منتخب من كتاب أزواج النبي صلى الله عليه وسلم، ت: العمري

"قصة تزوج عائشة رضي الله عنها"
ثنا محمد، ثنا الزبير، ثني محمد بن حسن ثني غير واحد منهم عن الثقة عنده ومحمد بن طلحة (1) قالا: تزوج رسول الله صلى الله عليه بعد سودة عائشة بنت أبي بكر في شوال سنة عشر من النبوة قبل الهجرة بثلاث سنين (2) وأولم عليها بهدايا الأنصار وطلبوا في ذلك إذنه، فأذن لهم فاتعدوا المسجد وغدوا عليه بالقنع (3) فيها التمر والجفنة فيها الودك (4) لحم أو غيره وكان يومها كثير الأطباق والجفان.
ثنا محمد، ثنا الزبير، ثني محمد بن الحسن عن غير واحد من أهل العلم منهم أسامة بن حفص عن يونس (5) عن ابن شهاب (6): أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوج عائشة بنت أبي بكر في شوال سنة عشر من النبوة قبل الهجرة بثلاث سنين، وأعرس بها بالمدينة في شوال على رأس ثمانية عشر شهراً من مهاجره إلى المدينة" (7) وتوفيت عائشة ليلة الثلاثاء لسبع عشرة مضت من شهر رمضان بعد الوتر سنة ثمان وخمسين ودفنت في ليلتها (8).
__________
(1) محمد بن طلحة بن عبد الرحمن بن طلحة بن عبد الله بن عثمان التيمي، أبو عبد الله الطويل، مات سنة ثمانين ومائة. (تهذيب التهذيب 9/ 237).
(2) في الإصابة 4/ 359 "وقال الزبير بن بكار: تزوجها بعد موت خديجة قيل بثلاث سنين".
(3) القنع: الطبق من عسب النخل يؤكل عليه، أو تجعل فيه الفاكهة وغيرها. (المعجم الأوسط: مادة "قنع").
(4) الودك: الدسم.
(5) يونس بن يزيد الأيلي، تقدم.
(6) الزهري، تقدم.
(7) ابن عبد البر: الاستيعاب بحاشية الإصابة 4/ 356 - 357.
(8) رواه الطبراني في المعجم الكبير بأخصر من هذا من طريق ابن زبالة. (مجمع الزوائد 9/ 228).


ثنا محمد، ثنا الزبير، ثني محمد بن الحسن عن محمد بن حسن بن غزية عن ابن البسام سعيد (1) بن عمارة بن غزية عن أبيه (2) عن أبي سلمة ابن عبد الرحمن (3) عن عائشة قالت: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه في غزوة بدر حتى إذا كنا بالأثيل (4) عند الأراك قالت فذهبت لحاجتي فدخلت في خلال الأراك فبينا أنا كذلك إذا نحن بشخص رجل يتخلل الأراك على بعير، فذهبت فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأقبل حتى نزل عندي (6 أ) فلما فرغت من حاجتي قال: "تعالي أسابقك فشددت درعي على بطني ثم خططنا خطا فعجت عليه فاستبقنا فسبقني فقال: هذه مكان ذي المجاز" (5).
__________
(1) هكذا في الأصل وقد وقع اضطراب في السند، ولم أتمكن من تصحيحه لعدم وقوفي عليه، وابن زبالة إما أن يروي عن عمارة بن غزية مباشرة، أو بواسطة شيخ، وفي الأصل وضعت علامة التضبيب فوق "البسام" و "سعيد" للشك، ويحتمل أن تصحيح "محمد بن حسن بن غزية" هو "محمد بن موسى أبو غزية" انظر نسب قريش وأخبارها ص 63، وهو محمد بن موسى أبو غزية القاضي المدني، يروي عن مالك ويروي عن الزبير بن بكار، ضعيف. (ميزان الاعتدال 4/ 49، ولسان الميزان 5/ 398).
(2) عمارة بن غزية بن الحارث الأنصاري المدني، لا بأس به، مات سنة أربعين ومائة. (تقريب التهذيب 2/ 51).
(3) أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف الزهري المدني، ثقة مكثر، مات سنة أربع وتسعين. (تقريب التهذيب 2/ 430).
(4) الأثيل: موضع قرب المدينة على الطريق إلى بدر. (ياقوت: معجم البلدان).
(5) ذو المجاز: موضع في عرفة كانت تقوم فيه سوق ثمانية أيام. (ياقوت: معجم البلدان).


وكان جاء يوما ونحن بذي المجاز وأنا جارية قد بعثني أبي بشيء فقال: أعطنيه فأبيت فسعيت وسعى على أثري فلم يدركني (1).
ثنا محمد، ثنا الزبير، ثني محمد بن الحسن عن عبد العزيز بن محمد (2) عن عبيد الله بن عمر (3) عن سيار أبي الحكم (4) عن عائشة أنها قالت: رأيت جبريل عليه السلام عليه عمامة حمراء سادلها بين كتفيه.
ثنا محمد، ثنا الزبير، ثني محمد بن الحسن عن المغيرة بن عبدالرحمن (5) عن هشام بن عروة، عن أبيه (6) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام" (7).
__________
(1) أخرجه الإمام أحمد بإسناد آخر من حديث عائشة، وفيه اختلاف في الألفاظ، (المسند 6/ 264 ط. المكتب الإسلامي بالأفسيت) وأبو داود: سنن، كتاب الجهاد، باب في السبق على الرجل 3/ 65 - 66 من طريق أبي سلمة عن عائشة مختصرا جدا بإسناد آخر، وابن ماجه: سنن، رقم 1979 بإسناد آخر من حديث عائشة مختصر جدا، ونقل المحقق عن مجمع الزوائد أن إسناده صحيح على شرط البخاري.
(2) الدراوردي تقدم.
(3) عبيد الله بن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب العمري المدني، ثقة ثبت. (تقريب التهذيب 1/ 537).
(4) سيار أبو الحكم العنزي، ثقة، مات سنة اثنتين وعشرين ومائة (تقريب التهذيب 1/ 343).
(5) المغيرة بن عبد الرحمن بن الحارث المخزومي، صدوق فقيه، كان يهم، مات سنة ست أو ثمان وثمانين. (تقريب التهذيب 2/ 269).
(6) عروة بن الزبير بن العوام، ثقة، تقدم.
(7) الحديث هنا مرسل أخرجه ابن سعد من حديث عائشة (الطبقات 8/ 55) وابن عبد البر من حديث أنس وأبي موسى الأشعري. (الاستيعاب بحاشية الإصابة 4/ 358).
... والحديث في صحيح البخاري بإسناد آخر (انظر فتح الباري 7/ 106) وقد اتفق الشيخان على إخراجه من طرق عن أبي طوالة.


ثنا محمد ثنا الزبير ثني محمد بن حسن عن حاتم بن إسماعيل (1) عن مصعب بن ثابت (2) عن عطاء بن دينار أبو ريان (3) عن يزيد بن أبي حبيب (4) قال: قال رسول الله صلى الله عليه: "للرجال حواري (5) وللنساء حوارية، فحواري الرجال الزبير، وحوارية النساء عائشة".
وقال أبو الحسن محمد بن البراء: سمعت الزبير يقول: حواري الزبير قال: خُلْصَاني (6)، ومن ذلك قيل للدقيق الحُوَّارَى (7) خلصان الدقيق. قال: وسمعت الزبير يقول: لم يقل الناس في مواتيهم "واحَرَباه" حتى مات حرب بن أمية فصحن النساء وقلن: "واحَرْباه" فأماله الناس واحَرَباه (8).
__________
(1) حاتم بن إسماعيل المدني الحارثي مولاهم، تقدم.
(2) مصعب بن ثابت بن عبد الله بن الزبير بن العوام الأسدي، لين الحديث، مات سنة سبع وخمسين ومائة (تقريب التهذيب 2/ 251).
(3) عطاء بن دينار الهذلي أبو الريان ا لمصري، صدوق، مات سنة ست وعشرين ومائة (تقريب التهذيب 2/ 21) ووقع في الأصل "أو ابن زبان" بدل "أبو الريان".
(4) يزيد بن أبي حبيب المصري، أبو رجاء، ثقة فقيه، وكان يرسل مات سنة ثمان وعشرين ومائة. (تقريب التهذيب 2/ 363).
(5) الحواري: الذي أخلص وأختير ونقي من كل عيب، وتطلق أيضا على الصاحب والناصر.
(6) الخلصان: الخالص من الأصحاب.
(7) الحوارى: الدقيق الأبيض وهو لباب الدقيق.
(8) قال في تاج العروس (1/ 206 مادة "حرب"): "كان حرب بن أمية إذا مات لأحد ميت سألهم عن حاله ونفقته وكسوته وجميع ما يفعله، فيصنعه لأهله ويقوم به لهم، فكانوا لا يفقدون من بيتهم إلا صوته فيخف حزنهم لذلك، فلما مات حرب بكى عليه أهل مكة ونواحيها، فقالوا: واحرْبا ـ بالسكون ـ ثم فتحوا الراء، واستمر ذلك في البكاء في المصائب فقالوه في كل ميت يعز عليهم".


ثنا محمد ثنا الزبير ثني محمد بن حسن عن عبد الله بن وهب (1)، عن ابن جريج (2) عن نافع (3) وغيره من أهل العلم قال: صلينا على عائشة وأم سلمة زوجتي النبي صلى الله عليه وسط البقيع والإمام يوم صلينا على عائشة أبو هريرة وحضر ذلك عبد الله بن عمر (4) ودخل قبر عائشة عبدالله وعروة ابنا الزبير والقاسم وعبد الله ابنا محمد بن أبي بكر وعبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر، وماتت سنة ثمان وخمسين من رمضان لسبع عشرة مضت منه بعد (6 ب) الوتر ودفنت من ليلتها (5).
__________
(1) القرشي المصري، تقدم.
(2) عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج، تقدم.
(3) مولى ابن عمر.
(4) أخرج هذه الرواية يعقوب بن سفيان من طريق ابن وهب أيضا (المعرفة والتاريخ 1/ 215) وأوضحت رواية ابن سعد (طبقات 8/ 53) من طريق ابن جريج عن نافع أيضا أن أبا هريرة كان أميراً على المدينة من قبل مروان بن الحكم أميرها أثناء سفره للعمرة، وأن ابن عمر لم ينكر الصلاة عليها في البقيع، لكن رواية ابن سعد هذه من طريق الواقدي وهو متروك.
(5) قارن بطبقات ابن سعد 8/ 53، والزيادة منه، ورواه الطبراني عن ابن زبالة (مجمع الزوائد 9/ 228) وفيه سقط.


ثنا محمد ثنا الزبير ثني محمد بن حسن عن عثمان بن طلحة (1) عن أبي عبد الرحمن السلمي (2) عن أبيه، عن أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه: أن عائشة لما توفيت قالت أم سلمة: ... (3) إليك والله ما كان على الأرض نسمة أحب إلى رسول الله صلى الله عليه منك، ثم أدركتها فقالت: أستغفر الله بعد أبيها، وماتت عائشة في خلافة معاوية بن أبي سفيان.
ثنا محمد ثنا الزبير ثني محمد بن حسن عن معن بن عيسى (4) عن فائد (5) عن منقذ الحفار (6) قال: كان من المقبرة قبران مطابقان (7) بالحجارة ليس فيها غيرهما: قبر عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم، وقبر الحسن ابن علي رضي الله عنهما
__________
(1) لم أجد له ترجمة.
(2) عبد الله بن حبيب بن ربيعة أبو عبد الرحمن السلمي الكوفي، ثقة ثبت، مات بعد سنة سبعين، ولأبيه صحبة. (تقريب التهذيب 2/ 408).
(3) الكلمة رسمها (اذهبتي) ولم أتبينها، ويبدو أنه وقع سقط هنا ففي مستدرك الحاكم (4/ 13) بإسناد صالح كما قال الذهبي في سير أعلام النبلاء (2/ 134) من طريق "ابن أبي مليكة: أن أم سلمة رضي الله عنها سمعت الصرخة على عائشة رضي الله عنها فقالت لجارية: اذهبي فانظري، فجاءت فقالت: وجبت. فقالت أم سلمة: والذي نفسي بيده لقد كانت أحب الناس ... ".
(4) معن بن عيسى بن يحيى بن دينار الأشجعي مولاهم القزاز المدني أحد أئمة الحديث، ثقة، مات بالمدينة سنة ثمان وتسعين ومائة (تهذيب التهذيب 10/ 252 - 253).
(5) لعله فائد المدني مولى عبادل (ميزان الاعتدال 3/ 340، وتهذيب التهذيب8/ 256).
(6) لم أقف على ترجمته. .
(7) كانا على حذو واحد.