الانتقاء في فضائل الثلاثة الأئمة الفقهاء

شُعْبَةُ بْنُ الْحَجَّاجِ

قَالَ أَبُو يَعْقُوب حَدثنَا أَبُو مَرْوَان عبد الملك بن الْحر الْجلاب وَأَبُو الْعَبَّاس مُحَمَّد بن الْحسن الْفَارِضُ قَالَ نَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الصَّائِغُ قَالَ سَمِعْتُ شَبَابَةَ بْنَ سَوَّارٍ يَقُولُ كَانَ شُعْبَةُ حَسَن الرَّأْيِ فِي أَبِي حَنِيفَةَ وَكَانَ يَسْتَنْشِدُنِي أَبْيَاتَ مُسَاوِرِ الْوَرَّاقِ
(إِذَا مَا النَّاسُ يَوْمًا قَايَسُونَا ... بِآبِدَةٍ مِنَ الْفُتْيَا طَرِيفَةْ)
(رَمَيْنَاهُمْ بِمِقْيَاسٍ مُصِيبٍ ... صَلِيبٍ مِنْ طَرَازِ أَبِي حَنِيفَةْ)
(إِذَا سَمِعَ الْفَقِيهُ بِهِ وَعَاهُ ... وَأَثْبَتَهُ بِحِبْرٍ فى صحيفه)
قَالَ وَحدثنَا إِسْحَاقُ بْنُ أَحْمَدَ الْحَلَبِيُّ قَالَ نَا سُلَيْمَانُ بْنُ سَيْفٍ قَالَ نَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عبد الوارث قَالَ كُنَّا عِنْدَ شُعْبَةَ بْنِ الْحَجَّاجِ فَقِيلَ لَهُ مَاتَ أَبُو حَنِيفَةَ فَقَالَ شُعْبَةُ لَقَدْ ذَهَبَ مَعَهُ فِقْهُ الْكُوفَةِ تَفَضَّلَ اللَّهُ عَلَيْنَا وَعَلِيهِ

(1/126)


بِرَحْمَتِهِ قَالَ وَنا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحَافِظُ قَالَ نَا عبد الله بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الدَّوْرَقِيُّ قَالَ سُئِلَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ وَأَنَا أَسْمَعُ عَنْ أَبِي حَنِيفَةَ فَقَالَ ثِقَةٌ مَا سَمِعْتُ أَحَدًا ضَعَّفَهُ هَذَا شُعْبَةُ بْنُ الْحَجَّاجِ يَكْتُبُ إِلَيْهِ أَنْ يحدث ويأمره وَشعْبَة شُعْبَة
سُفْيَان الثورى

نَا مُحَمَّد بن الْحسن الفارض قَالَ نَا على بن عبد العزيز قَالَ نَا اسماعيل بن اسحق الطائفى قَالَ نَا الْحُسَيْنُ بْنُ وَاقِدٍ قَالَ وَقَعَتْ مسئلة بِمَرْوَ فَلَمْ أَجِدْ أَحَدًا يَعْرِفُهَا فَجِئْتُ إِلَى الْعِرَاقِ فَسَأَلْتُ عَنْهَا سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ فَقَالَ لِي يَا حُسَيْنُ لَا أَعْرِفُهَا بَعَدْ أَنْ أَطْرَقَ سَاعَةً فَقُلْتُ لَهُ أَنْتَ تَقُولُ لَا أَعْرِفُهَا وَأَنْتَ إِمَامٌ فَقَالَ أَقُولَ كَمَا قَالَ ابْنُ عمر سُئِلَ عَن شئ لَمْ يَدْرِهِ فَقَالَ لَا أَدْرِي قَالَ فَأَتَيْتُ أَبَا حَنِيفَةَ فَسَأَلْتُهُ عَنْهَا فَأَفْتَانِي فِيهَا فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِسُفْيَانَ فَقَالَ كَيْفَ قَالَ لَكَ فِيهَا قُلْتُ قَالَ فِيهَا كَذَا وَكَذَا فَسَكَتَ سَاعَةً ثُمَّ قَالَ يَا حُسَيْنُ هُوَ عَلَى مَا قَالَ لَكَ أَبُو حَنِيفَةَ نَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْكُوفِيُّ الْمَعْرُوفُ بِابْنِ أَبِي قُرَادٍ قَالَ نَا عبد الله بن سعيد الاشج قَالَ نَا أَبُو خلد الأَحْمَرُ قَالَ قَالَ رَجُلٌ لِسُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ قَالَ أَبُو حنيفَة فى هَذِه المسئلة كَذَا وَكَذَا قَالَ انْتَهَى إِلَى مَا سَمِعَ قَالَ ونا أَبُو مُحَمَّدٍ مُوسَى بْنُ مُحَمَّدٍ المرى قَالَ نَا مُحَمَّد ابْن عِيسَى البياضى قَالَ نَا نصر بن على الجهضمى قَالَ سَمِعت عبد الله بن دَاوُد الحرمى يَقُولُ كُنْتُ عِنْدَ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ فَسَأَلَهُ رَجُلٌ عَن مسئلة مِنْ مَسَائِلِ الْحَجِّ فَأَجَابَهُ فَقَالَ لَهُ الرَّجُلُ إِنَّ أَبَا حَنِيفَةَ قَالَ فِيهَا كَذَا فَقَالَ هُوَ

(1/127)


كَمَا قَالَ أَبُو حَنِيفَةَ وَمَنْ يَقُولُ غَيْرَ هَذَا نَا أَبُو عَلِيٍّ الأَسْيُوطِيُّ قَالَ نَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَلامَةَ قَالَ نَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي عِمْرَانَ قَالَ نَا مُحَمَّدُ بْنُ شُجَاعٍ قَالَ سَمِعْتُ الْحَسَنَ بْنَ أَبِي مَالِكٍ يَقُولُ سَمِعْتُ أَبَا يُوسُفَ يَقُولُ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ أَكْثَرُ مُتَابَعَةً لأَبِي حَنِيفَةَ مِنِّي
الْمُغِيرَةُ بْنُ مِقْسَمٍ الضَّبِّيُّ

قَالَ وَنا جَدِّي رَحِمَهُ الله قَالَ نَا أَبُو الْحسن بن ميسر بِوَاسِطٍ قَالَ نَا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى قَالَ نَا جرير بن عبد الحميد قَالَ قَالَ مُغِيرَةُ يَا جَرِيرُ أَلا تَأْتِي أَبَا حَنِيفَةَ
الْحسن بن صَالح بن حى

حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ أَحْمَدَ الْحَلَبِيُّ قَالَ نَا سُلَيْمَان بن يُوسُف ونا أَبُو مُحَمَّد المقرى قَالَ نَا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى قَالا نَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ قَالَ سَمِعْتُ الْحَسَنَ بْنَ صَالِحٍ يَقُولُ كَانَ النُّعْمَانُ بْنُ ثَابِتٍ فَهْمًا عَالِمًا مُتَثَبِّتًا فِي عِلْمِهِ إِذَا صَحَّ عِنْدَهُ الْخَبَرُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لَمْ يَعْدُهُ إِلَى غَيْرِهِ
سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ

قَالَ وَأنا أَبُو الْعَبَّاسِ الْفَارِضُ قَالَ نَا مُحَمَّد بن اسمعيل قَالَ نَا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ الأَنْبَارِيُّ قَالَ سَمِعْتُ سُفْيَانَ بْنَ عُيَيْنَةَ يَقُولُ أَوَّلُ مَنْ أَقْعَدَنِي لِلْحَدِيثِ بِالْكُوفَةِ أَبُو حَنِيفَةَ أَقْعَدَنِي فِي الْجَامِعِ وَقَالَ هَذَا أَقْعَدَ النَّاسَ بِحَدِيثِ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ فَحَدَّثْتُهُمْ قَالَ وَنا أَبُو الْحَسَنِ مُصْعَبُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْمِصِّيصِيُّ وَرَّاقُ عَلِيِّ بْنِ عبد العزيز قَالَ نَا على بن عبد العزيز قَالَ نَا إِسْحَاقُ بُن أَبِي

(1/128)


إِسْرَائِيلَ قَالَ سَمِعْتُ سُفْيَانَ بْنَ عُيَيْنَةَ يَقُولُ أَتَيْنَا سَعِيدَ بْنَ أَبِي عَرُوبَةَ يَوْمًا فَقَالَ إِنَّهُ أَتَتْنِي هَدِيَّةٌ مِنْ عِنْدِ أَبِي حَنِيفَةَ أَوْ قَالَ هَدَايَا وَجَّهَ بِهَا إِلَيَّ أَبُو حَنِيفَةَ أَفَنَجْعَلُ لَكَ فِيهَا حَظًّا قَالَ فَقُلْتُ مَتَّعَكَ اللَّهُ بِنَفْسِكَ وَجَزَى الْمَهْدِيَّ إِلَيْكَ عَمَّا أَهْدَاهُ إِلَيْكَ خَيْرًا قَالَ وَنا أَبُو بَكْرِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ مُحَمَّدٍ الصَّدَفِيُّ قَالَ نَا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الْكَرْخِيُّ بِطَرَسُوسِ قَالَ نَا حَامِدُ بْنُ يَحْيَى الْبَلْخِيُّ قَالَ كُنْتُ عِنْدَ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ فَجَاءَهُ رَجُلٌ فَسَأَلَ عَنْ مسئلة قَالَ إِنِّي بِعْتُ مَتَاعًا إِلَى الْمَوْسِمِ وَأَنَا أُرِيدُ أَن أَخْرُجَ فَيَقُولُ لِي الرَّجُلُ ضَعْ عَنى وَأعجل لَك مَالك فَقَالَ سُفْيَانُ قَالَ الْفَقِيهُ أَبُو حَنِيفَةَ إِذَا بِعْتَ بِالدَّرَاهِمِ فَخُذِ الدَّنَانِيرَ وَإِذَا بِعْتَ بِالدَّنَانِيرِ فَخُذِ الدَّرَاهِمَ قَالَ وَنا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بن الْحسن الطوسى وَأَبُو مُحَمَّد بن المقرى قَالا نَا مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ بْنِ عُمَرَ وَرَّاقُ الْحُمَيْدِيِّ قَالَ نَا الْحُمَيْدِيُّ قَالَ نَا سُفْيَان بن عُيَيْنَة قَالَ قَالَ مُسَاوِرٌ الْوَرَّاقُ وَكَانَ رَجُلا صَالِحًا فِي أَبِي حَنِيفَةَ وَكَانَ لَهُ فِيهِ رَأْيٌ
(إِذَا مَا النَّاسُ يَوْمًا قَايَسُونَا ... بِمُعْضَلَةٍ مِنَ الْفُتْيَا لَطِيفَةْ)
(رَمَيْنَاهُمْ بِمِقْيَاسٍ مُصِيبٍ ... صَلِيبٍ مِنْ طَرَازِ أَبِي حَنِيفَةْ)
(إِذَا سَمِعَ الْفَقِيهُ بِهِ وَعَاهُ ... وأثبته بحبر فى صحيفه)
حَدثنَا عبد الوارث قَالَ نَا قَاسِمُ بْنُ أَصْبَغَ قَالَ نَا أَحْمَدُ بْنُ زُهَيْرٍ أَخْبَرَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْخٍ قَالَ قَالَ مُسَاوِرٌ الْوَرَّاقُ
(كُنَّا مِنَ الدِّينِ قَبْلَ الْيَوْمِ فِي سَعَةٍ ... حَتَّى ابْتُلِينَا بِأَصْحَابِ الْمَقَايِيسِ)
(قَامُوا مِنَ السُّوقِ إِذْ قَلَّتْ مَكَاسِبُهُمْ ... فَاسْتَعْمَلُوا الرَّأْيَ عِنْدَ الْفَقْرِ وَالْبُؤسِ)

(1/129)


(اما العريب فأمسوا لاعطاء لَهُمْ ... وَفِي الْمَوَالِي عَلامَاتُ الْمَفَالِيسِ)
فَلَقِيَهُ أَبُو حنيفَة فَقَالَ هجوتنا نَحن نرضيك فَبعث اليه بِدَرَاهِم فَقَالَ
(إِذَا مَا أَهْلُ مِصْرَ بَادَهُونَا ... بِدَاهِيَةٍ من الْفتيا لَطِيفَة)
(أتيناهم بِقِيَاس صَحِيحٍ ... صَلِيبٍ مِنْ طَرَازِ أَبِي حَنِيفَةْ)
(إِذَا سَمِعَ الْفَقِيهُ بِهِ وَعَاهُ ... وَأَثْبَتَهُ بِحِبْرٍ فِي صحيفه)
قَالَ وَحَدَّثَنِي أَبُو عَلِيٍّ أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ الاصبهانى قَالَ نَا أَبُو عبد الرحمن عبد الله بن مُحَمَّد الضبى قَالَ سَمِعت على بن المدينى يَقُول سَمِعت سُفْيَان ابْن عُيَيْنَةَ يَقُولُ كَانَ أَبُو حَنِيفَةَ لَهُ مُرُوءَةٌ وَكَثْرَة صَلَاة
سعيد بن أَبى عرُوبَة رضى الله عَنهُ

نَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ قَالَ نَا يَحْيَى بن أَبى طَالب قَالَ نَا عبد الوهاب بْنُ عَطَاءٍ الْخَفَّافُ قَالَ سُئِلَ سَعِيدُ بْنُ ابى عرُوبَة عَن شئ مِنْ عِلْمِ الطَّلاقِ فَأَجَابَ فِيهِ فَقِيلَ لَهُ هَكَذَا قَالَ أَبُو حَنِيفَةَ فِيهَا فَقَالَ سَعِيدٌ كَانَ أَبُو حَنِيفَةَ عَالِمَ الْعِرَاقِ قَالَ وَقَالَ سعيد ابْن أَبِي عَرُوبَةَ قَدِمْتُ الْكُوفَةَ فَحَضَرْتُ مَجْلِسَ أَبِي حَنِيفَةَ فَذَكَرَ يَوْمًا عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ فَتَرَحَّمَ عَلَيْهِ فَقلت لَهُ وَأَنْتَ يَرْحَمُكَ اللَّهُ فَمَا سَمِعْتُ أَحَدًا فِي هَذَا الْبَلَدِ يَتَرَحَّمُ عَلَى عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ غَيْرَكَ فَعَرَفْتُ فَضْلَهُ
حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ

قَالَ وَنا الْحَسَنُ بْنُ الْخَضِرِ الأَسْيُوطِيُّ قَالَ نَا أَبُو بِشْرٍ الدُّولابِيُّ قَالَ نَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدَانَ قَالَ نَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ سَمِعْتُ حَمَّادَ بْنَ زَيْدٍ يَقُولُ وَاللَّهِ إِنِّي لأُحِبُّ أَبَا حَنِيفَةَ لِحُبِّهِ لأَيُّوبَ وَرَوَى حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ أَبِي حَنِيفَةَ أَحَادِيثَ كَثِيرَةً

(1/130)


شريك القاضى

نَا أَبُو الشَّرِيك مُحَمَّد بن الْحسن الأَطْرَابُلُسِيُّ قَالَ نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَوْفٍ الْحِمْصِيُّ قَالَ نَا الْهَيْثَمُ بْنُ جَمِيلٍ قَالَ سَمِعْتُ شَرِيكًا النَّخَعِيَّ يَقُولُ كَانَ أَبُو حَنِيفَةَ رَحِمَهُ الله طَوِيل الصمت دَائِم الْفِكر قَلِيل المجادلة لِلنَّاسِ