منتخب من كتاب أزواج النبي صلى الله عليه وسلم، ت: العمري

 (ق 2أ) أخبرنا أبو الحسين محمد بن أحمد بن علي الصيرفي الكوفي بقراءتي عليه على باب داره، أنبا أبو الحسن أحمد بن محمد بن موسى بن القاسم بن الصلت في سنة خمس وتسعين وثلاثمائة، قال: أنبا أبو عمرو عثمان بن أحمد الدقاق المعروف بابن السماك قراءة عليه في ذي الحجة سنة سبع وثلاثين وثلاثمائة، أنبا أبو الحسن محمد بن أحمد بن البراء قراءة عليه، ثنا الزبير بن بكار سنة ست وأربعين ومائتين، ثني محمد بن الحسن وهو ابن زبالة، ثني غير واحد من أهل العلم منهم عبد العزيز بن محمد (1)
__________
(1) الدراوردي، محدث صدوق، توفي سنة سبع وثمانين ومائة.
... (ابن حجر: تقريب التهذيب: 1/ 512).


عن هشام بن عروة (1) وأسامة بن حفص (2) عن يونس (3) عن ابن شهاب (4) وعبد الرزاق بن همام (5) عن معمر (6) عن ابن شهاب وعبد الله بن وهب (7) عن الليث بن سعد (8) وبعضهم يزيد على بعض وإلى كل قد أسندت حديثهم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما استوى وبلغ أشده وليس له كثير من المال استأجرته خديجة بنت خويلد إلى سوق حباشة (9) واستأجرت معه رجلا من قريش، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (10): "ما رأيت صاحبة خيرا من خديجة، ما كنا نرجع أنا وصاحبي إلا وعندها تحفة من طعام تخبؤه لنا"، قال الليث في حديثه: استأجرته بسَقْب (11)
__________
(1) هشام بن عروة بن الزبير، ثقة فقيه، مات سنة خمس أو ست وأربعين وله سبع وثمانون سنة. (تقريب التهذيب: 2/ 319).
(2) أسامة بن حفص المدني، صدوق. (تقريب التهذيب: 1/ 52).
(3) يونس بن يزيد بن أبي النجاد الأيلي، محدث فقيه، مات سنة تسع وخمسين ومائة. (تقريب التهذيب: 2/ 386)
(4) محمد بن مسلم بن شهاب الزهري (ت124هـ) أحد أئمة المحدثين، عني بالسيرة عناية خاصة وصنف فيها، لكن مصنفه فُقِد وبقيت اقتباسات كثيرة منه في المصادر التي وصلت إلينا. (انظر دراسة د. عبد العزيز الدروي: نشأة علم التاريخ عند العرب. وهوروفتس: المغازي الأولى ومؤلفوها).
(5) الصنعاني صاحب المصنف المطبوع بتحقيق الشيخ حبيب الرحمن الأعظمي.
(6) معمر بن راشد الأزدي مولاهم، البصري نزيل اليمن، ثقة ثبت فاضل، مات سنة أربع وخمسين ومائة. (تقريب التهذيب 2/ 266) وقد وصل إلينا بعض مسنده في الحديث.
(7) عبد الله بن وهب بن مسلم القرشي المصري، محدث حافظ ثقة، توفي سنة سبع وتسعين ومائة. (تهذيب التهذيب 6/ 71 - 74).
(8) الليث بن سعد، إمام مصر، صاحب مذهب مندرس.
(9) سوق حباشة: من أسواق العرب في الجاهلية، يقام بتهامة ثمانية أيام في السنة. (البكري معجم ما استعجم 2/ 418، وياقوت: معجم البلدان).
(10) في مصنف عبد الرزاق 5/ 320 زيادة "وهو يحدث عنها".
(11) السقب: ولد الناقة الذكر ساعة يولد. (المعجم الوسيط مادة "سقب").


يدفعه إليه غلامها ميسرة، فرأى ميسرة إذا رجع من سفره من يمنه وخلقه والبركة في سفره والزيادة في الربح ما اشتد به حبه إياه، فقدم وهو يهتف (1) به، فسبق إلى خديجة فأخبرها ما أصاب من الظفر والربح وما رأى من رسول الله صلى الله عليه وسلم، قالت: فأرنيه، فلما أقبلت العير أشار لها إليه، وإذا سحابة تظله وتسير معه، فأمرت له بسَقْب آخر وعلقه قلبها لما أراد الله بها من السعادة (2).
وقال هشام في حديث عن أبيه (3): استأجرته إلى الشام وخرج معه غلامها ميسرة حتى قدما الشام، فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم في ظل شجرة صومعة قريبا من راهب، فاطلع الراهب إلى ميسرة فقال: "من نزل تحت الشجرة؟ " فقال: رجل من قريش من أهل الحرم، قال: "ما نزل تحت هذه الشجرة قط إلا نبي". قال: وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كانت الظهيرة (2ب) واشتد الحر لم يزل ملكان يظلانه من الشمس، فلما قدم ميسرة على خديجة أخبرها بقول الراهب وما رأى من الملكين، فبعثت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: يا ابن عم، أني قد رغبت فيك (4).
__________
(1) أي يلهج بذكره.
(2) رواية الليث هذه ليست في مصنف عبد الرزاق بل وصل كلام الزهري.
(3) عروة بن الزبير بن العوام، تابعي ثقة فقيه، توفي سنة أربع وتسعين. (تقريب التهذيب 2/ 19) ومن أوائل من اهتموا بالسيرة وتدوين المغازي.
(4) ليس في مصنف عبد الرزاق حديث هشام عن أبيه عروة، بل وصل كلام الزهري.


قال ابن شهاب في حديثه: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فلما قدمت من سوق حباشة قلت لصاحبي: انطلق بنا نتحدث عند خديجة، فبينا نحن نتحدث عندها إذا دخلت علينا منتشية (1) من مولدات قريش فقالت: محمد هذا (2) والذي يحلف به إن جاء لخاطباً، فقلت: كلاّ، فلمّا خرجت أنا وصاحبي قال: أمن خِطبة خديجة تستحيي؟ فوالله ما من قرشية إلا تراك لها كفواً، فرجعت إليها مرة أخرى أنا وصاحبي فجاءت تلك الوليدة فقالت مثل قولها الأوّل، فقلت: أجل - على استحياء - فلم تعصنا (3) خديجة ولا أختها، فانطلقت إلى أبيها خويلد بن أسد وهو ثمل من الشراب، فقالت: هذا ابن أخيك محمد يخطب خديجة وقد رضيت، فدعاه فسأله عن ذلك (4) فأنكحه فخلقت (5) أباها، وحلّت عليه حلّة (6) فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم بها، فلما صحا الشيخ من سكره قال: ما هذا الخلوق وما هذه الحلّة؟ قالت أخت خديجة: كساكها ابن أخيك محمد، زوّجته خديجة وقد بنا بها، فأنكر الشيخ، ثم صار إلى أن سلّم واستحيا وطفقت رجاز من قريش تقول:
لا تزهدي خديج في محمد *** جَلد (7) يُضيء كضياء الفَرقد
__________
(1) منتشية: أي قد جاوزت حد الصغر. (المعجم الوسيط مادة "نشأة") أو الناهد التي تشتهي الرجل، كما ذكر خلال الحديث عند عبد الرزاق (المصنف 5/ 320) وانظر في حاشية هذه الصفحة منه قراءة أخرى للكلمة وهي (مستنشئة) وهي الكاهنة أو اسم علم لها كما في تاج العروس 1/ 128 نقلا عن ابن الأثير، وفيه: وقال غيره: هي الكاهنة سميت بذلك لأنها تستنشئ الأخبار: أي تبحث عنها.
(2) في مصنف عبد الرزاق "أمحمد هذا ".
(3) هكذا أيضاً في مصنف عبد الرزاق 5/ 320.
(4) في مصنف عبد الرزاق زيادة "فخطب إليه" بعد "ذلك".
(5) أي طيّبته بالخلوق، وهو نوع من الطِّيْب يخلط بالزعفران (سبل الهدى والرشاد 2/ 227).
(6) الحلة: الثوب الجيد الجديد.
(7) جلد: قويّ.


قال: فلبث رسول الله صلى الله عليه وسلم مع خديجة حتى ولدت له بعض بناته وكان لها وله القاسم وولدت له بناته الأربع، زينب وفاطمة ورقية وأم كلثوم (1).
قال هشام بن عروة عن أبيه: فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى عمومته فذكر لهم ما قالت له خديجة، فخرج معه حمزة بن عبدالمطلب حتى دخل (ق 2 أ) على عمها عمرو بن أسد فزوَّجه، فولدت له قبل أن ينزل عليه الوحي ولده كلهم: القاسم والطاهر والطيب ورقية وزينب وأم كلثوم وفاطمة.
وأخبرنا محمد بن أحمد بن البراء، ثنا الزبير بن بكار، حدثني محمد بن الحسن، عن عبد الله بن محمد (2) عن هشام بن عروة عن أبيه قال: قال عمرو بن أسد: محمد بن عبد الله بن عبد المطلب يخطب خديجة هذا الفَحْل لا يُقْرَع أنفه (3).
__________
(1) انظر رواية الزهري هذه في مصنف عبد الرزاق 5/ 320 - 321، وفيها زيادة يسيرة أخرها وقارن برواية ابن عباس في مجمع الزوائد (9/ 220).
(2) أحسبه عبد الله بن محمد بن يحيى بن عروة (مجمع الزوائد 9/ 219 وانظر ميزان الاعتدال 2/ 486، ولسان الميزان 3/ 331).
(3) رواه الطبراني في المعجم الكبير (مجمع الزوائد 9/ 219).
ولا يقرع أنفه: لا يضرب أنفه، وذلك لكرامته على أهله، والمشهور أنّ قائل ذلك هو أبو سفيان عندما بلغه تزويج رسول الله صلى الله عليه وسلم ابنته أم حبيبة، ويرى ابن دحية: أن "يقرع" - بالراء - تصحيف، وأن الصواب "يقدع" بالدال المهملة، والمعنى واحد. (انظر ابن دحية: المصباح المضي في كتاب النبي الأمي ورسله إلى ملوك الأرض من عربي وعجمي 2/ 46)


ثنا محمد، ثنا الزبير بن بكار، حدثني محمد بن الحسن عن عبد الله بن وهب (1) عن الليث بن سعد (2) قال: أرسلت خديجة إلى عمها عمرو بن أسد فصنعت له طعاما وشرابا حتى إذا أخذ فيه الشراب أرسلت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أقبل أنت ونفر من أهل بيتك فليخطبوا إليه فانه سيزوجك، فأتوه فكلموه فزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم فأمرت مكانها بحلة حِبَرة فألقيت عليه وببعير فنحر فأكل منه الناس وبطيبٍ فطُيِّب به فلما أفاق من الخمر قال: ما هذا العبيرُ وما هذا الحبيرُ وما هذا النحيرُ؟ قالوا: زوجت محمد بن عبد الله خديجة بنت خويلد، قال: ما فعلت، قالت خديجة: لا تجمع علي أمرين: أفِتَتَّ عليَّ بنفسي ولم تؤامرني، ثم تسفِّه نفسك عند قريش وقد حضرك فلان وفلان، فإن الرجل وإن يكن حدث السن قليل المال فإن له نسبا فاضلا من قومه، فاسكت على ما صنعتَ فأنا كنت أحقَّ بالغضب منك، فقبل ذلك وسكت عنه وبنى بها رسول الله صلى الله عليه.
__________
(1) القرشي مولاهم المصري، ثقة - تقدم.
(2) إمام مصر - تقدم.


ثنا محمد، ثنا الزبير، حدثني محمد بن الحسن عن عبد السلام بن عبد الله (1) عن معروف بن خربوذ (2) قال: قال عمار بن ياسر: أنا أعلم الناس بتزويج رسول الله صلى الله عليه خديجة، كنت صديقا له من الجاهلية فأقبلت معه وهو ابن بضع وعشرين سنة، فمررنا بين الصفا والمروة، فإذا خديجة (3ب) وأختها تبيعان أدما بالحزورة (3)، فنظرت خديجة إلى رسول الله صلى الله عليه وكان يستضاء به في الليلة الظلماء وينظر إليه الناظر حتى يسام (4)
__________
(1) لعلّه عبد السلام بن عبد الله المذحجي، يروي عن بعض التابعين، مجهول، (الذهبي: ميزان الاعتدال 2/ 616).
(2) المكي، صدوق ربما وهم، وكان إخبارياً علامة، (تقريب التهذيب 2/ 264).
(3) الحزورة: كانت سوق بمكة، وقد دخلت في المسجد الحرام لما زيد فيه، ويرى الدارقطني أن تشديد الواو تصحيف، (ياقوت: معجم البلدان).
(4) يسأم: يديم النظر إليه فلا يبرح عنه ولا يملّ منه.


قال عمار: فلحقتني هالة فقالت: يا عمار أما لصديقك هذا حاجة في خديجة قال: فلم يكن حاجتها المال إنما حاجتها الصلاح فقلت: والله ما أدري، قالت: فأخبره، فأتيت رسول الله صلى الله عليه فأخبرته فقال: واضعها (1) وعدها يوما فآتيها فيه، قال: ففعلت فلما كان ذلك اليوم سألت (2) عمها عمرو بن أسد حتى سكر، ثم دهنته بدهن أصفر، وطرحت عليه برد حبرة (3) وجاء رسول الله صلى الله عليه في نفر من أصحابه فتزوجها، ثم انصرفوا، فلما أفاق الشيخ قال: ما هذه النقيعة (4) - يعني البقرة -؟ وما هذا البرد؟ وما هذا الدهن؟ قالوا: هذه نقيعة وبرد أهداه لك ختنك، قال: ومن ختني؟ قال: محمد بن عبد الله بن عبد المطلب، فصاح وخرج يشتد حتى أتى باب الكعبة فقال: يا معشر قريش إن خديجة وهالة غلبتاني على نفسي وزعمتا أني زوجت رجلا لا أعرفه فكيف يكون هذا؟.
فخلا به بنو هاشم فقالوا: له لا تكلم بهذا فنحن نشهد أنك زوجته. فقال: ابعثوا إليه حتى أنظر إليه فوالله ما أعرفه. فلما نظر إليه قال: إن كنت زوجته فكسبيل ذاك (5). وإن ولم أكن زوجته فأشهدكم أني قد زوجته.
__________
(1) وافقها.
(2) سقت بدلا من سألت.
(3) الحبرة: ثوب من قطن أو كتان مخطط كان يصنع باليمن.
(4) النقيعة: ما يذبح للضيافة سواء أكان بقرة أم غيرها.
(5) في السيرة النبوية لابن كثير 1/ 267، ودلائل النبوة للبيهقي 1/ 424 "فسبيل ذاك" وقارن الرواية بطولها بما رواه الطبراني والبزار من طريق عمر بن أبي بكر المؤملي وهو متروك (مجمع الزوائد 9/ 221)


قال: فكان عمار يقول: هذا تزويج رسول الله صلى الله عليه وسلم خديجة ويغضب إذا قيل استأجرته وأرسلته فولدت له خديجة قبل أن يكرمه الله بما أكرمه من النبوة والرسالة القاسم ورقية وزينب وأم كلثوم وولدت له في الإسلام الطيب وهو عبد الله وفاطمة (1).
__________
(1) يلاحظ اختلاف الروايات فيمن تولى تزويج خديجة - رضي الله عنها- وقد قال الواقدي: الثبت عندنا المحفوظ من أهل العلم أن أباها مات قبل حرب الفجار، وأن عمها عمرو بن أسد هو الذي زوجها لمزيد حفظ الثبت وهو الزهري خصوصاً، وقد رواه عن صحابي من السابقين (الزرقاني: شرح المواهب اللدنية 1/ 202).
... وأما ابن إسحاق فذكر أن أباها خويلد هو الذي زوجها، وقد وردت أحاديث مسندة إلى ابن عباس وجابر بن سمرة تؤيده (مجمع الزوائد 9/ 22)، وأسانيدها جيدة، وانظر رواية جابر بن سمرة في المعجم الكبير 1/ 230.
... قال الشيخ محمد محمد أبو زهرة (خاتم النبيين 1/ 197) "إن احتمال أن يعقد رجل من أشراف العرب عقد زواج وهو سكران يستنكره العرف والعقل، ولا يمكن أن يقدم عليه أبو طالب وهو كبير ومسنّ، ووكيل النبي صلى الله عليه وسلم في الزواج".
... وقال الشيخ محمد محمّد أبو شهبة في كتابه إليّ: "إن هذه الرواية مخالفة للظروف والواقع، وللبيئة التي حدثت فيها، فبنو هاشم في الذروة من قريش نسباً وشرفاً، وقد صدع بهذه الحقيقة أبو طالب في مجمع حافل بالسادات، فما نازعه فيها منازع، ثم أن مثل سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في شبابه الغض، ورجولته النادرة، وخلقه الكامل ونسبه السامق الذي يطاول السماء ممن تتطاول إلى مصاهرته أعناق الأشراف، فهذا أبو سفيان بن حرب بن أمية بن عبد الشمس: وهو من هو في عداوته للنبي صلى الله عليه وسلم ومن أبناء عمومة بني هاشم، لما بلغه أن النبي تزوج السيدة أم حبيبة ابنته ـ ولم يكن أسلم بعد - قال: "هذا الفحل لا يقدع أنفه".


ثنا محمد، ثنا الزبير بن بكار، ثني محمد بن الحسن عن عبد العزيز ابن محمد (1) (4 أ) عن محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة (2) قال كانت أمامة بنت أبي العاص وأمها زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم عند علي بن أبي طالب فلما توفي عنها قال لها: لا تزوجي فإن أردت التزويج (3) فلا تخرجي عن رأي المغيرة بن نوفل، فخطبها معاوية بن أبي سفيان فجاءت إلى المغيرة تستأمره، فقال لها أنا خير لك منه، فاجعلي أمرك إلي ففعلت، فدعا رجالا فتزوجها (4).
__________
(1) الدراوردي، محدث صدوق، تقدم.
(2) محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة بن الحارث بن أبي ذئب القرشي العامري المدني، من طبقة الإمام مالك بن أنس، توفي سنة ثمان وخمسين ومائة، (ابن حجر: تهذيب التهذيب 9/ 303 - 307).
(3) في مجمع الزوائد 9/ 255 "الزواج" بدل "التزويج".
(4) جاء في طبقات ابن سعد 8/ 27 من طريق أخرى من رواية محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة أيضا: أن أمامة بنت أبي العاص قالت للمغيرة بن نوفل بن الحارث: أن معاوية قد خطبني، فقال لها تزوجين ابن آكلة الأكباد؟! فلو جعلت ذلك إليّ، قالت: نعم، قال: قد تزوجتك.
... قال ابن أبي ذئب: فجاز نكاحه.
... وجاء في مجمع الزوائد 9/ 255: رواه الطبراني بإسناد منقطع وفيه محمد بن الحسن ابن زبالة وهو ضعيف، وزاد بعد قوله: (فدعا رجالاً فتزوجها) ما يلي: (فهلكت أمامة بنت أبي العاص عند المغيرة بن نوفل، ولم تلد له فليس لزينب عقب).


ثنا محمد، ثنا الزبير بن بكار، ثني محمد بن الحسن عن أنس بن عياض (1) عن أبي بكر بن عثمان (2) وغيره قال: وأما رقية بنت رسول الله صلى الله عليه فكانت عند عتبة بن أبي لهب وبنى بها، فلما أنزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم {َبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ} (3) قالت العوراء أم جميل بنت حرب بن أمية وهي أم عتبة بن أبي لهب وهي حمالة الحطب: أيهجونا محمد ونمسك ابنته فطلقها ننكحك غيرها، فأنكحته بنت أبي العاص بن أمية فولدت له جارية فتزوجها يزيد بن أبي سفيان بن حرب، ثم خلف على رقية بنت رسول الله صلى الله عليه عثمان بن عفان فولدت له عبدالله فمات واشتكت رقية المرض الذي توفيت فيه مخرج رسول الله صلى الله عليه إلى بدر، ولذاك تخلف عثمان بن عفان عن بدر، فهلكت رقية من ذلك المرض.
وأما أم كلثوم فكانت عند عتبه بن أبي لهب ولم يدخل بها حتى تنبأ الله تبارك وتعالى محمداً صلى الله عليه وسلم فقال أبو لهب: رأسي من رأسك حرام حتى تفارق ابنته ففارقها, فخلف على أم كلثوم بنت رسول الله صلى الله عليه عثمان فهلكت عنده.
__________
(1) الليثي ا لمدني، محدث ثقة، مات سنة مائتين، (تقريب التهذيب1/ 84)، وهو من شيوخ الزبير بن بكار أيضاً.
(2) في الأصل "أبي بكر عثمان" وعليه علامة التضبيب، والصواب ما أثبته وهو أبو بكر بن عثمان بن سهل بن حنيف الأنصاري الأوسي المدني، ذكره ابن حبان في الثقات، (تهذيب التهذيب 12/ 23)
(3) سورة المسد، آية 1.


ثنا محمد، ثني محمد بن الحسن عن محمد بن عبدالرحمن بن هشام (1) عن ابن جريج (2) قال: لما وضعت عند القبر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لينزل في قبرها رجلان لم يقارفا (3) النساء البارحة، فنزل في قبرها رجلان كان أحدهما طلحة بن عبيد الله (4).
قال: وكانت فاطمة عند علي بن أبي طالب فولدت له الحسن والحسين وزينب وأم كلثوم ورقية، فكانت زينب بنت علي عند (4 ب) ابن عمها عبد الله بن جعفر (5)، فولدت له علي بن عبد الله وأم كلثوم بنت عبد الله التي تزوجها الحجاج بن يوسف (6)، ففرق بينهما عبد الملك ابن مروان وهو كان أذن له فيه تزوجها، وكانت أم كلثوم بنت علي عند عمر بن الخطاب فولدت له زيدا فقتل زيد بن عمر خالد بن أسلم مولى عمر، قد قتله وهو لا يعرفه رماه بحجر. وتزوج رقية بنت علي (7) إبراهيم بن نعيم النحام (8) فلم تلد منه، ثم هلك عمر عن أم كلثوم فتزوجها عبد الله بن جعفر فلم تلد منه (9).
__________
(1) محمد بن عبد الرحمن بن هشام المخزومي الأوقص، قاضي المدينة ضعيف، (ميزان الاعتدال: 3/ 625)
(2) عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج المكي، ثقة فقيه فاضل، وكان يدلس ويرسل مات سنة خمسين ومائة، (التقريب 1/ 520).
(3) قارف النساء: داناهن وخالطهن، كناية عن الجماع، (انظر فتح الباري 3/ 209).
(4) نزول طلحة - رضي الله عنه - في قبرها ثابت في صحيح البخاري من طريق آخر، (انظر فتح الباري 3/ 151، 209).
(5) عبد الله بن جعفر بن أبي طالب.
(6) الثقفي والي العراق، مشهور.
(7) في الأصل: "عمر" وهو خطأ.
(8) إبراهيم بن نعيم بن النحام العدوي ممن ولد في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وقتل يوم الحرة، (ابن حجر: الإصابة 1/ 96).
(9) ذكر ابن حزم أن الذي تزوجها بعد عمر رضي الله عنه عون بن جعفر بن أبي طالب، ثم خلف عليها بعده محمد بن جعفر بن أبي طالب، ثم خلف عليه بعده عبد الله بن جعفر بن أبي طالب. (جمهرة أنساب العرب 38).


ثنا محمد، ثنا الزبير بن بكار، ثني محمد بن حسن عن إبراهيم بن محمد (1) عن جعفر بن محمد (2) عن أبيه (3) من ولد النبي صلى الله عليه من خديجة: القاسم وعبد الله وفاطمة وزينب ورقية وأم كلثوم.
ثنا محمد ثنا الزبير ثني محمد بن حسن عن عبد العزيز بن محمد (4) عن جعفر بن محمد (5) عن أبيه (6) قال: توفي القاسم ابن رسول الله صلى الله عليه بمكة فمرّ رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو آت من جنازته على العاص بن وائل وابنه عمرو، فقال عمرو حين رأى رسول الله صلى الله عليه: إني لأشنؤه، فقال العاص: لا جرم لقد أصبح أبتر فأنزل الله عز وجل {إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ} (7).
__________
(1) إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى الأسلمي، متروك، توفي سنة أربع وثمانين ومائة أو إحدى وتسعين ومائة، (تهذيب التهذيب 1/ 158 - 161).
(2) جعفر بن محمد الصادق، إمام فقيه، مات سنة ثمان وأربعين ومائة. (تهذيب التهذيب 9/ 103 - 105).
(3) محمد بن علي الباقر، ثقة، مات سنة أربع عشرة ومائة، (تهذيب التهذيب 9/ 350 - 351).
(4) الدراوردي، تقدم.
(5) الإمام الصادق، تقدم.
(6) الباقر، تقدم.
(7) الكوثر، آية 3، وذكر هذه الرواية السيوطي في الدر المنثور (6/ 404) فقال: وأخرج الزبير بن بكار وابن عساكر عن جعفر بن محمد عن أبيه قال: توفي القاسم فذكره مثله.


ثنا محمد، ثنا الزبير، ثني محمد بن حسن عن عبد الله بن وهب (1) عن ابن لهيعة (2) عن أبي الأسود محمد بن عبد الرحمن بن نوفل (3) قال: ولدت خديجة بنت خويلد لرسول الله صلى الله عليه، القاسم والطاهر والطيب وعبد الله وزينب ورقية وأم كلثوم وفاطمة (4).
__________
(1) القرشي مولاهم المصري، ثقة، تقدم.
(2) عبد الله بن لهيعة الحضرمي المصري القاضي، صدوق، خلط بعد احتراق كتبه، ورواية ابن المبارك وابن وهب عنه أعدل من غيرهما، مات سنة أربع وسبعين ومائة. (تقريب التهذيب 1/ 444).
(3) هو يتيم عروة بن الزبير، ثقة، مات سنة بضع وثلاثين ومائة. (تقريب التهذيب 2/ 185).
(4) روى الزبير بن بكار هذه الرواية من طريق شيخه إبراهيم بن المنذر عن ابن وهب أيضاً (ابن كثير: السيرة النبوية 4/ 608)، ومن العلماء من اعتبر الذكور اثنين، وقالوا: إنّ الطّيّب والطّاهر لقبان لعبد الله، ومنهم من يرى أنهم ثلاثة وأنّ الطّيّب لقب لعبد الله.


ثنا محمد، ثنا الزبير، ثني محمد بن حسن عن حاتم بن إسماعيل (1) عن محمد بن عجلان (2) عن عامر بن عبد الله (3) عن عمرو بن سليم (4) عن أبي قتادة (5) قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وهو حامل أمامة بنت أبي العاص بنت زينب ابنة رسول الله صلى الله عليه فكلما ركع وضعها وإذا قام حطها (6).
ثنا محمد، ثنا الزبير، ثني محمد بن الحسن، ثني عبد العزيز بن محمد (7) عن الثقة عنده: أنّ رجلاً من أهل الحيرة رأى خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي في الجاهلية فقال: إن هذه لزوج النبي صلى الله عليه الذي يبعث في الأميين.
__________
(1) حاتم بن إسماعيل المدني الحارثي مولاهم، صحيح الكتاب، صدوق يهم، مات سنة ست أو سبع وثمانين ومائة. (تقريب التهذيب 1/ 137).
(2) محمد بن عجلان المدني، صدوق، إلاّ أنه اختلطت عليه أحاديث أبي هريرة، مات سنة ثمان وأربعين ومائة. (تقريب التهذيب 2/ 190).
(3) عامر بن عبد الله بن الزبير بن العوام الأسدي المدني، أبو الحارث ثقة عابد، مات سنة إحدى وعشرين ومائة. (تقريب التهذيب 1/ 388).
(4) عمرو بن سليم بن خلدة، الأنصاري الزرقي، ثقة من كبار التابعين، مات سنة أربع ومائة (تقريب التهذيب 2/ 70).
(5) أبو قتادة الأنصاري، صحابي، مات سنة 54هـ. (تقريب التهذيب 2/ 463).
(6) أخرجه مسلم من طريق محمد بن عجلان أيضاً والبخاري من طريق عامر بن عبد الله أيضاً، ولفظهما أتم وفيهما "سجد" بدل "ركع" (فتح الباري1/ 590 - 591).
(7) الدراوردي، تقدم.


ثنا محمد، ثنا الزبير، ثني (5 أ) محمد بن حسن، ثني أسامه بن حفص (1) وغيره عن يونس بن يزيد (2) عن ابن شهاب (3) قال: تزوج رسول الله صلى الله عليه خديجة بمكة وهي أول امرأة تزوج، وكانت قبله عند أبي هالة التميمي (4).
ثنا محمد، ثنا الزبير، ثني محمد بن حسن، ثني أنس بن عياض (5) عن أبي بكر بن عثمان الأوسي (6) وغيره من أهل العلم: أن رسول الله صلى الله عليه تزوج خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي، وهي أول امرأة تزوجها وهو يومئذ ابن ثلاثين سنة (7)، وكانت قبله عند عتيق بن عائذ (8) بن عبد الله بن عمرو بن مخزوم، فولدت له جارية يقال لها أم محمد، فتزوجها ابن عم لها يقال له صيفي بن أبي رفاعة بن عائذ بن عبد الله، وهلك عتيق عن خديجة فتزوجها أبو هالة بن مالك (9)
__________
(1) المدني، صدوق، تقدم.
(2) الأيلي، محدث ثقة، تقدم.
(3) الإمام الزهري، تقدم.
(4) أخرجه من طريق ابن زبالة الطبراني في المعجم الكبير وزاد آخره "وتزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ابن إحدى وعشرين سنة، وتوفيت لسبع مضين من مبعثه". (مجمع الزوائد 9/ 219).
(5) الليثي المدني، محدث ثقة، تقدم.
(6) في الأصل غير واضحة، وما أثبته من ترجمته في التقريب 2/ 398 وفيها أن ابن حبان ذكره في الثقات.
(7) المشهور عند علماء السيرة أنه كان في الخامسة والعشرين من عمره.
(8) في تاريخ الطبري 3/ 161 "عابد".
(9) وفي جمهرة أنساب العرب لابن حزم ص 210 أنه "أبوهالة هند بن زرارة بن النباش بن عدي بن حبيب بن صرد بن سلامة بن جَرْدَة بن أسيد بن عمرو بن تميم ابن مر ... وقيل هم من ولد وقدان بن حبيب".
... وذكر الطبري أنه "أبو هالة بن النباش بن زرارة بن وقدان بن حبيب" (المنتخب ص 593).
... أما رواية ابن زبالة فتنسبهم إلى بني مالك بن عمرو بن تميم، (جمهرة أنساب العرب لابن حزم ص 211).


أحد بن عمرو بن تميم ثم أحد بني أسيد، وبعض الناس يقول: أبو هالة قبل عتيق، فولدت لأبي هالة هالة وهند (1) وولدت لرسول الله صلى الله عليه القاسم والطاهر والطيب وزينب ورقية وأم كلثوم وفاطمة، فأما الذكور فماتوا كلهم بمكة وأما البنات فتزوجن كلهن.
ثنا محمد، ثنا الزبير، ثني محمد بن حسن عن خالد بن إسماعيل (2) عن ابن جريج (3) قال: نكح رسول الله صلى الله عليه خديجة وهو ابن سبع وثلاثين سنة (4).
ثنا محمد، ثنا الزبير، ثني محمد بن الحسن عن محمد بن فليح (5) عن يزيد بن عياض (6) عن ابن شهاب (7) قال: وكانت خديجة بنت خويلد عند النبي صلى الله عليه قبل أن ينزل عليه القرآن ثم نزل عليه القرآن وهي عنده، وهي أول من صدق النبي صلى الله عليه وآمن به ثم توفيت بمكة قبل أن يخرج رسول الله صلى الله عليه إلى المدينة بثلاث سنين (8).
__________
(1) هما من أسماء الذكور. (انظر الإصابة في تمييز الصحابة 4/ 594، 611).
(2) خالد بن إسماعيل المخزومي المدني، ذكره الحافظ المزي في شيوخ ابن زبالة، متروك الحديث، (الذهبي: ميزان الاعتدال 1/ 267، والمزي: تهذيب الكمال 1/ 593).
(3) عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج المكي، ثقة فقيه، تقدم.
(4) رواه الطبراني من طريق ابن زبالة. (مجمع الزوائد 9/ 219).
(5) محمد بن فليح بن سليمان، الأسلمي أو الخزاعي، المدني، صدوق يهم، مات سنة سبع وتسعين ومائة. (تقريب التهذيب 2/ 201).
(6) يزيد بن عياض بن جعدبة الليثي المدني، أبو الحكم، نزيل البصرة، كذبه مالك وغيره. (تقريب التهذيب 2/ 369).
(7) الإمام الزهري.
(8) رواه الطبراني من طريق ابن زبالة في المعجم الكبير. (مجمع الزوائد 9/ 219 - 220).


ثنا محمد، ثنا الزبير، ثني محمد بن حسن عن أسامة بن حفص (1) عن يونس (2) عن ابن شهاب (3) عن عروة (4) عن عائشة (5) قالت: توفيت خديجة قبل أن تفرض الصلاة (6).
ثنا محمد، ثنا الزبير، ثني محمد بن حسن عن عبد العزيز بن محمد (7) عن موسى بن عقبة (8) عن كريب (9) عن ابن عباس (10) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "سيدة نساء أهل الجنة مريم بنت عمران ثم فاطمة ثم خديجة ثم آسية امرأة فرعون" (11).
__________
(1) المدني، صدوق، تقدم.
(2) يونس بن يزيد الأيلي، ثقة، تقدم.
(3) الإمام الزهري، تقدم.
(4) عروة بن الزبير بن العوام، تابعي ثقة، تقدم.
(5) عائشة الصديقة أم المؤمنين رضي الله عنها.
(6) أوردها الفسوي من طريق الزهري عن عروة مرسلاً، (ابن كثير: البداية والنهاية 3/ 127)، ورواها الطبراني من طريق ابن زبالة كما في مجمع الزوائد (9/ 220).
(7) الدراوردي.
(8) موسى بن عقبة بن أبي عياش الأسدي، مولى آل الزبير، ثقة فقيه، إمام في المغازي، مات سنة إحدى وأربعين ومائة. (تقريب التهذيب 2/ 286).
(9) كريب بن أبي مسلم الهاشمي مولاهم، المدني، مولى ابن عباس ثقة، مات سنة ثمان وتسعين. (تقريب التهذيب 2/ 134).
(10) عبد الله بن عباس بن عبد المطلب، ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم. مات سنة ثمان وستين، وهو أحد فقهاء الصحابة المكثرين من الرواية. (تقريب التهذيب 1/ 425).
(11) ذكره الذهبي في سير أعلام النبلاء 2/ 86 من طريق الدراوردي أيضاً، لكنه يذكر "إبراهيم" بدل "موسى" وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (9/ 223) من حديث ابن عباس، وقال: رواه الطبراني وفيه ابن زبالة وهو ضعيف، لكن وقع فيه "سيدات" بدل "سيدة".


ثنا محمد، ثنا الزبير، ثني محمد بن حسن، ثني إبراهيم بن محمد الثوباني (1) عن محمد (5 ب) بن زيد بن مهاجر بن قنفذ (2): أن عجوزا سوداء دخلت على النبي صلى الله عليه فحياها وقال: كيف أنتم وكيف حالكم؟ فلما خرجت قالت عائشة: يا رسول الله ألهذه السوداء تحيي وتصنع ما أرى؟ قال "إنها كانت تغشانا في حياة خديجة، وإن حسن العهد من الإيمان" (3).
ثنا محمد، ثنا الزبير، ثني سليمان بن عبد الله، ثني شيخ من أهل مكة قال: هي أم زفر ماشطة خديجة (4).
ثنا محمد، ثنا الزبير، ثني محمد بن الحسن عن مروان بن معاوية (5) عن وائل بن داود (6) عن عبد الله البهي قال: أطعم رسول الله صلى الله عليه خديجة من عنب الجنة (7)
__________
(1) لم أقف على ترجمته.
(2) محمد بن زيد بن مهاجر بن قنفذ القرشي التيمي المدني، تابعي ثقة. (تهذيب التهذيب 9/ 173) وورد في الأصل "يزيد" بدل "زيد" وهو خطأ.
(3) الحديث مرسل، وقد ذكره الذهبي في سير أعلام النبلاء 2/ 118 عن معمر عن الزهري عن عروة عن عائشة، وقارن بكنز العمال 13/ 691 - 692، نقلاً من شعب الإيمان للبيهقي من طرق عن عائشة وسماها (جثامة المزنية) وذكر أن الرسول صلى الله عليه وسلم غيّره إلى (حنانة).
(4) انظر: الوفا بأحوال المصطفى 646.
(5) مروان بن معاوية بن الحارث الفزاري الكوفي، ثقة حافظ مات سنة ثلاث وتسعين ومائة، (تقريب التهذيب 2/ 239).
(6) وائل بن داود التيمي الكوفي، محدث ثقة، من الطبقة السادسة كما في تقريب التهذيب 2/ 329.
(7) أورده الهيثمي في مجمع الزوائد 9/ 225 عن عائشة رضي الله عنها، وقال: "رواه الطبراني في الأوسط وفيه من لم أعرفه، وأورده في مجمع البحرين في زوائد المعجمين 3/ 353 من طريق مروان بن معاوية الفزاري بمثل إسناد المؤلف وقال: لم يروه عن البهي إلى وائل تفرد به مروان".
وقد روى الطبراني من طريق ابن زبالة الرواية التالية التي ربما حذفها المنتخب من هذا المؤلف وهي "عن سعيد بن كثير قال: جاء جبريل عليه السلام إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو بحراء فقال: هذه خديجة قد جاءت تحبس في عرزتها، فقيل لها: إن الله يقرئك السلام، فلما جاءت فقال لها: "إن جبريل أعلمني بك وبالحس الذي في عرزتك قبل أن تأتي. فقال: الله يقرئها السلام" مجمع الزوائد (9/ 225).