الطبقات الكبرى
متمم الصحابة، الطبقة الخامسة 8- الحسين بن علي رضي الله عنهما
ابن علي «1» بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد
مناف بن قصي ويكنى أبا عبد الله. وأمه فاطمة بنت رسول الله
ص. وأمها خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي.
علقت فاطمة رضي الله عنها بالحسين لخمس ليال خلون من ذي
القعدة سنة ثلاث من الهجرة. فكان بين ذلك وبين ولاد الحسن
خمسون ليلة «2» .
وولد الحسين في ليال خلون من شعبان سنة أربع من الهجرة «3»
.
فولد الحسين. عليا الأكبر. قتل مع أبيه بالطف لا بقية له.
وأمه آمنة «4»
__________
نسب قريش (ص 57) ، وفضائل الصحابة: 2/ 766. والتاريخ
الكبير:
2/ 381. ومعجم الطبراني الكبير 3/ 94. والجرح والتعديل: 3/
55.
والذرية الطاهرة (ص 84) ، والمستدرك: 3/ 176. وجمهرة أنساب
العرب (ص 52) ، والاستيعاب: 1/ 392. وتاريخ بغداد: 1/ 141.
وتاريخ دمشق: 5/ 6. وأسد الغابة: 2/ 18. وتهذيب الكمال
(ورقة 290) ، وتاريخ الإسلام: 2/ 340. وسير أعلام النبلاء:
3/ 280. والبداية والنهاية:
8/ 149. والعقد الثمين: 4/ 202. والإصابة: 2/ 76. وتهذيب
التهذيب:
2/ 345. ومختصر تاريخ دمشق: 7/ 115. وتهذيب تاريخ دمشق
الكبير:
4/ 314.
__________
(1) هكذا بالأصل مكررة.
(2) كانت ولادة الحسن في النصف من شهر رمضان سنة ثلاث.
انظر ما سبق (ص: 180) .
(3) في نسب قريش (ص: 40) والاستيعاب: 1/ 392 ولد لخمس ليال
خلون من شعبان سنة أربع من الهجرة. وفي الذرية الطاهرة (ص:
84) ، والإصابة: 2/ 76 نقلا عن الزبير بن بكار وغيره في
شعبان سنة أربع دون تحديد ليلة بعينها.
(4) في نسب قريش (ص: 57) آمنة أو ليلى بنت أبي مرة. وقال
محقق الكتاب: قوله آمنة شك من المؤلف والصواب أن اسمها
ليلى قولا واحدا وقد ذكرت في الإصابة في ترجمة أبيها وفي
مقاتل الطالبيين. قلت: الذي في الإصابة: 7/ 370 أن ليلى
بنت أبي مرة تزوجها الحسن بن علي.
(1/369)
بنت أبي مرة بن عروة بن مسعود بن معتب من
ثقيف وأمها ابنة أبي «1» سفيان بن حرب.
وفيها يقول: حسان بن ثابت-
طافت بنا شمس النهار ومن رأى ... من الناس شمسا بالعشاء
تطوف
أبو أمها أوفى قريش بذمة ... وأعمامها أما سألت ثقيف «2»
وعليا الأصغر. له العقب من ولد الحسين. وأمه أم ولد. وأخوه
لأمه عبد الله بن زبيد مولى الحسين بن علي. وهم ينزلون
بينبع «3» . وجعفرا لا بقية له. وأمه السلافة امرأة من بلي
بن عمرو بن الحاف بن قضاعة.
وفاطمة. وأمها أم إسحاق بنت طلحة بن عبيد الله»
بن عثمان بن عمرو ابن كعب بن سعد بن تيم بن مرة.
وعبد الله. قتل مع أبيه.
وسكينة. وأمها الرباب بنت إمرئ القيس بن عدي بن أوس بن
جابر
__________
(1) سماها في نسب قريش (ص: 57) ميمونة بنت أبي سفيان بن
حرب.
(2) ديوان حسان بن ثابت. قصيدة (52) ص (391) .
(3) ينبع: بلد معروف على ساحل البحر الأحمر حذاء المدينة
النبوية وهو قسمان: ينبع البحر وهي الميناء. وينبع النخل
على مسيره ليلة من جبل رضوى وكان بينبع مزارع ووقوف لعلي
بن أبي طالب. قال عرام: ينبع على سبع مراحل من المدينة وهي
لبني حسن بن علي وكان يسكنها الأنصار وجهينة وليث. (انظر
معجم البلدان: 5/ 450، وللأستاذ حمد الجاسر كتاب بعنوان:
بلاد ينبع. نشرته دار اليمامة للبحث والترجمة) .
(4) في الأصل، عبيد، وهو خطأ.
(1/370)
ابن كعب بن عليم بن هبل «1» بن عبد الله بن
كنانة بن بكر بن عوف بن عذرة بن زيد اللات بن رفيدة بن ثور
بن كلب.
وفي الرباب وسكينة يقول الحسين بن علي رضي الله عنهما: -
لعمرك إنني لأحب دارا ... تضيفها «2» سكينة والرباب
أحبهما وأبذل بعد مالي ... وليس للائمي فيها عتاب «3»
ولست لهم وإن عتبوا مطيعا ... حياتي أو يغيبني التراب «4»
335- قال: أخبرنا محمد بن عمر. قال: حدثنا سفيان الثوري.
عن عاصم بن عبيد الله. عن عبيد الله بن أبي رافع. عن أبيه
قال: رأيت رسول الله ص أذن في أذني الحسين جميعا بالصلاة.
336- قال: أخبرنا عبد الله بن بكر بن حبيب السهمي. قال:
حدثنا
__________
335- إسناده ضعيف.
- عاصم بن عبيد الله بن عاصم بن عمر العدوي. ضعيف تقدم في
رقم (148) .
- عبيد الله بن أبي رافع المدني. ثقة. تقدم في رقم (148) .
تخريجه:
سبق تخريجه في ترجمة الحسن رضي الله عنه حديث رقم (148)
وفي كل المصادر أنه أذن في أذن الحسن إلا في الحاكم: 3/
179 فقد ورد (في أذن الحسين) .
336- إسناده منقطع.
- عبد الله بن بكر بن حبيب السهمي. ثقة حافظ. تقدم في (26)
.
- حاتم بن أبي صغيرة أبو يونس البصري. ثقة. تقدم في (26) .
- سماك بن حرب الذهلي الكوفي. صدوق تغير بآخره. تقدم في
(26) .
- أم الفضل لبابة بنت الحارث زوج العباس بن عبد المطلب وأم
عبد الله وأخت ميمونة زوج النبي. صحابية. ماتت بعد العباس
في خلافة عثمان (تق: 2/ 613) .
تخريجه:
أخرجه أحمد في المسند: 6/ 339. 340. موصولا بثلاثة أسانيد
عن أم الفضل. وقال عنها العلامة الألباني في تخريجه مشكاة
المصابيح 1/ 156: اثنان صحيحان والثالث حسن. وثبت في
الصحيحين وغيرهما من حديث أم قيس بنت محصن:، أنه ينضح من
بول الغلام ويغسل من بول الجارية ما لم يأكلا الطعام،
(انظر صحيح البخاري كتاب الطهارة باب بول الصبيان، ومسلم
في الطهارة حديث رقم 287) .
__________
(1) في نسب قريش (ص: 59) عليم بن جناب.
(2) في نسخة المحمودية، تحل بها،.
(3) في هامش المحمودية: رواية أخرى للبيت وهي:
وأهواها وأبذل جل مالي ... وليس لعاذل عندي عتاب
(4) الأبيات الثلاثة في نسب قريش (ص: 59) والبيتان الأولان
في مقاتل الطالبيين (ص 90) وفي ألفاظهما خلاف يسير عما
هنا.
(1/371)
حاتم بن أبي صغيرة. عن سماك: أن أم الفضل
امرأة العباس قالت: يا رسول الله رأيت فيما يرى النائم كأن
عضوا من أعضائك في بيتي؟ [فقال:، خيرا رأيت. تلد فاطمة
غلاما فترضعيه بلبان ابنك قثم، «1» . قال: فولدت الحسين
فكفلته أم الفضل. قالت: فأتيت به رسول الله ص فهو ينزيه
ويقبله إذ بال على رسول الله ص فقال:، يا أم الفضل أمسكي
ابني فقد بال على، «2» . قالت: فأخذته فقرصته قرصة بكى
منها. وقلت: آذيت رسول الله ص بلت عليه. فلما بكى الصبي
قال:، يا أم الفضل آذيتيني في بني أبكيته،. قالت: ثم دعا
بماء فحدره «3» عليه حدرا وقال:، إذا كان غلاما فاحدروه
حدرا. وإذا كانت جارية فاغسلوه غسلا] ،.
337- قال: أخبرنا مالك بن إسماعيل. عن شريك. عن سماك. عن
__________
337- إسناده ضعيف.
- مالك بن إسماعيل النهدي. ثقة. تقدم في رقم (14) .
- شريك بن عبد الله. صدوق يخطئ. تقدم في رقم (76) .
- سماك بن حرب. صدوق. تقدم في رقم (26) .
- قابوس بن المخارق بن سليم الشيباني الكوفي. لا بأس به.
من الثالثة (تق:
2/ 115) .
تخريجه:
أخرجه أحمد في المسند: 6/ 340. والطبراني في الكبير: 3/ 20
ولم يسمه وإنما قال: تلد فاطمة غلاما فترضعينه بلبن قثم.
وفي: 3/ 23 قالت: فولدت فاطمة حسنا. وذكره الطبراني في
مناقب الحسن. وانظر تخريج الحديث السابق.
__________
(1) قثم هو ابن العباس سبقت ترجمته في هذه الطبقة رقم (3)
.
(2) في نسخة المحمودية، عليه، وما أثبت من الأصل.
(3) أي صبه عليه من أعلى إلى أسفل (انظر لسان العرب مادة
حدر: 4/ 172) .
(1/372)
قابوس. عن أم الفضل. قالت: لما ولد الحسين
بن علي قلت: يا رسول الله أعطنيه أو ادفعه إلي فلأكفله
وأرضعه بلبن قثم. ففعل. فأتيته به. فوضعه على صدره. فبال
عليه فأصاب إزاره. فقلت أعطني إزارك أغسله فقال:
، [إنما يصب على بول الغلام ويغسل بول الجارية] ،.
338- قال: أخبرنا عبد الوهاب بن عطاء. عن سعيد بن أبي
عروبة.
عن قتادة. عن محمد بن علي أبي جعفر. عن أم الفضل: أنها أتت
النبي ص بالحسين بن علي فوضعته في حجره فبال. قالت: فذهبت
لآخذه [فقال:
، لا تزرمي «1» ابني. فإن بول الغلام ينضح «2» أو يرش- شك
سعيد- وبول الجارية يغسل] ،.
__________
338- إسناده منقطع.
- عبد الوهاب بن عطاء العجلي. صدوق ربما أخطأ. تقدم في
(56) .
- سعيد بن أبي عروبة ثقة حافظ له تصانيف لكنه كثير التدليس
واختلط وكان من أوثق الناس في قتادة. من السادسة مات سنة
156 هـ (تق: 1/ 302) . وذكره ابن حجر في المرتبة الثانية
من مراتب المدلسين وهم الذين احتمل الأئمة تدليسهم وأخرجوا
لهم في الصحاح (تعريف أهل التقديس: ص 49، 63) .
- قتادة بن دعامة. ثقة ثبت. تقدم في (33) .
- محمد بن علي أبو جعفر الباقر. ثقة من الرابعة. تقدم في
(154) .
تخريجه:
أخرجه أبو داود: 1/ 263 رقم (377، 378) والترمذي: 2/ 509
رقم (610) من حديث سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن أبي حرب
بن أبي الأسود عن أبيه عن علي بن أبي طالب وصححه ابن
خزيمة: 1/ 143.
__________
(1) أي لا تقطعي عليه بوله (اللسان، مادة زرم: 12/ 263) .
(2) النضح هو الرش الكبير. وفي التنزيل:، فيهما عينان
نضاختان، (اللسان مادة نضح: 2/ 618) .
(1/373)
339- قال: أخبرنا الفضل بن دكين. قال:
حدثنا أبو الأحوص. عن سماك. عن قابوس بن المخارق. عن لبابة
بنت الحارث. قالت: كان الحسين بن علي في حجر رسول الله ص
فبال عليه فقلت: البس ثوبا وأعطني إزارك أغسله [فقال:،
إنما يغسل من بول الأنثى. وينضح من بول الذكر] ،.
340- قال: أخبرنا هوذة بن خليفة. قال: حدثنا عوف. عن رجل.
أن أم الفضل امرأة العباس جاءت بالحسين وهو صبي يرضع.
فأخذه رسول
__________
339- إسناده حسن.
- أبو الأحوص سلام بن سليم الحنفي. ثقة متقن. تقدم في
(266) .
تخريجه:
أخرجه أبو داود في سننه: 1/ 261 برقم (375) ، وابن ماجة
برقم (552) ، والحاكم في المستدرك: 1/ 166 وصححه ووافقه
الذهبي. وأخرجه ابن خزيمة في صحيحه: 1/ 143.
340- إسناده ضعيف.
- هوذة بن خليفة بن عبد الله أبو الأشهب البصري. صدوق.
تقدم في (286) .
- عوف بن أبي جميلة الأعرابي العبدي البصري. ثقة. تقدم في
(286) .
تخريجه:
لم أقف عليه من هذا الطريق وانظر الحديث (336) وما بعده.
(1/374)
الله ص يقبله ووضعه في حجره. فبينا «1» هو
في حجره إذ بال قال: فكان رسول الله ص تأذى به. فدفعه إلى
أم الفضل فخفقته خفقة بيدها. وقالت: أي كذا وكذا. أبلت على
رسول الله ص؟ [فقال رسول الله ص:، مهلا. لقد أوجع قلبي ما
فعلت به،. ثم دعا بماء فأتبعه بوله وقال:، أتبعوه من بول
الغلام.
واغسلوه من بول الجارية] ،.
341- قال: أخبرنا عبد الله بن نمير. عن ابن أبي ليلى. عن
عيسى بن عبد الرحمن. [عن عبد الرحمن بن أبي ليلى. عن أبيه
قال: كنا جلوسا عند النبي ص إذ أتاه الحسن أو الحسين يحبو.
فوضعه رسول الله ص على صدره. فبينما هو يحدثنا إذ بال على
صدره. فقمنا لنأخذه. فقال رسول الله ص:، ابني ابني،. ثم
دعا بماء فصبه على مباله] «2» .
__________
341- إسناده ضعيف.
- عبد الله بن نمير الهمداني. ثقة. تقدم في (17) .
- ابن أبي ليلى هو محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى
الأنصاري الكوفي القاضي أبو عبد الرحمن صدوق. سيئ الحفظ
جدا. من السابعة مات سنة 148 هـ (تق: 2/ 184) .
- عيسى بن عبد الرحمن بن أبي ليلى الأنصاري الكوفي. ثقة.
من السادسة (تق: 2/ 99) .
- عبد الرحمن بن أبي ليلى الأصغر الأنصاري المدني ثم
الكوفي. ثقة من الثانية.
اختلف في سماعه من عمر بن الخطاب. قتل في وقعة دير الجماجم
سنة 83 هـ وقيل غرق في نهر دجيل (تق: 1/ 496) .
- أبوه هو أبو ليلى الأنصاري اسمه بلال وقيل: بليل وقيل
غير ذلك صحابي شهد أحدا وما بعدها وعاش إلى خلافة علي (تق:
2/ 467) .
تخريجه:
أخرجه أحمد في المسند: 4/ 348 بهذا الإسناد به وبإسناد آخر
قال ... عن عبد الله بن عيسى عن عيسى بن عبد الرحمن عن أبي
ليلى أنه كان عند رسول الله ... وهذا إسناد صحيح عبد الله
بن عيسى بن أبي ليلى ثقة روى له الجماعة وبه يتقوى هذا
الطريق فيكون صحيحا. وقال الهيثمي في المجمع: 1/ 284 رواه
أحمد والطبراني ورجاله ثقات.
__________
(1) في المحمودية، فبينما هو،.
(2) مباله: أي المواضع التي أصابها بوله من الثوب.
(1/375)
342- قال: أخبرنا وهب بن جرير بن حازم.
قال: حدثنا أبي.
قال «1» : وأخبرنا عفان بن مسلم وسعيد بن منصور. قالا:
حدثنا مهدي بن ميمون. جميعا: عن محمد بن أبي يعقوب. عن ابن
أبي نعم. قال: سمعت رجلا سأل ابن عمر عن دم البعوض يكون في
ثوبه؟ فقال: ممن أنت؟ قال:
من أهل العراق. قال: انظروا إلى هذا يسألني عن دم البعوض
وقد قتلوا ابن رسول الله ص. [وقد سمعت رسول الله ص يقول
للحسن والحسين:
، هما ريحاني «2» من الدنيا] ،.
__________
342- إسناده حسن.
- وهب بن جرير بن حازم. ثقة. تقدم في (194) .
- جرير بن حازم. ثقة. تقدم في (34) .
- مهدي بن ميمون الأزدي أبو يحيى البصري. ثقة. من صغار
السادسة (تق:
2/ 279) .
- محمد بن أبي يعقوب هو محمد بن عبد الله بن أبي يعقوب
التميمي الضبي البصري وقد ينسب إلى جده- كما في هذا
الإسناد- ثقة من السادسة. روى له الجماعة (تق: 2/ 181) .
- ابن أبي نعم هو عبد الرحمن بن أبي نعم البجلي. صدوق.
تقدم في (200) .
تخريجه:
أخرجه البخاري في صحيحه. كتاب فضائل الصحابة. باب مناقب
الحسن والحسين، (7/ 95 فتح) ، وأحمد في مسنده: 2/ 93. وفي
فضائل الصحابة رقم (1390) ، والترمذي في جامعه: 5/ 657 رقم
(3770) ، والطبراني في الكبير:
3/ 127 من طرق كلهم عن محمد بن أبي يعقوب عن ابن أبي نعم
به.
__________
(1) ليست في المحمودية.
(2) في أغلب المصادر، ريحانتي، و، ريحانتاي، وهنا، ريحاني،
بالإفراد والتذكير. وقال الحافظ ابن حجر في فتح الباري (7/
99) : إنها رواية أبي ذر للصحيح وقال: إنه شبههما بالريحان
لأن الولد يشم ويقبل. وقال: وعند الترمذي من حديث أنس أن
النبي ص كان يدعو الحسن والحسين فيشمهما ويضمهما إليه. وفي
رواية عند الطبراني في الأوسط قال:، هما ريحانتاي من
الدنيا أشمهما،. وقال ابن الأثير في النهاية: 2/ 288
الريحان: يطلق على الرحمة والرزق والراحة وبالرزق سمي
الولد ريحانا.
(1/376)
343- قال: أخبرنا عبد الله بن نمير. عن
الربيع بن سعد. عن عبد الرحمن بن سابط. عن جابر بن عبد
الله. قال: دخل حسين بن علي من باب بني فلان. فقال جابر:
من سره أن ينظر إلى رجل من أهل الجنة فلينظر إلى هذا.
فأشهد أني سمعت رسول الله ص يقوله.
__________
343- إسناده صحيح.
- الربيع بن سعد الجعفي الخزاز. روى عن عبد الرحمن بن سابط
وروى عنه حفص بن غياث وعبد الله بن نمير والحسين بن علي
الجعفي ووكيع. قال أبو حاتم: لا بأس به. ووثقه ابن شاهين
وذكره ابن حبان في الثقات (التاريخ الكبير: 3/ 275 والجرح
والتعديل: 3/ 462. وثقات ابن حبان: 6/ 297 وأسماء الثقات:
ص 85) .
- عبد الرحمن بن سابط الجمحي المكي. ثقة. وروايته عن جابر
متصلة كما قال أبو حاتم في الجرح والتعديل 5/ 240: وعن ابن
معين أنها مرسلة (التهذيب:
6/ 180) وتوفي سنة 118 هـ وتقدم في رقم (199) .
تخريجه:
أخرجه أحمد في فضائل الصحابة رقم (1372) ، وأخرجه أبو يعلى
في مسنده كما في مجمع الزوائد: 9/ 187. والمطالب العالية:
4/ 71. وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح غير الربيع بن سعد
وقيل ابن سعيد وهو ثقة. وتقدم قريبا منه في ترجمة الحسن
رقم (199) .
(1/377)
344- قال: أخبرنا أبو أسامة. عن عوف بن أبي
جميلة. عن أبي المعذل «1» عطية الطفاوي. عن أبيه قال:
[أخبرتني أم سلمة قالت: بينا «2» رسول الله ص ذات يوم في
بيتي إذ جاءت الخادم فقالت: علي وفاطمة بالسدة. فقال لي:
تنحي عن أهل بيتي. فتنحيت في ناحية البيت فدخل علي وفاطمة
ومعهما حسن وحسين وهما صبيان صغيران. فأخذ حسنا وحسينا
فأجلسهما في حجره. وأخذ عليا فاحتضنه إليه وأخذ فاطمة بيده
الأخرى فاحتضنهما وقبلهما وأغدق «3» عليهم خميصة سوداء. ثم
قال:
__________
344- إسناده ضعيف.
- أبو أسامة هو حماد بن أسامة. ثقة. تقدم في (47) .
- عوف بن أبي جميلة الأعرابي. ثقة. تقدم في (286) .
- أبو المعذل عطية الطفاوي. من أهل البصرة. روى عن ابن عمر
وعن أمه وروى عنه سليمان التيمي وعوف الأعرابي وخالد
الحذاء. ذكره ابن حبان في الثقات: 5/ 260 وترجمه ابن أبي
حاتم في الجرح والتعديل: 6/ 384 ولم يذكر فيه جرحا ولا
تعديلا. وقال الساجي- كما في لسان الميزان: 4/ 176- ضعيف
جدا وقال الذهبي في الميزان: 3/ 80 وهاه الأزدي.
أبوه: لا يعرف. فقد قال ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل:
6/ 384 باب من يسمى عطية ولا ينسب وذكر عطية الطفاوي ولم
ينسبه.
تخريجه:
أخرجه أحمد في المسند: 6/ 296. 304 من طريق عوف عن عطية
الطفاوي عن أبيه عن أم سلمة به وهذا إسناد ضعيف.
__________
(1) في الأصل، أبو المعدل، بالذال المهملة وما أثبت من
المحمودية وكتب الرجال.
(2) في المحمودية، بينما،.
(3) أغدق عليهم: أي غطاهم بالخميصة وأضفاها عليهم.
(1/378)
، اللهم إليك لا إلى النار أنا وأهل بيتي،.
فقالت أم سلمة فقلت: وأنا يا رسول الله. قال:، وأنت] ،.
345- قال: أخبرنا خالد بن مخلد. قال: حدثنا موسى بن يعقوب
الزمعي. قال: حدثني هاشم بن هاشم. عن عبد الله بن وهب.
قال:
[أخبرتني أم سلمة أن رسول الله ص: جمع فاطمة وحسنا وحسينا
ثم أدخلهم تحت ثوبه. ثم جار إلى الله فقال:، رب هؤلاء
أهلي،. قالت أم سلمة فقلت يا رسول الله: أدخلني معهم.
فقال:، إنك من أهلي] ،.
346- قال: أخبرنا خالد بن مخلد. قال: حدثنا موسى بن يعقوب
__________
345- إسناده ضعيف.
- خالد بن مخلد القطواني. صدوق يتشيع. تقدم في رقم (11) .
- موسى بن يعقوب بن عبد الله بن وهب بن ربيعة الزمعي أبو
محمد المدني. صدوق سيئ الحفظ. من السابعة مات بعد سنة 140
هـ (تق: 2/ 289) .
- هاشم بن هاشم بن عتبة بن أبي وقاص الزهري المدني. ثقة.
من السادسة (تق: 2/ 314) .
- عبد الله بن وهب بن زمعة بن الأسود بن المطلب الأسدي.
ثقة. من الثالثة (تق: 1/ 458) .
تخريجه:
أخرجه أحمد بمعناه في مسنده: 6/ 304 من طريق سفيان عن زبيد
عن شهر ابن حوشب عن أم سلمة وهذا إسناد لا بأس به.
346- إسناده ضعيف.
- عبد الله بن أبي بكر بن زيد بن المهاجر. مجهول. من
السادسة (تق: 1/ 405) .
- مسلم بن أبي سهل النبال- بنون ثم موحدة- مقبول (تق: 2/
245) .
- حسن بن أسامة بن زيد بن حارثة الكلبي المدني مولى رسول
الله ص مقبول.
من الثالثة (تق: 1/ 163) .
تخريجه:
أخرجه ابن عساكر كما في تهذيب تاريخ دمشق: 4/ 319 بهذا
اللفظ. وورد الدعاء النبوي عن جماعة من الصحابة منهم ابن
مسعود رواه البزار وإسناده جيد كما قال الهيثمي في المجمع:
9/ 180 وقرة بن أبي أياس رواه البزار وأبي هريرة رواه
البزار وإسناده حسن. وأبي أيوب الأنصاري وسعد بن أبي وقاص
(انظر مجمع الزوائد: 9/ 180، 181) .
(1/379)
الزمعي. عن عبد الله بن أبي بكر بن زيد بن
المهاجر. قال: أخبرني مسلم ابن أبي سهل النبال. قال:
أخبرني حسن بن أسامة بن زيد بن حارثة.
قال «1» : أخبرني أبي- أسامة بن زيد- قال: طرقت رسول الله
ص ذات ليلة لبعض الحاجة فخرج إلي «2» وهو مشتمل على شيء لا
«3» أدري ما هو.
فلما فرغت من حاجتي قلت: ما هذا الذي أنت مشتمل عليه؟ فكشف
فإذا حسن وحسين «4» على وركيه فقال:، [هذان ابناي وابنا
ابنتي.
اللهم إنك تعلم أني أحبهما فأحبهما. اللهم إنك تعلم أني
أحبهما فأحبهما.
اللهم إنك تعلم أني أحبهما فأحبهما] ،.
347- قال: أخبرنا عبيد الله بن موسى والفضل بن دكين. قالا:
حدثنا
__________
347- إسناده ضعيف.
- عبيد الله بن موسى. ثقة. تقدم في (4) .
- كامل أبو العلاء. صدوق يخطئ. تقدم في (120) .
- أبو صالح هو باذام- بالذال المعجمة- ويقال: آخره نون.
قال ابن حجر: ضعيف مدلس من الثالثة (تق: 1/ 93) وقال في
الفتح (10/ 549) : ضعيف. وقد ذكره الذهبي في معرفة الرواة
المتكلم فيهم بما لا يوجب الرد (ص: 74) فهو يميل إلى قبول
روايته وعدم ردها. وقد ذكر في التهذيب: 1/ 416 أقوالا في
جرحه وأخرى في توثيقه.
تخريجه:
أخرجه أحمد في المسند: 2/ 513 من طرق كلها عن أبي صالح عن
أبي هريرة.
وقال الهيثمي في مجمع الزوائد: 9/ 81 رجال أحمد ثقات.
وأخرجه البزار كما في كشف الأستار: 3/ 227 من طريق موسى بن
عثمان الحضرمي عن الأعمش عن أبي صالح.
وقال عقبة: لا نعلم رواه عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي
هريرة إلا موسى وإنما يعرف من حديث كامل عن أبي صالح ثم
ساقه بإسناده من طريق كامل عن أبي صالح.
__________
(1) ساقطة من المحمودية.
(2) في نسخة المحمودية، على،.
(3) في نسخة المحمودية، لم أوري،.
(4) في الأصل، وحسينا،.
(1/380)
كامل أبو العلاء. عن أبي صالح. عن أبي
هريرة قال: [صلى بنا رسول الله ص صلاة العشاء. فكان إذا
سجد وثب الحسن والحسين على ظهره. فإذا أراد أن يرفع رأسه
أخذهما بيده فوضعهما وضعا رفيقا. فإذا عاد عادا. حتى إذا
صلى صلاته وضع واحدا على فخذ والآخر على الفخذ الأخرى فقمت
إليه فقلت: يا رسول الله ألا أذهب بهما؟ قال:، لا،. قال:
فبرقت برقة فقال:، الحقا بأمكما،. فلم يزالا في ضوئها حتى
دخلا] .
348- قال: أخبرنا محمد بن إسماعيل بن أبي فديك. عن محمد بن
__________
348- إسناده ضعيف.
- محمد بن إسماعيل بن أبي فديك. صدوق. تقدم في رقم (186) .
- محمد بن موسى الفطري- بكسر الفاء وسكون الطاء- صدوق رمي
بالتشيع من السابعة. (تق: 2/ 211) .
- عون بن محمد بن علي بن أبي طالب الهاشمي روى عن أبيه عن
جده روى عنه يونس بن راشد ومحمد بن موسى. وعبد الملك بن
أبي عياش ذكره ابن حبان في الثقات:
7/ 279 وسكت عنه البخاري في التاريخ الكبير: 7/ 16 وابن
أبي حاتم في الجرح والتعديل: 6/ 386. وسكوتهما لا يعد
توثيقا بل غايته أنهما لم يطلعا فيه على جرح.
- أم هي أم جعفر بنت محمد بن جعفر بن أبي طالب ويقال لها:
أم عون زوجة محمد بن علي المعروف بابن الحنفية وأم ابنه
عون روت عن جدتها أسماء بنت عميس وعنها ابنها عون. مقبولة.
من الثالثة (انظر نسب قريش ص 76، والتهذيب: 12/ 274،
والتقريب 2/ 623) .
- جدتها هي أسماء بنت عميس الخثعمية. صحابية. تزوجها جعفر
بن أبي طالب ثم أبو بكر فأنجبت له محمدا ثم تزوجها علي
وولدت له. وماتت بعده (تق:
2/ 589) .
تخريجه:
أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق كما في مختصره: 7/ 124.
(1/381)
موسى. عن عون بن محمد. عن أمه. عن جدتها.
[عن فاطمة: أن رسول الله ص أتاها يوما فقال:، أين ابناي؟،
- يعني حسنا وحسينا- فقالت:
أصبحنا «1» وليس في بيتنا شيء يذوقه ذائق فقال علي: اذهب
بهما فإني أتخوف أن يبكيا عليك وليس عندك شيء. فذهب إلى
فلان اليهودي. فتوجه إليه النبي ص فوجدهما يلعبان في شربة
«2» بين أيديهما فضل من تمر. فقال:، يا علي ألا تقلب ابني
قبل أن يشتد عليهما الحر؟،. فقال علي: أصبحنا وليس في
بيتنا شيء.
فلو جلست حتى أجمع لفاطمة تمرات. فجلس رسول الله ص وعلي
ينزع لليهودي دلوا بتمرة حتى اجتمع له شيء من تمر. فجعله
في حجزته. ثم أقبل فحمل رسول الله ص أحدهما وعلي الآخر حتى
قلبهما] .
349- قال: أخبرنا عبيد الله بن موسى. قال: أخبرنا علي بن
صالح.
__________
349- إسناده حسن.
- عبيد الله بن موسى. ثقة. تقدم في (4) .
- علي بن صالح بن حي الهمداني. ثقة عابد. من السابعة. مات
سنة 151 هـ (تق: 2/ 38) .
- عاصم هو ابن أبي النجود المقرئ. صدوق وحجة في القراءة.
تقدم في (58) .
- زر- بكسر المعجمة وتشديد الراء المهملة- ابن حبيش-
مصغرا- الأسدي الكوفي أبو مريم ثقة. جليل. مخضرم. مات سنة
81 هـ وهو ابن مائة وسبع وعشرين سنة (تق: 1/ 259) .
تخريجه:
أخرجه البزار كما في كشف الأستار: 3/ 226 وقال البزار: لا
نعلم رواه بهذا اللفظ إلا علي عن عاصم. وأخرجه الطبراني في
الكبير: 3/ 47 من طريق أبي بكر بن عياش- وهو ثقة عابد- عن
عاصم عن زر عن عبد الله وكذا أخرجه البزار من هذا الطريق
مختصرا وقال الهيثمي في مجمع الزوائد: 9/ 179 رواه أبو
يعلى والبزار والطبراني ورجال أبي يعلى ثقات وفي بعضهم
خلاف.
__________
(1) في الأصل، أصبحا، والتصحيح من نسخة المحمودية.
(2) الشربة: - بالتحريك- حوض يحفر حول النخلة والشجرة
ويملأ ماء لتشرب منه. والجمع شرب وشربات (لسان العرب، مادة
شرب: 1/ 490) .
(1/382)
عن عاصم. عن زر. عن عبد الله بن مسعود.
قال: كان رسول الله ص يصلي. فإذا سجد وثب الحسن والحسين
على ظهره. فإذا أرادوا أن يمنعونهما «1» أشار إليهم أن
دعوهما. فلما قضى الصلاة وضعهما في حجره ثم [قال:، من
أحبني فليحب هذين] ،.
350- قال: أخبرنا الفضل بن دكين. قال: حدثنا سلم «2»
الحذاء.
__________
350- إسناده حسن.
- سلم الحذاء. روى عن الحسن بن سالم بن أبي الجعد وروى عنه
أبو نعيم. ذكره البخاري في التاريخ الكبير: 4/ 159 ولم
يذكر فيه جرحا ولا تعديلا وكذا ابن أبي حاتم في الجرح
والتعديل: 4/ 268 وذكره ابن حبان في الثقات: 8/ 297.
- الحسن بن سالم بن أبي الجعد الأشجعي الغطفاني مولاهم روى
عن أبي حازم وعن أبيه. وروى عنه أبو معاوية وعيسى بن يونس.
قال يحيى بن معين:
صالح الحديث. (التاريخ الكبير: 2/ 295، والجرح والتعديل:
3/ 15.
والثقات: 6/ 164) .
- أبو حازم هو الأشجعي. ثقة. تقدم في رقم (198) .
تخريجه:
أخرجه البزار كما في كشف الأستار برقم (2627) من طريق جعفر
بن أياس عن عبد الرحمن بن مسعود عن أبي هريرة والطبراني في
الكبير: 3/ 47. 48
عن سلم الحذاء به. وسبق تخريجه في ترجمة الحسن برقم (198)
وهو صحيح.
__________
(1) في المحمودية، يمنعوهما،.
(2) في الأصل، سالم، والتصحيح من المحمودية وكتب الرجال.
(1/383)
عن الحسن بن سالم بن أبي الجعد. قال: سمعت
أبا حازم يحدث أبي عشر مرار أو أكثر. عن أبي هريرة. [عن
النبي ص قال:، من أحب الحسن والحسين فقد أحبني. ومن
أبغضهما فقد أبغضني] ،.
351- قال: أخبرنا الفضل بن دكين. قال: حدثنا سفيان. عن أبي
الجحاف. عن أبي حازم. عن أبي هريرة قال: [قال رسول الله
ص:، من أحبهما فقد أحبني. ومن أبغضهما فقد أبغضني- يعني
الحسن والحسين]-،.
352- قال: أخبرنا عفان بن مسلم. قال: حدثنا وهيب بن خالد.
__________
351- إسناده حسن.
- سفيان هو الثوري. تقدم في (131) .
- أبو الجحاف هو داود بن أبي عوف. صدوق. تقدم في (307) .
تخريجه:
أخرجه أحمد في المسند: 2/ 288. 440 من طريق أبي الجحاف.
وابن ماجة برقم (143) من نفس الطريق. وقال البوصيري في
مصباح الزجاجة: 1/ 121 إسناده صحيح رجاله ثقات. والنسائي
في فضائل الصحابة (ص 90) حديث رقم (65) ، والطبراني في
الكبير 3/ 48. والحاكم في المستدرك: 3/ 177 كلهم من طريق
الثوري عن أبي الجحاف به.
352- إسناده ضعيف.
- وهيب بن خالد. ثقة ثبت. تقدم في (15) .
- عبد الله بن عثمان بن خثيم المكي. صدوق. تقدم في رقم
(13) .
- سعيد بن أبي راشد ويقال: ابن راشد. مقبول. من الثالثة
(تق: 1/ 295) .
- يعلى العامري هو ابن مرة الثقفي. كما جاء مصرحا به عند
الترمذي وابن ماجة وسفيان بن يعقوب. وهو صحابي شهد
الحديبية وما بعدها (تق: 2/ 378) .
تخريجه:
أخرجه أحمد في المسند: 4/ 172. وفي فضائل الصحابة برقم
(1361) من هذا الطريق. والترمذي في السنن: 5/ 658 حديث رقم
(3775) مختصرا من طريق سعيد بن أبي راشد وقال: هذا حديث
حسن. وإنما نعرفه من حديث عبد الله بن عثمان بن خثيم. وابن
ماجة برقم (144) من طريقه وقال في مصباح الزجاجة 1/ 22:
إسناده حسن رجاله ثقات. والطبراني في الكبير: 3/ 33.
والحاكم في المستدرك:
3/ 177 مثل طريق ابن سعد به وقال: صحيح الإسناد ولم يخرجاه
ووافقه الذهبي.
ومدار الحديث على سعيد بن أبي راشد. وقد حسن الترمذي حديثه
كما ترى. وقال الذهبي في الكاشف: 1/ 360 صدوق وقال الحافظ
ابن حجر مقبول. أي حين يتابع وقد توبع فقد أخرج البخاري في
الأدب المفرد برقم (364) باب معانقة الصبي. وفي التاريخ
الكبير: 8/ 414. والفسوي في المعرفة والتاريخ: 1/ 308
كلاهما في ترجمة يعلى بن مرة. والطبراني في الكبير: 3/ 32
برقم (2586) كلهم من طريق معاوية بن صالح الحضرمي وهو صدوق
عن راشد بن سعد- وهو المقرائي الحمصي- وهو ثقة عن يعلى ابن
مرة. وهذا إسناد حسن. وقد أشار البخاري في التاريخ إلى
طريق ابن خثيم عن سعيد ابن أبي راشد وقال: والأول أصح.
يعني طريق معاوية بن صالح عن راشد بن سعد وانظر سلسلة
الأحاديث الصحيحة للألباني برقم (1227) .
(1/384)
قال: أخبرنا عبد الله بن عثمان بن خثيم. عن
سعيد بن أبي راشد. عن يعلى العامري. أنه خرج مع رسول الله
ص إلى طعام دعوا له. قال «1» :
فاستنشل «2» رسول الله ص إمام القوم. قال: فإذا حسين مع
الغلمان يلاعبهم قال: فأراد رسول الله ص أن يأخذه قال:
فطفق الصبي يفر هاهنا مرة وهاهنا مرة. وجعل رسول الله ص
يضاحكه حتى أخذه. فوضع إحدى يديه تحت قفاه. والأخرى تحت
ذقنه. ووضع فاه على فيه فقبله.
[قال فقال:، حسين مني وأنا منه «3» . أحب الله من أحب
حسينا.
حسين سبط من الأسباط] ،.
__________
(1) ، قال، ليست في الأصل.
(2) هكذا في الأصول. وفي فضائل الصحابة. والمسند: فاستمثل
وقال في المسند: قال عفان: قال وهيب: فاستقبل. وفي
المعرفة: فأسرع. وفي المستدرك فاستقبل. ومن معاني نشل
ونسل: أسرع.
(3) في المحمودية: وأنا من حسين.
(1/385)
353- قال: أخبرنا عفان بن مسلم. قال: حدثنا
وهيب. قال: حدثنا
__________
353- إسناده ضعيف.
- رجاله تقدموا في الحديث السابق.
تخريجه:
أخرجه أحمد في المسند: 4/ 172. وفي فضائل الصحابة برقم
(1362) .
وابن ماجة. في سننه برقم (3666) ، والبيهقي في السنن
الكبرى: 10/ 202 كلهم من طريق عفان حدثنا وهيب به. ولكن
تفرد المسند بإخراج اللفظة الأخيرة من هذا الطريق (وإن آخر
وطأة ... ) وقال البوصيري في مصباح الزجاجة 4/ 98: هذا
إسناد صيح رجاله ثقات ثم ذكر أنه قد رواه ابن أبي عمر في
مسنده وزاد، مجهلة بين مبخلة ومجبنة،. ورواه ابن أبي شيبة
وأحمد بن أبي منيع. قال:
وله شاهد من حديث أبي سعيد الخدري قلت: رواه البزار في
مسنده كما في كشف الأستار: 2/ 378 حديث رقم (1892) وفيه
عطية العوفي. وقال الهيثمي في المجمع 10/ 54: رواه أحمد
والطبراني إلا أنه قال: - أي الطبراني-، آخر وطأة وطئها رب
العالمين، قال: ورجالهما ثقات.
وللحديث شاهد آخر أخرجه أحمد في المسند: 6/ 409. والبيهقي
في الأسماء والصفات (ص 461) من طريق ابن أبي سويد عن عمر
بن عبد العزيز عن خولة بنت حكيم. وفيه، آخر وطأة،. وبدون
الزيادة أخرجه أحمد في الفضائل برقم (1363) ، والترمذي 4/
317 حديث رقم (1910) والبيهقي في السنن:
10/ 202 كلهم من هذا الطريق. وقال الترمذي: وفي الباب عن
ابن عمر والأشعث بن قيس. وقال: لا نعرف لعمر بن عبد العزيز
سماعا من خولة. فهو منقطع وفيه علة أخرى وهي: جهالة ابن
أبي سويد. فقد قال الذهبي في الميزان 3/ 576: لا يعرف وقال
في التقريب 2/ 168: مجهول من الرابعة.
وله شاهد ثالث من حديث محمد بن الأسود بن خلف عن أبيه ولكن
بدون الزيادة أخرجها الحاكم في المستدرك: 3/ 296 والبزار
رقم (1891) كما في كشف الأستار. وقال في مجمع الزوائد 8/
155: رجاله ثقات. وقال في الميزان 3/ 485: محمد بن الأسود
بن خلف لا يعرف هو ولا أبوه. تفرد عنه عبد الله بن عثمان
بن خثيم.
قلت: قد ذكره البخاري في التاريخ الكبير: 1/ 29. وابن أبي
حاتم في الجرح والتعديل: 7/ 206. وابن حبان في الثقات: 5/
359. وقال: روى عن أبيه وجماعة من الصحابة ووالده الأسود
بن خلف بن عبد يغوث القرشي صحابي له ترجمة في الإصابة 1/
72 وغيرها من الكتب التي ترجمت للصحابة.
وعلى كل فهذه الطرق تجعل الحديث حسنا وقد صحح القسم الأول
من الحديث الشيخ الألباني كما في صحيح ابن ماجة رقم (2957)
.
(1/386)
عبد الله بن عثمان بن خثيم. عن سعيد بن أبي
راشد. عن يعلى العامري.
قال: جاء حسن وحسين يستبقان إلى رسول الله ص فضمهما إليه
وقال:
، [الولد مبخلة «1» مجبنة. وإن آخر وطأة «2» وطئها الله
بوج] ،.
354- قال: أخبرنا عفان بن مسلم. وعمرو بن عاصم الكلابي.
قالا:
__________
354- إسناده مرسل.
- عمرو بن عاصم. صدوق. تقدم في (33) .
- مهدي بن ميمون الأزدي. ثقة. تقدم في (342) .
- محمد بن عبد الله بن أبي يعقوب. ثقة. تقدم في (342) .
- الحسن بن سعد بن معبد الهاشمي مولاهم الكوفي. ثقة. من
الرابعة (تق: 1/ 166) .
- عبد الله بن شداد بن الهاد الليثي المدني. ولد على عهد
النبي ص. وهو من كبار التابعين الثقات. مات بالكوفة سنة 81
هـ (تق: 1/ 422) .
تخريجه:
أخرجه أحمد في المسند: 3/ 493. والنسائي في السنن: 2/ 229.
والحاكم في المستدرك: 3/ 165 كلهم من طريق جرير بن حازم عن
محمد بن أبي يعقوب عن عبد الله بن شداد عن أبيه وهذا إسناد
صحيح متصل. وبنحوه أخرجه أبو يعلى الموصلي كما في مجمع
الزوائد: 8/ 181 من حديث أنس ونقله الذهبي في سير أعلام
النبلاء: 3/ 257 كما في المسند وعلق بقوله: أين الفقيه
المتنطع عن هذا الفعل؟.
__________
(1) أي يكونون سببا للبخل والجبن لأنه يحبب بقاء المال
والنفس من أجلهم.
(2) الوطأة: الغزاة وكانت غزوة الطائف آخر غزواته ص في
الجزيرة، (انظر لسان العرب: 2/ 397 مادة وجج) .
(1/387)
حدثنا مهدي بن ميمون. قال: حدثنا محمد بن
عبد الله بن أبي يعقوب.
عن الحسن بن سعد مولى الحسن بن علي. عن عبد الله بن شداد
بن الهاد.
قال: سجد رسول الله ص في صلاة. فجاءه الحسن أو الحسين. قال
مهدي: وأكبر ظني أنه حسين- فركب عنقه وهو ساجد. فأطال
السجود بالناس حتى ظنوا أنه قد حدث أمر فلما قضى صلاته.
قالوا: يا رسول الله لقد أطلت من السجود حتى ظننا أنه قد
حدث أمر. قال:، [إن ابني هذا ارتحلني فكرهت أن أعجله حتى
يقضي «1» حاجته] ،.
355- قال: أخبرنا عفان بن مسلم. قال: حدثنا خالد بن عبد
الله.
قال: حدثنا يزيد بن أبي زياد. عن عبد الرحمن بن أبي نعم.
عن أبي سعيد الخدري.
[قال: قال رسول الله ص:، الحسن والحسين سيدا شباب أهل
الجنة] ،.
__________
355- إسناده ضعيف.
- خالد بن عبد الله بن عبد الرحمن بن يزيد الطحان الواسطي
المزني مولاهم.
ثقة. ثبت. من الثامنة. مات سنة 182 هـ (تق: 1/ 215) .
- يزيد بن أبي زياد القرشي الهاشمي. ضعيف. تقدم في (182) .
- عبد الرحمن بن أبي نعم البجلي. صدوق عابد. تقدم في (200)
.
تخريجه:
أخرجه من هذا الطريق أحمد في مسنده: 3/ 64. والطبراني في
المعجم الكبير:
3/ 38. 39. والحديث سبق تخريجه في رقم (200) وهو صحيح بل
قد عدّ من المتواتر.
__________
(1) في الأصل: قضى. وما أثبت من المحمودية والمصادر التي
روت الحديث.
(1/388)
356- قال: أخبرنا يزيد بن هارون ويعلى بن
عبيد وأبو عامر العقدي.
قالوا: حدثنا سفيان. عن منصور. عن المنهال. عن سعيد بن
جبير. عن ابن عباس قال: [كان رسول الله ص: يعوذ الحسن
والحسين وهما صبيان فقال:
، هاتوا ابني حتى أعوذهما بما عوذ إبراهيم ابنيه إسماعيل
وإسحاق،. فضمهما إلى صدره. ثم «1» قال:، أعيذكما بكلمات
الله التامة. من كل
__________
356- إسناده حسن.
- يعلى بن عبيد الطنافسي. ثقة. تقدم في (98) .
- أبو عامر العقدي هو عبد الملك بن عمرو القيسي. ثقة. تقدم
في (185) .
- سفيان هو ابن عيينة.
- منصور بن المعتمر بن عبد الله السلمي أبو عثاب- بمثلثة
ثقيلة- الكوفي.
ثقة. ثبت. مات سنة 132 هـ (تق: 2/ 276) .
- المنهال بن عمرو الأسدي مولاهم الكوفي. صدوق ربما وهم.
من الخامسة (تق: 2/ 278) .
تخريجه:
أخرجه أحمد في المسند: 1/ 236. 270. والبخاري في صحيحه.
كتاب أحاديث الأنبياء باب رقم (10) (فتح الباري: 6/ 408) ،
والترمذي في جامعه حديث رقم (2060) كتاب الطب باب رقم (18)
وأبو داود في سننه حديث رقم (4737) وابن ماجة في سننه حديث
رقم (3525) والنسائي في عمل اليوم والليلة رقم (1006،
1007) كلهم من طريق منصور عن المنهال عن سعيد ابن جبير به
وأخرجه النسائي مرسلا في عمل اليوم والليلة برقم (1008) عن
جرير عن الأعمش عن المنهال عن عبد الله بن الحارث قال: كان
رسول الله.... وعبد الله هذا هو نسيب ابن سيرين تابعي ثقة.
من الثالثة (تق: 1/ 408) .
__________
(1) ساقطة من نسخة المحمودية.
(1/389)
شيطان وهامة»
. ومن كل عين لامة. ويقول: هكذا كان إبراهيم يعوذ ابنيه
إسماعيل وإسحاق] ،.
357- قال: أخبرنا حجاج بن نصير. قال: حدثنا محمد بن ذكوان
الجهضمي أخو الحسن. عن منصور بن المعتمر. عن إبراهيم. عن
علقمة [عن عبد الله بن مسعود. أن رسول الله ص كان قاعدا في
ناس من أصحابه.
فمر به الحسن والحسين وهما صبيان. فقال:، هاتوا ابني حتى
أعوذهما بما عوذ إبراهيم ابنيه إسماعيل وإسحاق،. فضمهما
إلى صدره. ثم قال:
، أعيذكما بكلمات الله التامة. من كل شيطان وهامة. ومن كل
عين لامة] ،.
قال: وكان إبراهيم «2» يقرأ مع هؤلاء الكلمات فاتحة
الكتاب. وقال منصور: عوذ بها فإنها تنفع من العين ومن كل
وجع ولدغه وقال: أكتبها.
__________
357- إسناده ضعيف.
- حجاج بن نصير الفساطيطي. ضعيف. تقدم في (30) .
- محمد بن ذكوان البصري الأزدي الجهضمي أخو الحسن وخال ولد
حماد بن زيد ضعيف. من السابعة (تق: 2/ 160) .
- إبراهيم بن يزيد بن قيس بن الأسود النخعي أبو عمران
الكوفي. فقيه. ثقة.
كثير الإرسال. مات سنة 96 هـ (تق: 1/ 46) .
- علقمة بن قيس بن عبد الله النخعي الكوفي. ثقة ثبت فقيه.
مات بعد الستين (تق: 2/ 31) .
تخريجه:
لم أقف على من خرجه من هذا الطريق وراجع تخريج الحديث
السابق.
__________
(1) الهامة- بتشديد الميم- كل ذات سم يقتل والجمع هوام.
والعين اللامة: التي تصيب بسوء. (انظر: فتح الباري: 6/
410) .
(2) إبراهيم هو النخعي فقيه أهل الكوفة في زمانه.
(1/390)
358- قال: أخبرنا هوذة بن خليفة. قال:
حدثنا عوف. عن الأزرق ابن قيس. قال: [قدم على النبي ص أسقف
«1» نجران والعاقب «2» . قال:
فعرض عليهما رسول الله ص الإسلام فقالا: أنا كنا مسلمين
قبلك. قال:
، كذبتما إنه منع منكما الإسلام ثلاث: قولكما اتخذ الله
ولدا. وأكلكما لحم الخنزير. وسجود كما للصنم «3» . فقالا:
فمن أبو عيسى؟ فما درى رسول الله ص ما يرد عليهما حتى أنزل
الله تبارك وتعالى: «إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه
من تراب ثم قال له كن فيكون» إلى قوله: «إن
__________
358- إسناده مرسل.
- هوذة بن خليفة بن عبد الله بن أبي بكرة الثقفي. صدوق.
تقدم في (286) .
- عوف بن أبي جميلة الأعرابي. ثقة. تقدم في (286) .
- الأزرق بن قيس الحارثي من بالحارث بن كعب. ليس له صحبة
ويروي عن بعض الصحابة. وهو ثقة. من الثالثة. مات بعد سنة
120 هـ (تق:
1/ 51) .
تخريجه:
أخرجه أحمد في فضائل الصحابة رقم (1374) من طريق حماد بن
سلمة عن يونس عن الحسن مرسلا. وأخرجه في المسند: 1/ 414
بنحوه من حديث ابن مسعود.
وأخرج البخاري في صحيحه كتاب المغازي باب قصة أهل نجران
(8/ 193 الفتح) من حديث حذيفة قصة الملاعنة ونكولهما عنها
وإقرارهما بالجزية وبعث رسول الله أبي عبيدة معهما. وانظر
الدر المنثور للسيوطي: 2/ 229 فقد أخرجه من طريق ابن سعد
وقال: رواه عبد بن حميد. وانظر سير أعلام النبلاء: 3/ 286.
__________
(1) سماه ابن إسحاق في السيرة: 1/ 573 أبا حارثة بن علقمة
من بني بكر بن وائل تنصر فعظمته الروم.
(2) ذكر ابن إسحاق في المصدر أعلاه أن اسمه: عبد المسيح
وقال: كان أمير القوم وذا رأيهم وصاحب مشورتهم.
(3) في بعض روايات الحديث: وسجود كما للصليب.
(1/391)
هذا لهو القصص الحق وما من إله إلا الله
وإن الله لهو العزيز الحكيم» «1» قال:
فدعاهما رسول الله ص «2» إلى الملاعنة. وأخذ بيد فاطمة
والحسن والحسين وقال: هؤلاء بني قال: فخلا أحدهما بالآخر
فقال: لا تلاعنه. فإنه إن كان نبيا فلا بقية. قال: فجاءا
فقالا: لا حاجة لنا في الإسلام ولا في ملاعنتك.
فهل من ثالثة قال: نعم الجزية فأقرا بها ورجعا] ، «3» .
359- أخبرنا محمد بن حميد العبدي. عن معمر. عن قتادة.
[قال: لما أراد النبي ص أن يباهل أهل نجران. أخذ بيد «4»
حسن وحسين. وقال لفاطمة: اتبعينا فلما رأى ذلك أعداء الله
رجعوا] .
360- قال: أخبرنا خالد بن مخلد. قال: حدثنا سليمان بن
بلال. قال:
حدثني [جعفر بن محمد. عن أبيه قال: جعل عمر بن الخطاب عطاء
الحسن والحسين مثل عطاء أبيهما رضي الله عنه] .
__________
359- إسناده مرسل.
- محمد بن حميد العبدي. ثقة. تقدم في (50) .
تخريجه:
انظر تخريج الحديث السابق. وسير أعلام النبلاء: 3/ 287.
360- إسناده منقطع.
- خالد بن مخلد القطواني. صدوق يتشيع. تقدم في (11) .
- سليمان بن بلال التيمي. ثقة. تقدم في (10) .
تخريجه:
تقدم برقم (235) .
__________
(1) سورة آل عمران. الآيات من 59- 62.
(2) سقطت من المحمودية.
(3) انظر عن الخبر وتفسير الآيات: تفسير ابن كثير: 2/ 40-
45.
(4) في نسخة المحمودية: بيدي.
(1/392)
361- قال: أخبرنا محمد بن عمر. قال: حدثني
موسى بن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي. عن أبيه: أن
عمر بن الخطاب لما دون الديوان وفرض العطاء ألحق الحسن
والحسين بفريضة أبيهما مع أهل بدر لقرابتهما برسول الله ص.
ففرض لكل واحد منهما خمسة آلاف.
362- قال: حدثنا خالد بن مخلد وأبو بكر بن عبد الله بن أبي
أويس.
قالا: حدثنا سليمان بن بلال. قال: [حدثني جعفر بن محمد. عن
أبيه.
قال: قدم على عمر حلل من اليمن. فكسا الناس فراحوا في
الحلل وهو بين القبر والمنبر جالس. والناس يأتونه فيسلمون
عليه ويدعون. فخرج الحسن والحسين ابنا علي من بيت أمهما
فاطمة بنت رسول الله ص يتخطيان الناس- وكان بيت فاطمة في
جوف المسجد- ليس عليهما من تلك الحلل شيء. وعمر قاطب صار
«1» بين عينيه. ثم قال: والله ما هناني ما كسوتكم.
__________
361- إسناده ضعيف جدا.
- موسى بن محمد بن إبراهيم التيمي. منكر الحديث. تقدم في
(235) .
تخريجه:
سبق تخريجه في رقم (235) .
362- إسناده منقطع.
- أبو بكر بن عبد الله بن أبي أويس. ثقة تقدم في (10) .
تخريجه:
أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق كما في المختصر: 7/ 127.
وذكره الذهبي مختصرا في سير أعلام النبلاء: 3/ 285 من حديث
حماد بن زيد عن معمر عن الزهري. والحافظ ابن كثير في
البداية والنهاية: 8/ 207.
__________
(1) صار بين عينيه: أي مقبض جامع بينهما كما يفعل الحزين
(اللسان، مادة صرر: 4/ 452) .
(1/393)
قالوا: لم يا أمير المؤمنين؟ كسوت رعيتك
وأحسنت. قال: من أجل الغلامين يتخطيان الناس ليس عليهما
منها شيء. كبرت عنهما وصغرا عنها.
ثم كتب إلى صاحب اليمن أن ابعث إلي بحلتين لحسن وحسين
وعجل. فبعث إليه بحلتين فكساهما] .
363- قال: أخبرنا سليمان بن حرب. قال: حدثنا حماد بن زيد.
قال «1» : حدثنا يحيى بن سعيد الأنصاري. عن عبيد بن حنين.
عن حسين ابن علي. قال: [صعدت إلى عمر بن الخطاب المنبر.
فقلت له: انزل عن منبر أبي واصعد منبر أبيك. قال فقال لي
«2» : إن أبي لم يكن له منبر.
فاقعدني معه. فلما نزل ذهب بي إلى منزله فقال: أي بني. من
علمك هذا؟
قال قلت: ما علمنيه أحد قال: أي بني. لو جعلت تأتينا
وتغشانا. قال:
__________
363- إسناده صحيح.
- سليمان بن حرب الأزدي. ثقة إمام. تقدم في (13) .
- حماد بن زيد بن درهم. ثقة. تقدم في (38) .
- عبيد بن حنين- بنونين مصغرا- المدني أبو عبد الله. ثقة
قليل الحديث من الثالثة مات سنة 105 هـ وعمره 75 سنة (تق:
1/ 542) .
تخريجه:
أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد: 1/ 141 من طريق حماد بن زيد
عن يحيى ابن سعيد به. وابن عساكر في تاريخ دمشق كما في
المختصر: 7/ 127. وذكره الذهبي في سير أعلام النبلاء: 3/
285 وقال: إسناده صحيح. وكذا صححه الحافظ ابن حجر في
الإصابة: 2/ 77. 78. وسبقت مثل هذه الحادثة لحسن مع أبي
بكر. انظر رقم: 256.
__________
(1) ، قال، ليست في المحمودية.
(2) ، لي، ليست في المحمودية.
(1/394)
فجئت يوما وهو خال بمعاوية. وابن عمر
بالباب لم يؤذن له. فرجعت فلقيني بعد فقال لي: يا بني لم
أرك أتيتنا قال: قلت: قد جئت وأنت خال بمعاوية فرأيت ابن
عمر رجع فرجعت. قال: أنت أحق بالإذن من عبد الله بن عمر.
إنما أنبت في رءوسنا ما ترى الله ثم أنتم. قال: ووضع يده
على رأسه] .
364- قال: أخبرنا قبيصة بن عقبة. قال: حدثنا يونس بن أبي
إسحاق. عن العيزار بن حريث. قال: بينما عمرو بن العاص جالس
في ظل الكعبة إذ رأى الحسين بن علي مقبلا. فقال: هذا أحب
أهل الأرض إلى أهل السماء اليوم.
فقال «1» أبو إسحاق: بلغني أن رجلا جاء إلى عمرو بن العاص
وهو جالس في ظل الكعبة فقال: علي رقبة من ولد إسماعيل.
فقال: ما أعلمها إلا الحسن والحسين.
365- قال: أخبرنا عثمان بن عمر. ومحمد بن كثير العبدي.
قالا:
__________
364- إسناده منقطع. العيزار لم يدرك عمرو بن العاص.
- قبيصة بن عقبة أبو عامر الكوفي. صدوق. تقدم في (52) .
- العيزار بن حريث العبدي. ثقة. تقدم في (275) .
تخريجه:
أخرجه ابن عساكر في تاريخه كما في تهذيب ابن بدران: 4/
425. وذكره الذهبي في سير أعلام النبلاء: 3/ 285 من طريق
يونس به. وذكره ابن حجر في الإصابة: 2/ 78 ولكنه قال: عن
عبد الله بن عمرو بن العاص. وانظر الخبر التالي.
365- إسناده صحيح.
- عثمان بن عمر بن فارس العبدي. ثقة. تقدم في (56) .
- محمد بن كثير العبدي البصري. ثقة من كبار العاشرة. مات
سنة 223 هـ وعمره تسعون سنة (تق: 2/ 203) .
- إبراهيم بن نافع المخزومي أبو إسحاق المكي. ثقة حافظ. من
السابعة (تق:
1/ 45) .
- عمرو بن دينار. ثقة ثبت. تقدم في (7) .
تخريجه:
ذكره الذهبي في السير: 3/ 286 من هذا الطريق به.
__________
(1) ذكره هكذا تعليقا بدون إسناد والواسطة بين أبي إسحاق
وعمرو بن العاص غير معلومة. وقد نقله الذهبي في السير: 3/
286 وقال بعده: قلت: ما فهمته.
(1/395)
حدثنا إبراهيم بن نافع. عن عمرو بن دينار.
قال: كان الرجل إذا أتى ابن عمر فقال «1» : إن علي رقبة من
بني إسماعيل قال: عليك بالحسن «2» والحسين.
366- قال: أخبرنا كثير بن هشام. قال: حدثنا حماد بن سلمة.
عن أبي المهزم. قال: كنا مع جنازة امرأة ومعنا أبو هريرة
فجيء بجنازة رجل فجعله بينه وبين المرأة. فصلى عليهما.
فلما أقبلنا أعيا الحسين فقعد في الطريق. فجعل أبو هريرة
ينفض التراب عن قدميه بطرف ثوبه فقال الحسين:
يا أبا هريرة وأنت تفعل هذا؟ قال أبو هريرة: دعني فو الله
لو يعلم الناس منك ما أعلم لحملوك على رقابهم.
__________
366- إسناده ضعيف جدا.
- كثير بن هشام الكلابي. ثقة. تقدم في رقم (20) .
- أبو المهزم- بتشديد الزاي المكسورة- يزيد وقيل عبد
الرحمن بن سفيان التميمي متروك. من الثالثة (تق: 2/ 478) .
تخريجه:
أخرجه ابن عساكر في تاريخه كما في المختصر: 7/ 128 من طريق
أبي المهزم.
وذكره من طريقه أيضا الذهبي في السير: 3/ 287 مختصرا.
__________
(1) في المحمودية: قال.
(2) في المحمودية:، عليك الحسن والحسين،.
(1/396)
367- قال: أخبرنا عارم بن الفضل. قال:
حدثني مهدي بن ميمون.
قال: حدثنا محمد بن أبي يعقوب الضبي. أن معاوية بن أبي
سفيان كان يلقى الحسين فيقول: مرحبا وأهلا بابن رسول الله
ص. ويأمر له بثلاث مائة ألف.
368- قال: أخبرنا عبيد الله بن موسى. قال: أخبرنا قطري
الخشاب مولى طارق. قال: حدثنا مدرك أبو زياد. قال: كنا في
حيطان ابن عباس.
__________
367- إسناده منقطع ورجاله ثقات.
- عارم هو محمد بن الفضل السدوسي. ثقة. تقدم في (46) .
- محمد بن أبي يعقوب الضبي. ثقة. من السادسة. تقدم في
(342) .
تخريجه:
لم أقف عليه من هذا الطريق. وأخرج ابن عساكر في تاريخ
دمشق:
5/ ل 13 بإسناده إلى عبد الله بن بريدة أن الحسن والحسين
وفدا على معاوية فأجازهما بمائتي ألف درهم. وانظر ما سبق
برقم (230 و 231) .
368- إسناده ضعيف.
- عبيد الله بن موسى. ثقة. تقدم في (4) .
- قطري الخشاب مولى طارق روى عن سريع مولى عمرو بن حريث.
ومدرك.
روى عنه أبو داود الطيالسي. قال أبو حاتم: لا بأس به
(الجرح والتعديل:
7/ 148) . وترجمه البخاري في التاريخ الكبير: 7/ 203 ولم
يذكر فيه جرحا ولا تعديلا. وذكره ابن حبان في الثقات: 7/
346 وفرق بين قطري الخشاب وقطري مولى طارق فجعلهما اثنين.
وهذا النص من ابن سعد وهو متقدم مع ما ذكره ابن أبي حاتم
يرجح كون قطري الخشاب هو مولى طارق.
- مدرك أبو زياد مولى علي بن أبي طالب يروي عن علي وعائشة.
وعنه الربيع ابن أبي صالح وقطري الخشاب قال الدارقطني:
مجهول كما في المغني في الضعفاء: 2/ 669. وقال مرة: فيه
نظر كما في الميزان: 4/ 86. وانظر ثقات ابن حبان: 5/ 445.
والجرح والتعديل: 8/ 327. وقوله: مجهول: أي مجهول الحال.
تخريجه:
أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق: 4/ ل 523 من طريق المصنف
بإسناده كما أخرجه مختصرا في ترجمة الحسين: 5/ ل 49 من
طريق قطري الخشاب عن مدرك قال: رأيت ابن عباس أخذ بركاب
الحسن والحسين ... ولم يذكر أول القصة.
(1/397)
فجاء ابن عباس وحسن وحسين. فطافوا في
البستان فنظروا. ثم جاءوا إلى ساقيه فجلسوا على شاطئها.
فقال لي حسن: يا مدرك أعندك غداء؟
قلت: قد خبزنا. قال: ائت به. قال: فجئته بخبز وشيء من ملح
جريش «1» وطاقتين بقل فأكل. ثم قال: يا مدرك ما أطيب هذا.
ثم أتي بغدائه وكان كثير الطعام طيبة فقال: يا مدرك اجمع
لي غلمان البستان. قال:
فقدم إليهم فأكلوا. ولم يأكل. فقلت: ألا تأكل؟ قال: ذاك
كان أشهى عندي من هذا. ثم قاموا فتوضأوا ثم قدمت دابة
الحسن. فأمسك له ابن عباس بالركاب وسوى عليه. ثم جيء بدابة
الحسين فأمسك له ابن عباس بالركاب وسوى عليه. فلما مضيا
قلت: أنت أكبر منهما تمسك لهما وتسوى عليهما. فقال: يا
لكع. أتدري من هذان؟ هذان ابنا رسول الله ص. أوليس هذا مما
أنعم الله علي به أن أمسك لهما وأسوي عليهما؟.
369- قال: أخبرنا عبيد الله بن موسى. قال: أخبرنا إسرائيل.
عن أبي إسحاق. عن رزين بن عبيد. قال: شهدت ابن عباس وأتاه
علي بن حسين فقال: مرحبا بابن الحبيب.
__________
369- إسناده حسن.
- رزين بن عبيد العبدي. روى عن ابن عباس وروى عنه أبو
إسحاق السبيعي.
قال العجلي في كتاب الثقات (ص: 160) : كوفي تابعي ثقة.
وذكره ابن حبان في كتاب الثقات 4/ 240. وانظر التاريخ
الكبير: 3/ 324. والجرح والتعديل: 3/ 507.
تخريجه:
أخرجه أحمد في فضائل الصحابة برقم (1377) من طريق إسرائيل
عن أبي إسحاق به.
__________
(1) الملح الجريش: أي المجروش (اللسان: مادة جرش: 6/ 272)
.
(1/398)
370- قال: أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم
الأسدي. عن ابن عون. عن عمير بن إسحاق قال: كان مروان
أميرا علينا ست سنين «1» . فكان يسب عليا كل جمعه على
المنبر. ثم عزل فاستعمل سعيد بن العاص سنين «2» فكان لا
يسبه. ثم عزل. وأعيد مروان. فكان يسبه. فقيل يا حسن ألا
تسمع ما يقول هذا؟ فجعل لا يرد شيئا. قال: وكان حسن يجيء
يوم الجمعة فيدخل في حجرة النبي ص فيقعد فيها. فإذا قضيت
الخطبة خرج فصلى.
ثم رجع إلى اهله. قال: فلم يرض بذلك «3» حتى أهداه له في
بيته. قال:
فأنا لعنده إذ قيل فلان بالباب. قال: أذن له فو الله إني
لأظنه قد جاء بشر.
فأذن له فدخل. فقال: يا حسن إني قد جئتك من عند سلطان
وجئتك
__________
370- إسناده ضعيف.
- إسماعيل بن إبراهيم هو ابن عليه. ثقة. تقدم في (142) .
- ابن عون هو عبد الله بن عون أبو عون البصري. ثقة. تقدم
في (184) .
- عمير بن إسحاق مولى بني هاشم. مقبول. تقدم في (184) .
تخريجه:
انظر مختصر تاريخ دمشق: 9/ 313. وسير أعلام النبلاء: 3/
447 ولكنهما اختصرا الخبر.
__________
(1) بمراجعة قوائم الولاة في تاريخ الطبري تبين أن مروان
ولي المدينة من سنة 42 هـ. حتى ربيع الأول سنة 49 هـ.
(2) في الأصل، سنتين، وما أثبت من المحمودية. وهو الموافق
لقوائم الولاة في تاريخ الطبري حيث تولى إمارة المدينة من
ربيع الآخر سنة 49 هـ إلى سنة 54 هـ.
(3) في المحمودية:، بذاك،.
(1/399)
بعزمه. قال: تكلم. قال: أرسل مروان بعلي
وبعلي وبعلي وبك وبك وبك وما وجدت مثلك إلا مثل البغلة
يقال لها: من أبوك؟ فتقول: أبي الفرس.
[قال: ارجع إليه فقل له: إني والله لا أمحو عنك شيئا مما
قلت بأن أسبك.
ولكن موعدي وموعدك الله. فإن كنت صادقا فجزاك «1» الله
بصدقك.
وإن كنت كاذبا فالله أشد نقمة. وقد كرم «2» الله جدي أن
يكون مثله أو قال: مثلي مثل البغلة. فخرج الرجل.] [فلما
كان في الحجرة لقي الحسين فقال له: يا فلان ما جئت به.
قال: جئت برسالة وقد أبلغتها. فقال: والله لتخبرني ما جئت
به «3» أو لآمرن بك فلتضربن حتى لا تدري متى رفع عنك.
فقال: ارجع فرجع. فلما رآه الحسن قال: أرسله. قال: إني لا
أستطيع. قال: لم. قال: إني قد حلفت. قال: قد لج فأخبره.
فقال:
أكل فلان بظر «4» أمه إن لم يبلغه عني ما أقول. فقال: يا
حسين. إنه سلطان. قال: آكله إن لم يبلغه عني ما أقول «5» .
قل له: بك وبك «6» وبأبيك وبقومك وآية بيني وبينك أن تمسك/
منكبيك من لعنه رسول الله ص. قال: فقال وزاد] .
371- قال: أخبرنا يعلى بن عبيد. قال: حدثنا عبيد الله بن
الوليد
__________
371- إسناده ضعيف.
- عبيد الله بن الوليد الوصافي- بفتح الواو وتشديد
المهملة- أبو إسماعيل الكوفي العجلي ضعيف. من السادسة (تق:
1/ 540) .
- عبد الله بن عبيد بن عمير الليثي المكي. ثقة من الثالثة.
استشهد غازيا سنة 113 هـ. (تق: 1/ 431) .
تخريجه:
أخرجه الطبراني في الكبير: 3/ 115 (2844) من طريق الزبير
بن بكار قال:
حدثني عمي مصعب بن عبد الله قال حج الحسين ... فذكره. وهذا
إسناد معضل. وسيأتي في الخبرين التاليين رقم 372. 373 من
مراسيل محمد بن علي الباقر لكن دون تحديد عدد سنوات الحج
التي مشى فيها. وسبق مثله عن الحسن بن علي في رقم (255) ،
وقال الذهبي في السير 3/ 288: اختلفت الرواية عن الوصافي
فقال يعلى بن عبيد عنه الحسين وروى عن زهير نحوه فقال فيه:
الحسن.
وقال الحافظ ابن كثير في البداية والنهاية: 8/ 207 والصواب
أن ذلك إنما هو الحسن أخوه كما حكاه البخاري.
__________
(1) في المحمودية:، جزاك،.
(2) في المحمودية:، أكرم،.
(3) (به) من المحمودية.
(4) البظر: بفتح الباء وسكون الظاء المعجمة- الهنة التي
تقطعها الخافضة من فرج المرأة عند الختان. وفي حديث
الحديبية:، امصص ببظر اللات،. انظر: النهاية في غريب
الحديث: 1/ 138.
(5) من قوله: فقال يا حسين إلى هنا ساقط من الأصل.
(6) في الأصل: (بك وبأبيك) .
(1/400)
الوصافي. عن عبد الله بن عبيد بن عمير.
قال: حج الحسين بن علي خمسا وعشرين حجة ماشيا. ونجائبه
تقاد معه.
372- قال: أخبرنا الفضل بن دكين. قال: حدثنا حفص بن غياث.
[عن جعفر بن محمد. عن أبيه: أن الحسين بن علي حج ماشيا.
وإن نجائبه تقاد إلى جنبه] .
373- قال: أخبرنا روح بن عباده. قال: حدثنا ابن جريج. قال:
__________
372- إسناده منقطع ورجاله ثقات.
- حفص بن غياث بن طلق بن معاوية النخعي. ثقة. تقدم في
(109) .
تخريجه:
انظر تخريج الأثر السابق (371) .
373- إسناده منقطع ورجاله ثقات.
- روح بن عباده البصري. ثقة. تقدم في (66) .
- العلاء هو ابن عبد الرحمن بن يعقوب الحرقي- بضم الحاء
وفتح الراء المهملة- مولى الحرقات من جهينة. صدوق ربما وهم
من الخامسة (تق: 2/ 92) .
تخريجه:
انظر تخريج الأثر رقم (371) .
(1/401)
أخبرني العلاء. أنه [سمع محمد بن علي بن
حسين. يقول: كان حسين بن علي يمشي إلى الحج «1» ودوابه
تقاد وراءه] .
374- قال: أخبرنا الوليد بن عقبة الطحان. قال: أخبرنا
سفيان.
قال: كان الحسين بن علي إذا أراد أن يدخل الحمام أتى
الحيرة «2» - يعني أنهم ليست لهم حرمة-.
375- قال: أخبرنا عفان بن مسلم. قال: حدثنا حماد بن سلمة.
قال: أخبرنا عطاء بن السائب. عن أبي يحيى. [قال: كنت بين
الحسن بن
__________
374- إسناده منقطع.
- الوليد بن عقبة بن المغيرة الشيباني الكوفي الطحان.
صدوق. من التاسعة (تق: 2/ 334) .
- سفيان هو الثوري.
تخريجه:
لم أقف على من خرجه غيره.
375- إسناده ضعيف. ومتنه منكر.
- عطاء بن السائب أبو محمد الثقفي الكوفي. صدوق اختلط. من
الخامسة.
مات سنة 136 هـ (تق: 2/ 22) .
- أبو يحيى هو زياد المكي ويقال: الكوفي الأعرج مولى قيس
بن مخرمة ويقال:
مولى الأنصار مشهور بكنيته. ثقة من الثالثة (تهذيب الكمال
ورقة: 447) و (تق: 1/ 271) .
تخريجه:
أخرجه الطبراني في الكبير: 3/ 85 رقم (2740) من حديث حماد
بن سلمة عن عطاء به. وقال الهيثمي في مجمع الزوائد 5/ 240:
رواه أبو يعلى وفيه عطاء ابن السائب وقد تغير. وحماد بن
سلمة سمع منه قبل الاختلاط وبعده. ولم يتميز حديثه (انظر
تهذيب التهذيب: 7/ 207) .
__________
(1) في نسخة المحمودية، في الحج، ولعلها أقرب إلى الصواب.
(2) الحيرة بلد معروف كانت على ثلاثة أميال من الكوفة. ومن
المعلوم أن بعض السلف من الصحابة والتابعين كانوا يكرهون
دخول الحمام وبعضهم اشترط لذلك شروطا لما في الحمامات من
تكشف العورات. وقول المؤلف: إنهم ليست لهم حرمة. لم يتضح
لي معناه (انظر معجم البلدان: 2/ 328 ومصنف عبد الرزاق: 1/
290) .
(1/402)
علي والحسين ومروان بن الحكم. والحسين يساب
مروان. فجعل الحسن ينهى الحسين حتى قال مروان: إنكم أهل
بيت ملعونون. قال فغضب الحسن وقال: ويلك قلت أهل بيت
ملعونين. فو الله لقد لعن الله أباك على لسان نبيه وأنت في
صلبه] .
376- قال: أخبرنا الفضل بن دكين. قال: حدثنا ابن أبي غنية.
عن يحيى بن سالم الموصلي. عن مولى الحسين بن علي. قال: كنت
مع الحسين بن علي فمر بباب فاستسقى. فخرجت إليه جارية بقدح
مفضض.
فجعل ينزع الفضة فيرمي بها «1» إليها. قال: اذهبي بها «2»
إلى أهلك ثم شرب.
__________
376- إسناده ضعيف.
- ابن أبي غنية- بفتح المعجمة وكسر النون وتشديد الياء- هو
عبد الملك بن حميد الخزاعي الكوفي. أصله من إصبهان. ثقة.
من السابعة (تق: 1/ 518) .
- يحيى بن سالم الموصلي روى عن القاسم بن محمد وابنه عبد
الرحمن وروى عنه ابن أبي غنية وإبراهيم بن موسى الزيات
الموصلي. وترجمه البخاري في التاريخ الكبير:
8/ 281 وقال: يحيى بن أبي سالم. ولم يذكر فيه جرحا ولا
تعديلا وكذا فعل ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل: 9/ 156.
- مولى الحسين. مبهم لم أقف على من سماه.
تخريجه:
لم أقف عليه. وقد أخرج ابن أبي شيبة في المصنف: 8/ 25 باب
من كره الشرب في الإناء المفضض عن بعض الصحابة والتابعين
أنهم كرهوا ذلك منهم ابن عمر وابنه سالم وعلي بن الحسين
والحسن البصري ومحمد بن سيرين وعطاء ومجاهد.
__________
(1) في المحمودية:، به،.
(2) في المحمودية:، به،.
(1/403)
377- قال: أخبرنا الفضل بن دكين. قال:
حدثنا حسن بن صالح. عن عبد الله بن عطاء. عن أبي جعفر.
قال: كان الحسن والحسين يعتقان عن علي.
378- قال: أخبرنا مالك بن إسماعيل النهدي. قال: أخبرنا «1»
سهل ابن شعيب. عن قنان النهمي. [عن جعيد همدان. قال: أتيت
الحسين بن علي وعلى صدره سكينة بنت حسين. فقال: يا أخت كلب
«2» خذي ابنتك
__________
377- إسناده ضعيف منقطع.
- حسن بن صالح بن حي وهو حبان بن شفي- بضم المعجمة وفتح
الفاء مصغرا- الهمداني ثقة فقيه عابد. مات سنة 249 هـ.
(تق: 1/ 167) .
- عبد الله بن عطاء الطائفي. أصله من الكوفة. صدوق يخطئ
ويدلس. من السادسة. (تق: 1/ 434) .
تخريجه:
لم أقف على من خرجه غيره.
378- إسناده ضعيف.
- سهل بن شعيب النهمي روى عن الشعبي وقنان بن عبد الله
النهمي وروى عنه أبو غسان مالك بن إسماعيل وأبو داود
الطيالسي (الجرح والتعديل:
4/ 199) .
- قنان- بنون خفيفة- ابن عبد الله النهمي. مقبول. من
السادسة. (تق:
2/ 127) .
- جعيد همدان روى عن الحسين بن علي وروى عنه قنان النهمي.
ترجمه ابن أبي حاتم ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا. ولم أجد
له ترجمة عند غيره (الجرح والتعديل: 2/ 527) .
تخريجه:
أخرج ابن عساكر في تاريخ دمشق: 4/ ل 530 القسم الأخير منه
من قول الحسن بن علي لجعيد همدان. وكذا المزي في تهذيب
الكمال: 1/ 270.
__________
(1) في المحمودية:، حدثني،.
(2) أخت كلب: هي الرباب بنت إمرئ القيس أم سكينة (نسب قريش
ص: 59) .
(1/404)
عني. فسائلني فقال: أخبرني عن شباب العرب
أو عن العرب. قال: قلت:
أصحاب جلاهقات «1» ومجالس. قال: فأخبرني عن الموالي. قال:
قلت:
آكل ربا أو حريص على الدنيا. قال: فقال: إِنَّا لِلَّهِ
وَإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ. والله إنهما للصنفان اللذان
كنا نتحدث أن الله تبارك وتعالى ينتصر بهما لدينه.
يا جعيد همدان: الناس أربعة: منهم من له خلق وليس له خلاق»
.
ومنهم من له خلاق وليس له خلق. ومنهم من له خلق وخلاق وذاك
أفضل الناس. ومنهم من ليس له خلق ولا خلاق وذاك شر الناس]
.
379- قال: أخبرنا أحمد بن عبد الله بن يونس. قال: حدثنا
زهير
__________
379- إسناده حسن.
- عمار بن معاوية- ويقال ابن أبي معاوية- الدهني- بضم أوله
وسكون الهاء بعدها نون- أبو معاوية البجلي الكوفي. صدوق
يتشيع. مات سنة 133 هـ.
(تق: 2/ 48) .
- أبو سعيد هو المقبري. ثقة. تقدم في (267) .
تخريجه:
أخرجه البيهقي في السنن الكبرى: 3/ 463 من طريق الشافعي
أنبأنا سفيان عن عمار الدهني عن أبي سعيد به مختصرا دون
ذكر القصة. وأخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق: 4/ ل 523 من
طريق ابن سعد.
__________
(1) جلاهقات: الجلاهق: البندق الذي يرمى به. وقيل الطين
المدور المدملق (لسان العرب: 10/ 37 مادة: جلهق) .
(2) الخلاق: الحظ والنصيب من الخير والصلاح قال تعالى:
«ولقد علموا لمن اشتراه ما له في الآخرة من خلاق» سورة
البقرة آية 102. وفي الحديث:، ليس لهم في الآخرة من خلاق،
(لسان العرب: 10/ 92 مادة خلق) .
(1/405)
ابن معاوية. قال: حدثنا عمار بن معاوية «1»
الدهني. قال: حدثني أبو سعيد. قال: رأيت الحسن والحسين
صليا «2» مع الإمام العصر ثم أتيا الحجر فاستلماه. ثم طافا
أسبوعا «3» وصليا ركعتين. فقال الناس: هذان ابنا بنت رسول
الله ص. فحطمهما الناس حتى لم يستطيعا أن يمضيا ومعهم رجل
من الركانات «4» . فأخذ الحسين بيد الركاني. ورد الناس عن
الحسن.
وكان يجله وما رأيتهما مرا بالركن الذي يلي الحجر من جانب
الحجر إلا استلماه. قال: قلت لأبي سعيد: فلعلهما بقي
عليهما بقية من أسبوع قطعته الصلاة؟ قال: لا. بل طافا
أسبوعا تاما.
__________
(1) في المحمودية:، ابن أبي معاوية،.
(2) في الأصل:، يصليان،.
(3) أي سبعة أشواط.
(4) الركانات: أظنهم منسوبون إلى ركانة بن عبد يزيد بن
هاشم بن المطلب الذي اشتهر بالقوة. وورد أنه صارع رسول
الله ص فصرعه رسول الله مرتين أو ثلاثا بشرط أن يسلم ولكنه
لم يسلم إلا يوم فتح مكة وكان من ولده علي بن ركانة من أشد
الناس وله محد كان يضرب به المثل يقال للشيء الثقيل: أثقل
من محد ابن ركانة (انظر نسب قريش: ص 95، 96 والمنمق في
أخبار قريش ص: 152، والتبيين في أنساب القرشيين: ص 204) .
(1/406)
380- قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن الوليد
الأزرقي. قال: حدثنا مسلم بن خالد. عن عمرو بن دينار. قال:
رأيت حسنا وحسينا يطوفان بعد العصر ويصليان.
381- قال: أخبرنا طلق بن غنام النخعي. قال: حدثنا شريك
وقيس.
عن عمار الدهني. عن مسلم البطين. عن حسين بن علي. أنه كان
يدهن عند الإحرام بالزيت ويدهن أصحابه بالدهن المطيب «1» .
__________
380- إسناده حسن.
- أحمد بن محمد بن الوليد الأزرقي. ثقة. تقدم في (29) .
- مسلم بن خالد هو الزنجي. فقيه صدوق. تقدم في (127) .
تخريجه:
أخرجه الفاكهي في أخبار مكة: 1/ 258 من طريق سفيان قال:
حدثنا عمار الدهني عن أبي شعبة به. انظر الإسناد السابق
(379) .
381- إسناده ضعيف ومنقطع. لأن مسلم البطين لم يدرك الحسين
بن علي.
- طلق بن غنام النخعي أبو محمد الكوفي. ثقة. من كبار
العاشرة. (تق:
1/ 380) .
- شريك النخعي القاضي. صدوق يخطئ كثيرا. تقدم في (76) .
- قيس هو ابن ربيع الأسدي. صدوق تغير. تقدم في (118) .
- مسلم بن عمران البطين أبو عبد الله الكوفي. ثقة. من
السادسة (تق:
2/ 246) .
تخريجه:
لم أقف على من خرجه غير المصنف.
__________
(1) في نسخة المحمودية، الطيب،.
(1/407)
382- قال: أخبرنا شبابة بن سوار. قال:
أخبرني بسام. قال: سألت [أبا جعفر عن الصلاة خلف بني أمية؟
فقال: صل خلفهم فإنا نصلي خلفهم.
قال: قلت: يا أبا جعفر. إن ناسا «1» يزعمون «2» أن هذا
منكم تقية فقال:
قد كان الحسن والحسين يصليان خلف مروان يبتدران الصف وإن
كان الحسين ليسبه وهو على المنبر حتى ينزل. أفتقية هذه؟] .
__________
382- إسناده صحيح إلى أبي جعفر.
- شبابة بن سوار المدائني. ثقة حافظ. تقدم في (196) .
- بسام هو ابن عبد الله الصيرفي الكوفي. روى عن أبي الطفيل
وأبي جعفر الباقر وروى عنه وكيع وأبو نعيم. قال أبو حاتم:
صالح الحديث. وقال ابن معين:
ثقة، (انظر الجرح والتعديل: 2/ 433، والثقات لابن شاهين:
ص 49) .
تخريجه:
أخرج الشافعي في مسنده: 1/ 130 من حديث حاتم بن إسماعيل عن
جعفر ابن محمد عن أبيه أن الحسن والحسين كانا يصليان خلف
مروان. ومن طريق الشافعي أخرجه البيهقي في السنن الكبرى:
3/ 122 وهذا إسناد منقطع فإن محمد ابن علي بن حسين لم يدرك
الحسن ولا الحسين. وانظر إرواء الغليل رقم (526) ، وما سبق
برقم (247) .
__________
(1) في الأصل الناس وما في نسخة المحمودية أوضح.
(2) ساقطة من الأصل.
(1/408)
ذكر دعاء الحسين رضي
الله عنه
383- قال: أخبرنا سعيد بن منصور. عن جرير بن عبد الحميد.
عن منصور. عن محمد بن أبي محمد البصري. [قال: كان الحسين
بن علي يقول في وتره:، اللهم إنك ترى ولا ترى وأنت «1»
بالمنظر الأعلى. وإن لك الآخرة والأولى. وأنا نعوذ بك من
أن نذل ونخزي] ،.
__________
383- إسناده ضعيف.
- جرير بن عبد الحميد بن قرط- بضم القاف وسكون الراء بعدها
طاء مهملة- الضبي الكوفي نزيل الري وقاضيها. ثقة صحيح
الكتاب. مات سنة 188 هـ (تق: 1/ 127) .
- منصور بن المعتمر السلمي. ثقة. تقدم في (356) .
- محمد بن أبي محمد البصري قال ابن أبي حاتم: شيخ يروي عن
عوف بن مالك الأشجعي وروى عنه يعلى بن عطاء وقال: هو
مجهول. وترجمه البخاري في التاريخ الكبير. ولم يذكر فيه
جرحا ولا تعديلا وقال: إنه روى عن عوف ابن مالك قول النبي
ص له: أعدد ستا بين يدي الساعة ... وقد ذكره ابن حبان في
الثقات. وجميعهم لم ينسبوه إلى البصرة فلا أدري أهو المراد
أم غيره؟
(التاريخ الكبير: 1/ 225، والجرح والتعديل: 8/ 88)
والثقات:
5/ 376) .
تخريجه:
لم نقف على من خرجه.
__________
(1) في المحمودية:، وإنك،.
(1/409)
384- قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن الوليد
الأزرقي. قال: حدثنا مسلم بن خالد. [عن جعفر بن محمد. عن
أبيه قال: جاء رجل من أهل مصر إلى حسن وحسين يوم عرفة.
فسألهما عن صيام يوم عرفة «1» ؟ فوجد حسينا صائما ووجد
حسنا مفطرا. وقالا: كل ذلك حسن.]
[أخبار متفرقة]
385- قال: أخبرنا الحسن بن موسى. قال: حدثنا زهير. عن
جابر.
[عن محمد بن علي. قال: كان الحسن والحسين يصليان خلف مروان
ويعتدان بالصلاة معه] .
386- قال: أخبرنا علي بن محمد. عن عثمان بن عثمان. عن رجل
من
__________
384- إسناده مرسل. محمد بن علي لم يدرك القصة.
- رجاله تقدموا كلهم قريبا.
تخريجه:
أخرجه عبد الرزاق في المصنف: 4/ 285 من طريق ابن عيينة عن
جعفر بن محمد به.
385- إسناده ضعيف.
- الحسن بن موسى الأشيب البغدادي. ثقة. تقدم في (116) .
- زهير هو ابن معاوية بن خديج الكوفي. ثقة. تقدم في (14) .
- جابر هو ابن يزيد الجعفي. ضعيف رافضي. تقدم في (8) .
تخريجه:
انظر الخبر رقم (382) .
386- إسناده ضعيف.
- علي بن محمد هو المدائني.
- عثمان بن عثمان الغطفاني. صدوق. تقدم في (237) .
- رجل من آل أبي رافع عن أبيه لم أقف على من سماهما.
- أبو رافع القبطي مولى رسول الله ص صحابي تقدم في (148) .
تخريجه:
أخرجه في تاريخ دمشق: 5/ ل 48 من هذا الطريق به إلا قوله:
أنا أهل بيت فينا ركنات منها رضاي بالحكمين.
__________
(1) صوم يوم عرفة بالنسبة للحاج لم يثبت أن رسول الله نهى
عنه ولكن لم يصمه ولا أحد من الخلفاء الراشدين. وعن هذه
المسألة راجع نيل الأوطار للعلامة الشوكاني: 5/ 320- 322.
(1/410)
آل أبي رافع. عن أبيه. عن أبي رافع. قال:
[كان علي بن أبي طالب يقول:
أنا أهل بيت فينا ركنات «1» منها رضاي بالحكمين. وابني
هذا- يعني الحسن- سيخرج من هذا الأمر وأشبه أهلي بي
الحسين] .
387- قال: أخبرنا علي بن محمد. عن يزيد بن عياض بن جعدبة.
عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم. [قال: مر الحسين
بمساكين يأكلون في الصفة. فقالوا: الغداء فنزل. وقال: إن
الله لا يحب المتكبرين. فتغدى.
ثم قال لهم: قد أجبتكم فأجيبوني. قالوا: نعم. فمضى بهم إلى
منزله. فقال للرباب «2» : اخرجي ما كنت تدخرين] .
__________
387- إسناده ضعيف جدا.
- يزيد بن عياض جعدبة الليثي. كذبه مالك وغيره. تقدم في
(264) .
- أبو بكر بن محمد بن عمرو بن حزم الأنصاري البخاري
القاضي. اسمه وكنيته واحد. ثقة عابد. من الخامسة مات سنة
120 هـ (تق: 2/ 399) .
تخريجه:
أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق: 5/ ل 50 من طريق ابن سعد
به.
__________
(1) ركنات: أي ميل وسكون وتقصير (لسان العرب مادة ركن: 13/
185) .
(2) الرباب هي زوج الحسين وأم ابنته سكينة.
(1/411)
388- قال: أخبرنا علي بن محمد. عن محمد بن
عمر العبدي. عن أبي سعيد الكلبي. قال: قال معاوية لرجل من
قريش: إذا دخلت مسجد رسول الله ص فرأيت حلقة فيها قوم كأن
على رؤوسهم الطير. فتلك حلقة أبي عبد الله مؤتزرا على
أنصاف ساقيه. ليس فيها من الهزيلا «1» شيء.
389- قال: أخبرنا علي بن محمد. عن جويرية بن أسماء. قال:
[خطب معاوية بن أبي سفيان ابنة عبد الله بن جعفر على يزيد
بن معاوية.
فشاور عبد الله حسينا فقال: أتزوجه وسيوفهم تقطر من
دمائنا؟ ضمها «2» إلى ابن أخيك القاسم بن محمد «3» . قال:
إن علي دينا قال: دونك
__________
388- إسناده ضعيف.
- محمد بن عمر العبدي. لم نجد له ترجمة. تقدم في (252) .
- أبو سعيد الكلبي. لم نجد له ترجمة. تقدم في (252) .
تخريجه:
أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق: 5/ ل 49 من طريق ابن سعد
به.
389- إسناده معضل.
- جويرية بن أسماء بن عبيد الضبعي. صدوق. تقدم في (318) .
تخريجه:
انظر الخبر في الكامل للمبرد: 4/ 208. 209 والسمهودي في
وفاء الوفا:
4/ 1151 ولكنهما لم يذكرا التنازع على البغيبغة بين آل علي
وآل معاوية وإنما ذكر أنها بقيت في يد بني عبد الله بن
جعفر من ناحية أم كلثوم يتوارثونها حتى استخلف المأمون
فذكر له ذلك فقال: كلا هذا وقف علي فانتزعها وعوضهم عنها
وردها إلى ما كانت عليه.
__________
(1) الهزيلا: تصغير الهزل وهو ضد الجد (لسان العرب: 11/
696، مادة هزل) .
(2) نص العبارة في نسخة المحمودية، ثم ضمها إلى ابن أخيك،.
(3) هو القاسم بن محمد بن جعفر بن أبي طالب (انظر نسب
قريش: ص 82) .
(1/412)
البغيبغة «1» فاقض منها دينك.] فقد علمت ما
كان يصنع فيها عمك. فزوجها من القاسم. ووفد عبد الله إلى
«2» معاوية فباعه البغيبغة بألف ألف. وكتب معاوية إلى
مروان حزها. فركب مروان ليقبضها فوجد الحسين واقفا على
الشعب. قال: من شاء فليدخله. والله لا يدخله أحد إلا وضعت
فيه سهما.
فرجع مروان. وكتب إلى معاوية. فكتب إليه معاوية: أعرض
عنها.
وسوغ «3» المال عبد الله بن جعفر. فلما هلك معاوية وقتل
الحسين. أخذ يزيد بن معاوية البغيبغة. فلما هلك يزيد. ردها
ابن الزبير على آل أبي طالب.
فلما قتل ابن الزبير. ردها عبد الملك على آل معاوية. فلما
ولي عمر بن عبد العزيز. ردها على ولد علي. فلما ولي يزيد
بن عبد الملك. قبضها ودفعها إلى آل معاوية حتى ولي الوليد
بن يزيد بن عبد الملك فقال: ارتفعوا إلى القاضي.
390/ 1- قال: أخبرنا علي بن محمد. عن عبد الله بن جعفر. عن
أم بكر بنت المسور.
__________
390/ 1- إسناده ضعيف.
- عبد الله بن جعفر بن عبد الرحمن بن المسور بن مخرمة. ليس
به بأس. تقدم في (40) .
- أم بكر بنت المسور بن مخرمة. مقبولة. تقدمت في (298) .
__________
(1) البغيبغة: بإعجام الغينين- تصغير بغبغ- هي البئر
القريبة الرشاء وهي ضيعة لعلي بن أبي طالب بينبع النخل
أوقفها علي رضي الله عنه هي وضيعة أخرى تسمى عين أبي نيزر
على الفقراء والمساكين وابن السبيل. وكانت كثيرة النخل فقد
بلغ جداد البغيبغة في زمن علي ألف وسق (معجم البلدان: 1/
469، الروض المعطار ص 112، وفاء الوفا للسمهودي: 4/ 1150)
.
(2) ساقطة من الأصل.
(3) سوغ: يقال سوغه ما أصاب: هنأه وقيل تركه له خالصا.
(لسان العرب: 8/ 435) .
(1/413)
90/ 2- وغسان بن عبد الحميد. عن جعفر بن
عبد الرحمن بن مسور. عن أبيه. عن المسور. أن معاوية كتب
إلى مروان: زوج «1» يزيد من ابنة عبد الله بن جعفر. واقض
عنه دينه خمسين ألف دينار وصله بعشرة آلاف دينار. فقال عبد
الله بن جعفر: ما أقطع أمرا دون الحسين. فشاوره فقال «2» :
اجعل أمرها إلي ففعل. واجتمعوا فقال مروان: إن أمير
المؤمنين أحب أن يزيد القرابة لطفا. والحق عظما. وأن
يتلافى صلاح هذين الحيين بالصهر. وقد كان من أبي جعفر في
إجابة أمير المؤمنين ما حسن فيه رأيه.
__________
390/ 2- إسناده ضعيف.
- غسان بن عبد الحميد بن عبيد بن سيار القرشي الكناني روى
عن محمد بن إسحاق وأبي بكر بن عثمان ومحمد بن المنكدر.
وعنه ابن أخيه أبو غسان محمد ابن يحيى الكناني ومسلم بن
إبراهيم.
قال أبو حاتم: شيخ مديني نزل البصرة مجهول. وسكت عنه
البخاري وذكره ابن حبان في الثقات. وقال الذهبي وابن حجر:
مجهول.
(التاريخ الكبير: 7/ 107، والجرح والتعديل: 7/ 51،
والثقات:
9/ 2، والمغني في الضعفاء: 2/ 506، ولسان الميزان: 4/ 418)
.
- جعفر بن عبد الرحمن بن المسور بن مخرمة الزهري لم أجد
ترجمة.
- عبد الرحمن بن المسور بن مخرمة بن نوفل الزهري أبو
المسور المدني مقبول. من الثالثة (تق: 1/ 498) .
تخريجه:
انظر الخبر مختصرا في نسب قريش: ص 82 وانظر ما تقدم في
الإسناد السابق: 389.
__________
(1) في المحمودية:، إن زوج،.
(2) في المحمودية:، قال،.
(1/414)
وولي أمرها خالها. وليس عند حسين خلاف على
أمير المؤمنين. [فتكلم حسين وقال: إن الله رفع بالإسلام
الخسيسة وأتم الناقصة. وأذهب اللوم. فلا لوم على مسلم. وإن
القرابة التي عظم الله حقها قرابتنا وقد زوجت هذه الجارية
«1» من هو أقرب نسبا وألطف سببا القاسم بن محمد بن جعفر.
فقال] مروان: أغدرا يا بني هاشم؟ وقال لعبد الله بن جعفر:
يا ابن جعفر ما هذه أيادي أمير المؤمنين عندك!!. قال: قد
أعلمتك أني لا أقطع أمرا فيها دون خالها. [فقال حسين:
نشدتكم الله أتعلمون أن الحسن خطب عائشة بنت عثمان فولوك
أمرها فلما صرنا في مثل هذا المجلس؟ قلت: قد بدا لي أن
أزوجها عبد الله بن الزبير؟ هل كان هذا يا أبا عبد الرحمن؟
- يعني المسور بن مخرمة]- فقال: اللهم نعم. فقال مروان:
إنما ألوم عبد الله. فأما حسين فوغر «2» الصدر. فقال مسور:
لا تحمل على القوم. فالذي صنعوا أوصل. وصلوا رحما ووضعوا
كريمتهم حيث أحبوا.
391- قال: أخبرنا علي بن محمد. عن يزيد بن عياض بن جعدبة.
عن عبد الله بن أبي بكر بن حزم. قال: [خطب سعيد بن العاص
أم كلثوم بنت علي بعد عمر. وبعث إليها بمائة ألف فدخل
عليها الحسين فشاورته.
__________
391- إسناده ضعيف جدا.
- رجاله تقدموا قريبا في (387) .
تخريجه:
أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق من طريق ابن سعد كما في
المختصر:
9/ 313. وكذا الذهبي في سير أعلام النبلاء: 3/ 446.
__________
(1) هي أم كلثوم بنت عبد الله بن جعفر الطيار وأمها زينب
بنت علي بن أبي طالب من زوجه فاطمة بنت رسول الله ص (انظر
نسب قريش: ص 82، 83) .
(2) وغر الصدر: أي ممتلئ حقدا وغيظا (اللسان: 5/ 286 مادة
وغر) .
(1/415)
فقال: لا تزوجيه. فأرسلت إلى الحسن. فقال:
أنا أزوجه فاتعدوا لذلك.
وحضر الحسن. وأتاهم سعيد ومن معه. فقال سعيد: أين أبو عبد
الله؟
قال له «1» الحسن: أكفيك دونه. قال: فلعل أبا عبد الله كره
هذا يا أبا محمد؟. قال: قد كان. وأكفيك. قال: إذا لا أدخل
في شيء يكرهه.
ورجع ولم يعرض في المال ولم يأخذ منه شيئا] .
392- قال: أخبرنا معن بن عيسى. قال: حدثنا سليمان بن بلال.
[عن جعفر بن محمد. عن أبيه. أن الحسين بن علي رحمه الله
تختم في اليسار] .
393- قال: أخبرنا الفضل بن دكين. قال: حدثنا المطلب بن
زياد.
عن السدي. قال: رأيت حسين بن علي رحمه الله وإن جمته خارجة
من تحت عمامته.
__________
392- إسناده حسن إلى محمد بن علي.
- معن بن عيسى بن يحيى الأشجعي. ثقة ثبت. تقدم في (32) .
تخريجه:
أخرجه الترمذي في سننه برقم (1743) كتاب اللباس باب ما جاء
في لبس الخاتم من حديث حاتم بن إسماعيل عن جعفر بن محمد عن
أبيه. وذكر الحسن والحسين. وقال الترمذي: حديث حسن صحيح.
وأخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه: 8/ 283 من طريق حاتم بن
إسماعيل به. وأخرجه الطبراني في الكبير:
3/ 101 من طريق المصنف به ومن طريق الترمذي: 3/ 23 عن
الحسن. وانظر ما سبق رقم (270) .
393- إسناده ضعيف.
- المطلب بن زياد بن أبي زهير الثقفي مولاهم الكوفي. صدوق
ربما وهم من الثامنة (تق: 2/ 254) .
- السدي هو الكبير (إسماعيل بن عبد الرحمن بن أبي كريمة
الأسدي أبو محمد القرشي الكوفي الأعور) كان يقعد في سدة
باب الجامع بالكوفة فسمي السدي. رأى الحسن بن علي. صدوق
يهم رمي بالتشيع. من الرابعة مات سنة 127 هـ (تق: 1/ 72) .
تخريجه:
أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه: 8/ 259. والطبراني في
الكبير: 3/ 100 من طريق المطلب بن زياد به وقال الهيثمي في
مجمع الزوائد 5/ 145: رجاله ثقات.
__________
(1) في الأصل، قال الحسن،.
(1/416)
394- قال: أخبرنا الفضل بن دكين: ومحمد بن
عبد الله الأسدي.
قالا: حدثنا يونس بن أبي إسحاق. عن العيزار بن حريث. قال:
رأيت على الحسين بن علي مطرفا من «1» خز قد خضب لحيته
ورأسه «2» بالحناء والكتم.
395- قال: أخبرنا محمد بن عبد الله الأسدي. قال: حدثنا
سفيان.
__________
394- إسناده حسن.
- العيزار بن حريث العبدي. ثقة. تقدم في (275) .
تخريجه:
أخرجه الطبراني في الكبير: 3/ 98 من طريق أبي إسحاق عن
العيزار قال:
رأيت الحسن والحسين يخضبان بالحناء والكتم وأخرج في 3/ 100
من نفس الطريق أنه رأى على الحسين كساء خز أحمر وله شواهد
ستأتي عند المصنف وعند الطبراني ولهذا قال الذهبي في السير
3/ 291: روي عن جماعة أن الحسين كان يخضب بالوسمة وأن
خضابه أسود.
395- إسناده حسن إلى الشعبي.
- إسماعيل بن أبي خالد الأحمسي. ثقة. تقدم في (18) .
- إبراهيم بن مهاجر بن جرير البجلي أبو إسحاق الكوفي.
صدوق. لين الحفظ.
من الخامسة (تق: 1/ 44) .
تخريجه:
أخرجه الطبراني: 3/ 101 عن الشعبي قال: دخلت على الحسين بن
علي وعليه ثوب خز. وقال الهيثمي في مجمع الزوائد 5/ 145:
رجاله ثقات.
__________
(1) المطرف: بكسر الميم وضمها- ثوب مربع من خز له أعلام
(لسان العرب 9/ 220، مادة طرف) .
(2) في المحمودية:، خضب رأسه ولحيته،.
(1/417)
عن إسماعيل بن أبي خالد وإبراهيم بن مهاجر.
عن الشعبي. قال: أخبرني من رأى على الحسين بن علي جبة من
خز «1» .
396- قال: أخبرنا عارم بن الفضل. قال: حدثنا حماد بن زيد.
عن أبي بكر الهذلي. عن عبد الله بن يزيد. قال: رأيت على
الحسين بن علي رضي الله عنهما «2» جبة خز.
397- قال: أخبرنا خالد بن مخلد. قال: حدثني معتب مولى جعفر
ابن محمد. قال: سمعت [جعفر بن محمد. يقول: أصيب الحسين
وعليه جبة خز] .
__________
396- إسناده ضعيف جدا.
- أبو بكر الهذلي. أخباري متروك الحديث. تقدم في (262) .
- عبد الله بن يزيد بن فنطس الهذلي. مديني روى عن أنس بن
مالك والسائب ابن يزيد وروى عنه الثوري وحاتم بن إسماعيل.
وثقه أحمد وابن معين الجرح والتعديل: 5/ 198.
تخريجه:
انظر تخريج الحديث السابق.
397- إسناده فيه من لم أجد له ترجمة.
- خالد بن مخلد القطواني. صدوق يتشيع وله أفراد. تقدم في
(11) .
- معتب مولى جعفر بن محمد لم أقف له على ترجمة.
تخريجه:
لم أقف عليه بهذا الإسناد. وانظر رقم (395) .
__________
(1) جبة من خز: قال ابن الأثير: الخز المعروف أولا ثياب
تنسج من صوف وإبريسم وهي مباحة وقد لبسها الصحابة
والتابعين ويكون النهي لأجل التشبه بالعجم أما النوع الآخر
المعروف الآن فهو حرام لأنه معمول من الإبريسم (النهاية:
2/ 28) .
(2) في المحمودية:، عنه،.
(1/418)
398- قال: أخبرنا الفضل بن دكين. قال:
حدثنا إسماعيل بن إبراهيم بن مهاجر. قال: سمعت أبي. عن
الشعبي. قال: رأيت على الحسين جبة خز ورأسه مخضوب بالوسمة
«1» .
399- قال: أخبرنا عبيد الله بن موسى. قال: أخبرنا إسرائيل.
عن إبراهيم بن مهاجر. عن عامر. قال: رأيت الحسين بن علي
يخضب بالوسمة ويختم في شهر رمضان. ورأيت عليه جبة خز.
400- قال: أخبرنا وهب بن جرير. ويحيى بن عباد. عن شعبة.
__________
398- إسناده ضعيف.
- إسماعيل بن إبراهيم بن مهاجر بن جابر البجلي الكوفي.
ضعيف. من السابعة (تق: 1/ 66) .
تخريجه:
انظر ما تقدم في رقم (394، 395) ، والطبراني في الكبير: 3/
99 رقم (2788) .
399- إسناده حسن.
- رجاله تقدموا قريبا.
تخريجه:
انظر: تاريخ الإسلام: 3/ 12. وسير أعلام النبلاء: 3/ 291.
ووقع في السير ويتختم في شهر رمضان بدل ويختم وهو تصحيف.
400- إسناده صحيح.
- وهب بن جرير بن حازم. ثقة. تقدم في (194) .
- يحيى بن عباد الضبعي البصري. صدوق. تقدم في (20) .
تخريجه:
انظر رقم: 394.
__________
(1) الوسمة: بكسر السين في لغة الحجاز- وهي أفصح من
السكون- نبت يختضب بورقة ويقال هو العظلم (المصباح المنير:
ص 660) .
(1/419)
عن أبي إسحاق. قال: سمعت العيزار يقول: كان
الحسين بن علي يخضب بالوسمة.
قال يحيى بن عباد: رأيت.
401- قال: أخبرنا عبد الملك بن عمرو أبو «1» عامر العقدي.
قال: حدثنا شعبة. [عن جعفر بن محمد. عن أبيه: أن الحسين بن
علي كان يخضب بالوسمة] .
402- قال: أخبرنا عبيد الله بن موسى. عن إسرائيل. عن محمد
بن قيس: أنه رأى الحسين بن علي ولحيته مخضوبة بالوسمة.
403- قال: أخبرنا عبيد الله بن موسى. عن إسرائيل. عن
السدي.
عن كثير مولى بني هاشم: أن الحسين بن علي كان يخضب
بالوسمة.
404- قال: أخبرنا عبيد الله بن موسى. قال: أخبرنا إسرائيل.
عن
__________
401- إسناده حسن إلى محمد بن علي.
- رجاله تقدموا.
تخريجه:
أخرجه الطبراني في الكبير: 3/ 99 حديث رقم (2789) .
402- إسناده ضعيف.
- محمد بن قيس الهمداني المرهبي الكوفي. مقبول. من الرابعة
(تق: 2/ 202) .
تخريجه:
انظر الإسناد رقم (395) .
403- إسناده حسن.
- كثير مولى بني هاشم روى عن حسين بن علي وروى عنه السدي.
وسكت عنه البخاري وابن أبي حاتم وذكره ابن حبان في الثقات
(التاريخ الكبير:
7/ 211، والجرح والتعديل: 7/ 159، والثقات: 5/ 333)
تخريجه:
أخرجه الطبراني في الكبير: 3/ 98 من طريق جرير بن حازم عن
محمد بن سيرين عن أنس به.
404- إسناده حسن.
- رجاله تقدموا.
تخريجه:
له شواهد تقدمت وعند الطبراني في المعجم الكبير من رقم
2786 إلى رقم 2792.
__________
(1) في الأصل:، ابن عامر، والتصحيح من نسخة المحمودية وكتب
الرجال.
(1/420)
السدي: قال: رأيت الحسين بن علي ولحيته
شديدة السواد ومعه ابنه علي.
405- قال: أخبرنا الفضل بن دكين. قال: حدثنا سفيان. عن
السري بن كعب الأزدي. قال: رأيت الحسين بن علي واقفا على
برذون أبيض قد خضب رأسه ولحيته بالوسمة.
406- قال: أخبرنا خالد بن مخلد. قال: حدثني معتب مولى جعفر
ابن محمد. عن [جعفر بن محمد. عن أبيه. قال: صبغ الحسين
بالوسمة] .
407- قال: أخبرنا محمد بن عبيد. عن طلحة. عن عمر بن عطاء
وعبيد الله «1» بن أبي يزيد المكيين. قالا: نظرنا إلى
الحسين بن علي وهو يسود رأسه ولحيته.
__________
405- إسناده ضعيف.
- سفيان هو الثوري.
- السري بن كعب الأزدي روى عن حسين بن علي وروى عنه الثوري
(الجرح والتعديل:
4/ 281) .
تخريجه:
لم أقف عليه بهذا اللفظ. ولخضاب اللحية والرأس شواهد كثيرة
كما ترى عند المصنف. من رقم (399- 410) .
406- إسناده ضعيف.
- رجاله تقدموا في (397) .
تخريجه:
له شاهد عند الطبراني في الكبير: 3/ 98 برقم (2779) .
407- إسناده ضعيف.
- محمد بن عبيد هو الطنافسي. ثقة. تقدم في (18) .
- طلحة لم أستطع تحديد المراد به.
- عمر بن عطاء. ضعيف. تقدم في (89) .
- عبيد الله بن أبي يزيد المكي. ثقة. تقدم في (5) .
تخريجه:
أخرجه الطبراني في الكبير: 3/ 100 من طريق ابن جريج عن عمر
بن عطاء وعبيد الله بن أبي يزيد به. وانظر التعليق على
السند رقم (273) .
__________
(1) في الأصل:، عبيد، والتصحيح من المحمودية وكتب الرجال.
(1/421)
408- قال: أخبرنا الفضل بن دكين. قال:
حدثنا سفيان. عن عبد العزيز بن رفيع. عن قيس مولى خباب.
قال: رأيت الحسين يخضب بالسواد.
409- حدثنا عبد الوهاب بن عطاء ومعن بن عيسى. قالا: أخبرنا
أبو معشر المديني. عن سعيد بن أبي سعيد. قال: رأيت الحسين
بن علي يخضب بالسواد.
410- قال: أخبرنا مالك بن إسماعيل. قال: حدثنا حسن بن
صالح.
__________
408- إسناده حسن.
- عبد العزيز بن رفيع الأسدي. ثقة. تقدم في (273) .
- قيس مولى خباب. تقدم في (273) .
تخريجه:
أخرجه الطبراني في الكبير: 3/ 98 من هذا الطريق وقال: فيه
رأيت الحسن والحسين.
409- إسناده ضعيف.
- أبو معشر هو نجيح السندي. ضعيف. تقدم في (250) .
- سعيد بن أبي سعيد هو المقبري. ثقة. تقدم في (74) .
تخريجه:
أخرجه الطبراني في الكبير: 3/ 99 من هذا الطريق.
410- إسناده حسن.
- حسن بن صالح بن حي بن شفي. ثقة. تقدم في (377) .
تخريجه:
سبق في رقم (404) .
(1/422)
عن السدي. قال: رأيت الحسين «1» بن علي
أسود اللحية.
[ذكر رؤيا رسول الله وإخباره
عن مقتل الحسين]
411- قال: أخبرنا خالد بن مخلد ومحمد بن عمر. قالا: حدثنا
موسى ابن يعقوب الزمعي. قال: أخبرني هاشم بن هاشم بن عتبة
بن أبي وقاص.
عن عبد الله بن وهب بن زمعة. قال: [أخبرتني أم سلمة أن
رسول الله ص.
اضطجع ذات يوم للنوم. فاستيقظ فزعا وهو خاثر «2» . ثم
اضطجع فرقد واستيقظ وهو خاثر دون المرة الأولى. ثم اضطجع
فنام فاستيقظ ففزع. وفي يده تربة حمراء يقلبها بيده.
وعيناه تهراقان الدموع»
. فقلت «4» : ما هذه
__________
411- إسناده ضعيف.
- موسى بن يعقوب الزمعي. صدوق سيئ الحفظ. تقدم في (345) .
- هاشم بن هاشم بن عتبة. ثقة. تقدم في (345) .
- عبد الله بن وهب بن زمعة. ثقة. تقدم في (345) .
تخريجه:
أخرجه الطبراني في المعجم الكبير: 3/ 109 من طريق عتبة بن
عبد الله بن زمعة عن أم سلمة به. ولم أعثر لعتبة بن عبد
الله على ترجمة. ولعله قد وقع تصحيف في اسمه. وأخرجه أيضا
في: 23/ 308 من طريق وهب بن عبد الله ابن زمعة عن أم سلمة
ووهب بن عبد الله بن زمعة ترجم له سعد في طبقات تابعي أهل
المدينة (انظر القسم المتمم: ص 102) ولم يذكر فيه جرحا ولا
تعديلا. وقال: إنه قتل يوم الحرة سنة 63 هـ. وترجم الحافظ
في التقريب:
2/ 339 لوهب بن عبد بن زمعة وقال: مقبول من الثالثة روى له
ابن ماجة قال:
وقيل هو عبد الله بن وهب بن زمعة.
وللحديث شاهد عند المصنف برقم (412) وعند الطبراني في
الكبير برقم:
(2811، 2813، 2814، 2815، 2817، 2819، 2820) وأخرجه الحاكم
في المستدرك: 4/ 398 وقال: إنه على شرط الشيخين ووافقه
الذهبي.
__________
(1) في الأصل، الحسن، والتصويب من المحمودية.
(2) خاثر: أي ثقيل النفس غير نشيط (اللسان: 4/ 230 مادة
خثر) .
(3) في المحمودية:، بالدموع،.
(4) في المحمودية:، فقلت له،.
(1/423)
التربة يا رسول الله؟ فقال:، أخبرني جبريل
أن ابني الحسين يقتل بأرض العراق. فقلت لجبريل: أرني تربة
الأرض التي يقتل بها؟ فجاء بها. فهذه تربتها] ،.
412- قال: أخبرنا يعلى ومحمد بن ابنا عبيد. قالا: حدثنا
موسى الجهني. عن صالح بن أربد النخعي. قال: [قالت أم سلمة:
قال لي نبي الله:، اجلسي بالباب فلا «1» يلج على أحد. فجاء
الحسين وهو وصيف «2» . فذهبت تناوله فسبقها فدخل. قالت:
فلما طال علي خفت أن يكون قد وجد علي فتطلعت من الباب.
فإذا في كف النبي ص شيء يقلبه- والصبي نائم على بطنه-
ودموعه تسيل. فلما أمرني أن أدخل.
__________
412- إسناده ضعيف منقطع.
- موسى بن عبد الله الجهني أبو سلمة ويقال: أبو عبد الرحمن
الكوفي. ثقة عابد. لم يصح أن القطان طعن فيه. من السادسة
(تق: 2/ 285) .
- صالح بن أريد النخعي روى عن أم سلمة وروى عنه موسى
الجهني. ونبه البخاري إلى أن رواية موسى الجهني عنه منقطعة
وقال مرة: مرسلة (التاريخ الكبير: 4/ 273، 288، والجرح
والتعديل: 4/ 394) .
تخريجه:
أخرجه الطبراني في الكبير: 3/ 109 من هذا الطريق. وانظر
تخريج الحديث السابق.
__________
(1) في المحمودية:، ولا،.
(2) وصيف: أي شاب (لسان العرب: 9/ 357 مادة وصف) .
(1/424)
قلت يا رسول الله- «1» إن ابنك جاء فذهبت
أتناوله فسبقني فلما طال علي خفت أن تكون قد وجدت علي
فتطلعت من الباب فرأيتك تقلب شيئا في كفك والصبي نائم على
بطنك ودموعك تسيل فقال: إن جبريل أتاني بالتربة التي يقتل
عليها. وأخبرني أن أمتي يقتلوه] ، «2» .
413- قال: أخبرنا محمد بن عمر. قال: أخبرنا موسى بن محمد
بن إبراهيم. عن أبيه. عن أبي سلمة. [عن عائشة. قالت: كانت
لنا مشربة «3» .
__________
413- إسناده ضعيف جدا.
- موسى بن محمد بن إبراهيم التيمي منكر الحديث تقدم في
(235) .
- أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف. ثقة مكثر. تقدم في (183)
.
تخريجه:
أخرجه الإمام أحمد في المسند: 6/ 294 مختصرا من طريق وكيع
عن عبد الله بن سعيد عن أبيه عن عائشة أو أم سلمة قال
وكيع: شك عبد الله بن سعيد.
وقال الهيثمي في المجمع 9/ 187: رجاله رجال الصحيح.
قلت: سعيد بن أبي هند الفزاري مولى سمرة لم يرو عن عائشة.
إنما روى عن ذكوان مولى عائشة كما ذكر ذلك المزي في ترجمته
من تهذيب الكمال وعليه يكون الخبر مرسلا. وفي المسند.
الملك غير جبريل فإنه قال: دخل علي البيت ملك لم يدخل علي
قبلها. وأخرجه الطبراني في الكبير: 3/ 107 من طريقين
أحدهما كما في المسند. والثانية فيها شيخ الطبراني أحمد بن
رشدين المصري نقل الذهبي في الميزان: 1/ 133 أن ابن عدي
قال: كذبوه وأنكرت عليه أشياء.
وفيها ابن لهيعة وهو ضعيف. وانظر فضائل الصحابة للإمام
أحمد رقم (1357) .
__________
(1) في المحمودية:، يا نبي الله،.
(2) في نسخة المحمودية، يقتلونه، وكذا في معجم الطبراني
الكبير: 3/ 109. وهو مقتضى النحو.
(3) مشربة: بفتح الراء وضمها الغرفة تكون في علو المنزل
(المصباح المنير: 308) .
(1/425)
فكان النبي ص إذا أراد لقيا جبريل لقيه
فيها. فلقيه رسول الله ص مرة من ذلك فيها. وأمر عائشة أن
لا يصعد إليه أحد. فدخل حسين بن علي ولم تعلم حتى غشيها.
فقال جبريل: من هذا؟ فقال «1» رسول الله ص:
، ابني،. فأخذه النبي ص فجعله على فخذه. فقال: أما إنه
سيقتل. فقال رسول الله ص:، ومن يقتله؟، قال: أمتك. فقال
رسول الله ص:
، أمتي تقتله؟، قال: نعم. وإن شئت أخبرتك بالأرض التي يقتل
بها.
فأشار له جبريل إلى الطف «2» بالعراق. وأخذ تربة حمراء
فأراه إياها فقال:
هذه من تربة مصرعه] .
414- قال: أخبرنا علي بن محمد. عن عثمان بن مقسم. عن
المقبري.
__________
414- إسناده ضعيف جدا.
- عثمان بن مقسم البري- بضم الباء الموحدة وتشديد الراء
المهملة- أبو سلمة الكندي. روى عن نافع وسعيد المقبري
وقتادة وهشام بن عروة وغيرهم وعنه الثوري وشيبان بن فروخ
وأبو داود. قال أحمد: حديثه منكر. وقال أبو حاتم: متروك
الحديث. وقال أبو زرعة: كذاب. وكذبه يحيى القطان
والدارقطني. ولهذا قال الذهبي في المغني في الضعفاء 2/
429: كذبه غير واحد وعنه مناكير. وله ترجمة حافلة في لسان
الميزان: 4/ 155. وانظر الجرح والتعديل: 6/ 187.
تخريجه:
تفرد به ابن سعد بهذا اللفظ والسياق. وانظر الخبر السابق
رقم (413) .
__________
(1) في المحمودية:، قال،.
(2) الطف: - بالفتح والفاء مشددة- في اللغة هو ما أشرف من
أرض العرب على ريف العراق. وقال أبو سعيد: سمي الطف لأنه
مشرف على العراق من أطف على الشيء بمعنى أطل. والطف: أرض
من ضاحية الكوفة في طريق البرية. وكان فيها مقتل الحسين
رضي الله عنه. وهي أرض قريبة من الريف على شاطئ الفرات
وفيها عدة عيون ماء جارية (معجم البلدان: 4/ 35، 36) .
(1/426)
[عن عائشة. قالت: بينا رسول الله ص راقد.
إذ جاء الحسين يحبو إليه فنحيته عنه. ثم قمت لبعض أمري
فدنا منه. فاستيقظ يبكي. فقلت: ما يبكيك؟ قال: إن جبريل
أراني التربة التي يقتل عليها الحسين. فاشتد غضب الله على
من يسفك «1» دمه. وبسط يده فإذا فيها قبضة من بطحاء. فقال:
يا عائشة والذي نفسي بيده. إنه ليحزنني. فمن هذا من أمتي
يقتل حسينا بعدي؟!] 415- قال: أخبرنا عفان بن مسلم. ويحيى
بن عباد. وكثير بن هشام. وموسى بن إسماعيل. قالوا: حدثنا
حماد بن سلمة. قال: حدثنا عمار بن أبي عمار. عن ابن عباس.
قال: رأيت النبي ص فيما يرى النائم بنصف النهار وهو قائم
أشعث أغبر. بيده قارورة فيها دم. فقلت بأبي وأمي ما هذا؟
قال: دم الحسين وأصحابه. أنا منذ اليوم «2» ألتقطه. قال
«3» :
__________
415- إسناده حسن.
- عمار بن أبي عمار مولى بني هاشم. صدوق ربما أخطأ. تقدم
في (20) .
تخريجه:
أخرجه أحمد في فضائل الصحابة برقم (1380) ، وفي المسند: 1/
242.
والحاكم في المستدرك: 4/ 397 وصححه ووافقه الذهبي. وأخرجه
الطبراني في الكبير: 3/ 110. كلهم من طريق حماد بن سلمة عن
عمار بن أبي عمار به.
وقال الهيثمي في مجمع الزوائد 9/ 194: رواه أحمد والطبراني
ورجال أحمد رجال الصحيح. وقد صححه العلامة أحمد شاكر. انظر
المسند حديث رقم (2165) وعند الحاكم قال: فأحصي ذلك فوجدوه
قتل قبل ذلك بيوم.
__________
(1) في المحمودية:، من سفك،.
(2) ساقطة من الأصل.
(3) القائل: هو عمار بن أبي عمار الراوي عن ابن عباس جاء
ذلك في رواية الإمام أحمد في الفضائل (1380) وفي المسند.
(1/427)
فأحصي ذلك اليوم فوجدوه «1» قتل ذلك «2» في
ذلك اليوم.
416- قال: وأخبرنا علي بن محمد. عن حماد بن سلمة. عن أبان.
عن شهر بن حوشب. [عن أم سلمة. قالت: كان جبريل عند رسول
الله ص والحسين معي. فبكى فتركته. فأتى النبي ص فأخذته.
فبكى.
فأرسلته. فقال له جبريل: أتحبه؟ قال: نعم. فقال: أما إن
أمتك ستقتله!!] .
__________
416- إسناده حسن.
- أبان هو ابن صالح بن عمير بن عبيد القرشي مولاهم المدني
وقيل المكي. وثقه الأئمة. ووهم ابن حزم. فجهله. وابن عبد
البر. فضعفه. من الخامسة (تق: 1/ 30) .
- شهر بن حوشب الأشعري الشامي مولى أسماء بنت يزيد بن
السكن. مختلف فيه بين نقاد الحديث فقد تركه شعبة. ويحيى بن
سعيد. وقال النسائي. وابن عدي: ليس بالقوي. وقال أبو حاتم:
لا يحتج بحديثه. ووثقه أحمد. ويحيى.
وقال أبو زرعة: لا بأس به. والحافظان المحققان الذهبي وابن
حجر يرجحان توثيقه. فقد ذكره الذهبي في الرواة المتكلم
فيهم بما لا يوجب الرد (ص 118 ترجمة رقم 158) وقال ابن حجر
في التقريب 1/ 355: صدوق كثير الإرسال والأوهام وقال في
فتح الباري 3/ 65: حسن الحديث وإن كان فيه بعض الضعف.
(الجرح والتعديل: 4/ 383 والميزان: 2/ 283 والتهذيب: 4/
389) .
تخريجه:
أخرجه أحمد في فضائل الصحابة برقم (1391) من طريق حماد عن
أبان به.
وانظر تخريج الحديث رقم (413) .
__________
(1) في الأصل: فوجده وما أثبت من المحمودية.
(2) هكذا في الأصول الخطية ولعل الصواب حذف (ذلك) .
(1/428)
417- قال: أخبرنا علي بن محمد. عن يحيى بن
زكريا. عن رجل.
عن عامر الشعبي. قال: [قال علي- وهو على شاطئ الفرات-:
صبرا أبا عبد الله. ثم قال: دخلت على رسول الله ص وعيناه
تفيضان. فقلت:
أحدث حدث؟ فقال «1» : أخبرني جبريل أن حسينا يقتل بشاطئ
الفرات.
ثم قال: أتحب أن أريك من تربته؟ قلت: نعم. فقبض قبضة من
تربتها فوضعها في كفي. فما ملكت عيني أن فاضتا] .
418- قال: أخبرنا عبيد الله بن موسى. قال: أخبرنا إسرائيل.
عن
__________
417- إسناده ضعيف ومنقطع. فإن الشعبي لم يسمع من علي إلا
حرفا وأحدا كما قال الدارقطني في العلل: 4/ 97. سؤال رقم
449. وانظر التهذيب: 5/ 68.
- يحيى بن زكريا بن أبي زائدة الهمداني أبو سعيد الكوفي.
ثقة متقن. مات سنة 184 هـ وعمره 99 سنة (تق: 2/ 347) .
تخريجه:
أخرجه أحمد في المسند: 1/ 85 والطبراني في الكبير: 3/ 105
من طريق شرحبيل بن مدرك عن عبد الله بن نجي عن أبيه أنه
سار مع علي فلما حاذى نينوى قال: صبرا أبا عبد الله ... به
وأورده الذهبي في السير: 3/ 288. نقلا عن المسند وقال: هذا
غريب وله شويهد. ثم أشار إلى حديث الشعبي. وقال الهيثمي في
مجمع الزوائد 9/ 187: رواه أبو يعلى والبزار والطبراني
ورجاله ثقات.
ولم ينفرد نجي بهذا.
قلت: قال الحافظ في التقريب 2/ 298: نجي- بالتصغير-
الحضرمي الكوفي مقبول. أي حين يتابع. وقال أحمد شاكر في
تحقيق المسند (648) : إسناده صحيح.
418- إسناده ضعيف.
- هانئ بن هانئ الهمداني. مستور. تقدم في (171) .
تخريجه:
أخرجه الطبراني في الكبير: 3/ 110 من هذا الطريق به. وقال
الهيثمي في مجمع الزوائد 9/ 190: رواه الطبراني ورجاله
ثقات.
__________
(1) في المحمودية، قال،.
(1/429)
أبي إسحاق. عن هانئ بن هانئ «1» . [عن علي.
قال: ليقتلن الحسين بن علي قتلا. وإني لأعرف تربة الأرض
التي يقتل بها. يقتل بقرية قريب من النهرين] .
419- قال: أخبرنا يحيى بن حماد. قال: حدثنا أبو عوانة. عن
عطاء ابن السائب. عن ميمون. عن شيبان بن مخرم «2» - قال:
وكان عثمانيا
__________
419- إسناده ضعيف. وأبو عوانة سمع من عطاء قبل الاختلاط
وبعده ولم يميز حديثه فترك (الكواكب النيرات: ص 323) وفي
متنه نكارة.
- عطاء بن السائب أبو محمد الثقفي الكوفي. صدوق اختلط.
تقدم في (375) .
- ميمون هو ابن مهران الجزري. ثقة فقيه. تقدم في (70) .
- شيبان بن مخزم- بفتح المعجمة والزاي مشددة على وزن محمد-
هكذا في كتب المؤتلف والمختلف. وفي التهذيب والتقريب لابن
حجر ضبطه بفتح المهملة وكسر الزاي المثقلة. وقال: هكذا
ضبطه ابن مأكولا: في كتاب الإكمال (مَحزِّم) وضبطه في
الخلاصة (ص: 168) بفتح المهملة والزاي المثقلة على وزن
معظم (مُحزَّم) . وقد روى عن علي رضي الله عنه. وروى عنه
ميمون ابن مهران. وقال في التقريب 1/ 356: مقبول من
الثالثة. (التاريخ الكبير:
4/ 253، والجرح والتعديل: 4/ 354، والمؤتلف والمختلف
للأزدي (ص:
117) ، وتبصير المنتبه بتحرير المشتبه: 4/ 1167) .
تخريجه:
أخرجه الطبراني في الكبير: 3/ 111 من هذا الطريق. وقال
الهيثمي في المجمع 9/ 191: فيه عطاء بن السائب وهو ثقة
ولكنه اختلط وبقية رجاله ثقات.
قلت: شيبان هذا الراوي عن علي يحتاج إلى متابع حتى يصحح
حديثه كما قرر ذلك الحافظ.
__________
(1) (بن هانئ) ليست في الأصل.
(2) في نسخة المحمودية، مخزّم،.
(1/430)
يبغض عليا-[قال: رجع مع علي من صفين. قال
فانتهينا إلى موضع. قال:
فقال: ما يسمى هذا الموضع؟ قال: قلنا: كربلاء. قال: كرب
وبلاء.
قال: ثم قعد على رابية وقال: يقتل هاهنا قوم أفضل شهداء
على وجه «1» الأرض. لا يكون شهداء رسول الله «2» ص قال:]
قلت بعض كذباته ورب الكعبة. قال: فقلت لغلامي وثمة حمار
ميت. جئني برجل هذا الحمار. فأوتدته «3» في المقعد الذي
كان فيه قاعدا «4» . فلما قتل الحسين.
قلت لأصحابي «5» : انطلقوا ننظر. فانتهينا إلى المكان.
وإذا جسد الحسين على رجل الحمار «6» وإذا أصحابه ربضة
حوله.
420- قال: أخبرنا يحيى بن حماد. قال: حدثنا أبو عوانة. عن
__________
420- إسناده ضعيف. ومتنه منكر.
- سليمان هو الأعمش. ثقة حافظ. تقدم في (44) .
- أبو عبيد الضبي لم نقف له على ترجمة- أبو هرثم الضبي لم
أقف على ترجمته.
تخريجه:
أخرجه الطبراني في الكبير: 3/ 111 مختصرا من طريق الأعمش
عن سلام أبي شرحبيل عن أبي هرثمة. ولم أجد ترجمة إلا لسلام
بن شرحبيل أبو شرحبيل فقد قال الحافظ في التقريب: 1/ 342
مقبول. أي حين يتابع وإلا فلين.
وقال الهيثمي في مجمع الزوائد: 9/ 191 رواه الطبراني
ورجاله ثقات. ووقع في مطبوعة مجمع الزوائد عن أبي هريمة
وهو تصحيف. وقول الهيثمي رجاله ثقات يحتاج إلى سير لمعرفة
حقيقة الحال.
__________
(1) في المحمودية:، على ظهر،.
(2) أي من غير الشهداء الذين قتلوا مع رسول الله ص.
(3) في المحمودية:، فأوقدته به في،.
(4) في المحمودية عبارة زائدة مكررة وردت هكذا:، فضرب
الوتد في رجل الحمار فأوتده في الموضع الذي كان فيه
قاعدا،.
(5) في نسخة المحمودية:، لأصحابنا،.
(6) معركة صفين كانت سنة سبع وثلاثين. والحسين قتل سنة
إحدى وستين. فهل تبقى رجل الحمار أربعا وعشرين سنة لم
تبل؟! وهل بقيت جثة الحسين بالعراء حتى يبلغ شيبان الخبر
ويأتي مع أصحابه ليقف عليها؟!.
(1/431)
سليمان. قال: حدثنا أبو عبيد الضبي. [قال:
دخلنا على أبي هرثم الضبي حين أقبل من صفين- وهو مع علي-
وهو جالس على دكان «1» . وله امرأة يقال لها جرداء هي أشد
حبا لعلي وأشد لقوله تصديقا. فجاءت شاة «2» فبعرت «3»
فقال:
لقد ذكرني بعر هذه الشاة حديثا لعلي. قالوا: وما علم علي
بهذا. قال: أقبلنا مرجعنا من صفين فنزلنا كربلاء «4» فصلى
بنا علي صلاة الفجر بين شجرات ودوحات حرمل. ثم أخذ كفا من
بعر الغزلان. فشمه. ثم قال: أوه. أوه.
يقتل بهذا الغائط «5» قوم يدخلون الجنة بغير حساب.] قال:
قالت جرداء: وما تنكر من هذا!! هو أعلم بما قال منك. نادت
بذلك وهي «6» في جوف البيت.
__________
(1) الدكان: يطلق على الحانوت. وعلى الدكة التي يقعد عليها
(المصباح المنير: ص 198) .
(2) في نسخة المحمودية، فجاءت شاة له،.
(3) فبعرت: البعر- بالفتح والسكون لغة- هو ما يخرج من كل
ذي ظلف وخف. وبعر الحيوان إذا ألقى بعرة (المصباح المنير:
ص 53) .
(4) كربلاء: بالمد موضع بطرف البرية عند الكوفة. قتل فيه
الحسين (معجم البلدان: 4/ 445) .
(5) الغائط: المطمئن الواسع من الأرض. والجمع غيطان وأغواط
وغوط (المصباح المنير: ص: 457) .
(6) في الأصول: وهو. وما أثبتناه مقتضى السياق.
(1/432)
421- قال: أخبرنا الفضل بن دكين. قال:
حدثنا عبد الجبار بن عباس. عن عمار الدهني. قال: مر علي
على كعب «1» . فقال: إن من ولد هذا الرجل «2» يقتل في
عصابة لا يجف عرق خيولهم حتى يردوا على محمد ص. فمر حسن.
فقالوا: هو هذا يا أبا إسحاق؟ قال: لا. فمر حسين. فقالوا:
هذا هو؟ فقال: نعم.
422- قال: أخبرنا علي بن محمد. عن الحسن بن دينار. عن
معاوية ابن قرة. [قال: قال الحسين: والله ليعتدن علي كما
اعتدت بنو إسرائيل في السبت] .
__________
421- إسناده ضعيف. عمار الدهني لم يدرك عليا.
- عبد الجبار بن عباس الشبامي- بكسر المعجمة ثم موحدة
خفيفة- نزل الكوفة. صدوق يتشيع من السابعة (تق: 1/ 465) .
- عمار الدهني. صدوق يتشيع. تقدم في (379) .
تخريجه:
أخرجه الطبراني في الكبير: 3/ 117 من هذا الطريق. وقال
الهيثمي في المجمع 9/ 193: رجاله ثقات إلا أن عمارا لم
يدرك القصة.
422- إسناده ضعيف جدا.
- الحسن بن دينار بن واصل أبو سعيد التميمي البصري. متروك.
سمع ابن سيرين. كما في الجرح والتعديل: 3/ 11. والمغني في
الضعفاء: 1/ 159.
- معاوية بن قرة بن أياس بن هلال المزني. ثقة عالم. من
الثالثة (تق: 2/ 261) .
تخريجه:
أخرجه الطبري في تاريخه: 5/ 385 بأطول من هذا. من طريق أبي
مخنف لوط بن يحيى الشيعي المتروك. وأخرجه في تاريخ دمشق:
5/ 69 من طريق ابن سعد بإسناده.
__________
(1) هو كعب بن ماتع الحميري المعروف بكعب الأحبار. مخضرم.
كان من أهل اليمن فسكن الشام ومات بها في خلافة عثمان وهو
ثقة في الرواية ويحدث عن أهل الكتاب. (انظر ترجمته في
طبقات ابن سعد: 7/ 445، وسير أعلام النبلاء: 3/ 489) .
(2) في الأصل، الرجل، وما أثبت من نسخة المحمودية وعند
الطبراني، إن من ولد هذا الرجل لرجل،.
(1/433)
423- قال: أخبرنا علي بن محمد. عن جعفر بن
سليمان الضبعي. قال:
[قال الحسين بن علي: والله لا يدعوني حتى يستخرجوا هذه
العلقة من جوفي.
فإذا فعلوا. سلط الله عليهم من يذلهم حتى يكونوا أذل من
فرم «1» الأمة. فقدم العراق فقتل بنينوى»
يوم عاشوراء سنة إحدى وستين] .
424- قال: أخبرنا علي بن محمد. عن عامر بن أبي محمد. عن
الهيثم
__________
423- إسناده ضعيف. جعفر لم يدرك الحسين.
- جعفر بن سليمان الضبعي- بضم الضاد المعجمة وفتح الموحدة-
أبو سليمان البصري صدوق زاهد لكنه يتشيع. مات سنة 178 هـ
(تق: 1/ 131) .
تخريجه:
أخرجه الطبري في تاريخه: 5/ 394 من طريق ابن سعد به. وكذا
ابن عساكر في تاريخ دمشق: 5/ 69.
424- إسناده ضعيف. فيه مجاهيل.
- عارم بن أبي محمد من شيوخ المدائني. أخباري لم أجد له
ترجمة. وله في تاريخ الطبري روايتان من طريق المدائني
(تاريخ الطبري: 4/ 194، 7/ 522) .
- الهيثم بن موسى (لم أجد له ترجمة) .
- العريان- بضم العين وسكون الراء بعدها تحتانية- ابن
الهيثم بن الأسود النخعي. مقبول. من الثالثة (تق: 2/ 20) .
تخريجه:
أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق: 5/ ل 69 من طريق ابن سعد.
__________
(1) فرم الأمة: - بالتحريك- هو ما تعالج به المرأة فرجها
ليضيق. وقيل هو الخرقة التي تضعها المرأة في فرجها وقت
الحيض (لسان العرب: 12/ 451 مادة فرم) .
(2) نينوى: بكسر أوله وسكون ثانيه- ناحية بسواد الكوفة
منها كربلاء التي قتل بها الحسين بن علي وهي غير نينوى
التي بالموصل قرية النبي يونس بن متى ع. (معجم البلدان: 5/
339) .
(1/434)
ابن موسى. قال: قال العريان بن الهيثم: كان
أبي يتبدى «1» فينزل قريبا من الموضع الذي كان فيه معركة
الحسين. فكنا لا نبدوا إلا وجدنا رجلا من بني أسد هناك.
فقال له أبي: أراك ملازما هذا المكان. قال: بلغني أن حسينا
يقتل هاهنا. فأنا أخرج لعلي أصادفه فأقتل معه. فلما قتل
الحسين. قال أبي: انطلقوا ننظر. هل الأسدي في من قتل
فأتينا المعركة فطوفنا فإذا الأسدي مقتول.
__________
(1) في الأصل: (يبتدي) وما أثبتناه من المحمودية. والمقصود
الخروج إلى البادية.
(1/435)
مقتل الحسين بن علي
صلوات الله عليهما وسلامه
425- قال «1» : أخبرنا محمد بن عمر. قال: حدثنا ابن أبي
ذئب.
قال: حدثني عبد الله بن عمير مولى أم الفضل. قال:
426- وأخبرنا «2» عبد الله بن محمد بن عمر بن علي. عن
أبيه. قال:
427- وأخبرنا «3» يحيى بن سعيد بن دينار السعدي. عن أبيه.
قال:
__________
425- إسناده ضعيف.
- ابن أبي ذئب هو محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة القرشي
العامري. ثقة فقيه مشهور. (تق: 2/ 184) .
- عبد الله بن عمير مولى أم الفضل ويقال له: مولى ابن عباس
ثقة. من الثالثة.
(تق: 1/ 438) .
426- إسناده ضعيف.
- عبد الله بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب أبو محمد
العلوي. مقبول من السادسة. (تق: 1/ 448) .
- محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب. صدوق. مات بعد الثلاثين
ومائة.
(تق: 2/ 194) .
427- إسناده ضعيف.
- يحيى بن سعيد بن دينار السعدي. شيخ للواقدي لم أجد له
ترجمة. وله في تاريخ الطبري. خمس روايات من طريق الواقدي.
وله خمس روايات أيضا من طريق الواقدي في هذا القسم من
الطبقات (انظر فهارس تاريخ الطبري: 10/ 453) .
- أبوه هو سعيد بن دينار السعدي. له في تاريخ الطبري رواية
واحدة: 6/ 148 ولم أجد له ترجمة.
__________
(1) ليست في المحمودية.
(2) القائل هو الواقدي.
(3) القائل هو الواقدي.
(1/436)
428- وحدثني «1» عبد الرحمن بن أبي الزناد.
عن أبي وجزة السعدي. عن علي بن حسين. قال: وغير هؤلاء أيضا
«2» قد حدثني.
429- قال محمد بن سعد: وأخبرنا علي بن محمد. عن يحيى بن
إسماعيل ابن أبي المهاجر. عن أبيه.
430- وعن لوط بن يحيى الغامدي. عن محمد بن بشير الهمداني.
وغيره.
__________
428- إسناده ضعيف.
- عبد الرحمن بن أبي الزناد مولى قريش. صدوق تغير حفظه لما
قدم بغداد.
تقدم في (65) .
- أبو وجزة هو يزيد بن عبيد السعدي. المدني. الشاعر. ثقة.
من الخامسة (تق: 2/ 368) .
429- إسناده ضعيف. ومنقطع. إسماعيل بن أبي المهاجر لم يدرك
الحسين.
- يحيى بن إسماعيل بن عبيد الله بن أبي المهاجر مولى مخزوم
من أهل الشام يروي عن أبيه وعنه الوليد بن مسلم وأبو مسهر
وابنه عبد الرحمن. قال أبو حاتم:
ليس به بأس. وذكره ابن حبان في الثقات (الجرح والتعديل: 9/
126، والثقات: 9/ 251) .
- إسماعيل بن عبيد الله بن أبي المهاجر المخزومي مولاهم.
الدمشقي. ثقة. من الرابعة. (تق: 1/ 72) .
430- إسناده ضعيف جدا.
- لوط بن يحيى الغامدي أبو مخنف. أخباري شيعي تألف لا يوثق
به. مات قبل سنة 170 هـ (الميزان: 3/ 420) .
- محمد بن بشير الهمداني شيخ لأبي مخنف. وله في الطبري من
طريق أبي مخنف ثلاث روايات ولكن عنده بشر بدل بشير. انظر
فهرس تاريخ الطبري: 10/ 393.
__________
(1) القائل هو الواقدي.
(2) (أيضا) ليست في الأصل.
(1/437)
431- وعن محمد بن الحجاج. عن عبد الملك بن
عمير.
432- وعن هارون بن «1» عيسى. عن يونس بن أبي إسحاق. عن
أبيه.
433- وعن يحيى بن زكريا بن أبي زائدة. عن مجالد. عن
الشعبي.
__________
431- إسناده ضعيف جدا.
- محمد بن الحجاج اللخمي الواسطي. روى عن مجالد وعبد الملك
بن عمير.
وروى عنه سريج بن يونس ومحمد بن سفيان الأسدي. قال ابن
معين: ليس بثقة. وقال أبو حاتم: هو كذاب ذاهب الحديث
(الجرح والتعديل: 7/ 234) .
- عبد الملك بن عمير بن سويد اللخمي الكوفي. ثقة فقيه.
تغير حفظه. وربما دلس. من الثالثة. (تق: 1/ 521) .
432- إسناده ضعيف.
- هارون بن أبي عيسى. كاتب محمد بن إسحاق. صاحب السيرة.
قال البخاري: يخطئ في غير حديث ابن إسحاق (التاريخ الكبير:
8/ 224) وذكره العقيلي في الضعفاء: 4/ 358. وذكره ابن حبان
في الثقات:
9/ 238. وقال ابن حجر في التقريب 2/ 312: مقبول من
الثامنة.
433- إسناده ضعيف.
- يحيى بن زكريا بن أبي زائدة. ثقة متقن. تقدم في (417) .
تخريجه:
جمع ابن سعد الروايات في مقتل الحسين في متن واحد. وذكر
جملة من الأسانيد.
فجمع الأسانيد. ولم يبين ما روى كل واحد. وهذه الأسانيد.
كما ترى لا يسلم منها إسناد من ضعف. على اختلاف درجات
الضعف. وبعض ما رواه في مقتل الحسين. أخرجه ابن عساكر في
تاريخ دمشق: 5/ ل 63 وما بعدها من طريق ابن سعد وبأسانيده.
كما ذكره الذهبي. في سير أعلام النبلاء: 3/ 293 وما بعدها.
وأيضا ابن كثير في البداية والنهاية: 8/ 161 وكلاهما عن
ابن سعد.
__________
(1) هكذا بالمخطوطة وفي كتب الرجال التي ترجمت له: هارون
بن أبي عيسى.
(1/438)
قال ابن سعد: وغير هؤلاء أيضا قد حدثني في
هذا الحديث بطائفة فكتبت جوامع حديثهم في مقتل الحسين رحمة
الله عليه ورضوانه وصلواته وبركاته. قالوا: لما بايع
معاوية بن أبي سفيان الناس «1» ليزيد بن معاوية. كان حسين
بن علي بن أبي طالب ممن لم يبايع له. وكان أهل الكوفة
يكتبون إلى حسين يدعونه إلى الخروج إليهم في خلافة معاوية.
كل ذلك يأبى. فقدم منهم قوم إلى محمد بن الحنفية. فطلبوا
إليه أن يخرج معهم. فأبى وجاء إلى الحسين فأخبره بما عرضوا
عليه وقال «2» : إن القوم إنما يريدون أن يأكلوا بنا
ويشيطوا «3» دماءنا. فأقام حسين على ما هو عليه من الهموم.
مرة يريد أن يسير إليهم. ومرة يجمع الإقامة. فجاءه أبو
سعيد الخدري فقال: يا أبا عبد الله إني لكم ناصح وإني
عليكم مشفق. وقد بلغني أنه كاتبك قوم من شيعتكم بالكوفة
يدعونك إلى الخروج إليهم.
فلا تخرج [فإني سمعت أباك رحمه الله يقول بالكوفة: والله
لقد مللتهم وأبغضتهم.
وملوني وأبغضوني وما بلوت منهم وفاءا. ومن فاز بهم فاز
بالسهم الأخيب.
والله ما لهم نيات ولا عزم أمر. ولا صبر على السيف] «4» .
__________
(1) (الناس) ليست في الأصل.
(2) في البداية والنهاية: 8/ 161 فقال له الحسين.
(3) يشيطوا دماءنا: أي يهلكوها ويذهبوا بها (اللسان: 7/
338 مادة شيط) .
(4) تاريخ دمشق: 5/ ل 63 وسير أعلام النبلاء: 3/ 294.
(1/439)
[قال: وقدم المسيب بن نجبة «1» الفزاري
وعدة معه إلى الحسين بعد وفاة الحسن فدعوه إلى خلع معاوية
وقالوا: قد علمنا رأيك ورأي أخيك فقال:
إني أرجو أن يعطي الله أخي على نيته في حبه الكف. وأن
يعطيني على نيتي في حبي جهاد الظالمين] «2» .
وكتب مروان بن الحكم إلى معاوية: إني لست آمن أن يكون حسين
مرصدا للفتنة. وأظن يومكم من حسين طويلا «3» .
فكتب معاوية إلى الحسين: إن من أعطى الله صفقة يمينه وعهده
لجدير بالوفاء. وقد أنبئت أن قوما من أهل الكوفة قد دعوك
إلى الشقاق. وأهل العراق من قد جربت. قد أفسدوا على أبيك.
وأخيك. فاتق الله. واذكر الميثاق فإنك متى تكدني أكدك «4»
.
فكتب إليه الحسين: أتاني كتابك وأنا بغير الذي بلغك عني
جدير.
والحسنات لا يهدي لها إلا الله وما أردت لك محاربة ولا
عليك خلافا.
وما أظن لي عند الله عذرا في ترك جهادك. وما أعلم فتنة
أعظم من ولايتك أمر الأمة.
فقال معاوية: إن أثرنا بأبي عبد الله إلا أسدا «5» .
وكتب إليه معاوية أيضا في بعض ما بلغه عنه: إني لأظن أن في
رأسك نزوة فوددت أني أدركتها فأغفرها لك «6» .
__________
(1) المسيب بن نجبة- بفتح النون والجيم والباء الموحدة-
ابن ربيعة الفزاري. مخضرم شهد القادسية. وشهد مع علي الجمل
وصفين. وقتل يوم عين الوردة مع التوابين الذين تابوا من
خذلان الحسين (الطبقات الكبرى: 6/ 216) .
(2) تاريخ دمشق: 5/ ل 63.
(3) المصدر السابق: 5/ ل 63.
(4) المصدر السابق: 5/ ل 64.
(5) المصدر السابق: 5/ ل 64.
(6) المصدر السابق: 5/ ل 64.
(1/440)
434- قال: أخبرنا علي بن محمد. عن جويرية
بن أسماء. عن مسافع ابن شيبة. قال: لقي الحسين معاوية بمكة
عند الردم «1» . فأخذ بخطام راحلته فأناخ به. ثم سارة حسين
طويلا وانصرف. فزجر معاوية راحلته فقال له يزيد: لا يزال
رجل قد عرض لك فأناخ بك. قال: دعه فلعله يطلبها من غيري
فلا يسوغه «2» فيقتله.
رجع الحديث إلى الأول:
قالوا «3» : ولما حضر معاوية. دعا يزيد بن معاوية فأوصاه
بما أوصاه به وقال «4» : انظر حسين بن علي بن فاطمة بنت
رسول الله ص. فإنه أحب الناس إلى الناس فصل رحمه. وارفق به
يصلح لك أمره. فإن يك منه شيء فإني أرجو أن يكفيكه الله
بمن قتل أباه وخذل أخاه.
__________
434- إسناده حسن.
- جويرية بن أسماء بن عبيد الضبعي. صدوق. تقدم في (318) .
- مسافع بن عبد الله بن شيبة بن عثمان العبدري أبو سليمان
الحجبي وقد ينسب لجده. ثقة. من الثالثة (تق: 2/ 241) .
تخريجه:
أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق: 5/ ل 64 نقلا عن طبقات ابن
سعد.
وانظر: سير أعلام النبلاء: 3/ 295.
__________
(1) الردم: بفتح الراء المشددة وسكون الدال المهملة- موضع
بمكة يقال له: ردم بني قراد. وردم بني جمح. حيث اقتتل قوم
من بني جمح وبني محارب في هذا الموضع فردموا موتاهم. فسمي
المكان بذلك (المعالم الجغرافية في السيرة: ص 140) .
(2) لا يسوغه: أي لا يجيز ذلك له (انظر مادة سوغ في لسان
العرب: 8/ 435) .
(3) في الأصل:، قال، وما أثبتناه من المحمودية وهو مقتضى
السياق.
(4) في المحمودية:، وقال له،.
(1/441)
وتوفي معاوية ليلة النصف من رجب سنة ستين
«1» . وبايع الناس ليزيد.
فكتب يزيد مع عبد الله بن عمرو بن أويس العامري- عامر بن
لؤي- إلى الوليد «2» بن عتبة بن أبي سفيان وهو على
المدينة. أن ادع الناس فبايعهم. وابدأ بوجوه قريش. وليكن
أول من تبدأ به الحسين بن علي. فإن أمير المؤمنين عهد إلي
في أمره الرفق به واستصلاحه. فبعث الوليد بن عتبة من
ساعته- نصف الليل- إلى الحسين بن علي وعبد الله «3» بن
الزبير فأخبرهما بوفاة معاوية ودعاهما إلى البيعة ليزيد.
فقالا: نصبح وننظر ما يصنع الناس «4» . [ووثب الحسين فخرج
وخرج معه ابن الزبير وهو يقول: هو يزيد الذي تعرف «5» .
والله ما حدث له حزم ولا مروءة.] وقد كان الوليد أغلظ
للحسين فشتمه الحسين. وأخذ بعمامته فنزعها من رأسه. فقال
الوليد: إن أهجنا بأبي عبد الله إلا أسدا.
__________
(1) هذا الذي ذكره هو قول الواقدي. وقد قال الطبري في
تاريخه 5/ 323: اختلف في وقت وفاته بعد إجماع جميعهم على
أن هلاكه كان في سنة ستين من الهجرة وفي رجب منها. وممن
حكى الإجماع على هذا. ابن كثير في البداية والنهاية: 8/
142. وقد ذكر الطبري ثلاثة أقوال في يوم وفاته من شهر رجب
أحدها: قول الواقدي. والآخر: قول ابن الكلبي وإنه لهلال
رجب. والثالث: قول المدائني لثمان بقين من رجب. ونسبه ابن
كثير 8/ 143: لابن إسحاق وزاد قولا رابعا. نسبه لليث بن
سعد. أن وفاته. كانت لأربع خلت من رجب.
(2) الوليد بن عتبة بن أبي سفيان ابن أخي معاوية. تولى
المدينة لمعاوية. ولابنه يزيد. ثم سكن دمشق. وكان بها أيام
بايع الضحاك بن قيس لابن الزبير. فأنكر ذلك فحبسه الضحاك.
وكان جوادا حليما (راجع تاريخ دمشق: 17/ ل 861) .
(3) في الأصل: وعنده عبد الله وما أثبت من نسخة المحمودية
وابن عساكر.
(4) (الناس) ساقطة من الأصل واستدركت من المحمودية.
(5) في المحمودية:، نعرف،.
(1/442)
فقال له مروان أو بعض جلسائه: اقتله قال:
إن ذاك لدم مضنون «1» في بني عبد مناف «2» . فلما صار
الوليد إلى منزله. قالت له امرأته أسماء بنت عبد الرحمن بن
الحارث بن هشام: أسببت حسينا؟ قال: هو بدأ فسبني.
قالت: وإن سبك حسين «3» تسبه. وإن سب أباك تسب أباه!! قال
«4» :
لا. وخرج الحسين وعبد الله بن الزبير من ليلتهما إلى مكة.
فأصبح «5» الناس فغدوا على البيعة ليزيد. وطلب الحسين وابن
الزبير فلم يوجدا. فقال المسور بن مخرمة: عجل أبو عبد
الله. وابن الزبير الآن يلفته ويزجيه»
إلى العراق ليخلو بمكة. فقدما مكة. فنزل الحسين دار العباس
ابن عبد المطلب. ولزم ابن الزبير الحجر ولبس المعافري «7»
. وجعل يحرض الناس على بني أمية. وكان يغدو ويروح إلى
الحسين. ويشير عليه أن يقدم العراق ويقول: هم شيعتك وشيعة
أبيك. وكان «8» عبد الله بن عباس ينهاه عن ذلك «9» ويقول:
لا تفعل. وقال له عبد الله بن مطيع «10» : أي فداك
__________
(1) في سير أعلام النبلاء: 3/ 295، مصون،.
(2) انظر تاريخ دمشق: 5/ ل 64 وكذا سير أعلام النبلاء: 3/
295.
(3) (حسين) من المحمودية.
(4) (قال لا) من نسخة المحمودية. وانظر تاريخ دمشق: 5/ ل
64.
(5) في المحمودية: وأصبح.
(6) يلفته: أي يصرفه. ويزجيه: أي يدفعه (انظر لسان العرب
مادة: لفت، ومادة زجج: 3/ 85، 286) .
(7) المعافري- بفتح الميم- برود باليمن منسوبة إلى معافر
قبيلة يمنيه (لسان العرب مادة: عفر: 4/ 259) .
(8) في المحمودية: (فكان) .
(9) انظر الخبر في سير أعلام النبلاء: 3/ 295.
(10) ترجمه ابن سعد في الطبقة الأولى من تابعي أهل المدينة
(انظر الطبقات الكبرى: 5/ 144) .
(1/443)
أبي وأمي متعنا بنفسك ولا تسر إلى العراق
فو الله لئن قتلك هؤلاء القوم ليتخذنا خولا «1» وعبيدا.
ولقيهما عبد الله بن عمر وعبد الله بن عياش بن أبي ربيعة
«2» بالأبواء «3» منصرفين من العمرة. فقال لهما ابن عمر:
أذكركما الله. إلا رجعتما فدخلتما في صالح ما يدخل فيه
الناس. وتنظرا «4» . فإن اجتمع الناس عليه لم تشذا.
وإن افترق عليه كان الذي تريدان «5» .
وقال ابن عمر لحسين: لا تخرج فإن رسول الله ص خيره الله
بين الدنيا والآخرة فاختار الآخرة. وأنت «6» بضعة منه ولا
تنالها- يعني الدنيا- فاعتنقه وبكى وودعه «7» . فكان ابن
عمر يقول: غلبنا حسين على الخروج.
ولعمري لقد رأى في أبيه وأخيه عبرة. ورأى من الفتنة وخذلان
الناس لهم.
__________
(1) خولا: أي خدما (اللسان مادة: خول: 11/ 225) وانظر
الخبر في تاريخ دمشق: 5/ 64. وسير أعلام النبلاء: 3/ 296.
وبسياق آخر في تاريخ الطبري: 5/ 351 من طريق أبي مخنف.
وأيضا: 5/ 395 من تاريخ الطبري بسياق مخالف للسابق حيث
قال: إنه لقي ابن مطيع على ماء من مياه العرب وهو في طريقه
إلى الكوفة.
(2) ذكره ابن سعد في الطبقة الأولى من تابعي أهل المدينة
(الطبقات الكبرى: 5/ 28) .
(3) الأبواء: واد من أودية الحجاز كثير المياه والزرع
وينحدر إلى البحر مارا ببلدة مستورة ويسمى اليوم وادي
الخريبة (المعالم الجغرافية في السيرة: ص 14) .
(4) في الأصل: وتنظروا. وما أثبت من المحمودية.
(5) انظر الخبر في تاريخ دمشق: 5/ 65. وسير أعلام النبلاء:
3/ 296 وفي تاريخ الطبري: 5/ 343 أن اللذين لقياهما في
طريق مكة هما عبد الله بن عمر وعبد الله بن عباس.
(6) في المحمودية:، وإنك،.
(7) أخرج ابن حبان في صحيحه رقم (2242) من موارد الظمآن أن
ابن عمر: لحق حسين حين توجه إلى العراق على مسيره يومين أو
ثلاثة وقال له هذا القول.
(1/444)
ما كان ينبغي له أن لا يتحرك ما عاش. وأن
يدخل في صالح ما دخل فيه الناس فإن الجماعة خير «1» .
وقال له ابن عياش: أين تريد يا ابن فاطمة؟ قال: العراق
وشيعتي فقال: إني لكاره لوجهك هذا. تخرج إلى قوم قتلوا
أباك وطعنوا أخاك حتى تركهم سخطة وملة لهم. أذكرك الله أن
تغرر بنفسك «2» .
وقال أبو سعيد الخدري: غلبني الحسين على الخروج. وقد قلت
له: اتق الله في نفسك والزم بيتك فلا تخرج على إمامك «3» .
وقال أبو واقد الليثي «4» : بلغني خروج حسين فأدركته بملل
«5» .
فناشدته الله أن لا يخرج فإنه يخرج في غير وجه خروج. إنما
يقتل نفسه.
فقال: لا أرجع «6» .
وقال جابر بن عبد الله: كلمت حسينا فقلت: اتق الله ولا
تضرب الناس بعضهم ببعض. فو الله ما حمدتم ما صنعتم فعصاني
«7» .
__________
(1) تاريخ دمشق: 5/ ل 65. وسير أعلام النبلاء: 3/ 296.
ويحذف آخر الخبر. وانظر البداية والنهاية: 8/ 163.
(2) تاريخ دمشق: 5/ ل 65. وسير أعلام النبلاء: 3/ 296.
والبداية والنهاية: 8/ 163. وفيها جميعها أن القائل للحسين
هو ابن عباس ولعله تصحيف توارد عليه النساخ.
(3) تاريخ دمشق: 5/ ل 65. وسير أعلام النبلاء: 3/ 296.
والبداية والنهاية: 8/ 163.
(4) أبو واقد الليثي مشهور بكنيته واختلف في اسمه على
أقوال. صحابي. شهد الفتح وحنين وتبوك مع رسول الله ص. سكن
مكة ومات بها. (الإصابة: 7/ 455) .
(5) ملل: بالتحريك اسم موضع في طريق مكة بين الحرمين وهو
إلى المدينة أقرب. بينه وبينها ثمانية عشر ميلا (معجم
البلدان: 5/ 194) .
(6) تاريخ دمشق: 5/ ل 65. ومثله في البداية والنهاية: 8/
163.
(7) المصدران السابقان.
(1/445)
وقال سعيد بن المسيب: لو أن حسينا لم يخرج
لكان خيرا له «1» .
وقال أبو سلمة بن عبد الرحمن «2» : قد كان ينبغي لحسين أن
يعرف أهل العراق ولا يخرج إليهم. ولكن شجعه على ذلك ابن
الزبير «3» .
وكتب إليه المسور بن مخرمة: إياك أن تغتر بكتب أهل العراق.
ويقول لك ابن الزبير: الحق بهم فإنهم ناصروك. إياك أن تبرح
الحرم.
فإنهم إن كانت لهم بك حاجة فسيضربون إليك آباط الإبل حتى
يوافوك.
فتخرج في قوة وعدة. فجزاه خيرا وقال: أستخير الله في ذلك
«4» .
وكتبت إليه عمرة بنت عبد الرحمن «5»
: تعظم عليه ما يريد أن يصنع.
وتأمره بالطاعة ولزوم الجماعة. وتخبره أنه إنما يساق إلى
مصرعه وتقول:
52/ 8/ اأشهد [لحدثتني/ عائشة أنها سمعت رسول الله ص
يقول:، يقتل حسين بأرض بابل] ،. فلما قرأ كتابها [قال: فلا
«6»
بد لي إذا من
__________
(1) تاريخ دمشق: 5/ ل 65. ومثله في البداية والنهاية: 8/
163. وسير أعلام النبلاء: 3/ 296.
(2) أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف الزهري مشهور بكنيته
وقيل: اسمه عبد الله. وقيل: إسماعيل. ذكره ابن سعد في
الجيل الثاني من الطبقة الأولى من المدنيين (الطبقات
الكبرى: 5/ 155، وسير أعلام النبلاء: 4/ 287) .
(3) تاريخ دمشق: 5/ ل 65. والبداية والنهاية: 8/ 163.
(4) المصدران السابقان.
(5) عمرة بنت عبد الرحمن بن سعد بن زرارة الأنصارية تلميذة
عائشة أم المؤمنين. فقيهة عالمة. قيل لأبيها صحبة أما جدها
سعد. فهو من قدماء الصحابة وهو أخو أسعد بن زرارة أحد
النقباء في العقبة. قال الذهبي: كانت عالمة فقيهة حجة
كثيرة العلم. ذكرها ابن سعد فيمن كان يفتي من التابعين في
المدينة بعد الصحابة. (الطبقات الكبرى: 2/ 387، 8/ 480،
وسير أعلام النبلاء: 4/ 507) .
(6) في المحمودية:، لا بد لي،.
(1/446)
مصرعي ومضى] «1» .
وأتاه أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام «2»
. فقال: يا ابن عم. إن الرحم تضارني «3»
. وما أدري كيف أنا عندك في النصيحة لك.
قال: يا أبا بكر ما أنت ممن يستغش ولا يتهم. فقل. فقال «4»
: قد رأيت ما صنع أهل العراق بأبيك وأخيك وأنت تريد أن
تسير إليهم وهم عبيد الدنيا.
فيقاتلك من قد وعدك أن ينصرك. ويخذلك من أنت أحب إليه ممن
ينصره.
فأذكرك الله في نفسك. [فقال: جزاك الله يا ابن عم خيرا
فلقد «5»
اجتهدت رأيك. ومهما يقضي الله من أمر يكن. فقال أبو بكر:
أنا لله. عند الله نحتسب أبا عبد الله] «6» .
وكتب عبد الله بن جعفر بن أبي طالب إليه كتابا يحذره أهل
الكوفة.
ويناشده الله أن يشخص إليهم. فكتب إليه الحسين: إني رأيت
رؤيا. ورأيت فيها رسول الله ص. وأمرني بأمر أنا ماض له.
ولست بمخبر بها أحدا حتى ألاقي عملي «7» .
__________
(1) تاريخ دمشق: 5/ ل 65. وسير أعلام النبلاء: 3/ 296.
والبداية والنهاية: 8/ 163. والحديث الذي أشارت له سبق
تخريجه في رقم (413) وهو ضعيف عن عائشة فليراجع.
(2) هو المخزومي أحد الفقهاء السبعة في المدينة النبوية
والصحيح أن كنيته اسمه وكان ضريرا. ويلقب براهب قريش لكثرة
عبادته. وتوفي سنة أربع وتسعين وهي التي يقال لها: سنة
الفقهاء. لكثرة من مات فيها منهم (الطبقات الكبرى: 5/ 207،
سير أعلام النبلاء: 4/ 416) .
(3) تضارني: أي تدفعني لإبداء النصح لك (راجع مادة ضرر في
لسان العرب) .
(4) في المحمودية:، قال،.
(5) في المحمودية:، فقد،.
(6) تاريخ دمشق: 5/ ل 65. والبداية والنهاية: 8/ 163.
(7) أخرجه الطبراني في تاريخه: 5/ 388 بسياق مختلق من طريق
أبي مخنف. وانظر المصدرين السابقين.
(1/447)
وكتب إليه عمرو بن سعيد بن العاص»
: إني أسأل الله أن يلهمك رشدك. وأن يصرفك عما يرديك.
بلغني أنك قد اعتزمت على الشخوص إلى العراق. فإني أعيذك
بالله من الشقاق. فإن كنت خائفا. فأقبل إلى فلك عندي
الأمان والبر والصلة. فكتب إليه الحسين: إن كنت أردت
بكتابك إلى بري وصلتي فجزيت خيرا في الدنيا والآخرة. وأنه
لم يشاقق من دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إنني من
المسلمين. وخير الأمان أمان الله. ولم يؤمن بالله من لم
يخفه في الدنيا. فنسأل الله مخافة في الدنيا توجب لنا أمان
الآخرة عنده «2» .
وكتب يزيد بن معاوية إلى عبد الله بن عباس يخبره بخروج
الحسين إلى مكة. ونحسبه جاءه رجال من أهل هذا المشرق فمنوه
الخلافة. وعندك منهم خبرة وتجربة «3»
. فإن كان فعل فقد قطع واشج القرابة. وأنت كبير أهل بيتك
والمنظور إليه. فاكففه عن السعي في الفرقة «4» .
وكتب بهذه الأبيات إليه وإلى من بمكة والمدينة من قريش «5»
:
__________
(1) عمرو بن سعيد بن العاص الأموي. كان أميرا على مكة. ثم
ولاه يزيد المدينة. بعد خلع الوليد بن عتبة عنها. وسير
جيشا بأمر يزيد لغزو ابن الزبير بمكة. وقتله عبد الملك بن
مروان في أيام خلافته (الطبقات الكبرى: 5/ 237) .
(2) تاريخ الطبري: 5/ 388 من طريق أبي مخنف وبسياق آخر.
تاريخ دمشق: 5/ ل 66. والبداية والنهاية: 8/ 164.
(3) سياق العبارة في نسخة الأصل هكذا (وعندك علم منهم
أخبره وتجربة) وما أثبت من المحمودية وتاريخ دمشق: 5/ ل
66.
(4) تاريخ دمشق: 5/ ل 66. والبداية والنهاية: 8/ 164.
(5) تاريخ دمشق: 5/ ل 66.
(1/448)
يا أيها الراكب الغادي لطيته «1» ... على
عذافرة «2»
في سيرها قحم «3»
أبلغ قريشا على نأى «4»
المزار بها ... بيني وبين حسين الله والرحم
وموقف بفناء البيت أنشده ... عهد الإله وما توفي به الذمم
«5»
عنيتم «6»
قومكم فخرا بأمكم ... أم لعمري حصان عفة «7»
كرم
هي التي لا يداني فضلها أحد ... بنت الرسول وخير الناس قد
علموا
وفضلها لكم فضل وغيركم ... من قومكم لهم في فضلها قسم
إني لأعلم أو ظنا كعالمه ... والظن يصدق أحيانا فينتظم
أن سوف يترككم ما تدعون «8»
بها ... قتلى تهاداكم العقبان والرخم
ما قومنا لا تشبوا الحرب إذ سكنت «9»
ومسكوا بحال السلم واعتصموا «10»
/
قد غرت «11»
الحرب من قد كان قبلكم ... من القرون وقد بادت بها الأمم
فأنصفوا قومكم لا تهلكوا بذخا ... فرب ذي بذخ زلت به القدم
«12»
__________
(1) طيته: حاجته.
(2) العذافرة: الناقة الشديدة العظيمة (اللسان: 4/ 555) .
(3) قحم: أي سريعة تطوي المنازل وتتقحمها منزلا بعد منزل
(نفس المصدر: 12/ 464) .
(4) في تاريخ الطبري: 8/ 202: على شحط المزار.
(5) في تاريخ الطبري: وما ترعى له الذمم.
(6) في تاريخ الطبري: عنفتم.
(7) في تاريخ الطبري: (برة) ، وكذا تاريخ دمشق. والبداية
والنهاية.
(8) في تاريخ الطبري:، ما تطلبون بها،.
(9) في تاريخ الطبري:، إذ خمدت،.
(10) في تاريخ الطبري: بعد هذا البيت بيت آخر لم يذكره ابن
سعد وهو قوله:
لا تركبوا البغي إن البغي مصرعة ... وإن شارب كأس البغي
يتّخم
(11) في تاريخ الطبري: قد جرت الحرب.
(12) الشعر ليزيد بن معاوية وهو في تاريخ الطبري: 8/ 202
من رواية عيسى بن دأب. وفي تاريخ دمشق: 5/ ل 66. وفي
البداية والنهاية: 8/ 164.
(1/449)
قال: فكتب إليه عبد الله بن عباس: إني أرجو
أن لا يكون خروج الحسين لأمر تكرهه. ولست أدع النصيحة له
فيما يجمع «1»
الله به الألفة ويطفي به النائرة «2» .
ودخل عبد الله بن عباس على الحسين: فكلمه طويلا «3»
وقال: أنشدك الله أن تهلك غدا بحال مضيعة. لا تأتي العراق.
وإن كنت لا بد فاعلا فأقم حتى ينقضي الموسم وتلقى الناس
وتعلم على ما يصدرون. ثم ترى رأيك.
وذلك في عشر ذي الحجة سنة ستين «4» .
فأبى الحسين إلا أن يمضي إلى العراق. فقال له ابن عباس:
والله إني لأظنك ستقتل غدا بين نسائك وبناتك كما قتل عثمان
بين نسائه وبناته. والله إني لأخاف أن تكون الذي يقاد به
عثمان. ف إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ.
فقال الحسين «5» : أبا العباس إنك شيخ قد كبرت.
فقال ابن عباس: لولا أن يزري ذلك بي أو بك لنشبت يدي في
رأسك.
ولو أعلم أنا إذا تناصينا أقمت لفعلت. ولكن لا أخال ذلك
نافعي.
[فقال له الحسين: لئن أقتل بمكان كذا وكذا أحب إلي أن
تستحل بي- يعني مكة]- قال: فبكى ابن عباس وقال: أقررت عين
ابن الزبير فذلك الذي سلى بنفسي عنه «6» .
__________
(1) في المحمودية:، في كل ما يجمع،.
(2) النائرة: الفتنة والعداوة والشحناء (لسان العرب مادة:
نور: 5/ 245) .
(3) في المحمودية، ليلا طويلا،.
(4) تاريخ دمشق: 5/ ل 66. والبداية والنهاية: 8/ 164.
(5) ساقطة من المحمودية.
(6) تاريخ الطبري: 5/ 384 من طريق أبي مخنف وبسياق فيه
زيادات. وتاريخ دمشق: 5/ ل 66. وسير أعلام النبلاء: 3/
297. والبداية والنهاية: 8/ 164. 165. وقد أخرج قول ابن
عباس لولا أن يزري ذلك بي أو بك ... وجواب حسين عليه
الطبراني في الكبير: 3/ 119 وقال الهيثمي في المجمع 9/
192: رجاله رجال الصحيح. وهو كما قال. خلا شيخ الطبراني.
علي بن عبد العزيز أبو الحسن البغوي. قال أبو حاتم: صدوق.
وقال الذهبي: الصدوق شيخ الحرم. ومقته النسائي لكونه يأخذ
على الحديث أجره. انظر تذكرة الحفاظ: 2/ 622.
(1/450)
ثم خرج عبد الله بن عباس من عنده وهو مغضب.
وابن الزبير على الباب. فلما رآه قال: يا ابن الزبير قد
أتى ما أحببت. قرت عينك. هذا أبو عبد الله يخرج ويتركك
والحجاز.
يا لك من قنبرة بمعمر ... خلا لك الجو فبيضي واصفري
ونقري ما شئت أن تنقري «1»
وبعث حسين إلى المدينة. فقدم عليه من خف معه من بني عبد
المطلب.
وهم تسعة عشر رجلا. ونساء وصبيان من أخواته وبناته
ونسائهم. وتبعهم محمد بن الحنفية فأدرك حسينا بمكة. وأعلمه
أن الخروج ليس له برأي يومه هذا. فأبى الحسين أن يقبل.
فحبس محمد بن علي ولده فلم يبعث معه أحدا منهم. حتى وجد
الحسين في نفسه على محمد. [وقال: ترغب بولدك عن موضع أصاب
فيه] .
فقال محمد: وما حاجتي أن تصاب ويصابون معك. وإن كانت
مصيبتك أعظم عندنا منهم. وبعث أهل العراق إلى الحسين الرسل
والكتب يدعونه إليهم. فخرج متوجها إلى العراق في أهل بيته
وستين شيخا من أهل الكوفة.
وذلك يوم الاثنين في عشر ذي الحجة سنة ستين «2» .
__________
(1) انظر المصادر السابقة والرجز ينسب إلى طرفة ابن العبد:
ملحق ديوانه: ص/ 193. وانظر لسان العرب: 5/ 69. والقنبرة
ويروى القبرة ضرب من الطير يشبه الحمرة.
(2) تاريخ دمشق: 5/ ل 67. والبداية والنهاية: 8/ 165.
(1/451)
فكتب «1» مروان إلى عبيد الله بن زياد. أما
بعد: فإن الحسين بن علي قد توجه إليك وهو الحسين بن فاطمة
وفاطمة بنت رسول الله ص. وبالله ما أحد يسلمه الله أحب
إلينا من الحسين. فإياك أن تهيج على نفسك ما لا يسده شيء
ولا تنساه العامة ولا تدع ذكره. والسلام «2» .
54/ 8/ اوكتب/ إليه عمرو بن سعيد بن العاص. أما بعد: فقد
توجه إليك الحسين وفي مثلها تعتق أو تكون عبدا تسترق كما
تسترق العبيد «3» .
435- قال: أخبرنا عبد الله بن الزبير الحميدي. قال: حدثنا
سفيان ابن عيينة. قال: حدثني لبطة بن الفرزدق- وهو في
الطواف وهو مع ابن شبرمة «4» - قال: أخبرني أبي. قال:
خرجنا حجاجا. فلما كنا
__________
435- إسناده ضعيف.
- عبد الله بن الزبير بن عيسى القرشي الحميدي المكي. ثقة
فقيه حافظ. صاحب المسند. من العاشرة. مات سنة 219 هـ (تق:
1/ 415) .
- لبطة- بفتح اللام والباء الموحدة- ابن الفرزدق بن غالب
التميمي المجاشعي.
روى عن أبيه وروى عنه ابن عيينة والقاسم بن الفضل الحداني.
سكت عنه البخاري في التاريخ الكبير: 7/ 251 وأبو حاتم في
الجرح والتعديل: 7/ 183 وذكره ابن حبان في الثقات: 7/ 361.
- الفرزدق: هو همام بن غالب بن صعصعة التميمي أبو فراس
الشاعر. لأبيه رؤية ولجده صحبة روى عن أبي هريرة والحسين
وابن عمر وأبي سعيد وعنه الكميت ومروان وخالد الحذاء وابنه
لبطة وحفيدة أعين بن لبطة. قال الذهبي في المغني في
الضعفاء 2/ 509: ضعفه ابن حبان وقال: كان قذافا للمحصنات
فيجب مجانبة روايته. (انظر من مصادر ترجمته، الجرح
والتعديل: 7/ 93، ومعجم الشعراء للمرزباني (ص 465) ، وسير
أعلام النبلاء: 4/ 590، ولسان الميزان: 4/ 433) .
تخريجه:
أخرجه يعقوب بن سفيان في المعرفة والتاريخ: 2/ 673 من هذا
الطريق. وابن عساكر في تاريخ دمشق: 5/ 67 من طريق ابن سعد.
وأخرجه الطبري في تاريخه: 5/ 386 مطولا وبسياق مختلف من
طريق هشام الكلبي عن عوانة بن الحكم عن لبطة بن الفرزدق.
وهذا إسناد ضعيف جدا وفي متن الخبر ألفاظ منكرة تدل على
الوضع.
__________
(1) في المحمودية:، وكتب،.
(2) تاريخ دمشق: 5/ ل 67. والبداية والنهاية: 8/ 165 وهذا
يعارض الروايات المتقدمة (ص: 361) والتي فيها أن مروان نصح
أمير المدينة بقتله.
(3) المصدران السابقان.
(4) هو عبد الله بن شبرمة بن الطفيل بن حسان الضبي الكوفي
القاضي تابعي ثقة فقيه. توفي سنة 144 هـ (انظر ترجمته في:
أخبار القضاة لوكيع: 3/ 36. وتهذيب الأسماء للنووي: 1/
271، وسير أعلام النبلاء: 6/ 347) .
(1/452)
بالصفاح «1» إذا نحن بركب عليهم اليلامق
«2» ومعهم الدرق «3» . فلما دنوت منهم إذا أنا بحسين بن
علي. فقلت: أي أبو عبد الله. قال: يا فرزدق ما وراءك. قال:
أنت أحب الناس والقضاء في السماء. والسيوف مع بني أمية.
قال: ثم دخلنا مكة فلما كنا بمنى قلت له: لو أتينا عبد
الله بن عمرو فسألناه عن حسين وعن مخرجه فأتينا منزله
بمنى. فإذا نحن بصبية له سود مولدين يلعبون قلنا أين
أبوكم»
؟ قالوا في الفسطاط يتوضأ. فلم نلبث أن خرج علينا من
فسطاطه. فسألناه عن حسين فقال: أما إنه لا يحيك «5» فيه
السلاح. قال: فقلت له: تقول هذا فيه وأنت الذي قاتلته
وأباه. فسبني فسببته. ثم خرجنا حتى أتينا ماء لنا يقال له:
تعشار «6» . فجعل لا يمر بنا
__________
(1) الصفاح: موضع بين حنين وأنصاب الحرم (معجم البلدان: 3/
412) .
(2) اليلامق: جمع يلمق وهو القباء المحشو (لسان العرب: 10/
332) .
(3) الدرق: جمع درقة وهي ترس يتخذ من الجلود (المصدر
السابق: 10/ 95) .
(4) في نسخة الأصل، أبويكم، وما أثبت من المحمودية.
(5) لا يحيك: أي لا يقطع ولا يؤثر (اللسان: 11/ 418) .
(6) تعشار: على وزن تفعال وهو ماء لبني ضبة بالدهناء (معجم
البلدان: 2/ 34) .
(1/453)
أحد إلا سألناه عن حسين. حتى مر بنا ركب
فناديناهم: ما فعل حسين ابن علي؟ قالوا: قتل. فقلت: فعل
الله بعبد الله بن عمرو وفعل.
قال سفيان «1» : ذهب الفرزدق إلى غير المعنى أو قال الوجه.
إنما قال: لا يحيك فيه السلاح ولا يضره القتل مع ما قد سبق
له «2» .
436- قال: أخبرنا عبد الله بن الزبير الحميدي. قال: حدثنا
سفيان.
قال: حدثنا شيعي لنا يقال له العلاء بن أبي العباس. عن أبي
جعفر. عن عبد الله بن عمرو. أنه قال في حسين حين «3» خرج:
أما إنه لا يحيك فيه السلاح.
__________
436- إسناده: فيه من لم نجد له ترجمة. وهو منقطع لأن أبا
جعفر لم يدرك ابن عمرو.
- العلاء بن أبي العباس لم أقف على ترجمته.
تخريجه:
أخرجه الفسوي في المعرفة: 2/ 673 من طريق ابن عيينة به إلا
قوله: شيعي لنا. وأخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق: 5/ ل 67
من طريق ابن سعد به.
__________
(1) هو ابن عيينة راوي الخبر عن لبطة بن الفرزدق.
(2) ذكر هذا التفسير لقول ابن عمرو. يعقوب بن سفيان في
المعرفة: 2/ 673 عن ابن عيينة ولكن جاءت العبارة مضطربة
وغير مفهومة المعنى. ولعله قد حدث تصحيف أحال المعنى. وقد
ذكر الحافظ ابن كثير في البداية والنهاية 8/ 167: تفسيرين
لقول عبد الله بن عمرو، إنه لا يحيك فيه السلاح، قال: أي
السلاح الذي لم يقدر أن يقتل به. والثاني: قيل أراد الهزل
بالفرزدق. قلت: تفسير ابن عيينة أوضح وأقرب.
(3) إضافة يقتضيها السياق. وهي موجودة في تاريخ دمشق: 5/ ل
67.
(1/454)
437- قال: أخبرنا موسى بن إسماعيل. قال:
حدثنا معاوية بن عبد الكريم. عن مروان الأصفر. قال: حدثني
الفرزدق بن غالب. قال: لما خرج الحسين بن علي رحمه الله.
لقيت عبد الله بن عمرو فقلت له: إن هذا الرجل قد خرج فما
ترى؟ قال: أرى أن تخرج معه فإنك إن أردت دنيا أصبتها وإن
أردت آخرة أصبتها. قال: فرحلت نحوه. فلما كنت في بعض
الطريق بلغني قتله. فرجعت إلى عبد الله بن عمرو فقلت: أين
ما قلت لي؟
قال: كان رأيا رأيته.
438- قال: أخبرنا علي بن محمد. عن الهذلي. [أن الفرزدق
قال:
لقيت حسينا فقلت: بأبي أنت. لو أقمت حتى يصدر الناس لرجوت
أن
__________
437- إسناده ضعيف.
- موسى بن إسماعيل هو أبو سلمة التبوذكي. ثقة ثبت. تقدم في
(101) .
- معاوية بن عبد الكريم الثقفي أبو عبد الرحمن البصري
المعروف بالضال. لأنه أضل الطريق إلى مكة فلقب بذلك. صدوق
من صغار السادسة مات سنة 180 هـ (تق: 2/ 260) .
- مروان الأصفر أبو خليفة البصري. ثقة. من الرابعة (تق: 2/
240) .
- الفرزدق هو همام بن غالب الشاعر المعروف. ضعيف. تقدم في
(435) .
تخريجه:
لم أقف على من خرجه غير المصنف وانظر الأثران السابقان
(435، 436) فهما بمعناه.
438- إسناده ضعيف جدا.
- الهذلي هو أبو بكر. سلمى بن عبد الله البصري. ضعيف. تقدم
في (262) .
تخريجه:
لم أقف عليه بهذا السياق عند غير المصنف.
وذكر ابن كثير في البداية والنهاية: 8/ 167 خبرا بمعناه.
(1/455)
يتقصف «1» أهل الموسم معك. فقال: لم آمنهم
يا أبا فراس.] قال: فدخلت مكة فإذا فسطاط وهيئة فقلت لمن
هذا؟ قالوا: لعبد الله بن عمرو بن العاص فأتيته. فإذا شيخ
أحمر. فسلمت فقال: من؟ قلت: الفرزدق. أترى أن أنصر حسينا؟
قال: إذا تصيب أجرا وذخرا قلت: بلا دنيا؟ فأطرق ثم قال: يا
ابن غالب لتتمن خلافة يزيد. فانظرن. فكرهت ما قال. قال «2»
:
55/ 8/ افسببت يزيد ومعاوية قال: مه/ قبحك الله. فغضبت
فشتمته وقمت. ولو حضر حشمه لأوجعوني. فلما قضيت الحج رجعت
فإذا عير فصرخت إلا ما فعل الحسين؟ فردوا علي إلا قتل.
439- قال: أخبرنا علي بن محمد. عن جويرية بن أسماء. وعلي
بن مدرك. عن إسماعيل بن يسار. قال: [لقي الفرزدق حسينا
بالصفاح فسلم عليه. فوصله بأربع مائة دينار. فقالوا: يا
أبا عبد الله. تعطي شاعرا
__________
439- إسناده حسن.
- جويرية بن أسماء الضبعي. صدوق. تقدم في (318) .
- علي بن مدرك الكوفي. مجهول. من السابعة. ذكره الحافظ
تمييزا (تق:
2/ 44) .
- إسماعيل بن يسار هو إسماعيل بن مسلم بن يسار مولى رفاعة
بن رافع الزرقي الأنصاري يعد في المدنيين. قال الذهبي وابن
حجر: صدوق (التاريخ الكبير:
1/ 373، والميزان: 1/ 251، والتقريب: 1/ 74) .
تخريجه:
لم أقف عليه عند غير المصنف.
__________
(1) يتقصف أهل الموسم: أي يجتمعون عليك والتقصف الاجتماع
مع الازدحام. (لسان العرب، مادة: قصف: 9/ 283) .
(2) ساقطة من المحمودية.
(1/456)
مبتهرا «1» قال: إن خير ما أمضيت من مالك
«2» ما وقيت به عرضك.
والفرزدق شاعر لا يؤمن] .
فقال قوم: لإسماعيل: وما عسى أن يقول في الحسين. ومكانه
مكانه.
وأبوه وأمه من قد علمت. قال: اسكتوا فإن الشاعر ملعون. إن
لم يقل في أبيه وأمه قال في نفسه.
440- قال: أخبرنا علي بن محمد. عن جناب بن موسى. عن
الكلبي. عن بحير بن شداد الأسدي. قال: مر بنا الحسين
بالثعلبية «3» فخرجت إليه مع أخي. فإذا عليه جبة صفراء لها
جيب في صدرها. فقال له أخي: إني أخاف عليك. فضرب بالسوط
على عيبه «4» قد حقبها «5» [وقال: هذه كتب وجوه أهل المصر]
.
__________
440- إسناده ضعيف جدا.
- جناب بن موسى شيخ للمدائني لم أقف له على ترجمة.
- الكلبي هو محمد بن السائب متهم بالكذب. تقدم في (147) .
- بجير بن شداد الأسدي. لم أقف له على ترجمة.
تخريجه:
أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق: 5/ ل 69 من طريق ابن سعد
به.
__________
(1) مبتهرا: الابتهار: قول الكذب وادعاء فعل الشيء وهو لم
يفعله. وقيل: هو قذف المحصنات (اللسان: مادة: بهر: 4/ 83،
84) .
(2) ساقطة من الأصل وما أثبتناه من المحمودية.
(3) الثعلبية: من منازل طريق مكة الكوفة. بعد الشقوق وقبل
الخزيمية. وهي ثلثا الطريق إلى الكوفة (معجم البلدان: 2/
78، والمناسك وأماكن طرق الحج: ص 293) .
(4) عيبة: العيبة: وعاء من أدم يكون فيها المتاع (اللسان:
1/ 634 مادة عيب) .
(5) حقب: الحقب- بالتحريك- الحزام الذي يلي حقو البعير
والمراد هنا أنه أردفها خلفه على حقيبة الرحل (اللسان: 1/
325 مادة حقب) .
(1/457)
[بعث الحسين
لمسلم بن عقيل إلى الكوفة]
441- قال: أخبرنا موسى بن إسماعيل. قال: حدثنا جعفر بن
سليمان. عن يزيد الرشك. قال: حدثني من شافه الحسين. قال:
رأيت أبنية مضروبة بفلاة من الأرض فقلت: لمن هذه؟ قالوا:
هذه لحسين قال:
فأتيته فإذا شيخ يقرأ القرآن. قال: والدموع تسيل على خديه
ولحيته. قال:
قلت: بأبي وأمي يا ابن رسول الله. ما أنزلك هذه البلاد
والفلاة التي ليس [بها أحد؟ قال: هذه كتب أهل الكوفة إلي
ولا أراهم إلا قاتلي. فإذا فعلوا ذلك لم يدعوا لله حرمة
إلا انتهكوها فيسلط الله عليهم من يذلهم حتى يكونوا أذل من
فرم الأمة- يعني مقنعتها] «1» -.
ثم رجع الحديث إلى الأول:
قالوا: وقد كان الحسين قدم مسلم بن عقيل بن أبي طالب «2»
إلى الكوفة. وأمره أن ينزل على هانئ بن عروة المرادي «3» .
وينظر إلى اجتماع الناس عليه ويكتب إليه بخبرهم. فقدم مسلم
بن عقيل الكوفة مستخفيا.
وأتته الشيعة «4» . فأخذ بيعتهم. وكتب إلى حسين بن علي:
إني قدمت
__________
441- إسناده ضعيف. لجهالة الواسطة بين يزيد والحسين.
- جعفر بن سليمان الضبعي البصري. صدوق يتشيع. تقدم في
(423) .
- يزيد بن أبي يزيد الضبعي مولاهم البصري. يعرف بالرشك-
بكسر الراء وسكون المعجمة- ثقة عابد وقد وهم من لينه. من
السادسة (تق: 2/ 372) .
- من شافه الحسين- لم أقف على اسمه.
تخريجه:
أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق: 5/ ل 69 من طريق ابن سعد
به.
__________
(1) فرم الأمة: فسرها بقوله: مقنعتها والمقنع: هو ما تغطي
به المرأة رأسها، (انظر اللسان: 8/ 300 مادة قنع) . وقد
تقدم في السند رقم (423) تفسير ذلك من كلام أهل اللغة وأن
الفرم: هو خرقة الحيض ونقل صاحب اللسان قول الحسين هذا.
(2) انظر خبره في تاريخ الطبري: 5/ 347- 50 و 354- وما
بعدها.
(3) انظر خبره ومقتله في المصدر السابق: 5/ 349- 365.
(4) في المحمودية: الشيعية.
(1/458)
الكوفة فبايعني منهم إلى أن كتبت إليك
ثمانية عشر ألفا فعجل القدوم فإنه ليس دونها مانع. فلما
أتاه كتاب مسلم أغذ السير حتى انتهى إلى زبالة «1» . فجاءت
رسل أهل الكوفة إليه بديوان فيه أسماء مائة ألف «2» . وكان
النعمان بن بشير الأنصاري على الكوفة في آخر خلافة معاوية
فهلك وهو عليها. فخاف يزيد أن لا يقدم النعمان على الحسين.
فكتب إلى عبيد الله بن زياد بن أبي سفيان وهو على البصرة.
فضم إليه الكوفة. وكتب إليه بإقبال الحسين إليها. فإن كان
لك جناحان فطر حتى تسبق إليها. فأقبل عبيد الله بن زياد
على الظهر سريعا حتى قدم الكوفة. فأقبل متعمما متنكرا حتى
دخل السوق. فلما رأته السفلة وأهل السوق خرجوا يشتدون بين
يديه وهم يظنون أنه حسين. وذاك أنهم كانوا يتوقعونه.
فجعلوا يقولون لعبيد الله: يا ابن رسول الله. الحمد لله
الذي أراناك.
وجعلوا يقبلون يده ورجله. فقال عبيد الله: لشد ما فسد
هؤلاء. ثم مضى حتى دخل المسجد فصلى ركعتين ثم صعد المنبر
وكشف عن وجهه فلما رآه الناس مال بعضهم على بعض وأقشعوا
«3» عنه.
__________
(1) زبالة: - بضم أوله- منزل بطريق مكة من الكوفة تقع بين
واقصة والثعلبية قال أبو عبيد السكوني: فيها حصن وجامع
لبني غاضرة من بني أسد (معجم البلدان: 3/ 129) .
(2) في تاريخ الطبري: 5/ 374. 375 رواية أخرى من طريق أبي
مخنف فيها أن مسلم ابن عقيل لما قبض عليه ابن زياد بعث
رسولا إلى الحسين يخبره بذلك وينصحه بعدم القدوم فجاءه
الرسول بزبالة.
(3) أقشعوا عنه: ذهبوا وتفرقوا (اللسان: 8/ 274 مادة:،
قشع،) .
(1/459)
وبني عبيد الله بن زياد تلك الليلة بأهله
أم نافع «1» بنت عمارة بن عقبة ابن أبي معيط. وأتى تلك
الليلة برسول الحسين بن علي قد كان أرسله إلى مسلم بن عقيل
يقال له: عبد الله بن بقطر «2» . فقتله. وكان قدم مع عبيد
الله من البصرة شريك بن الأعور الحارثي وكان شيعة لعلي.
فنزل أيضا على هانئ بن عروة. فاشتكى شريك. فكان عبيد الله
يعوده في منزل هانئ.
ومسلم بن عقيل هناك لا يعلم به. فهيئوا لعبيد الله ثلاثين
رجلا يقتلونه إذا دخل عليهم وأقبل عبيد الله فدخل على شريك
يسأل به. فجعل شريك يقول:
ما تنظرون بسلمى أن تحيوها اسقوني ولو كانت فيها نفسي.
فقال عبيد الله ما يقول: قالوا: يهجر «3» . وتحشحش القوم
في البيت. فأنكر عبيد الله ما رأى منهم. فوثب فخرج ودعا
مولى لهانئ بن عروة كان في الشرطة فسأله فأخبره الخبر.
فقال: أولا «4» . ثم مضى حتى دخل القصر وأرسل إلى هانئ ابن
عروة وهو يومئذ ابن بضع وتسعين سنة فقال: ما حملك على أن
تجير عدوي وتنطوي عليه. فقال: يا ابن أخي إنه جاء حق هو
أحق من حقك وحق أهل بيتك. فوثب عبيد الله وفي يده عنزة «5»
فضرب بها رأس هانئ حتى خرج الزج «6» واغترز في الحائط ونثر
دماغ الشيخ فقتله مكانه. وبلغ
__________
(1) تاريخ الطبري: 5/ 365.
(2) ابن كثير. البداية والنهاية: 8/ 168. وعبد الله بن
بقطر أخو الحسين من الرضاعة ويذكر الطبري: 5/ 394. وابن
كثير أيضا: 8/ 168 أن رسول الحسين إلى أهل الكوفة هو قيس
بن مسهر الصيداوي وسيذكره المصنف في (ص: 463) .
(3) انظر تاريخ الطبري: 5/ 363.
(4) هكذا في الأصل وفي المحمودية، أولى، ولم يتضح معناها
لي.
(5) عنزة: العنزة: عصا في قدر نصف الرمح أو أكثر في طرفها
الأعلى سنان مثل سنان الرمح وفي طرفها الأسفل زج كزج الرمح
يتوكأ عليها الشيخ الكبير (انظر لسان العرب: 5/ 384 مادة
عنز) .
(6) الزج: الحديدة التي تركب في أسفل الرمح. وتركز به
الرمح في الأرض.
(1/460)
الخبر مسلم بن عقيل فخرج في نحو من أربع
مائة من الشيعة. فما بلغ القصر إلا وهو في نحو ستين رجلا.
فغربت الشمس واقتتلوا قريبا من الرحبة. ثم دخلوا المسجد
وكثرهم أصحاب عبيد الله بن زياد. وجاء الليل فهرب مسلم حتى
دخل على امرأة من كندة يقال لها: طوعة. فاستجار بها. وعلم
بذلك محمد بن الأشعث بن قيس فأخبر به عبيد الله بن زياد.
فبعث إلى مسلم فجيء به فأنبه وبكته وأمر بقتله. فقال: دعني
أوصي. قال: نعم. فنظر «1» إلى عمر بن سعد بن أبي وقاص
فقال: إن لي إليك حاجة وبيني وبينك رحم.
فقال عبيد الله: انظر في حاجة ابن عمك. فقام إليه فقال: يا
هذا إنه ليس هاهنا رجل من قريش غيرك. وهذا الحسين بن علي
قد أظلك فأرسل إليه رسولا فلينصرف. فإن القوم قد غروه
وخدعوه وكذبوه. وإنه إن قتل لم يكن لبني هاشم بعده نظام.
وعلي دين أخذته منذ قدمت الكوفة فاقضه عني. واطلب جثتي من
ابن زياد فوارها «2» . فقال «3» له ابن زياد: ما قال لك؟
فأخبره بما قال. فقال: قل له: أما مالك فهو لك لا نمنعك
منه وأما حسين. فإن تركنا لم نرده. وأما جثته فإذا قتلناه
لم نبال ما صنع به. ثم أمر به فقتل. فقال عبد الله بن
الزبير الأسدي «4» في ذلك:
إن كنت لا تدرين ما الموت فانظري ... إلى هانئ في السوق
وابن عقيل «5»
__________
(1) في الأصل مكررة.
(2) انظر مقتله ووصيته في تاريخ الطبري: 5/ 376. 377 بسياق
مقارب من طريق أبي مخنف.
(3) من هنا بداية سقط من نسخة المحمودية بمقدار ورقة.
(4) هو عبد الله بن الزبير- بفتح الزاي المشددة والباء
الموحدة مكسورة- بن سليم الأسدي الكوفي. له أخبار مع عبد
الله بن الزبير بن العوام وله ترجمة في تاريخ دمشق (ص:
506) من جزء حرف العين.
(5) أورد الطبري في تاريخه: 5/ 380 هذا الشعر باختلاف في
بعض الألفاظ وفي ترتيب الأبيات. وعددها عنده ثمانية. ونسبه
إلى عبد الله بن الزبير. وقال: ويقال: قاله الفرزدق.
والشعر في مقاتل الطالبيين: ص 108 منسوب لابن الزبير
الأسدي. وأيضا في تاريخ دمشق في ترجمة ابن الزبير الأسدي.
والكامل لابن الأثير: 4/ 36. ونسبه في لسان العرب لسليم بن
سلام الحنفي: 4/ 502.
(1/461)
ترى جسدا قد غير الموت لونه ... ونضح دم قد
سال كل مسيل
أصابهما أمر الإمام فأصبحا ... أحاديث من يهوي «1» بكل
سبيل
ترى»
بطلا قد هشم السيف رأسه «3» ... وآخر يهوي من طمار «4»
قتيل
أيركب أسماء الهماليج آمنا ... وقد طلبته مذ حج بقتيل «5»
فإن أنتم لم تثأروا بأخيكم ... فكونوا بغايا أرضيت بقليل
يعني أسماء بن خارجة الفزاري. كان عبيد الله بن زياد بعثه
وعمرو بن الحجاج الزبيدي إلى هانئ بن عروة. فأعطياه العهود
والمواثيق. فأقبل معهما حتى دخل على عبيد الله بن زياد
فقتله.
قال: وقضى عمر بن سعد دين مسلم بن عقيل. وأخذ جثته فكفنه
ودفنه. وأرسل رجلا إلى الحسين فحمله على ناقة وأعطاه نفقة.
وأمره أن يبلغه ما قال مسلم بن عقيل. فلقيه على أربع مراحل
فأخبره «6» .
وبعث عبيد الله برأس مسلم بن عقيل وهانئ بن عروة إلى يزيد
بن معاوية «7» .
__________
(1) في الطبري: يسري بدل يهوي. تاريخ الطبري: 5/ 380.
(2) في الطبري: إلى بطل.
(3) في الطبري: وجهه.
(4) طمار: الطمار: المكان العالي (اللسان: 4/ 502) .
(5) في الطبري:، بذحول، وهو الثار.
(6) ذكر الطبري في تاريخه: 5/ 375 رواية من طريق أبي مخنف:
أن الذي بعث الرسول إلى الحسين هو محمد بن الأشعث بطلب من
مسلم بن عقيل.
(7) تاريخ الطبري: 5/ 380. والبداية والنهاية: 8/ 157.
(1/462)
وبلغ الحسين قتل مسلم وهانئ فقال له ابنه
علي الأكبر: يا أبه ارجع فإنهم أهل..... «1» وغدرتهم وقلة
وفائهم ولا يفون لك بشيء. فقالت بنو عقيل لحسين: ليس هذا
بحين رجوع. وحرضوه على المضي. [فقال حسين لأصحابه: قد ترون
ما يأتينا وما أرى القوم إلا سيخذلوننا فمن أحب أن يرجع
فليرجع.] فانصرف عنه من «2» صاروا إليه في طريقه وبقي في
أصحابه الذين خرجوا معه من مكة ونفير قليل من صحبه في
الطريق «3» .
فكانت خيلهم اثنين وثلاثين فرسا.
[خروج جيش ابن زياد لملاقاة
الحسين]
قال: وجمع عبيد الله المقاتلة وأمر لهم بالعطاء. وأعطى
الشرط. ووجه حصين بن تميم الطهوي إلى القادسية. وقال له:
أقم بها فمن أنكرته فخذه «4» . وكان حسين قد وجه قيس بن
مسهر الأسدي إلى مسلم بن عقيل قبل أن يبلغه قتله. فأخذه
حصين فوجه به إلى عبيد الله. فقال له عبيد الله:
قد قتل الله مسلما فأقم في الناس فاشتم الكذاب ابن الكذاب.
فصعد قيس المنبر فقال: أيها الناس إني تركت الحسين بن علي
بالحاجر «5» . وأنا رسوله إليكم وهو يستنصركم فأمر به عبيد
الله فطرح من فوق القصر فمات «6» .
ووجه الحصين بن تميم: الحر بن يزيد اليربوعي من بني رياح
في ألف إلى الحسين وقال: سايره ولا تدعه يرجع حتى يدخل
الكوفة وجعجع به «7» .
__________
(1) سقط بمقدار كلمة.
(2) زيادة يقتضيها السياق.
(3) ذكر الطبري في تاريخه: 5/ 398 نحوه من طريق هشام
الكلبي.
(4) انظر المصدر السابق: 5/ 392.
(5) الحاجر: موضع في ديار بني تميم (الروض المعطار: ص 188)
.
(6) انظر تاريخ الطبري: 5/ 395 مع اختلاف يسير في السياق.
(7) انظر تاريخ الطبري: 5/ 408. وابن الأثير. الكامل: 4/
52.
(1/463)
ففعل ذلك الحر بن يزيد. فأخذ الحسين طريق
«1» العذيب «2» حتى نزل الجوف «3» مسقط النجف «4» مما يلي
المائتين «5» . فنزل قصر أبي مقاتل «6» .
فخفق خفقة ثم انتبه يسترجع. [وقال: إني رأيت في المنام
آنفا فارسا يسايرنا ويقول: القوم يسرون والمنايا تسري
إليهم. فعلمت] أنه نعى إلينا أنفسنا «7» .
ثم سار حتى نزل بكربلاء فاضطرب فيه. ثم قال: أي منزل نحن
به؟ قالوا:
بكربلاء. فقال: يوم كرب وبلاء. فوجه إليه عبيد الله بن
زياد عمر بن سعد بن أبي وقاص في أربعة آلاف. وقد كان
استعمله قبل ذلك على الري وهمذان. وقطع ذلك البعث معه.
فلما أمره بالمسير إلى حسين تابى ذلك وكرهه واستعفى منه.
فقال له ابن زياد: أعطى الله عهدا لئن لم تسر إليه وتقدم
عليه. لأعزلنك عن عملك. وأهدم دارك. وأضرب عنقك. فقال:
إذا افعل. فجاءته بنو زهرة. قالوا: ننشدك الله أن تكون أنت
الذي تلي
__________
(1) نهاية السقط في النسخة المحمودية.
(2) العذيب: - تصغير العذب وهو الماء الطيب- وهو موضع قريب
من القادسية من منازل حاج الكوفة وقيل: كان مسلحة للفرس
(معجم البلدان: 4/ 92) .
(3) الجوف: هو المطمئن من الأرض. وهو بلد معروف اليوم في
شمال شرقي المملكة ويتكون من سكاكا ودومة الجندل والقريات
(المعجم الجغرافي، شمال المملكة: 1/ 360) .
(4) النجف: مكان بظهر الكوفة كالمسناة التي تمنع مسيل
الماء. أن يعلو الكوفة ومقابرها. وفيه قبر علي بن أبي طالب
فيما يزعمون (معجم البلدان: 5/ 271) .
(5) المائتين: ذكر ياقوت في معجم البلدان: 5/ 32 تعريفا
لها غير واضح. وقال: إن المائتين هما سعادة ولؤلؤة: 4/
364.
(6) قصر أبي مقاتل: ذكره في معجم البلدان: 4/ 364 باسم قصر
مقاتل. وقال: هو منسوب إلى مقاتل بن حسان. وقال: هو بين
عين التمر والشام. قرب القطقطانة وسلام ثم القريات.
(7) تاريخ الطبري: 5/ 407.
(1/464)
هذا من حسين. فتبقى عداوة بيننا وبين بني
هاشم «1» فرجع إلى عبيد الله فاستعفاه فأبى أن يعفيه. فصمم
وسار إليه «2» . ومع حسين يومئذ خمسون رجلا. وأتاهم من
الجيش عشرون رجلا. وكان معه من أهل بيته تسعة عشر رجلا.
[فلما رأى الحسين عمر بن سعد. قد قصد له في من معه قال: يا
هؤلاء اسمعوا يرحمكم الله ما لنا ولكم؟ ما هذا بكم يا أهل
الكوفة؟ قالوا:
خفنا طرح العطاء قال: ما عند الله من العطاء خير لكم. يا
هؤلاء: دعونا فلنرجع من حيث جئنا] .
قالوا: لا سبيل إلى ذلك قال: فدعوني أمضي إلى الري فأجاهد
الديلم.
قالوا: لا سبيل إلى ذلك. قال: فدعوني أذهب إلى يزيد بن
معاوية فأضع يدي في يده «3» . قالوا: لا. ولكن ضع يدك في
يد عبيد الله بن زياد.
قال: أما هذه فلا. قالوا: ليس لك غيرها. وبلغ ذلك عبيد
الله بن زياد فهم أن يخلي عنه. وقال: والله ما عرض لشيء من
عملي وما أراني إلا مخل سبيله يذهب حيث شاء. قال شمر بن ذي
الجوشن الضبابي «4» : إنك والله إن فعلت وفاتك الرجل لا
تستقيلها أبدا. وإنما كان همة عبيد الله أن يثبت
__________
(1) القضية ليست بقاء العداوة بين بني زهرة وبني هاشم.
وإنما هل الحسين يستحق القتل؟ والرواية كأنها تقرر هذا عند
بني زهرة فهم يتخوفون من بقاء العداوة لا من تبعه الإثم
وقتل النفس التي حرم الله بغير حق!!.
(2) انظر: تاريخ الطبري: 5/ 410.
(3) ذكر ذلك الطبري في تاريخه: 5/ 413 وذكر روايات أخرى.
منها: أن الحسين وعمر بن سعد اتفقا على ترك العسكرين
والذهاب إلى يزيد في الشام. وفي هذا القول نظر. ومنها- كما
يذكر بعض أصحاب الحسين- أنه لم يخيرهم بين هذه الخصال
الثلاث وإنما قال: دعوني فلأذهب في هذه الأرض العريضة حتى
ننظر ما يصير أمر الناس.
(4) شمر بن ذي الجوشن. أبو السابغة الضبابي. قال الذهبي:
ليس بأهل للرواية. فإنه أحد قتلة الحسين. وقد قتل أيام
المختار بن أبي عبيد (انظر: ميزان الاعتدال 2/ 280) .
(1/465)
على العراق. فكتب إلى عمر بن سعد: الآن حين
تعلقته حبالنا يرجو النجاة ولات حين مناص. فناهضه «1» .
وقال لشمر بن ذي الجوشن: سر أنت إلى عمر بن سعد فإن مضى
لما أمرته وقاتل حسينا. وإلا فاضرب عنقه وأنت على الناس
«2» .
قال: وجعل الرجل والرجلان والثلاثة يتسللون إلى حسين من
الكوفة.
فبلغ ذلك عبيد الله فخرج فعسكر بالنخيلة. واستعمل على
الكوفة عمرو بن حريث. وأخذ الناس بالخروج إلى النخيلة وضبط
الجسر. فلم يترك أحدا يجوزه. وعقد عبيد الله للحصين بن
تميم الطهوي على ألفين. ووجهه إلى عمر ابن سعد. مددا له.
وقدم شمر بن ذي الجوشن الضبابي على عمر بن سعد بما أمره به
عبيد الله عشية الخميس لتسع خلون من المحرم سنة إحدى وستين
بعد العصر. فنودي في العسكر فركبوا. وحسين جالس أمام بيته
محتبيا.
فنظر إليهم قد أقبلوا فقال للعباس بن علي بن أبي طالب:
القهم فاسألهم ما بدا لهم. فسألهم. فقالوا: أتانا كتاب
الأمير يأمرنا أن نعرض عليك أن تنزل على حكمه أو نناجزك.
فقال: انصرفوا عنا العشية حتى ننظر ليلتنا هذه فيما عرضتم.
فانصرف عمر «3» . وجمع حسين أصحابه في ليلة عاشوراء ليلة
الجمعة فحمد الله وأثنى عليه وذكر النبي ص وما أكرمه الله
به من النبوة وما أنعم به على أمته وقال: إني لا أحسب
القوم إلا مقاتلوكم غدا وقد أذنت لكم جميعا فأنتم في حل
مني. وهذا الليل قد غشيكم فمن كانت له منكم 59/ 8/ ب قوة
فليضم/ رجلا من أهل بيتي إليه. وتفرقوا في سوادكم حتى يأتي
الله
__________
(1) تاريخ الطبري: 5/ 411. 414.
(2) نفس المصدر.
(3) ذكر الطبري في تاريخه: 5/ 415- 416 مضمون هذا مع تقديم
وتأخير في السياق.
(1/466)
«بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ
فَيُصْبِحُوا عَلى ما أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ
نادِمِينَ» «1» فإن القوم إنما يطلبونني فإذا رأوني لهوا
عن طلبكم.
فقال أهل بيته: لا أبقانا الله بعدك. لا والله لا نفارقك
حتى يصيبنا ما أصابك. وقال ذلك أصحابه جميعا. [فقال:
أثابكم الله على ما تنوون الجنة] «2» .
442- قال: أخبرنا الضحاك بن مخلد «3» أبو عاصم الشيباني.
عن سفيان. [عن أبي الجحاف. عن أبيه. أن رجلا من الأنصار
أتى الحسين فقال:
إن علي دينا فقال: لا يقاتل معي من عليه دين] .
__________
442- إسناده ضعيف.
- الضحاك بن مخلد. ثقة ثبت. تقدم في (56) .
- أبو الجحاف هو داود بن أبي عوف سويد التميمي. صدوق شيعي.
تقدم في (307) .
- أبوه هو سويد التميمي البرجمي أبو عوف. لم أجد له ترجمة.
تخريجه:
أخرجه الطبراني في الكبير: 3/ 123 برقم (2872) عن أبي
الجحاف عن موسى بن عمير عن أبيه. وقال الهيثمي في المجمع
4/ 130: فيه موسى بن عمير لا يعرف. كما قال الذهبي. وانظر
ميزان الاعتدال: 4/ 215.
وأخرج الطبري في تاريخه: 5/ 418 قصة مقاربة من طريق أبي
مخنف.
وانظر الذهبي. سير أعلام النبلاء: 3/ 301.
__________
(1) بعض الآية (52) من سورة المائدة.
(2) تاريخ الطبري: 5/ 418- 419 بسياق مقارب من طريق أبي
مخنف.
(3) في المحمودية، مخالد، وهو خطأ.
(1/467)
443- قال: أخبرنا علي بن محمد. عن أبي
الأسود العبدي. عن الأسود ابن قيس العبدي. [قال: قيل لمحمد
بن بشير الحضرمي «1» : قد أسر ابنك بثغر الري! قال: عند
الله أحتسبه ونفسي. ما كنت أحب أن يؤسر. ولا أن أبقى بعده.
فسمع قوله الحسين فقال له: رحمك الله أنت في حل من بيعتي
فاعمل في فكاك ابنك. قال: أكلتني السباع حيا إن فارقتك
قال:
فأعط ابنك هذه الأثواب والبرود «2» يستعين بها في فكاك»
أخيه. فأعطاه خمسة أثواب قيمتها ألف دينار.]
رجع الحديث إلى الأول: -
[فلما أصبح يومه الذي قتل فيه رحمة الله عليه قال: اللهم
أنت ثقتي في كل كرب. ورجائي في كل شدة. وأنت لي في كل أمر
نزل بي ثقة. وأنت ولي كل نعمة وصاحب كل حسنة] «4» .
[ثم قال حسين لعمر وأصحابه: لا تعجلوا حتى أخبركم خبري.
والله
__________
443- إسناده: فيه من لم نجد له ترجمة.
- أبو الأسود العبدي لم أقف له على ترجمة.
- الأسود بن قيس العبدي. ثقة. تقدم في (254) .
- محمد بن بشير الحضرمي. لم أجد له ترجمة.
تخريجه:
أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق: 5/ ل 50 من طريق المصنف
به.
__________
(1) تقدم في سند (430) الهمداني بدل الحضرمي.
(2) زيادة من نسخة المحمودية.
(3) في المحمودية، في فداء،.
(4) أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق: 5/ ل 70 من طريق أبي
مخنف.
(1/468)
ما أتيتكم حتى أتتني كتب أماثلكم. بأن
السنة قد أميتت والنفاق قد نجم والحدود قد عطلت. فاقدم لعل
الله تبارك وتعالى يصلح بك أمة محمد ص فأتيتكم. فإذا كرهتم
ذلك فأنا راجع عنكم. وارجعوا إلى أنفسكم فانظروا هل يصلح
لكم قتلي أو يحل لكم دمي؟ ألست ابن بنت نبيكم وابن ابن
عمه؟
وابن أول المؤمنين إيمانا «1» ؟. أوليس حمزة والعباس وجعفر
عمومتي؟ أولم يبلغكم قول رسول الله ص في وفي أخي:، هذان
سيدا شباب أهل الجنة؟، «2» فإن صدقتموني وإلا فاسألوا جابر
بن عبد الله. وأبا سعيد الخدري. وأنس بن مالك. وزيد بن
أرقم] «3» . فقال شمر بن ذي الجوشن: هو يَعْبُدُ اللَّهَ
عَلى حَرْفٍ إن كان يدري ما تقول «4» .
فأقبل الحر بن يزيد «5» أحد بني رياح بن يربوع على عمر بن
سعد فقال:
أمقاتل أنت هذا الرجل؟ قال: نعم. قال: أما لكم في واحدة من
هذه الخصال التي عرض رضا. قال: لو كان الأمر إلي فعلت.
فقال سبحان الله ما أعظم هذا. أن يعرض ابن بنت رسول الله ص
عليكم ما يعرض فتأبونه. ثم مال إلى الحسين فقاتل معه حتى
قتل «6» . ففي ذلك يقول الشاعر المتوكل الليثي «7» :
__________
(1) الراجح من أقوال أهل العلم أن أول من أسلم من المسلمين
على الإطلاق خديجة رضي الله عنها. وأبو بكر هو أول من أسلم
من الرجال. وعلي أول من أسلم من الصبيان (انظر البداية
والنهاية: 3/ 24- 29) .
(2) سبق تخريج الحديث وهو حديث صحيح. انظر رقم (200 و 204)
.
(3) هؤلاء من الصحابة الذين ورد الحديث من روايتهم.
(4) من أول الخبر إلى هنا ذكره الذهبي في السير: 3/ 301-
302.
(5) في الأصل، زيد، والتصحيح من المحمودية.
(6) تاريخ الطبري: 5/ 427.
(7) المتوكل بن عبد الله الليثي. نزل الكوفة وكان في أيام
معاوية. وله ترجمة في معجم الشعراء للمرزباني ص 409.
(1/469)
لنعم الحر حر بني رياح ... وحر عند مختلف
الرماح
ونعم الحر ناداه حسين ... فجاد بنفسه عند الصباح
[استشهاد الحسين بن علي]
[وقال الحسين: أما والله يا عمر ليكونن لما ترى يوما يسؤك.
ثم رفع حسين يده مدا إلى السماء فقال: اللهم إن أهل العراق
غروني وخدعوني. وصنعوا بحسن بن علي ما صنعوا. اللهم شتت
عليهم أمرهم وأحصهم عددا] «1» .
وناهض عمر بن سعد حسينا. فكان أول من قاتل مولى لعبيد الله
بن زياد يقال له: سالم. فصل من الصف فخرج إليه عبد الله بن
تميم الكلبي فقتله. والحسين جالس عليه جبة خز دكناء وقد
وقعت النبال «2» عن يمينه وعن شماله وابن له ابن ثلاث سنين
بين يديه فرماه عقبة بن بشر الأسدي فقتله «3» . ورمى عبد
الله بن عقبة الغنوي أبا بكر بن الحسين بن علي فقتله.
فقال سليمان بن قتة:
وعند غني قطرة من دمائنا ... وفي أسد أخرى تعد وتذكر «4»
قال: ولبس حسين لامته. وأطاف به أصحابه يقاتلون دونه. حتى
قتلوا جميعا «5» . وحسين عليه عمامة سوداء وهو مختضب بسواد
يقاتل قتال الفارس الشجاع. قال: ودعا رجل من أهل الشام.
علي بن حسين الأكبر- وأمه. آمنة «6» بنت أبي مرة بن عروة
بن مسعود الثقفي. وأمها بنت أبي سفيان بن حرب فقال: إن لك
بأمير المؤمنين قرابة ورحما فإن شئت أمناك وامض حيث ما
أحببت فقال: أما والله لقرابة رسول الله ص كانت «7» أولى
أن ترعى من قرابة أبي سفيان. ثم كر عليه وهو يقول:
__________
(1) انظر قول الحسين لعمر بن سعد ودعائه في السير: 3/ 302.
(2) في المحمودية، النبل،.
(3) سير أعلام النبلاء: 3/ 302.
(4) انظر تاريخ الطبري: 5/ 448 ولكن نسب الشعر إلى ابن أبي
عقب.
(5) الذهبي- سير أعلام النبلاء: 3/ 302.
(6) تقدم الخلاف في اسم أم علي بن الحسين الأكبر (ص: 302)
.
(7) ليست في المحمودية.
(1/470)
أنا علي بن حسين بن علي ... نحن وبيت الله
أولى بالنبي
من شمر وعمر وابن الدعي «1»
قال: وأقبل عليه رجل من عبد القيس يقال له مرة بن منقذ بن
النعمان. فطعنه.
[فحمل فوضع قريبا من أبيه. فقال له: قتلوك يا بني. على
الدنيا بعدك العفاء «2» .
وضمه أبوه إليه حتى مات. فجعل الحسين يقول: اللهم دعونا
لينصرونا فخذلونا وقتلونا. اللهم فاحبس عنهم قطر السماء
وأمنعهم بركات الأرض فإن متعتهم إلى حين ففرقهم شيعا
واجعلهم طرائق قددا. ولا ترضى الولاة عنهم أبدا] .
وجاء صبي من صبيان الحسين يشتد حتى جلس في حجر «3» الحسين.
فرماه رجل بسهم فأصاب ثغرة نحره فقتله. [فقال الحسين:
اللهم إن كنت حبست عنا النصر فاجعل ذلك لما هو خير في
العاقبة وانتقم لنا من القوم الظالمين] «4» .
قال: وخرج القاسم بن حسن بن علي وهو غلام عليه قميص
ونعلان. فانقطع شسع نعله اليسرى. فحمل عليه عمرو بن سعيد
الأزدي فضربه. فسقط ونادى: يا عماه. فحمل عليه «5» الحسين
فضربه فاتقاها «6» بيده فقطعها من المرفق
__________
(1) الزبيري نسب قريش (ص: 57) ورواية البيت الثالث عنده،
وشبث، بدل، عمر،. وعند الطبري في تاريخه 5/ 446:، تالله لا
يحكم فينا ابن الدعي،. ومثله عند ابن الأثير- الكامل: 4/
74. وانظر أيضا الذهبي. سير أعلام النبلاء: 3/ 302. وابن
كثير. البداية والنهاية: 8/ 185.
(2) انظر الزبيري- نسب قريش (ص 75) وابن الأثير. الكامل:
4/ 74. وابن كثير. البداية والنهاية: 8/ 185.
(3) في المحمودية:، في حجرة،.
(4) تاريخ الطبري: 5/ 448 وقال: وزعموا أنه عبد الله بن
الحسين.
(5) في المحمودية:، عليهم،.
(6) في المحمودية:، فاتقاه،.
(1/471)
فسقط وجاءت خيل الكوفيين ليحملوه وحمل
عليهم الحسين «1» فجالوا ووطئوه حتى مات «2» .
[ووقف الحسين على القاسم فقال: عز على عمك أن تدعوه فلا
يجيبك. أو يجيبك فلا ينفعك. يوم كثر واتره وقل ناصره.
وبعدا لقوم قتلوك.] ثم أمر به فحمل ورجلاه تخطان في الأرض
حتى وضع مع علي بن حسين «3» . وعطش الحسين. فاستسقى وليس
معهم ماء فجاءه رجل بماء فتناوله ليشرب. فرماه حصين ابن
تميم بسهم فوقع في فيه. فجعل يتلقى الدم بيده ويحمد الله.
وتوجه نحو المسناة «4» يريد الفرات. فقال رجل من بني أبان
بن دارم: حولوا بينه وبين الماء. فعرضوا له فحالوا بينه
وبين الماء. وهو «5» أمامهم. فقال حسين: اللهم أظمه. ورماه
الأباني بسهم فأثبته في حنكه. فانتزع السهم وتلقى الدم
فملأ كفه وقال: اللهم إني أشكو إليك ما فعل هؤلاء. فما لبث
الأباني إلا قليلا حتى رؤي وإنه ليؤتى بالقلة «6» أو العس
«7» . إن كان ليروي عدة. فيشربه فإذا نزعه عن فيه قال:
اسقوني فقد «8» قتلني
__________
(1) (الحسين) ليست في المحمودية.
(2) تاريخ الطبري: 5/ 448 من طريق أبي مخنف مع اختلاف في
السياق والألفاظ.
(3) نفس المصدر: 5/ 447.
(4) المسناة: هي الداية التي يستقي عليها الماء (انظر مادة
سنا في لسان العرب) ويوضح هذا ما في تاريخ الطبري: 5/ 449
أن حسينا حين غلب على عسكره ركب المسناة يريد الفرات.
(5) أي الأباني.
(6) القلة: الجرة العظيمة. وقيل: هو إناء للعرب كالجرة
الكبيرة (اللسان: 10/ 565، مادة قلل) .
(7) العس: القدح الضخم يروي الثلاثة إلى الأربعة (المصدر
السابق: 6/ 40 مادة عسس) .
(8) في المحمودية:، قد،.
(1/472)
العطش فما زال بذلك حتى مات «1» .
[وجاء شمر بن ذي الجوشن فحال بين الحسين وبين ثقله «2» .
فقال الحسين: رحلي لكم عن ساعة مباح. فامنعوه من جهالكم
وطغامكم»
وكونوا في دنياكم أحرارا إذا «4» لم يكن لكم دين.] فقال
شمر: ذلك «5» لك يا ابن فاطمة. قال: فلما قتل أصحابه وأهل
بيته بقي الحسين عامة النهار لا يقدم عليه أحد إلا انصرف
حتى أحاطت به الرجالة. فما رأينا مكثورا «6» قط أربط جأشا
منه. إن كان ليقاتلهم قتال الفارس الشجاع. وإن كان ليشد
عليهم فينكشفون عنه انكشاف المعزى شد فيها الأسد. فمكث
مليا من النهار والناس يتدافعونه ويكرهون الإقدام عليه.
فصاح بهم شمر بن ذي الجوشن:
ثكلتكم أمهاتكم ماذا تنتظرون به؟ أقدموا عليه. فكان أول من
انتهى إليه.
زرعة بن شريك التميمي فضرب كتفه اليسرى. وضربه حسين على
عاتقه فصرعه. وبرز له سنان بن أنس النخعي فطعنه «7» في
ترقوته. ثم انتزع الرمح
__________
(1) روى ذلك الطبري في تاريخه: 5/ 449- 450 من طريق الكلبي
بسياق آخر. وانظر ابن الأثير الكامل: 4/ 75. 76.
(2) ثقله: أي متاعه وحشمه (اللسان: 11/ 87) .
(3) الطغام: أراذل الطير والسباع وهم أيضا أراذل الناس
وأوغادهم. (اللسان: 12/ 368 كمادة طغم) .
(4) في المحمودية:، إذ،.
(5) في المحمودية:، ذاك،.
(6) مكثورا: مغلوبا أو مقهورا أي تكاثر عليه الناس فقهروه
(اللسان: 5/ 133 مادة كثر) .
(7) أغلب المصادر تذكر أن قاتل الحسين هو سنان بن أنس
النخعي. وفي تاريخ خليفة (ص: 235) قاتله: شمر بن ذي الجوشن
وكذا في جمهرة أنساب العرب: (ص: 287) .
(1/473)
فطعنه في بواني «1» صدره. فخر الحسين
صريعا. ثم «2» نزل إليه ليحتز رأسه ونزل معه خولي بن يزيد
الأصبحي فاحتز رأسه. ثم أتي به عبيد الله بن زياد فقال: -
أوقر ركابي فضة وذهبا ... أنا قتلت الملك «3» المحجبا
قتلت خير الناس أما وأبا ... وخيرهم إذ ينسبون نسبا «4»
قال: فلم يعطه عبيد الله شيئا. قال: ووجدوا بالحسين ثلاثا
وثلاثين جراحة. ووجدوا في ثوبه مائة وبضعة عشر خرقا من
السهام وأثر الضرب «5» . وقتل يوم الجمعة يوم عاشوراء في
المحرم سنة إحدى وستين.
وله يومئذ ست وخمسون سنة وخمسة أشهر «6» . [وكان جعفر بن
محمد
__________
(1) بواني صدره: أي أضلاعه (اللسان: 13/ 61 مادة: بون) .
(2) انظر تاريخ الطبري: 5/ 450- 453 بسياق أطول من طريق
أبي مخنف. وابن الأثير. الكامل: 4/ 78. وسير أعلام
النبلاء: 3/ 302.
(3) في المحمودية، السيد،.
(4) القائل هو سنان بن أنس النخعي. قاتل الحسين بن علي رضي
الله عنهما. انظر: تاريخ الطبري: 5/ 454 بإسناده عن أبي
مخنف وقال: إنه قالها أمام عمر بن سعد فقال له: أشهد أنك
لمجنون. وحذفه بالقضيب وقال: لو سمعك ابن زياد لضرب عنقك
وقال مثل ذلك ابن الأثير. الكامل: 4/ 79. وابن كثير.
البداية والنهاية: 8/ 189. وأخرج الطبري في تاريخه: 5/ 390
رواية أخرى من طريق عمار الدهني عن أبي جعفر أنه تمثل بهذا
الشعر أمام عبيد الله وهذا الإسناد لا بأس به إلا أنه
منقطع. وأخرج الطبراني في الكبير: 3/ 117 بإسناد معضل هذا
الخبر كما هو عند ابن سعد. وأيضا ابن عساكر في تاريخ دمشق:
5/ ل 88. 89 نقلا عن الزبير بن بكار وكلاهما قال: إنه تمثل
بالشعر أمام ابن زياد. وانظر سير أعلام النبلاء: 3/ 309.
(5) في تاريخ الطبري: 5/ 453: وجد به ثلاث وثلاثون طعنة
وأربع وثلاثون ضربة.
(6) قتل الحسين رضي الله عنه. كان يوم عاشوراء سنة إحدى
وستين من الهجرة. هذا قول الجمهور. خليفة بن خياط في
التاريخ: ص 230. والطبقات: ص 234. والطبري في تاريخه: 5/
400. وابن عساكر في تاريخ دمشق: 5/ ل 88. 89. 91. والذهبي
في السير: 3/ 318. وابن كثير. البداية والنهاية: 8/ 198 ثم
اختلفوا في اسم اليوم. فقيل: الجمعة. وقيل: الاثنين. وقيل:
السبت. وقيل: الأربعاء. وانظر هذه الأقوال كلها في تاريخ
دمشق: 5/ ل 85- 91. أما عمره فقد ذكرت فيه أقوال. 56. 58.
65. 66 سنة. وغيرها. وأقربها إلى الصواب والمتفق مع القول
الراجح في ولادته في شهر شعبان سنة أربع من الهجرة هو ست
وخمسون سنة وخمسة أشهر كما ذكر المصنف.
(1/474)
يقول: قتل الحسين وهو ابن ثمان وخمسين سنة]
«1» . وقتل مع الحسين. اثنان وسبعون رجلا. وقتل من أصحاب
عمر بن سعد. ثمانية وثمانون رجلا «2» .
[أسماء الذين قتلوا مع الحسين]
وقتل مع الحسين «3» بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما «4»
: - 1- الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه. قتله سنان
بن أنس النخعي.
وأجهز عليه وحز رأسه- الملعون- خولي بن يزيد الأصبحي.
2- والعباس بن علي بن أبي طالب الأكبر. قتله زيد بن رقاد
الجبني «5» .
وحكيم السنبسي من طيّئ.
3- وجعفر بن علي بن أبي طالب الأكبر. قتله هانئ بن ثبيت
الحضرمي.
4- وعبد الله بن علي بن أبي طالب. قتله هانئ بن ثبيت
الحضرمي. قال:
وقد كان العباس بن علي. قال لجعفر وعبد الله «6» ابني علي:
تقدما.
__________
(1) أخرجه عنه الطبراني في الكبير بإسناد صحيح: 3/ 99 و 3/
103. وانظر مجمع الزوائد: 9/ 198. وتاريخ دمشق: 5/ ل 88.
(2) انظر تاريخ الطبري: 5/ 455 وابن الأثير. الكامل: 4/
80.
(3) العبارة في المحمودية: وقتل مع الحسين من أهل بيته.
(4) ترقيم الأسماء من عندي للإيضاح.
(5) في تاريخ الطبري: 5/ 468 وابن الأثير. الكامل: 4/ 92،
الجنبي،.
(6) هؤلاء إخوة أشقاء أمهم أم البنين بنت حزام بن خالد بن
ربيعة. كما في نسب قريش (ص: 43) والإخوة الأشقاء يحجبون
الأخ من الأب. وانظر الخبر في نسب قريش أيضا.
(1/475)
فإن قتلتما ورثتكما. وإن قتلت بعد كما
ورثني ولدي. وإن قتلت قبلكما ثم قتلتما ورثكما. محمد بن
الحنفية. فتقدما فقتلا ولم يكن لهما ولد. ثم قتل العباس
بعدهما «1» .
5- وعثمان بن علي بن أبي طالب. رماه خولي بن يزيد بسهم
فأثبته وأجهز عليه رجل من بني أبان بن دارم.
6- وأبو بكر بن علي بن أبي طالب. يقال: إنه قتل في ساقية.
7- ومحمد بن علي بن أبي طالب الأصغر. وأمه أم ولد. قتله
رجل من بني أبان بن دارم.
8- وعلي بن حسين «2» الأكبر. قتله مرة «3» بن منقذ بن «4»
النعمان العبدي.
9- وعبد الله بن الحسين. قتله هانئ بن ثبيت الحضرمي.
10. 11- وجعفر بن الحسين. وأبو بكر بن الحسين «5» . قتلهما
عبد الله بن عقبة الغنوي.
12- وعبد الله بن الحسن. قتله ابن حرملة الكاهلي «6» من
بني أسد.
13- والقاسم بن الحسن. قتله سعيد «7» بن عمرو الأزدي.
__________
(1) فورثه ابنه عبيد الله كما في نسب قريش (ص: 43) .
(2) في المحمودية، بن حسين بن علي،.
(3) في ابن الأثير. الكامل: 4/ 93، قتله منقذ بن النعمان،.
(4) في الأصل، مرة بن النعمان، وما أثبت من المحمودية
وتاريخ الطبري: 5/ 568.
(5) في تاريخ الطبري: 5/ 468، ابن الحسن، وهو خطأ. وانظر
معجم الطبراني 3/ 103.
(6) في تاريخ الطبري: 5/ 468، حرملة بن الكاهن،.
(7) في تاريخ الطبري: 5/ 468. والكامل لابن الأثير: 4/ 93،
سعد بن عمرو، وفي مقاتل الطالبيين (ص: 88) ، عمرو بن
سعيد،.
(1/476)
14- وعون بن عبد الله بن جعفر. قتله عبد
الله بن قطبة الطائي.
15- ومحمد بن عبد الله بن جعفر. قتله عامر بن نهشل التميمي
«1» .
16- ومسلم بن عقيل بن أبي طالب. قتله عبيد الله بن زياد
بالكوفة صبرا.
17- وجعفر بن عقيل. قتله بشر بن حوط الهمداني ويقال: عروة
بن عبد الله الخثعمي.
18- وعبد الرحمن بن عقيل. قتله عثمان بن خالد بن أسير
الجهني.
وبشر بن حوط.
19- وعبد الله بن عقيل. وأمه أم ولد قتله عمرو بن صبح «2»
الصدائي.
20- وعبد الله بن عقيل «3» . الآخر. وأمه أم ولد «4» .
قتله عمرو بن صبح الصدائي. ويقال: قتله أسيد بن مالك
الحضرمي.
21- ومحمد بن أبي سعيد بن عقيل. قتله لقيط الجهني.
22- ورجل من آل أبي لهب. لم يسم لنا.
23- ورجل من آل أبي سفيان بن الحارث بن عبد المطلب. يقال
له:
أبو الهياج. وكان شاعرا.
24- وسليمان مولى الحسين بن علي. قتله سليمان بن عوف
الحضرمي.
__________
(1) في تاريخ الطبري: 5/ 469. وابن الأثير. الكامل: 4/ 92،
التيمي، وفي مقاتل الطالبيين (ص: 92) : التميمي على
الصواب.
(2) في تاريخ الطبري: 5/ 469. والكامل لابن الأثير: 4/ 92،
صبيح، في الموضعين.
(3) في المصدرين السابقين:، عبد الله بن مسلم بن عقيل،.
(4) في المحمودية، أمه رقية بنت علي بن أبي طالب، وفي نسب
قريش، ص: 84، ذكر من أولاد عقيل: عبد الله الأكبر وعبد
الله الأصغر وقال: أمهما وأم مسلم أم ولد يقال لها:، عليه،
وهذا مما يرجح ما ورد في الأصل.
(1/477)
25- ومنجح. مولى الحسين بن علي.
26- وعبد الله بن بقطر. رضيع للحسين. قتل بالكوفة. رمي به
من فوق القصر. فمات وهو الذي قيل فيه:،
وآخر يهوي من طمار قتيل
، «1» .
وكان من قتل معه رضي الله عنه من سائر الناس من قبائل
العرب. من القبيلة الرجل. والرجلان. والثلاثة. ممن صبر
معه.
وقد كان ابنا عبد الله بن جعفر. لجئا إلى امرأة عبد الله
بن قطبة الطائي.
ثم النبهاني وكانا غلامين لم يبلغا. وقد كان عمر بن سعد.
أمر مناديا فنادى:
من جاء برأس فله ألف درهم. فجاء ابن قطية إلى منزله. فقالت
له امرأته:
إن غلامين لجئا إلينا فهل لك أن تشرف بهما فتبعث بهما إلى
أهلهما بالمدينة قال: نعم. أرنيهما. فلما رآهما ذبحهما
وجاء برءوسهما إلى عبيد الله بن زياد. فلم يعطه شيئا. فقال
عبيد الله: وددت أنه كان جاءني بهما حيين فمننت بهما على
أبي جعفر- يعني عبد الله بن جعفر- وبلغ ذلك عبد الله ابن
جعفر. فقال: وددت أنه كان جاءني بهما فأعطيته ألفي ألف.
ولم يفلت من أهل بيت الحسين بن علي الذين معه. إلا خمسة
نفر: علي بن حسين الأصغر. وهو أبو بقية ولد الحسين اليوم.
وكان مريضا فكان مع النساء.
__________
(1) سبق في ص: 461 تخريج الشعر وأنه قيل في مسلم بن عقيل.
وعبد الله بن بقطر. هو مبعوث الحسين إلى أهل الكوفة. وقبض
عليه ابن زياد وأمر بإلقائه من القصر (انظر تاريخ الطبري:
5/ 398) . ومجموع من قتل من آل البيت ومواليهم عند الطبري
في تاريخه: 5/ 468- 469 واحد وعشرون. وعند ابن الأثير في
الكامل: 4/ 92. 93 اثنان وعشرون. أما عند أبي الفرج في
مقاتل الطالبيين (ص: 78- 95) فهم اثنان وعشرون عدا
الموالي. أما في تاريخ خليفة (ص: 234) فلم يذكر سوى أربعة
عشر نفسا. ولكنه لم يقصد الحصر. وقوائم أسماء من قتلوا في
هذه المصادر متفقة في الغالب واختلافها يسير.
(1/478)
وحسن بن حسن بن علي «1» وله بقية.
وعمرو بن حسن بن علي «2» ولا بقية له.
والقاسم بن عبد الله بن جعفر.
ومحمد بن عقيل الأصغر.
فإن هؤلاء استضعفوا. فقدم بهم. وبنساء الحسين بن علي. وهن:
زينب.
وفاطمة ابنتا علي بن أبي طالب. وفاطمة. وسكينة ابنتا
الحسين بن علي. والرباب بنت أنيف الكلبية امرأة الحسين بن
علي. وهي أم سكينة. وعبد الله المقتول ابني الحسين بن علي
«3» .
وأم محمد بنت حسن بن علي. امرأة علي بن حسين.
وموالي لهم. ومماليك عبيد. وإماء. فقدم»
بهم على عبيد الله بن زياد. مع رأس الحسين بن علي. ورؤوس
من قتل معه رضي الله عنه وعنهم.
ولما قتل الحسين رضي الله عنه انتهب ثقله فأخذ سيفه:
القلانس النهشلي «5» .
وأخذ سيفا آخر: جميع بن الخلق الأودي. وأخذ سراويله: بحر-
الملعون- ابن كعب التميمي فتركه مجردا. وأخذ قطيفته: قيس
بن الأشعث بن قيس الكندي. فكان يقال له: قيس قطيفة وأخذ
نعليه: الأسود بن خالد الأودي. وأخذ عمامته: جابر بن يزيد.
وأخذ: برنسة «6» - وكان من خز-: مالك بن بشير الكندي «7» .
وأخذ رجل من أهل العراق:
__________
(1) انظر تاريخ الطبري: 5/ 469.
(2) في المصدر السابق، عمر بن حسن، بدل عمرو.
(3) (بن علي) ليست في المحمودية.
(4) في المحمودية:، قدم،.
(5) في تاريخ الطبري: 5/ 453 قال: أخذ سيفه رجل من بني
نهشل بن دارم.
(6) البرنس: كل ثوب رأسه منه ملتزق به. وقال الجوهري:
البرنس: قلنسوة طويلة كان النساك يلبسونها في صدر الإسلام
(اللسان: 6/ 26) .
(7) انظر: تاريخ الطبري: 5/ 453.
(1/479)
حلي فاطمة بنت حسين وهو يبكي فقالت: لم
تبكي؟ فقال: أسلب ابنة رسول الله ص ولا أبكي؟ فقالت: دعه.
قال: إني أخاف أن يأخذه غيري.
وكان علي بن حسين الأصغر. مريضا نائما على فراش فقال شمر
بن ذي الجوشن- الملعون-: اقتلوا هذا. فقال له رجل من
أصحابه: سبحان الله!! أتقتل فتى حدثا مريضا لم يقاتل. وجاء
عمر بن سعد فقال: لا تعرضوا لهؤلاء النسوة ولا لهذا المريض
«1» .
قال علي بن حسين. فغيبني رجل منهم وأكرم نزلي واحتضنني «2»
وجعل يبكي كلما خرج ودخل. حتى كنت أقول: إن يكن عند أحد من
النار وفاء فعند هذا.
إلى أن نادى مناد ابن زياد: ألا من وجد علي بن حسين. فليأت
به فقد جعلنا فيه ثلاثمائة درهم قال: فدخل- والله- علي وهو
يبكي. وجعل يربط يدي إلى عنقي وهو يقول: أخاف. فأخرجني-
والله- إليهم مربوطا حتى دفعني إليهم وأخذ ثلاثمائة درهم
وأنا أنظر إليها «3» .
[فأخذت فأدخلت على ابن زياد فقال: ما اسمك؟. فقلت: علي بن
حسين.
قال: أولم يقتل الله عليا؟. قال: قلت: كان لي أخ يقال له:
علي أكبر مني قتله الناس. قال: بل الله قتله. قلت:
«اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِها] » «4»
فأمر بقتله. فصاحت زينب بنت علي: يا ابن زياد حسبك من
دمائنا. أسألك بالله إن قتلته إلا قتلتني معه. فتركه «5» .
قال: ولما أمر عمر بن سعد بثقل الحسين أن يدخل الكوفة إلى
عبيد الله
__________
(1) انظر تاريخ الطبري: 5/ 454 ونسب قريش (ص: 58) .
(2) في المحمودية: واختصني.
(3) انظر نسب قريش (ص: 58) .
(4) سورة الزمر. آية (42) .
(5) انظر: تاريخ الطبري: 5/ 458 ونسب قريش (ص: 58) .
(1/480)
ابن زياد وبعث إليه برأسه مع خولي بن يزيد
الأصبحي «1» .
فلما حمل النساء والصبيان فمروا بالقتلى صرخت امرأة منهم
«2» : يا محمداه.
هذا حسين بالعراء مرمل «3» بالدماء واهله ونساؤه سبايا.
فما بقي صديق ولا عدو إلا أكب باكيا «4» . ثم قدم بهم على
عبيد الله بن زياد. فقال عبيد الله: من هذه؟ فقالوا: زينب
بنت علي بن أبي طالب فقال: فكيف رأيت الله صنع بأهل بيتك.
قالت «5» : كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ فبرزوا إِلى
مَضاجِعِهِمْ. وسيجمع الله بيننا وبينك وبينهم.
قال: الحمد لله الذي قتلكم وأكذب حديثكم: قالت: الحمد لله
الذي أكرمنا بمحمد وطهرنا تطهيرا «6» .
فلما وضعت الرؤوس بين يدي عبيد الله بن زياد. جعل يضرب
بقضيب معه على في الحسين وهو يقول «7» :
__________
(1) انظر المصدر السابق: 5/ 455.
(2) في المحمودية، منهن،.
(3) مرمل بالدماء: أي ملطخ (اللسان: 11/ 294) .
(4) انظر: النص في تاريخ الطبري: 5/ 456 مع اختلاف في
السياق.
(5) في المحمودية:، فقالت،.
(6) انظر تاريخ الطبري: 5/ 457 بسياق أطول.
(7) البيت من شعر الحصين بن الحمام المري من قصيدة له في
المفضليات (ص: 65) وهو مترجم في الإصابة لابن حجر: 2/ 84
وذكر هذا البيت من شعره. والذي في تاريخ الطبري: 5/ 460 من
طريق أبي مخنف. وفي معجم الطبراني: 3/ 104 بإسناد رجاله
ثقات كما قال الهيثمي في مجمع الزوائد: 9/ 195. ألا أنه
معضل فإن الليث بن سعد لم يدرك الحادثة. وأيضا عند ابن
الأثير. الكامل: 4/ 85. وابن كثير البداية والنهاية: 8/
191 أن الذي تمثل بهذا الشعر هو: يزيد بن معاوية لا عبيد
الله. وعلى كل لم يصل من طريق صحيح. بل أحسنه معضل الليث
عند الطبراني.
(1/481)
يفلقن هاما من أناس «1» أعزة ... علينا وهم
كانوا أعق وأظلما «2»
فقال له زيد بن أرقم «3» : لو نحيت هذا القضيب. فإن رسول
الله ص: كان يضع فاه على موضع هذا القضيب «4» .
444- قال: أخبرنا سليمان بن حرب. قال: حدثنا حماد بن سلمة.
عن علي بن زيد. عن أنس بن مالك قال: شهدت عبيد الله بن
زياد حيث أتي برأس الحسين رضي الله عنه. قال: فجعل ينكت
بقضيب معه على أسنانه ويقول: إن كان لحسن الثغر قال: فقلت
والله لأسوءنك فقلت: أما إني قد رأيت رسول الله ص يقبل
موضع قضيبك من فيه.
__________
444- إسناده ضعيف.
- علي بن زيد بن جدعان. ضعيف. تقدم في (68) .
تخريجه:
قال ابن كثير في البداية والنهاية 8/ 190: رواه أبو يعلى
الموصلي من طريق حماد بن سلمة عن علي عن أنس به. وكذا رواه
الطبراني في الكبير: 3/ 125 من هذا الطريق وكذا البزار: 3/
234 برقم (2647) ، كما في كشف الأستار من هذا الطريق. كما
رواه أيضا برقم (2649) من طريق يوسف بن عبدة عن ثابت وحميد
عن أنس به وقال البزار عقبة: لا نعلم رواه عن حميد إلا
يوسف ابن عبدة. وهو بصري مشهور لا بأس به.
وقد رواه أحمد في المسند: 3/ 261 من طريق جرير بن حازم عن
محمد بن سيرين عن أنس. وكذا البخاري في صحيحه كتاب
المناقب. باب مناقب الحسن والحسين (7/ 94- فتح الباري) من
هذا الطريق ولفظه عندهما: أتي عبيد الله برأس الحسين فجعل
في طست. فجعل ينكت وقال في حسنه شيئا فقال أنس:
كان أشبههم برسول الله ص. ورواه الترمذي (3778) من حديث
حفصة بنت سيرين عن أنس. وكذا ابن حبان في صحيحه من هذا
الطريق كما في موارد الظمآن برقم (2243) ، ومعجم الطبراني
3/ 125 ولفظه مقارب لما في المسند والبخاري.
__________
(1) في المحمودية، من رجال،.
(2) في نسخة الأصل، وأشأما، والمثبت من المحمودية ومصادر
القصيدة وستأتي رواية البيت على الصواب بعد.
(3) زيد بن أرقم بن زيد بن قيس الأنصاري الخزرجي. صحابي
مشهور. كانت أول مشاهده مع رسول الله ص الخندق. وأنزل الله
تصديقه في سورة المنافقين مات سنة ست وستين وقيل: ثمان
وستين (تق: 1/ 272) .
(4) قال في مجمع الزوائد 9/ 195: رواه الطبراني وفيه حرام
بن عثمان وهو متروك.
(1/482)
رجع الحديث إلى الأول: [حمل رأس الحسين إلى
الكوفة]
قالوا: وأمر عبيد الله برأس الحسين فنصب.
445- قال: أخبرنا محمد بن عمر. قال: حدثنا عطاء بن مسلم.
عن من أخبره. عن عاصم بن أبي النجود. عن زر بن حبيش. قال:
أول رأس رفع على خشبة رأس الحسين.
446- قال: أخبرنا محمد بن عمر. قال: حدثني عيسى بن عبد
الرحمن السلمي. عن الشعبي. قال: رأس الحسين أول رأس حمل في
الإسلام.
__________
445- إسناده ضعيف.
- عطاء بن مسلم الخفاف أبو مخلد الكوفي. صدوق يخطئ كثيرا.
من الثامنة (تق: 2/ 22) .
تخريجه:
ذكره الطبري في تاريخ عن أبي مخنف: 5/ 459 وذكره ابن
الأثير في الكامل:
4/ 83 وتعقبه بقوله: والصحيح: أن أول رأس حمل في الإسلام
رأس عمرو بن الحمق. وهو من خزاعة كان شيعيا فقتله عبد
الرحمن بن أم الحكم بأرض الجزيرة في خلافة معاوية بن أبي
سفيان. وانظر المحبر لابن حبيب (ص: 490) .
446- إسناده: فيه الواقدي.
- عيسى بن عبد الرحمن أبو سلمة السلمي ثم البجلي- بإسكان
الجيم المعجمة- وبجلة من سليم ثقة. من السادسة (تق: 2/ 99)
.
تخريجه:
أخرجه الطبراني: 3/ 124 من هذا الطريق. وقال في مجمع
الزوائد 9/ 196:
فيه الواقدي وهو ضعيف.
قلت: بل هو مجمع على تركه. كما حكى ذلك الذهبي في ترجمته.
(1/483)
447- قال: أخبرنا محمد بن عمر. قال: حدثنا
شيبان. عن جابر.
عن عامر. قال: رأيت رأس الحسين بن علي بعد أن قتل قد فصل
الشيب من صبغ السواد «1» .
رجع الحديث إلى الأول: -
قال: وأمر عبيد الله بن زياد بحبس من قدم به عليه من بقية
أهل الحسين معه في القصر. فقال ذكوان أبو خالد: خل بيني
وبين هذه الرؤوس فأدفنها.
ففعل. فكفنها ودفنها بالجبانة «2» . وركب إلى أجسادهم
فكفنهم ودفنهم «3» .
__________
447- إسناده ضعيف جدا.
- شيبان: ابن عبد الرحمن التميمي مولاهم. ثقة تقدم في
(239) .
- جابر هو ابن يزيد الجعفي. رافضي ضعيف. تقدم في (8) .
- عامر هو الشعبي.
تخريجه:
تقدم عن عامر الشعبي في رقم (398، 399) أنه قال: رأيت
الحسين ورأسه مخضوب بالوسمة لكنه لم يقل بعد أن قتل.
__________
(1) تقدم في الإسناد رقم (394، 398، 399، 400) أنه كان
يخضب بالوسمة.
(2) الجبانة- في الأصل الصحراء. وأهل الكوفة يسمون المقابر
جبانة وبالكوفة محال تسمى بهذا الاسم وتضاف إلى القبائل
والأشخاص (معجم البلدان: 2/ 99) .
(3) في تاريخ الطبري: 5/ 455 أن أهل الغاضرية من بني أسد.
هم الذين دفنوا الحسين وأصحابه.
(1/484)
وكان زهير بن القين قد قتل مع الحسين فقالت
امرأته. لغلام له يقال له شجرة: انطلق فكفن مولاك. قال:
فجئت فرأيت حسينا ملقى فقلت:
أكفن مولاي وأدع حسينا!! فكفنت حسينا. ثم رجعت. فقلت ذلك
«1» لها.
فقالت: أحسنت وأعطتني كفنا آخر. وقالت: انطلق فكفن مولاك.
ففعلت.
وأقبل عمر بن سعد. فدخل الكوفة فقال: ما رجع رجل إلى اهله
بشر مما رجعت به. أطعت ابن زياد وعصيت الله وقطعت الرحم.
قال: وقدم رسول من قبل يزيد بن معاوية يأمر عبيد الله أن
يرسل إليه بثقل الحسين. ومن بقي من ولده. وأهل بيته.
ونسائه. فأسلفهم أبو خالد ذكوان عشرة آلاف درهم فتجهزوا
بها.
وقد كان عبيد الله بن زياد لما قتل الحسين: بعث زحر بن قيس
الجعفي إلى يزيد بن معاوية يخبره بذلك. فقدم عليه فقال: ما
وراءك؟ قال: يا أمير المؤمنين أبشر بفتح الله وبنصره. ورد
علينا الحسين بن علي. في ثمانية عشر من أهل بيته وفي سبعين
«2» من شيعته. فسرنا «3» إليهم فخيرناهم الاستسلام والنزول
على حكم عبيد الله بن زياد. أو القتال. فاختاروا القتال
على الاستسلام. فجعلوا يبرقطون «4» إلى غير وزر «5»
ويلوذون منا بالآكام والأمر «6» والحفر لواذا كما لاذ
الحمائم من صقر. فنصرنا الله عليهم. فو الله يا أمير
المؤمنين: ما كان إلا جزر جزور أو نومة قائل حتى كفى الله
«7»
__________
(1) في المحمودية:، ذاك،.
(2) في تاريخ الطبري: 5/ 459، وستين من شيعته،.
(3) في المحمودية، وأحطنا،.
(4) يبرقطون: يهربون متلفتين (اللسان مادة برقط: 7/ 258) .
(5) الوزر: الملجأ أي إلى غير ملجأ (نفس المصدر: 5/ 282) .
(6) الأمر: العلم الصغير من الحجارة. وقيل الرابية (نفس
المصدر: 4/ 32) .
(7) ساقطة من الأصل والإضافة من المحمودية.
(1/485)
المؤمنين مؤونتهم. فأتينا على آخرهم فهاتيك
أجسادهم مطرحة مجردة وخدودهم معفرة ومناخرهم مرملة «1»
تسفي عليهم الريح ذيولها بقي سبسب «2» تنتابهم عرج»
الضباع زوارهم العقبان والرخم.
قال: فدمعت عينا يزيد. وقال: كنت «4» أرضى من طاعتكم بدون
قتل الحسين «5» . وقال: كذلك عاقبة البغي والعقوق. ثم تمثل
يزيد:
من يذق الحرب يجد طعمها ... مرا وتتركه بجعجاع «6»
قال: وقدم برأس الحسين. محفز بن ثعلبة العائذي- عائذة قريش
«7» - على يزيد. فقال: أتيتك يا أمير المؤمنين برأس أحمق
الناس وألأمهم. فقال يزيد: ما ولدت أم محفز أحمق وألأم.
لكن الرجل لم يقرأ كتاب الله «تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ
تَشاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشاءُ وَتُعِزُّ
مَنْ تَشاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشاءُ» «8» ثم قال بالخيزرانة
بين شفتي الحسين وأنشأ يقول:
__________
(1) مرملة: أي مداسة في التراب والرمل.
(2) في سبسب: أي قاع المفازة القفر (اللسان: 1/ 460) .
(3) العرج: خلقه في الضباع وتسمى به فيقال: العرجاء.
والجمع عرج (لسان العرب: 2/ 321) .
(4) في المحمودية، قد كنت،.
(5) من أول الخبر إلى هنا ذكره الطبري في تاريخه: 5/ 459-
460 من طريق هشام الكلبي.
(6) لأبي القيس بن الأسلت. المفضليات رقم (75) ص: (284)
ولسان العرب: 8/ 50. الجعجع: المحبس في المكان الخشن أو
الضيق (لسان العرب: 8/ 50) .
(7) هم بنو خزيمة بن لؤي نسبوا إلى أمهم عائذة بنت الخمس
بن قحافة بن خثعم (الزبيري، نسب قريش: ص 441) .
(8) سورة آل عمران آية (26) وأولها قوله تعالى: «قل اللهم
مالك الملك ... بيدك الخير إنك على كل شيء قدير» وانظر
الخبر في تاريخ الطبري: 5/ 460. 463. 464 بسياق أطول من
طريق هشام عن عوانة.
(1/486)
يفلقن هاما من رجال أعزة ... علينا وهم
كانوا أعق وأظلما «1»
والشعر لحصين بن الحمام المري. فقال «2» رجل من الأنصار
حضر:
ارفع قضيبك هذا فإني رأيت رسول الله ص يقبل الموضع الذي
وضعته عليه «3» .
448- قال: أخبرنا كثير بن هشام. قال: حدثنا جعفر بن برقان.
__________
448- إسناده ضعيف.
- كثير بن هشام الكلابي الرقي. ثقة. تقدم في رقم (20) .
- جعفر بن برقان الكلابي الرقي. صدوق. تقدم في رقم (278) .
- يزيد بن أبي زياد القرشي الهاشمي مولاهم. ضعيف شيعي.
تقدم في رقم (182) .
تخريجه:
انظر الذهبي سير أعلام النبلاء: 3/ 320.
__________
(1) انظر ما سبق (ص: 481) هامش رقم (7) وأن الذي تمثل
بالشعر عبيد الله ابن زياد.
(2) في المحمودية:، فقال له،.
(3) سماه في تاريخ الطبري: 5/ 465 من طريق هشام عن أبي
مخنف، أبو برزة الأسلمي، والسياق عند الطبري أطول من هذا.
وقال الحافظ ابن كثير في البداية والنهاية: 8/ 192 بعد أن
أورد الخبر كما هو عند الطبري:، رواه ابن أبي الدنيا عن
أبي الوليد عن خالد بن يزيد بن أسد عن عمار الدهني عن
جعفر، وهذا إسناد منقطع وفي رواته من لم أقف له على ترجمة.
وفي سير أعلام النبلاء: 3/ 309 سمي الرجل الأنصاري، أبا
برزة الأسلمي، واستدرك بقوله: المحفوظ أن ذلك كان عند عبيد
الله، أي ابن زياد،. قلت: وذلك أن أبا برزة الأسلمي كان
بالعراق ولم يقدم الشام. وقد أخرج الطبراني في المعجم
الكبير: 3/ 115 من طريق الزبير بن بكار حدثني محمد بن
الضحاك بن عثمان الحزامي عن أبيه ... فذكر قصة خروج الحسين
وأن الذي تمثل بهذا الشعر هو يزيد بن معاوية ولم يذكر قول
الرجل الذي نهاه عن ذلك. وقال الهيثمي في مجمع الزوائد 9/
193: رجاله ثقات إلا أن الضحاك لم يدرك القصة. وانظر ما
سبق في تخريج الأثر رقم (444) والراجح أن الرأس لم يحضر به
إلى يزيد كما سيأتي في (ص: 490) حاشية رقم (6) .
(1/487)
قال: حدثنا يزيد بن أبي زياد. قال: لما أتي
يزيد بن معاوية برأس الحسين ابن علي. جعل ينكت بمخصرة «1»
معه سنه ويقول: ما كنت أظن أبا عبد الله يبلغ «2» هذا
السن. قال: وإذا لحيته ورأسه قد فصل من الخضاب الأسود.
رجع الحديث إلى الأول: [إرسال ثقل الحسين وأهله إلى يزيد]
[قال: ثم أتي يزيد بن معاوية بثقل الحسين ومن بقي من اهله
ونسائه.
فأدخلوا عليه قد قرنوا في الحبال. فوقفوا بين يديه. فقال
له علي بن حسين:
أنشدك الله «3» يا يزيد ما ظنك برسول الله ص لو رآنا
مقرنين في الحبال.
أما كان يرق لنا.] فأمر يزيد بالحبال فقطعت وعرف الانكسار
فيه «4» .
وقالت له سكينة بنت حسين: يا يزيد. بنات «5» رسول الله ص
سبايا!! فقال «6» : يا بنت أخي هو والله علي أشد منه عليك
«7» . وقال:
أقسمت بالله لو أن بين ابن زياد وبين حسين قرابة ما أقدم
عليه ولكن فرقت
__________
(1) المخصرة: هي ما اختصر الإنسان بيده فأمسكه من عصا أو
مقرعة أو عنزة. وقد كانت من شعار الملوك (اللسان: 4/ 242)
.
(2) في المحمودية، بلغ،.
(3) في المحمودية، بالله،.
(4) لم يرد في الطبري ذكر لقرنهم بالحبال وذكر ابن الأثير
في الكامل: 4/ 86 أن علي بن الحسين كان مغلولا عند ما أدخل
على يزيد ثم أمر يزيد بفك غله.
(5) في المحمودية، أبنات،.
(6) في المحمودية (قال) .
(7) ذكر قريبا منه ابن الأثير في الكامل: 4/ 86.
(1/488)
بينه وبينه سمية. وقال: قد كنت أرضى من
طاعة أهل العراق بدون قتل الحسين. فرحم الله أبا عبد الله
عجل عليه ابن زياد. أما والله لو كنت صاحبه ثم لم أقدر على
دفع القتل عنه إلا بنقص بعض عمري لأحببت أن أدفعه عنه.
ولوددت أني أتيت به سالما. ثم أقبل على علي «1» بن حسين
فقال: أبوك قطع رحمي ونازعني سلطاني فجزاه الله جزاء
القطيعة والإثم. فقام رجل من أهل الشام فقال: إن سباياهم
لنا حلال «2» . [فقال علي بن حسين:
كذبت ولؤمت ما ذاك لك إلا أن تخرج من ملتنا وتأتي بغير
ديننا] «3» .
فأطرق يزيد مليا. ثم قال للشامي: اجلس. ثم أمر بالنساء
فأدخلن على نسائه وأمر نساء آل أبي سفيان فأقمن المأتم على
الحسين ثلاثة أيام. فما بقيت منهن امرأة إلا تلقتنا تبكي
وتنتحب. ونحن على حسين ثلاثا. وبكت أم كلثوم بنت عبد الله
بن عامر بن كريز على حسين. وهي يومئذ عند يزيد بن معاوية.
فقال يزيد: حق لها أن تعول على كبير قريش وسيدها. وقالت
فاطمة بنت علي لامرأة يزيد: ما ترك لنا شيء. فأبلغت يزيد
ذلك. فقال يزيد: ما أتى إليهم أعظم. ثم ما ادعوا شيئا ذهب
لهم إلا أضعفه لهم. ثم دعا بعلي بن حسين. وحسن بن حسن.
وعمرو بن حسن. فقال لعمرو بن حسن وهو يومئذ ابن إحدى عشرة
سنة: أتصارع هذا؟ يعني خالد بن يزيد. قال:
لا. ولكن أعطني سكينا وأعطه سكينا حتى أقاتله. فضمه إليه
يزيد. وقال:
شنشنة أعرفها من أخزم «4» . هل تلد الحية إلا حية؟! ثم بعث
يزيد إلى المدينة: فقدم عليه بعده من ذوي السن من موالي
بني هاشم. ثم من موالي
__________
(1) حرف الجر، على، ساقط من المحمودية.
(2) الذي في تاريخ الطبري: 5/ 461 وابن الأثير. الكامل: 4/
86 أن يزيد قال: لو شئت لفعلت ذلك. أي جعلتهم سبايا. وأن
الذي رد عليه فاطمة بنت الحسين.
(3) انظر نسب قريش (ص: 58) .
(4) مثل يضرب لمن يشبه أصله. وهو مثل قولهم: العصا من
العصية. وهل تلد الحية إلا حية (انظر مجمع الأمثال
للميداني: 1/ 361) .
(1/489)
بني علي «1» . وضم إليهم أيضا عدة من موالي
أبي سفيان. ثم بعث بثقل الحسين ومن بقي من نسائه واهله
وولده معهم. وجهزهم بكل شيء لم يدع لهم حاجة بالمدينة إلا
أمر لهم بها. وقال لعلي بن حسين: إن أحببت أن تقيم عندنا
فنصل رحمك ونعرف لك حقك فعلت. وإن أحببت أن أردك إلى بلادك
وأصلك. قال: بل تردني إلى بلادي. فرده إلى المدينة ووصله
«2» . وأمر الرسل الذين وجههم معهم أن ينزلوا بهم حيث
شاءوا.
ومتى شاءوا «3» . وبعث بهم مع محرز بن حريث «4» الكلبي.
ورجل من بهراء «5» . وكانا من أفاضل أهل الشام.
قال: وبعث يزيد برأس الحسين إلى عمرو بن سعيد بن العاص وهو
عامل له يومئذ على المدينة «6» فقال عمرو: وددت أنه لم
يبعث به إلي. فقال
__________
(1) في المحمودية:، من موالي علي،.
(2) انظر نسب قريش (ص: 58) .
(3) النص من قول سكينة بنت الحسين: يا يزيد ... إلى هنا
أورده الطبري في تاريخه: 5/ 457- 462 بسياق مختلف في
التقديم والتأخير والزيادة. من رواية أبي مخنف.
(4) في المحمودية، حريث بن مسعود،.
(5) في المحمودية، من بني بهراء، وبهراء قبيلة نزل أكثرها
مدينة حمص من الشام وهم من قضاعة أخو بلي بن عمرو (انظر
اللباب في تهذيب الأنساب: 1/ 191) .
(6) ذكر المصنف هذا القول ضمن الإسناد الجمعي الذي قدم به
مقتل الحسين رضي الله عنه وذلك الإسناد لا تقوم به حجة.
وقد أشار ابن كثير في البداية والنهاية: 8/ 204 إلى هذا
القول ونسبه إلى ابن سعد ثم نقل عن ابن أبي الدنيا من طريق
عثمان بن عبد الرحمن عن محمد بن عمر بن صالح- قال: وهما
ضعيفان- أن الرأس لم يزل في خزانة يزيد حتى توفي. فأخذ من
خزانته فكفن ودفن داخل باب الفراديس من مدينة دمشق. وفي
رواية أخرى أخرجها ابن عساكر في ترجمة ريا حاضنة يزيد أن
رأس الحسين وضع في خزائن السلاح حتى كان زمن سليمان بن عبد
الملك فدفن في مقبرة المسلمين. ثم لما جاءت دولة بني
العباس نبشوه وأخذوه معهم (مختصر تاريخ دمشق: 8/ 369) ،
وأورد الذهبي في السير: 3/ 319 سند هذه الحكاية عن ابن
عساكر هكذا أحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة ابن يزيد
الحضرمي: حدثني أبي عن أبيه قال أخبرني أبي. حمزة بن يزيد
الحضرمي. قال: رأيت امرأة ... ثم قال الذهبي: وهي قوية
الإسناد. قلت: ريا حاضنة يزيد. قال ابن عساكر: إنها عمرت
إلى زمن الدولة العباسية ولم يذكر فيها جرحا ولا تعديلا
فهي مستورة الحال. ومحمد بن يحيى ابن حمزة قال فيه ابن
حبان في الثقات 9/ 74: ثقة في نفسه. ويتقى حديثه ما روى
عنه أحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة وأخوه عبيد فإنهما
يدخلان عليه كل شيء. وهذا الخبر من رواية ابنه أحمد. فهو
مما يتقى ويترك. وقال الحافظ ابن كثير في البداية والنهاية
8/ 204: وادعت الطائفة المسمون بالفاطميين أن رأس الحسين
وصل إلى الديار المصرية ودفنوه بها وبنوا عليه المشهد
المشهور به في مصر قال: وقد نص غير واحد من أئمة أهل العلم
على أنه لا أصل لذلك. وقال أيضا 8/ 165:، والصحيح إنه لم
يبعث برأس الحسين إلى الشام،. ثم قال في 8/ 204: فالمشهور
عند أهل التاريخ وأهل السير أنه بعث به ابن زياد إلى يزيد
بن معاوية ومن الناس من أنكر ذلك. وعندي أن الأول أشهر
فالله أعلم. قلت: لا يلزم من اشتهار القول أن يكون هو
الصواب. وقد صحح ابن كثير القول بأن رأس الحسين لم يبعث
إلى الشام صراحة كما ترى. وهذا هو الذي قاله شيخ الإسلام
ابن تيمية في مواضع متعددة من الفتاوى: 3/ 411 و 4/ 486.
وانظر سؤال في يزيد ص 17. والروايات في حمل الرأس إلى
الشام ثم إلى المدينة كلها ضعيفة ومتناقضة. والذي صححه
الأئمة وثبت في صحيح البخاري كما تقدم في التعليق على
الإسناد رقم (444) أن الرأس حمل إلى عبيد الله بن زياد في
الكوفة. وانظر مزيدا من الأقوال في هذه المسألة (النويري،
نهاية الأرب: 20/ 476) .
(1/490)
مروان: اسكت. ثم تناول الرأس فوضعه بين
يديه. وأخذ بأرنبته «1» فقال:
يا حبذا بردك في اليدين ... ولونك الأحمر في الخدين
كأنما باتا بمجسدين «2»
__________
(1) الأرنبة: طرف الأنف (اللسان: 1/ 435) .
(2) في المحمودية، بمسجدين، والمجسد والمجسد: هو الثوب
المصبوغ بالزعفران ونحوه وقيل: هو الثوب الأحمر (اللسان:
3/ 121) .
(1/491)
والله لكأني أنظر إلى أيام عثمان. وسمع
عمرو بن سعيد الصيحة من دور بني هاشم فقال:
عجت نساء بني زياد عجة ... كعجيج نسوتنا غداة الأرنب «1»
والشعر لعمرو بن معدي كرب في وقعة كانت بين بني زبيد وبين
بني الحارث بن كعب.
ثم خرج عمرو بن سعيد إلى المنبر فخطب الناس «2» . ثم ذكر
حسينا وما كان من أمره. وقال: والله لوددت أن رأسه في جسده
وروحه في بدنه يسبنا ونمدحه. ويقطعنا ونصله كعادتنا
وعادته. فقام ابن أبي حبيش «3» .
أحد بني أسد بن عبد العزى بن قصي فقال: أما لو كانت فاطمة
حية لأحزنها ما ترى.
فقال عمرو: اسكت لا سكت. أتنازعني فاطمة وأنا من عفر
ظبابها «4» . والله إنه لابننا وإن أمه لابنتنا. أجل والله
لو كانت حية لأحزنها قتله. ثم لم تلم من قتله يدفع عن
نفسه. فقال ابن أبي حبيش: إنه ابن فاطمة. وفاطمة بنت خديجة
بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى.
__________
(1) قال الطبري في تاريخه: 5/ 466 الأرنب: وقعة كانت لبني
زبيد على بني زياد من بني الحارث بن كعب من رهط عبد
المدان. وهذا البيت لعمرو بن معديكرب الزبيدي وذكره في
اللسان: 1/ 435 وروايته عنده، بني زبيد،.
(2) من أول الخبر إلى هنا ذكره الطبري في تاريخه: 5/ 466
من رواية هشام ابن الكلبي عن عوانة بن الحكم مع اختلاف في
السياق. ولم يذكر ورود الرأس إلى المدينة.
(3) هو السائب بن أبي حبيش بن المطلب بن أسد بن عبد العزى.
ذكره ابن سعد في الطبقة الرابعة ممن أسلم يوم الفتح. له
ترجمة في الاستيعاب: 2/ 570 وفي الإصابة: 3/ 18. وقال: إنه
مات بالمدينة زمن معاوية. فإن كان كذلك فلعل المراد ابنه
عبد الله.
(4) عفر ظبابها: أي جذب سيفه وضرب به حتى عفر خصمه بالتراب
(انظر اللسان، مادة عفر وظبب) .
(1/492)
ثم أمر عمرو بن سعيد: برأس الحسين فكفن
ودفن بالبقيع عند قبر أمه» .
وقال عبد الله بن جعفر: لو شهدته لأحببت أن أقتل معه. ثم
قال: عز علي بمصرع حسين.
[وصول خبر مقتل الحسين إلى ابن
عباس]
449- قال: أخبرنا محمد بن عمر. قال: حدثني محمد بن عبد
الله ابن عبيد بن عمير. قال: حدثنا ابن أبي مليكة. قال:
بينما ابن عباس جالس في المسجد الحرام وهو يتوقع خبر
الحسين بن علي. إلى أن «2» أتاه آت فساره بشيء فأظهر
الاسترجاع. فقلنا: ما حدث يا أبا العباس؟ قال: مصيبة عظيمة
«3» نحتسبها. أخبرني مولاي أنه سمع ابن الزبير يقول: قتل
الحسين بن علي. فلم يبرح حتى جاءه ابن الزبير فعزاه ثم
انصرف. فقام ابن عباس فدخل منزله ودخل عليه الناس يعزونه.
فقال: إنه ليعدل «4» عندي مصيبة حسين شماتة ابن الزبير.
أترون مشي ابن الزبير إلي يعزيني إن ذلك منه إلا شماتة.
__________
449- إسناده ضعيف جدا.
- محمد بن عبد الله بن عبيد بن عمير الليثي. ضعيف. تقدم في
(94) .
- ابن أبي مليكة هو عبد الله بن عبيد الله. ثقة فقيه. تقدم
في (59) .
تخريجه:
أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق: 5/ ل 81 من طريق المصنف
به.
__________
(1) في المحمودية: أمه فاطمة.
(2) في نسخة الأصل، أن، وما أثبت من المحمودية. وهو موافق
لما في تاريخ دمشق: 5/ ل 72.
(3) في المحمودية، عظيمة عند الله نحتسبها،.
(4) في المحمودية، لتعدل،.
(1/493)
450- قال: أخبرنا محمد بن عمر. قال: فحدثني
ابن جريج. قال:
كان المسور بن مخرمة بمكة حين جاء نعي الحسين بن علي. فلقي
ابن الزبير فقال له «1» : جاءك ما كنت تمنى موت حسين بن
علي. فقال ابن الزبير:
يا أبا عبد الرحمن تقول لي هذا؟ فو الله ليته بقي ما بقي
بالجماء «2» حجر.
والله ما تمنيت ذلك له. قال المسور: أنت أشرت عليه بالخروج
إلى غير وجه.
قال: نعم أشرت به «3» عليه ولم أدر أنه يقتل. ولم يكن بيدي
أجله. ولقد جئت ابن عباس فعزيته. فعرفت أن ذلك يثقل عليه
مني. ولو أني تركت تعزيته قال: مثلي يترك!! لا يعزيني
بحسين فما أصنع؟ أخوالي وغره «4» الصدور علي. وما أدري على
أي شيء ذلك. فقال له المسور: ما حاجتك إلى ذكر ما مضى ونثه
«5» . دع الأمور تمضي وبر أخوالك. فأبوك أحمد عندهم منك.
__________
450- إسناده ضعيف مرسل.
- ابن جريج هو عبد الملك بن عبد العزيز. ثقة لكنه يدلس
ويرسل. تقدم في (48) .
تخريجه:
أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق: 5/ ل 82 من طريق المصنف
به.
__________
(1) في المحمودية، قد جاءك،.
(2) الجماء: في المدينة ثلاثة جماوات في الجهة الجنوبية
الغربية وهي متقاربة متجاورة وهي جماء تضارع. وجماء
العاقرة. وجماء أم خالد (معجم البلدان: 2/ 158، ومعجم
المعالم الجغرافية في السيرة: ص 84) .
(3) ليست في الأصل والإضافة من المحمودية. ومثله في تاريخ
دمشق: 5/ ل 82.
(4) وغرة الصدور: أي ممتلئة غيظا وحقدا (اللسان: مادة وغر:
5/ 286) .
(5) النث: نشر الحديث الذي كتمه أحق من نشره (اللسان،
مادة: نثث: 2/ 194) .
(1/494)
451- قال: أخبرنا محمد بن عمر. قال: حدثني
محمد بن عبد الله ابن عبيد بن عمير. عن رجل. قال: سمعت ابن
عباس وعنده محمد بن الحنفية. وقد جاءهم نعي الحسين بن علي.
وعزاهم الناس. فقال ابن صفوان «1» : إِنَّا لِلَّهِ
وَإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ. أي مصيبة يرحم الله أبا عبد
الله وآجركم الله في مصيبتكم. فقال ابن عباس: يا أبا
القاسم ما هو إلا أن خرج من مكة فكنت أتوقع ما أصابه.
قال ابن الحنفية: وأنا والله. فعند الله نحتسبه ونسأله
الأجر وحسن الخلف. قال ابن عباس: يا أبا صفوان. أما والله
لا يخلد بعد صاحبك الشامت بموته. فقال ابن صفوان: يا أبا
العباس. والله ما رأيت ذلك منه.
ولقد رأيته محزونا بمقتله كثير الترحم عليه. قال: يريك ذلك
لما يعلم من مودتك لنا فوصل الله رحمك. لا يحبنا ابن
الزبير أبدا.
قال ابن صفوان: فخذ بالفضل فأنت أولى به منه.
452- قال: أخبرنا محمد بن عبد الله الأنصاري. قال: حدثنا
قرة بن
__________
451- إسناده ضعيف جدا.
- عن رجل لم نقف على من سماه.
تخريجه:
لم أقف على من خرجه غير المصنف.
452- إسناده ضعيف.
- محمد بن عبد الله الأنصاري. ثقة. تقدم في (12) .
- قرة بن خالد السدوسي البصري. ثقة. تقدم في (228) .
- عامر بن عبد الواحد الأحول البصري. صدوق يخطئ. من
السادسة (تق: 1/ 389) .
__________
(1) هو عبد الله بن صفوان بن أمية بن خلف الجمحي أبو صفوان
المكي. أدرك زمان النبي ص. سبق ترجمته في ص 180
(1/495)
خالد. قال: أخبرني عارم بن عبد الواحد. عن
شهر بن حوشب. قال:
أنا لعند أم سلمة زوج النبي ص. قال: فسمعنا صارخة. فأقبلت
حتى انتهت إلى أم سلمة فقالت: قتل الحسين. قالت: قد
فعلوها. ملأ الله بيوتهم أو قبورهم عليهم نارا. ووقعت
مغشيا عليها. قال: وقمنا.
453- قال: أخبرنا الفضل بن دكين. قال: حدثنا سفيان. عن
نسير ابن ذعلوق. عن هيبرة بن خزيمة. قال: قال الربيع بن
خثيم حين قتل الحسين: «اللَّهُمَّ فاطِرَ السَّماواتِ
وَالْأَرْضِ عالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ أَنْتَ
تَحْكُمُ بَيْنَ عِبادِكَ فِي ما كانُوا فِيهِ
يَخْتَلِفُونَ» .
454- قال: أخبرنا الفضل بن دكين. قال: حدثنا فطر. عن منذر.
__________
453- إسناده ضعيف.
- سفيان هو الثوري.
- نسير- بمهملة مصغرا- ابن ذعلوق- بضم المعجمة واللام
وبينهما مهملة ساكنة الثوري مولاهم أبو طعمة الكوفي. صدوق.
لم يصب من ضعفه.
من الرابعة (تق: 2/ 298) .
- هبيرة بن خزيمة قال العجلي في تاريخ الثقات ترجمة رقم
(1718) : صوابه ابن حديرة كوفي ثقة. وقال ابن أبي حاتم:
هبيرة بن حدير العدوي روى عن سعد الحذاء وعنه إسحاق بن
سالم الضبي. قال ابن معين: لا شيء. وقال أبو حاتم: شيخ
(الجرح والتعديل: 9/ 110) .
- الربيع بن خثيم- بضم المعجمة وفتح المثلثة- ابن عائذ
الثوري أبو يزيد الكوفي.
ثقة. عابد مخضرم من الثانية مات سنة 61 هـ. وقيل: ثلاث
وستين. قال له ابن مسعود رضي الله عنه: لو رآك رسول الله ص
لأحبك (تق: 1/ 244) .
تخريجه:
أخرجه ابن سعد في ترجمة الربيع بن خثيم من الطبقات الكبرى:
6/ 190 من هذا الطريق به.
454- إسناده حسن.
- فطر هو ابن خليفة. صدوق رمي بالتشيع. تقدم في (117) .
- منذر بن يعلى الثوري أبو يعلى الكوفي. ثقة. من السادسة
(تق: 2/ 275) .
تخريجه:
لم أقف على من خرجه غير المصنف.
(1/496)
قال: لما قتل الحسين. قال أشياخ من أهل
الكوفة فيهم/ أبو بردة «1» :
اذهبوا بنا إلى الربيع بن خثيم حتى نعلم رأيه. فأتوه.
فقالوا: إنه قد قتل الحسين. قال: أرأيتم لو أن رسول الله ص
دخل الكوفة وفيها أحد من أهل بيته في من كان ينزل؟ إلا
عليهم. فعلموا رأيه.
455- قال: أخبرنا الفضل بن دكين. قال: حدثنا سفيان. عن
شيخ. قال: لما أصيب الحسين بن علي. قال الربيع بن خثيم:
لقد قتلوا صبية لو أدركهم رسول الله ص لأجلسهم في حجره
ولوضع فمه على أفمامهم.
456- قال: أخبرنا الفضل بن دكين. قال: حدثنا فطر. عن منذر.
قال: كنا إذا ذكرنا الحسين بن علي ومن قتل معه. قال محمد
بن الحنفية:
قد قتلوا سبعة عشر شابا كلهم قد ارتكضوا في رحم فاطمة.
__________
455- إسناده ضعيف لجهالة الواسطة بين سفيان وابن خثيم.
- سفيان هو الثوري.
- عن شيخ. لم أقف على من سماه.
تخريجه:
لم أقف على من خرجه غير المصنف.
456- إسناده حسن.
- رجاله تقدموا في السند رقم (454) .
تخريجه:
أخرجه الطبراني في الكبير: 3/ 104 و 119 من طريق يحيى بن
ضريس عن فطر عن منذر به. ومن طريق الفضل بن دكين عن فطر عن
منذر به.
__________
(1) أبو بردة هو ابن أبي موسى الأشعري الصحابي قيل: اسمه
عامر. وقيل: الحارث. ثقة. مات سنة 104 هـ وقد جاز الثمانين
(تق: 2/ 394) .
(1/497)
457- قال: أخبرنا عمرو بن خالد المصري.
قال: حدثنا ابن لهيعة.
عن أبي الأسود محمد بن عبد الرحمن. قال: لقيني رأس
الجالوت. فقال:
والله إن بيني وبين داود لسبعين أبا. وإن اليهود لتلقاني
فتعظمني. وأنتم ليس بينكم وبين نبيكم إلا أب واحد قتلتم
ولده.
458- قال: أخبرنا مالك بن إسماعيل أبو غسان النهدي. قال:
حدثني عبد الرحمن بن حميد الرؤاسي. قال: مر عمر بن سعد-
يعني ابن أبي
__________
457- إسناده ضعيف.
- عمرو بن خالد بن فروخ بن سعيد التميمي ويقال: الخزاعي
نزيل مصر. ثقة.
من العاشرة. مات سنة 229 هـ (تق: 2/ 69) .
- عبد الله بن لهيعة- بفتح اللام وكسر الهاء- ابن عقبة
الحضرمي أبو عبد الرحمن المصري القاضي. صدوق. من السابعة.
خلط بعد احتراق كتبه.
قال الذهبي: العمل على تضعيف حديثه، (الكاشف: 2/ 109، تق:
1/ 444) .
- أبو الأسود محمد بن عبد الرحمن بن نوفل الأسدي يتيم
عروة. ثقة. من السادسة، (تق: 2/ 185) .
- رأس الجالوت: وصف لبعض رجال الدين من اليهود.
تخريجه:
لم أقف على من خرجه غير المصنف.
458- إسناده منقطع وفيه من لم نجد له ترجمة.
- عبد الرحمن بن حميد الرؤاسي الكوفي. ثقة من السابعة (تق:
1/ 478) .
- أبو عيينة البارقي. لم أقف له على ترجمة.
تخريجه:
أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق: 13/ ل 224 من طريق المصنف
به.
(1/498)
وقاص- بمجلس بني نهد حين قتل الحسين فسلم
عليهم. فلم يردوا عليه السلام. قال مالك «1» : فحدثني أبو
عيينة البارقي. عن عبد الرحمن بن حميد. في هذا الحديث قال:
فلما جاز قال:
أتيت الذي لم يأت قبلي ابن حرة ... فنفسي ما أخزت وقومي ما
أذلت «2»
459- قال: أخبرنا مالك بن إسماعيل. قال: حدثني الهيثم بن
الخطاب النهدي. قال: سمعت أبا إسحاق السبيعي. يقول: كان
شمر بن ذي الجوشن الضبابي لا يكاد أولا يحضر الصلاة معنا
فيجيء بعد الصلاة فيصلي. ثم يقول:
اللهم اغفر لي فإني كريم لم تلدني اللئام. قال: فقلت له:
إنك لسيئ الرأي يوم تسارع إلى قتل ابن بنت رسول الله ص
قال: دعنا منك يا أبا إسحاق.
فلو كنا كما تقول وأصحابك كنا شرا من الحمير السقاءات.
460- قال: أخبرنا محمد بن عمر. قال: حدثني إسرائيل. عن أبي
__________
459- إسناده: فيه من لم نجد له ترجمة.
- الهيثم بن الخطاب النهدي: لم نقف له على ترجمة.
تخريجه:
ذكره المصنف في ترجمة ذي الجوشن الضبابي في الطبقة الرابعة
من الصحابة سند رقم (278) .
والذهبي في ميزان الاعتدال: 2/ 280 عن أبي إسحاق السبيعي
بلفظ مقارب.
460- إسناده ضعيف.
رجاله تقدموا.
تخريجه:
- لم أقف على من خرجه غير المصنف.
__________
(1) هو ابن إسماعيل شيخ المصنف.
(2) في تاريخ دمشق: 13/ ل 224، وقومي أذلت،.
(1/499)
إسحاق. قال: رأيت قاتل حسين بن علي شمر بن
ذي الجوشن ما رأيت بالكوفة أحدا عليه طيلسان غيره.
461- قال: أخبرنا أحمد بن عبد الله بن يونس. قال: حدثنا
شريك.
عن مغيرة. قال: قالت مرجانة لابنها عبيد الله بن زياد: يا
خبيث «1» .
قتلت ابن رسول الله ص. لا ترى الجنة أبدا.
462- قال: أخبرنا علي بن محمد. عن سفيان. عن عبد الله بن
__________
461- إسناده ضعيف مرسل. فإن مغيرة لم يدرك مرجانة.
- أحمد بن عبد الله بن يونس. ثقة. تقدم في (14) .
- شريك هو ابن عبد الله القاضي. صدوق يخطئ. تقدم في (76) .
- مغيرة بن مقسم الضبي. ثقة. تقدم في (238) .
تخريجه:
لم أقف على من خرجه غير المصنف. ولا يجوز التالي على الله
ولا القطع لأحد من أهل القبلة بدخول النار وتحريم الجنة
عليه. وباب التوبة مفتوح مهما بلغت الذنوب والمعاصي.
462- إسناده حسن.
- عبد الله بن شريك العامري الكوفي. صدوق يتشيع. أفرط
الجوزجاني فكذبه.
من الثالثة (تق: 1/ 422) .
- بشر بن غالب الأسدي روى عن الحسين بن علي وأبي هريرة.
وروى عنه عبد الله بن شريك. قال الأزدي: مجهول. وقال
النسائي. في حديث رواه بشر بن غالب: هذا حديث باطل منكر.
(الجرح والتعديل: 2/ 363، لسان الميزان: 2/ 28) .
تخريجه:
لم أقف على من خرجه غير المصنف.
__________
(1) في المحمودية، يا خبيث، بالتصغير.
(1/500)
شريك. قال: رأيت بشر بن غالب يتمرغ على قبر
الحسين ندامة على ما فاته من نصره.
463- قال: أخبرنا علي بن محمد. عن حباب بن موسى. عن جعفر
ابن محمد. عن أبيه. [عن علي بن حسين. قال: حملنا من الكوفة
إلى يزيد بن معاوية. فغصت طرق الكوفة بالناس يبكون. فذهب
عامة الليل ما يقدرون أن يجوزوا بنا لكثرة الناس. فقلت:
هؤلاء الذين قتلونا وهم الآن يبكون] .
464- قال: أخبرنا علي بن محمد. عن عبد الحميد بن بهرام. عن
شهر بن حوشب. قال: سمعت أم سلمة حين أتاها قتل الحسين:
لعنت أهل العراق. وقالت: قتلوه قتلهم الله. غروه ودلوه «1»
لعنهم الله.
__________
463- إسناده: فيه من لم نجد له ترجمة.
- حباب بن موسى. شيخ للمدائني لم نقف له على ترجمة.
تخريجه:
لم أقف على من خرجه غير المصنف.
464- إسناده ضعيف.
- عبد الحميد بن بهرام الفزاري المدائني. صاحب شهر بن
حوشب. صدوق.
من السادسة (تق: 1/ 467) .
تخريجه:
أخرجه أحمد في فضائل الصحابة (رقم 1392) من طريق عبد
الحميد بن بهرام عن شهر بن حوشب سمعت أم سلمة فذكره وفيه
زيادة. وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير: 3/ 108 من طريقه
أيضا. وانظر
ما سبق برقم (452) .
__________
(1) في فضائل الصحابة ومعجم الطبراني، وذلوه، بالمعجمة.
(1/501)
[أخبار عن مصير
من شاركوا في قتل الحسين]
465- قال: أخبرنا موسى بن إسماعيل. قال: حدثنا سليمان بن
مسلم. صاحب السقط «1» عن أبيه. قال: كان أول من طعن في
سرادق الحسين عمر «2» بن سعد. قال: فرأيته هو وابنيه ضربت
أعناقهم. ثم علقوا على الخشب. وألهب فيهم النيران. قال: ثم
أخبرنا به «3» موسى بن إسماعيل بعد ذلك. فقال: حدثنا أبو
المعلى العجلي. عن أبيه.
قال محمد بن سعد: فحملناه على أنه سليمان بن مسلم.
466- قال: أخبرنا محمد بن عبد الله الأنصاري وعبد الملك بن
عمرو
__________
465- إسناده ضعيف.
- موسى بن إسماعيل أبو سلمة التبوذكي. ثقة ثبت. تقدم في
(101) .
- سليمان بن مسلم أبو المعلى العجلي كوفي الأصل بصري الدار
وهو أخو هارون ابن مسلم روى عن الشعبي وعن أبيه عن سمرة.
وروى عنه موسى بن إسماعيل وعبيد الله القواريري وعمرو بن
علي (التاريخ الكبير: 4/ 37، والجرح والتعديل: 4/ 142) .
- أبوه مسلم بن هرمز العجلي روى عن سمرة وقيل عن علي. قال
ابن حبان:
مسلم بن هرمز ومسلم مولى علي رووا عن علي لا أعتمد عليهم
ولا يعجبني الاحتجاج بهم لما كانوا عليه من المذهب الرديء
(التاريخ الكبير: 7/ 269، والجرح والتعديل: 8/ 200،
والثقات: 5/ 401) .
تخريجه:
أخرجه ابن عساكر في ترجمة عمر بن سعد من تاريخ دمشق: 13/ ل
223 من طريق المصنف به.
466- إسناده صحيح.
- محمد بن عبد الله الأنصاري. ثقة. تقدم في (12) .
- قرة بن خالد السدوسي. ثقة ضابط. تقدم في (228) .
- أبو رجاء العطاردي هو عمران بن ملحان. ثقة مخضرم. تقدم
في (73) .
تخريجه:
أخرجه الطبراني في الكبير: 3/ 112 من طريق أبو عامر العقدي
عن قرة عن أبي رجاء به دون قوله: يا لهفتا على أسهم ...
وقال الهيثمي في المجمع 9/ 196:
رجاله رجال الصحيح. وأخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق: 5/ ل
78 من طريق المصنف به.
__________
(1) السقط: هو ردىء المتاع. والسقط من البيع نحو السكر
والتوابل ونحوهما. والذي يبيعهما يسمى صاحب السقط (لسان
العرب: 7/ 317 مادة: سقط) .
(2) في الأصل، عمرو، وهو خطأ والتصحيح من المحمودية.
(3) (به) ساقط من الأصل والإضافة من المحمودية.
(1/502)
أبو عامر العقدي. قالا: حدثنا قرة بن خالد.
قال: حدثنا أبو رجاء. قال:
لا تسبوا عليا يا لهفتا على أسهم رميته بهن يوم الجمل مع
ذاك لقد قصرن والحمد لله عنه. قال: إن جارا لنا من بلهجيم
جاءنا من الكوفة. فقال: ألم تروا إلى الفاسق ابن الفاسق
قتله الله. الحسين بن علي. قال: فرماه بكوكبين في عينيه
فذهب بصره.
467- قال: أخبرنا الفضل بن دكين ومالك بن إسماعيل. قالا:
حدثنا عبد السلام بن حرب. عن عبد الملك بن كردوس. عن حاجب
عبيد الله ابن زياد. قال: دخلت معه القصر حين قتل الحسين.
قال: فأضرم «1» في وجهه نارا أو كلمة نحوها. فقال: هكذا
بكمه على وجهه. وقال لا تحدث «2» بهذا أحدا.
__________
467- إسناده ضعيف.
- عبد السلام بن حرب بن سلمة النهدي. ثقة وله مناكير. تقدم
في (108) .
- عبد الملك بن كردوس أبو عبد الدائم الهدادي- بفتح الهاء
وتخفيف الدال- البصري مستور الحال. من السابعة (تق: 2/
446) .
- حاجب عبيد الله بن زياد لم نقف على من سماه.
تخريجه:
أخرجه الطبراني في المعجم الكبير: 3/ 112 من طريق عبد
السلام بن حرب به.
وقال في مجمع الزوائد 9/ 196: وحاجب عبيد الله لم أعرفه
وبقية رجاله ثقات.
__________
(1) في نسخة المحمودية، فاضطرم،.
(2) في المحمودية، لا تحدثن،.
(1/503)
468- قال: أخبرنا عفان بن مسلم ويحيى بن
عباد وكثير بن هشام ومسلم بن إبراهيم وموسى بن إسماعيل.
قالوا: حدثنا حماد بن سلمة. قال:
أخبرنا عمار بن أبي عمار. عن أم سلمة قالت: سمعت الجن تنوح
على الحسين.
469- قال: أخبرنا علي بن محمد. عن علي بن مجاهد. عن حنش
ابن الحارث. عن شيخ من النخع. قال: قال الحجاج: من كان له
بلاء فليقم؟ فقام قوم فذكروا. وقام سنان بن أنس فقال: أنا
قاتل حسين. فقال:
بلاء حسن. ورجع سنان إلى منزله. فاعتقل لسانه. وذهب عقله.
فكان يأكل ويحدث في مكانه.
__________
468- إسناده حسن.
- عمار بن أبي عمار مولى بني هاشم. صدوق ربما أخطأ. تقدم
في (20) .
تخريجه:
أخرجه الطبراني في المعجم الكبير: 3/ 121. 122 من طريق
حماد بن سلمة عن عمار به. وقال في مجمع الزوائد 9/ 199:
رجاله رجال الصحيح. ورواه أحمد بن منيع في مسنده وسكت عليه
البوصيري.
469- إسناده ضعيف جدا أو موضوع.
- علي بن مجاهد بن مسلم القاضي الكابلي. متروك. من
التاسعة. مات بعد الثمانين ومائة (تق: 2/ 43) .
- حنش بن الحارث بن لقيط- بفتح اللام وكسر القاف المعجمة-
النخعي الكوفي لا بأس به. من السادسة (تق: 1/ 205) .
- شيخ من النخع. لم أقف على من سماه.
تخريجه:
أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق: 5/ ل 78 من طريق المصنف
به.
(1/504)
[أخبار باطلة
عن أمور وقعت بعد مقتل الحسين]
470- قال: أخبرنا مسلم بن إبراهيم. قال: حدثتنا أم شوق
العبدية.
قالت: حدثتني نضرة الأزدية. قالت: لما قتل الحسين بن علي
مطرت السماء دما. فأصبحت خيامنا وكل شيء منا مليء دم.
471- قال: أخبرنا سليمان بن حرب وموسى بن إسماعيل. قالا:
حدثنا حماد بن سلمة. قال: حدثنا سليم القاص. قال: مطرنا
دما «1» يوم قتل الحسين.
__________
470- إسناده ضعيف.
- مسلم بن إبراهيم الأزدي. ثقة مأمون مكثر. تقدم في (192)
.
- أم شوق العبدية. لم أجد لها ترجمة.
- نضرة الأزدية ذكرها ابن حبان في الثقات وقال: من أهل
البصرة تروي عن الحسين بن علي وروى عنها البصريون (الثقات:
5/ 487) .
تخريجه:
أخرجه ابن حبان في كتاب الثقات في ترجمة نضرة الأزدية: 5/
487 بإسناده من طريق مسلم بن إبراهيم به نحوه. وابن عساكر
في تاريخ دمشق: 5/ ل 76 من طريق مسلم بن إبراهيم به.
471- إسناده ضعيف لجهالة حال سليم القاص.
- سليم القاص أبو إبراهيم ذكره البخاري في التاريخ الكبير:
4/ 129 وقال: روى عنه حماد وابن عليه. وذكره بن حبان في
الثقات: 4/ 329 بمثل كلام البخاري وذكرا روايته هذه.
تخريجه:
أخرجه البخاري في التاريخ الكبير في ترجمة سليم القاص: 4/
129. وكذا ابن حبان في الثقات: 4/ 329.
__________
(1) في الأصل، دم،.
(1/505)
472- قال: أخبرنا محمد بن عمر. قال: حدثني
نجيح. عن رجل من آل سعيد يقول: سمعت الزهري. يقول: سألني
عبد الملك بن مروان.
فقال: ما كان علامة مقتل الحسين؟ قال: لم تكشف يومئذ حجرا
إلا وجدت تحته دما عبيطا «1» . فقال عبد الملك: أنا وأنت
في هذا غريبان.
473- قال: أخبرنا محمد بن عمر. قال: حدثني عمر بن محمد بن
عمر بن علي. عن أبيه. قال: أرسل عبد الملك إلى ابن رأس
الجالوت.
فقال: هل كان في قتل الحسين علامة؟ فقال ابن رأس الجالوت:
ما كشف يومئذ حجر إلا وجد تحته دم عبيط.
__________
472- إسناده ضعيف.
- نجيح هو ابن عبد الرحمن السندي أبو معشر. ضعيف. تقدم في
(250) .
- رجل من آل سعيد. سماه الطبراني محمد بن عبد الله بن سعيد
بن العاص.
ولم أجد له ترجمة.
تخريجه:
أخرجه الطبراني في الكبير: 3/ 113 من طريق أسباط بن محمد
عن أبي بكر الهذلي عن الزهري نحوه. وهذا إسناد ضعيف جدا.
ومن طريق ابن جريج عن الزهري. وابن جريج مدلس وقد عنعنه.
كما أخرجه أيضا: 3/ 119 من طريق هشيم عن أبي معشر به.
473- إسناده ضعيف جدا.
- عمر بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب. ذكره الزبيري في
ذرية عمر ابن علي من ولده محمد بن عمر (انظر نسب قريش: ص
80) ولكنه مجهول الحال.
- محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب. صدوق. تقدم في (426) .
تخريجه:
أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق: 5/ ل 77 من هذا الطريق به.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في منهاج السنة: 4/ 560 هذا
كذب بين.
__________
(1) الدم العبيط: هو الدم الطري (لسان العرب: 7/ 347) .
(1/506)
474- قال: أخبرنا عمرو بن عاصم الكلابي.
قال: حدثنا خلاد- صاحب السمسم- وكان ينزل بني جحدر- قال:
حدثتني أمي. قالت:
كنا زمانا يوم «1» مقتل الحسين. وإن الشمس تطلع محمرة على
الحيطان والجدر بالغداة والعشي. قالت: وكانوا لا يرفعون
حجرا إلا وجدوا تحته دما «2» .
475- قال: حدثنا عفان بن مسلم. قال: حدثنا حماد بن زيد. عن
هشام بن حسان. عن محمد بن سيرين. قال: لم تر هذه الحمرة في
آفاق السماء حتى قتل الحسين بن علي رحمه الله.
__________
474- إسناده: فيه من لم نجد له ترجمة.
- عمرو بن عاصم الكلابي أبو عثمان البصري. صدوق. تقدم في
(33) .
- خلاد صاحب السمسم لم أقف له على ترجمة.
- أم خلاد. لم أقف على من سماها.
تخريجه:
أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق: 5/ ل 75 من هذا الطريق به.
475- إسناده صحيح.
- هشام بن حسان الأزدي القردوسي- بالقاف وضم الدال- أبو
عبد الله البصري. ثقة من أثبت الناس في ابن سيرين وفي
روايته عن الحسن وعطاء مقال لأنه قيل: كان يرسل عنهما من
السادسة (تق: 2/ 318) .
تخريجه:
أخرجه الطبراني في الكبير: 3/ 114 من طريق يحيى الحماني
حدثنا حماد بن زيد به. وقال الهيثمي في المجمع 9/ 179: فيه
يحيى الحماني وهو ضعيف. وابن عساكر في تاريخ دمشق: 5/ ل 76
من طريقين: الأولى من طريق سليمان بن حرب عن حماد ابن زيد
به. والثانية من طريق روح بن عباده عن ابن عون عن محمد بن
سيرين به. وقول ابن سيرين هذا مشكل. وما فهمت مراده به.
فإن أراد الشفق الأحمر.
فهو ظاهرة طبيعية معلومة لا علاقة لها بمقتل أحد من الناس.
وقد أشار لهذا شيخ الإسلام ابن تيمية. كما نقلنا كلامه في
تخريج الأثر الآتي. وانظر كلاما جيدا للعلامة الحافظ ابن
كثير في البداية والنهاية: 8/ 201. 203.
__________
(1) في المحمودية:، بعد،.
(2) في المحمودية:، وجد تحته دم،.
(1/507)
476- قال: أخبرنا موسى بن إسماعيل. قال:
حدثنا يوسف بن عبدة.
قال: سمعت محمد بن سيرين يقول: لم تكن ترى هذه الحمرة في
السماء عند طلوع الشمس وعند غروبها حتى قتل الحسين رضي
الله عنه.
477- قال: أخبرنا علي بن محمد. عن علي بن مدرك. عن جده
الأسود بن قيس. قال: احمرت آفاق السماء بعد قتل الحسين ستة
أشهر
__________
476- إسناده ضعيف.
- موسى بن إسماعيل المنقري. ثقة ثبت. تقدم في (101) .
- يوسف بن عبدة الأزدي مولاهم أبو عبدة البصري القصاب. لين
الحديث من السابعة (تق: 2/ 381) .
تخريجه:
انظر تخريج الأثر السابق رقم (475) ، وقال شيخ الإسلام ابن
تيمية في منهاج السنة 4/ 560: إن كثيرا مما روي في ذلك
كذب. مثل كون السماء أمطرت دما. فإن هذا ما وقع قط في قتل
أحد. ومثل كون الحمرة ظهرت في السماء يوم قتل الحسين ولم
تظهر قبل ذلك. فإن هذا من الترهات. فما زالت هذه الحمرة
تظهر ولها سبب طبيعي من جهة الشمس. فهي بمنزلة الشفق.
477- إسناده ضعيف.
- علي بن محمد هو المدائني.
- علي بن مدرك الكوفي. مجهول. تقدم في (439) .
- الأسود بن قيس العبدي. ثقة. تقدم في (254) .
تخريجه:
أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق: 5/ ل 75 من طريق المصنف
به.
(1/508)
يرى ذلك في آفاق السماء كأنها الدم. قال:
فحدثت بذلك شريكا. فقال لي: ما أنت من الأسود؟ قلت هو جدي
أبو أمي. قال: أما والله إن كان لصدوق الحديث عظيم الأمانة
مكرما للضيف.
478- قال: أخبرنا الفضل بن دكين. قال: حدثنا عقبة بن أبي
حفصة السلولي. عن أبيه. قال: إن «1» كان الورس «2» من ورس
الحسين ليقال به هكذا فيصير رمادا.
رجع الحديث إلى الأول: [خروج التوابين للثأر بدم الحسين]
قال «3» : وكان سليمان بن صرد «4» الخزاعي فيمن كتب إلى
الحسين بن علي أن يقدم الكوفة «5» . فلما قدمها أمسك عنه
ولم يقاتل معه. فلما قتل
__________
478- إسناده ضعيف.
- عقبة بن أبي حفص السلولي. لم أجد له ترجمة. ولكن ترجم
ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل: 6/ 308 لعقبة بن إسحاق
السلولي وقال: إنه كوفي وروى عنه أبو نعيم. فما أدري هو أم
غيره؟
- أبو حفصة السلولي. إن كان مولى عائشة فقد قال عنه
الدارقطني: مجهول كما في تهذيب التهذيب: 12/ 76 وقال
الذهبي في المغني في الضعفاء 2/ 780:
لا يعرف. وقال ابن حجر في التقريب 2/ 413: مقبول من
الثالثة.
تخريجه:
أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق: 5/ ل 77 من طريق أبي نعيم
به.
__________
(1) ، إن، ساقطة من المحمودية.
(2) الورس: نبت أصفر مثل اللطخ وتصبغ به الثياب (اللسان:
6/ 254) .
(3) هكذا بالأصول الخطية. ومقتضى السياق، قالوا،.
(4) انظر ترجمته في الإصابة لابن حجر: 3/ 172.
(5) من هنا بداية السقط الكبير في نسخة المحمودية بمقدار
38 ورقة.
(1/509)
الحسين رحمه الله ورضي عنه. ندم هو والمسيب
بن نجبة الفزاري «1» وجميع من خذل الحسين ولم يقاتل معه.
فقالوا: ما المخرج والتوبة مما صنعنا؟! فخرجوا فعسكروا
بالنخيلة «2» لمستهل شهر ربيع الآخر سنة خمس وستين.
وولوا أمرهم سليمان بن صرد. وقالوا: نخرج إلى الشام فنطلب
بدم الحسين.
فسموا التوابين. وكانوا أربعة آلاف فخرجوا فأتوا عين
الوردة «3» وهي بناحية قرقيسيا»
. فلقيهم جمع أهل الشام وهم عشرون ألفا عليهم الحصين ابن
نمير «5» فقاتلوهم فترجل سليمان بن صرد وقاتل. فرماه يزيد
بن الحصين بن نمير «6» بسهم فقتله فسقط وقال: فزت ورب
الكعبة. وقتل عامة أصحابه ورجع من بقي منهم إلى الكوفة «7»
.
قالوا: وكتب عبد الملك بن مروان إلى الحجاج بن يوسف. أما
بعد يا حجاج. فجنبني دماء بني عبد المطلب فإني رأيت آل حرب
لما قتلوهم لم يناظروا «8» .
[أشعار ومراثي قيلت في الحسين]
وقال سليمان بن قتة «9» يرثي الحسين بن علي بن أبي طالب
رضي الله عنهما: -
__________
(1) تقدم التعريف به في الخبر رقم (253) .
(2) النخيلة: موضع قرب الكوفة على سمت الشام (معجم
البلدان: 5/ 278) .
(3) عين الوردة: قرب قرقيسيا وهي من أرض الجزيرة (المصدر
السابق: 4/ 180) .
(4) قرقيسياء- بالفتح ثم السكون- بلد من أرض الجزيرة عند
مصب نهر الخابور في الفرات في مثلث بين الخابور والفرات.
وقد فتحها حبيب بن مسلمة الفهري سنة 19 هـ. (المصدر
السابق: 4/ 328) .
(5) انظر ترجمته في مختصر تاريخ دمشق: 7/ 190. وميزان
الاعتدال: 1/ 554.
(6) له ترجمة مختصرة في ميزان الاعتدال: 4/ 421.
(7) انظر خبر ذلك في تاريخ الطبري: 5/ 552 وما بعدها و 5/
583 وما بعدها.
(8) يناظروا: أي لم يمهلوا (لسان العرب: 5/ 216) .
(9) سليمان بن قتة- بفتح القاف ومثناة من فوق مشددة-
التيمي. تيم مرة مولاهم وقيل: العدوي البصري. وقته أمه.
وهو من الشعراء المقلين. عرض القرآن على ابن عباس ثلاث
عرضات. وكان منقطعا إلى بني هاشم وهو معدود من القراء. وقد
وثقه ابن معين وغيره، (انظر ترجمته في التاريخ الكبير: 4/
32، والجرح والتعديل: 4/ 136، وسير أعلام النبلاء: 4/ 596،
وتعجيل المنفعة: ص: 167، وغاية النهاية في طبقات القراء:
1/ 314) . تخريج الأبيات: الأبيات الخمسة الأولى في
الحماسة لأبي تمام الطائي رقم (333) منسوبة لسليمان ابن
قتة العدوي. وفي الكامل للمبرد: 1/ 223 ستة أبيات. ومقاتل
الطالبيين (ص: 121) ، وانظر نسب قريش (ص: 41) .
والاستيعاب: 1/ 394 ونسب قتة إلى خزاعة وقال: وقيل: إنها
لأبي الرميح الخزاعي. وتاريخ دمشق: 5/ ل 92 من طريق الزبير
بن بكار. والكامل في التاريخ: 4/ 91. وفي معجم البلدان: 4/
36 نسبها إلى أبي دهبل الجمحي وهي في ديوانه كما قال
الدكتور عبد الله العسيلان في تحقيقه حماسة أبي تمام.
(1/510)
وإن قتيل الطف من آل هاشم ... أذل رقابا من
قريش فذلت «1»
مررت على أبيات آل محمد ... فألفيتها أمثالها حين حلت «2»
وكانوا لنا غنما فعادوا رزية ... لقد عظمت تلك الرزايا
وجلت «3»
فلا يبعد الله الديار وأهلها ... وإن أصبحت منهم برغمي
تخلت «4»
إذا افتقرت قيس جبرنا فقيرها ... وتقتلنا قيس إذا النعل
زلت
وعند غني قطرة من دمائنا ... سنجزيهم يوما بها حيث حلت
__________
(1) في الحماسة جاء البيت هكذا: -
ألا إن قتلى الطف من آل هاشم ... أذلت رقابا من أناس فذلت
وفي تاريخ دمشق فسر البيت بقوله: يريد أنهم لا يرعوون عن
قتل قرشي بعد الحسين.
(2) في الحماسة الشطر الثاني هكذا:، فلم أرها أمثالها يوم
حلت،. وفي الكامل للمبرد:، فلم أرها كعهدها يوم حلت،.
(3) في الحماسة الشطر الأول:، وكانوا غياثا ثم أضحوا
رزية،. وعند ابن الأثير:، وكانوا رجاء ... ،.
(4) في الاستيعاب الشطر الأول هكذا:، فلا يبعد الله البيوت
وأهلها،.
(1/511)
ألم تر أن الأرض أضحت مريضة ... لفقد حسين
والبلاد اقشعرت
فقال له عبد الله بن حسن بن حسن «1» ويحك ألا قلت:
أذل رقاب المسلمين فذلت
وقال أبو الأسود الديلي «2» في قتل الحسين رضي الله عنه.
أقول وذاك من جزع ووجد ... أزال الله ملك بني زياد
وأبعدهم بما غدروا وخانوا ... كَما بَعِدَتْ ثَمُودُ وقوم
عاد
هموا خشموا «3» الأنوف وكن شما ... بقتل ابن القعاس أخي
مراد «4»
قتيل السوق يا لك من قتيل ... به نضح من أحمر كالجساد
وأهل نبينا من قبل كانوا ... ذوي كرم دعائم للبلاد
حسين ذو الفضول وذو المعالي ... يزين الحاضرين وكل باد
أصاب العز مهلكه فأضحى ... عميدا «5» بعد مصرعه فؤادي
__________
(1) عبد الله بن حسن بن حسن بن علي بن أبي طالب هو والد
محمد النفس الزكية وإبراهيم اللذان خرجا بالمدينة والبصرة
على أبي جعفر المنصور. وأمه فاطمة بنت الحسين مات في أوائل
سنة خمس وأربعين ومائة وله خمس وسبعون سنة (نسب قريش: ص
51، 53، وتق: 1/ 409، والتحفة اللطيفة: 2/ 313) .
(2) أبو الأسود الديلي- بكسر المهملة وسكون التحتانية-
ويقال الدؤلي- بالضم بعدها همزة مفتوحة- سبق ترجمته.
(3) خشموا الأنوف: كسروها (اللسان: 12/ 178 مادة خشم) .
(4) هو هانئ بن عروة المرادي. اختفى في داره مسلم بن عقيل.
خوفا من ابن زياد عند ما قدم الكوفة يطلبه. وقد قتل عبيد
الله بن زياد هانئ بن عروة وصلبه في السوق ولذا سمي قتيل
السوق (انظر تاريخ الطبري: 5/ 348- 351) . وابن القعاس:
وصف لهانئ بن عروة. يقال: رجل أقعس: ثابت عزيز منيع (لسان
العرب: 6/ 177 مادة: قعس) .
(5) العميد: الشديد الحزن (المصدر السابق: 3/ 305 مادة:
عمد) . تخريج الشعر: -- البيتان الأول والثاني في المعجم
الكبير: 3/ 118 منسوبة لأبي الأسود ولكن بإسناد معضل وذكر
البيتان المسعودي في مروج الذهب: 3/ 78 وابن عساكر في
تاريخ دمشق: 8/ ل 622.
(1/512)
وقال أبو الأسود الديلي أيضا: -
أيرجو معشر قتلوا حسينا ... شفاعة جده يوم الحساب «1»
[قال: ولقي عبيد الله بن الحر الجعفي «2» . حسين بن علي
فدعاه حسين إلى نصرته والقتال معه فأبى. وقال: قد أعييت
أباك قبلك. قال: فإذا أبيت أن تفعل فلا تسمع الصيحة علينا
فو الله لا يسمعها أحد ثم لا ينصرنا فيرى بعدها خيرا أبدا]
«3» .
قال عبيد الله: فو الله لهبت كلمته تلك فخرجت هاربا من
عبيد الله بن زياد. مخافة أن يوجهني إليه فلم أزل في الخوف
حتى انقضى الأمر. فندم
__________
(1) أخرج الطبراني في المعجم الكبير: 3/ 123 من طريق ابن
لهيعة عن أبي قبيل قال: لما قتل الحسين واحتزوا رأسه قعدوا
في أول مرحلة في الطريق يشربون النبيذ فخرج عليهم قلم من
حديد من حائط فكتب بسطر دم: ثم ذكر البيت. وقال الهيثمي في
مجمع الزوائد 9/ 119: وفيه من لم أعرفه. كما أخرج الطبراني
أيضا في 3/ 124 من طريق يحيى بن يمان عن إمام لبني سليم عن
أشياخ له غزوا الروم فنزلوا كنيسة فقرأوا في حجر مكتوب ثم
ذكر البيت. قلت: وهذا إسناد عن مجاهيل لا يساوي فلسا.
(2) عبيد الله بن الحر الجعفي- وجعفي هو ابن سعد العشيرة
من مذحج- وهو رجل شجاع تقلبت به الأحوال والآراء والأيام
حتى صار من أمره أن لا يطيع لأحد من بني أمية ولا بني
الزبير. ووقعت بينه وبين مصعب حروب وأيام. وقتل سنة ثمان
وستين من الهجرة (انظر أخباره في تاريخ الطبري: 6/ 128-
135، والجرح والتعديل: 5/ 311، والبداية والنهاية: 8/ 294)
.
(3) انظر تاريخ الطبري: 5/ 407.
(1/513)
عبيد الله على تركه نصرة حسين رضي الله عنه
فقال «1» : -
يقول أمير غادر حق غادر ... ألا كنت قاتلت الشهيد ابن
فاطمة
ونفسي على خذلانه واعتزاله ... وبيعة هذا الناكث العهد
لائمة
فيا ندما «2» ألا أكون نصرته ... ألا كل نفس لا تسدد نادمة
وإني لأني لم أكن من حماته ... لذو حسرة ما أن تفارق لازمه
سقى الله أرواح الذين تأزروا ... على نصره سقيا من الغيث
دائمة
وقفت على أجداثهم ومحالهم «3» ... فكاد الحشا يرفض «4»
والعين ساجمة «5»
لعمري لقد كانوا مصاليت في الوغى ... سراعا إلى الهيجا
حماة خضارمه «6»
تأسوا على نصر ابن بنت نبيهم ... بأسيافهم آساد غيل «7»
ضراغمه «8»
وقد طاعنوا من دونه برماحهم ... عصائب بورا نابذتهم مجارمه
«9»
__________
(1) انظر القصيدة في المصدر السابق: 5/ 470 عدا البيتين
الثاني والتاسع. وفي أنساب الأشراف: 5/ 292 أورد أربعة
أبيات وأشار إلى البقية بقوله: في أبيات. والقصيدة بكاملها
في خزانة الأدب: 2/ 159- 160.
(2) في تاريخ الطبري 5/ 470: فيا ندمي. وفي خزانة الأدب 2/
160:، فوا ندما،.
(3) في المصدرين السابقين: ومجالهم.
(4) في تاريخ الطبري: 5/ 470 ينفض. ومعنى يرفض ينقطع (لسان
العرب: 7/ 157، مادة: رفض) .
(5) ساجمة: سجمت العين الدمع. والسحابة. الماء. تسجمه: وهو
قطرات الدمع وسيلانه قليلا كان أو كثيرا. (المصدر السابق:
12/ 280 مادة: سجم) .
(6) خضارمة: جمع خضرم والهاء لتأنيث الجمع. وهو السيد
الحمول (المصدر السابق: 12/ 184 مادة: خضرم) .
(7) الغيل: بالكسر: الأجمة والشجر الملتف. وموضع الأسد:
غيل (المصدر السابق: 11/ 512 مادة: غيل) .
(8) الضرغم والضرغام والضرغامة: الأسد. ورجل ضرغامة: شجاع
(المصدر السابق: 12/ 357 مادة ضرغم) .
(9) الجرم: من الجريمة وهو التعدي والذنب (المصدر السابق:
12/ 91) .
(1/514)
فإن يقتلوا فكل نفس زكية ... على الأرض قد
أضحت لك اليوم «1» واجمة «2»
وما إن رأى الراؤون أصبر منهم ... لدى الموت سادات وزهرا
قماقمه «3»
أتقتلهم ظلما وترجو ودادنا ... فدع خطة ليست لنا بملائمة!!
لعمري لقد رغمتمونا «4» بقتلهم ... فكم ناقم منا عليكم
وناقمة
أهم مرارا أن أسير بجحفل ... إلى فئة زاغت عن الحق ظالمة
فكفوا وإلا زرتكم «5» في كتائب ... أشد عليكم من زحوف
الديالمي»
وقال عبيد الله بن الحر أيضا: -
أيرجو ابن الزبير اليوم نصري ... بعاقبة «7» ولم أنصر
حسينا «8»
وكان تخلفي عنه تبابا «9» ... وتركي نصره غبنا وحينا «10»
ولو أني أواسيه بنفسي ... أصبت فضيلة وقررت عينا
وقال عبيد الله بن الحر أيضا: -
يا لك حسرة ما دمت حيا ... تردد بين حلقي والتراقي «11»
__________
(1) في تاريخ الطبري: 5/ 470: أضحت لذلك واجمة.
(2) الوجوم: السكوت على غيض (لسان العرب: 12/ 630 مادة:
وجم) .
(3) القمقام والقماقم من الرجال: السيد الكثير الخير
الواسع الفضل ويقال للرجل الذي يعلو أقرانه في الحرب
(المصدر السابق: 12/ 494) .
(4) في تاريخ الطبري: 5/ 470: راغمتمونا. والمعنى
أغضبتمونا (انظر لسان العرب: 12/ 246 مادة رغم) .
(5) في تاريخ الطبري: 5/ 470: ذدتكم.
(6) الديالمي: نسبة إلى إقليم الديلم. وهم جنس من الفرس
سموا بأرضهم في قول بعض أهل الأثر وليس باسم لأب لهم (معجم
البلدان: 2/ 544) .
(7) عاقبة: عاقبة كل شيء آخره. (لسان العرب: 1/ 611) .
(8) ذكر البيت الأول وأشار إلى الباقي البلاذري في أنساب
الأشراف: 5/ 295.
(9) تبابا: التباب الخسران (المصدر السابق: 1/ 226) .
(10) الحين- بفتح الحاء- الهلاك (المصدر السابق: 13/ 136)
.
(11) ذكر هذا البيت في أنساب الأشراف: 5/ 292 وأورد أبو
حنيفة الدينوري في الأخبار الطوال (ص: 262) أربعة أبيات.
(1/515)
حسينا حين يطلب بذل نصري ... على أهل
العداوة والشقاق
ولو أني أواسيه بنفسي ... لنلت كرامة يوم التلاق
مع ابن المصطفى نفسي فداه ... فولى ثم ودع بالفراق
غداة يقول لي بالقصر «1» قولا ... أتتركنا وتزمع بانطلاق؟
فلو فلق التلهف قلب حي ... لهم اليوم قلبي بانفلاق
فقد فاز الأولى نصروا حسينا ... وخاب الآخرون أولو النفاق
«2»
وقال عبيدة بن عمرو الكندي «3» أحد بني بداء «4» بن
الحارث. يرثي الحسين ابن علي وولده رضي الله عنهم ويذكر
قتلهم وقتلتهم:
صحا القلب بعد الشيب عن أم عامر ... وأذهله عنها صروف
الدوائر
ومقتل خير الآدميين والدا «5» ... وجدا إذا عدت مساعي
المعاشر
دعاه الرجال الحائرون لنصره ... فكلا رأيناه له غير ناصر
وجدناهم من بين ناكث بيعة ... وساع به عند الإمام وغادر
__________
تخريج الأبيات: - لم أقف عليه.
__________
(1) القصر: هو قصر بني مقاتل وهو المكان الذي التقى فيه
عبيد الله بن الحر مع الحسين بن علي ودعاه إلى نصرته فأبى
(تاريخ الطبري: 5/ 407) .
(2) القصيدة في خزانة الأدب: 2/ 156.
(3) عبيدة بن عمرو الكندي. وصفه ابن جرير في تاريخه: 5/
578 بقوله: كان من أشجع الناس وأشعرهم وأشدهم حبا لعلي.
وقد اشترك في الدفاع عن حجر ابن عدي الكندي. وكان ممن سارع
في تأييد المختار بن أبي عبيد (انظر تاريخ الطبري: 5/ 261-
262- 578) .
(4) نسبة إلى بداء بن الحارث بن معاوية بن ثور بن مرتع بن
معاوية. بطن من كندة (انظر اللباب في تهذيب الأنساب: 1/
129) .
(5) هذا من اعتقاد الشيعة وغلوهم ومن المعلوم أن ترتيب
الخلفاء الراشدين في الفضل هو بحسب ترتيبهم في الخلافة
وهذا هو الأمر الذي استقر عليه إجماع أهل السنة.
(1/516)
ورام له لما رآه وطاعن ... ومسل عليه
المصلتين وناحر
فيا عين أدري الدمع منك وأسبلي ... على خير باد في الأنام
وحاضر
على ابن علي وابن بنت محمد ... نبي الهدى وابن الوصي «1»
المهاجر
تداعت عليه من تميم عصابة ... وأسره سوء من كلاب بن عامر
ومن حي وهبيل «2» تداعت عصابة ... عليه وأخرى أردفت من
يحابر «3»
وخمسون شيخا من أبان من دارم «4» ... تداعوا عليه كالليوث
الخواطر
ومن كل حي قد تداعى لقتله ... ذوو النكث والإفراط أهل
التفاخر
شفى الله نفسي من سنان ومالك ... ومن صاحب الفتيا لقيط بن
ياسر «5»
ومن مرة العبدي وابن مساحق ... ومن فارس الشقراء كعب بن
جابر
ومن أورق الصيداء وابن موزع ... ومن بجر تيم اللات والمرء
عامر
ومن نفر من حضرموت وتغلب ... ومن مانعية الماء في شهر ناجر
«6»
وخولي لا يقتلك «7» ربي وهانئ ... وثعلبة المستوه وابن
تباحر
ولا سلم الله ابن أبجر ما دعت ... حمامة أيك في غصون نواضر
ومن ذلك الفدم «8» الأباني والذي ... رماه بسهم ضيعة
والمهاجر
ولا ابن رقاد لا نجا من حذاره ... ولا ابن يزيد من حذار
المحاذر
__________
(1) وهذه أيضا من عقائد الشيعة الظاهرة في القصيدة.
(2) وهبيل بن سعد بن مالك بن النخع (جمهرة أنساب العرب: ص
414) .
(3) يحابر بن مالك بن أدد بن زيد وهو مراد (المصدر السابق:
ص 406) .
(4) بنو أبان بن دارم بن مالك بن حنظلة بطن من تميم
(المصدر السابق: ص 467) .
(5) لقيط بن ياسر الجهني كما في تاريخ الطبري: 5/ 469.
(6) ناجر: النجر والنجران: العطش وشدة الشرب. ويقال: ماء
منجور: أي مسخن. يعني أنهم منعوه الماء في شهر شديد الحر
(انظر لسان العرب: 5/ 194، مادة نجر) .
(7) هكذا في المخطوطة بالنفي.
(8) الفدم: الغليظ الأحمق الجافي (المصدر السابق: 12/ 450
مادة فدم) .
(1/517)
ومن روس ضلال العراق وغيرهم ... تميم ومن
ذاك اللعين ابن زاجر
ولا الحنظليين الذين تتابعت ... نبالهم في وجهه والخواصر
ولا نفر من آل سعد بن مذحج ... ولا الأبرص الجلف اللئيم
العناصر «1»
ولا عصبة من طيّئ أحدقت به ... ولا نفر منا شرار السرائر
ولا الخثعميين الذين تنازلوا ... عليه ولا من زاره
بالمناشر
ولا شبث لا سلم الله نفسه ... ولا في ابن سعد «2» حد أبيض
باتر
قال: والقوم الذين سماهم في شعره: سنان ابن أنس النخعي.
ومالك:
رجل من وهبيل من النخع. ومرة ابن كعب رجل من أشراف عبد
القيس.
ونوفل بن مساحق من بني عامر بن لؤي. كعب بن جابر الأزدي.
أورق الصيداء: رجل منهم كان أفوه. وابن موزع: رجل من
همدان. بجر ابن مالك من بني تميم بن ثعلبة. خولي ابن يزيد
الأصبحي المحرق بالنار.
هانئ ابن ثبيت الحضرمي. وثعلبة المستوه: رجل من بني تميم
كان مأبونا.
وابن تباحر: رجل من بني تيم الله يقال له: عمرو بن يبحر بن
أبجر حجار ابن أبجر. بجير بن جابر العجلي. والذي رماه
الغنوي الذي رمى ابن الحسين فقتله. وابن زاجر: رجل من بني
منقر من بني تميم. والأبرص الجلف:
يعني شمر بن ذي الجوشن. شبث ابن ربعي الرياحي.
وقال عبيد الله بن الحر أيضا: -
تبيت نساء من أمية نوما ... وبالطف هام ما ينام جميمها «3»
__________
(1) لئيم العناصر: لئيم الأصل (المصدر السابق: 4/ 611) .
(2) هو عمر بن سعد بن أبي وقاص قائد السرية التي قتلت
الحسين وقد قتله وابنه حفص. المختار بن أبي عبيد سنة 66 هـ
(تاريخ الطبري: 6/ 60- 61) .
(3) جميمها: الجم والجميم: الكثير من كل شيء (لسان العرب:
12/ 104 مادة جمم) .
(1/518)
وما ضيع الإسلام إلا قبيلة ... تأمر نوكاها
«1» وطال نعيمها
وأضحت قناة الدين في كف ظالم ... إذا أعوج منها جانب لا
يقيمها
آخر مقتل الحسين بن علي رحمه الله ورضي الله عنه وعن أبيه
وأخيه وذويه. وصلى الله على سيدنا محمد نبيه وآله وصحبه
وسلم
__________
(1) النوك- بضم النون وقيل بفتحها- الحمق. والأنوك: الأحمق
(المصدر السابق: 10/ 551 مادة نوك) .
(1/519)
|