الطبقات الكبرى
متمم الصحابة، الطبقة الخامسة 7- الحسن بن علي -
رضي الله عنهما
ابن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي
وأمه فاطمة بنت رسول الله ص «1» وأمها خديجة بنت خويلد بن
أسد بن عبد العزى ابن قصي.
فولد الحسن بن علي: محمدا الأصغر وجعفرا وحمزة «2» وفاطمة
درجوا «3» وأمهم أم كلثوم بنت الفضل بن العباس بن عبد
المطلب بن هاشم.
ومحمدا الأكبر وبه كان يكنى والحسن «4» وامرأتين هلكتا ولم
تبرزا وأمهم خولة بنت منظور «5» بن زبان بن سيار بن عمرو
بن جابر بن عقيل
__________
نسب قريش: ص 46. وطبقات خليفة: ص 230. وفضائل الصحابة:
2/ 766. وتاريخ الطبري: 5/ 158. وحلية الأولياء: 2/ 35.
وجمهرة أنساب العرب: ص 38. والاستيعاب: 1/ 383. وتاريخ
بغداد: 1/ 138.
وأسد الغابة: 2/ 9. وتهذيب الكمال: 1/ 271. وتاريخ
الإسلام:
2/ 216. وسير أعلام النبلاء: 3/ 245. والبداية والنهاية:
8/ 14.
والإصابة: 2/ 68. وتاريخ الخلفاء: ص 187. وتهذيب ابن
عساكر:
4/ 202.
__________
(1) ليست في المحمودية.
(2) في جمهرة أنساب العرب ص 39: ذكر محمدا وجعفرا وحمزة
وقال: لا عقب لواحد من هؤلاء.
(3) درجوا: درج ودرج- بفتح الراء وكسرها- الرجل: مات.
ويقال للقوم إذا ماتوا ولم يخلفوا عقبا قد درجوا ودرجوا.
وقبيلة دارجة: إذا انقرضت ولم يبق لها عقب. وفي المثل:
أكذب من دب ودرج. أي أكذب الأحياء والأموات. وقيل: درج مات
ولم يخلف نسلا وليس كل من مات درج. (اللسان: 2/ 268 مادة
درج) والمراد هنا ماتوا وهم صغار.
(4) في نسب قريش لم يذكر من ولد خولة إلا الحسن.
(5) في الأصل، منصور، وفي المحمودية، منظود، والتصحيح من
كتب الأنساب. مثل نسب قريش ص 46. وجمهرة أنساب العرب ص 38.
(1/225)
ابن هلال بن سمي بن مازن بن فزارة بن ذبيان
بن بغيض بن ريث بن غطفان.
وزيدا وأم الحسن وأم الخير وأمهم أم بشير «1» بنت أبي
مسعود وهو عقبة ابن عمرو بن ثعلبة بن أسيره بن عسيرة «2»
بن عطية بن جدارة بن عوف بن الحارث بن الخزرج من الأنصار.
وإسماعيل ويعقوب وجاريتين هلكتا وأمهم جعدة بنت الأشعث بن
قيس ابن معدي كرب الكندي.
والقاسم وأبا بكر وعبد الله «3» قتلوا مع الحسين بن علي بن
أبي طالب ولا بقية لهم. وأمهم أم ولد تدعى بقيلة.
2/ 8/ ب وحسينا «4» الأثرم وعبد الرحمن وأم سلمة/ وأمهم أم
ولد تدعى ظمياء وعمرا لا بقية له «5» . وأمه أم ولد. وأم
عبد الله وهي أم أبي جعفر محمد ابن علي بن حسين وأمها «6»
أم ولد تدعى صافية.
وطلحة لا بقية له «7» . وأمه أم إسحاق بنت طلحة بن عبيد
الله بن عثمان التيمي وعبد الله الأصغر وأمه زينب بنت سبيع
بن عبد الله أخي جرير بن عبد الله البجلي.
قال محمد بن عمر: ولد الحسن بن علي بن أبي طالب في النصف
من شهر رمضان سنة ثلاث من الهجرة «8» .
__________
(1) في نسب قريش ص 49:، أم بشير، ويجعلها أما لزيد وأم
الخير ولا يذكر أم الحسن. وفي المحبر ص 446:، أم بشر،
كذلك. وفي جمهرة أنساب العرب ص 38. اسمها، أم بشر، وقال
المحقق: في بعض النسخ، بشير، بالتصغير.
(2) في نسب قريش ص 49:، عميرة،.
(3) في نسب قريش ص 50: أسقط اسم عبد الله وأضاف عمرا.
(4) في نسب قريش ص 50: يذكر حسينا فقط ولا يسمى أمه ويذكر
أنه قد انقرض.
(5) في نسخة المحمودية جاءت العبارة هكذا، وعمرا ولا بقية
له،.
(6) في الأصول الخطية: وأمهما. وهو خطأ.
(7) في نسب قريش ص 50:، درج،.
(8) مثله في نسب قريش ص 40. والاستيعاب: 1/ 384. وقال: هذا
أصح ما قيل في ذلك. وانظر الإصابة: 2/ 68 ونسبه إلى ابن
سعد وابن البرقي وذكر أقوالا أخرى في تاريخ ولادته ثم رجح
هذه الرواية بقوله: والأول أثبت.
(1/226)
ذكر الأذان في أذن
الحسن
148- قال: أخبرنا عمر بن سعد أبو داود الحفري وقبيصة بن
عقبة
__________
148- إسناده ضعيف.
- عمر بن سعد بن عبيد أبو داود الحفري- بفتح المهملة
والفاء- ثقة عابد من التاسعة (تق: 2/ 56) .
- قبيصة بن عقبة بن محمد بن سفيان السوائي. صدوق. تقدم في
رقم (52) .
- أبو المنذر إسماعيل بن عمر الواسطي نزيل بغداد. ثقة. من
التاسعة (تق:
1/ 72) .
- عاصم بن عبيد الله بن عاصم بن عمر بن الخطاب العدوي.
ضعيف. من الرابعة (تق: 1/ 384) .
- عبيد الله بن أبي رافع المدني مولى النبي ص. كان كاتب
علي. ثقة من الثالثة (تق: 1/ 532) .
- أبو رافع القبطي مولى رسول الله ص اسمه إبراهيم وقيل
أسلم أو هرمز.
صحابي. مات في أول خلافة علي على الصحيح (تق: 2/ 421) .
تخريجه:
أخرجه أحمد في مسنده: 6/ 9. وأبو داود برقم (5105) ،
والترمذي برقم (1514) والحاكم في المستدرك: 3/ 179. كلهم
من طريق سفيان عن عاصم بن عبيد الله عن عبيد الله بن أبي
رافع عن أبيه به.
وقد قال الترمذي عقبة: هذا حديث حسن صحيح. وقال الحاكم:
هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه. وتعقبه الذهبي بقوله:،
عاصم ضعيف،. وهو كما قال فقد أورده في ديوان الضعفاء (ص
157) وقال: ضعفه مالك وغيره. وجزم بذلك ابن حجر كما ذكرنا
أعلاه. وقال الشيخ محمد ناصر الدين الألباني في إرواء
الغليل (رقم 1173) : حسن إن شاء الله وقال: إنه يتقوى بما
روى البيهقي في شعب الإيمان عن ابن عباس: أن النبي ص أذن
في أذن الحسن بن علي يوم ولد.
وإسناده ضعيف. كما نقل ذلك ابن القيم في تحفة المودود (ص
21) وانظر سلسلة الأحاديث الضعيفة رقم (321) .
تنبيه:
ورد في مسند أحمد: أذن في أذني الحسن. وورد في مستدرك
الحاكم: أذن في أذن الحسين. وسيأتي الحديث في ترجمة الحسين
برقم (335) من هذا الطريق.
(1/227)
وأبو المنذر إسماعيل بن عمر. قالوا: حدثنا
سفيان الثوري. عن عاصم بن عبيد الله. عن عبيد الله بن أبي
رافع. عن أبيه. أن رسول الله ص: أذن في أذن الحسن بن علي
حين ولدته فاطمة.
قال قبيصة وأبو المنذر في حديثهما: بالصلاة.
149- أخبرنا الفضل بن دكين. قال: حدثنا ابن عيينة. عن عاصم
ابن عبيد الله. عن عبيد الله بن أبي رافع. عن أبي رافع. أن
رسول الله ص:
أذن في أذن الحسن بن علي بالصلاة حين ولدته فاطمة.
__________
149- إسناده ضعيف.
رجاله تقدموا في الإسناد السابق والفضل بن دكين شيخ ابن
سعد تقدم مرارا.
تخريجه:
انظر الحديث السابق.
(1/228)
ذكر العقيقة
150- قال: أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم الأسدي. عن أيوب. عن
عكرمة. أن النبي ص عق عن الحسن بكبش وعن الحسين بكبش.
151- قال: أخبرنا يعلى بن عبيد. قال: حدثنا سفيان. عن
أيوب.
عن عكرمة. قال: ذبح رسول الله ص عن الحسن والحسين كبشا
كبشا.
__________
150- إسناده مرسل.
- إسماعيل بن إبراهيم الأسدي المعروف بابن عليه. حافظ حجة.
تقدم في (142) .
- أيوب هو السختياني. ثقة. ثبت. تقدم في (143) .
- عكرمة هو مولى ابن عباس. تقدم في رقم (8) .
تخريجه:
أخرجه أبو داود موصولا. حدثنا أبو معمر عبد الله بن عمرو
حدثنا عبد الوارث حدثنا أيوب عن عكرمة عن ابن عباس برقم
(2841) ، ولفظه عنده:
أن رسول الله ص عق عن الحسن والحسين كبشا كبشا.
وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى: 9/ 299 بمثل إسناد أبي
داود. ولفظه: أن رسول الله ص عق عن الحسن كبشا وعن الحسين
كبشا وهذا إسناد صحيح. وانظر إرواء الغليل حديث رقم (1164)
فقد روى بطرق متعددة عن عدد من الصحابة.
151- إسناده مرسل.
- رجاله تقدموا.
تخريجه:
انظر الحديث السابق.
(1/229)
152- قال: أخبرنا عبيد الله بن موسى. قال:
حدثنا إسرائيل. عن جابر. عن عكرمة: أن رسول الله ص عق عن
حسن وحسين كبشا كبشا.
153- قال: أخبرنا محمد بن حميد العبدي. عن معمر. عن أيوب.
عن عكرمة: أن النبي ص عق عن الحسن والحسين كبشين.
__________
152- إسناده ضعيف.
- عبيد الله بن موسى. ثقة تقدم في رقم (4) .
- إسرائيل هو ابن يونس بن أبي إسحاق السبيعي. ثقة تقدم في
رقم (4) .
- جابر هو ابن يزيد الجعفي. ضعيف رافضي. تقدم في رقم (8) .
تخريجه:
انظر الحديث رقم (150) .
153- إسناده مرسل.
- محمد بن حميد العبدي. ثقة تقدم في رقم (50) .
- معمر هو ابن راشد الأزدي. ثقة تقدم في رقم (50) .
- أيوب هو السختياني ثقة ثبت تقدم في رقم (143) .
تخريجه:
انظر الحديث رقم (150) .
(1/230)
ذكر حلق رأس الحسن
والحسين
154- قال: أخبرنا أنس بن عياض أبو ضمرة الليثي. [عن جعفر
بن محمد. عن أبيه: أن فاطمة حلقت حسنا وحسينا يوم سابعهما
فوزنت شعرهما فتصدقت بوزنه فضة] .
155- قال: أخبرنا معن بن عيسى. قال: حدثنا مالك بن أنس.
[عن جعفر بن محمد. عن أبيه. قال: وزنت بنت رسول الله ص شعر
حسن وحسين وزينب وأم كلثوم فتصدقت بزنته فضة] .
__________
154- إسناده مرسل.
- أنس بن عياض الليثي. ثقة تقدم في (104) .
- جعفر بن محمد بن علي بن حسين بن علي بن أبي طالب المعروف
بالصادق أبو عبد الله صدوق فقيه أخرج له أصحاب السنن
والبخاري في الأدب المفرد (تق: 1/ 132) .
- محمد بن علي بن حسين بن علي بن أبي طالب أبو جعفر
الباقر. ثقة فاضل.
من الرابعة (تق: 2/ 192) .
تخريجه:
أخرجه سعيد بن منصور كما قال الحافظ في الفتح: 9/ 596
مرسلا عن محمد ابن علي أبو جعفر الباقر.
وحلق رأس المولود يوم سابعة جاء في حديث صحيح رواه الخمسة
وصححه الترمذي وانظر مزيدا من ذلك في إرواء الغليل حديث
رقم (1165) .
155- إسناده مرسل.
- معن بن عيسى الأشجعي المدني. ثقة ثبت. تقدم في رقم (32)
.
تخريجه:
أخرجه مالك في الموطإ. كتاب العقيقة. باب ما جاء في
العقيقة: 2/ 501 من هذا الطريق. وأخرجه البيهقي في السنن
الكبرى: 9/ 304 من طريق مالك.
(1/231)
156- قال: أخبرنا معن بن عيسى. قال: حدثنا
مالك بن أنس.
عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن. [عن محمد بن علي بن حسين.
قال: وزنت فاطمة بنت رسول الله ص شعر حسن وحسين فتصدقت
بزنته فضة] .
157- قال: أخبرنا «1» خالد بن مخلد البجلي. قال: حدثني
سليمان ابن بلال. قال: حدثني ربيعة بن أبي «2» عبد الرحمن.
[عن محمد بن علي ابن حسين. قال: حلق رسول الله ص حسنا
وحسينا ثم تصدق بزنة أشعارهما فضة] .
__________
156- إسناده مرسل.
- ربيعة بن أبي عبد الرحمن فروخ التيمي مولاهم المدني
المعروف بربيعة الرأي.
ثقة فقيه مشهور مات سنة 136 هـ على الصحيح (تق: 1/ 247) .
تخريجه:
أخرجه مالك في الموطإ. كتاب العقيقة. باب ما جاء في
العقيقة: 2/ 501 من هذا الطريق. وأخرجه البيهقي في السنن
الكبرى: 9/ 299 من طريق مالك.
157- إسناده مرسل ضعيف.
- خالد بن مخلد القطواني البجلي. صدوق يتشيع وله أفراد.
تقدم في رقم (11) .
- سليمان بن بلال التيمي مولاهم المدني. ثقة. تقدم في رقم
(10) .
تخريجه:
أخرج الطبراني في الكبير: 3/ 29 من طريق ابن لهيعة عن
عمارة بن غزية عن ربيعة عن أنس بن مالك أن رسول الله ص أمر
برأس الحسن والحسين يوم سابعهما فحلقا ... وقال الهيثمي في
المجمع: 4/ 57 رواه الطبراني في الكبير والأوسط والبزار
وفي إسناد الكبير ابن لهيعة وإسناده حسن وبقية رجاله رجال
الصحيح.
قلت: وإسناد البزار أيضا من طريق ابن لهيعة (كشف الأستار:
2/ 74) لمرسل محمد بن علي بن حسين وبذلك يكون الخبر صحيحا.
وانظر ما تقدم رقم (154) ، (155) ، (156) .
__________
(1) في نسخة المحمودية حدثنا.
(2) في الأصل، ربيعة بن عبد الرحمن، وهو خطأ.
(1/232)
158- قال: أخبرنا خالد بن مخلد. قال: حدثني
سليمان بن بلال.
قال: [حدثني جعفر بن محمد. عن أبيه قال: ذبحت فاطمة عن حسن
وحسين حين ولدا شاة شاة وحلقت رءوسهما وتصدقت بزنة
شعورهما] .
159- قال: أخبرنا هشام أبو الوليد الطيالسي. قال: حدثنا
شريك.
عن عبد الله بن محمد بن عقيل. [عن علي بن حسين. قال: لما
ولدت فاطمة حسنا قالت: يا رسول الله ألا «1» أعق عن ابني
بدم؟ قال:، لا ولكن احلقي رأسه وتصدقي بوزن شعره من الورق
على المساكين أو على كذا- يعني أهل الصفة-،. فلما ولدت
حسينا فعلت مثل ذلك] .
__________
158- إسناده مرسل ضعيف.
رجاله تقدموا قريبا.
تخريجه:
أخرجه البيهقي في السنن الكبرى: 9/ 304 من طريق القعنبي
حدثنا سليمان ابن بلال عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده أن
فاطمة ذبحت عن حسن وحسين ...
وهذه متابعة جيدة لخالد القطواني وفيها زيادة في الإسناد
حيث قال عن أبيه عن جده أي عن علي ابن الحسين ولكنه يبقى
مرسلا. وقال العلامة الألباني في الإرواء:
4/ 405 عن رواية البيهقي منكرة لمخالفتها لحديث أبي رافع.
وسيأتي في رقم (159) .
159- إسناده مرسل ضعيف.
- هشام أبو الوليد الطيالسي. ثقة ثبت. تقدم في رقم (3) .
- شريك هو ابن عبد الله النخعي. صدوق يخطئ كثيرا. تقدم في
رقم (76) .
- عبد الله بن محمد بن عقيل بن أبي طالب الهاشمي أبو محمد
المدني. صدوق في حديثه لين. ويقال تغير بآخره. من الرابعة.
(تق: 1/ 448) .
- علي بن حسين بن علي بن أبي طالب المعروف بزين العابدين.
ثقة ثبت فقيه مشهور فاضل. مات سنة 93 هـ (تق: 2/ 35) .
تخريجه:
أخرجه أحمد في المسند: 6/ 390 والبيهقي في السنن الكبرى:
9/ 304 موصولا من طريق شريك عن عبد الله بن محمد بن عقيل
عن علي بن حسين عن أبي رافع.
وله متابعات ذكرها الشيخ الألباني في إرواء الغليل عند
الحديث رقم (1175) . قال البيهقي: 9/ 304: تفرد به ابن
عقيل وهو إن صح فكأنه أراد أن يتولى العقيقة عنهما بنفسه
كما رويناه فأمرها بغيرها وهو التصدق بوزن شعرهما من
الورق.
__________
(1) زيادة من نسخة المحمودية.
(1/233)
160- قال: أخبرنا محمد بن عمر. قال: حدثنا
الثوري. عن عبد الله ابن محمد «1» بن عقيل. [عن علي بن
حسين قال: عق رسول الله ص عن الحسن بكبش وحلق رأسه وأمر أن
يتصدق بزنته فضة على الأوفاض] «2» .
161- قال: وأخبرنا أيضا به محمد بن عمر. قال: أخبرنا
الثوري.
عن عبد الله بن محمد بن عقيل. عن علي بن حسين. عن أبي
رافع. [أن رسول الله ص أمر أن يتصدق بزنة شعر حسن وحسين
على الأوفاض. يعني المساكين الذين في الصفة] .
__________
160- إسناده مرسل ضعيف.
رجاله تقدموا.
تخريجه:
انظر تخريج الحديث السابق.
161- إسناده ضعيف.
تخريجه:
تقدم تخريجه في الحديث رقم (159) .
__________
(1) ساقط من الأصل.
(2) الأوفاض: الفرق من الناس والأخلاط من قبائل شتى يقال:
وفضت الإبل: إذا تفرقت. وقيل: هم الفقراء الضعاف الذين لا
دفاع بهم. وفي الحديث فسروا بأنهم المساكين أهل الصفة.
انظر: (لسان العرب: مادة وفض: 7/ 251) .
(1/234)
162- قال: أخبرنا محمد بن عمر. قال: أخبرنا
أبو بكر بن عبد الله ابن أبي سبرة. عن جعفر. [عن أبيه.
قال: أمر النبي ص أن يتصدق بزنة شعر حسن وحسين فوزن شعر
أحدهما فوجد ثلثي درهم] .
163- قال: أخبرنا محمد بن عمر. عن إبراهيم بن يزيد الخوزي.
عن عمرو بن دينار. عن الحسن بن محمد بن علي. أن فاطمة ع
«1» عقت عن حسن بجزور وحلقت رأسه فتصدقت بزنته ذهبا وفضة
على المساكين.
__________
162- إسناده ضعيف جدا.
- أبو بكر بن عبد الله بن أبي سبرة شيخ للواقدي رموه
بالوضع. تقدم في (86) .
تخريجه:
انظر الحديث رقم (159) ولم يذكر فيه مقدار وزن الشعر.
163- إسناده ضعيف جدا.
- إبراهيم بن يزيد الخوزي- نسبة إلى شعيب خوز بمكة- أبو
إسماعيل المكي مولى بني أمية. متروك الحديث من السابعة
(تق: 1/ 46) .
- عمرو بن دينار المكي أبو محمد الأثرم. ثقة ثبت. تقدم في
(7) .
- الحسن بن محمد بن علي بن أبي طالب أبو محمد المدني
المعروف أبوه بابن الحنفية ثقة فقيه من الثالثة (تق: 1/
171) .
تخريجه:
لم أقف عليه بهذا السياق. والأخبار الصحيحة أن رسول الله ص
هو الذي عق عن الحسن رضي الله عنه وفيه من النكارة أنها
عقت بجزور وقد أنكرت عائشة ذبح الجزور عقيقة وقالت: قال
رسول الله:، شاتان مكافئتان، (السنن الكبرى للبيهقي: 9/
301) وفيه أيضا التصدق بالذهب وقد قال الحافظ في تلخيص
الحبير 4/ 163 الروايات كلها متفقة على ذكر التصدق بالفضة
وليس في شيء منها ذكر الذهب.
__________
(1) ليست في المحمودية.
(1/235)
164- قال: أخبرنا محمد بن عمر. عن مخرمة بن
بكير. عن أبيه.
عن عمرة. عن عائشة. قالت: عق النبي ص عن الحسن والحسين يوم
السابع.
165/ ا- قال: أخبرنا محمد بن عمر. قال: حدثنا مالك بن أنس.
عن جعفر بن محمد. عن أبيه.
165/ ب- وعن سفيان بن عيينة. عن عمرو بن دينار. [عن أبي
جعفر:
أن فاطمة وزنت شعر الحسن والحسين فتصدقت بوزن ذلك فضة] .
__________
164- إسناده ضعيف.
- مخرمة بن بكير بن عبد الله الأشج أبو المسور المدني.
صدوق وروايته عن أبيه وجادة من كتابه (تق: 2/ 234) .
- بكير بن عبد الله الأشج القرشي مولى بني مخزوم نزيل مصر.
ثقة (تق:
1/ 108) .
- عمرة بنت عبد الرحمن بن سعد بن زرارة الأنصارية المدنية
أكثرت الرواية عن عائشة أم المؤمنين. ثقة من الثالثة (تق:
2/ 607) .
تخريجه:
أخرجه ابن حبان في صحيحه برقم (1056) من موارد الظمآن.
والحاكم في المستدرك 4/ 237. والبيهقي في السنن: 9/ 299
ثلاثتهم من طريق ابن وهب أخبرني محمد بن عمرو- وقال ابن
حبان: وهو اليافعي شيخ مصري ثقة- عن ابن جريج عن يحيى بن
سعيد عن عمرة عن عائشة. وقال الحاكم صحيح الإسناد ووافقه
الذهبي والإسناد صحيح لولا عنعنة ابن جريج. لكن ذكر له
العلامة الألباني متابعات كما في الإرواء. حديث رقم (1164)
وذكره الحافظ ابن حجر في تلخيص الحبير (4/ 162) وفي فتح
الباري (9/ 596) .
165- مرسل رجاله ثقات إلا الواقدي.
- أبو جعفر هو محمد بن علي بن حسين بن علي الباقر تقدم في
(154) .
تخريجه:
أخرجه البيهقي في السنن: 9/ 304 من طريق مالك عن جعفر عن
أبيه عن جده وفيه زيادة، وزينب وأم كلثوم،. وانظر فتح
الباري 9/ 596 وتخريج الحديث رقم (155) .
(1/236)
166- قال: أخبرنا محمد بن عمر. عن سعيد بن
محمد. [عن جعفر ابن محمد. عن أبيه. قال: ما بلغ زنة
شعورهما درهما] «1» .
__________
166- إسناده ضعيف.
- سعيد بن محمد بن أبي زيد الزرقي ذكره ابن أبي حاتم في
كتابه. ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا وقال: روى عن عمارة
بن غزية. وروى عنه الواقدي (الجرح والتعديل: 4/ 58) .
تخريجه:
أخرجه الترمذي في جامعه حديث رقم (1519) من حديث علي بن
أبي طالب مرفوعا وقال: حديث حسن غريب وإسناده ليس بمتصل.
وأبو جعفر محمد بن علي بن الحسين لم يدرك علي بن أبي طالب.
قلت: وفي إسناد الترمذي محمد ابن إسحاق وهو مدلس وقد عنعن.
وأخرجه الحاكم في المستدرك: 4/ 237 من طريق ابن إسحاق به.
__________
(1) في المحمودية (درهم) وهو خطأ.
(1/237)
ذكر تسمية رسول الله
ص الحسن والحسين رحمهما الله ورضي عنهما
167- قال: أخبرنا أنس بن عياض أبو ضمرة «1» الليثي. [عن
جعفر ابن محمد. عن أبيه. أن رسول الله ص سمى حسنا وحسينا
يوم سابعهما واشتق اسم حسين من حسن] .
168- قال: أخبرنا عبد الله بن مسلمة بن قعنب. وخالد بن
مخلد البجلي. قالا: حدثنا سليمان بن بلال. قال: حدثنا جعفر
بن محمد. عن أبيه. قال «2» :
__________
167- إسناده مرسل.
رجاله تقدموا قريبا.
تخريجه:
أخرجه الدولابي في الذرية الطاهرة حديث رقم (146) من طريق
أنس بن عياض به. وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى: 9/ 304
من حديث عبد الرزاق أنبأنا ابن جريج حدثنا جعفر بن محمد عن
أبيه عن النبي ص.... وهذا إسناد منقطع. وله متابع سيأتي
برقم (168 و 169) .
168- إسناده مرسل.
- عبد الله بن مسلمة القعنبي. ثقة عابد تقدم في (83) .
- خالد بن مخلد البجلي هو القطواني صدوق يتشيع. وتقدم في
رقم (157) .
__________
(1) ، أبو ضمرة، سقطت من المحمودية.
(2) ، قال، ليست في المحمودية.
(1/238)
169- وأخبرنا محمد بن عمر. قال: حدثني مالك
بن أبي الرجال.
[عن جعفر بن محمد. عن أبيه. أن رسول الله ص سمى حسنا
وحسينا يوم سابعهما] .
170- قال: أخبرنا يحيى بن عيسى الرملي. عن الأعمش. عن سالم
ابن أبي الجعد. [قال: قال علي: كنت رجلا أحب الحرب فلما
ولد الحسن هممت أن أسميه حربا فسماه رسول الله ص الحسن.
قال: فلما ولد الحسين هممت أن أسميه حربا لأني كنت أحب
الحرب وسماه رسول الله ص الحسين وقال:، إني سميت ابني هذين
باسمي ابني هارون شبرا وشبيرا] ،.
__________
169- إسناده مرسل ضعيف.
- مالك بن أبي الرجال محمد بن عبد الرحمن الأنصاري روى عن
أنس بن مالك مرسلا وعن أبيه عن عمرة.
قال أبو حاتم: هو أحسن حالا من أخويه حارثة وعبد الرحمن.
وذكره ابن حبان في الثقات (الجرح والتعديل: 8/ 216
والثقات: 9/ 164) .
تخريجه:
أخرجه البيهقي في السنن الكبرى: 9/ 303 و 304 من حديث أبي
قرة عن ابن جريج عن يحيى بن سعيد الأنصاري عن عمرة عن
عائشة أن النبي ص: عق عن الحسن شاتين وعن حسين شاتين
ذبحهما يوم السابع وسماهما. وانظر تخريج الحديث (167) .
170- إسناده: مرسل ضعيف.
- يحيى بن عيسى التميمي النهشلي الرملي. صدوق يخطئ ورمي
بالتشيع من التاسعة. مات سنة 201 هـ (تق: 2/ 355) .
- الأعمش هو سليمان بن مهران حافظ مشهور تقدم في (47) .
- سالم بن أبي الجعد الغطفاني الأشجعي مولاهم الكوفي ثقة
يرسل كثيرا من الثالثة (تق: 1/ 279) .
قال أبو زرعة: رواية سالم عن عمر وعثمان وعلي مرسلة
(التهذيب: 3/ 432) .
تخريجه:
أخرجه الطبراني في الكبير (3/ 97) من طريق الأعمش عن سالم
بن أبي الجعد.
ونقله الذهبي في السير: 3/ 247 عن يحيى بن عيسى التميمي
به.
(1/239)
171- قال: أخبرنا عبيد الله بن موسى. قال:
حدثنا إسرائيل. عن أبي إسحاق. عن هانئ بن هانئ. [عن علي.
قال: لما ولد الحسن سميته حربا فجاء رسول الله ص فقال:،
أروني ابني. ما سميتموه؟، قلنا حربا قال:، بل هو حسن، فلما
ولد الحسين سميته حربا فجاء رسول الله ص فقال:
__________
171- إسناده ضعيف.
- عبيد الله بن موسى. ثقة كان يتشيع. تقدم في (4) .
- إسرائيل بن يونس السبيعي. ثقة تكلم فيه بلا حجة. تقدم في
(4) .
- أبو إسحاق السبيعي. ثقة عابد اختلط بآخره. تقدم في (4) .
- هانئ بن هانئ الهمداني الكوفي. روى عن علي ولم يرو عنه
إلا أبو إسحاق السبيعي قال النسائي: ليس به بأس. وقال
الهيثمي في مجمع الزوائد: 8/ 52 ثقة. وقال ابن المديني:
مجهول. وقال الشافعي: لا يعرف وأهل العلم لا ينسبون حديثه
لجهالة حاله (انظر التهذيب: 11/ 12. وقال ابن سعد في
الطبقات: 6/ 223: كان يتشيع وهو منكر الحديث. وقال الذهبي
في المغني: 2/ 707: ليس بالمعروف. وقال ابن حجر في
التقريب: مستور) .
وبهذه الأقوال من أئمة هذا الشأن يتضح أنه مجهول الحال أو
مجروح وفيهم من وثقه قال ابن عبد البر في الاستغناء (ترجمة
رقم 2182) كل من لم يرو عنه إلا رجل واحد لا يعرف إلا بذلك
فهو مجهول عندهم لا تقوم به حجة.
تخريجه:
أخرجه أبو داود الطيالسي: 1/ 232 كما في منحة المعبود في
ترتيب مسند الطيالسي أبي داود. وأحمد في المسند: 1/ 98.
118. وفي فضائل الصحابة له برقم (1365) ، والدولابي في
الذرية الطاهرة برقم (98) ، والبزار كما في كشف الأستار
برقم (1997 و 1998) ، وابن حبان كما في موارد الظمآن برقم
(2227) ، والحاكم في المستدرك: 3/ 165 و 168. كلهم من طرق
عن أبي إسحاق عن هانئ بن هانئ. وقال البزار: لا نعلمه بهذا
اللفظ مرفوعا بأحسن من هذا الإسناد ولم يرو عن هانئ غير
أبي إسحاق. وقد روي عن علي من وجه آخر. وروي عن سلمان عن
النبي ص. وحديث هانئ أحسنها.
قلت: الإسناد السابق رقم (170) أقوى من هذا الإسناد ولعل
البزار لم يقف عليه. قال الشيخ أحمد شاكر في تخريجه لمسند
أحمد حديث رقم (769) : إسناده صحيح. ومشى على أن هانئ ثقة
وكذلك صحح إسناد هذا الحديث الشيخ وصى الله بن محمد عباس
في تحقيقه لكتاب فضائل الصحابة حديث رقم (1365) ، ووقع في
البزار أسماء ولد هارون جبر وجبير ومجبر كما وقع في مجمع
الزوائد: 8/ 52 بشر وبشير ومبشر وقد رجح أحمد شاكر في
تحقيقه للمسند أن هذا خطأ مطبعي.
(1/240)
، أروني ابني ما سميتموه؟، قلنا حربا قال:،
بل هو «1» حسين،. فلما ولد الثالث سميته حربا فجاء رسول
الله ص فقال:، أروني ابني ما سميتموه؟، قلنا حربا قال:، بل
هو محسن «2» . ثم قال: سميتهم بأسماء ولد هارون شبرا
وشبيرا ومشبرا] «3» ،.
172- قال: أخبرنا الحسن بن موسى. قال: حدثنا زهير بن
معاوية.
عن أبي إسحاق. [قال: لما ولد الحسن سماه علي حربا قال:
وكان يعجبه
__________
172- إسناده مرسل ضعيف.
- الحسن بن موسى الأشيب أبو علي البغدادي. ثقة. تقدم في
رقم (116) .
- زهير بن معاوية أبو خيثمة ثقة ثبت وسماعه من أبي إسحاق
بآخره تقدم في (14) .
تخريجه:
لم أقف عليه من هذا الطريق. وهو مكرر الحديث رقم (171) ،
وقال الهيثمي في مجمع الزوائد: 8/ 52 رواه البزار
والطبراني بنحوه بأسانيد ورجال أحدهما رجال الصحيح. وفي
كشف الأستار عن زوائد البزار حديث رقم (1998) ذكر نحوه عن
أبي إسحاق عن هانئ عن علي واقتصر على ذكر الحسن والحسين
ولم يذكر الثالث.
__________
(1) ساقطة من المحمودية.
(2) في المحمودية. قال: لا بل هو محسن.
(3) قال ابن خالويه: شبر (بالتثقيل مع الفتح) وشبير ومشبر
هم أولاد هارون ع ومعناها بالعربية حسن وحسين ومحسن. قال:
وبها سمى علي أولاده. (اللسان مادة شبر: 4/ 393) وقد ضبطه
الدارقطني في المؤتلف والمختلف: 3/ 1368. شبر- بفتح الشين
وتشديد الباء المعجمة بواحدة- وفي: 3/ 2010. مشبر- بضم
الميم وفتح الشين المخففة وتشديد الباء المعجمة بواحدة مع
الكسر. وانظر تبصير المنتبه لابن حجر: 2/ 767.
(1/241)
أن يكنى أبا حرب. فقال رسول الله ص:، ما
سميتم ابني؟، قالوا حربا.
فقال:، ما شأن حرب هو حسن،. فلما ولد حسين سماه علي حربا.
فقال النبي ص:، ما سميتم ابني؟، قالوا حربا. فقال النبي
ص:، ما شأن حرب. هو حسين،. فلما ولد الثالث سماه حربا فقال
رسول الله ص:، ما سميتم ابني؟، قالوا حربا فقال:، ما شأن
حرب هو محسن أو محسن] «1» ،.
173- قال: أخبرنا مالك بن إسماعيل. قال: أخبرنا عمرو بن
حريث.
قال: حدثنا برذعة بن عبد الرحمن. يعني ابن مطعم البناني.
عن أبي الخليل.
[عن سلمان عن النبي ص أنه قال:، سميتهما باسم ابني هارون
يعني الحسن والحسين شبرا وشبيرا] ،.
__________
173- إسناده ضعيف جدا.
- مالك بن إسماعيل هو أبو غسان النهدي الكوفي. ثقة متق.
تقدم في (14) .
- عمرو بن حريث الكوفي. روى عن برذعة بن عبد الرحمن وعمران
بن سليم وروى عنه إسماعيل بن أبان ومالك بن إسماعيل النهدي
قاله الخطيب في المتفق وساق له حديثا منكرا في شيعة علي.
وذكره ابن عدي في ترجمة المسعودي (عبد الرحمن ابن عبد الله
بن عتبة بن عبد الله بن مسعود) وقال: شيخ يروي عن طارق بن
عبد الرحمن بن عمر. وقال: عمرو مجهول.
قال الحافظ: فيحتمل أن يكون هو ويحتمل أن يكون آخر.
(تهذيب التهذيب: 8/ 19، لسان الميزان: 4/ 359) .
- برذعة بن عبد الرحمن بن مطعم البناني. قال ابن أبي حاتم
عن أبيه: روى عن أبي الخليل عن سلمان وروى عنه عمرو بن
حريث الكوفي.
وقال الذهبي في المغني: له مناكير ونقل عن ابن حبان أنه لا
يجوز الاحتجاج به.
وقال البخاري: برذعة بن عبد الرحمن عن أبي الخليل عن سلمان
عن النبي قال:، سميت ابني- يعني الحسن والحسين- باسم ابني
هارون،. قاله لنا مالك بن إسماعيل عن عمرو بن حريث عن
برذعة. إسناده مجهول.
(التاريخ الكبير: 2/ 147، والجرح والتعديل: 2/ 439،
والمغني في الضعفاء: 1/ 102، ولسان الميزان: 2/ 7) .
- أبو الخليل هو عبد الله بن الخليل الحضرمي الكوفي. مقبول
من الثانية (تق: 1/ 412.
تخريجه:
قال الهيثمي في المجمع: 8/ 52 رواه الطبراني وفيه برذعة بن
عبد الرحمن وهو ضعيف.
__________
(1) قال ابن حجر في تبصير المنتبه: 4/ 1264: بفتح الحاء
وتثقيل السين هو محسن ابن علي بن أبي طالب.
(1/242)
174- قال: أخبرنا مالك بن إسماعيل. قال:
حدثنا عمرو بن حريث ب عن عمران بن سليمان. قال: الحسن
والحسين اسمان «1» من أسماء أهل الجنة. لم يكونا في
الجاهلية.
175- قال: أخبرنا عبد الله بن جعفر الرقي. قال: حدثنا عبيد
الله
__________
174- إسناده ضعيف وهو موقوف.
- عمران بن سليمان المرادي القيسي من أهل الكوفة سمع
الشعبي وأبا صالح وعكرمة وعبد الله بن عبد الرحمن بن أبزى
روى عنه عيسى بن يونس وحفص ابن غياث. وذكره ابن حبان في
الثقات. وقال الأزدي: يعرف وينكر (الجرح والتعديل: 6/ 299،
ولسان الميزان: 4/ 346) .
تخريجه:
أخرجه الدولابي في الذرية الطاهرة رقم (99) من طريق مالك
بن إسماعيل به.
175- مرسل ضعيف.
- عبد الله بن جعفر الرقي. ثقة. تقدم في رقم (22) .
- عبيد الله بن عمرو الرقي أبو وهب الأسدي. ثقة. تقدم في
رقم (22) .
- عبد الله بن محمد بن عقيل بن أبي طالب. صدوق. في حديثه
لين. تقدم في (159) .
تخريجه:
أخرجه أحمد في الفضائل رقم (1219) من حديث زكريا بن عدي
قال:
أخبرنا عبيد الله بن عمرو عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن
محمد بن الحنفية عن علي قال ... وهذا إسناده متصل حسن.
وأخرجه الدولابي في الذرية الطاهرة رقم (97) بإسناد ضعيف.
وأخرجه البزار كما في كشف الأستار رقم (1996) من طريق ابن
عقيل وقال: لا نعلمه بلفظه ولا معناه إلا عن ابن الحنفية
عن علي.
وقال في مجمع الزوائد: 8/ 52 رواه أحمد وأبو يعلى والبزار
والطبراني وفيه ابن عقيل وحديثه حسن وبقية رجاله رجال
الصحيح.
__________
(1) في المحمودية، اسمين،.
(1/243)
ابن عمرو. [عن عبد الله بن محمد بن عقيل:
أن عليا لما ولد ابنه الأكبر سماه بعمه حمزة. ثم ولد ابنه
الآخر فسماه بعمه جعفر. قال فدعاني النبي ص فقال:، إني قد
أمرت أن أغير اسمي «1» ابني هذين. قال: قلت الله ورسوله
أعلم قال: فسماهما حسنا وحسينا] ،.
176- قال: أخبرنا سفيان بن عيينة. عن عمرو. عن عكرمة. قال:
[ولما ولدت فاطمة حسنا أتت به النبي ص فسماه حسنا. فلما
ولدت حسينا أتت به النبي ص فقال: هذا أحسن من هذا فشق له
من اسمه فقال:
هذا حسين،] .
__________
176- إسناده مرسل.
- عمرو هو ابن دينار المكي. ثقة ثبت تقدم في (7) .
- عكرمة هو مولى ابن عباس. ثقة ثبت تقدم في رقم (8) .
تخريجه:
لم أقف على من خرجه بهذا اللفظ وقد تقدم نحوه في رقم 167.
__________
(1) في الأصل (اسما) .
(1/244)
ذكر شبه الحسن بن
علي بالنبي ص
177- قال: أخبرنا عبد الله بن نمير. ويزيد بن هارون. ومحمد
بن كناسة الأسدي. قالوا: حدثنا إسماعيل بن أبي خالد. قال:
قلت لأبي جحيفة رأيت النبي ص؟ قال: نعم. قال «1» كان أشبه
الناس به الحسن ابن علي.
__________
177- إسناده حسن.
- عبد الله بن نمير الهمداني. ثقة من أهل السنة. تقدم في
(17) .
- يزيد بن هارون. ثقة متقن. تقدم في (34) .
- محمد بن كناسة- بضم الكاف وتخفيف النون وبمهملة- وهو لقب
أبيه أو جده. وهو عبد الله بن عبد الأعلى الأسدي أبو يحيى.
صدوق عارف بالآداب (تق: 2/ 178) .
- إسماعيل بن أبي خالد الأحمسي البجلي. ثقة تقدم في (18) .
- أبو جحيفة هو وهب بن عبد الله السوائي مشهور بكنيته
صحابي معروف صحب عليا ومات سنة 74 هـ (تق: 2/ 338) .
تخريجه:
أخرجه البخاري في الصحيح كتاب المناقب باب صفة النبي ص
حديث رقم (3544) ، وأحمد في المسند: 4/ 307 وفي الفضائل
رقم (1348) ، والترمذي في جامعه. كتاب المناقب باب مناقب
الحسن والحسين حديث رقم (3777) كلهم من طريق إسماعيل بن
أبي خالد عن أبي جحيفة. كما أخرجه البخاري برقم (3752) .
والترمذي برقم (3776) من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه.
__________
(1) زيادة من المحمودية.
(1/245)
178- قال: أخبرنا عمر بن سعد أبو داود
الحفري. عن سفيان.
عن عمر بن سعيد «1» . عن ابن أبي مليكة. عن عقبة بن
الحارث. قال:
إني لمع أبي بكر إذ مر على الحسن بن علي فوضعه على عنقه ثم
قال: بأبي شبه النبي لا شبيها «2» بعلي قال: وعلي معه فجعل
علي»
يضحك.
179- قال: أخبرنا الضحاك بن مخلد أبو عاصم النبيل
الشيباني. ومحمد
__________
178- إسناده صحيح.
- عمر بن سعد بن عبيد أبو داود الحفري- ثقة. تقدم في (148)
.
- سفيان هو الثوري.
- عمر بن سعيد بن أبي حسين المكي. ثقة من السادسة (تق: 2/
56) .
- ابن مليكة هو عبد الله بن عبيد الله التيمي. ثقة فقيه.
تقدم في (59) .
- عقبة بن الحارث بن عامر بن نوفل بن عبد مناف. صحابي أسلم
عام الفتح (تق: 2/ 26) .
تخريجه:
أخرجه البخاري. كتاب المناقب حديث رقم (3750) ، وأحمد في
المسند:
1/ 8. وفي الفضائل برقم (1351) ، والحاكم في المستدرك: 3/
168 كلهم من طريق عمر ابن سعيد عن ابن أبي مليكة عن عقبة
بن الحارث به. ووقع في مستدرك الحاكم عن عمر بن سعيد عن
أبيه عن ابن أبي مليكة. وأخرج أحمد في المسند: 6/ 283 من
طريق ابن أبي مليكة قال: كانت فاطمة تنقز الحسن بن علي
وتقول: بأبي شبه النبي ليس شبيها بعلي. وقال الحافظ في
الفتح: 7/ 96: وفيه إرسال فإن كان محفوظا فلعلها تواردت في
ذلك مع أبي بكر أو تلقى أحدهما من الآخر. وقد أورده
الهيثمي في المجمع: 9/ 176 وقال: رواه أحمد وهو مرسل وفيه
زمعة بن صالح وهو لين.
179- إسناده صحيح.
رجاله تقدموا قريبا.
تخريجه:
انظر الحديث السابق ولفظه في مسند أحمد وا بأبي شبه النبي
ليس شبيها بعلي.
__________
(1) في الأصل، سعد، وهو خطأ.
(2) في نسخة المحمودية (لا شبيه بعلي) وفي البخاري: بأبي
شبيه بالنبي ليس شبيه بعلي.
(3) ساقطة من المحمودية.
(1/246)
ابن عبد الله الأسدي. قالا: حدثنا عمر «1»
بن سعيد. عن ابن أبي مليكة.
عن عقبة بن الحارث. قال: خرجت مع أبي بكر من صلاة العصر
بعد وفاة النبي ص بليال وعلي يمشي إلى جنبه فمر بحسن بن
علي وهو يلعب مع غلمان فاحتمله على رقبته وهو يقول: وا
بأبي «2» شبه النبي ليس بشبه بعلي. وعلي يضحك.
180- قال: أخبرنا عبيد الله بن موسى. ومحمد بن عبد الله
الأسدي.
ومالك بن إسماعيل أبو غسان النهدي. قالوا: حدثنا إسرائيل.
عن أبي إسحاق. عن هانئ بن هانئ. [عن علي قال: الحسن أشبه
رسول الله ص ما بين الصدر إلى الرأس. والحسين أشبه النبي ص
ما كان أسفل من ذلك] .
181- قال: أخبرنا عفان بن مسلم. قال «3» : حدثنا عبد
الواحد بن
__________
180- إسناده ضعيف.
- إسرائيل هو ابن يونس بن أبي إسحاق السبيعي. ثقة. تقدم في
(4) .
- هانئ بن هانئ الهمداني. مستور. تقدم في (171) .
تخريجه:
أخرجه أحمد في المسند: 1/ 99. 108. وفي الفضائل رقم (1366)
.
والترمذي رقم (3779) ، وأبو داود الطيالسي كما في منحة
المعبود رقم (2487) .
وابن حبان كما في الموارد رقم (2235) كلهم من طرق عن أبي
إسحاق به. وقال الترمذي: حديث حسن صحيح غريب. ووقع في
إسناد الترمذي عبد الله بن موسى بدل عبيد الله.
181- إسناده حسن.
- عبد الواحد بن زياد العبدي مولاهم البصري. ثقة. في حديثه
عن الأعمش وحده مقال. من الثامنة (تق: 1/ 526) .
- عاصم بن كليب بن شهاب الجرمي الكوفي. صدوق رمي بالإرجاء
(تق:
1/ 385) .
- كليب بن شهاب والد عاصم. صدوق من الثانية (تق: 2/ 136) .
تخريجه:
ذكر الهيثمي في مجمع الزوائد: 9/ 176 نحوه مختصرا وقال:
رواه الطبراني ورجاله ثقات إلا أن كليبا لا أعرف له سماعا
من الصحابة.
قلت: لقد ذكره ابن مندة وأبو نعيم وابن عبد البر في
الصحابة. ولكن الحافظ ابن حجر وهمهم في ذلك وذكر في
التهذيب: 8/ 445 أنه روى عن عمر وعلي وسعد وأبي ذر وأبي
موسى وأبي هريرة ووائل ابن حجر وغيرهم.
وسنة يحتمل ذلك فقد ذكره ابن سعد: 6/ 123 في الطبقة الأولى
من أهل الكوفة بعد الصحابة رضي الله عنهم ممن روى عن عمر
وعلي بن أبي طالب.
__________
(1) في الأصل، عمرو، وهو خطأ.
(2) في الأصول رسمت هكذا:، وابيبي،.
(3) ، قال، ليست في المحمودية.
(1/247)
زياد. قال: حدثنا عاصم بن كليب. قال: حدثني
أبي. أنه سمع أبا هريرة يقول: [قال رسول الله ص:، من رآني
في النوم فقد رآني فإن الشيطان لا ينتحلني،. قال أبي:
فحدثته ابن عباس وأخبرته أني قد رأيته «1» قال:
رأيته؟ قلت: إي والله لقد رأيته. قال: فذكرت الحسن بن علي؟
قال:
إي والله. لقد ذكرته وتفيئه «2» في مشيته] .
قال ابن عباس: إنه كان يشبهه.
182- قال: أخبرنا عبد الله بن مسلمة بن قعنب الحارثي. قال:
أخبرنا
__________
182- إسناده ضعيف.
- علي بن عابس الأسدي الكوفي. ضعيف من التاسعة (تق: 2/ 39)
.
- يزيد بن أبي زياد القرشي الهاشمي مولاهم الكوفي. ضعيف
وكان شيعيا. من الخامسة (تق: 2/ 365) .
- البهي مولى الزبير هو عبد الله بن يسار. ذكره ابن سعد في
الطبقة الثانية من تابعي أهل المدينة من الموالي وأعاد
ذكره في الطبقة الثانية من أهل الكوفة ممن روى عن عبد الله
بن عمر وعبد الله بن عباس وقال: سكن الكوفة وروى عنه
الكوفيون وكان ثقة معروفا قليل الحديث (الطبقات: 5/ 307 و
6/ 299) .
تخريجه:
رواه البزار كما في كشف الأستار برقم (263) عن علي بن عابس
به ووقع في مسنده حدثنا زياد وهو خطأ بدليل أن البزار قال
عقبة:، لا نعلمه يروى بهذا اللفظ إلا عن ابن الزبير ولا
رواه إلا علي بن عابس عن يزيد عن البهي،.
وقال الهيثمي في المجمع: 9/ 176 رواه البزار وفيه علي بن
عابس وهو ضعيف.
__________
(1) أي رأى النبي ص في المنام.
(2) تفيئه: أي تحركه يمينا وشمالا وفي الحديث:، مثل المؤمن
كخامة الزرع تفيئها الريح مرة هنا ومرة هنا،. (انظر
اللسان: 1/ 125 مادة فيا) .
(1/248)
علي بن عابس الكوفي. عن يزيد بن أبي زياد.
عن البهي مولى الزبير قال:
تذاكرنا من أشبه النبي ص من أهل بيته «1» ؟ فدخل علينا عبد
الله بن الزبير فقال: أنا أحدثكم بأشبه اهله به «2» وأحبهم
إليه. الحسن بن علي. رأيته يجيء وهو ساجد فيركب رقبته. أو
قال: ظهره. فما ينزله حتى يكون هو الذي ينزل. ولقد رأيته
يجيء وهو راكع فيفرج له بين رجليه حتى يخرج من الجانب
الآخر.
__________
(1) في المحمودية (من اهله) .
(2) (به) من المحمودية.
(1/249)
ذكر ما قال رسول
الله ص في الحسن وما كان يصنع به ص
183- قال: أخبرنا يزيد بن هارون. ومحمد بن بشر العبدي.
قالا:
حدثنا محمد بن عمرو. عن أبي سلمة بن عبد الرحمن. قال: كان
رسول الله ص يدلع «1» لسانه للحسن بن علي فإذا رأى الصبي
حمرة اللسان يهش إليه. فقال عيينة «2» : ألا أراك تصنع هذا
إنه ليكون الرجل من ولدي قد
__________
183- إسناده مرسل.
- يزيد بن هارون. ثقة تقدم مرارا. انظر رقم (34) .
- محمد بن بشر العبدي أبو عبد الله الكوفي. ثقة حافظ. من
التاسعة (تق:
2/ 147) .
- محمد بن عمرو بن علقمة بن وقاص الليثي المدني. صدوق له
أوهام. من السادسة (تق: 2/ 196) . - أبو سلمة بن عبد
الرحمن بن عوف الزهري قيل اسمه عبد الله وقيل إسماعيل وهو
مشهور بكنيته. ثقة مكثر من الثالثة (تق: 1/ 430) .
تخريجه:
أخرجه ابن حبان في صحيحه كما في الموارد حديث رقم (2236)
موصولا من حديث محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة.
وفيه أن الرجل الذي عنده هو عيينة بن بدر. وأخرج أحمد في
المسند حديث رقم (7121) : (طبعة أحمد شاكر) من طريق هشيم
عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال:
، دخل عيينة بن حصن على رسول الله..، ورواه البخاري في
صحيحه. كتاب الأدب. باب رحمة الولد وتقبيله (10/ 426 فتح)
من حديث شعيب عن الزهري به. وفيه أن الرجل هو الأقرع بن
حابس التميمي.
قال العلامة أحمد شاكر في شرح المسند: 12/ 88 رواه مسلم من
طريق سفيان ابن عيينة ومن طريق معمر. وأبو داود والترمذي
كلاهما من طريق ابن عيينة كلهم عن الزهري بهذا الإسناد.
وفي روايتهم جميعا، الأقرع بن حابس، بدل، عيينة ابن حصن،
في رواية هشيم عن الزهري عند أحمد. كما رواه أحمد في
المسند رقم (7287) ورقم (7636) ورقم (10684) من رواية ابن
عيينة ومعمر ومحمد ابن أبي حفصة- على التوالي- ثلاثتهم عن
الزهري به. وفيه الأقرع بن حابس.
وعيينة بن حصن والأقرع كلاهما من المؤلفة قلوبهم وكلاهما
له عشرة من الولد ولكن رواية أربعة من الثقات (شعيب، وابن
عيينة، ومعمر، وابن أبي حفصة) أرجح من الرواية التي انفرد
بها هشيم عن الزهري. ا- هـ.
وأخرج البخاري في الباب السابق من صحيحه (10/ 426) من حديث
هشام عن عروة عن عائشة قالت:، جاء أعرابي إلى النبي ص ...
،.
وقال ابن حجر عند شرح هذا الحديث: يحتمل أن يكون هو الأقرع
المذكور في الحديث الذي قبله ويحتمل أن يكون هو قيس بن
عاصم التميمي السعدي كما في قصة أخرجها أبو الفرج
الإصبهاني في الأغاني. وقد وقع نحو ذلك لعيينه بن حصن
الفزاري أخرجه أبو يعلى بسند رجاله ثقات إلى أبي هريرة
قال: دخل عيينة ابن حصن فرآه يقبل الحسن والحسين. قال:
ويحتمل أن يكون وقع ذلك لجميعهم فقد جاء في رواية مسلم عن
عائشة قالت: قدم ناس من الأعراب على رسول الله فقالوا
أتقبلون صبيانكم؟ فقالوا: نعم ...
قلت: قد أخرج أحمد في فضائل الصحابة برقم (1356) من مرسل
عروة أن رسول الله قبل حسنا وضمه إليه وعنده رجل من
الأنصار فقال الأنصاري:
إن لي ابنا قد بلغ ما قبلته. وأخرجه الحاكم في المستدرك
موصولا: 3/ 170 عن عروة عن أبيه. وصححه ووافقه الذهبي.
فهذا يكون رابعا في تعيين من كان عند رسول الله عند ما قبل
الحسن. أو لعل الواقعة تكررت. وسيأتي برقم (195) عن أبي
هريرة وفيه أن الرجل هو الأقرع.
__________
(1) يدلع لسانه: أي يخرجه (انظر اللسان: 8/ 90 مادة دلع) .
(2) عيينة بن حصن بن حذيفة بن بدر بن عمرو بن جوية
الفزاري. قال ابن السكن: له صحبة وهو من المؤلفة قلوبهم
ولم يصح له رواية. أسلم قبل الفتح وشهد حنينا والطائف.
وكان ممن ارتد بعد وفاة النبي وتابع طليحة ثم عاد إلى
الإسلام وكان فيه جفاء سكان البوادي. وفي صحيح البخاري أن
عيينة قال لابن أخيه الحر بن قيس: استأذن لي على عمر فلما
دخل قال: ما تعطي الجزل ولا تقسم بالعدل فغضب عمر فقال
الحر: إنه من الجاهلين وقال الله: «وأعرض عن الجاهلين»
فتركه عمر لأجل ذلك. (الإصابة: 4/ 767) .
(1/250)
خرج وجهه وأخذ بلحيته ما أقبله. [فقال رسول
الله ص:، أملك أن ينزع الله منك الرحمة؟] ،.
[وقال محمد بن بشر في حديثه:، أنه من لا يرحم لا يرحم] ،.
(1/251)
184- قال: أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم
الأسدي. عن ابن عون. عن عمير بن إسحاق قال: رأيت أبا هريرة
لقي الحسن بن علي فقال له: اكشف لي عن «1» بطنك حتى أقبل
حيث رأيت رسول الله ص يقبل منه قال:
فكشف عن بطنه فقبله.
__________
184- إسناده ضعيف.
- إسماعيل بن إبراهيم هو ابن عليه. حافظ حجة. تقدم في
(142) .
- ابن عون هو عبد الله بن عون بن أرطبان أبو عون البصري.
ثقة ثبت فاضل من أقران أيوب السختياني في العلم والعمل
والسن مات سنة 150 هـ (تق:
1/ 439) .
- عمير بن إسحاق أبو محمد مولى بني هاشم. مقبول. من
الثالثة (تق: 2/ 86) .
تخريجه:
أخرجه أحمد في المسند: 2/ 255 و 493 وفي الفضائل برقم
(1375) من طريق ابن عون به وكذلك ابن حبان في صحيحه. كما
في الموارد برقم (2238) والطبراني في الكبير كما في مجمع
الزوائد: 9/ 177 أيضا من طريق ابن عون به.
وقال الهيثمي: رواه أحمد والطبراني إلا أنه قال: فكشف عن
بطنه ووضع يده على سرته. ورجالهما رجال الصحيح غير عمير بن
إسحاق وهو ثقة.
وأخرجه الحاكم في المستدرك: 3/ 168 عن ابن عون عن محمد بن
سيرين عن أبي هريرة وقال: هذا حديث صحيح الإسناد على شرط
الشيخين ولم يخرجاه.
ووافقه الذهبي في تلخيصه. قلت: هذه متابعة صحيحة لحديث
عمير ابن إسحاق وبذلك يكون الخبر صحيحا.
__________
(1) زيادة من نسخة المحمودية.
(1/252)
185- قال: أخبرنا عبد الملك بن عمرو أبو
عامر العقدي. عن زمعة ابن صالح. عن سلمة بن وهرام. عن
عكرمة. [عن ابن عباس أن النبي ص كان حامل الحسن بن علي على
عاتقه فقال رجل: نعم المركب ركبت يا غلام فقال النبي ص:،
ونعم الراكب هو] ،.
186- قال: أخبرنا محمد بن إسماعيل بن أبي فديك المدني. عن
هشام
__________
185- إسناده ضعيف.
- عبد الملك بن عمرو القيسي أبو عامر العقدي. ثقة. من
التاسعة (تق: 1/ 520) .
- زمعة بن صالح الجندي- بفتح الجيم والنون- اليماني نزيل
مكة. أبو وهب ضعيف وحديثه عند مسلم مقرون. من السادسة (تق:
1/ 263) .
- سلمة بن وهرام اليماني. صدوق من السادسة (تق: 1/ 319) .
تخريجه:
أخرجه الترمذي في جامعه برقم (3784) من طريق زمعة بن صالح
وقال:
حسن غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه. والحاكم في المستدرك:
3/ 170 من هذا الطريق إلا أنه قال: عن طاووس عن عكرمة
وصححه ولكن اعترض عليه الذهبي بقوله: قلت. لا. وقد ذكره
الذهبي في سير أعلام النبلاء: 3/ 257 وقال: رواه أبو يعلى
في مسنده.
186- إسناده ضعيف.
- محمد بن إسماعيل بن مسلم بن أبي فديك المدني الديلي
مولاهم. صدوق من صغار الثامنة (تق: 2/ 145) .
- هشام بن سعد المدني أبو عباد. صدوق له أوهام ورمي
بالتشيع. من كبار السابعة (تق: 2/ 318) .
- نعيم بن عبد الله المدني مولى آل عمر المعروف بالمجمر.
ثقة. من الثالثة (تق:
2/ 305) .
تخريجه:
أخرجه أحمد في المسند: 2/ 532 من طريق هشام بن سعد عن نعيم
بن عبد الله ابن المجمر. والحاكم في المستدرك 3/ 178 من
هذا الطريق ولكن عنده حسين وقال: صحيح الإسناد. وأقره
الذهبي.
(1/253)
ابن سعد. عن نعيم المجمر. عن أبي هريرة
قال: ما رأيت حسنا قط إلا فاضت عيناي دموعا وذلك أن رسول
الله ص خرج يوما فوجدني في المسجد فأخذ بيدي فانطلقت معه
فلم يكلمني حتى جئنا سوق بني قينقاع. فطاف بها ونظر ثم
انصرف وأنا معه. حتى جئنا المسجد. فجلس واحتبى «1» ثم
قال:، أي «2» لكاع ادع لي لكعا «3» ،.
قال: فجاء الحسن يشتد فوقع في حجره ثم أدخل يده في لحيته
ثم جعل رسول الله ص يكفح «4» فمه فيدخل فاه في فيه ثم
[يقول:، اللهم إني أحبه فأحببه وأحبب من يحبه،] .
__________
(1) احتبى: الاحتباء هو أن يضم الإنسان رجليه إلى بطنه
بثوب يجمعهما به مع ظهره ويشده عليها. وقد يكون الاحتباء
باليدين بدلا من الثوب (النهاية في غريب الحديث: 1/ 335) .
(2) في الأصل، لي، وما أثبت من المحمودية.
(3) لكع: قال الأصمعي: اللكع من لا يتجه لمنطق ولا غيره
وهو العيي. ويقال للصبي الصغير أيضا: لكع ومنه حديث أبي
هريرة:، ثم لكع؟، وقال ابن الأثير: فإن أطلق على الكبير
أريد به الصغير في العلم والعقل ومنه حديث الحسن: قال
لرجل:، يا لكع، يريد يا صغيرا في العلم. وقال الأزهري:
القول قول الأصمعي. ألا ترى أن النبي ص دخل بيت فاطمة
فقال: أين لكع؟ أراد الحسن وهو صغير. أراد أنه لصغره لا
يتجه لمنطق وما يصلحه ولم يرد أنه لئيم أو عبد (تاج العروس
مادة لكع) .
(4) المكافحة: مصادفة الوجه بالوجه والمراد أنه قبله
مباشرة (انظر: اللسان: 2/ 573 مادة كفح) .
(1/254)
187- قال: أخبرنا الفضل بن دكين. عن ابن
عيينة. عن عبيد الله بن أبي يزيد «1» . عن نافع بن جبير.
عن أبي هريرة الدوسي. قال:
خرجت مع رسول الله ص لا يكلمني ولا أكلمه حتى أتينا سوق
بني قينقاع ثم رجع فأتى «2» عائشة فجلس فقال:، إثم لكع إثم
لكع «3» ،. فظننت أن أمه حبسته تغسله وتلبسه سخابا «4»
فخرج يشتد حتى اعتنق كل واحد منهما صاحبه [ثم قال:، اللهم
إني أحبه فأحبه وأحب من يحبه، للحسن] .
__________
187- إسناده صحيح.
- عبيد الله بن أبي يزيد المكي ثقة تقدم في رقم (5) .
- نافع بن جبير بن مطعم النوفلي أبو محمد المدني. ثقة
فاضل. من الثالثة (تق:
2/ 295) .
تخريجه:
أخرجه البخاري في صحيحه. كتاب البيوع. باب ما ذكر في
الأسواق (4/ 339) وكتاب اللباس. باب السخاب للصبيان (10/
332) .
وأخرجه مسلم في صحيحه حديث رقم (2421) بلفظ مقارب. وفيه:
أنه أتى خباء فاطمة بدل عائشة.
وأخرجه أحمد في مسنده: 2/ 331 من طريق عبيد الله بن أبي
يزيد. وفيه:
فجاء إلى فناء فاطمة فنادى الحسن أي لكع ثلاث مرات فلم
يجبه أحد فانصرف إلى فناء عائشة فقعد ... الحديث.
كما أخرجه من هذا الطريق أيضا: 2/ 249 مختصرا. وأخرجه
مختصرا في فضائل الصحابة رقم (1349) .
__________
(1) في الأصل (ابن أبي الزناد) وفي المحمودية (بن زياد)
والتصحيح من المصادر التي أخرجت الحديث. وكتب الرجال.
(2) في الأصل: قالت. والتصحيح من نسخة المحمودية.
(3) (أثم لكع) الثانية ليست في الأصل.
(4) سخابا: السخاب جمع سخب- بضمتين- وقد فسره البخاري في
صحيحه: 10/ 330 بقوله قلادة من طيب وسك. وفي رواية مسك.
ونقل ابن حجر في الفتح: 4/ 343. عن الخطابي أنه قال: هي
قلادة تتخذ من طيب ليس فيها ذهب ولا فضة. وقال الداودي: من
قرنفل وقال الهروي: خيط من خرز يلبسه الصبيان والجواري.
وروى الإسماعيلي عن ابن أبي عمر- أحد رواه الحديث قال:
السخاب شيء يعمل من الحنظل كالقميص والوشاح.
(1/255)
188- قال: أخبرنا الفضل بن دكين. وسعيد بن
منصور. عن ابن عيينة. عن أبي موسى. [قال: سمعت الحسن. قال:
حدثنا أبو بكرة قال:
لقد رأيت رسول الله ص على المنبر وهو يقبل على الناس مرة
وعلى الحسن مرة ويقول:، إن ابني هذا سيد وعسى الله أن يصلح
به بين فئتين من المسلمين،. وزاد سعيد: إسرائيل بن موسى.
وزاد:، على يده «1» بين فئتين من المسلمين] ،.
__________
188- إسناده صحيح.
- سعيد بن منصور. صاحب السنن. ثقة. تقدم في (2) .
- إسرائيل بن موسى أبو موسى البصري نزيل الهند. ثقة. من
السادسة (تق:
1/ 64) .
- الحسن هو ابن أبي الحسن البصري تقدم في (60) .
- أبو بكرة هو نفيع بن الحارث الثقفي صحابي معروف.
تخريجه:
أخرجه البخاري في صحيحه كتاب الصلح باب قول النبي للحسن
(5/ 307) وفي كتاب المناقب (7/ 94) وفي كتاب الفتن (13/
61) ، وأحمد في المسند:
1/ 37. وفي فضائل الصحابة رقم (1354 و 1400) ، كلهم من
طريق إسرائيل ابن موسى سمعت الحسن قال: حدثنا أبو بكرة به.
ورأيت محقق كتاب فضائل الصحابة الشيخ وصى الله محمد عباس
ذكر: أن أبا موسى الراوي عن الحسن هو أيوب بن موسى بن عمرو
ابن سعيد بن العاص وقال عند الحديث رقم (1400) :
بأن موسى هو أنس بن سيرين ويبدو أن هذا ليس صوابا لأنه وقع
التصريح بأن المراد هو إسرائيل بن موسى كما قال سعيد بن
منصور في هذه الرواية وعند أحمد في المسند وعند البخاري في
كتاب الفتن (13/ 61) والله الموفق للصواب.
كما أخرجه الترمذي في جامعه: 5/ 658 حديث رقم (3773) ،
والنسائي:
3/ 107. وعبد الرزاق في المصنف: 11/ 452.
__________
(1) في المحمودية (يديه) .
(1/256)
189- قال: أخبرنا الفضل بن دكين. قال:
حدثنا سفيان. عن داود ابن أبي هند. [عن الحسن. قال: قال
رسول الله ص للحسن:، إن ابني هذا سيد يصلح الله به بين
فئتين من المسلمين] ،.
190- قال: أخبرنا عفان بن مسلم. قال: حدثنا مبارك بن
فضالة.
عن الحسن. قال: أخبرني أبو بكرة: أن رسول الله ص كان يصلي
فإذا سجد وثب الحسن على ظهره. أو قال على عنقه فيرفع رأسه
رفعا رفيقا لئلا «1» يصرع. فعل/ ذلك غير مرة فلما قضى
صلاته قالوا يا رسول الله رأيناك صنعت بالحسن شيئا ما
رأيناك صنعته بأحد. فقال: [إنه ريحاني من الدنيا وإن ابني
هذا سيد وعسى الله أن يصلح به بين فئتين من المسلمين] ،.
__________
189- إسناده مرسل صحيح.
داود بن أبي هند القشيري مولاهم البصري. ثقة متقن (تق: 1/
235) .
تخريجه:
لم أقف على من خرجه من هذا الطريق. وهو صحيح كما تقدم في
الحديث رقم (188) .
190- إسناده حسن.
- مبارك بن فضالة بن أبي أمية مولى زيد بن الخطاب أبو
فضالة البصري. صدوق يدلس تدليس التسوية جالس الحسن ثلاث
عشرة سنة من السادسة مات سنة 166 هـ على الصحيح (تق: 2/
227) .
تخريجه:
أخرجه أحمد في المسند: 5/ 44. وأبو داود الطيالسي كما في
منحة المعبود رقم (2684) من طريق ابن فضالة به. وذكره
الهيثمي في مجمع الزوائد:
9/ 175. وقال: رواه أحمد والبزار والطبراني ورجال أحمد
رجال الصحيح غير مبارك بن فضالة وقد وثق. والعبارة الأخيرة
من الحديث صحيحة كما تقدم في رقم (188) .
__________
(1) في الأصول:، لأن لا،.
(1/257)
191- قال: أخبرنا عفان بن مسلم. قال:
أخبرنا حماد بن سلمة.
قال: [أخبرنا حميد. عن الحسن: أن الحسن بن علي جاء ذات يوم
فصعد المنبر ورسول الله ص يخطب فأخذه فوضعه في حجره فجعل
يمسح رأسه وقال:، إن ابني هذا سيد وإن الله سيصلح به بين
فئتين من المسلمين] ،.
192- قال: أخبرنا مسلم بن إبراهيم. وعارم بن الفضل. قالا:
أخبرنا حماد بن زيد. قال: حدثنا علي بن زيد. عن الحسن. [عن
أبي بكرة: أن النبي ص كان يخطب يوما فصعد إليه الحسن فضمه
النبي ص إليه وقال:
، إن ابني هذا سيد ولعل الله أن يصلح على يديه فئتين من
المسلمين عظيمتين] ،.
__________
191- إسناده مرسل.
- حميد هو ابن أبي حميد الطويل أبو عبيدة البصري روى عن
الحسن وعنه ابن أخته حماد بن سلمة. ثقة مدلس. مات سنة 142
هـ وهو قائم يصلي (تق: 1/ 202) .
تخريجه:
تقدم موصولا صحيحا في رقم (188) .
192- إسناده ضعيف.
- مسلم بن إبراهيم الأزدي الفراهيدي أبو عمرو البصري. ثقة
مأمون مكثر.
من صغار التاسعة (تق: 2/ 244) .
- عارم بن الفضل. ثقة ثبت. تقدم في (46) .
- حماد بن زيد. ثقة ثبت. تقدم في (38) .
- علي بن زيد هو ابن جدعان. ضعيف تقدم في (68) .
تخريجه:
أخرجه الدولابي في الذرية الطاهرة رقم (109) ، وأبو داود
في سننه رقم (4662) ، والحاكم في مستدركه: 3/ 175 كلهم من
طريق علي بن زيد بن جدعان به. وقد جاء الحديث من طرق صحيحة
كما تقدم في (188) .
(1/258)
193- قال: أخبرنا بكر بن عبد الرحمن
القاضي. قال: حدثنا عيسى ابن المختار. عن محمد يعني ابن
أبي ليلى. عن عطية. عن أبي سعيد الخدري.
قال: جاء الحسن إلى رسول الله ص وهو ساجد فركب على ظهره
فأخذه رسول الله ص بيده فقام «1» وهو على ظهره ثم ركع ثم
أرسله فذهب.
194- قال: أخبرنا وهب بن جرير بن حازم. وسليمان أبو داود
__________
193- إسناده ضعيف.
- بكر بن عبد الرحمن بن عبد الله بن عيسى بن عبد الرحمن بن
أبي ليلى الأنصاري أبو عبد الرحمن الكوفي القاضي ويقال له:
بكر بن عبيد. ثقة. من التاسعة (تق: 1/ 106) .
- عيسى بن المختار بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي ليلى
الأنصاري. ثقة.
من التاسعة (تق: 2/ 101) .
- محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى الكوفي القاضي أبو عبد
الرحمن. صدوق سيئ الحفظ جدا مات سنة 148 هـ (تق: 2/ 184) .
- عطية هو العوفي. صدوق يخطئ كثيرا وكان شيعيا مدلسا. تقدم
في (96) .
تخريجه:
أخرجه البزار كما في كشف الأستار برقم (2638) من طريق عيسى
بن المختار به.
وأورده الهيثمي في المجمع: 9/ 175 وقال: رواه البزار وفي
إسناده خلاف.
194- إسناده صحيح.
- وهب بن جرير بن حازم بن زيد الأزدي البصري. ثقة من
التاسعة (تق:
2/ 338) .
- سليمان بن داود بن الجارود أبو داود الطيالسي البصري.
ثقة حافظ (تق:
1/ 323) .
- هشام هو ابن عبد الملك الباهلي. ثقة ثبت. تقدم في (3) .
- شعبة هو ابن الحجاج. تقدم في (37) .
- عمرو بن مرة بن عبد الله بن طارق الجملي المرادي الكوفي.
ثقة عابد (تق:
2/ 78) .
- عبد الله بن الحارث الزبيدي الكوفي المعروف بالمكتب.
ثقة. من الثالثة (تق:
1/ 408) .
- زهير بن الأقمر أبو كثير الزبيدي الكوفي وثقه العجلي
والنسائي وابن حبان.
(تهذيب التهذيب: 12/ 210، 211) .
تخريجه:
أخرجه أحمد في المسند: 5/ 366. وفي فضائل الصحابة برقم
(1387) .
والبخاري في التاريخ الكبير: 3/ 428. والحاكم في المستدرك:
3/ 173 كلهم من حديث شعبة عن عمرو بن مرة عن عبد الله بن
الحارث عن زهير بن الأقمر به.
ورأيت الشيخ وصى الله بن محمد عباس في فضائل الصحابة قد
سمى عمرا. شيخ شعبة في هذا المسند بعمرو بن مرزوق أبو
عثمان الباهلي. وهو من الرواة عن شعبة كما في ترجمة زهير
في التاريخ الكبير فكيف يكون شيخه؟ والصواب أن شيخ شعبة في
هذا الإسناد هو عمرو بن مرة المرادي كما أوضح ذلك ابن سعد
وأحمد والحاكم.
__________
(1) زيادة من المحمودية.
(1/259)
الطيالسى وهشام أبو الوليد قالوا أخبرنا
شعبة قال: أخبرني عمرو ابن مرة عن عبد الله بن الحارث عن
زهير بن الأقمر قال خطبنا الحسن ابن علي على المنبر بعد
قتل علي فقام رجل من أزد شنوءة فقال رأيت رسول الله صلى
الله عليه وآله وسلم واضعا الحسن في حبوته وهو يقول: من
أحبني فليحبه وليبلغ الشاهد منكم الغائب ولولا عزمة رسول
الله صلى الله عليه وآله وسلم ما حدثت أحدا شيئا ثم قعد.
195- قال: أخبرنا سفيان بن عيينة. عن الزهري. عن أبي سلمة.
__________
195- إسناده صحيح.
- أبو سلمة هو ابن عبد الرحمن بن عوف تقدم قريبا.
تخريجه:
تقدم تخريجه في الحديث رقم (183) .
(1/260)
[عن أبي هريرة: أبصر الأقرع «1» النبي ص
يقبل حسنا فقال: لي عشرة من الولد ما قبلت واحدا منهم قط.
فقال:، إنه من لا يرحم لا يرحم،.
قال سفيان: وقال بعض الناس:، ما أصنع بك إن كان الله نزع
منك الرحمة] ،.
196- قال: أخبرنا هشام أبو الوليد الطيالسي. وشبابة بن
سوار.
ويحيى بن عباد. قالوا: حدثنا شعبة. قال: أخبرني عدي بن
ثابت. قال:
سمعت البراء بن عازب. يقول: رأيت النبي ص حاملا الحسن على
عاتقه [وهو يقول:، اللهم إني أحبه فأحبه] ،.
__________
196- إسناده حسن.
- شبابة بن سوار المدائني. ثقة حافظ رمي بالإرجاء. مات سنة
204 هـ (تق:
1/ 345) .
- يحيى بن عباد الضبعي. صدوق. تقدم في (20) .
- عدي بن ثابت الأنصاري الكوفي. ثقة رمي بالتشيع مات سنة
136 هـ (تق:
2/ 16) .
تخريجه:
أخرجه أحمد في المسند: 4/ 284. 292. وفي فضائل الصحابة
برقم (1353 و 1388) ، والبخاري في صحيحه. كتاب المناقب (7/
94) ، ومسلم في صحيحه كتاب المناقب. حديث (2422) ،
والترمذي في جامعه رقم (3783) والنسائي في فضائل الصحابة
حديث رقم (60) كلهم من طرق عن شعبة عن عدي بن ثابت قال:
سمعت البراء بن عازب به.
__________
(1) الأقرع هو ابن حابس بن عقال بن محمد التميمي المجاشعي
الدارمي. وفد على النبي ص وشهد فتح مكة وحنينا والطائف وهو
من المؤلفة قلوبهم ومن الذين نادوا رسول الله من وراء
الحجرات وقد حسن إسلامه. أصيب بالجوزجان من أعمال خراسان
أيام عثمان وقال ابن حجر: قرأت بخط الرضي الشاطبي: قتل
الأقرع بن حابس باليرموك في عشرة من بنيه. (الإصابة: 1/
101) .
(1/261)
197- قال: أخبرنا الفضل بن دكين. قال:
حدثنا فضيل بن مرزوق.
قال: حدثني عدي بن ثابت. عن البراء بن عازب. [قال: قال
رسول الله ص للحسن:، اللهم إني قد أحببته فأحبه وأحب من
يحبه] ،.
198- قال: أخبرنا الفضل بن دكين. قال: حدثنا إسرائيل. قال:
سمعت سالم بن أبي حفصة. قال: سمعت أبا حازم. قال: سمعت أبا
هريرة. [قال: سمعت رسول الله ص يقول:، من أحب الحسن
والحسين فقد أحبني ومن أبغضهما فقد أبغضني] ،.
__________
197- إسناده ضعيف.
- فضيل بن مرزوق الأغر الرقاشي الكوفي. صدوق يهم رمي
بالتشيع. من السابعة (تق: 2/ 113) .
تخريجه:
انظر تخريج الحديث السابق.
198- إسناده حسن.
- إسرائيل هو ابن يونس.
- سالم بن أبي حفصة العجلي. صدوق في الحديث إلا أنه شيعي
غال. تقدم في (139) .
- أبو حازم هو سلمان الأشجعي الكوفي جالس أبا هريرة خمس
سنوات. ثقة.
من الثالثة (تق: 1/ 315) .
تخريجه:
أخرجه أحمد في المسند: 2/ 288. 440. 531. وفي فضائل
الصحابة برقم (1359) ، والنسائي في فضائل الصحابة حديث رقم
(65) ، وابن ماجة برقم (130 و 154) وقال في مصباح الزجاجة
في زوائد ابن ماجة: 1/ 21 هذا إسناد صحيح رجاله ثقات.
والحاكم في المستدرك: 3/ 171 و 3/ 177. والبزار كما في كشف
الأستار برقم (2626) بأسانيد عن أبي حازم الأشجعي عن أبي
هريرة.
(1/262)
199- قال: أخبرنا محمد بن عبد الله الأسدي.
قال: حدثنا شريك.
عن جابر. عن عبد الرحمن بن سابط. [عن جابر. قال: قال رسول
الله ص:، من سره أن ينظر إلى سيد شباب أهل الجنة فلينظر
إلى الحسن بن علي] ،.
200- قال: أخبرنا الفضل بن دكين. ومحمد بن عبد الله
الأسدي.
قالا: حدثنا سفيان. عن يزيد بن أبي زياد. عن ابن أبي نعم.
عن أبي سعيد الخدري. [قال: قال رسول الله ص:، حسن وحسين
سيدا شباب أهل الجنة] ،.
__________
199- إسناده ضعيف.
- شريك هو ابن عبد الله القاضي. صدوق يخطئ كثيرا. تقدم في
(76) .
- جابر هو ابن يزيد الجعفي. ضعيف رافضي. تقدم في (8) .
- عبد الرحمن بن سابط هو عبد الرحمن بن عبد الله بن سابط-
على الصحيح- الجمحي المكي. ثقة كثير الإرسال. من الثالثة
(تق: 1/ 480) .
تخريجه:
أخرجه ابن حبان في صحيحه. كما في موارد الظمآن حديث رقم
(2237) وإسناده صحيح. ورواه البزار كما في كشف الأستار
برقم (2636) من طريق جابر الجعفي وهو ضعيف. وسيأتي في
ترجمة الحسين برقم (343) .
200- إسناده ضعيف.
- يزيد بن أبي زياد. ضعيف تقدم في (182) .
- ابن أبي نعم هو عبد الرحمن البجلي أبو الحكم الكوفي.
صدوق عابد (تق:
1/ 500) .
تخريجه:
أخرجه الترمذي من طريق يزيد بن أبي زياد عن ابن أبي نعم
به. وأحمد في فضائل الصحابة برقم (1360) من هذا الطريق
وفيه زيادة: وفاطمة سيدة نسائهم إلا ما كان لمريم بنت
عمران. وفي المسند: 3/ 64 مثله.
والحديث ورد من طرق أخرى صحيحة كما سيأتي بعضها وانظر
الأحاديث الصحيحة للعلامة الألباني حديث رقم (797) بل لقد
عد من الحديث المتواتر لوروده عن سبعة عشر نفسا من
الصحابة. انظر. نظم المتناثر من الحديث المتواتر: (ص: 125)
.
(1/263)
201- قال: أخبرنا عبيد الله «1» بن موسى.
والفضل بن دكين.
قالا: حدثنا يزيد بن مردانبة «2» . عن عبد الرحمن بن أبي
نعم. عن أبي سعيد الخدري. [عن النبي ص قال:، الحسن والحسين
سيدا شباب أهل الجنة] ،.
202- قال: أخبرنا الفضل بن دكين. قال: حدثنا الحكم بن عبد
الرحمن بن أبي نعم. عن أبيه. عن أبي سعيد. [عن النبي ص
قال:
، الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة إلا ابني الخالة عيسى
ابن مريم ويحيى بن زكريا] ،.
__________
201- إسناده حسن:
- يزيد بن مردانبة- بنون مضمومة بعد الألف ثم موحدة
مفتوحة- القرشي الكوفي. أصله من إصبهان. صدوق من الخامسة.
تخريجه:
أخرجه أحمد في المسند: 3/ 3. وفي فضائل الصحابة برقم
(1384) ، وأبو نعيم في الحلية في ترجمة عبد الرحمن بن أبي
نعم: 5/ 71 كلهم من هذا الطريق.
202- إسناده ضعيف.
- الحكم بن عبد الرحمن بن أبي نعم الكوفي البجلي. صدوق سيئ
الحفظ من السابعة. (تق: 1/ 191) .
تخريجه:
أخرجه النسائي في فضائل الصحابة برقم (66) من هذا الطريق.
والحاكم في المستدرك: 3/ 166. 167 وقال: قد صح من أوجه
كثيرة وأنا أتعجب أنهما لم يخرجاه. وتعقبه الذهبي بقوله:
الحكم فيه لين. وأخرجه ابن حبان في صحيحه من طريق الحكم
كما في الموارد رقم (2228) .
__________
(1) في الأصل عبد الله والتصحيح من نسخة المحمودية وكتب
الرجال.
(2) في المحمودية مردازبه وهو خطأ.
(1/264)
203- قال: أخبرنا الفضل بن دكين. قال:
حدثنا شريك. عن عبد الرحمن بن زياد. عن مسلم بن يسار.
[قال: أقبل الحسن والحسين فقال رسول الله ص:، هذان سيدا
شباب أهل الجنة وأبوهما خير منهما] ،.
204- قال: أخبرنا الفضل بن دكين. قال: حدثنا إسرائيل. عن
ابن أبي السفر. عن الشعبي. [عن حذيفة عن النبي ص. قال:،
أتاني جبريل فبشرني أن الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة]
،.
__________
203- إسناده ضعيف مرسل.
- عبد الرحمن بن زياد بن أنعم- بفتح أوله وسكون النون وضم
المهملة- الإفريقي قاضيها. ضعيف في حفظه. من السابعة (تق:
1/ 480) .
- مسلم بن يسار المصري أبو عثمان الطنبذي- بكسر المهملة
والموحدة بينهما نون ساكنة- مقبول. من الرابعة (تق: 2/
247) .
تخريجه:
أخرجه الحاكم بهذا اللفظ من طريقين: الأولى طريق علي بن
صالح عن عاصم عن زر بن حبيش عن عبد الله بن مسعود وصححه
ووافقه الذهبي على تصحيحه بدون الزيادة والثانية من حديث
معلى بن عبد الرحمن عن ابن أبي ذئب عن نافع عن ابن عمر.
وقال الذهبي عن هذه الطريق: معلى متروك.
204- إسناده صحيح.
- ابن أبي السفر هو عبد الله الثوري الكوفي. ثقة. تقدم في
(75) .
تخريجه:
أخرجه أحمد في المسند: 5/ 392 من هذا الطريق. وقال العلامة
الألباني في الأحاديث الصحيحة: 2/ 442 عن هذا الحديث: هذا
إسناد صحيح على شرط مسلم. وأخرجه الترمذي في جامعه رقم
(3781) ، وأحمد في فضائل الصحابة رقم (1406) ، وفي المسند:
5/ 391 كلهم من طريق إسرائيل عن ميسرة بن حبيب عن المنهال
بن عمرو عن زر بن حبيش عن حذيفة وفيه قصة. وهذا إسناد
صحيح.
(1/265)
205- قال: أخبرنا عبد الله «1» بن نمير. عن
حجاج بن دينار. عن جعفر بن أياس. عن عبد الرحمن بن مسعود.
[عن أبي هريرة. قال: خرج علينا رسول الله ص ومعه حسن وحسين
هذا على عاتقه وهذا على عاتقه وهو يلثم هذا مرة وهذا مرة.
حتى انتهى إلينا فقال له رجل: يا رسول الله «2» إنك
لتحبهما فقال:، من أحبهما فقد أحبني ومن أبغضهما فقد
أبغضني] ،.
__________
205- إسناده حسن.
- عبد الله بن نمير. ثقة تقدم في (17) .
- حجاج بن دينار الأشجعي وقيل السلمي مولاهم الواسطي. لا
بأس به من السابعة. (تق: 1/ 153) .
- جعفر بن أياس أبو بشر. ثقة. تقدم في (2) .
- عبد الرحمن بن مسعود هو اليشكري كما جزم بذلك ابن حجر في
تعجيل المنفعة (ص 258) روى عن أبي هريرة وأبي سعيد وعنه
جعفر بن أياس وغيره.
وثقه ابن حبان وحديثه عن أبي هريرة عند أحمد وفي صحيحي ابن
حبان والحاكم في فضل الحسن والحسين. أما الحافظ المزي فقد
ترجم في تهذيبه لعبد الرحمن ابن مسعود بن نيار وأشار لحديث
جعفر بن أياس عنه في فضل الحسن والحسين ثم قال: فلا أدري
أهو هذا أو غيره؟ (تهذيب الكمال ورقة 816) ولقد كنت أحسبه
هذا حتى اطلعت على كلام ابن حجر.
تخريجه:
أخرجه أحمد في المسند: 2/ 440. وفي فضائل الصحابة رقم
(1376) .
والحاكم في المستدرك: 3/ 166. كلهم من طريق ابن نمير به.
وقد تقدم في رقم (198) من طريق أبي حازم الأشجعي عن أبي
هريرة.
__________
(1) في الأصل عبيد الله والتصحيح من نسخة المحمودية وكتب
الرجال.
(2) زيادة من نسخة المحمودية.
(1/266)
206- قال: أخبرنا عفان بن مسلم. قال: حدثنا
حماد بن سلمة.
عن علي بن زيد. أن فتية من قريش خطبوا ابنة سهيل بن عمرو.
وخطبها الحسن فشاورت أبا هريرة- وكان لها صديقا- فقال: إني
رأيت النبي ص يقبل فاه فإن استطعت أن تقبلي حيث قبل فقبلي.
207- قال: أخبرنا خلاد بن يحيى. قال: حدثنا معرف بن واصل.
قال: حدثتني امرأة من الحي يقال لها: حفصة ابنة طلق. قالت:
حدثنا أبو عميرة رشيد بن مالك «1» . [قال: كنا عند رسول
الله ص جلوسا
__________
206- إسناده ضعيف منقطع.
- علي بن زيد هو ابن جدعان. ضعيف. تقدم في (68) .
تخريجه:
أخرجه أحمد في فضائل الصحابة برقم (1393) عن علي بن زيد بن
جدعان.
207- إسناده ضعيف.
- خلاد بن يحيى بن صفوان السلمي. صدوق. تقدم في (28) .
- معرف بن واصل السعدي الكوفي. ثقة. من السادسة (تق: 2/
263) .
- حفصة بنت طلق. قال الهيثمي في مجمع الزوائد: 3/ 89 حفصة
بنت طلق لم يرو عنها غير معرف بن واصل ولم يوثقها أحد.
وذكر الحافظ في تعجيل المنفعة (ص: 555) أنها تروي عن أبي
عمير أسيد بن مالك وعنها معروف بن واصل هكذا ذكره والصواب
معرف كما ضبط ذلك في التهذيب وغيره.
- أبو عميرة هو رشيد بن مالك السعدي من بني تميم ويقال:
الأسدي من أسد خزيمة. هكذا ضبطه ابن حجر في الإصابة: 2/
486. والبخاري في التاريخ الكبير: 3/ 334. وفي مسند أحمد:
3/ 490 سماه أسيد بن مالك أو عميرة.
ومرة قال: أبو عمير وقال الهيثمي في المجمع: 3/ 89 سماه
الطبراني في الكبير رشدين بن مالك. وهذا تصحيف وقد أشار
لذلك الحافظ في الإصابة:
1/ 237 حيث قال: أسيد بن مالك أبو عميرة روى له أحمد في
مسنده هكذا قرأته بخط شيخنا الحافظ أبي الفضل العراقي في
شرح الترمذي. وهو تصحيف والصواب رشيد- بالراء والشين
المعجمة- ا- هـ وهو صحابي.
تخريجه:
أخرجه أحمد في المسند: 3/ 489. والبخاري في التاريخ
الكبير: 3/ 334 من هذا الطريق. ونسبه في المجمع: 3/ 89 إلى
أحمد والطبراني في الكبير. وانظر الحديث الآتي.
__________
(1) في الأصل (ابن) مكررة.
(1/267)
فأتاه رجل بطبق عليه تمر فقال: ما هذا
أهدية أم صدقة؟ فقال الرجل:
صدقة. قال: فقدمها إلى القوم. قال: وحسن بين يديه يتعفر
«1» . قال:
فأخذ الصبي تمرة فجعلها في فيه. قال: ففطن له رسول الله ص
فأدخل إصبعه في في الصبي فانتزع التمرة ثم قذف بها. وقال:،
أنا آل محمد لا نأكل الصدقة] ،.
208- قال: أخبرنا وكيع بن الجراح. قال: حدثنا شعبة. عن
محمد ابن زياد. [عن أبي هريرة. قال: أخذ الحسن بن علي تمرة
من تمر الصدقة فجعلها في فيه. فقال له رسول الله ص: كخ كخ
«2» ثم أخذها من فيه فألقاها وقال:، أنا أهل بيت لا نأكل
الصدقة] ،.
__________
208- إسناده صحيح.
- وكيع بن الجراح ثقة حافظ تقدم في (31) .
- محمد بن زياد الجمحي مولاهم أبو الحارث. ثقة ثبت ربما
أرسل. من الثالثة (تق: 2/ 162) .
تخريجه:
أخرجه البخاري في صحيحه. كتاب الزكاة. باب ما يذكر في
الصدقة للنبي ص (3/ 354 فتح) من حديث شعبة به نحوه.
ومسلم في صحيحه حديث رقم (1069) من حديث شعبة به.
والطيالسي كما في منحة المعبود برقم (840) مثله. وأحمد في
مسنده: 2/ 409.
__________
(1) يتعفر يتمرغ بالتراب. والعفر: ظاهر التراب (لسان
العرب: 4/ 583 مادة عفر) .
(2) كخ: قال ابن حجر في فتح الباري: 3/ 355 بفتح الكاف
وكسرها وسكون المعجمة مثقلا ومخففا وبكسر الخاء منونة وغير
منونة فيخرج من ذلك ست لغات. وهي كلمة تقال لردع الصبي عند
تناوله ما يستقذر. قيل عربية. وقيل أعجمية. وقد أوردها
البخاري في باب من تكلم بالفارسية.
(1/268)
209- قال: أخبرنا عفان بن مسلم. قال: حدثنا
حماد بن سلمة.
قال: أخبرنا محمد بن زياد. قال: [سمعت أبا هريرة. يقول: إن
رسول الله ص أتي بتمر من تمر الصدقة فأمر فيه بأمره فجعل
الحسن أو الحسين على عاتقه وجعل لعابه يسيل عليه فنظر إليه
فإذا هو يلوك تمرة فحرك خده وقال:
، ألقها يا بني ألقها. أما سمعت أن آل محمد لا يأكلون
الصدقة] ،.
__________
209- إسناده صحيح.
رجاله تقدموا.
تخريجه:
أخرجه أحمد في مسنده: 2/ 406 من حديث عفان عن حماد بن سلمة
عن محمد ابن زياد به.
(1/269)
ذكر ما علم النبي ص
الحسن رحمه الله من الدعاء
210- قال: أخبرنا يزيد بن هارون. قال: أخبرنا شريك بن عبد
الله.
عن أبي إسحاق. عن بريد بن أبي مريم. عن أبي الحوراء. [عن
الحسن بن علي. قال: علمني جدي أو علمني النبي ص كلمات
أقولهن في الوتر:
، اللهم اهدني فيمن هديت. وعافني فيمن عافيت. وتولني فيمن
توليت.
وبارك لي فيما أعطيت. وقني شر ما قضيت. فإنك تقضي ولا يقضى
عليك. فإنه لا يذل من واليت. تباركت ربنا وتعاليت] ،.
211- قال: أخبرنا يزيد بن هارون. قال: حدثنا الحسن بن
عمارة.
__________
210- إسناده ضعيف.
- يزيد بن هارون السلمي مولاهم. ثقة متقن. ثقة مرارا. انظر
(34) .
- بريد بن أبي مريم مالك بن ربيعة السلولي البصري. ثقة من
الرابعة. مات سنة 144 هـ (تق: 1/ 96) .
- أبو الحوراء: هو ربيعة بن شيبان السعدي البصري. ثقة. من
الثالثة (تق: 1/ 246) .
تخريجه:
أخرجه أحمد في المسند: 1/ 201 من هذا الطريق به. والترمذي
رقم (464) في الوتر وقال: هذا حديث حسن لا نعرفه إلا من
هذا الوجه من حديث أبي الحوراء السعدي. ولا نعرف عن النبي
ص في القنوت في الوتر أحسن من هذا.
وقال العلامة أحمد شاكر في تحقيقه للترمذي:، حديث الحسن في
القنوت حديث صحيح، ثم ذكر من خرجه من الأئمة. وأبو داود في
الوتر برقم (1425) ، والنسائي في الوتر: 3/ 248. والدولابي
في الذرية الطاهرة برقم (136) كلهم من حديث أبي الأحوص عن
أبي إسحاق عن بريد بن أبي مريم عن أبي الحوراء به. وهذا
إسناد صحيح. وللمزيد من معرفة مصادر تخريج الحديث وطرقه
انظر إرواء الغليل حديث رقم (429) .
211- إسناده ضعيف جدا.
- الحسن بن عمارة البجلي مولاهم أبو محمد الكوفي قاضي
بغداد. متروك (تق: 1/ 169) .
تخريجه:
أخرجه الدولابي في الذرية الطاهرة برقم (135) به نحوه وفيه
أبو صالح الفراء لم نجد له ترجمة وبقية رجاله ثقات.
وأخرجه أحمد في المسند: 1/ 200 من حديث شعبة عن بريد بن
أبي مريم عن أبي الحوراء به نحوه وهذا إسناد صحيح.
وأخرجه ابن حبان في صحيحه كما في الموارد رقم (512 و 513)
من حديث شعبة به.
(1/270)
قال: حدثنا بريد بن أبي مريم. عن أبي
الحوراء. قال: قلت للحسن بن علي: مثل من كنت على عهد رسول
الله ص وماذا سمعت منه «1» قال:
[سمعته يقول لرجل:، دع ما يريبك إلى ما لا يريبك فإن الشر
ريبة وإن الخير طمأنينة] ،. وعقلت منه: أني بينما أنا أمشي
معه إلى جنب جرين الصدقة تناولت ثمرة فألقيتها في في فأدخل
إصبعه في في فاستخرجها بلعابها وبزاقها فألقاها فيه.
[وقال:، أنا آل محمد لا تحل لنا الصدقة] ،. وعقلت عنه
[الصلوات الخمس فعلمني كلمات أقولهن عند انقضائهن:، اللهم
اهدني فيمن هديت. وعافني فيمن عافيت. وتولنا فيمن توليت.
وبارك لنا فيما أعطيت. وقنا شر ما قضيت. إنك تقضي ولا يقضى
عليك. إنه لا يذل من واليت. تباركت ربنا وتعاليت] ،.
قال أبو الحوراء: فذكرت ذلك لمحمد بن علي يعني ابن الحنفية
ونحن في الشعب «2» فقال: إنهن لكلمات علمناهن وأمرنا أن
نقولهن في الوتر.
212- قال: أخبرنا عبيد الله بن موسى. قال: أخبرنا إسرائيل.
عن
__________
212- إسناده صحيح.
رجاله تقدموا.
تخريجه:
أخرجه أحمد في المسند: 1/ 199 من هذا الطريق. وانظر ما سبق
(210) .
__________
(1) (وماذا سمعت منه) زيادة من المحمودية.
(2) الشعب هو شعب أبي طالب ويعرف اليوم بشعب علي وقد سبق
التعريف به في ترجمة ابن عباس.
(1/271)
أبي إسحاق. عن بريد بن أبي مريم. عن أبي
الحوراء. عن الحسن بن علي.
[قال: علمني رسول الله ص كلمات أقولهن في القنوت:، اللهم
اهدني فيمن هديت. وعافني فيمن عافيت. وتولني فيمن توليت.
وبارك لي فيما أعطيت. وقني شر ما قضيت. إنك تقضي ولا يقضى
عليك. إنه لا يذل من واليت. تباركت ربنا وتعاليت] ،.
213- قال: أخبرنا الحسن بن موسى. قال: حدثنا زهير بن أبي
إسحاق. عن بريد بن أبي مريم. عن أبي الحوراء. عن الحسن بن
علي قال:
[علمني رسول الله ص:، اللهم اهدني فيمن هديت. وعافني فيمن
عافيت. وتولني فيمن توليت. وبارك لي فيما أعطيت. وقني شر
ما قضيت. فإنك تقضي ولا يقضى عليك. فإنه»
لا يذل من واليت.
تباركت وتعاليت، هذا يقوله في القنوت في الوتر] .
214- قال: أخبرنا عمرو بن الهيثم. قال: حدثنا شعبة. عن
بريد
__________
213- إسناده ضعيف.
- الحسن بن موسى الأشيب البغدادي. ثقة. تقدم في (116) .
- زهير هو ابن معاوية أبو خيثمة الجعفي. ثقة ولكن سماعه من
أبي إسحاق بعد الاختلاط وقد تقدم في (14) .
تخريجه:
أخرجه أبو داود في سننه برقم (1426) من طريق زهير به نحوه.
والحديث صحيح كما تقدم.
214- إسناده صحيح.
- عمرو بن الهيثم بن قطن- بفتح القاف والمهملة- البصري.
ثقة (تق: 2/ 80) .
تخريجه:
أخرجه أحمد في المسند: 1/ 200 من طريقين عن شعبة به
وكلاهما صحيح.
__________
(1) في المحمودية، وأنه،.
(1/272)
ابن أبي مريم. عن أبي الحوراء. قال: [قلت
للحسن: ما تحفظ أو تذكر من رسول الله ص قال: أخذت تمرة من
تمر الصدقة- أظنه قال- فألقيتها في فيّ. فأخذها فألقاها
بلعابها. قال: وكان يقول:، دع ما يريبك إلى ما لا يريبك.
فإن الصدق طمأنينة وإن الكذب ريبة] ،.
215- قال: أخبرنا الفضل بن دكين. ومحمد بن عبد الله
الأسدي.
قالا: حدثنا يونس بن أبي إسحاق. قال: سمعت بريد بن أبي
مريم. قال:
حدثني أبو الحوراء قال: علم رسول الله ص الحسن كلمات قال:،
[إذا قمت في القنوت في الوتر فقل: اللهم اهدني فيمن هديت.
وعافني فيمن عافيت. وتولني فيمن توليت. وبارك لي فيما
أعطيت. وقني شر ما قضيت. إنك «1» تقضي ولا يقضى عليك. إنه
لا يذل من واليت.
تباركت ربنا وتعاليت] ،.
216- قال: أخبرنا الضحاك بن مخلد أبو عاصم النبيل. عن ثابت
بن عمارة. قال: حدثنا ربيعة بن شيبان. [قال: قلت للحسن بن
علي «2» : ما
__________
215- إسناده صحيح.
رجاله ثقات تقدموا.
تخريجه:
أخرجه أحمد في المسند: 1/ 199 من طريق يونس به.
216- إسناده ضعيف.
- ثابت بن عمارة الحنفي أبو مالك البصري. صدوق فيه لين. من
السادسة (تق: 1/ 116) .
تخريجه:
أخرجه أحمد في المسند: 1/ 200 من طريق ثابت بن عمارة به
وسبق الحديث بأسانيد صحيحة في 208 و 209 و 214.
__________
(1) في الأصل، إنه، والتصحيح من نسخة المحمودية.
(2) ، بن علي، سقطت من المحمودية.
(1/273)
تحفظ من رسول الله ص قال: أدخلني غرفة
الصدقة فأخذت تمرة فألقيتها في في فقال:، ألقها فإنها لا
تحل لمحمد ولا لأهل بيته] ،.
[أخبار متفرقة]
217- قال: أخبرنا محمد بن عمر. قال: حدثني ابن أبي سبرة.
عن داود بن الحصين. عن عكرمة. [عن ابن عباس. قال: خرجنا مع
علي إلى الجمل ستمائة رجل فسلكنا على الربذة «1» فنزلناها
فقام إليه ابنه الحسن بن علي فبكى بين يديه وقال: ائذن لي
فأتكلم فقال علي: تكلم ودع عنك إن تخن
__________
217- إسناده ضعيف جدا.
- ابن أبي سبرة هو أبو بكر بن عبد الله القرشي العامري.
رموه بالوضع. تقدم في (86) .
- داود بن الحصين. ثقة إلا في عكرمة. تقدم في (90) .
تخريجه:
أخرجه الطبري في تاريخه: 4/ 455 نحوه من طريق شعيب بن
إبراهيم عن سيف ابن عمر. وأيضا في: 4/ 456 من طريق علي بن
عابس الأزرق. وذكره الذهبي في ترجمة الحسن من سير أعلام
النبلاء: 3/ 261 من طريق الواقدي به.
__________
(1) الربذة: من قرى المدينة على ثلاثة أيام وتقع على طريق
الحاج العراقي ووصفها ياقوت بأنها من أحسن المنازل على
طريق الحاج وقد كان أبو ذر الغفاري رضي الله عنه سكنها
ومات بها سنة 32 هـ وكانت عامرة إلى أن خربها القرامطة سنة
319 هـ. وفي كتاب المناسك المنسوب للحربي أن بينها وبين
المدينة 102 ميل. انظر معجم البلدان: 3/ 24 وكتاب المناسك
ومعالم الجزيرة ص 330. قلت: هي تقع جنوب شرق بلدة الحناكية
الواقعة على طريق السيارات بين المدينة والقصيم وفي الربذة
بعثه للآثار وقد أجرت العديد من الحفريات لاكتشاف القرية
القديمة.
(1/274)
خنين «1» الجارية فقال الحسن «2» : إني كنت
أشرت عليك بالمقام وأنا أشير به عليك الآن. إن للعرب جولة
ولو قد رجعت إليها عوازب أحلامها قد ضربوا إليك آباط الإبل
حتى يستخرجوك. ولو كنت في مثل جحر الضب.
فقال علي: أتراني لا أبا لك كنت منتظرا كما تنتظر الضبع
اللدم] «3» .
218- قال: أخبرنا محمد بن عمر. قال: حدثني معمر بن راشد.
عن سالم بن أبي الجعد. قال: لما نزل علي بذي قار «4» بعث
عمار بن ياسر والحسن بن علي إلى أهل الكوفة فاستنفرهم «5»
إلى البصرة.
__________
218- إسناده ضعيف منقطع.
- سالم بن أبي الجعد. ثقة يرسل كثيرا. تقدم في (170) .
تخريجه:
أخرجه الطبري في تاريخه: 4/ 499 من طريق عمر بن شبة عن
المدائني بأطول من هذا وفيه ألفاظ منكرة.
__________
(1) الخنين: صوت يخرج من الأنف وهو بكاء المرأة تخن في
بكائها وهو ما كان دون الانتحاب. وقيل تردد الصوت حتى يكون
في الصوت غنة (اللسان: 13/ 142 مادة خنن) .
(2) في المحمودية، إن،.
(3) اللدم: اللطم والضرب بشيء ثقيل يسمع وقعة. وذلك أن
الصياد يجيء إلى جحر الضبع فيضرب بحجر أو بيده فتخرج
وتحسبه شيئا تصيده لتأخذه فيأخذها. أراد أنه لا يخدع كما
تخدع الضبع باللدم (لسان العرب: 12/ 539 مادة لدم) .
(4) ذو قار: ماء لبكر بن وائل قريب من الكوفة بينها وبين
واسط. وحنو ذي قار: على ليلة منه وفيه الوقعة المشهورة بين
بكر بن وائل والفرس. وهو من أيام العرب المشهورة وأول يوم
انتصف فيه العرب من الفرس وكان ذلك يوم مولد رسول الله ص
وقيل منصرفه من وقعة بدر الكبرى وبرسول الله ص انتصفوا.
(معجم البلدان: 4/ 293) .
(5) هكذا بالأصول الخطية. والأولى أن يكون فاستنفراهم كما
في النص التالي.
(1/275)
219- قال: أخبرنا محمد بن عمر. قال: أخبرنا
إسرائيل. عن أبي إسحاق قال: بعث علي عمارا والحسن بن علي
إلى الكوفة. ونزل علي بذي قار قال «1» : فاستنفراهم فخرج
منهم ثمانية آلاف على كل صعب وذلول «2» .
220- قال: أخبرنا الفضل بن دكين. قال: حدثنا معمر بن يحيى
بن سام. قال: سمعت جعفرا. قال: [سمعت أبا جعفر. قال: قال
علي: قم فاخطب الناس يا حسن. قال: إني أهابك أن أخطب وأنا
أراك. فتغيب عنه
__________
219- إسناده ضعيف.
رجاله تقدموا.
تخريجه:
ذكره خليفة في تاريخه (ص: 183) عن أبي اليقظان. وأخرجه
الطبري في تاريخه: 4/ 499- 500 وفيه أن عددهم اثنا عشر
ألفا.
220- إسناده ضعيف مرسل.
- معمر بن يحيى بن سام الضبي. ينسب لجده ويقال معمر-
بالتشديد- مقبول من السادسة. (تق: 2/ 266) .
- جعفر هو الصادق بن محمد الباقر بن علي بن حسين. صدوق.
تقدم في (154) .
- أبو جعفر هو محمد بن علي بن حسين الهاشمي. ثقة فاضل.
تقدم في (154) .
تخريجه:
أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق كما في المختصر لابن منظور:
7/ 24 من طريق أبي جعفر عن علي به.
__________
(1) ، قال، من المحمودية.
(2) أي خرجوا مسرعين وركبوا من دوابهم الصعب- التي لم تمرن
وتعود على الركوب- والذلول- التي دربت على ذلك حتى صارت
طائفة. وذلك كناية عن العجلة والصعب من الدواب نقيض
الذلول. وفي حديث ابن عباس:، حتى إذا ركب الناس الصعب
والذلول. لم نأخذ من الناس إلا ما نعرف،. (انظر لسان
العرب: 1/ 524، مادة صعب) .
(1/276)
حيث يسمع كلامه ولا يراه. فقام الحسن فحمد
الله وأثنى عليه وتكلم.
ثم نزل فقال علي: «ذُرِّيَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ
وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ] » «1» .
221- قال: أخبرنا محمد بن عبد الله الأسدي. قال: حدثنا
إسرائيل.
عن أبي إسحاق. عن هبيرة بن يريم. قال: قيل لعلي هذا الحسن
بن علي في المسجد يحدث الناس فقال: طحن إبل لم تعلم طحنا.
قال: وما طحنت إبل قط يومئذ «2» .
222- قال: أخبرنا وهب بن جرير بن حازم. قال: أخبرنا شعبة.
عن أبي إسحاق [عن «3» معدي كرب: أن عليا مر على قوم قد
اجتمعوا على
__________
221- إسناده حسن.
- هبيرة بن يريم- بوزن عظيم- الشيباني ويقال: الخارفي أبو
الحارث الكوفي.
لا بأس به وقد عيب بالتشيع (تق: 2/ 315) .
تخريجه:
أخرجه ابن عساكر كما في تهذيب تاريخ دمشق: 4/ 222. وأورد
الذهبي في سير أعلام النبلاء: 3/ 268.
222- إسناده صحيح.
- وهب بن جرير. ثقة. تقدم في (194) .
- معدي كرب الهمداني العبدي من أهل الكوفة يروي عن ابن
مسعود وخباب ابن الأرت روى عنه أبو إسحاق وذكر الخطيب: أنه
روى عن علي وقد وثقه يعقوب بن شيبة (الثقات: 5/ 458،
والإصابة: 5/ 189) .
تخريجه ذكره الذهبي في سير أعلام النبلاء: 3/ 261 من طريق
شعبة عن أبي إسحاق به.
__________
(1) سورة آل عمران. آية (34) .
(2) في الأصل:، طحن إبل يومئذ،.
(3) في الأصل:، بن، وهو خطأ.
(1/277)
رجل فقال: من هذا؟ قالوا الحسن. قال: طحن
إبل لم تعود طحنا «1» .
إن لكل قوم صدادا «2» وإن صدادنا الحسن] .
223- قال: أخبرنا عبيد الله بن موسى. قال: حدثنا إسرائيل.
عن أبي إسحاق. عن حارثة. عن علي. أنه خطب الناس ثم قال: إن
ابن أخيكم الحسن بن علي قد جمع مالا. وهو يرد أن يقسمه
بينكم. فحضر الناس [فقام الحسن فقال: إنما جمعته للفقراء.
فقام نصف الناس ثم كان أول من أخذ منه الأشعث بن قيس] .
224- قال: أخبرنا الفضل بن دكين. قال: حدثنا شريك. عن
عاصم. عن أبي رزين قال: خطبنا الحسن بن علي يوم جمعه. فقرأ
إبراهيم على المنبر حتى ختمها.
__________
223- إسناده صحيح.
- حارثة هو ابن مضرب- بتشديد الراء المكسورة بعدها معجمة-
العبدي الكوفي ثقة. من الثانية. غلط من نقل عن ابن المديني
أنه تركه (تق: 1/ 145) .
تخريجه:
أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق كما في المختصر: 7/ 25.
224- إسناده ضعيف.
- عاصم بن عبيد الله. ضعيف. تقدم في رقم (148) .
- أبو رزين هو مسعود بن مالك الأسدي الكوفي. ثقة فاضل. من
الثانية.
(تق: 2/ 243) .
تخريجه:
أخرجه ابن عساكر كما في المختصر: 7/ 28.
__________
(1) يعني أنه يخطب ولم يتعود الخطابة وهذا المثل يضرب لمن
يعمل شيئا ولم يتدرب عليه.
(2) الصد: يكون بمعنى الإعراض ويكون بمعنى المنع. تقول:
صده عن الأمر يصده صدا منعه وصرفه عنه قال تعالى: «وصدها
ما كانت تعبد من دون الله أنها كانت من قوم كافرين»
[النمل: 43] ، أي منعها من الإيمان بالله العادة التي كانت
عليها لأنها نشأت ولم تعرف إلا قوما يعبدون الشمس. فصدها
كونها من قوم كافرين عن الإيمان بالله (انظر: لسان العرب:
3/ 245 مادة صدد) .
(1/278)
225- قال: أخبرنا سفيان بن عيينة. عن عمرو.
عن أبي جعفر محمد ابن علي. قال: [كان الحسن والحسين لا
يريان أمهات المؤمنين. فقال ابن عباس: إن رؤيتهن لهما
لحلال] «1» .
226- قال: أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم الأسدي. عن ابن «2»
عون.
__________
225- إسناده صحيح لكنه مرسل.
- عمرو هو ابن دينار أبو محمد المكي. ثقة ثبت. تقدم في رقم
(7) .
تخريجه:
ذكره الذهبي في سير أعلام النبلاء: 3/ 265 عن أبي جعفر
الباقر محمد بن علي بن حسين.
وقال الذهبي معلقا على ذلك: الحل متيقن.
226- إسناده ضعيف.
- إسماعيل هو ابن عليه تقدم في (142) .
- ابن عون هو عبد الله بن عون البصري. ثقة ثبت. تقدم في
(184) .
- عمير بن إسحاق. مقبول. تقدم في (184) .
تخريجه:
أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق: 4/ 5307 عن عمير بن إسحاق
به وقال:
هذا منقطع. وذكره ابن كثير في البداية والنهاية: 8/ 39 من
طريق ابن سعد به إلا أنه قال: عن محمد بن إسحاق بدل عمير.
ويبدو أنه تصحيف.
__________
(1) لأنهن زوجات جدهما رسول الله ص.
(2) في الأصل، أبي، والتصحيح من المحمودية وكتب الرجال.
(1/279)
عن عمير بن إسحاق. قال: ما تكلم عندي أحد
كان أحب إلي إذا تكلم إلا يسكت من الحسن بن علي وما سمعت
منه كلمة فحش قط إلا مرة فإنه كان «1» بين حسين بن علي
وعمرو بن عثمان بن عفان «2» خصومة في أرض فعرض حسين أمرا
لم يرضه عمرو فقال الحسن: فليس له عندنا إلا ما رغم أنفه.
قال: فهذا أشد كلمة فحش سمعتها منه قط.
227- قال: أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم. عن ابن عون. عن ابن
سيرين. قال: [قال الحسن: الطعام أدق من أن يقسم عليه] .
228- قال: أخبرنا مسلم بن إبراهيم. قال: [حدثنا قرة. قال:
أكلت
__________
227- إسناده صحيح.
رجاله تقدموا.
تخريجه:
أخرجه ابن عساكر كما في المختصر: 7/ 28 ولفظه عنده: كان
الحسن لا يدعو إلى طعامه أحدا ويقول: هو أهون من أن يدعى
إليه أحد. وذكره الذهبي في سير أعلام النبلاء: 3/ 265 عن
ابن عون عن محمد قال الحسن. وكذا ابن كثير في البداية
والنهاية: 8/ 38.
228- إسناده صحيح.
- مسلم بن إبراهيم الفراهيدي أبو عمرو البصري. ثقة مأمون.
تقدم في (192) .
- قرة هو ابن خالد السدوسي البصري. ثقة ضابط. من السادسة
(تق:
2/ 125) .
- محمد هو ابن سيرين.
تخريجه:
ذكره الذهبي في السير: 3/ 265 من طريق قرة عن ابن سيرين.
__________
(1) (كان) ساقطة من الأصل.
(2) عمرو بن عثمان بن عمرو بن أبي العاص الأموي روى عن
أبيه وعن أسامة بن زيد وكان ثقة وله رواية (انظر: الطبقات
الكبرى: 5/ 105) .
(1/280)
في بيت محمد طعاما. فلما شبعت أخذت المنديل
ورفعت يدي. فقال لي محمد: كان الحسن بن علي يقول: إن
الطعام أهون من أن يقسم عليه] .
229- قال: أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم. عن أشعث بن سوار. عن
رجل. قال: جلس رجل إلى الحسن بن علي. فقال: إنك جلست إلينا
على حين قيام منا أفتأذن؟.
230- قال: أخبرنا أبو بكر بن عبد الله بن أبي أويس المدني.
عن سليمان بن بلال. [عن جعفر بن محمد. عن أبيه. أن الحسن
والحسين كانا يقبلان جوائز معاوية] .
__________
229- إسناده ضعيف.
- أشعث بن سوار الكندي النجار صاحب التوابيت. قاضي
الأهواز. ضعيف من السادسة مات سنة 136 هـ (تق: 1/ 79) .
تخريجه:
أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف: 8/ 417 من هذا الطريق به.
وذكر نحوه عن عبد الله بن سلام وحذيفة بن اليمان وأبي مجلز
وسعيد بن جبير وهو من هدى النبي ص كما روى ذلك أنس بن مالك
(انظر المصدر أعلاه: 8/ 418) وانظر ابن عبد البر: بهجة
المجالس وأنس المجالس: 1/ 47.
230- مرسل حسن.
- أبو بكر بن أبي أويس. ثقة. تقدم في (10) .
تخريجه:
ذكره الذهبي في سير أعلام النبلاء: 3/ 266 عن جعفر بن
محمد. وأخرجه ابن عساكر عن عبد الله بن بريدة: أن الحسن
قدم على معاوية فقال: لأجيزنك بجائزة ما أجزت بها أحدا
قبلك ولا أجيزها أحدا بعدك فأعطاه أربعمائة ألف درهم.
(تهذيب ابن عساكر: 4/ 203) وهو في سير أعلام النبلاء: 3/
269 ونسبه لابن أبي شيبة بإسناد حسن. وسيأتي قريبا منه في
ترجمة الحسين برقم (367) .
(1/281)
231- قال: أخبرنا شبابة بن سوار. قال
أخبرني إسرائيل بن يونس.
عن ثوير بن أبي فاختة. عن أبيه. قال: وفدت مع الحسن
والحسين إلى معاوية فأجازهما فقبلا.
232- قال: أخبرنا عبيد الله بن موسى. قال: أخبرنا شداد
الجعفي.
عن جدته أرجوانة. [قالت: أقبل الحسن بن علي وبنو هاشم خلفه
وجليس لبني أمية من أهل الشام فقال: من هؤلاء المقبلون؟ ما
أحسن هيئتهم!! فاستقبل الحسن فقال: أنت الحسن بن علي قال:
نعم قال: أتحب أن يدخلك الله مدخل أبيك. فقال: ويحك. ومن
أين؟ وقد كانت له من السوابق ما قد سبق. قال الرجل: أدخلك
الله مدخله فإنه كافر وأنت. فتناوله محمد ابن علي من خلف
الحسن فلطمه لطمة لزم بالأرض «1» . فنشر الحسن عليه
__________
231- إسناده ضعيف.
- شبابة بن سوار المدائني. ثقة. تقدم في (196) .
- ثوير- مصغر ثور- ابن أبي فاختة سعيد بن علاقة- الكوفي
أبو الجهم ضعيف رمي بالرفض (تق: 1/ 121) .
- سعيد بن علاقة- بكسر العين- الهاشمي مولاهم أبو فاختة
مشهور بكنيته ثقة من الثالثة (تق: 1/ 303) .
تخريجه:
أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق. أن الحسن كان يفد كل عام
على معاوية فيجيزه بمائة ألف. (تهذيب ابن عساكر: 4/ 103) .
232- إسناده ضعيف.
- شداد الجعفي. لم أقف له على ترجمة وكذلك جدته.
تخريجه:
لم أقف على من خرجه غيره.
__________
(1) أي سقط على الأرض من شدة اللطمة.
(1/282)
رداءه وقال: عزمة مني عليكم يا بني هاشم
لتدخلن المسجد ولتصلن. وأخذ بيد الرجل فانطلق «1» إلى
منزله فكساء حلة وخلى عنه] .
233- قال: أخبرنا عبيد الله بن موسى. قال: أخبرنا إسرائيل.
عن أبي إسحاق. عن مسلم بن «2» أبي مسلم. [قال: سمعت الحسن
بن علي يزيد في التلبية: لبيك يا ذا النعماء والفضل الحسن]
.
234- قال: أخبرنا الفضل بن دكين. قال: أخبرنا مسافر
الجصاص.
__________
233- إسناده حسن.
- مسلم بن أبي مسلم الخياط المكي سمع ابن عمر وأبي هريرة
ورأى سعد بن أبي وقاص وروى عنه ابن عيينة وابن أبي ذئب.
كان يسكن في دار العطارين بالمدينة.
(التاريخ الكبير: 7/ 272، الثقات: 5/ 398) .
تخريجه:
لم أقف عليه بهذا اللفظ عن الحسن. وانظر السنن الكبرى
للبيهقي: 5/ 44 باب كيفية التلبية فقد أورد عن بعض الصحابة
أنهم كانوا يزيدون في التلبية بعض الألفاظ ورسول الله يسمع
ذلك ولا ينكر عليهم مما يدل على الجواز.
234- إسناده ضعيف.
- مسافر الجصاص أبو عبد الله التميمي من أهل الكوفة. يروي
المقاطيع (الثقات:
7/ 516) .
- رزيق بن سوار روى عن الحسن بن علي ومروان روى عنه مسافر
الجصاص (الجرح والتعديل: 3/ 504، والثقات: 4/ 239) .
تخريجه:
أخرجه ابن عساكر في تاريخه كما في مختصره لابن منظور: 7/
29 من طريق رزيق بن سوار به. وذكره الذهبي في سير أعلام
النبلاء: 3/ 266 من طريق أبي نعيم به. وذكره ابن كثير في
البداية والنهاية: 8/ 39 من طريق ابن سعد.
__________
(1) في المحمودية، وانطلق،.
(2) في الأصل، عن، والتصحيح من المحمودية وكتب الرجال.
(1/283)
عن رزيق «1» بن سوار. قال: [كان بين الحسن
«2» بن علي وبين مروان كلام فأقبل عليه مروان فجعل يغلظ له
وحسن ساكت. فامتخط مروان بيمينه فقال له الحسن: ويحك أما
علمت أن اليمين للوجه والشمال للفرج. أف لك.
فسكت مروان] .
235- قال: أخبرنا محمد بن عمر. قال: حدثني موسى بن محمد بن
إبراهيم بن الحارث التيمي. عن أبيه. أن عمر بن الخطاب لما
دون الديوان وفرض العطاء ألحق الحسن والحسين بفريضة أبيهما
مع أهل بدر لقرابتهما من رسول «3» الله ص. ففرض لكل واحد
خمسة آلاف درهم.
__________
235- إسناده ضعيف جدا.
- موسى بن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي أبو محمد
المدني. منكر الحديث (تق: 2/ 287) .
- محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي المدني. ثقة له أفراد.
من الرابعة (تق:
2/ 140) .
تخريجه:
أخرجه ابن عساكر في تاريخه كما في المختصر: 7/ 21. وذكره
الذهبي في سير أعلام النبلاء: 3/ 266 وأخرجه ابن سعد في
ترجمة عمر من طبقاته: 3/ 296.
بأسانيد كثيرة عن الواقدي وهذا الخبر وإن كان ضعيف الإسناد
إلا أن متنه معلوم مشتهر مما يؤكد صحته. وقال الحافظ ابن
كثير في البداية والنهاية: 8/ 207 قد ثبت أن عمر بن الخطاب
كان يكرمهما ويحملهما ويعطيهما كما يعطي أباهما.
وسيأتي برقم (360) في ترجمة الحسين.
__________
(1) في الأصل، زريق، والتصحيح من المحمودية وكتب الرجال.
(2) في المحمودية، الحسين،.
(3) في المحمودية:، برسول،.
(1/284)
236- قال: أخبرنا علي بن محمد. عن حماد بن
سلمة. عن عمار ابن أبي عمار. [عن ابن عباس قال: اتخذ «1»
الحسن والحسين عند رسول الله ص فجعل يقول: هي يا حسن. خذ
يا حسن. فقالت عائشة رضي الله عنها: تعين الكبير على
الصغير فقال: إن جبريل يقول: خذ يا حسين] .
237- قال: أخبرنا علي بن محمد. عن عثمان بن عثمان. عن رجل
من
__________
236- إسناده حسن.
- علي بن محمد هو المدائني الأخباري المشهور. قال في
المغني في الضعفاء:
2/ 454 صدوق.
- عمار بن أبي عمار مولى بني هاشم. صدوق. تقدم في (20) .
تخريجه:
أخرجه الحارث بن أبي أسامة كما في المطالب العالية: 4/ 71
عن محمد بن علي وقال البوصيري: رواه الحارث عن الحسن بن
قتيبة وهو ضعيف. وقال ابن حجر في المطالب: 4/ 72 هذا مرسل.
وأخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق كما في مختصره: 7/ 18
وذكره الذهبي في سير أعلام النبلاء: 3/ 266 من طريق ابن
سعد به. وفي: 3/ 284 من طريق عبد العزيز الدراوردي بلفظ
مقارب وفيه أن عليا قال له: أعلى حسين تواليه؟ ولكن بسند
ضعيف جدا ونسبه في الإصابة:
2/ 77 إلى أبي يعلى الموصلي وفيه: كان الحسن والحسين
يصطرعان بين يدي رسول الله.
237- إسناده فيه مبهم.
- عثمان بن عثمان الغطفاني أبو عمرو القاضي البصري. صدوق
ربما وهم (تق:
2/ 12) .
تخريجه:
أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق: 5/ ل 48 من طريق ابن سعد
به وسيأتي في ترجمة الحسين برقم (386) .
__________
(1) اتخذ: أي أخذ أحدهما بالآخر يتصارعان (اللسان: 3/ 274
مادة أخذ) . وفسرها في هامش المخطوطة بقوله: تصارعا.
(1/285)
آل أبي رافع. عن أبيه. قال: [قال علي: إن
ابني هذا الحسن سيخرج من هذا الأمر وأشبه أهلي بي الحسين]
.
238- قال: أخبرنا موسى بن إسماعيل. قال: حدثنا أبو عوانة.
عن المغيرة. عن ثابت بن هريمز. قال: لما أتى الحسن بن علي
قصر المدائن قال المختار لعمه: هل لك في أمر تسود به
العرب؟ قال: وما هو؟ قال: تدعني أضرب عنق هذا وأذهب برأسه
إلى معاوية. قال: ما ذاك بلاؤهم «1» عندنا أهل البيت.
239- قال: أخبرنا عبيد الله بن موسى. قال: أخبرنا شيبان.
عن أبي
__________
238- إسناده ضعيف.
- أبو عوانة وضاح اليشكري. ثقة. تقدم في (64) .
- المغيرة هو ابن مقسم الضبي مولاهم أبو هشام الكوفي. ثقة
متقن إلا أنه كان يدلس. (تق: 2/ 270) .
- ثابت بن هريمز ويقال ابن هريم. وقال أحمد: هو ثابت بن
هرم. روى عن الحسن بن علي وعن عباد عن علي روى عنه مغيرة
بن مقسم الضبي (الجرح والتعديل: 2/ 459) .
239- إسناده صحيح.
- شيبان هو ابن عبد الرحمن التميمي مولاهم. ثقة صاحب كتاب.
من السابعة (تق: 1/ 356) .
- خالد بن مضرب العبدي الكوفي أخو حارثة بن مضرب روى عنه
أبو إسحاق السبيعي (الجرح والتعديل: 3/ 352) وذكره ابن
حبان في الثقات:
4/ 200. 6/ 264.
تخريجه:
أخرجه الطبري في تاريخه: 5/ 162 بإسناده إلى الزهري. وكذا
ابن عساكر في تاريخه: 4/ ل/ 535 من طريق يعقوب بن سفيان
حدثنا الحجاج بن أبي منيع حدثنا عن جدي عن الزهري. وذكره
الذهبي في سير أعلام النبلاء: 3/ 266 من طريق شيبان عن أبي
إسحاق عن حارثة بن مضرب سمع الحسن يقول....
وحارثة هو أخو خالد وهو ثقة من رجال التهذيب. وأخشى أن
يكون قد وقع تصحيف في نسخة السير.
__________
(1) بلاؤهم: قال ابن بري: البلاء الإنعام قال تعالى:
«وآتيناهم من الآيات ما فيه بلاء مبين» أي إنعام بين.
والإبلاء: الإنعام والإحسان. والمراد ما هذا جزاؤهم عندنا
(اللسان مادة: بلا) .
(1/286)
إسحاق. عن خالد بن مضرب. قال: [سمعت الحسن
بن علي يقول: والله لا أبايعكم إلا على ما أقول لكم.
قالوا: ما هو؟ قال: تسالمون من سالمت وتحاربون من حاربت] .
240- قال: أخبرنا الفضل بن دكين. قال: حدثنا المغيرة بن
زيد «1» الجعفي. قال: [حدثتني جدتي أن الحسن بن علي دخل
على جدتي عائشة بنت خليفة في يوم حار فقالت لجاريتها «2» :
خوضي «3» له لبنا فأخذه
__________
240- إسناده ضعيف.
- المغيرة بن زيد الجعفي يروي عن جدته وروى عنه محمد بن
عبد الله الأسدي وأبو أحمد الزبيري وعداده في أهل الكوفة.
وقد ورد في كل من التاريخ الكبير والجرح والتعديل وثقات
ابن حبان أنه روى عن جده. بدل جدته. ولعله تصحيف قديم ولكن
في نسخة من الثقات، عن جدته، كما ذكر محقق كتاب الثقات
ويؤيده ما في هذا الإسناد. انظر (التاريخ الكبير: 7/ 325
والجرح:
8/ 221 والثقات: 9/ 168) .
- عائشة بنت خليفة. لم أقف لها على ترجمة.
تخريجه:
ذكره ابن الأثير في النهاية في غريب الحديث: 1/ 261.
__________
(1) في نسخ المخطوطة، يزيد، والتصحيح من كتب الرجال.
(2) في المحمودية، لجارتها،.
(3) خوضي: خوض الشراب خلطه وتحريكه (انظر: مادة خوض في
لسان العرب: 7/ 147) .
(1/287)
فشربه. فقالت: تجرعه «1» . فقال: إنما
يتجرع أهل النار] » .
241- قال: أخبرنا الفضل بن دكين. قال: حدثنا سفيان بن
عيينة.
عن محمد بن جحادة. عن قتادة. عن أبي السوار الضبعي. [عن
الحسن بن علي، قال: رفع الكتاب. وجف القلم. وأمور تقضى في
كتاب قد خلا] .
242- قال: أخبرنا مسلم بن إبراهيم. عن القاسم بن الفضل.
قال:
__________
241- إسناده: إن كان أبو السوار هو العدوي فهو صحيح.
- محمد بن جحادة- بضم الميم وتخفيف المهملة- ثقة. من
الخامسة (تق: 2/ 150) .
- أبو السوار الضبعي. لم أقف له على ترجمة. وقد ترجمه ابن
أبي حاتم:
3/ 233. وابن عبد البر في الاستغناء رقم (1117) ، وابن حجر
في التقريب:
2/ 432 لأبي السوار العدوي واسمه حسان بن حريث روى عن
الحسن بن علي وروى عنه قتادة. وقال في التقريب: ثقة. من
الثانية. ا- هـ. قلت:
فلعله هو فإن الضبعي نسبة إلى ضبيعة بن قيس بن ثعلبة من
بني بكر بن وائل.
ونسبة إلى المحلة التي سكنها بنو ضبيعة بالبصرة ونزلها
غيرهم فنسبوا إليها (انظر اللباب في تهذيب الأنساب: 2/
260) .
تخريجه:
أخرجه الطبراني في الكبير كما في مجمع الزوائد: 7/ 191
وقال: فيه ليث بن أبي سليم وهو لين الحديث وبقية رجاله
ثقات.
242- إسناده ضعيف جدا أو موضوع.
- مسلم بن إبراهيم. ثقة مأمون. تقدم في (192) .
- القاسم بن الفضل بن معدان الحداني أبو المغيرة البصري.
ثقة. من السابعة.
(تق: 2/ 119) .
- أبو هارون هو عمارة بن جوين- بجيم مصغرا- مشهور بكنيته.
متروك ومنهم من كذبه. شيعي. مات بعد سنة 134 هـ (تق: 2/
49) .
تخريجه:
أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق كما في المختصر: 7/ 27 عن
أبي هارون وذكره الذهبي في سير أعلام النبلاء: 3/ 261 عن
ابن سعد به.
__________
(1) تجرعه: قال ابن الأثير: التجرع: شرب في عجلة. وقيل هو
الشرب قليلا قليلا. (النهاية في غريب الحديث: 1/ 261) .
(2) أشار إلى قوله تعالى: «يتجرعه ولا يكاد يسيغه ويأتيه
الموت من كل مكان وما هو بميت ومن ورائه عذاب غليظ» سورة
إبراهيم آية (17) .
(1/288)
حدثنا أبو هارون. [قال: انطلقنا حجاجا
فدخلنا المدينة فقلنا لو دخلنا على ابن رسول الله ص الحسن
فسلمنا عليه. فدخلنا عليه فحدثناه بمسيرنا وحالنا. فلما
خرجنا من عنده بعث إلى كل رجل منا بأربعمائة. أربع مائة.
فقلنا «1» أنا أغنياء وليس بنا حاجة. فقال: لا تردوا عليه
معروفة. فرجعنا إليه فأخبرناه بيسارنا وحالنا. فقال: لا
تردوا علي معروفي. فلو كنت على غير هذه الحال كان هذا لكم
يسيرا. أما إني مزودكم: إن الله تبارك وتعالى يباهي
ملائكته بعباده يوم عرفة يقول: عبادي جاءوني شعثا يتعرضون
لرحمتي فأشهدكم أني قد غفرت لمحسنهم وشفعت محسنهم في
مسيئهم. وإذا كان يوم الجمعة فمثل ذلك] «2» .
__________
(1) في المحمودية، فقلنا للرسول،.
(2) أخرج أحمد في مسنده: 2/ 224 و 305 من حديث عبد الله بن
عمرو وأبي هريرة أن رسول الله ص قال:، إن الله عز وجل
ليباهي الملائكة بأهل عرفات يقول: انظروا إلى عبادي شعثا
غبرا،. قال الهيثمي في المجمع: 3/ 252 رواه أحمد ورجاله
رجال الصحيح. وانظر كشف الأستار عن زوائد البزار: 2/ 28
حديث رقم (1128) ومجمع الزوائد: 3/ 252. 253. ونور اللمعة
في خصائص الجمعة. الخصوصية التاسعة والتسعون حيث أخرج هذا
الأثر نقلا عن طبقات ابن سعد.
(1/289)
243- قال: أخبرنا عفان بن مسلم. قال: حدثنا
خالد بن الحارث.
قال: حدثنا ابن عون. عن محمد. قال: خطب الحسن بن علي. فلما
اجتمعوا للملاك. قال: إني لأزوجك وإني لأعلم أنك علق «1»
طلق ملق «2» ولكنك خير العرب «3» نفسا وأرفعها بيتا فزوجه.
قال محمد: وكان الحسن ابن علي إذا أراد أن يطلق إحدى
نسائه- قال: وكان مطلاقا- قال: فيجلس إليها فيقول أيسرك أن
أهب لك كذا وكذا؟ هو لك مرارا فيما وصف ثم يخرج فيرسل
إليها بطلاقها.
__________
243- إسناده صحيح.
- خالد بن الحارث بن عبيد بن سليم الهجيمي أبو عثمان
البصري. ثقة ثبت.
من الثامنة. (تق: 1/ 211) .
- ابن عون هو عبد الله بن عون البصري أبو عون. ثقة ثبت.
تقدم في (184) .
- محمد هو ابن سيرين.
تخريجه:
أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق كما في المختصر: 7/ 28 بلفظ
مقارب وسمى الرجل الذي خطب إليه الحسن وهو منظور بن سيار
الفزاري.
__________
(1) في المحمودية، غلق، بالمعجمة.
(2) علق: العلق: الهوي يكون للرجل في المرأة. قال الأعشى:
علقتها عرضا وعلقت رجلا ... غيري وعلق أخرى غيرها الرجل
(انظر لسان العرب. مادة علق: 10/ 262) والمراد إنك محب.
طلق: يقال للرجل مطلاق ومطليق وطليق وطلقة- على مثال همزة-
إذا كان كثير التطليق للنساء. والأجود أن يقال مطلاق
ومطليق. ولم يذكر في اللسان طلق في وصف الرجل كثير تطليق
النساء (لسان العرب مادة طلق: 10/ 226) . ملق: الملق: الود
واللطف الشديد. وقيل الترفق والمداراة والمعنيان متقاربان.
(لسان العرب مادة ملق: 10/ 347) .
(3) كلمة (العرب) مكررة في الأصل.
(1/290)
244- قال: أخبرنا عفان بن مسلم. قال: حدثنا
حماد بن سلمة.
قال: أخبرنا هشام بن عروة. عن عروة. [أن الحسن بن علي بن
أبي طالب كان يقول إذا طلعت الشمس: سمع سامع بحمد الله
الأعظم لا شريك له له «1» له الملك وله الحمد وهو على كل
شيء قدير.
سمع سامع بحمد الله الأمجد لا شريك له له الملك وله الحمد
وهو على كل شيء قدير] .
245- قال: أخبرنا عبد الله بن جعفر الرقي. قال: حدثنا عبيد
الله
__________
244- إسناده صحيح.
- هشام بن عروة بن الزبير بن العوام. ثقة فقيه. من الخامسة
(تق: 2/ 319) .
تخريجه:
لم أقف عليه من قول الحسن بن علي رضي الله عنه ولكن ورد
مرفوعا من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عند مسلم (17/ 39)
بشرح النووي. أن النبي ص كان إذا كان في سفر وأسحر يقول:،
سمع سامع بحمد الله وحسن بلائه علينا. ربنا صاحبنا وأفضل
علينا عائذا بالله من النار،.
245- إسناده: لا بأس به.
- عبد الله بن جعفر الرقي. ثقة. تقدم في (22) .
- عبيد الله بن عمرو الرقي. ثقة. تقدم في (22) .
- إسماعيل بن أبي خالد هو الأحمسي. ثقة. تقدم في (18) .
- شعيب بن أبي يسار هو مولى ابن عباس. تابعي ترجمه البخاري
وابن أبي حاتم ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا وذكره ابن
حبان في الثقات: 4/ 355 وتقدم في (18) .
تخريجه:
ذكر القصة مصعب الزبيري في نسب قريش ص 282- 283 بسياق آخر
حيث زوجها عيسى بن طلحة ليزيد وهو بالشام وأخته في المدينة
وزوجها إسحاق ابن طلحة للحسن بالمدينة فلم يدر أيهما قبل.
فقال معاوية ليزيد:، أعرض عن هذا، فتركها ودخل بها الحسن.
__________
(1) ، لا شريك له، زيادة من نسخة المحمودية.
(1/291)
ابن عمرو. عن إسماعيل بن أبي خالد. عن شعيب
بن يسار. أن الحسن ابن علي أتى ابنا لطلحة بن عبيد الله
«1» فقال: قد أتيتك لحاجة وليس لي مرد قال: وما هي؟ قال:
تزوجني أختك «2» . قال: إن معاوية كتب إلي يخطبها على
يزيد. قال: ما لي مرد إذا أتيتك فزوجها إياه. ثم قال: ادخل
بأهلك.
فبعث إليها بحلة ثم دخل بها. فبلغ ذلك معاوية. فكتب إلى
مروان أن خيرها فخيرها فاختارت حسنا فأقرها ثم خلف عليها
بعده حسين.
246- قال: أخبرنا مالك بن إسماعيل. أبو غسان النهدي. قال:
حدثنا مسعود بن سعد. قال: حدثنا يونس بن عبد الله بن أبي
فروة. عن شرحبيل أبي سعد «3» . قال: [دعا الحسن بن علي
بنيه وبني أخيه فقال: يا بني وبني أخي إنكم صغار قوم يوشك
أن تكونوا كبار آخرين فتعلموا العلم فمن لم يستطع منكم أن
يرويه أو يحفظه فليكتبه وليضعه في بيته] .
__________
246- إسناده حسن.
- مسعود بن سعد الجعفي أبو سعد وقيل أبو سعيد الكوفي. أخو
الربيع بن سعد ثقة عابد. من التاسعة (تق: 2/ 243) .
- يونس بن عبد الله بن أبي فروة. روى عن شرحبيل أبي سعد
روى عنه محمود ابن أبان الجعفي (الجرح والتعديل: 9/ 240)
وقال البخاري في التاريخ الكبير: 8/ 407 أنه روى عن الحسن
بن علي وروى عنه أبو سعيد الجعفي ثم ذكر هذا الأثر من
روايته عن الحسن بن علي. وفي تعجيل المنفعة لابن حجر (ص:
460) قال: إن البخاري نسبه لجده فقال يونس بن أبي فروة
الشامي.
قلت: الذي في تاريخ البخاري: 8/ 407. 408 أنه غاير بينهما
وترجم لكل واحد منهما ترجمة مستقلة. وقال ابن حجر في
المصدر السابق بعد سياق أثر الحسن.
وأبو سعيد الجعفي هو يحيى بن سليمان. وله ترجمة في
التهذيب: (11/ 227) ولكن الظاهر أن المقصود في إسناد هذا
الأثر هو مسعود بن سعد الجعفي وكنيته أبو سعد أو أبو سعيد
كما هو واضح من النص عند ابن سعد ومما يزيد ذلك توكيدا أن
الحافظ المزي في تهذيب الكمال (ق: 1322) نص على يونس ابن
عبد الله بن أبي فروة في شيوخ مسعود بن سعد الجعفي. وترجمه
ابن عدي في الكامل: 7/ 2637 وقال: صالح يكتب حديثه ليس به
بأس.
- شرحبيل أبو سعد هو ابن سعد المدني. صدوق اختلط بآخره. من
الثالثة.
(تق: 1/ 348) .
تخريجه:
أخرجه الدارمي في سننه: 1/ 130 من هذا الطريق به. وأخرجه
البخاري في التاريخ الكبير: 8/ 407 من حديث القاسم بن يزيد
وهو من رجال التهذيب.
أخبرنا أبو سعيد الجعفي عن يونس بن عبد الله بن أبي فروة
عن شرحبيل به.
وأخرجه ابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله (ص: 107)
بإسناد معضل.
وأخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق: 4/ ل 533. بإسناده من
طريق حنبل ابن إسحاق حدثنا أبو غسان حدثنا مسعود بن سعد
به.
__________
(1) هو إسحاق بن طلحة كما في نسب قريش ص: 282.
(2) هي أم إسحاق كما في المصدر السابق.
(3) في الأصل أبي سعيد والتصحيح من نسخة المحمودية وكتب
الرجال.
(1/292)
247- قال: أخبرنا الفضل بن دكين. قال:
حدثنا عبد الرحمن بن عبد ربه. قال: حدثني شرحبيل أبو سعد.
قال: رأيت الحسن والحسين يصليان المكتوبة خلف مروان.
__________
247- إسناده ضعيف.
- عبد الرحمن بن عبد ربه هو عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد
ربه الشيباني قاضي نيسابور مقبول من التاسعة (تق: 1/ 487)
.
تخريجه:
أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (16/ 175/ أ) في ترجمة
مروان. ونقل ابن كثير في البداية والنهاية (8/ 258) عن
الشافعي قال: أنبأنا حاتم بن إسماعيل عن جعفر بن محمد بن
علي عن أبيه. وزاد فيه ولا يعيدانها ويعتدان بها.
قلت: وهذا إسناد صحيح مرسل يتقوى به الأثر.
(1/293)
248- قال: أخبرنا الفضل بن دكين. قال:
حدثنا عبيد أبو الوسيم الجمال عن سلمان «1» أبي شداد. قال:
كنت ألاعب الحسن والحسين بالمداحي «2» فكنت إذا أصبت
مدحاته فكان يقول لي: يحل لك أن تركب بضعة من رسول الله ص؟
وإذا أصاب مدحاتي قال: أما تحمد ربك أن يركبك بضعة من رسول
الله ص.
249- قال: أخبرنا أبو معاوية. وعبد الله بن نمير. عن
إسماعيل بن أبي
__________
248- إسناده حسن.
- عبيد بن الوسيم أبو الوسيم الجمال البكري. صدوق. من
السابعة (تق:
1/ 546) .
- سلمان أبو شداد مولى رجل من أهل المدينة من قريش روى عن
أم سلمة وأبي رافع وحسن وحسين وروى عنه عبيد أبو الوسيم.
(ترجمته في التاريخ الكبير:
4/ 138، الجرح والتعديل: 4/ 298، ثقات ابن حبان: 4/ 333) .
تخريجه:
أخرجه ابن عساكر كما في تهذيب تاريخ دمشق: 4/ 216 عن
سليمان بن شداد. وهذا تصحيف. وطبعة تهذيب تاريخ دمشق سيئة
جدا. وقد وقفت على مخطوطة تاريخ دمشق (4/ ل 516) فإذا هو
فيها على الصواب، سلمان،.
249- إسناده ضعيف لجهالة المولاة.
- أبو معاوية هو الضرير محمد بن خازم. ثقة. تقدم في (44) .
- عبد الله بن نمير. ثقة. تقدم في (17) .
- إسماعيل بن أبي خالد هو الأحمسي. ثقة. تقدم في (18) .
- حكيم بن جابر بن طارق الأحمسي. ثقة. مات سنة 82 هـ (تق:
1/ 193) .
تخريجه:
أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (4/ ل 517) من طريق مجالد
أن رجلا بعث مولاة له إلى الحسن في حاجة ... ثم ساق الخبر.
__________
(1) في الأصل سليمان والتصحيح من نسخة المحمودية وكتب
الرجال.
(2) المداحي: هي أحجار أمثال القرصة كانوا يحفرون حفرة
ويدحون فيها بتلك الأحجار فإن وقع الحجر فيها غلب صاحبها
وإن لم يقع غلب. وقال شمر: المدحاة لعبة يلعب بها أهل مكة.
وقد سئل ابن المسيب عن المراماة والمسابقة بها فقال: لا
بأس به (اللسان مادة دحا: 14/ 252) .
(1/294)
خالد. عن حكيم بن جابر. قال: حدثتني مولاة
لنا. أن أبي أرسلها إلى الحسن بن علي فكانت لها رقعة تمسح
بها وجهه إذا توضأ. قالت: فكأني مقته على ذلك. فرأيت في
المنام كأني أقيء كبدي. فقلت: ما هذا إلا مما جعلت في نفسي
للحسن بن علي.
250- قال: أخبرنا علي بن محمد. عن أبي معشر. عن محمد
الضمري. عن زيد بن أرقم. قال: [خرج الحسن بن علي وعليه
بردة «1» .
ورسول الله ص يخطب فعثر الحسن فسقط. فنزل رسول الله ص من
المنبر
__________
250- إسناده ضعيف.
- علي بن محمد هو المدائني الأخباري المشهور. صدوق. تقدم
في (236) .
- أبو معشر هو نجيح بن عبد الرحمن السندي المدني. مشهور
بكنيته. ضعيف من السادسة أسن واختلط مات سنة 170 هـ (تق:
2/ 298) .
- محمد الضمري: لم أقف له على ترجمة.
- زيد بن أرقم صحابي أنصاري شهد مع رسول الله ص سبع عشرة
غزوة أولها الخندق. له حديث كثير ورواية وشهد صفين مع علي
ومات بالكوفة سنة ست وستين (الإصابة: 2/ 589) .
تخريجه:
أخرجه أحمد في المسند: 5/ 354 وفي فضائل الصحابة برقم
(1358) أن رسول الله ص كان يخطب فرأى الحسن والحسين يمشيان
ويعثران فنزل عن المنبر فحملهما فوضعهما بين يديه وقال صدق
الله ورسوله: «إنما أموالكم وأولادكم فتنة» وذلك من حديث
بريرة رضي الله عنه وإسناده صحيح. وأخرجه أيضا أبو داود
برقم (1109) والترمذي برقم (3774) ، وابن حبان في صحيحه
كما في موارد الظمآن برقم (2230) ، ونقل هذه الرواية ابن
عساكر عن ابن سعد كما في تهذيبه: 4/ 210.
__________
(1) البردة: كساء يلتحف به. وقال الأزهري. هي الشملة
المخططة. وقال الليث: البردة كساء مربع أسود فيه صغر.
(اللسان مادة برد: 3/ 87) .
(1/295)
وابتدره الناس فحملوه وتلقاه رسول الله ص
فحمله ووضعه في حجره.
وقال رسول الله ص:، إن للولد «1» لفتنة ولقد نزلت إليه وما
أدري أين هو؟] ،.
251- قال: أخبرنا علي بن محمد. عن أبي عبد الرحمن
العجلاني.
عن سعيد بن عبد الرحمن. عن أبيه. قال: [قال «2» : تفاخر
قوم من قريش فذكر كل رجل ما فيهم فقال معاوية للحسن: يا
أبا محمد ما يمنعك من القول. فما أنت بكليل اللسان. قال يا
أمير المؤمنين: ما ذكروا مكرمة ولا فضيلة إلا ولي محضها
«3» ولبابها ثم قال] :
__________
251- إسناده: فيه من لم نجد له ترجمة.
- أبو عبد الرحمن العجلاني لم أقف له على ترجمة.
- سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى الخزاعي مولاهم الكوفي. ثقة.
من الثالثة (تق: 1/ 300) .
- أبيه هو عبد الرحمن بن أبزى. صحابي صغير. كان واليا على
خراسان لعلي (تق: 1/ 472.)
تخريجه:
أخرجه ابن عساكر في تاريخه (4/ ل 519) من حديث عبد الرحمن
بن أبزى وبإسناد ابن سعد.
__________
(1) في المحمودية:، الولد،.
(2) ساقطة من المحمودية.
(3) المحض: اللبن الخالص بلا رغوة والذي لم يخالطه الماء.
قال الأزهري: كل شيء خلص حتى لا يشوبه شيء يخالطه فهو محض.
(اللسان مادة محض: 7/ 227) . واللباب: الخالص من كل شيء
كاللب. ولب كل شيء: خالصه وخياره. وقد غلب اللب على ما
يؤكل داخله ويرمي خارجة من الثمر. (اللسان مادة لبب: 1/
729) .
(1/296)
فيم الكلام وقد سبقت مبرزا ... سبق الجياد
من المدى المتنفس
252- قال: أخبرنا علي بن محمد. عن محمد بن عمر العبدي. عن
أبي سعيد. أن معاوية قال لرجل من أهل المدينة من قريش:
أخبرني عن الحسن ابن علي قال: يا أمير المؤمنين إذا صلى
الغداة جلس في مصلاه حتى تطلع.
الشمس ثم يساند ظهره فلا يبقى في مسجد رسول الله ص رجل له
شرف إلا أتاه فيتحدثون حتى إذا ارتفع النهار صلى ركعتين ثم
نهض فيأتي أمهات المؤمنين فيسلم عليهن فربما أتحفنه. ثم
ينصرف إلى منزله ثم يروح فيصنع مثل ذلك. فقال: ما نحن معه
في شيء.
253- قال: أخبرنا يحيى بن حماد. قال: حدثنا أبو عوانة. عن
__________
252- إسناده ضعيف.
- محمد بن عمر العبدي: لم أقف له على ترجمة.
- أبو سعيد هو الكلبي كما سيأتي في السند رقم (388) ولم
نقف له على ترجمة.
- رجل من أهل المدينة لم نقف على من سماه.
تخريجه:
أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (4/ ل 517) من طريق ابن سعد
بإسناده.
253- إسناده فيه من لم نجد له ترجمة.
- يحيى بن حماد بن أبي زياد الشيباني مولاهم البصري. ختن
أبي عوانة- أي زوج أخته- ثقة عابد. من صغار التاسعة مات
سنة 215 هـ (تق: 2/ 346) .
- أبو عوانة وهو وضاح بن عبد الله اليشكري. ثقة. تقدم في
(64) .
- سليمان هو الأعمش تقدم في (44) .
- حبيب بن أبي ثابت. ثقة. تقدم في (117) .
- أبو إدريس هو سوار أو مساور المرهبي- بضم الميم وكسر
الهاء- الكوفي صدوق يتشيع. من الرابعة (تق: 2/ 389) .
المسيب بن نجبة- بفتح النون والجيم الموحدة- الكوفي. مخضرم
من الثانية.
مقبول وقتل مع التوابين في عين الوردة سنة 65 هـ (تق: 2/
250) .
تخريجه:
أخرجه الطبراني في الكبير: 3/ 102 من هذا الطريق وفيه
زيادة. ونقله الذهبي في السير: 3/ 287 وقال الهيثمي في
مجمع الزوائد: 9/ 191 رواه الطبراني ورجاله ثقات.
(1/297)
سليمان. عن حبيب بن أبي ثابت. عن أبي
إدريس. عن المسيب بن نجبة.
قال: [سمعت عليا «1» يقول: ألا أحدثكم عني وعن أهل بيتي.
أما عبد الله ابن جعفر فصاحب لهو. وأما الحسن بن علي فصاحب
جفنة وخوان «2» فتى من فتيان قريش لو قد التقت حلقتا
البطان «3» لم يغن في الحرب عنكم شيئا.
وأما أنا وحسين فنحن منكم وأنتم منا] .
254- قال: أخبرنا علي بن محمد. عن سليمان بن أيوب. عن
الأسود ابن قيس العبدي. [قال: لقي الحسن بن علي يوما حبيب
بن مسلمة «4» فقال
__________
254- إسناده فيه من لم نجد له ترجمة.
- سليمان بن أيوب شيخ المدائني. ولم أجد من ترجمة.
- الأسود بن قيس العبدي أبو قيس الكوفي. ثقة. من الرابعة
(تق: 1/ 76) .
تخريجه:
لم أقف على من خرجه غير المصنف.
__________
(1) ساقطة من الأصل واستدركت من نسخة المحمودية.
(2) الجفنة: أعظم ما يكون من القصاع والجمع جفان. والخوان-
بضم الخاء وكسرها- الذي يؤكل عليه- معرب- وقيل هو المائدة
(انظر اللسان مادة جفن: 13/ 89، ومادة خون: 13/ 146) .
(3) البطان: الحزام الذي يلي البطن وهو حزام الرحل والقتب
يشد به الرجل حتى لا يسقط. ويقال: التقت حلقتا البطان
للأمر إذا اشتد (لسان العرب مادة بطن: 13/ 56) .
(4) حبيب بن مسلمة الفهري ستأتي ترجمته في هذه الطبقة رقم
(24) .
(1/298)
له: يا حبيب رب مسير لك في غير طاعة الله.
فقال: أما مسيري إلى أبيك فليس من ذلك قال: بلى ولكنك أطعت
معاوية على دنيا قليلة زائلة فلئن كان قام بك في دنياك لقد
قعد بك في دينك. ولو كنت إذ فعلت شرا قلت خيرا كان ذاك كما
قال الله تبارك وتعالى: «خَلَطُوا عَمَلًا صالِحاً وَآخَرَ
سَيِّئاً» «1» ولكنك كما قال جل ثناؤه «2» : «كَلَّا بَلْ
رانَ عَلى قُلُوبِهِمْ ما كانُوا يَكْسِبُونَ] » «3» .
255- قال: أخبرنا علي بن محمد. عن خلاد بن عبيدة. عن علي
بن زيد بن «4» جدعان. قال: حج الحسن بن علي خمس عشرة حجة
ماشيا وإن
__________
255- إسناده ضعيف.
- خلاد بن عبيدة البكراوي قال ابن أبي حاتم: روى عن علي بن
زيد بن جدعان وروى عنه عمرو بن علي الصيرفي. ولم يذكر فيه
جرحا ولا تعديلا (الجرح والتعديل 3/ 367) .
- علي بن زيد بن جدعان. ضعيف وتقدم في (68) .
تخريجه: - أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق: 4/ ل 525 من
طريق المصنف به.
وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى: 4/ 331 من طريق عبد الله
بن عبيد بن عمير عن الحسن بن علي. ولكنه قال: خمسا وعشرين
حجة. ومثله في تاريخ دمشق:
4/ ل 525 عن عبد الله بن عبيد بن عمير وعن ابن أبي نجيح.
وانظر البداية والنهاية: 8/ 37. حيث أشار إلى رواية
البيهقي وإلى حديث علي بن جدعان وقال: إن البخاري علق في
صحيحه أن الحسن حج ماشيا. ولم يقع لي الوقوف عليه في صحيح
البخاري.
__________
(1) سورة التوبة. آية (102) .
(2) في المحمودية، كما قال الله،.
(3) سورة المطففين آية (14) .
(4) في الأصل، عن، وهو خطأ والتصحيح من المحمودية.
(1/299)
النجائب لتقاد معه. وخرج من ماله لله
مرتين. وقاسم الله ماله ثلاث مرات.
حتى إن كان ليعطي نعلا ويمسك نعلا ويعطي خفا ويمسك خفا.
256- قال: أخبرنا علي بن محمد. عن حماد بن سلمة. عن هشام
بن عروة. [عن عروة. أن أبا بكر رضي الله عنه خطب يوما فجاء
الحسن فصعد إليه المنبر فقال: انزل عن منبر أبي فقال علي:
إن هذا لشيء عن غير ملإ منا] «1» .
257- قال: أخبرنا محمد بن عمر. قال: حدثنا عبد الرحمن بن
أبي الموالي. قال: سمعت عبد الله بن حسن يقول: كان حسن بن
علي قل ما يفارقه أربع حرائر. فكان صاحب ضرائر «2» . فكانت
عنده ابنة منظور بن سيار الفزاري «3» . وعنده امرأة من بني
أسد من آل خزيمة. فطلقها وبعث
__________
256- إسناده مرسل.
رجاله تقدموا.
تخريجه: - لم أقف على من خرجه غير المصنف.
257- إسناده مرسل ضعيف.
- عبد الرحمن بن أبي الموالي واسمه زيد وقيل أبو الموالي
جده. يكنى بأبي محمد مولى لآل علي. صدوق ربما أخطأ. من
السابعة (تق: 1/ 500) .
- عبد الله بن حسن بن الحسن بن علي الهاشمي المدني. ثقة
جليل القدر (تق:
1/ 409) .
تخريجه:
أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق: 4/ 528.
__________
(1) أي عن غير مشورة واجتماع.
(2) الضرائر: النساء ثلاث أو أربع يكن عند رجل واحد
(اللسان مادة ضرر: 4/ 486) .
(3) هي خولة بنت منظور وولدت له الحسن بن الحسن.
(1/300)
إلى كل واحدة منهما «1» بعشرة آلاف درهم
وزقاق «2» من عسل. متعة «3» .
وقال لرسوله: يسار بن «4» سعيد بن يسار- وهو مولاه- احفظ
ما تقولان لك. فقالت الفزارية: بارك الله فيه وجزاه خيرا.
وقالت الأسدية: متاع قليل من حبيب مفارق «5» . فرجع فأخبره
فراجع الأسدية وترك الفزارية.
258- قال: أخبرنا محمد بن عمر. قال: حدثنا حاتم بن
إسماعيل.
عن جعفر بن محمد. عن أبيه. قال: [قال علي: ما زال الحسن
يتزوج ويطلق حتى خشيت أن يورثنا»
عداوة في القبائل] .
__________
258- إسناده مرسل ضعيف.
- حاتم بن إسماعيل المدني الحارثي مولاهم أصله من الكوفة
وسكن المدينة. صحيح الكتاب صدوق بهم. وأخرج حديثه الجماعة
(تق: 1/ 137) .
- جعفر بن محمد أبو عبد الله الصادق. صدوق. تقدم في (154)
.
تخريجه: - ذكره الذهبي في سير أعلام النبلاء: 3/ 267 من
طريق الواقدي بهذا الإسناد وأدمج هذا الخبر مع الذي يليه
رقم (259) .
__________
(1) من المحمودية.
(2) زقاق: جمع زق وهو الوعاء الذي يوضع فيه العسل وغيره
وغالبا يكون من الجلد. (اللسان: 10/ 143 مادة زقق) .
(3) متعة: هي نفقة المطلقة في العدة التي أمر الله بها.
(4) في المحمودية، أبي، وأيضا في مخطوطة تاريخ دمشق: 4/
528 ولم أعثر على ترجمة ليسار.
(5) هذا عجز بيت للفرزدق. وأوله: وقفت على قبر مقيم بقفرة
(انظر الكامل للمبرد: 4/ 53) .
(6) في الأصل، أن يكون يورثنا،.
(1/301)
259- قال: أخبرنا محمد بن عمر. قال: حدثني
حاتم بن إسماعيل.
عن جعفر بن محمد. عن أبيه. قال: [قال علي: يا أهل الكوفة:
لا تزوجوا الحسن بن علي فإنه رجل مطلاق فقال رجل من همدان
والله لنزوجنه فما رضي أمسك وما كره طلق] .
260- قال: أخبرنا محمد بن عمر. قال: حدثني علي بن عمر. عن
أبيه. [عن علي بن حسين قال: كان الحسن بن علي مطلاقا
للنساء وكان لا يفارق امرأة إلا وهي تحبه] .
261- قال: أخبرنا علي بن محمد. عن عبد الله بن عبد الرحمن.
عن
__________
259- إسناده مرسل ضعيف.
- رجاله: مكرر الإسناد السابق.
تخريجه: - أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق: 4/ 528 عن جعفر
بن محمد عن أبيه.
وذكره الذهبي في السير: 3/ 267 كما تقدم آنفا. وابن كثير
في البداية والنهاية: 8/ 38.
260- إسناده مرسل ضعيف.
- علي بن عمر بن علي بن حسين بن علي بن أبي طالب الهاشمي.
مستور. من الثامنة. (تق: 2/ 41) .
- عمر بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب الهاشمي
المدني. صدوق فاضل.
من السابعة (تق: 2/ 61) .
- علي بن حسين بن علي زين العابدين. ثقة ثبت. تقدم في
(159) .
تخريجه: - أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق: 4/ 529 من طريق
المصنف به.
261- إسناده مرسل ضعيف.
- عبد الله بن عبد الرحمن. شيخ للمدائني لم أقف له على
ترجمة.
- عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم الأنصاري
المدني القاضي.
ثقة. من الخامسة (تق: 1/ 405) .
تخريجه:
لم أقف على من خرجه غير المصنف. ومتنه منكر.
(1/302)
عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن
حزم. قال: [خطب الحسن بن علي امرأة من بني همام بن شيبان.
فقيل له: إنها ترى رأي الخوارج «1» .
فقال: إني أكره أن أضم إلى صدري جمرة من جهنم] .
262- قال: أخبرنا علي بن محمد. عن الهذلي. عن ابن سيرين.
قال:
كانت هند بنت سهيل بن عمرو «2» عند عبد الرحمن بن عتاب بن
أسيد «3» .
__________
262- إسناده ضعيف جدا.
- الهذلي هو أبو بكر مشهور بكنيته قيل اسمه سلمى- بضم
المهملة- ابن عبد الله وقيل روح. أخباري متروك الحديث مات
سنة 167 هـ (تق 2/ 401) وقال الذهبي في ديوان المتروكين
والضعفاء ص 352: مجمع على ضعفه.
تخريجه:
لم أقف على من خرجه. وفي بعض ألفاظه نكارة. وقوله بأن عبد
الرحمن بن عتاب كان أبا عذرة هند بنت سهيل مخالف لما في
نسب قريش ص: 420 بأنه تزوجها بعد حفص بن عبد بن زمعة.
__________
(1) الخوارج هم الذين خرجوا على الخليفة الرابع علي بن أبي
طالب بعد قبوله رضي الله عنه للتحكيم فيما اختلف فيه هو
ومعاوية بعد معركة صفين ثم تشعبوا بعد ذلك إلى فرق متعددة
منهم الحرورية والأزارقة والنجدات والصفرية والإباضية
وغيرهم. (انظر الأشعري- مقالات الإسلاميين واختلاف
المصلين: 1/ 167 وما بعدها) .
(2) هند بنت سهيل بن عمرو بن عبد شمس أسلم أبوها عام الفتح
وقد كانت عند حفص بن عبد بن زمعة وولدت له ثم خلف عليها
عبد الرحمن بن عتاب ثم عبد الله بن عامر ثم خلف عليها حسين
بن علي- هكذا في نسب قريش ص 420 (حسين) وفي طبقات ابن سعد
في هذا الموضع وفي المجلد السابع (ق: 130) (الحسن) ولكنه
قال هناك:، ثم خلف عليها عثمان بن عتاب، أي بعد حفص. ولم
يذكر الزبيري في نسب قريش وابن سعد في ترجمة عتاب من
الطبقات الكبرى (7/ ق 75) عثمان في ولد عتاب والله أعلم.
(3) عبد الرحمن بن عتاب بن أسيد كان والده والي مكة لرسول
الله ص وكان عبد الرحمن مع علي يوم الجمل وقتل في المعركة
(انظر نسب قريش ص 193) .
(1/303)
وكان أبا عذرتها «1» . فطلقها فتزوجها عبد
الله بن عامر بن كريز «2» . ثم طلقها. فكتب معاوية إلى أبي
هريرة أن يخطبها على يزيد بن معاوية. فلقيه الحسن بن علي
فقال: أين تريد؟ قال: أخطب هند بنت سهيل بن عمرو على يزيد
بن معاوية. قال: اذكرني لها. فأتاها أبو هريرة فأخبرها
الخبر فقالت: خر لي. قال: أختار لك الحسن. فتزوجها. فقدم
عبد الله بن عامر المدينة. فقال للحسن: إن لي عندها وديعة
فدخل إليها والحسن معه وجلست بين يديه «3» فرق ابن عامر
فقال الحسن: ألا أنزل لك عنها فلا أراك تجد محللا «4» خيرا
لكما مني فقال: وديعتي فأخرجت سفطين فيهما
__________
(1) العذرة: البكارة. وقال ابن الأثير: العذرة ما للبكر من
الالتحام قبل الافتضاض وجارية عذراء: بكر لم يمسها رجل.
ويقال: فلان أبو عذرتها إذا كان أول من افترعها وافتضها
(انظر لسان العرب مادة عذر: 4/ 551) .
(2) عبد الله بن عامر بن كريز بن ربيعة من بني عبد شمس ابن
خال عثمان بن عفان ولد على عهد النبي ص وجزم ابن حبان أن
له رؤية للنبي ص. وتولى البصرة في خلافة عثمان وافتتح
خراسان كلها وأحرم من نيسابور بالحج شكرا له. فلما قدم
المدينة لامه عثمان على ذلك وقد كان جوادا محببا شارك في
الجمل واعتزل صفين ثم تولى البصرة لمعاوية ثلاث سنين
وبعدها قدم المدينة وسكنها حتى مات سنة 57 هـ وقيل 58 هـ
(انظر: ترجمته في الطبقات الكبرى: 5/ 44، والاستيعاب: 3/
931، والإصابة: 5/ 16) .
(3) يديه ساقطة من الأصل.
(4) المحلل هو: الذي يتزوج امرأة قد بانت من زوجها الأول
بقصد تحليلها للزوج الأول وقد جاء النهي عن ذلك كما في
الحديث، لعن الله المحلل والمحلل له، انظر الإرواء رقم
(1897) ، وانظر مادة حلل في (لسان العرب: 11/ 167) .
(1/304)
جواهر ففتحهما فأخذ من واحد قبضة وترك
الباقي. فكانت تقول: سيدهم جميعا الحسن وأسخاهم ابن عامر
وأحبهم إلى عبد الرحمن بن عتاب.
263- أخبرنا علي بن محمد. عن سحيم بن حفص الأنصاري. عن
عيسى بن أبي هارون المزني. قال: تزوج الحسن بن علي حفصة
بنت عبد الرحمن بن أبي بكر «1» . وكان المنذر بن الزبير 2
هويها «2» . فأبلغ الحسن عنها شيئا فطلقها الحسن. فخطبها
المنذر فأبت أن تزوجه وقالت: شهرني.
فخطبها عاصم بن عمر بن الخطاب «3» فتزوجها فرقي «4» إليه
المنذر أيضا شيئا
__________
263- إسناده: فيه من لم نجد له ترجمة. وفي متنه نكارة.
- سحيم بن حفص الأنصاري كنيته أبو اليقظان واسمه عامر بن
حفص وسحيم لقب له. ذكره ابن النديم في الفهرست ص 106.
وذكره ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل 4/ 304 وقال: سحيم
مولى وبرة التميمي. ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا. وقد ورد
في إسناد عند الطبري: 4/ 449 المدائني عن سحيم مولى وبرة
التميمي عن عبيد بن عمرو القرشي وذكره ياقوت في معجم
الأدباء:
11/ 180 ولم يزد على ما ذكره صاحب الفهرست وهو أخباري
نسابة من شيوخ المدائني. وانظر مزيدا من التفصيل عنه في
مقدمة طبقات خليفة بن خياط (ص 16- 23) للدكتور أكرم ضياء
العمري.
- عيسى بن أبي هارون المزني. لم أقف له على ترجمة.
تخريجه:
لم أجد من خرجه غير المصنف.
__________
(1) حفصة بنت عبد الرحمن بن أبي بكر. روت عن عمتها عائشة
وخالتها أم سلمة زوجتي النبي ص وعن أبيها. وفي طبقات ابن
سعد أن الحسين خلف المنذر عليها (الطبقات: 8/ 468) .
(2) المنذر بن الزبير بن العوام الأسدي وأمه أسماء بنت أبي
بكر الصديق تابعي ثقة ترجمة ابن سعد في الطبقة الثانية من
تابعي أهل المدينة (الطبقات الكبرى: 5/ 182) .
(3) عاصم بن عمر بن الخطاب ولد في حياة النبي ص ومات سنة
70 هـ. وترجمه ابن سعد في الطبقة الأولى من تابعي أهل
المدينة وأخرج حديثه البخاري ومسلم وأصحاب السنن ما عدا
ابن ماجة (طبقات ابن سعد: 5/ 15، وتقريب التهذيب: 1/ 385)
.
(4) رقى إليه: أي رفع إليه كلاما منها (اللسان مادة رقا:
14/ 332) .
(1/305)
فطلقها. ثم خطبها المنذر. فقيل لها: تزوجيه
فيعلم الناس أنه كان يعضهك «1» فتزوجته فعلم الناس أنه كذب
عليها.
فقال الحسن لعاصم بن عمر: انطلق بنا حتى نستأذن المنذر
فندخل على حفصة فاستأذناه. فشاور أخاه عبد الله بن الزبير
فقال دعهما يدخلان عليها.
فدخلا فكانت إلى عاصم أكثر نظرا منها إلى الحسن وكانت إليه
أبسط في الحديث. فقال الحسن للمنذر خذ بيدها فأخذ بيدها.
وقام الحسن وعاصم فخرجا وكان الحسن يهواها وإنما طلقها لما
رقا إليه المنذر. فقال الحسن يوما لابن أبي عتيق وهو عبد
الله بن محمد بن عبد الرحمن «2» وحفصة عمته هل لك في
العقيق «3» ؟ قال: نعم. فخرجا فمرا على منزل حفصة. فدخل
إليها
__________
(1) العضه والعضه والعضيهة: البهيتة وهي: الإفك والبهتان
والنميمة. وأن يقول في المرء ما لم يكن فيه من المقالة
القبيحة (انظر لسان العرب مادة: عضه: 13/ 515) .
(2) هو عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق
التيمي المدني المعروف بابن أبي عتيق روى عن عمه أبيه
عائشة رضي الله عنها وعن ابن عمر وروى عنه ابناه عبد
الرحمن ومحمد وعمرو بن دينار ومحمد بن إسحاق قال العجلي في
تاريخ الثقات. ص 277: مدني ثقة. وقال مصعب الزبيري في نسب
قريش 278: كان امرأ صالحا وكانت فيه دعابة. وذكر في
التهذيب: 6/ 11 عن الزبير بن بكار: أنه دخل على عائشة في
مرضها الذي ماتت فيه فقال: كيف أصبحت جعلني الله فداك؟
فقالت: أصبحت ذاهبة فقال: فلا إذن. وترجمه ابن سعد في
الطبقات: 5/ 195. وقال الحافظ في التقريب: 1/ 447: صدوق
فيه مزاح من الثالثة. وأخرج حديثه البخاري ومسلم والنسائي
وابن ماجة. وله ترجمة عند السخاوي في التحفة اللطيفة في
تاريخ المدينة الشريفة: 2/ 396.
(3) العقيق: وادي بناحية المدينة فيه مزارع وبساتين وقصور
لأهل المدينة وكان لعروة ابن الزبير قصر مشهور في العقيق
(انظر معجم البلدان مادة عقيق: 4/ 139) .
(1/306)
الحسن فتحدثا طويلا ثم خرج. ثم قال أيضا
بعد ذلك بأيام لابن أبي عتيق:
هل لك في العقيق؟ قال: نعم. فخرجا فمرا بمنزل حفصة. فدخل
الحسن فتحدثا طويلا. ثم خرج ثم قال الحسن مرة أخرى لابن
أبي عتيق: هل لك في العقيق؟ فقال: يا ابن أم ألا تقول هل
لك في حفصة؟.
264- قال: أخبرنا علي بن محمد. عن ابن جعدبة. عن ابن أبي
مليكة. قال: تزوج الحسن بن علي خولة بنت منظور فبات ليلة
على سطح أجم «1» فشدت خمارها برجله والطرف الآخر بخلخالها
فقام من الليل فقال:
ما هذا؟ قالت: خفت أن تقوم من الليل بوسنك «2» فتسقط فأكون
أشأم سخلة «3» على العرب. فأحبها. فأقام عندها سبعة أيام
«4» فقال ابن عمر: لم
__________
264- إسناده ضعيف جدا.
- علي بن محمد هو المدائني تقدم.
- ابن جعدبة هو يزيد بن عياض الليثي أبو الحكم المدني نزيل
البصرة كذبه مالك وغيره. (تق: 2/ 369) .
- ابن مليكة هو عبد الله بن عبيد الله التيمي المدني. ثقة
فقيه. تقدم في (59) .
تخريجه:
أخرجه ابن عساكر في تاريخ. دمشق كما في مختصره: 7/ 27 من
هذا الطريق به. وسبق طرف من الخبر في رقم (262) .
__________
(1) السطح الأجم: هو الذي لا شرف له- بضم الشين وفتح
الراء- أي الذي ليس عليه حائط وجدار (انظر لسان العرب
مادة، جمم،: 12/ 108) .
(2) الوسن: قيل النوم الثقيل وقيل أول النوم (اللسان مادة
وسن: 13/ 449) .
(3) سخلة: السخلة: ولد الشاة من المعز والضأن ذكرا كان أو
أنثى ويطلق على المولود المحبب إلى أبويه. والمراد أشأم
امرأة. (اللسان مادة سخل: 11/ 332) .
(4) المعلوم من السنة أن الرجل إذا تزوج امرأة على زوجته
فإنه يقيم عندها سبعة أيام متواصلة إذا كانت بكرا وثلاثة
أيام إن كانت ثيبا ثم يعود إلى القسم بينهن (انظر: منار
السبيل: 2/ 224) وخولة عند ما تزوجها الحسن لم تكن بكرا
حيث قد سبقه عليها محمد بن طلحة بن عبيد الله كما في جمهرة
أنساب العرب لابن حزم ص 258. وحقها ثلاث ليال لا سبعا.
وهذا مما يؤكد ضعف الرواية فإن إسنادها ضعيف جدا وهذه
نكارة في المتن تؤكد الضعف.
(1/307)
نر أبا محمد منذ أيام. فانطلقوا بنا إليه.
فأتوه فقالت له خولة: احتبسهم حتى نهيئ لهم غداء قال: نعم.
قال ابن عمر: فابتدأ الحسن حديثا ألهانا بالاستماع إعجابا
به حتى جاءنا الطعام.
قال علي بن محمد: وقال قوم: التي شدت خمارها برجله هند بنت
سهيل ابن عمرو. وكان الحسن أحصن تسعين امرأة «1» .
265- قال: أخبرنا الفضل بن دكين. وهشام أبو الوليد
الطيالسي «2» . قالا: حدثنا شريك. عن عاصم. عن أبي رزين.
قال:
خطبنا الحسن بن علي وعليه ثياب سود وعمامة سوداء.
266- قال: أخبرنا الفضل بن دكين. قال: حدثنا أبو الأحوص.
عن
__________
265- إسناده ضعيف.
- شريك هو ابن عبد الله القاضي. صدوق يخطئ كثيرا. تقدم في
(76) .
- عاصم هو ابن عبيد الله بن عاصم بن عمر بن الخطاب. ضعيف.
تقدم في (148) .
- أبو رزين هو مسعود بن مالك الأسدي الكوفي. ثقة. تقدم في
(224) .
تخريجه:
ذكره الذهبي في سير أعلام النبلاء: 3/ 267 و 272.
266- إسناده صحيح.
- أبو الأحوص هو سلام بن سليم الحنفي روى عن ابن إسحاق
وسماك بن حرب وروى عنه وكيع ومسدد. ثقة متقن. من السابعة
(الجرح والتعديل:
4/ 258، تق: 1/ 342) .
- أبو إسحاق هو عمرو بن عبد الله السبيعي تقدم مرارا.
- أبو العلاء هو حيان بن عمير القيسي الجريري البصري. ثقة
مات قبل المائة (تق: 1/ 208) .
تخريجه:
لم أقف على من خرجه غير ابن سعد. والإقناع مكروه في الصلاة
كما ذكر ذلك عبد الرزاق وابن أبي شيبة في مصنفيهما عن
إبراهيم النخعي (2/ 154 و 1/ 252 على التوالي) وفي حديث
عائشة عند مسلم (498) وكان إذا ركع لم يشخص رأسه ولم
يصوبه.
__________
(1) ذكره الذهبي في سير أعلام النبلاء: 3/ 261 منسوبا إلى
المدائني. وذكر ابن عساكر كما في مختصر تاريخ دمشق: 7/ 27
أنه أحصن سبعين امرأة.
(2) ساقط من الأصل.
(1/308)
أبي إسحاق. عن أبي العلاء. قال: رأيت الحسن
بن علي يصلي وهو مقنع «1» رأسه.
267- قال: أخبرنا حجاج بن محمد. قال: أخبرنا ابن جريج.
قال:
أخبرني عمران بن موسى. قال: أخبرني سعيد بن أبي سعيد
المقبري. عن أبيه. أنه [رأى أبا رافع مولى النبي ص. مر
بحسن بن علي. وحسن يصلي قائما قد غرز ضفريه «2» في قفاه.
فحلهما «3» أبو رافع فالتفت حسن إليه
__________
267- إسناده ضعيف.
- حجاج بن محمد المصيصي الأعور أبو محمد. ثقة ثبت لكنه
اختلط في آخر عمره لما قدم بغداد ومات سنة 206 هـ (تق: 1/
154) وابن سعد بغدادي فيحتمل أنه سمعه منه بعد اختلاطه.
- ابن جريج هو عبد الملك بن عبد العزيز. ثقة. فقيه. تقدم
في (48) .
- عمران بن موسى بن عمرو بن سعيد بن العاص أخو أيوب. مقبول
من السابعة (تق: 2/ 85) .
- سعيد بن أبي سعيد المقبري. ثقة. تقدم في (74) .
- أبو سعيد المقبري هو كيسان بن سعيد المقبري المدني مولى
أم شريك. ثقة ثبت من الثانية (2/ 137) .
تخريجه:
أخرجه عبد الرزاق في مصنفه: 2/ 183 من طريق ابن جريج قال:
حدثني عمران بن موسى. ومن طريق عبد الرزاق أخرجه أبو داود
(رقم 646) والترمذي رقم (384) وحسنه الترمذي وقال: وفي
الباب عن أم سلمة وعبد الله بن عباس وهو حسن كما قال ويشهد
له الحديث الذي بعده.
__________
(1) المقنع رأسه: الذي قد رفعه وأقبل بطرفة إلى ما بين
يديه (اللسان: 8/ 299 مادة قنع) وفي مصنف عبد الرزاق: 2/
154 أن عطاء سئل ما الإقناع؟ فقال: رفعه رأسه في الركوع.
(2) ضفريه: مثنى ضفيرة وهي الجديلة من الشعر المفتول بعضه
إلى بعض (لسان العرب: مادة: ضفر: 4/ 490) .
(3) في الأصل: فحلها وما أثبتناه من المحمودية وبه يستقيم
النص.
(1/309)
مغضبا. فقال أبو رافع: أقبل على صلاتك ولا
تغضب فإني سمعت رسول الله ص يقول: ذلك كفل «1» الشيطان.
يعني مقعد الشيطان. يعني مغرز ضفريه.] 268- قال: أخبرنا
مالك بن إسماعيل. قال: حدثنا زهير بن معاوية.
قال: حدثنا مخول. عن أبي سعيد «2» : [أن أبا رافع أتى
الحسن بن علي وهو
__________
268- إسناده حسن.
- مالك بن إسماعيل أبو غسان النهدي. ثقة متقن تقدم في (14)
.
- زهير بن معاوية. ثقة ثبت. تقدم في (14) .
- مخول بن راشد ويقال له: أبو المجالد أخو مجاهد بن راشد
من أهل الكوفة روى عن مسلم البطين وأبي جعفر الصادق وروى
عنه الثوري وشعبة. سئل عنه أحمد فقال: ما علمت إلا خيرا.
وقال ابن معين: ثقة. وقال أبو حاتم:
يكتب حديثه (التاريخ الكبير: 8/ 29 والجرح والتعديل: 8/
398 والثقات:
7/ 515) .
- أبو سعيد. صوابه أبو سعد شرحبيل بن سعد المدني. صدوق.
تقدم في رقم (246) .
تخريجه:
أخرجه عبد الرزاق مختصرا في مصنفه: 2/ 183 من حديث الثوري
عن مخول عن رجل عن أبي رافع. ومن طريقه أخرجه أحمد في
مسنده: 6/ 8. وأخرجه ابن ماجة في سننه برقم (1042) من طريق
شعبة أخبرني مخول سمعت أبا سعد يقول رأيت أبا رافع ...
الحديث. وهذا إسناد حسن.
__________
(1) الكفل: هو كساء يجعل حول سنام البعير ثم يركب عليه.
والمراد تشبيه اجتماع الشعر على القفا بموضع الركوب كان
الشيطان يرتحله وأن ذلك مركبه (انظر: مادة كفل في النهاية
في غريب الحديث: 4/ 192 وفي لسان العرب: 11/ 588) .
(2) هكذا في نسخ المخطوطة. وفي سير أعلام النبلاء للذهبي:
3/ 267 من طريق ابن سعد والذي في ابن ماجة رقم (1042) أبو
سعد وهو الصواب إن شاء الله لأن أبا سعد هو شرحبيل ابن سعد
وهو الذي يروي عنه مخول بن راشد وهو يروي عن أبي رافع كما
في التهذيب: 4/ 320.
(1/310)
يصلي عاقصا «1» رأسه. فحله فأرسله. فقال له
الحسن: ما حملك على هذا يا أبا رافع قال: سمعت رسول الله ص
أو قال: قال رسول الله ص شك زهير:، لا يصلي الرجل عاقصا
رأسه] ،.
269- قال: أخبرنا محمد بن ربيعة الكلابي. عن مستقيم بن عبد
الملك.
__________
269- إسناده ضعيف.
- محمد بن ربيعة الكلابي. صدوق. تقدم في (121) .
- مستقيم بن عبد الملك اسمه عثمان ومستقيم لقبه. لين
الحديث. وتقدم في (121) .
تخريجه:
أخرجه الطبراني في الكبير (3/ 122) دون قوله ورأيتهما ...
وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (5/ 161) : رواه الطبراني
وفيه جمهور بن منصور ولم أعرفه وبقية رجاله ثقات.
قلت: ومستقيم بن عبد الملك لين الحديث وقد أخرجه الطبراني
من طريقه.
__________
(1) عقص الشعر هو: ليه وإدخال أطرافه في أصوله. (انظر
اللسان مادة، عقص،: 7/ 56) .
(1/311)
قال: رأيت الحسن والحسين شابا ولم يخضبا
«1» . ورأيتهما يركبان البراذين. ورأيتهما يركبان السروج
المنمرة «2» .
__________
(1) الخضاب هو: تغيير لون الشعر إذا أصابه الشيب. وهو سنة.
ويشترط تجنب اللون الأسود. على الأصح من أقوال أهل العلم.
وما ورد عن بعض الصحابة- كما سيأتي- أنهم يصبغون بالسواد
إما لعلة وسبب. وإما أن النهي لم يبلغهم. راجع فتح الباري:
10/ 354 وما بعدها.
(2) أي: وعليها السروج المتخذة من جلود النمور.
(1/312)
ذكر خاتم الحسن
والحسين والخضاب
270- قال: أخبرنا الفضل بن دكين. قال: حدثنا حاتم بن
إسماعيل.
[عن جعفر بن محمد. عن أبيه. أن الحسن والحسين كانا يتختمان
في يسارهما] .
271- قال: أخبرنا معن بن عيسى. قال: حدثنا سليمان بن بلال.
[عن جعفر بن محمد «1» . عن أبيه. أن الحسن بن علي تختم في
اليسار] .
__________
270- إسناده مرسل.
- حاتم بن إسماعيل الحارثي. صدوق. تقدم في (258) .
تخريجه:
أخرجه الترمذي في جامعه (برقم 1743) من طريق حاتم بن
إسماعيل عن جعفر بن محمد عن أبيه وقال: هذا حديث حسن صحيح.
والطبراني في الكبير:
3/ 23 من هذا الطريق. وذكر صاحب تحفة الأحوذي (5/ 423) أن
الحافظ ابن حجر قال في فتح الباري: أخرجه البيهقي في الأدب
من طريق أبي جعفر الباقر قال:
كان رسول الله ص وأبو بكر وعمر وعلي والحسن والحسين
يتختمون في اليسار.
قلت: وقد ثبت من حديث أنس في صحيح مسلم (2095) أن رسول
الله تختم في خنصر يده اليسرى.
271- إسناده مرسل.
- معن بن عيسى الأشجعي. ثقة ثبت. تقدم في (32) .
- سليمان بن بلال التيمي. ثقة. تقدم في (100) .
تخريجه: - أخرجه الطبراني في الكبير: 3/ 23 من هذا الطريق.
وانظر الأثر السابق.
__________
(1) ساقطة في الأصل واستدرك من المحمودية.
(1/313)
272- قال: أخبرنا الفضل بن دكين. قال:
حدثنا حاتم بن إسماعيل.
[عن جعفر بن محمد. عن أبيه. قال: كان في خاتم الحسن
والحسين ذكر الله] .
273- قال: أخبرنا الفضل بن دكين. قال: حدثنا سفيان. عن عبد
العزيز ابن رفيع. عن قيس مولى خباب. قال: رأيت الحسن يخضب
بالسواد.
274- قال: أخبرنا حجاج بن نصير. قال: حدثنا اليمان بن
المغيرة.
قال: حدثني مسلم بن أبي مريم. قال: رأيت الحسن بن علي يخضب
بالسواد.
__________
272- إسناده مرسل.
رجاله تقدموا قريبا.
تخريجه:
انظر الذهبي. سير أعلام النبلاء: 3/ 273.
273- إسناده حسن.
- سفيان هو الثوري.
- عبد العزيز بن رفيع- مصغرا- الأسدي أبو عبد الملك. ثقة.
من الرابعة (تق: 1/ 509) .
- قيس مولى خباب هو ابن سعد الأسلمي كما قال ابن حبان. روى
عن الحسن والحسين وعبد الله بن عمر وروى عنه عبد العزيز بن
رفيع وابن جريج (التاريخ الكبير: 7/ 151، والجرح والتعديل:
7/ 106، والثقات: 5/ 310، 315) .
تخريجه:
أخرجه البخاري في التاريخ الكبير: 7/ 151 من هذا الطريق
ولفظه: رأيت الحسن والحسين يخضبان بالسواد نحوه. وأخرج
الطبراني في الكبير: 3/ 22 من طرق عن الشعبي وعن جعفر بن
محمد عن أبيه وعن شجاع بن عبد الرحمن أنه كان يخضب بالسواد
وانظر حول خضب الشعر بالسواد المصادر التالية: ابن القيم.
زاد المعاد: 4/ 366. ابن حجر. فتح الباري: 10/ 354.
المباركفوري. تحفة الأحوذي: 5/ 435.
274- إسناده ضعيف.
- حجاج بن نصير هو الفساطيطي. ضعيف. تقدم في (30) .
- اليمان بن المغيرة البصري أبو حذيفة. ضعيف. من السادسة
(تق:
2/ 379) .
- مسلم بن أبي مريم واسم أبي مريم يسار المدني مولى
الأنصار. ثقة من الرابعة (تق: 2/ 247) .
تخريجه:
ذكره الذهبي في سير أعلام النبلاء: 3/ 268 من هذا الطريق.
(1/314)
275- قال: أخبرنا عبد الوهاب بن عطاء. قال:
أخبرنا شعبة. عن أبي إسحاق. عن العيزار. أن الحسن كان يخضب
بالسواد.
276- قال: أخبرنا عبد الوهاب بن عطاء. قال: أخبرنا أبو
الربيع السمان. عن عبيد الله بن أبي يزيد. قال: رأيت الحسن
بن علي قد خضب بالسواد وعنفقته «1» غراء بيضاء.
__________
275- إسناده حسن.
- عبد الوهاب بن عطاء العجلي. صدوق. تقدم في (56) .
- العيزار- بفتح أوله وسكون التحتانية بعدها زاي- ابن حريث
العبدي الكوفي. ثقة. من الثالثة (تق: 2/ 96) .
تخريجه:
لم أقف على من خرجه من هذا الطريق غير المصنف.
276- إسناده ضعيف جدا.
- أبو الربيع السمان هو أشعث بن سعيد البصري. متروك. من
السادسة (تق: 1/ 79) .
- عبيد الله بن أبي يزيد المكي. ثقة. تقدم في (5) .
تخريجه:
ذكره الذهبي في سير أعلام النبلاء: 3/ 268 من هذا الطريق
دون قوله وعنفقته غراء بيضاء.
__________
(1) العنفقة: الشعر الذي في الشفة السفلى (ابن الأثير،
النهاية في غريب الحديث 3/ 309) .
(1/315)
277- قال: أخبرنا الحسن بن موسى. وأحمد بن
عبد الله بن يونس.
قالا: حدثنا زهير بن معاوية. قال: حدثنا أبو إسحاق. [عن
عمرو الأصم «1» . قال: قلت للحسن بن علي: إن هذه الشيعة
تزعم أن عليا مبعوث قبل يوم القيامة قال: كذبوا. والله ما
هؤلاء بالشيعة لو علمنا أنه مبعوث ما زوجنا نساءه ولا
اقتسمنا ماله] .
278- قال: أخبرنا كثير بن هشام. قال: حدثنا جعفر بن برقان.
__________
277- إسناده ضعيف.
- الحسن بن موسى الأشيب قاضي الموصل. ثقة تقدم في (116) .
- أحمد بن عبد الله بن يونس. ثقة تقدم في (14) .
- زهير بن معاوية. ثقة ثبت إلا أن سماعه من أبي إسحاق بعد
الاختلاط. تقدم في (14) .
- عمرو الأصم هو ابن عبد الله. أبو حية الوادعي الهمداني
روى عن ابن مسعود وعنه أبو إسحاق الهمداني وأهل الكوفة
(التاريخ الكبير: 6/ 346، والجرح والتعديل: 6/ 242،
والثقات: 5/ 180) .
تخريجه:
أخرجه الطبراني في الكبير: 3/ 26 من طريق أسباط بن محمد عن
مطرف ابن طريف عن أبي إسحاق به وهذا إسناد حسن. وأخرجه ابن
عساكر: 4/ 534 من طريق ابن سعد بإسناده ولكن عنده: عمرو بن
أبي عاصم وهو تصحيف.
وسير أعلام النبلاء: 3/ 263. والبداية والنهاية: 8/ 41.
278- إسناده حسن.
- كثير بن هشام الكلابي الرقي. ثقة. تقدم في رقم (20) .
- جعفر بن برقان- بضم الموحدة وسكون الراء- الكلابي أبو
عبد الله الرقي.
صدوق يهم في حديث الزهري (تق: 1/ 129) .
- ميمون بن مهران. ثقة فقيه. تقدم في (70) .
تخريجه:
ذكره الطبري في تاريخه: 5/ 162 وابن الأثير في الكامل: 3/
402. وابن كثير في البداية والنهاية: 8/ 17. وقد تقدم في
رقم (239) قريبا منه.
__________
(1) هكذا بالأصول الخطية. وفي الطبراني الكبير: 3/ 26 وسير
أعلام النبلاء: 3/ 263. وكتب الرجال: عمرو بن الأصم.
(1/316)
[مبايعة أهل
العراق للحسن وما اشترط عليهم]
قال: سمعت ميمون بن مهران. قال: إن الحسن بن علي بن أبي
طالب بايع أهل العراق بعد علي على بيعتين. بايعهم على
الإمرة. وبايعهم على أن يدخلوا فيما دخل فيه. ويرضوا بما
رضي به.
279- قال: أخبرنا محمد بن عبيد. قال: حدثني صدقة بن
المثنى.
عن جده رياح بن الحارث. أن الحسن بن علي قام بعد وفاة علي
رضي الله عنهما فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: إن كل ما هو
آت قريب. وإن أمر الله واقع. وإن كره الناس. وإني والله ما
أحببت أن ألي من أمر أمة محمد ما يزن مثقال حبة من خردل
يهراق فيه محجمة من دم. قد علمت ما يضرني بما ينفعني
فألحقوا بطيتكم» .
__________
279- إسناده صحيح.
- محمد بن عبيد هو الطنافسي. ثقة. تقدم في (18) .
- صدقة بن المثنى بن رياح الحنفي. ثقة. من السادسة (تق: 1/
366) .
- رياح بن الحارث النخعي أبو المثنى الكوفي. ثقة. من
الثانية (تق:
1/ 254) .
تخريجه:
أخرجه أحمد في فضائل الصحابة برقم (1364) وإسناده صحيح.
وانظر تهذيب تاريخ دمشق: 4/ 226.
__________
(1) بطيتكم: الطية: فعله من طوى. وهي الحاجة والوطر
والوجهة والنية تقول: أعمد لطيتك أي امض لوجهك وحاجتك
(النهاية في غريب الحديث: 3/ 153، لسان العرب: 15/ 20 مادة
طوى) .
(1/317)
280- قال: أخبرنا يزيد بن هارون. قال:
أخبرنا العوام بن حوشب.
عن هلال بن يساف. قال: سمعت الحسن بن علي وهو يخطب وهو
يقول:
يا أهل الكوفة. اتقوا الله فينا. فإنا أمراؤكم وأنا
أضيافكم. ونحن أهل البيت الذين قال الله: «إِنَّما يُرِيدُ
اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ
وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً» «1» قال: فما رأيت يوما قط
أكثر باكيا من يومئذ.
281- قال: أخبرنا سليمان أبو داود الطيالسي. قال: أخبرنا
شعبة.
__________
280- إسناده صحيح.
- يزيد بن هارون السلمي. ثقة. تقدم في (34) .
- العوام بن حوشب بن يزيد الشيباني أبو عيسى الواسطي. ثقة
ثبت (تق: 2/ 89) .
- هلال بن يساف- بكسر التحتانية ثم مهملة مفتوحة- ويقال
ابن أساف الأشجعي مولاهم الكوفي. ثقة. من الثالثة (تق: 2/
325) .
تخريجه:
انظر مختصر تاريخ دمشق: 7/ 36. وسير أعلام النبلاء: 3/
269. وأخرجه الطبراني في الكبير بمعناه كما في مجمع
الزوائد: 9/ 172 وقال الهيثمي: رجاله ثقات.
281- إسناده حسن.
- سليمان بن داود بن الجارود أبو داود الطيالسي. ثقة حافظ.
تقدم في (194) .
- يزيد بن خمير- مصغرا- الرحبي أبو عمرو الحمصي. صدوق. من
الخامسة (تق: 2/ 364) .
- عبد الرحمن بن جبير بن نفير- مصغرا- الحضرمي الحمصي.
ثقة. من الرابعة (تق: 1/ 475) .
- جبير بن نفير بن مالك الحضرمي الحمصي. ثقة فقيه جليل.
مخضرم ولأبيه صحبة وقد وفد إلى المدينة في عهد عمر ومات
سنة 80 هـ (تق: 1/ 126) .
تخريجه:
أخرجه الحاكم في المستدرك: 3/ 170. وأبو نعيم في الحلية:
2/ 36- 37 من طريق محمد بن جعفر عن شعبة به. وأخرجه ابن
عساكر في تاريخ دمشق (4/ ل 536) من طريقين أحدها: من طريق
ابن سعد. وذكره ابن أبي حاتم في العلل: 2/ 352 والذهبي في
سير أعلام النبلاء: 3/ 274.
__________
(1) سورة الأحزاب. آية (33) .
(1/318)
عن يزيد بن خمير. قال: سمعت عبد الرحمن بن
جبير بن نفير الحضرمي يحدث عن أبيه. قال: [قلت للحسن بن
علي «1» : إن الناس يزعمون أنك تريد الخلافة؟ فقال: كانت
جماجم العرب بيدي يسالمون من سالمت. ويحاربون من حاربت.
فتركتها ابتغاء وجه الله. ثم أثيرها بأتياس «2» أهل
الحجاز.]
[تنازل الحسن والصلح بين
المسلمين]
282/ 1- قال: أخبرنا أبو عبيد. عن مجالد. عن الشعبي.
282/ 2- وعن يونس بن أبي إسحاق. عن أبيه.
282/ 3- وعن أبي السفر.
__________
282- إسناده: جمع ابن سعد ثلاثة طرق لهذا الخبر أو أكثر عن
شيخه أبي عبيد.
ودمج الألفاظ على عادة الأخباريين: الطريق الأول: لا بأس
بها. والطريق الثاني:
حسنة لكنها منقطعة. والطريق الثالث: معضلة.
- أبو عبيد هو القاسم بن سلام. إمام مشهور. تقدم في (87) .
- مجالد هو ابن سعيد الهمداني. ليس بالقوي. تقدم في (38) .
- الشعبي هو عامر بن شراحيل. ثقة مشهور. تقدم في (17) .
- يونس بن أبي إسحاق السبيعي. صدوق يهم قليلا. تقدم في
(215) .
- أبو السفر هو سعيد بن يحمد- بضم التحتانية وكسر الميم-
وحكى الترمذي أنه قيل فيه: أحمد أبو السفر- بفتح المهملة
والفاء- الهمداني الثوري الكوفي ثقة. من الثالثة مات سنة
112 هـ أو بعدها بسنة (تق: 1/ 307) .
تخريجه:
انظر الخبر في الطبري: 5/ 158. 162 بسياق مقارب. ونقله عن
ابن سعد كل من ابن عساكر في تاريخ دمشق: 4/ ل/ 535 بمثل
هذا الإسناد. والذهبي.
سير أعلام النبلاء: 3/ 263 و 3/ 269.
وأخرج الحاكم في المستدرك: 3/ 174 خبر طعن الحسن من طريق
هشام الكلبي عن أبي مخنف. وخبر مصالحته لمعاوية من طريق
ابن عيينة عن أبي موسى إسرائيل ابن موسى عن الحسن البصري.
__________
(1) ساقطة من المحمودية.
(2) هكذا في الأصول الخطية. وفي سير أعلام النبلاء: 3/
274. وفي العلل لابن أبي حاتم: 2/ 352 وتاريخ دمشق (4/ ل
536) ، أما في مستدرك الحاكم: 3/ 170 ومختصر تاريخ دمشق:
7/ 38 فقد وردت هكذا (باتئاس) من اليأس والقنوط. وكلا
المعنيين له وجه ولكن الأول أوضح ولعله الصواب لأن يأس أهل
الحجاز من الخلافة لم يحصل إلا بعد التجارب التي قاموا بها
أيام الحسين والحرة وابن الزبير.
(1/319)
وغيرهم. قالوا: بايع أهل العراق بعد علي بن
أبي طالب الحسن بن علي.
ثم قالوا له «1» : سر إلى هؤلاء القوم الذين عصوا الله
ورسوله وارتكبوا العظيم وابتزوا الناس أمورهم. فإنا نرجو
أن يمكن الله منهم. فسار الحسن إلى أهل الشام. وجعل على
مقدمته قيس بن سعد بن عباده «2» . في اثني عشر ألفا.
__________
(1) ساقطة من المحمودية.
(2) قيس بن سعد بن عباده بن دليم بن بني ساعدة الأنصاري
الخزرجي صحابي جليل. وابن صحابي شهد المشاهد مع رسول الله
ص كان سخيا كريما داهية صاحب رأى ومكيدة في الحرب. وكان من
النبي ص بمنزلة صاحب الشرطة من الأمير. وشهد فتح مصر واختط
بها دارا. وتولى إمارتها لعلي ولما عزله علي قدم الكوفة
وكان معه. وشهد صفين وبقي في الكوفة حتى مقتل علي ثم كان
مع الحسن. ولما صالح معاوية رجع قيس إلى المدينة وبقي فيها
حتى مات في آخر خلافة معاوية (طبقات ابن سعد: 6/ 52،
والإصابة: 5/ 473) .
(1/320)
وكانوا «1» يسمون شرطة الخميس «2» .
وقال غيره: وجه إلى الشام عبيد الله بن العباس ومعه قيس بن
سعد.
فسار فيهم قيس حتى نزل مسكن «3» والأنبار «4» وناحيتها.
وسار الحسن حتى نزل المدائن. وأقبل معاوية في أهل الشام
يريد الحسن حتى نزل جسر منبج «5» . فبينا الحسن بالمدائن
إذ نادى مناديه في عسكره ألا إن قيس بن سعد قد قتل. قال:
فشد الناس على حجرة الحسن فانتهبوها حتى انتهبت بسطه
وجواريه وأخذوا رداءه من ظهره. وطعنه رجل من بني أسد يقال
له: ابن أقيصر «6» بخنجر مسموم في أليته. فتحول من مكانه
الذي انتهب فيه
__________
(1) في الأصل، وكان، والتصحيح من المحمودية.
(2) شرطة الخميس: الخميس هو الجيش سمي بذلك لأنه يتكون من
خمس فرق. مقدمة. وقلب. وميمنة. وميسرة. وساقة. وشرطة الجيش
هم أول كتيبة تشهد الحرب وتتهيأ للموت (انظر لسان العرب
مادة خمس ومادة شرط: 6/ 70 و 7/ 330) قلت: وفي تنظيمات
الجيوش الحديثة فرقة تسمى الشرطة العسكرية وتتولى المهمات
الأمنية في الجيش. ولعل المراد هنا ما بينه الطبري في
تاريخه: 4/ 158 عن الزهري قال: جعل علي. قيس بن سعد على
مقدمته من أهل العراق إلى قبل أهل أذربيجان وعلى أرضها.
وشرطة الخميس الذي ابتدعه من العرب وكانوا أربعين ألفا.
فالنص يوضح أن عليا هو أول من ابتدأ هذا وأنهم فرقة خاصة
من العرب.
(3) مسكن- بكسر الكاف- موضع على نهر دجيل عند دير الجاثليق
به كانت الوقعة بين عبد الملك بن مروان ومصعب بن الزبير
سنة 72 هـ (معجم البلدان: 5/ 127) .
(4) الأنبار: مدينة على الفرات بينها وبين بغداد عشرة
فراسخ (معجم البلدان: 1/ 257) .
(5) منبج: بلد قديم في طرف الشام الأعلى من جهة العراق قال
ياقوت: بلد قديم وما أظنه إلا روميا. ثم ذكر اشتقاقه في
العربية. وكانت عاصمة إقليم العواصم أيام الرشيد (معجم
البلدان: 5/ 205) .
(6) في سير أعلام النبلاء: 3/ 263 ذكر عن عوانة بن الحكم:
أن الرجل من الخوارج وأن الناس قد وثبوا عليه فقتلوه.
وسماه الحاكم في المستدرك: 3/ 174 سنان بن الجراح الأسدي
أخو بني نصر وقال: وثب عليه عبد الله بن ظبيان بن عمارة
التميمي فعض وجهه وشدخ رأسه بحجر فمات من وقته.
(1/321)
متاعه. ونزل الأبيض قصر كسرى. [وقال: عليكم
لعنة الله من أهل قرية.
فقد علمت أن لا خير فيكم. قتلتم أبي بالأمس. واليوم تفعلون
بي هذا] .
ثم دعا عمرو بن سلمة الأرحبي «1» . فأرسله وكتب معه إلى
معاوية بن أبي سفيان يسأله الصلح ويسلم له الأمر على أن
يسلم له ثلاث خصال. يسلم له بيت المال فيقضي منه دينه
ومواعيده التي عليه. ويتحمل منه هو ومن معه من عيال أبيه
وولده وأهل بيته. ولا يسب علي وهو يسمع. وأن يحمل إليه
خراج فسا «2» ودرابجرد «3» من أرض فارس كل عام إلى المدينة
ما بقي.
فأجابه معاوية إلى ذلك وأعطاه ما سأل. ويقال: بل أرسل
الحسن بن علي عبد الله بن الحارث بن نوفل إلى معاوية حتى
أخذ له ما سأل. وأرسل معاوية عبد الله بن عامر بن كريز.
وعبد الرحمن بن سمرة بن حبيب بن عبد شمس «4» فقدما المدائن
إلى الحسن فأعطياه ما أراد. ووثقا له. فكتب إليه
__________
(1) عمرو بن سلمة بن عميرة بن مقاتل بن أرحب الهمداني روى
عن علي وأبي موسى الأشعري. قال ابن سعد: كان شريفا فصيحا
وكان ثقة قليل الحديث. وذكره ابن سعد في الطبقة الأولى من
التابعين من أهل الكوفة ومات سنة 85 هـ (الطبقات الكبرى:
6/ 171 وتهذيب التهذيب: 8/ 42) .
(2) فسا: كلمة أعجمية وقد ينطقون بها بسا- بالباء- وهي
مدينة بفارس في كورة دارابجرد بينها وبين شيراز. أربع
مراحل (معجم البلدان: 4/ 260) .
(3) دارابجرد: بعد الألف الثانية باء موحدة ساكنة وجيم
مكسورة. وهي ولاية بفارس ينسب إليها مجموعة من العلماء
فيقال: الداربجردي. (معجم البلدان: 2/ 419) .
(4) عبد الرحمن بن سمرة بن حبيب بن عبد شمس. يقال: كان
اسمه عبد كلال وقيل: عبد الكعبة فغيره النبي ص. صحابي جليل
شهد غزوة تبوك مع النبي ص. وشهد فتوح العراق وهو الذي
افتتح سجستان وكابل في خلافة عثمان رضي الله عنه. سكن
البصرة وإليه تنسب سكة ابن سمرة بالبصرة. وتوفي بها سنة 50
هـ (الإصابة: 4/ 310) .
(1/322)
الحسن أن أقبل فأقبل من جسر منبج إلى مسكن
في خمسة أيام وقد دخل يوم السادس. فسلم إليه الحسن الأمر
وبايعه ثم سارا جميعا حتى قدما الكوفة.
فنزل الحسن القصر. ونزل معاوية النخيلة. فأتاه الحسن في
عسكره غير مرة.
ووفى معاوية للحسن ببيت المال. وكان فيه يومئذ ستة آلاف
ألف درهم واحتملها الحسن وتجهز بها هو وأهل بيته إلى
المدينة. وكف معاوية عن سب علي والحسن يسمع. ودس معاوية
إلى أهل البصرة فطردوا وكيل الحسن.
وقالوا «1» : لا يحمل فيئنا إلى غيرنا. يعنون خراج فسا
ودرابجرد. فأجرى معاوية على الحسن كل سنة ألف ألف درهم.
وعاش الحسن بعد ذلك عشر سنين.
283- قال: أخبرنا هشام أبو الوليد الطيالسي «2» . قال:
حدثنا أبو عوانة. عن حصين. عن أبي جميلة. أن الحسن بن علي
لما استخلف حين قتل علي. فبينما هو يصلي إذ وثب عليه رجل
فطعنه بخنجر- وزعم حصين أنه بلغه أن الذي طعنه رجل من بني
أسد- وحسن ساجد قال حصين:
وعمى أدرك ذاك. قال: فيزعمون أن الطعنة وقعت في وركه فمرض
منها أشهرا ثم برئ. [فقعد على المنبر فقال: يا أهل العراق
اتقوا الله فينا فإنا أمراؤكم وضيفانكم أهل البيت الذين
قال الله: «إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ/ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ
«3» الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ
تَطْهِيراً» «4» قال: فما زال يقول ذاك حتى ما يرى «5» أحد
من أهل المسجد إلا وهو يخن بكاءا] .
__________
283- إسناده حسن. حيث توبع.
- هشام أبو الوليد الطيالسي. ثقة ثبت. تقدم في (3) .
- أبو عوانة وضاح بن عبد الله اليشكري. ثقة. تقدم في (64)
.
- حصين هو ابن عبد الرحمن السلمي. ثقة. تقدم في (63) .
- أبو جميلة هو ميسرة بن يعقوب الطهوي- بضم الطاء المهملة-
الكوفي.
صاحب راية علي. مقبول. من الثالثة (تق: 2/ 291) .
تخريجه:
أخرجه الطبراني في الكبير: 3/ 93 من طريق حصين به. وقال
الهيثمي في مجمع الزوائد: 9/ 172 رجاله ثقات. وأخرجه ابن
عساكر في تاريخ دمشق:
4/ ل 537 و 538 عن عدة طرق منها هذا الطريق والطريق الماضي
برقم (280) وهي طريق صحيحة.
__________
(1) في الأصل: وقال: والتصحيح من المحمودية.
(2) ساقطة من المحمودية.
(3) سقطت من الأصل.
(4) سورة الأحزاب. آية (33) .
(5) في المحمودية:، حتى ما أرى أحدا،.
(1/323)
284- قال: أخبرنا موسى بن إسماعيل. قال:
حدثنا عون بن موسى.
قال: سمعت هلال بن خباب. [يقول: جمع الحسن بن علي رؤوس
أصحابه في قصر المدائن. فقال: يا أهل العراق لو لم تذهل
«1» نفسي عنكم إلا
__________
284- إسناده حسن.
- موسى بن إسماعيل هو المنقري أبو سلمة التبوذكي. ثقة ثبت.
تقدم في (101) .
- عون بن موسى أبو روح الليثي البصري سمع معاوية بن قرة
والحسن البصري وعاصم الأحول وحميد الطويل وعنه أبو سلمة
التبوذكي ووكيع واللاحقي.
قال ابن معين: ثقة وقال أبو حاتم: لا بأس به (التاريخ
الكبير: 7/ 17 والجرح والتعديل: 6/ 386 والثقات: 7/ 280) .
- هلال بن خباب العبدي البصري. صدوق. تقدم في (84) .
تخريجه: - أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق: 4/ ل 538 من
طريق سعيد بن منصور عن عون بن موسى به.
__________
(1) تذهل نفسي: أي تسلوا وتطيب. والذهول: ترك الشيء عن عمد
أو عن نسيان. (لسان العرب، مادة: ذهل: 11/ 259) .
(1/324)
لثلاث خصال لذهلت: مقتلكم أبي. ومطعنكم
بغلتي. وانتهابكم ثقلي «1» أو قال: ردائي عن عاتقي. وإنكم
قد بايعتموني أن تسالمون من سالمت وتحاربون من حاربت وإني
«2» قد بايعت معاوية فاسمعوا له وأطيعوا قال: ثم نزل فدخل
القصر] .
285- قال: أخبرنا يزيد بن هارون. قال: أخبرنا جرير «3» بن
عثمان. قال: حدثنا عبد الرحمن بن أبي عوف الجرشي. قال:
[لما بايع الحسن بن علي معاوية قال له عمرو بن العاص وأبو
الأعور السلمي وعمرو «4» بن سفيان «5» : لو أمرت الحسن
فصعد المنبر فتكلم عيي «6» عن المنطق فيزهد فيه
__________
285- إسناده ضعيف ومتنه منكر.
- يزيد بن هارون. تقدم قريبا وترجمته في (34) .
- جرير بن عثمان من أهل المدينة. قال ابن حجر: ذكره أبو
عمرو الكشي في رجال الشيعة من الرواة عن جعفر الصادق. وهو
شديد الالتباس براوي آخر هو: حريز- بالحاء المهملة- ابن
عثمان الرحبي المخرج له في الصحيح وهو ناصبي أما هذا
فرافضي. (لسان الميزان: 2/ 103) .
- عبد الرحمن بن أبي عوف الجرشي- بضم الجيم وفتح الراء
بعدها معجمة- الحمصي القاضي. ثقة من الثانية ويقال أدرك
النبي ص (تق: 1/ 494) .
تخريجه: - أخرجه الطبراني في الكبير: 3/ 72 من هذا الطريق
مختصرا إلا أنه قال: حريز ابن عثمان- بالحاء المهملة-
ولهذا قال الهيثمي في المجمع: 9/ 178 رواه الطبراني عن
شيخه محمد بن عون السيرافي ولم أعرفه وبقية رجاله ثقات.
قلت: قوله هذا على اعتبار أن الراوي حريز أما وقد علم أنه
جرير- بالمعجمة- وهو رافضي كما ذكر ذلك ابن حجر فالسند
ضعيف والمتن منكر.
وروى أبو يعلى الموصلي قول الحسن لأبي الأعور كما في مجمع
الزوائد:
1/ 113.
وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح غير عبد الرحمن بن أبي
عوف وهو ثقة.
وأخرج أحمد في مسنده: 4/ 93 عن جرير عن عبد الرحمن بن أبي
عوف عن معاوية بن أبي سفيان أنه قال: رأيت رسول الله ص يمص
لسانه أو قال شفته يعني الحسن بن علي ... وقال الهيثمي في
المجمع: 9/ 177. رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير عبد
الرحمن بن أبي عوف وهو ثقة. وقال ابن كثير في البداية
والنهاية: 8/ 36 تفرد به أحمد.
وأخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (4/ ل 506) مثل رواية
المسند. وقد ورد عند ابن عساكر جرير بن عبد الرحمن بن أبي
عوف الجرشي عن معاوية. وفي قوله: (ابن عبد الرحمن) تصحيف.
والصواب عن عبد الرحمن. كما في المسند وغيره.
__________
(1) ثقلي: الثقل- بالتحريك- المتاع والحشم (لسان العرب
مادة ثقل: 11/ 87) .
(2) (وإني) ساقطة من المحمودية.
(3) هكذا في الأصول، جرير، بالجيم المعجمة. وكذا في مسند
أحمد: 4/ 93. وفي البداية والنهاية: 8/ 36. وفي تاريخ دمشق
(4/ ل 506) .
(4) هكذا بالأصول ولعل الواو زائدة فإن أبا الأعور هو عمرو
بن سفيان.
(5) عمرو بن سفيان بن عبد شمس بن سعد الذكواني أبو الأعور
السلمي مشهور بكنيته صحابي أسلم بعد حنين وكان حليف أبي
سفيان بن حرب وغزا قبرص سنة 26 هـ. وكانت له مواقف بصفين
مع معاوية (انظر الإصابة: 4/ 641) .
(6) عيي: العي: خلاف البيان. وعيي في المنطق عيا أي حصر في
الكلام فلم يستطع البيان (لسان العرب مادة عيا: 5/ 112-
113) .
(1/325)
الناس. فقال معاوية: لا تفعلوا فو الله لقد
رأيت رسول الله ص يمص لسانه وشفته. ولن يعي لسان مصه النبي
ص أو شفتين. فأبوا على معاوية. فصعد معاوية المنبر. ثم أمر
الحسن فصعد. وأمره أن يخبر الناس أني قد بايعت معاوية فصعد
الحسن المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: أيها الناس إن
الله هداكم بأولنا وحقن دماءكم بآخرنا وإني قد أخذت لكم
على معاوية أن يعدل فيكم. وأن يوفر عليكم غنائمكم. وأن
يقسم فيئكم فيكم. ثم أقبل على معاوية. فقال: كذاك. قال:
نعم. ثم هبط من المنبر وهو يقول ويشير
(1/326)
بإصبعه إلى معاوية «وَإِنْ أَدْرِي
لَعَلَّهُ فِتْنَةٌ لَكُمْ وَمَتاعٌ إِلى حِينٍ» «1» فاشتد
ذلك على معاوية. فقالا: لو دعوته فاستنطقته فقال: مهلا
فأبوا. فدعوه.
فأجابهم. فأقبل عليه عمرو بن العاص. فقال له الحسن: أما
أنت فقد اختلف فيك رجلان: رجل من قريش. وجزار أهل المدينة.
فادعياك فلا أدري أيهما أبوك. وأقبل عليه أبو الأعور
السلمي فقال له الحسن: ألم يلعن رسول الله ص رعلا وذكوان
«2» وعمرو بن سفيان. ثم أقبل معاوية يعين القوم فقال له
الحسن: أما علمت أن رسول الله ص لعن قائد الأحزاب وسائقهم
وكان أحدهما أبو سفيان والآخر أبو الأعور السلمي] .
286- قال: أخبرنا هوذة بن خليفة. قال: حدثنا عوف. عن محمد.
__________
286- إسناده حسن.
- هوذة- بفتح الهاء- ابن خليفة بن عبد الله بن عبد الرحمن
بن أبي بكرة الثقفي البكراوي أبو الأشهب البصري الأصم نزيل
بغداد. صدوق (تق: 2/ 322) .
- عوف بن أبي جميلة الأعرابي العبدي البصري. ثقة رمي
بالقدر وبالتشيع.
من السادسة (تق: 2/ 89) .
- محمد هو ابن سيرين البصري. ثقة كبير القدر (تق: 1/ 169)
.
تخريجه: - أخرجه عبد الرزاق في المصنف: 11/ 452 مختصرا من
طريق معمر عن أيوب عن ابن سيرين. ومن طريقه أخرجه الطبراني
في الكبير: 3/ 87 مختصرا أيضا. وقال الهيثمي في المجمع 4/
208: رجاله رجال الصحيح. وأخرجه أحمد في فضائل الصحابة رقم
(1355) مختصرا من طريق ابن عون عن أنس بن سيرين وإسناده
صحيح. وأخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (4/ ل 541) من طريق
ابن سعد به.
__________
(1) سورة الأنبياء. آية (111) .
(2) رعل وذكوان: حيان من سليم بن منصور بن بهثة غدروا
بالقراء في سرية بئر معونة بناحية نجد فقتلوهم ولذلك قنت
رسول الله ص شهرا يدعو عليهم. (صحيح البخاري: 7/ 389 فتح
الباري) .
(1/327)
قال: لما كان زمن ورود معاوية الكوفة.
واجتمع الناس عليه. وبايعه الحسن ابن علي. قال: قال أصحاب
معاوية لمعاوية: عمرو بن العاص والوليد بن عقبة «1»
وأمثالهما من أصحابه: إن الحسن بن علي مرتفع في أنفس الناس
لقرابته من رسول الله ص. وإنه حديث السن عيي. فمره فليخطب
فإنه سيعيي في الخطبة فيسقط من أنفس الناس. فأبى عليهم.
فلم يزالوا به حتى أمره. فقام الحسن بن علي على «2» المنبر
دون معاوية. فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: والله لو
ابتغيتم بين جابلق وجابلص»
رجلا جده نبي غيري «4» وغير أخي لم تجدوه. وأنا قد أعطينا
بيعتنا معاوية. ورأينا أن ما حقن دماء المسلمين خير مما
هراقها. والله ما أدري «لَعَلَّهُ فِتْنَةٌ لَكُمْ
وَمَتاعٌ إِلى حِينٍ» وأشار «5» بيده إلى معاوية. قال:
فغضب معاوية فخطب بعده خطبة عيية فاحشة ثم نزل. وقال له:
ما أردت بقولك: «فِتْنَةٌ لَكُمْ وَمَتاعٌ إِلى حِينٍ» .
قال: أردت بها ما أراد الله بها «6» .
قال هوذة: قال عوف: [وحدثني غير محمد «7» . أنه بعد ما شهد
شهادة
__________
(1) الوليد بن عقبة بن أبي معيط أخو عثمان بن عفان لأمه.
قتل أبوه بعد بدر صبرا. وأسلم الوليد وأخوه عمارة يوم فتح
مكة. تولى الكوفة لعثمان بن عفان بعد سعيد ابن أبي وقاص.
ثم عزله عثمان عنها بعد أن أقيمت عليه البينة بشرب الخمر
وأقام عليه الحد وبعد قتل عثمان اعتزل الفتنة. ومات في
خلافة معاوية (الإصابة 6/ 614- 617) .
(2) حرف الجر (عل) ساقط من الأصل.
(3) سيأتي تفسيرها في الأثر رقم (295) ولفظ ابن سعد هناك:
جابلق وجابرص. وفي تاريخ ابن عساكر في هذا الموطن: جابلق
وجابلس. وعند ما نقل تفسير معمر لمعناها كما سيأتي قال:
جابرس وجابلق.
(4) في الأصل، غير،.
(5) في المحمودية:، قال وأشار،.
(6) راجع تفسير الآية رقم (111) من سورة الأنبياء في تفسير
الطبري: 17/ 107.
(7) هذا إسناد عن مجهول لا تقوم به حجة وفي متنه نكارة
شديدة تفرد بها هذا المجهول.
(1/328)
الحق قال: أما بعد: فإن عليا لم يسبقه أحد
من هذه الأمة من أولها بعد نبيها. ولن يلحق به أحد من
الآخرين منهم. ثم وصله بقوله الأول] .
287- قال: أخبرنا سعيد بن منصور. قال «1» : حدثنا هشيم.
قال:
أخبرنا مجاهد. عن الشعبي. قال: لما سلم الحسن بن علي الأمر
لمعاوية.
قال له: اخطب الناس. قال: فحمد الله وأثنى عليه ثم قال:
[إن أكيس الكيس التقى. وإن أحمق الحمق الفجور.] وإن هذا
الأمر الذي اختلفت فيه أنا ومعاوية إما حق كان أحق به مني.
وإما حق كان لي فتركته التماس الصلاح لهذه الأمة «وَإِنْ
أَدْرِي لَعَلَّهُ فِتْنَةٌ لَكُمْ وَمَتاعٌ إِلى حِينٍ» .
288- قال: أخبرنا محمد بن سليم العبدي. قال: حدثنا هشيم.
عن
__________
287- إسناده ضعيف.
- سعيد بن منصور. ثقة. تقدم في (2) .
- هشيم بن بشير بن القاسم السلمي. ثقة ثبت. تقدم في (2) .
- مجالد هو ابن سعيد. ليس بالقوي. تقدم في (38) .
تخريجه:
أخرجه الطبراني في الكبير: 3/ 26 من طريق مجالد عن الشعبي.
وأخرجه الحاكم في المستدرك: 3/ 175 من طريق مجالد. وابن
عساكر في تاريخ دمشق:
(4/ ل 533) من هذا الطريق أيضا.
وانظر سير أعلام النبلاء: 3/ 271 ومجمع الزوائد: 4/ 208
وقال: فيه مجالد ابن سعيد وفيه كلام وقد وثق وبقية رجاله
رجال الصحيح.
288- إسناده ضعيف جدا.
- محمد بن سليم العبدي أبو عبد الله البغدادي. كذبه ابن
معين. تقدم في (73) .
- أبو إسحاق الكوفي هو عبد الله بن ميسرة الحارثي أبو
الوليد الكوفي الواسطي ضعيف وكان هشيم يكنيه أبا إسحاق
وأبا عبد الجليل وغير ذلك يدلسه (تق:
1/ 455) .
- هزان هو ابن ثابت بن عبيد. بيض له ابن أبي حاتم في الجرح
والتعديل فقال روى عن ... وروى عنه ... ثم قال: هو مجهول
(انظر الجرح والتعديل:
9/ 122 والمغني في الضعفاء: 2/ 709) .
تخريجه:
أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق: 4/ ل 536 من طريق ابن سعد
به.
__________
(1) ساقطة من المحمودية.
(1/329)
أبي إسحاق الكوفي. عن هزان. قال: [قيل
للحسن بن علي: تركت إمارتك وسلمتها إلى رجل من الطلقاء «1»
وقدمت المدينة؟! فقال: إني اخترت العار على النار.]
289- قال: أخبرنا عبد الله بن بكر بن حبيب السهمي. قال:
حدثنا حاتم بن أبي صغيرة. عن عمرو بن دينار: أن معاوية كان
يعلم أن الحسن كان أكره الناس للفتنة. فلما توفي علي بعث
إلى الحسن فأصلح الذي بينه وبينه سرا وأعطاه معاوية عهدا
إن حدث به حدث والحسن حي «2» ليسمينه
__________
289- إسناده صحيح.
- عبد الله بن بكر بن حبيب السهمي. ثقة حافظ. تقدم في (26)
.
- حاتم بن أبي صغيرة البصري. ثقة. تقدم في (26) .
- عمرو بن دينار المكي. ثقة ثبت. تقدم في (7) .
تخريجه:
أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق: 4/ ل 536 من هذا الطريق
به. وانظر تاريخ الطبري: 5/ 160. وسير أعلام النبلاء: 3/
264- 265.
__________
(1) الطلقاء: لقب يطلق على أهل مكة الذين أسلموا يوم الفتح
وذلك أخذا من قول رسول الله ص لهم يوم الفتح:، ما ترون أني
فاعل بكم،. قالوا: أخ كريم وابن أخ كريم. قال:، اذهبوا
فأنتم الطلقاء،. (ابن هشام: 4/ 94 مع الروض الأنف) والسنن
الكبرى للبيهقي: 9/ 118.
(2) ، حي، ساقطة من الأصل.
(1/330)
وليجعلن هذا الأمر إليه. فلما توثق منه
الحسن. قال ابن «1» جعفر «2» : والله إني لجالس عند الحسن
إذ أخذت لأقوم فجذب بثوبي وقال: اقعد يا هناه «3» اجلس «4»
. فجلست. قال «5»
: إني قد رأيت رأيا وأحب «6» أن تتابعني عليه قال: قلت: ما
هو؟ [قال: قد رأيت أن أعمد إلى المدينة فأنزلها وأخلي بين
معاوية وبين هذا الحديث. فقد طالت الفتنة وسقطت فيها
الدماء وقطعت فيها الأرحام وقطعت السبل وعطلت الفروج «7» -
يعني الثغور- فقال ابن جعفر: جزاك الله عن أمة محمد خيرا
فأنا معك على هذا الحديث فقال الحسن: ادع لي الحسين. فبعث
إلى حسين فأتاه فقال: أي أخي إني قد رأيت رأيا وإني أحب أن
تتابعني عليه. قال: ما هو؟ قال: فقص عليه الذي قال لابن
جعفر. قال الحسين: أعيذك بالله أن تكذب عليا في قبره وتصدق
معاوية. فقال الحسن: والله ما أردت أمرا قط إلا خالفتني
إلى غيره. والله لقد هممت أن أقذفك في بيت فأطينه عليك حتى
أقضي أمري قال: فلما رأى الحسين غضبه قال: أنت أكبر ولد
علي وأنت خليفته وأمرنا لأمرك تبع فافعل ما بدا لك فقام
الحسن فقال: يا أيها الناس إني كنت أكره الناس لأول
__________
(1) في الأصل:، أبو،. والتصحيح من المحمودية.
(2) هو عبد الله بن جعفر الطيار ستأتي ترجمته في هذه
الطبقة.
(3) يا هناه: يعني يا رجل (لسان العرب، مادة:، هنن،: 13/
438) .
(4) في المحمودية جاءت العبارة هكذا، وقال: يا هناه اجلس،.
(5) في المحمودية، فقال،.
(6) في نسخة المحمودية، وإني أحب،.
(7) الفرج: الثغر المخوف وهو موضع المخافة. وجمعه فروج.
وسمي فرجا لأنه غير مسدود. وفي حديث عمر: قدم رجل من بعض
الفروج- يعني الثغور- واحدها فرج (لسان العرب مادة، فرج،:
2/ 342) . أراد أن الجهاد في ثغور المسلمين توقف بسبب
الفتن الداخلية وانصراف الجهود إليها وانشغال الناس بها.
(1/331)
هذا الحديث وأنا أصلحت آخره لذي حق أديت
إليه حقه أحق به مني. أو حق جدت به لصلاح أمة محمد وإن
الله قد ولاك يا معاوية هذا الحديث لخير يعلمه عندك أو لشر
يعلمه فيك «وَإِنْ أَدْرِي لَعَلَّهُ فِتْنَةٌ لَكُمْ
وَمَتاعٌ إِلى حِينٍ» «1» ثم نزل.]
290- قال: أخبرنا علي بن محمد. عن إبراهيم بن محمد. عن زيد
بن أسلم. قال: [دخل رجل على الحسن بالمدينة وفي يده صحيفة
فقال: ما هذه؟ قال: من معاوية يعد فيها ويتوعد. قال: قد
كنت على النصف منه.
قال: أجل. ولكني خشيت أن يأتي يوم القيامة سبعون ألفا أو
ثمانون ألفا أو أكثر من ذلك «2» وأقل كلهم تنضح أوداجهم
دما كلهم يستعدي الله فيما هريق دمه] .
291- قال: أخبرنا علي بن محمد. عن قيس بن الربيع. عن بدر
بن
__________
290- إسناده حسن.
- علي بن محمد هو المدائني.
- إبراهيم بن محمد بن علي بن عبد الله بن جعفر بن أبي
طالب. صدوق. تقدم في (77) .
- زيد بن أسلم العدوي مولى عمر بن الخطاب. ثقة عالم وكان
يرسل. من الثالثة. (تق: 1/ 172) .
تخريجه:
أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق: (4/ ل 536) من طريق زيد بن
أسلم به.
291- إسناده ضعيف.
- قيس بن الربيع الأسدي أبو محمد الكوفي. صدوق تغير لما
كبر. تقدم في (118) .
- بدر بن الخليل الأسدي من أهل الكوفة يروي عن أبي وائل
وروى عنه وكيع وأبو أسامة قال يحيى بن معين: ثقة وقال مرة:
صالح الحديث. وقال ابن أبي حاتم: شيخ وذكره ابن حبان في
الثقات وكذلك ابن شاهين (التاريخ الكبير: 2/ 138، والجرح
والتعديل: 2/ 412 والثقات: 6/ 116، وأسماء الثقات لابن
شاهين: ص 49) .
- مولى الحسن بن علي. لم أقف على اسمه.
تخريجه:
أخرجه الطبراني في الكبير: 3/ 81 و 91 من طريقين. وقال
الهيثمي في المجمع: 9/ 131. رواه الطبراني بإسنادين في
أحدهما علي بن أبي طلحة مولى بني أمية ولم أعرفه وبقية
رجاله ثقات. والإسناد الآخر ضعيف. وأخرجه أحمد في فضائل
الصحابة رقم (1157) من قول علي رضي الله عنه إنه يذود يوم
القيامة عن حوض رسول الله رايات الكفار والمنافقين.
وإسناده ضعيف. فيه مجهول وفيه علي بن عابس وهو ضعيف. وذكر
حديث أحمد الهيثمي في المجمع: 9/ 135 وقال: رواه الطبراني
في الأوسط وفيه محمد بن قدامة الجوهري وهو ضعيف.
__________
(1) سورة الأنبياء. آية (111) .
(2) ، من ذلك، ليست في المحمودية.
(1/332)
الخليل. عن مولى الحسن بن علي «1» . [قال:
قال لي الحسن بن علي: أتعرف معاوية بن حديج «2» . قال:
قلت: نعم. قال: فإذا رأيته فأعلمني. فرآه خارجا من دار
عمرو بن حريث «3» . فقال: هو هذا. قال: ادعه.
فدعاه. فقال له الحسن: أنت الشاتم عليا عند ابن آكلة
الأكباد «4» ؟ أما والله
__________
(1) ، بن علي، ليست في الأصل.
(2) معاوية بن حديج- بمهملة وفي الآخرة جيم مصغرا- ابن
جفنة من تجبيب السكوني. يعد في المصريين. وحديثه عندهم.
ووفد على النبي ص وروى عنه وذكره ابن سعد فيمن نزل مصر من
الصحابة. كان أمير الغزو في أفريقية. وذهبت إحدى عينيه في
غزوة النوبة ومات سنة 52 هـ (طبقات ابن سعد: 7/ 503،
والإصابة 6/ 147) .
(3) عمرو بن حريث ستأتي ترجمته في هذه الطبقة. وذكر ابن
حجر في ترجمته من الإصابة: 4/ 619 عنه أنه قال: خط لي رسول
الله ص دارا بالمدينة.
(4) هي هند بنت عتبة أم معاوية قيل إنها لاكت كبد حمزة يوم
أحد فلقبت بذلك.
(1/333)
لئن وردت الحوض- ولن ترده- لترنه مشمرا عن
ساقه حاسرا عن ذراعيه يذود عنه المنافقين.]
[سبب وفاة الحسن بن علي]
292- قال: أخبرنا موسى بن إسماعيل. قال: حدثنا سلام بن
مسكين. عن عمران بن عبد الله بن طلحة. قال: رأى الحسن بن
علي كأن بين عينيه مكتوب: «قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ» .
فاستبشر به وأهل بيته. فقصوها على سعيد بن المسيب فقال: إن
صدقت رؤياه فقل ما بقي من أجله. فما بقي إلا أياما.
293- قال: أخبرنا محمد بن عمر. قال: حدثنا عبد الله بن
جعفر.
عن عبد الله بن حسن «1» . [كان الحسن بن علي كثير «2» نكاح
النساء وكن قل ما يحظين عنده. وكان قل امرأة تزوجها إلا
أحبته وصبت «3» به.
فيقال: إنه كان «4» سقي. ثم أفلت. ثم سقي فأفلت. ثم كانت
الآخرة
__________
292- إسناده منقطع. عمران لم يدرك الحسن.
- موسى بن إسماعيل المنقري. ثقة ثبت. تقدم في (101) .
- سلام بن مسكين أبو روح النمري الأزدي روى عن الحسن وروى
عنه يحيى ابن سعيد ومسلم بن إبراهيم. وثقه أحمد ويحيى بن
معين (انظر الجرح والتعديل: 4/ 258) .
- عمران بن عبد الله بن طلحة الخزاعي البصري وقد ينسب
لجده. صدوق.
من السادسة (تق: 2/ 83) .
تخريجه:
أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق كما في المختصر: 7/ 38 من
حديث عمران ابن عبد الله.
__________
(1) في الأصل، حسين، والتصحيح من المحمودية وكتب الرجال.
(2) في المحمودية:، رجلا كثير،.
(3) صبت به: صب الرجل: إذا عشق يصب صبابة. والمعنى عشقته
وتعلق قلبها به (انظر اللسان، مادة صبب: 1/ 518) .
(4) ، كان، ليست في الأصل.
(1/334)
توفي فيها. فلما حضرته الوفاة قال الطبيب
وهو يختلف إليه: هذا رجل قد قطع السم أمعاءه. فقال الحسين:
يا أبا محمد خبرني من سقاك. قال: ولم يا أخي. قال: أقتله
والله قبل أن أدفنك، أو لا أقدر عليه. أو يكون بأرض أتكلف
الشخوص إليه. فقال: يا أخي إنما هذه الدنيا ليال فانية دعه
حتى التقى أنا وهو عند الله فأبى أن يسميه. وقد سمعت بعض
من يقول: كان معاوية قد تلطف لبعض خدمه أن يسقيه سما] «1»
.
294- قال: أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم. عن ابن «2» عون. عن
عمير ابن إسحاق قال: [دخلت أنا وصاحب لي على الحسن بن علي
نعوده.
__________
293- إسناده مرسل ضعيف.
- عبد الله بن جعفر بن عبد الرحمن بن المسور بن مخرمة. ليس
به بأس. تقدم في (40) .
- عبد الله بن حسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب الهاشمي.
أبو محمد المدني ثقة جليل القدر. من الخامسة (تق: 1/ 409)
.
تخريجه:
أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق كما في المختصر: 7/ 39.
294- إسناده ضعيف.
- إسماعيل بن إبراهيم هو ابن عليه. حجة ثبت. تقدم في (142)
.
- ابن عون هو عبد الله بن عون بن أرطبان. ثقة ثبت. تقدم في
(184) .
- عمير بن إسحاق أبو محمد. مقبول. تقدم في (184) .
تخريجه:
أخرجه أبو نعيم في الحلية (2/ 38) ، بإسناده من هذا
الطريق. وابن عساكر في تاريخ دمشق (4/ ل 537) .
وانظر سير أعلام النبلاء (3/ 273) وسيأتي له شاهدان برقم
(295) عن أبي الطفيل وبرقم (296) عن قتادة. وبذلك يكون
الخبر حسنا.
__________
(1) هذا كلام عن مجهول لا يعلم حاله ولفظه منكر. وقد قال
الحافظ ابن كثير في البداية والنهاية 8/ 43 تعليقا على ما
روى: أن يزيد بعث إلى جعدة بنت الأشعث أن تسقي الحسن السم
وإنه يتزوجها قال: وعندي أن هذا ليس بصحيح وعدم صحته عن
أبيه معاوية بطريق الأولى والأحرى.
(2) في الأصل، أبي، والتصحيح من المحمودية.
(1/335)
لصاحبي: يا فلان سلني؟ قال: ما أنا بسائلك
«1» شيئا. ثم قام من عندنا فدخل كنيفا «2» له. ثم خرج
فقال: أي فلان سلني قبل أن لا تسألني.
فإني والله لقد لفظت طائفة من كبدي قبل. قلبتها بعود كان
معي وإني قد سقيت السم مرارا فلم أسق مثل هذا قط فسلني.
فقال: ما أنا بسائلك شيئا.
يعافيك الله إن شاء الله. ثم خرجنا فلما كان الغد أتيته
وهو يسوق «3» . فجاء الحسين فقعد عند رأسه فقال: أي أخي
أنبئني من سقاك؟ قال: لم؟ أتقتله؟
قال: نعم. قال: ما أنا بمحدثك شيئا إن يك صاحبي الذي أظن
فالله أشد نقمة وإلا فو الله لا يقتل بي بريء] .
295- قال: أخبرنا مسلم بن إبراهيم. قال: حدثنا ديلم بن
غزوان.
__________
295- إسناده حسن.
- مسلم بن إبراهيم الأزدي الفراهيدي. ثقة مأمون. تقدم في
(192) .
- ديلم بن غزوان العبدي أبو غالب البراء البصري. صدوق وكان
يرسل من الثامنة. روى له ابن ماجة (تق: 1/ 236) .
- وهب بن عبد الله بن أبي دبي- مصغرا- الهنائي- بضم الهاء
بعدها نون ثم مد- الكوفي وقد ينسب لجده. ثقة. من الخامسة.
وروايته عن سلمان رضي الله عنه مرسلة (تق: 2/ 338) .
- أبو حرب بن أبي الأسود الديلي البصري. قيل: اسمه محجن.
وقيل: عطاء ثقة. من الثالثة. (تق: 2/ 410) .
- أبو الطفيل هو عامر بن واثلة بن عبد الله بن عمرو الليثي
ولد عام أحد.
ورأى النبي ص وروى عن أبي بكر فمن بعده وعمر إلى سنة 110
هـ وهو آخر من مات من الصحابة (تق: 1/ 389) .
تخريجه:
أخرجه عبد الرزاق في المصنف (11/ 452) من طريق معمر عن
أيوب عن ابن سيرين. وأخرجه أحمد في فضائل الصحابة برقم
(1255) بإسناد صحيح.
وليس فيه عندهما قوله: لقد سقيت السم مرتين. وفيه: أنه قال
ذلك أثناء تنازله لمعاوية. والطبراني في الكبير (3/ 87) من
طريق عبد الرزاق به. وابن عساكر.
تاريخ دمشق (4/ ل 533) وانظر سير أعلام النبلاء (3/ 271)
وفيه. وفي مصنف عبد الرزاق ومعجم الطبراني:، غيري وغير
أخي،.
__________
(1) في المحمودية: سائلك.
(2) الكنيف: هو مكان قضاء الحاجة.
(3) يسوق: أي ينزع نزعا عند الموت. يقال فلان في السياق أي
في النزع (انظر: لسان العرب مادة سوق: 10/ 167) .
(1/336)
قال: حدثنا وهب بن أبي دبي الهنائي. عن أبي
حرب. وأبي الطفيل قال: [قال الحسن بن علي رضوان الله
عليهما: ما بين جابلق وجابرص «1» رجل جده نبي غيري. ولقد
سقيت السم مرتين] .
__________
(1) جابلق وجابرص: هكذا ورد في الأصول الخطية للطبقات. وفي
المصادر المشار إليها في التخريج: جابرس وجابلق. وفسرها
معمر بن راشد- أحد الرواة- بقوله: جابرس وجابلق: المشرق
والمغرب. وقال ياقوت في معجم البلدان (1/ 90. 91) . جابرس:
مدينة بأقصى المشرق. وجابلق: مدينة بأقصى المغرب وذكر قول
الحسن ولعله حصل تقديم وتأخير في نسخ الطبقات. كما وقع
تصحيف للكلمتين في مطبوعة المصنف حيث وردت هكذا:، حالوس
وحابلق،.
(1/337)
296- قال: أخبرنا موسى بن إسماعيل. قال:
حدثنا أبو هلال. عن قتادة. [قال: قال الحسن للحسين: إني قد
سقيت السم غير مرة. وإني لم أسق مثل هذه. إني لأضع كبدي.
قال: فقال: من فعل ذلك بك؟ قال:
لم؟ لتقتله؟! ما كنت لأخبرك] .
297- قال: أخبرنا يحيى بن حماد. قال: أخبرنا أبو عوانة. عن
المغيرة. عن أم موسى: أن جعدة بنت الأشعث بن قيس سقت الحسن
السم فاشتكى منه شكاة. قال: فكان يوضع «1» تحته طست»
وترفع أخرى نحوا من أربعين يوما.
__________
296- إسناده ضعيف.
- موسى بن إسماعيل التبوذكي. ثقة ثبت. تقدم في (101) .
- أبو هلال هو محمد بن سليم الراسبي. صدوق فيه لين. خاصة
عن قتادة.
من السادسة مات سنة 167 هـ (تق: 2/ 166) ، وقد وقع في
ميزان الاعتدال للذهبي: 3/ 574. وفي لسان الميزان لابن
حجر: 5/ 192 اضطراب في ترجمته حيث خلطا بينها وبين ترجمة
محمد بن سليم العبدي أبو عبد الله البغدادي والذي تقدم في
(73 و 188) .
- قتادة بن دعامة السدوسي. ثقة ثبت. تقدم في (33) .
تخريجه:
أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (4/ ل 537) من هذا الطريق.
وانظر سير أعلام النبلاء: 3/ 274. وتقدم له شاهد برقم (294
و 295) وبذلك يكون الخبر صحيحا.
297- إسناده ضعيف.
- يحيى بن حماد بن أبي زياد. ختن أبي عوانة. ثقة عابد.
تقدم في (253) .
- أبو عوانة وضاح بن عبد الله اليشكري. ثقة. تقدم في (64)
.
- المغيرة هو ابن مقسم الضبي. ثقة متقن إلا أنه كان يدلس.
وتقدم في (238) .
- أم موسى هي سرية علي بن أبي طالب قيل: اسمها فاختة وقيل
حبيبة مقبولة.
من الثالثة (تق: 2/ 625) .
تخريجه:
أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (4/ ل 538) من هذا الطريق.
وانظر سير أعلام النبلاء (3/ 274) .
__________
(1) في المحمودية:، توضع،.
(2) طست: إناء معلوم (انظر: لسان العرب مادة، طست،: 2/ 58)
.
(1/338)
298- قال: أخبرنا محمد بن عمر. قال: حدثني
عبد الله بن جعفر.
عن أم بكر بنت المسور. قالت: كان الحسن بن علي سقي مرارا
كل ذلك يفلت منه «1» . حتى كان المرة الآخرة التي مات
فيها. فإنه كان يختلف «2» كبده. فلما مات أقام نساء بني
هاشم عليه النوح شهرا «3» .
__________
298- إسناده ضعيف.
- عبد الله بن جعفر بن عبد الرحمن بن المسور بن مخرمة.
تقدم في (40) .
- أم بكر بنت المسور بن مخرمة قال المزي في تهذيب الكمال
(ق 1700) : روى عنها ابن ابن أخيها عبد الله بن جعفر بن
عبد الرحمن. وقال ابن حجر: مقبولة من الرابعة. (تق: 2/
619) .
تخريجه:
أخرجه الحاكم في المستدرك: 3/ 173 من هذا الطريق به. وابن
عساكر في تاريخ دمشق (4/ ل 537) وسيأتي برقم (315) .
__________
(1) ساقطة من المحمودية.
(2) يختلف: يقال: أخذته خلفه إذا اختلف إلى المتوضإ.
ويقال: به خلفه أي: بطن وهو الاختلاف. والمراد أنه يتردد
إلى الحمام مما به من الألم حتى إن كبده تقطع وتنزل مع
المخرج (انظر اللسان مادة: خلف: 9/ 92) .
(3) هذا من الألفاظ المستنكرة في الخبر مما يزيده ضعفا.
وهذا العمل معلوم أنه مخالف لسنة النبي ص فقد قال في
الحديث المتفق عليه:، لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم
الآخر أن تحد على ميت فوق ثلاث إلا على زوج أربعة أشهر
وعشرا،.
(1/339)
[ذكر وفاته
ودفنه والصلاة عليه]
299- قال: أخبرنا يحيى بن حماد. قال: حدثنا أبو عوانة. عن
حصين. عن أبي حازم. [قال: لما حضر الحسن. قال للحسين:
ادفنوني عند أبي- يعني النبي ص- إلا أن تخافوا الدماء. فإن
خفتم الدماء فلا تهريقوا في دما. ادفنوني عند مقابر
المسلمين. قال:] فلما قبض تسلح الحسين وجميع «1» مواليه.
فقال له أبو هريرة: أنشدك الله ووصية أخيك فإن القوم لن
يدعوك حتى يكون بينكم دما. قال: فلم يزل به حتى رجع. قال:
ثم دفنوه في بقيع الغرقد «2» . فقال أبو هريرة: أرأيتم لو
جيء بابن موسى ليدفن مع أبيه فمنع أكانوا قد ظلموه؟ قال:
فقالوا: نعم. قال: فهذا ابن نبي الله قد جيء به ليدفن مع
أبيه.
300- قال: أخبرنا محمد بن عمر. قال: حدثنا عبيد الله بن
مرداس.
__________
299- إسناده صحيح.
- حصين هو ابن عبد الرحمن السلمي أبو الهذيل. ثقة. تقدم في
(63) .
- أبو حازم هو سلمان الأشجعي مولى عزة الأشجعية الكوفي.
ثقة. تقدم في (198) .
تخريجه:
أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (4/ ل 540) من طريق ابن
سعد.
وانظر سير أعلام النبلاء (3/ 275) .
300- إسناده ضعيف.
- عبيد الله بن مرداس. لم أقف له على ترجمة.
- مرداس (أظنه) ابن محمد بن عبد الله بن أبي بردة بن أبي
موسى الأشعري. ذكره ابن حبان في الثقات: 9/ 199 وقال: يغرب
ويتفرد. وقال الذهبي في الميزان: 4/ 88 يروى عن أبان
الواسطي لا أعرفه. وخبره منكر (وانظر أيضا ذيل ميزان
الاعتدال: للعراقي (ص: 417) ، ولسان الميزان: 6/ 14) .
- الحسن بن محمد بن علي بن أبي طالب. ثقة فقيه. تقدم في
(163) .
تخريجه:
أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (4/ ل 542) من هذا الطريق
به.
__________
(1) في المحمودية، وجمع،.
(2) بقيع الغرقد: هو مقبرة أهل المدينة وهي داخل المدينة
شرقي المسجد النبوي. والغرقد: كبار العوسج وبه سميت
المقبرة (معجم البلدان: 1/ 473) .
(1/340)
عن أبيه. عن الحسن بن محمد بن الحنفية.
قال: لما مرض حسن بن علي مرض أربعين ليلة. فلما استعز به
«1» . وقد حضرت بنو هاشم. فكانوا لا يفارقونه يبيتون عنده
بالليل. وعلى المدينة سعيد بن العاص «2» . فكان سعيد يعوده
فمره يؤذن له. ومرة يحجب عنه. فلما استعز به بعث مروان بن
الحكم «3» رسولا إلى معاوية يخبره بثقل الحسن بن علي. وكان
حسن رجلا
__________
(1) استعز به: أي اشتد به المرض وأقبل على الهلاك (اللسان:
مادة: عزز: 5/ 279) .
(2) سعيد بن العاص بن سعيد بن أحيحة بن العاص من بني أمية
بن عبد شمس. قتل أبوه يوم بدر كافرا. وتوفي رسول الله ص
وهو ابن تسع سنين أو نحوها. واستعمله عثمان على الكوفة.
وكان مع عثمان يوم الدار ثم اعتزل أيام الفتنة. ولما ولي
معاوية استعمله على المدينة بعد مروان ثم عزله معاوية
بمروان ثم أعاده ثانية وفي ولايته مات الحسن بن علي.
(طبقات ابن سعد: 5/ 30- 35) .
(3) مروان بن الحكم بن أبي العاص الأموي أبو عبد الملك.
قبض رسول الله ص ومروان ابن ثماني سنين. ولم يزل مروان مع
أبيه بالمدينة حتى مات أبوه في خلافة عثمان ثم لازم عثمان
وكان كاتبه فلما قتل عثمان خرج إلى البصرة مع الزبير وطلحة
ثم رجع إلى المدينة وبقي بها حتى ولي معاوية الخلافة فولاه
سنة 42 هـ المدينة ثم عزله وولي سعيدا ثم عزل سعيدا وولاه
ثانية ثم عزله وبقي بالمدينة حتى أخرجه أهل المدينة في زمن
يزيد بن معاوية سنة 63 هـ. ولما مات معاوية بن يزيد بايعه
بنو أمية وبعض أهل الشام ثم قاتل بمن بايعه بقية أجناد
الشام ثم أخذ مصر من ولاية ابن الزبير ومات قبل أن يتم له
الأمر. وذكره ابن سعد في الطبقة الأولى من تابعي أهل
المدينة (الطبقات الكبرى: 5/ 35) .
(1/341)
قد سقي. وكان مبطونا. إنما كان يختلف
أمعاءه. فلما حضر «1» وكان عنده إخوته. عهد أن يدفن مع
رسول الله ص إن أستطيع ذلك. فإن حيل بينه وبينه وخيف أن
يهراق فيه محجم من دم دفن مع أمه بالبقيع. [وجعل الحسن «2»
يوعز «3» إلى الحسين يا أخي: إياك أن تسفك الدماء في فإن
الناس سراع إلى الفتنة.] فلما توفي الحسن ارتجت المدينة
صياحا فلا يلقى «4» أحد إلا باكيا. وأبرد «5» مروان يومئذ
إلى معاوية يخبره بموت حسن بن علي.
وأنهم يريدون دفنه مع النبي ص. وأنهم لا يصلون إلى ذلك
أبدا وأنا حي.
فانتهى حسين بن علي إلى قبر النبي ص/ فقال: احفروا هاهنا.
فنكب «6» عنه سعيد بن العاص وهو الأمير فاعتزل. ولم يحل
بينه وبينه. وصاح مروان في بني أمية ولفها «7» وتلبسوا
السلاح. وقال مروان: لا كان هذا أبدا.
فقال له حسين: يا ابن الزرقاء «8» ! مالك ولهذا أوال أنت؟
قال: لا كان هذا ولا خلص إليه وأنا حي. فصاح حسين بحلف «9»
الفضول «10» .
__________
(1) حضر: أي نزل به الموت (لسان العرب مادة: حضر: 4/ 199)
.
(2) في المحمودية، حسن،.
(3) يوعز: أي يتقدم إليه بالأمر (لسان العرب مادة: وعز: 5/
429) .
(4) في المحمودية:، تلقى،.
(5) أبرد: أي بعث بريدا.
(6) فنكب: أي تنحى عنه وتركه وما يريد (لسان العرب: مادة:
نكب: 1/ 771) .
(7) لفها: - بكسر اللام وفتحها- أي بجماعتهم وأخلاطهم
(لسان العرب: مادة لفف: 9/ 318) .
(8) ، يا ابن الزرقاء، ليست في الأصل.
(9) مكررة بالأصل.
(10) حلف الفضول كان بعد الفجار. قبل البعثة بعشرين سنة
اجتمع قوم من بني هاشم وبني المطلب وأسد بن عبد العزى.
وزهرة. وتيم وذلك في دار عبد الله بن جدعان التيمي وشهد
رسول الله هذا الحلف وأثنى عليه في الإسلام وقال فيما رواه
ابن إسحاق- بإسناد معضل-، لو دعيت به في الإسلام لأجبت،
(سيرة ابن هشام: 1/ 155 مع الروض الأنف) .
(1/342)
فاجتمعت هاشم. وتيم. وزهرة. وأسد. وبنو
جعونة بن شعوب من بني ليث «1» قد تلبسوا السلاح. وعقد
مروان لواء وعقد حسين بن علي لواء. فقال الهاشميون:
يدفن مع النبي ص حتى كانت بينهم المراماة بالنبل. وابن
جعونة بن شعوب يومئذ شاهر سيفه. فقام في ذلك رجال من قريش.
عبد الله بن جعفر بن أبي طالب والمسور بن مخرمة بن نوفل.
وجعل عبد الله بن جعفر يلح على حسين وهو يقول: يا ابن عم
ألا تسمع «2» إلى عهد أخيك: [إن خفت أن يهراق في محجم من
دم فادفني بالبقيع مع أمي، أذكرك الله أن تسفك الدماء] ،.
وحسين يأبى دفنه إلا مع النبي ص وهو يقول ويعرض: مروان «3»
ما له ولهذا؟ قال: فقال المسور بن مخرمة: يا أبا عبد الله
اسمع مني. قد دعوتنا بحلف الفضول فأجبناك. تعلم أني سمعت
أخاك يقول قبل أن يموت بيوم: يا ابن مخرمة إني قد عهدت إلى
أخي أن يدفنني مع رسول الله ص إن وجد إلى ذلك «4» سبيلا.
فإن خاف أن يهراق في ذلك محجم من دم فليدفني مع أمي في
البقيع. وتعلم أني أذكرك الله في هذه الدماء. ألا ترى ما
هاهنا من السلاح والرجال. والناس سراع «5» إلى الفتنة.
قال: وجعل الحسين يأبى. وجعلت
__________
(1) بنو جعونة بن شعوب لم يكونوا من أهل حلف الفضول ولكنهم
دخلوا مع بني هاشم بعد الإسلام لصداقة كانت بين أبي بكر بن
جعونة وبين العباس بن عبد المطلب. (انظر ابن حبيب، المنمق
في أخبار قريش: ص 249) .
(2) في المحمودية، ألم،.
(3) في الأصول:، مروان لي ما له ... ، ولا معنى لها.
(4) مكررة في الأصل.
(5) في المحمودية: سراعا.
(1/343)
بنو هاشم والحلفاء يلغطون «1» ويقولون: لا
يدفن أبدا إلا مع رسول الله ص.
قال الحسن بن محمد: سمعت أبي يقول: لقد رأيتني يومئذ وإني
لأريد أن أضرب عنق مروان. ما حال بيني وبين ذلك أن لا أكون
أراه مستوجبا «2» لذلك. [إلا أني سمعت أخي يقول: إن خفتم
أن يهراق في محجم من دم فادفنوني بالبقيع.] فقلت لأخي: يا
أبا عبد الله- وكنت أرفقهم به- أنا لا ندع قتال هؤلاء
القوم جبنا عنهم ولكنا إنما نتبع وصية أبي محمد أنه والله
لو قال ادفنوني مع النبي ص لمتنا من آخرنا أو ندفنه مع
النبي ص ولكنه خاف ما قد ترى فقال: [إن خفتم أن يهراق في
محجم من دم فادفنوني مع أمي فإنما نتبع عهده وننفذ أمره] .
قال: فأطاع الحسين «3» بعد أن ظننت أنه لا يطيع فاحتملناه
حتى وضعناه بالبقيع. وحضر سعيد بن العاص ليصلي عليه فقالت
بنو هاشم: لا يصلي عليه أبدا إلا حسين. قال: فاعتزل سعيد
بن العاص فو الله ما نازعنا في الصلاة عليه. وقال: أنتم
أحق بميتكم فإن قدمتموني تقدمت. فقال الحسين بن علي: تقدم
فلولا أن الأئمة تقدم ما قدمناك «4» .
301- قال: أخبرنا محمد بن عمر. قال: حدثنا هاشم بن عاصم.
عن
__________
301- إسناده ضعيف.
- هاشم بن عاصم لم أقف له على ترجمة.
- المنذر بن جهم الأسلمي. له ترجمة في التاريخ الكبير: 7/
358 ولكنه قال:
ابن أبي الجهم وقال: روى عن عمر بن خلدة وروى عنه موسى بن
عبيدة ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا وفي الجرح والتعديل:
8/ 243 منذر بن جهم. وذكره الطبري في تاريخه: 6/ 188 في
سند رواية وقال المنذر بن جهم الأسدي.
تخريجه:
أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (4/ ل 543) من طريق ابن
سعد.
__________
(1) يلغطون: اللغط: ارتفاع الأصوات واختلاطها (لسان العرب:
مادة لغط: 7/ 391) .
(2) في الأصل: مستوجب.
(3) في المحمودية:، حسين،.
(4) سيأتي تخريج هذا القول في رقم 307. 308. 309. 310.
(1/344)
المنذر بن جهم. قال: لما اختلفوا في دفن
حسن بن علي نزل «1» سعد بن أبي وقاص وأبو هريرة من أرضهما
فجعل سعد يكلم حسينا يقول: الله الله فلم يزل بحسين حتى
ترك ما كان يريد.
302- قال: أخبرنا محمد بن عمر. قال: حدثنا عبد الله بن أبي
عبيدة. عن عبد الله بن حسن. قال: لما دعا الحسين حلف
الفضول جاءه عبد الله بن الزبير فقال: هذه أسد بأسرها قد
حضرت. قال معاوية- بعد ذلك لابن الزبير-: وحضرت مع حسين بن
علي ذلك اليوم. فقال:
حضرت للحلف الذي تعلم دعيت به فأجبت. فسكت معاوية.
303- قال: أخبرنا محمد بن عمر. قال: حدثني عبد الله بن
جعفر.
__________
302- إسناده ضعيف.
- عبد الله بن أبي عبيدة لم أقف له على ترجمة.
- عبد الله بن حسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب. ثقة. تقدم
في (257) .
تخريجه:
لم أقف على من خرجه غير المصنف.
303- إسناده ضعيف.
- عبد الله بن جعفر بن عبد الرحمن بن المسور بن مخرمة. ليس
به بأس. تقدم في (40) .
- ابن الهاد هو يزيد بن عبد الله بن أسامة الليثي أبو عبد
الله المدني. ثقة مكثر.
من الخامسة (تق: 2/ 367) .
- محمد بن إبراهيم التيمي. ثقة له أفراد. تقدم في (235) .
تخريجه:
لم أقف على من خرجه غير المصنف.
__________
(1) ساقطة من الأصل.
(1/345)
عن ابن الهاد. عن محمد بن إبراهيم التيمي
قال: قال ابن الزبير- وذكر حلف الفضول-: لقد دعاني الحسين
بن علي به فأجبته ثم قال الحسين: تعلم ذلك فقال حسين: نعم.
304- قال: أخبرنا محمد بن عمر. قال: حدثنا موسى بن محمد بن
إبراهيم بن الحارث التيمي. عن أبيه. قال: حضرت بنو تيم
يومئذ حين دعا الحسين بن علي بحلف الفضول.
305- قال: أخبرنا محمد بن عمر. قال: حدثنا إبراهيم بن
الفضل.
__________
304- إسناده ضعيف جدا.
- موسى بن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي. منكر الحديث.
تقدم في (235) .
تخريجه:
لم أقف على من خرجه غير المصنف.
305- إسناده ضعيف جدا.
- إبراهيم بن الفضل المخزومي. أبو إسحاق المدني. ويقال له:
إبراهيم بن إسحاق متروك. من الثامنة (تق: 1/ 41) .
- أبو عتيق: هو محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر بن أبي
قحافة رأى النبي ص هو وأبوه عبد الرحمن وجده أبو بكر
الصديق وجد أبيه أبو قحافة. قال موسى ابن عقبة: ليس هذا
لأحد من هذه الأمة إلا
لهم (ابن عبد البر- الاستغناء:
1/ 271 وابن حجر- الإصابة: 6/ 250) .
تخريجه:
أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (4/ ل 540) من طريق ابن سعد
بإسناده.
(1/346)
عن أبي عتيق. قال: سمعت جابر بن عبد الله
يقول: شهدنا حسن بن علي يوم مات فكادت الفتنة تقع بين حسين
بن علي ومروان بن الحكم. وكان الحسن اقد عهد إلى أخيه أن
يدفن مع رسول الله ص فإن خاف أن يكون في ذلك قتال فليدفن
بالبقيع. فأبى مروان أن يدعه. ومروان يومئذ معزول يريد أن
يرضي معاوية بذلك. فلم يزل مروان عدوا لبني هاشم حتى مات.
قال جابر: فكلمت يومئذ الحسين بن علي فقلت: يا أبا عبد
الله. اتق الله فإن أخاك كان لا يحب ما ترى فادفنه في
البقيع «1» مع أمه.
306- قال: أخبرنا محمد بن عمر. قال: حدثني عبد الله بن
نافع. عن أبيه. عن ابن عمر قال: حضرت موت حسن بن علي فقلت
للحسين بن علي «2» : اتق الله ولا تثير فتنة ولا تسفك
الدماء وادفن أخاك إلى جنب أمه فإن أخاك قد عهد ذلك إليك.
فأخذ بذلك حسين.
307- قال: أخبرنا محمد بن عبد الله الأسدي. قال: حدثنا
سفيان
__________
306- إسناده ضعيف.
- عبد الله بن نافع مولى ابن عمر المدني. ضعيف. من السابعة
(تق: 1/ 456) .
- نافع أبو عبد الله المدني مولى ابن عمر. ثقة ثبت. فقيه
مشهور (تق:
2/ 296) .
تخريجه:
أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (4/ ل 540) من طريق ابن
سعد.
وذكره الذهبي في سير أعلام النبلاء: 3/ 275.
307- إسناده: ضعيف بسبب جهالة شيخ إسماعيل بن رجاء.
- محمد بن عبد الله الأسدي. ثقة تقدم في (31) .
- أبو الجحاف- بالجيم وتشديد المهملة- هو داود بن أبي عون
سويد التميمي البرجمي- بضم الموحدة والجيم- مشهور بكنيته.
صدوق شيعي ربما أخطأ (تق: 1/ 233) .
- إسماعيل بن رجاء بن ربيعة الزبيدي- بضم الزاي- أبو إسحاق
الكوفي ثقة تكلم فيه الأزدي بلا حجة. (تق: 1/ 69) .
تخريجه:
أخرجه عبد الرزاق في المصنف: 3/ 471 كتاب الجنائز. باب من
أحق بالصلاة على الميت من طريق الثوري عن سالم بن أبي حفصة
عن أبي حازم به.
وفيه قصة. وقول أبي هريرة سمعت رسول الله يقول: من أحبهما
فقد أحبني ومن أبغضهما فقد أبغضني وهذه متابعة جيدة. ومن
هذا الطريق أخرجه أحمد في المسند: 2/ 531. وأشار إلى القصة
ثم ذكر قول أبي هريرة. وأخرجه البزار كما في كشف الأستار:
1/ 385 من طريقين. أحدهما طريق ابن سعد في هذا السند: ولكن
وقع في مطبوعة كشف الأستار عن أبي الجحاف وإسماعيل بن رجاء
قال ثم ساق السند الآخر الآتي برقم (308) ثم ذكر الحديث
فوقع سقط وتصحيف في موضعين: الأول: قوله وإسماعيل والصواب
كما عند المصنف عن إسماعيل. والثاني: قوله لما مات الحسن
... فساقه بدون واسطة وعند ابن سعد أخبرني من رأى حسين.
وإن كان ما في كشف الأستار صوابا. فالخبر مرسل لأن إسماعيل
لم يدرك الحسن. وأخرجه على الصواب البيهقي في السنن
الكبرى:
4/ 29 عن أبي الجحاف عن إسماعيل بن رجاء قال أخبرني من شهد
الحسين.
__________
(1) في المحمودية: بالبقيع.
(2) ساقطة من المحمودية.
(1/347)
الثوري. عن أبي الجحاف. عن إسماعيل بن
رجاء. قال: [أخبرني من رأى حسين بن علي قدم «1» على الحسن
بن علي سعيد بن العاص وقال: لولا أنها سنة ما قدمتك] .
308- قال: أخبرنا سعيد بن منصور. قال: حدثنا سفيان بن
عيينة.
__________
308- إسناده حسن.
- سعيد بن منصور بن شعبة. ثقة مصنف. تقدم في رقم (2) .
- سالم بن أبي حفصة العجلي. صدوق في الحديث لكنه شيعي غال.
تقدم في رقم (139) .
- أبو حازم الأشجعي هو سلمان الكوفي. ثقة. تقدم في (198) .
تخريجه:
أخرجه البيهقي في السنن الكبرى: 4/ 28. 29. والحاكم في
المستدرك:
3/ 171. من طريق سالم بن أبي حفصة به وقال: صحيح الإسناد
ووافقه الذهبي. وأخرج الطبراني في الكبير: 3/ 26 خبر صلاة
سعيد بن العاص على الحسن. وقال الهيثمي في المجمع 3/ 31:
رواه الطبراني في الكبير والبزار ورجاله موثقون. وأخرجه
ابن عساكر في تاريخ دمشق: 4/ ل 551. وانظر الذهبي.
سير أعلام النبلاء: 3/ 276. 277. وانظر تخريج الحديث
السابق.
__________
(1) أي قدمه للصلاة على الحسن.
(1/348)
عن سالم بن أبي حفصة. عن أبي حازم الأشجعي.
قال: [قال حسين بن علي لسعيد بن العاص: تقدم فلولا أنها
سنة ما قدمتك. يعني على الحسن»
ابن علي] .
309- قال: أخبرنا محمد بن عمر. قال: حدثنا إسرائيل. عن
جابر.
عن أبي الأشعث. [عن الحسين بن علي: أنه قال لسعيد بن
العاص- وهو يطعن بإصبعه في منكبه-: تقدم فلولا أنها السنة
ما قدمناك] .
__________
309- إسناده ضعيف.
- إسرائيل هو ابن يونس بن أبي إسحاق السبيعي. ثقة. تقدم في
رقم (4) .
- جابر هو ابن يزيد الجعفي. رافضي ضعيف. تقدم في رقم (8) .
- أبو الأشعث هو شراحيل بن آدة- بالمد وتخفيف الدال-
الصنعاني. ثقة.
من الثالثة. وشهد فتح دمشق (تق: 1/ 348) .
تخريجه:
لم أقف عليه من هذا الطريق وانظر تخريج الحديثين السابقين.
__________
(1) في الأصل، الحسين، وما أثبتناه من المحمودية.
(1/349)
310- قال: أخبرنا محمد بن عمر. قال: حدثنا
الحسن بن عمارة.
عن راشد. [عن حسين بن علي أنه قال يومئذ: قال رسول الله
ص:، الإمام أحق بالصلاة] ،.
311- قال: أخبرنا محمد بن عمر. قال: حدثنا هاشم بن عاصم.
عن جهم بن أبي جهم. قال: لما مات الحسن بن علي. بعثت بنو
هاشم إلى العوالي «1» صائحا يصيح في كل قرية من قرى
الأنصار بموت حسن.
فنزل أهل العوالي ولم يتخلف أحد عنه.
__________
310- إسناده: ضعيف جدا.
- الحسن بن عمارة البجلي متروك تقدم في رقم (211) .
- راشد مولى بني عامر لم أقف على ترجمته.
تخريجه:
لم أقف عليه مرفوعا من قول النبي ص ولكن تقدم برقم (307،
308) عن الحسين بن علي: أنه قال لسعيد بن العاص تقدم. لولا
أنه سنة ما قدمتك.
وهذا القول له حكم الرفع وقد نص البيهقي في السنن الكبرى
4/ 28 أن هذا مذهب جمع من التابعين ذكر منهم علقمة وعطاء
وطاوسا ومجاهدا وسالما والقاسم والحسن البصري.
311- إسناده ضعيف.
- هاشم بن عاصم. لم نجد له ترجمة.
- جهم بن أبي جهم مولى الحارث بن حاطب القرشي الجمحي ذكره
ابن أبي حاتم ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا. وذكره ابن
حبان في الثقات. وقد روى عن عبد الله بن جعفر والمسور بن
مخرمة وروى عنه ابن إسحاق وعبد الله العمري. وقال الذهبي
في الميزان: لا يعرف. (الجرح والتعديل: 2/ 521 والثقات: 4/
113، وميزان الاعتدال: 1/ 426، واللسان: 2/ 142) .
تخريجه:
أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (4/ ل 545) من طريق ابن
سعد.
__________
(1) العوالي: جمع العالي. وهو ضد السافل. وهي ضياع أهل
المدينة ومزارعهم بين أدناها وبين المدينة أربعة أميال
(معجم البلدان: 4/ 166) .
(1/350)
312- قال: أخبرنا محمد بن عمر. قال: حدثنا
داود بن سنان. قال:
سمعت ثعلبة بن أبي مالك. قال: شهدنا حسن بن علي يوم مات
ودفناه بالبقيع. فلقد رأيت البقيع ولو طرحت إبرة ما وقعت
إلا على إنسان.
313- قال: أخبرنا محمد بن عمر. قال: حدثنا محمد بن عبد
الله بن عبيد بن عمير. عن ابن أبي نجيح. عن أبيه. قال: بكي
على حسن «1» بن علي بمكة والمدينة سبعا. النساء والرجال
والصبيان.
__________
312- إسناده ضعيف.
- داود بن سنان القرظي روى عن أبان بن عثمان وثعلبة بن أبي
مالك والمسور بن رفاعة ومحمد بن كعب القرظي وروى عنه أبو
عامر العقدي وخالد بن مخالد والقعنبي وأبو إسحاق الفروي.
قال أبو حاتم شيخ من أهل المدينة وقال مرة:
لا بأس به. وكذلك قال أحمد بن حنبل وأبو زرعة. وذكره ابن
حبان في الثقات (الجرح والتعديل: 3/ 414 والثقات: 6/ 283)
.
- ثعلبة بن أبي مالك القرظي. حليف الأنصار أبو يحيى
المدني. مختلف في صحبته.
وقال العجلي: تابعي ثقة. وأخرج له البخاري وأبو داود (تق:
1/ 119) .
تخريجه:
أخرجه الحاكم في المستدرك: 3/ 173 من طريق الواقدي به.
وابن عساكر في تاريخ دمشق (4/ ل 545) من طريق ابن سعد.
313- إسناده ضعيف.
- محمد بن عبد الله بن عبيد بن عمير الليثي. ضعيف. تقدم في
رقم (94) .
- ابن أبي نجيح هو عبد الله بن يسار المكي. ثقة. تقدم في
رقم (127) .
- أبو نجيح هو يسار المكي مولى ثقيف. مشهور. بكنيته. ثقة
من الثالثة مات سنة 109 هـ (تق: 2/ 374) .
تخريجه:
أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (4/ ل 545) من طريق ابن
سعد.
__________
(1) بالأصل حسين والتصحيح من نسخة المحمودية.
(1/351)
314- قال: أخبرنا محمد بن عمر. قال: حدثنا
حفص بن عمر. عن [أبي جعفر. قال: مكث الناس يبكون على حسن
بن علي سبعا ما تقوم الأسواق] .
315- قال: أخبرنا محمد بن عمر. قال: حدثني عبد الله بن
جعفر.
عن أم بكر بنت المسور. قالت: كان الحسن بن علي سقي مرارا
كل ذلك يفلت. حتى كانت المرة الآخرة التي مات فيها. فإنه
كان يختلف كبده.
فلما مات أقام نساء بني هاشم عليه النوح شهرا «1» .
__________
314- إسناده مرسل ضعيف.
- حفص بن عمر بن أبي العطاف. ضعيف. تقدم في رقم (81) .
- أبو جعفر هو محمد بن علي الباقر. ثقة تقدم في رقم (154)
.
تخريجه:
أخرجه الحاكم في المستدرك: 3/ 173 من طريق الواقدي.
315- إسناده ضعيف.
- عبد الله بن جعفر بن عبد الرحمن بن المسور بن مخرمة. ليس
به بأس. تقدم في رقم (40) .
- أم بكر بنت المسور بن مخرمة. مقبولة. تقدمت ترجمتها في
رقم (298) .
تخريجه:
أخرجه الحاكم في المستدرك: 3/ 173 من هذا الطريق به وسبق
برقم (298) .
__________
(1) هذا خلاف السنة ولم يثبت ولله الحمد. وسبق التنبيه على
ذلك في الإسناد رقم (298) هامش رقم (3) فراجعه.
(1/352)
316- قال: أخبرنا محمد بن عمر. قال: حدثتنا
عبيدة بنت نابل «1» . عن عائشة بنت سعد. قالت: حد «2» نساء
بني هاشم على حسن بن علي سنة «3» .
317- قال: أخبرنا علي بن محمد. عن يونس بن أبي إسحاق. عن
أبيه. عن عمرو بن بعجة. قال: أول ذل دخل على العرب موت
الحسن بن علي.
__________
316- إسناده ضعيف.
- عبيدة بنت نابل- بالباء الموحدة. مقبولة. من السادسة
(تق: 2/ 606) .
- عائشة بنت سعد بن أبي وقاص الزهرية المدنية تروي عن
أبيها وروى عنها أهل المدينة. ذكرها ابن سعد في الطبقات:
8/ 467. وابن حبان في الثقات:
5/ 288 وهي ثقة من الرابعة. وعمرت حتى أدركها مالك (تق: 2/
606) .
تخريجه:
أخرجه الحاكم في المستدرك: 3/ 173 من هذا الطريق ولفظه
عنده:، حد نساء الحسن بن علي سنة،. وابن عساكر في تاريخ
دمشق (4/ ل 544) من طريق ابن سعد به.
317- إسناده ضعيف.
- علي بن محمد هو المدائني. صدوق. تقدم في رقم (236) .
- يونس بن أبي إسحاق. صدوق يهم. تقدم في رقم (215) .
- أبو إسحاق السبيعي. ثقة اختلط. تقدم في رقم (4) .
- عمرو بن بعجة البارقي. روى عن علي رضي الله عنه وروى عنه
أبو إسحاق.
قال الذهبي في الميزان: 3/ 247 لا يعرف. (وانظر الجرح
والتعديل: 6/ 221) .
تخريجه:
أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (4/ ل 544) من طريق ابن سعد
به.
__________
(1) في الأصل نايل بالياء المثناة وما أثبت من نسخة
المحمودية وكتب الرجال.
(2) حد: من الحداد وهو ترك المرأة الزينة والطيب ولزوم
بيتها إذا توفي زوجها أربعة أشهر وعشرا (لسان العرب: مادة:
حدد: 3/ 143) .
(3) هذا خلاف السنة ولم يثبت ولله الحمد. وسبق التنبيه على
ذلك في الإسناد رقم (298) هامش رقم (3) فراجعه.
(1/353)
318- قال: أخبرنا علي بن محمد. عن جويرية
بن أسماء. [قال: لما مات الحسن بن علي رضي الله عنه.
أخرجوا جنازته. فحمل مروان سريره فقال له الحسين: تحمل
سريره أما والله لقد كنت تجرعه «1» الغيظ. فقال مروان: إني
كنت أفعل ذلك بمن يوازن حلمه الجبال] .
319- قال: أخبرنا علي بن محمد. عن مسلمة بن محارب. عن حرب
ابن خالد. قال: مات الحسن بن علي لخمس ليال خلون من شهر
ربيع الأول سنة خمسين.
__________
318- إسناده منقطع.
- جويرية- تصغير جارية- ابن أسماء بن عبيد الضبعي البصري.
صدوق مات سنة 173 هـ روى له الجماعة عدي الترمذي (تق: 1/
136) .
تخريجه:
أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (4/ ل 522) عن جويرية بن
أسماء.
319- إسناده مرسل.
- مسلمة بن محارب الزيادي يروي عن أبيه وعن ابن جريج وروى
عنه إسماعيل بن عليه وأبو الحسن المدائني (انظر التاريخ
الكبير: 7/ 387، والجرح والتعديل:
8/ 266، والثقات: 7/ 490) .
- حرب بن خالد بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان الأموي له
ذكر في نسب قريش (130) وترجمه ابن عساكر في تاريخ دمشق كما
في المختصر: 6/ 264 وقال: كان جوادا ممدحا ذا قدر ونبل.
تخريجه:
أخرجه الحاكم في المستدرك: 3/ 173 من طريق الواقدي عن
مسلمة عن محارب قال.. وحدد عمره بست وأربعين سنة. وأخرجه
ابن عساكر في تاريخ دمشق: 4/ ل 555 من طريق ابن سعد به
وسيأتي في النص رقم (333) عن الواقدي: أنه مات في آخر سنة
تسع وأربعين وكذا في رقم (334) وفي طبقات خليفة (ص 5 و
230) أرخ وفاته سنة تسع وأربعين وكذا في تاريخ خليفة (ص
209) ، وقد أورد ابن عساكر في آخر ترجمة الحسن أقوالا أخرى
في سنة وفاته ونسبها إلى القائلين بها.
__________
(1) تجرعه الغيظ: الجرعة: ملء الفم يبتلعه. وجرعه غصص
الغيظ فتجرعه أي كظمه. (لسان العرب: مادة جرع: 8/ 46) .
(1/354)
320- قال: أخبرنا محمد بن عمر. قال: حدثنا
عبد الله بن نافع.
عن أبيه. قال: سمعت أبان بن عثمان يقول: إن هذا لهو العجب.
يدفن ابن قاتل عثمان مع رسول الله ص وأبي بكر وعمر. ويدفن
أمير المؤمنين المظلوم الشهيد ببقيع الغرقد.
321- قال: أخبرنا محمد بن عمر. قال: حدثنا علي بن محمد
__________
320- إسناده ضعيف جدا.
- عبد الله بن نافع المدني مولى ابن عمر. ضعيف. تقدمت
ترجمته في رقم (306) .
- نافع مولى ابن عمر. ثقة ثبت. تقدم في رقم (306) .
- أبان بن عثمان بن عفان الأموي. مدني ثقة. من الثالثة.
مات سنة 105 هـ (تق: 1/ 31) .
تخريجه:
أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (4/ ل 543) من طريق ابن
سعد.
321- إسناده ضعيف جدا وفي متنه نكارة.
- علي بن محمد العمري لم أجد له ترجمة. وفي تهذيب الكمال
(1083) ذكر في ترجمة عيسى بن معمر الحجازي الآتي بعد- أن
في الرواة عنه علي بن محمد المعمري شيخ للواقدي.
- عيسى بن معمر مولى جابر من أهل الحجاز. لين الحديث. من
السادسة (تق: 2/ 102) .
- عباد بن عبد الله بن الزبير بن العوام. كان قاضي مكة
أيام أبيه وخليفته إذا حج. ثقة. من الثالثة (تق: 1/ 392) .
تخريجه:
أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (4/ ل 543) من طريق ابن
سعد.
وأشار إليه الذهبي في سير أعلام النبلاء: 3/ 276 وقال:
إسناده مظلم.
(1/355)
العمري. عن عيسى بن معمر. عن عباد بن عبد
الله بن الزبير. قال: سمعت عائشة تقول يومئذ: هذا الأمر لا
يكون أبدا. يدفن ببقيع الغرقد ولا يكون لهم رابعا. والله
أنه لبيتي أعطانيه رسول الله ص في حياته وما دفن فيه عمر
وهو خليفة إلا بأمري وما أثر علي رحمة الله عندنا بحسن.
322- قال: أخبرنا محمد بن عمر. قال: حدثنا أبو بكر بن عبد
الله بن أبي سبرة. عن مروان بن أبي سعيد. عن نملة بن أبي
نملة. قال: أعظم الناس يومئذ أن يدفن معهم أحد وقالوا
لمروان: أصبت يا أبا عبد الملك لا يكون معهم رابع أبدا.
323- قال: أخبرنا محمد بن عمر. قال: حدثني عبد الرحمن بن
__________
322- إسناده ضعيف جدا.
- أبو بكر بن عبد الله بن أبي سبرة. متروك. تقدم في رقم
(86) .
- مروان بن عثمان بن أبي سعيد بن المعلى الأنصاري الزرقي.
من السادسة.
(تق: 2/ 239) .
- نملة بن أبي نملة الأنصاري المدني مقبول. من الثانية
(تق: 2/ 307) .
تخريجه:
أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (4/ ل 543) من طريق ابن سعد
به.
323- إسناده ضعيف.
- عبد الرحمن بن أبي الزناد عبد الله بن ذكوان. صدوق. تقدم
في رقم (65) .
- إبراهيم بن يحيى بن زيد بن ثابت الأنصاري. من جلة أهل
المدينة. يروي عن جماعة من التابعين وتوفي زمن السفاح (ابن
سعد، الطبقات، القسم المتمم: ص 286، التاريخ الكبير: 1/
336 والجرح والتعديل: 2/ 146، الثقات: 6/ 4) .
- خارجة بن زيد بن ثابت الأنصاري المدني. ثقة فقيه مات سنة
100 هـ (تق: 1/ 210) .
تخريجه:
أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (4/ ل 544) من طريق ابن سعد
به.
(1/356)
أبي الزناد. عن إبراهيم بن يحيى بن زيد.
قال: سمعت خارجة بن زيد يقول:
صوب الناس يومئذ مروان ورأوا أنه عمل بحق لا يكون معهما-
يعني أبا بكر وعمر- ثالث أبدا.
324- قال: أخبرنا محمد بن عمر. قال: حدثني «1» محرر «2» بن
جعفر. عن أبيه قال: سمعت أبا هريرة يقول يوم دفن الحسن بن
علي: قاتل الله مروان قال: والله ما كنت لأدع ابن أبي تراب
يدفن مع رسول الله
__________
324- إسناده ضعيف.
- محرر بن جعفر بن عبد الرحمن الأنصاري لم أجد له ترجمة.
- جعفر هو ابن عبد الرحمن الأنصاري فإنه الذي يروي عن أبي
هريرة. كما في تعجيل المنفعة ص (70) . وفي التاريخ الكبير:
2/ 196 والجرح والتعديل:
2/ 483. وثقات ابن حبان: 6/ 134 خلطوا بين ترجمته وترجمه
جعفر بن عبد الرحمن بن خارجة بن العوام ومرة ترد الترجمة
عندهم جعفر بن عبد الرحمن عن خارجة بن العوام عن أبي
هريرة.
تخريجه:
أخرجه ابن عساكر (4/ ل 540، 541) من طريق ابن سعد.
__________
(1) في المحمودية:، قال: حدثنا،.
(2) في نسخة المحمودية:، محرز، بضم الميم وإسكان الحاء
المهملة والراء الأخيرة معجمة وهو كذلك في ابن عساكر.
(1/357)
ص وقد دفن عثمان بالبقيع فقلت: يا مروان
اتق الله ولا تقل لعلي إلا خيرا فأشهد [لسمعت رسول الله ص
يقول «1» يوم خيبر:، لأعطين الراية رجلا يحبه الله ورسوله
ليس بفرار] ، «2» . [وأشهد لسمعت رسول الله ص يقول في حسن:
ا، اللهم إني أحبه فأحبه وأحب من يحبه] ، «3» . فقال
مروان: والله إنك قد أكثرت على رسول الله ص الحديث فلا
نسمع منك ما تقول. فهلم غيرك يعلم ما تقول. قال قلت: هذا
أبو سعيد الخدري. فقال مروان: لقد ضاع حديث رسول الله ص
حين لا يرويه إلا أنت وأبو سعيد الخدري. والله ما أبو سعيد
الخدري يوم مات رسول الله ص إلا غلام. ولقد جئت أنت من
جبال دوس «4» قبل وفاة رسول الله ص بيسير فاتق الله يا أبا
هريرة قال: قلت: نعم ما أوصيت به وسكت عنه.
325- قال: أخبرنا محمد بن عمر. قال: حدثني كثير بن زيد. عن
__________
325- إسناده ضعيف.
- كثير بن زيد بن مافنة- بفتح الفاء وتشديد النون- الأسلمي
أبو محمد المدني صدوق يخطئ. من السابعة مات في آخر خلافة
المنصور (تق: 2/ 131) .
- الوليد بن رباح المدني. صدوق. من الثالثة. مات سنة 117
هـ (تق: 2/ 332) .
تخريجه:
وانظر البداية والنهاية: 8/ 108 فقد ساقه عن ابن سعد
بإسناده. وقد أخرج مسلم في صحيحه كتاب فضائل الصحابة حديث
رقم (2492) من طريق الزهري عن الأعرج وابن المسيب عن أبي
هريرة: يقولون: إن أبا هريرة قد أكثر عن رسول الله ص والله
الموعد ... ثم ذكر ملازمته لرسول الله ودعاء الرسول له
بالحفظ.
__________
(1) زيادة من نسخة المحمودية.
(2) رواه البخاري في صحيحه. كتاب المغازي باب غزوة خيبر
(7/ 476 مع الفتح) .
(3) سبق تخريجه في رقم (187) .
(4) جبال دوس: هي موطن قبيلة أبي هريرة وتقع إلى جنوب
الطائف في بلاد زهران (انظر عنها، حمد الجاسر: في سراة
غامد وزهران) .
(1/358)
الوليد بن رباح. قال: سمعت أبا هريرة يومئذ
يقول لمروان: والله ما أنت وال وإن الوالي لغيرك فدعه.
ولكنك تدخل في مالا يعنيك. إنما تريد بهذا إرضاء من هو
غائب عنك «1» . قال: فأقبل عليه مروان مغضبا فقال له: يا
أبا هريرة إن الناس قد قالوا أكثر عن رسول الله ص الحديث.
وإنما قدم قبل وفاة رسول الله ص بيسير.
فقال أبو هريرة: قدمت والله ورسول الله ص بخيبر سنة سبع
وأنا يومئذ قد زدت على الثلاثين سنة سنوات. فأقمت معه حتى
توفي ص أدور معه في بيوت نسائه وأخدمه. وأنا والله يومئذ
مقل «2» وأصلي خلفه وأغزو وأحج معه. فكنت والله أعلم الناس
بحديثه/ قد والله سبقني قوم بصحبته والهجرة. من قريش
والأنصار، فكانوا يعرفون لزومي له فيسألوني عن حديثه. منهم
عمر بن الخطاب- وهدي عمر هدي عمر- ومنهم عثمان وعلي
والزبير وطلحة. ولا والله ما يخفى علي كل حدث كان
بالمدينة. وكل من أحب الله ورسوله. وكل من كانت له عند
رسول الله ص منزلة. وكل صاحب لرسول الله ص. فكان أبو بكر
رضي الله عنه صاحبه في الغار. وغيره قد أخرجه رسول الله ص
من المدينة أن يساكنه «3» . فليسألني أبو عبد الملك عن هذا
وأشباهه فإنه يجد عندي منه علما كثيرا جما. قال: فو الله
إن زال مروان يقصر عنه عن هذا الوجه بعد ذلك ويتقيه ويخاف
جوابه. ويحب على ذلك أن ينال من أبي هريرة ولا يكون
__________
(1) يعني معاوية.
(2) أي قليل المال فلا يشغلني شيء عن ملازمة رسول الله ص.
(3) يعرض بالحكم بن أبي العاص والد مروان فقد أخرجه النبي
ص من المدينة فسكن الطائف حتى خلافة عثمان (الإصابة: 2/
104) .
(1/359)
هو منه بسبب «1» . يفرق من أن يبلغ أبا
هريرة أن مروان كان من هذا بسبب «2» . فيعود له بمثل ذلك
«3» فكف عنه.
[تعزية معاوية لابن عباس]
326- قال: أخبرنا علي بن محمد. عن سحيم بن حفص وعبد الله
بن فائد. عن بشير بن عبد الله «4» . قال: أول من نعى الحسن
بن علي بالبصرة عبد الله بن سلمة بن المحبق «5» أخو سنان
نعاه لزياد. فخرج الحكم بن أبي
__________
326- إسناده ضعيف.
- سحيم بن حفص أبو اليقظان. تقدم في رقم (263) .
- عبد الله بن فأيد لم نجد له ترجمة.
- بشير بن عبد الله لعله ابن مكنف بن محيصة الأنصاري روى
عن سهل بن أبي حثمة وروى عنه محمد بن يحيى بن سهل وهو من
أهل المدينة ويروي عن الحجازيين (التاريخ الكبير: 2/ 100
والجرح والتعديل: 2/ 375 والثقات:
6/ 102) ، ويحتمل أن يكون بشير بن عبد الله بن يسار
الأنصاري مولى بني حارثة روى عن جده وروى عنه إبراهيم بن
جعفر بن محمود الأنصاري الحارثي (الجرح والتعديل: 2/ 395
والثقات: 6/ 102) .
تخريجه:
أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (4/ ل 545، 546) من طريقين:
أحدهما إلى الزبير بن بكار. والثانية طريق ابن سعد.
__________
(1) أي لا يكون هو السبب في إيذاء أبي هريرة مخافة أن يعود
أبو هريرة للكلام عليه.
(2) العبارة من قوله: يفرق من أن يبلغ ... إلى هنا وردت
مكررة في نسخة المحمودية.
(3) في نسخة المحمودية، هذا،.
(4) في نسخة المحمودية:، عبيد الله،.
(5) عبد الله بن سلمة بن المحبق الهذلي لأخيه سنان ترجمه
في طبقات ابن سعد (7/ 124) . أما هو فلم نعثر له على
ترجمة.
(1/360)
العاص الثقفي «1» فنعاه. وبكى الناس وأبو
بكرة «2» مريض فسمع الضجة.
فقال: ما هذا؟ فقالت امرأته ميسة بنت سحام من بني ربيع:
مات الحسن ابن علي فاحمد الله الذي أراح الناس منه. فقال
أبو بكرة: اسكتي ويحك فقد أراحه الله من شر كثير وفقد
الناس خيرا كثيرا.
327- قال: أخبرنا «3» محمد بن عمر. قال: حدثنا عبد العزيز
بن محمد. عن عمرو بن ميمون. عن أبيه. قال: لما جاء معاوية
نعي الحسن ابن علي. استأذن ابن عباس على معاوية. وكان ابن
عباس قد ذهب بصره-
__________
327- إسناده ضعيف.
- عبد العزيز بن محمد بن عبيد الداروردي أبو محمد الجهني
مولاهم المدني.
صدوق. كان يحدث من كتب غيره فيخطئ. مات سنة 187 هـ (تق:
1/ 512) .
- عمرو بن ميمون بن مهران الجزري أبو عبد الله. سبط سعيد
بن جبير. ثقة فاضل. من السادسة مات سنة 147 هـ (تق: 2/ 80)
.
- ميمون بن مهران أبو أيوب. ثقة فقيه. تقدم في رقم (70) .
تخريجه:
لم أقف عليه بهذا الطريق واللفظ وسيأتي برقم (328، 329) من
طرق صحيحه وبسياق مقارب.
__________
(1) الحكم بن أبي العاص بن بشير الثقفي أخو عثمان. صحب
رسول الله ص. وولاه أخوه عثمان البحرين فافتتح فتوحا كثيرة
وتولى الطائف نيابة عن أخيه. (الإصابة: 2/ 104) .
(2) أبو بكرة هو نفيع- بضم أوله- ابن الحارث ويقال: ابن
مسروح من أهل الطائف أسلم في حصار النبي ص الطائف. واشتهر
بكنيته وذلك أنه كان تدلى إلى النبي من حصن من حصون الطائف
ببكرة فاشتهر بذلك. وهو من فضلاء الصحابة. سكن البصرة
وأنجب أولادا لهم شهرة (الإصابة: 6/ 467) .
(3) (أخبرنا) ليست في الأصل. وهي من المحمودية.
(1/361)
فكان يقول لقائده: إذا دخلت بي على معاوية
فلا تقدني فإن معاوية يشمت بي. فلما جلس ابن عباس قال
لمعاوية: لأخبرنه بما هو أشد عليه من أن أشمت به فلما دخل
قال: يا أبا العباس هلك الحسن بن علي. فقال ابن عباس:
إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ. وعرف ابن
عباس أنه شامت به فقال: أما والله يا معاوية لا يسد حفرتك
«1» ولا تخلد بعده. ولقد أصبنا بأعظم منه «2» فجبرنا الله
بعده. ثم قام. فقال معاوية: لا والله ما كلمت أحدا قط أعد
جوابا ولا أعقل من ابن عباس.
328- قال: أخبرنا عفان بن مسلم. قال: حدثنا سلام أبو
المنذر.
قال: قال معاوية لابن عباس: مات الحسن بن علي يبكته بذلك
«3» . قال:
فقال: لئن كان مات فإنه لا يسد بجسده حفرتك. ولا يزيد موته
في عمرك.
ولقد أصبنا بمن هو أشد علينا فقدا منه. فجبر الله مصيبته.
329- قال: أخبرنا علي بن محمد. عن مسلمة بن محارب. عن حرب
__________
328- إسناده منقطع.
- عفان بن مسلم. ثقة. ثبت. تقدم في رقم (13) .
- سلام بن سليمان المزني أبو المنذر القارئ النحوي البصري
نزيل الكوفة صدوق يهم. من السابعة (تق: 1/ 342) ، وقد ذكره
الذهبي فيمن تكلم فيه بما لا يوجب الرد، (ص 100) .
تخريجه:
أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (4 ل 544) من طريق ابن سعد.
329- إسناده منقطع.
- مسلمة بن محارب الزيادي تقدم في رقم (319) .
- حرب بن خالد بن يزيد بن معاوية. تقدم في رقم (319) .
تخريجه:
أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق كما في المختصر: 6/ 264 من
طريق حرب ابن خالد. ويشهد له الأثر الآتي برقم (330) .
__________
(1) أي قبرك الذي تقبر فيه. والمعنى يتضح بقراءة الخبر
التالي.
(2) يعني رسول الله ص.
(3) في المحمودية: بذاك.
(1/362)
ابن خالد. قال: قال معاوية لابن عباس: يا
عجبا من وفاة الحسن شرب عسلة «1» بماء رومة «2» فقضى نحبه
لا يحزنك الله ولا يسؤك في الحسن فقال:
لا يسوءني ما أبقاك الله. فأمر له بمائة ألف وكسوة.
قال: ويقال إن معاوية قال لابن عباس يوما: أصبحت سيد قومك
قال:
ما بقي أبو عبد الله «3» فلا.
330- قال: أخبرنا موسى بن إسماعيل. قال: حدثنا أبو هلال.
عن قتادة. قال: قال معاوية: وا عجبا للحسن شرب شربة من عسل
يمانية بماء رومة فقضى نحبه. ثم قال «4» لابن عباس: لا
يسوؤك الله ولا يحزنك في الحسن فقال»
: أما ما أبقى الله لي «6» أمير المؤمنين فلن يسؤني الله
ولن يحزنني.
__________
330- إسناده ضعيف.
- أبو موسى بن إسماعيل. ثقة ثبت. تقدم في (101) .
- أبو هلال محمد بن سليم الراسبي. صدوق فيه لين. تقدم في
رقم (296) .
تخريجه:
لم أقف عليه بهذا السند.
وانظر الأثر السابق (329) .
__________
(1) في المحمودية: عسيلة.
(2) بئر رومة: كانت لرجل من غفار يقال له رومة في عقيق
المدينة. واشتراها عثمان وتصدق بها على المسلمين وماؤها من
أعذب المياه (معجم البلدان: 1/ 299) .
(3) الحسين بن علي رضي الله عنه.
(4) في المحمودية: قال: ثم قال.
(5) في المحمودية: قال.
(6) في المحمودية العبارة هكذا:، أما ما أبقاك الله لي يا
أمير،.
(1/363)
قال: فأعطاه ألف ألف من بين عرض وعين فقال:
اقسم هذه في أهلك.
331- قال: أخبرنا محمد بن عمر. قال: حدثنا موسى بن محمد بن
إبراهيم بن الحارث التيمي. عن أبيه. قال: لما مات الحسن بن
علي. بعث مروان بن الحكم بريدا إلى معاوية يخبره أنه قد
مات. قال: وبعث سعيد ابن العاص رسولا آخر يخبره بذلك. وكتب
مروان يخبره بما أوصى به حسن ابن علي من دفنه مع رسول الله
ص. وأن ذلك لا يكون وأنا حي. ولم يذكر ذلك سعيد. فلما دفن
حسن بن علي بالبقيع أرسل مروان بريدا آخر 32/ 8/ ايخبره
بما كان من ذلك ومن قيامه ببني أمية/ ومواليهم وإني يا
أمير المؤمنين عقدت لوائي وتلبسنا السلاح وأحضرت معي ممن
«1» اتبعني ألفي رجل. فلم يزل الله بمنه وفضله يدرأ ذلك أن
يكون مع أبي بكر وعمر ثالثا أبدا «2» حيث لم يكن أمير
المؤمنين عثمان المظلوم رحمه الله. وكانوا هم الذين فعلوا
بعثمان ما فعلوا. فكتب معاوية إلى مروان يشكر له ما صنع
واستعمله على
__________
331- إسناده ضعيف جدا.
- موسى بن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي. منكر الحديث.
تقدم في رقم (235) .
- محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي. ثقة له أفراد. تقدم
في رقم (235) .
تخريجه:
أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق كما في المختصر: 9/ 311.
312.
__________
(1) في المحمودية:، من،.
(2) (أبدا) ليست في المحمودية.
(1/364)
المدينة ونزع سعيد بن العاص. وكتب إلى
مروان: إذا جاءك كتابي هذا فلا تدع لسعيد بن العاص قليلا
ولا كثيرا إلا قبضته. فلما جاء الكتاب إلى مروان بعث به مع
ابنه عبد الملك إلى سعيد يخبره بكتاب أمير المؤمنين. فلما
قرأه سعيد بن العاص صاح بجارية له هاتي كتابي أمير
المؤمنين. فطلعت عليه بكتابي «1» أمير المؤمنين. فقال لعبد
الملك: اقرأهما. فإذا فيهما كتاب من معاوية إلى سعيد بن
العاص يأمره حين عزل مروان بقبض أموال مروان التي بذي
المروة «2» والتي بالسويداء «3» والتي بذي خشب «4» ولا يدع
له عذقا «5» واحدا فقال: أخبر أباك. فجزاه عبد الملك خيرا.
فقال سعيد: والله لولا أنك جئتني بهذا الكتاب ما ذكرت مما
ترى حرفا واحدا. قال: فجاء عبد الملك بالخبر إلى أبيه
فقال: هو كان أوصل لنا منا له «6» .
332- قال: أخبرنا محمد بن عمر. قال: حدثني أبو بكر بن عبد
الله
__________
332- إسناده ضعيف جدا.
- أبو بكر بن عبد الله بن أبي سبرة. رمي بالوضع. تقدم في
رقم (86) .
- صالح بن كيسان المدني أبو محمد. ثقة ثبت فقيه من الرابعة
(تق: 1/ 362) .
تخريجه:
أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق كما في المختصر: 9/ 312 من
هذا الطريق.
__________
(1) في المحمودية:، بكتابين فقال،.
(2) ذو المروة: منسوب إلى حصاة بيضاء بارزة من نوع المرو.
يقع عند مفيض وادي الجزل إذا دفع في إضم شمال المدينة على
قرابة ثلاثمائة كيلومتر (معجم المعالم الجغرافية في
السيرة: 290) .
(3) السويداء- تصغير سوداء- موضع على ليلتين من المدينة في
طريق الشام (معجم البلدان: 3/ 386) .
(4) ذو خشب- بضم أوله وثانيه- واد على مسيره ليلة في شمال
المدينة (معجم البلدان: 2/ 372) .
(5) العذق: بالفتح- النخلة بحملها وبالكسر العرجون بما فيه
من الشماريخ (انظر لسان العرب، مادة عذق: 10/ 238) .
(6) نص العبارة في الأصل، هو كان أوصل منا إليه، وما أثبت
من المحمودية.
(1/365)
ابن أبي سبرة. عن صالح بن كيسان قال: كان
سعيد بن العاص رجلا حليما وقورا. ولقد كانت المأمومة «1»
التي أصابت رأسه يوم الدار قد كاد أن يخف منها بعض الخفة.
وهو على ذلك من أوقر الرجال وأحلمه «2» .
وكان مروان رجلا حديدا «3» . حديد اللسان «4» سريع الجواب
ذلق «5» اللسان قل ما صبر أن يكون في صدره شيء من حب أحد
أو بغضه إلا ذكره.
وكان في سعيد خلاف ذلك. كان من أحب صبر عن ذكر ذلك له. ومن
أبغض فمثل ذلك ويقول: إن الأمور تغير والقلوب تغير فلا
ينبغي للمرء أن يكون مادحا اليوم عائبا غدا.
333- قال: أخبرنا محمد بن عمر. قال: حدثني عبد الرحمن بن
أبي
__________
333- إسناده ضعيف.
- عبد الرحمن بن أبي الزناد. صدوق. تقدم في رقم (65) .
- أبو الزناد هو عبد الله بن ذكوان. ثقة. تقدم في رقم (65)
.
تخريجه:
أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق: 7/ ل 265 من طريق المصنف
به.
__________
(1) المأمومة: من أنواع الشجاج وهي التي تصل إلى جلدة
الدماغ. وفيها ثلث الدية. (منار السبيل: 2/ 351) .
(2) هكذا بالأصول الخطية ومقتضى السياق: وأحلمهم.
(3) ، حديدا، ليس في المحمودية. والحدة: ما يعتري الإنسان
من النزق والغضب والرجل الحديد: سريع الغضب (لسان العرب:
مادة: حدد: 3/ 141) .
(4) حديد اللسان: كناية عن اللسن وسرعة الجواب وفي التنزيل
في وصف المنافقين «سلقوكم بألسنة حداد» (المصدر السابق
ونفس المادة والصفحة) .
(5) ذلق اللسان: أي ذرب وحديد (المصدر السابق، مادة ذلق:
10/ 110) .
(1/366)
الزناد. عن أبيه. قال: حج معاوية سنة خمسين
وسعيد بن العاص على المدينة وقد وليها قبل ذلك في آخر سنة
تسع وأربعين. وهي السنة التي مات فيها الحسن بن علي. فلم
يزل معاوية يهم بعزله. ويكتب إليه مروان يعلمه «1» ما أبلى
في شأن حسن بن علي وأن سعيد بن العاص قد لافى «2» بني هاشم
ومالأهم على أن يدفن الحسن مع رسول الله ص وأبي بكر وعمر.
فوعده معاوية أن يعزله عن المدينة ويوليه. فأقام عليها
سعيد ومعاوية يستحي من سرعة عزله إياه. وسعيد يعلم يكتب
مروان إلى معاوية. فكان سعيد يلقى مروان ممازحا له يقول:
ما جاءك فيما قبلنا بعد شيء؟ فيقول مروان: ولم تقول لي
هذا؟ أتظن أني أطلب عملك؟ فلما أكثر مروان من هذا سكت سعيد
بن العاص واستحيا. وبلغ مروان أنه كتب إلى سعيد من الشام
يعلم بكتبك إلى أمير المؤمنين. تمحل «3» بسعيد وتزعم أن
سعيدا في ناحية بني هاشم. ثم جاءه بعد العمل. وقد حج سعيد
سنة ثلاث وخمسين ودخل في الرابعة. فجاءه ولاية مروان بن
الحكم فكان سعيد إذا لقيه بعد يقول ممازحا له: قد كان وعدك
حيث توفي الحسن بن علي أن يوليك ويعزلني فأقمت كما ترى
سنين «4» . والله يعلم لولا كراهة أن يعد ذلك مني خفة
لاعتزلت ولحقت «5» بأمير المؤمنين. فيقول مروان: أقصر فإنا
رأينا منك يوم مات
__________
(1) في المحمودية، ويعلمه،.
(2) في المحمودية، لاقى، بالقاف المثناة.
(3) تمحل: المحال: الكيد وروم الأمر بالحيل. ومحل به يمحل
محلا: كاده بسعاية إلى السلطان. والماحل: الساعي. يقال:
محلت بفلان أمحل إذا سعيت به إلى ذي سلطان حتى توقعه في
ورطة ووشيت به (انظر لسان العرب، مادة: محل: 11/ 618) .
(4) في الأصل:، سنتين،.
(5) في المحمودية:، فلحقت،.
(1/367)
الحسن بن علي أمورا ظننا أن صغوك «1» مع
القوم. فقال «2» سعيد: فو الله للقوم أشد لي تهمة وأسوأ في
رأيا منهم فيك. فأما الذي صنعت من كفي عن حسين بن علي فو
الله ما كنت لأعرض دون ذلك بحرف واحد وقد كفيت أنت ذلك.
قال محمد بن عمر: قال: عبد الرحمن بن أبي الزناد: قال أبي:
فلم يزالا متكاشرين فيما بينهما فيما يغيب أحدهما عن صاحبه
ليس بحسن. وهم بعد يتلاقيان ويقضي أحدهما الحق لصاحبه إذا
لزمه. وإذا التقيا سلم أحدهما على صاحبه سلاما لا يعرف أن
فيه شيئا مما يكره. فكان هذا من أمورهما.
334 «3» - قال: أخبرنا محمد بن محمد «4» . أن الحسن بن علي
مات سنة تسع وأربعين. وصلى عليه سعيد بن العاص. وكان قد
سقي مرارا وكان مرضه أربعين يوما.
قال ابن سعد: وولد الحسن بن علي في النصف من شهر رمضان سنة
ثلاث من الهجرة «5» .
__________
334- إسناده معضل ضعيف.
- محمد بن محمد. لم أقف له على ترجمة ويظهر أن المراد محمد
بن عمر كما ورد في تاريخ ابن عساكر.
تخريجه:
أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (4/ ل 548) من طريق ابن سعد
به.
وقد وافقه خليفة بن خياط وغيره كما تقدم في تخريج الأثر
رقم (319) .
__________
(1) صغوك: قال ابن السكيت: صغيت إلى الشيء أصغى صغيا إذا
ملت وصغوت أصغو صغوا. وقال الله تعالى: «ولتصغى إليه أفئدة
الذين لا يؤمنون بالآخرة» [الأنعام: 113] أي ولتميل. وصغوه
معك: أي ميله معك. (انظر لسان العرب: مادة صغا: 14/ 461) .
(2) في المحمودية (قال) .
(3) جميع الإسناد والرواية ساقط من المحمودية وما أثبت من
الأصل.
(4) في تاريخ دمشق (4/ ل 548) أخبرنا محمد بن عمر فلعل ما
هنا مصحفا.
(5) انظر أقوالا أخرى ذكرها ابن عساكر في تاريخه (4/ ل/
546- 549) .
(1/368)
|