التمهيد والبيان
في مقتل الشهيد عثمان 30 - ذكر وَفَاة أبي ذَر رض =
عَن إِسْمَاعِيل بن رَافع عَن مُحَمَّد بن كَعْب أَن
رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قيل لَهُ عَام تَبُوك
تخلف أَبُو ذَر وَهُوَ فِي الطَّرِيق فطلع فَقَالَ يرحم
الله أَبَا ذَر يمشي وَحده وَيبْعَث وَحده قَالَ فَلَمَّا
حضرت أَبَا ذَر الْوَفَاة وَذَلِكَ فِي ذِي الْحجَّة فن
سنة ثَمَان من إِمَارَة عُثْمَان رض = نزل بِأبي ذَر
فَلَمَّا أشرف قَالَ لابنته استشرقي يَا بنيه فَهَل تَرين
اُحْدُ قَالَت لَا قَالَ فَمَا جَاءَت سَاعَتِي بعد ثمَّ
أمرهَا فذبحت شَاة ثمَّ نصبتها ثمَّ قَالَ لَهَا إِذا
جَاءَك الَّذين يدفنونني فَقولِي لَهُم إِن أَبَا ذَر يقسم
عَلَيْكُم ألاتركبوا حَتَّى تَأْكُلُوا فَلَمَّا نَضِجَتْ
قدرهَا قَالَ لَهَا انظري هَل تَرين أحدا قَالَت نعم
هَؤُلَاءِ ركب مقبلون قَالَ استقبلي بِي الكعبه فَفعلت
وَقَالَ باسم الله وعَلى مِلَّة رَسُول الله ثمَّ خرجت
ابْنَته قتلقتهم وَقَالَت رحكم الله اشْهَدُوا أَبَا ذَر
قَالُوا وَأَيْنَ هُوَ فاشارت لَهُم اليه وَقد مَاتَ
فادفنوه قَالُوا نعم ونعمة عين لقد اكرمنا الله بذلك
وَإِذا ركب من اهل الْكُوفَة فيهم ابْن مسسعود رض = فمالوا
إِلَيْهِ وإبن مَسْعُود يبكي وَيَقُول صدق رَسُول الله صلى
الله عَلَيْهِ وَسلم يَمُوت وَحده وَيبْعَث وَحده فغسلوة
وكفنوة وصلواعليه ودفنوة فَلَمَّا ارادوا أَن يرتحلون
قَالَت لَهُم ابْنَته ان أَبَا ذَر يقرأعليكم السَّلَام
واقسم الاتركبوا حَتَّى تَأْكُلُوا فَفَعَلُوا وحملوهم
حَتَّى أقدمهم إِلَى مَكَّة ونعوه إِلَى عُثْمَان
(1/87)
رض = فضم ابْنَته إِلَى عِيَاله فَقَالَ
يرحم الله أَبَا ذَر وَيغْفر لرافع بن خديج سُكُوته
عَن الْقَعْقَاع بن الصَّلْت عَن رجل عَن كُلَيْب بِمَ
الحلحال عَن الحلحال بن دري قَالَ خرجنَا حجاجا مَعَ ابْن
مَسْعُود رض = سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَنحن أَرْبَعَة
عشر رَاكِبًا حَتَّى أَتَيْنَا على الربذَة فَإِذا
امْرَأَة قد تلقتنا فَقَالَت اشْهَدُوا آبا ذَر وَلَا
شعرنَا بأَمْره وَلَا بلغنَا فَقُلْنَا وَأَيْنَ أَبُو ذَر
فَأَشَارَتْ إِلَى خباء فَقُلْنَا مَاله فَقَالَت فَارق
المدينه لأمر قد بلغه فِيهَا ففارقها قَالَ ابْن مَسْعُود
مَا دَعَاهُ إِلَى الْأَعْرَاب قَالَت اما ان أَمِير
الْمُؤمنِينَ قد كره ذَلِك وَلكنه كَانَ يَقُول هِيَ بعد
وَهِي مَدِينَة فَمَال إِبْنِ مَسْعُود إِلَيْهِ وَهُوَ
يبكي فغسلناه وكفناه وَإِذا خباؤه منضوح بمسك فَقُلْنَا
للمرأه مَا هَذَا قَالَت كَانَ مسكه فَلَمَّا حضر قَالَ ان
الْمَيِّت يحضرهُ شُهُود يَجدونَ الرّيح وَلَا يَأْكُلُون
فذوفي تِلْكَ المسكه بِمَاء ثمَّ رشي بهَا الخباء فاقريهم
ريحًا واطبخني هَذَا اللَّحْم فانه سيشهدني قوم صَالِحُونَ
يلون دفني فاقريهم فَلَمَّا دفناه دعتنا إِلَى الطَّعَام
فأكلناه فأردنا احتمالها فَقَالَ ابْن مَسْعُود أَمِير
المومنين قريب نستأمره فقدمنا مَكَّة فَأَخْبَرنَاهُ
الْخَبَر فَقَالَ يرحم الله أَبَا ذَر وَيغْفر لَهُ
نُزُوله الربذَة
وَلما صدر خرج فَأخذ طَرِيق الربذَة فضم عِيَاله إِلَى
عِيَاله وَتوجه نحوالمدينه وتوجهنا نَحْو الْعرَاق
21 - ذكر الْفِتْنَة بِمصْر عَن عَطِيَّة عَن يزِيد
الفقعسي قَالَ لما خرج ابْن السَّوْدَاء إِلَى مصر اعْتَمر
فيهم فَأَقَامَ فَنزل على كنَانَة بن بشر مرّة وعَلى سودان
بن حمْرَان مرّة
(1/88)
وَانْقطع فشجعهة الغافقي فَتكلم وأطاف بِهِ
خَالِد بن ملجم وَعبد الله بن زريرة وَأَشْبَاه لَهُم فصرف
لَهُم القَوْل فَلم يجدهم يجيبون إِلَى شىء مِمَّا يجيبون
ألى الْوَصِيَّة فَقَالَ لَهُم عَمْرو نَاب الْعَرَب
وحجرهم ولسنا من رِجَاله فأروه أَنكُمْ تزرعون ولاتزرعون
الْعَام شَيْئا حَتَّى تنكسر مصر فيشكونه فيعزل عَنْكُم
ونسأل من هُوَ أَضْعَف مِنْهُ ونخلوا بِمَا نُرِيد ونظهر
الْأَمر بِالْمَعْرُوفِ فَكَانَ أسرعهم إِلَى ذَلِك
وأعملهم فِيهِ مُحَمَّد بن ابي حذيفه وَهُوَ ابْن خَال
مُعَاوِيه وَكَانَ يَتِيما فِي حجر عُثْمَان رض = فَلَمَّا
ولي استأذنه فِي الْهِجْرَة إِلَى بعض الامصار فَخرج إِلَى
مصر
وَكَانَ الَّذِي دَعَاهُ الى ذَلِك أَنه سَأَلَ الْعَمَل
فَقَالَ لست هُنَاكَ فعملوا مَا أَمرهم بِهِ أبن
السَّوْدَاء ثمَّ إِنَّهُم خَرجُوا وَمن شَاءَ الله
مِنْهُم فشكوا عمروبن العَاصِي واستعفوا مِنْهُ فَكلما
نهنه عُثْمَان عَن عَمْرو قوما وسكنهم وأرضاهم وَقَالَ
إِنَّمَا هُوَ أَمِين انْبَعَثَ اخرون بِشَيْء اخر وَكلهمْ
يطْلب عبد الله ابْن سعد بن ابي سرح فَقَالَ لَهُم
عُثْمَان رض = أما عَمْرو فسننزعه عَنْكُم لما زعمتم أَنه
أفسد وَأما الْحَرْب فسنقره عَلَيْهَا ونولي من سَأَلْتُم
فولي عبد الله بن سعدخراج مصر وَترك عمرا على صلَاتهَا
فَمشى فِي ذَلِك سودان بن حمْرَان وكنانه بن بشر وخارجه
وأشباههم فِيمَا بَين عمرووعبد الله بن سعد وَأغْروا
بَينهمَا حَتَّى أحتمل كل مِنْهُمَا على صَاحبه وتكاتبا
على قدر مَا أبلغوا كل وَاحِد مِنْهُمَا فَكتب عبد الله بن
سعد إِن خراجي لايستقيم مَا دَامَ عَمْرو على الصَّلَاة
وخرجو فصدقوه واستعفوا من عَمْرو وسألوا عبد الله فَكتب
عُثْمَان رض = إِلَى عَمْرو انه لاخير لَك فِي صُحْبَة من
يكرهك فَأقبل وَجمع مصر لعبد الله صلَاتهَا وخراجها فَقدم
عَمْرو فَقَالَ لَهُ عُثْمَان رض = أَبَا عبد الله مَا
شَأْنك استحيل رَأْيك فَقَالَ يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ
دَعْنِي فوَاللَّه ماادري من أَيْن أتيت وَمَا أتهم عبد
الله بن سعد وان كنت لأهل عَمَلي كاالولدة وَمَا قدر
الْعَارِف الشاكر على معونتي
(1/89)
وَعَن أبي الحارثة وَأبي عُثْمَان قَالَا
لما قدم ابْن السَّوْدَاء مصر عجمهم فاستخلاهم واستخفلوه
فَعرض لَهُم بالْكفْر فَأَبْعَده وَعرض لَهُم بالشاق
فاطمعوة
فَبَدَأَ يطعن على عَمْرو بن الْعَاصِ وَقَالَ مَا باله
أَكْثَرَكُم عَطاء وَرِزْقًا أَلا ننصب رجلا من قُرَيْش
يُسَوِّي بَيْننَا فاستحلوا ذَلِك مِنْهُ وَقَالُوا كَيفَ
نطيق ذَلِك مَعَ عَمْرو وَهُوَ رجل الْعَرَب قَالَ تستعفون
مِنْهُ ثمَّ يعْمل عَملنَا غَيره ونظهر الائتمار
بِالْمَعْرُوفِ فَلَا يردهُ علينا أحد فاستعفوا مِنْهُ
وسألوا عبد الله بن سعد فأشركه عُثْمَان رض = مَعَ عَمْرو
فَجعله على الْخراج وَولي عمرا الْحَرْب وَلم يعزله ثمَّ
دخلُوا بَينهمَا حَتَّى كتب كل وَاحِد مِنْهُمَا إِلَى
عُثْمَان رض = بِالَّذِي يبلغهُ عَن صَاحبه وَركب
أُولَئِكَ واستعفوا من عَمْرو وسألوا عبد الله فأعفاهم من
عَمْرو فَلَمَّا قدم عَمْرو على عُثْمَان رض = قَالَ مَا
شَأْنك قَالَ وَالله يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ مَا كنت
مُنْذُ وليتهم اجْمَعْ أمرا وَلَا رَأيا مني مُنْذُ كرهوني
وَمَا أَدْرِي من أَيْن أتيت فَقَالَ عُثْمَان رض = لكني
أَدْرِي لقد دنا أَمر هُوَ الَّذِي كنت أحذره وَلَقَد
جائني نفر من ركب تردد عَنْهُم عَمْرو وكرههم أَلا وَأَنه
لَا بُد لما هُوَ كَائِن انه يكون فان كابرتهم كذبُوا
وحتجوا وان كفكفتهم لم ينكئوا محرما لَهُم وَلم تثبت لَهُم
حجَّة وَالله لأسيرن فيهم بِالصبرِ ولأتابعنهم مَا لم يعْص
الله عز وَجل
32 - ذكر خبر الْمَدِينَة عَن مُحَمَّد وَطَلْحَة قَالَا
ولي عُثْمَان رض = وَهُوَ أحب إِلَى قُرَيْش من عمر رض =
وَوَاللَّه مَا مَاتَ حَتَّى مله من مله من قُرَيْش
واستطالوا حَيَاته وَقَالُوا اللَّهُمَّ أَرحْنَا مِنْهُ
لمَنعه أياهم وحبسهم عَن الَّذِي هُوَ خير لَهُم
وَعَن مُحَمَّد وَطَلْحَة قَالَا لما ولي عُثْمَان رض = لم
يَأْخُذهُمْ بِالَّذِي كَانَ يَأْخُذهُمْ بِهِ عمر رض =
فانساحوا فِي الْبِلَاد فَلَمَّا رأوها وَرَأَوا
الدُّنْيَا ورأهم النَّاس انْقَطع من لم يكن لَهُ طول
وَلَا مرتبَة فِي الْإِسْلَام وَكَانَ
(1/90)
مغمورا فِي النَّاس وصاروا أوزاعا اليهم
وأملوهم وتقدموا فِي ذَلِك وَقَالُوا يملكُونَ فنكون قد
عرفناهم وتقدمنا فِي التَّقَرُّب والأنقطاع اليهم فَكَانَ
ذَلِك أول وَهن دخل على الأسلام وَأول فتْنَة كَانَت فِي
الْعَامَّة لَيْسَ إِلَّا ذَلِك
وَعَن مُحَمَّد وَطَلْحَة قَالَا لم تمض سنة من إِمَارَة
عُثْمَان رض = حَتَّى أَتَّخِذ رجال من قُرَيْش
الْأَمْوَال فِي الْأَمْصَار وَانْقطع إِلَيْهِم النَّاس
فثبتوا على الْأَمر سبع سِنِين وكل قوم يحبونَ أَن يَلِي
صَاحبهمْ
ثمَّ أَن إِبْنِ السَّوْدَاء أسلم وَتكلم وَقد فاضت
الدُّنْيَا وطلعة الْأَحْدَاث على يَدَيْهِ فستطالوا عمر
عُثْمَان رض =
وَعَن عُثْمَان بن حَكِيم بن عبَادَة بن حنيف عَن أَبِيه
قَالَ كَانَ أول مُنكر بِالْمَدِينَةِ ظهر حِين فاضت
الدُّنْيَا وأنتهى سمن النَّاس طيران الْحمام وَالرَّمْي
عَن الجلا هقات
وَاسْتعْمل عَلَيْهَا عُثْمَان رض = رجلا من بَين لَيْث
سنة ثَمَان وفقصها وَكسر الجلاهقات
وَزَاد فِي رِوَايَة وَكَانَ بَين الْأَحْدَاث قتال
بِالْعِصِيِّ فَأرْسل عُثْمَان رض = طَائِفًا فَمَنعهُمْ
من ذَلِك
ثمَّ إشتد النَّاس بإنشاء الْحُدُود فسَاء ذَلِك عُثْمَان
رض = النَّاس فَاجْتمعُوا على أَن يجلدوافي النبيد فَأخذ
نَفرا مِنْهُم فجلدهم
33 - ذكر خبر الحكم بن أبي الْعَاصِ عَن مُبشر عَن سَالم
بن عبد الله قَالَ كَانَ عُثْمَان رض = مقتديا مُتبعا يمسك
عَمَّا قد كفي وَلَا يتَكَلَّم إِلَّا فِيمَا يحدث
وَكَانَ يكره أَن يرتقوا من ذَلِك أمرا لَيْسَ فِيهِ مرفق
مِمَّا أجتمع النَّاس عَلَيْهِ يسع الْكَلَام فِيهِ فَسكت
(1/91)
عَن ذَلِك فَلَمَّا حدثت الْأَحْدَاث
بِالْمَدِينَةِ خرج مِنْهَا رجال إِلَى الْأَمْصَار
مجاهدين وليدنوا من العدوا فَمنهمْ من أَتَى البصرى
وَمِنْهُم من أُتِي الْكُوفَة وَمِنْهُم من أَتَى الشَّام
فَهَجَمُوا جَمِيعًا من ابناء الْمُهَاجِرين بالأمصار على
مثل مَا حدث فِي أَبنَاء الْمَدِينَة إِلَّا مَا كَانَ من
أَبنَاء أهل الشَّام فَرَجَعُوا جَمِيعًا إِلَى
الْمَدِينَة إِلَّا من كَانَ أَتَى الشَّام فَأخْبرُوا
عُثْمَان الْخَبَر فَقَامَ عُثْمَان رض = خَطِيبًا فَقَالَ
يَا أهل الْمَدِينَة أَنْتُم أصل الأسلام وَإِنَّمَا يفْسد
النَّاس بفسادكم ويصلحون بصلاحكم وَالله وَالله وَالله لَا
يبلغنِي عَن أحد مِنْكُم حدث أحدث إِلَّا سيرته أَلا فَلَا
أَعرفن أحدا عرض دون أُولَئِكَ بِكَلَام وَلَا طلب فَإِن
من كَانَ قبلكُمْ كَانَت تقطع أعضاؤهم دون أَن يكلم أحد
مِنْهُم بِمَا عَلَيْهِ وَلَا لَهُ وَجعل عُثْمَان رض =
لَا يَأْخُذ أحدا على سوء بيات أَو سرق أَو شهر سلَاح عَصا
فِيمَا فَوْقهَا أَلا سيره فَضَجَّ اباؤهم من ذَلِك حَتَّى
بلغه أَنهم يَقُولُونَ مَا أَخذ التسيير إِلَّا أَن رَسُول
الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم سير الحكم بن أبي الْعَاصِ
فَجمع النَّاس ثمَّ قَالَ انه يبلغنِي أَنكُمْ تَزْعُمُونَ
أَنِّي إِنَّمَا أخذت التسيير عَن الحكم بن أبي الْعَاصِ
إِن الحكم كَانَ مكيا فسيره رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ
وَسلم مِنْهَا إِلَى الطَّائِف ثمَّ رده ألى بَلَده
فَرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم سيره بِذَنبِهِ
وَرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم رده بعفوه وَقد سير
الْخَلِيفَة من بعده وَعمر من بعد الْخَلِيفَة وأيم الله
لاخذن الْعَفو من أخلاقكم وَلَا بذلنه لكم من خلقي وَلَقَد
دنت أُمُور وَلَا أحب أَن تحل بِنَا وبكم وَأَنا على وَجل
وحذر فاحذروا واعتبروا
وَعَن ابْن أبي حَارِثَة عَن أم الدَّرْدَاء قَالَت قدم
أَبُو الدَّرْدَاء على عُثْمَان رض = حَاجا فَقَالَ لَهُ
عُثْمَان رض = يَا أَبَا الدَّرْدَاء أَنِّي قد أستنكرت من
(1/92)
يليني وَلم نسل أحدا من الافاق عَمَّن يَلِيهِ إِلَّا وَقد
وجدته استنكر من يَلِيهِ فَمَا أعرف سَيِّئًا فَكيف بكم
فَقَالَ مَا يعصينا أهل بِلَادنَا وَلَا يستبدون علينا
قَالَ فالزمها فوَاللَّه لينقلن الله الْأَمر اليكم فقد
استنكرت الْأَشْيَاء فَمَا يعرف إِلَّا الصَّلَاة يَا
أَبَا الدَّرْدَاء وَإِنَّهَا من أَخّرهُ مَا يُنكر من
هَذَا الْأَمر وان النَّاس قد دنى مِنْهُم وَأذن فيهم
وأمارة ذَلِك أَن يجترئوا على ولاتهم لعدهم إِلَيّ
وَأَنِّي وَالله لَا أجترىء عَلَيْهِم أبدا مَخَافَة مَا
أعلم فان يقبلُوا فَإِنِّي حَرِيص شفيق وان يلجوا فَبعد
قَضَاء مَا عَليّ إِن يَأْتِ هَذَا الْأَمر الَّذِي كُنَّا
نَخَاف مِنْهُ عَليّ هَذَا الْأَمر قد استبان وَلَا وَالله
لَا أكون أول من فَتحه |