الطبقات الكبرى متمم التابعين، محققاً

الطَّبَقَةُ الْخَامِسَةُ مِنَ التَّابِعِينَ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ
244- يَحْيَى بنُ سَعِيد
ابن قَيْسِ بْنِ عَمْرو1 بْنِ سَهْلِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ زَيْدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ غَنْم بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ، وَيُكَنَّى أَبَا سَعِيدٍ2. وَأُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ. فَوَلَدَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ: عَبْدَ الْحَمِيدِ، وَعَبْدَ الْعَزِيزِ، وَأَمَةَ الْحَمِيدِ تَزَوَّجَهَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْذِرِ بْنِ الزُّبَيْرِ بْنِ العوَّام. وَأَمَةَ الْحَمِيدِ تَزَوَّجَهَا رَجُلٌ مِنْ وَلَدِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ وَأُمُّهُمْ أُمَيْمَةُ بِنْتُ صِرْمة بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نِيَار بْنِ أَبِي أَنَسِ بْنِ صِرْمة مِنْ بَنِي عَدِيِّ بْنِ النَّجَّارِ.
__________
1 ويضع خليفة (فهد) بدل (عَمرو) وعند ابن أبي حاتم (قهد) بالقاف. وقال البخاري: لا يصح. ,اثبت (عمرو) وأثبت ابن حزم أيضاً. (انظر: طبقات خليفة 270. والتاريخ الكبير للبخاري 4/2/275. والجرح والتعديل 4/2/148. وجمهرة أنساب العرب 349) .
2 تاريخ بغداد 14/106. وبحذف (ابن ثعلبة بن الحارث ... غنم) .

(1/335)


أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: أَخْبَرَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ قَالَ: "خَرَجَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ إِلَى إِفْرِيقِيَّةَ1 ... فِي مِيرَاثٍ لَهُ، وَطَلَبَ لَهُ رَبِيعَةُ بْنُ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ البَرِيد فركبهُ إلى أفريقية، فقدم بذلك الميراث وهو خمس مائة دِينَارٍ". قَالَ: "فَأَتَاهُ النَّاسُ يُسَلِّمُونَ عَلَيْهِ. فَأَتَاهُ رَبِيعَةُ، فَلَمَّا أَرَادَ رَبِيعَةُ أَنْ يَقُومَ حَبَسَهُ، فَلَمَّا ذَهَبَ النَّاسُ أَمَرَ بِالْبَابِ فأُغلق، ثُمَّ دَعَا بِمَنْطِقَتِهِ2 فَصَبَّهَا بَيْنَ يَدَيْ رَبِيعَةَ" وَقَالَ: "يَا أَبَا عُثْمَانَ وَاللَّهِ الَّذِي لَا إِلَهَ إلا هو [218/ب] مَا غَيَّبتُ مِنْهَا دِينَارًا إِلَّا شَيْئًا أَنْفَقْنَاهُ فِي الطَّرِيقِ، ثُمَّ عَدَّ خَمْسِينَ وَمِائَتَيْ دِينَارٍ فَدَفَعَهَا إِلَى رَبِيعَةَ وَأَخَذَ خَمْسِينَ وَمِائَتَيْ دِينَارٍ لِنَفْسِهِ، قَاسَمَهُ إِيَّاهَا".
وَقَالَ لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ: أُتي يحيى بكتاب علمه ليُعرض3 عَلَيْهِ فَاسْتَنْكَرَ كَثْرَتَهُ، لِأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ لَهُ كِتَابٌ، فَكَانَ يَجْحَدُهُ حَتَّى قِيلَ لَهُ: نَعْرِضُهُ عَلَيْكَ فَمَا عَرَفْتَهُ أَجَزْتَهُ4 وَمَا لَمْ تَعْرِفْهُ رَدَدْتَهُ، فَعَرَفَهُ كُلَّهُ5.
قَالَ: وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ: "عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ، أَنَّهُ رأى في خاتم يحيى ابن سَعِيدٍ بِسْمِ اللَّهِ، أَوِ الْحَمْدُ لِلَّهِ".
قَالَ: وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: "لَمَّا اسْتُخْلِفَ الْوَلِيدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ اسْتَعْمَلَ عَلَى الْمَدِينَةِ يُوسُفَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ الثَّقَفِيَّ6. فاستقضى سعد بن
__________
1 توجد كلمة في هذا الفراغ رسمها (عز كثير) .
2 منطقة: حزامه الذي ينتطق به في وسطه. وأكثر ما يستعمل لحمل النقود. (انظر: تاج العروس 7/77. مادة: نَطَقَ) .
3 هذا هو العرض وهو طريقة من طرق تحمل الحديث. وقد تقدم.
4 الإجازة: طريقة من طرق تحمل الحديث.
5 أخرجها الفسوي في المعرفة والتاريخ 1/649. بسنده من طريق الليث إلخ. وأوردها ابن حجر في تهذيب التهذيب 11/222. نقلاً عن الليث أيضاً.
6 أخو الحجاج بن يوسف. وخال الوليد بن يزيد. وكان استعمال الوليد له على المدينة ومكة والطائف من سنة خمس وعشرين ومائة إلى أن قتل الوليد فعزله يزيد بن الوليد. (انظر: تاتريخ خليفة 366. والكامل في التاريخ 5/273، 319) .

(1/336)


إِبْرَاهِيمَ عَلَى الْمَدِينَةِ ثُمَّ عَزَلَهُ1، وَاسْتَقْضَى يَحْيَى بْنَ سَعِيدٍ الْأَنْصَارِيَّ"2.
أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، قَالَ: "لَمَّا أَرَادَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ أَنْ يَخْرُجَ إِلَى الْعِرَاقِ" قَالَ لِي: "اكْتُبْ لِي مِائَةَ حَدِيثٍ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ شِهَابٍ وَأْتِنِي بِهَا" قَالَ: "فَكَتَبْتُ مِائَةَ حَدِيثٍ من حديث ابن شهاب، فأتيه بِهَا فَأَخَذَهَا مِنِّي. قُلْتُ لِمَالِكٍ: فَمَا قَرَأَهَا عَلَيْكَ وَلَا قَرَأْتَهَا عَلَيْهِ؟ " قَالَ: "لَا، هُوَ كَانَ أَفْقَهَ مِنْ ذَلِكَ"3.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: "قَدِمَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ عَلَى أَبِي جعفر الكوفة وهو [219/أ] بِالْهَاشِمِيَّةِ، فَاسْتَقْضَاهُ عَلَى قَضَائِهِ بِالْهَاشِمِيَّةِ4، وَمَاتَ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَأَرْبَعِينَ5 وَمِائَةٍ6 وَكَانَ ثِقَةً7 كَثِيرَ الْحَدِيثِ حجة ثبتاً"8.
__________
1 وكان ذلك سنة خمس وعشرين ومائة. وقد تقدمت ترجمة سعد رقم 77.
2 وأورد وكيع بن حيَّان هذا الخبر بألفاظ مقاربة في أخبار القضاة 3/244. (انظر: تاريخ بغداد 14/102) .
3 أخرج هذه الرواية وكيع بن حيَّان بسنده من طريق أبي أويس ... الخ وبألفاظ مقاربة. (انظر: أخبار القضاة 3/244) .
4 تاريخ بغداد 14/106. بلفظ آخر.
5 وكذا أرخه خليفة وابن قتيبة، وابن كثير، وغيرهم. وقيل: سنة اثنتين وأربعين ومائة، وقيل: أربع وأربعين، وقيل بعدها. (انظر: تاريخ خليفة 420. والمعارف لابن قتيبة 480. والكامل في التاريخ 5/511. والبداية والنهاية 10/810) .
6 تاريخ بغداد 14/106. وتهذيب التهذيب 11/223.
7 مجمع على توثيقه. وقد أخرج له الجماعة. (انظر: ترتيب الهيثمي لثقات العجلي. والجرح والتعديل 4/2/147. ومشاهير علماء الأمصار 80. وتاريخ بغداد 14/101. وتذكرة االحفاظ 1/137. وتهذيب التهذيب 11/221. وتقريب التهذيب 376) .
8 تهذيب التهذيب 11/222. وطبقات الحفاظ للسيوطي 57.

(1/337)


أخوه:
245- عَبْدُ رَبَّهِ
ابن سعيد بن قيس بن1 عمرو بن سهل. وأمه أم ولد، وهي أم يحيى ابن سعيد. فولد عبد ربه بن سعيد: سعيدة تَزَوَّجَهَا مُحَمَّدُ بْنُ أَسْعَدَ بْنِ قَيْسِ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَهْلِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ زَيْدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ، وَفَاطِمَةَ تَزَوَّجَهَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ يَحْيَى بْنِ سَعِيدِ بْنِ قَيْسٍ، وَأُمُّهَا أُمُّ وَلَدٍ. وَتُوُفِّيَ عَبْدُ رَبِّهِ بْنُ سَعِيدٍ سَنَةَ تِسْعٍ وَثَلَاثِينَ وَمِائَةٍ2. وَكَانَ عَبْدُ رَبِّهِ بْنُ سَعِيدٍ3 ثِقَةً كَثِيرَ الْحَدِيثِ دُونَ أَخِيهِ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ4.
وَأَخُوهُمَا
246- سَعْدُ بنُ سَعِيدِ
ابن قَيْسِ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَهْلٍ5. وَأُمُّهُ أُمُّ ولد، وهي أم يحيى بن سعيد. فولد سَعْدُ بْنُ سَعِيدٍ: سَعِيدًا، وقَيْسًا، وَمُحَمَّدًا، وَأُمَامَةَ. وَأُمُّهُمْ حَبيبة بِنْتُ مُحَمَّدِ بْنِ مَحْمُودِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْلَمَةَ بْنِ سَلَمَةَ بْنِ خَالِدِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ مَجْدَعة بْنِ حَارِثَةَ بْنِ الْحَارِثِ مِنَ الْأَوْسِ. وَتُوُفِّيَ [219/ب] سعد بن
__________
1 انظر: نسب أخيه يحيى في الترجمة السابقة.
2 وكذا أرخها خليفة في قول، وابن حبان، وابن حجر، وقيل: سنة سبع وثلاثين ومائة، وقيل: أربعين، وقيل إحدى وأربيعن. (انظر: تاريخ خليفة 418. وطبقاته 270. ومشاهير علماء الأمصار 132. وتقريب التهذيب 198. وتهذيب التهذيب 6/127) .
3 مجمع على توثيقه. وقد أخرج له الجماعة. (انظر: الجرح والتعديل 3/1/41. ومشاهير علماء الأمصار 132. وتهذيب التهذيب 6/126. وتقريب التهذيب 198. والتحفة اللطيفة 2/461) .
4 تهذيب التهذيب 6/127. والتحفة اللطيفة 2/462.
5 انظر: ترجمة أخيه يحيى 244.

(1/338)


سَعِيدٍ سَنَةَ إِحْدَى وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ1. وَقَدْ رَوَى عَنْهُ أَبُو مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرُ2، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ3 وَكَانَ ثِقَةً4 قَلِيلَ الْحَدِيثِ5 دُونَ أَخِيهِ.
247- إبراهيمُ
ابن عُقبة بْنِ أَبِي عَيَّاشٍ مَوْلَى الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ بْنِ خُوَيْلِدٍ. أَعْتَقَ الزُّبَيْرُ أَبَا عَيَّاشٍ. وَهُوَ أَكْبَرُ مِنْ أَخِيهِ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ6، وَمَاتَ قبلهُ7، وَأَدْرَكَهُ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ وَرَوَى عنه.
__________
1 تهذيب التهذيب 3/470.
2 هو محمد بن خازم -بمعجمتين- الكوفي. ثقة أحفظ الناس لحديث الأعمش وقد يهم في حديث غيره. ومات سنة خمس وتسعين ومائة. وله اثنتن وثمانون سنة رُمي بالإرجاء. (انظر: تقريب التهذيب 295) .
3 عبد الله بن نمير - بضم النون مصغر- الهمداني أبو هاشم الكوفي ثقة صاحب حديث من أهل السنة. مات سنة تسع وتسعين ومائة وله أربع وثمانون. (انظر: تقريب التهذيب 192) .
4 ووثقه ابن عمَّار والعجلي وابن حبان. وتكلم فيه ابن حبان، والترمذي وأبو حاتم من قبل حفظه. وقال ابن عدي: "لا أرى بحديثه بأس". وقال النسائي: "ليس بالقوي. وضعفه أحمد، وابن معين وقال مرة: صالح". وقال ابن حجر: "صدوق سيء الحفظ. وقد أخرج له البخاري تعليقاً، وبقية الجماعة". (انظر: ترتيب الهيثمي لثقات العجلي. والكامل في الضعفاء لابن عدي 2/1/61. والضعفاء والمتروكين للنسائي 54. والجرح التعديل 2/1/84. ومشاهير علماء الأمصار 74، 136. وميزان الاعتدال 2/120. وتهذيب التهذيب 3/470. وتقريب التهذيب 118. والتحفة اللطيفة 2/129) .
5 ميزان الاعتدال 2/120. وتهذيب التهذيب 3/470.
6 ستأتي ترجمة موسى بعد هذه.
7 ومات أخوه موسى سنة إحدى وأربعين ومائة. (انظر: تاريخ خليفة 419. وتقريب التهذيب 352) .

(1/339)


قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: "كَانَ لِإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَمُحَمَّدٍ1 بَنِي عُقْبَةَ حَلْقَةٌ فِي مَسْجِدِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم. فَكَانُوا كُلُّهُمْ فُقَهَاءَ مُحَدِّثِينَ. وَكَانَ مُوسَى يُفْتِي2. وَكَانَ إِبْرَاهِيمُ ثِقَةً3 قَلِيلَ الْحَدِيثِ4.
248- مُوسَى بنُ عُقْبَة
مَوْلَى الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ بْنِ خُويلد. وَيُكَنَّى أَبَا مُحَمَّدٍ. وَتُوُفِّيَ قَبْلَ خُرُوجِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنٍ5. وَكَانَ ثِقَةً6 قَلِيلَ الْحَدِيثِ7. وقد رُوي عنه
__________
1 ستأتي ترجمة محمد رقم 249.
2 أوردها ابن حجر في تهذيب التهذيب 10/362. نقلاً عن الواقدي أيضاً.
3 وثقه النقاد أبو حاتم: "صالح لا بأس به، يكتب حديثه. وقد أخرج له مسلم، والأربعة عدا الترمذي". (انظر: الجرح والتعديل 1/1/117. وتهذيب التهذيب 1/145. وتقريب التهذيب 22. والتحفة اللطيفة 1/129) .
4 تهذيب التهذيب 1/146. والتحفة اللطيفة 1/129.
5 وكان خروجه سنة خمس وأربعين ومائة. وستأتي ترجمته رقم 298. وأرخ خليفة والربعي، وابن الأثير وغيرهم وفاة موسى سنة إحدى وأربعين ومائة. (انظر: طبقات خليفة 267. وتاريخ مولد العلماء ووفياتهم 23أ. والكامل في التاريخ 5/511) .
6 مجمع على توثيقه. وقد أخرج له الجماعة واشتهر باهتمامه بالتاريخ وتدوين المغازي، وفتوحات الخلفاء الراشدين. وله كتاب في المغازي. (انظر: التاريخ لابن معين 2/514. وترتيب الهيثمي لثقات العجلي. والجرح والتعديل 4/1/154. ومشاهير علماء الأمصار 80. وتذكرة الحفاظ 1/148. وتهذيب التهذيب 10/360. وتقريب التهذيب 352. وتاريخ التراث لسزكين 1/457) .
7 تهذيب التهذيب 10/361.

(1/340)


أَيْضًا1، كَمَا رُوي عَنْ إِخْوَتِهِ2.
249- مُحَمَّدُ بنُ عُقْبَة
مَوْلَى الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ بْنِ خُوَيْلِدٍ. وَقَدْ رُوي عَنْهُ3 أَيْضًا كَمَا رُوي عَنْ إِخْوَتِهِ4. وَكَانَ ثِقَةً56 وَكَانَتْ أُمُّ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَمُحَمَّدٍ بِنْتَ أَبِي حَبِيبَةَ مَوْلَى الزُّبَيْرِ.
250- عَمرُو بنُ أَبِي عَمْرُو
مَوْلَى الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَنْطَب الْمَخْزُومِيُّ. وَيُكَنَّى أَبَا عُثْمَانَ [220/أ] وَاسْمُ أَبِي عَمْرو مَيْسَرَةُ. وَتُوُفِّيَ عَمْرٌو فِي أول خلافة أبي جعفر7
__________
1 روى عنه يحيى بن سعيد الأنصاري، ومالك. وهو عن سالم بن عبد الله، والزهري وغيرهم. (انظر: تهذيب التهذيب 10/360) .
2 من إخوته: صاحبا الترجمة السابقة، واللاحقة.
3 روى عنه ابن أبي الزناد، ووُهيب بن خالد، والسفيانان. وهو عن جده لأمه أبي حبة وكريب مولى ابن عباس، ويحيى بن عروة. (انظر: تهذيب التهذيب 9/345) .
4 سبق ذكر أخويه إبراهيم وموسى في الترجمتين السابقتين.
5 ووثقه أيضاً: أحمد، وابن معين، والنسائي، وابن حجر. وقال أبو حاتم: "شيخ"، ونقل عنه الذهبي وابن حجر قوله: صالح. وقال الذهبي: "لا بأس به ولينه البخاري". وقد سكت عنه البخاري في تاريخه، ولم يذكره في الضعفاء الصغير. وأخرج له مسلم، والنسائي وابن ماجه. (انظر: التاريخ الكبير للبخاري 1/1/198. والجرح والتعديل 4/1/35. وميزان الاعتدال 3/649. وتهذيب التهذيب 9/345. وتقريب التهذيب 311) .
6 تهذيب التهذيب 9/346.
7 أول خلافته سنة سبع وثلاثين ومائة. تقدم.

(1/341)


وَزِيَادُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الْحَارِثِيُّ عَلَى1 الْمَدِينَةِ2. وَقَدْ رَوَى سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ عَنْ عَمْرِو بن أبي عمرو. وكان صاحب مراسيل34.
251 - عَلْقَمَةُ
ابن أَبِي عَلْقَمَةَ5 مَوْلًى لِعَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم. (وَمَاتَ فِي أَوَّلِ خِلَافَةِ الْمَنْصُورِ6) 7. وَقَدْ رَوَى عَنْهُ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ8 وله أحاديث
__________
1 وكانت ولاية زياد الحارثي على المدينة في عهد ابن أخته السفاح سنة ثلاث وثلاثين ومائة، إلى أن عزله أبو جعفر سنة إحدى وأربعين ومائة. (انظر: تاريخ خليفة 413،430) . وعلى هذا تكون وفاة عمرو بين سنتي (137-141هـ) . وقال ابن حجر في تقريب التهذيب 261.: "مات بعد الخمسين".
2 تهذيب التهذيب 8/83. ويحذف (أول) و (الحارثي على المدينة) .
3 حديثه عن أبي موسى الأشعري مرسل. (انظر: جامع التحصيل للعلائي 301) . قوله (مراسيل) : هو جمع مرسل. والإرسال في اللغة: إطلاق الشيء وعدم ضبطه فكأن المرسل أطلق الإسناد ولم يقيده براو معروف وقيل غير ذلك.
وفي الاصطلاح: هو ما رفعه التابعي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم. (انظر: شرح علل الترمذي لابن رجب 220. الحاشية. وتدريب الراوي 1/195) .
4 تهذيب التهذيب 8/83. وقال ابن حجر: في تقريب التهذيب: "ثقة ربما وهم. وقد أخرج له الجماعة".
5 اسم أبي علقمة: بلال. وأم علقمة اسمها مرجانة. (انظر: مشاهير علماء الأمصار 75. وتقريب التهذيب 243) .
6 أوَّ ل خلافته سنة سبع وثلاثين ومائة.
7 تهذيب التهذيب 7/276.
8 ستأتي ترجمة مالك رقم 372.

(1/342)


صالحة1 وكان علقمة له كتاب يُعَلَّم فيه العربية والنحو والعروض2.
252- عُمَرُ
ابن عَبْدِ اللَّهِ مَوْلَى غُفرة3 بِنْتِ رَباح أُخْتِ بِلَالِ بْنِ رَبَاحٍ4. جَالَسَ عُمَرُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ، وَالْقَاسِمَ بْنَ مُحَمَّدٍ، وَغَيْرَهُمَا. وَتُوُفِّيَ بَعْدَ مَخْرَجِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنٍ5. وَكَانَ ثِقَةً6 كَثِيرَ الْحَدِيثِ لَيْسَ يَكَادُ يُسند، وهو يرسل أحاديثه7، أو عامتها.
__________
1 وقال ابن حجر: ثقة عَلاَّمة. وقد أخرج له الجماعة. (انظر: تقريب التهذيب 243) .
2 تهذيب التهذيب 7/275.
3 غُفرة: بضم المعجمة وسكون الفاء. (انظر: تقريب التهذيب 255) . وفي طبقات خليفة 266. والبداية والنهاية 10/96. بمهملة في أوله. وفي أسد الغابة 5/514. والإصابة 4/372. غفيرة بالتصغير. وهي صحابية جليلة.
4 هو بلال بن رباح الحبشي مؤذن رسول الله صلى الله عليه وسلم. (انظر: الاستيعاب 1/178. وأسد الغابة2/206) .
5 وكان خروجه سنة (145هـ) . ستأتي ترجمته رقم 298. وأرخ خليفة وفاة عمر: سنة ست وأربعين ومائة. وابن كثير سنة خمس وأربعين ومائة. (انظر: تاريخ خليفة 423. والبداية والنهاية 10/96) .
6 قال الإمام أحمد، والبزار وابن معين: "لم يكن به بأس". وقال ابن معين: "ضعيف وكذا قال النسائي، وابن حجر وذكر ابن معين، والعلائي، وأحمد، والبزار"، وابن حجر: "أنه كان يرسل". وقال أبو حاتم: "يكتب حديثه". وكذا قال العجلي وزاد: "وليس بالقوي". وقال ابن حبان بعدم جواز الاحتجاج به. وقد أخرج له أبو داود، والترمذي. (انظر: التاريخ لابن معين 2/431. والضعفاء والمتروكين للنسائي 81. وترتيب الهيثمي لثقات العجلي. والجرح التعديل 3/1/119. والمجروحين لابن حبان 2/81. وميزان الاعتدال 3/210. وجامع التحصيل للعلائي 296. وتهذيب التهذيب 7/471. وتقريب التهذيب 255.) .
7 تهذيب التهذيب 7/472. ويؤخر تاريخ الوفاة.

(1/343)


253- أُسِيدُ
ابن أَبِي أَسِيدٍ1 مَوْلَى أَبِي قَتَادَةَ الْأَنْصَارِيِّ. وَيُكَنَّى أَبَا إِبْرَاهِيمَ2، وَتُوُفِّيَ فِي أَوَّلِ خِلَافَةِ أَبِي جعفر المنصور3. وكان قليل الحديث45.
254- عَبَّادُ6
ابن أبي صالح7. مولى جُوَيْرية امرأة من قيس. وكان أسنّ من أخيه سهيل8 ابن أَبِي صَالِحٍ، وَقَدْ رَوَى سُهَيْلٌ عَنْهُ، وَتُوُفِّيَ عَبَّادٌ فِي خِلَافَةِ مَرْوَانَ بْنِ9 مُحَمَّدٍ وَكَانَ قليل الحديث مُسْتَضْعفاً10.
__________
1 هو أسيد بن أبي أسيد يزيد المدني البراد. (انظر: نزهة الألباب 19ب) .
2 وقال ابن حجر، والسخاوي: "أبو سعيد". (انظر: تقريب التهذيب36. والتحفة اللطيفة 1/327) .
3 أول خلافته سنة سبع وثلاثين ومائة.
4 وقال ابن حجر: "صدوق وقد أخرج له البخاري في كتاب الأدب، والأربعة". (انظر: تقريب التهذيب 36) .
5 تهذيب التهذيب 1/344. والتحفة اللطيفة 1/327. ويضعان (أبا أيوب) بدل (أبا إبراهيم) .
6 يقال له: عباد بن رقية. وعبد الله بن أبي صالح. (انظر: التحفة اللطيفة 2/318) .
7 واسم أبي صالح: ذكوان السمان. ثقة ثبت مات سنة إحدى ومائة. (انظر: تقريب التهذيب 98) .
8 هو صاحب الترجمة التالية.
9 وكانت خلافته من سنة سبع وعشرين ومائة إلى سنة اثنتين وثلاثين ومائة.
10 وقال البخاري: "منكر الحديث"، ونقل عن ابن المديني قوله: "ليس بشيء". وقال ابن حبان: "لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد". وذكره ابن الجوزي في الضعفاء والمتروكين. ووثقه ابن معين، وأبو داود والساجي، والأزدي. وقال الذهبي:" صالح الحديث". وقال ابن حجر: "لين الحديث وقد أخرج له مسلم والأربعة عدا النسائي". (انظر: التاريخ الكبير للبخاري 3/2/38.والمجروحين لابن حبان 2/164.والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي 127.وميزان الاعتدال 2/366.وتهذيب التهذيب 5/263.وتقريب التهذيب 177) .

(1/344)


وأخوه:
255- سُهَيْلُ [220/ب] ابن أَبِي صَالِحٍ1.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ وَغَيْرِهِ مِنْ أَصْحَابِهِ، قَالُوا: وَجَدَ2 سُهَيْلٌ عَلَى أَخِيهِ عَبَّادٍ وجْداً شَدِيدًا حَتَّى حدَّث3 نَفْسَهُ. وَتُوُفِّيَ سُهَيْلٌ فِي خِلَافَةِ أبي جعفر المنصور4. وكان ثقة5 كثير الحديث6 وروى عنه أهل
__________
1 انظر: الترجمة السابقة.
2 وجد وجْداً: حزن حزناً. (انظر: المعجم الوسيط 2/1013. مادة: وَجَدَ) .
3 في هذا إشارة إلى أنه من شدة حزنه اصابه شيء من الخلل في عقله فتغيَّر حفظه بعد موت أخيه ويتضح ذلك مما نقله الذهبي عن ابن المديني، وابن حجر عن البخاري، حيث أشار إلى شدة حزنه على أخيه فقالا: (فنسي كثيراً من الحديث) بدل (حتى حدث نفسه) . (انظر: ميزان الاعتدال 2/244. وتهذيب التهذيب 4/264) .
4 وكانت خلافته من سنة سبع وثلاثين ومائة إلى آخر سنة ثمان وخمسين ومائة.
5 ووثقه العجلي، والنسائي، والدارقطني، وضعفه ابن معين في قول، ولينه في آخر. وعده الذهبي في الحفاظ، وقال أحد العلماء النقاد: "وغيره أقوى منه". وقال ابن حجر: "صدوق تغير في آخره. وقد أخرج له البخاري حديثاً مقروناً. وحديثين متابعة، واحتج به بقية الجماعة". (انظر: التاريخ لابن معين 2/243. والجرح والتعديل 2/1/246. وتذكرة الحفاظ 1/137. وميزان الاعتدال 2/243. وهدي الساري 406. وتقريب التهذيب 139. والتحفة اللطيفة 2/204) . ولسهيل صحيفة نشرها الدكتور محمد مصطفى الأعظمي.
6 تهذيب التهذيب 4/264.

(1/345)


المدينة وأهل العراق1.
256- صَالِحُ
ابن مُحَمَّدِ بْنِ زَائِدَةَ اللَّيْثِيُّ مِنْ أَنْفَسِهِمْ.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: "وَقَدْ رَأَيْتُهُ وَلَمْ أَسْمَعْ مِنْهُ شَيْئًا، وَكَانَ يُكْنَى أَبَا وَاقِدٍ، وَكَانَ صَاحِبَ غَزْوٍ. وَمَاتَ بَعْدَ خُرُوجِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ2 بْنِ حَسَنٍ3 بِالْمَدِينَةِ". وَرَوَى عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، وَأَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ. وَلَهُ أَحَادِيثُ، وهو4 ضعيف5.
__________
1 وممن روى عنه أهل المدينة: مالك ويحيى بن سعيد الأنصاري وموسى بن عقبة، وغيرهم. وممن روى عنه من أهل العراق: شعبة والسفيانان وغيرهم. (انظر: تهذيب التهذيب 4/263) .
2 وكان خروجه سنة 145هـ. ستأتي ترجمته رقم 298. وفي هذه السنة أرخه ابن حبان. وقيل بعدها.
(انظر: المجروحين لابن حبان 1/267. وميزان الاعتدال 2/299) .
3 تهذيب التهذيب 4/401. ويحذف (وكان يكنى أبا واقد) .
4 ضعفوه. وقد أخرج له أبو داود، والترمذي، وابن ماجه. (انظر: التاريخ لابن معين 2/215. والتاريخ الكبير للبخاري 3/2/291. والضعفاء الصغير له 59. والضعفاء والمتروكين للنسائي 57. والجرح والتعديل 2/1/411. والمجروحين لابن حبان 1/367. والضعفاء والمتروكين للدار قطني 13.والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي 119.وميزان الاعتدال 2/299. وتهذيب التهذيب 4/401. وتقريب التهذيب 150) .
5 تهذيب التهذيب 4/401.

(1/346)


257- أبُو جَعْفَرِ
الْخَطْمِيُّ1. وَاسْمُهُ عُمير بْنُ يَزِيدَ بْنِ عُمير بْنِ حَبِيبِ بْنِ حُبَاشة2 بْنِ جُوَيبر3 ابن عبيد بْنِ غَيَّان بْنِ عَامِرِ بْنِ خَطْمة، وَاسْمُهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جُشَم بْنِ مَالِكِ بْنِ الْأَوْسِ.
وَأُمُّ أَبِي جَعْفَرٍ أُمُّ الْقَاسِمِ بِنْتُ عُقبة بْنِ الْفَاكِهِ بْنِ سَعْدِ بْنِ جَبْرِ بن عبيد بْنِ غَيَّان بْنِ عَامِرِ بْنِ خَطْمَة. وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ. وَرَوَى عَنْهُ شُعْبَةُ، وَحَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ 4.
258 - مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَحْمَنِ [221/أ]
ابْنِ لَبِيبَةَ5 وَهِيَ أُمُّ مُحَمَّدٍ، وَهِيَ امْرَأَةٌ أعجمية، والأب عبد الرحمن
__________
1 الخَطْمي: بفتح المعجمة وسكون الطاء. وهي نسبة إلى خطمة بن جُشم بن مالك، بطن من الأنصار.
(انظر: عجالة المبتدي للحازمي 55. واللباب لابن الأثير 1/453) .
2 حباشة: بضم المهملة وفتح الموحدة والمعجمة. كما في الأصل وكذا عند ابن حزم وابن حجر. وبميم بدل الموحدة (حماشة) عند ابن أبي حاتم وفي التهذيب. (انظر: الجرح والتعديل 3/1/379.وجمهرة أنساب العرب 344.والإصابة 1/305.وتهذيب التهذيب 8/151) .
3 في الأصل: (جويبر) بجيم مضمومة مصغر. وفي جمهرة أنساب العرب 344. والإصابة 1/305: (جويرثة) بمهملة مضمونة بعدها واو تليها مثناة تحتية بعدها راء ثم مثلثة آخرها هاء.
4 قال ابن حجر في أبي جعفر: مدني نزل البصرة. صدوق من السادسة وقد أخرج له الأربعة.
(انظر: تقريب التهذيب266) .
5 ويقال: ابن أبي لبيبة. وقال ابن حجر: "اسم أبي لبيبة: وردان". (انظر: طبقات خليفة 263. والجرح والتعديل 3/2/319. وتهذيب التهذيب 9/301) .

(1/347)


مَوْلًى لِقُرَيْشٍ، وَقَدْ أَدْرَكَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرحمن بن عُمَرَ وَرَوَى عَنْهُ، وَعَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ1. وَرَوَى عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ [عبد الرحمن2] عبدُ الحميد بْنُ جَعْفَرٍ3، وَأُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ4، وَقَدْ رَآهُ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ وَلَمْ يَرْوِ عَنْهُ شَيْئًا. وكان قليل5 الحديث6.
259- عَبْدُ الرَّحْمَنِ
ابن حَرْمَلَةَ7 الْأَسْلَمِيُّ، وَيُكَنَّى أَبَا حَرْمَلَةَ، وَهُوَ مِنْ بَنِي مَالِكِ بْنِ أَفْصَى إِخْوَةِ أَسْلَمَ مِنْ خُزَاعَةَ. تُوُفِّيَ لَيَالِيَ خَرَجَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الله بن حسن8.
__________
1 هو عامر بن سعد الزهري المدني ثقة مات سنة أربع ومائة. (انظر: تقريب التهذيب 160) .
2 التكملة من الجرح والتعديل 3/2/319.
3 ابن عبد الله بن الحكم بن رافع الأنصاري صدوق رمي بالقدر وربما وهم. مات سنة ثلاث وخمسين ومائة. (انظر: تقريب التهذيب 196) .
4 ستأتي ترجمة أسامة الليثي رقم 326.
5 وضعفه الدارقطني، وقال ابن معين: "ليس حديثه بشيء. وذكره ابن حبان في الثقات" وقال أبو زرعة: "حديثه عن عليّ بن أبي طالب مرسل". وقال ابن حجر: "كثير الإرسال. وقد أخرج له مسلم والنسائي". (انظر: الجرح والتعديل 3/2/319. وجامع التحصيل للعلائي 327. وتهذيب التهذيب 9/301. وتقريب التهذيب 308) .
6 تهذيب التهذيب 9/301.
7 ابن عمرو بن حنَّة، بفتح المهملة وتثقيل النون. (انظر: تقريب التهذيب 200) .
8 وحدد ابن حجر وفاة عبد الرحمن سنة خمس وأربعين ومائة، نقلاً عن ابن سعد. (انظر: تهذيب التهذيب 6/161) . وكان خروج محمد في هذه السنة. وستأتي ترجمته 298.

(1/348)


قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: قَدْ رَأَيْتُهُ وَلَمْ أَسْمَعْ مِنْهُ شَيْئًا، وَكَانَ ثِقَةً كَثِيرَ الْحَدِيثِ1.
260- عَبْدُ الرَّحْمَنِ
ابن مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ. وَيُكَنَّى أَبَا مُحَمَّدٍ، من القارة2، وهو إلى الهُون بْنِ خُزَيمة. وَبَقِيَ إِلَى خِلَافَةِ أَبِي جَعْفَرٍ المنصور3 وكان قليل الحديث4.
261- عَبْدُ الوَاحِدِ
ابن أَبِي عَوْنٍ الدَّوْسِي5 مِنْ أَنْفَسِهِمْ وَكَانَ مُنْقَطِعًا إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنِ بْنِ حَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، فَاتَّهَمَهُ أَبُو جَعْفَرٍ [فِي أَمْرِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ6 أَنَّهُ يَعْلَمُ عِلْمَهُ7] فَهَرَبَ مِنْهُ إِلَى طَرَفِ القَدُوم8 فتوارى عند
__________
1 قوله: كان ثقة كثير الحديث، ورد في تهذيب التهذيب 6/161. والتحفة اللطيفة 2/480. نقلاً عن الواقدي. وقال ابن حجر: "صدوق ربما أخطأ. وقد أخرج له مسلم والأربعة". (انظر: تقريب التهذيب 200) .
2 القارة: قبيلة كبيرة يصل نسبها إلى مضر. والنسبة إليها قاري. (انظر: اللباب لابن الأثير 3/6) .
3 وكانت خلافته بين سنتي (137-158هـ) .
4 وسكت عنه ابن أبي حاتم، ونقل توثيقه عن ابن معين. وذكره ابن حبان في ثقات أتباع التابعين. (انظر: الجرح والتعديل 2/2/281. وثقات ابن حبان 2/1/86أ) .
5 ويقال: ابن أبي عون الأويسي. (انظر: الجرح والتعديل 1/3/22. وتهذيب التهذيب 6/438) . والدّوسي: بفتح الدال المهملة وسكون الواو وفي آخرها سين مهملة.
6 هو العلوي. ستأتي ترجمته رقم 298.
7 التكملة من تهذيب التهذيب 6/438. نقلاً عن ابن سعد.
8 القدوم: اسم لجبل يقع في بلاد دوس. شمال المدينة المنورة، خلف جبل أحد. (انظر: معجم البلدان 4/312 ومعالم طابة 334) .

(1/349)


مُحَمَّدِ بْنِ يَعْقُوبَ بْنِ عُتْبَةَ1 فَمَاتَ عِنْدَهُ فُجاءة سَنَةَ أَرْبَعٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ وَلَهُ أَحَادِيثُ2) 3.
262- إسْحَاقُ بنُ عَبْدِ اللهِ [221/ب]
ابن أَبِي فَرْوَةَ. وَيُكَنَّى أَبَا سُلَيْمَانَ. وَكَانَ أَبُو فروة مولى لعثمان بن [عفان4] ويقولون: إِنَّ عُبَيْدَ الْحَفَّارِ5 جَاءَ بِأَبِي فَرْوَةَ عَبْدًا مَكَانَهُ فَأَعْتَقَهُ عُثْمَانُ بَعْدَ ذَلِكَ. وَكَانَ أَبُو فَرْوَةَ يَرَى رَأْيَ الْخَوَارِجِ، وقُتل مَعَ ابْنِ الزُّبَيْرِ6 فَدُفِنَ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ. وَقَالَ بَعْضُ وَلَدِهِ: إِنَّهُ مِنْ بَلِيٍّ7، وَإِنَّ اسْمَهُ الْأَسْوَدُ بن عمرو8 وَكَانَ ابْنُهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي فَرْوَةَ مَعَ مُصْعَبِ بْنِ الزُّبَيْرِ9 بِالْعِرَاقِ، وَكَانَ مُصْعَبُ يثق به، فأصاب معه مَالًا عَظِيمًا. وَكَانَتْ لِإِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ حلقة. في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، يَجْلِسُ إِلَيْهِ فِيهَا أَهْلُهُ وَهُمْ كثير
__________
1 هو محمد بن يعقوب بن عتبةبن المغيرة بن الأخنس الثقفي. روى عن ابيه. (انظر: التاريخ الكبير للبخاري 1/1/267. والجرح والتعديل 4/1/121) .
2 وقال ابن حجر: "صدوق يخطئ. وقد أخرج له البخاري تعليقاً، وابن ماجه". (انظر: تقريب التهذيب 222) .
3 تهذيب التهذيب 6/438.
4 التكملة من طبقات خليفة 266.
5 عبيد الحفار: لم أعثر عليه.
6 هو عبد الله بن الزبير بن العوام، تقدم. وكان قتله سنة ثلاث وسبعين.
7 هو بلي بن عمرو بن الحاف بن قضاعة. ينسب إليه جماعة من الصحابة ومن بعدهم. (انظر: عجالة المبتدي للحازمي 27. واللباب 1/177) .
8 وفي تهذيب التهذيب 1/240. اسمه عبد الرحمن الأسود.
9 هو مصعب بن الزبير بن العوام أبو عبد الله، ويقال: أبو عيسى ولي العراق لأخيه عبد الله وقتل سنة إحدى وسبعين في العراق. وقيل: سنة اثنتين وسبعين. (انظر: طبقات ابن سعد 5/182. وتاريخ بغداد 13/105. والكامل في التاريخ 4/323) .

(1/350)


بِالْمَدِينَةِ. وَكَانَ إِسْحَاقُ مَعَ صَالِحِ بْنِ عَلِيٍّ1 بالشام، فسمع منه الشاميون2 ثم قدم المدينة، فَمَاتَ بِهَا سَنَةَ أَرْبَعٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ3 فِي خِلَافَةِ أَبِي جَعْفَرٍ. وَكَانَ إِسْحَاقُ كَثِيرَ الْحَدِيثِ، يَرْوِي أَحَادِيثَ مُنْكَرَةً وَلَا يَحْتَجُّونَ4 بِحَدِيثِهِ5.
وَأَخُوهُ:
263- عَبْدُ الحَكِيمِ
ابن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ وَكَانَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْأَنْصَارِيُّ يُحَدِّثُ عَنْهُ. وَكَانَ أَثْبَتَ مِنْ أَخِيهِ إِسْحَاقَ، وَكَانَ ثِقَةً6 قَلِيلَ الْحَدِيثِ وكان يفتي بالمدينة،
__________
1 ابن عبد الله بن عباس عم أبي العباس والمنصور. وأحد قواد جيشهما في حروب الشام آخر عهد بني أمية. وولي الشام لأبي جعفر. وتوفي سنة ست وثمانين ومائة بسلميَّة في سوريا. (انظر: تاريخ خليفة 403، 457. والمعارف لابن قتيبة 375) .
2 وممن سمع منه: الليث بن سعد، وابن لَهيعة، والوليد بن مسلم وغيرهم. وهو روى عن: أبي الزناد والزهري، ومكحول، وغيرهم. (انظر: تهذيب التهذيب 1/240) .
3 تهذيب التهذيب 1/240.
4 تركوه ولم يحتجا بحديثه. وقد أخرج له أبو داود، والترمذي وابن ماجه وهو الذي قال له الزهري: "قاتلك الله يا ابن أبي فروة، ما أجراك على الله ألا تسند حديثك، وتحدثنا بأحاديث ليس لها خطم ولا أزمة".
(انظر: الضعفاء الصغير للبخاري 17. والمعرفة والتاريخ 3/45-55. والضعفاء والمتروكين للنسائي 19. والجرح والتعديل 1/1/227. والمجروحين لابن حبان 1/131. والضعفاء والمتروكين للدار قطني 69. والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي 16. والمغني في الضعفاء للذهبي 1/71. وميزان الاعتدال 1/193. وتهذيب التهذيب 1/240. وتقريب التهذيب 29) .
5 تهذيب التهذيب 1/240.
6 ووثقه: ابن معين، وأبو حاتم. وقال أبو زرعة: "لا بأس به". وذكره ابن حبان في المشاهير. وقال الذهبي: صويلح. (انظر: التاريخ لابن معين 2/341. وميزان الاعتدال 2/537. والجرح والتعديل 1/3/34. ومشاهير علماء الأمصار 134) .

(1/351)


وَكَانَتْ لَهُ حَلْقَةٌ. وَيُكَنَّى أَبَا عَبْدِ اللَّهِ [222/أ] وَبَقِيَ حَتَّى تُوُفِّيَ سَنَةَ سِتٍّ وَخَمْسِينَ وَمِائَةٍ فِي آخِرِ خِلَافَةِ أَبِي جَعْفَرٍ. وَقَدْ سَمِعَ مِنْهُ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. وَكَانَ عِدَّةٌ مِنْ إِخْوَتِهِ يُفْتُونَ وَيُحَدِّثُونَ، مِنْهُمْ: صَالِحُ بْنُ عَبْدِ الله1، وعبد الأعلى بن عبد الله2، ويونس بْنُ عَبْدِ اللَّهِ3....4 أَبُو الْحَسَنِ، وَإِبْرَاهِيمُ5 وَعَبْدُ الْغَفَّارِ6 أَبْنَاءُ عَبْدِ اللَّهِ.
264- المُهَاجِرُ بنُ يَزِيدِ
مَوْلًى لِآلِ أَبِي ذِئْبٍ الْعَامِرِيِّ7 وَيُكَنَّى أَبَا عَبْدِ اللَّهِ.
قَالَ ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ8: "كَتَبْتُ مَعَهُ إِلَى عَطَاءِ9 بْنِ أَبِي ربَاح10 وَكَانَ قليل الحديث"11.
__________
1 أبو عروة الأموي مولاهم المدني. وثقه ابن معين. من السادسة. (انظر: تقريب التهذيب 150) .
2 المدني مولى آل عثمان. أبو محمد ثقة فقيه من السابعة. (المصدر السابق 195) .
3 مَا به بأس. ذكره ابن عدي مختصراً وقال: ليس به بأس. يكتب حديثه. (انظر: ميزان الاعتدال 4/481) .
4 فراغ في الأصل.
5 ذكره السخاوي وسكت عنه. (انظر: التحفة اللطيفة 1/125) .
6 عبد الغفار لم أعثر عليه.
7 وفي الجرح والتعديل4/1/261. (العائذي) بدل (العامري) والصواب ما أثبته ابن سعد لأن أبا ذئب هو شعبة بن عبد الله بن أبي قيس ... من ولد عامر بن لؤي. (انظر: جمهرة أنساب العرب 168) .
8 ستأتي ترجمته رقم 350.
9 أورد ابن أبي حاتم هذه الترجمة كاملة إلى (عطاء) في الجرح والتعديل 4/1/261. ولم يتعرض له.
10 هو عطاء بن أبي رباح -بفتح الراء والموحدة واسم أبي رباح: أسلم- القرشي مولاهم المكي ثقة فقيه فاضل لكنه كثير الإرسال. مات سنة أربع عشرة ومائة. وقيل إنه تغير بأخره ولم يكن ذلك منه. (انظر: تقريب التهذيب 239) .
11 وذكره ابن أبي حاتم وسكت عنه. وذكر قول ابن أبي ذئب الذي أورده ابن سعد. (انظر: الجرح والتعديل 4/1/261) .

(1/352)


265- الخَطَّابُ بنُ صَالِحِ
ابن دِينَارٍ التَمَّار، مَوْلًى لِآلِ قَتَادَةَ بْنِ النُّعْمَانِ الْأَنْصَارِيِّ ثُمَّ الظَفري، وَيُكَنَّى أَبَا عُمَرَ، وَهُوَ أَسَنُّ مِنْ أَخِيهِ مُحَمَّدِ بْنِ صَالِحِ بْنِ دِينَارٍ1 وَأَقْدَمُ. تُوُفِّيَ فِي سَنَةِ ثَلَاثٍ وَأَرْبَعِينَ ومائة، في خلافة أبي جعفر المنصور2.
وأخوه:
266- المُهَاجِرُ بنُ مِسْمَارِ
مَوْلَى سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ الزُّهْرِيِّ. (مَاتَ بَعْدَ خُرُوجِ مُحَمَّدِ بْنِ عبد الله ابن حَسَنٍ3، وَقِيلَ سَنَةَ خَمْسِينَ4 وَمِائَةٍ. وَلَهُ أَحَادِيثُ، [222/ب] وَلَيْسَ بِذَاكَ، وَهُوَ صَالِحُ5 الْحَدِيثِ6.
وَأَخُوهُ:
267- بُكَيْرُ
ابن مِسْمَار، وَيُكَنَّى أَبَا مُحَمَّدٍ. وَقَدْ لَقِيَهُ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ وَسَمِعَ مِنْهَ. وَمَاتَ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَخَمْسِينَ وَمِائَةٍ. وَلَهُ أَحَادِيثُ، وَهُوَ قَرِيبٌ مِنْ أخيه7.
__________
1 ستأتي ترجمته رقم 375.
2 قال ابن حجر: "الخطاب بن صالح مقبول، وقد أخرج له أبو داود". (انظر: تقريب التهذيب 93) .
3 وهكذا أرخ خليفة وفاته في طبقاته 270. وكان خروجه سنة خمس وأربعين ومائة. وستأتي ترجمته 298.
4 وهكذا أرخ ابن منده وفاته في المستخرج 275أ. ووضع (قبل) بدل (قيل) .
5 وقال أبو بكر البزار: مشهور صالح الحديث. وذكره ابن حبان في الثقات. وقال ابن حجر: "مقبول، وقد أخرج له مسلم، والترمذي وابن ماجه في التفسير". (انظر: الثقات لابن حبان 3/151ب. وتهذيب التهذيب 10/323. وتقريب التهذيب 349) .
6 تهذيب التهذيب 10/32.
7 المقصود بأخيه: المهاجر، صاحب الترجمة السابقة. وقال الذهبي وابن حجر في بكير: "صدوق، وقد أخرج له مسلم، والنسائي، والترمذي" (انظر: المغني في الضعفاء للذهبي 1/115. وتقريب التهذيب 48) .

(1/353)


268- عَبْدُ اللهِ بنُ يَزِيد
ابن فُنطس1 مِنْ أَنْفَسِهِمْ، وَيُكَنَّى أَبَا يَزِيدَ، وَمَاتَ سَنَةَ تِسْعٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ. رَوَى عَنْهُ ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ2. وَرَوَى عَبْدُ اللَّهِ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، وَسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ3.
269- مُحَمَّدُ بنُ عَجْلاَن
مَوْلَى فَاطِمَةَ بِنْتِ الْوَلِيدِ بْنِ عُتبة بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسٍ. وَيُكَنَّى أَبَا عَبْدِ اللَّهِ. وَكَانَ عَابِدًا نَاسِكًا فَقِيهًا، وَكَانَتْ له حلقة في المسجد وكان
__________
1 فنطس: بضم الفاء والطاء المهملة بينهما نون ساكنة آخرها سين مهملة وهي بالفاء عند البخاري وابن أبي حاتم وابن معين. وبالقاف عند الذهبي وابن حجر، والسخاوي. (انظر: التاريخ لابن معين 2/377. والتاريخ الكبير للبخاري 3/1/277. والجرح والتعديل 2/2/197. وميزان الاعتدال 2/526. ولسان الميزان 3/377. والتحفة اللطيفة 2/435) .
2 ستأتي ترجمته رقم 350.
3 وثق عبد الله كل من: "أحمد بن حنبل، وابن معين"، وقال النسائي: "ليس بثقة". ونقل الذهبي قول البخاري: "يقال: يتهم بالزندقة". وفي التاريخ الكبير ينقل البخاري عن عبد الرحمن بن أبي شيبة قال: "لا أعلم إلا أني سمعت أبا بكر بن أبي أويس يقول: حسين بن عبد بن عبيد الله بن عباس كان يتهم بالزندقة وعبد الله بن يزيد الهذلي". العبارة تفيد أن عبد الله بن يزيد يتهم بالزندقة أيضاً. والتحقيق أن العبارة فيها سقط يتممها ما أورده ابن حبان عن عبد الرحمن بن أبي شيبة حيث يقول: "لا أعلم إلا أنني سمعت أبا بكر بن أبي أويس يقول: عبد الله بن يزيد الهذلي ما بحديثه بأس") . فتأمل. وقال ابن شاهين: "ما أعلم به إلا خيراً، وحديثه مقارب". (انظر: التاريخ لابن معين 2/377.والتاريخ الكبير للبخاري 3/1/227. والكامل في الضعفاء لابن عدي 1/2/ق297. والضعفاء والمتروكين للنسائي 64. والجرح والتعديل 2/2/197. وثقات ابن شاهين ق53. وميزان الاعتدال 2/526. ولسان الميزان 3/377. والتحفة اللطيفة 2/435) .

(1/354)


يُفْتِي1. وَكَانَ دَاوُدُ بْنُ قَيْسٍ الْفَرَّاءُ2 يَجْلِسُ إِلَيْهِ.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: "سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلَانَ يَقُولُ: حُمل بِأَبِي أَكْثَرَ مِنْ ثَلَاثِ سِنِينَ"3.
قَالَ مُحَمَّدُ بن عمر: "وسمعت نساء آل الجَحَّاف مِنْ وَلَدِ زَيْدِ بْنِ الْخَطَّابِ يَقُلْنَ: مَا حَمَلَتْ مِنَّا امْرَأَةٌ أَقَلَّ مِنْ ثَلَاثِينَ شَهْرًا4، وَالْحَمْلُ كَذَلِكَ -أَرَادَ تُوطَأُ ثُمَّ ترْفَعُهَا الْحَيْضةُ ثَلَاثَ سِنِينَ، أَوْ أَقَلَّ أَوْ أَكْثَرَ ثُمَّ يستبين الحمل من غير وطيء حَادِثٍ-" قَالَ: "وَسَمِعْتُ مَالِكَ5 بْنَ أَنَسٍ يَقُولُ: قد يكون الحمل سنتين أو أكثر [223/أ] وَأَعْرِفُ مَنْ حُمل بِهِ أَكْثَرَ مِنْ سَنَتَيْنِ -يَعْنِي نَفْسَهُ-" 6.
قَالَ: "وَخَرَجَ مُحَمَّدُ بْنُ عَجْلان مَعَ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنٍ، حِينَ خَرَجَ بِالْمَدِينَةِ، فَلَمَّا قُتل مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ7 وَوَلِيَ جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ عَلِيٍّ الْمَدِينَةَ8، بَعَثَ إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلَانَ فَأُتِيَ بِهِ. فبكتَّهَ9 وَكَلَّمَهُ كَلَامًا، وَقَالَ: خَرَجْتَ مَعَ الكذَّاب، وَأَمَرَ بِهِ تُقْطَعُ يَدُهُ. فَلَمْ يَتَكَلَّمْ مُحَمَّدُ بْنُ عَجْلان بِكَلِمَةٍ، إلاَّ أَنَّهُ يُحَرِّكُ شَفَتَيْهِ بِشَيْءٍ لَا يُدرى مَا هُوَ، يُظن أَنَّهُ يَدْعُو، قَالَ: فَقَامَ مَنْ حَضَرَ جَعْفَرَ بْنَ سُلَيْمَانَ مِنْ فُقَهَاءِ أَهْلِ الْمَدِينَةِ وأشرافهم. فقالوا: أصلح الله
__________
1 تهذيب التهذيب 9/342.
2 ستأتي ترجمته رقم 334.
3 أوردها كل من الذهبي، وابن حجر نقلاً عن الواقدي. (انظر: المعارف لابن قتيبة 595. وتذكرة الحفاظ 1/165. وميزان الاعتدال 3/646. وتهذيب التهذيب 9/342) .
4 أوردها ابن قتيبة في المعارف 595. نقلاً عن الواقدي.
5 ستأتي ترجمته رقم 372.
6 أوردها الذهبي في الميزان 3/646، نقلاً عن الواقدي.
7 وكان خروجه وقتله سنة 145هـ. وستأتي ترجمته رقم 298.
8 وكانت ولاية جعفر على المدينة سنة 146هـ وقد تقدم.
9 بكته: قَرَّعه ووبخه. (انظر: المعجم الوسيط 1/66. مادة بَكَتَ) .

(1/355)


الْأَمِيرَ، مُحَمَّدُ بْنُ عَجْلان فَقِيهُ أَهْلِ الْمَدِينَةِ وعابدها! وإنما شُبَّه عليه وظَنَّ أَنَّهُ الْمَهْدِيُّ الَّذِي جَاءَتْ فِيهِ الرِّوَايَةُ فَلَمْ يَزَالُوا يَطْلُبُونَ إِلَيْهِ حَتَّى تَرَكَهُ، فولَّى مُحَمَّدُ بْنُ عَجْلان مُنْصَرِفًا لَمْ يَتَكَلَّمْ بِكَلِمَةٍ حَتَّى أَتَى مَنْزِلَهُ"1.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: "قَدْ رَأَيْتُهُ وَسَمِعْتُ مِنْهُ، وَمَاتَ سَنَةً ثَمَانٍ، أَوْ تِسْعٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ بِالْمَدِينَةِ فِي خِلَافَةِ أَبِي جَعْفَرٍ الْمَنْصُورِ، وَكَانَ ثِقَةً2 كَثِيرَ الْحَدِيثِ"3.
270 مُحَمَّدُ بنُ أَبِي مَرْيَم
مَوْلَى لِبَنِي سُلَيْمٍ، ثُمَّ لِبَنِي ناصِرة، تُوُفِّيَ بَعْدَ مَخْرَجِ مُحَمَّدِ بْنِ عبد الله بن حسن4 بالمدينة5.
وأخوه:
__________
1 انظر تذكرة الحفاظ 1/165. وميزان الاعتدال 3/645.
2 ووثقه أحمد، وابن عيينة، وابن معين، وأبو زرعة، وأبو حاتم، والنسائي، والعجلي، وابن حبان. وقال يعقوب بن شيبة: "صدوق وسط"، وقال الساجي: "هو من أهل الصدق"، وقال العقيلي: "يضطرب في حديث نافع"، ونقل البخاري عن القطان: "أنه اختلطت عليه أحاديث أبي هريرة". وقال الذهبي: "إمام صدوق مشهور، وقد تكلم فيه المتأخرون من أئمتنا في سوء حفظه". وقال ابن حجر: "صدوق إلا أنه اختلطت عليه أحاديث أبي هريرة وقد أخرج له البخاري تعليقًا، ومسلم متابعة، والأربعة". (انظر: التاريخ الكبير للبخاري 1/1/196. والجرح والتعديل 4/1/49. ومشاهير علماء الأمصار 140. وتذكرة الحفاظ 1/165. وميزان الاعتدال 3/644. وتهذيب التهذيب 9/341. وتقريب التهذيب 311)
3 أوردها ابن حجر في تهذيب التهذيب 9/342، نقلاً عن الواقدي ويحذف (بالمدينة ... المنصور) .
4 وكان مخرج محمد بن عبد الله بن حسن بن حسن سنة 145هـ. وستأتي ترجمته رقم 298.
5 ذكر ابن أبي حاتم، محمد بن أبي مريم وسكت عنه. (انظر: الجرح والتعديل 4/1/107) .

(1/356)


271 عَبْدُ اللَّهِ
ابن أَبِي مَرْيَمَ، وَهُوَ أَبُو يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ، الَّذِي كَانَ مَعَ هَارُونَ1 أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، وَتُوُفِّيَ بَعْدَ خُرُوجِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنٍ2، وَقَدْ رُوي عنه3 [223/ب] .
272- مُسْلِمُ بنُ أَبِي مَرْيَمِ4
مَوْلًى لِبَعْضِ أَهْلِ الْمَدِينَةِ5، وَلَيْسَ بِأَخٍ لِمُحَمَّدٍ وَعَبْدِ اللَّهِ6 ابْنَيْ أَبِي مَرْيَمَ7، وَقَدْ رَوَى عَنْهُ مَالِكٌ8، وَقَدْ كان شديداً على القدرية9، وكان
__________
1 هو هارون الرشيد بن محمد المهدي بن أبي جعفر المنصور، أبو جعفر خامس خلفاء بني العباس، وكانت خلافته من سنة سبعين ومائة إلى سنة ثلاث وتسعين ومائة. (انظر: الإمامة والسياسة 2/153، 174. وتاريخ الخلفاء للسيوطي 283، 292) .
2 وكان خروجه سنة 145هـ. وستأتي ترجمته رقم 298.
3 روى عنه حاتم بن إسماعيل الحارثي المدني، ويحيى بن سعيد القطان. ووثقه ابن حبان. (انظر: التاريخ لابن معين 2/330. وثقات ابن حبان 2/151ب) .
4 اسم أبي مريم يسار كما في تهذيب التهذيب 10/138.
5 وقال البخاري وأبو حاتم: "إنه مولى لبني سليم". (انظر: التاريخ الكبير للبخاري 4/1/273. والجرح والتعديل 4/1/196) .
6 وقال أبو حاتم: "هو أخ لهما". (انظر: الجرح والتعديل 4/1/196) .
7 تهذيب التهذيب 10/138.
8 ستأتي ترجمته رقم 372.
9 القدرية: هم الذين يثبتون للعبد قدرة يفعل بها ما اختار فعله. ويقولون: إن كل إنسان خالق لفعله.
(انظر: الفصل في الملل والنحل لابن جزم 3/22) .

(1/357)


ثِقَةً قَلِيلَ الْحَدِيثِ12.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي الزِّنَادِ3، قَالَ: كَانَ مُسْلِمُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ شَدِيدًا عَلَى الْقَدَرِيَّةِ، عَائِبًا لَهُمْ وَلِكَلَامِهِمْ. قَالَ: فَانْكَسَرَتْ رِجْلُهُ فَتَرَكَهَا لَمْ يُجَبِّرْهَا، فكُلم فِي ذَلِكَ، فَقَالَ: يَكْسِرُهَا هُوَ وَأُجَبِّرُهَا أَنَا! لَقَدْ عَانَدْتُهُ إِذًا.
273- الحَارِثُ بنُ عَبْدِ الرَحْمنِ
ابن سَعْدِ بْنِ أَبِي ذُباب4 الدَّوْسِيُّ مِنْ أَنْفَسِهِمْ، وكان ينزل الأعْوَص على أحد عشر ميلا مِنَ الْمَدِينَةِ طَرِيقَ الْعِرَاقِ.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: "قَدْ أَدْرَكْتُهُ وَرَأَيْتُهُ وَلَمْ أَسْمَعْ مِنْهُ شَيْئًا، وَتُوُفِّيَ بَعْدَ خُرُوجِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنٍ5 بسنةٍ، وَكَانَ قَلِيلَ6 الْحَدِيثِ"7.
__________
1 ووثقه: ابن معين، وأبو داود، والنسائي، وابن حجر، وقال أبو حاتم: صالح، وأخرج له الجماعة عدا الترمذي. (انظر: الجرح والتعديل 4/1/196. وتقريب التهذيب 336. وتهذيب التهذيب 10/138) .
2 تهذيب التهذيب 10/138. ويحذف (قد) . ويضيف قبلها: (مات في ولاية أبي جعفر) .
3 نقل الخطيب البغدادي توثيق ابن أبي الزناد. عن ابن سعد. ومات في بغداد سنة أربع وسبعين ومائة، وهو ابن سبع وخمسين سنة. (انظر: طبقات ابن سعد 5/417. وتاريخ بغداد 2/305) .
4 حذف البخاري، وابن أبي حاتم، والذهبي: (ابن سعد) . وأضاف ابن حجر: (بن عبد الله) قبل (بن سعد) .
(انظر: التاريخ الكبير للبخاري 1/2/271. والجرح والتعديل 1/2/79. وميزان الاعتدال 1/437. وتهذيب التهذيب 2/147) .
5 كان خروجه سنة 145هـ، وستأتي ترجمته رقم 298.
6 وقال ابن حجر: صدوق يهم. (انظر: تقريب التهذيب 2/147.
7 تهذيب التهذيب 2/148.

(1/358)


وأخوه:
274- عَبْدُ اللهِ
ابن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي1 ذُباب الدَوسي، وقد رُوي عنه أيضا2.
275- يَزِيدُ
ابن أَبِي عُبَيْدٍ مَوْلَى سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ الْأَسْلَمِيِّ، تُوُفِّيَ بِالْمَدِينَةِ بَعْدَ خُرُوجِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنٍ بِسَنَتَيْنِ أَوْ ثَلَاثٍ3، وَكَانَ ثِقَةً4 كَثِيرَ الْحَدِيثِ5.
276- مُحَمَّدُ بنُ أَبِي يَحْيَى
واسم أبي يحيى سَمْعَان [224/أ] مَوْلًى لِعَمْرِو بْنِ عَبْدِ نُهْم6 مِنْ بَنِي سَهْم
__________
1 وهكذا أورد نسبه البخاري وأضاف ابن أبي حاتم وابن حجر (بن الحارث) بعد (عبد الله) وقال ابن حجر: ويقال: "عبيد الله بن عبد الرحمن". (انظر: التاريخ الكبير للبخاري 3/1/132. والجرح والتعديل 2/2/94. وتهذيب التهذيب 5/292) .
2 روى عن: أبيه، وأبي هريرة وعبيد بن حُنين، وعنه مجاهد بن جبر، ومالك وغيرهم. وثقه ابن حجر، وقد أخرج له أبو داود، والترمذي. (انظر: تهذيب التهذيب 5/292. وتقريب التهذيب 179) .
3 وكان خروجه سنة 145هـ، وسيأتي ترجمته رقم 298.
4 ووثقه النقاد، وأخرج له الجماعة. (انظر: التاريخ لابن معين 2/675. وترتيب الهيثمي لثقات العجلي. ومشاهير علماء الأمصار 78. وتهذيب التهذيب 11/349. وتقريب التهذيب 383) .
5 تهذيب التهذيب 11/349.
6 نهم بضم النون وسكون الهاء، كما في طبقات خليفة 271. وتبصير المنتبه 4/1428. وفي الجرح والتعديل 3/2/282. يضع (سهم) بدلاً من (نهم

(1/359)


بَطْنٍ مِنْ أَسْلَمَ، وَيُكَنَّى مُحَمَّدٌ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، وَهُوَ أَبُو إِبْرَاهِيمَ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي يَحْيَى1 الْمَدَنِيُّ الْمُحَدِّثُ، تُوُفِّيَ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي يَحْيَى بِالْمَدِينَةِ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ2، في خلافة أبي جعفر المنصور، وكان ثقة3 كَثِيرَ الْحَدِيثِ، رَوَى عَنْهُ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ القطان.
وأخوه:
277- أُنَيْسُ
ابن أَبِي يَحْيَى، وَيُكَنَّى أَبَا يُونُسَ تُوُفِّيَ سَنَةَ خَمْسٍ أَوْ سِتٍّ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ، (وَكَانَ ثِقَةً4) 5 قليل الحديث.
وأخوهما:
__________
1 مدني متروك، مات سنة أربع وثمانين ومائة، وقيل: إحدى وتسعين. (انظر: تقريب التهذيب 23) .
2 وكذا أرخها خليفة في تاريخه، وأرخها في طبقاته سنة خمس وأربعين. ونقل ابن حجر عن كل من أبي نعيم الأصبهاني: سنة ست وأربعين وعن ابن حبان: سنة سبع وأربعين. (انظر: تاريخ خليفة 421. وطبقاته 271. وتهذيب التهذيب 9/523) .
3 ووثقه العجلي، وأبو داود، والخليلي، وابن معين، والذهبي، وقال ابن حجر: صدوق، ونقل عن ابن أبي حاتم: أن يحي القطان تكلم فيه، ثم نقل عنه في ترجمة أنيس أخي محمد قول ابن المديني عن يحيى القطان: لم يكن به بأس وأخوه أثبت منه. وقد أخرج له الأربعة عدا الترمذي فقد أخرج له في الشمائل. (انظر: ترتيب الهيثمي لثقات العجلي. والجرح والتعديل 3/2/282. وميزان الاعتدال 4/66. وتهذيب التهذيب 9/522. وتقريب التهذيب 324) .
4 مجمع على توثيقه: وقد أخرج له أبو داود، والترمذي. (انظر: الجرح والتعديل 1/1/334. ومشاهير علماء الأمصار134. وتهذيب التهذيب 1/380. وتقريب التهذيب 39) .
5 تهذيب التهذيب 1/380.

(1/360)


278- عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي يَحْيَى
وَيُكَنَّى أَبَا مُحَمَّدٍ، مَاتَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَخَمْسِينَ وَمِائَةٍ، فِي خِلَافَةِ أَبِي جَعْفَرٍ الْمَنْصُورِ، وَكَانَ ثِقَةً1 قَلِيلَ الحديث.
279- إِسْمَاعِيلُ
ابن رَافِعٍ، وَيُكَنَّى أَبَا رَافِعٍ، وَهُوَ ابْنُ أَبِي عُوَيمر مَوْلًى لُمزَيْنة. مَاتَ بِالْمَدِينَةَ قَدِيمًا. وَكَانَ كَثِيرَ الْحَدِيثِ2 ضَعِيفًا3، وَهُوَ الَّذِي رَوَى حَدِيثَ الصور بطوله4.
__________
1 لم أعثر على ترجمة له.
2 وكان قاضياً، ونزل البصرة. مجمع على تضعيفه. وقد أخرج له البخاري في كتاب الأدب، والترمذي وابن ماجه. (انظر: التاريخ لابن معين 2/33-34. والمعرفة والتاريخ للفسوي 3/53. والضعفاء والمتروكين للنسائي16. والجرح والتعديل 1/1/168. والمجروحين لابن حبان 1/124. والضعفاء والمتروكين للدار قطني 5. والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي 20. والمغني في الضعفاء للذهبي 1/80. وميزان الاعتدال له 1/277. وتهذيب التهذيب 1/294. وتقريب التهذيب 33. والتحفة اللطيفة 1/311) .
3 تهذيب التهذيب 1/295. والتحفة اللطيفة 1/312.
4 حديث الصور: حديث طويل. رُوي مفرقاً بأسانيد مختلفة في كتب الحديث، ولا مجال لذكرها هنا. وقد أخرج الحديث بطوله أبو يعلى في مسنده، من طريق إسماعيل بن رافع، من حديث أبي هريرة مرفوعاً. وأورده ابن كثير في النهاية 172-179. وقال (إسماعيل بن رافع ليس من الوضاعين وكأنه جمع هذا الحديث من طرق، وأماكن متفرقة، ثم ساقه سياقة واحدة، فكان يقص به على أهل المدينة) . وذكر أن إسحاق بن راهويه رواه، من طريق إسماعيل بن رافع، من حديث أبي هريرة مرفوعاً.

(1/361)


280- عَبْدُ اللهِ بنُ [سَعِيد بنِ] 1 أَبي هِنْدِ
وَيُكَنَّى أَبَا بَكْرٍ مَوْلًى لِبَنِي شَمْخ مِنْ بَنِي فَزارة، مَاتَ سَنَةَ سِتٍّ أَوْ سَبْعٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ2 فِي خِلَافَةِ أَبِي جَعْفَرٍ الْمَنْصُورِ، وَكَانَ ثِقَةً3 كَثِيرَ الْحَدِيثِ4. رَوَى عَنْهُ يَحْيَى بن سعيد القطان.
281- سَعْدُ بنُ إِسْحَاق
ابن كَعْبِ بْنِ عُجْرة مِنْ بَلِيٍّ، حَلِيفٌ لِلْأَنْصَارِ، ثُمَّ لِبَنِي سَالِمٍ مَاتَ بَعْدَ سَنَةِ أَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ5، وَقَبْلَ خُرُوجِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بن حسن6 بالمدينة، وكان ثقة7 [224/ب] وَلَهُ أَحَادِيثُ8 وَرَوَى عَنْهُ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ القطان.
__________
1 التكملة من تهذيب التهذيب 5/239. والتحفة اللطيفة 2/328.
2 تهذيب التهذيب 5/239.
3 ووثقه ابن معين وأحمد، وأبو داود، والعجلي، ويعقوب الفسوي، وابن المديني، والذهبي، والبرقي، وابن حبان وقال: "كان يهم بالشيء بعد الشيء". وقال ابن حجر: "صدوق ربما وهم". وقال النسائي: "لا بأس به". وقال يحيى القطان: "صالح تعرف وتنكر". وضعفه أبو حاتم، ووهنه أبو زرعة. لا عبرة في قول من ضعفه، لأن القول قول الجمهور والعمل على الاحتجاج به، حيث احتج به الجماعة. (انظر: التاريخ لابن معين 2/310. والجرح والتعديل 2/2/70. ومشاهير علماء الأمصار 137. والمغني في الضعفاء للذهبي 1/340. وتهذيب التهذيب 5/239. وتقريب التهذيب 175. والهدي الساري 411) . والتحفة اللطيفة 2/328.
4 تهذيب التهذيب 5/239. والتحفة اللطيفة 2/328.
5 تهذيب التهذيب 3/466. والتحفة اللطيفة 2/125.
6 وكان خروجه سنة 145هـ. وستأتي ترجمته رقم 298.
7 مجمع على توثيقه، وقال أبو حاتم: (صالح) . وأبو حاتم متشدد، والقول قول الجمهور، وقد أخرج له الجماعة. (انظر: الجرح والتعديل 2/1/80. ومشاهير علماء الأمصار 136. وتهذيب التهذيب 3/446. تقريب التهذيب 117) .
8 تهذيب التهذيب 3/446. والتحفة اللطيفة 2/125. ويحذف (وله أحاديث) .

(1/362)


282- المِسْوَرُ
ابن رفاعة بن أبي الْقُرَظِيُّ ابْنُ أَخِي ثَعْلَبَةَ بْنِ أَبِي1 مَالِكٍ2.
283- مُحَمَّدُ بنُ عَمْرُو
ابن عَلْقَمَةَ بْنِ وَقَّاصٍ اللَّيْثِيُّ مِنْ أَنْفَسِهِمْ، وَيُكَنَّى أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، تُوُفِّيَ بِالْمَدِينَةِ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ فِي خِلَافَةِ أَبِي جَعْفَرٍ الْمَنْصُورِ. وكان كثير الحديث يُستضعف34.
284- سَلَمَةُ
ابن وَرْدَان الجُنْدَعي، مِنْ بَنِي كِنانة مَوْلًى لَهُمْ، وَيُكَنَّى أَبَا يَعْلَى، وَقَدْ رَأَى عِدَّةً مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم. وكانت عنده أحاديث
__________
1 ثعلبة بن أبي مالك القرظي، أبو مالك أبو يحيى مختلف وأبو يحي، مختلف فاليفي صحبته وثقه العجلي وابن حبان على أنه تابعي، وذكره ابن حجر في عداد الصحابة لاحتمال لا يمنع من صحة سماعه من النبي صلى الله عليه وسلم. (انظر: الإصابة 1/201. وتقريب التهذيب 51) .
2 وقال ابن حجر، عن المسور: "مقبول، مات سنة ثمان وثلاثين ومائة". (انظر: تقريب التهذيب 337) .
3 ولينه يحيى القطان. واختلف فيه قول ابن معين. وقال النسائي: "ليس به بأس". وقال مالك: "أرجو أن لا بأس به". وقال أبو حاتم: "صالح الحديث يكتب حديثه". وقال الذهبي: "شيخ مشهور حسن الحديث". وقال ابن حجر: "صدوق له أوهام". وقد أخرج له البخاري تعليقاً ومقروناً والأربعة. (انظر: الجرح والتعديل 4/1/30. والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي 229. وميزان الاعتدال 3/673. وتهذيب التهذيب 9/375. وتقريب التهذيب 313. وهدي الساري 441) .
4 تهذيب التهذيب 9/377.

(1/363)


يسيرة، وكان ثبتاً فقيهاً، ولا يُحتج بحديثه، وبعضهم يستضعفه1. وَمَاتَ فِي آخِرِ خِلَافَةِ أَبِي جَعْفَرٍ الْمَنْصُورِ23.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا سَلَمَةُ بْنُ وَرْدَانَ، قَالَ: "رَأَيْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ، وَأَنَسَ بْنَ مَالِكٍ، وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ الأشْيَم الْأَسْلَمِيَّ4 مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَمَالِكَ بْنَ أَوْسِ بْنِ الحَدَثان5 لحاهم ورؤوسهم بيض".
285- عِيسَى بنُ حَفْصِ
ابن عاصم بن عمر بن الخطاب بن نُفيل بْنِ عَدِيِّ بْنِ كَعْبٍ وَكَانَ يُلَقَّبُ رَبَاحٌ. وَأُمُّهُ مَيْمُونَةُ بِنْتُ دَاوُدَ بْنِ كُليب بْنِ يَسَّاف6 بن عُتبة7 بن عمرو بن
__________
1وضعفه النسائي، والدارقطني، والعجلي، وابن معين، والإمام أحمد، وابن حجر. وقال أبو حاتم: "ليس بقوي عامة أحاديثه منكرة". وقال ابن حبان: "بعدم الاحتجاج به". ولينه الذهبي. وقال ابن شاهين في الثقات: قال أحمد بن صالح: "هو عندي ثقة حسن الحديث". (انظر: التاريخ لابن معين 2/227. والضعفاء والمتروكين للنسائي 48. والجرح والتعديل 2/1/174. والمجروحين لابن حبان 1/336. والضعفاء والمتروكين للدار قطني 11. والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي 105. والمغني في الضعفاء للذهبي 1/276. وميزان الاعتدال 2/193. وتهذيب التهذيب 4/160. وتقريب التهذيب 131) .
2 وكانت خلافته بين سنتي (137-158هـ) .
3 تهذيب التهذيب 4/160. ويضع (فيها) بدل (فقيهاً) .
4 ذكره كل من ابن عبد البر وابن حجر في عداد الصحابة وأوردا عن سلمة بن وردان أنهما كانا لا يغيران شيبهما. وتوفي ابن الحدثان سنة اثنتين وتسعين وهو ابن أربع وتسعين سنة. (انظر: الاستيعاب 2/823، 3/1346. والإصابة 2/391، 3/339) .
5 ذكره كل من ابن عبد البر وابن حجر في عداد الصحابة وأوردا عن سلمة بن وردان أنهما كانا لا يغيران شيبهما. وتوفي ابن الحدثان سنة اثنتين وتسعين وهو ابن أربع وتسعين سنة. (انظر: الاستيعاب 2/823، 3/1346. والإصابة 2/391، 3/339) .
6 يساف: بتحتانية مفتوحة بعدها سين مهملة ثقيلة مفتوحة. وفي جمهرة أنساب العرب 361 (إساف) بهمزة مكسورة بعدها سين مهملة خفيفة مفتوحة.
7 عُتبة: بمثناة فوقية بعد المهملة المضمومة. وفي المصدر السابق (عِنَبة) : بكسر المهملة بعدها نون مفتوحة.

(1/364)


خَدِيج بْنِ عَامِرِ بْنِ جُشِم بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ. فَوَلَدَ عِيسَى بْنُ حَفْصٍ: أُبَيَّةَ، تَزَوَّجَتْ عُبيد اللَّهِ بْنِ عُروة بْنِ الزُّبَيْرِ بن العَوَّام1 ولدت له. [225/أ] وَأُمَّ عَمْرِو بِنْتَ عِيسَى، وَأُمَّ سَلَمة. وَأُمُّهُمْ عَبْدَةُ بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَمِة بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ أَبِي أُمَيَّةَ. (وَتُوُفِّيَ عِيسَى بْنُ حَفْصٍ سَنَةَ سَبْعٍ وَخَمْسِينَ وَمِائَةٍ) 2 بِالْمَدِينَةِ وَهُوَ ابْنُ ثَمَانِينَ سَنَةً. وَذَلِكَ فِي آخِرِ خِلَافَةِ أَبِي جَعْفَرٍ الْمَنْصُورِ. وَقَدْ رَوَى عَنْ نَافِعٍ3 وَغَيْرِهِ، وَكَانَ قَلِيلَ الْحَدِيثِ45. وَكَانَ أَصْغَرَ سِنًّا مِنِ ابْنِ أَخِيهِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بن حفص6.
286- عُبَيْدُ اللهِ بنُ عُمَرَ
ابن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب وَأُمُّهُ فَاطِمَةُ بِنْتُ عُمَرَ بْنِ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ7 بْنِ الْخَطَّابِ. فَوَلَدَ عُبيد اللَّهِ بْنُ عُمَرَ: رَباحاً وَقَدْ رُوي عَنْهُ، وَحَفْصًا، وَبَكَّارًا. وَأُمُّهُمْ أُبَيَّةُ بِنْتُ أَبِي بَكْرِ بْنِ عُبَيْدِ الله بن عبد الله بن عمر بن الْخَطَّابِ، وَإِسْمَاعِيلَ بْنَ عُبَيْدِ اللَّهِ. وَأُمُّهُ فُضَيْلة بِنْتُ مُوسَى بْنِ عُتبة بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ. وَكَانَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ يُكْنَى أَبَا عُثْمَانَ. فَلَمَّا خَرَجَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنٍ8 بِالْمَدِينَةِ عَلَى أَبِي جَعْفَرٍ الْمَنْصُورِ لَزِمَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ ضَيْعَتَهُ وَاعْتَزَلَ9 فِيهَا، وَلَمْ يخرج مع محمد،
__________
1 ستأتي ترجمة عبيد الله رقم 109.
2 تهذيب التهذيب 8/209. ويذكر أن ابن سعد نقلها عن الواقدي.
3 هو مولى ابن عمر. تقدمت ترجمته رقم 52.
4 وقال ابن حجر: ثقة، وقد أخرج له الجماعة عدا الترمذي. (انظر: تقريب التهذيب 270) .
5 تهذيب التهذيب 8/209.
6 هو صاحب الترجمة التالية.
7 تهذيب التهذيب 7/40.
8 كان خروجه سنة 145هـ. وستأتي ترجمته رقم 298.
9 تهذيب التهذيب 7/40.

(1/365)


وَخَرَجَ مَعَهُ أَخَوَاهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ الْعُمَرِيُّ1 وَأَبُو بَكْرِ بْنُ عُمَرَ2 أَخُوهُ. فَقَالَ محمد بن عبد الله لبعد اللَّهِ بْنِ عُمَرَ: فَأَيْنَ أَبُو عُثْمَانَ؟ قَالَ فِي ضَيْعَتِهِ فَإِذَا كُنْتَ أَنَا مَعَكَ وَأَبُو بكر بن عمر فكأن [225/ب] أَبَا عُثْمَانَ مَعَنَا. فَقَالَ مُحَمَّدٌ: أَجَلْ، وكفَّ عنه وعن كل من اعتزله فَلَمْ يَخْرُجْ مَعَهُ. وَلَمْ يُكره أَحَدًا عَلَى الخروج. (فلمَّا انقضى أمر محمد ابن عَبْدِ اللَّهِ وقُتل3، وأمِنَ النَّاسُ وَالْبِلَادُ، دَخَلَ عُبيد اللَّهِ بْنُ عُمَرَ الْمَدِينَةَ، فَلَمْ يَزَلْ بِهَا إِلَى أَنْ تُوُفِّيَ بِهَا سَنَةَ سَبْعٍ وَأَرْبَعِينَ4 وَمِائَةٍ) 5 فِي خِلَافَةِ أَبِي جَعْفَرٍ الْمَنْصُورِ. (وَكَانَ ثِقَةً6 كَثِيرَ الْحَدِيثِ حُجَّةً) 7.
287- أَبُو بَكْرِ بنُ عُمَرَ
[ابن حفص] 8 بن عاصم بن عمر بن الخطاب. وَأُمُّهُ فَاطِمَةُ بِنْتُ عُمَرَ بْنِ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ. وَلَمْ يُعْقِب أَبُو بَكْرِ بْنُ عُمَرَ. وَكَانَ أسنَّ مِنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ9. وَخَرَجَ مَعَ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنٍ10 وَلَمْ يُقتل، حَتَّى مَاتَ بعد ذلك.
__________
1 ستأتي ترجمته بعد هذه الترجمة.
2 ستأتي ترجمته بعد هذه الترجمة.
3 كان قتله سنة 145هـ. وستأتي ترجمته رقم 298.
4 وكذا أرخ وفاته ابن كثير، والذهبي وأرخها خليفة سنة خمس وأربعين. وابن حبان أربع أو خمس وأربعين.
(انظر: طبقات خليفة 269. ومشاهير علماء الأمصار 132. والبداية والنهاية 10/105. ودول الإسلام للذهبي 1/101) .
5 تهذيب التهذيب 7/40.
6 مجمع على توثيقه. وقد أخرج له الجماعة. (انظر: الجرح والتعديل 2/2/236. ومشاهير علماء الأمصار 132. وتذكرة الحفاظ 1/160. وتهذيب التهذيب 7/38. وتقريب التهذيب 226) .
7 تهذيب التهذيب 7/40.
8 التكملة من ترجمة أخيه السابقة.
9 هو صاحب الترجمة السابقة.
10 وكان خروجه سنة 145هـ. وستأتي ترجمته رقم 298.

(1/366)


288- عَبْدُ اللهِ بنُ عُمَرَ
ابن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب. وَأُمُّهُ فَاطِمَةُ بِنْتُ عُمَرَ بْنِ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ. فَوَلَدَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ: الْقَاسِمَ، وَأُمَّ عُمَرَ، وَأُمَّ عَاصِمٍ. وَأُمُّهُمْ حَفْصَةُ بِنْتُ أَبِي بَكْرِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ. وَرَوَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ الْعُمَرِيُّ عَنْ نَافِعٍ رِوَايَةً كَثِيرَةً. وَبَقِيَ حَتَّى لقيه الناس والأحداث. [226/أ] وَخَرَجَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ مَعَ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنٍ، فَلَمْ يَزَلْ مَعَهُ حَتَّى انْقَضَى أَمْرُهُ وقُتل1، وَاسْتَخْفَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، ثُمَّ طُلب فوُجِد فَأُتِيَ بِهِ أَبُو جَعْفَرٍ الْمَنْصُورِ فَأَمَرَ بِحَبْسِهِ فحُبس في المُطْبِق2 سنين، ثُمَّ دَعَا بِهِ فَقَالَ: "أَلَمْ أُفَضَّلك وَأُكْرِمْكَ ثُمَّ تَخْرُجُ عليَّ مَعَ الْكَذَّابِ؟ " فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، وَقَعْنَا فِي أَمْرٍ لَمْ نَعْرِفْ لَهُ وَجْهًا وَالْفِتْنَةِ بَعْدُ، فَإِنْ رَأَى أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ أَنْ يَعْفُوَ وَيَصْفَحَ وَيَحْفَظَ فيَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ فَلْيَفْعَلْ، فَتَرَكَهُ وخلَّى سَبِيلَهُ"3.
وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ يُكْنَى أَبَا الْقَاسِمِ فَتَرَكَهَا وَقَالَ: "لَا أَكْتَنِي بِكُنْيَةِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِعْظَامًا لَهَا وَاكْتَنَى أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ"4، فَكَانَتْ كُنْيَتَهُ حَتَّى مَاتَ. وَتُوُفِّيَ بِالْمَدِينَةِ سَنَةَ إِحْدَى أَوِ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ5 وَمِائَةٍ فِي أَوَّلِ خِلَافَةِ هَارُونَ بْنِ مُحَمَّدٍ6.
__________
1 كان خروجه وقتله سنة 145هـ. وستأتي ترجمته رقم 298.
2 المطبق: كالمحسن. هو السجن تحت الأرض. (انظر: تاج العروس 6/417. مادة: طَبَقَ) .
3 تاريخ بغداد 10/21. وتهذيب التهذيب 5/327. باختصار.
4 تاريخ بغداد 10/21. باختصار. وتهذيب التهذيب 5/327. باختصار أيضاً.
5 وأرخها خليفة سنة إحدى وسبعين ومائة. وابن حبان سنة ثلاث وسبعين. (انظر: تاريخ خليفة 448. والمجروحين لابن حبان 2/7) .
6 تاريخ بغداد 10/21. وتهذيب التهذيب 5/327. ويحذف (أول) و (محمد) .

(1/367)


قَالَ: "وَإِنَّمَا كَتَبْنَاهُ فِي هَذِهِ الطَّبَقَةِ لَأَنَّا أَلْحَقْنَاهُ بِأَخِيهِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ وَإِنْ كَانَ أسنَّ مِنْهُ. (وَكَانَ كَثِيرَ الْحَدِيثِ1 يُسْتَضْعَفُ"2.
289- عَاصِمُ بنُ عُمَرَ
ابن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب، وَلَمْ يُعْقب، وَكَانَ أَصْغَرَ [سِنًّا] 3 مِنْ أَخِيهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، وَقَدْ رُوي عَنْهُ4. وإنما ألحقناه في هذه [226/ب] الطَّبَقَةِ بِإِخْوَتِهِ. وَكَانَ عَاصِمٌ شَاعِرًا وَلَهُ أَحَادِيثُ ويستضعف56.
__________
1 وضعفه ابن المديني، والبخاري عن يحيى القطان، وابن حجر. وتركه ابن حبان. وقال أبو أحمد الحاكم: "ليس بالقوي". وقال أبو حاتم: "يُكتب حديثه ولا يحتج به". وقال الذهبي: "صدوق في حفظه شيء". وقال أحمد، وابن عدي، والعجلي، وابن معين: "لا بأس به. ووثقه ابن معين، والخليلي" وقال: "غير أن الحفاظ لن يرضوا حفظه". وقال السخاوي: "صالح الحديث، لا يبلغ حديثه درجة الصحة". أخرج له مسلم متابعة، والأربعة. (انظر: الكامل في الضعفاء لابن عدي 1/3/231-233. والتاريخ لابن معين 2/322. والضعفاء الصغير للبخاري 65. وترتيب الهيثمي لثقات العجلي. والضعفاء والمتروكين للنسائي 62. والجرح والتعديل 2/2/109 والمجروحين لابن حبان 2/6. وتاريخ بغداد 10/9. والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي 138. وميزان الاعتدال 2/465. وتهذيب التهذيب 5/365. وتقريب التهذيب 182. والتحفة اللطيفة 2/356) .
2 تهذيب التهذيب 5/326.
3 التكملة من حاشية الأصل.
4 روى عن زيد بن أسلم وعبد الله بن دينار، وجعفر بن محمد الصادق. وعنه وابن وهب، ومحمد بن فُليح، وعبد الله بن نافع الصائغ، وغيرهم. (انظر: تهذيب التهذيب 5/51) .
5 مجمع على ضعفه. وقد أخرج له الترمذي، وابن ماجه. (انظر: التاريخ لابن معين 2/283. والتاريخ الكبير للبخاري 3/2/478. والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي 126. والمغني في الضعفاء للذهبي 1/321. وتهذيب التهذيب 5/51. وتقريب التهذيب 159) .
6 تهذيب التهذيب 5/52.

(1/368)


290- أبو بَكْرِ بنُ مُحَمَّدِ
ابن زَيْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ. وَأُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ اسْمُهَا شَعْثَاءُ وَلَمْ يُعْقب تُوُفِّيَ بَعْدَ خُرُوجِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنٍ1 بِالْمَدِينَةِ، وَقَبْلَ سَنَةَ خَمْسِينَ وَمِائَةٍ2. وَقَدْ رُوي عَنْهُ، وَكَانَ قَلِيلَ الْحَدِيثِ3.
291- عُمَرُ بنُ مُحَمَّدُ
ابن زَيْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، وَأُمُّهُ شَعْثَاءُ. تُوُفِّيَ بَعْدَ أَخِيهِ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدٍ4 بِقَلِيلٍ5، وَلَمْ يُعْقب. وَقَدْ رُوي عنه6. وكان ثقةً7 قليل الحديث8.
__________
1 وكان خروجه سنة 145هـ. وستأتي ترجمته رقم 298.
2 أوردها ابن حجر في تهذيب التهذيب 12/38. نقلاً عن الواقدي ويضع (وقيل) بالتحاتنية بدل (قبل) بالموحدة. وقال في تقريب التهذيب 396: (مات سنة خمسين ومائة) .
3 روى عن أبيه، وعم أبيه سالم، ونافع مولى ابن عمر. وعنه شعبة، وعطاء وغيرهم. ووثقه ابن حجر. وقد أخرج له النسائي. (انظر: تهذيب التهذيب 12/38. وتقريب التهذيب 396) .
4 هو صاحب الترجمة السابقة. وقال ابن منده، والذهبي: مات عمر سنة خمسين ومائة. وقال ابن حجر: مات قبل ذلك. وقال ابن معين: مات بعسقلان. (انظر: التاريخ لابن معين 2/434. والمستَخرج لابن منده 278أ. وميزان الاعتدال 3/221. وتقريب التهذيب 256) .
5 تهذيب التهذيب 7/496.
6 روى عن أبيه، وجده زيد. وعنه أخوه عاصم، وشعبة، ومالك. وغيرهم وكان قد نزل عسقلان، وقدم بغداد، ثم الكوفة، وكان أكثر مقامه في الشام. (انظر: تاريخ بغداد 11/180. وتهذيب التهذيب 7/495) كثر و.
7 مجمع على توثيقه. وقال ابن معين في قول آخر صالح الحديث. وقد أخرج له الجماعة عدا الترمذي.
(انظر: التاريخ لابن معين 2/434. وترتيب الهيثمي لثقات العجلي. والجرح والتعديل 3/1/220. ومشاهير علماء الأمصار 127. وتاريخ بغداد 11/180. وميزان الاعتدال 3/131. وتهذيب التهذيب 7/495. وتقريب التهذيب 256) .
8 ميزان الاعتدال 3/220. ويحذف (قليل الحديث) . وتهذيب التهذيب 7/496.

(1/369)


292- عَاصِمُ بنُ مُحَمَّدِ
ابن زَيْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الخطاب، وأمه شعثاء. توفي وَلَمْ يُعْقب. وَقَدْ رُوي عَنْهُ1.
293- زَيُدُ بُن مُحَمَّدُ
ابن زَيْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، وَأُمُّهُ شَعْثَاءُ. وَلَمْ يُعْقب وَقَدْ رُوي2 عنه.
294- وَاقِدُ بنُ مُحَمَّدِ
ابن زَيْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، وَأُمُّهُ شَعْثَاءُ. فَوَلَدَ وَاقِدٌ: إِبْرَاهِيمَ، وَعُثْمَانَ، وَزَيْدًا، وَمُحَمَّدًا، وَعُمَرَ، وَعُبَيْدَ اللَّهِ، وَأَبَا بَكْرٍ. وَأُمُّهُمْ رَمْلَة بِنْتُ مُوسَى بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مَعْمَرِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ عَمْرِو بْنِ كعب بن سعد بن تيم ابن مُرة. وقد رُوي عنه3 أيضا. [227/أ] .
__________
1 روى عن أبيه وإخواته واقد، وزيد، وعمر. وعنه ابن عيينة، ويزيد بن هارون. ووثقه ابن حجر. وقد أخرج له الجماعة. (النظر: تهذيب التهذيب 5/57. وتقريب التهذيب 160) .
2 روى عن أبيه، نافع مولى بن عمر، وعنه أخواه: عاصم، وعمر، وغيرهم. وثقه ابن حجر. وقد أخرج له مسلم، والنسائي. (انظر: تهذيب التهذيب 3/435. وتقريب التهذيب 114) .
3 روى عن أبيه، وابن المنكدر. وعنه ابنه عثمان وأخره عاصم وغيرهم. وثقه ابن حجر. وقد أخرج له الشيخان وأبو داود والنسائي. وأرخ خليفة وفاته بعد سنة خمس وأربعين ومائة وقال:" أحسبه يكنى أبا بكر".
(انظر: طبقات خليفة 269. وتهذيب التهذيب 11/107. وتقريب التهذيب 368) .

(1/370)


295- عَبْدُ الرَّحْمَنِ
ابن المُجَبَّر1 بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَصْغَرِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ وَأُمُّهُ عَائِشَةُ أُمُّ وَلَدٍ. سَمِعَ مِنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، وَرَوَى عَنْهُ مَالِكٌ.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: "قَدْ رَأَيْتُهُ. وَتُوُفِّيَ حَدِيثًا، وَلَمْ أَسْمَعْ مِنْهُ شَيْئًا2. فَوَلَدَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ المُجَبَّر مُحَمَّدًا، وَعَمْرًا، وَزَيْدًا، وَبُرَيْهَةَ. وَأُمُّهُمْ سَوْدَةُ بِنْتُ زَيْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ".
296- أَبُو بَكْرِ بنُ عُمَرَ
ابن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ. وَأُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ. فَوَلَدَ أَبُو بَكْرِ بْنُ عُمَرَ: عُمَرَ، وعَبْدَ الرَّحْمَنِ، وَحَفْصَةَ. وَأُمُّهُمْ أُمُّ بِلَالٍ بِنْتُ مَعْبَدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ قَيْسِ بْنِ هَيْشَة بْنِ الْحَارِثِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ عَوْفِ بْنِ عَمرو بْنِ عَوْفٍ3.
297- هَاشِمُ
ابن هَاشِمِ4 بْنِ عُتْبة بْنِ أَبِي وَقَّاصِ بْنِ أُهَيب بن عبد مناف بن زُهرة.
__________
1 المجبَّر: بميم في أوله ثم جيم بعدها موحدة آخره راء. بوزن محمد. وذكره خليفة (المجير) تحتانية خفيفة بعد الجيم. والصحيح ما أثبته ابن سعد. إذ ذكر ابن حجر أن عبد الرحمن وقع، فقيل لعمته حفصة أنظري إلى ابن أخيك المُكسر، فقالت: ليس بالمكسر، ولكنه المجبر. انتهى. والمجبر اسمه عبد الرحمن أيضاً. (انظر: طبقات خليفة 246. ونزهة الألباب في الألقاب 111ب) .
2 ووثقه عمر بن علي الفلاس، وابن حبان، وغيرهما. وقد أخرج له مالك في الموطأ. (انظر: الجرح والتعديل 2/2/287.وتعجيل المنفعة 171) .
3 قال ابن حجر: "عن أبي بكر هذا: ثقة. وقد أخرج له الجماعة عدا أبا داود". (انظر: تقريب التهذيب 396) .
4 وفي الجرح والتعديل 4/2/103: يضيف (هاشم) آخر. وفي تهذيب التهذيب 11/20: ويقال: هاشم بن هاشم بن هاشم بن هاشم وهو أصح. لأن هاشم بن عتبة قتل سنة سبع وثلاثين. فيبعد أن يكون صاحب الترجمة ابنه بعد ما بين وفاتيهما وبعد ذلك سرد ابن حجر هذه الترجمة نقلاً عن ابن سعد، وقال: كلام ابن سعد محتمل لأن يكون الراوي هاشم بن هاشم بن عتبة. ورجح القول بإضافة هاشم ثالث.

(1/371)


وَأُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ. فَوَلَدَ هَاشِمُ بْنُ هَاشِمٍ: هَاشِمًا. وَأُمُّهُ أُمُّ عَمْرٍو بِنْتُ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ. وَقَدْ رَوَى هَاشِمٌ عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ1 وَغَيْرِهِ. وَرَوَى عَنْهُ: أَبُو ضَمْرَةَ2، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمير) 3 وَغَيْرُهُمَا4.
298- مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ
ابن حَسَنِ بْنِ حَسَنِ5 بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ. وَأُمُّهُ هِنْدُ بِنْتُ أَبِي عُبَيْدَة بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَمْعة بْنِ الْأَسْوَدِ بْنِ المطلب بن أسد بن عبد العزَّى [227/ب] ابن قُصَيّ. فَوَلَدَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: عَبْدَ الله بن محمد، قتل6
__________
1 هو عامر بن سعد بن أبي وقاص. تقدم.
2 أبو ضمرة هو: أنس بن عياض بن ضمرة أو عبد الرحمن الليثي أبو حمزة المدني. ثقة مات سنة مائتين وله ست وتسعون سنة. (انظر: تقريب التهذيب 39) .
3 تهذيب التهذيب 11/20. ويحذف (بن أبي وقاص ... بن زهرة) .
4 ووثقه ابن حجر. وقد أخرج له الجماعة. توفي سنة أربع وأربعين ومائة وقيل بعد ذلك. (انظر: ترتيب الهيثمي لثقات العجلي. والجرح والتعديل 4/2/103. ومشاهير علماء الأمصار 138. وتهذيب التهذيب 11/20. وتقريب التهذيب 362) .
5 وكان يلقب النفس الزكية. (انظر: تقريب التهذيب 304) .
6 وكان يقال لعبد الله بن محمد بن عبد الله: "الأشتر. وقتل سنة إحدى وخمسين ومائة". (انظر: تاريخ الطبري 8/36. والكامل في التاريخ 5/597) .

(1/372)


ببلاد القِشْمِير1 قتله هشام بن عَمرو2 في المعركة. وعلياً بْنَ مُحَمَّدٍ، مَاتَ فِي السِّجْنِ وَكَانَ أُخذ بِمِصْرَ3. وَحَسَنَ بْنَ مُحَمَّدٍ4، الْمَقْتُولَ بِفَخٍّ5 صَبْرًا6؛ قَتَلَهُ مُوسَى بْنُ عِيسَى بْنِ مُوسَى بْنِ محمد بن علي بن عبد الله بن عَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ. وَفَاطِمَةَ بِنْتَ مُحَمَّدٍ، تَزَوَّجَهَا ابْنُ عَمِّهَا حَسَنُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ. وَزَيْنَبَ بِنْتَ، مُحَمَّدٍ تَزَوَّجَهَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي الْعَبَّاسِ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ، وَدَخَلَ بِهَا ليلة قتل أَبَوْهَا بِالْمَدِينَةِ، وَكَانَ مَعَ عِيسَى بْنِ مُوسَى7، فَتُوُفِّيَ عَنْهَا وَلَمْ يَجْمَعْهَا إِلَيْهِ، ثُمَّ خَلَفَ عَلَيْهَا بَعْدَهُ عِيسَى بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ، فَفَارَقَهَا وَخَلَفَ عَلَيْهَا مُحَمَّدُ بن إبراهيم بن محمد بن
__________
1 القِشْمير: بكسر القاف وسكون الشين المعجمة وكسر الميم وسكون التحتية تسمى اليوم (كشمير) . وتقع هذه الدولة في شمال الشمال الغربي للهند وشمال الشمال الشرقي لباكستان الغربية. ويحدها شرقاً الصين، وشمالاً روسيا، وغرباً أفغانستان. (انظر: معجم البلدان 4/352. وأطلس التاريخ الإسلامي 41) .
2 هو: هشام بن عمر التغلبي. ولاه المنصور بلاد السند سنة إحدى وخمسين ومائة. (انظر: تاريخ الطبري 8/35. والكامل في التاريخ 5/596) .
3 سجنه المنصور سنة أربع وأربعين ومائة. وبقي محبوساً إلى أن مات. (انظر: الكامل في التاريخ 5/522) .
4 قتل حسن بن محمد سنة تسع وستين ومائة يوم التروية. في خلافة موسى الهادي. (انظر: تاريخ الطبري 8/197) .
5 فخ: بفتح الفاء وتشديد المعجمة. هو واد بمكة، ويقال: هو وادي الزاهر. ويوم فخ يوم مشهور بمعركته أيام التشريق بين الحسين بن علي بن الحسن وجيوش بني العباس سنة تسع وستين ومائة. أيام الهادي. (انظر: تاريخ الطبري 8/192-201. ومعجم البلدان 4/237) . ووادي الزاهر يقع حالياً في مدخل مكة من جهة المدينة.
6 صبراً: حسباً. انظر: (المعجم الوسيط 1/505. مادة: صَبَرَ) .
7 هو عيسى بن موسى بن محمد أبو موسى ابن أخي السفاح والمنصور. ولي الأهواز والكوفة ومات بالكوفة. (انظر: المعارف لابن قتيبة 376) .

(1/373)


عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ1. فَوَلَدَتْ لَهُ جَارِيَةً مَاتَتْ صَغِيرَةً، ثُمَّ فَارَقَهَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدٍ، فَخَلَفَ عَلَيْهَا إِبْرَاهِيمُ ابن إِبْرَاهِيمَ بْنِ حَسَنِ بْنِ زَيْدِ بْنِ حَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ. وَأُمَّ وَلَدِ محمد ابن عبد الله هؤلاء جميعاً أُمِّ سَلَمَةَ بِنْتِ مُحَمَّدِ بْنِ حَسَنِ بْنِ حَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ. وَالطَّاهِرَ بْنَ مُحَمَّدٍ، وَأُمُّهُ فَاخِتَةُ بِنْتُ فُليح بْنِ محمد بن المنذر بن الزبير بن العوام بْنِ خُوَيْلِدٍ. وَإِبْرَاهِيمَ بْنَ مُحَمَّدٍ، وَأُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ قَالَ: وَكَانَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ابن حَسَنٍ يُكْنَى أَبَا عَبْدِ اللَّهِ. وَكَانَ قَدْ لَقِيَ نَافِعًا مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ وَسَمِعَ مِنْهُ وَمِنْ غَيْرِهِ وَحَدَّثَ عَنْهُمْ. وَكَانَ قَلِيلَ2 الْحَدِيثِ3 [228/أ] وروى عنه عبد الله ابن جَعْفَرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ المِسْوَر بْنِ مَخْرَمَةَ الزُهري4 وَغَيْرُهُ. وَلَمْ يَزَلْ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنٍ وَأَخُوهُ5 يَلْزَمَانِ الْبَادِيَةَ وَيُحِبَّانِ الْخَلْوَةَ، وَلَا يَأْتِيَانِ الْخُلَفَاءَ وَلَا الْوُلَاةَ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الْمَوَالِي قَالَ: "سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ حَسَنٍ يَقُولُ: وَفَدْتُ عَلَى هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ" فَقَالَ لِي: "مَا لِي لَا أَرَى ابْنَيْكَ مُحَمَّدًا وَإِبْرَاهِيمَ6 يَأْتِيَانَا فِيمَنْ أَتَانَا؟ " قَالَ: "فَقُلْتُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ حُبِّبَ إِلَيْهِمَا الْبَادِيَةُ وَالْخَلْوَةُ فِيهَا، وَلَيْسَ تَخَلُّفُهُمَا عَنْ أمير المؤمنين لمكروه فسكت هشام".
__________
1 ولي محمد بن إبراهيم بن محمد مكة، والمدينة، واليمن، والجزيرة. ولد سنة اثنتين وعشرين ومائة، وعاش حتى أدرك دولة الرشيد. ومات في بغداد. (انظر: تاريخ خليفة 431، 463. والمعارف لابن قتيبة 376. وجمهرة أنساب العرب 31. والكامل في التاريخ 5/249، 604) .
2 ووثقه ابن حجر. وقد أخرج له الأربعة عدا ابن ماجه. (انظر: تقريب التهذيب304) .
3 تهذيب التهذيب 9/252.
4 ستأتي ترجمته رقم 386.
5 أخوه هو إبراهيم صاحب الترجمة التالية.
6 محمد هو صاحب هذه الترجمة وإبراهيم صاحب الترجمة التالية.

(1/374)


قَالَ: "فَلَمَّا ظَهَرَ وَلَدُ الْعَبَّاسِ فِي هَذِهِ الدَّوْلَةِ تَغَيَّبَا أَيْضًا، فَلَمْ يَأْتِيَا أَحَدًا مِنْهُمْ. فَسَأَلَ عَنْهُمَا أَبُو الْعَبَّاسِ، فَأَخْبَرَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَسَنٍ أَبُوهُمَا عَنْهُمَا، بِنَحْوٍ مِمَّا قَالَ لِهِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ، فكفَّ أَبُو الْعَبَّاسِ عَنْهُمَا فَلَمَّا وَلِيَ أَبُو جَعْفَرٍ الْمَنْصُورُ أَلَحَّ فِي طَلَبِهِمَا، فَنَفَرَا مِنْهُ وَاسْتَوْحَشَا مِنْ ذَلِكَ فَازْدَادَا فِي التَّنَحِّي وَالْاخْتِفَاءِ. وولَّى أَبُو جَعْفَرٍ المدينة ومكة زياد بن عبيد الْحَارِثِيَّ وَأَمَرَهُ بِطَلَبِهِمَا، فغيَّب فِي أَمْرِهِمَا وكفَّ عَنِ الْإِقْدَامِ عَلَيْهِمَا، وَبَلَغَ ذَلِكَ أَبَا جَعْفَرٍ فَعَزَلَهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ. وولَّى مُحَمَّدَ بْنَ خَالِدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ القَسْري1 الْمَدِينَةَ وَأَمَرَهُ بِطَلَبِهِمَا وَالْجِدِّ فِي ذَلِكَ، فَفَعَلَ كَفِعْلِ زِيَادِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ وَلَمْ يَجِدَّ فِي طَلَبِهِمَا، وَكَانَ يبلغه أنهما في موضع [228/ب] فَيُرْسِلُ الْخَيْلَ إِلَى مَكَانٍ آخَرَ، وَكَانَتْ رُسُلُهُمَا تَأْتِيهِ بِأَخْبَارِهِمَا وَحَوَائِجِهِمَا فَيَقْضِيهَا. وَبَلَغَ ذَلِكَ أَبَا جَعْفَرٍ فَعَزَلَهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ. وولَّى الْمَدِينَةَ رِيَاحَ بْنَ عُثْمَانَ بْنِ حَيَّان المُرَّي2 وَأَمَرَهُ بِطَلَبِهِمَا يروي في أَمْرِهِمَا. فألحَّ رِيَاحٌ فِي طَلَبِهِمَا وَلَمْ يُدَاهِنْ وَلَمْ يغيَّب، فَخَافَا فَهَرِبَا فِي الْجِبَالِ، وَتَشَدَّدَ رِيَاحُ بْنُ عُثْمَانَ عَلَى أَبِيهِمَا وَأَهْلِ بَيْتِهِمَا، وَكَتَبَ فِي ذَلِكَ إِلَى أَبِي جَعْفَرٍ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ أَبُو جَعْفَرٍ فِي إِشْخَاصِهِمْ3 إِلَيْهِ فَأَشْخَصَهُمْ فَوَافَوْهُ بالرَّبْذَة ثُمَّ حَدَرَهُمْ إِلَى الْكُوفَةِ فَحَبَسَهُمْ بِالْهَاشِمِيَّةِ حَتَّى مَاتُوا فِي حَبْسِهِ. فَبَلَغَ ذَلِكَ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ فَخَرَجَ فِيمَنْ كَانَ مَعَهُ، وَاجْتَمَعَ إِلَيْهِ قَوْمٌ مِنْ جُهَيْنَةَ وَغَيْرِهِمْ مِنْ أَفْنَاءِ الْعَرَبِ، وَنَاسٌ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مِنْ قُرَيْشٍ وَغَيْرِهِمْ، وَمِنَ الْأَعْرَاضِ مِنَ الْأَعْرَابِ وَمِنْ ضَوَى إِلَيْهِمْ، فَبَيَّضَ4 وَخَرَجَ عَلَى أَبِي جَعْفَرٍ الْمَنْصُورِ، ودُعي لَهُ بِالْخِلَافَةِ وَأَقْبَلَ إلى المدينة
__________
1 كان ذلك سنة إحدى وأربعين ومائة.
2 كان ذلك سنة ثلاث وأربعين ومائة إلى أن قتل سنة خمس وأربعين ومائة. (انظر: تاريخ خليفة 420-422، 430. ودول الإسلام للذهبي 1/97) .
3 إشخاصهم إليه: تسييرهم وإحضارهم إليه. (انظر: المعجم الوسيط 1/475. مادة: شَخَصَ) .
4 بيض: لبس ثوباً أبيض. (المعجم الوسيط 1/78. مادة بَيَضَ) .
في ذلك إشارة إلى إتخاذ البياض شعاراً له عكس السواد شعار العباسيين.

(1/375)


فأخذها، وأخد رِيَاحَ بْنَ عُثْمَانَ بْنِ حيَّان وَابْنَهُ وَابْنَ أخيه فحبسهم وقيدهم، وأخذ من كان بِالْمَدِينَةِ مِنْ مَوَالِي وَلَدِ الْعَبَّاسِ فَحَبَسَهُمْ فِي دارٍ.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: "غَلَبَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَلَى الْمَدِينَةِ لِيَوْمَيْنِ بَقِيَا مِنْ جُمَادَى الْآخِرَةِ سَنَةَ خَمْسٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ، فَبَلَغَنَا ذَلِكَ فَخَرَجْنَا وَنَحْنُ شَبَابٌ -أَنَا يَوْمَئِذُ ابْنُ خَمْسَ عَشْرَةَ سَنَةً- فَانْتَهَيْنَا إِلَيْهِ وَهُوَ عند منايم خَشْرَم1 [229/أ] وَقَدِ اجْتَمَعَ إِلَيْهِ النَّاسُ يَنْظُرُونَ إِلَيْهِ لَيْسَ يُصد عَنْهُ أَحَدٌ، فَدَنَوْتُ حَتَّى رَأَيْتُهُ وَتَأَمَّلْتُهُ وَهُوَ عَلَى فَرَسٍ وَعَلَيْهِ قَبَاء2 أَبْيَضُ مَحْشُوٌّ وَعِمَامَةٌ بَيْضَاءُ، وَكَانَ رَجُلًا آدَمُ3 أَثَّرَ الجُدَرَي4 فِي وَجْهِهِ، ثُمَّ وجَّه إِلَى مَكَّةَ فأُخذت لَهُ، وَوَجَّهَ أَخَاهُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ5 إِلَى الْبَصْرَةِ فَأَخَذَهَا وَغَلَبَ عَلَيْهَا، وبيَّضوا6 مَعَهُ، وَبَلَغَ أَبَا جَعْفَرٍ ذَلِكَ فراعهُ وشَمَّرَ فِي حَرْبِهِ7، (فَوَجَّهَ إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بِالْمَدِينَةِ، عِيسَى بْنَ مُوسَى بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ، وَوَجَّهَ معه محمد بن
__________
1 منايم خشرم: موضع قرب المدينة. (انظر: تاريخ الطبري 7/590) .
2 القباء: جمعه أقبية، وهو ثوب يلبس فوق الثياب، أو قميص ويتمنطق عليه. (انظر: لسان العرب 20/28. والمعجم الوسيط 2/713. مادة: قَبَوَ) .
3 آدم: جمعه أُدم. بضم الهمزة وسكون المهملة، وهو الرجل الأسمر. (انظر: تهذيب اللغة 14/214. ولسان العرب 14/276. مادة: آدم) .
4 الجدري: بضم الجيم وفتحها وفتح المهملة وكسر الراء مرض فيروسي معد يصيب جلد الإنسان مرة في العمر. يتميز بقروح مائية تبرز وتتقيح وهو مميت في أغلب الأحيان. (انظر: الموسوعة الطبية الحديثة 5/634. وتاج العروس 3/89. مادة: جَدَرَ) .
5 إبراهيم هو صاحب الترجمة التالية.
6 بيَّضوا: لبسوا ثياباً بيضاً. (انظر: المعجم الوسيط 1/78. مادة: بَيَضَ) . اتخذوا هذا اللباس شعاراً مغايراً لشعار العباسيين.
7 شمَّر في حربه: تهيأ للحرب بسرعة. (انظر: تاج العروس 3/314. مادة: شَمَرَ) .

(1/376)


أَبِي الْعَبَّاسِ1 أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، وعِدَّة مِنْ قُوَّادِ أَهْلِ خُرَاسَانَ وَجُنْدِهِمْ، وَعَلَى مُقَدِّمَةِ عِيسَى بْنِ مُوسَى، حُميد بْنُ قَحْطَبَةَ الطَّائِيُّ2، وَجَهَّزَهُمْ بِالْخَيْلِ وَالْبِغَالِ وَالسِّلَاحِ والمِيرة3 فَلَمْ يَتَّرك4، وَوَجَّهَ مع عِيسَى بْنُ مُوسَى، ابْنَ أَبِي الْكِرَامِ الْجَعْفَرِيَّ5 وَكَانَ فِي صَحَابَةِ أَبِي جَعْفَرٍ، وَكَانَ مَائِلًا إِلَى بَنِي الْعَبَّاسِ فَوَثِقَ بِهِ أَبُو جَعْفَرٍ وَوَجَّهَهُ"6 فَأَقْبَلَ عِيسَى بْنُ مُوسَى بِمَنْ مَعَهُ حَتَّى أَنَاخَ عَلَى الْمَدِينَةِ. وَخَرَجَ إِلَيْهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ وَمَنْ كَانَ مَعَهُ فَقَاتَلُوا أَيَّامًا قِتَالًا شَدِيدًا، وَصُبِرَ نَفَرٌ مِنْ جُهَينة يُقَالُ لَهُمْ بَنُو شُجاع مَعَ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ حَتَّى قُتِلُوا وَكَانَ لَهُمْ غَناء. وَخَرَجَ مَعَ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، ابْنُ خُضَير7 رَجُلٌ مِنْ وَلَدِ ابْنِ الزُّبَيْرِ، فَلَمَّا كَانَ الَّذِي قُتل فِيهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، وَرَأَى الْخَلَلَ فِي أَصْحَابِهِ وَأَنَّ السَّيْفَ قد
__________
1 وكان توجيههما من بغداد إلى المدينة سنة خمس وأربعين ومائة. (انظر: تاريخ خليفة 421. والكامل في التاريخ 5/543-544) .
2 حُميد بن قحطبة الطائي ولي الجزيرة وخراسان للمنصور ومات فيها في خلافته. (انظر: تاريخ خليفة 432-433) .
3 الميرة: الطعام. (انظر: لسان العرب 7/39. وتاج العروس 3/552. مادة: مَيَرَ) .
4 فلم يترك: بتشديد الفوقية. أي فلم يترك -بتخفيف الفوقية- شيئاً إلا وجهز به الجيش. (انظر: تاج العروس 7/114. مادة: تَرَكَ) .
5 هو محمد بن أبي الكرام بن عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بن جعفر بن أبي طالب. وكان رجلاً إخبارياً.
(انظر: تاريخ الطبري 7/578، 601. والكامل في التاريخ 5/550) .
6 تاريخ الطبري 7/578. ويضع (ينزل) بدل (يترك) . ويوجد نقاط بعد (ووجهه) أشير في التعليق إلى وجود بياض في النسخة الخطية وإلى أن بقية الخبر سقط من باقي النسخ أيضاً.
7 ابن خضير: هو عيسى بن مصعب بن مصعب بن الزبير بن العوام خرج وقتل مع محمد بن عبد الله بن حسن سنة خمس وأربعين ومائة. وسمي مصعب خُضَيْراً لأنه كان أسمراً والأخضر من الناس هو الأسمر. ولد بعد قتل أبيه فسمي باسمه. (انظر: جمهرة نسب قريش 1/337. والكامل في التاريخ 5/447-448) .

(1/377)


أفناهم. [229/ب] استأذن [بن] 1 خُضَير محمداً فِي دُخُولِ الْمَدِينَةِ، فَأَذِنَ لَهُ وَلَا يَعْلَمُ بما يريد، فدخل على رياح بن عُثْمَانُ بْنُ حيَّان المُرَّي وَابْنُهُ فَذَبَحَهُمَا ثُمَّ رَجَعَ فَأَخْبَرَ مُحَمَّدًا. ثُمَّ تَقَدَّمَ فَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ مِنْ سَاعَتِهِ. وَكَثَّرُوا2 مُحَمَّدًا وَأَلَحُّوا فِي الْقِتَالِ حَتَّى قُتل مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ فِي النِّصْفِ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ سَنَةَ خَمْسٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ، وَحُمِلَ رَأْسُهُ إِلَى عِيسَى بْنِ مُوسَى، فَدَعَا ابْنَ أَبِي الْكِرَامِ فَأَرَاهُ إيَّاه فعرَّفه له فسجد عِيسَى بْنِ مُوسَى، وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ وأمِن النَّاسُ كُلُّهُمْ. وَكَانَ مَكْثُ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، مِنْ حِينَ ظَهَرَ إِلَى أَنْ قُتِلَ شَهْرَيْنِ وَسَبْعَةَ عَشَرَ يَوْمًا، وَكَانَ لَهُ يَوْمَ قُتِلَ ثَلَاثٌ وَخَمْسُونَ سَنَةً3. وَوَلَّى عِيسَى بْنُ مُوسَى الْمَدِينَةَ ثُمَّ تَوَجَّهَ إِلَى مَكَّةَ وَأَحْرَمَ بِعُمْرَةٍ.
299- إِبْرَاهِيمُ بنُ عَبْدِ اللهِ
ابن حَسَنِ بْنِ حَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، وَأُمُّهُ هِنْدُ بِنْتُ أَبِي عُبيدة بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَمْعة بْنِ الْأَسْوَدِ بْنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ العزَّى بْنِ قُصَيّ. فَوُلَدَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ حَسَنًا. وَأُمُّهُ أُمامة بِنْتُ عِصْمَة بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَنْظَلَةَ بْنِ الطُفَيل بْنِ مَالِكِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ كِلاب مِنْ بَنِي عَامِرِ بْنِ صَعْصَعَة. وعليَّاً بْنَ إِبْرَاهِيمَ لِأُمِّ وَلَدٍ. وَقَدْ كَانَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنٍ (لَمَّا ظَهَرَ وغلب على [230/أ] المدينة ومكة، وسُلّم عليه بالخلافة، وجه أخاه إبراهيم بن
__________
1 التكملة مما تقدم آنفاً.
2 كثروا محمداً: غلبوه بكثرة عددهم. (انظر: تاج العروس 3/516.مادة: كَثَرَ) .
3 وكذا قال ابن حجر. وقال ابن أبي حاتم وابن حبان: "قتل وهو ابن خمس وأربعين سنة". (انظر: الجرح والتعديل 3/2/295. وتهذيب التهذيب 9/252. وتقريب التهذيب 304) .

(1/378)


عبد الله إلى الْبَصْرَةَ1، فَدَخَلَهَا أَوَّلَ يَوْمٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ سَنَةَ خَمْسٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ2، فَغَلَبَ عَلَيْهَا وبيَّض بِهَا وَبَيَّضَ أَهْلُ الْبَصْرَةِ مَعَهُ وَخَرَجَ مَعَهُ عِيسَى بْنُ يُونُسَ3 ومُعاذ بْنُ مُعَاذٍ4 وعبَّاد بْنُ العوَّام5 وَإِسْحَقُ بْنُ يُوسُفَ الْأَزْرَقُ6 وَمُعَاوِيَةُ بْنُ هُشَيم بْنِ بَشِيرٍ7، وَجَمَاعَةٌ كَبِيرَةٌ مِنَ الْفُقَهَاءِ وَأَهْلُ الْعِلْمِ. فَلَمْ يَزَلْ بِالْبَصْرَةِ شَهْرَ رَمَضَانَ وَشَوَّالٍ، فَلَمَّا بَلَغَهُ قَتْلُ أَخِيهِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنٍ تَأَهَّبَ وَاسْتَعَدَّ وخرج يريد أبا جعفر المنصور بالكوفة"8،
__________
1 في الأصل (الكوفة) وفي حاشيته (البصرة) وأشير إليها بإشارة تحويل. والصحيح (البصرة) لأنه يصرح بها بعد قليل.
2 كان دخول إبراهيم البصرة أول سنة ثلاث وأربعين ومائة. وأقام بها مختفياً يدعو إلى مبايعة أخيه سراً. وكان خروجه على المنصور أَوَّلَ يَوْمٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ سَنَةَ خَمْسٍ وأربعين ومائة. (انظر: تاريخ خليفة 421. وتاريخ الطبري 7/634. والكامل في التاريخ 5/562) .
3 ابن أبي إسحاق السبيعي، بفتح المهملة وكسر الموحدة كوفي نزل الشام مرابطاً وكان ثقةً مأموناً مات سنة سبع وثمانين ومائة. وقيل سنة إحدى وتسعين ومائة. (انظر: تقريب التهذيب 273) .
4 ابن نَضْر بن حسان العنبري أبو المثنى البصري القاضي ثقة متقن مات سنة ست وأربعين ومائة. (انظر: تقريب التهذيب 240) .
5 ابن عمر الكلابي مولاهم أبو سهل الواسطي، ثقة مات سنة خمس وثمانين ومائة أو بعدها. وله نحو من سبعين. (انظر: تقريب التهذيب 163) .
6 ابن مراس المخزومي الواسطي المعروف بالأزرق. ثقة مات سنة خمس وتسعين ومائة وله ثمان وسبعون.
(انظر: تقريب التهذيب 30) .
7 لم أعثر عليه.
8 تاريخ الطبري 7/634. (انظر: الكامل في التاريخ 5/563

(1/379)


فَكَتَبَ أَبُو جَعْفَرٍ إِلَى عِيسَى بْنِ مُوسَى يُعْلِمُهُ ذَلِكَ وَيَأْمُرُهُ أَنْ يَقْبَلَ إِلَيْهِ1، فَوَافَاهُ رَسُولُ أَبِي جَعْفَرٍ وَكِتَابُهُ وَقَدْ أَحْرَمَ بِعُمْرَةٍ فرفضها وأقبل إلى أبي جعفر، فوجهه في القواد والجند والسلاح إِلَى إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنٍ، وَأَقْبَلَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ وَمَعَهُ جَمَاعَةٌ كَبِيرَةٌ مِنْ أَفْنَاءِ النَّاسِ أَكْثَرَ مِنْ جَمَاعَةٍ عيسى، فالتقوا بياجُمَيْزي -وَهِيَ عَلَى سِتَّةَ عَشَرَ فَرْسَخًا مِنَ الْكُوفَةِ- فَاقْتَتَلُوا قِتَالًا شَدِيدًا وَانْهَزَمَ حُمَيد بْنُ قَحْطَبَةَ وَكَانَ عَلَى مُقَدِّمَةِ عِيسَى بْنِ مُوسَى وَانْهَزَمَ النَّاسُ مَعَهُ، فَعَرَضَ لَهُمْ عِيسَى بْنُ مُوسَى يُنَاشِدُهُمُ اللَّهَ وَالْجَمَاعَةَ، فَلَا يَلْوُونَ عَلَيْهِ، وَيَمُرُّونَ مُنْهَزِمِينَ. فَأَقْبَلَ حُميد مُنْهَزِمًا فَقَالَ لَهُ عِيسَى: يا حميد [230/ب] اللَّهَ اللَّهَ فِي الطَّاعَةِ، فَقَالَ: "لَا طَاعَةَ فِي الْهَزِيمَةِ وَمَرَّ، وَمَرَّ النَّاسُ كُلُّهُمْ حَتَّى لم يبق منهم أحد بين عيسى بن موسى وَعَسْكَرَ إِبْرَاهِيمُ، وَثَبَتَ عِيسَى فِي مَكَانِهِ الَّذِي كَانَ بِهِ، لَا يَزُولُ وَهُوَ فِي مِائَةِ رَجُلٍ مِنْ خَاصَّتِهِ وَحَشَمِهِ"2 فَقِيلَ لَهُ: "أَصْلَحَ اللَّهُ الْأَمِيرَ لَوْ تَنَحَّيْتَ عَنْ هَذَا الْمَكَانِ حتى يثوب إليك الناس فتَكر بِهِمْ. فَقَالَ: لَا أَزُولُ مِنْ مَكَانِي هَذَا أَبَدًا حَتَّى أُقتل أَوْ يَفْتَحَ اللَّهُ عَلَيَّ، وَلَا يُقَالُ إِنَّهُ انْهَزَمَ"3. وَأَقْبَلَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عبد الله في عسكره يدنو ويدنوا غُبَارُ عَسْكَرِهِ حَتَّى يَرَاهُ عِيسَى بْنُ مُوسَى ومن معه، فبيناهم عَلَى ذَلِكَ إِذَا فَارِسٌ قَدْ أَقْبَلَ، قَدْ كَرَّ رَاجِعًا يَجْرِي نَحْوَ إِبْرَاهِيمَ لَا يُعرَّج عَلَى شَيْءٍ، فَإِذَا هُوَ حُميد بْنُ قَحْطَبَةَ قَدْ غَيَّرَ لَأْمَتَهُ4 وَعَصَبَ رَأْسَهُ بِعِصَابَةٍ صَفْرَاءَ، وكرَّ النَّاسُ يَتْبَعُونَهُ حَتَّى لَمْ يَبْقَ أَحَدٌ مِمَّنْ كَانَ انْهَزَمَ إِلَّا رَجَعَ كارَّاً حَتَّى خَالَطُوا الْقَوْمَ، فَقَاتَلُوا قِتَالًا شَدِيدًا حَتَّى قَتَلَ الفريقان بعضهم
__________
1 وكان ذلك سنة خمس وأربعين ومائة. (انظر: الكامل في التاريخ 5/565) .
2 حشمه: خاصته من أهله وقرابته، وعبيده وجيرانه ممن يغضبون له إذا مسه مكروه. (انظر: المحكم والمحيط 3/83. ولسان العرب 15/26. مادة: حَشَمَ) .
3 تاريخ الطبري 7/644-645. وانظر: الكامل في التاريخ 5/569.
4 اللأمة: أداة الحرب من رمح وبيضة ومغفر وسيف ودرع. (انظر: المعجم الوسيط 2/811. مادة: لأم) .

(1/380)


بعضاً وجعل حُميد بن قحطبة يرسل بالرؤوس إِلَى عِيسَى بْنِ مُوسَى، إِلَى أَنْ أُتى بِرَأْسٍ وَمَعَهُ جَمَاعَةٌ كَثِيرَةٌ، وَصِيَاحٌ وضجَّة"، فَقَالُوا: "رَأْسُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ فَدَعَا عِيسَى بْنُ مُوسَى ابْنَ أَبِي الْكِرَامِ الْجَعْفَرِيَّ، فَأَرَاهُ إِيَّاهُ"، فَقَالَ: "لَيْسَ بِهِ".
وَجَعَلُوا يَقْتَتِلُونَ يَوْمَهُمْ ذَلِكَ إِلَى أَنْ جَاءَ سَهْمٌ عَاِئر1 لَا يُدرى مَنْ رَمَى بِهِ، فَوَقَعَ فِي حَلْقِ إبراهيم بن عبد الله فنحره فتنحَّى عن موقفه، وقال: أنزلوني. فأنزل عن مركبه [231/أ] وَهُوَ يَقُولُ: {وَكَانَ أَمْرُ اللهِ قَدَرَاً مَقْدُوراً} 2 أَرَدْنَا أَمْرًا وَأَرَادَ اللَّهُ غَيْرَهُ. فَأُنْزِلَ إِلَى الْأَرْضِ وَهُوَ مُثْخَنٌ، وَاجْتَمَعَ عَلَيْهِ أَصْحَابُهُ وَخَاصَّتُهُ يَحْمُونَهُ وَيُقَاتِلُونَ دُونَهُ، فَرَأَى حُميد اجْتِمَاعَهُمْ فَأَنْكَرَهُ، فَقَالَ لِأَصْحَابِهِ: شُدُّوا عَلَى تِلْكَ الْجَمَاعَةِ حَتَّى تُزِيلُوهُمْ عَنْ مَوْضِعِهِمْ، وَتَعْلَمُوا مَا اجْتَمَعُوا عَلَيْهِ، فَشَدُّوا عَلَيْهِمْ فَقَاتَلُوهُمْ أَشَدَّ الْقِتَالِ حَتَّى أَفْرَجُوهُمْ عَنْ إِبْرَاهِيمَ، وَخَلَصُوا إِلَيْهِ فَحَزُّوا رَأْسَهُ، وَأَتَوْا بِهِ عِيسَى بْنَ مُوسَى، فَأَرَاهُ ابْنَ أَبِي الْكِرَامِ الْجَعْفَرِيَّ، فَقَالَ: نَعَمْ هَذَا رَأْسُهُ فَنَزَلَ عِيسَى بْنُ مُوسَى إِلَى الْأَرْضِ فَسَجَدَ، وَبَعَثَ بِهِ إِلَى أَبِي جَعْفَرٍ وَكَانَ قَتْلُهُ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ لِخَمْسِ ليالٍ بَقَيْنَ مِنْ ذِي الْقَعْدَةِ سَنَةَ خَمْسٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ. وَكَانَ يَوْمَ قُتِلَ ابْنُ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِينَ سَنَةً، وَمَكَثَ مُنْذُ خَرَجَ إِلَى أَنْ قُتِلَ ثَلَاثَةَ أَشْهُرٍ إِلَّا خَمْسَةَ أيام3.
300- مُوسَى بنُ عَبْدِ اللهِ
ابن حَسَنِ بْنِ حَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، وَأُمُّهُ هِنْدُ بِنْتُ أَبِي عُبيدة بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَمْعة بْنِ الْأَسْوَدِ بْنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ العزَّى بْنِ قُصَيّ
__________
1 العائر: الطائش من السهام، لا يعرف راميه. (انظر: المعجم الوسيط 2/636. مادة: عَوَرَ) .
2 سورة الأحزاب. الآية (38) .
3 تاريخ الطبري 7/646-647. (انظر: الكامل في التاريخ 5/569-570) .

(1/381)


فَوَلَدَ مُوسَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: مُحَمَّدًا، وَإِبْرَاهِيمَ، وَعَبْدَ اللَّهِ، وَفَاطِمَةَ، وَزَيْنَبَ، وَرُقَيَّةَ، وَكَلْثَمَ، وَخَدِيجَةَ. وأمهم أم [231/ب] سَلَمَةَ بِنْتُ مُحَمَّدِ بْنِ طَلْحَةَ بْنِ عَبْدِ الله ابن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ1.
301- إِدْرِيسُ الأَصْغَرُ
ابن عبد الله بن حسن بن حسن بن عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، وَأُمُّهُ عَاتِكَةُ بِنْتُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ الْحَارِثِ الشَّاعِرِ بْنِ خَالِدِ بْنِ الْعَاصِ بْنِ هِشَامِ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ [بْنِ] 2 عُمَرَ بْنِ مَخْزُومٍ.
قَالَ: "وَكَانَ إِدْرِيسُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ لَمَّا قُتِلَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنٍ يَعْنِي صَغِيرًا يَوْمَئِذٍ. فَلَمَّا خَرَجَ حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ3 بِفَخٍّ خَرَجَ مَعَهُ. فَلَمَّا قُتل حُسَيْنٌ هَرَبَ إِدْرِيسُ إِلَى الْأَنْدَلُسِ والبَرْبَر، فَصَارَ هُنَاكَ وَوُلِدَ لَهُ أَوْلَادٌ كَثِيرٌ وَغَلَبُوا عَلَى تِلْكَ النَّاحِيَةِ، وَخَلَّفَ بِالْمَدِينَةِ ابْنَةً لَهُ يُقال لَهَا فَاطِمَةُ بِنْتُ إِدْرِيسَ، تَزَوَّجَهَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ محمد بن علي بن عبد الله بن عباس بن عبد المطلب،
__________
1 سكن موسى بن عبد الله بغداد. ووثقه ابن معين، وقال الذهبي وابن حجر: (قال البخاري: فيه نظر) .
(انظر: التاريخ لابن معين 2/593. وتاريخ بغداد 13/25. وميزان الاعتدال 4/211. والمغني في الضعفاء للذهبي 2/684. ولسان الميزان 6/123) .
2 التكملة من جمهرة أنساب العرب 142.
3 ابن حسن بن حسن بن حسن بن علي بن أبي طالب خرج سنة تسع وستين ومائة. ودعا إلى نفسه في خلافة موسى الهادي. وقتل بفخ في نفس السنة. (انظر: تاريخ خليفة 445. وتاريخ الطبري 8/192. والكامل في التاريخ 6/90. والبداية والنهاية 10/157) .

(1/382)


فَوَلَدَتْ لَهُ بِنْتًا، فَسَمَّاهَا فَاطِمَةَ بِاسْمِ أُمِّهَا، ثُمَّ فَارَقَهَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ1.
302- يَحْيَى بنُ عَبْدِ اللهِ
ابن حَسَنِ بْنِ حَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، وَأُمُّهُ قُرَيْبَةُ بِنْتُ رُكَيح2 بْنِ أَبِي عُبيدة بن عبد الله بن زَمْعة بن الْأَسْوَدِ بْنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ العزَّى بْنِ قُصَيّ. فَوَلَدَ يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الله: محمداً. وأمه [232/أ] خَدِيجَةُ بِنْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ طَلْحَةَ بْنِ عُمَرَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مَعْمَرٍ التَّيْمِيِّ مِنْ قُرَيْشٍ. وَكَانَ هَارُونُ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ قَدْ طَلَبَ يَحْيَى بْنَ عَبْدِ اللَّهِ هَذَا فَاخْتَفَى مِنْهُ3، وَخَافَهُ يَحْيَى فَلَحِقَ بالدَيْلم4 وَاجْتَمَعَ إِلَيْهِ قَوْمٌ كَثِيرٌ، فَوَجَّهَ إِلَيْهِ هَارون: الْفَضْلَ بْنَ يَحْيَى بْنِ خَالِدٍ5 وَأَعْطَاهُ الْأَمَانَ، وَأَعْطَاهُ مَا سَأَلَ فَخَرَجَ إِلَيْهِ فِي الْأَمَانِ، فَقَدِمَ بِهِ عَلَى
__________
1 وكان إدريس بن عبد الله بن حسن قد نجا يوم فخ وهرب إلى المغرب في عهد الهادي. ويقال إن الرشيد أرسل من دس السم لإدريس فقتله سنة تسع وتسعين ومائة. ذكره السخاوي وسكت عنه. (انظر: تاريخ الطبري 8/198. والكامل في التاريخ 6/93. والتحفة اللطيفة 2/283) .
2 ركيح: بضم الراء مصغر في آخره جاء مهملة. وكذا في نسب قريش 54. وفي ص 228: (زكيح) بزاي في أوله. وفي جمهرة أنساب العرب 119: (ركيخ) بخاء معجمة في آخره.
3 وكان ذلك في سنة ست وسبعين ومائة. (انظر: تاريخ الطبري 8/242) .
4 الديلم: إقليم واسع جنوب غرب بحر قزوين.
5 هو البرمكي. ولد سنة ثمان وأربعين. ومائة. وكان أخا لهارون من الرضاعة. وكان توجيهه إلى يحيى بن عبد الله سنة ست وسبعين ومائة. (انظر: تاريخ الطبري 8/230-242. والكامل في التاريخ 6/106-125) .

(1/383)


هَارُونَ فَأَذِنَ لَهُ، فَرَجَعَ إِلَى الْمَدِينَةِ فَمَاتَ بِهَا1. وَقَدْ كَانَ يَحْيَى خَرَجَ مَعَ حُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ2. بِفَخٍّ فَأَفْلَتَ يَوْمَئِذٍ3.
303- عَلِيُّ بنُ حَسَنِ
ابن حَسَنِ بْنِ حَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ. وَأُمُّهُ فَاطِمَةُ وَهِيَ أُمُّ حَبان4 بِنْتُ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بِشْر بْنِ عَامِرٍ مُلاعب الأسنَّة بْنِ مَالِكِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ كِلَابٍ مِنْ بَنِي عَامِرِ بْنِ صَعْصَعَةَ. وكان يقال لعليّ: "لسجّاد لِعِبَادَتِهِ وَفَضْلِهِ وَاجْتِهَادِهِ وَوَرَعِهِ" فَوَلَدَ عَلِيُّ بْنُ حَسَنٍ: حُسَيْنَ بْنَ عَلِيٍّ وَهُوَ صَاحِبُ فَخٍّ الَّذِي خَرَجَ بِهَا5، وَدَعَا إِلَى نَفْسَهُ فِي خِلَافَةِ مُوسَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ6، وَكَانَ قَدْ حَجَّ
__________
1 وقيل: إن هارون الرشيد حبسه بعد ذلك ومات في الحبس. وقيل: حبسه ثلاثة أيام، ثم أطلقه وعاش بعد ذلك شهراً واحداً، ثم مات سنة ست وسبعين ومائة. (انظر: البداية والنهاية 10/167-168) .
2 المراد به حسين بن علي بن حسن الحسني العلوي. وكان خروجه سنة تسع وستين ومائة. وقد تقدم.
3 ذكر ابن أبي حاتم يحيى بن عبد الله وسكت عنه. (انظر: الجرح والتعديل 4/2/161) .
(أم حَبَّان) : بفتح المهملة والموحدة المثقلة آخرها نون. وفي طبقات خليفة 269: (أم خيار) بكسر المعجمة بعدها تحتية آخرها راء وفي جمهرة أنساب العرب 42: (أم عبد الله) .
5 وكان خروجه سنة 169هـ.
6 هو موسى الهادي بن محمد المهدي بن أبي جعفر المنصور أبو محمد رابع خلفاء بني العباس. ولد بالري سنة سبع وأربعين ومائة. وكانت خلافته سنة وأشهراً، من سنة تسع وستين ومائة إلى سنة سبعين ومائة. (انظر: تاريخ الخلفاء للسيوطي 279) .

(1/384)


تِلْكَ السَّنَةِ الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ1، وَسُلَيْمَانُ بْنُ أبي جعفر 2، وموسى بن عيسى3، ومحمد ابن سُلَيْمَانَ4، فَاجْتَمَعُوا فِيمَنْ كَانَ مَعَهُمْ مِنْ حَشَمِهِمْ وَجُنْدِهِمْ فَلَقَوْهُ بِفَخٍّ، فَقَاتَلُوهُ وَقَاتَلْهُمْ بِمَنْ مَعَهُ، ثم كثروا عليه فانهزم أصحابه [232/ب] وَقَتَلُوهُ، وَبَعَثُوا بِرَأْسِهِ إِلَى مُوسَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ. وَالْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ، وَمُحَمَّدًا، وَعُبَيْدَ اللَّهِ، وَكَلْثَمَ، ورقيَّة، وَفَاطِمَةَ، وَأُمَّ الْحَسَنِ. وَأُمُّهُمْ زَيْنَبُ بِنْتُ عبد الله بن حسن بن حسن بن عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ. وَكَانَتْ زَيْنَبُ بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنٍ أَيْضًا مِنَ الْعُبَّادِ، وَكَانَ يُقَالُ: "لَيْسَ بِالْمَدِينَةِ زَوْجٌ أَعْبَدُ مِنْ علي وامرأته زينب بنت عبد الله ابن حَسَنٍ". وَلَمَّا أَمَرَ أَبُو جَعْفَرٍ الْمَنْصُورُ أَنْ يُشخص إِلَيْهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَسَنِ وَإِخْوَتُهُ5 وَأَهْلُ بَيْتِهِ، أُخذ عَلِيَّ بْنَ الْحَسَنِ هَذَا مَعَهُمْ فأُشخص، فَحُبِسُوا بِالْكُوفَةِ بِالْهَاشِمِيَّةِ فَمَاتَ عَلِيُّ بْنُ حَسَنٍ فِي الْحَبْسِ سَنَةَ خَمْسٍ وَأَرْبَعِينَ ومائة.
__________
1 ابن علي بن عبد الله بن عباس، أبو الفضل أخو السفاح والمنصور، ولي الجزيرة للمنصور وللرشيد. توفي في بغداد سنة ثمانين ومائة، وله خمس وستون سنة. (انظر: المعارف لابن قتيبة 377. وتاريخ بغداد 12/124) .
2 هو: أبو أيوب. توفي سنة تسع وتسعين ومائة. وهو ابن خمسين سنة. (انظر: تاريخ بغداد 9/24) .
3 هو موسى بن عيسى بن موسى ابن أخي السفاح.
4 هو محمد بن سليمان بن علي بن عم السفاح. ولي البصرة في عهد المهدي، ثم قدم بغداد مبايعاً الرشيد. توفي سنة ثلاث وسبعين ومائة وله إحدى وخمسون سنة. (انظر: تاريخ بغداد 5/291) .
5 وممن أُخذ من إخواته: حَسَنَ بْنَ حَسَنٍ، وَدَاوُدَ بْنَ حَسَنٍ، وَإِبْرَاهِيمَ بْنَ حَسَنٍ، وَمُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عمرو بن عثمان وهو أخوهم لأمهم. (انظر: ترجمة عبد الله بن الحسن رقم 138) .

(1/385)


304- حَسَنُ بنُ زَيْدِ
ابْنِ حَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ. وَأُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ. فَوَلَدَ الْحَسَنُ بْنُ زَيْدٍ: مُحَمَّدًا وَبِهِ كَانَ يُكْنَى، وَالْقَاسِمَ، وَأُمَّ كُلْثُومٍ بِنْتَ حَسَنٍ، تَزَوَّجَهَا أَبُو الْعَبَّاسِ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ، فَوَلَدَتْ لَهُ غُلَامَيْنِ هَلَكَا صَغِيرَيْنِ. وَأُمُّهُمْ1 أُمُّ سَلَمَةَ بِنْتُ حُسَيْنٍ الْأَثْرَمِ ابْنِ حَسَنِ بْنِ علي بن أبي طالب. وعلياً بْنَ حَسَنٍ، وَإِبْرَاهِيمَ، وَزَيْدًا، وَعِيسَى. وَأُمُّهُمْ أُمُّ وَلَدٍ. وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ الْأَعْوَرَ. [لِأُمِّ وَلَدٍ] 2. وَعَبْدَ الله وأمه رِياد [233/أ] بِنْتُ بِسْطام بْنِ عُمير بْنِ السَليل بْنِ قَيْسِ بْنِ مَسْعُودِ بْنِ قَيْسِ بْنِ خَالِدٍ ذي الجَدّين3 بن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هَّمام بن مُرَّة بن ذهل بْنِ شَيْبَان. وَكَانَ حَسَنُ بْنُ زَيْدٍ يُكْنَى أبا محمد. وكانت عنده "حاديث وَكَانَ ثِقَةً4"5.
فَوَلَّاهُ أَبُو جَعْفَرٍ الْمَنْصُورُ الْمَدِينَةَ فَوَلِيَهَا خَمْسَ سِنِينَ، ثُمَّ تَعَقَّبَهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَعَزَلَهُ6، وَاسْتَصْفَى كُلَّ شَيْءٍ لَهُ فَبَاعَهُ، وَحَبَسَهُ7. وولَّى بعده عبد الصمد
__________
1 في الأصل (وأمهما) والتصويب يقتضيه السياق.
2 التكملة من حاشية الأصل.
3 ذو الجدين: بفتح الجيم، سمي به بسطام. وقيل: أبو قيس بن مسعود وقيل: عبد الله بن عمرو الشيباني؛ لأنه أسر أسيراً له فداء كثير، فقال رجل: إنه لذو جَدّ. -أي حظ- في الأسر، فقال آخر: إنه لذو جدين. (انظر: المرضع لابن الأثير 133. وتاج العروس 2/316. مادة: جَدَدَ) .
4 وذكره ابن حبان في الثقات. ووثقه العجلي. وضفعه ابن معين. وقال ابن عدي: أحاديثه معضلة، وأحاديثه عن أبيه أنكر مما روى عن عكرمة. وقال ابن حجر: صدوق يهم وكان فاضلاً. وأخرج له النسائي حديثاً واحداً. (انظر: ترتيب الهيثمي لثقات العجلي. وثقات ابن حبان 3/ ق 24 أ. وميزان الاعتدال 1/492. وتهذيب التهذيب 2/279. وتقريب التهذيب 70. والتحفة اللطيفة 1/479) .
5 تهذيب التهذيب 2/279. والتحفة اللطيفة 1/480. ويضيفان (عابداً) .
6 ولاه المدينة من سنة تسع وأربعين ومائة إلى سنة خمس وخمسين ومائة. (انظر: تاريخ خليفة 7/435) .
7 وكان ذلك في بغداد. (انظر: تاريخ بغداد 7/309) .

(1/386)


بن علي بن عبد الله بن عباس1 فَكَتَبَ مُحَمَّدٌ الْمَهْدِيُّ2 -وَهُوَ يَوْمَئِذٍ وَلِيُّ عَهْدِ أَبِيهِ- إِلَى عَبْدِ الصَّمَدِ بْنِ عَلِيٍّ سرَّاً: "إِيَّاكَ إِيَّاكَ وَحَسَنَ بْنَ زَيْدٍ، ارْفِقْ بِهِ وَوَسِّعْ عَلَيْهِ فَفَعَلَ عَبْدُ الصَّمَدِ فَلَمْ يَزَلْ مَحْبُوسًا حَتَّى مَاتَ أَبُو جَعْفَرٍ، فَأَخْرَجَهُ الْمَهْدِيُّ، وَأَقْدَمَهُ عَلَيْهِ وَرَدَّ عَلَيْهِ كُلَّ شَيْءٍ ذَهَبَ لَهُ، وَلَمْ يَزَلْ مَعَهُ حَتَّى خَرَجَ الْمَهْدِيُّ يُرِيدُ الْحَجَّ فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ وَمَعَهُ حَسَنُ بْنُ زَيْدٍ، فَكَانَ الْمَاءُ فِي الطَّرِيقِ قَلِيلًا، فَخَشِيَ الْمَهْدِيُّ عَلَى مَنْ مَعَهُ الْعَطَشَ، فَرَجَعَ مِنَ الطَّرِيقِ وَلَمْ يَحُجَّ تِلْكَ السَّنَةِ، وَمَضَى حَسَنُ بْنُ زَيْدٍ يُرِيدُ مَكَّةَ، فَاشْتَكَى أَيَّامًا ثُمَّ مَاتَ بِالْحَاجِرِ3، فَدُفِنَ هُنَاكَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَسِتِّينَ4 وَمِائَةٍ"5.
305- جَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدِ6 [233/ب]
ثم كان أبو جعفر بعده.
__________
1 هو عم السفاح والمنصور، كنيته أبو محمد. وولي الجزيرة للمنصو، وفلسطين ومكة، والبصرة. قال الذهبي: "وما عبد الصمد بحجة، ولعل الحفاظ إنما سكتوا عنه مداراة للدولة". وقال ابن حجر: "ذكره العقيلي في الضعفاء. مات في بغداد سنة خمس وثمانين ومائة، وهو ابن إحدى وثمانين. وقيل وهو ابن تسع وسبعين". (انظر: المعارف لابن قتيبة 374. وتاريخ بغداد 11/37. وميزان الاعتدال 2/620. ولسان الميزان 4/22) .
2 هو محمد المهدي بن أبي جعفر المنصور. أبو عبد الله. ثالث خلفاء بني العباس، ولد بإيْذَج بين خوزستان وأصبهان، سنة سبع وعشرين ومائة، وقيل قبلها بسنة، وكانت خلافته من سنة ثمان وخمسين ومائة إلى سنة تسع وستين. (انظر: الإمامة والسياسة 2/151. وتاريخ خلفاء للسيوطي 271) .
3 الحاجر: قرية تبعد عن المدينة شرقاً نحواً من ست وستين ميلاً في عالية نجد.
(انظر: المناسك للحربي 317. وأطلس السعودية لحسين حمزة) .
4 وله خمس وثمانون سنة.
(انظر: تاريخ بغداد 7/313) .
5 تهذيب التهذيب 2/279. والتحفة اللطيفة 1/480. واختصراها اختصاراً يسيراً.
6 جعفر بن محمد آخر الورقة 233 -وقد سقطت الورقة التالية من أصل المخطوط-. وأحسبه جعفر بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب. له ذكر في ترجمة أبيه رقم 136.

(1/387)


306- عَبْدُ اللهِ
ابن محمد بن عمر بن علي بن أبي طَالِبٍ، وَأُمُّهُ خَدِيجَةُ بِنْتُ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ. (وَكَانَ يُلَقَّب دَافِنٌ) 1 وَقَدْ رَوَى عَنْ أَبِيهِ وَغَيْرِهِ، (وَكَانَ قَلِيلَ2 الْحَدِيثِ) 3. وَتُوُفِّيَ فِي آخِرِ خِلَافَةِ أَبِي جعفر المنصور4.
307- وأخوه عُبَيْدُ اللهِ
ابن محمد بن عمر بن علي بن أبي طَالِبٍ، وَقَدْ رُوِيَ عَنْهُ أَيْضًا5.
308- وَأَخُوهُمَا عُمَرُ بنُ مُحَمَّدِ6
ابن عُمَرَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ. وَأُمُّهُ خديجة بنت علي بن حسين بن
__________
1 ميزان الاعتدال 2/484. وقال السخاوي في التحفة اللطيفة 2/403.: (ذاقن) .
2 وقال ابن حجر: مقبول. وقد أخرج له أبو داود، والنسائي.
(انظر: تقريب التهذيب 188) .
3 تهذيب التهذيب 6/18. والتحفة اللطيفة 403.
4 وكانت خلافته بين سنتي (137-158هـ) .
5 روى عن أبيه، وصفوان بن سليم. وعنه ابن المبارك، وأبو يوسف القاضي، وحجاج بن أرطاة، وقال ابن حجر: (مقبول من الخامسة) . وقد دفن حياً بجانب بغداد، وقبره معروف بقبر النذور، ويبعد عنها نصف ميل. (انظر: جمهرة أنساب العرب 66. ومعجم البلدان 4/305. وتهذيب التهذيب 7/46. وتقريب التهذيب 227) .
6 تقدمت ترجمة أبيه محمد بن عمر رقم 136. وكان عمر بن محمد قد خرج مع محمد بن عبد الله بن حسن بن حسن سنة خمس وأربعين ومائة. (انظر: تاريخ الطبري 7/580. والكامل في التاريخ 5/544) .

(1/388)


علي ابن أبي طالب، وقد رُوي عنه أيضاً. فولد عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ: إِبْرَاهِيمَ، وَإِسْمَاعِيلَ، وَحَبِيبَةَ، وَمُوسَى. لِأُمِّ وَلَدٍ. وَفَاطِمَةَ بِنْتَ عُمَرَ، وَلَمْ تُسَمَّ لنا أمها.
309- قُدَامَةُ
ابن مُوسَى بْنِ عُمَرَ بْنِ قُدَامَةَ بْنِ مَظْعُونِ بن حبيب بن وَهب بن حُذافة ابن جُمَح. وَأُمُّهُ نُفَيعة بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَقيل [235/أ] بن أبي طالب1.
310- لُوطُ بنُ إسْحَاَق
ابن الْمُغِيرَةِ بْنِ نَوْفَلِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ. وَأُمُّهُ أُمُّ إِسْحَاقَ بِنْتُ سَعِيدِ بْنِ نَوْفَلِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، وَكَانَ لُوطٌ يُكْنَى أَبَا الْمُغِيرَةِ. وَكَانَ عَابِدًا عَالِمًا قَلِيلَ الْحَدِيثِ. توفي فِي خِلَافَةِ أَبِي جَعْفَرٍ الْمَنْصُورِ2.
311- مُحَمَّدُ بنُ لُوطِ
ابن الْمُغِيرَةِ بْنِ نَوْفَلِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ وَأُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ. فَوَلَدَ مُحَمَّدُ بْنُ لُوطٍ عُتبة. وَأُمُّهُ ابْنَةُ عُتْبَةَ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ.
__________
1 قال فيه ابن حجر: "إمام المسجد النبوي ثقة مات سنة ثلاث وخمسين ومائة. وقد أخرج له البخاري تعليقاً وبقية الجماعة عدا النسائي". (انظر: تقريب التهذيب 281) .
2 وكانت خلافته بين سنتي (137-158هـ) . وقد تقدم. وذكر ابن أبي حاتم لوط بن إسحاق وسكت عنه. ووثقه ابن حبان. (انظر: الجرح والتعديل 3/2/181. وثقات ابن حبان 3/125ب) .

(1/389)


وَكَانَ مُحَمَّدُ بْنُ لُوطٍ يُكْنَى أَبَا الْمُغِيرَةِ. وَقَدْ رُوي [عَنْهُ] 1. وَتُوُفِّيَ فِي خِلَافَةِ أَبِي جَعْفَرٍ الْمَنْصُورِ، وَكَانَ قَلِيلَ الْحَدِيثِ2.
312- يَزِيدُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ
ابن الْمُغِيرَةِ بْنِ نَوْفَلِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمٍ. فَوَلَدَ يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ: عَبْدَ الْوَاحِدِ. وَلَمْ تُسَمَّ لَنَا أُمُّهُ. وَخَالِدًا، وَيَحْيَى وَأُمُّهُمَا أُمُّ وَلَدٍ. وَكَانَ يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ يُكْنَى أَبَا خَالِدٍ. وَقَدْ رُوي عَنْهُ3 (وَكَانَ جَلَدًا صَارِمًا4 ثِقَةً لَهُ أَحَادِيثُ. وَتُوُفِّيَ بِالْمَدِينَةِ سَنَةَ سَبْعٍ وَسِتِّينَ5 وَمِائَةٍ6.
__________
1 التكملة يقتضيها السياق.
2 عقد ابن أبي حاتم ترجمة لمحمد بن لوط، ولم يذكر فيها سوى أنه مات في زمن المنصور. (انظر: الجرح والتعديل 4/1/70) .
3 روى عن أبيه. وابن المنكدر، وزيد بن أسلم. وعنه ابنه يحيى، ومعن بن عيسى، وإسحاق القروي.
(انظر: تهذيب التهذيب 11/347) .
4 أجمع النقاد على ضعفه، وانفرد ابن سعد بتوثيقه. وقد أخرج له ابن ماجه. (انظر: الضعفاء الصغير للبخاري 121. والضعفاء والمتروكين للنسائي 111. والجرح والتعديل 4/2/278. والمجروحين لابن حبان 3/102. والمغني في الضعفاء للذهبي 2/751. وتهذيب التهذيب 11/347. وتقريب التهذيب 383) .
5 وأرخ خليفة وفاته سنة سبع وثلاثين ومائة. وأرخها الذهبي، وابن حبان نقلاً عن ابن أبي حاتم سنة خمس وستين ومائة. (انظر: طبقات خليفة 69. والمجروحين لابن حبان 3/103. وميزان الاعتدال 4/434) .
6 تهذيب التهذيب 11/348.

(1/390)


313- الزُبَيْرُ بنْ سَعِيدِ
ابن سُلَيْمَانَ بْنِ سَعِيدِ بْنِ نَوْفَلِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمٍ. وَأُمُّهُ حُميدة وَهِيَ حَمَّادَةُ بِنْتُ يَعْقُوبَ بْنِ سَعِيدِ بْنِ نوفل [235/ب] بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ. فَوَلَدَ الزُّبَيْرُ بن سعيد: القاسم وبه كان يكنى1، ومحمد الْأَكْبَرَ، ورُقيَّة، دَرَجُوا. وَأُمُّهُمْ أُمُّ الْمُغِيرَةِ بِنْتُ إِسْحَاقَ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ سَعِيدِ بْنِ نَوْفَلِ بْنِ الْحَارِثِ. وَإِسْحَاقَ، وَالطَّاهِرَ، وبُرَيكة، وَأُمَّ الْقَاسِمِ، وَفَاطِمَةَ، وَأُمَّ سَعِيدٍ. وَهُمْ لِأُمِّ وَلَدٍ وَالْحَسَنَ، وسعيداً، ومحمد الْأَصْغَرَ، وَإِبْرَاهِيمَ، وسُحَيقة، وَسُكَيْنَةَ، وَزَيْنَبَ. وَأُمُّهُمُ ابْنَةُ حَسَنِ بْنِ الزُّبَيْرِ بْنِ الْوَلِيدِ بْنِ سَعِيدِ بن نوفل. والفضل، ومحمد الأوسط، وكلثم الكبرى، وكلثم الصغرى، وعائشة. كلهم لِأُمِّ وَلَدٍ، دَرَجُوا. (وَكَانَ الزُّبَيْرُ قَلِيلَ الْحَدِيثِ2. تُوُفِّيَ فِي خِلَافَةِ أَبِي جَعْفَرٍ3) 4.
314- عُمَرُ بنُ حَمْزَةَ
ابن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ. وَأُمُّهُ أم حكيم بنت المغيرة بن الحارث ابن أَبِي ذِئْبٍ مِنْ بَنِي عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ. فَوَلَدَ عُمَرُ بْنُ حَمْزَةَ: حَمْزَةَ. وَأُمُّهُ فَاطِمَةُ بِنْتُ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ. وَرَوَى عَنْ عُمَرَ بْنِ حَمْزَةَ أبو أسامة وغيره5.
__________
1 قيل: ويكنى أبا هاشم أيضاً. (انظر: التحفة اللطيفة 2/75) .
2 لينه الذهبي وابن حجر. وقد أخرج له أبو داود، والترمذي، وابن ماجه. (انظر: المغني في الضعفاء 236. وتقريب التهذيب 106) .
3 وكانت خلافته بين سنتي (137ـ 158هـ)
4 تهذيب التهذيب 3/315.
5 وروى عنه مروان بن معاوية الفزاري. وهو عن سالم بن عبد الله. وكان ضعيفاً وقد أخرج له البخاري تعليقاً، وبقية الجماعة عدا النسائي. (انظر: تهذيب التهذيب 7/437. وتقريب التهذيب 252) .

(1/391)


315- عَبْدُ الرَّحْمَنِ
ابن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ، وَهُوَ الَّذِي يُقَالُ لَهُ: ابْنُ أَبِي عَتِيقٍ. وَقَدْ رُوي عَنْهُ1.
316- حَفْصُ بنُ أبي بَكْرِ
ابن حَفْصِ بْنِ عُمَرَ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وقاص الزهري. وقد روي عنه2.
317- مُعَاوِيَةُ بنُ إسْحَاقَ
ابن طلحة [236/أ] بْنِ عُبيد اللَّهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ عَمرو بْنِ كَعْبِ بْنِ تَيْم بْنِ مُرَّة. وَأُمُّهُ أُمَّ وَلَدٍ. فَوَلَدَ مُعَاوِيَةُ بْنُ إِسْحَاقَ: طَلْحَةَ، وَإِسْحَاقَ. وَأُمُّهُمَا أُمُّ جَمِيلٍ بِنْتُ مَيْسرة بْنِ عُمارة مِنْ بَنِي الصَّيْداء مِنْ بَنِي أَسَدٍ وَهِيَ لِأُمِّ وَلَدٍ. وَأُمَّ إِسْحَاقَ. لِأُمِّ وَلَدٍ. وَأُمَّ يَحْيَى. لِأُمِّ وَلَدٍ. وَقَدْ رَوَى الثَّوْرِيُّ، وشعبة عن معاوية ابن إسحاق3.
وأخوه:
318- مُوسَى بنُ إِسْحَاقَ
ابن طَلْحَةَ بْنِ عُبيد اللَّهِ. وَقَدْ رُوي عَنْهُ4.
__________
1 روى عبد الرحمن عن أبيه، وعطاء، ونافع، وعنه ابن إسحاق، وسليمان بن بلال، ويزيد بن زُريع، قال ابن حجر: "مقبول. وقد أخرج له البخاري في كتاب الأدب، والنسائي". (انظر: تهذيب التهذيب 6/212. وتقريب التهذيب 205) دب أ.
2 ولم أعثر على ترجمة له.
3 وذكره ابن سعد في عداد الكوفيين ووثقه. وقال ابن حجر: صدوق ربما وهم. (انظر: طبقات ابن سعد 6/339. وتقريب التهذيب 341) .
4 روى عنه أبو أسامة الكوفي. وذكره كل من البخاري وابن أبي حاتم وسكتا عنه. (انظر: التاريخ الكبير للبخاري 1/4/280. والجرح والتعديل 4/1/135) .

(1/392)


319- مُحَمَّدُ بنُ عِمْرَانَ
ابن إبراهيم بن محمد بن طلحة بن عبيد اللَّهِ التَّيْمِيُّ. وَيُكَنَّى أَبَا سُلَيْمَانَ. وَأُمُّهُ أَسْمَاءُ بِنْتُ سَلَمَةَ بْنِ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الْأَسَدِ الْمَخْزُومِيِّ. وَأُمُّهَا حَفْصَةُ بِنْتُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، وَأُمُّهَا أَسْمَاءُ بِنْتُ زَيْدِ بْنِ الْخَطَّابِ بْنِ نُفَيْل. فَوَلَدَ مُحَمَّدُ بْنُ عِمْرَانَ: عَبْدَ اللَّهِ. لِأُمِّ وَلَدٍ. وَقَدْ قَضَى مُحَمَّدُ بْنُ عِمْرَانَ لِبَنِي أُمية عَلَى الْمَدِينَةِ1، ثُمَّ وَلَّاهُ أَبُو جَعْفَرٍ الْمَنْصُورُ الْقَضَاءَ بِالْمَدِينَةِ2. وَكَانَ جَلِيلًا مُهِيبًا صَلْبًا مِنَ الرِّجَالِ. وَكَانَ قَلِيلَ الْحَدِيثِ. وَمَاتَ بِالْمَدِينَةِ سنة أربع وخمسين ومائة، فبلغ موته أَبَا جَعْفَرٍ، فَقَالَ: الْيَوْمَ اسْتَوَتْ قُرَيْشٌ3.
320- طَلْحَةُ بنُ يَحْيَى4
ابن طَلْحَةَ بْنِ عُبيد اللَّهِ التَّيْمِيُّ. وَأُمُّهُ أُمُّ أَبَانَ، أَوْ أُمُّ أُنَاسٍ ابْنَةُ أَبِي مُوسَى الأشعري5. فولد طلحة [236/ب] بْنُ يَحْيَى: يَحْيَى، وَمُحَمَّدًا، وَصَالِحًا، وَإِسْحَاقَ، وَعَبْدَ الله، وعيسى، ويعقوب، وإسماعيل، ونوحاً، وإبراهيم،
__________
1 كان قاضياً في آخر خلافة بني أمية لمروان بن محمد، وفي آخر عهده، وانتهت خلافته سنة اثنتين وثلاثين ومائة. (انظر: تاريخ خليفة 408. وأخبار القضاة لوكيع 1/181) .
2 انظر أخباره مفصلة في أخبار القضاة لوكيع 1/181-199.
3 وذكره ابن أبي حاتم وسكت عنه. (انظر: الجرح والتعديل 4/1/41) .
4 عقد ابن سعد ترجمة موجزة لطلحة بن يحيى، في الطبقة السادسة من الكوفيين، ووثقه. (انظر: طبقات ابن سعد 6/361) .
5 تهذيب التهذيب 5/28. ويحذف (أو أم أناس) .

(1/393)


وَيُوسُفَ، وَدَاوُدَ، وسُعْدى، وَأُمَّ عَبْدِ اللَّهِ، وَعَائِشَةَ، وأم طلحة لأمهات أولاد. وقد رَوَى عَنْ طَلْحَةَ بْنِ يَحْيَى الثوريُّ، وَغَيْرُهُ1
321- بِلاَلُ بنُ يَحْيَى
ابن طَلْحَةَ بْنِ عُبيد اللَّهِ التَّيْمِيُّ. وَأُمُّهُ أُمُّ ولد. فولد بِلَالُ بْنُ يَحْيَى: يَحْيَى، وَإِسْحَاقَ، وَعِيسَى وَأُمُّهُمْ رُبيحة أُمُّ وَلَدٍ. وَطَلْحَةَ وَأُمُّهُ سُعدى بِنْتُ يَحْيَى بْنِ عِيسَى بْنِ طَلْحَةَ. وَمَدَحَ الْحُزَيْنُ الْكِنَانِيُّ2 بلال بن يحيى فقال:
بِلاَلُ بنُ يَحْيَى غُرَّةٌ لَا خَفَا بِهَا ... لِكُلَّ أُنَاسٍ غُرَّةٌ وَهِلاَلُ3
قَالَ مُصْعَبٌ:4 "هَذَا الْبَيْتُ للسَري بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عُويم بن ساعدة"56.
__________
1 وقال ابن سعد في موضع آخر: "كان ثقة، وله أحاديث صالحة". وقال ابن حجر: "صدوق يخطئ، مات سنة ثمان وأربعين ومائة". وقد أخرج له الجماعة. (انظر: طبقات ابن سعد 6/361. وتقريب التهذيب 158) .
2 الحزين الكناني: لقب للشاعر عمرو بن عُبيد بن وهب بن مالك الدَّيلي أبو الشعثاء الكناني. وقيل أبو الحكم. وقيل اسمه سليمان. هجَّاء خبيث اللسان ساقط.
(انظر: الأغاني 16/5671-5692. ونزهة الألباب 37أ) .
3 أورد ابن سعد هذا البيت في طبقاته 5/164. في ترجمة أبيه يحيى بن طلحة وأخرجه أبو الفرج الأصبهاني في الأغاني 16/5692. في ترجمة الحزين الكناني. ووضع (هلال) بدل (بلال) وأضاف بيتاً قبل هذا البيت هو
أَتَيْتُ هِلاَلاً أَرْتَجي فَضَلَ سَيْبِه ... فأفْلَتنيَ مما أُحبُّ هِلالُ.
4 هو الزبيري. تقدم.
5 هو السري بن عبد الرحمن بن عتبة بن عُويم بن ساعدة الأنصاري. لم يكن من الشعراء المكثرين. وكان مكثراً لشرب الخمر، قصيراً دميماً. (انظر: مختار الأغاني 6/81) .
6 قال ابن حجر: "بلال بن يحيى بن طلحة لين من السابعة. أخرج له الترمذي". (انظر: تقريب التهذيب 49) .

(1/394)


وأخوهما:
322- إِسْحَاقُ بنُ يَحْيَى
ابن طَلْحَةَ بْنِ عُبيد اللَّهِ التَّيْمِيُّ، وَأُمُّهُ الْحَسْنَاءُ بِنْتُ زَبَّان بْنِ الْأَبْرَدِ بْنِ مُصاد بْنِ عَدِيِّ بْنِ أَوْسِ بْنِ جَابِرِ بْنِ كَعْبِ بن عُليم بن كلب1. فولد إسحاق ابن يَحْيَى. مُحَمَّدًا وَلَمْ تُسم لَنَا أُمُّهُ. وَقَدْ رَوَى إِسْحَاقُ بْنُ يَحْيَى عَنْ مُجَاهِدٍ2 والمسيَّب بن دارم3 وَغَيْرُهُمَا. وَكَانَ (أَخُوهُ طَلْحَةُ بْنُ يَحْيَى أَثْبَتَ فِي الْحَدِيثِ عِنْدَهُمْ مِنْهُ) 4. وَكَانَ إِسْحَاقُ بْنُ يَحْيَى5 يُكْنَى أَبَا مُحَمَّدٍ، (وَمَاتَ بِالْمَدِينَةِ6 فِي خلافة المهدي7 وهو [237/أ] يُستضعف8) 9.
__________
1 وهكذا ورد نسبه ونسب أمه في طبقات ابن سعد 5/164. ويضع (زبار) براء في آخره بدل (زبان) بالنون. وفي التحفة اللطيفة 1/301.: "وأمه خنساء ابنه زياد بن الأبرد بن معاذ بن عدي".
2 هو مجاهد بن جبر أبو الحجاج المخزومي مولاهم المكي ثقة إمام في التفسير وفي العلم مات سنة إحدى، أو اثنتين، أو أربع ومائة وله ثلاث وثمانون. (انظر: تقريب التهذيب 328) .
3 المسيب - بفتح التحتية- بن دارم البصري. مات سنة ست وثمانين. وذكره كل من ابن سعد وابن حاتم وسكتا عنه. (انظر: طبقات ابن سعد 7/127. والجرح والتعديل 4/1/295) .
4 التحفة اللطيفة 1/301.
5 التكملة يقتضيها السياق.
6 وفي تهذيب التهذيب 1/255. حدد تاريخ وفاته سنة أربع وستين ومائة نقلاً عن السراج.
7 وكانت خلافته بين سنتي (158-169هـ)
8 الأكثر على أنه ضعيف ولم يوثقه أحد. وشذ ابن عمَّار الموصلي بقوله: صالح وقد أخرج له الترمذي، وابن ماجه. (انظر: التاريخ لابن معين 2/27. والضعفاء الصغير للبخاري 17. والضعفاء والمتروكين للنسائي 19. والجرح التعديل 1/1/236. والمجروحين لابن حبان 1/133. والضعفاء والمتروكين للدار قطني 6. والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي 18. والمغني في الضعفاء للذهبي 75. وتهذيب التهذيب 1/254. وتقريب التهذيب 30) .
9 تهذيب التهذيب 1/255. والتحفة اللطيفة 1/301. ويحذف (وهو يُستضعف) .

(1/395)


323- رَبِيعَةُ بنُ عُثْمَانَ
ابن رَبِيعَةَ1 بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الهُدير بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عَامِرِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ سَعْدِ بْنِ تَيْم بْنِ مُرَّة، وَأُمُّهُ أُمُّ يَحْيَى بِنْتُ الْمُنْكَدِرِ بْنِ عَبْدِ الله بن الهُدَير ابن عَبْدِ العُزّى. وَيُكَنَّى رَبِيعَةُ أَبَا عُثْمَانَ. (وَكَانَ ثِقَةً2 ثَبَتًا قَلِيلَ الْحَدِيثِ، وَكَانَ فِيهِ عُسْر3) 4. وَمَاتَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَخَمْسِينَ وَمِائَةٍ بِالْمَدِينَةِ فِي خِلَافَةِ أَبِي جَعْفَرٍ، وَهُوَ ابْنُ سَبْعٍ وَسَبْعِينَ سنة.
324- مُوسَى بنُ مُحَمَّدِ
ابن إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ خَالِدِ بْنِ صَخْر بْنِ عَامِرِ بْنِ كَعْبِ بْنِ سَعْدِ بْنِ تَيْم بْنِ مُرَّة. وَأُمُّهُ أُمُّ عِيسَى بِنْتُ عِمْرَانَ بْنِ أَبِي يَحْيَى وَهُوَ عُمير. وَكَانَ موسى ابن مُحَمَّدٍ يُكْنَى أَبَا مُحَمَّدٍ (وَمَاتَ سَنَةَ إِحْدَى وخمسين ومائة) 5 في خلافة
__________
1 والبعض يسقط جده (ربيعة) . (انظر: طبقات خليفة 272. والتاريخ الكبير للبخاري 2/1/289) .
2 ووثقه ابن معين، وابن نُمير، والحاكم، وذكره ابن حبان في المشاهير. وقال النسائي: "ليس به بأس". وقال أبو حاتم: "منكر الحديث". وقال أبو زرعة: "إلى الصدق ما هو، ليس بذاك القوي". وقال الذهبي: "صدوق". وقال ابن حجر: "صدوق له أوهام، وقد أخرج له مسلم والنسائي في يوم والليلة، وابن ماجه". (انظر: الجرح والتعديل 1/2/476. ومشاهير علماء الأمصار 133. والمغني في الضعفاء 1/230. وتهذيب التهذيب 3/259. وتقريب التهذيب 102) .
3 فيه عُسْرٌ: العُسْر هو التصعب في الأمور وقلة السماحة فيها. (انظر: المعجم الوسيط 2/600. مادة: عَسَرَ) . والمراد به: حرصاً على الحديث، وحفاظاً عليه من التلاعب لا يعطيه لأي كان. وأمثلته كثيرة. (انظر: شرف أصحاب الحديث للخطيب البغدادي 132-134) .
4 تهذيب التهذيب 3/260. وفيه: أن ابن سعد نقل ذلك عن الواقدي.
5 تهذيب التهذيب 10/369.

(1/396)


أبي جعفر وَهُوَ ابْنُ سَبْعِينَ سَنَةً. وَقَدْ رَوَى عَنْهُ ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ1 وَغَيْرُهُ. وَكَانَ كَثِيرَ الْحَدِيثِ وله أحاديث منكرة23.
325- الضَحَّاكُ بنُ عُثْمَانَ
ابن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَالِدِ بْنِ حِزام بْنِ خُوَيلد بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ العُزَّى بْنِ قُصَيّ. وَأُمُّهُ آمِنَةُ بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ مِنْ بَنِي لَيْثِ بْنِ بَكْرٍ. فَوَلَدَ الضَّحَّاكُ بْنُ عُثْمَانَ: عُثْمَانَ، وَعَبْدَ رَبٍّ. وَأُمُّهُمَا مُسْلِمة بِنْتُ الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَالِدِ بْنِ حِزام. وَمُحَمَّدَ بْنَ الضَّحَّاكِ. لِأُمِّ وَلَدٍ.
قَالَ: "وكان الضحاك يكنى أبا عثمان [237/ب] (وَكَانَ ثَبَتًا) 4. وَرَوَى عَنْهُ الثَّوْرِيُّ، وَابْنُ أَبِي فُدَيك، وَغَيْرُهُمَا. (وَمَاتَ بِالْمَدِينَةِ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَخَمْسِينَ ومائة) 5،
__________
1 ستأتي ترجمته رقم 350.
2 الأكثر على أنه منكر الحديث، وتركه البعض، والبعض ضعفه. وقد أخرج له الترمذي، وابن ماجه.
(انظر: التاريخ لابن معين 2/596. والضعفاء الصغير للبخاري 107. والضعفاء والمتروكين للنسائي 96. والجرح والتعديل 4/1/159. والمجروحين 2/241. والضعفاء والمتروكين للدار قطني 21. والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي 249. وميزان الاعتدال 4/218. وتهذيب التهذيب 10/368. وتقريب التهذيب 352) .
3 تهذيب التهذيب 10/369.
4 تهذيب التهذيب 4/447. والتحفة اللطيفة 2/252.
5 المصدر السابق.

(1/397)


فِي خِلَافَةِ أَبِي جَعْفَرٍ وَلَهُ عَقِبٌ (وَكَانَ ثِقَةً1 كَثِيرَ الْحَدِيثِ) "2.
326- أُسَامَةُ بنُ زَيْدِ
اللَّيْثِيُّ مَوْلًى لَهُمْ. وَيُكَنَّى أَبَا زَيْدٍ. مَاتَ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَخَمْسِينَ وَمِائَةٍ، وَهُوَ ابْنُ بِضْعٍ وَسَبْعِينَ سَنَةً. وَقَدْ سَمِعَ مِنَ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ وَغَيْرِهِ. وَكَانَ كَثِيرَ الْحَدِيثِ يُستضعف3.
327- الوَلِيدُ بنُ كَثِير
وَيُكَنَّى أَبَا مُحَمَّدٍ، مَوْلًى لِبَنِي مَخْزُومٍ. (ومات بالكوفة سنة إحدى وخمسين
__________
1 ووثقه أحمد، وابن معين، ومصعب الزبيري، وأبو داود، وابن بكير وابن المديني، وذكره ابن حبان في المشاهير وقال: "من المتقنين وأهل الورع في الدين، وقال أبو حاتم: يكتب حديثه ولا يحتج به". وقال أبو زرعة: "ليس بالقوي"، وقال ابن نمير: "لا بأس به جائز الحديث". وقال ابن عبد البر: "كثير الخطأ ليس بحجة". وقال يعقوب بن شيبة: "صدوق في حديثه ضعف". وقال الذهبي: "صدوق"، وقال ابن حجر: "صدوق يهم". وأخرج له مسلم والأربعة. (انظر: الجرح والتعديل 2/1/460. ومشاهير علماء الأمصار 134. وميزان الاعتدال 2/324. وتهذيب التهذيب 4/446. وتقريب التهذيب 154) .
2 تهذيب التهذيب 4/447. والتحفة اللطيفة 2/252.
3 اختلف فيه قول القطان، وابن معين، ونقل الدوري توثيقه عن ابن معين. وقال أحمد: "ليس بشيء، في حديثه نكرة. ولينه أبو حاتم، والنسائي". وقال ابن نمير: "مشهور. ووثقه العجلي". وقال ابن عدي: "ليس به بأس". وقال ابن حبان في الثقات: "يخطئ وهو مستقيم الأمر صحيح الكتاب". وقال الذهبي وابن حجر: "صدوق يهم". وقال السخاوي: "حديثه من قبيل الحسن". وقد أخرج له البخاري استشهاداً، وبقية الجماعة. (انظر: التاريخ لابن معين 2/22. والضعفاء والمتروكين للنسائي 19. والجرح والتعديل 1/1/284. والضعفاء والكتروكين لابن الجوزي 14. والمعني في الضعفاء للذهبي 1/66. وتهذيب التهذيب 1/208. وتقريب التهذيب 26. والتحفة اللطيفة 1/287) .

(1/398)


وَمِائَةٍ) 1. وَقَدْ رَوَى عَنْهُ أَبُو أُسَامَةَ2، وَغَيْرُهُ مِنَ الْكُوفِيِّينَ. (وَكَانَ لَهُ عِلْمٌ بِالسِّيرَةِ وَمَغَازِي رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَلَهُ أَحَادِيثُ، وَلَيْسَ بِذَلِكَ3) 4.
328- جَارِيَةُ بنُ أَبِي عِمْرَانَ
وَيُكَنَّى أَبَا عِمْرَانَ. وَكَانَ لَهُ بِالْبَلَدِ قَدْرٌ وَعِبَادَةٌ وَرِوَايَةٌ لِلْعِلْمِ. وَمَاتَ بِالْمَدِينَةِ سَنَةَ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ، وَهُوَ ابْنُ أَرْبَعٍ وَسَبْعِينَ سَنَةً.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: "لَوْ قِيلَ لَجَارِيَةَ إِنَّ الْقِيَامَةَ تَقُومُ غَدًا، مَا كَانَ فِيهِ مَزِيدٌ مِنَ الِاجْتِهَادِ. قَالَ: وَكَانَ ثَبَتًا5 فِي الْحَدِيثِ قَلِيلَهُ. قَالَ: وَكُنَّا نَقُولُ لِمَالِكٍ فِي الشيء يخالف فيه: حدثنا به جَارِيَةَ، فَيَقُولُ: مَا وَرَاءَ جَارِيَةَ أَحَدٌ، قَالَ وَرَأَيْتُ مَالِكًا دَخَلَ الْمَسْجِدَ فَانْتَهَى إِلَى جَارِيَةَ فسلم عليه" [238/أ] .
__________
1 تهذيب التهذيب 11/148.
2 هو حماد بن أسامة الكوفي مشهور بكنيته، ثقة ثبت ربما دلس وكان بأخره يحدث من كتب غيره, مات سنة إحدى ومائتين وهو ابن ثمانين. وأخرج له الجماعة. (انظر: تقريب التهذيب 81) .
3 ووثقه ابن معين، وأبو داود، وابن حبان، والذهبي، وغيرهم. وقال ابن عيينة: صدوق، وزاد الساجي إباضي. وقال ابن حجر: (صدوق عارف بالمغازي رُمي برأي الخوارج) . وقد أخرج له الجماعة. (انظر: التاريخ لابن معين 2/633. والجرح والتعديل 4/2/14. ومشاهير علماء الأمصار 138. والمغني في الضعفاء للذهبي 2/724. وميزان الاعتدال 4/345. وتهذيب التهذيب 11/148. وتقريب التهذيب 371) .
4 ميزان الاعتدال 4/345. والمغني في الضعفاء 2/724. ويضع (بذاك) بدل (بذلك) وكذا في تهذيب التهذيب 11/148.
5 وقال أبو حاتم، الذهبي، والسخاوي: "مجهول". (انظر: الجرح والتعديل 1/1/521. ميزان الاعتدال 1/385. والمغني في الضعفاء 1/126. والتحفة اللطيفة 1/406) .

(1/399)


329- عَبْدُ الحَمِيدِ بنُ جَعْفَرِ1
ابن الْحَكَمِ الْحَكَمِيُّ، يُقَالُ: إِنَّهُ مِنْ وَلَدِ الفِطْيُون وَهُمْ حُلَفَاءُ الْأَوْسِ. وَيُكَنَّى أَبَا الْفَضْلِ2. (وَكَانَ ثِقَةً3 كَثِيرَ الْحَدِيثِ مَاتَ بِالْمَدِينَةِ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَخَمْسِينَ وَمِائَةٍ وَهُوَ ابْنُ سَبْعِينَ سَنَةً) 4. وَقَدْ رَوَى عَنْهُ هُشَيْم5، وَغَيْرُهُ. قَالَ وَقَالَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ:6 كَانَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ يَحْمِلُ عَلَى عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ جَعْفَرٍ وَلَا أَدْرِي مَا كان شأنه وشأنه7.
330- مُحَمَّدُ بنُ إِسْحَاقَ8
ابن يَسَارٍ مَوْلَى قَيْسِ بْنِ مَخْرَمَةَ بْنِ الْمُطَّلِبِ [بن عبد مناف] 9 بن قُصَيّ (ويكنى
__________
1 هو عبد الحميد بن جعفر بن عبد الله بن الحكم. الأنصاري الأويسي. (انظر: الجرح والتعديل 3/1/10. وتهذيب التهذيب 6/111) .
2 ويقال: أبو حفص. (انظر: مشاهير علماء الأمصار 131. وتهذيب التهذيب 6/111) .
3 ووثقه ابن معين، ويحيى القطان، وابن نمير، وابن المديني، وأحمد وزاد: ليس به بأس، وابن حبان وزاد: وكان يهم في الأحايين، والساجي وزاد: صدوق ولينه النسائي، وأبو حاتم، وابن عدي. وقال الذهبي وابن حجر: "صدوق رُمي بالقدر"، وزاد ابن حجر: "ربما وهم. وقد أخرج له البخاري تعليقاً، وبقية الجماعة". (انظر: التاريخ لابن معين 2/341. والضعفاء والمتروكين 72. والجرح والتعديل 3/1/10. ومشاهير علماء الأمصار 131. وميزان الاعتدال 2/539. والمغني في الضعفاء 1/368. وتهذيب التهذيب 6/111. وتقريب التهذيب 196) .
4 تهذيب التهذيب 6/111.
5 هو هُشيم بن بشير بن القاسم الواسطي. تقدم.
6 هو القطان، تقدم.
7 كان الثوري يحمل على عبد الحميد لخروجه مع محمد بن عبد الله بن حسن بن حسن بن علي.
(انظر: ميزان الاعتدال 2/539. وتهذيب التهذيب 6/111) .
8 وذكر ابن سعد ترجمة محمد بن إسحاق في البغداديين من طبقاته 7/323. لنزوله وموته فيها. وترجمة أبيه إسحاق رقم 65.
9 التكملة من حاشية الأصل.

(1/400)


أَبَا عَبْدِ1 اللَّهِ) 2، وَكَانَ جَدُّهُ يَسَارٌ مِنْ سبي عين التمر. (وكان محمد ابن إِسْحَاقَ أَوَّلَ مَنْ جَمَعَ مَغَازِيَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم) 3 وَأَلَّفَهَا4. وَكَانَ يَرْوِي عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ، وَيَزِيدَ بْنِ رُومان، وَمُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، وَغَيْرِهِمْ. وَيَرْوِي عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ الْمُنْذِرِ بْنِ الزُّبَيْرِ، وَكَانَتِ امْرَأَةُ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ فَبَلَغَ ذَلِكَ هِشَامًا، فَقَالَ: هُوَ كَانَ يَدْخُلُ عَلَى امْرَأَتِي! -كَأَنَّهُ أَنْكَرَ ذَلِكَ-5. وَخَرَجَ مِنَ الْمَدِينَةِ قَدِيمًا، فَلَمْ يَرْوِ عَنْهُ أَحَدٌ مِنْهُمْ غَيْرُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ6. وَكَانَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ مَعَ الْعَبَّاسِ بْنِ مُحَمَّدٍ بِالْجَزِيرَةِ7. وَكَانَ أَتَى أَبَا جَعْفَرٍ بِالْحِيرَةِ فَكَتَبَ لَهُ الْمَغَازِيَ، فَسَمِعَ مِنْهَ أَهْلُ الكوفة8 بذلك السبب. وسمع منه أهل
__________
1 وقال غير ابن سعد: أبو بكر. (انظر: التاريخ الكبير للبخاري 1/1/40. وتاريخ بغداد 1/216) .
2 تاريخ بغداد 1/217.
3 سير أعلام النبلاء 7/48 طبعة عام 1401هـ.
4 أثبتت الدراسات المعاصرة أن عروة بن الزبير (ت93هـ) وتلميذه الزهري (ت124هـ) كتبا سيرة للنبي صلى الله عليه وسلم. (انظر: تاريخ التراث 1/447-448) .
5 أوردها ابن قتيبة في المعارف 492. وابن خلكان في وفيات الأعيان 4/277. والذهبي في ميزان الاعتدال 3/470. وسير أعلام النبلاء 7/49. ودافع ابن إسحاق دفاعاً جيداً، فقال: يحتمل أن تكون إحدى خالات ابن إسحاق من الرضاعة فدخل عليها وما علم هشام بأنها خالة له أو عمة. ثم قال في الميزان: وما يدري هشام فلعله سمع منها في المسجد، أو سمع منها وهو صبيّ، أو دخل عليها فحدثته من وراء حجاب. فأي شيء في هذا، وقد كانت امرأة قد كبرت وأسنَّت.
6 ستأتي ترجمة إبراهيم رقم 387، وروى عن ابن إسحاق من المدنيين أيضاً. يحيى بن سعيد الأنصاري من شيوخه، وعبد الله بن سعيد بن أبي هند. (انظر: تهذيب التهذيب 9/39) .
7 تقع الجزيرة بين نهري دجلة والفرات. وتضم عدداً من المدن منها: حران والرقة، ونُصيبين والخابور، وماردين، والموصل. (انظر: معجم البلدان 2/134) . وهي اليوم مجزأة بين ثلاث دول، قسم في سورية، وقسم في تركية، والآخر في العراق.
8 وممن سمعه من أهل الكوفة: ابن إدريس. (انظر: تهذيب التهذيب 9/39) .

(1/401)


الجزيرة1 [238/ب] حِينَ كَانَ مَعَ الْعَبَّاسِ بْنِ مُحَمَّدٍ، وَأَتَى الرَّيَّ2 فَسَمِعَ مِنْهَ أَهْلُ الرَّيِّ3. فَرُوَاتُهُ مِنْ هَؤُلَاءِ الْبُلْدَانِ أَكْثَرُ مِمَّنْ رَوَى عَنْهُ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ4. وَأَتَى بَغْدَادَ. فَأَخْبَرَنِي ابْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: مَاتَ بِبَغْدَادَ سَنَةَ خَمْسِينَ وَمِائَةٍ، وَدُفِنَ فِي مَقَابِرِ الخَيْزُرَان5 وَقَالَ غَيْرُهُ مِنَ الْعُلَمَاءِ: تُوُفِّيَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ سَنَةَ إِحْدَى وَخَمْسِينَ وَمِائَةٍ6. وَكَانَ كَثِيرَ الْحَدِيثِ، وَقَدْ كتبت عنه
__________
1 وممن سمعه من أهل الجزيرة: زهير بن معاوية. الكوفي، سكن الجزيرة.
2 الريّ: مدينة مشهورة تقع جنوب شرق قزوين، وغرب نيسابور، وهي حالياً من مدن إيران، وتبعد عن العاصمة طهران 50 كم باتجاه جنوب الجنوب الشرقي. وفتحت زمن عمر بن الخطاب رضي الله عنه. (انظر: فتوح البلدان 448. ودائرة المعارف الإسلامية 10/285. وأطلس التاريخ الإسلامي 35) .
3 وممن سمع منه من أهل الريّ. سلمة بن الفضل الرازي. (انظر: تهذيب التهذيب 9/39، 4/153) .
4 سير أعلام النبلاء 7/48 -طبعة عام 1401 هـ- ويحذف (وسمع منه أهل الجزيرة ... محمد) . وتهذيب التهذيب 9/44 من قوله: (وخرج) ... إلى (سعد) .
5 مقابر الخيزران: تقع بالجانب الشرقي من بغداد. نسبت إلى الخيزران أم الرشيد والهادي لأنها دفنت بها. وهي اليوم في حي الأعظمية من بغداد. (انظر: وفيات الأعيان 4/277) .
6 وكذا أرخها أبو زكريا الأزدي، وابن كثير، والذهبي وابن سعد. في ترجمته مع البغداديين. وصححها ابن خلكان. وقال خليفة: سنة ثلاث واثنتين وخمسين ومائة. وقيل سنة أربع وأربعين ومائة.
(انظر: تاريخ خليفة 426. وطبقاته 271، 327. وطبقات ابن سعد 7/322. وتاريخ الموصل 216. ووفيات الأعيان 4/277. والبداية والنهاية 10/109. ودول الإسلام 1/104) .

(1/402)


الْعُلَمَاءُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَضْعِفُهُ1.
وَأَخُوهُ:
331- عُمَرُ بنُ إِسْحَاقَ
ابن يَسَارٍ، وَيُكَنَّى أَبَا حَفْصٍ.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: "لَقَدْ لَقِيتُهُ وَكَتَبْتُ عَنْهُ، وَكَانَتْ عِنْدَهُ أَحَادِيثُ وَعِلْمٌ عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ"2 وَغَيْرِهِ.
قَالَ: "وَكَانَ قَلِيلَ الْحَدِيثِ3. وَتُوُفِّيَ فِيمَا أَعْلَمُ بِالْمَدِينَةِ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَخَمْسِينَ وَمِائَةٍ".
__________
1 ووثقه ابن سعد لما عدَّه في البغداديين. واختلفت فيه أقوال النقاد فهو ثبت في الحديث عند أكثرهم، ولينه البعض. والبعض كذَّبه، وناقش الذهبي في الميزان القول بتكذبيه ورده وقال في المغني: "صدوق قوي الحديث". وذكره في التذكرة وقال: "ليس بذاك المتقن فانحط حديثه عن رتبة الصحة، وهو صدوق في نفسه مرضي". وقال ابن حجر: "صدوق يدلس رُمي التشيع والقدر. وقد أخرج له البخاري تعليقاً، ومسلم متابعة، وبقية الجماعة انتهى. غير أنه في السير والمغازي لا شك في إمامته". (انظر: التاريخ لابن معين 2/504. والتاريخ الكبير للبخاري 1/1/40. والضعفاء والمتروكين للنسائي 91. والجرح والتعديل 3/2/191. ومشاهير علماء الأمصار 139. وتاريخ بغداد 1/227-232. ووفيات الأعيان 4/276. وتذكرة الحفاظ 1/172. وميزان الاعتدال 3/468. والمغني في الضعفاء 2/552. وتهذيب التهذيب 9/40. وتقريب التهذيب 290) .
2 هو النوفلي أبو محمد أو أبو عبد الله المدني، ثقة فاضل مات سنة تسع وتسعين. (انظر: تقريب التهذيب 355) .
3 قال ابن أبي حاتم: "سئل الإمام أحمد عنه فسكت. وسكت عنه البخاري". وقال الدارقطني: "ليس بقوي. وذكره ابن حبان في الثقات، وفي المشاهير". (انظر: التاريخ الكبير للبخاري 3/2/141. والجرح والتعديل 3/1/98. والثقات لابن حبان 3/96 ب. ومشاهير علماء الأمصار 133. ولسان الميزان 4/285. وتعجيل المنفعة 195) .

(1/403)


وأخوهما:
332- أبو بَكْرِ بنُ إِسْحَاقَ
ابن يسار. وقد رُوي عنه أيضا1.
333- بَرَدَانُ2
ابن أبي النضر. وَهُوَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَالِمٍ مَوْلَى عُمَرَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مَعْمَرٍ التَّيْمِيِّ. وَيُكَنَّى أَبَا إِسْحَاقِ. (مَاتَ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَخَمْسِينَ وَمِائَةٍ3 وَهُوَ ابْنُ أَرْبَعٍ وَسَبْعِينَ سَنَةً) 4. وَقَدْ رَوَى عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، وَغَيْرِهِ. (وَكَانَ ثِقَةً5 لَهُ أحاديث) 6.
334- دَاوُدُ
ابن قَيْسٍ الفرَّاء. وَكَانَ يُقَالُ لَهُ الدَّباغ. وَيُكَنَّى أبا سليمان مولى [239/أ] لِقُرَيْشٍ. (مَاتَ بِالْمَدِينَةِ) 7 فِي خِلَافَةِ أَبِي جَعْفَرٍ8. (قال: أخبرنا
__________
1 روى عنه أخوه محمد، ويزيد بن أبي حبيب، وهو عن عبد الله بن عروة بن الزبير، ومعاذ بن عبد الله بن حبيب. قال ابن حجر: مقبول. وقد أخرج له النسائي. (انظر: تهذيب التهذيب 12/23. وتقريب التهذيب 395) .
2 بردان: بفتح الموحدة والراء والدال المهملة. وهو لقبه. (انظر: تقريب التهذيب 20) .
3 وقيل: سنة أربع وخمسين ومائة. (انظر: تهذيب التهذيب 1/110) .
4 المصدر السابق.
5 ووثقه ابن معين، وابن حبان. وقال ابن حجر: "صدوق. أخرج له أبو داود". (انظر: التاريخ لابن معين 2/9. وتهذيب التهذيب 1/120. وتقريب التهذيب 20) .
6 تهذيب التهذيب 1/120. والتحفة اللطيفة 1/116. ويحذف (له أحاديث) .
7 تهذيب التهذيب 3/198.
8 وكانت خلافته بين سنتي (137-158هـ) . وقد تقدم.

(1/404)


عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ قَعْنَب الْحَارِثِيُّ، قَالَ: "مَا رَأَيْتُ بِالْمَدِينَةِ رَجُلَيْنِ كَانَا أَفْضَلَ مِنْ دَاوُدَ بْنِ قَيْسٍ، وَمِنِ الْحَجَّاجِ بْنِ1 صَفْوَانَ"2.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنِي خَالِدُ بْنُ الْقَاسِمِ3، قَالَ: "اسْتَعْمَلَ هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، خَالِدَ بْنَ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الْحَكَمِ4، فَكَانَ يُؤْذِي عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ عَلَى الْمِنْبَرِ، فَسَمِعْتُهُ يَوْمًا عَلَى مِنْبَرِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَهُوَ يَقُولُ: وَاللَّهِ لَقَدِ اسْتَعْمَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَلِيًّا وَهُوَ يَعْلَمُ أَنَّهُ كَذَا وَكَذَا وَلَكِنَّ فَاطِمَةَ كَلَّمَتْهُ فِيهِ، قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: فَحَدَّثَنِي أَبُو قُدَيْدٍ"5، قَالَ: "فَرَأَيْتُ دَاوُدَ بْنَ قَيْسٍ الفرَّاء بَرَكَ عَلَى رُكْبَتَيْهِ، فَقَالَ: كَذَبْتَ حَتَّى حَفِظَهُ النَّاسُ".
قَالَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي سَبْرة6 عَنْ صَالِحِ بْنِ مُحَمَّدٍ7، قَالَ: "نِمْتُ وَخَالِدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ يَخْطُبُ يَوْمَئِذٍ، فَفَزِعْتُ وَقَدْ رَأَيْتُ فِيَ الْمَنَامِ كَأَنَّ الْقَبْرَ انْفَرَجَ، وَكَأَنَّ رَجُلًا يَخْرُجُ مِنْهُ، يَقُولُ كَذَبْتَ كَذَبْتَ فَلَمَّا قَامَتِ الصَّلَاةُ وَصَلَّيْنَا سَأَلْتُ مَا كَانَ، فأُخبرت بِالَّذِي تَكَلَّمَ بِهِ خالد بن عبد الملك".
__________
1 هو الحجاج بن صفوان بن أبي زيد المدني. صدوق من السابعة أخرج له أبو داود. (انظر: تقريب التهذيب 64) .
2 تهذيب التهذيب 3/198.
3 ابن عبد الرحمن بن خالد البياضي، أبو محمد المدني. قال ابن سعد: "كان قليل الحديث. وسكت عنه ابن أبي حاتم. وذكره ابن حبان في الثقات. مات سنة ثلاث وستين ومائة وهو ابن ثلاث وتسعين سنة". (انظر: طبقات ابن سعد 5/411. والجرح والتعديل 1/2/347. وثقات ابن حبان 3/ ق 39 أ) .
4 وكان استعماله لخالد بْنَ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الْحَكَمِ بن أبي العاص من سنة أربع عشرة ومائة إلى سنة تسع عشرة ومائة. (انظر: تاريخ خليفة 361) .
5 أبو قديد: لم أعثر عليه.
6 هو أبو بكر بن عبد الله. ستأتي ترجمته رقم 398.
7 أحسبه صالح بن محمد بن زائدة الليثي. تقدمت ترجمته رقم 256.

(1/405)


قَالَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: "كَانَ دَاوُدُ بْنُ قَيْسٍ يَجْلِسُ إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ عَجلان، فلما مات محمد بن عجلان [239/ب] تَحَوَّلَ دَاوُدُ بْنُ قَيْسٍ فَجَلَسَ فِي مَجْلِسٍ لَهُ آخَرَ. (وَكَانَ ثِقَةً1 لَهُ أَحَادِيثُ صَالِحَةٌ"2.
335- حُمَيْدُ بنُ زِيَادِ
الخرَّاط. وَيُكَنَّى أَبَا صَخر. أَوْ أَبَا صُبْحٍ رَوَى عَنْهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، وَابْنُ أَبِي فُدَيك، وَغَيْرُهُمَا3.
336- مُحَمَّدُ بنُ أبي حُمَيْدِ4
الزُرَقي، وبعضهم يقول: حماد5 بن أبي حميد.
__________
1 مجمع على توثيقه. وقال ابن معين في قول: صالح الحديث. وقد أخرج له البخاري تعليقاً، وبقية الجماعة. (انظر: التاريخ لابن معين 2/153. والجرح والتعديل 1/2/422. وثقات ابن حبان 3/42 ب. وتهذيب التهذيب 3/198. وتقريب التهذيب 96) .
2 تهذيب التهذيب 3/198. والتحفة اللطيفة 2/37. ويحذف (له ... الخ) .
3 وقال ابن حجر: "حُميد بن زياد هو ابن أبي المخارق أبو صخر الخرَّاط صاحب العباء مدني سكن مصر. ويقال: هو حميد بن صخر أبو مودود الخرَّاط. وقيل: إنهما اثنان. صدوق يهم مات سنة تسع وثمانين ومائة". (انظر: تقريب التهذيب 84) .
4 وكنيته محمد: أبو إبراهيم. واسم أبي حميد: إبراهيم. (انظر: تهذيب التهذيب 9/132) .
5 قال ابن حجر: "لقبه حماد، ضعيف من السابعة". قال الذهبي: "ضعفوه. وقد أخرج له الترمذي وابن ماجه". (انظر: المغني في الضعفاء 2/573. وتقريب التهذيب 295) .

(1/406)


337- أَبُو حَزْرَةَ1
وَاسْمُهُ يَعْقُوبُ بْنُ مُجَاهِدٍ. وَيُكَنَّى أَبَا يُوسُفَ.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: "أَحْسَبُهُ مَوْلًى لِبَنِي مَخْزُومٍ2 وَكَانَ قاصَّاً، (تُوُفِّيَ بِالْإِسْكَنْدَرِيَّةِ، سَنَةَ تِسْعٍ وَأَرْبَعِينَ، أَوْ خَمْسِينَ وَمِائَةٍ، وَكَانَ قَلِيلَ3 الْحَدِيثِ) 4، رَوَى عَنْهُ يَحْيَى الْقَطَّانُ".
338- مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ
ابن أَبِي حُرَّة، مَوْلًى لَأَسْلَمَ، وَيُكَنَّى أَبَا عَبْدِ اللَّهِ (مَاتَ سَنَةَ سَبْعٍ أَوْ ثَمَانٍ وَخَمْسِينَ ومائة) 5.
339- مُوسَى بنُ عُبِيْدَةَ
ابن نَشِيط الرَّبَذِيّ. وَيُكَنَّى أَبَا عَبْدِ الْعَزِيزِ. يَدّعون إِلَى الْيَمَنِ، وَالنَّاسُ يَدْعُونَهُمْ بِالْوَلَاءِ، (تُوُفِّيَ بِالْمَدِينَةَ سنة ثلاث وخمسين ومائة) 6، في خلافة
__________
1 أبو حزرة: بفتح المهملتين بينهما زاي الساكنة. وهذا لقبه. (انظر: الكنى لمسلم 15/ب ونزهة الألباب في الألقاب 132) .
2 وجزم ابن أبي حاتم، وأبو أحمد الحاكم، وابن حجر: أنه مولى بني مخزوم. (انظر: الجرح والتعديل 4/2/215. والكنى للحاكم 2/119ب. وتهذيب التهذيب 11/394) .
3 وقال ابن حجر: "صدوق. وقد أخرج له البخاري في كتاب الأدب، ومسلم وأبو داود". (انظر: تقريب التهذيب 387) .
4 تهذيب التهذيب 11/395.
5 تهذيب التهذيب 9/252. ووثقه ابن حجر في تقريب التهذيب 304. وأشار إلى أن ابن ماجه قد أخرج له.
6 تهذيب التهذيب 10/359. ويحذف (بالمدينة) .

(1/407)


أَبِي جَعْفَرٍ (وَكَانَ ثِقَةً كَثِيرَ الْحَدِيثِ وَلَيْسَ بحجة1) 2.
340- مُعَاذُ بنُ مُحَمَّدِ
ابن عَمْرِو بْنِ مْحِصَن النَّجَّارِيُّ. وَيُكَنَّى أَبَا الْحَارِثِ. وَكَانَ إِمَامَ مَسْجِدِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي شَهْرِ رَمَضَانَ ثَلَاثِينَ سَنَةً. وكان عالماً. وتوفي بالمدينة سنة [240/أ] أَرْبَعٍ وَخَمْسِينَ وَمِائَةٍ3.
341- عُمَرُ بنُ نَافِعِ
مَوْلَى عبد الله بن عمر بن الخطاب. (كان ثَبَتًا، رَوَى عَنْهُ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ4، وَكَانَ قَلِيلَ الْحَدِيثِ، وَلَا يَحْتَجُّونَ5) 6. بِهِ وَتُوُفِّيَ بِالْمَدِينَةِ في خلافة أبي جعفر7.
__________
1 بل مجمع على ضعفه وعدم الاحتجاج به. وقد أخرج له الترمذي، وابن ماجه.
(انظر: الضعفاء الصغير للبخاري 107. والجرح والتعديل 4/1/151. واللباب لابن الأثير 2/15. والمغني في الضعفاء 2/684. وتهذيب التهذيب 10/356. وتقريب التهذيب 351) .
2 ميزان الاعتدال 4/213. وتهذيب التهذيب 10/359. ويحذفان (كثير الحديث) .
3 وذكر ابن حبان في ثقاته هذه الترجمة كاملة. ونقل ابن حجر عن العقيلي (وفي حديثه وهم) . وعن ابن عدي (منكر الحديث) .
(انظر: الثقات لابن حبان 3/145ب. وميزان الاعتدال 6/55) .
4 ستأتي ترجمة مالك رقم 372.
5 بل مجمع على توثيقه. وقد أخرج له الجماعة عدا الترمذي. وقال ابن حجر كلام عن ابن سعد في عمر بن نافع: "هذا كلام متهافت كيف لا سيحتجون به وهو ثبت". (انظر: التاريخ لابن معين 2/475. والجرح والتعديل 3/1/138.والمعني في الضعفاء للذهبي 2/475.وتهذيب التهذيب 7/499. وتقريب التهذيب 257. وهدي الساري 430) .
6 المغني في الضعفاء 2/475. ينقل (لا يحتجون به) فقط. تهذيب التهذيب 7/499. ويحذف (روى عنه مالك بن أنس) .
7 وكانت خلافته بين سنتي (137ـ 158هـ) .

(1/408)


وَأَخُوهُ:
342- أَبُو بَكْرِ1 بنُ نَافِعِ
مَوْلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، وَقَدْ رُوي عَنْهُ أَيْضًا2.
وَأَخُوهُمَا:
343- عَبْدُ اللهِ بنُ نَافِعِ
مَوْلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، وَيُكَنَّى أَبَا بَكْرٍ. (مَاتَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَخَمْسِينَ وَمِائَةٍ) 3، بِالْمَدِينَةِ فِي خِلَافَةِ أَبِي جَعْفَرٍ. (لَهُ أَحَادِيثُ وَهُوَ ضَعِيفٌ4) 5.
344- يَحْيَى بنُ عَبْدُ اللهِ
ابن أَبِي قَتَادَةَ بْنِ ربعيَّ بْنِ بَلْدَمَةَ بْنِ خُناس بْنِ سِنان بْنِ عُبيد أَحَدُ بَنِي
__________
1 ويقال اسمه عمر. (انظر: تقريب التهذيب 397) .
2 روى عنه مالك والدراوردي. وهو عن أبيه، وسالم بن عبد الله، وصفية بنت أبي عبيد مرسل. قال ابن حجر: "صدوق. وقد أخرج له مسلم، وأبو داود، والترمذي، ومالك في مسنده". (انظر: تهذيب التهذيب 12/41. وتقريب التهذيب 397) .
3 تهذيب التهذيب 6/53.
4 ضعفه النقاد. وقد أخرج له ابن ماجه. (انظر: التاريخ لابن معين 2/334. والتاريخ الكبير للبخاري 3/1/214. والضعفاء الصغير له 68. والضعفاء والمتروكين للنسائي 65. والجرح والتعديل 2/2/183. والضعفاء المتروكين لابن الجوزي 143. والضعفاء والوضاعين له 67/ب وميزان الاعتدال 2/513. والمغني في الضعفاء للذهبي 1/360. وتهذيب التهذيب 6/53. وتقريب التهذيب 191. والتحفة اللطيفة 2/430) .
5 تهذيب التهذيب 6/53. ويضع (يستضعف) بدل (ضعيف) .

(1/409)


سَلِمَة من الْخَزْرَجِ، وَيُكَنَّى أَبَا عَبْدِ اللَّهِ. وَأُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ. فَوَلَدَ يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: قَتَادَةَ. وَأُمُّهُ حَديدة بِنْتُ نَضْلة بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بن خِراش بن أُمَيَّة من خُزاعة، حليف بَنِي مَخْزُومٍ مِنْ قُرَيْشٍ. مَاتَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ1.
345- عَبْدُ اللهِ بنُ عَامِر
الْأَسْلَمِيُّ، وَهُوَ مِنْ بَنِي مَالِكِ بْنِ أفْصى، إِخْوَةِ أَسْلَمَ مِنْ أَنْفَسِهِمْ. وَيُكَنَّى أَبَا عَامِرٍ. (وَكَانَ قَارِئًا لِلْقُرْآنِ. وَكَانَ يَقُومُ بِأَهْلِ الْمَدِينَةِ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ. وَمَاتَ بِالْمَدِينَةِ سَنَةَ خَمْسِينَ أَوْ إحدى أو اثنتين وخمسين ومائة2. [240/ب] وكان كثير الحديث يُستضعف3) 4.
__________
1 وذكره البخاري، وابن أبي حاتم وسكتا عنه. (انظر: التاريخ الكبير للبخاري 4/2/285. والجرح والتعديل 4/2/160) .
2 وأرخه خليفة سنة إحدى وخمسين. وقال ابن حجر: مات سنة خمسين أو إحدى وخمسين ومائة.
(انظر: تاريخ خليفة 425. وتقريب التهذيب 178) .
3 مجمع على ضعفه. وقد أخرج له ابن ماجه. (انظر: التاريخ لابن معين 2/315. والتاريخ الكبير للبخاري 3/1/156. والضعفاء والمتروكين للنسائي 61. والجرح والتعديل 2/2/122. والمجروحين لابن حبان 2/6. والضعفاء والمتروكين للدار قطني 14. والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي 136. والمغني في الضعفاء للذهبي 1/343. وتهذيب التهذيب 5/275. وتقريب التهذيب 178) .
4 ميزان الاعتدال 2/449. وينقل (كثير الحديث، قارئ للقرآن، يُسضعف) . وتهذيب التهذيب 5/275. مع تقديم وتأخير. وبحذف (أو اثنتين) ويضيف (في شهر رمضان) بعد (ومائة) ويضع (استضعف) بدل (يُستضعف) . والتحفة اللطيفة 2/337. كما في تهذيب التهذيب.

(1/410)


346- حَرَامُ بنُ عُثْمَانَ
الْأَنْصَارِيُّ، أَحَدُ بَنِي سَلِمة. مَاتَ بَعْدَ خُرُوجِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنٍ1، وَقِيلَ سَنَةَ خَمْسِينَ وَمِائَةٍ بِالْمَدِينَةِ2 وَكَانَ كَثِيرَ الْحَدِيثِ ضَعِيفًا3.
347- عُمَرُو بنُ عُثْمَانَ
ابن هانيء4، مولى عثمان بن عفَّان، وهانيء الَّذِي مرَّ بِهِ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ وهو يبني داراً له بالمدينة، فقال: لمن هذه الدار؟ فقالوا: لهانيء. فقال عليّ: وأيضا لهانيء! وكان هانيء ذاهب البصر، وقد انتسب ولد هانيء بَعْدَ قَتْلِ عُثْمَانَ5 فِي هَمْدَان6 (وَقَدْ رَوَى الكوفيون عن عمرو بن عثمان بن هانيء7) 8.
__________
1 وكان خروجه سنة 145هـ. وقد تقدمت ترجمته رقم 298.
2 وحدده خليفة سنة تسع وأربعين ومائة. (انظر: تاريخ خليفة 425) .
3 مجمع على ضعفه. (انظر: الضعفاء الصغير للبخاري 38. والجرح والتعديل 1/2/282. والمجروحين لابن حبان 1/269. والضعفاء والمتروكين للدار قطني 9. والمغني في الضعفاء للذهبي 1/152. وميزان الاعتدال له 1/468. والتحفة اللطيفة 1/466) .
4 والبعض يقلب اسمه فيقول: عثمان بن عمرو بن هانيء.
(انظر: تقريب التهذيب 261) .
5 وكان استشهاد عثمان رضي الله عنه في المدينة سنة خمس وثلاثين وله ثمانون سنة. وكانت خلافته اثنتي عشرة سنة.
(انظر: الإصابة 2/462) .
6 همدان: بفتح الهاء وسكون الميم وفتح الدال المهملة. واسمه أبو نسلة بن مالك بن زيد بن ربيعة. من قحطان.
(انظر: اللباب لابن الأثير 3/391) . وهي قبيلة كبيرة كانت تسكن اليمن. (انظر: أطلس التاريخ الإسلامي 7) .
7 وكان مستوراً. وقد أخرج له أبو داود، وابن ماجه.
(انظر: تقريب التهذيب 261) .
8 تهذيب التهذيب 8/79.

(1/411)


348- عَبْدُ اللهِ
ابن أَبِي عُبيدة بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ مِنْ عَنْس1، وَهُمْ إِلَى بَنِي مَخْزُومٍ. وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ عَالِمًا2.
349- المُغِيْرَةُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ
ابن الْمُغِيرَةِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ أَبِي ذِئْبٍ، وَاسْمُهُ هِشَامُ بْنُ شُعْبَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي قَيْسِ بْنِ عَبْدِ وُدّ بْنِ نَصْرِ بْنِ مَالِكِ بْنِ حِسْل بْنِ عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ. وَأُمُّهُ بُرَيْهة بِنْتُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ أَبِي ذِئْبِ بْنِ شُعْبَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي قَيْسِ بْنِ عَبْدِ وُدّ بْنِ نَصْرِ بْنِ مَالِكِ بْنِ حِسْل بْنِ عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ. وَكَانَ الْمُغِيرَةُ أَسَنَّ مِنْ أَخِيهِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ3 بْنِ أبي ذئب4.
وأخوه [241/أ] :
350- مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ
ابن الْمُغِيرَةِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ أَبِي ذِئْبٍ وَاسْمُهُ هِشَامُ بْنُ شُعْبَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي قَيْسِ بْنِ عَبْدِ وُدّ بْنِ نَصْرِ بْنِ مَالِكِ بْنِ حِسْل بْنِ عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ. وَأُمُّهُ بُرَيْهة بِنْتُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ أَبِي ذِئْبٍ، وَأُمُّ أَبِي ذِئْبٍ أم حبيب بنت العاص ابن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف. وَكَانَ أَبُو أُحَيْحَة سَعِيدُ بْنُ الْعَاصِ خَالَهُ، وَكَانَ أَبُو ذِئْبٍ قَدْ أَتَى قَيْصَرَ، فَسَعَى به عثمان بن الحويرث بن
__________
1 عنس: هو عنس بن مالك بن أُدد، بطن من مِذْحَج حي في اليمن.
(انظر: المعارف لابن قتيبة 256. واللباب لابن الأثير 2/362) .
2 وذكره السخاوي، وسكت عنه، وذكر روايته عن أبيه.
(انظر: التحفة اللطيفة 3/356) .
3 هو صاحب الترجمة التالية.
4 ذكر كل من البخاري وابن أبي حاتم المغيرة بن عبد الرحمن وسكتا عنه. (انظر: التاريخ الكبير للبخاري 4/1/320. والجرح والتعديل 4/1/225) .

(1/412)


أَسَدِ بْنِ عَبْدِ العُزَّى1 -وَكَانَ يُقَالُ لَهُ شَيْطَانُ قُرَيْشٍ- إِلَى قَيْصَرَ، فَحَبَسَ قَيْصَرُ أَبَا ذئب حتى مات في حبسه2.
(قَالَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: كَانَ محمد بن عبد الرحمن بن أبي ذئب يُكْنَى أَبَا الْحَارِثِ، وُلِدَ سَنَةَ ثَمَانِينَ؛ عَامَ الجُحَاف3. وكان من أورع النَّاسِ وَأَفْضَلِهِمْ، وَكَانُوا يَرْمُونَهُ بِالْقَدَرِ، وَمَا كَانَ قدريَّاً4، لقد كان ينفي قولهم ويُعيبه، ولكنه كَانَ رَجُلًا كَرِيمًا، يَجْلِسُ إِلَيْهِ كُلُّ أَحَدٍ وَيَغْشَاهُ فَلَا يَطْرُدُهُ، وَلَا يَقُولُ لَهُ شَيْئًا وَإِنْ هُوَ مَرَضَ عَادَهُ، فَكَانُوا يَتَّهِمُونَهُ بِالْقَدَرِ لِهَذَا وَشِبْهِهِ، وَكَانَ يُصَلِّي اللَّيْلَ أَجْمَعَ وَيَجْتَهِدُ فِي الْعِبَادَةِ، وَلَوْ قِيلَ لَهُ إِنَّ الْقِيَامَةَ تَقُومُ غَدًا مَا كَانَ فِيهِ مَزِيدٌ مِنَ الاجتهاد5.
وأخبرني أخوه6 [241/ب] قَالَ: يَصُومُ يَوْمًا وَيُفْطِرُ يَوْمًا7، فَوَقَعَتِ الرَّجْفَةُ8، بِالشَّامِ، فَقَدِمَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ فَسَأَلَهُ عن الرجفة، فأقبل يحدثه
__________
1 أراد عثمان بن الحرويرث التملك على قريش من قبل قيصر فامتنعت قريش، فرجع إلى الشام ومات فيها، وكان قد تنصَّر. (انظر: جمهرة أنساب العرب 118) .
2 أوردها كل من ابن قتيبة في المعارف 485. وابن خِلَّكان في وفيات الأعيان 4/183. باختصار.
3 سمي عام الجحاف، لأن مكة شهدت فيه سيلاً قوياً ذهب بالحجاج، وأغرق بيوت مكة، وجحف كل شيء مر به. وكان ذلك سنة ثمانين. (انظر: تاريخ الطبري 6/325) .
4 القدرية: هم الذين يثبتون للعبد قدرة يفعل بها ما اختار فعله. (انظر: الفصل في الملل لابن حزم 3/22) .
5 أوردها كل من الذهبي في تذكرة الحفاظ 1/191. وابن حجر في تهذيب التهذيب 9/305. نقلاً عن الواقدي باختصار يسير.
6 أخوه: لعله المغيرة صاحب الترجمة السابقة.
7 أوردها كل من الذهبي في تذكرة الحفاظ 1/191. وابن حجر في تهذيب التهذيب 9/305. نقلاً عن الواقدي.
8 الرجفة: الزلزلة. (انظر: تاج العروس 6/113. مادة: رَجَفَ) .

(1/413)


وَهُوَ يَسْتَمِعُ لِقَوْلِهِ، فلمَّا قَضَى حَدِيثَهُ -وَكَانَ ذَلِكَ الْيَوْمُ يَوْمَ إِفْطَارِهِ- قُلْتُ لَهُ: قُمْ تغدَّ قَالَ: دَعْهُ الْيَوْمَ، قَالَ: فَسَرَدَ1 مِنْ ذَلِكَ الْيَوْمِ إِلَى أَنْ مَاتَ. وَكَانَ شَدِيدَ2 الْحَالِ، يتعشَّ بِالْخُبْزِ وَالزَّيْتِ، وَكَانَ لَهُ طَيْلَسان3 وَقَمِيصٌ، فَكَانَ يَشْتُو فِيهِ ويُصَيَّف، وَكَانَ مِنْ رِجَالِ النَّاسِ صَرَامَةً وَقُولًا بِالْحَقِّ4 وَكَانَ يتَشَبَّب5 فِي حَدَاثَتِهِ حَتَّى كَبِرَ وَطَلَبَ الْحَدِيثَ، وَقَالَ: لَوْ طَلَبْتُهُ وَأَنَا صَغِيرٌ كُنْتُ أَدْرَكْتُ مشايخَ فَرَّطْتُ فِيهِمْ، وَكُنْتُ أَتَهَاوَنُ بِهَذَا الْأَمْرِ حَتَّى كَبِرْتُ وَعَقَلْتُ. وَكَانَ يَحْفَظُ حَدِيثَهُ كلَّه، لَمْ يَكُنْ لَهُ كِتَابٌ6، وَلَا شَيْءَ يُنْظَرُ فِيهِ، وَلَا لَهُ حَدِيثٌ مُثبت فِي شَيْءٍ) 7.
قَالَ: "وَسَأَلْتُ سَلاَّمة أم ولده، أله كَتَبَ؟ قَالَتْ: لَا، مَا لَهُ كِتَابٌ وَاحِدٌ".
__________
1 سرد: يعني سرد أي تابعه بلا انقطاع.
2 وفي تهذيب التهذيب 9/305. (سديد الحال) بالسين المهملة. وردت نقلاً عن الواقدي.
3 الطيلسان: نوع من الألبسة ذات اللون الأسود. وأكثر استعماله في الشتاء. وهو فارسي معرب من (تالسان) . (انظر: تهذيب اللغة 12/333. وتاج العروس 4/179 مادة: طَلَسَ) .
4 أوردها الذهبي في التذكرة 1/192. من قوله (فسرد من ذلك اليوم....الخ) . بألفاظ مقاربة. ونقل ابن حجر في تهذيب التهذيب 9/305. الجملة الأخيرة فقط.
5 يتشبب في حداثته: أي كان في صغره منصرفاً عن طلب العلم إلى اللعب شأنه شأن عامة الصغار.
(انظر: تاج العروس 1/308مادة: شَبَبَ) .
6 أوردها الذهبي في التذكرة 1/192. نقلاً عن الواقدي من قوله (وكان يحفظ ... الخ) .
7 تاريخ بغداد 2/301-302. وردت فيه من أول رواية محمد بن عمر. ويضع (ينسب) بالنون والسين المهملة آخرها موحدة. بدل (يتشبب) والمعنى واحد. أخرجها من طريق الحارث بن أبي أسامة، عن ابن سعد.

(1/414)


قَالَ: "وَأَوَّلُ يَوْمٍ جِئْتُهُ أَنَا وَأَخِي شَمْلَةُ انْقَلَبْنَا مِنَ الكُتَّاب1، فعمِدَتْ أُمِّي إِلَيْنَا فَأَلْبَسَتْنَا ثِيَابًا، وَأَخَذَتْ دَفْتَرًا لِي قَدْ كَتَبْتُ فِيهِ بَعْضَ أَحَادِيثِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، فَجِئْتُهُ فَقَرَأْتُ عليه قراءة رديئة وخط رديء، فَتَتَعْتَعْتُ فِيهِ، قَالَ: فَضَجِرَ وَأَخَذَ الدَّفْتَرَ فَطَرَحَهُ، فَقَالَ: صبيَان لَا يُحْسِنُونُ شَيْئًا، قُومُوا عنَّا فَقُمْنَا، فَلَمَّا كَانَ الْغَدُ وَانْقَلَبْنَا مِنَ الكُتَّاب قالت [242/أ] أُمِّي: اذْهَبُوا إِلَى ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ. فَأَمَّا أَخِي شَمْلَة فَحَلَفَ ألاَّ يَذْهَبَ إِلَيْهِ، وَأَمَّا أَنَا فَذَهَبْتُ إِلَيْهِ، فَحِينَ رَآنِي قَالَ: "تَعَالَ تَعَالَ اذْهَبْ إِلَى فُلَانٍ فَخُذْ مِنْهُ كِتَابَهُ وَتَعَالَ. قَالَ فصبَّرني حَتَّى فَرَغْتُ مِنْهُ كُلِّهِ، قَالَ: فَعَرَفْتُ أَنَّهُ يُرِيدُ بِهِ اللَّهَ. قَالَ: ثُمَّ عَادَ إِلَيْهِ أَخِي بَعْدُ، وَكُنَّا نَخْتَلِفُ إِلَيْهِ كِلَانَا ثُمَّ لَمْ يَخْرُجْ مِنَ الدُّنْيَا حَتَّى سَمِعْتُهَا مِنْهُ سَمَاعًا مِمَّا يردَّدُها، وَحَتَّى صَارَ إِذَا شكَّ فِي حَدِيثٍ الْتَفَتَ إليَّ فَقَالَ: مَا تَقُولُ فِي كَذَا وَكَذَا، كَيْفَ حَدَّثْتُكَ؟ " فَأَقُولُ: "حَدَّثْتَنَا بِهِ كَذَا وَكَذَا، فَيَرْجِعُ إِلَى قَوْلِي".
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: "سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي ذِئْبٍ، وَسَأَلَهُ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ مِصْرَ فَقَالَ: يَا أَبَا الْحَارِثِ، مَا قَرَأْتُ عَلَيْكَ مِنَ الْحَدِيثِ أَقُولُ حَدَّثَنِي؟ " قَالَ: "نَعَمْ2، وَمَا كَانَ فِي ذَلِكَ مِنْ تَباعة فَهُوَ فِي عُنُقِي".
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: "وَكَانَ ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ يَرُوحُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ إِلَى الصَّلَاةِ بَاكِرًا، فَيُصَلِّي حَتَّى يَخْرُجَ الْإِمَامُ3، وَمَا رَأَيْتُهُ نَظَرَ إِلَى شَمْسٍ قَطُّ - يَعْنِي فِي قَوْلِ مَنْ رَأَى الكراهة للصلاة نصف النهار-".
__________
1 الكُتَّاب: جمعه كتاتيب. وهو المكان الذي يعد لتعليم الصبيان القراءة والكتابة وتحفيظ القرآن.
(انظر: المعجم الوسيط 2/775. مادة: كَتَبَ) .
2 يشير إلى طريقة من طرق تحمل الحديث وهي القراءة على الشيخ ويسميها أكثر المحدثين عرضاً وقد تقدم الكلام عليه.
3 أورد ذلك الذهبي في التذكرة 1/192. نقلاً عن الواقدي.

(1/415)


قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: "رَأَيْتُ ابْنَ أَبِي ذِئْبٍ يَأْتِي دَارَ أَجْدَادِهِ بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ، فَيَأْخُذُ كِرَاءَهَا1 فَيَأْخُذُ حِصَّتَهُ وَيَقْسِمُ عليهم حصصهم".
قال: [242/ب] أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: "وَكَانَ ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ لَا يُغَيَّر شَيْبَهُ"2.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: "لَمَّا خَرَجَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنٍ بِالْمَدِينَةِ لَزِمَ ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ بَيْتَهُ3، فَلَمْ يَخْرُجْ مِنْهُ حَتَّى قُتِلَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ".
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: "كَانَ ابْنُ أبي ذئب إذا جلس إليه رجل فافتقده سَأَلَ أَهْلَ الْمَجْلِسِ مَا فَعَلَ صَاحِبُكُمْ؟ فَإِنْ قَالُوا لَا نَدْرِي، قَالَ أَيْنَ مَنْزِلَهُ؟ فَإِنْ قَالُوا لَا نَدْرِي، ضَجَرَ عَلَيْهِمْ وَقَالَ لِأَيِّ شَيْءٍ تَصْلُحُونَ؟ يَجْلِسُ إِلَيْكُمْ رَجُلٌ لَا تَدْرُونُ إذا اعتلَّ لَمْ تَعُودُوهُ! وَإِنْ كَانَتْ لَهُ حَاجَةٌ لَمْ تُعيِنُوهُ! فَإِنْ عَرَفُوا مَنْزِلَهُ" قَالَ: "قُومُوا بِنَا إليه حتى نأتيه فِي مَنْزِلِهِ فَنَسْأَلُ بِهِ وَنَعُودُهُ".
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: "إنيَّ لَجَالِسٌ عِنْدَ ابن أَبِي ذِئْبٍ إِذْ أَتَاهُ شَيْخٌ" فَقَالَ: "تَذْكُرُ يَا أَبَا الْحَارِثِ يَوْمَ سَابَقْنَا بِالْحَمَامِ فَعَدَوْنَا تَحْتَهَا، فَكَانَ وَكَانَ"، قَالَ: "وَأَقْبَلَ يُحَدِّثُهُ وَابْنُ أَبِي ذِئْبٍ يَتَغَافَلُ عَنْهُ سَاكِتٌ، فَلَمَّا أَكْثَرَ عَلَيْهِ، قَالَ: نَعَمْ فَكُنْتُ فِيهَا لَئِيمًا4 رَاضِعًا"5.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: "دَعَا زياد بن عبيد الله الحارثي بن أَبِي ذِئْبٍ لِيَسْتَعْمِلَهُ عَلَى بَعْضِ عَمَلِهِ فَأَبَى، فَحَلَفَ زِيَادٌ ليَعْمَلَنَّ، فَحَلَفَ ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ أَنْ لَا يَفْعَلَ" فَقَالَ زِيَادٌ: "ادْفَعُوا إِلَيْهِ كِتَابَهُ". قَالَ: "لَا أَقْبَلُهُ"، قَالَ: "ادْفَعُوهُ إِلَيْهِ شاء أو [243/أ] أَبَى، وَاسْحَبُوهُ بِرِجْلِهِ"، وَقَالَ لَهُ زِيَادٌ: "ابْنَ الفاعلة". فقال
__________
1 المصدر السابق.
2 أوردها الذهبي في التذكرة 1/192. نقلاً عن الواقدي.
3 المصدر السابق.
4 لئيماً: دنيء وشحيح النفس. (انظر: المعجم الوسيط 2/810. مادة: لَأمَ) .
5 راضعاً: خسيس النفس. (انظر: المصدر السابق 1/350. مادة: رَضَعَ) .

(1/416)


لَهُ ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ: "وَاللَّهِ مَا هُوَ مِنْ هَيْبَتِكَ تَرَكْتُ أَنْ أردَّها عَلَيْكَ مِائَةَ مرة، ولكن تركتها لله تعالى".
قال: "وَنَدِمَ زِيَادٌ عَلَى مَا قَالَ لَهُ وَصَنَعَ به"، وَقَالَ لَهُ مَنْ حَضَرَهُ: "إِنَّ مِثْلَ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ لَا يُصنع بِهِ مِثْلُ هَذَا، إِنَّ مِنْ شَرَفِهِ وَحَالِهِ فِي نَفْسِهِ، وَقَدْرِهِ عِنْدَ أَهْلِ الْبَلَدِ أَمْرًا عَظِيمًا، فَازْدَادَ زِيَادٌ نَدَامَةً، وغمَّه مَا صَنَعَ بِهِ"، وَقَالَ: "فَأَنَا آتِيهِ فأترضَّاه وأتحلَّله مِمَّا قُلْتُ لَهُ". قَالُوا: "أَلَا تَفْعَلُ فَإِنَّهُ أَمحَك1 مَا يَكُونُ عِنْدَ ذَلِكَ، وَلَا نَأمَن أَنْ يُسمِعك مَا تَكْرَهُ. فَأَرْسَلَ إِلَى أَخِيهِ طَالُوتَ"، فَقَالَ: "هَذِهِ مِائَةُ دِينَارٍ خُذْهَا وَأَعْطِهَا أَخَاكَ، وتحلَّل لِي مِنْهُ". فقال طالوت: "ما أجتريء عَلَيْهِ بِذَلِكَ وَهُوَ لَا يُحلَّلك أَبَدًا". قَالَ: "فخد هَذِهِ الدَّنَانِيرَ فَأَوْصِلْهَا إِلَيْهِ". قَالَ: "إِنْ عَلِمَ أَنَّهَا مِنْ قِبَلِكَ لَمْ يَقْبَلْهَا". قَالَ: "فَخُذْهَا وَاصْنَعْ لَهُ بِهَا شَيْئًا يَصِلُ إِلَيْهِ نَفْعُهُ". قَالَ "فَأَخَذَهَا فَاشْتَرَى لَهُ مِنْهَا جَارِيَةً، فَهِيَ أُمُّ وَلَدِهِ، اسْمُهَا سَلاَّمة، وَلَا يَعْلَمُ ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ بِذَلِكَ، وَلَوْ عَلِمَ مَا قَبِلَهَا أَبَدًا". قَالَ: "وَكَانَ لَا يَذْكُرُ فِرْية زِيَادٍ عليه إلا بكى وتَلهَّف"، وقال: "لَوْلَا خَوْفُ اللَّهِ لَرَدَدْتُهَا عَلَيْهِ".
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: "كَانَ الْحَسَنُ بْنُ زيد يُجري [243/ب] عَلَى ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ خَمْسَةَ دَنَانِيرَ فِي كُلِّ شَهْرٍ2، فَلَمَّا غَضِبَ أَبُو جَعْفَرٍ الْمَنْصُورُ عَلَى حَسَنِ بْنِ زَيْدٍ عَزَلَهُ عَنِ الْمَدِينَةِ3، وَوَلَّى عَبْدَ الصَّمَدِ بْنَ عَلِيٍّ، وَأَمَرَ بِحَبْسِ حَسَنِ بْنِ زَيْدٍ وَالتَّضْيِيقِ عَلَيْهِ، فَأَرْسَلَ الْمَهْدِيُّ إِلَى عَبْدِ الصَّمَدِ بْنِ عَلِيٍّ سِرًّا، أَنْ وَسِّعْ عَلَى الْحَسَنِ بْنِ زَيْدٍ، وَلَا تَضَيِّقْ عَلَيْهِ فَأَرْسَلَ عَبْدُ الصَّمَدِ إِلَى عَشَرَةٍ مِنْ أَهْلِ الْمَسْجِدِ فِيهِمُ ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ" فَقَالَ: "ادْخُلُوا عَلَى حَسَنِ بْنِ زَيْدٍ فَانْظُرُوا إِلَيْهِ وَإِلَى مَا هُوَ فِيهِ، فَدَخَلُوا عَلَيْهِ وَنَظَرُوا إِلَيْهِ وَخَرَجُوا وَدَعَا بِهِمْ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ بْنِ عَلِيٍّ، وَرَسُولُ الْمَهْدِيِّ عِنْدَهُ يريد أن يسمع مقالهم فيخبر بذلك
__________
1 أمحك: أشد غضباً، وأطول نفساً في اللجاج والنزاع. (انظر: مقاييس اللغة 5/301. وتاج العروس 7/176. مادة: مَحَكَ) .
2 أوردها الذهبي في التذكرة 1/192. نقلاً عن الواقدي.
3 ولاه المدينة خمس سنين من سنة تسع وأربعين ومائة إلى سنة خمس وخمسين ومائة. (انظر: تاريخ خليفة 435. وترجمة الحسن رقم 304) .

(1/417)


`الْمَهْدِيَّ". فَقَالَ لَهُمْ عَبْدُ الصَّمَدِ: "كَيْفَ رَأَيْتُمُ الرَّجُلَ وَحَالَهُ فِي حَبْسِهِ؟ فَقَالُوا: "رَأَيْنَاهُ فِي سَعَةٍ وَفِي خَيْرٍ وَطَبْرًى1 وَعِنْدَهُ رَيْحَانٌ2، قَالُوا وَابْنُ أَبِي ذِئْبٍ سَاكِتٌ لَا يَتَكَلَّمُ فَقَالَ: "مَا تَقُولُ أَنْتَ؟ " قَالَ ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ كَذَبُوكَ وَخَدَعُوكَ وغرُّوك، الرَّجُلُ فِي مَكَانٍ ضِيقٍ وَيُحْدِثُ تَحْتَهُ، وَرَأَيْتُ ضَيْعَةً"، ثُمَّ قَامَ لِيَخْرُجَ فَقَالَ لَهُ عَبْدُ الصَّمَدِ: "تَعَالَ أَيُّ شَيْءٍ عِنْدَكَ قَالَ: "عِنْدِي الَّذِي أَخْبَرْتُكَ".
(قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: "دَخَلَ ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ عَلَى عَبْدِ الصَّمَدِ وَهُوَ وَالِي الْمَدِينَةِ فَكَلَّمَهُ فِي شَيْءٍ"، فَقَالَ لَهُ عَبْدُ الصَّمَدِ: "إِنِّي لَأَرَاكَ مُرَائِيًا، فَأَخَذَ ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ [244/أ] عُودًا، أَوْ شَيْئًا مِنَ الْأَرْضِ" فَقَالَ: "مَنْ أُرَائِي، فَوَاللَّهِ لَلنَّاسُ عِنْدِي أَهْوَنُ مِنْ هَذَا) 3.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: "حَجَّ أَبُو جَعْفَرٍ، فَدَعَا الْحَسَنَ بْنَ زَيْدٍ وَدَعَا ابْنَ أَبِي ذِئْبٍ، فَأَرَادَ أَنْ يُغْرِيَ الْحَسَنَ بِابْنِ أَبِي ذِئْبٍ وَعَرَفَ أَبُو جَعْفَرٍ أَنَّ صَاحِبَ الْحَسَنِ غَيْرُ مَغْفُولٍ عَنْهُ". فَقَالَ: "لِابْنِ أَبِي ذِئْبٍ. نَشَدْتُكَ اللَّهَ، مَا تَعْلَمُ مِنَ الْحَسَنِ بْنِ زَيْدٍ؟ " قَالَ: "أَمَا إِذْ نَشَدْتَنِي، فَإِنَّهُ يَدْعُونَا فَيَسْتَشِيرُنَا، فَنُخْبِرُهُ بِالْحَقِّ، فَيَدَعُهُ وَيَعْمَلُ بِهَوَاهُ، إِنِ اشْتَهَى شَيْئًا أَخَذَ بِهِ، وَإِنْ لَمْ يُرِدْهُ تَرَكَهُ"4. قَالَ فَقَالَ الْحَسَنُ بْنُ زَيْدٍ: "نَشَدْتُكَ اللَّهَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِلَّا سَأَلْتَهُ عَنْ نَفْسِكَ". قَالَ: فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ لِابْنِ أَبِي ذِئْبٍ: "نَشَدْتُكَ بِاللَّهِ مَا تَعْلَمُ مني؟ ألست أعمل بالحق؟ أليس
__________
1 طبري: ثلثا الدرهم وهو أربعة دوانيق شامية يستعملها أهل نصيبين. (انظر: تاج العروس 3/355. مادة: طَبَرَ) .
2 الريحان: جمعه رياحين. مفرده ريحانة. وهو نوع من النبات طيب الرائحة. (انظر: تاج العروس 2/149. والمعجم الوسيط 1/381. مادة: رَوَحَ) . وهذا النبات شبيه بالنعناع.
3 تهذيب التهذيب 9/306. ويحذف (وهو والي المدينة ويضع (لأحبسك) بدل (لأراك) .
4 ونقل الذهبي في تذكرة الحفاظ 1/192. عن مصعب الزبيري، أنه لما سأله المنصورعن الحسن بن زيد قال: (إنه ليتحرى العدل) .

(1/418)


تَرَانِي أَعْدِلُ؟ " فَقَالَ ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ: "أَمَا إِذْ نَشَدْتَنِي بِاللَّهِ" فَأَقُولُ: "اللَّهُمَّ لَا، مَا أَرَاكَ تَعْدِلُ، وَإِنَّكَ لَجَائِرٌ، وَإِنَّكَ لَتَسْتَعْمِلُ الظَّلَمَةَ وَتَدَعُ أَهْلَ الْخَيْرِ وَالْفَضْلِ"1.
قَالَ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، فَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ2 وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ يَحْيَى بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ3 وَأُخْبِرْتُ عَنْ عِيسَى بْنِ علي4، قالوا: "نحن أَبِي جَعْفَرٍ حِينَ كَلَّمَهُ ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ بِمَا كَلَّمَهُ بِهِ مِنْ ذَلِكَ الْكَلَامِ الشَّدِيدِ فظننا أن أبا جعفر سيعاجله، فَجَعَلْنَا نَكُفُّ إِلَيْنَا ثِيَابَنَا ونتنحىَّ مَخَافَةَ أَنْ يُصِيبَنَا مِنْ دَمِهِ". قَالَ5: "وجَزِع6 أَبُو جَعْفَرٍ واغتمّ" [244/ب] قَالَ لَهُ: "قُمْ فَاخْرُجْ". قَالَ: "وَرَزَقَهُ اللَّهُ السَّلَامَةَ مِنْ أَبِي جَعْفَرٍ فَخَرَجَ ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ إِلَى أُمِّ وَلَدِهِ سَلاَّمة وَهِيَ مَعَهُ فقال احتسبي دنانيرك التي كان حسن بْنُ زَيْدٍ7 يُجْرِيهَا عَلَيْكِ". قَالَتْ: "وَلِمَ؟ قَالَ سَأَلَنِي أَبُو جَعْفَرٍ عَنْهُ فَقُلْتُ لَهُ كَذَا وَكَذَا، وَحَسَنٌ حَاضِرٌ". فَقَالَتْ: "فَفِي اللَّهِ خَلَفٌ وَعِوَضٌ مِنْهَا"، قَالَ8: "فَخَرَجَ حَسَنُ بْنُ زَيْدٍ، وَذَكَرَ ذَلِكَ لِابْنِ أَبِي الزَّناد"، قَالَ: "وَاللَّهِ ما ساءني كلامه ولقد علمت أَنَّهُ أَرَادَ اللَّهَ بِذَلِكَ، وَلَمْ يُرِدْ بِهِ الدنيا، ولا رضىَ أبي جَعْفَرٍ، وَلَكِنْ كَانَ ذَلِكَ الْحَقُّ عِنْدَهُ فَأَرَادَ اللَّهَ بِهِ، فَلَمَّا كَانَ رَأْسُ الْهِلَالِ زَادَهُ حَسَنُ بْنُ زَيْدٍ خَمْسَةَ دَنَانِيرَ أَخْرَى فِي كل شهر، فصارت
__________
(انظر: تاريخ الموصل للأزدي 176. تذكرة الحفاظ 1/192) .
2 هو العباسي. تقدم.
3 ابن عبد الله بن عباس. ولي مكة والطائف لأبي جعفر المنصور سنة ثمان وخمسين ومائة. وولي المدينة للمهدي سنة ست وستين ومائة، وفيها مات بعد عودته من الحج بأيام. (انظر: تاريخ خليفة 440. وتاريخ الطبري 8/115، 165. والكامل في التاريخ 6/36، 73) .
4 هو العباسي. تقدمت ترجمته رقم 131.
5 قال: أي الواقدي.
6 جَزِعَ: لم يصبر على ما سمعه منه. (انظر: المعجم الوسيط 1/121. مادة: جَزَعَ) .
7 تقدمت ترجمته رقم 304.
8 قال أي الواقدي.

(1/419)


عَشَرَةً، فَلَمْ يَزَلْ يُجْرِيهَا عَلَيْهِ فِي كُلِّ شَهْرٍ حَتَّى مَاتَ"، وَقَالَ: "إِنَّمَا زِدْتُهُ ذَلِكَ لِإِرَادَتِهِ اللَّهَ".
(قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: "لَمَّا وَلِيَ جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ عليَّ عَلَى الْمَدِينَةِ الْمَرَّةَ الْأُولَى1 أَرْسَلَ إِلَى ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ بِمِائَةِ دِينَارٍ، فَاشْتَرَى مِنْهَا سَاجًا2 كرديَّاً3 بِعَشَرَةِ دَنَانِيرَ فَلَبِسَهُ عُمْرَهُ، ثُمَّ لَبِسَهُ وَلَدُهُ بَعْدَهُ ثَلَاثِينَ سَنَةً. وَكَانَتْ حَالُهُ ضَعِيفَةً جِدًّا، وَأَرْسَلَ إِلَيْهِ فَقَدِمَ بِهِ عَلَيْهِمْ بغداد، فلم يزالوا بِهِ حَتَّى قَبِلَ مِنْهُمْ، فَأَعْطُوهُ أَلْفَ دِينَارٍ فلم يقبل فقالوا: "خذها وفرّقها فيمن [245/أ] رَأَيْتَ فَأَخَذَهَا وَانْصَرَفَ يُرِيدُ الْمَدِينَةَ، فَلَمَّا كَانَ بِالْكُوفَةِ اشْتَكَى وَمَاتَ4، فَدُفِنَ بِالْكُوفَةِ وَهُوَ يَوْمَئِذٍ ابْنُ تِسْعٍ وَسَبْعِينَ5 سَنَةً) 6. وَكَانَ ابْنُ أَبِي ذئب يُفتي بالمدينة وكان عالماً ثقةً7
__________
1 كان ذلك سنة ست وأربعين ومائة في عهد المنصور، ثم عزله سنة تسع وأربعين ومائة.
(انظر: تاريخ خليفة 435) .
2 الساج: جمعه سيجان. وهو نوع من الملابس المنسوجة، ذات اللون الأخضر أو الأسود. يلبس فوق سائر الملابس. يمتاز بغلظته. (انظر: لسان العرب 3/127. مادة: سَوَجَ) .
3 كُردي: هذه النسبة إلى الأكراد. شعب معروف يسكن في المنطقة الواقعة على أطراف الحدود الممتدة بين سورية والعراق وإيران وتركيا. جنوب غرب الاتحاد السوفياتي.
4 أوردها الذهبي في التذكرة 1/192. نقلاً عن الواقدي باختصار يسير.
5 وكانت وفاته سنة تسع وخمسين ومائة. (انظر: تاريخ خليفة 429. وتاريخ الموصل236. والكامل في التاريخ 6/42) .
6 تاريخ بغداد 2/304. ويضيف (وذلك سنة تسع وخمسين ومائة) . بعد (فدفن بالكوفة) .
7 أجمع النقاد على توثيقه. إلا أن بعضهم ضعفه في الزهري. وقال بعضهم: إن سماعه من الزهري عرض. يُردّ على هذا بأن الرواية العرض عند المحدثين صحيحة. والذي حملهم على ذلك: أن ابن أبي ذئب سأل الزهري في شيء، فاختلفا فيه. فحلف الزهري أن لا يحدثه، ثم ندم ابن أبي ذئب، وسأله أن يكتب له أحاديث من حديثه فكان يحدث بها. بينما سئل ابن معين عن حاله في الزهري فقال: ثقة. وقال الفلاس: هو في الزهري أحب إليَّ من كل شامي. قد احتج به الجماعة، غير أن البخاري أخرج له عن الزهري في المتابعات.
يتضح مما سبق أنه لم يكن ضعيفاً في الزهري مطلق الضعف، وإنما كان ذلك نسبياً إذا قيس بروايته عن غير الزهري. (انظر: الجرح والتعديل 3/2/313. ومشاهير علماء الأمصار 140. وثقات ابن حبان 3/132أ. وتاريخ بغداد 2/296. وتذكرة الحفاظ 1/191. وميزان الاعتدال 3/620. وتهذيب التهذيب 9/303. وتقريب التهذيب 308. وهدي الساري 440) .

(1/420)


فقيهاً ورعاً عابداً فاضلاً، وكان يُرمي1، بالقدر2، وَلَمْ يَكُنِ الَّذِي بَيْنَهُ وَبَيْنَ مَالِكِ بْنِ أنس3 بذلك".
351- خَالِدُ بنُ إِليَاسِ4
ابن صَخر بْنِ أَبِي جَهم بْنِ حُذَيفَة بْنِ غَانِمِ بْنِ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبيد بْنِ عُوَيج بْنِ عَدِيِّ بْنِ كَعْبٍ، وَأُمُّهُ أُمُّ خَالِدٍ بِنْتُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي جَهْمِ بْنِ حُذَيفة بْنِ غَانِمٍ. فَوَلَدَ خَالِدُ بْنُ إِلْيَاسَ إِلْيَاسَ، وَأُمُّهُ أُمُّ غَانِمٍ بِنْتُ الْيَسَعِ بْنِ صَخْرِ بْنِ أَبِي جَهْمِ بْنِ حُذَيفَة بن غانم.
__________
1 سبق التعريف بالقدرية في أول خبر عن الواقدي في أول هذه الترجمة. وممن رماه بالقدر السليماني، وابن حبان، وغيرهما، ولم يثبت ذلك عنه، فقال الواقدي: رمي بالقدر ولم يكن قدرياً -كما تقدم-. وقال مصعب الزبيري: معاذ الله -أي أن يكون قدرياً-. بالإضافة إلى ثناء العلماء عليه، فكان أحمد يقدمه على مالك في ورعه وصلاحه وقوله للحق وكان يشبهه لابن المسيب، وقال أيضاً: لم يخلف مثله ببلاده ولا بغيرها. وقال الشافعي: ما فاتني أحد فأسفت عليه ما أسفت على الليث وابن أبي ذئب.
(انظر: المصادر السابقة) .
2 تهذيب التهذيب 9/306.
3 ستأتي ترجمته رقم 372.
4 وقيل: ابن إياس، أبو الهيثم العدوي، إمام المسجد النبوي، متروك الحديث. أخرج له الترمذي وابن ماجه. (انظر: تقريب التهذيب 87) .

(1/421)


352- مُصْعَبُ بنُ ثَاِبتِ
ابن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُبير بْنِ العَوَّام بْنِ خُويلد بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ العُزَّى وَأُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ. فَوَلَدَ مُصْعَبُ بْنُ ثَابِتٍ: عَبْدَ اللَّهِ، وَأُمَّ بَكْرٍ، ومُلَيْكة، ورُقيَّة، لِأُمِّ وَلَدٍ. وَكَانَ مُصْعَبٌ يُكْنَى أَبَا عَبْدِ اللَّهِ. وَتُوُفِّيَ بِالْمَدِينَةِ سَنَةَ سَبْعٍ وَخَمْسِينَ وَمِائَةٍ1. وَقَدْ رَوَى عَنْهُ2 عَبْدُ اللهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، وَغَيْرُهُ، (وَكَانَ كثير الحديث يستضعف3) 4.
353- نَافِعُ بنُ ثَابِتِ
ابن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُبير بْنِ العوَّام. وَأُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ. فَوَلَدَ نَافِعُ بْنُ ثَابِتٍ: عَبْدَ الله، وأمة [245/ب] الْجَبَّارِ. وَأُمُّهُمَا ابْنَةُ عَامِرِ بْنِ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ. وَكَانَ نَافِعٌ يُكْنَى أَبَا عَبْدِ اللَّهِ. وَتُوُفِّيَ فِي سنة خمس وخمسين ومائة، في خلافة أبي جَعْفَرٍ، وَهُوَ ابْنُ اثْنَتَيْنٍ وَسَبْعِينَ سَنَةً5. وَكَانَ قليل الحديث6.
__________
1 وعمره ثلاث وسبعون سنة. وكان قد قدم البصرة، ومن أعبد أهل زمانه. (انظر: جمهرة نسب قريش 116. والجرح والتعديل 4/1/304) .
2 وكانت في الأصل (عن) بلا (هاء) . والصحيح ما أثبته. (انظر: تهذيب التهذيب 10/158) .
3 وضعفه أحمد، وابن معين، وليَّنه النسائي، والدارقطني، وأبو زرعة، وابن حجر، وقال أبو حاتم: صدوق كثير الغلط. وذكره ابن حبان في المشاهير، وقال في المجروحين: منكر الحديث. وقد أخرج له الأربعة عدا الترمذي. (انظر: الجرح والتعديل 4/1/304. ومشاهير علماء الأمصار لابن حبان 138. والمجروحين له 3/28. والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي 241. وميزان الاعتدال 4/118. وتهذيب التهذيب 10/158. وتقريب التهذيب 338) .
4 تهذيب التهذيب 10/159.
5 وقال ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل 4/1/457: "وهو ابن ثلاث وسبعين".
6 ذكره كل من البخاري وابن أبي حاتم. ووثقه ابن حبان. وقد أخرج له أحمد في مسنده. (انظر: التاريخ الكبير للبخاري 4/2/86. والجرح والتعديل 4/1/457. وتعجيل المنفعة 274) .

(1/422)


354- مُوسَى بنُ يَعْقُوب
ابن عَبْدِ اللَّهِ الْأَصْغَرِ بْنِ وَهْب بْنِ زَمعة بْنِ الْأَسْوَدِ بْنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ العُزَّى بْنِ قُصيّ. وَأُمُّهُ السَرَّية بِنْتُ فَضَالة بْنِ خَالِدِ بْنِ باليَة بْنِ هَرِم بن رواحة بن حُجْر بْنِ مَعِيص بْنِ عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ، وَيُكَنَّى أَبَا مُحَمَّدٍ. (مَاتَ فِي آخِرِ خِلَافَةِ أَبِي جعفر المنصور1) 2.
355- خَالِدُ بنُ أبي بكر
ابن عُبيد الله بن عبد الله بن عمر بْنِ الْخَطَّابِ، وَأُمُّهُ أُمُّ حُسَيْنٍ بِنْتُ خَالِدِ ابن مُنْذِرِ بْنِ أَبِي أُسَيْد بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ البَدِيّ3 بن عامر بن عوف بن حارثة بْنِ عَمْرِو بْنِ الْخَزْرَجِ بْنِ سَاعِدَةَ مِنَ الْأَنْصَارِ. فَوَلَدَ خَالِدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ: عَبْدَ اللَّهِ وَكَانَ صَاحِبَ نَسَبٍ، وَإِسْمَاعِيلَ، وَامْرَأَةً. وَأُمُّهُمْ عائشة بنت عمر بن عُبيد الله ابن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ. (وَتُوُفِّيَ خَالِدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ. فِي خِلَافَةِ الْمَهْدِيِّ وَكَانَ كَثِيرَ الْحَدِيثِ وَالرِّوَايَةِ4) 5.
356- كَثِيرُ بنُ زَيد
وَيُكَنَّى أَبَا مُحَمَّدٍ، وهو مولى لبني سهم [246/أ] من أسلم، وكان يقال
__________
1 وكانت خلافته بين سنتين (137-158هـ) . وقال ابن حجر في موسى: "صدوق سيء الحفظ. وقد أخرج له البخاري في كتاب الأدب، والأربعة". (انظر: تقريب التهذيب 353) .
2 تهذيب التهذيب 10/378.
3 البدي: بفتح الموحدة وكسر الدال المهملة آخرها تحتية. وقيل: غير ذلك. (انظر ترجمة أبي بكر بن عبيد الله رقم 92) .
4 وقال ابن حجر: "فيه لين. وقد أخرج له الترمذي". (انظر: تقريب التهذيب 87) .
5 تهذيب التهذيب 3/82. ويحذف (في خلافة المهدي) .

(1/423)


لَهُ: ابْنُ صَافِية1 وَهِيَ أُمُّهُ. وَرَوَى عَنِ المطلب بن عبد الله بن حنطب المخزومي، وَغَيْرِهِ. (وَتُوُفِّيَ فِي خِلَافَةِ أَبِي جَعْفَرٍ2 وَكَانَ كَثِيرَ الْحَدِيثِ3) 4.
357- عِيسَى بنُ أَبِي عِيسَى
الحنَّاط، وَاسْمُ أَبِي عِيسَى مَيْسرة، مَوْلًى لِقُرَيْشٍ، وَيُكَنَّى عِيسَى أَبَا مُحَمَّدٍ5، (وَكَانَ يَقُولُ: "أَنَا حنَّاط6 وخيَّاط7 وخبَّاط8 كلاَّ قد عالجته.
__________
1 صافية: بفتح المهملة وكسر الفاء بينهما ألف بعدها تحتية آخرها هاء. وهكذا في طبقات خليفة 272. وضبطت في تهذيب التهذيب 8/414. نقلاً عن الخلاصة: (صاقبة) بفتح القاف والموحدة. وضبطها ابن حجر في تقريب التهذيب 284: (ما فنة) بفتح الفاء والنون المشددة. وفي لسان الميزان 7/344: (ما قنة) بالميم والقاف بينهما ألف.
2 وكانت خلافته بين سنتي (137-158هـ) - وقد تقدم-. وحدد وفاته ابن حبان سنة ثمان وخمسين ومائة. في آخر أيام أبي جعفر. (انظر: ثقات ابن حبان 3/121ب) .
3 وقال ابن حجر: "صدوق يخطئ، وقد أخرج له الأربعة عدا النسائي". (انظر: تقريب التهذيب 284) .
4 تهذيب التهذيب 8/414.
5 وقال ابن حجر: "كنيته أبو موسى". (انظر: تهذيب التهذيب 8/224) .
6 الحناط: مأخوذة من الحنطة أي البر. يعني أنه كان يبيع القمح. (انظر: تهذيب اللغة 4/390. والمحكم والمحيط 3/179. مادة: حَنَطَ) .
7 الخياط: مأخوذة من الخيط - بالتحفيف- أي الإبرة أو ما يخاط به وهو المخيط والخيَّاط: من يعمل في خياطة الملابس. (انظر: تهذيب اللغة 7/501. ولسان العرب 179. مادة: خَيَطَ) .
8 الخبَّاط: من الخياط، وهو الذي يخبط الشجر بالعصا ثم يجمع ورقها ليبيعه علفاً للحيوانات. (انظر: تاج العروس 5/125، مادة: خَبَطَ) .

(1/424)


وَكَانَ قَدْ قَدِمَ الْكُوفَةَ1 فِي تِجَارَةٍ، فَلَقِيَ الشَّعْبِيَّ وَسَمِعَ مِنْهُ) 2، وَحَدَّثَ عَنْهُ (وَكَانَ كَثِيرَ الْحَدِيثِ، لَا يُحْتَجُّ3 بِهِ وَتُوُفِّيَ فِي خِلَافَةِ أَبِي جَعْفَرٍ الْمَنْصُورِ4) 5.
358- مُوسَى بنُ أَبِي عِيسَى6
وَيُكَنَّى أَبَا هَارُونَ7، وَقَدْ رُوِيَ عَنْهُ أَيْضًا8.
__________
1 الكوفة: مدينة عراقية مشهورة، تبعد عن بغداد جنوباً 93 ميلاً. وقد تقدمت، وقد قدم الكوفة وهو كوفي الأصل، ثم انتقل إلى البصرة. (انظر: المعرفة والتاريخ 3/39، 139. والمجروحين لابن حبان 2/117.
2 ميزان الاعتدال 3/320، ويحذف (قد) و (سمع منه) . وتهذيب التهذيب 8/225. ويحذف (وكان قد) ويضع (فسمع من الشعبي) بدل (فلقي الشعبي ... الخ) .
3 الأكثر على تضعيفه وعدم الاحتجاج به. ولينه البعض. وقد أخرج له ابن ماجه.
(انظر: التاريخ لابن معين 2/465. والضعفاء الصغير للبخاري 86. والمعرفة والتاريخ للفسوي 3/39-139. والضعفاء والمتروكين للنسائي 77. والجرح والتعديل 3/1/289. والمجروحين لابن حبان 2/117. والضعفاء والمتروكين للدار قطني 17. والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي 192. وميزان الاعتدال 3/320. وتهذيب التهذيب 8/224. وتقريب التهذيب 272) .
4 وكانت خلافته بين سنتي (137-158هـ) . وقد تقدم وحدد ابن حبان والذهبي تاريخ وفاته سنة إحدى وخمسين ومائة وقيل: قبلها. (انظر: المجروحين 2/117.وميزان الاعتدال 3/320) .
5 تهذيب التهذيب 8/225.
6 واسم أبي عيسى ميسرة. (انظر: ترجمة أخيه السابقة) .
7 وهو مشهور بكنيته. (انظر: تقريب التهذيب 352) .
8 روى عنه ابن عيينة، يحيى القطان. وهو عن موسى بن أنس بن مالك، ونافع. وكان ثقة. وقد أخرج له البخاري تعليقاً، ومسلم وأبو داود، وابن ماجه. (انظر: تهذيب التهذيب 10/365. وتقريب التهذيب 352) .

(1/425)


359- عُمَرُ بنُ أَبِي عَاتِكَةَ
وَيُكَنَّى أَبَا حَفْصٍ، مَوْلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ. وَكَانَ ثِقَةً فِي الْحَدِيثِ1. مَاتَ بِالْمَدِينَةِ سَنَةَ خَمْسٍ وَخَمْسِينَ وَمِائَةٍ2، فِي خِلَافَةِ أَبِي جَعْفَرٍ الْمَنْصُورِ، وَكَانَ قَلِيلَ الْحَدِيثِ.
360- يَحْيَى بنُ المُنْذِرِ
ابن خَالِدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَالِدِ بْنِ أَبِي دُجانة3، وَاسْمُهُ سِماك بْنُ خَرَشَة بْنِ لَوْذان بْنِ عَبْدِ وُدّ بْنِ نَضْر4 بْنِ زَيْدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ الْخَزْرَجِ بْنِ سَاعِدَةَ. وَأُمُّهُ أُمُّ أَبَانَ بِنْتُ مُحَمَّدِ بْنِ ثَابِتِ بْنِ سِماك بْنِ ثَابِتِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ سفيان بن عدي بن عَمرو بن امريء قيس بْنِ مَالِكِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ كَعْبِ بْنِ [246/ب] الْخَزْرَجِ. بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ فَوَلَدَ يَحْيَى بْنُ الْمُنْذِرِ: "عَبْدَ الْعَزِيزِ، وَعَبْدَ اللَّهِ، وَأُمَّ سَعِيدٍ، وَأُمُّهُمْ سِماكة بِنْتُ سُلَيْمَانَ بْنِ خَالِدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَالِدِ بْنِ أَبِي دُجانة. مَاتَ بِالْمَدِينَةِ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَخَمْسِينَ وَمِائَةٍ في خلافة أبي جعفر المنصور5.
__________
1 ولم أعثر على ترجمة له للوقوف على حاله.
2 هذه الترجمة في طبقات خليفة 272. ويحذف (وكان ثقة في الحديث) .
3 أبو دجانة: سماك بن خرشة.
صحابي مشهور: صاحب العصابة الحمراء، شهد بدراً، وأخذ سيف النبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد ليعطيه حقه، فقاتل فيه أحسن قتال، ودافع عن النبي صلى الله عليه وسلم دفاعاً مريراً حتى كثرت جراحه. مات سنة اثنتي عشرة في خلافة أبي بكر. (انظر طبقات ابن سعد 3/556. والإصابة 4/58) .
4 هكذا في الأصل (بن نَضْر) وقد حذفها كل من ابن حزم، وابن حجر وابن سعد في موضع آخر. (انظر: طبقات ابن سعد 3/556. والإصابة 4/58. وجمهرة أنساب العرب 366) .
5 وذكر ابن أبي حاتم يحيى بن المنذر، ونقل عن أبيه أنه لا يعرفه. ووثقه ابن حبان. (انظر: الجرح والتعديل 4/2/190، وثقات ابن حبان 3/169ب) .

(1/426)


361- عُتْبَةُ بنُ جَبِيْرةَ
ابن مَحْمُودِ بْنِ أَبِي جَبِيْرَة بْنِ الحُصين بْنِ النُعمان بْنِ سِنان بْنِ عَبْدِ بْنِ كَعْبِ بْنِ عَبْدِ الْأَشْهَلِ مِنَ الْأَوْسِ. وَأُمُّهُ أُمُّ مَحْمُودٍ بِنْتُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي جَبِيرة ابن الحُصين بْنِ النُعمان مِنْ بَنِي عَبْدِ الْأَشْهَلِ. فَوَلَدَ عُتبة بْنُ جَبِيرة: الضَّحَّاكَ، وَمُحَمَّدًا. وَأُمُّهُمَا وَهْنَة بِنْتُ صِرْمة بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نِيار بْنِ صِرْمة مِنْ بَنِي عَدِيِّ بْنِ النَّجَّارِ. مَاتَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَخَمْسِينَ وَمِائَةٍ وَهُوَ يَوْمَئِذٍ ابْنُ سَبْعِينَ سَنَةً1.
362- يُونُسُ بنُ مُحَمَّدُ
ابن أَنَسِ بْنِ فَضالة2 بْنِ عَدِيِّ بْنِ حَرَام بْنِ الْهَيْثَمِ بْنِ ظَفَر مِنَ الْأَوْسِ. وَأُمُّهُ مَسْلِمة بِنْتُ مُسافع بْنِ عَمِيرة بْنِ جُهينة مِنْ بَنِي دُهْمَان. فَوَلَدَ يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ: مُحَمَّدًا، وَيُوسُفَ، وَدَاوُدَ، وَمُوسَى، وَهُوَ سُخير وَهَارُونَ وَهُوَ حُجَير، وحَّماداً. وَأُمُّهُمْ أُمُّ الرَّبِيعِ بِنْتُ عُثيم بْنِ مُسَافع الجُهني. وَيُكَنَّى يُونُسُ أَبَا مُحَمَّدٍ. مَاتَ سَنَةَ سِتٍّ وَخَمْسِينَ وَمِائَةٍ فِي خلافة أبي جعفر وهو يومئذ [247/أ] ابن خمس وثمانين سنة3.
__________
1 وذكره ابن حبان في ثقاته 3/116ب. وأرخ وفاته كابن سعد.
2 فَضَالة - بفتح الفاء والضاد المعجمة- كما في الأصل. وفي الإصابة 3/370 نسبه كالآتي: ابن فَضَالة بن عُبيد بن يزيد بن قيس بن ضُبيعة بن الأصرم بن جَحْجَبّي بْنِ كُلْفَةَ بْنِ عَوْفِ بْنِ عَمرو بْنِ عوف بن مالك بن الأوس. وذكر أباه محمد بن أنس بن فضالة في عداد الصحابة وجده أيضاً.
3 ذكر كل من البخاري وابن أبي حاتم يونس بن محمد وسكتا عنه. ووثقه ابن حبان وأرخ وفاته كما أرخها ابن سعد. (انظر: التاريخ الكبير للبخاري 4/2/410. والجرح والتعديل 4/2/246. والثقات لابن حبان 3/176ب) .

(1/427)


363- عُمَرُ بنُ صُهْبَانِ1
الْأَسْلَمِيُّ، مَوْلًى لَهُمْ. وَيُكَنَّى أَبَا حَفْصٍ2، خَالُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي يَحْيَى. (مَاتَ سَنَةَ سَبْعٍ وَخَمْسِينَ وَمِائَةٍ) 3. وَقَدْ رَوَى عَنْهُ عُبيد اللَّهِ بْنُ مُوسَى4 وَغَيْرُهُ، (وَكَانَ قَلِيلَ الْحَدِيثِ5) 6.
364- أَفْلَحُ بنُ سَعِيدِ
القُبائي7 -[يَنْزِلُ قُباء8]-. وَيُكَنَّى أَبَا مُحَمَّدٍ. وَهُوَ مَوْلًى لمُزينة. (مَاتَ بِالْمَدِينَةِ سَنَةَ سِتٍّ وَخَمْسِينَ وَمِائَةٍ فِي خِلَافَةِ أَبِي جَعْفَرٍ. وَكَانَ ثِقَةً9
__________
1 ويقال: عمر بن محمد بن صهبان. (انظر: الجرح والتعديل 3/1/116. وتهذيب التهذيب 7/464) .
2 وذكر ابن حجر أن كنيته (أبو جعفر) . (انظر: تهذيب التهذيب 7/464) .
3 تهذيب التهذيب 7/465.
4 ابن أبي مختار باذام العبسي -بالموحدة- الكوفي، وأبو محمد. كان ثقة، وكان يتشيع. مات سنة ثلاث عشرة ومائتين. (انظر: تقريب التهذيب 227) .
5 وقال ابن حجر: "ضعيف". (انظر: تقريب التهذيب 254) .
6 تهذيب التهذيب 7/465.
7 القبائي: -بضم القاف- وهذه النسبة إلى قباء، كانت قرية تبعد ميلين عن المدينة، وفيها مسجد قباء الذي أسس على التقوى. (انظر: معجم البلدان 4/301. واللباب لابن الأثير 3/12) . ولما اتسعت المدينة وامتد بناؤها صارت قباء حياً من أحياء المدينة.
8 هذا التفسير كان من حاشية الأصل.
9 اختلفت فيه أقوال النقاد. وردّ الذهبي وابن حجر قول من ضعفه كابن حبان وغيره. وقالا: صدوق، وأخرج له مسلم والنسائي. (انظر: التاريخ الكبير للبخاري 1/2/52. والجرح والتعديل 1/1/324. والمجروحين 1/176. والمغني في الضعفاء للذهبي 1/93. وميزان الاعتدال 1/274. وتهذيب التهذيب 1/367. وتقريب التهذيب 38) .

(1/428)


قليل الحديث1.
365- أَفْلَحُ بنُ حُمَيْدِ
ابن نافع. مولى لآل أبي أيوب الأنصاري2. ويكنى أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ. وَكَانَ يُقَالُ لَهُ: "ابْنُ صُفَيْراء. سَمِعَ مِنَ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، وَمِنْ أَبِيهِ، وَغَيْرِهِمَا. وَمَاتَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَخَمْسِينَ وَمِائَةٍ، وَهُوَ ابْنُ ثَمَانِينَ سَنَةً. (وَكَانَ ثِقَةً3 كَثِيرَ الحديث) 4.
366- عُبَيْدُ5 اللهِ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ
ابن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَوْهَب. مَوْلًى لِآلِ نَوْفَلِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ. (وَيُكَنَّى أَبَا مُحَمَّدٍ. مَاتَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَخَمْسِينَ وَمِائَةٍ، وَهُوَ ابْنُ ثَمَانِينَ سنة. وكان قليل الحديث6) 7.
__________
1 تهذيب التهذيب 1/368. والتحفة اللطيفة 1/334. ويحذف (في خلافة أبي جعفر) .
2 هو خالد بن زيد بن كليب، أبو أيوب الأنصاري. معروف باسمه وكنيته. صحابي جليل، من السابقين الأولين. توفي في غزاة القسطنطينية سنة اثنتين وخمسين، وقيل قبلها. (انظر: الإصابة 1/405) .
3 ووثقه النقاد. وقد أخرج له الجماعة عدا الترمذي. (انظر: الجرح والتعديل 1/1/322. وميزان الاعتدال 1/274. وتهذيب التهذيب 1/367. وتقريب التهذيب 38. وهدي الساري 389) .
4 تهذيب التهذيب 1/367. والتحفة اللطيفة 1/334.
5 وقال ابن حجر: "ويقال: (عبد الله) ". (انظر: تهذيب التهذيب 7/28) .
6 وقال ابن حجر: "ليس بالقوي. وقد أخرج له الأربعة عدا الترمذي". (انظر: تقريب التهذيب 226) .
7 تهذيب التهذيب 7/29.

(1/429)


367- عُثْمَانُ بنُ عَبْدِ1 اللهِ
ابن مَوْهَب الْأَعْرَجُ. مَوْلًى لِآلِ الْحَكَمِ بْنِ [أَبِي] 2 الْعَاصِ بْنِ أُمِيَّة بْنِ عَبْدِ شَمْسٍ. وَيُكَنَّى أَبَا عَبْدِ اللَّهِ3. وَكَانَ يَسْكُنُ زُقَاقَ اللبَّادين بِالْمَدِينَةِ4 وَكَانَ أَهْيَأَ وَأَثْبَتَ مِنْ عُبيد اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ (وَمَاتَ سَنَةَ سِتِّينَ وَمِائَةٍ) 5 [247/ب] فِي خِلَافَةِ الْمَهْدِيِّ. وَكَانَ قَلِيلَ الْحَدِيثِ6.
368- يَعْقُوبُ
ابن مُحَمَّدِ بْنِ طَحْلاء. مَوْلًى لِبَنِي لَيْثِ7 بْنِ بكر بن عبد مناة من كِنانة،
__________
1 ويضيف ابن حبان: (بن عبد الرحمن) بعد (عثمان) ، وقال ابن حجر: (وقد يُنسب إلى جده) .
(انظر: ثقات ابن حبان 3/100ب. وتهذيب التهذيب 7/133) .
2 التكملة من طبقات خليفة 273. وثقات ابن حبان 3/100ب. أما في التاريخ الكبير للبخاري 3/2/231. والجرح والتعديل 3/1/155. وتهذيب التهذيب 7/133. فقد نُسب ولاؤه إلى طلحة التيمي.
3 ويقال: أبو عَمرو. (انظر: تهذيب التهذيب 7/133) .
4 أصله من المدينة، وقيل: كان بالعراق. (انظر: التاريخ الكبير للبخاري 3/2/231. والجرح والتعديل 3/1/155) .
5 تهذيب التهذيب 7/133.
6 قال ابن حجر: "ثقة أخرج له الجماعة عدا أبا داود". (انظر: تقريب التهذيب 234) .
7 وكذا قال خليفة في ولائه. وقيل: مولى جويرية بنت الحارث الهلالية. (انظر: طبقات خليفة 274. وتهذيب التهذيب 11/395) .

(1/430)


وَيُكَنَّى أَبَا يُوسُفَ، (تُوُفِّيَ فِي [خِلَافَةِ] 1 أَبِي جَعْفَرٍ الْمَنْصُورِ2، وَكَانَ قَلِيلَ3 الْحَدِيثِ) 4.
369- أَبُو الغُصْنِ
واسمه ثَابِتُ بْنُ قَيْس. مَوْلًى لِبَنِي غِفار5 مِنْ كِنانة. (مات سنة ثمان و [ستين] 6 وَمِائَةٍ، وَهُوَ ابْنُ مِائَةِ سَنَةٍ وَخَمْسِ سِنِينَ. وَكَانَ قَدِيمًا قَدْ رَأَى النَّاسَ وَرَوَى عَنْهُمْ7، وكان شيخاً8 قليل الحديث) 9.
__________
1 التكملة يقتضيها السياق.
2 وكانت خلافته بين سنتي (137-158هـ) . ونقل ابن حجر وفاة يعقوب عن خليفة الخيَّاط سنة اثنتين وستين ومائة. وأرخ خليفة وفاته في طبقاته كما عند ابن سعد. ولم يذكره خليفة في تاريخه. (انظر: طبقات خليفة 274. وتهذيب التهذيب 11/396) .
3 وقال ابن حجر: "ما به بأس. وأخرج له مسلم". (انظر: تقريب التهذيب 387) .
4 تهذيب التهذيب 11/396.
5 وكذا قال خليفة وغيره. وقال ابن حبان: مولى عثمان بن عفَّان. (انظر: طبقات خليفة 274. والمجروحين لابن حبان 1/206. وتهذيب التهذيب 2/13) .
6 في الأصل مطموسة وأضفتها من تهذيب التهذيب 2/13. حيث نقلها عن ابن سعد.
7 روى عن أنس وأبي سعيد المقبري. وعنه ابن مهدي، والقعنبي، وغيرهم. (انظر: تهذيب التهذيب 2/13) .
8 وقال ابن معين والنسائي: "ليس به بأس. ووثقه أحمد. ولينه أبو داود والحاكم، وابن معين في قول". وقال ابن عدي: "يُكتب حديثه". وقال ابن حجر: "صدوق يهم. وقد أخرج له أبو داود والنسائي". (انظر: التاريخ لابن معين 2/69. والجرح والتعديل 1/1/456. والمجروحين لابن حبان 1/206. وميزان الاعتدال 1/366. وتهذيب التهذيب 2/13. وتقريب التهذيب 51. والتحفة اللطيفة 1/395) .
9 تهذيب التهذيب 2/13. ويحذف (وخمس سنين) بعد (سنة) الثانية. وكذا في التحفة اللطيفة 1/395.

(1/431)


370- مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ
ابن كَثِيرِ بْنِ الصَّلْت الكِنْدي، حَلِيفٌ فِي قُرَيْشٍ، وولي شُرَط المدينة وقضاءها1 وإمرتها2. وَكَانَتْ لَهُ رِوَايَةٌ. وَقَدْ رُوي عَنْهُ3.
371- مُخْرَمَةُ
ابن بُكَير بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْأَشَجِّ. وَيُكَنَّى أَبَا المِسْوَر مَوْلَى المِسْوَر بْنِ مُخْرَمَة الزُّهْرِيِّ. (وَكَانَ ثِقَةً4 كَثِيرَ الْحَدِيثِ وَتُوُفِّيَ فِي أَوَّلِ خلافة المهدي5) 6 بالمدينة.
__________
1 انظر: أخبار القضاة لوكيع 1/227.
2 ولي إمرة المدينة أول زمن المهدي سنة ثمان وخمسين ومائة. (انظر: تاريخ خليفة 440) .
3 روى عن أبيه، ونافع، والزهري، وعنه عبد العزيز بن أبي سلمة، وخالد بن مُخْلد القَطَوَاني. وذكره البخاري وابن أبي حاتم وسكتا عنه، ووثقه ابن حبان.
(انظر: التاريخ الكبير للبخاري 1/1/137. والجرح والتعديل 3/2/303. وثقات ابن حبان 3/130ب) .
4 ووثقه أحمد، وابن المديني، وأحمد بن صالح المصري، وقال النسائي: "ليس به بأس. وضعفه ابن معين"، وقال أبو حاتم: "صالح الحديث".
وقال ابن حجر: "صدوق". وذكره ابن حبان في الثقات وقال: "يحتج بحديثه من غير روايته عن أبيه لأنه لم يسمع منه"، انتهى. وروايته عن أبيه وِجادة وقد أخرج له البخاري في الأدب، ومسلم، وأبو داود والنسائي. (انظر: التاريخ لابن معين 2/553. والجرح والتعديل 4/1/363. وثقات ابن حبان 3/149أ. وجامع التحصيل للعلائي 339. وميزان الاعتدال 4/80. وتهذيب التهذيب 10/70. وتقريب التهذيب 331) .
5 وكانت خلافته بين سنتي (158-169هـ) . وقد تقدم وحدد ابن حبان وفاة مخرمة سنة تسع وخمسين ومائة. (انظر: الثقات لابن حبان 3/149أ) .
6 تهذيب التهذيب 10/71. ويضع (ولايه) بدل (خلافه) .

(1/432)