أخبار أبي حنيفة
وأصحابه وَمن أَصْحَاب أبي حنيفَة الْقَاسِم بن معن
وَهُوَ من ولد عبد الله بن مَسْعُود وَهُوَ مَعَ تقدمه فِي
الْفِقْه وتبحره فِيهِ إِمَام فِي الْعَرَبيَّة مقدم
فِيهَا وَقد روى عَنهُ مُحَمَّد بن الْحسن فِي كتبه
مُصَرحًا بِذكرِهِ ومكنيا عَنهُ وَولى قَضَاء الْكُوفَة
بعد شريك بن عبد الله النَّخعِيّ
وَمن أَصْحَاب أبي حنيفَة أَيْضا يحيى بن زَكَرِيَّا بن
أبي زَائِدَة
أخبرنَا أَحْمد بن مُحَمَّد الصَّيْرَفِي قَالَ أنبأ عَليّ
بن عَمْرو الحريري قَالَ ثَنَا ابْن كأس النَّخعِيّ عَن
أَبِيه قَالَ حَدثنِي صَالح بن سُهَيْل قَالَ كَانَ يحيى
بن زَكَرِيَّا ابْن أبي زَائِدَة احفظ أهل زَمَانه
للْحَدِيث وأفقههم مَعَ مجالسة كَثِيرَة لأبي حنيفَة
وَابْن أبي ليلى وَدين وورع
أخبرنَا أَحْمد بن مُحَمَّد الصَّيْرَفِي قَالَ ثَنَا
عَليّ بن عَمْرو قَالَ ثَنَا ابْن كأس قَالَ حَدثنِي
مُحَمَّد بن النَّضر الْأَزْدِيّ قَالَ سَمِعت عَليّ بن
الْمَدِينِيّ يَقُول انْتهى الْعلم إِلَى ابْن عَبَّاس فِي
زَمَانه وَإِلَى الشّعبِيّ فِي زَمَانه وَإِلَى سُفْيَان
الثَّوْريّ فِي زَمَانه وَإِلَى يحيى بن زَكَرِيَّا بن أبي
زَائِدَة فِي زَمَانه
(1/156)
وَمن أَصْحَاب أبي حنيفَة أَيْضا يُوسُف ين
خَالِد السَّمْتِي
وَكَانَ قديم الصُّحْبَة لأبي حنيفَة كثير الْأَخْذ عَنهُ
ثمَّ خرج إِلَى الْبَصْرَة فَلم يحسن أَن يسوس أمره فأقيم
من الْجَامِع وهجر فَلم يزل كَذَلِك إِلَى أَن دخل أَبُو
يُوسُف الْبَصْرَة مَعَ الرشيد وَهُوَ نديمه وزميله وقاضي
قُضَاته فَركب إِلَيْهِ وَنبهَ عَلَيْهِ وَعَاد ذكره فِي
النَّاس ثمَّ ترك الدُّنْيَا وَأَقْبل على الْعِبَادَة
فَلم يكن يكلم كَبِيرا أحدا إِلَى أَن مَاتَ
أخبرنَا عمر بن إِبْرَاهِيم المقرىء قَالَ ثَنَا مكرم
قَالَ ثَنَا أَحْمد بن مُحَمَّد الْحمانِي قَالَ سَمِعت
عَليّ بن الْمَدِينِيّ قَالَ كُنَّا عِنْد يُوسُف بن
خَالِد السَّمْتِي فجَاء ابو بكر هِلَال ابْن يحيى فَدخل
فتحوش لَهُ النَّاس فَقَالَ يُوسُف مَا شَأْنكُمْ قلت
أَبُو بكر هِلَال بن يحيى فَقَالَ يَا أَبَا بكر إِنِّي
أَسأَلك عَن مَسْأَلَة فَتثبت فِيهَا ثمَّ أجبني عَنْهَا
فَقَالَ لَهُ هِلَال قل قَالَ مَا تَقول فِي عشرَة
أَرْطَال تمر بِعشْرَة أَرْطَال تمر فَقَالَ هِلَال جَائِز
قَالَ أَلَيْسَ قلت تثبت قَالَ فَمَا فِي عشرَة أَرْطَال
تمر بِعشْرَة أَرْطَال تمر حَتَّى أتثبت فِيهِ فَقَالَ
لَهُ يُوسُف أَلَيْسَ أَصله الْكَيْل قَالَ بلَى وهمت إِذا
كَانَ الكيلان وَاحِدًا قَالَ فَمَا تَقول فِي رجل أسر فِي
بِلَاد الرّوم فصَام شعْبَان على أَنه رَمَضَان قَالَ لَا
يجْزِيه قَالَ فَإِن صَامَ شَوَّال على أَنه رَمَضَان
قَالَ يجْزِيه قَالَ فَأَيْنَ نهى النَّبِي صلى الله
عَلَيْهِ وَسلم عَن صَوْم الْفطر قَالَ وهمت إِذا صَامَ
يَوْمًا من ذِي الْقعدَة قَالَ فَمَا تَقول فِي رجل قَالَ
لامْرَأَته أَنْت طَالِق وَاحِدَة فِي أول يَوْم من آخر
الشَّهْر وَفِي آخر يَوْم من أول الشَّهْر قَالَ وتفرقنا
من الْمجْلس وَمَات يُوسُف فَلَقِيت هلالا بعد سِنِين
فَقَالَ لي أتعبتني مَسْأَلَة صَاحبك فَمَا انكشفت لي
إِلَّا البارحة قلت الشَّهْر ثَلَاثُونَ يَوْمًا فَإِذا
كَانَ يَوْم خمس عشرَة وَقع عَلَيْهَا وَاحِدَة
(1/157)
وَهُوَ آخر يَوْم من أول الشَّهْر فَإِذا كَانَ يَوْم
سِتَّة عشر يَقع عَلَيْهَا أُخْرَى وَهُوَ أول يَوْم من
آخر الشَّهْر |