الطبقات الكبرى متمم الصحابة، الطبقة الخامسة

 [تتمة الطبقة الخامسة]
9- عبد الله بن جعفر بن أبي طالب
ابن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف ويكنى أبا جعفر.
وأمه أسماء بنت عميس بن معد «1» بن تيم بن مالك بن قحافة بن عامر ابن معاوية بن زيد بن مالك بن نسر بن وهب بن شهران بن «2» عفرس بن أفتل وهو جماع خثعم بن أنمار «3» .
فولد عبد الله بن جعفر. جعفر الأكبر وبه كان يكنى. وأمه الأمية وتكنى
__________
نسب قريش: (ص 80- 83) ، والتاريخ الكبير: 5/ 7. والمعرفة والتاريخ:
1/ 242. والمعارف (ص: 119) ، والجرح والتعديل: 5/ 21.
والمستدرك: 3/ 566. والاستيعاب: 3/ 880. وتاريخ دمشق (تراجم حرف العين) : ص 17. والتبيين في أنساب القرشيين: ص 94. وأسد الغابة:
3/ 198. وتهذيب الكمال: ورقة 670. وسير أعلام النبلاء: 3/ 456.
والبداية والنهاية: 9/ 33. والإصابة: 4/ 40. وتهذيب التهذيب: 5/ 170.
وشذرات الذهب: 1/ 87.
__________
(1) في الأصل، سعد، وما أثبت من الاستيعاب: 4/ 1784. وجمهرة أنساب العرب: (ص 390) ، وطبقات ابن سعد: 8/ 280.
(2) في الأصل، بن، مكررة.
(3) سياق نسبها في ترجمتها من الطبقات يختلف عما هنا قليلا:، أسماء بنت عميس ابن معد بن تيم بن الحارث بن كعب بن مالك بن قحافة بن عامر بن ربيعة بن معاوية بن زيد ... ،. وفي نسب قريش (ص: 80- 81) جاء سياق نسبها هكذا:، أسماء بنت عميس بن معبد بن تيم بن مالك بن قحافة بن عامر بن ربيعة بن عامر بن معاوية ... ، وعند ابن عبد البر في الاستيعاب (ص: 1784) ، أسماء بنت عميس ابن معد بن الحارث بن تيم بن كعب بن مالك ... ، وكذا عند ابن حزم في الجمهرة (ص: 390) .

(2/5)


أم عمرو بنت خراش بن جحش من بني عبس بن بغيض «1» .
وعليا وعونا الأكبر. ومحمدا وعباسا. وأم كلثوم وأمهم زينب بنت «2» علي بن أبي طالب وأمها فاطمة بنت رسول الله ص «3» .
وحسينا درج. وعونا الأصغر قتل مع الحسين بن علي لا بقية له «4» . وأمهما جمانة بنت المسيب بن نجبة بن ربيعة بن عوف بن رباح من بني فزارة «5» .
وأبا بكر. وعبيد الله «6» . ومحمدا. وأمهم الخوصاء بنت خصفة بن ثقف»
ابن عايذ بن عدي بن الحارث بن تيم الله بن ثعلبة بن بكر بن وائل.
وصالحا لا بقية له. ويحيى وهارون لا بقية لهما. وموسى لا بقية له.
وجعفرا وأم أبيها وأم محمد. وأمهم ليلى بنت مسعود بن خالد بن مالك بن ربعي بن سلمى بن جندل بن نهشل «8» بن دارم. وحميدا والحسن لأم ولد.
وجعفرا وأبا سعيد. وأمهما أم الحسن بنت كعب بن عبد الله «9» بن أبي بكر بن كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة. ومعاوية وإسحاق
__________
(1) في نسب قريش (ص: 82- 83) والمعارف لابن قتيبة (ص: 119) جعلا أم جعفر الأكبر زينب بنت علي. وذكر الزبيري (ص: 83) العبسية أما لجعفر الأصغر وسماها النابغة.
(2) ساقطة من الأصل. والإضافة بين الحاصرتين لمقتضى السياق.
(3) انظر نسب قريش (ص: 83) ، والمعارف (ص: 119) .
(4) في نسب قريش (ص: 83:) ، أن حسينا وعونا الأصغر قتلا مع الحسين،. وكذا في جمهرة أنساب العرب لابن حزم (ص: 68) .
(5) انظر المصدرين السابقين.
(6) في نسب قريش (عبد الله) ، وفي المعارف، عبيد الله، مثلما هنا.
(7) هكذا في الأصل. وفي نسب قريش، ثقيف،.
(8) انظر المصدرين السابقين.
(9) في الأصل: كعب عبد بن أبي بكر. والتصحيح من جمهرة أنساب العرب (ص: 282) .

(2/6)


وإسماعيل وقثم لا بقية له. وعباسا وأم عون لأمهات أولاد شتى.
قالوا: ولما هاجر جعفر بن أبي طالب إلى أرض الحبشة في الهجرة الثانية «1» . حمل معه امرأته أسماء بنت عميس الخثعمية. فولدت له هناك عبد الله. وعونا. ومحمدا. ثم ولد للنجاشي بعد ما ولدت أسماء ابنها عبد الله بأيام ابن. فأرسل إلى جعفر. ما سميت ابنك؟ قال: عبد الله. فسمى النجاشي ابنه عبد الله. وأخذته أسماء بنت عميس. فأرضعته حتى فطمته بلبن عبد الله بن جعفر. ونزلت أسماء بذلك عندهم منزلة.
فكان من أسلم من الحبشة يأتي أسماء بعد فيخبرها خبرهم. فلما ركب جعفر بن أبي طالب مع أصحاب السفينتين «2» منصرفهم من عند النجاشي.
حمل معه امرأته أسماء بنت عميس. وولده منها الذين ولدوا هناك. عبد الله.
وعونا. ومحمدا. حتى قدم بهم المدينة. فلم يزالوا بها حتى وجه رسول الله ص جعفرا إلى مؤتة فقتل بها شهيدا «3» .
__________
(1) هذا قول موسى بن عقبة في مغازيه كما حكاه عنه ابن كثير في البداية والنهاية: 3/ 67. وهو خلاف قول ابن إسحاق. حيث ذكره في أهل الهجرة الأولى (انظر: السيرة النبوية: 1/ 323) ، وقد ذكر الحافظ ابن كثير ما يشبه الجمع بين القولين حيث قال:، وما ذكره ابن إسحاق من خروجه في الرعيل الأول أظهر ... ولكنه كان في زمرة ثانية من المهاجرين أولا، (البداية والنهاية: 3/ 67) .
(2) السفينتان: هما السفينة التي فيها جعفر وأصحابه الذين هاجروا من مكة إلى الحبشة. والأخرى سفينة الأشعريين أصحاب أبي موسى الأشعري حيث هاجروا من بلادهم قاصدين رسول الله ص بالمدينة. فألقت بهم السفينة إلى الحبشة. فبقوا مع جعفر في الحبشة حتى قدم الجميع يوم فتح خيبر في السنة السابعة (انظر صحيح البخاري في كتاب المغازي باب غزوة خيبر) .
(3) من قوله:، قالوا، إلى هنا في نسب قريش (ص: 81) .

(2/7)


479- قال: أخبرنا محمد بن عمر. قال: حدثني محمد بن مسلم.
عن يحيى بن أبي يعلى. قال: سمعت عبد الله بن جعفر يقول: أنا أحفظ حين دخل رسول الله ص على أمي فنعى لها أبي. فانظر إليه وهو يمسح على رأسي ورأس أخي. وعيناه تهراقان الدموع حتى تقطر لحيته. ثم قال:
، [اللهم إن جعفرا قد قدم إلى أحسن الثواب. فاخلفه في ذريته بأحسن ما خلفت أحدا من عبادك في ذريته. ثم قال:] يا أسماء: ألا أبشرك؟، قالت: بلى بأبي أنت وأمي. [قال:، إن الله جعل لجعفر جناحين يطير بهما في الجنة،.] قالت: بأبي أنت وأمي يا رسول الله. فأعلم الناس بذلك.
فقام رسول الله ص وأخذ بيدي يمسح رأسي حتى رقا على المنبر. وأجلسني أمامه على الدرجة السفلى. والحزن يعرف عليه. فتكلم فقال: [، إن المرء كثير بأخيه وابن عمه إلا أن جعفرا قد استشهد. وقد جعل له جناحان يطير بهما في الجنة،.] ثم نزل رسول الله ص فدخل بيته وأدخلني معه.
وأمر بطعام فصنع لأهلي. وأرسل إلى أخي فتغدينا عنده والله غداء طيبا مباركا. عمدت سلمى خادمه إلى شعير فطحنته ثم نسفته «1» ثم أنضجته وادمته بزيت وجعلت عليه فلفلا. فتغديت أنا وأخي معه. فأقمنا ثلاثة أيام في بيته ندور
__________
479- إسناده ضعيف جدا.
- محمد بن مسلم. مجهول. تقدم في (30) .
- يحيى بن أبي يعلى. لم أقف له على ترجمة.
تخريجه:
أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (ص: 26 تراجم حرف العين) من طريق الواقدي به. وانظره في مغازي الواقدي: 2/ 766. ونسب قريش (ص:
81- 82) ، ولبعض ما تضمنه الخبر طرق وشواهد يتقوى بها وسيأتي بعضها.
__________
(1) نسفته: النسف: تنقية الجيد من الرديء (لسان العرب: 9/ 328) .

(2/8)


معه كلما صار في بيت إحدى نسائه. ثم رجعنا إلى بيتنا. [فأتانا رسول الله ص وأنا أساوم «1» بشاة أخ لي فقال:، اللهم بارك له في صفقته،. قال عبد الله: فما بعت شيئا ولا اشتريت إلا بورك لي فيه] .
480- قال: أخبرنا عفان بن مسلم. قال: حدثنا مهدي بن ميمون.
قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن أبي يعقوب. قال: حدثني الحسن بن سعد مولى الحسن بن علي. قال: أمهل رسول الله ص آل جعفر ثلاثا بعد ما جاءه [نعيه. ثم أتاهم النبي ص فقال:، لا تبكوا على أخي بعد اليوم. ادعوا لي بني أخي، قال: فجيء بأغيلمة ثلاثة كأنهم أفرخ. محمد وعون الله «2» وعبد الله. قال: فقال:، ادعوا لي الحلاق،. قال: فجيء
__________
480- إسناده منقطع. الحسن بن سعد لم يدرك النبي ص.
- مهدي بن ميمون الأزدي. ثقة. تقدم في (342) .
- محمد بن عبد الله بن أبي يعقوب. ثقة. تقدم في (342) .
- الحسن بن سعد مولى الحسن. ثقة. تقدم في (354) .
تخريجه:
أخرجه أحمد في المسند (رقم 1750) من حديث وهب بن جرير عن أبيه سمعت محمد بن أبي يعقوب به متصلا. وفي أوله ذكر قصة استشهاد القادة الثلاثة في مؤتة. وأخرجه المصنف في ترجمة جعفر من طبقاته: 4/ 36 كما في المسند.
وكان المصنف اختصره في هذا الموضع فذكر ما يناسب ترجمة عبد الله. والطبراني في الكبير: 2/ 105. وابن عساكر في تاريخ دمشق (ص: 23، 24) من طريقين كليهما عن وهب بن جرير به. وهذه أسانيد صحيحة متصلة.
__________
(1) السوم: عرض السلعة على البيع. والمساومة المجاذبة بين البائع والمشتري على السلعة وفصل ثمنها (لسان العرب: 12/ 310 مادة سوم) .
(2) هكذا في المخطوطة. والذي في كتب الأنساب، عون، دون إضافة. وفي بقية المصادر التي روت الخبر لم يرد ذكر لعون هذا.

(2/9)


بالحلاق «1» فحلق رؤوسهم. فقال:، أما محمد فشبيه عمنا أبي طالب. وأما عون الله «2» فشبيه خلقي وخلقي. ثم أخذ بيد عبد الله فأشالها. ثم قال: اللهم اخلف جعفرا في اهله. وبارك لعبد الله في صفقة يمينه،. قال: فجاءت أمهم فجعلت تفرح «3» لهم. فقال النبي ص:
، أتخافين عليهم العيلة وأنا وليهم في الدنيا والآخرة] ،.
481- قال: أخبرنا روح بن عباده. قال: أخبرنا ابن جريج. قال:
__________
481- إسناده حسن.
- روح بن عباده بن العلاء القيسي. ثقة فاضل. تقدم في (66) .
أبو الزبير محمد بن مسلم بن تدرس الأسدي مولاهم أبو الزبير المكي. صدوق إلا أنه يدلس من الرابعة. مات سنة 126 هـ (تق: 2/ 207) .
تخريجه:
أخرجه أحمد في المسند: 3/ 333 من هذا الطريق به. وقال الهيثمي في مجمع الزوائد: 5/ 110 رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح.
__________
(1) في الأصل، بالحجام، والتصحيح من المصادر التي أخرجت الخبر بما في ذلك طبقات ابن سعد في ترجمة جعفر الطيار: 4/ 37.
(2) في جميع مصادر الخبر: وأما عبد الله. وأشار في طبقات ابن سعد: 4/ 37 إلى أن المثبت في كتاب ابن معروف- أحد رواة كتاب الطبقات الكبرى- عون الله موضع عبد الله.
(3) تفرح لهم: قال ابن الأثير في النهاية في غريب الحديث: 3/ 424:، وفي حديث عبد الله بن جعفر ذكرت أمنا يتمنا وجعلت تفرح له، قال أبو موسى: هكذا وجدته بالحاء المهملة. وقد أضرب الطبراني عن هذه الكلمة فتركها من الحديث. فإن كان بالحاء فهو من أفرحه إذا غمه وأزال عنه الفرح. ويقال: أفرحه الدين إذا أثقله. ا- هـ. والذي في أصل ابن سعد وفي المسند: هو بالحاء المهملة. ولكنها عند ابن عساكر بالحاء المعجمة من فوق، تفرخ،. وفي القاموس فرخ: فزع ورعب. وفرخ القوم: ضعفوا أي صاروا كالفراخ (تاريخ دمشق: ص 25) .

(2/10)


أخبرنا أبو الزبير. أنه سمع جابر بن عبد الله يقول: [إن النبي ص قال لأسماء بنت عميس، ما شأن أجسام بني «1» أخي ضارعة «2» أتصيبهم حاجة؟، قالت:
لا. ولكن تسرع إليهم العين «3» . أفأرقيهم «4» ؟ قال:، وبماذا؟، فعرضت عليه فقال: أرقيهم] .
482- قال: أخبرنا الفضل بن دكين. قال: أخبرنا عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز. عن هلال مولى عمر بن عبد العزيز. عن عمر بن
__________
482- إسناده ضعيف.
- عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز الأموي أبو محمد المدني نزيل الكوفة. صدوق يخطئ. من السابعة (تق: 1/ 511) .
- هلال أبو طعمة مولى عمر بن عبد العزيز. شامي. سكن مصر. روى عن عمر بن عبد العزيز. وروى عنه عبد العزيز بن عمر وعبد الملك بن عمير (التاريخ الكبير: 8/ 209، والجرح والتعديل: 9/ 77، والثقات:
7/ 575) ، وقال ابن حجر: مقبول من الرابعة. ولم يثبت أن مكحولا كذبه (تق: 2/ 440) .
تخريجه:
أخرجه أبو داود في سننه: كتاب الصلاة حديث رقم (1525) ، وابن ماجة في سننه كتاب الدعاء. باب الدعاء عند الكرب رقم (3882) ، وأحمد في المسند: 6/ 369. والنسائي في عمل اليوم والليلة برقم (649) كلهم من طريق عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز عن هلال مولى عمر عن عمر بن عبد العزيز به.
كما أخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة مرسلا برقم (651) من حديث عمر ابن عبد العزيز وإسناده حسن. وللحديث شاهد أخرجه ابن حبان في صحيحه برقم (2369 من الموارد) من حديث عائشة رضي الله عنها. وبذلك يكون الحديث حسنا وقد صححه الشيخ الألباني في صحيح الكلم الطيب رقم (103) .
__________
(1) في الأصل، ابن، والتصحيح من المسند ومقتضى السياق.
(2) ضارعة: الضارع النحيف الضاوي الجسم (النهاية في غريب الحديث: 3/ 84) .
(3) تسرع إليهم العين: هي ما يصيب المرء إذا نظر إليه عدو أو حسود فأثرت فيه فمرض بسببها (المصدر السابق: 3/ 332) .
(4) الرقية: العوذة التي يرقى بها صاحب الآفة كالحمى والصرع وغير ذلك. وقد جاء في بعض الأحاديث جوازها كما في هذا الحديث. وفي بعضها النهي عنها. وانظر للجمع بينها ما ذكره ابن الأثير في شرح هذه اللفظة (المصدر السابق: 2/ 254- 255) ، وانظر عن حكم الرقي والتمائم (تيسير العزيز الحميد شرح كتاب التوحيد، باب ما جاء في الرقي والتمائم ص: 162 وما بعدها) .

(2/11)


عبد العزيز. عن عبد الله بن جعفر. قال: علمتني أمي أسماء بنت عميس [شيئا أمرها رسول الله ص أن تقوله عند الكرب:، الله الله ربي لا أشرك به شيئا] ،.
483- قال: حدثنا أبو معاوية الضرير. قال: حدثنا عاصم الأحول.
عن مورق العجلي. عن عبد الله بن جعفر. قال: كان النبي ص إذا قدم من سفر يلقى بصبيان أهل بيته. وإنه جاء مرة من سفر فسبق بي إليه.
__________
483- إسناده صحيح.
- أبو معاوية الضرير محمد بن خازم الكوفي. ثقة. تقدم في (44) .
- عاصم الأحول هو ابن سليمان أبو عبد الرحمن البصري. ثقة. من الرابعة (تق: 1/ 384) .
- مورق- بتشديد الراء- ابن مشمرج- بضم أوله وفتح المعجمة وسكون الميم وكسر الراء بعدها جيم- ابن عبد الله العجلي أبو المعتمر البصري ثقة عابد.
من كبار الثالثة (تق: 2/ 280) .
تخريجه:
أخرجه أحمد في المسند برقم (1743 ط شاكر) ، ومسلم في صحيحه كتاب فضائل الصحابة باب فضائل عبد الله بن جعفر حديث رقم (2428) ، كلاهما من طريق أبي معاوية عن عاصم به.

(2/12)


فحملني بين يديه. ثم جيء بأحد ابني فاطمة الحسن أو الحسين فأردفه خلفه.
فدخلنا المدينة ثلاثة على دابة.
484- قال: أخبرنا يزيد بن هارون وعفان بن مسلم. قالا: أخبرنا مهدي بن ميمون. عن محمد بن عبد الله بن أبي يعقوب. عن الحسن بن سعد مولى الحسن بن علي. عن عبد الله بن جعفر قال: أردفني رسول الله ص ذات يوم خلفه. فأسر إلي حديثا لا أحدث به أحدا أبدا. وكان رسول الله ص أحب ما استتر به في حاجته هدفا «1» أو حائش «2» نخل. زاد يزيد ابن هارون في هذا الحديث بهذا الإسناد: فدخل يوما حائطا من حيطان الأنصار- يعني النبي ص- فإذا جمل قد أتاه فجرجر «3» وذرفت عيناه.
فمسح رسول الله ص سراته «4» وذفراه «5» فسكن. [فقال رسول الله ص:، من صاحب هذا الجمل؟، فجاء فتى من الأنصار فقال: هو لي يا رسول الله. فقال:، أما تتقي الله في هذه البهيمة التي ملككها الله.
__________
484- إسناده صحيح.
- رجاله تقدموا في السند رقم (480) .
تخريجه:
أخرجه أحمد في المسند (رقم 1745) ، ومسلم في صحيحه برقم (342) مختصرا بدون قصة الجمل. وأبو داود في سننه. كتاب الجهاد حديث رقم (2549) ، كلهم من حديث مهدي بن ميمون به. وأخرجه أيضا ابن عساكر في تاريخ دمشق (ص: 18) من هذا الطريق.
__________
(1) الهدف: كل بناء مرتفع مشرف (النهاية في غريب الحديث: 5/ 251) .
(2) الحائش: النخل الملتف المجتمع (المصدر السابق: 1/ 468) .
(3) الجرجرة: صوت البعير عند الضجر (المصدر السابق: 1/ 255) .
(4) سراته: أي ظهره (نفس المصدر: 1/ 364) .
(5) ذفراه: ذفرا البعير: أصل أذنيه (نفس المصدر: 1/ 161) .

(2/13)


إنه شكا إلي أنك تجيعه وتدئبه] ، «1» .
485- قال: أخبرنا الضحاك بن مخلد وروح بن عباده. عن ابن جريج.
عن جعفر بن خالد بن سارة. سمعه يذكر عن أبيه. أن عبد الله بن جعفر قال له: مر رسول الله ص على دابة. وأنا وعبيد الله بن العباس وقثم نلعب.
فقال رسول الله ص:، احملوا إلي هذا،. فوضعني بين يديه. ثم قال:
، ارفعوا لي هذا،. فحمل قثم خلفه وترك عبيد الله. ولم يستحي من عمه أن حمل قثم وترك عبيد الله. وكان عبيد الله أحب إلى العباس من قثم. فمسح [رأسي ثم قال:، اللهم اخلف جعفرا في ولده،. قلت: ما فعل قثم. قال:
، استشهد،. قلت: الله ورسوله أعلم بالخيرة. قال:، أجل] ،.
486- قال: أخبرنا الفضل بن دكين. قال: حدثنا فطر بن خليفة عن أبيه. زعم أنه سمع عمرو بن حريث. قال: انطلق بي أبي إلى رسول الله ص وأنا غلام شاب. فمر النبي ص على عبد الله بن جعفر وهو يبيع شيئا.
[فقال:، اللهم بارك له في تجارته] ،.
__________
485- إسناده حسن لأن ابن جريج صرح بسماعه من جعفر بن خالد.
- جعفر بن خالد بن سارة المخزومي. ثقة. تقدم في (146) .
- أبوه هو خالد بن سارة المكي. صدوق. تقدم في (146) .
تخريجه:
سبق تخريجه في ترجمة قثم بن العباس برقم (146) .
486- إسناده ضعيف.
- فطر بن خليفة المخزومي مولى عمرو بن حريث. صدوق. تقدم في (117) .
- خليفة والد فطر أبو بكر المخزومي مولاهم الكوفي مولى عمرو بن حريث لين الحديث. من الرابعة (تق: 1/ 228) .
- عمرو بن حريث. صحابي صغير ستأتي ترجمته في هذه الطبقة برقم (19) .
تخريجه:
أخرجه ابن عساكر في ترجمة عبد الله بن جعفر من تاريخ دمشق (ص: 30) من هذا الطريق وعنده، وهو يبيع شيئا يلعب به،.
وقال الهيثمي في مجمع الزوائد: 9/ 286: رواه أبو يعلى والطبراني ورجالهما ثقات.
__________
(1) تدئبه: تكده وتتعبه (النهاية في غريب الحديث: 2/ 95) .

(2/14)


487- قال: أخبرنا الفضل بن دكين. قال: حدثنا حفص بن غياث.
عن جعفر بن محمد. عن أبيه. قال: أمر أبو بكر بقتل الكلاب. ولعبد الله بن جعفر كلب تحت سرير أبي بكر فقال: يا أبت كلبي فقال: لا تقتلوا كلب ابني. ثم أمر به فأخذ قال: وكان أبو بكر قد خلف على أمه أسماء بنت عميس بعد جعفر.
488- قال: أخبرنا محمد بن عبد الله الأسدي. قال: حدثنا سفيان الثوري. عن منصور. عن ربعي بن حراش. عن عبد الله بن شداد. أن
__________
487- إسناده منقطع لأن محمد بن علي لم يدرك الحادثة.
- حفص بن غياث بن طلق بن معاوية النخعي الكوفي. ثقة. تقدم في (109) .
- جعفر بن محمد بن علي بن حسين المعروف بالصادق. صدوق. تقدم في (154) .
تخريجه:
لم أقف على من خرجه غيره.
488- إسناده صحيح.
- محمد بن عبد الله الأسدي. ثقة. تقدم في (31) .
- منصور هو ابن المعتمر السلمي. ثقة. تقدم في (356) .
- ربعي بن حراش- بكسر المهملة وآخره معجمة- أبو مريم العبسي الكوفي.
ثقة عابد مخضرم. من الثانية. مات سنة 100 هـ (تق: 1/ 243) .
- عبد الله بن شداد بن الهاد الليثي المدني. ثقة. تقدم في (354) .
تخريجه:
أخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة رقم (633) من طريق منصور عن ربعي به موقوفا. وأخرجه مرفوعا إلى النبي ص من حديث عبد الله بن جعفر عن علي رضي الله عنهما برقم (630 و 631) ، وأخرج المرفوع منه أحمد في مسنده برقم (701، 726) تخريج أحمد شاكر.

(2/15)


عليا [قال لعبد الله بن جعفر- رحمهم الله-: ألا أعلمك كلمات لم أعلمهن حسنا ولا حسينا. إذا سألت الله مسالة فأردت أن تنجح «1» . فقل: لا إله إلا الله وحده لا شريك له العلي العظيم. لا إله إلا هو وحده لا شريك له الحليم الكريم] .
489- قال: أخبرنا عفان بن مسلم. قال: حدثنا حماد بن زيد. قال:
حدثنا هشام. عن محمد. قال: مر عثمان بن عفان بسبخة فقال: لمن هذه؟
قيل: لفلان. اشتراها عبد الله بن جعفر بستين ألفا. قال: ما يسرني أنها لي بنعلي. قال: ثم لقي علي بن أبي طالب فقال: ألا تأخذ على يدي ابن أخيك وتحجر عليه. اشترى سبخة ما يسرني أنها لي بنعلي. قال: فجزاها عبد الله على ثمانية أجزاء وألقى فيها العمال فأقبلت. فركب عثمان ركبة فمر بها فقال: لمن هذه؟ قالوا: هذه الأرض التي اشتراها عبد الله بن جعفر من فلان. فأرسل إليه أن ولني جزئين منها. قال: أما والله دون أن ترسل إلى الذين سفهتني عندهم فيطلبون ذلك إلي فلا أفعل. ثم أرسل إليه أني قد
__________
489- إسناده مرسل.
- هشام هو ابن حسان الأزدي البصري. ثقة ثبت. تقدم في (475) .
- محمد هو ابن سيرين ولد لسنتين بقيتا من خلافة عثمان. تهذيب التهذيب: 9/ 215.
تخريجه:
أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (ص: 43) من طريق المصنف به.
__________
(1) تنجح: يقال: نجح فلان وأنجح. إذا أصاب طلبته وأنجحت حاجته. (النهاية في غريب الحديث: 5/ 18) .

(2/16)


فعلت. قال: والله لا أنقصك جزئين من عشرين ومائة ألف قال: قد أخذتها.
490- قال: أخبرنا عفان بن مسلم. قال: حدثنا أبو عوانة. عن مغيرة. عن أم حميد أم ولد عبد الله بن جعفر. أنها كانت حاملا- وهي أول عجمية لعبد الله بن جعفر-[فمرت بعلي بن أبي طالب. فدعاها فوضع يده على بطنها وقال: اللهم اجعله ذكرا ميمونا] .
491- قال: أخبرنا عفان بن مسلم. قال: حدثنا حماد بن سلمة عن الحجاج. عن علي بن السائب. أن عبد الله بن جعفر تزوج ليلى امرأة علي ابن أبي طالب. وزينب بنت علي من غيرها.
__________
490- إسناده ضعيف.
- أبو عوانة هو وضاح بن عبد الله اليشكري. ثقة. تقدم في (64) .
- مغيرة هو ابن مقسم الضبي مولاهم الكوفي. ثقة. تقدم في (238) .
- أم حميد وقيل حميدة بنت عبد الرحمن. لا يعرف حالها. من الثالثة (تق:
2/ 621) .
تخريجه:
لم أقف على من خرجه غير المصنف.
491- إسناده منقطع.
- الحجاج هو ابن أرطاة بن ثور بن هبيرة النخعي مولاهم الكوفي القاضي أحد الفقهاء. صدوق كثير الخطأ والتدليس. مات سنة 145 هـ (تق:
1/ 152) .
- علي بن علي بن السائب بن يزيد القرشي الكوفي. وثقه ابن معين. وذكره ابن حبان في الثقات (الجرح والتعديل: 6/ 197، والثقات: 7/ 210، ولسان الميزان: 4/ 245) .
تخريجه:
تقدم في (ص: 6) أنه تزوج زينب بنت علي من فاطمة بنت رسول الله. وأنجب منها عليا ومحمدا وعونا الأكبر وعباسا وأم كلثوم. وليلى التي كانت تحت علي رضي الله عنه. هي بنت مسعود بن خالد بن مالك من بني نهشل ابن دارم. وأنجب منها ابنه عبيد الله. ثم خلف عليها عبد الله بن جعفر. فولدت له: صالح وأم أبيها وأم محمد. (انظر خبر جمعه بين زوجة علي وابنته في نسب قريش: ص 44) .

(2/17)


492- قال: أخبرنا يزيد بن هارون. عن إسماعيل. عن عامر. قال:
كان ابن عمر إذا سلم علي ابن جعفر قال: سلام عليك يا ابن ذي الجناحين.
493- أخبرنا عفان بن مسلم. قال: حدثنا حماد بن سلمة. عن ابن أبي رافع مولى رسول الله ص قال: كان عبد الله بن جعفر يتختم بيمينه.
وزعم أن النبي ص كان يتختم بيمينه.
__________
492- إسناده صحيح.
- إسماعيل هو ابن أبي خالد الأحمسي. ثقة. تقدم في (18) .
- عامر هو الشعبي.
تخريجه:
أخرجه البخاري في صحيحه. كتاب فضائل الصحابة. باب مناقب جعفر (7/ 75- مع الفتح) من هذا الطريق به. وانظر تاريخ دمشق (ص: 32) .
493- إسناده ضعيف.
- ابن أبي رافع هو عبد الرحمن بن أبي رافع. ويقال: ابن فلان بن أبي رافع.
شيخ لحماد بن سلمة. مقبول. من الرابعة (تق: 1/ 479) .
تخريجه:
أخرجه أحمد في المسند برقم (1746 و 1755) تحقيق أحمد شاكر. والترمذي في سننه كتاب اللباس حديث رقم (1744) ، والنسائي في سننه كتاب الزينة:
8/ 175. وقد صحح الشيخ أحمد شاكر الحديث في تعليقه على المسند.

(2/18)


494- قال: أخبرنا أبو أسامة. عن هشام. عن محمد. قال: جلب رجل من أهل البصرة سكرا إلى المدينة فكسد عليه. فذكر لعبد الله بن جعفر.
فأمر قهرمانه «1» أن يشتريه فيدعو الناس إليه فينهبهم «2» إياه.
495- قال: أخبرنا محمد بن عمر. قال: حدثنا يحيى بن سعيد بن دينار. قال: بينا عبد الله بن جعفر ذات ليلة عند معاوية بالخضراء «3»
__________
494- إسناده صحيح.
- أبو أسامة هو حماد بن أسامة القرشي مولاهم الكوفي. ثقة ثبت. تقدم في (47) .
- هشام هو ابن حسان. ثقة. تقدم في (475) .
- محمد هو ابن سيرين.
تخريجه:
قال ابن حجر في الإصابة 4/ 43: أخرجه الدارقطني في الأفراد.
وأخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (ص: 55، 56) من خمس طرق عن هشام بن حسان عن محمد بن سيرين به.
495- إسناده ضعيف منقطع.
- يحيى بن سعيد بن دينار السعدي. شيخ للواقدي. مجهول. تقدم في (447) .
تخريجه:
أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (ص: 39، 40) من طريق المصنف به.
__________
(1) قهرمانه: القهرمان. فارسية وهو كالخازن والوكيل والحافظ لما تحت يده والقائم بأمور الرجل (النهاية في غريب الحديث: 4/ 129) .
(2) ينهبهم إياه: أي يعطيه لهم نهبي بدون ثمن (المصدر السابق: 5/ 133) .
(3) الخضراء: هي قصر معاوية بدمشق وقد تحولت فيما بعد إلى سجن لكبار القادة والسياسيين فقد حبس فيها يوسف بن عمر الثقفي ويزيد بن خالد بن يزيد وأبو محمد السفياني (انظر تاريخ الطبري: 7/ 266 و 275) .

(2/19)


بدمشق. إذ ورد على معاوية كتاب غمه من حسين بن علي. فضرب به الأرض. ثم قال: من يعذرني من ابن أبي تراب. والله لهممت أن أفعل به وأفعل. قال: فجعل عبد الله بن جعفر يجيبه بنحو مما يشتهي ويداريه حتى قام فانصرف. قال: وكانت بينهما خوخة. فلما صار إلى منزله دعا برواحله فقعد عليها وخرج من ساعته متوجها إلى المدينة. قال: ودخل معاوية على امرأته «1» بنت قرظة مغتما فقال: ماذا صنعت الليلة بابن جعفر فحشت عليه وأسمعته في ابن عمه ما يكره. وحال ابن جعفر حاله وحبه لنا ومودته إيانا.
فقالت: بئس والله ما صنعت. ما أقبح ما أتيت إليه!! فبات ليلته مغتما يتذكر صنيعه به ولا يأخذه النوم حتى أسحر. فقام فتوضأ وقال: والله لا ينبهه من فراشه غيري. فمشى إليه. فدخل منزله فإذا ليس فيه أحد فسأل عنه فقيل له: رحل إلى المدينة ساعة جاء من عندك. فبعث في أثره. وقال:
أدركوه فردوه ولو دخل منزله. فلحقوه فردوه إليه. فجعل معاوية يعتذر إليه ويقول: لا والله لا تسمع مني أمرا تكرهه أبدا. وأخبره باغتمامه بما كان منه تلك الليلة. وقال: قد أقطعتك ووهبت لك كل شيء «2» مررت به في مسيرك. قال: وقد كان مر بإبل وغنم كثيرة لمعاوية فأمر بها فقبضها وذهب ما كان في نفسه.
496- قال: أخبرنا محمد بن عمر. قال: أخبرنا يحيى بن سعيد بن دينار. قال: حج معاوية فنزل في دار مروان بالمدينة. فطال عليه النهار
__________
496- إسناده ضعيف منقطع.
- رجاله تقدموا في الخبر السابق.
تخريجه:
أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (ص: 46) من طريق المصنف به.
__________
(1) هي فاختة بنت قرظة بن عبد عمرو بن نوفل بن عبد مناف. ولدت له هند بنت معاوية. (انظر: نسب قريش: ص 128) .
(2) المراد: كل شيء نملكه.

(2/20)


يوما وفزع من القائلة. فقال: يا غلام. انظر من بالباب. هل ترى الحسن ابن علي أو الحسين أو عبد الله بن جعفر أو عبد الله بن أبي أحمد بن جحش فأدخله علي. فخرج الغلام فلم ير منهم أحدا. وسأل عنهم فقيل: هم مجتمعون عند عبد الله بن جعفر يتغدون عنده. فأتاه فأخبره. فقال: والله ما أنا إلا كأحدهم. وقد كنت أجامعهم في مثل هذا. فقام فأخذ عصا فتوكأ عليها وقال: مر يا غلام. فخرج بين يديه حتى دق عليهم الباب. فقال:
هذا أمير المؤمنين. فدخل فأوسع له عبد الله بن جعفر عن صدر فراشه فجلس. فقال: غداءك يا بن جعفر فقال: ما يشتهي أمير المؤمنين من شيء فليدع به. فقال: أطعمنا مخا. فقال: يا غلام. هات مخا. قال: فأتي بصحفة فيها مخ. فأقبل معاوية يأكل. ثم قال عبد الله: يا غلام. زدنا مخا.
فجاء فزاد. ثم قال: يا غلام. زدنا مخا. فزاد ثم قال: يا غلام. زدنا مخا. فقال معاوية: إنما كنا نقول: يا غلام زدنا سخينا «1» . فأما قولك يا غلام زدنا مخا فلم أسمع به قبل اليوم. يا ابن جعفر ما يسعك إلا الكثير.
قال: فقال عبد الله بن جعفر: يعين الله «2» على ما ترى يا أمير المؤمنين.
قال: فأمر له يومئذ بأربعين ألف دينار. قال: وكان عبد الله بن جعفر قد ذبح ذلك اليوم كذا وكذا من شاة وأمر بمخهن فنكت له. فوافق ذلك معاوية.
__________
(1) السخينة: طعام حار يتخذ من الدقيق والسمن. وقيل: الدقيق والتمر. وهو أغلظ من الحساء وأرق من العصيدة. وهو يؤكل في الجدب وقلة الطعام. وكانت قريش تكثر من أكلها فعيرت بها. وقد مازح معاوية الأحنف بن قيس التميمي فقال له: ما الشيء الملفف في البجاد؟ قال: هو السخينة يا أمير المؤمنين. وكانت تميم تعير به فرد عليه بما تعير به قريش. والشيء الملفف في البجاد: هو السقاء فيه اللبن يلف ليحمى ويدرك. (انظر النهاية في غريب الحديث: 1/ 96 و 2/ 351) .
(2) في الأصل مكررة.

(2/21)


497- قال: أخبرنا محمد بن عمر. قال: أخبرنا يحيى بن سعيد بن دينار. قال: لما حضرت معاوية الوفاة قال ليزيد: يا بني إن لي خليلا بالمدينة فاستوص به خيرا وأعرف له مكانه مني- يعني عبد الله بن جعفر- قال:
فلما مات معاوية رحل عبد الله بن جعفر إلى يزيد فأكرمه وألطفه. وقال له: يا أبا جعفر. كم كان أمير المؤمنين يجيزك به كل سنة؟ قال: كذا وكذا ألف دينار. قال: قد أضعفتها لك. قال: بأبي أنت ما قلتها لأحد قبلك ولا أقولها لأحد بعدك.
498- قال: أخبرنا محمد بن عمر. قال: أخبرنا عبد الرحمن بن أبي الزناد. قال: خرج عبد الله بن جعفر والحسن والحسين ابنا علي وعبيد الله ابن العباس وعبد الله بن أبي أحمد بن جحش «1» وكان كأحدهم- إلى
__________
497- إسناده ضعيف منقطع.
- رجاله مثل سابقه.
تخريجه:
نسبه في الإصابة: 4/ 43 إلى أبي زرعة الدمشقي. وأخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (ص: 19) من طريق أبي زرعة حدثني محمد بن أبي أسامة. أخبرنا ضمرة عن علي بن أبي حملة قال: وفد عبد الله بن جعفر ...
وانظر سير أعلام النبلاء: 3/ 457.
498- إسناده ضعيف منقطع.
- عبد الرحمن بن أبي الزناد مولى قريش. صدوق تغير حفظه. تقدم في (65) .
تخريجه:
لم أقف على من خرجه بهذا السياق. وذكر ابن عساكر في تاريخ دمشق (ص 50) قصة مشابهة وقعت لعبد الله بن جعفر. وحسين بن علي. وسعيد ابن العاص. وهم في طريق الحج.
__________
(1) ذكره ابن سعد في الطبقة الأولى من تابعي أهل المدينة (الطبقات: 5/ 62) .

(2/22)


ينبع. فلما كانوا بطاشا «1» أصابتهم السماء فلجأوا إلى خباء رجل فنزلوا به.
فذبح لهم وقراهم. فلما سكنت السماء ركبوا. وقالوا له: ألحقنا بالمدينة.
فقال: والله ما أعرفكم وإني لأرى وجوها حسانا. فقال عبد الله بن جعفر:
أنا عبد الله بن جعفر بن أبي طالب. وهذان الحسن والحسين ابنا علي بن أبي طالب. وهذا عبيد الله بن العباس. وهذا عبد الله بن أبي أحمد بن جحش.
فقال الرجل: هذا والله الغني. فتحين رجوعهم من ينبع ثم لحقهم بالمدينة فبدأ بالحسن بن علي فأعطاه خمس مائة شاة وراع. ثم مر عليهم كلهم فأعطاه كل رجل منهم مثل ذلك.
499- قال: أخبرنا محمد بن عمر. قال: أخبرنا عبد الرحمن بن أبي الزناد. عن أبيه. قال: قيل: أي هؤلاء الثلاثة أسخى. عبد الله بن جعفر.
أو الحسن بن علي. أو عبيد الله بن العباس. فقيل: ما رأينا أحدا أعطى لجزيل من الحسن بن علي. وما رأينا أحدا أعطى لجزيل وغير جزيل من عبد الله ابن جعفر. وما مررنا بباب عبيد الله بن العباس في ساعة قط إلا رأينا عنده فرثا رطبا. قال: وكان ينحر كل يوم جزورا في مجزرته فيقسمها. وبه سميت مجزرة ابن عباس. قال: فغلت الجزر حتى بلغت خمسة عشر دينارا وعشرين دينارا. فعاتبه عبد الله بن جعفر على ذلك وقال: لا يقوم لهذا مال. فقال:
والله لا أدع هذا أبدا.
__________
499- إسناده ضعيف.
- أبو الزناد هو عبد الله بن ذكوان القرشي المدني. ثقة تقدم في (65) .
تخريجه:
لم أقف على من خرجه غير المصنف.
__________
(1) طاشا: واد من كبار روافد وادي الصفراء يأتيه من الشمال من الأشعر. (البلادي: معجم معالم الحجاز: 5/ 224) ، وانظر أيضا (المعجم الجغرافي للبلاد العربية السعودية- القسم الثاني: ص 890) .

(2/23)


500- قال: أخبرنا محمد بن عمر. قال: حدثنا سفيان بن عيينة.
عن عمرو بن دينار. قال: رأيت الحجاج بن يوسف بين عبد الله بن جعفر وبين محمد بن الحنفية.
قال محمد بن سعد: قال محمد بن عمر وكان عبد الله بن جعفر قد خرب فوه وسقطت أسنانه. فكان يعمل له الثريد»
والشيء اللين فيأكله. وكان إذا قيل له: إنك ليس تأكل. شق عليه ذلك.
501- قال: أخبرنا محمد بن عمر. قال: حدثني محمد بن رفاعة بن ثعلبة بن أبي مالك. عن أبيه. عن جده. قال: حضرت يوم مات عبد الله ابن جعفر بن أبي طالب وعلى المدينة يومئذ أبان بن عثمان. وكان لابن جعفر
__________
500- إسناده ضعيف.
- عمرو بن دينار المكي. ثقة ثبت. تقدم في (7) .
تخريجه:
لم أقف على من خرجه غير المصنف.
501- إسناده ضعيف.
- محمد بن رفاعة بن ثعلبة بن أبي مالك القرظي المدني. مقبول. تقدم في (130) .
- رفاعة بن ثعلبة. لم أجد له ترجمة.
- جده هو ثعلبة بن أبي مالك حليف الأنصار المدني. مختلف في صحبته. وقال العجلي: تابعي ثقة. أخرج له البخاري وأبو داود وابن ماجة (تق:
1/ 119) .
تخريجه:
أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (ص: 66) من طريق المصنف به.
__________
(1) الثريد: هو الخبز المبلول بالمرقة (لسان العرب مادة ثرد: 3/ 102) .

(2/24)


صديقا. كان كثير الغشيان له. وكان ممن حضر غسله وكفنه. ولقد رأيته أخرج به من داره وعلى كفنه لفافة برد مبرك «1» إني لأراه ثمن مائة دينار.
والولائد خلف سريره قد شققن الجيوب. والناس يزدحمون على سريره. وأبان ابن عثمان قد حمل السرير بين العمودين فما فارقه حتى وضعه بالبقيع. وإن دموعه لتسيل على خديه وهو يقول: كنت والله خيرا لا شر فيك. وكنت والله شريفا واصلا برا. كنت والله وكنت.
قال محمد بن عمر: مات عبد الله بن جعفر سنة ثمانين. وهو عام الجحاف «2» : سيل كان ببطن مكة جحف الحاج وذهب بالإبل وعليها الحمولة. وكان الوالي يومئذ على المدينة أبان بن عثمان في خلافة عبد الملك بن مروان. وهو صلى عليه. وكان عبد الله بن جعفر يوم توفي ابن تسعين سنة «3» .
__________
(1) برد مبرك: أي على هيئة بروك البعير (انظر اللسان: 10/ 397) .
(2) انظر عن سيل الجحاف وأثره على مكة والحجاج. أخبار مكة للأزرقي: 2/ 168.
(3) انظر نسب قريش (ص: 82) ، وانظر: ذيل المذيل للطبري (ص: 527) من ذيول تاريخ الطبري منسوبا للواقدي. وذكره ابن حجر في الإصابة: 4/ 42 إلا أنه نسب إلى الواقدي أنه قال: مات سنة تسعين. وذكر قولا للمدائني بأنه مات سنة أربع أو خمس وثمانين قال: وهذا خطأ. والقول المشهور أنه مات عام الجحاف وهو سنة ثمانين باتفاق المؤرخين. وبذلك يكون عمره أقل من التسعين. لأنه ولد قبيل الهجرة بسنتين أو ثلاث.

(2/25)


10- عبد الله بن الزبير بن عبد المطلب
ابن هاشم بن عبد مناف بن قصي. وأمه عاتكة بنت أبي وهب بن عمرو ابن عائذ بن عمران بن مخزوم «1» .
502- قال: أخبرنا محمد بن عمر. قال: حدثني هشام بن عمارة.
عن أبي الحويرث. قال: أول قتيل قتل من الروم يوم أجنادين «2» . برز
__________
الكامل للمبرد: 1/ 299. والاستيعاب: 3/ 904. وتاريخ دمشق (تراجم حرف العين: ص 370) ، وأسد الغابة: 3/ 241. وسير أعلام النبلاء:
3/ 381. والبداية والنهاية: 8/ 238. والعقد الثمين: 5/ 140. والإصابة:
4/ 89.
502- إسناده ضعيف منقطع.
- هشام بن عمارة بن القعقاع الضبي. تقدم في (95) .
- أبو الحويرث هو عبد الرحمن بن معاوية الأنصاري الزرقي أبو الحويرث المدني.
مشهور بكنيته. صدوق سيئ الحفظ رمي بالإرجاء. مات سنة 130 هـ (تق: 1/ 498) .
تخريجه:
أخرجه ابن عبد البر في الاستيعاب: 3/ 904. عن الواقدي. وكذا ابن عساكر في تاريخ دمشق (ص: 371) به.
__________
(1) انظر: الاستيعاب: 3/ 904. وتاريخ دمشق: (ص: 373) نقلا عن ابن سعد.
(2) أجنادين: بفتح الدال- بلفظ التثنية- وبكسرها- بلفظ- الجمع- وهو موضع من نواحي فلسطين بين الرملة وبين بيت جبرين (معجم البلدان: 1/ 103) .

(2/26)


بطريق معلم «1» يدعو إلى البراز. فبرز إليه عبد الله بن الزبير بن عبد المطلب.
فاختلفا ضربات. ثم قتله عبد الله بن الزبير ولم يعرض لسلبه. ثم برز آخر يدعو إلى البراز. فبرز إليه عبد الله بن الزبير. فتشاولا «2» بالرمحين ساعة.
وصارا إلى السيفين. فحمل عليه عبد الله بن الزبير فضربه- وهو دارع «3» - على عاتقه وهو يقول: خذها وأنا ابن عبد المطلب. فأثبته وقطع سيفه الدرع وأسرع في منكبه. ثم ولى الرومي منهزما. وعزم عليه عمرو ابن العاص أن لا يبارز. فقال عبد الله: إني والله ما أجدني أصبر. فلما اختلطت السيوف. وأخذ بعضها بعضا. وجد في ربضة «4» من الروم عشرة حجزة «5» مقتولا. وهم حوله قتلى وقائم السيف في يده قد غري «6» . فبعد نهار ما نزع من يده. وإن في وجهه لثلاثين ضربة بالسيف.
503- قال: محمد بن سعد: قال محمد بن عمر: فحدثت بهذا الحديث الزبير بن سعيد النوفلي فقال: سمعت شيوخنا يقولون: لما «7» انهزمت الروم
__________
503- إسناده معضل.
- الزبير بن سعيد النوفلي المدني نزيل المدائن. لين الحديث. من السابعة (تق: 1/ 258) .
تخريجه:
أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (ص: 372) من هذا الطريق وبهذا السياق.
__________
(1) معلم: هو الذي يجعل لنفسه علامة في الحرب (اللسان: 12/ 419) .
(2) تشاولا: تشاول القوم إذا تناول بعضهم بعضا عند القتال بالرماح (اللسان: 11/ 377) .
(3) أي الرومي لابس للدرع.
(4) ربضة: بكسر الراء وسكون الباء- الجماعة من الناس (اللسان: 7/ 149) .
(5) حجزة: أي مجتمع بعضهم إلى بعض (تاج العروس: 15/ 95) .
(6) غري: أي لصق مقبض السيف في يده من أثر الدم ويبست يده عليه. (لسان العرب: 15/ 121) .
(7) في تاريخ دمشق (ص: 372) ، لا، بدل لما.

(2/27)


بعد أجنادين. انهزموا عند العصر. فولوا في كل وجه. وعسكر المسلمون موضعا. فاجتمعوا فيه ونصبوا راياتهم. وبعثوا في الطلب وأن لا يمعنوا «1» قدر ما يرجع إلى العسكر قبل الليل. وتفقد الناس حوامهم «2» وقراباتهم.
فقال الفضل بن العباس: عبد الله بن الزبير بن عبد المطلب؟ فقال عمرو:
انطلق في مائة من أصحابك فاطلبه. فقال قائل: عهدي به في الميسرة وهو منفرد. فانطلق الفضل في أصحابه في الميسرة نحوا من ميل أو أكثر. فيجده مقتولا في عشرة من الروم قد قتلهم. ويجد السيف في يده قد غري قائمه.
فما خلصوه إلا بعد عناء. ثم حفروا له وقبروه ولم يصل عليه. ثم رجعوا إلى عمرو فأخبروه فترحم عليه.
قال محمد بن عمر: وكان فتح أجنادين «3» يوم الاثنين لاثنتي عشرة ليلة بقيت من جمادى الأولى سنة ثلاث عشرة في خلافة أبي بكر الصديق رضي الله عنه.
__________
(1) في نفس المصدر والصفحة، وألا يغنوا، وهو خطأ. ومعنى أمعن: تباعد. يقال: أمعنوا في بلد العدو وفي الطلب: أي وجدوا وأبعدوا (لسان العرب: 13/ 409) .
(2) في نفس المصدر، حرامهم، وهو محتمل ولكنها في مخطوطة ابن سعد حوامهم- بالواو بعد الحاء المهملة- والمراد ما حولهم في ميدان المعركة ومن يكون معهم من الأتباع والمعارف (لسان العرب: 12/ 162 مادة حوم) .
(3) هذا قول الواقدي. وذكره البلاذري في فتوح البلدان (ص: 121) دون إسناد. ثم قال: ويقال: لليلتين خلتا من جمادى الآخرة. ويقال: لليلتين بقيتا منه. وجمهور الرواة على أنها في شهر جمادى الأولى سنة ثلاث عشرة. وبعضهم حددها بيوم السبت لليلتين بقيتا من جمادى الأولى. (انظر الأزدي فتوح الشام: ص 93، وتاريخ خليفة: ص 119) وتاريخ الطبري: 3/ 418. 419. وتاريخ دمشق: 1/ ل 236. 237. وأحمد عادل كمال. الطريق إلى دمشق (ص: 282) .

(2/28)


وكان عبد الله بن الزبير يوم قبض النبي ص له نحو من ثلاثين «1» سنة ولا نعلمه غزا مع رسول الله ص شيئا ولا روى عنه حديثا.
__________
(1) ذكر هذا ابن عبد البر في الاستيعاب: 3/ 905. وابن الأثير في أسد الغابة: 3/ 241. ونسبه ابن حجر في الإصابة: 4/ 89 إلى الواقدي. وفي العقد الثمين: 5/ 140 قال: استشهد بأجنادين عن نحو ثلاثين سنة. ولسائل أن يقول: إذا كان هذا عمره يوم وفاة النبي ص. فما وجه إدخال ابن سعد له في الطبقة الخامسة من الصحابة؟ ومن المعلوم أنه حدد أصحاب هذه الطبقة بأنهم الذين توفي رسول الله ص وهم أحداث الأسنان ولم يغز أحد منهم معه. وعبد الله بن الزبير بن عبد المطلب لم يكن حدث السن وقت وفاة النبي ص كما توضحه الرواية وكما يدل عليه اشتراكه في معركة أجنادين. وبهذه الصفة من المبارزة والإثخان في العدو. ولعل ابن سعد نظر إلى كونه لم يغز مع النبي ص كما نص على ذلك. ولكن هل كل من لم يغز مع النبي ص يدخل في هذه الطبقة وإن كان كبيرا في السن؟ لقد نقل الحافظ في الإصابة: 4/ 89 عن الزبير بن بكار من طريق حسين بن علي قال: كان ممن ثبت يوم حنين العباس وعلي وعبد الله بن الزبير بن عبد المطلب وغيرهم. قال الحافظ: وكذا قال الواقدي وابن عائذ وأبو حذيفة. قلت: فإن كان محفوظا أنه اشترك في حنين. فلا يكون من أهل الطبقة الخامسة. وبمراجعة السيرة النبوية بتهذيب ابن هشام: 2/ 443 نجد ابن إسحاق ينص على أسماء الذين ثبتوا مع رسول الله ص يوم حنين من أهل بيته فلا يذكر منهم ابن الزبير هذا. وابن إسحاق أوثق وأعلم بالسيرة من هؤلاء الذين ذكرهم ابن حجر. وصنيع ابن سعد في جعله من الطبقة الخامسة يؤكد ما ذهب إليه ابن إسحاق والله أعلم.

(2/29)