ بنِ أحمد.
28 3755- ابْنُ البَيِّعِ، عَبْدُ اللهِ بنُ عُبَيْدِ اللهِ.
28 3756- ابن مهدي، عبد الواحد بن محمد.
29 3757- أبو علي الفارسي، عبد الملك ابن محمد.
30 3758- ابن أبي الفوارس، محمد بن أحمد بن محمد.
31 3759- أبو عمر الهاشمي، القاسم بن جعفر.
32 3760- الإدريسي، عبد الرحمن بن محمد.
33 3761- أَبُو مَسْعُوْدٍ، إِبْرَاهِيْمُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عُبَيْدٍ.
34 3762- عميد الجيوش، الحسين بن أبي جعفر.
35 3763- الحليمي، الحسين بن الحسن
36 3764- ابن نبانة، عبد العزيز بن عمر.
37 3765- الخوارزمي، محمد بن موسى.
37 3766- ابن جوله، عبد الله بن أحمد.
37 3767- السقطي، عبيد الله بن محمد.
38 3768- ابن حبيب، الحسن بن محمد.
39 3769- ابن حبيب، عبد الرحمن بن محمد.
39 3770- عبد الله بن يوسف.
39 3771- النجاد، على بن القاسم.
40 3772- ابن بالويه، عبد الرحمن بن محمد.
40 3773- ابن الدباغ، خلف بن القاسم.
41 3774- الشيرازي، أحمد بن عبد الرحمن.
42 3775- القاضي عبد الجبار بن أحمد.
43 3776- الإِسْفَرَايِيْنِيُّ، مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ الوَهَّابِ.

(13/518)


43 3777- السلمي، محمد بن الحسين.
48 3778- الخركوشي، عبد الملك بن أبي عثمان.
49 3779- الجراحي، عبد الجبار بن محمد.
50 3780- ابن رزقويه، محمد بن أحمد.
51 3781- خلف بن محمد بن على.
52 3782- الشَّيْبَانِيُّ، عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عُمَرَ بنِ نَصْرٍ.
52 3783- ظفر بن محمد بن أحمد.
53 3784- المهلبي، حمزة بن عبد العزيز.
54 3785- المحاملي، محمد بن أحمد ابن القاسم.
54 3786- ابن برهان، الحسين بن عمر.
55 3787- ابن الدلم، صدقة بن محمد.
55 3788- منير بن أحمد بن الحسن.
55 3789- عبد الغني بن سعيد بن علي.
58 3790- أَبُو الفَضْلِ التَّمِيْمِيُّ، عَبْدُ الوَاحِدِ بنُ عَبْدِ العزيز.
58 3791- أبو منصور الأزدي، محمد بن محمد.
59 3792- أبو أحمد منصور بن محمد.
59 3793- ابن جهضم، على بن عبد الله.
60 3794- ابن محمش، محمد بن محمد بن محمش.
61 3795- طغان خان.
61 3796- الناصر، على بن حمود بن ميمون.
61 3797- ابن بابك، عبد الصمد بن منصور.
62 3798- ابن سراقة، محمد بن يحيى.
62 3799- فخر الملك، محمد بن على ابن خلف.
63 3800- المستعين، سليمان بن الحكم.
64 3801- الرضي، محمد بن الطاهر.
65 3802- الجرجاني، محمد بن إبراهيم.
66 3803- ابن المتيم، أحمد بن محمد.
67 3804- تمام بن محمد بن عبد الله.
68 3805- الحفار، هلال بن محمد.
69 3806- المزكي، يحيى بن المحدث.
70 3807- ابن ميلة، على بن ماشاذه.
72 3808- الرازي، أحمد بن الحسن بن بندار.
72 3809- عبد الرحيم بن إلياس.
73 3810- الماليني، أحمد بن محمد بن أحمد.
74 3811- غنجار، محمد بن أحمد بن محمد

(13/519)


75 3812- ابْنُ السَّقَّا، عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيٍّ.
75 3813- اليزدي، أحمد بن عبد الرحمن.
76 3814- النقاش، محمد بن على بن عمرو.
77 3815- ابن مردويه، أحمد بن موسى.
79 3816- ابن بشران، على بن محمد ابن عبد الله.
80 3817- ابن النحاس، عبد الرحمن بن عمر.
81 3818- محمد بن أسد.
81 3819- على بن هلال بن البواب.
83 3820- البسطامي، محمد بن الحسين.
84 3821- العيسوي، على بن عبد الله.
84 3822- ابن دوست، أحمد بن المحدث.
85 3823- صريع الدلاء، محمد بن عبد الواحد.
86 3824- القزاز، محمد بن جعفر.
87 3825- الراشد بالله، الحسن بن جعفر.
87 3826- الغضائري، الحسين بن الحسن بن محمد.
88 3827- الغضائري، الحسين بن عبيد الله.
88 3828- ابن الحاج، أحمد بن محمد ابن الحاج.
89 3829- القطان، محمد بن الحسن بن محمد.
90 3830- الوهراني، عبد الرحمن بن عبد الله.
90 3831- العبدوبي، عمر بن أحمد.
92 3832- ابن حسنون، أحمد بن محمد ابن أحمد.
93 3833- ابن المنذر، الحسن بن الحسن.
93 3834- ابْنُ أَبِي كَامِلٍ، الحُسَيْنُ بنُ عَبْدِ اللهِ.
94 3835- الباشاني، محمد بن على بن الحسين.
94 3836- النعيمي، أحمد بن الفضل.
94 3837- ابن المسلمة، أحمد بن محمد ابن عمر.
95 3838- حمد بن عمر بن أحمد.
95 3839- القنازعي، عبد الرحمن بن مروان.
96 3840- الشَّيْخُ المُفِيْدُ، مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ النُّعْمَانِ.
97 3841- سلطان الدولة، فناخسرو بن الملك بهاء الدولة.

(13/520)


98 3842- المستظهر بالله، عبد الرحمن ابن هشام.
98 3843- الحناط، خلف بن عمر.
98 3844- الخصيب بن عبد الله بن محمد.
99 3845- الصيرفي، محمد بن موسى.
100 3846- ابن خواستي، عبد العزيز بن جعفر.
101 3847- أبو إسحاق الأسفراييني، إبراهيم بن محمد.
102 3848- الحيري، أحمد بن أبي الحسن.
104 3849- الستيتي، أحمد بن محمد بن سلامة.
104 3850- ابن أبي الشواب، أحمد بن محمد.
105 3851- العكبري، عمر بن أحمد بن عثمان.
105 3852- الرباطي، محمد بن عبد الله.
105 3853- المسبحي، محمد بن عبيد الله.
106 3854- التباني، الحسين بن أحمد بن على.
106 3855- أبو أسامة الهروي، محمد بن أحمد.
107 3856- ابن دراج، أحمد بن محمد.
107 3857- ابن أبي نصر، عبد الرحمن ابن أبي نصر.
108 3858- الكاغدي، منصور بن نصر.
109 3859- الرزاز، على بن أحمد بن محمد.
110 3860- ابن مخلد، محمد بن محمد.
110 3861- ابن الفخار، محمد بن عمر ابن يوسف.
112 3862- ابن العجوز، عبد الرحيم بن أحمد.
112 3863- صالح بن مرداس.
113 3864- إسماعيل بن ينال.
113 3865- الجمال، الحسين بن إبراهيم.
113 3866- البجاني، الحسين بن عبد الله.
114 3867- القراب، إسماعيل بن الحافظ.
115 3868- ابن العالي، أحمد بن محمد ابن منصور.
116 3869- التهامي، على بن محمد بن فهد.
116 3870- الجرجرائي، محمد بن إدريس.
116 3871- ابن فنجويه، الحسين بن محمد.
117 3872- الجارودي، محمد بن أحمد.
118 3873- السكري، عبد الله بن يحيى.

(13/521)


119 3874- سابور بن أدشير.
119 3875- غلام محسن، أحمد بن إبراهيم.
119 3876- ابْنُ حِيْدٍ، مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدٍ.
120 3877- السهلي، أحمد بن محمد.
120 3878- السليطي، أحمد بن محمد بن الحسين.
120 3879- المعاذي، الحسين بن أحمد.
121 3880- الجصاص، طاهر بن حسن.
122 3881- النسائي، محمد بن زهير.
122 3882- الربعي، على بن عيسى.
122 3883- ابن مرزوق، أحمد بن محمد القاسم.
123 3884- ابن المغربي، على بن الحسين.
124 3885- المستكفي، محمد بن عبد الرحمن.
125 3886- ابن عبدان، على بن الحافظ أحمد.
125 3887- ابن شهريار، الفضل بن عبيد الله.
126 3888- ابن الخلال، محمد بن عبد الرحمن.
126 3889- عبد المحسن بن محمد.
127 3890- ابن هارون، محمد بن أحمد.
127 3891- أبو صادق، محمد بن أحمد ابن محمد.
128 3892- الحمامي، على بن أحمد.
129 3893- ابن المحاملي، أحمد بن محمد.
129 3894- القفال، عبد الله بن أحمد.
130 3895- مشرف الدولة بن بهاء الدولة.
131 3896- الطرازي، على بن محمد بن محمد.
132 3897- الحرفي، عبد الرحمن بن عبيد الله.
132 3898- عطية بن سعيد بن عبد الله.
134 3899- الجويري، عبد الرحمن بن محمد.
134 3900- ابن شاذان، الحسن بن أبي بكر.
136 3901- اللالكائي، هبة الله بن الحسن.
136 3902- الخرجاني، على بن أحمد بن محمد.
137 3903- أبو الحسن على بن محمد.
137 3904- الخرقاني، على بن أحمد.
138 3905- ابن زهر، محمد بن مروان.
138 3906- القطان، محمد بن يوسف بن أحمد.
139 3907- ابن نجاح، يحيى بن نجاح.
139 3908- الصباغ، محمد بن الطيب بن سعد.

(13/522)


139 3909- الفشيديزجي، الحسين بن الخضر.
140 3910- ابْنُ ذُنِّيْنَ، عَبْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ.
140 3911- ابن كردان، على بن طلحة.
141 3912- الأردستاني، محمد بن إبراهيم.
141 3913- الفارسي، محمد بن إبراهيم.
142 3914- القاضي عبد الوهاب.
143 3915- ابن شبانة، عبد الرحمن بن محمد.
143 3916- الذكواني، محمد بن أبي على أحمد.
144 3917- أبو طاهر بن سلمة، الحسين ابن على.
145 3918- الثعلبي، أحمد بن محمد.
146 3919- الثعالبي، عبد الملك بن محمد.
146 3920- ابن منجويه، أحمد بن على ابن محمد.
147 3921- النجيرمي، يوسف بن يعقوب.
148 3922- المفسر، منصور بن الحسين ابن محمد.
148 3923- القومساني، محمد بن أحمد.
148 3924- حمزة بن محمد.
149 3925- ابن الحذاء، محمد بن يحيى.
149 3926- النعيمي، على بن أحمد.
151 3927- الأرموي، عبد الغفار بن عبد الواحد.
151 3928- عمر بن إبراهيم.
152 3929- ابن مصعب، محمد بن على ابن إبراهيم
153 3930- ابن بشران، عبد الملك بن محمد.
154 3931- المنيني، محمد بن رزق الله.
155 3932- أبو نعيم، أحمد بن عبد الله ابن أحمد.
160 3933- البرقاني، أحمد بن محمد.
162 3934- المري، عبد الوهاب بن عبد الله.
163 3935- السهمي، حمزة بن يوسف.
164 3936- ابن دوست، عثمان بن محمد ابن يوسف.
164 3937- مهيار بن مرزويه.
165 3938- ابن بكير، محمد بن عمر.
165 3939- ابن غرسيه، عبد الرحمن بن سعيد.
166 3940- المرزوقي، أحمد بن محمد ابن الحسن.
167 3941- ابن نظيف، محمد بن الفضل.
168 3942- المنقي أحمد بن طلحة.

(13/523)


168 3943- ابن عبد كويه، على بن يحيى.
169 3944- طلحة بن على.
170 3945- يحيى بن عمار.
172 3946- السلطان، محمود بن سيد الأمراء.
178 3947- مسعود.
178 3948- ابْن الطُّبَيزِ، عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ.
181 3949- الميداني، عبد الوهاب بن جعفر.
181 3950- ابن دراج، أحمد بن محمد.
182 3951- ابن شهيد، أحمد بن أبي مروان.
182 3951- ابن شهيد، أحمد بن أبي مروان.
182 3952- تراب بن عمر.
183 3953- الفلكي، على بن الحسين بن أحمد.
183 3954- الرزجاهي، محمد بن عبد الله.
184 3955- الزيدي، على بن محمد.
185 3956- ابن السمسار، على بن موسى.
186 3957- صاعد بن محمد بن أحمد.
186 3958- سيار بن يحيى بن محمد.
186 3959- ابن عليك، عبد الرحمن بن الحسن.
187 3960- ابن دوست عبد الرحمن بن محمد بن محمد.
187 3961- القيشطالي، عتمان بن أحمد ابن محمد.
188 3962- الدزبري، نوشتكين بن عبد الله التركي.
188 3963- شعيب بن عبد الله بن المنهال.
189 3964- الرخجي، الحسين.
189 3965- الكسار، أحمد بن الحسين.
189 3966- ابن رزمة، محمد بن عبد الواحد.
190 3967- ابن فاذشاه.
191 3968- ذو القرنين، وجيه الدولة.
191 3969- الإدريسي، القاسم بن حمود ابن ميمون.
192 3970- الأملوكي، المسدد بن على.
192 3971- الإسماعيلي، المفضل بن إسماعيل.
192 3972- الخولاني.
192 3973- الإسماعيلي، السري بن أبي سعد.
193 3974- الدبوسي، عبد الله بن عمر.
194 3975- الحوفي، على بن إبراهيم.
194 3976- الرازي، أحمد بن علي.
194 3977- البراذعي، خلف بن أبي القاسم.

(13/524)


195 3978- ابن غالب، عبد الله بن غالب.
195 3979- الزهري، عمر بن إبراهيم.
195 3980- جهور بن محمد.
196 3981- ابن شعيب، الحسن بن محمد.
196 3982- الطحان، عبد الباقي بن محمد.
197 3983- ابن كردي، أحمد بن محمد ابن علي.
197 3984- ابن عباد، محمد بن إسماعيل.
198 3985- الأردستاني، محمد بن عبد الواحد.
199 3986- ابن سينا، الحسين بن عبد الله.
202 3987- ذو القرنين، وجيه الدولة.
202 3988- المحاملي، أحمد بن عبد الله.
203 3989- ابن الحارث.
203 3990- الحيري، إسماعيل بن أحمد.
204 3991- ابن رامش، منصور بن رامش.
204 3992- ابن مغلس، عبد العزيز بن أحمد.
205 3993- المعتلي، يحيى بن على بن حمود.
205 3994- ابن شهاب، الحسن بن شهاب.
206 3995- ابن باكويه، محمد بن عبد الله.
207 3996- أبو عمران الفاسي، موسى ابن عيسى.
208 3997- بشرى، ابن مسيس.
209 3998- محمد بن عوف.
210 3999- ابن المزكي، محمد بن المحدث أبي إسحاق إبراهيم.
211 4000- القرشي، سعيد بن العباس.
211 4001- النصروبي، عبد الرحمن بن حمدان.
212 4002- أَبُو ذَرٍّ الهَرَوِيُّ، عَبْدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ محمد.
217 4003- محمد بن عيسى.
217 4004- المستغفري، جعفر بن محمد.
218 4005- الحنائي، على بن محمد بن إبراهيم.
219 4006- الطلمنكي، أحمد بن محمد.
221 4007- ابن مغيث، يونس بن عبد الله.
222 4008- القراب، إسحاق بن أبي إسحاق.
222 4009- عبد القاهر بن طاهر.
223 4010- أبو منصور الأيوبي.

(13/525)


223 4011- ابن الميراثي، أحمد بن محمد ابن عيسى.
224 4012- القدوري، أحمد بن محمد ابن أحمد.
224 4013- الأبهري، جعفر بن محمد بن الحسين.
225 4014- جلال الدولة، فيروزجرد.
225 4015- الأزهري، عبيد الله بن أحمد.
226 4016- المُهَلَّبُ بنُ أَحْمَدَ بنِ أَبِي صُفْرَةَ.
226 4017- ابْنُ ماما، أحمد بن محمد بن أحيد.
227 4018- الربعي، على بن الحسن بن على.
228 4019- الدلوبي، أحمد بن محمد بن أحمد.
228 4020- الجرجرائي، على بن أحمد.
229 4021- المنازي، أحمد بن يوسف.
229 4022- التياني، تمام بن غالب بن عمر.
229 4023- الصفار، عبد الرحمن بن أحمد بن عمر.
230 4024- ابْنُ مِيْقُلَ، مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ أحمد.
230 4025- أبو الحسين البصري، محمد ابن على.
231 4026- المرتضى، على بن حسين بن موسى.
232 4027- مكي بن أبي طالب حموش.
233 4028- الخلال، الحسن بن أبي طالب.
234 4029- ابن ريذة، محمد بن عبد الله ابن أحمد
235 4030- أَبُو حَسَّانٍ المُزَكِّي، مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ جعفر.
236 4031- الخلال، الحسين بن الحسن.
236 4032- ابن غيلان، محمد بن محمد ابن إبراهيم.
238 4033- ابن شاهين، عبيد الله بن أبي حفص.
238 4034- ابن حمصة، على بن عمر الحراني.
239 4035- العتيقي، أحمد بن محمد بن أحمد.
239 4036- ابن سختام.
240 4037- البرمكي.
241 4038- الكراعي، أحمد بن على بن حسين.
242 4039- ابن العلاف، محمد بن على ابن محمد.
242 4040- الذكواني، عبد الرحمن بن أبي بكر.
243 4041- القزويني، على بن عمر بن محمد.

(13/526)


245 4042- الفارسي، على بن محمد بن على.
246 4043- ابن عابد، محمد بن عبد الله.
247 4044- الصيمري، الحسين بن على.
247 4045- الجويني، عبد الله بن يوسف.
248 4046- الطناجيري، الحسين بن على ابن عبيد.
248 4047- ابْنُ مُنِيْرٍ، عَلِيُّ بنُ مُنِيْرِ بنِ أَحْمَدَ.
249 4048- الوزير، محمد بن جعفر بن محمد.
249 4049- ابن حمدان، أبو محمد الحسن بن الحسين.
250 4050- حفيد المقتدر، الحسن بن عيسى.
250 4051- الميهني، فضل بن أبي الخير.
250 4052- السواق، محمد بن محمد.
251 4053- اللبيدي، أبو القاسم بن محمد.
251 4054- خاموش، أحمد بن الحسن.
253 4055- على بن ربيعة.
253 4056- الصوري، محمد بن علي.
256 4057- أبو كاليجار، مرزبان بن سلطان الدولة.
256 4058- العزيز، أبو منصور بن جلال الدولة أبي طاهر.
257 4059- قرواش، معتمد الدولة بن حسام الدولة.
258 4060- صاحب غزنة والهند، مودود ابن مسعود.
258 4061- ابن سعدان محمد بن عبد السلام.
258 4062- العلوي، محمد بن علي.
260 4063- ابن فدوية، محمد بن إسحاق.
260 4064- ابْنُ صَخْرٍ، مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدٍ.
261 4065- أبو طاهر بن عبد الرحيم.
262 4066- ابن المذهب، الحسن بن على.
263 4067- العمري، ناصر بن الحسين.
264 4068- سليم بن أيوب.
265 4069- ابن سلوان، محمد بن يحيى.
266 4070- ابن أبي نصر، محمد بن الشيخ.
267 4071- أخوه، أحمد بن عبد الرحمن.
267 4072- التنوخي، على بن القاضي.
268 4073- السمناني، محمد بن أحمد.
269 4074- وابنه، أحمد بن أبي جعفر.
269 4075- الكسائي، على بن عبيد الله.
269 4067- ابن اللبان، عبد الله بن محمد.

(13/527)


270 4077- أبو نصر السجزي، عبيد الله ابن سعيد.
272 4078- العالي بالله، إدريس بن يحيى.
272 4079- عبد الله بن الوليد.
273 4080- الخفاف، عمر بن الحسين.
273 4081- حكم بن محمد.
274 4082- الناصحي، عبد الله بن الحسين.
274 4083- ابْنُ مِسْكِيْنٍ، عَبْدُ المَلِكِ بنُ عَبْدِ اللهِ.
274 4084- الغندجاني، عبد الملك بن عبد الله.
275 4085- ابن المعتز، عبيد الله بن المعتز.
275 4086- الباقلاني، على بن إبراهيم.
276 4087- ابن حمدان، محمد بن أحمد ابن على
277 4088- الطفال، محمد بن الحسين بن محمد.
277 4089- العادل، عبد الرحيم بن حسين.
278 4090- الخليلي، الخليل بن عبد الله.
279 4091- أَبُو الطَّيِّبِ الطَّبَرِيُّ، طَاهِرُ بنُ عَبْدِ اللهِ.
282 4092- السعدي، أبو الفضل محمد ابن أحمد.
282 4093- النوقاني: أبو منصور محمد ابن محمد.
283 4094- ابْنُ المَأْمُوْنِيِّ: القَاسِمُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ هِشَامٍ.
283 4095- حجاج بن القاسم بن محمد ابن هشام.
283 4096- مَنْصُوْرُ بنُ عُمَرَ بنِ عَلِيٍّ أَبُو القَاسِمِ.
284 4097- الخوارزمي: أبو سعيد أحمد ابن محمد.
284 4098- ابن مأمون: أبو غانم حميد ابن المأمون.
284 4099- ابن مسرور: أبو حفص عمر ابن أحمد.
285 4100- القَادِسِيُّ: أَبُو عَبْدِ اللهِ الحُسَيْنُ بنُ أَحْمَدَ.
286 4101- أحمد بن محمد بن عبدوس الزغفراني.
286 4102- الأهوازي: أبو على الحسن ابن على.
288 4103- الأزجي: أبو القاسم عبد العزيز.
289 4104- عَبْدِ الغَافِرِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الغَافِرِ.
290 4105- الخولاني: أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ.

(13/528)


290 4106- ابن الصباغ: أبو طاهر محمد ابن عبد الواحد.
291 4107- أبو العلاء: أحمد بن عبد الله.
299 4108- الصابوني: أبو عثمان إسماعيل بن عبد الرحمن.
302 4109- الخَبَّازِيُّ: أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ.
302 4110- عميد الرؤساء: أبو طالب محمد بن الوزير أبي الفضل.
303 4111- ابن بطال: أبو الحسن على بن خلف ابن بطال.
303 4112- العشاري: أبو طالب محمد ابن على.
304 4113- ابن الترجمان: أبو الحسين محمد بن الحسين.
305 4114- الحمال: أبو الحسن رافع بن نصر.
305 4115- أَبُو الفَرَجِ الدَّارِمِيُّ: مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ.
306 4116- الفالي: أبو الحسن على بن أحمد.
307 4117- السمان: أبو سعد إسماعيل ابن على.
309 4118- ابن بشران: أبو بكر محمد بن أبي القاسم.
310 4119- أبو مسعود البجلي: أحمد بن محمد.
311 4120- الماوردي: أبو الحسن على بن محمد.
313 4121- الجوهري: أبو محمد الحسن ابن علي.
314 4122- السميساطي: أبو القاسم على ابن محمد.
315 4123- الجيلي: أبو إسحاق إبراهيم ابن العباس.
315 4124- سبط بحرويه: أبو القاسم إبراهيم بن منصور.
316 4125- ابن عمروس: أبو الفضل محمد بن عبيد الله.
316 4126- أبو يعلي الصابوني: إسحاق ابن عبد الرحمن بن أحمد.
317 4127- أَبُو عَمْرٍو الدَّانِي: عُثْمَانُ بنُ سَعِيْدِ بنِ عثمان.
322 4128- النرسي: أبو الحسين محمد ابن أبي نصر أحمد بن محمد.
322 4129- ابن الآبنوسي = أبو الحسين محمد بن أحمد.
323 4130- العَيَّارُ: أَبُو عُثْمَانَ سَعِيْدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ محمد.
325 4131- القاضي أبو يَعْلَى: مُحَمَّدِ بنِ الحُسَيْنِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ خلف.

(13/529)


326 4132- القُضَاعِيُّ: أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ سَلاَمَةَ بن جعفر.
327 4133- المَغْرِبِيُّ: أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بنُ مَنْصُوْرِ بنِ خلف.
328 4134- كله: أَبُو أَحْمَدَ عَبْدُ الوَاحِدِ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ.
328 4135- ابن غزو: أبو مسلم عبد الرحمن بن غزو.
329 4136- ابن حمدون: أبو بكر محمد ابن محمد بن حمدون.
330 4137- الوني: أبو عبد الله الحسين ابن محمد بن عبد الواحد.
331 4138- الذُّهْلِيُّ: أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ حُمَيْدِ بنِ على.
331 4139- الكنجروذي: أبو سعد محمد ابن عبد الرحمن بن محمد.
332 4140- البَحِيْرِيُّ: أَبُو عُثْمَانَ سَعِيْدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ البحيري.
333 4141- ابن رضوان: أبو الحسن على ابن رضوان.
334 4142- جغريبك: داود بن ميكائيل ابن سلجوقي.
334 4143- طغرلبك: محمد بن ميكائيل السلجوقي.
336 4144- ينال: إبراهيم بن ميكائيل السلجوقي الملك.
337 4145- قتلمش بن إسرائيل بن سلجوق.
333 4146- الكُنْدُرِيُّ: أَبُو نَصْرٍ مُحَمَّدُ بنُ مَنْصُوْرِ بنِ محمد.
338 4147- الريولي: أبو محمد القاسم ابن الفتح بن محمد.
339 4148- الإسكاف: أَبُو القَاسِمِ عَبْدُ الجَبَّارِ بنُ عَلِيِّ بنِ محمد.
339 4149- نَصْرُ الدَّوْلَةِ: أَحْمَدُ بنُ مَرْوَانَ بنِ دوسْتكَ.
341 4150- الملك الرحيم: أبو نصر خسرو بن الملك أبي كاليجار.
341 4151- الراغب: أبو القاسم الحسين بن محمد بن المفضل.
341 4152- الكراجلي: أبو الفتح محمد بن على الكراجلي الشيعي.
341 4153- ابن أبي شمس: أَبُو سَعْدٍ أَحْمَدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ مُوْسَى.
342 4154- أَبُو طَاهِرٍ الثَّقَفِيُّ: أَحْمَدُ بنُ مَحْمُوْدِ بنِ أحمد الثقفي.
343 4155- ابْنُ بَرْهَانَ: أَبُو القَاسِمِ عَبْدُ الوَاحِدِ بنُ على بن برهان.
344 4156- ابن شاهين: أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ.
345 4157- أَبُو حَاتِمٍ القَزْوِيْنِيُّ: مَحْمُوْدُ بنُ حَسَنٍ الطَّبَرِيُّ القزويني.

(13/530)


345 4158- ابن شق الليل: أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ موسى.
346 4159- الحنائي: أبو القاسم الحسنين ابن محمد بن إبراهيم.
346 4160- صاحب اليمن.
347 4161- البساسيري، أبو الحارث أرسلان التركي البساسيري.
347 4162- صَاحِبُ غَزْنَةَ: فَرُّخْزَادُ بنُ مَسْعُوْدِ بنِ مَحْمُوْدٍ.
348 4163- زهير بن الحسن بن على السرخسي.
348 4164- ابن بندار: أَبُو الفَضْلِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بن أَحْمَدَ بنِ الحسن.
350 4165- الحُصْرِيُّ: أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيْمُ بنُ عَلِيِّ بنِ تميم القيرواني.
351 4166- ابن باديس: المعز بن باديس ابن منصور بن بلكين.
351 4167- الجَعْفَرِيُّ: أَبُو يَعْلَى حَمْزَةُ بنُ مُحَمَّدٍ الهَاشِمِيُّ الجعفري.
352 4168- البسطامي: أبو سهل محمد ابن هبة الله بن محمد.
353 4169- ابْنُ سِيْدَه: أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ إِسْمَاعِيْلَ المرسي اللغوي.
354 4170- ابن مهربزد: أبو مسلم محمد ابن علي بن محمد بن مهربزد.
354 4171- السروي: أبو إسحاق إبراهيم ابن محمد بن موسى السروي.
355 4172- عمر بن منصور بن أحمد البخاري البزار أبو حفص.
355 4173- ابن شمة: أَبُو الطَّيِّبِ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بنُ عُمَرَ بنِ موسى.
356 4174- الصَّفَّارُ الخَشَّابُ: أَبُو سَعِيْدٍ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بن محمد.
357 4175- التَّانِيُّ: أَبُو الفَتْحِ مَنْصُوْرُ بنُ الحُسَيْنِ بنِ على.
357 4176- ابن عبد البر: أبو عمر يوسف ابن عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّد بنِ عَبْدِ البَرِّ.
363 4177- البيهقي: أبو بكر أحمد بن الحسين بن على الخسروجردي.
366 4178- حيدرة بن الحسين الأمير المؤيد.
367 4179- الكَازَرُوْنِيُّ: أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ بَيَانِ بن محمد.
367 4180- الخضري: أبو عبد الله محمد ابن أحمد الخضري.
368 4181- ابن أبي الطيب: عَلِيُّ بنُ أَبِي الطَّيْبِ عَبْدِ اللهِ بنِ أحمد.
368 4182- اللَّوْزَنْكِيُّ: أَبُو جَعْفَرٍ أَحْمَدُ بنُ سَعِيْدٍ الأَنْدَلُسِيُّ.
369 4183- ثابت بن أسلم أبو الحسن الحلبي.
369 4184- الحَمَّادِيُّ: أَبُو عَلِيٍّ حَسَنُ بنُ عَلِيِّ بنِ مكي.

(13/531)


369 4185- الحَلْوَائِيُّ: أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ العَزِيْزِ بنُ أَحْمَدَ البخاري الحلوائي.
370 4186- ابن سراج: أبو القاسم سراج ابن عبد الله بن محمد بن سراج.
371 4187- القبري: أَبُو شَاكِرٍ عَبْدُ الوَاحِدِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ موهب.
371 4188- العبادي: أبو عاصم محمد ابن أحمد بن محمد العبادي.
372 4189- البَاطَرْقَانِيُّ: أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بنُ الفَضْلِ بنِ محمد الأصبهاني.
373 4190- ابْنُ حَزْمٍ: أَبُو مُحَمَّدٍ عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ بن سعيد.
387 4191- القاضي أبو تمام: علي بن محمد بن الحسن البغدادي.
387 4192- السُّيُوْرِيُّ: أَبُو القَاسِمِ عَبْدُ الخَالِقِ بنُ عَبْدِ الوارث.
387 4193- ابن المسلمة: أبو جعفر محمد ابن أحمد بن محمد بن عمر.
388 4194- ابن المسلمة: أبو الفرج أحمد ابن محمد بن عمر.
389 4195- رَئِيْسُ الرُّؤسَاءِ: أَبُو القَاسِمِ عَلِيُّ بنُ الحَسَنِ بن الشيخ أبي الفرج.
390 4196- الزهراوي: أبو حفص عمر ابن عبيد الله بن يوسف.
391 4197- المأمون: أبو زكريا يحيى بن الأمير إسماعيل بن عبد الرحمن
392 4198- ابن المأمون: أَبُو الغَنَائِمِ عَبْدُ الصَّمَدِ بنُ عَلِيِّ بنِ محمد.
393 4199- الداوودي: أَبُو الحَسَنِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ المُظَفَّرِ الداوودي.
395 4200- القشيري: أَبُو القَاسِمِ عَبْدُ الكَرِيْمِ بنُ هَوَازِن بنِ عبد الملك.
398 4201- كريمة بنت أحمد بن محمد ابن حاتم.
399 4202- ابن الخالة: أبو غالب محمد ابن أحمد بن سهل بن بشران.
400 4203- الأسد اباذي: أبو منصور أحمد بن على الأسداباذي.
401 4204- ابن أبي علانة: أبو سعد محمد بن الحسن بن عبد الله.
401 4205- الطريثيثي: أبو الحسن على ابن محمد بن جعفر الطريثيثي أبو الحسن.
401 4206- ابن المهتدي: أَبُو الحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ ابن المهتدي بالله.
402 4207- ابن زيدون: أبو الوليد أحمد ابن عبد الله بن أحمد.
403 4208- ابن المهتدي بالله: أَبُو الحُسَيْنِ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عبيد الله الهاشمي.
404 4209- الحَفْصِيُّ: أَبُو سَهْلٍ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عبيد الله.

(13/532)


405 4210- الصَّيْرَفِيُّ: أَبُو بَكْرٍ يَعْقُوْبُ بنُ أَحْمَدَ بنِ محمد.
406 4211- جابر بن ياسين بن حسن أبو الحسن.
406 4212- الغندجاني: أبو محمد الحسن ابن أحمد بن موسى.
408 4213- الكتاني: أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ العَزِيْزِ بنُ أَحْمَدَ بنِ محمد.
408 4214- الإسماعيلي: أَبُو الحَسَنِ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الرَّحِيْمِ بنِ أحمد.
408 4215- الترابي: أبو بكر محمد بن أبي الهيثم عبد الصمد.
409 4216- ابن حيد: أَبُو مَنْصُوْرٍ بَكْرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ.
409 4217- محمد بن مكي بن عثمان الأزدي.
410 4218- الأَزْهَرِيُّ: أَبُو حَامِدٍ أَحْمَدُ بنُ الحَسَنِ بنِ محمد.
411 4219- المليحي: أبو عمر عبد الواحد ابن أحمد.
411 4220- المعتضد: أَبُو عَمْرٍو عَبَّادُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيْلَ.
412 4221- عبد الرحيم بن أحمد بن نصر التميمي البخاري أبو زكريا.
414 4222- القاضي حسين بن محمد بن أحمد المروزي الشافعي أبو علي.
415 4223- ابن الدجاجي: أَبُو الغَنَائِمِ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ عَلِيِّ.
415 4224- الفوراني: أَبُو القَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ فُورَان.
416 4225- المَنِيْعِيُّ: أَبُو عَلِيٍّ حَسَّانُ بنُ سَعِيْدِ بنِ حسان.
47 4226- النخشبي: عبد العزيز بن محمد النسفي.
418 4227- الحسكاني: أَبُو القَاسِمِ عُبَيْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ اللهِ بن أحمد.
418 4228- أَبُو سَعْدٍ عُبَيْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ اللهِ حسكويه.
419 4229- الخَطِيْبُ: أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بنُ عَلِيِّ بنِ ثابت الخطيب.
430 4230- الدربندي: أبو الوليد الحسن ابن محمد بن على.
432 4231- ابن عليك: أبو القاسم على ابن عبد الرحمن بن الحسن.
432 4232- أَبُو الفَرَجِ الجَرِيْرِيُّ: عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ على البجلي.
433 4233- عَبْدُ الحَقِّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ هَارُوْنَ السَّهْمِيُّ.
433 4234- عائشة بنت حسن بن إبراهيم أم الفتح.
434 4235- صر دربعر: أبو منصور على ابن الحسن بن على.

(13/533)


435 4236- ابن السمناني: أَبُو الحُسَيْن أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ.
435 4237- ابن القطان: أبو عمر أحمد ابن محمد بن عيسى.
436 4238- أبو عمر أحمد ابن محمد بن عيسى.
436 4238- القائم: أبو جعفر عبد الله بن القادر بالله أحمد العباسي.
442 4239- المقتدى: أبو القاسم عبيد الله ابن محمد بن القائم بأمر الله.
445 4240- القيرواني: أبو على الحسن ابن رشيق.
445 4241- الإِيْلاَقِيُّ: أَبُو الرَّبِيْع طَاهِرُ بنُ عَبْدِ اللهِ التركي.
446 4242- غَالِبُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي اليُمْنِ القيسي.
446 4243- زعيم الملك: أبو الحسن على ابن الحسين بن على.
447 4244- محمد بن عتاب بن محسن الأندلسي.
447 4245- الصريفيني: أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ.
449 4246- الشيخ الأجل: أَبُو مَنْصُوْرٍ عَبْدُ المَلِكِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ يوسف.
450 4247- أبو جعفر الطوسي: محمد ابن الحسن بن على الطوسي.
450 4248- ابن حمدان: حسين بن الأمير سيف الدولة حسن التغلبي.
451 4249- حاتم بن محمد بن عبد الرحمن التميمي.
452 4250- ابن يونس: أبو علي الحسن ابن عمر الأصبهاني.
452 4251- العَطَّارُ: أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ عَلِيِّ.
453 4252- الوَاحِدِيُّ: أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدٍ.
454 4253- الواحدي: أبو القاسم عبد الرحمن بن أحمد.
455 4254- البحيري: أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الحَمِيْدِ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ.
455 4255- البحيري: أَبُو الحَسَنِ عَبْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ.
455 4256- ابن الحذاء: أَبُو عُمَرَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ يَحْيَى.
456 4257- ابن سكينة: أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ حسين بن سكينة.
456 4258- المهرواني: أبو القاسم يوسف ابن محمد المهرواني.
457 4259- الهمذاني: أَبُو القَاسِمِ يُوْسُفُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ يُوْسُفَ.
458 4260- ابن منده: أبو القاسم عبد الرحمن بن أَبِي عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدِ بنِ إِسْحَاقَ.
461 4261- ابْنِ منده: أبو الحسن عبيد الله بن أبي عبد الله محمد العبدي.

(13/534)


4262 461- أَبُو نَصْرٍ التَّاجِرُ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عَلِيِّ بن محمد النيسابوري.
462 4263- الجُوْرِيُّ: أَبُو مَنْصُوْرٍ عُمَرُ بنُ أَحْمَدَ بنِ محمد الجوري.
463 4264- صاحب حلب: محمود بن الملك صالح بن مرداس الكلابي.
464 4265- الصليحي: أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ القَاضِي مُحَمَّدِ بنِ على الصليحي.
465 4266- الباخرزي: أبو الحسن على ابن الحسن بن علي.
465 4267- الزبحي: أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ أَبِي مُحَمَّدٍ بنِ عبد الله.
466 4268- الوَخْشِيُّ: أَبُو عَلِيٍّ الحَسَنُ بنُ عَلِيِّ بنِ محمد.
467 4269- ابن الخلال: أَبُو القَاسِمِ عَبْدُ اللهِ بنُ الحَسَنِ بنِ محمد.
468 4270- الدينوري اللبان: أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ نَصْرَ.
469 4271- ابن حيان: أبو مروان حيان ابن خلف بن حسين بن حيان.
470 4272- ابن النقور: أبو الحسين أحمد ابن محمد بن أحمد.
471 4273- ابن النقور: أَبُو مَنْصُوْرٍ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ.
471 4274- ابن طلاب: أَبُو نَصْرٍ: الحُسَيْنُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ.
472 4275- الفَارِسِيُّ: أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ العزيز الفارسي.
473 4276- ابن المحب: أَبُو القَاسِمِ الفَضْلُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ المُحِبّ.
474 4277- ابن البناء: أَبُو عَلِيٍّ الحَسَنُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ اللهِ بن البناء.
475 4278- الأنطاكي: أبو عبد الله الحسن "أو الحسين" بن على بن عمر.
476 4279- أَبُو الخَيْرِ الصَّفَّارُ: مُحَمَّدُ بنُ مُوْسَى بنِ عبد الله.
476 4280- أَبُو عَلِيٍّ الشَّافِعِيُّ: الحَسَنُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن الحسن.
477 4281- الزَّنْجَانِيُّ: أَبُو القَاسِمِ سَعْدُ بنُ عَلِيِّ بنِ محمد.
480 4282- ابن منظور: أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عيسى.
481 4283- المُلقَابَاذِيُّ: أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ حَسَّانِ بنِ محمد.
482 4284- ابْنُ جَدَّا: أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ الحُسَيْنِ بن جدا.
482 4285- العكبري: أبو منصور محمد ابن محمد بن أحمد.
483 4286- هياج بن عبيد الشامي الحطيني الشافعي أبو محمد.
484 4287- الأنماطي: أَبُو القَاسِمِ عَبْدُ العَزِيْزِ بنُ عَلِيِّ بنِ أحمد.

(13/535)


485 4288- الفضيلي: أبو عاصم الفضيل ابن يحيى بن الفضيل.
486 4289- ابن المزكي: أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى بنِ إِبْرَاهِيْمَ.
487 4290- ابن العطار: أَبُو مَنْصُوْرٍ عَبْدُ البَاقِي بنُ مُحَمَّدِ بنِ غالب البغدادي.
487 4291- شَاهْفُوْرُ: أَبُو المُظَفَّرِ طَاهِرُ بنُ مُحَمَّدٍ الإِسْفَرَايِيْنِيُّ.
488 4292- ابن البسري: أَبُو القَاسِمِ عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بن البسري.
489 4293- بيبي بنت عبد الصمد بن على الهرثمية.
489 4294- كُرّكَانُ: أَبُو القَاسِمِ عَبْدُ اللهِ بنُ عَلِيٍّ بنِ عَبْدِ اللهِ.
490 4295- البَسْتِيْغِيُّ: أَبُو سَعْدٍ شَبِيْبُ بنُ أَحْمَدَ بنِ محمد بن خشنام.
491 4296- أَبُو مُسْلِمٍ اللَّيْثِيُّ: عُمَرُ بنُ عَلِيِّ بنِ أحمد بن الليث.
492 4297- البياضي: أَبُو جَعْفَرٍ مَسْعُوْدُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ بنِ المحسن.
492 4298- حيدرة بن على القحطاني الأنطاكي.
493 4299- ابْنُ مَخْلَدٍ: أَبُو الحَسَنِ مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدٍ بن مخلد الأزدي.
494 4300- مكي بن جابار الدينوري أبو بكر.
494 4301- ابن حيوس: أبو الفتيان محمد بن سلطان بن محمد.
495 4302- ألب أرسلان: أبو شجاع محمد بن جغريبك داود بن ميكائيل.
497 4303- ابن أبي الحديد: أَبُو الحَسَنِ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ بنِ محمد.
498 4304- أَبُو صَالِحٍ المُؤَذِّنُ: أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ بنِ عَلِيٍّ النَّيْسَابُوْرِيّ.
500 4305- السُّكَّرِيُّ: أَبُو سَعْدٍ عَلِيُّ بنُ مُوْسَى النَّيْسَابُوْرِيُّ.
501 4306- ابن البسطامي: أبو المعالي عمر بن القاضي محمد.
501 4307- بِنْتُ البِسْطَامِيِّ: عَائِشَةُ بِنْتُ مُحَمَّدِ بن الحُسَيْنِ البسطامي.
502 4308- مَلِكُ المَغْرِبِ: أَبُو بَكْرٍ بنُ عُمَرَ اللَّمْتُوْنِيُّ.
504 4309- ابن الشبل: أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بنُ الحُسَيْنِ بنِ عَبْدِ الله.
505 4310- أتسز بن أوق الخوارزمي صاحب دمشق.
505 4311- الجُرْجَانِيُّ: أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ القَاهِرِ بنُ عَبْدِ الرحمن.
506 4312- ابن زيرك: أَبُو الفَضْلِ مُحَمَّدُ بنُ عُثْمَانَ بنِ أَحْمَدَ.
507 4313- ابن موسى الخياط: أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدِ البغدادي.

(13/536)


508 4314- ابْنُ أَسِيْدٍ: أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بن أسيد الثقفي.
508 4315- الصَّفَّارُ: أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ القَاسِمِ بنِ حبيب.
509 4316- صاحب الجبلي: أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ أَحْمَدَ.
509 4317- ابن بابشاذ: أبو الحسن طاهر ابن أحمد بن بابشاذ.
509 4318- أَبُو عَمْرٍو بنُ مَنْدَةَ: عَبْدُ الوَهَّابِ بنُ أبي عبد الله محمد.
511 4319- كلار: أَبُو مَنْصُوْرٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عفيف.
512 4320- الزَّيْنَبِيُّ: أَبُو نَصْرٍ مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيٍّ الهاشمي.
515 فهرس الموضوعات.
539 فهرس التراجم.

(13/537)


فهرس التراجم على حروف المعجم:
الجزء الثالث عشر:
الصفحة التراجم:
497 4303- ابن أبي الحديد: أَبُو الحَسَنِ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ بنِ محمد.
104 3850- ابن أبي الشوارب، أحمد بن محمد.
368 1481- ابن أبي الطيب عَلِيُّ بنُ أَبِي الطَّيْبِ عَبْدِ اللهِ بنِ أحمد.
30 3758- ابن أبي الفوارس، محمد بن أحمد بن محمد.
8 3730- ابن أبي حديد، محمد بن أحمد بن عثمان.
10 3734- ابْنُ أَبِي زَمَنِيْنَ، مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ.
341 4153- ابن أبي شمس: أَبُو سَعْدٍ أَحْمَدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ مُوْسَى.
401 4204- ابن أبي علانة: أَبُو سَعْدٍ مُحَمَّدُ بنُ الحُسَيْنِ بنِ عَبْدِ الله.
93 3834- ابْنُ أَبِي كَامِلٍ، الحُسَيْنُ بنُ عَبْدِ اللهِ.
107 3857- ابن أبي نصر، عبد الرحمن ابن أبي نصر.
266 4070- ابن أبي نصر، محمد بن الشيخ.
508 4314- ابْنُ أَسِيْدٍ، أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بن أسيد الثقفي.
322 4129- ابن الآبنوسي - أبو الحسين محمد بن أحمد.
11 3735- ابن الباقلاني، محمد بن الطيب.
488 4292- ابن البسري: أَبُو القَاسِمِ عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بن البسري.
501 4306- ابن البسطامي: أبو المعالي عمر بن القاضي محمد.
474 4277- ابن البناء: أَبُو عَلِيٍّ الحَسَنُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ اللهِ بن البناء.
28 3755- ابْنُ البَيِّعِ، عَبْدُ اللهِ بنُ عُبَيْدِ اللهِ.
304 4113- ابن الترجمان: أبو الحسين محمد بن الحسين.
88 3828- ابن الحاج، أحمد بن محمد بن الحاج.

(13/539)


203 3989- ابن الحارث.
149 3925- ابن الحذاء، محمد بن يحيى.
455 4256- ابن الحذاء: أبو عمر أحمد ابن محمد بن يحيى.
399 4202- ابن الخانة: أبو غالب محمد ابن أحمد بن سهل بن بشران.
126 3888- ابن الخلال، محمد بن عبد الرحمن.
467 4269- ابن الخلال، أَبُو القَاسِمِ عَبْدُ اللهِ بنُ الحَسَنِ بنِ محمد.
40 3773- ابن الدباغ، خلف بن القاسم.
415 4223- ابن الدجاجي: أَبُو الغَنَائِمِ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ عَلِيِّ.
55 3787- ابن الدلم، صدقة بن محمد.
19 3743- ابن الرسان، أحمد بن فتح.
75 3812- ابن السقا، على بن محمد ابن علي.
185 3956- ابن السمسار، على بن موسى.
435 4236- ابن السمناني: أَبُو الحُسَيْن أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ.
504 4309- ابن الشبل: أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بنُ الحُسَيْنِ بنِ عَبْدِ الله.
290 4106- ابن الصباغ: أبو طاهر محمد بن عبد الواحد.
179 3948- ابْن الطُّبَيزِ، عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ.
115 3868- ابْنُ العَالِي، أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مَنْصُوْرٍ.
112 3862- ابن العجوز، عبد الرحيم بن أحمد.
487 4290- ابن العطار، أَبُو مَنْصُوْرٍ عَبْدُ البَاقِي بنُ مُحَمَّدِ بنِ غالب البغدادي.
242 4239- ابْنُ العَلاَّفِ، مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدٍ.
110 3861- ابْنُ الفَخَّارِ، مُحَمَّدُ بنُ عُمَرَ بنِ يُوْسُفَ.
5 3726- ابن الفرضي، عبد الله بن محمد بن يوسف.
435 4237- ابن القطان: أَبُو عُمَرَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عِيْسَى.
269 4076- ابن اللبان، عبد الله بن محمد.
26 3752- ابْنُ اللَّبَّانِ، مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ الحسن.
21 3747- ابْنُ اللَّيْثِ، الحَسَنُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدٍ.
392 4198- ابن المأمون: أَبُو الغَنَائِمِ عَبْدُ الصَّمَدِ بنُ عَلِيِّ بنِ محمد.
283 4094- ابن المأموني: القاسم بن محمد بن.
66 3803- ابن المتيم، أحمد بن محمد.

(13/540)


129 3893- ابن المحاملي، أحمد بن محمد.
473 4276- ابن المحب، أَبُو القَاسِمِ الفَضْلُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ المُحِبّ.
262 4266- ابن المذهب، الحسن بن على.
210 3999- ابن المزكي، محمد بن المحدث أبي إسحاق إبراهيم.
486 4289- ابن المزكي: أبو بكر محمد ابن يحيى بن إبراهيم.
94 3837- ابْنُ المُسْلِمَةِ، أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عُمَرَ.
388 4194 - ابن المسلمة: أَبُو الفَرَجِ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عُمَرَ.
387 4193- ابن المسلمة: أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بن عمر.
275 4085- ابن المعتز، عبيد الله بن المعتز.
123 3884- ابن المغربي، على بن الحسين.
20 3745- ابن المكوي، أحمد بن عبد الملك.
93 3833- ابن المنذر، الحسن بن الحسن.
401 4206- ابن المهتدي: أَبُو الحَسَنِ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ ابن المهتدي بالله.
403 4208- ابن المهتدي بالله. أَبُو الحُسَيْنِ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عبيد الله الهاشمي.
223 4011- ابْنُ المِيْرَاثِيِّ، أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عِيْسَى.
80 3817- ابن النحاس، عبد الرحمن بن عمر.
470 4272- ابن النقور: أَبُو الحُسَيْن أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ.
471 4273- ابن النقور: أَبُو مَنْصُوْرٍ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ.
509 4317- ابْنُ بَابْشَاذَ: أَبُو الحَسَنِ طَاهِرُ بنُ أَحْمَدَ بن بابشاذ.
61 3797- ابن بابك، عبد الصمد بن منصور.
351 4166- ابْنُ بَادِيْسَ: المُعِزُّ بنُ بَادِيْسَ بنِ مَنْصُوْرٍ بن بلكين.
206 3995- ابن باكويه، محمد بن عبد الله.
40 3772- ابن بالويه، عبد الرحمن بن محمد.
54 3786- ابن برهان، الحسين بن عمر.
343 4155- ابْنُ بَرْهَانَ: أَبُو القَاسِمِ عَبْدُ الوَاحِدِ بنُ على بن برهان.
153 3930- ابن بشران، عبد الملك بن محمد.

(13/541)


79 3816- ابْنُ بِشْرَانَ، عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الله.
309 4118- ابن بشران: أبو بكر محمد بن أبي القاسم.
303 4111- ابن بطال: أبو الحسن علي بن خلف بن بطال.
165 3938- ابن بكير، محمد بن عمر.
348 4164- ابن بندار: أَبُو الفَضْلِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بن أَحْمَدَ بنِ الحسن.
15 3737- ابن بيري، أبو بكر بن عبيد ابن الفضل.
27 3754- ابْنُ ثَرْثَالٍ، أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ بنِ أحمد.
482 4284- ابْنُ جَدَّا: أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ الحُسَيْنِ بن جدا.
59 3793- ابن جهضم، على بن عبد الله.
37 3766- ابن جوله، عبد الله بن أحمد.
18 3741- ابْنُ حَامِدٍ، الحَسَنُ بنُ حَامِدِ بنِ عَلِيٍّ.
38 3768- ابن حبيب، الحسن بن محمد.
39 3769- ابن حبيب، عبد الرحمن بن محمد.
373 4190- ابْنُ حَزْمٍ، أَبُو مُحَمَّدٍ عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ بن سعيد.
92 3833- ابْنُ حَسْنُوْنَ، أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ.
249 4049- ابن حمدان، أبو محمد الحسن بن الحسين.
276 4087- ابن حمدان، محمد بن أحمد بن علي.
450 4248- ابن حمدان، حسين بن الأمير سيف الدولة حسن التغلبي.
329 4136- ابن حمدون، أبو بكر محمد ابن محمد بن حمدون.
238 4043- ابن حمصة، على بن عمر الحراني.
469 4271 - ابن حيان، أبو مروان حَيَّانُ بنُ خَلَفِ بنِ حُسَيْنِ بنِ حَيَّانَ.
119 3876- ابْنُ حِيْدٍ، مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدٍ.
409 4216- ابن حيد، أَبُو مَنْصُوْرٍ بَكْرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ.
494 4301- ابن حيوس، أبو الفتيان محمد بن سلطان بن محمد.
15 3738- ابن خزافة، على بن محمد ابن علي.
100 3846- ابن خواستي، عبد العزيز بن جعفر.
181 3950- ابن دراج، أحمد بن محمد.
107 3856- ابن دراج، أحمد بن محمد.

(13/542)


187 3960- ابن دوست عبد الرحمن بن محمد بن محمد.
85 3822- ابن دوست، أحمد بن المحدث.
164 3936- ابْنُ دُوْسْتَ، عُثْمَانُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ يُوْسُفَ.
140 3910- ابْنُ ذُنِّيْنَ، عَبْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ.
204 3991- ابن رامش، منصور بن رامش.
50 3780- ابن رزقويه، محمد بن أحمد.
189 3966- ابن رزمة، محمد بن عبد الواحد،
333 4141- ابن رضوان، أبو الحسن على بن رضوان.
234 4029- ابْنُ رِيْذَةَ، مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ أحمد.
138 3905- ابن زهر، محمد بن مروان.
402 4207- ابن زيدون، أَبُو الوَلِيْدِ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بن أحمد.
506 4312- ابن زيرك، أَبُو الفَضْلِ مُحَمَّدُ بنُ عُثْمَانَ بنِ أَحْمَدَ.
239 4036- ابن سختام.
370 4186- ابن سراج: أبو القاسم سراج بن عبد الله بن محمد بن سراج.
62 3798- ابن سراقة، محمد بن يحيى.
258 4061- ابن سعدان، محمد بن عبد السلام.
456 4257- ابن سكينة: أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ حسين بن سكينة.
265 4069- ابن سلوان، محمد بن يحيى.
353 4169- ابْنُ سِيْدَه: أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ إِسْمَاعِيْلَ المرسي اللغوي.
199 3986- ابن سينا، الحسين بن عبد الله.
134 3900- ابن شاذان، الحسن بن أبي بكر.
238 4033- ابن شاهين، عبيد الله بن أبي حفص.
344 4156- ابن شاهين: أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ.
143 3915- ابن شبانة، عبد الرحمن بن محمد.
196 3981- ابن شعيب، الحسن بن محمد.
354 4158- ابن شق الليل: أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ موسى.
355 4173- ابن شمة: أَبُو الطَّيِّبِ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بنُ عُمَرَ بنِ موسى.
205 3994- ابن شهاب، الحسن بن شهاب

(13/543)


125 3887- ابن شهريار، الفضل بن عبيد الله.
182 3951- ابن شهيد، أحمد بن أبي مروان.
260 4064- ابْنُ صَخْرٍ، مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدٍ.
471 4274- ابن طلاب: أَبُو نَصْرٍ: الحُسَيْنُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ.
246 4043- ابن عايد، محمد بن عبد الله.
197 3984- ابن عباد، محمد بن إسماعيل.
357 4176- ابْنُ عَبْدِ البَرِّ: أَبُو عُمَرَ يُوْسُفُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ البَرِّ.
168 3943- ابن عبد كويه، على بن يحيى.
125 3886- ابن عبدان، على بن الحافظ أحمد.
186 3959- ابن عليك، عبد الرحمن بن الحسن.
432 4231- ابن عليك: أَبُو القَاسِمِ عَلِيُّ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ الحسن.
316 4125- ابن عمروس: أبو الفضل محمد بن عبيد الله.
195 3978- ابن غالب، عبد الله بن غالب.
165 3939- ابن غرسيه، عبد الرحمن بن سعيد.
328 4135 - ابن غزو: أبو مسلم عبد الرحمن بن غزو.
236 4032- ابْنُ غَيْلاَنَ، مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ.
190 3967- ابن فاذشاه.
260 4063- ابن فدويه، محمد بن إسحاق.
22 3748- ابن فطيس، عبد الرحمن بن محمد.
116 3871- ابن فنجويه، الحسين بن محمد.
24 3750- ابن فورك، محمد بن الحسن.
8 3729- ابن كج، يوسف بن أحمد.
140 3911- ابن كردان، على بن طلحة.
140 3911- ابْنُ كُرْدِي، أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيٍّ.
226 4017- ابْنُ مَامَا، أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْيَدَ.
284 4098- ابن مأمون، أبو غانم حميد بن المأمون.
60 3794- ابن محمش، محمد بن محمد بن محمش.
110 3860- ابن مخلد، محمد بن محمد.

(13/544)


493 4299- ابن مخلد: أبو الحسن محمد ابن محمد بن مخلد الأزدي.
77 3815- ابن مردويه، أحمد بن موسى.
122 3883- ابن مرزوق، أحمد بن محمد القاسم.
284 4099- ابن مسرور: أبو حفص عمر ابن أحمد.
274 4083- ابْنُ مِسْكِيْنٍ، عَبْدُ المَلِكِ بنُ عَبْدِ اللهِ.
152 3929- ابن مصعب، محمد بن على ابن إبراهيم.
204 3992- ابن مغلس، عبد العزيز بن أحمد.
221 4007- ابن مغيث، يونس بن عبد الله.
146 3920- ابن منجويه، أحمد بن على ابن محمد.
461 4261- ابن منده: أبو الحسن عبيد الله بن أبي عبد الله محمد العبدي.
458 4260- ابن منده: أبو القاسم عبد الرحمن بن أَبِي عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدِ بنِ إِسْحَاقَ.
480 4282- ابْنِ منظور: أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عيسى.
248 4047- ابْنُ مُنِيْرٍ، عَلِيُّ بنُ مُنِيْرِ بنِ أَحْمَدَ.
28 3756- ابن مهدي، عبد الواحد بن محمد.
354 4170- ابن مهربزد: أَبُو مُسْلِمٍ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدِ بن مهربزد.
507 4313- ابن موسى الخياط: أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدِ البغدادي.
230 4024- ابْنُ مِيْقُلَ، مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ أحمد.
70 3807- ابن ميلة، على بن ماشاذه.
36 3764- ابن نباتة، عبد العزيز بن عمر.
139 3907- ابن نجاح، يحيى بن نجاح.
167 3941- ابن نظيف، محمد بن الفضل.
127 3890- ابن هارون، محمد بن أحمد.
18 3742- ابْنُ وَجْهِ الجَنَّةِ، يَحْيَى بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ.
452 4250- ابن يونس: أبو على الحسن بن عمر الأصبهاني.
23 3749- أبو أحمد الفرضي، عبيد الله ابن محمد.
59 3792- أبو أحمد منصور بن محمد.
106 3855- أبو أسامة الهروي، محمد بن أحمد.
101 3847- أبو إسحاق الأسفراييني، إبراهيم بن محمد.

(13/545)


10 3733- أَبُو الحَسَنِ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ.
137 3903- أبو الحسن على بن محمد.
230 4025- أبو الحسين البصري، محمد ابن على.
476 4279- أبو الخير الصغار: محمد بن موسى بن عبد الله.
279 4091- أَبُو الطَّيِّبِ الطَّبَرِيُّ، طَاهِرُ بنُ عَبْدِ اللهِ.
291 4107- أبو العلاء: أحمد بن عبد الله.
432 4232- أَبُو الفَرَجِ الجَرِيْرِيُّ: عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ على البجلي.
305 4115- أبو الفرج الدارمي: محمد ابن عبد الواحد.
58 3790- أَبُو الفَضْلِ التَّمِيْمِيُّ، عَبْدُ الوَاحِدِ بنُ عَبْدِ العزيز.
450 4247- أَبُو جَعْفَرٍ الطُّوْسِيُّ: مُحَمَّدُ بنُ الحَسَنِ بنِ على الطوسي.
345 4157- أبو حاتم القزويني: محمود ابن حسن الطبري القزويني.
13 3736- أبو حامد الإسفراييني، أحمد بن أبي طاهر.
235 4030- أَبُو حَسَّانٍ المُزَكِّي، مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ جعفر.
212 4002- أَبُو ذَرٍّ الهَرَوِيُّ، عَبْدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ محمد.
418 4228- أَبُو سَعْدٍ عُبَيْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ اللهِ حسكويه.
127 3891- أَبُو صَادِق، مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ.
498 4304- أَبُو صَالِحٍ المُؤَذِّنُ: أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ بنِ عَلِيٍّ النَّيْسَابُوْرِيّ.
342 4154- أَبُو طَاهِرٍ الثَّقَفِيُّ: أَحْمَدُ بنُ مَحْمُوْدِ بنِ أحمد الثقفي.
144 3917- أَبُو طَاهِرٍ بنُ سَلَمَةَ، الحُسَيْنُ بنُ عَلِيِّ.
261 4065- أبو طاهر بن عبد الرحيم.
27 3753- أبو على الروذباري: الحسن بن محمد.
476 4280- أَبُو عَلِيٍّ الشَّافِعِيُّ: الحَسَنُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن الحسن.
29 3753- أَبُو عَلِيٍّ الفَارِسِيُّ، عَبْدُ المَلِكِ بنُ مُحَمَّدٍ.
31 3759- أبو عمر الهاشمي، القاسم ابن جعفر.
207 3996- أبو عمران الفاسي، موسى ابن عيسى.
317 4127- أَبُو عَمْرٍو الدَّانِي، عُثْمَانُ بنُ سَعِيْدِ بنِ عثمان.
509 4318- أَبُو عَمْرٍو بنُ مَنْدَةَ: عَبْدُ الوَهَّابِ بنُ أبي عبد الله محمد.
256 4057- أبو كاليجار، مرزبان بن سلطان الدولة.

(13/546)


310 4119- أبو مسعود البجلي: أحمد بن محمد.
33 3761- أَبُو مَسْعُوْدٍ، إِبْرَاهِيْمُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عُبَيْدٍ.
491 4296 - أَبُو مُسْلِمٍ اللَّيْثِيُّ: عُمَرُ بنُ عَلِيِّ بنِ أحمد بن الليث.
58 3791- أبو منصور الأزدي، محمد بن محمد.
223 4010- أبو منصور الأيوبي.
461 4262- أَبُو نَصْرٍ التَّاجِرُ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عَلِيِّ بن محمد النيسابوري.
270 4077- أَبُو نَصْرٍ السِّجْزِيُّ: عُبَيْدُ اللهِ بنُ سَعِيْدِ.
155 3932- أبو نُعَيْمٍ، أَحْمَد بن عَبْدِ اللهِ بنِ أَحْمَدَ
316 4126- أبو يعلي الصابوني، إسحاق ابن عبد الرحمن بن أحمد.
155 4310- أتسز بن أوق الخوارزمي صاحب دمشق.
286 4101- أحمد بن محمد بن عبدوس الزعفراني.
267 4071- أخوه، أحمد بن عبد الرحمن.
113 3864- إسماعيل بن ينال.
224 4013- الأبهري: جعفر بن محمد بن الحسين.
191 3969- الإدريسي: القاسم بن حمود بن ميمون.
32 3760- الإدريسي: عبد الرحمن بن محمد.
141 3912- الأردستاني، محمد بن إبراهيم.
198 3985- الأردستاني، محمد بن عبد الواحد.
151 3927- الأرموي، عبد الغفار بن عبد الواحد.
288 4103- الأزجي: أبو القاسم عبد العزيز.
225 4015- الأزهري: عبيد الله بن أحمد.
410 4218- الأَزْهَرِيُّ: أَبُو حَامِدٍ أَحْمَدُ بنُ الحَسَنِ بنِ محمد.
400 4203- الأسداباذي: أبو منصور أحمد بن على الأسداباذي.
43 3776- الإِسْفَرَايِيْنِيُّ، مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ الوَهَّابِ.
339 4148- الإسكاف، أَبُو القَاسِمِ عَبْدُ الجَبَّارِ بنُ عَلِيِّ بنِ محمد.
192 3973- الإسماعيلي، السري بن أبي سعد.
192 3971- الإسماعيلي، المفضل بن إسماعيل.

(13/547)


408 4214- الإسماعيلي: أَبُو الحَسَنِ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الرَّحِيْمِ بنِ أحمد.
192 3970- الأملوكي، المسدد بن على.
475 4278- الأنطاكي: أبو عبد الله الحسن "أو الحسين" بن على بن عمر.
484 4287- الأنماطي: أَبُو القَاسِمِ عَبْدُ العَزِيْزِ بنُ عَلِيِّ بنِ أحمد.
286 4102- الأهوازي: أبو على الحسن بن علي.
445 4241- الإِيْلاَقِيُّ: أَبُو الرَّبِيْع طَاهِرُ بنُ عَبْدِ اللهِ التركي.
495 4302- ألب أرسلان: أبو شجاع محمد بن جغريبك داود بن ميكائيل.
465 4266- البَاخَرْزِيُّ: أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ الحَسَنِ بنِ علي.
94 3835- الباشاني، محمد بن على بن الحسين.
372 4189- البَاطَرْقَانِيُّ: أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بنُ الفَضْلِ بنِ محمد الأصبهاني.
275 4086- الباقلاني، على بن إبراهيم.
113 3866- البجاني، الحسين بن عبد الله.
455 4255- البحيري: أَبُو الحَسَنِ عَبْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ.
332 4140- البَحِيْرِيُّ: أَبُو عُثْمَانَ سَعِيْدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ البحيري.
454 4254- البحيري أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الحَمِيْدِ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ.
194 3977- البراذعي، خلف بن أبي القاسم.
160 3977- البرقاني، أحمد بن محمد.
240 4037- البرمكي.
347 4161- البساسيري: أبو الحارث أرسلان التركي البساسيري.
490 4295- البَسْتِيْغِيُّ: أَبُو سَعْدٍ شَبِيْبُ بنُ أَحْمَدَ بنِ محمد بن خشنام.
83 3820- البسطامي، محمد بن الحسين.
352 4168- البسطامي: أبو سهل محمد بن هبة الله بن محمد.
492 4297- البياضي: أَبُو جَعْفَرٍ مَسْعُوْدُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ بنِ المحسن.
363 4177- البيهقي: أبو بكر أحمد بن الحسين بن على الخسروجردي.
357 4175- الثاني: أبو الفتح منصور بن الحسين بن علي.
106 3854- التباني، الحسين بن أحمد بن على.
408 4215- الترابي: أبو بكر محمد بن أبي الهيثم عبد الصمد.
267 4072- التنوخي، على بن القاضي.
116 3869- التهامي، على بن محمد بن فهد.

(13/548)


229 4022- التياني: تمام بن غالب بن عمر.
146 3919- الثعالبي، عبد الملك بن محمد.
145 3918- الثعلبي، أحمد بن محمد.
117 3872- الجارودي، محمد بن أحمد.
49 3779- الجراحي، عبد الجبار بن محمد.
65 3802- الجرجاني، محمد بن إبراهيم.
505 4311- الجُرْجَانِيُّ: أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ القَاهِرِ بنُ عَبْدِ الرحمن.
228 4020- الجرجرائي، على بن أحمد.
116 3870- الجرجرائي، محمد بن إدريس.
121 3880- الجصاص، طاهر بن حسن.
351 4167- الجَعْفَرِيُّ، أَبُو يَعْلَى حَمْزَةُ بنُ مُحَمَّدٍ الهَاشِمِيُّ الجعفري.
113 3865- الجمال، الحسين بن إبراهيم.
134 3899- الجوبري، عبد الرحمن بن محمد.
462 4263- الجُوْرِيُّ: أَبُو مَنْصُوْرٍ عُمَرُ بنُ أَحْمَدَ بنِ محمد الجوري.
313 4121- الجوهري: أبو محمد الحسن بن علي.
247 4045- الجويني، عبد الله بن يوسف.
315 4123- الجيلي: أبو إسحاق إبراهيم بن العباس.
132 3897- الحرفي، عبد الرحمن بن عبيد الله.
418 4227- الحسكاني، أبو القاسم عبيد الله بن عبد بن أحمد.
350 4165- الحُصْرِيُّ: أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيْمُ بنُ عَلِيِّ بنِ تميم القيرواني.
68 3805- الحفار، هلال بن محمد.
404 4209- الحَفْصِيُّ: أَبُو سَهْلٍ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عبيد الله.
369 4185- الحَلْوَائِيُّ: أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ العَزِيْزِ بنُ أَحْمَدَ البخاري الحلواني.
35 3763- الحليمي، الحسين بن الحسن.
369 4184- الحَمَّادِيُّ: أَبُو عَلِيٍّ حَسَنُ بنُ عَلِيِّ بنِ مكي.
305 4114- الحمال: أبو الحسن رافع بن نصر.
128 3892- الحمامي، على بن أحمد.
218 4005- الحنائي، على بن محمد بن إبراهيم.
346 4159- الحنائي، على بن محمد بن إبراهيم.
346 4159- الحنائي: أبو القاسم الحسنين بن محمد بن إبراهيم.
98 3843- الحناط، خلف بن عمر.
194 3975- الحوفي، على بن إبراهيم.
102 3848- الحيري، أحمد بن أبي الحسن.

(13/549)


203 3990- الحيري، إسماعيل بن أحمد.
302 4109- الخَبَّازِيُّ: أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ.
136 3902- الخرجاني، على بن أحمد بن محمد.
137 3904- الخرقاني، على بن أحمد.
48 3778- الخركوثي، عبد الملك بن أبي عثمان.
16 3739- الخزاعي، على بن أحمد بن محمد.
98 3844- الخصيب بن عبد الله بن محمد.
367 4180- الخِضْرِيُّ: أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ الخضري.
419 4229- الخَطِيْبُ: أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بنُ عَلِيِّ بنِ ثابت الخطيب.
273 4080- الخفاف، عمر بن الحسين.
233 4028- الخلال، الحسن بن أبي طالب.
236 4031- الخليلي، الخليل بن عبد الله.
37 3765- الخوارزمي، محمد بن موسى.
284 4097- الخوارزمي: أبو سعيد أحمد بن محمد.
192 3972- الخولاني.
290 4105- الخولاني: أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ.
393 4199- الداوودي: أَبُو الحَسَنِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ المُظَفَّرِ الداوودي.
193 3974- الدبوسي، عبد الله بن عمر.
430 4230- الدَّرْبَنْدِيُّ: أَبُو الوَلِيْدِ الحَسَنُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ على.
188 3962- الدزبري، نوشتكين بن عبد الله التركي.
228 4019- الدلوبي، أحمد بن محمد بن أحمد.
468 4270- الدينوري اللبان: أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ نَصْرَ.
242 4040- الذكواني، عبد الرحمن بن أبي بكر.
143 3916- الذكواني، محمد بن أبي على أحمد
331 4138- الذُّهْلِيُّ، أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ حُمَيْدِ بنِ علي.
72 3808- الرازي، أحمد بن الحسن بن بندار.
194 3976- الرازي، أحمد بن علي.
87 3825- الراشد بالله، الحسن بن جعفر.
341 4151- الراغب: أبو القاسم الحسين بن محمد بن المفضل.

(13/550)


105 3852- الرباطي، محمد بن عبد الله.
227 4018- الربعي، على بن الحسن بن على.
122 3882- الربعي، على بن عيسى.
189 3964- الرخجي، الحسين.
109 3859- الرزاز، على بن أحمد بن محمد.
183 3954- الرزجاهي، محمد بن عبد الله.
64 3801- الرضي، محمد بن الطاهر.
338 4147- الرّيُوْلِيُّ، أَبُو مُحَمَّدٍ القَاسِمُ بنُ الفَتْحِ بنِ محمد.
465 4267- الزبحي: أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ أَبِي مُحَمَّدٍ بنِ عبد الله.
477 4281- الزَّنْجَانِيُّ: أَبُو القَاسِمِ سَعْدُ بنُ عَلِيِّ بنِ محمد.
390 4196- الزهراوي: أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بنُ عُبَيْدِ اللهِ بنِ يوسف.
195 3979- الزهري، عمر بن إبراهيم.
184 3955- الزيدي، على بن محمد.
512 4320- الزَّيْنَبِيُّ: أَبُو نَصْرٍ مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيٍّ الهاشمي.
104 3849- الستيتي، أحمد بن محمد بن سلامة.
354 4171- السَّرَوِيُّ: أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيْمُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ موسى السروي.
282 2092- السعدي: أبو الفضل محمد بن أحمد.
37 3767- السقطي، عبيد الله بن محمد.
118 3873- السكري، عبد الله بن يحيى.
500 4305- السُّكَّرِيُّ: أَبُو سَعْدٍ عَلِيُّ بنُ مُوْسَى النَّيْسَابُوْرِيُّ.
172 3946- السلطان، محمود بن سيد الأمراء.
43 3777- السلمي، محمد بن الحسين.
120 3878- السليطي، أحمد بن محمد ابن الحسين.
16 3740- السليماني، أحمد بن على ابن عمرو
307 4117- السمان: أبو سعد إسماعيل بن علي.
268 4073- السمناني، محمد بن أحمد.
314 4122- السميساطي: أبو القاسم على بن محمد.
120 3877- السهلي، أحمد بن محمد.
163 3935- السهمي، حمزة بن يوسف.
250 4052- السواق، محمد بن محمد.
387 4192- السُّيُوْرِيُّ: أَبُو القَاسِمِ عَبْدُ الخَالِقِ بنُ عَبْدِ الوارث.
52 3782- الشَّيْبَانِيُّ، عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عُمَرَ بنِ نَصْرٍ.

(13/551)


449 4246- الشيخ الأجل: أَبُو مَنْصُوْرٍ عَبْدُ المَلِكِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ يوسف.
96 3840- الشَّيْخُ المُفِيْدُ، مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ النُّعْمَانِ.
41 3774 - الشيرازي، أحمد بن عبد الرحمن.
299 4108 - الصابوني: أبو عثمان إسماعيل بن عبد الرحمن.
139 3908- الصباغ، محمد بن الطيب ابن سعد.
447 4245- الصريفيني: أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ.
20 3746- الصعلوكي، سهل بن الإمام.
356 4174- الصَّفَّارُ الخَشَّابُ: أَبُو سَعِيْدٍ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بن محمد.
229 4032- الصفار، عبد الرحمن بن أحمد بن عمر.
508 4315- الصَّفَّارُ: أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ القَاسِمِ بنِ حبيب.
463 4265- الصليحي: أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ القَاضِي مُحَمَّدِ بنِ على الصليحي.
253 4056- الصوري، محمد بن علي.
99 3845- الصيرفي، محمد بن موسى.
405 4210- الصَّيْرَفِيُّ، أَبُو بَكْرٍ يَعْقُوْبُ بنُ أَحْمَدَ بنِ محمد.
247 4044- الصيمري، الحسين بن على.
196 3982- الطحان، عبد الباقي بن محمد.
131 3896- الطرازي، على بن محمد بن محمد.
401 4205- الطُّرَيْثِيْثِيُّ: أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ جعفر الطريثيثي أبو الحسن.
277 4088- الطفال، محمد بن الحسين بن محمد.
219 4006- الطلمنكي، أحمد بن محمد.
248 4046- الطناجيري، الحسين بن على ابن عبيد.
277 4089- العادل، عبد الرحيم بن حسين.
272 4078- العالي بالله، إدريس بن يحيى.
371 4188- العَبَّادِيُّ: أَبُو عَاصِمٍ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ محمد العبادي.
90 3831- العبدوبي، عمر بن أحمد.
6 3728- العبقسي، أحمد بن إبراهيم بن أحمد.
239 4035- العتيقي، أحمد بن محمد بن أحمد.
256 4058- العزيز، أبو منصور بن جلال الدولة أبي طاهر.
303 4112- العشاري: أبو طالب محمد بن علي.

(13/552)


452 4251- العَطَّارُ: أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ عَلِيِّ.
105 3851- العكبري، عمر بن أحمد بن عثمان.
482 4285- العُكْبَرِيُّ: أَبُو مَنْصُوْرٍ مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أحمد.
258 4062- العلوي، محمد بن علي.
263 4067- العمري، ناصر بن الحسين.
323 4130- العَيَّارُ: أَبُو عُثْمَانَ سَعِيْدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ محمد.
84 3821- العيسوي: على بن عبد الله.
87 3826- الغضائري، الحسين بن الحسن بن محمد.
88 3827- الغضائري، الحسين بن عبيد الله.
274 4084- الغندجاني، عبد الوهاب بن محمد.
406 4212- الغندجاني، أَبُو مُحَمَّدٍ الحَسَنُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُوْسَى.
254 4042- الفارسي، على بن محمد بن على.
141 3913- الفارسي، محمد بن إبراهيم.
472 4225- الفَارِسِيُّ: أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ العزيز الفارسي.
306 4116- الفالي: أبو الحسن على بن أحمد.
139 3909- الفشيديزجي، الحسين بن الخضر.
485 4288- الفضيلي: أَبُو عَاصِمٍ الفُضَيْلُ بنُ يَحْيَى بنِ الفُضَيْلِ.
183 3953- الفلكي، على بن الحسين بن أحمد.
415 4224- الفوراني، أَبُو القَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ فُورَان.
436 4238- القائم: أبو جعفر عبد الله بن القادر بالله أحمد العباسي.
285 4100- القَادِسِيُّ: أَبُو عَبْدِ اللهِ الحُسَيْنُ بنُ أَحْمَدَ
387 4191- القاضي أبو تمام: علي بن محمد بن الحسن البغدادي.
325 4131- القاضي أبو يَعْلَى: مُحَمَّدِ بنِ الحُسَيْنِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ خلف.
414 4222- القاضي حسين بن محمد بن أحمد المروزي الشافعي أبو علي.
42 3775- القاضي عبد الجبار بن أحمد.
142 3914- القاضي عبد الوهاب.
371 4178- القبري: أَبُو شَاكِرٍ عَبْدُ الوَاحِدِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ موهب.
224 4012- القدوري: أحمد بن محمد بن أحمد.
222 4008- القراب، إسحاق بن أبي إسحاق.

(13/553)


114 3867- القراب، إسماعيل بن الحافظ.
211 4000- القرشي، سعيد بن العباس.
86 3824- القزاز، محمد بن جعفر.
243 4041- القزويني، على بن عمر بن محمد.
395 4200- القشيري: أَبُو القَاسِمِ عَبْدُ الكَرِيْمِ بنُ هَوَازِن بنِ عبد الملك.
326 4132- القُضَاعِيُّ: أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ سَلاَمَةَ بن جعفر.
89 3829- القطان، محمد بن الحسين بن محمد.
138 3906- القطان، محمد بن يوسف بن أحمد
129 3894- القفال، عبد الله بن أحمد.
95 3839- القنازعي، عبد الرحمن بن مروان.
148 3923- القومساني: محمد بن أحمد.
445 4240- القيرواني: أبو علي الحسن بن رشيق.
187 3961- القيشطالي، عتمان بن أحمد بن محمد.
367 4179- الكَازَرُوْنِيُّ: أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ بَيَانِ بن محمد.
108 3858- الكاغدي، منصور بن نصر.
407 4213- الكتاني: أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ العَزِيْزِ بنُ أَحْمَدَ بنِ محمد.
341 4152- الكراجكي: أبو الفتح محمد بن علي الكراجكي الشيعي.
241 4038- الكراعي، أحمد بن على بن حسين.
269 4075- الكسائي، على بن عبيد الله.
189 3965- الكسار، أحمد بن الحسين.
331 4139- الكنجروذي: أَبُو سَعْدٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ محمد.
333 4146- الكُنْدُرِيُّ: أَبُو نَصْرٍ مُحَمَّدُ بنُ مَنْصُوْرِ بنِ محمد.
136 3901- اللالكائي، هبة الله بن الحسن.
251 4053- اللبيدي، أبو القاسم بن محمد.
368 4182- اللَّوْزَنْكِيُّ: أَبُو جَعْفَرٍ أَحْمَدُ بنُ سَعِيْدٍ الأَنْدَلُسِيُّ.
73 3810- الماليني، أحمد بن محمد بن أحمد.
391 4197- المأمون: أبو زكريا يحيى بن الأمير إسماعيل بن عبد الرحمن.
311 4120- الماوردي: أبو الحسن على بن محمد.
9 3732- المجبر، أحمد بن محمد بن موسى.

(13/554)


202 3988- المحاملي، أحمد بن عبد الله.
54 3785- المحاملي، محمد بن أحمد ابن القاسم.
231 4026- المرتضي، على بن حسين بن موسى.
166 3940- المرزوقي، أحمد بن محمد ابن الحسن.
162 3934- المري، عبد الوهاب بن عبد الله.
69 3806- المزكي، يحيى بن المحدث.
105 3853- المسبحي، محمد بن عبيد الله.
98 3842- المستظهر بالله، عبد الرحمن ابن هشام.
63 3800- المستعين، سليمان بن الحكم.
217 4004- المستغفري، جعفر بن محمد.
124 3885- المستكفي، محمد بن عبد الرحمن.
120 3879- المعاذي، الحسين بن أحمد.
411 4220- المعتضد: أَبُو عَمْرٍو عَبَّادُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيْلَ.
205 3993- المعتلي، يحيى بن على بن حمود.
327 4133- المَغْرِبِيُّ: أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بنُ مَنْصُوْرِ بنِ خلف.
148 3922- المفسر، منصور بن الحسين ابن محمد.
442 4239- المقتدي: أَبُو القَاسِمِ عُبَيْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ القائم بأمر الله.
481 4283- الملقاباذي: أبو بكر محمد ابن حسان بن محمد.
341 4150- الملك الرحيم: أبو نصر خسرو بن الملك أبي كاليجار.
411 4219- المليحي: أبو عمر عبد الواحد بن أحمد.
229 4021- المنازي، أحمد بن يوسف.
168 3942- المنقي أحمد بن طلحة.
416 4225- المَنِيْعِيُّ: أَبُو عَلِيٍّ حَسَّانُ بنُ سَعِيْدِ بنِ حسان.
154 3931- المنيني، محمد بن رزق الله.
456 4258- المهرواني: أبو القاسم يوسف بن محمد المهرواني.
226 4016- المهلب بن أحمد بن أبي صفرة.
53 3784- المهلبي، حمزة بن عبد العزيز.
181 3949- الميداني، عبد الوهاب بن جعفر.
250 4051- الميهني، فضل بن أبي الخير.

(13/555)


274 4082- الناصحي، عبد الله بن الحسين.
61 3796- الناصر، على بن حمود بن ميمون.
39 3771- النجاد، على بن القاسم.
147 3921- النجيرمي، يوسف بن يعقوب.
417 4226- النخشبي: عبد العزيز بن محمد النسفي.
322 4128- النرسي: أبو الحسين محمد بن أبي نصر أحمد بن محمد.
122 3881- النسائي، محمد بن زهير.
211 4001- النصروبي، عبد الرحمن بن حمدان.
94 3836- النعيمي، أحمد بن الفضل.
149 3926- النعيمي، على بن أحمد.
76 3814- النقاش، محمد بن على بن عمرو.
282 4039- النوقاني: أبو منصور محمد بن محمد.
457 4259- الهمذاني: أَبُو القَاسِمِ يُوْسُفُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ يُوْسُفَ.
453 4252- الوَاحِدِيُّ: أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدٍ.
454 4253- الواحدي: أبو القاسم عبد الرحمن بن أحمد.
466 4268- الوَخْشِيُّ: أَبُو عَلِيٍّ الحَسَنُ بنُ عَلِيِّ بنِ محمد.
249 4048- الوزير، محمد بن جعفر بن محمد.
330 4137- الوني، أَبُو عَبْدِ اللهِ الحُسَيْنُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عبد الواحد.
90 3830- الوهراني، عبد الرحمن بن عبد الله.
75 3813- اليزدي، أحمد بن عبد الرحمن.
26 3751- باديس، بن منصور بن يوسف.
208 3997- بشرى، ابن مسيس.
501 3781- بِنْتُ البِسْطَامِيِّ: عَائِشَةُ بِنْتُ مُحَمَّدِ بن الحُسَيْنِ البسطامي.
9 3731- بهاء الدولة، أحمد بن عضد الدولة.
489 4293- بيبي بنت عبد الصمد بن على الهرثمية.
182 3952- تراب بن عمر.
67 3804- تمام بن محمد بن عبد الله.
369 4138- ثابت بن أسلم أبو الحسن الحلبي.
406 4211- جابر بن ياسين بن حسن أبو الحسن.
334 4142- جغريبك: داود بن ميكائيل ابن سلجوقي.

(13/556)


225 4014- جلال الدولة، فيروز جرد.
195 3980- جهور بن محمد.
451 4249- حاتم بن محمد بن عبد الرحمن التميمي.
283 4095- حَجَّاجُ بنُ القَاسِمِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ هِشَامٍ.
250 4050- حفيد المقتدر، الحسن بن عيسى.
273 4081- حكم بن محمد.
95 3838- حمد بن عمر بن أحمد.
148 3924- حمزة بن محمد.
366 4178- حيدرة بن الحسين الأمير المؤيد.
492 4298- حيدرة بن علي القحطاني الأنطاكي.
251 4054- خاموش، أحمد بن الحسن.
51 3781- خلف بن محمد بن على.
191 3968- ذو القرنين، وجيه الدولة.
389 4195- رئيس الرؤساء: أبو القاسم على بن الحسين بن الشيخ أبي الفرج.
446 4243- زعيم الملك: أبو الحسن على ابن الحسين بن علي.
348 4163- زهير بن الحسن بن على السرخسي.
119 3874- سابور بن أردشير.
315 4124- سبط بحرويه: أبو القاسم إبراهيم بن منصور.
97 3841- سلطان الدولة، فناخسرو بن الملك بهاء الدولة.
264 4068- سليم بن أيوب.
186 3958- سيار بن يحيى بن محمد.
487 4291- شَاهْفُوْرُ: أَبُو المُظَفَّرِ طَاهِرُ بنُ مُحَمَّدٍ الإِسْفَرَايِيْنِيُّ.
188 3963- شعيب بن عبد الله بن المنهال.
509 4316- صاحب الجبلي: أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ أَحْمَدَ.
6 3727- صاحب اليمن، عبد الله بن محمد بن يوسف.
346 4160- صاحب اليمن.
463 4264- صاحب حلب: محمود بن الملك صالح بن مرداس الكلابي.
258 4060- صاحب غزنة والهند، مودود بن مسعود.
347 4162- صَاحِبُ غَزْنَةَ: فَرُّخْزَادُ بنُ مَسْعُوْدِ بنِ مَحْمُوْدٍ.
186 3957- صاعد بن محمد بن أحمد.
112 3863- صالح بن مرداس.
434 4235- صردربعر: أَبُو مَنْصُوْرٍ عَلِيُّ بنُ الحَسَنِ بنِ عَلِيِّ.
85 3823- صريع الدلاء، محمد بن عبد الواحد.

(13/557)


61 3795- طغان خان.
334 4143- طغرلبك: محمد بن ميكائيل السلجوقي.
169 3942- طلحة بن علي.
52 3783- ظفر بن محمد بن أحمد.
433 4234- عائشة بنت حسن بن إبراهيم أم الفتح.
433 4233- عَبْدُ الحَقِّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ هَارُوْنَ السَّهْمِيُّ.
412 4221- عبد الرحيم بن أحمد بن نصر التميمي البخاري أبو زكريا.
72 3809- عبد الرحيم بن إلياس.
289 4104- عَبْدِ الغَافِرِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الغَافِرِ.
55 3789- عبد الغني بن سعيد بن علي.
222 4009- عبد القاهر بن طاهر.
272 4079- عبد الله بن الوليد.
39 3770- عبد الله بن يوسف.
126 3889- عبد المحسن بن محمد.
132 3898- عطية بن سعيد بن عبد الله.
253 4055- على بن ربيعة.
81 3819- على بن هلال بن البواب.
151 3928- عمر بن إبراهيم.
355 4172- عمر بن منصور بن أحمد البخاري البزاز أبو حفص.
34 3762- عبد الجيوش، الحسين بن أبي جعفر.
302 4110- عميد الرؤساء: أبو طالب محمد بن الوزير أبي الفضل.
446 4242- غَالِبُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي اليُمْنِ القيسي.
119 3875- غلام محسن، أحمد بن إبراهيم.
74 3811- غنجار، محمد بن أحمد بن محمد.
62 3799- فَخْرُ المُلْكِ، مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ خَلَفٍ.
337 4145- قتلمش بن إسرائيل بن سلجوق.
257 4059- قرواش، معتمد الدولة بن حسام الدولة.
489 4294- كُرّكَانُ: أَبُو القَاسِمِ عَبْدُ اللهِ بنُ عَلِيٍّ بنِ عَبْدِ اللهِ.
398 4201- كَرِيْمَةُ بِنْتُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ حَاتِم.
511 4319- كلار: أَبُو مَنْصُوْرٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عفيف.
328 4134- كله: أَبُو أَحْمَدَ عَبْدُ الوَاحِدِ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ.
19 3744- لحية الزبل، سعيد بن عثمان.
81 3818- محمد بن أسد.

(13/558)


447 4244- محمد بن عتاب بن محسن الأندلسي.
209 3998- محمد بن عوف.
218 4003- محمد بن عيسى.
409 4217- محمد بن مكي بن عثمان الأزدي.
178 3947- مسعود.
129 3895- مشرف الدولة بن بهاء الدولة.
232 4027- مكي بن أبي طالب حموش.
494 4300- مكي بن جابار الدينوري أبو بكر.
502 4307- مَلِكُ المَغْرِبِ: أَبُو بَكْرٍ بنُ عُمَرَ اللَّمْتُوْنِيُّ.
283 4096- مَنْصُوْرُ بنُ عُمَرَ بنِ عَلِيٍّ أَبُو القَاسِمِ.
55 3788- منير بن أحمد بن الحسن.
164 3937- مهيار بن مرزويه.
339 4149- نَصْرُ الدَّوْلَةِ: أَحْمَدُ بنُ مَرْوَانَ بنِ دوسْتكَ.
483 4286- هياج بن عبد الشامي الحطيني الشافعي أبو محمد.
269 4074- وابنه، أحمد بن أبي جعفر.
170 3945- يحيى بن عمار.
336 4144- ينال: إبراهيم بن ميكائيل السلجوقي الملك.

(13/559)