التمهيد والبيان
في مقتل الشهيد عثمان 35 - ذكر بعث إِبْنِ السَّوْدَاء دعاته فِي
الْبِلَاد
عَن عَطِيَّة عَن يزِيد الفقعسي قَالَ كَانَ ابْن سبأ
الْمَعْرُوف بِابْن السَّوْدَاء يَهُودِيّا من أهل صنعاء
أمه سَوْدَاء فَأسلم زمَان عُثْمَان بن عَفَّان رض = ثمَّ
تنقل فِي بلدان الْمُسلمين يحاول ضلالتهم فَبَدَأَ بالحجاز
ثمَّ الْبَصْرَة ثمَّ الْكُوفَة ثمَّ الشَّام فَلم يقدر
على مَا يُرِيد عِنْد أحد من أهل الشَّام فأخرجوه حَتَّى
أَتَى مصر فَاعْتَمَرَ فيهم وَقَالَ لَهُم فِيمَا كَانَ
يَقُول الْعجب مِمَّن يزْعم أَن عِيسَى يرجع ويكذب بِأَن
مُحَمَّدًا يرجع وَقد قَالَ الله عزوجل {إِن الَّذِي فرض
عَلَيْك الْقُرْآن لرادك إِلَى معاد} الْقَصَص 85 فمحمد
صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَحَق بِالرُّجُوعِ من عِيسَى
عَلَيْهِ السَّلَام قَالَ فَقبل ذَلِك مِنْهُ وَوضع لَهُم
الرّجْعَة فتكلموا فِيهَا ثمَّ قَالَ لَهُم بعد ذَلِك
إِنَّه كَانَ ألف نَبِي وَلكُل نَبِي وَصِيّ وَكَانَ عَليّ
رض = وَصِيّ مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ثمَّ قَالَ
مُحَمَّد خَاتم النَّبِيين وعَلى خَاتم الأوصياء ثمَّ
قَالَ بعد ذَلِك من أظلم مِمَّن لم يجز وَصِيَّة رَسُول
الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ووثب على وَصِيّ رَسُول الله
صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ثمَّ تنَاول الْأمة ثمَّ قَالَ
لَهُم بعد ذَلِك إِن عُثْمَان قد أَخذهَا بِغَيْر حَقّهَا
وَهَذَا وَصِيّ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم
فانهضوا فِي هَذَا الْأَمر فحركوه وابداوا بالطعن على
أمرائكم وأظهروا الْأَمر بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْي عَن
الْمُنكر تستميلوا النَّاس وَادعوا إِلَى هَذَا الْأَمر
وَبث دعاته وَكَاتب من كَانَ أستفسد فِي الْأَمْصَار
وكاتبوه ودعوا فِي السِّرّ إِلَى مَا عَلَيْهِ رَأْيهمْ
وأظهروا الْأَمر بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْي عَن الْمُنكر
وَجعلُوا يَكْتُبُونَ إِلَى الْأَمْصَار بكتب يضعونها فِي
عُيُوب ولاتهم ويكاتبهم وإخوانهم بِمثل ذَلِك فَكتب اهل كل
مصر مِنْهُم إِلَى أهل مصر أخر بِمَا يضعون فيقرأوه
أُولَئِكَ فِي أمصارهم وَهَؤُلَاء فِي أمصارهم حَتَّى
تناولوا بذلك الْمَدِينَة وأوسعوا الأَرْض
(1/96)
إذاعة وهم يُرِيدُونَ غير مَا يظهرون
ويسرون غير مَا يورون فَيَقُول أهل كل مصر إِنَّا لفي
عَافِيَة مِمَّا أبتلى بِهِ هَؤُلَاءِ إِلَّا أهل
الْمَدِينَة فَإِنَّهُم جَاءَهُم ذَلِك عَن جَمِيع
الْأَمْصَار فَقَالُوا إِنَّا لفي عَافِيَة مِمَّا النَّاس
فِيهِ
قَالُوا وأجتمع أَصْحَاب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ
وَسلم إِلَى عُثْمَان رض = فَقَالُوا يَا أَمِير
الْمُؤمنِينَ أيأتيك عَن النَّاس الَّذِي اتانا قَالَ لَا
وَالله مَا جَاءَنِي إِلَّا السَّلامَة قَالُوا فَإنَّا قد
أَتَانَا وَأَخْبرُوهُ بِالَّذِي أسقطوا إِلَيْهِم قَالَ
فَأنْتم شركائي وشهود الْمُؤمنِينَ فأشيروا عَليّ قَالُوا
نشِير عَلَيْك أَن تبْعَث رجَالًا مِمَّن تثق بهم من
النَّاس إِلَى الْأَمْصَار حَتَّى يرجِعوا إِلَيْك
بأخبارهم فَدَعَا مُحَمَّد بن مسلمة فَأرْسلهُ إِلَى
الْكُوفَة وَأرْسل أُسَامَة بن زيد غلى الْبَصْرَة وَأرْسل
عمار بن يَاسر إِلَى مصر وَأرْسل عبد الله بن عمر إِلَى
الشَّام وَفرق رجَالًا سواهُم فَرَجَعُوا جَمِيعًا قبل
عمار فَقَالُوا أَيهَا النَّاس وَالله مَا أَنْكَرْنَا
شَيْئا وَلَا أنكرهُ أَعْلَام الْمُسلمين وَلَا عوامهم
وَقَالُوا جَمِيعًا الْأَمر أَمر الْمُسلمين أَلا أَن
أمراءهم يقسطون بَينهم ويقومون عَلَيْهِم واستبطأ النَّاس
عمارا حَتَّى ظنُّوا أَنه قد أغتيل فَلم يفجأهم إِلَّا
كتاب من عبد الله بن سعد إِبْنِ أبي سرح يُخْبِرهُمْ أَن
عمارا قد استماله قوم بِمصْر وَقد انْقَطَعُوا إِلَيْهِ
مِنْهُم عبد الله بن السَّوْدَاء وخَالِد بن ملجم وسودان
بن حمْرَان وكنانة بن بشر يريدونه على أَن يَقُول
بقَوْلهمْ يَزْعمُونَ أَن مُحَمَّدًا صلى الله عَلَيْهِ
وَسلم رَاجع ويدعونه إِلَى خلع عُثْمَان رض = ويخبروه أَن
رَأْي أهل الْمَدِينَة على مثل رَأْيهمْ فَإِن رأى أَمِير
الْمُؤمنِينَ إِن يَأْذَن فِي قَتله وقتلهم قبل أَن
يتابعهم النَّاس فَكتب غليه عُثْمَان رض = لعمري أَنَّك
لجريء يَا إِبْنِ أم عبد الله لَا وَالله لَا أَقتلهُ
وَلَا أنكؤه حَتَّى يكون الله ينْتَقم مِنْهُ وَمِنْهُم
بِمَا أحب فَدَعْهُمْ مَا لم يخلعوا يدا
(1/97)
طَاعَة يخوضوا ويلعبوا وَكتب ألى عمار
أنْشدك الله أَن تخلع من طَاعَة أَو تفارقها فتبؤا
بالنَّار ولعمري إِنِّي على يَقِين من الله لأستكمل أَجلي
ولأستوفين رِزْقِي غير مَنْقُوص شَيْئا من ذَلِك فَيغْفر
لَك فثار أهل مصر فَهموا قتلة وَقتل أُولَئِكَ فنهاهم عبد
الله بن وأبرعمارا حَتَّى أَرَادَ القفل فحملة وجهزه
بِأَمْر عُثْمَان رض = فَلَمَّا قدم على عُثْمَان رض =
قَالَ لَهُ يَا أَبَا القيظان قذفت ابْن لَهب إِن قذفك
وَغَضب عَليّ أَن أوطأك ففتقك وغضبت عَليّ إِن أخذت لَك
بحقك وَله بِحَق اللَّهُمَّ إِنِّي قد وهبت مَا بَين أمتِي
وبيني مظْلمَة اللَّهُمَّ إِنِّي متقرب إِلَيْك بِإِقَامَة
حدوك فِي كل أحد لَا أُبَالِي اخْرُج عني يَا عمار فَخرج
فَكَانَ إِذْ لَقِي الْعَوام نضح عَن نَفسه وَأَنْتَقِلَ
ذَلِك وَإِذا لَقِي من يأمنة أقرّ بذلك وَأظْهر النَّدَم
ولامه وَالنَّاس وهجروه وكرهوه
36 - ذكر خلع عمار طَاعَة عُثْمَان
عَن مُبشر بن الفضيل وَسَهل بن يُوسُف عَن مُحَمَّد بن سعد
بن أبي وقاد قَالَ قدم عمار من مصر وَأبي شَاك فَبَعَثَنِي
إِلَيْهِ أَدْعُوهُ فَقَامَ مَعَه لَيْسَ عَلَيْهِ رِدَاء
وَعَلِيهِ قلنسيه من شعر معتم عَلَيْهَا بعمامه وسخة وجبة
فرو يمانيه فَلَمَّا دخل على سعيد وهومتكىء اسْتلْقى وَوضع
يَده على جَبهته ثمَّ قَالَ وَيحك يَا أَبَا الْيَقظَان
إِن كنت فِينَا لمن أهل الْخَيْر فَمَا الَّذِي بَلغنِي من
سعيك فِي فَسَاد بَين الْمُسلمين والتأليب على أَمِير
الْمُؤمنِينَ أَمَعَك عقلك أم لَا فَأَهوى عمار إِلَى
عمَامَته وَغَضب وَقَالَ خلعت عُثْمَان كَمَا خلعت عمامتي
هَذِه ونزعها فَقَالَ سعيد إِنَّا لله وَإِنَّا أليه
رَاجِعُون وَيحك حِين كَبرت سنك ورق عظمك وَنفذ عمرك فَلم
يبْقى مِنْك ظمء كظمء الْحمار خلعت ريقة الْإِسْلَام من
عُنُقك وَخرجت من الدّين عُريَانا كَمَا وَلدتك أمك
فَقَامَ عمار مغضبا
(1/98)
موليا وَهُوَ يَقُول أعوذ بربي من فتْنَة
سعد فَقَالَ {أَلا فِي الْفِتْنَة سقطوا وَإِن جَهَنَّم
لمحيطة بالكافرين} التوبه 49 اللَّهُمَّ زد عُثْمَان بعفوه
وحلمه عنْدك دَرَجَات حَتَّى خرج عمار من الْبَاب وَأَقْبل
عَليّ سعد رض = يبكي حَتَّى اخضلت لحيتة وَقَالَ من
يَأْمَن الفتنه يَا بني لايخرجن مِنْك مَا سَمِعت مِنْهُ
فَإِنَّهُ من الأمانه وَإِنِّي أكره أَن يتَعَلَّق بِهِ
النَّاس عَلَيْهِ فيتناولونه وَقد قَالَ رَسُول الله صلى
الله عَلَيْهِ وَسلم الْحق مَعَ عمار مالم تغلب دلهة
الْكبر فقد دله وخرف وَكَانَ بعد يكثر أَن يَقُول لَيْت
شعري كَيفَ يصنع الله بِعَمَّار مَعَ بلائة وقدمة فِي
الْإِسْلَام وحدثه الَّذِي أحدث
وَعَن مُحَمَّد وطلحه قالالما رَجَعَ ابْن عَبَّاس رض =
إِلَى عَليّ رض = بالْخبر وَكَانَ أرْسلهُ الى الكوفه
يستنفر النَّاس لقِتَال أهل البصره فَلَمَّا رَجَعَ دَعَا
الْحسن بن عَليّ رض = عَنْهُمَا فَأرْسلهُ وَأرْسل مَعَه
عمار بن يَاسر فَقَالَ انْطلق فَأصْلح مَا أفسدت
فَانْطَلقَا حَتَّى دخل الْمَسْجِد فَكَانَ أول من أتاهما
مَسْرُوق بن الأجدع فَسلم عليهماوأقبل على عمار فَقَالَ
يَا أَبَا الْيَقظَان علام قتلتم عُثْمَان قَالَ على شتم
أعراضنا وَضرب أبشارنا قَالَ وَإِن ماعاقبتم بِمثل مَا
عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِن صَبَرْتُمْ لَكَانَ خيرا
للصابرين
37 - ذكر كتاب عُثْمَان رض = إِلَى عماله بالقدوم عَلَيْهِ
عَن طلحه وَمُحَمّد وعطيه قَالُوا كتب عُثْمَان رض = إِلَى
أهل الْأَمْصَار أما بعد فَإِنِّي اخذالعمال بموافاتي فِي
كل موسم وَقد سلطت الْأَمْن مُنْذُ وليت على الْأَمر
بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْي عَن الْمُنكر فلايرفع إِلَيّ
شَيْء عَليّ وَلَا على أحد من عمالي إِلَّا أَعْطيته
وَلَيْسَ لي وَلَا لعمالي حق قبل الرعيه إِلَّا مَتْرُوك
لَهُم وَقد رفع إِلَيْهِ أهل المدينه أَن أَقْوَامًا
يشتمون واخرون
(1/99)
يضْربُونَ فيا من ضرب سرا أوشتم سرا من
أدعى شَيْئا من ذَلِك فليواف الْمَوْسِم وليأخذ بِحقِّهِ
حَيْثُ كَانَ مني اَوْ من عمالي اَوْ تصدقوا فَإِن الله
يَجْزِي المتصدقين فَلَمَّا قرىء فِي الْأَمْصَار أبكى
النَّاس ودعوا لعُثْمَان رض = قوالوا إِن الْأمة لتمخض بشر
فإلام ذَاك يُسَلِّمهَا وَمَا يَدْرُونَ مَا تِلْكَ
الأذاعه وَمَا حليتها وَبعث عُثْمَان رض = إِلَى عُمَّال
الْأَمْصَار فقدموا عَلَيْهِ عبد الله بن عَامر ومعاويه
وَعبد الله بن سعد وَأدْخل مَعَهم فِي المشورة سعيدا وعمرا
وَقَالَ وَيحكم مَا هذة الشكاه وَمَا هَذِه الإذاعة إِنِّي
وَالله لخائف أَن تَكُونُوا مصدوقا عَلَيْكُم وَمَا يصعب
هَذَا إِلَّا بِي فَقَالُوا لَهُ ألم نبعث ألم نرفع
إِلَيْك الْخَبَر عَن الْعَوام الم يرجِعوا وَلم يشافههم
أحد بِشَيْء لَا وَالله مَا صدقُوا وَلَا بروا ولانعلم
لهَذَا الْأَمر أصلا وَمَا كنت لتأْخذ بِهِ أحدا ويقيمك
على شَيْء وَمَا هِيَ إلاالأذاعة يحل الْأَخْذ بهَا وَلَا
الِانْتِهَاء إِلَيْهَا قَالَ فأشيروا عَليّ فَقَالَ سعيد
بن الْعَاصِ هَذَا امْر مَصْنُوع يصنع فِي السِّرّ فيلقي
بِهِ غيرذي المعرفه فيخبر بِهِ فيتحدث بِهِ النَّاس فِي
مجَالِسهمْ قَالَ فَمَا دَوَاء ذَلِك قَالَ طلب هَؤُلَاءِ
الْقَوْم ثمَّ قتل الَّذين يخرج هَذَا من عِنْدهم وَقَالَ
عبد الله ابْن سعد خُذ من النَّاس الَّذِي عَلَيْهِم إِذا
أَعطيتهم الَّذِي لَهُم حَتَّى الْأَدَب فَإِنَّهُ خير من
أَن تَدعهُمْ وَقَالَ مُعَاوِيه قد وليتني فوليت قوما لَا
يَأْتِيك عَنْهُم إلاالخير والجلان أعلم بناحيتهما قَالَ
فَمَا الرَّأْي قَالَ حسن اللأدب قَالَ فَمَا ترى يَا عمر
قَالَ أرى أَنَّك قد لنت لَهُم وتراخيت عَنْهُم وزدتهم على
مَا كَانَ يصنع عمر رض = وَرَأى أَن تلْزم طَرِيقه صاحبيك
فتشد فِي مَوضِع الشدَّة وتلين فِي مَوضِع اللين إِن
الشدَّة
(1/100)
تنبغي لَا يألوا النَّاس شرا واللين لمن
يخلف النَّاس بالنصح وَقد فرشتهما جَمِيعًا اللين
وَقَامَ عُثْمَان رض = فَحَمدَ الله وَأثْنى عَلَيْهِ
وَقَالَ كل مَا أشرتم بِهِ على قد سَمِعت وَلكُل أَمر بَاب
يُؤْتى مِنْهُ إِن هَذَا الْأَمر الَّذِي يخَاف مِنْهُ على
هَذِه الأمه كَائِن وَإِن بَابه الَّذِي يغلق عَلَيْهِ
ويكفكف بِهِ اللين والمؤاتاة والمتابعه إِلَّا فِي حُدُود
الله الَّتِي لَا يَسْتَطِيع أحد أَن يتمادى بِعَيْب
أَحدهَا فَإِن سَده شَيْء فَذَاك وَوَاللَّه ليفتحن
وَلَيْسَت لأحد عَليّ حجه حق وَقد علم الله أَنِّي لم ال
النَّاس خيرا وَلَا نَفسِي وَوَاللَّه إِن رحى الفتنه
لدائرة فطوبى لعُثْمَان إِن مَاتَ وَلم يحركها كفكفوا
النَّاس وهبوا لَهُم حُقُوقهم واغتفروا لَهُم وَإِذا
تعوطيت حُقُوق الله فَلَا تدهنوا فِيهَا فَلَمَّا نفر
عُثْمَان رض = أشخص مُعَاوِيه وَعبد الله ابْن سعد مَعَه
إِلَى المدينه وَرجع ابْن عَامر وَسَعِيد مَعَه وَلما
اسْتَقل عُثْمَان رض = رجز بِهِ الْحَادِي ... قد علمت
ضوامر الْمطِي
وضمرات عوج القسي ... أَن الْأَمِير بعده عَليّ
وَفِي الزبير خلف رضى وطلحه الحامي لَهَا ولي ...
فَقَالَ كَعْب وهويسير خلف عُثْمَان رض = وَالله بعده
صَاحب البغله وَأَشَارَ إِلَى
وَعَن عُثْمَان بن قطبه الْأَسدي عَن رجل من بني أَسد
قَالَ وَمَا زَالَ مُعَاوِيه يطْمع فِيهَا بعد مقدمه على
عُثْمَان حِين جمعهم فَاجْتمعُوا إِلَيْهِ بِالْمَوْسِمِ
ثمَّ أرتحل فحدا بِهِ الراجز
(1/101)
.. إِن امير بعده عَليّ ... وَفِي الزبير
خلف رَضِي ... فَقَالَ كَعْب كذبت ...
صَاحب الشَّهْبَاء بعده يَعْنِي مُعَاوِيه فَأخْبر
مُعَاوِيه فَسَأَلَهُ عَن الَّذِي بلغَة فَقَالَ نعم أَنْت
الأ مير بعده وَلكنهَا لاتصل إِلَيْك حَتَّى تكذب بحديثي
هَذَا فَوَقَعت فِي نفس مُعَاوِيه مُعَاوِيَة
وشاركهم م هذاالمكان أَبُو حَارِثَة وَأَبُو عُثْمَان عَن
رَجَاء بن حَيْوَة وَغَيره قالوافلما ورد عُثْمَان رض =
المدينه رد الْأَمر 4 اء الى اعمالهم فَمَضَوْا جَمِيعًا
وَأقَام سعيد بعدهمْ فَلَمَّا ودع مُعَاوِيه عُثْمَان رض =
خرج من عِنْده وَعليَّة ثِيَاب السّفر مُتَقَلِّدًا سَيْفه
متنكبا قوسه فاذا هُوَ بِنَفر من الْمُهَاجِرين فيهم طلحه
وَالزُّبَيْر وعَلى رض = فَقَامَ عَلَيْهِم فتوكأ على قوسه
بعد مَا سلم عَلَيْهِم ثمَّ قَالَ إِنَّكُم قد علمْتُم أَن
هَذَا الْأَمر كَانَ اذالناس يتغالبون إِلَى رجال فَلم يكن
مِنْكُم أحد إِلَّا فِي فصيلته من يرأسه يستبد عَلَيْهِ
وَيقطع الْأَمر دونه وَلَا يشهده وَلَا يَأْمُرهُ حَتَّى
بعث الله نبيه مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَأكْرم
بِهِ من أتبعه فَكَانُوا يرأسون من جَاءَ من بعده وَأمرهمْ
شُورَى بَينهم يتفاضلون فِيهِ بالسابق والقدمه والأجتهاد
فَإِن أخذُوا بذلك وَقَامُوا عَلَيْهِ كَانَ الْأَمر
أَمرهم وَالنَّاس لَهُم تبع وَأَن أصغوا إِلَى الدُّنْيَا
طلبوها بالتغالب سلبوا ذَلِك ورده الله إِلَى من جعل لَهُ
الغلب وَكَانَ يرأسهم أَولا فليحذر الْغَيْر فَإِن الله
على الْبَدَل قَادر وَله الْمَشِيئَة فِي ملكه وَأمره
وَأَنِّي قد خلفت فِيكُم شَيخا فَاسْتَوْصُوا بِهِ خيرا
وكانفوه تكون أسعد مِنْهُ بذلك ثمَّ ودعهم وَمضى فَقَالَ
عَليّ رض = مَا كنت لأرى أَن فِي هَذَا خيرا فَقَالَ لَهُ
الزبير لَا وتالله مَا كَانَ قطّ أعظم فِي صدرك وصدرنا
مِنْهُ غَدَاة وَقد كَانَ مُعَاوِيَة قَالَ لعُثْمَان رض =
غَدَاة ودعه وَخرج يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ أَنطلق معي
إِلَى الشَّام قبل أَن يهجم عَلَيْك من لَا قبل لَك بِهِ
فَإِن
(1/102)
أهل الشَّام على لم يزَالُوا عَنهُ قَالَ
أَنا أبيع جوَار رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم
بِشَيْء وَإِن كَانَ فِيهِ قطع خيط عنقِي فَقَالَ
فَابْعَثْ إِلَيْك جندا مِنْهُم يُقيم بَين ظهراني
الْمَدِينَة لنائبه إِن نابت الْمَدِينَة أَو أياك قَالَ
أَنا أقتر على جيران رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم
الأرزاق بجند يساكنهم وأضيق على أَهلِي دَار الْهِجْرَة
والنصر قَالَ يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ وَالله لتغتالن أَو
لتغزين فَقَالَ حسبي الله وَنعم الْوَكِيل فودعه
مُعَاوِيَة ثمَّ مضى
37 - ذكر مُكَاتبَة السبيئة اشياعهم من أهل الْأَمْصَار
كَانَ أهل مصر قد تابعو اشياعهم من أهل الْكُوفَة واهل
الْبَصْرَة وَجَمِيع من اجابهم أَن يثوروا خلاف أمرائهم
واتعدوا يَوْمًا حَيْثُ شخص أمرأؤهم يستقم ذَلِك لاحدمنهم
وَلم ينْهض إِلَّا أهل الكوفه فان يزِيد ابْن قيس الأرحبي
ثار فِيهَا فَاجْتمع اليه أَصْحَابه وعَلى الْحَرْب
يَوْمئِذٍ الْقَعْقَاع ابْن عمر فَأَتَاهُ وأحاط النَّاس
بهم فناشدوهم فَقَالَ يزِيد للقعقاع مَا سَبِيلك عَليّ
وعَلى هؤلأء فوَاللَّه إِنِّي سامع لمطيع وهم إِنِّي للازم
لجماعتي وهم الا أَنِّي وأصحابي أستعفي من إِمَارَة سعيد
فَقَالَ يستعفي الخاصه من أَمر قد رضيته العامه قَالَ
فَذَاك الى أَمِير الْمُؤمنِينَ فتركهم والاستعفاء وَلم
يستطيعوا أَن يظهروا غير ذَلِك فا ستقبلوا سعيدا فَردُّوهُ
من الجرعة وَاجْتمعَ النَّاس على أبي مُوسَى فأقرة
عُثْمَان رض = وَلما رَجَعَ الْأُمَرَاء لم يكن لسبيئه
سَبِيل الى الْخُرُوج من الْأَمْصَار فكاتبوا اشياعهم من
أهل الْأَمْصَار ان يتوافوابا الْمَدِينَة لينظروا فِيمَا
يُرِيدُونَ واظهروا انهم يأمرون بِالْمَعْرُوفِ ويسألون
عُثْمَان رض = عَن اشياء لتطير فِي النَّاس ولتحقق
عَلَيْهِ الْأَمر فتوافو با لمدينه وَأرْسل عُثْمَان رض =
رجلَيْنِ مخزوميا وزهريا فَقَالَ انْظُرُوا مايريدون
واعلما علمهمْ وَكَانَ مِمَّن قد ناله من عُثْمَان
(1/103)
رض = أدب فاصطبر للحق وَلم يضطعنا فَلَمَّا
رأوهما باثوهما وأخبروهما بِمَا يرودون فَقَالَ من مَعكُمْ
على هَذَا من اهل المدينه قَالُوا ثَلَاثَة نفر فقالافكيف
تُرِيدُونَ ان تصنعوا قالوانريد ان نذْكر لَهُ أَشْيَاء قد
زرعناها فِي قُلُوب النَّاس ثمَّ نرْجِع اليهم ونزعم لَهُم
انا قد قَرَّرْنَاهُ بهَا فَلم يخرج مِنْهَا وَلم يتب ثمَّ
نخرج وكأنا حجاج حَتَّى نقدم فنحيط بِهِ ونخلعه فَإِن أَبى
قَتَلْنَاهُ وَكَانَت إِيَّاهَا فَرَجَعَا الى عُثْمَان رض
= باالخبر فَضَحِك وَقَالَ اللَّهُمَّ سلم هؤلأء النَّفر
فَإنَّك إِن لم تسلمهم شَقوا العصافأماعمار فَحمل على
ذَنْب ابْن ابي لَهب وعركه بِي وأمامحمد بن أبي بكر
فَإِنَّهُ أعجب حَتَّى راى أَن الْحُقُوق لَا تلْزمهُ
وَأما ابْن سارة فانه يتَعَرَّض للبلاء وارسل الى المصرين
والكوفيين ونادى الصَّلَاة جَامعه وهم عِنْده فِي اصل
المنبرفأقبل أَصْحَاب رَسُول الله حَتَّى أحاطوا بهم
فَحَمدَ الله وَأثْنى عَلَيْهِ واخبرهم خبر الْقَوْم
وَقَامَ الرّجلَانِ فَقَالُوا جَمِيعًا أقتلهم فَإِن
رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ من دَعَا الى
نَفسه أَو الى اُحْدُ وعَلى النَّاس إِمَام فَعَلَيهِ لعنة
الله فَقَتَلُوهُ وَقَالَ عمر بن الْخطاب رض = لَا أحل لكم
إِلَّا مَا قبلتموه وَأَنا شريككم وَقَالَ عُثْمَان رض =
بل نعفوا ونقبل ونبصرهم بجهدنا وَلَا نحاد أحدا حَتَّى
يركب حدا أَو يُبْدِي كفرا إِن هَؤُلَاءِ ذكرُوا أُمُور قد
علمُوا مِنْهَا مثل الَّذِي علمْتُم إِلَّا أَنهم زَعَمُوا
أَنهم يذكروني بهَا ليوجبوها عَليّ عِنْد من لَا يعلم
وَقَالُوا أتم الصَّلَاة فِي السّفر وَكَانَت لَا تتمّ
إِلَّا وَأَنِّي قدمت بلد فِيهِ أَهلِي فأتممت لهَذَا
الْأَمر قَالُوا اللَّهُمَّ نعم وَقَالُوا وحميت حمى
وَأَنِّي وَالله مَا حميت إِلَّا مَا حمي قبلي وَالله مَا
حموا شَيْئا لأحد مَا حموا إِلَّا مَا غلب عَلَيْهِ أهل
الْمَدِينَة ثمَّ لم يمنعوا من رعية أحد وأقتصروا
الصَّدقَات
(1/104)
الْمُسلمين يحمونها لِئَلَّا يكون بَين من
يَليهَا وَبَين أحد تنَازع ثمَّ مَا منعُوا وَلَا نَحوا
مِنْهَا أحد إِلَّا من سَاق دهما وَمَالِي من بعير غير
راحلتين وَمَالِي ثاغيتن وَلَا راغيه وَأَنِّي قد وليت
وَأَنِّي لأكْثر الْعَرَب بَعِيرًا وشاه فَمَالِي الْيَوْم
شاه وَلَا بعير غير بَعِيرَيْنِ لحج أَكَذَلِك قَالُوا
الله هم نعم وَقَالَ وَقَالُوا وَكَانَ الْقُرْآن كتابا
فتركتها إِلَّا وَاحِد أَلا إِن الْقُرْآن وَاحِد جَاءَ من
عِنْد وَاحِد وأنما أَنا فِي ذَلِك تَابع لهَؤُلَاء أفكذلك
قَالُوا نعم وَقَالُوا أستعملت الْأَحْدَاث وَلم أسْتَعْمل
إِلَّا مجتمعا مُحْتملا مرضيا وَهَؤُلَاء أَهلِي عَمَلهم
فسلوهم عَنْهُم وَهَؤُلَاء أهل بلدهم وَقد ولى من قبل
أَحْدَاث مِنْهُم وَقيل فِي ذَلِك لرَسُول الله صلى الله
عَلَيْهِ وَسلم ت أَشد مَا قيل لي فِي أستعمال أُسَامَة
أَكَذَلِك قَالُوا اللَّهُمَّ نعم يعيبون لناس مَا لَا
يفسرون قَالُوا أَنِّي أَعْطَيْت أبن أبي سرح مَا أَفَاء
الله عَلَيْهِ وَإِنِّي إِنَّمَا نقلته خمس مَا أَفَاء
الله عَلَيْهِ من الْخمس مَا كَانَ مائَة الف وَقد أنفذ
مثل ذَلِك أَبُو بكر وَعمر فَزعم الْجند أَنهم يكْرهُونَ
ذَلِك فرددته عَلَيْهِم وَلَيْسَ ذَلِك لَهُم أَكَذَلِك
فَقَالُوا نعم وَقَالُوا أَنِّي أحب أهل بَيْتِي وأعطيهم
فَأَما حبي فَأَنَّهُ لم يمل مَعَهم على حق بل أحمل
الْحُقُوق عَلَيْهِم وَأما إعطائهم فَأَنِّي إِنَّمَا
أعطيهم من مَالِي وَلَا أستحل أَمْوَال الْمُسلمين لنَفْسي
وَلَا لأحد من النَّاس وَقد كنت أعطي الْعَطِيَّة الْكثير
والرغيب من صلب مَالِي زمَان رَسُول الله صلى الله
عَلَيْهِ وَسلم وَأبي بكر وَعمر وَأَنا يَوْمئِذٍ شحيح
حَرِيص أفحين أتيت على أَسْنَان أهل بَيْتِي وفني عمري
ووزعت الَّذِي لي فِي أَهلِي قَالَ الْمُلْحِدُونَ مَا
قَالُوا أَنِّي وَالله مَا
(1/105)
حملت على مصر من الْأَمْصَار فضلا فَيجوز
ذَلِك لمن قَالَه وَلَقَد رَددته عَلَيْهِم وَمَا قدم
عَليّ إِلَّا الْأَخْمَاس وَلَا يحل لي مِنْهَا شء فولى
الْمُسلمُونَ وَضعهَا فِي أَهلهَا دوني وَلَا تبلغت من
مَال الله بفلس فَمَا فَوْقه وَلَا أبتلغ بِهِ مَا أكل
إِلَّا من مَالِي
وَقَالُوا أَعْطَيْت الأَرْض رجَالًا وَإِن هَذِه
الْأَرْضين شاركهم فِيهَا الْمُهَاجِرُونَ وَالْأَنْصَار
إيام أفتتحت فَمن أَقَامَ بمكانها من هَذِه الْفتُوح
فَهُوَ أُسْوَة أَهله وَمن رَجَعَ إِلَى أَهله لم يذهب
ذَلِك إِلَّا مَا حوا الله لَهُ فَنَظَرت فِي الَّذِي
يصيبهم مِمَّا أَفَاء الله عَلَيْهِم فَبِعْته لَهُم
بأمرهم من رجال أَهلِي عقار فِي بِلَاد الْعَرَب فنقلت
إلهم نصِيبهم فَهُوَ فِي أَيْديهم دوني
وَكَانَ عُثْمَان رض = قد قسم مَاله وأرضه فِي بني أُميَّة
وَجعل وَلَده كبعض من يُعْطي فَبَدَأَ ببني الْعَاصِ فأعطا
آل الحكم رِجَالهمْ عشر ألف فَأخذُوا مائَة ألف وَأعْطى
بني عُثْمَان مثل ذَلِك وَقسم فِي بني الْعَاصِ وَفِي بني
الْعيص وَفِي بني حَرْب
ولانت حَاشِيَة عُثْمَان لأولئك الطراء وأبى الْمُسلمُونَ
أَلا قَتلهمْ وَأَبا عُثْمَان رض = أَلا تَركهم فَذَهَبُوا
فَرَجَعُوا إِلَى بِلَادهمْ على أَن يغزوهم مَعَ الْحجَّاج
كالحجاج وتكاتبوا وَقَالُوا نوعدكم فِي الْمَدِينَة فِي
شَوَّال
عَن الشّعبِيّ قَالَ قَالَ عُثْمَان رض = يَوْم جمع
النَّاس وَفسّر لَهُم مَا نقموه وَالله مَالِي بعير وَغير
راحلتين وَمَا هَذَا الْحمى إِلَّا من فِي الْمُسلمين
بِصَدقَة الْمُسلمين وَكَانُوا أذاعوا أَنكُمْ ضلمتوهم
وأستأثرتم عَلَيْهِم ولستم أَحَق بالبلاد مِنْهُم فَلَمَّا
كثرت فيهم الشجاج والجراح وخشينا أَن يقبلوهم إِلَى مَا
ينقص من الصَّدقَات عزلناها إِلَى أقل الْفَيْء مَاء وكلأ
وتسلموا
(1/106)
38 - ذكر مَا كتبه عُثْمَان رض = إِلَى
الأنصر عَن أبي حَارِث وَأبي عُثْمَان وَمُحَمّد وَطَلْحَة
قَالُوا كتب عُثْمَان رض = إِلَى النَّاس بِالَّذِي كَانَ
وصبر عَلَيْهِ من النَّاس إِلَى ذَلِك الْيَوْم وَبِمَا
عَلَيْهِم بِسم الله الرحمان الرَّحِيم من عبد الله
عُثْمَان أَمِير الْمُؤمنِينَ إِلَى الْمُؤمنِينَ
وَالْمُسْلِمين يلام عَلَيْكُم أما بعد فَانِي أذكركم الله
الَّذِي أنعم عَلَيْكُم وعلمكم الأسلام وهداكم من
الضَّلَالَة وأنقذكم من الْكفْر وأراكم من الْبَينَات
ونصركم على الْأَعْدَاء ووسع عَلَيْكُم من الرزق وأسبغ
عَلَيْكُم نعْمَته فَإِن الله يَقُول {وَإِن تعدوا نعْمَة
الله لَا تحصوها إِن الْإِنْسَان لظلوم كفار} أَيَّة
إِبْرَاهِيم 34 وَقَالَ {يَا أَيهَا الَّذين آمنُوا
اتَّقوا الله حق تُقَاته وَلَا تموتن إِلَّا وَأَنْتُم
مُسلمُونَ واعتصموا بِحَبل الله جَمِيعًا} إِلَى قَوْله
{لَهُم عَذَاب عَظِيم} سُورَة ال عمرَان من 102 105
وَقَالَ {واذْكُرُوا نعْمَة الله عَلَيْكُم وميثاقه
الَّذِي واثقكم بِهِ إِذْ قُلْتُمْ سمعنَا وأطعنا} من
سُورَة المائد أيه 7 وَقَالَ {يَا أَيهَا الَّذين آمنُوا
إِن جَاءَكُم فَاسق بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تصيبوا
قوما بِجَهَالَة فتصبحوا} إِلَى قَوْله {فضلا من الله
ونعمة وَالله عليم حَكِيم} من الحجرات 6 8 وَقَالَ {إِن
الَّذين يشْتَرونَ بِعَهْد الله وَأَيْمَانهمْ ثمنا
قَلِيلا} إِلَى {وَلَهُم عَذَاب أَلِيم} من سُورَة ال
عمرَان 77 وَقَالَ {واسمعوا وَأَطيعُوا وأنفقوا خيرا
لأنفسكم وَمن يُوقَ شح نَفسه فَأُولَئِك هم المفلحون} من
سُورَة التغانب 16 وَقَالَ وأوفوا بِعَهْد الله إِذا
عاهدتم {إِلَى} {تَفْعَلُونَ} من سُورَة النَّحْل 97
{وَلَو شَاءَ الله لجعلكم أمة وَاحِدَة وَلَكِن
ليَبْلُوكُمْ فِي مَا آتَاكُم} إِلَى {تختلفون} المائد 48
{وَلَا تَتَّخِذُوا أَيْمَانكُم دخلا بَيْنكُم} إِلَى
{عَظِيم} من سُورَة النَّحْل 94 وَقَالَ {وَلَا تشتروا
بآياتي ثمنا قَلِيلا} للمائد 44 وَقَالَ {أطِيعُوا الله
وَأَطيعُوا الرَّسُول وأولي الْأَمر مِنْكُم} النِّسَاء 59
وَقَالَ {وعد الله الَّذين آمنُوا مِنْكُم وَعمِلُوا
الصَّالِحَات ليَستَخْلِفنهم فِي الأَرْض كَمَا اسْتخْلف
الَّذين من قبلهم}
(1/107)
سُورَة النُّور 55 إِلَى أخر الأيه وَقَالَ
{إِن الَّذين يُبَايعُونَك إِنَّمَا يبايعون الله يَد الله
فَوق أَيْديهم فَمن نكث فَإِنَّمَا ينْكث على نَفسه وَمن
أوفى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهِ الله فسيؤتيه أجرا عَظِيما}
سُورَة الْفَتْح 10 وَكتب كتابا أخر بِسم الله الرَّحْمَن
الرَّحِيم أما بعد فَإِن الله عزوجل رَضِي لكم السّمع
وَالطَّاعَة وَكره لكم الْمعْصِيَة والفرقة والأختلاف وَقد
أنبأكم فعل الَّذين من قبلكُمْ وَتقدم إِلَيْكُم فِيهِ
ليَكُون لَهُ الحجه عَلَيْكُم إِن عصيتموه فقبلوا نصيحة
الله تَعَالَوْا واحذروا عَذَابه فَإِنَّكُم لم تَجدوا
أمتا هَلَكت إِلَّا من بعد أَن تخْتَلف فَلَا يكون لَهَا
إِمَام يجمعها وَمَتى مَا تَفعلُوا ذَلِك لَا تُقِيمُوا
الصَّلَاة جَمِيعًا ويصلط عَلَيْكُم عَدوكُمْ ويستحيل
بَعْضكُم حرم بعض وَمَتى تَفعلُوا ذَلِك تفَرقُوا دينكُمْ
وتكونوا شيعًا قَالَ الله عز وَجل لرَسُوله صلى الله
عَلَيْهِ وَسلم {إِن الَّذين فرقوا دينهم وَكَانُوا شيعًا
لست مِنْهُم فِي شَيْء إِنَّمَا أَمرهم إِلَى الله ثمَّ
ينبئهم بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ} الْأَنْعَام 159
وَأَنِّي أوصيكم بِمَا أوصاكم الله بِهِ وأحذركم عَذَابه
وَأَن القرأن نزل يعْتَبر بِهِ وَيَنْتَهِي إِلَيْهِ أَو
لَا ترَوْنَ إِلَى شُعَيْب عَلَيْهِ السَّلَام قَالَ
لِقَوْمِهِ يَا قوم لَا يجر مِنْكُم شقاقي أَن يُصِيبكُم
مثل مَا أصابا قوم نوح أَو قوم هود أَو قوم صَالح وَمَا
قوم لوط مِنْكُم بِبَعِيد وَاسْتَغْفرُوا ربكُم ثمَّ
تُوبُوا إِلَيْهِ إِن رَبِّي رَحِيم ودود {سُورَة هود من
89 90 وَكتب = كتاب أخر بِسم الله الرحمان الرَّحِيم أما
بعد فَإِن أَقْوَامًا مِمَّن كَانَ يَقُول فِي هَذَا
الحَدِيث أظهرُوا للنَّاس أَنما يدعونَ إِلَى كتاب الله
وَالْحق وَلَا يُرِيدُونَ الدُّنْيَا وَلَا مُنَازعَة
فِيهَا فَلَمَّا عرض عَلَيْهِم الْحق إِذا النَّاس فِي
ذَلِك شَتَّى مِنْهُم أَخذ للحق وَنَازع عَنهُ حِين يعطاه
وَمِنْهُم تَارِك للحق
(1/108)
رَغْبَة فِي الْأَمر يُرِيدُونَ ان يبتزوه بِغَيْر الْحق
وَقد طَال عَلَيْهِم عمري وراث عَلَيْهِم أملهم فِي ألأمور
وإستعجلوا الْقدر
وَإِنِّي جمعتهم والمهاجرين وألأنصار فناشدتهم فأدوا ألذي
علمُوا
فَكَانَ من أول مَا شهدُوا بِهِ أَن يقتل من دَعَا إِلَى
نَفسه أَو إِلَى أحد
وَفسّر لَهُم مَا إعتذروا بِهِ عَلَيْهِ وَمَا أجابهم
وَشهد لَهُ عَلَيْهِم وَرجع إِلَيْهِم الَّذين شخصوا لَا
يَسْتَطِيعُونَ أَن يظهروا شَيْئا حَتَّى إِذا دخل شَوَّال
سنة إثنتي عشرَة ضربوا كالحجاج فنزلوا قرب الْمَدِينَة |