الطبقات الكبرى
متمم التابعين، محققاً الطَّبَقَةُ السَّادِسَةُ: مِنَ
التَّابِعِينَ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ
372- مَالكُ بنُ أَنَس
ابن مَالِكِ بْنِ أَبِي عَامِرِ1 بْنِ عَمرو بْنِ حارث2
[248/أ] بْنِ غَيْمان3 بْنِ خُثَيل4 بْنِ عَمرو بْنِ
الْحَارِثِ، وَهُوَ ذُو أَصْبح بْنِ حِمْيَر5، وَعِدَادُهُ
فِي بَنِي تَيْمِ بْنِ مرَّة مِنْ قُرَيْشٍ إِلَى عَبْدِ
الرَّحْمَنِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ عُبَيْدِ الله التيمي6.
__________
1 واسم أبي عامر: نافع. (انظر: جمهرة أنساب العرب 426) .
2 وفي الأصل يقدم (الحارث) على (عمرو) والتصحيح من الثقات
ابن حبان 3/141أوجمهرة أنساب العرب 436. وتهذيب التهذيب
10/5.
3 غيمان: بفتح المعجمة والميم بينهما تحتية ساكنة. وكذا
قاله: ابن حبان والفيروزي أبادي، وابن حجر في تبصير
المنتبه. وقيل: (عثمان) بإهمال العين بعدها مثلثة. (انظر:
ثقات ابن حبان 3/141أ. وجمهرة أنساب العرب 436. والقاموس
المحيط 4/160. مادة: غَيَم. وتبصير المنتبه 3/933. وتهذيب
التهذيب 10/5) .
4 خُثَيل: بخاء المعجمة بعدها مثلثة مصغر. وهكذا نقله كل
من ابن حجر في تبصير المنتبه والزبيدي وابن ماكولا عن ابن
سعد. وقيل: (جُثيل) بجيم في أوله. (انظر: جمهرة أنساب
العرب 436. والإكمال لابن ماكولا 2/565. وتبصير المنتبه
1/467. وتهذيب التهذيب 10/5. وتاج العروس 9/8. مادة خَثَل)
.
5 هو ذو أصبح بن عوف بن مالك من حَمْيَر. نسبت إليه أصبح
وهي قبيلة من حمير من اليمن. (انظر: جمهرة أنساب العرب
435. والمرَّصع للمبارك بن الأثير 79. واللباب لعلي بن
الأثير 1/69،393.)
6 وكان حليفاً لعبد الرحمن بن عثمان القرشي التيمي ابن أخي
طلحة. صحابي جليل، أسلم عام الفتح وقيل في الحُديبية. وقتل
في مكة مع ابن الزبير سنة ثلاث وسبعين. (انظر: الإصابة
2/410) .
(1/433)
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ،
قَالَ: "سَمِعْتُ مَالِكَ بْنَ أَنَسٍ يَقُولُ: قَدْ
يَكُونُ الْحَمْلُ ثَلَاثَ سِنِينَ، وَقَدْ حُمل بِبَعْضِ
النَّاسِ ثَلَاثَ سنين -يعني نفسه-".
قال: "سمعت غَيْرَ وَاحِدٍ يَقُولُ: حُمِل بِمَالِكِ بْنِ
أَنَسٍ ثَلَاثَ سِنِينَ"1.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مطرَّف بْنُ عَبْدِ اللَّهِ
الْيَسَارِيُّ، قَالَ: "كَانَ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ
طَوِيلًا عَظِيمَ الْهَامَةِ أَصْلَعَ أَبْيَضَ الرَّأْسِ
وَاللِّحْيَةِ، أَبْيَضَ شَدِيدَ الْبَيَاضِ إِلَى الشُقرة
وَكَانَ لِبَاسُهُ الثِّيَابُ الْعَدَنِيَّةُ الْجِيَادُ.
وَكَانَ يَكْرَهُ حَلْقَ الشَّارِبِ ويعبيه، وَيَرَاهُ
مِنَ الْمَثَلِ، كَأَنَّهُ مَثَّلَ بِنَفْسِهِ"2.
قَالَ: أخبرنا إسماعيل بن عبد الله بن أبي أُوَيْسٍ،
قَالَ: "كَانَ خَاتَمُ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ الَّذِي مَاتَ
وَهُوَ فِي يَدِهِ فَصُه حَجَرٌ أَسْوَدُ مُجْسَد نَقْشُهُ
شَطْرَانِ {حَسْبِيَ اللَّهُ وَنِعْمَ الوَكِيلُ} .
وَكَانَ يَتَخَتَّمُ بِهِ فِي يَسَارِهِ وَرُبَّمَا
رَأَيْتُ خَاتَمَهُ كَثِيرًا فِي يَمِينِهِ، فَلَا أَشُكُّ
أَنَّهُ كَانَ يُحَوِّلَهُ مِنْ يَسَارِهِ إِلَى يَمِينِهِ
حين يتوظأ مِنَ الْغَائِطِ وَالْبَوْلِ. وَكَانَ مَالِكٌ
يَعْمَلُ فِي نَفْسِهِ مَا لَا يُلْزِمُهُ النَّاسُ.
وَكَانَ يَقُولُ: لَا يَكُونُ الْعَالِمُ عَالِمًا حَتَّى
يَعْمَلُ فِي نَفْسِهِ بِمَا لَا يُفْتِي بِهِ النَّاسَ،
يَحْتَاطُ لنفسه ما لو تركه لم [248/ب] يَكُنْ عَلَيْهِ
فِيهِ إِثْمٌ".
قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى، قَالَ: "رَأَيْتُ
مَالِكًا متختَّمًا فِي يَسَارِهِ".
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: "كَانَ مَالِكٌ
لَا يُغَيرَّ شَيْبَهُ".
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُطرَّف بن عيد اللَّهِ الْيَسَارِيُّ،
قَالَ قُلْتُ لِمَالِكِ بْنِ أَنَسٍ يوماً:
__________
1 انظر: المعارف لابن قتيبة 498. وثقات ابن حبان 3/141أ.
ووفيات الأعيان 4/137.
2 أوردها كل من: ابن قتيبة في المعارف 498. وابن خِلكان في
وفيات الأععيان 4/138. بلا إسناد.
(1/434)
"مَا نَقْشُ خَاتَمِكَ؟ قَالَ: "حَسْبِيَ
اللَّهُ وَنِعْمَ الوكيل" الآية قلت فَلِم نقشته هَذَا
النَّقْشَ مِنْ بَيْنِ مَا يَنْقُشُ النَّاسُ
الْخَوَاتِيمَ؟ " قَالَ: "إِنِّي سَمِعْتُ اللَّهَ
تَبَارَكَ وَتَعَالَى يَقُولُ لِقَوْمٍ قَالُوا:
{حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ، فَانْقَلَبُوا
بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوء}
1. فقال مطرَّف: فَمَحَوْتُ نَقْشَ خَاتَمِي وَنَقَشْتُهُ
(حَسْبِيَ اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ) 2.
(قَالَ: أَخْبَرَنَا مُطَرِّفُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ
الْيَسَارِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ
قَالَ: "كُنْتُ آتِي نَافِعًا مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ نِصْفَ
النَّهَارِ، مَا يُظلني شَيْءٌ [مِنَ] 3 الشَّمْسِ،
وَكَانَ مَنْزِلُهُ بالنَّقِيع4 بالصُوريْن5، وَكَانَ
حدَّاً، فَأَتَحَيَّنُ خُرُوجَهُ فَيَخْرُجُ فَأَدَعُهُ
سَاعَةً، وأُريه أَنِّي لَمْ أُرده، ثُمَّ أَعْرِضُ لَهُ
فَأُسَلِّمُ عَلَيْهِ، ثُمَّ أَدَعُهُ حَتَّى إِذَا دَخَلَ
البِلاط"6، أَقُولُ: "كَيْفَ قَالَ ابْنُ عُمَرَ فِي كَذَا
وَكَذَا؟ فَيَقُولُ قال: كذا وكذا فَأَخْنس عنه"7) 8.
__________
1 سورة آل عمران الآية (173ـ174) ونص الآيتين {الَّذِينَ
قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا
لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُوا
حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ، فَانْقَلَبُوا
بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ
وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ
عَظِيمٍ} .
2 أخرجها أبو نعيم في حلية الأولياء 6/329 بسنده من طريق
أخرى، باختصار.
3 التكملة يقتضيها السياق. ومن تاريخ ابن عساكر 17/2/259ب.
4 النقيع: بالنون المفتوحة سمي بذلك لتجمع الماء فيه. وهو
موضع قرب المدينة من الناحية الجنوبية الغربية بجانب وادي
العقيق يبعد عن المدينة أربعة بُرد. (انظر: وفاء الوفاء
2/221. والمناسك للحربي 410. والمغانم المطابه 224، 415) .
5 والصَوران: تثنية صور، وهما موضعان بالنقيع. وأورد
الفيروز أبادي خبر مجيئ مالك ... إلخ.
(انظر: وفاء الوفاء 2/221. والمناسك للحربي 410. والمغانم
المطابه 224، 415) .
6 البِلاط: بفتح الموحدة وكسرها. هو موضع بين سوق المدينة
والمسجد النبوي من ناحيته الشرقية امتد فيما بعد حتى أحاط
بالحرم بمساحات مختلفة من جهة إلى أخرى، متشعباً نوعاً ما
بين بعض المنازل. (انظر: وفاء الوفاء 1/230.ومعالم طابة
64) .
7 أخْنَس عنه: أتخلف وأتورى عنه. (انظر: المعجم الوسيط
1/230. مادة: خَنَسَ) .
8 تاريخ ابن عساكر 17/2/259ب.
(1/435)
قَالَ: أَخْبَرَنَا مطرَّف بْنُ عَبْدِ
اللَّهِ الْيَسَارِيُّ، قَالَ: قَالَ مَالِكٌ: "وَكُنْتُ
آتِي ابْنَ هُرْمُز بُكرةً، فيما أَخْرُجُ مِنْ بَيْتِهِ
حَتَّى اللَّيْلَ، وَكَانَ مِنَ الْفُقَهَاءِ".
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُطَرِّفُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قال:
أخبرنا [249/أ] زَيْدُ بْنُ دَاوُدَ1-رَجُلٌ مِنْ
أَصْحَابِنَا مِنْ أَفْضَلِهِمْ- قَالَ: "رَأَيْتُ فِيَ
الْمَنَامِ كَأَنَّ الْقَبْرَ انْفَرَجَ، فَإِذَا رَسُولُ
اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَاعِدٌ، وَإِذَا النَّاسُ
مُنْفَصِمون2، فَصَاحَ صَائِحٌ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، قَالَ
فَرَأَيْتُ مَالِكًا جَاءَ حَتَّى انْتَهَى إِلَى رَسُولِ
اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَأَعْطَاهُ شَيْئًا،
فَقَالَ: "اقْسِمْ هَذَا عَلَى النَّاسِ، فَخَرَجَ بِهِ
مَالِكٌ يُقَسِّمُهُ عَلَى النَّاسِ، فَإِذَا هُوَ مِسْكٌ
يُعْطِيهِمْ إِيَّاهُ"3.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُطَرِّفُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ:
قَالَ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِنَا: "أُراني فِي الْمَنَامِ
وَرَجُلٌ يَسْأَلُنِي مَا يَقُولُ مَالِكٌ فِي كَذَا
وَكَذَا؟ "قال: قلت: "اأَدْرِي إِلَّا أَنَّهُ قُلَّ مَا
يُسْأَلُ عَنْ شيء إلا قال أَنْ يَتَكَلَّمَ: مَا شَاءَ
اللَّهُ" قَالَ فَقَالَ: "وقَالَ هَذَا فِي أَخْفَى مِنَ
الشَّعْرِ لُهدي مِنْهُ إِلَى الصَّوَابِ"
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُطَرِّفُ بْنُ عبد الله، قال: "ان
مَالِكٌ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَدْخُلَ بَيْتَهُ فَأَدْخَلَ
رِجْلَهُ قَالَ: {مَا شَاءَ اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا
بِاللَّهِ} 4 فَقِيلَ لَهُ: "إِنَّكَ إِذَا أَرَدْتَ أَنْ
تَدْخُلَ بَيْتَكَ قُلْتَ: {مَا شَاءَ اللَّهُ لَا قُوَّةَ
إِلَّا بِاللَّهِ} 5 قَالَ: "إِنِّي سَمِعْتُ الله قال
__________
1 زيد بن داود: لم أعثر عليه، ولعله أبو عبد الله الذي
ذكره الأصبهاني. (انظر: الحاشية الآتية رقم 23) .
2 منفصمون: ذاهبون، أرادوا الخروج. (انظر: النهاية في غريب
الحديث 3/452 مادة. (ف ص م) .
3 أخرجها الأصبهاني في حلية الأولياء 6/317 من طريق مطرف،
عن أبي عبد الله مولى الليثيين -وكان مختاراً- بألفاظ
مقاربة.
4 سورة الكهف. آية 39.
5 سورة الكهف. آية 39.
(1/436)
فِي كِتَابِهِ: {وَلَوْلا إِذْ دَخَلْتَ
جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ لا قُوَّةَ إِلَّا
بِاللَّهِ} 1. وَجَنَّتُهُ بَيْتُهُ"2.
قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ
أَبِي أُوَيْسٍ، قَالَ: "سُئِلَ مَالِكٌ عَنْ حَدِيثِهِ،
أَسْمَاعٌ هُوَ؟ فَقَالَ: مِنْهُ سَمَاعٌ3، ومنه عرض4،
وليس [249/ب] العرض عندنا بأدنى من السماع"5.
__________
1 سورة الكهف. آية 39.
2 والمراد بالجنة في الآية: البستان، لا البيت، ويتضح من
ذلك من الآية 32: {وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلاً رَجُلَيْنِ
جَعَلْنَا لِأَحَدِهِمَا جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنَابٍ
وَحَفَفْنَاهُمَا بِنَخْلٍ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمَا
زَرْعاً} .
(انظر تفسير الطبري 15/244. والكشاف للزمخشري 2/483. وفتح
القدير 3/285. وتفسير القاسمي 11/4057) . ولكن هناك أحاديث
كثيرة تبين فضل هذه الآية -والعبرة بعموم اللفظ لا بخصوص
السبب- وتوضح أن الجنة أعم من البستان. فقد أخرج الحديث في
ذلك.
(أ) الإمام مالك في موطأ 2/934. كتاب صفة النبي صلى الله
عليه وسلم 49. باب جامع ما جاء في الطعام والشراب 10. حديث
34 من طريق هشام بن عروة، عن أبيه: أنه كان لا يؤتي بطعام
ولا شراب، حتى الدواء، فيطعمه ويشربه، إلا قال: "الحمد لله
الذي هدانا ... ما شاء الله لا قوة إلا بالله ... "
(ب) والإمام أحمد في مسنده 2/335. من حديث أبي هريرة، قال
قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا أبا هريرة
أَدُلك على كلمة كنز من كنز الجنة تحت العرش؟ ". قال قلت
نعم، فِداك أبي وأمي. قال: "أن تقول لا قوة إلا بالله".
وسئل عنها أبو هريرة، فقال: هي في سورة الكهف. وتلا الآية.
3 السماع عند المحدثين: سماع لفظ الشيخ سواء كان إملاء، أو
تحديثاً من غير إملاء. من حفظ الشيخ، أو من كتاب له. وهو
أعلى طرق تحمل الحديث. (انظر: الإلماع للقاضي عياض 69.
وفتح المغيث 2/16) .
4 العرض تقدم.
5 أخرجها الحاكم في معرفة علوم الحديث 259. من طريق ابن
أبي أويس. والخطيب البغدادي في الكفاية 393. من طريق ابن
أبي أويس، ومن طريق ابن وهب. والتسوية بينهما ليس مذهب
مالك فقط إنما هو مذهب معظم علماء الحجاز والكوفة ورُوي
ذلك عن علي، وابن عباس -رضي الله عنهم- قالا: قرأتك على
العالم كقراءته عليك. وبه قال الزهري، وابن عيينة، ويحيى
الأنصاري، والقطان وهو مذهب البخاري، وجمهور أهل المشرق،
وأبي حنيفة في قول، والشافعي، والإمام مسلم. وغيرهم من أهل
البصرة ومصر. وهذه التسوية من باب الرد على من أنكر
الرواية بالعرض، وليست من باب التسوية الفعلية، لأن
الجمهور على أن السماع أعلى مراتب تحمل الحديث.
(انظر: ترجمة الزهري رقم 70. وترجمة يحيى الأنصاري رقم
244. والمحدث الفاضل 420-429. ومعرفة علوم الحديث 257.
والكفاية للخطيب 383-394. والإلماع للقاضي عياض 71-73.
وتدريب الراوي 2/14) .
(1/437)
قَالَ: أَخْبَرَنَا مطرَّف بْنُ عَبْدِ
اللَّهِ، قَالَ: "سَمِعْتُ مَالِكَ بْنَ أَنَسٍ يَقُولُ
لِبَعْضِ مَنِ يحتج عَلَيْهِ فِي الْعَرْضِ: إِنَّهُ لَا
يُجْزِئُهُ فِيهِ إِلَّا الْمُشَافَهَةُ فَيَأْبَى مَالِكٌ
ذَلِكَ عَلَيْهِ أشدَّ الْإِبَاءِ، وَيَحْتَجُّ مَالِكٌ
فِي ذَلِكَ فَيَقُولُ: أَرَأَيْتَ إِذَا قَرَأْتَ [عَلَى]
1 الْقَارِئِ الْقُرْآنَ، فَسُئِلْتَ مَنْ أقرأك؟ أليس
تقول: فلان ابن فُلَانٍ، وَفُلَانٌ لَمْ يَقْرَأْ عَلَيْكَ
قَلِيلًا وَلَا كَثِيرًا فَهُوَ إِذَا قَرَأْتَ أَنْتَ
عَلَيْهِ أَجْزَأَكَ، وَهُوَ الْقُرْآنُ، وَلَا تَرَى أَنْ
يُجْزِئَكَ الْحَدِيثُ! فَالْقُرْآنُ أَعْظَمُ مِنَ
الْحَدِيثِ2.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُطَرَّف بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ:
"صَحِبْتُ مَالِكَ بْنَ أَنَسٍ نَحْوًا مِنْ عِشْرِينَ
سَنَةً، فَلَمْ أَرَ أَحَدًا قَرَأَ مَالِكٌ عَلَيْهِ3
هَذِهِ الْكُتُبِ -يَعْنِي الموطأ-"4.
__________
1 التكملة من حاشية الأصل.
2 أخرجها الحاكم في معرفة علوم الحديث 259. من طريق مطرف
أيضاً مختصرة.
3 أخرج الأصبهاني في حلية الأولياء 6/320. نحوه من طريق
نافع بن عبد الله. والحاكم في معرفة علوم الحديث 259 من
طريق مطرف، ويضع (سبع عشرة) بدل (عشرين) .
4 الموطأ: كتاب في الحديث رتَّبه الإمام مالك على أبواب
الفقه. وهو عظيم الفوائد اهتم به العلماء اهتماماً بالغاً،
فشرحوه، ودرسوا أسانيده ووصلوا مراسيله ومنقطعاته. ومن
شروحه: (الاستذكار في شرح مذاهب علماء الأمصار) ،
(والتمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد) . وكلاهما
لابن عبد البر القرطبي (ت 463هـ) . و (تنوير الحوالك على
موطأ مالك) . للسيوطي (ت 911هـ) . (انظر: بحوث في تاريخ
السنة المشرفة 235) .
(1/438)
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ،
قَالَ: سَمِعْتُ مَالِكَ بْنَ أَنَسٍ يَقُولُ: "عَجَبًا
لِمَنْ يُرِيدُ المحدِّث عَلَى أَنْ يُحَدِّثَهُ
مُشَافَهَةً، وَذَلِكَ إِنَّمَا أَخَذَ حَدِيثَهُ عَرْضًا
فَكَيْفَ جوَّز ذَلِكَ للمحدِّث، وَلَا يُجَوِّزُ هُوَ
لِنَفْسِهِ أَنْ يُعْرَض عَلَيْهِ كَمَا عَرَضَ هُوَ"1.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ:
سَأَلْتُ مَالِكَ بْنَ أَنَسٍ، وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ
عُمَرَ الْعُمَرِيَّ، وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبِي
الزِّنَادِ، وَعَبْدَ الْحَكِيمِ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ
أَبِي فَرْوَةَ، وَأَبَا بَكْرِ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ
أَبِي سَبْرة2، عَنْ قِرَاءَةِ الْحَدِيثِ على المحدِّث3
أو حديثه هو به4 [250/أ] فقالوا: "هو سواء5، وهوعلم
بَلَدِنَا".
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُطَرِّفُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ
قَالَ رَجُلٌ لِمَالِكٍ: "قَدْ سَمِعْتَ مِائَةَ أَلْفِ
حَدِيثٍ". فَقَالَ مَالِكٌ: "مِائَةُ أَلْفِ حَدِيثٍ!
أَنْتَ حَاطِبُ لَيْلٍ تَجْمَعُ القَشعَة" فَقَالَ: "مَا
القشعة6؟ " قال: "الحطب يجمعه الإنسان بالليل، فربما أخذ
معه أفعى فَتَنْهَشَهُ".
قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بن
أبي أويس، قال: "سئل مالك عن الإيمان، يزيد وينقص؟ "
فَقَالَ: "يَزِيدُ، وَذَلِكَ فِي كِتَابِ اللَّهِ. فَقِيلَ
لَهُ: وَيَنْقُصُ يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ؟ قَالَ: ولا
أريد أن أبلغ هذا"7.
__________
1 أخرجها الحاكم في معرفة علوم الحديث 259. من طريق مطرّف.
والخطيب في الكفاية 394 من طريق مطرّف أيضاً.
2 ستأتي ترجمته رقم 389.
3 ويسمى عند المحدثين: العرض، وقد تقدما آنفاً.
4 ويسمى عند المحدثين: السماع. وقد تقدما آنفاً.
5 والتسوية بين العرض والسماع. تقدم الكلام فيهما آنفاً.
6 كانت في الأصل (القشمة) بالميم بدل العين المهملة. ولم
أقف على معناها اللغوي، فصححتها لأن القشعة تعني ما تقشع
عن وجه الأرض بيدك ثم ترمي به. وهذا يتماشى مع تفسير
الإمام مالك لها. والله أعلم. وقال ابن سيده: إراكة قشع؛
ملتفة كثير الورق. (انظر: المحكم والمحيط 1/79. وتاج
العروس 5/468. مادة: قَشَع) .
7 وفي حلية الأولياء 6/327 كان مالك يقول: (الإيمان قول
وعمل يزيد وينقفص) .
(1/439)
قَالَ أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ
عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: "سُئل مَالِكٌ مَا كُنْيَةُ
ابْنِهِ مُحَمَّدٍ؟ فَقَالَ: أبو القاسم كأنه لم يرى
بِذَلِكَ بَأْسًا"1.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: "لَمَّا
خَرَجَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنٍ
بِالْمَدِينَةِ لَزِمَ مَالِكٌ بَيْتَهُ، فَلَمْ يَخْرُجْ
مِنْهُ حَتَّى قُتل مُحَمَّدٌ"2.
(قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ:
سَمِعْتُ مَالِكَ بْنَ أَنَسٍ يَقُولُ: "لَمَّا حجَّ أَبُو
جَعْفَرٍ الْمَنْصُورُ دَعَانِي، فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ
فَحَادَثْتُهُ، وَسَأَلَنِي فَأَجَبْتُهُ"، فَقَالَ:
"إِنِّي قَدْ عَزَمْتُ أَنْ، آمُرَ بِكُتُبِكَ هَذِهِ
الَّتِي وَضَعْتَهَا -يَعْنِي الْمُوَطَّأَ3- فتُنسخ
نُسَخًا، ثُمَّ أبعث إلى كل مصر من الأمصار المسلمين منها
بنسخة، وآمرهم أن يعملوا [250/ب] بِمَا فِيهَا لَا
يَتَعَدَّوْهُ إِلَى غَيْرِهِ، ويدَعوا مَا سِوَى ذَلِكَ
مِنْ هَذَا الْعِلْمِ المحدَث، فَإِنِّي رَأَيْتُ أَصْلَ
الْعِلْمِ رِوَايَةَ الْمَدِينَةِ وَعِلْمِهِمْ. قَالَ
فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ لَا تَفْعَلْ هَذَا،
فَإِنَّ النَّاسَ قَدْ سَبَقَتْ إِلَيْهِمْ أَقَاوِيلُ،
وَسَمَعُوا أَحَادِيثَ، وَرَوَوْا رِوَايَاتٍ، وَأَخَذَ
كُلُّ قَوْمٍ بما سبق إليهم، وعملوا بِهِ. وَدَانُوا بِهِ
مِنِ اخْتِلَافِ النَّاسِ وَغَيْرِهِمْ، وإنَّ رَدَّهُمْ
عَمَّا قَدِ اعْتَقَدُوهُ شَدِيدٌ، فَدَعِ الناس
__________
1 لقد أخرج الإمام مسلم في صحيحه 3/1682-1685. كتاب الأدب.
باب النهي عن التكني بأبي القاسم. أحاديث كثيرة منها قوله
صلى الله عليه وسلم: "تسموا باسمي ولا تكنوا بكنيتي". إلا
أن الإمام النووي رحمه الله في شرحه لصحيح مسلم 14/112.
كتاب الأدب.... الخ ذكر خلاف العلماء في ذلك على ستة
أقوال. ونص على أن إباحة التكني هي مذهب مالك، وأن النهي
عن ذلك قد نُسخ. ونقل قول القاضي عياض: "وبه قال جمهور
السلف وفقهاء الأمصار. وجمهور العلماء" قالوا: "وقد اشتهر
أن جماعة تكنوا بأبي القاسم في العصر الأول وفيما بعد ذلك
إلى اليوم. مع كثرة فاعل ذلك وعدم الإنكار".
2 وكان خروجه وقتله سنة 145هـ. وقد تقدمت ترجمته رقم 298.
3 كتاب الموطأ. تقدم آنفاً.
(1/440)
وما هم عليه، ومااختار كُلُّ أَهْلِ بَلَدٍ
مِنْهُمْ لِأَنْفُسِهِمْ" فَقَالَ: "لَعَمْرِي لَوْ
طَاوَعْتَنِي عَلَى ذَلِكَ لَأَمَرْتُ بِهِ") 1.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: "لَمَّا
دُعي مالك بن أنس وشُوور وسُمع جعفر وقُبل قول، شَنِف2
النَّاسُ لَهُ وَحَسَدُوهُ وَبَغَوْهُ بِكُلِّ شَيْءٍ.
فلما ولي جعفر ابن سليمان بن عَلَى الْمَدِينَةِ3 سَعَوْا
بِهِ إِلَيْهِ، وَكَثُرُوا عَلَيْهِ عِنْدَهُ، وَقَالُوا
لَا يَرَى أَيْمَانَ بِيعَتِكُمْ هَذِهِ بِشَيْءٍ، وَهُوَ
يَأْخُذُ بِحَدِيثٍ رَوَاهُ عَنْ ثَابِتٍ الْأَحْنَفِ4،
فِي طَلَاقِ الْمُكْرَهِ أَنَّهُ لَا يَجُوزُ5، فَغَضِبَ
جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، فَدَعَا بِمَالِكٍ، فَاحْتَجَّ
عَلَيْهِ بِمَا رُقي إِلَيْهِ عَنْهُ، ثُمَّ جرَّده ومدَّه
وَضَرَبَهُ بِالسِّيَاطِ، ومُدت يَدُهُ حَتَّى انْخَلَعَ
__________
1 المنتخب من ذيل المذيل للطبري 659-660. ويقدم (أهل) على
(كل) من قوله (وما اختار كل أهل بلد) . رواها الطبري عن
الحارث بن أبي أسامة، عن ابن سعد به.
2 شَنِف: تنبه. (انظر: المعجم الوسيط 1/496. مادة: شَنَفَ)
.
3 وكان ذلك سنة ست وأربعين ومائة. وقد تقدم جعفر.
4 هو ثابت بن عياض الأحنف الأعرج العدوي مولى عبد الرحمن
بن زيد بن الخطاب وقيل: ثابت بن الأحنف بن عياض. وكان ثقة.
(انظر: تقريب التهذيب 50) .
5 الحديث مرسل بهذا الإسناد. بالإضافة إلى أن فيه محمد بن
عمر الواقدي وهو متروك. وقد أخرج الحديث موقوفاً على عبد
الله بن عمر، وعلى عبد الله بن الزبير كل من:
(أ) الإمام مالك في الموطأ 2/587. كتاب الطلاق (29) . باب
جامع الطلاق (29) حديث (78) .
(ب) وعبد الرزاق في مصنفه 6/408. كتاب الطلاق. باب طلاق
المكره حديث (11410) و (11411) .
(ج) وابن سعد في طبقاته 5/308. من طريق يحيى بن عباد، عن
فُليح بن سليمان، عن ثابت الأعرج.
والحديث يفيد أن كلا من ابن عمر وابن الزبير يريان أن طلاق
المكره لا يقع. والشاهد فيه هنا: أن مالكاً رأى أن يمين
المكره على البيعة للإمام كيمين المكره على طلاق زوجته.
(1/441)
كتفاه وارتُكب منه أمر عظيم فَوَاللَّهِ
مَا زَالَ بَعْدَ ذَلِكَ الضَّرْبِ فِي رِفعة عِنْدَ
النَّاسِ وَعُلُوٍّ مِنْ أَمْرِهِ وَإِعِظَامِ النَّاسِ
لَهُ، وَكَأَنَّمَا كَانَتْ تِلْكَ السِّيَاطُ الَّتِي
[251/أ] ضَرَبَهَا حليَّا حُلَّى بِهَا"1.
(قَالَ:2 "وَكَانَ مَالِكٌ يَأْتِي الْمَسْجِدَ وَيَشْهَدُ
الصَّلَوَاتِ وَالْجُمُعَةَ وَالْجَنَائِزَ وَيَعُودُ
المرضى، ويقضي الحقوق، ويجلس في المسجد، ويجتمع إِلَيْهِ
أَصْحَابُهُ، ثُمَّ تَرَكَ الْجُلُوسَ فِي الْمَسْجِدِ،
وَكَانَ يُصَلِّي ثُمَّ يَنْصَرِفُ إِلَى مَنْزِلِهِ
وَتَرَكَ شُهُودَ الْجَنَائِزَ، فَكَانَ يَأْتِي
أَصْحَابُهَا فَيُعَزِّيهِمْ ثُمَّ تَرَكَ ذَلِكَ كُلَّهُ
فَلَمْ يَكُنْ يَشْهَدُ الصَّلَوَاتِ فِي الْمَسْجِدِ
وَلَا الْجُمُعَةَ، وَلَا يَأْتِي أَحَدًا يُعَزِّيهِ
وَلَا يَقْضِي لَهُ حَقًّا، وَاحْتَمَلَ النَّاسُ ذَلِكَ
كُلَّهُ لَهُ، وَكَانُوا أَرْغَبَ مَا كَانُوا فِيهِ
وَأَشَدَّهُ لَهُ تَعْظِيمًا حَتَّى مَاتَ عَلَى ذَلِكَ،
وَكَانَ رُبَّمَا كُلم فِي ذَلِكَ فَيَقُولُ: "لَيْسَ
كُلُّ النَّاسِ يَقْدِرُ أَنْ يَتَكَلَّمَ بِعُذْرِهِ"3)
4.
(قَالَ:5 وَكَانَ مَالِكٌ يَجْلِسُ فِي مَنْزِلِهِ عَلَى
ضِجَاعٍ6 لَهُ وَنَمَارِقٍ7 مُطَّرحة يُمْنَةً وَيُسْرَةً
فِي سَائِرِ الْبَيْتِ، لِمَنْ يَأْتِيهِ مِنْ قُرَيْشٍ
وَالْأَنْصَارِ وَالنَّاسِ، وَكَانَ مَجْلِسُهُ مَجْلِسَ
وَقَارٍ وَحِلْمٍ، وَكَانَ مَالِكٌ رَجُلًا مُهِيبًا
نَبِيلًا لَيْسَ فِي مَجْلِسِهِ شيء من
__________
1 أوردها ابن قتيبة في المعارف 499. وابن خلكان في وفيات
الأعيان 4/137 نقلاً عن الواقدي أيضاً، باختصار يسير
ويحذفان أخذه بحديث ثابت الأحنف.
2 أي الواقدي.
3 أوردها كل من ابن قتيبة في المعارف 498. وابن خلكان في
وفيات الأعيان 4/136. نقلاً عن الواقدي، وباختصار يسير.
4 تذكرة الحفاظ 1/210. مع اختصار يسير.
5 أي محمد بن عمر الواقدي.
6 الضجاع: فراش يضطجع عليه. (انظر: تاج العروس 5/438.
مادة: ضَجَعَ) .
7 نمارق: جمع نُمرُق. وهي وسادة جمعها وسائد. (انظر:
المعجم الوسيط 2/954) .
(1/442)
المراء1 واللغظ2 ولا رفع صوت وَكَانَ
الْغُرَبَاءُ يَسْأَلُونَهُ عَنِ الْحَدِيثِ، وَلَا
يُجِيبُ إِلَّا الْحَدِيثَ بَعْدَ الْحَدِيثِ، وَرُبَّمَا
أَذِنَ لِبَعْضِهِمْ فَقَرَأَ عَلَيْهِ، وَكَانَ لَهُ
كَاتِبٌ قَدْ نَسَخَ كُتُبَهُ يُقَالُ لَهُ: حَبيب
يَقْرَأُ لِلْجَمَاعَةِ، فَلَيْسَ أَحَدٌ مِمَّنْ
يَحْضُرُهُ يَدْنُو وَلَا يَنْظُرُ فِي كِتَابِهِ وَلَا
يَسْتَفْهِمُ هَيْبَةً لِمَالِكٍ وَإِجْلَالًا، وَكَانَ
حَبِيبٌ إِذَا قَرَأَ فَأَخْطَأَ فَتَحَ عَلَيْهِ مَالِكٌ)
3 [251/ب] . وَكَانَ ذَلِكَ قَلِيلًا.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مطرَّف بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ:
مَا رَأَيْتُ مَالِكَ بْنَ أَنَسٍ يَحْتَجِمُ4 إِلَّا
يَوْمَ الْأَرْبِعَاءِ أَوْ يَوْمَ السَّبْتِ، يُنكر
الْحَدِيثَ الَّذِي رُوي فِي ذَلِكَ5.
قال: أخبرنا إسماعيل بن عبد الله بن أَبِي أُوَيْسٍ،
قَالَ: "اشْتَكَى مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ أَيَّامًا
يَسِيرَةً، فَسَأَلْتُ بَعْضَ أَهْلِنَا عَمَّا قَالَ
عِنْدَ الْمَوْتِ، فَقَالَ تشهَّد ثُمَّ قَالَ: {لِلَّهِ
الأمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ} 6 وتُوفي صَبِيحَةَ
أَرْبَعَ عَشْرَةَ مِنْ شَهْرِ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ سَنَةَ
تِسْعٍ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ"7 فِي خِلَافَةِ هَارُونَ
وَصَلَّى عَلَيْهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بن
إبراهيم بن محمد بن علي بن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ
الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَهُوَ ابْنُ
زَيْنَبَ بِنْتِ سُلَيْمَانَ بْنِ عَلِيٍّ، بأمه كان
يُعرف، يُقال: عبد الله بن زينب،
__________
1 المراء: الجدال. (انظر: تاج العروس 10/341. مادة:
مَرَىَ) .
2 اللغظ: إذا تكلم القوم كلاماً مبهمًا لا يفهم من اختلاط
أصواتهم. (انظر: المعحم الوسيط 2/830. مادة: لَغَظَ)
3 تذكرة الحفاظ 1/211. مع اختصار يسير.
4 الاحتجام: من الحجامة، وهي استفراغ الدم من العروق
الممتدة في اللحم والجلد لتخفيف الامتلاء من العضو الذي هي
قريبة منه أو عليه.
(انظر: الموسوعة الطبية 5/297) .
5 لعل الحديث الذي أنكره مالك. هو الذي أخرجه ابن ماجه في
سننه من حديث ابن عمر 2/1153. كتاب الطب (31) . باب في أي
الأيام يحتجم (22) . حديث (3487) و (3488) . في إسناد
الحديث الأول، ضعيفان. وفي الثاني: مجهولان. ويفيدان:
اجتناب الحجامة يوم الأربعاء، والجمعة، والسبت، والأحد.
6 سورة الروم: آية 4.
7 تهذيب التهذيب 10/8. من قوله: (وتوفي صبيحة ... الخ) .
(1/443)
وَكَانَ يَوْمَئِذٍ وَالِيًا عَلَى
الْمَدِينَةِ، فَصَلَّى عَلَى مَالِكٍ فِي مَوْضِعِ
الْجَنَائِزِ ودُفن بِالْبَقِيعِ1 وَكَانَ يَوْمَ مَاتَ
ابْنُ خَمْسٍ وَثَمَانِينَ سَنَةً2.
(قَالَ محمد بْنُ سَعْدٍ:3 "فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِمُصْعَبِ
بْنِ عَبْدِ الله الزبيري" فقال: "أَنَا أَحْفَظُ النَّاسِ
لِمَوْتِ مَالِكٍ، مَاتَ فِي صَفَرٍ سَنَةَ تِسْعٍ
وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ) 4.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى، قَالَ: "رَأَيْتُ
الفُسطاط5 عَلَى قَبْرِ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ (وَكَانَ
مَالِكٌ ثِقَةً مأموناً ثبتاً ورعاً فقيهاً عالماً حجةً6)
7.
__________
1 البقيع: موضع مقبرة المدينة المنورة، يقع شرق المسجد
النبوي، ويبعد عنه مائتي متر تقريباً.
2 المنتخب من ذيل المذيل 660 -رواها الطبري عن الحارث بن
أبي أسامة، عن ابن سعد به- وتهذيب التهذيب 10/8 من قوله
(كان يوم مات ... الخ) وزاد: وقال الواقدي: كان ابن تسعين
سنة انتهى. وقال غيره ولد سنة ثلاث أو أربع وتسعين وقيل
سنة تسعين. (انظر: مشاهير علماء الأمصار 140. ووفيات
الأعيان 4/137) .
3 هو مؤلف الكتاب.
4 المنتخب من ذيل المذيل 660. رواها الطبري عن الحارث بن
أبي أسامة، عن ابن سعد، وتهذيب التهذيب 10/8.
5 الفُسطاط: بيت من الشَعْر. (انظر: لسان العرب 9/246.
مادة: فَسَطَ) . والمراد من ذلك" أنه رأى الفُسطاط على
قبره أثناء الدفن، اتقاء الحر ولم يكن ذلك بعد دفنه.
6 مجمع على توثيقه وتثبته وإمامته في الحديث والفقه
والاحتجاج به، وقد أخرج له الجماعة. (انظر: التاريخ لابن
معين 2/543. والتاريخ الكبير للبخاري 4/1/310. والمعارف
لابن قتيبة 498. والمعرفة والتاريخ 1/687. والجرح والتعديل
4/1/204. ومشاهير علماء الأمصار 140. وثقات ابن حبان
3/141أ. ووفيات الأعيان 4/135. وتذكرة الحفاظ 1/207.
وتهذيب التهذيب 10/5. وتقريب التهذيب 326) .
7 تهذيب التهذيب 10/8.
(1/444)
373- أَبو أُوِيْسٍ
واسمه [252/أ] عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ
أُوَيْسِ بْنِ مَالِكِ بْنِ أَبِي عَامِرٍ الْأَصْبَحِيُّ
مِنْ حِمْيَر، وَهُوَ ابْنُ عَمِّ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ.
وَقَدْ رَوَى أَبُو أُوَيْسٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ،
وَغَيْرِهِ1.
374- هِشَامُ بنُ سَعْدِ
وَيُكَنَّى أَبَا عبَّاد2 مَوْلًى لِآلِ أَبِي لَهَبِ بْنِ
عَبْدِ الْمُطَّلِبِ. (وَكَانَ مُتَشَيِّعًا3) 4 لِآلِ
أَبِي طَالِبٍ. وَكَانَ صَاحِبَ مَحَامِلٍ5 ومات بالمدينة
في أول
__________
1 وقال ابن حجر: "صدوق يهم. وقد أخرج له مسلم والأربعة:
توفي سنة سبع وستين ومائة". (انظر: تقريب التهذيب 178) .,
2 ويقال كنيته أبو سعد. ويقال له: يَتيم زيد بن أسلم،
لكثرة ملازمته له. (انظر: التاريخ الكبير للبخاري 4/2/200.
وطبقات خليفة 274. وميزان الاعتدال 4/298) .
3 كان متشيعاً لآل أبي طالب: متبعاً لهم وناصراً. (انظر:
تاج العروس 5/405. مادة: شَيَعَ) . والشيعة في الاصطلاح:
اسم لكل من يفضل علياً على مَنْ كان قبله من الخلفاء
الراشدين، ويرى أن الخلافة لا تخرج من أولاده، وهو أحق
بها. (انظر: الملل والنحل للشهرستاني 1/195) .
4 تهذيب التهذيب 11/40.
5 محامل: جمع مَحْمِل -بفتح الميم الأولى وكسر الثانية-
عبارة عن عِدْلين على جانبي الدَّابة يُحمل فيهما. أو
الزنبيل الذي يُحمل فيه العنب. (انظر: المحكم والمحيط
3/280. ولسان العرب 13/189. مادة: حَمَلَ) .
(1/445)
خِلَافَةِ الْمَهْدِيِّ1 (وَكَانَ كَثِيرَ
الْحَدِيثِ يُستضعف2،3.
375- مُحَمَّدُ بنُ صَالِحِ
ابن دينار التَمَّار مولى عائشة بنت جَزء4 بن عَمرو بْنِ
عَامِرٍ وَهِيَ أُمُّ عَمْرِو بْنِ قَتَادَةَ بْنِ
النُّعْمَانِ5 الظَّّفري. وَيُكَنَّى أَبَا عَبْدِ
اللَّهِ. (وَكَانَ جَيِّدَ الْعَقْلِ قَدْ لَقِيَ
النَّاسَ6 وَعَلِمَ الْعِلْمَ وَالْمَغَازِيَ) 7.
(قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ
أَخْبَرَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزناد قال:
__________
1 وكانت خلافته في آخر سنة 159هـ. وقد تقدم.
2 اختلف فيه قول ابن معين والنسائي ولم يوثقاه. وتكلم فيه
أحمد من جهة حفظه. وليَّنه البعض. وقال أبو زرعة: "محله
الصدق وهو أحب إليَّ من ابن إسحاق. -وابن إسحاق عنده
صدوق-" وقال الساجي: "صدوق"، وزاد ابن حجر: "له أوهام
ورُمي بالتشيع. وأخرج له الأربعة". (انظر: التاريخ الكبير
لابن معين 2/917. والضعفاء والمتروكين للنسائي 105. والجرح
والتعديل 4/2/61. والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي 269.
وميزان الاعتدال 4/298. وتهذيب التهذيب 11/39. وتقريب
التهذيب 364) .
3 انظر: تهذيب التهذيب 11/40.
4 جزء: بفتح الجيم وسكون الزاي آخره همزة، كما في الأصل.
أما في ترجمة قتادة بن النعمان في طبقات ابن سعد 3/452.
(جري) بضم الجيم وفتح الراء آخره تحتية مشددة.
5 هو قتادة بن النعمان بن زيد بن عامر الظَفري. صحابي جليل
أخو أبي سعيد الخدري لأمه. أبو عمرو الأنصاري. شهد بدراً.
وتوفي سنة ثلاث وعشرين. (انظر: طبقات خليفة 3/452.
والإصابة 3/255) .
6 رأى ابن المسيب. وروى عن القاسم بن محمد. وسعد بن
إبراهيم. والزهري. وعنه ابنه صالح، والدراوردي، والقعنبي.
(انظر: الجرح والتعديل 3/2/287. وتهذيب التهذيب 9/225) .
7 تهذيب التهذيب 9/225.
(1/446)
قَالَ لِي أَبِي: "إِنْ أَرَدْتَ
الْمَغَازِيَ صَحِيحَةً فَعَلَيْكَ بِمُحَمَّدِ بْنِ
صَالِحِ بْنِ دِينَارٍ التَّمَّارِ". وَكَانَ1 ثِقَةً
قَلِيلَ الْحَدِيثِ.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: "وَتُوُفِّيَ مُحَمَّدُ بْنُ
صَالِحٍ سَنَةَ ثَمَانٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ) 2 وَهُوَ
ابْنُ بِضْعٍ وَثَمَانِينَ سَنَةً"
376- مُحَمَّدُ بنُ هِلالِ
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسلمة بْنِ
قَعْنَبٍ، وَخَالِدُ بْنُ مخَلد3 قَالَا: حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ هِلَالٍ، عَنْ جَدَّتِهِ وَكَانَتْ
تَدْخُلُ عَلَى عُثْمَانَ وَهُوَ مَحْصُورٌ4 فَوَلَدَتْ
هِلالاً ففقدها يوماً، فقيل [252/ب] لعثمان: إنها قد ولدت
هذه الليلة
__________
1 وقال أحمد: "ثقة ثقة". ووثقه أبو داود والعجلي، وذكره
ابن حبان في الثقات. وقال أبو حاتم: "شيخ ليس بالقوي، لا
يعجبني حديثه". وقال الدارقطني: "متروك". وقال ابن حجر:
"صدوق يخطئ وقد أخرج له الأربعة". (انظر: ترتيب الهيثمي
لثقات العجلي. والجرح والتعديل 3/2/287. وثقات ابن حبان
3/128أ. وميزان الاعتدال 3/581. وتهذيب التهذيب 9/225.
وتقريب التهذيب 301) .
2 تهذيب التهذيب 9/225.
3 هو القَطَواني أبو الهيثم البجلي مولاهم الكوفي. صدوق
يتشيع وله أفراد. مات سنة ثلاث عشرة ومائتين. (انظر: تقريب
التهذيب 90) .
4 حوصر رضي الله عنه بالمدينة في داره، أكثر من عشرين
يوماً، ثم قتلوه وكان ذلك سنة خمس وثلاثين. (انظر: تاريخ
خليفة 168. والمعارف لابن قتيبة 195. وتاريخ الطبري 4/352)
.
(1/447)
غُلَامًا قَالَتْ: "فَأَرْسَلَ إليَّ
بِخَمْسِينَ دِرْهَمًا، وشُقَيْقة1 سُنْبُلانية"2 وَقَالَ:
"هَذَا عَطَاءُ ابْنِكَ وَكِسْوَتُهُ فَإِذَا مرَّت بِهِ
سَنَةٌ رَفَعْنَاهُ إِلَى مِائَةٍ".
377- الزُبَيْرُ بنُ عَبْدِ اللهِ
ابْنِ رُهَيمة3 وَيُكَنَّى أَبَا عَبْدِ اللَّهِ. مَوْلَى
عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ عَتَاقَةً4. ورُهَيْمَة
جَدَّتُهُ5 أُمُّ أَبِيهِ. مَاتَ أَوَّلَ مَا استُخلف
الْمَهْدِيُّ6
378- مُحَمَّدُ بنُ خُوطٍ7
وَكَانَ مِنَ العبَّاد الْمُنْقَطِعِينَ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحمد بْنُ عُمَرَ، قَالَ: "كَانَ
لِمُحَمَّدِ بْنِ خُوطٍ حلقةُ فِي مسجد
__________
1 شُقَيْقة: تصغير شُقَّة. جنس من الثياب. وقيل هو نصف
ثوب. (انظر: النهاية لابن الأثير 2/492. مادة: شَقَقَ.
وذكر هذا الخبر عن عثمان رضي الله عنه) .
2 سنبلانية هذه النسبة إلى سنبلان، محلة كبيرة بأصبهان في
إيران. (انظر: اللباب لابن الأثير 2/144) .
3 ويقال: ابن خالد بن رُهيمة. بضم الراء في أوله. (انظر:
الجرح والتعديل 1/2/581. وتهذيب التهذيب 3/316) .
4 مولى عثمان عَتَاقة: أي أنه أعطاه حريته وأخرجه من الرق.
(انظر: النهاية لابن الأثير 3/179. مادة: عَتَقَ) .
5 وكذا في الجرح والتعديل 1/2/581. وثقات ابن حبان 3/ق49ب.
أمَّا في تهذيب التهذيب 3/316: (رُهيمة هي أمه) .
6 واستُخلف المهدي آخر سنة ثمان وخمسين ومائة. وقد تقدم.
وقال ابن حجر: الزبير بن عبد الله بن أبي خالد مقبول.
(انظر: تقريب التهذيب 106) .
7 خوط: بضم الخاء المعجمة، ومعناه: الرجل الجسيم الخفيف،
أي الرشيق الحسن الَخلْق. (انظر: تاج العروس 5/136. مادة:
خَوَطَ) .
(1/448)
رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم،
وَجُلَسَاءُ يُعرفون بالنُسك وَالْعِبَادَةِ، لَقَدْ
أَدْرَكْتُهُمْ، وَمَنْ أَرَادَ النُسك أَتَاهُمْ
فَجَالَسَهُمْ، فَكَانَ يُقَالُ لَهُمْ: الخُوطيَّة
يُنْسَبُونَ إِلَيْهِ. وَكَانَتْ لَهُ رِوَايةٌ ولُقِيّ1
مَعَ نُسكه".
379- أبُو مَوْدُود
وَاسْمُهُ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ.
(وَكَانَ أَيْضًا مِنْ أَهْلِ النُّسُكِ وَالْفَضْلِ
وَكَانَ مُتَكَلِّمًا يَعِظُ ويُذكر. وَكَانَ كَبِيرًا
وَتَأَخَّرَ مَوْتُهُ) 2.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ3: "وأُخبرت عَنْ أَبِي
مَوْدُودٍ، قَالَ رَأَيْتُ السَّائِبَ بن يزيد4 أبيض الرأس
واللحية"5.
__________
1 أي لقاء بالمحدثين والشيوخ. قال البخاري: في بعض حديثه
تقارب. وفي بعضه وهم. وقال أبو حاتم: لا أعرفه. (انظر:
التاريخ الكبير للبخاري 1/1/75. والجرح والتعديل 3/2/246.
ولسان الميزان 5/160) .
2 تهذيب التهذيب 6/340.
3 هو مؤلف الكتاب.
4 ابن سعيد بن ثُمامة الكِندي. وقيل غير ذلك في نسبه. يعرف
بابن أخت النَمِر، وهو النمر بن جبل، خال السائب. حُج به
في حجة الوداع -سنة عشر- وهو ابن سبع سنين. مات سنة إحدى
وتسعين، وقيل قبل ذلك. وهو آخر من مات بالمدينة من
الصحابة. (انظر: الإصابة 2/12. وتقريب التهذيب 116) .
5 وقال ابن حجر عن أبي مودود: مقبول من السادسة. أخرج له
الأربعة عدا ابن ماجه. (انظر: تقريب التهذيب 214) .
(1/449)
380- صَالِحُ بنُ حَسَّانَ1
النَضْرِيْ2 [مِنْ] 3 حُلَفَاءِ الْأَوْسِ.
قَالَ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: "أَدْرَكَ
الْمَهْدِيَّ4، وَكَانَ سريَّاً مُرِيئًا، يَمْلَأُ
الْمَجْلِسَ إِذَا تَحَدَّثَ. وكان عنده [253/أ] جوارٍ
مُغنّيات فَهُنَّ وَضَعْنَهُ عِنْدَ النَّاسِ. وَكَانَ
يُحَدِّثُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ القُرظي،
وَغَيْرِهِ، وَقَدِمَ الْكُوفَةَ فَسَمِعَ مِنْهُ
الْكُوفِيُّونَ5، وَكَانَ قَلِيلَ الحديث"6) 7.
__________
1 وقال الذهبي: (صالح بن أبي حسان. ويقال: صالح بن حسان
النضري) فوهم وجعلهما واحداً. وجعلهما البخاري وغيره
اثنين. (انظر: التاريخ الكبير للبخاري 2/2/275. وتاريخ
بغداد 9/301. وتهذيب التهذيب 4/384-385) .
2 النَضْري: بفتح النون والمعجمة. هذه النسبة إلى بني
النضير من يهود المدينة والنسبة إليهم على الأصل (نضيري) .
ويقال: صالح بن حسان البصري - بالموحدة بعدها مهملة-
لنزوله البصرة وكنيته أبو الحارث. (انظر: اللباب لابن
الأثير 3/314-315. وتبصير المنتبه 4/1441. وتقريب التهذيب
148) .
3 التكملة من تاريخ بغداد 9/302. وتهذيب التهذيب 4/385.
4 وكانت خلافة المهدي بين سنتي (158-159) .
5 ونزل البصرة وروى عنه البصريون. وقدم بغداد، وروى عنه
البغداديون وممن روى عنه من أهل المدينة. أنس بن عياض، ومن
أهل الكوفة: عائذ بن حبيب، وأبو داود الحفري، وإبراهيم بن
عيينة، ومن أهل البصرة: أبو عاصم النبيل، ومن أهل بغداد:
محمد الوراق الكوفي نزيل بغداد، وعمر بن عبد الرحمن الأبار
الكوفي نزيل بغداد. وغيرهم. (انظر: الجرح والتعديل
2/1/397. وتاريخ بغداد 9/301. وتهذيب التهذيب 4/384) .
6 وقال ابن حجر: "متروك. وأخرج له الترمذي وابن ماجه".
(انظر: تقريب التهذيب 148) .
7 تاريخ بغداد 9/302. ويضع (النضيري) بالتحتية قبل الراء
بدل (النضري) . وتهذيب التهذيب 4/385. ويحذف (أدرك المهدي
... إذا تحدث) ويحذف أيضاً (وكان يحدث ... الكوفيون) .
(1/450)
381- سَعيدُ بنُ مُسلِم بْنِ بَانَك1
382- نافِعُ بْنُ أبي نُعَيْم2
القاريء. وَكَانَ يَرْوِي عَنْ نَافِعٍ3. وَقَرَأَ عَلَى
شَيْبَةَ بْنِ نِصاح4 وَأَبِي جَعْفَرٍ5 مَوْلَى ابْنِ
عيَّاش.
383- سَلَمَةُ بنُ بخْت
مَوْلَى بَنِي مَخْزُومٍ. وَكَانَ ثبتاً6. وروى عن
عِكرمة7، وغيره.
__________
1 سعيد بن مسلم بن بانك -بفتح الموحدة والنون بينهما ألف-
أبو مصعب. ثقة من السادسة وقد أخرج له النسائي، وابن ماجه.
(انظر: تقريب التهذيب 126) .
2 هو نافع بن عبد الرحمن بن أبي نعيم مولاهم الأصبهاني
الأصل. أبو رُوَيم. وقيل في كنيته غير ذلك. أحد أصحاب
القراءات السبع الصحيحة. قرأ على سبعين من التابعين.
وتتلمذ عليه ورش، وقالون، وغيرهما. وهو ثبت في القراءات
صدوق في الحديث توفي سنة تسع وستين ومائة. (انظر: الفهرست
42. ومعرفة القراء للذهبي 1/89. وتقريب التهذيب 355) .
3 تقدمت ترجمته رقم 52. وهو مولى ابن عمر.
4 ابن سَرْجس بن يعقوب المدني المقرئ القاضي وكان ثقةً
وتوفي سنة ثلاثين ومائة. وقد أخرج له النسائي. (انظر:
معرفة القراء الكبار للذهبي 1/64. وتقريب التهذيب 148) .
5 هو القارئ. تقدمت ترجمته رقم 60.
6 ووثقه ابن معين. وقال أحمد: "ليس به بأس"، وقال ابن أبي
حاتم: "لا بأس به". وذكره ابن حبان في الثقات". (انظر:
التاريخ لابن معين 2/224. والجرح والتعديل 2/1/156. وثقات
ابن حبان 3/59أ) .
7 هو مولى ابن عباس. تقدم.
(1/451)
384- حُسَيْنُ بنُ عَبْدِ اللهِ
ابن ضُمَيْرة بْنِ أَبِي ضُمَيْرَة1. وَيُكَنَّى أَبَا
عَبْدِ اللَّهِ. وَكَانَ يَنْزِلُ يَنْبُع2.
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ
يُونُسَ3، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو شِهَابٍ4، عَنْ
مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ5، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ
الْحَسَنِ6، عَنْ أُمِّه فَاطِمَةَ بِنْتِ حُسَيْنٍ7،
قَالَتْ: "بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم
زَيْدَ بْنَ حَارِثَةَ8 إِلَى مَدِينَةِ مَقَنَا9
فَأَصَابُوا مِنْهُمْ سَبَايَا، مِنْهُمْ ضُمَيْرَة مولى
عليّ، فأمر رسول الله صلى
__________
1 ضميرة بن أبي ضميرة. وقيل: ابن سعد، أبو سعد الحميري.
وقيل: الضمري الليثي مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله
عليه وسلم. وقيل: هو غير أبي ضميرة مولى علي ولم يكونا من
رجال الكتب الستة. (انظر: الإصابة 2/214،4/111) .
2 يَنْبُع: مدينة تقع على ساحل البحر الأحمر، وتبعد عن
المدينة المنورة غرباً نحواً من مائتين وخمسين كيلو متراً
وصارت اليوم مرفأ هاماً في الجزيرة العربية.
3 أحمد بن يونس. ثقة حافظ. تقدم.
4 هو أبو شهاب الأصغر الحنَّاط -بمهملة ونون- عبد ربه بن
نافع الكِناني الكوفي نزيل المدائن. صدوق يهم. مات سنة
إحدى أو اثنتين وسبعين ومائة وقد أخرج له الجماعة عدا
الترمذي. (انظر: تهذيب التهذيب 6/128. وتقريب التهذيب 198)
.
5 تقدمت ترجمته رقم 330. وكان صدوقاً يدلس رمي بالتشيع
والقدر.
6 تقدمت ترجمة عبد الله بن حسن بن حسن رقم 138. وهو ثقة.
7 فاطمة بنت حسين بن علي من التابعيات الثقات. تقدمت.
8 هو زيد بن حارثة بن شراحيل الكلبي أبو أسامة مولى رسول
الله صلى الله عليه وسلم وحبه. صحابي جليل مشهور. من أول
الناس إسلاماً. شهد بدراً وما بعدها، واستشهد في غزوة
مؤتة، سنةثمان وهو ابن خمس وخمسين سنة. (انظر: طبقات ابن
سعد 3/40. والإصابة 1/563) .
9 تقع قرب أيلة على البحر الأحمر، آخر الحجاز وأول الشام.
(انظر: معجم البلدان 5/178) .
(1/452)
الله عليه وسلم بِبَيْعِهِمْ وَهُمْ
إِخْوَةٌ، فَخَرَجَ إِلَيْهِمْ وَهُمْ يَبْكُونَ، فَقَالَ
مَا لَهُمْ يَبْكُونَ؟، فَقَالُوا: فرَّقنا بَيْنَهُمْ
قَالَ: لَا تُفَرِّقُوا بَيْنَهُمْ، بيعوهم جميعا"1.2
385- مُحَمَّدُ بنُ عَبْدَ اللهِ
ابن مُسْلِمِ بْنِ عُبيد اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ
الأصغر بن شهاب بن عبد الله بن الحارث بن زُهرة. وأم
حَبِيبٍ بِنْتُ حَبِيبِ بْنِ حُوَيطب بْنِ عَلِيٍّ من بني
مالك ابن حِسْل [253/ب] ابن عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ، وَهُوَ
الَّذِي يُقَالُ لَهُ: ابْنُ أَخِي الزُّهْرِيِّ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ:
"سَأَلْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ ابْنَ أَخِي
الزُّهْرِيِّ، كَيْفَ سَمِعْتَ هَذَا الْحَدِيثَ مِنْ
عَمِّكِ؟ " فَقَالَ: "كُنْتُ مَعَهُ حَيْثُ أَمَرَهُ
هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ أَنْ يَكْتُبَ لَهُ
حَدِيثَهُ، وَأَجْلَسَ لَهُ كُتَّاباً يُمْلِي عَلَيْهِمُ
الزُهريٌّ وَيَكْتُبُونَ، فَكُنْتُ أَحْضُرُ ذَلِكَ
فَرُبَّمَا عَرَضَتْ لِي الْحَاجَةُ، فَأَقُومُ فِيهَا
فَيُمْسِكُ عَمِّي عَنِ الْإِمْلَاءِ حَتَّى أَعُودَ إِلَى
مَكَانِي. وَكَانَ مُحَمَّدٌ يُكْنَى أَبَا عَبْدِ
اللَّهِ. قَتَلَهُ غِلمانه بِأَمْرِ ابْنِهِ فِي
أَمْوَالِهِ بِثلْيَة؛ بِنَاحِيَةِ شَغب وَبَدا. وَكَانَ
ابْنُهُ سَفِيهًا شَاطِرًا3 قَتَلَهُ لِلْمِيرَاثِ،
وَذَلِكَ فِي آخِرِ خِلَافَةِ أَبِي جَعْفَرٍ4، ثُمَّ
وَثَبَ غِلمانه عليه فقتلوه، بعد
__________
1 الحديث مرسل بهذا الإسناد. وقد أخرج نحوه: أبو داود في
سننه 3/144. كتاب الجهاد 9، باب في التفريق بين السبي 133.
بسند آخر منقطع، عن عليّ رضي الله عنه. أنه فرَّق بين
جارية وولدها فنهاه النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك، ورد
البيع.
2 وكان حسين بن عبد الله متروكاً، ولم يكن من رجال الكتب
الستة. (انظر: الضعفاء الصغير 33. والجرح والتعديل 2/1/57.
والمجروحين لابن حبان 1/244. وميزان الاعتدال 1/538.
والمغني في الضعفاء للذهبي 1/172) .
3 الشاطر: الخبيث الماكر. (انظر: تاج العروس 3/229. مادة:
شَطَرَ) .
4 وكان آخر خلافته سنة 158هـ. وقد تقدم. وحدد ابن الأثير،
وابن حجر وفاة ابن أخي الزهري سنة اثنتين وخمسين ومائة.
وأرخها خليفة سنة أربع وخمسين ومائة. وأرخها الذهبي سنة
سبع وخمسين ومائة. (انظر: طبقات خليفة 274. والكامل في
التاريخ 5/608. وميزان الاعتدال 3/592. وتقريب
(1/453)
سِنِينَ أَيْضًا، وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ.
وَكَانَ مُحَمَّدٌ كَثِيرَ الْحَدِيثِ1 صَالِحًا"2.
386- عَبْدُ اللهِ بنُ جَعْفَرِ
ابن عبد الرحمن بن المِسْوَر بن مَخْرَمة بن نَوْفَل بْنِ
أُهَيب بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ زُهرة بْنِ كِلاب.
وَيُكَنَّى أَبَا جَعْفَرٍ3. وأمُّه بُرَيْهَةُ بِنْتُ
مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُصْعَبِ بْنِ
عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ. فَوَلَدَ عَبْدُ اللَّهِ
بْنُ جَعْفَرٍ: جَعْفَرًا والمِسْوَر وَابْنَتَيْنِ
تَزَوَّجَتَا. وَأُمُّهُمْ كَلْثَم بِنْتُ مُحَمَّدِ بْنِ
هَاشِمِ بن المِسْوَر بن مخرمة.
قال: أخبرنا [254/أ] مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: "كَانَ
عَبْدُ اللَّهِ بن جفعر مِنْ رِجَالِ الْمَدِينَةِ،
وَكَانَ عَالِمًا بِالْمَغَازِي، وَالْفَتْوَى، وَلَمْ
يَزَلْ يُؤمَّل فِيهِ أَنْ يوليَّ الْقَضَاءَ
بِالْمَدِينَةِ حَتَّى مَاتَ وَلَمْ يَلِه"4. وَكَانَ
قَصِيرًا دَمِيمًا قَبِيحًا.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ ابْنُ أَبِي
الزِّنَادِ: "مَا عُزل قاضٍ عَنِ الْمَدِينَةِ أَوْ مَاتَ
إِلَّا قِيلَ يولَّي عَبْدَ اللَّهِ بْنَ جَعْفَرٍ،
لِكَمَالِهِ وَمُرُوءَتِهِ وَعِلْمِهِ، فَمَاتَ قَبْلَ
أَنْ يَلِيَهُ". (قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ5: "وَمَا
أحسِبهُ قَعد بِهِ عَنْ ذَلِكَ إِلَّا خُرُوجُهُ مَعَ
مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنٍ"6) 7.
__________
1 وقال ابن حجر: "صدوق له أوهام. وأخرج له الجماعة".
(انظر: تقريب التهذيب 306) .
2 أوردها ابن حجر في تهذيب التهذيب 9/280. نقلاً عن
الواقدي، من قوله (قتله غلمانه ... الخ) .
3 وكذا كنيته عند أبي أحمد الحاكم، وغيره، وقيل: كنيته أبو
محمد. (انظر: الكنى للحاكم 50ب. وتهذيب التهذيب 5/171) .
4 تهذيب التهذيب 5/172. ويحذف (بالمدينة) بعد (القضاء) .
5 هو عبد الرحمن بن أبي زناد.
6 وكان خروجه سنة 145هـ. وقد تقدمت ترجمته رقم 298.
7 تهذيب التهذيب 5/172.
(1/454)
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: "ذكرتُه
يَوْمًا لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِمران"1
الطَّلْحِيِّ فَقَالَ: "ذكرت المرؤة كُلَها".
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَقَالَ لِي عبدُ اللَّهِ2:
"دُعي مَعِي مَرَّةً عَبْدُ اللَّهِ بن محمد ابن عِمران
الْقَاضِي وَهُوَ غُلَامٌ، فَدَخَلَنِي مِنْ ذَلِكَ مَا
يَدْخُلُ النَّاسَ، قُلْتُ: أُدعى مَعَ هَذَا الْغُلَامِ!
ثُمَّ قُلْتُ: وَاللَّهِ لَقَدْ دُعيت مَعَ أَبِيهِ وَمَا
بَلَغْتُ سِنَّهُ فَسَلَا ذَلِكَ عَنِّي. قَالَ: وَكَانَ
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ مِنْ ثِقَاتِ مُحَمَّدِ بْنِ
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنٍ وَكَانَ يَعْلَمُ عِلْمَهُ،
وَإِذَا دَخَلَ الْمَدِينَةَ مُسْتَخْفِيًا جَاءَ حَتَّى
يَنْزِلَ فِي مَنْزِلِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ،
وَيَغْدُو عَبْدُ اللَّهِ فَيَجْلِسُ إِلَى الْأُمَرَاءِ،
وَيَسْمَعُ كَلَامَهُمْ وَالْأَخْبَارَ عِنْدَهُمْ وَمَا
يَخُوضُونَ فِيهِ مِنْ ذِكْرِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ
اللَّهِ، وتوجيه من توجَّه في [254/ب] طَلَبِهِ،
فَيَنْصَرِفُ عَبْدُ اللَّهِ فَيُخْبِرُ مُحَمَّدًا ذَلِكَ
كُلَّهُ. فَلَمَّا خَرَجَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ
خَرَجَ مَعَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ. فَلَمَّا
قُتل مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ3، اخْتَفَى فَلَمْ
يَزَلْ مُسْتَخْفِيًا حَتَّى استُؤمن لَهُ فَأَمِنَ
فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ: مَا خَرَجْنَا مَعَ
مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ وَنَحْنُ نَشُكُّ فِي
أَمْرِهِ لِما رُوي لَنَا وَشُبَّه لَنَا، وَلَا غرَّني
بَعْدَهُ أَحَدٌ فَكَانَ يُظهر النَّدَامَةَ عَلَى
خُرُوجِهِ".
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: "لَمَّا
جَاءَ نَعْيُ أَبِي، عُمَرَ بْنِ واقدٍ احتبست فِي
الْبَيْتِ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ، ثُمَّ غَدَوْتُ فَإِذَا
أَنَا بِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ عَلَى بَغْلَتِهِ
سُوقِ الْحِنْطَةِ، فَلَمَّا رَآنِي حَبَسَ بَغْلَتَهُ
وَقَالَ: مَا حَبَسَكَ عَنِّي؟ قَدْ سَأَلْتُ جَحْدَراً
-يَعْنِي غُلَامَهُ-: أَجَاءَ فَرَدَدْتَهُ أَمْ لَمْ
تُعْلِمْنِي مَكَانَهُ؟ فقال: ما جاء. فما حَبْسِكَ
عَنِّي؟ قُلْتُ: جَاءَ نَعْيُ أَبِي، فَلَمْ يُكلمني كلمةً
حتى رد بغلته راجعاً
__________
1 ابن إبراهيم بن محمد بن طلحة الطلحيّ كان على قضاء
المدينة سنة ستين ومائة في زمن موسى الهادي. كما ولي مكة
لهارون الرشيد. (انظر: تاريخ خليفة 461. وتاريخ الطبري
8/346. والكامل في التاريخ 6/48، 214) .
2 هو عبد الله بن جعفر صاحب الترجمة.
3 وكان قتله سنة 145 وقد تقدمت ترجمته رقم 298.
(1/455)
ثم جاءني من بيته ماشياً يُعزّيثي
فَقُلْتُ: حَفِظَكَ اللَّهُ مَا أُحِبُّ أَنْ تَنْعَيْنِي
وَتَجِيءَ مَاشِيًا قَالَ: إِنَّ أَحَبَّ ذَاكَ إِلَيَّ
أَنْ أَقْضِيَ فِيهِ الْحَقَّ إِلَيْكَ أشقُّه عَلَيَّ،
أَلَمْ تَسْمَعْ حَدِيثَ أُمِّ بَكْرٍ بِنْتِ المِسْوَر1؟
قُلْتُ لَا قَالَ: حَدَّثَتْنِي أُمُّ بَكْرٍ بِنْتُ
المِسْوَر، أَنَّ الْمِسْوَرَ اعتلَّ فَجَاءَ ابْنُ
عَبَّاسٍ نصف النهار يعوده، فَقَالَ لَهُ المِسْوَر: يَا
أَبَا عَبَّاسٍ هَلَّا ساعة غير هذه [255/أ] قَالَ فَقَالَ
ابْنُ عَبَّاسٍ: إِنَّ أحبَّ السَّاعَاتِ إليَّ أَنْ أؤديَ
فِيهَا الْحَقَّ إِلَيْكَ أشقُّها عليَّ".
(وقال مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: "وَمَاتَ عَبْدُ اللَّهِ
بْنُ جَعْفَرٍ بِالْمَدِينَةِ، سَنَةَ سَبْعِينَ وَمِائَةٍ
وَهِيَ السَّنَةُ الَّتِي استُخلف فِيهَا هَارُونُ،
وَكَانَ لَهُ يَوْمَ مَاتَ بِضْعٌ وَسَبْعُونَ سَنَةً) 2
وَكَانَ كَثِيرَ الْحَدِيثِ صالحا3.
387- إبرَاهِيمُ بنُ سَعْدِ
ابن إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفِ
بْنِ عبد عوف بن عبد بن الحارث ابن زُهرة وَأُمُّهُ أَمَةُ
الرَّحْمَنِ مِنْ بَنِي عَبْدِ بْنِ زَمعة بْنِ أَبِي
قَيْسِ بْنِ عَبْدِ وُدّ بن نصر ابن مَالِكِ بْنِ حِسْل
بْنِ عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ، فَوَلَدَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ
سَعْدٍ: سَعْدًا، وَمُحَمَّدًا، وَأُمُّهُمَا أُمُّ وَلَدٍ
وَإِسْمَاعِيلَ لِأُمِّ وَلَدٍ. وَيَعْقُوبَ بْنَ
إِبْرَاهِيمَ (وَكَانَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ يُكْنَى:
أَبَا إِسْحَاقَ) 4 وَقَدْ رَوَى عَنِ الزُّهْرِيِّ،
وَصَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، وَعَنْ أَبِيهِ، وَعَنِ
الْحَارِثِ وَعَبْدِ اللَّهِ ابني عكرمة، وغيرهم. وكان
__________
1 هي أم بكر بنت المِسْوَر بن مخرمة عمة أبي صاحب الترجمة.
مقبولة، وقد أخرج لها البخاري في الأدب. (انظر: ميزان
الاعتدال 4/611. وتقريب التهذيب 474) .
2 تهذيب التهذيب 5/172. ويحذف (وهي السنة التي استُخلف
فيها هارون) .
3 وقال ابن حجر: "ليس به بأس" وقد أخرج له البخاري
تعليقاً، ومسلم متابعة، والأربعة. (انظر: المغني في
الضعفاء 1/334. وتقريب التهذيب 170) .
4 تاريخ بغداد 6/85.
(1/456)
ثِقَةً1 كَثِيرَ الْحَدِيثِ. وَسَكَنَ
بَغْدَادَ2 هُوَ وَوَلَدُهُ، وَكَانَ عَلَى بَيْتِ
الْمَالِ وَرَوَى الْمَغَازِيَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ
إِسْحَاقَ. وَغَيْرَ الْمَغَازِي3.
وَكَانَ عَسِراً فِي الْحَدِيثِ4 (وَمَاتَ بِبَغْدَادَ
سَنَةَ ثَلَاثٍ وَثَمَانِينَ ومائة5، وهو ابن خمس وسبعين
سنة6.
__________
1 مجمع على توثيقه وتكلم فيه يحيى القطان بلا قادح فضعفه
ورد الإمام أحمد تضعيفه ووثقه، وقال: "إن القطَّان لم
يخبره. وقد أخرج له الجماعة". (انظر: التاريخ لابن معين
2/9. والجرح والتعديل 1/1/101. ومشاهير علماء الأمصار 141.
وتاريخ بغداد 6/81. وميزان الاعتدال 1/33. وتهذيب التهذيب
1/121. وتقريب التهذيب 20) .
2 قدم بغداد سنة أربع وثمانين ومائة، أيام الرشيد. وسكن
بها فسمع منه العراقيون. (انظر: تاريخ بغداد 6/84) .
3 ويقال: كان عنده عن محمد بن إسحاق نحو من سبعة عشر ألف
حديث في الأحكام سوى المغازي. (انظر: تاريخ بغداد 6/83.
وتهذيب التهذيب 1/122) .
4 وكذا قاله ابن قتيبة في المعارف 238 ومعنى العُسر في
اللغة نقيض اليسر. يدل على الصعوبة والشدة والإقلال.
(انظر: مقاييس اللغة 4/319. مادة: عَسَرَ) . ومعنى كونه
عسراً في الحديث: "أنه لا يبذله لكل أحد بل يحتاج إلى
مداراته والتلطف معه لاستخراج الحديث منه وكان الأعمش
وغيره يوصف بذلك". (انظر: شرف أصحاب الحديث للخطيب
132-134) .
5 وكذا أرخه خليفة وابن قتيبة وابن حبان وقال: وهو ابن
ثلاث وسبعين سنة. وقيل مات سنة اثنتين وثمانين ومائة.
وأرخه الذهبي سنة أربع. وروى الخطيب عن أبي مروان العثماني
أنه قال: "سمعت من إبراهيم بن سعد سنة خمس وثمانين ومات
بعد ذلك. وفي سنة خمس وثمانين ومائة أرخ موته ابن حجر".
(انظر: تاريخ خليفة 456. والمعارف لابن قتيبة 238. وثقات
ابن حبان 3/ق2أ. وتاريخ بغداد 6/85. ودول الإسلام للذهبي
1/118. وتقريب التهذيب 20) .
6 تاريخ بغداد 6/85.
(1/457)
388- مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ1
ابن مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي سَبْرَة بْنِ أَبِي رُهْم
[255/ب] بْنِ عَبْدِ العُزَّى بْنِ أَبِي قَيْسِ بْنِ عبد
ود ابن نَصْرِ بْنِ مَالِكِ بْنِ حِسْلِ بْنِ عَامِرِ بْنِ
لُؤَيٍّ. وَأُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ. وَكَانَ زِيَادُ بن عبيد
قد ولاَّه قضاء المدينة2. ومات فِي وِلَايَةِ زِيَادِ بْنِ
عُبَيْدِ اللَّهِ3.
وَأَخُوهُ:
389- أبو بَكْرِ بنُ عَبْدِ اللهِ4
ابن مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي سَبْرَة بْنِ أَبِي رُهْم بْنِ
عَبْدِ العُزَّى بْنِ أَبِي قَيْسٍ وَأُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ
وَكَانَ كَثِيرَ الْعِلْمِ وَالسَّمَاعِ وَالرِّوَايَةِ.
وَلِيَ قَضَاء مَكَّةَ لِزِيَادِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ.
__________
1 ومنهم من جعله وأخاه أبا بكر صاحب الترجمة التالية
واحداً. وفرق بينهما أبو أحمد الحاكم وغيره. (انظر: الكنى
للحاكم 26أ. والجرح والتعديل 3/2/306. وتهذيب التهذيب
12/27) .
2 ولي قضاء المدينة لزياد الحارثي من سنة ست وثلاثين ومائة
في خلافة أبي العباس السفاح إلى أن مات في أوائل خلافة
المنصور. (انظر: طبقات خليفة 415،435) .
3 كانت ولاية زياد الحارثي من سنة ثلاث وثلاثين ومائة إلى
أن عزله المنصور سنة إحدى وأربعين ومائة. وقال خليفة في
طبقاته: مات محمد بن عبد الله بن محمد قبل الأربعين ومائة.
(انظر: تاريخ خليفة 413،430، وطبقاته 271) .
4 وقيل اسم أبي بكر: عبد الله، وقال أبو أحمد الحاكم وأبو
حاتم: اسمه محمد، ومنهم من جعله وأخاه محمداً واحداً. وفرق
بينهما أبو أحمد الحاكم وغيره. (انظر: الكنى للحاكم 26أ.
والجرح والتعديل 3/2/306. وتهذيب التهذيب 12/27) .
(1/458)
وَكَانَ يُفْتِي بِالْمَدِينَةِ، ثُمَّ
كُتِبَ إِلَيْهِ فَقَدِمَ بِهِ بَغْدَادَ1، فَوَلِيَ
قَضَاءَ مُوسَى بْنِ الْمَهْدِيِّ2. وَهُوَ يَوْمَئِذٍ
وَلِيُّ عَهْدٍ. ثُمَّ مَاتَ بِبَغْدَادَ سَنَةَ
اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ، فِي خِلَافَةِ
الْمَهْدِيِّ وَهُوَ ابْنُ سِتِّينَ سَنَةً، فَلَمَّا
مَاتَ ابْنُ أَبِي سَبْرة بُعِثَ إِلَى أَبِي يُوسُفَ
يَعْقُوبَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ3 فَاسْتَقْضَى مَكَانَهُ) 4،
فَلَمْ يَزَلْ قَاضِيًا مَعَ مُوسَى وَهُوَ وَلِيُّ عَهْدٍ
وَخَرَجَ مَعَهُ إِلَى جُرْجَانَ5.
(قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ:
سَمِعْتُ أَبَا بَكْرِ بْنَ أَبِي سَبْرة يَقُولُ: قَالَ
لِي ابْنُ جُريج: اكْتُبْ لِي أَحَادِيثَ مِنْ
أَحَادِيثِكَ جِيَادًا، قَالَ: فَكَتَبْتُ لَهُ أَلْفَ
حَدِيثٍ، وَدَفَعْتُهَا إِلَيْهِ، مَا قَرَأَهَا عليَّ
وَلَا قَرَأْتُهَا عَلَيْهِ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ:
ثُمَّ رَأَيْتُ ابْنَ جُريج قَدْ أَدْخَلَ فِي كُتُبِهِ
أَحَادِيثَ كَثِيرَةً مِنْ حَدِيثِهِ، يَقُولُ: حدثني أبو
بكر بن عبد الله [256/أ]-يَعْنِي ابْنَ أَبِي سَبْرة-) 6
وَكَانَ كَثِيرَ الْحَدِيثِ وليس بحجة7.
__________
1 قدم بغداد زمن المنصور بعد سنة خمس وأربعين ومائة.
(انظر: تاريخ بغداد 14/368) .
2 موسى الهادي بن محمد المهدي بن محمد بن المنصور تقدم هو
وأبوه.
3 هو يعقوب بن إبراهيم الزهري. تقدم.
4 تاريخ بغداد 12/369. ويحذف (وأمه أم ولد) وفي ص 371.
باختصار ويحذف (وكان كثير العلم والسماع والرواية) .
وتهذيب التهذيب 12/28. بألفاظ مقاربة وأوردها باختصار ابن
قتيبة في المعارف481.
5 جُرجَان: بضم الجيم وسكون الراء مدينة مشهورة قرب بحر
قزوين على زاويته الجنوبية الشرقية. شمال شرق طهران. فُتحت
زمن عثمان رضي الله عنه- سنة تسع وعشرين، وبناها يزيد بن
المهلب بن أبي صُفرة وهي اليوم من المدن الإيرانية
المشهورة واسمها (استراباذ) -
(انظر: فتوح البلدان 467. ومعجم البلدان 2/119. وأطلس
التاريخ الإسلامي 11،35) .
6 تاريخ بغداد 14/369. وأوردها نقلاً عن الواقدي كل من ابن
قتيبة في المعارف 489. وابن حجر في تهذيب التهذيب 12/27
وفيه (وكان كثير الحديث وليس بحجة) .
7تركه غير واحد، ورماه البعض بالكذب والوضع، وقد أخرج له
ابن ماجه.
(انظر: الضعفاء الصغير 124. والمعرفة والتاريخ 3/40.
والضعفاء والمتروكين للنسائي 115. والجرح والتعديل
3/2/306. والمجروحين لابن حبان 3/147. والضعفاء والمتروكين
للدار قطني 23. وتاريخ بغداد 14/367. والمغني في الضعفاء
2/775. وميزان الاعتدال 4/503. وتهذيب التهذيب 12/27.
وتقريب التهذيب 395) .
(1/459)
390- شُعَيْبُ بنُ طَلْحَةَ
ابن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي
بَكْرٍ الصِّدِّيقِ، وَأُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ. فَوَلَدَ
شُعَيْبُ بْنُ طَلْحَةَ صَالِحًا، وَعِيسَى، وَإِسْحَاقَ،
وَمُحَمَّدًا، وَإِبْرَاهِيمَ، وَهَارُونَ، وَأَسْمَاءَ،
لِأُمِّ وَلَدٍ. وَعَبْدَةَ بِنْتَ شُعَيْبٍ، وَأُمُّهَا
حِكْمَةُ بِنْتُ الْمُنْذِرِ بْنِ عُبيدة بْنِ
الزُّبَيْرِ، وَكَانَ شُعَيْبُ بْنُ طَلْحَةَ يُكْنَى
أَبَا مُحَمَّدٍ. وَمَاتَ سَنَةَ أَرْبَعٍ أَوْ خَمْسٍ
وَسَبْعِينَ ومائة1.
391- المُنْكَدِرُ بنُ مُحَمَّدِ
ابن الْمُنْكَدِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الهُدَيْر
بْنِ عَبْدِ العزَّى بْنِ عَامِرِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ
حَارِثَةَ بْنِ سَعْدِ بْنِ تَيْم بْنِ مُرَّة وَأُمُّهُ
أُمُّ وَلَدٍ2.
392- عَبْدُ العَزِيز3 بنُ المُطَّلِبِ
ابن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ المُطَّلِبِ بْنِ حَنْطَب بْنِ
الحارث بن عُبيد بن عمر بن
__________
1 وذكره البخاري وسكت عنه. وقال أبو حاتم: "لا بأس به".
ووثقه ابن حبان، وقال ابن معين: "لا أعرفه"، وقال معن بن
عيسى: "لا يكاد يُعرف"، وقال الدارقطني: "متروك". (انظر:
التاريخ الكبير للبخاري 2/2/222. والجرح والتعديل 2/1/349.
وثقات ابن حبان 3/ق64ب. وميزان الاعتدال 2/277) .
2 وقال ابن حجر عن المنكدر: لين الحديث، وقد أخرج له
البخاري في كتاب الأدب والترمذي. وتوفي سنة ثمانين ومائة.
(انظر: ميزان الاعتدال 4/190. وتقريب التهذيب 348) .
3 وقيل اسمه عبد الله، ومنهم من يحذف (بن المطلب) الثانية.
(انظر: ثقات ابن حبان 3/88أ. وتهذيب التهذيب 6/357) .
(1/460)
مَخْزُومٍ وَأُمُّهُ أُمُّ الْفَضْلِ
بِنْتُ كُلَيْب بْنِ حَزْن بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ خَفَاجة
بْنِ عَمرو بن عَقيل ابن كَعْبٍ مِنْ بَنِي عَامِرِ بْنِ
لُؤَيٍّ. فَوَلَدَ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْمُطَّلِبِ:
سُهَيْلًا. وَكَانَ عَبْدُ الْعَزِيزِ يُكْنَى أَبَا
الْمُطَّلِبِ. وَكَانَ قَاضِيًا عَلَى الْمَدِينَةَ1 فِي
خِلَافَةِ أَبِي جَعْفَرٍ. وَكَانَتْ عِنْدَهُ أحاديث
يرويها2.
393- العَطَّافُ بنُ خَاِلِد [256/ب]
ابن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ الْعَاصِ بْنِ
وَابِصة بْنِ خَالِدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عمر ابن
مخزوم، وأمه أم المِسْور بنت الصَّلْتِ بْنِ مَخْرمة بْنِ
نَوْفَلِ بْنِ أُهَيْب بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ زُهْرة،
وَأُمُّهَا ابْنَةُ زَمْعَة بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ
الْمُطَّلِبِ، بْنِ هاشم، ويكنى العَطَّاف أبا صفوان3.
__________
1 ولي قضاء المدينة سنة إحدى وأربعين ومائة إلى سنة تسع
وأربعين ومائة ثم وليه في زمن المهدي سنة ثمان وخمسين
ومائة وولي قضاء مكة. (انظر: تاريخ خليفة 435،442. وأخبار
القضاة لوكيع 1/228،268) .
2 روى عن أبيه وأخيه الحكم وموسى بن عقبة، وعنه: إبراهيم
بن سعد وأبو أويس، ومعن بن عيسى وغيرهم. وقال ابن حجر:
صدوق وقد أخرج له البخاري تعليقاً ومسلم، والترمذي، وابن
ماجه. ومات في آخر خلافة المنصور آخر سنة ثمان وخمسين
ومائة. (انظر: ثقات ابن حبان 3/88أ. وميزان الاعتدال
2/635. وتهذيب التهذيب 6/357. وتقريب التهذيب 216) .
3 ولد العطاف سنة إحدى وتسعين وتوفي سنة تسع وسبعين ومائة.
قال ابن حجر: صدوق يهم وقد أخرج له البخاري في كتاب الأدب،
وأبو داود في القدر، والترمذي والنسائي. (انظر: تهذيب
التهذيب 7/223. وتقريب التهذيب 240) .
(1/461)
394- سَعِيدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ1.
ابن جَمِيلِ بْنِ عَامِرِ بْنِ حِذْيَم بْنِ سَلْمَانَ2
بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ عُرَيج بْنِ سَعْدِ بْنِ جُمَح.
وَأُمُّهُ أُمُّ حُسَيْنٍ بِنْتُ مُعاذ بْنِ عَبْدِ
اللَّهِ بْنِ مُرَيّ مِنَ الْأَنْصَارِ مِنْ بَنِي
سَالِمٍ، وَوَلِيَ سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ
الْقَضَاءَ بِبَغْدَادَ3 فِي عَسْكَرِ الْمَهْدِيِّ
وَتُوُفِّيَ بِبَغْدَادَ4.
395- إبرَاهِيمُ بنُ الفَضْلِ5
ابن سَلْمَانَ، مَوْلَى هِشَامِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ6
الْمَخْزُومِيُّ، رَوَى عن [ابن] 7
__________
1 هو ابن عبد الرحمن بن عبد الله بن جميل أبو عبد الله.
(انظر: الجرح والتعديل 2/1/41. وتاريخ بغداد 9/67) .
2 وفي جمهرة أنساب العرب 163: (سلامان) بدل (سلمان) .
3 ولي قضاء بغداد في عسكر المهدي زمن هارون الرشيد، وذكره
خليفة في قضاء المدينة لموسى الهادي والهارون الرشيد.
(انظر: تاريخ خليفة 447،465. وأخبار القضاة لوكيع 3/174،
254، 64. وتاريخ بغداد 9/68) .
4 توفي ببغداد سنة ست وسبعين ومائة وهو ابن اثنتين وسبعين
سنة. قال ابن حجر: صدوق له أوهام أفرط ابن حبان في تضعيفه.
أخرج له البخاري في خلق أفعال العباد، ومسلم، والأربعة عدا
الترمذي. (انظر: تاريخ بغداد 9/69. وتقريب التهذيب 123) .
5 ويقال له إبراهيم بن إسحاق المخزومي. ووقع كذلك في مسند
أحمد. كنيته أبو إسحاق.
(انظر: التاريخ الكبير للبخاري 1/1/311.والمجروحين لابن
حبان 1/104. وتهذيب التهذيب 1/150) .
6 هو هشام بن إسماعيل بن هشام بن الوليد بن المغيرة
المخزومي. ولي المدينة لعبد الملك بن مروان من سنة ثلاث
وثمانين إلى سنة سبع وثمانين حيث عزله الوليد بن عبد
الملك. (انظر: تاريخ خليفة 293،311) .
7 التكملة من حاشية الأصل.
(1/462)
أَبِي نَجِيحٍ1 وَغَيْرُهُ2.
396- عَلِيُّ بنُ أَبِي عَلِيّ
ابن عُتبة بْنِ أَبِي غَليظ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ أَبِي
لَهَبِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، وَأُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ.
وَقَدْ رَوَى عَنْهُ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ
أَبِي فُديك وَمُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. وَغَيْرُهُمَا3..
397- عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُحَمَّدِ
ابن أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمِ
بْنِ زَيْدِ بْنِ لَوْذَان بْنِ عَمرو بْنِ عَبْدِ عَوْفِ
بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ. وَأُمُّهُ أَمَةُ
الْوَهَّابِ بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ
بْنِ حَنْظَلَةَ بْنِ أَبِي عَامِرٍ الْغَسِيلِ، مِنْ
بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ مِنَ الأوس [257/أ] . فَوَلَدَ
عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ: أَبَا بَكْرٍ،
وَعُبَيْدَ اللَّهِ، وَأَمَةَ الْوَهَّابِ، وَأُمُّهُمْ
عَائِشَةُ بِنْتُ محمد بن عبد الرحمن بن عبد الله بْنِ
حَارِثَةَ بْنِ النُعمان مِنْ بَنِي مَالِكِ بن
__________
1 ابن أبي نُجيح هو عبد الله تقدم.
2 وروى عن سعيد المقبري. وعنه ابن نمير وابن أبي فُديك
ووكيع وغيرهم. وقال ابن حجر: "متروك، أخرج له الترمذي وابن
ماجه". (انظر: تهذيب التهذيب 1/150. وتقريب التهذيب 22) .
3 وروى عن محمد بن المنكدر، وجعفر بن محمد. وهو متروك.
(انظر: الضعفاء الصغير للبخاري 82. والضعفاء والمتروكين
للنسائي 77. والجرح والتعديل 3/1/197. والمجروحين لابن
حبان 2/107. والمغني في الضعفاء للذهبي 2/452) .
(1/463)
النجار. وعائشة بنت عبد الرحمن وأمها أُمُّ
وَلَدٍ وَكَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ يُكْنَى أَبَا محمد
ومات فِي خِلَافَةِ أَبِي جَعْفَرٍ1 2.
398- عَبْدُ المَلِكِ3 [بنُ مُحَمَّدِ] 4
ابن أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمرو بْنِ حَزْمِ،
وَيُكَنَّى أَبَا الطَّاهِرٍ) 5. وَأُمُّهُ أَمَةُ
الْوَهَّابِ بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَنْظَلَةَ بْنِ
أَبِي عَامِرٍ الْغَسِيلِ. فَوَلَدَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ
مُحَمَّدٍ: عَبْدَ اللَّهِ، وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ،
وَأُمُّهُمَا هِنْدُ بِنْتُ ثَابِتِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ
بْنِ مُجَمَّع بْنِ يَزِيدَ ابن جَارِيَةَ مِنْ بَنِي
عَمرو بْنِ عَوْفٍ. وَأَمَةَ الْمَلِكِ بِنْتَ عَبْدِ
الْمَلِكِ. وَلَمْ تُسَمَّ لَنَا أُمُّهَا. (وَكَانَ
عَبْدُ الْمَلِكِ قَاضِيًا لِهَارُونَ6 أَمِيرِ المؤمنين
على عسكر المهدي
__________
1 وكانت خلافته بين سنتي (137-158هـ) وقد تقدم.
2 قال ابن حجر عن عبد الرحمن هذا: "مقبول أخرج له أبو داود
في المراسيل، والنسائي". (انظر: تقريب التهذيب 209) .
3 عقد ابن سعد ترجمة أخرى لعبد الملك فيمن كان ببغداد،
ونقلها عنه الخطيب من ذلك الموضع.
(انظر: طبقات ابن سعد 7/323. وتاريخ بغداد 10/409) .
4 التكملة من خلال ترجمته: ومن نسب أخيه قبله. وربما أسقطه
البعض ونسبه على جده. وينقل ابن حجر عن ابن حبان، أنه حذف
(محمداً) من بينه وبين جده، وقال: وكذا وقع منسوباً في
حديث أخرجه الطبري في مسند جنادة انتهى.. والثابت في
الثقات ابن حبان أنه أثبت (محمداً) ولم يحذفه. (انظر: ثقات
ابن حبان 3/86ب. وتهذيب التهذيب 6/388) وقد تقدمت ترجمة
أبيه محمد رقم 170
5 تاريخ بغداد 10/409.
6 وكانت خلافته بين سنتي (170-193هـ) وقد تقدم. وذكر وكيع
بن حيان أنه ولي قضاء بغداد ثم ولي قضاء مصر. (انظر: أخبار
القضاة وكيع 3/237) .
(1/464)
فَمَاتَ1، فَصَلَّى عَلَيْهِ هَارُونُ،
وَدُفِنَ فِي مَقْبَرَةِ الْعَبَّاسَةِ2. وَكَانَ قَلِيلَ3
الْحَدِيثِ4.
399- خَارِجَةُ بنُ عَبْدِ اللهِ5
ابن سُلَيْمَانَ بْنِ زَيْدِ بْنِ ثَابِتِ بْنِ الضَحَّاك
بْنِ زَيْدِ بْنِ لَوْذَان بْنِ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ
عَوْفِ بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ. وَأُمُّهُ أُمُّ
وَلَدٍ فَوَلَدَ خَارِجَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: [257/ب]
عَبْدَ اللَّهِ، وَأُمُّهُ أُمُّ عُبَيْدَةَ بِنْتُ
سَعِيدِ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ مِنْ
بَنِي مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ. وَيُكَنَّى خَارِجَةُ
أَبَا زيد6 (ومات بالمدينة
__________
1 أرخ موته كل من خليفة وابن كثير، وابن الأثير، ونقله
الخطيب عن ابن سعد سنة ست وسبعين ومائة. وقيل سبع وسبعين
ومائة. (انظر: تاريخ خليفة 450. وتاريخ بغداد 10/409.
والكامل في التاريخ 6/134. والبداية والنهاية 10/171) .
2 وفي موضع آخر من طبقات ابن سعد: (العباسية) بالتحتية بعد
السين. لعله تصحيف من المحقق والصواب بإسقاط التحتية كما
هو في الأصل. وحيث نقلها الخطيب عن ابن سعد من نفس الموضع
بإسقاطها. والعباسة هذه هي بنت المهدي. (انظر: طبقات ابن
سعد 7/323. وجمهرة أنساب العرب 22. وتاريخ بغداد 10/409) .
3 وكان ثقة. وقد وهم ابن منجويه بإيراده في رجال مسلم ولم
يثبت أن مسلماً أخرج له، إنما الذي أخرج له مسلم هو عمه
عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم المتوفي سنة
خمس وثلاثين ومائة. (انظر: تهذيب التهذيب 6/378. وتقريب
التهذيب 218) .
4 تاريخ بغداد 10/409. بألفاظ مقاربة.
5 وقد ينسب إلى جده سليمان. (انظر: تهذيب التهذيب 3/76) .
6 وقيل أبو ذر. (انظر: تهذيب التهذيب 3/76) .
(1/465)
سَنَةَ خَمْسٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ. فِي
خِلَافَةِ الْمَهْدِيِّ1 وَكَانَ قَلِيلَ الْحَدِيثِ) 2.
400- حَاِرثَةُ بنُ أَبِي الرَّجَالِ3
وَاسْمُهُ مُحَمَّدُ [بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ] 4 بْنِ
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ النُعمان بْنِ نُفيع
بْنِ زَيْدِ بْنِ عُبيد بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ غَنْم بْنِ
مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ. وَأُمُّهُ حُميدة بِنْتُ
سَعِيدِ بْنِ قَيْسِ بْنِ عَمرو بْنِ سَهْلِ بْنِ
ثَعْلَبَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ زَيْدِ بن ثعلبة بن غَنْم
ابن مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ. فَوَلَدَ حَارِثَةُ بْنُ
مُحَمَّدٍ: عَبْدَ اللَّهِ. وَأُمُّهُ مُنيَّة بِنْتُ
أَيُّوبَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ
بْنِ صَعْصَعَةَ بْنِ وَهْب مِنْ بَنِي عَدِيِّ بْنِ
النَّجَّارِ5.
401- مَالِكُ بنُ أَبِي الرَّجَالِ
وَأُمُّهُ أُمُّ أَيُّوبَ بِنْتُ رِفاعة بْنِ عَبْدِ
الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ صَعْصَعَةَ بْنِ
وَهْب مِنْ بَنِي عديّ بن النجار6.
__________
1 وقال ابن حجر: "صدوق له أوهام, وقد أخرج له الترمذي
والنسائي". (انظر: تقريب التهذيب 87) .
2 تهذيب التهذيب 3/76. ويحذف (بالمدينة) وفي خلافة المهدي.
3 ويُعرف كل من حارثة وأخيه عبد الرحمن: بابن أبي الرجال.
(انظر: تقريب التهذيب 437) .
4 التكملة من ترجمة أبيه رقم 176.
5 قال ابن حجر: حارثة ضعيف. وقد أخرج له الترمذي، وقال: قد
تكلم فيه من قبل حفظه وأخرج له ابن ماجه أيضاً، ونقل ابن
حجر وفاته عن ابن سعد سنة ثمان وأربعين ومائة. (انظر:
تهذيب التهذيب 2/166. وتقريب التهذيب 61) .
6 ذكر البخاري مالكاً وسكت عنه وقال أبو حاتم: هو أحسن
حالاً من أخويه حارثة وعبد الرحمن. وحارثة عنده ضعيف -وقال
عن عبد الرحمن: كان في نفسه صالحاً وفي الحديث واهياً-.
(انظر: التاريخ الكبير للبخاري 4/1/313. والجرح والتعديل
4/1/216، 1/2/255، 2/2/233. وتعجيل المنفعة 256) .
(1/466)
402- عَبْدُ الرَّحْمَنَ بِنُ أَبِي
الرَّجَالِ
وَأُمُّهُ أُمُّ أَيُّوبَ بِنْتُ رِفاعة بْنِ عَبْدِ
الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ صَعْصَعَةَ، بْنِ
وَهْب مِنْ بني عديّ بن النجار1.
403- عَبْدُ الرَّحْمَنِ
ابن عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُثْمَانَ
بْنِ حُنيف بْنِ وَاهِب بْنِ العُكَيم بْنِ ثعلبة بن
الحارث بن مَجْدَعة بن عَمرو، وهو بَحْرَج [258/أ] بن
حَنَش بن عوف بن عَمرو بن عَوْفٍ مِنَ الْأَوْسِ.
وَأُمُّهُ مَنْدُوس بِنْتُ حَكِيمِ بْنِ عَبَّادِ بْنِ
حُنيف. وَكَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ يُكْنَى أَبَا
مُحَمَّدٍ. وَهُوَ الَّذِي يُقَالُ لَهُ: الحُنَيْفي2
وَكَانَ ذَاهِبَ الْبَصَرِ (وَكَانَ عَالِمًا بِالسِّيرَةِ
وَغَيْرَهَا وَكَانَ كَثِيرَ الْحَدِيثِ3. مَاتَ سَنَةَ
اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ وَهُوَ يَوْمَئِذٍ ابْنُ
بِضْعٍ وَسَبْعِينَ سنة4.
__________
1 قال ابن حجر: "عبد الرحمن بن أبي الرجال صدوق ربما أخطأ
وقد أخرج له الأربعة. يقال كان ينزل بعض ثغور الشام".
(انظر: تهذيب التهذيب 6/169. وتقريب التهذيب 201) .
2 يقال له الحُنَيفي -بضم المهملة وفتح النون وسكون
التحتية آخرها فاء- نسبة إل جد أبيه عثمان بن حُنيف
الأنصاري. ويقال له: الأمامي - بضم الهمزة لقول البعض أنه
من ولد أبي أمامة بن سهل بن
حُنيف الأنصاري والنسبة هذه لأبي أمامة كما قيل في أخيه
الذي سيأتي بعده. (انظر: اللباب لابن الأثير 1/84، 398.
وتهذيب التهذيب 6/220) .
3 وقال ابن حجر: "صدوق يخطئ، يروي له مسلم حديثاً واحداً".
(انظر: تهذيب التهذيب 6/220. وتقريب التهذيب 206) .
4 تهذيب التهذيب 6/220. وأوردها ابن الأثير في اللباب
1/398. ويحذف (بالسيرة وغيرها) .
(1/467)
وأخوه:
404- عُبَيدُ اللهِ
ابن عَبْدِ الْعَزِيزِ [بْنِ عَبْدِ اللَّهِ] 1 بْنِ
عُثْمَانَ بْنِ حُنيف. وَأُمُّهُ مَنْدُوس بِنْتُ حَكِيمِ
بْنِ عبَّاد بْنِ حُنَيف. وَكَانَ يُحَدِّثُ أَيْضًا.
وَقَدْ رُوي عنه، وكان قليل الحديث2.
405- مُجَمَّعُ
ابن يَعْقُوبَ بْنِ مُجَمَّعُ بْنِ يَزِيدَ بْنِ جَارِيَةَ
بن عامر بن مُجَمَّعُ بن العطَّاف ابن ضُبيعة بْنِ زَيْدِ
بْنِ مَالِكِ بْنِ عَوْفِ بْنِ عَمرو بْنِ عَوْفٍ مِنَ
الْأَوْسِ. وَأُمُّهُ حَسْنة بِنْتُ جَارِيَةَ بْنِ بُكير
بْنِ جَارِيَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ مُجَمَّعُ بْنِ
العطَّاف. فَوَلَدَ مُجَمِّعُ بْنُ يَعْقُوبَ: عَبْدَ
الرَّحْمَنِ، وَأُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ. وَأُمَّ إِسْحَاقَ،
وَلَمْ تُسَمَّ لَنَا أُمُّهَا. وَكَانَ مجمَّع بْنُ
يَعْقُوبَ يُكْنَى أَبَا عَبْدِ اللَّهِ3 (وَمَاتَ
بِالْمَدِينَةِ سَنَةَ سِتِّينَ وَمِائَةٍ فِي أَوَّلِ
خِلَافَةِ الْمَهْدِيِّ. وَكَانَ ثِقَةً4 قَلِيلَ
الْحَدِيثِ) 5.
__________
1 التكملة من الترجمة السابقة.
2 وسكت عنه كل من البخاري وابن أبي حاتم، وذكرا أنه من ولد
أبي أمامة. (انظر: التاريخ الكبير للبخاري 3/1/391. والجرح
والتعديل 2/2/324) .
3 وكذا ذكر كنيته خليفة وابن حبان وقال أبو حاتم: كنيته
أبو عبد الرحمن.. انتهى. وكان يسكن قباء، ويقال له محمع بن
يعقوب القبائي. (انظر: طبقات خليفة 273. والجرح والتعديل
4/1/296. والثقات لابن حبان 3/147أ) .
4 وقال ابن معين، والنسائي وأبو حاتم: "ليس به بأس. ووثقه
ابن حبان"، وقال ابن حجر: "صدوق وقد أخرج له أبو داود
والنسائي". (انظر: الجرح والتعديل 4/1/296. وثقات ابن حبان
3/147أ. وتهذيب التهذيب 10/48. وتقريب التهذيب 329) .
5 تهذيب التهذيب 10/49. ويحذف (في أول خلافة المهدي) .
(1/468)
406- عَبْدُ الرَّحْمَنِ
ابن سُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ1 بْنِ عَبْدِ
اللَّهِ بن حنظلة الغسيل بن أبي عامر [258/ب] الرَّاهِبِ2
وَاسْمُهُ عَبْدُ عَمرو بْنُ صَيْفِيِّ بْنِ النُعمان بْنِ
مَالِكِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ ضُبَيعة بْنِ زَيْدٍ مِنْ
بَنِي عَمرو بْنِ عَوْفٍ. وَأُمُّهُ أَسْمَاءُ بِنْتُ
حَنْظَلَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَنْظَلَةَ
الْغَسِيلِ. فَوَلَدَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ
سُلَيْمَانَ: عُمَرَ، وَكَلْثَمَ، وَقُرَيْبَةَ،
وَأُمُّهُمْ أُمُّ وَلَدٍ. (وَكَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ
قَدْ أَتَى الْكُوفَةَ، وَأَقَامَ بها3، وروى عنه
الكوفيون4) 5.
407-مُحَمَّدُ
ابن الْفَضْلِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ رَافِعِ بْنِ
خَدِيج بْنِ رَافِعِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ جُشَم
بْنِ حَارِثَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الخزرج من الأوس.
وأمه عبدة بنت
__________
1 وحذف كل من البخاري وابن أبي حاتم وابن حجر: (عبد
الرحمن) الثاني. وأثبته الخطيب البغدادي. وقال ابن حجر:
"معروف بابن الغسيل، كنيته أبو سليمان". (انظر: التاريخ
الكبير للبخاري 3/1/289. والجرح والتعديل 2/2/239. وتاريخ
بغداد 10/225. وتهذيب التهذيب 6/189) .
2 تاريخ بغداد 10/225.
3 وذكر الخطيب نقلاً عن يحيى بن معين، أنه قدم بغداد.
(انظر: تاريخ بغداد 10/225) .
4 وممن روى عنه من الكوفيين: الفضل بن دُكين، وزيد بن
الحباب، ووكيع بن الجراح، وغيرهم. وكان قد رأى أنس بن
مالك، وسهل بن سعد، وروى عن المنذر، والزبير، وسعد بني
أُسيد الساعدي، وغيرهم. قال ابن حجر: صدوق فيه لين.
وقدأخرج له البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي في الشمائل
وابن ماجه. مات سنة اثنتين وسبعين ومائة، وقيل إحدى وسبعين
وهو ابن مائة وست سنين (انظر: تاريخ بغداد10/225. وتهذيب
التهذيب 6/189. وتقريب التهذيب 203) .
5 تاريخ بغداد 10/225.
(1/469)
رِفَاعَةَ بْنِ رَافِعِ بْنِ خَدِيج.
فَوَلَدَ مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ: سَعِيدًا، وَمَرْيَمَ،
وَأُمُّهُمَا حَمَّادة بِنْتُ هُرير بْنِ عَبْدِ
الرَّحْمَنِ1 بْنِ رَافِعِ بْنِ خدِيج، وطمَّاحاً.
وَأُمُّهُ أُمُّ يَحْيَى بِنْتُ طَمَّاح بْنِ عَبْدِ
الْحَمِيدِ بْنِ رَافِعِ بْنِ خَدِيج. وكان محمد يكنى أبا
عبد الله. وتوفي بالمدينة في خلافة أبي جعفر2.
__________
1 ينتهي القسم المخطوط من الطبقات الكبرى لابن سعد بقوله:"
عبد الرحمن.-". (انظر: طبقات ابن سعد 5/409- وما بعده
مذكور في القسم المطبوع، وإنما ذكرته لإكمال الترجمة هنا.
2 وكذا أرخ وفاته ابن أبي حاتم وسكت عنه-وكانت خلافة أبي
جعفر بين سنتي (137-158هـ-) . وذكر الطبري أن محمد بن
الفضل روى عن أبي مبّشر الراوي عن جابر بن عبد الله. وعنه
الواقدي. (انظر: تاريخ الطبري 2/481. والجرح والتعديل
4/1/58) .
(1/470)
الخاتمة
وبعد انتهائي من دراسة وتحقيق هذا القسم - من طبقات تابعي
أهل المدينة - الذي فات ناشري كتاب (الطبقات الكبرى) -
لابن سعد - في طبعاته المختلفة، أقدم للقارئ ملخص ما اشتمل
عليه موضوع الكتاب، وأهم النقاط التي أبرزتها من خلال
دراستي للمؤلف وكتابه.
لقد قمت بدراسة مفصلة لابن سعد، ولمادة كتابه في هذا القسم
-وأحسبني لم أسبق إلى مثل هذا - فدرست نصوص الكتاب دراسة
تحليلية وافية، حتى وضعت النقاط على الحروف، ووقفت على
القدرة النقدية العالية التي تمتع بها ابن سعد، كما تمكنت
من وضعه في مدرسة النقد المعتدلة بين مراتب النقاد. فكان
من كبار أئمة النقد الذين اعتُمدت أقوالهم في جرح الرواة
وتعديلهم على اختلاف أوطانهم. أضف إلى ذلك تضلعه العميق
بعلم النسب، ومعرفته الواسعة بأخبار الرجال، مما جعل كتابه
مصدراً أساسياً هاماً اعتمده المؤلفون في مجالي النسب،
والتاريخ. فضلاً عما وُصف به المؤلف من غزارة العلم في
مختلف علوم الحديث، والفقه، وغيره.
وقد درست هذه القطعة دراسة وافية، وبينت فيها منهج ابن
سعد، الذي كان ملائماً لتصنيف الكتاب على الطبقات. كما
أبرزت أهمية هذه القطعة التي تعتبر من أقدم المؤلفات
المعنية بالتاريخ الثقافي للمدينة المنورة. وتعظم أهميتها
باحتوائها على تراجم لا توجد في المصادر الأخرى التي بين
أيدينا، حتى ولا في
(1/473)
الكتب المتخصصة بتاريخ المدينة -كالتحفة
اللطيفة في تاريخ المدينة الشريفة للسخاوي- كما تنفرد
بمعلومات في كثير من التراجم الأخرى. بالإضافة إلى أن
الكتاب طبع ثلاث مرات؛ الأولى في ليدن، والثانية في بيروت،
والثالثة في مصر، ومع ذلك خلت الطبعات الثلاث من هذه
القطعة.
ومما تجدر الإشارة إليه وجود عدد كبير من التراجم الموجودة
في كتاب (الطبقات الكبرى) قد أضيفت إليه بعد وفاة المؤلف.
فكل ترجمة وردت في الكتاب من هذا القبيل -أي تاريخ وفاة
صاحبها بعد سنة ثلاثين ومائة- ليست من تدوين ابن سعد، بل
هي من إضافة تلميذه وراوي كتابه الحسين بن فَهُم، أو
الحارث بن أبي أسامة. علماً بأن هذا النمط من التراجم لا
وجود له في هذه القطعة.
وأخيراً أرجو أن أكون قد نهجت المنهج العلمي في التحقيق،
وهذه الرسالة أول تجربة لي في التحقيق، فما كان فيها من
جودة إتقان فإنما كان بفضل الله وتوفيقه، وما كان فيها من
تقصير وخلل فإنه مني، وألتمس العذر فيه.
وختاماً أسأل الله جل وعلا أن يتقبل عملي خالصاً لوجهه
الكريم.
وصلى الله وسلم على سيدنا محمد أفضل صلاة وأتم التسليم.
(1/474)
|