معرفة الصحابة
لابن منده كتاب النساء
ذكر بنات النبي صلى الله عليه
وسلم.
ـ
زينب بنت رسول الله صلى الله
عليه وسلم
: وكانت تحت أبي العاص بن الربيع.
واسمه القاسم، ويقال: مقسم، وأمه هالة بنت خويلد، وأبو
العاص ابن خالة زينب، أمه أخت خديجة بنت خويلد، وهو زوجها،
تزوجها وهو مشرك، فأتت زينب الطائف، ثم أتت المدينة، فقدم
أبو العاص المدينة فأسلم وحسن إسلامه، فرد النبي صلى الله
عليه وسلم عليه زينب بنكاح جديد، ويقال: ردها إليها
بالنكاح.
وماتت زينب بالمدينة بعد الهجرة لسبع سنين وشهرين، ثم هلك
بعدها أبو العاص، وأوصى إلى الزبير بن العوام.
أخبرنا خيثمة بن سليمان، وأحمد بن سليمان قالا: حدثنا
الحسن بن مكرم، حدثنا يزيد بن هارون، حدثنا محمد بن إسحاق،
عن داود بن الحصين، عن عكرمة، عن ابن عباس:
(1/926)
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رد ابنته
على أبي العاص بعد أربع سنين بالنكاح الأول.
أخبرنا خيثمة، حدثنا الحسن بن مكرم، حدثنا يزيد بن هارون،
عن الحجاج بن أرطأة، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده: أن
النبي صلى الله عليه وسلم رد ابنته زينب على أبي العاص
بمهر جديد، ونكاح جديد.
أخبرنا عمر بن الربيع بن سليمان، وعبد الله بن جعفر
البغدادي بمصر، قالا: حدثنا يحيى بن أيوب.
وحدثنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم البغدادي، حدثنا أبو
إسماعيل محمد بن إسماعيل، قالا: حدثنا سعيد بن أبي مريم،
حدثنا يحيى بن أيوب، حدثنا يزيد بن الهاد، حدثني عمر بن
عبد الله بن عروة، عن عروة بن الزبير، عن عائشة:
(1/927)
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما قدم
المدينة، خرجت زينب ابنته من مكة مع كنانة أبو ابن كنانة،
فخرجوا في أثرها، فأدركها هبار بن الأسود، فلم يزل يطعن
بعيرها برمحه، حتى صرعها وألقت ما في بطنها وأهريقت دمًا،
وحملت، فاشتجر فيها بنو هاشم وبنو أمية، فقالت بنو أمية:
نحن أحق بها، وكانت تحت ابن عمهم أبي العاص، وكانت عند هند
ابنة ربيعة، وكانت تقول لها هند: هذا في سبب أبيك، فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم لزيد بن حارثة: ألا تنطلق
فتجيئني بزينب؟ قال: بلى يا رسول الله، قال: فخذ خاتمي،
فأعطها إياها، فانطلق زيد، فلم يزل يتلطف حتى لقي راعيًا،
فقال: لمن ترعى؟ فقال: لأبي العاص، قال: لمن هذه الغنم؟
قال: لزينب بنت محمد، فسار معه شيئًا، ثم قال له: هل لك أن
أعطيك شيئًا تعطيها إياها، ولا تذكره لأحد؟ قال: نعم،
فأعطاه الخاتم.
فانطلق الراعي، فأدخل غنمه، فأعطاها الخاتم فعرفته، فقالت:
من أعطاك هذا؟ قال: رجل، قالت: وأين تركته؟ قال: بمكان كذا
وكذا، قال: فسكنت حتى إذا كان الليل خرجت إليه، فلما
جاءته، قال لها زيد، اركبي بين يدي على بعير، قالت: لا،
ولكن اركب بين يدي على بعير، فركب وركبت وراءه، حتى أتت.
فكان رسول الله عليه السلام يقول: هي أفضل بناتي، أصيبت
في.
فبلغ ذلك علي بن الحسين، فانطلق إلى عروة، فقال: ما حديث
بلغني عنك تحدث به تنتقص فيه حق فاطمة؟ قال عروة: والله ما
أحب أن لي ما بين
(1/928)
المشرق والمغرب وإني أنتقص فاطمة حقًا هو
لها، وأما بعد ذلك أحدث به أحدًا.
حدثنا خيثمة، حدثنا إسحاق بن إبراهيم، عن عبد الرزاق، عن
جريج، قال: قال لي غير واحد: كانت زينب كبرى بنات رسول
الله صلى الله عليه وسلم، توفيت في حياة رسول الله.
وقال الزبير بن بكار: عن عمر بن أبي بكر المؤملي، قال:
كانت زينب تحت أبي العاص فولدت له عليًا وأمامة، وتوفي علي
ناهز الحلم.
(1/929)
ـ
أم كلثوم بنت رسول الله صلى
الله عليه وسلم
: كانت تحت عتبة بن أبي لهب، فمات قبل أن يدخل بها،
وتزوجها عثمان بن عفان بعد رقية، وتوفيت لثمان سنين وشهر
وعشرة أيام، بعد مقدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة.
روى عنها: أنس بن مالك.
قال النبي صلى الله عليه وسلم: لو كانت عندي ثالثة
لزوجتكها.
قال الزبير بن بكار: ولد النبي صلى الله عليه وسلم:
القاسم، وهو أكبر ولده، ثم زينب، ثم عبد الله، وكان يقال
له الطيب، ويقال له الطاهر، ولد بعد النبوة، ومات صغيرًا،
ثم أم كلثوم، ثم فاطمة، ثم رقية، هكذا الأول فالأول، ومات
القاسم بمكة.
وقال غيره: كانت فاطمة أصغر ولد رسول الله صلى الله عليه
وسلم من خديجة.
ويقال: بل كانت توأم عبد الله.
أخبرنا إسماعيل بن يعقوب، حدثنا إسماعيل بن إسحاق، حدثنا
إسماعيل بن أبي أويس، حدثني أخي، عن سليمان بن بلال، عن
يحيى بن سعيد، عن ابن شهاب، عن أنس بن مالك:
(1/930)
أنه رأى على أم كلثوم بنت رسول الله صلى
الله عليه وسلم ثوب حرير سيراء.
رواه جماعة، عن الزهري.
حدثنا أحمد بن محمد بن زياد، حدثنا خلف بن محمد الواسطي،
حدثنا عبد الكريم بن روح بن عنبسة بن سعيد بن أبي عياش،
حدثني أبي روح بن عنبسة، عن أبيه عنبسة، عن جدته أم أبيه
أم عياش، وكانت أمة لرقية بنت رسول الله صلى الله عليه
وسلم، قالت: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ما زوجت
عثمان أم كلثوم إلا بوحي من السماء.
غريب، لا يعرف عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا بهذا
الإسناد.
حدثنا عبد الرحمن بن يحيى بن مندة، حدثنا إبراهيم بن فهد،
حدثنا محمد بن عثمان بن خالد بن عمر بن عبد الله بن الوليد
بن عثمان بن عفان،
(1/931)
حدثنا أبي، عن ابن أبي الزناد، عن أبيه، عن
الأعرج، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم: أتاني جبريل، فقال: إن الله يأمرك أن تزوج عثمان أم
كلثوم، على مثل صداق رقية، وعلى مثل صحبتها.
غريب بهذا الإسناد، وتفرد به محمد بن عثمان.
أخبرنا أحمد بن إسماعيل العسكري بمصر، حدثنا إبراهيم بن
سليمان، حدثنا أبو صالح عبد الله بن صالح، حدثنا ابن
لهيعة، عن عقيل، عن ابن شهاب، عن سعيد بن المسيب، عن عثمان
بن عفان: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رآه لهفان
مهمومًا، فقال: ما لي أراك يا عثمان لهفان مهمومًا؟ قال:
يا رسول الله، وهل دخل على أحد ما دخل علي، ماتت بنت رسول
الله التي كانت عندي، وانقطع الصهر فيما بيني وبينك إلى
آخر الأبد، قال: وتقول ذلك يا عثمان، قال: أي والله بأبي
وأمي أقوله، قال: فبينما هو يحاوره، إذ قال النبي صلى الله
عليه وسلم: يا عثمان، هذا جبريل يأمرني عن أمر الله عز وجل
أن أزوجك أختها أم كلثوم، على مثل صداقها، وعلى مثل
عشرتها، قال: فزوجه إياها.
(1/932)
غريب بهذا الإسناد، تفرد به ابن لهيعة.
حدثنا سهل بن السري البخاري، حدثنا عبد الله بن عبيد الله
بن شريح، عن عبدان بن عثمان، عن ابن المبارك، عن يحيى بن
أيوب، عن عبيد الله بن زحر، عن علي بن يزيد، عن القاسم، عن
أبي أمامة، قال: لما وضعت أم كلثوم بنت رسول الله في
القبر، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {منها خلقناكم
وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى} .
ثم قال نبي الله: بسم الله، وفي سبيل الله، وعلى ملة رسول
الله عليه السلام، فطفق يطرح إليهم الجبوب، ويقول: سدوا
خلال اللبن، ثم قال: ألا إن هذا ليس بشيء، ولكن يطيب بنفس
الحي.
ذكر عماته صلى الله عليه وسلم
ـ
صفية بنت عبد المطلب بن هاشم
بن عبد مناف
: عمة النبي صلى الله عليه وسلم، أم الزبير بن العوام.
(1/933)
روى عنها: الزبير، وهند ابنة الحارث
المازنية.
أخبرنا محمد بن سعد، وعلي بن محمد بن نصر، قالا: حدثنا
محمد بن أيوب، حدثنا إسحاق بن محمد الفروي، حدثتنا أم عروة
بنت جعفر بن الزبير، عن أبيها، عن أبيه الزبير، عن جدتها
صفية بنت عبد المطلب: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما
خرج إلى أحد، جعل نساءه في أطم يقال له: فارغ قال: وجعل
معهن حسان بن ثابت، وكان حسان يطلع على النبي صلى الله
عليه وسلم، فإذا اشْتَدَّ على المشركين تتبعه وهو في
الحصن، وإذا رجع رجع وراءه، قالت: فجاء ناس من اليهود،
فرقى أحدهم في الحصن حتى أطل علينا، فقلت لحسان: قم إليه
فاقتله، فقال: وما ذاك في، لو كان ذاك في لكنت مع النبي
صلى الله عليه وسلم قالت صفية: فقمت إليه فضربت رأسه حتى
قطعته، فلما طرحته، قلت لحسان: قم إلى رأسه فارم به عليهم
وهم أسفل من الحصن، فقال: والله ما ذلك في، قال: فأخذت
برأسه، فرميت به عليهم، فقالوا: قد والله علمنا أن محمدًا
لم يكن يترك أهله خلوفًا، ليس معهم أحد، وتفرقوا وذهبوا.
(1/934)
قالت: ومر بنا سعد بن معاذ، وبه أثر صفوة،
كأنه كان معرسًا قبل ذلك، وهو يرتجز:
مهلا قليلا تدرك الهيجا حمل.
لا بأس بالموت إذا كان الأجل.
غريب، لا يعرف إلا بهذا الإسناد.
ـ
عاتكة بنت عبد المطلب بن هاشم
(1/935)
: عمة النبي صلى الله عليه وسلم.
روت عنها: أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط.
حدثنا أبو عون المروزي، حدثنا أحمد بن زيد بن هارون، حدثنا
إبراهيم بن المنذر، حدثنا عبد العزيز بن عمران، حدثنا محمد
بن عبد العزيز بن عمر بن عبد الرحمن بن عوف، عن ابن شهاب
الزهري، عن حميد بن عبد الرحمن، عن أم كلثوم بنت عقبة بن
أبي معيط، عن عاتكة بنت عبد المطلب، قالت: رأيت راكبًا أخذ
صخرة من أبي قبيس، فرمى بها الركن، فتفلقت الصخرة، فما
بقيت دار من دور قريش إلا دخلت منه كسرة، غير دور بني
زهرة، قالت: فقال العباس: إن هذه لرؤيا، فاكتميها ولا
تذكريها، قالت: فخرج العباس فلقي الوليد بن عتبة بن ربيعة،
فذكرها له، فذكر الوليد لأبيه، فذكرها الوليد لأبيه ففشى
الحديث.
قال العباس: فغدوت أطوف بالكعبة وأبو جهل في رهط من قريش،
يتحدثون برؤيا عاتكة، فلما رآني أبو جهل فقال: يا أبا
الفضل، إذا فرغت من طوافك فأقبل إلينا، فلما فرغت أقبلت،
حتى جلست معهم، قال أبو جهل:
(1/936)
يا بني عبد المطلب، أما رضيتم يتنبأ رجالكم
حتى تتنبأ نساؤكم! قد زعمت عاتكة في رؤياها هذه أنه قال:
انفروا في ثلاث، فسنتربص هذه الثلاث، فإن كان ما تقول حقًا
فسيكون، وإن تمض كتبنًا عليكم كتابًا أنكم أكذب أهل بيت في
العرب، فقال العباس: فوالله ما كان مني إليه شيء إلا أن
جحدت ذلك، وأنكرت أن تكون رأت شيئًا.
قال العباس: فلما أمسيت أتتني امرأة من بنات عبد المطلب،
فقالت: أما رضيتم من هذا الفاسق يقع في رجالكم، ثم يتناول
نساؤكم وأنت تسمع، ثم لم يكن عندك غير، والله لو كان حمزة
ما قاله، فقلت: قد والله ما فعلت، وما كان مني إليك كبير
بشيء، وأيم الله عز وجل، لا تعرضن له، فإن عاد لأكفينكم.
قال العباس: فغدوت في اليوم الثالث من رؤيا عاتكة، وأنا
مغضب، أرى أنه قد فاتني أمر أحب أن أدركه منه، قال: فوالله
إني لأمشي نحوه، وكان رجلا خفيفًا، حديد الوجه، حديد
اللسان، حديد البصر، إذ خرج نحو باب المسجد يشتد، فقلت في
نفسي: ماله لعنه الله! أكل هذا فرقًا مني أن أشاتمه، فإذا
قد سمع ما لم أسمع، سمع صوت ضمضم بن عمرو الغفاري، يصرخ
ببطن الوادي قد جدع بعيره، وحول رحله، وشق
(1/937)
قميصه، وهو يقول: يا معشر قريش، اللطيمة
اللطيمة، قد خرج محمد في أصحابه، ما أراكم أن تدركوها،
الغوث الغوث.
قال العباس: فشغلني عنه، وشغله عني ما جاء في الأمر.
غريب بهذا الإسناد.
وكان للنبي صلى الله عليه وسلم ست عمات: عاتكة، وأميمة،
والبيضاء، وبرة أم أبي سلمة بن عبد الأسد، وصفية، وأروى.
ولم يسلم من عمات النبي صلى الله عليه وسلم إلا صفية،
واختلف في عاتكة وأروى، فقال بعضهم: أسلمتا.
ـ
حليمة بنت أبي ذؤيب عبد الله
بن الحارث بن سعد بن بكر السعدية
: أم النبي صلى الله عليه وسلم التي أرضعته.
(1/938)
وزوجها: الحارث بن عبد العزى بن سعد بن
بكر، الذي أرضع النبي صلى الله عليه وسلم بلبنه، وإخوته:
عبد الله، وأنيسة.
روى عنها: عبد الله بن جعفر بن أبي طالب.
ذكر أزواج النبي صلى الله عليه
وسلم
ـ
عائشة بنت أبي بكر الصديق
رضي الله عنهما: كان النبي صلى الله عليه وسلم تزوجها
بمكة، ما لم يتزوج بكرًا غيرها، وهي بنت ست سنين، ودخل بها
بالمدينة، وهي بنت تسع سنين، بعد سبعة أشهر من مقدمه
المدينة، وقبض وهي بنت ثمان عشرة سنة، وبقيت إلى خلافة
معاوية، وتوفيت سنة ثمان، وقيل: سبع وخمسين، وقد قاربت
السبعين، وأوصت أن تدفن بالبقيع، وكان وصيها: عبد الله بن
الزبير بن العوام.
كناها النبي صلى الله عليه وسلم أم عبد الله.
أمها أم رومان بنت سبيع بن دهمان بن الحارث بن عبد بن مالك
بن
(1/939)
كنانة، نسبها مصعب الزبيري.
أخبرنا بذلك الهيثم بن كليب، حدثنا أحمد بن أبي خيثمة، عن
مصعب بهذا. .
وكان النبي صلى الله عليه وسلم تزوج بها قريبًا من موت
خديجة، وماتت خديجة قبل مخرج النبي صلى الله عليه وسلم إلى
المدينة بثلاث سنين، أو قريب من ذلك أخبرناه خيثمة، حدثنا
إسحاق بن إبراهيم، عن عبد الرزاق، عن معمر، عن هشام بن
عروة، عن أبيه، بهذا، وقال فيه: وتزوجها وهي بنت ست سنين،
وأهديت إليه بنت تسع،
(1/940)
ومات عنها وهي بنت ثمان عشرة، ولعب معها.
أخبرنا أحمد بن محمد بن زياد، حدثنا أحمد بن منصور، وإسحاق
بن إبراهيم، قالا: حدثنا عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري،
عن عروة، عن عائشة.
وعن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، قالت: تزوجني رسول
الله صلى الله عليه وسلم وأنا بنت ست، ودفعت إليه وأنا بنت
تسع، ومات وأنا بنت ثمان عشرة.
رواه جماعة عن هشام بن عروة، منهم: الثوري، وابن عيينة،
وحماد بن زيد، ووهيب بن خالد، وابن أبي الزناد، وعبدة،
وعبد الله بن محمد بن عروة وغيرهم.
ورواه الأعمش، عن إبراهيم، عن الأسود، عن عائشة.
ورواه الثوري، ومطرف، وشريك، عن أبي إسحاق، عن أبي عبيدة،
عن عائشة.
ورواه الثوري، عن سعد بن إبراهيم، عن القاسم، عن عائشة.
(1/941)
ورواه محمد بن عمرو، عن يحيى بن عبد الرحمن
بن حاطب، عن عائشة.
في ذكر وفاة خديجة، وتزويج عائشة
أخبرنا أحمد بن محمد بن زياد، حدثنا أحمد بن منصور، وإسحاق
بن إبراهيم، عن عبد الرزاق، عن معمر، عن هشام بن عروة، عن
أبيه، أن عائشة قالت للنبي صلى الله عليه وسلم: كل نسائك
لها كنية غيري، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم:
اكتني بأم عبد الله، فكان يقال لها: أم عبد الله، حتى
ماتت، ولم تلد قط.
أخبرنا محمد بن يعقوب، حدثنا أحمد بن شيبان، حدثنا مؤمل بن
إسماعيل، حدثنا سفيان، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن
عائشة: أن النبي صلى الله عليه وسلم كناها أم عبد الله، ما
لم يلد لها.
رواه وهيب، وأبو أسامة وغيرهما، عن هشام، عن عباد بن عبد
الله
(1/942)
بن الزبير، عن عائشة.
وقال وكيع وغيره: عن هشام، عن رجل من ولد الزبير، عن
عائشة.
أخبرنا محمد بن يعقوب، حدثنا بكر بن سهل، حدثنا عبد الغني
بن سعيد، حدثنا موسى بن عبد الرحمن، عن ابن جريج، عن عطاء،
عن ابن عباس، رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم، قال: لما
توفيت خديجة بمكة، نزل جبريل بصورة عائشة في سرقة حرير
خضراء، فقال: يا محمد، هذه عائشة، زوجتك في الدنيا، وزوجتك
في الآخرة، عوضًا من خديجة.
غريب بهذا الإسناد، تفرد به عبد الغني.
وروي عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة.
(1/943)
أخبرنا محمد بن يعقوب، حدثنا بكر بن سهل،
حدثنا عبد الغني بن سعيد، حدثنا موسى بن عبد الرحمن، عن
ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس، قال: قالت عائشة: أعطيت
عشر خصال لم تعطهن ذات خمار، الحديث.
أخبرنا محمد بن يعقوب بن يوسف، حدثنا أحمد بن عبد الجبار،
حدثنا يونس بن بكير، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة:
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: أريتك في المنام
مرتين، أرى أن رجلا يحملك في سرقة حرير، فيقول: هذه
امرأتك، فأكشف فأراك فأقول: إن يكن هذا من عند الله يمضه.
قال عروة: وتزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم عائشة بعد
موت خديجة بثلاث سنين، عائشة يومئذ بنت ست سنين، وبني بها
وهي بنت تسع سنين، ومات رسول الله صلى الله عليه وسلم
ولعائشة ثمان عشرة سنة.
أخبرنا أحمد بن محمد بن زياد، ومحمد بن يعقوب، قالا: حدثنا
أحمد بن عبد الجبار، حدثنا يونس بن بكير، عن هشام بن عروة،
عن أبيه، عن عائشة قالت:
(1/944)
كانت أمي تعالجني تريد تسمنني بعض السمن،
لتدخلني على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فما استقام لها
بعض ذلك حتى أكلت التمر في القثاء، فسمنت عليه كأحسن ما
يكون من السمن.
قال: فحدث هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة قالت: إني
لألعب مع جواري من الأنصار في أرجوحة بين نخلتين إذ أتت
أمي فأخذت بيدي ما أدري ما تصنع، فجعلت أضع يدي على بطني
لأرد نصبي، لكن لا ترى ما بي، فذهبت بي أمي وأدخلتني على
رسول الله صلى الله عليه وسلم.
حدثنا عمر بن الربيع بن سليمان، حدثنا يوسف بن يزيد، حدثنا
ابن أبي مريم، حدثنا يحيى بن أيوب، عن عبيد الله بن زحر،
عن علي بن يزيد، عن القاسم، عن أبي أمامة، قال: قال عمر بن
الخطاب، أدبوا الخيل، وانتضلوا، وانتعلوا، وتسوكوا، وإياكم
وأخلاق الأعاجم، ومجاورة الخنازير، وأن يوضع بين أظهركم
صليب، ولا تجلسوا على مائدة يشرب عليها الخمر، ولا يحل
لمؤمن أن يدخل الحمام إلا بمئزر، ولا مؤمنة، إلا من سقم،
فإن عائشة حدثتني وهي على فراشها، قالت:
(1/945)
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على
فراشي، أو على موضع فراشي يقول: " أيما مؤمنة وضعت خمارها
في غير بيتها إلا هتكت الحجاب فيما بينها وبين ربها عز
وجل.
أخبرنا أحمد بن إبراهيم بن جامع، وأحمد بن الحسين بن عتبة،
قالا: حدثنا أبو الزنباع روح بن الفرج، حدثنا أبو زيد بن
أبي الغمر، حدثنا يعقوب بن عبد الرحمن الزهري، عن موسى بن
عقبة، عن نافع، عن ابن عمر، عن عائشة، إنها قالت: كنت أطيب
رسول الله صلى الله عليه وسلم بالغالية الجيدة عند إحرامه.
غريب من حديث ابن عمر، عن عائشة، تفرد به يعقوب الزهري.
أخبرنا محمد بن يعقوب، حدثنا أحمد بن عبد الجبار، حدثنا
يونس بن بكير، عن محمد بن إسحاق، حدثنا يحيى بن عباد بن
عبد الله بن الزبير، عن أبيه، عن عائشة، قالت:
(1/946)
لما قدمنا مهاجرين سلكنا في ثنية صعبة،
فنفر بي جمل كنت عليه قويًا منكرًا، فوالله ما أنسى قول
أمي: واعروساه، فركز رأسه، فسمعت قائلا يقول، والله ما
أراه: لو ألقي خطامه، فألقيته، فقام يستدير عليه، كأنما
إنسان جالس تحته يمسكه.
ـ
حفصة بنت عمر بن الخطاب العدوي
: زوج النبي صلى الله عليه وسلم، أخت عبد الله، وعبد
الرحمن الأكبر لأم، وهي زينب بنت مطعون بن حبيب بن وهب بن
حذفة بن جمح.
وكانت من المهاجرات، وكانت قبل النبي صلى الله عليه وسلم
تحت خنيس بن حذافة السهمي.
وشهد أبوها عمر، وعمها زيد، وأخوالها: عثمان، وقدامة، وعبد
الله، وابن خاله: السائب بن عثمان بدرًا.
(1/947)
وماتت في خلافة عثمان بن عفان، سنة ثلاث،
وقيل: سنة خمس من خلافته.
روى عنها: عبد الله بن عمر، وعبد الله بن صفوان، وحارثة بن
وهب، والمطلب بن أبي وداعة وغيرهم.
أخبرنا محمد بن يعقوب، حدثنا أحمد بن عبد الجبار، حدثنا
يونس بن بكير، عن محمد بن إسحاق، قال: ثم تزوج رسول الله
صلى الله عليه وسلم بعد عائشة: حفصة بنت عمر بن الخطاب،
وكانت قبله عند خنيس بن حذافة أحد بني سهم، فمات رسول الله
صلى الله عليه وسلم، ولم يصب منها ولدًا.
حدثنا عبد الرحمن بن يحيى بن مندة، حدثنا أبو مسعود أحمد
بن الفرات، أخبرنا حماد بن مسعدة، عن عبيد الله بن عمر، عن
نافع، عن ابن عمر، قال: حدثتني حفصة: أن النبي صلى الله
عليه وسلم كان يصلي سجدتين قبل الصبح.
وأخبرنا عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، عن سالم، عن
أبيه،
(1/948)
حدثتني حفصة، نحوه.
حدثنا الحسين بن جعفر الزيات بمصر، حدثنا يوسف بن يزيد،
حدثنا عبد الله بن عبد الحكم، حدثنا الليث بن سعد، عن عبد
الله بن أبي بكر، عن ابن شهاب الزهري، عن سالم، عن أبيه،
عن حفصة: عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: من لم
يجمع الصيام قبل الفجر فلا صيام له.
رواه يحيى بن أيوب، وابن لهيعة، عن عبد الله بن أبي بكر،
نحوه.
مرفوعًا.
والمشهور عن الزهري موقوفًا.
(1/949)
أخبرنا أحمد بن محمد بن زياد، ومحمد بن
يعقوب، قالا: حدثنا أحمد بن عبد الجبار، حدثنا أبو معاوية
الضرير، عن الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر، عن أم مبشر، عن
حفصة، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إني لأرجو
أن لا يدخل النار أحد، إن شاء الله، أحد شهد بدرًا
والحديبية، قلت: يا رسول الله، أليس قد قال الله عز وجل
{وإن منكم إلا واردها} ؟ قال: أو لم تسمعي يقول: {ثم ننجي
الذين اتقوا ونذر الظالمين فيها جثيًا} .
مشهور عن الأعمش، صحيح.
أخبرنا بن الحسن بن عتبة، حدثنا أبو الزنباع، ويحيى بن
عثمان، حدثنا يحيى بن بكير، حدثنا المفضل بن فضالة، عن
عياش بن عباس القتباني، عن بكير بن عبد الله بن الأشج، عن
نافع، عن ابن عمر، عن حفصة:
(1/950)
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:
على كل محتلم رواح الجمعة، وعلى من راح الجمعة الغسل.
غريب بهذا الإسناد، تفرد به المفضل بن فضالة.
أخبرنا عبد الرحمن بن يحيى، حدثنا أبو مسعود، أخبرنا محمد
بن عبيد الطنافسي، حدثنا محمد بن إسحاق، عن نافع، عن ابن
عمر، عن حفصة، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
إني أهديت ولبدت، ولا أحل حتى أنحر الهدي.
رواه جماعة عن نافع، منهم: مالك، وابن جريج، وعبد الله بن
نافع، وعبيد الله بن عمر، وعمر بن الحارث وغيرهم.
ـ
أم حبيبة
: واسمها: رملة بنت أبي سفيان بن حرب بن أمية القرشي.
(1/951)
وكانت تحت عبيد الله بن جحش، فتنصر، وهلك
بأرض الحبشة، فتزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم بعده.
وكان النجاشي زوجها إياه، سنة ست، وأمهرها من عنده، وكان
وليها عثمان بن عفان.
وتوفيت في خلافة معاوية بن أبي سفيان، سنة ثنتين وأربعين،
وقيل: أربع وأربعين.
روى عنها: معاوية، وعنبسة ابني أبي سفيان، وأنس بن مالك،
ومعاوية بن حديج، وعبد الله بن عتبة، وأبو سفيان بن سعيد
بن الأخنس وغيرهم.
أخبرنا محمد بن عبد الله بن معروف الأصبهاني، حدثنا عبيد
بن عبد الواحد، حدثنا سعيد بن عفير، حدثنا الليث، عن عبد
الرحمن بن خالد بن مسافر، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة،
أنها قالت: هاجر عبيد الله بن جحش بأم حبيبة بنت أبي
سفيان، وهي امرأته إلى أرض الحبشة، فلما قدم أرض الحبشة
تنصر، فلما حضرته الوفاة أوصى إلى رسول الله صلى الله عليه
وسلم، فتزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم أم حبيبة بنت
أبي سفيان، وبعث معها النجاشي شرحبيل بن حسنة، فأهداها إلى
رسول الله صلى الله عليه وسلم.
(1/952)
أخبرنا عبد الرحمن بن يحيى، حدثنا أبو
مسعود، أخبرنا عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، عن عروة،
عن أم حبيبة: أنها كانت عند عبيد الله بن جحش فمات، وكان
ممن هاجر إلى أرض الحبشة، فزوجها النجاشي النبي عليه
السلام، وهو بالمدينة.
أخبرنا خيثمة، حدثنا إسحاق بن سيار، حدثنا أبو عاصم، حدثنا
عبد الحميد بن جعفر، عن يزيد بن أبي حبيب: عن معاوية بن
حديج، عن معاوية بن أبي سفيان، أنه سأل أخته أم حبيبة زوج
النبي صلى الله عليه وسلم: كان رسول الله صلى الله عليه
وسلم يصلي في الثوب الذي يضاجعك فيه؟ فقالت: نعم، إذا لم
ير فيها أذى.
وهكذا رواه عبد الحميد، عن يزيد، عن معاوية بن حديج.
رواه عمرو بن الحارث، والليث، وبكير بن مضر، وابن لهيعة،
عن يزيد، عن سويد بن قيس، عن معاوية، نحوه، وهو الصواب.
أخبرنا عبد الرحمن بن يحيى، حدثنا أبو مسعود، أخبرنا شبابة
بن سوار، حدثنا الليث بن سعد، عن يزيد بن أبي حبيب، عن
سويد بن قيس، عن معاوية بن حديج، عن معاوية بن أبي سفيان،
عن أم حبيبة، قال:
(1/953)
سألتها أكان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي
في الثوب الذي يجامع فيه؟ قالت: نعم.
حدثنا عبد الرحمن بن يحيى، حدثنا أبو مسعود، أخبرنا عبد
الأعلى بن مسهر، حدثنا الهيثم بن حميد، أخبرني العلاء بن
الحارث، عن القاسم أبي عبد الرحمن، عن عنبسة، قال: لما
حضرته الوفاة جزع، فقيل له: ما جزعك، الم تكن على سمت من
الإسلام حسنة؟ قال: وما لي لا أجزع ولست أدري ما أقدم
عليه، إن أرجى عملي أني سمعت أختي أم حبيبة تقول: سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من حافظ على أربع
ركعات قبل الظهر، وأربع بعدها حرمه الله على النار، والله
ما تركتهن إلى يومي هذا.
غريب بهذا الإسناد، والعلاء بن الحارث عزيز الحديث، يجمع
حديثه.
ورواه عمرو بن أوس، وأبو صالح، ويعلى الثقفي، ومكحول،
ومعبد بن خالد، عن عنبسة، عن أم حبيبة:
(1/954)
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من صلى
ثنتي عشرة ركعة بني الله له بيتًا في الجنة.
ـ
زينب بنت خزيمة
: من بني عبد مناف بن هلال بن عامر بن صعصعة.
وكانت تحت عبيدة بن الحارث، ثم تزوجها النبي صلى الله عليه
وسلم، وكان يقال لها: أم المساكين، وتوفيت قبل وفاة النبي
صلى الله عليه وسلم.
أخبرنا محمد بن يعقوب، حدثنا أحمد بن عبد الجبار، حدثنا
يونس بن بكير، عن محمد بن إسحاق، قال: ثم تزوج رسول الله
صلى الله عليه وسلم بعد حفصة: زينب بنت خزيمة الهلالية أم
المساكين، وكانت قبله عند الحصين بن الحارث، أو عند أخيه
الطفيل بن الحارث بن المطلب، فماتت بالمدينة، أول نسائه
موتا، لم يصب رسول الله صلى الله عليه وسلم منها ولدًا؟ .
قال يونس: وحدثنا زكريا بن أبي زائدة، عن عامر الشعبي،
قال:
(1/955)
قلن النسوة: يا رسول الله، أيتنا أسرع بك
لحوقًا؟ فقال: أطولكن يدًا، فأخذن يتذارعن أيتهن أطول
يدًا، فلما توفيت زينب علمن أنها كانت أطولهن يدًا في
الخير والصدقة.
ـ
أم سلمة
: اسمها: هند بنت أبي أمية بن المغيرة، زوج النبي صلى الله
عليه وسلم، وكانت قبله تحت أبي سلمة بن عبد الأسد، أخو
النبي صلى الله عليه وسلم من الرضاعة، ولها منه: زينب،
وعمر ابني أبي سلمة، ربيب النبي صلى الله عليه وسلم.
وتوفيت سنة تسع وخمسين، بعد عائشة بستة أيام، ويقال: سنة
إحدى وستين.
وكان النبي صلى الله عليه وسلم تزوجها سنة أربع من الهجرة،
وصلى عليها سعيد بن زيد لما توفيت.
(1/956)
روى عنها: عبد الله بن عباس، وعائشة، وعبد
الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق، وأبو الطفيل
وغيرهم.
أخبرنا محمد بن يعقوب، حدثنا أحمد بن عبد الجبار، حدثنا
يونس بن بكير، عن محمد بن إسحاق، قال: تزوج رسول الله صلى
الله عليه وسلم بعد أم حبيبة بنت أبي سفيان: أم سلمة هند
بنت أبي أمية، وكانت قبله عند أبي سلمة بن عبد الله بن عبد
الأسد بن هلال بن عبد الله بن عمر بن مخزوم، هاجرا جميعًا
إلى أرض الحبشة، ثم قدما المدينة، فأصابته جراحة بأحد،
فمات من جراحته، وكان تزوجها وهي بكر، فولدت له: سلمة،
وعمر، وذرة، وزينب، ولم يصب رسول الله صلى الله عليه وسلم
منها ولدًا.
قال محمد بن إسحاق: وحدثني عبد الله بن أبي بكر، وعبد الله
بن الحارث، ومن لا أتهم، عن عبد الله بن شداد بن الهاد،
قال: وكان الذي زوج رسول الله صلى الله عليه وسلم أم سلمة
ابنها سلمة، فزوجه رسول الله صلى الله عليه وسلم بنت حمزة،
وهما صبيان صغيران فلم يجتمعا حتى ماتا، فقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: هل جزيت سلمة بتزويجه إياي أمه.
أخبرنا خيثمة، حدثنا يحيى بن أبي طالب.
(1/957)
وحدثنا محمد بن محمد بن الأزهر، حدثنا
الحارث بن محمد التميمي، قالا: حدثنا روح بن عبادة، أخبرنا
ابن الجريج، أخبرني حبيب بن أبي ثابت، أن عبد الحميد بن
عبد الله بن أبي عمرو، والقاسم بن محمد بن عبد الرحمن بن
هشام أخبراه أنهما سمعا أبا بكر بن عبد الرحمن بن الحارث
بن هشام أن أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم، أخبرته:
أنها لما قدمت المدينة أخبرتهم أنها بنت أبي أمية،
فكذبوها، ويقولون: ما أكذب الغريب، حتى أنشأ ناس منهم
للحج، فقالوا: أتكتبين إلى أهلك؟ فكتبت معهم، فرجعوا إلى
المدينة يصدقونها، وازدادت عليهم كرامة.
قالت: فلما وضعت زينب جاءني النبي صلى الله عليه وسلم
فخطبني، فقلت: ما مثلي ينكح، أما أنا فلا يولد لي، وأنا
غيور، وذات عيال، قال: أنا أكبر منك، وأما الغيرة فيذهبها
الله، وأما العيال فإلى الله ورسوله، فتزوجها، فجعل
يأتيها، فيقول: أين رباب؟ حتى جاء عمار بن ياسر فاختلجها،
فقال: هذه تمنع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكانت
ترضعها، فجاء النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: أين
(1/958)
زناب؟ فقالت قريبة بنت أبي أمية، فواقفها
عندها: أخذها عمار بن ياسر، فقال النبي صلى الله عليه
وسلم: إني آتيكم الليلة، قالت: فوضعت ثقالي، وأخرجت حبات
من شعير في جرن، وأخذت شحمًا فعصدته به، قال: فبات، ثم
أصبح، فقال حين أصبح: إن لك على أهلك كرامة، فإن شئت سبعت
لك، وإن أسبع أسبع لنسائي.
أخبرنا محمد بن يعقوب، حدثنا أحمد، حدثنا يونس، عن ابن
إسحاق، حدثني عبد الملك بن أبي بكر بن عبد الرحمن بن
الحارث بن هشام، عن أبيه، قال:
(1/959)
تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم أم سلمة
في شوال، وجمعها في شوال، فقالت له: سبع عندي، فقال رسول
الله صلى الله عليه وسلم: إن شئت فعلت، ثم سبعت عند
صواحبك، وإن شئت فثلثت، ثم أدور عليك بيومك، فقال: لا، بل
ثلث.
ـ
زينب بنت جحش الأسدية
: من بني غنم بن دودان بن أسد بن خزيمة، وهي بنت عمة النبي
صلى الله عليه وسلم، أمها: أميمة بنت عبد المطلب.
تزوجها سنة ثلاث، وهي أول من مات من أزواجه بعد وفاته، في
خلافة عمر بن الخطاب، سنة عشرين، وأول من جعل على جنازته
النعش.
روت عنها: أم حبيبة، وعائشة، وأنس بن مالك، ومحمد بن علي
بن الحسن، ومحمد بن عبد الله بن جحش.
أخبرنا محمد بن يعقوب بن يوسف، حدثنا أحمد بن عبد الجبار،
حدثنا يونس بن بكير، عن محمد بن إسحاق، قال: ثم تزوج رسول
الله صلى الله عليه وسلم بعد أم سلمة: زينب بنت جحش، أحد
نساء بني أسد بن خزيمة، وكانت قبله عند مولاه زيد بن
حارثة، فزوجه الله إياها،
(1/960)
فمات ولم يصب منها ولدًا، وهي أم الحكم.
حدثنا خيثمة، حدثنا إسحاق بن سيار النصيبي، حدثنا عمرو بن
عاصم الكلابي، حدثنا سليمان بن المغيرة، عن ثابت، عن أنس
بن مالك قال: لما انقضت عدة زينب تزوجها رسول الله صلى
الله عليه وسلم.
حدثنا محمد بن يعقوب، حدثنا محمد بن هشام بن ملاس النميري،
حدثنا مروان بن معاوية، عن حميد، عن أنس، قال: أولم رسول
الله صلى الله عليه وسلم حين بنى بزينب، فأشبع الناس خبزًا
ولحما.
أخبرنا أحمد بن محمد. . . .، حدثنا محمد بن سعيد بن غالب،
حدثنا سفيان بن عيينة.
(1/961)
وأخبرنا عبد الرحمن بن يحيى بن مندة، حدثنا
أبو مسعود، أخبرنا أبو داود، وعلي بن عبد الله، قالا:
حدثنا سفيان، قال علي: قال الزهري، سمعته يقول: حدثنا
عروة، عن زينب بنت أم سلمة، عن حبيبة بنت أم حبيبة، عن
أمها أم حبيبة، عن زينب بنت جحش، قالت: استيقظ النبي صلى
الله عليه وسلم من نومه، وهو محمر وجهه، وهو يقول: لا إله
إلا الله، ويل للعرب من شر قد اقترب، فتح اليوم من ردم
يأجوج وماجوج مثل هذه، قال: وعقد سفيان عشرًا كهيئة
التسعين.
قالت زينب: قلت: يا رسول الله، أنهلك وفينا الصالحون؟ قال:
نعم، إذا كثر الخبث.
لفظ الحديث لأبي مسعود.
ـ
جويرية بنت الحارث بن أبي ضرار
الخزاعي
: أصابها يوم المريسيع، فأعتقها وتزوجها في سنة خمس في
شعبان، وتوفيت بالمدينة، سنة ست وخمسين في ربيع الأول.
(1/962)
روى عنها: عبد الله بن عباس، وجابر بن عبد
الله، وعبد الله بن عمرو، وأبو أيوب العتكي، وعبيد بن
السباق، والطفيل بن أخي جويرية، وكلثوم بن عامر.
أخبرنا محمد بن يعقوب، حدثنا أحمد بن عبد الجبار، حدثنا
يونس، عن ابن إسحاق قال: ثم تزوج رسول الله صلى الله عليه
وسلم بعد زينب بنت جحش: جويرية بنت الحارث بن أبي ضرار،
وكانت قبله عند ابن عم لها، يقال له: ابن ذي الشفر، فمات
رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم يصب منها ولدًا.
حدثنا أحمد بن محمد بن زياد، ومحمد بن يعقوب، قالا: حدثنا
أحمد بن عبد الجبار، حدثنا يونس، عن محمد بن إسحاق، حدثني
محمد بن جعفر بن الزبير، عن عروة، عن عائشة، أنها قالت:
لما قسم رسول الله صلى الله عليه وسلم سبايا بني المصطلق
وقعت جويرية بنت الحارث في السهم لثابت بن قيس، أو لابن عم
له، فكاتبته على نفسها، وكانت امرأة حلوة ملاحة، لا يراها
أحد إلا أخذت بنفسه، فأتت رسول الله صلى الله عليه وسلم
تستعينه في كتابتها، فقالت عائشة: فوالله ما هو إلا رأيتها
فكرهتها، وقلت:
(1/963)
سيرى منها مثل ما رأيت، فلما دخلت عليه،
قالت: يا رسول الله، إنا جويرية بنت الحارث، سيد قومه، وقد
أصابني من البلاء ما لم يخف عليك، وقد كاتبت على نفسي
فأعني على كتابتي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أو
خير من ذلك، أودي عنك كتابتك وأتزوجك؟ فقالت: نعم، ففعل
رسول الله صلى الله عليه وسلم، فبلغ الناس أن رسول الله
صلى الله عليه وسلم تزوجها، فقالوا: أصهار رسول الله صلى
الله عليه وسلم، فأرسلوا ما كان في أيديهم من بني المصطلق،
فلقد أعتق بها مائة أهل بيت من بني المصطلق، فما أعلم
امرأة كانت أعظم بركة على قومها منها.
أخبرنا عبد الرحمن، حدثنا أبو مسعود، أخبرنا أبو أسامة، عن
مسعر، عن محمد بن عبد الرحمن، عن كريب، عن ابن عباس، عن
جويرية: أن النبي صلى الله عليه وسلم مر بها بعد الفجر وهي
تذكر الله عز وجل، فرجع إليها حين انتصف النهار، أو ارتفع
النهار، وهي كذلك، فقال: لقد قلت منذ قمت عليك كلمات هي
خير، أو أوزن، أو أرجح مما قلت: سبحان الله عدد خلقه،
سبحان الله رضا نفسه، سبحان الله زنة عرشه، سبحان الله
مداد كلماته
(1/964)
مشهور عن محمد بن عبد الرحمن مولى آل طلحة.
ـ
صفية بنت حيي بن أخطب
: من بني النضير، أصابها يوم خيبر، في المحرم سنة سبع،
وكان تحت رجل من يهود خيبر، يقال له: كنانة، قتله رسول
الله صلى الله عليه وسلم، وسباها وأعتقها، ثم تزوجها، وجعل
عتقها صداقها، توفيت سنة ست وثلاثين.
روى عنها: عبد الله بن عمر، وأنس بن مالك، وعلي بن حسين،
ومسلم بن صفوان، وكنانة مولى صفية.
أخبرنا محمد بن يعقوب، حدثنا أحمد، حدثنا يونس، عن ابن
إسحاق، قال: ثم تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد
جويرية: صفية بنت حيي، وكانت قبله تحت كنانة بن الربيع بن
أبي الحقيق، فمات عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم
يصب منها ولد.
قال يونس: حدثنا زكريا بن أبي زائدة، عن عامر الشعبي، قال:
كانت صفية من ملك يمين رسول الله صلى الله عليه وسلم،
فأعتقها واستنكحها، وجعل مهرها عتقها.
(1/965)
حدثنا محمد بن يعقوب الشيباني، حدثنا السري
بن خزيمة، حدثنا أبو سلمة موسى بن إسماعيل، حدثنا سليمان
بن المغيرة، عن ثابت، عن أنس بن مالك، قال: صارت صفية
لدحية الكلبي في مقسمه، فجعلوا يذكرونها عند رسول الله صلى
الله عليه وسلم، ويقولون: رأينا في السبي امرأة ما رأينا
مثلها، فبعث إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فاشتراها
منه، يعني بسبعة أرؤس.
أخبرنا خيثمة، حدثنا أبو قلابة الرقاشي، حدثنا أبو ربيعة
زيد بن عوف، حدثنا حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس، قال:
اعتكف النبي صلى الله عليه وسلم فجاءت صفية، فقام يكلمها،
فجاء رجلان، فوقفا، فقال لهما النبي صلى الله عليه وسلم:
إنها صفية، فقالا: يا رسول الله، من ظننا به فإنا لم نظن
بك، فقال: إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم.
غريب من حديث ثابت، عن أنس.
ورواه الزهري، عن علي بن الحسين، عن صفية.
(1/966)
حدثنا عبد الرحمن بن يحيى، حدثنا أبو
مسعود، أخبرنا أبو نعيم، ومحمد بن يوسف، قالا: حدثنا
سفيان، عن سلمة بن كهيل، عن أبي إدريس المرهبي، عن مسلم بن
صفوان، عن صفية، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
لا ينتهي الناس عن غزو هذا البيت، حتى إذا كانوا بالبيداء
خسف بأولهم وآخرهم، ثم لا ينجوا أوسطهم، قلت: إن فيهم
المكره؟ قال: يبعثهم الله على ما هم فيه.
ـ
ميمونة بنت الحارث الهلالية
: ولد عبد الله بن هلال بن عامر بن صعصعة.
تزوجها النبي صلى الله عليه وسلم، وبني بها بسرف، وسرف على
عشرة أميال من مكة، سنة سبع في ذي القعدة، وتوفيت بسرف سنة
ثمان وثلاثين، فدفنت هناك.
(1/967)
وكانت قبل أن تزوجها النبي صلى الله عليه
وسلم تحت أبي رهم العامري.
وأمها هند الجرشية، ولدت بنات من رجلين، منهن: ميمونة بنت
الحارث زوج النبي صلى الله عليه وسلم، ومنهن أم الفضل بنت
الحارث، كانت تحت العباس، وزينب بنت عميس الخثعمية، وكانت
تحت حمزة، وسلمى بنت عميس، وكانت تحت شداد بن الهاد،
وأسماء بنت عميس، كانت تحت جعفر بن أبي طالب، كلهن بنات
هند الجرشية.
وروى عن ميمونة: عبد الله بن عباس، ويزيد بن الأصم، وعبد
الله بن شداد بن الهاد، وكريب، وعطاء بن يسار.
أخبرنا محمد بن يعقوب، حدثنا أحمد، حدثنا يونس، عن محمد بن
إسحاق، قال: تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد صفية:
ميمونة بنت الحارث الهلالية، وكانت قبله عند أبي رهم بن
أبي قيس، أحد بني مالك بن حسل، من بني عامر بن لؤي، فمات
رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يصب منها ولدًا.
(1/968)
أخبرنا أحمد بن محمد بن زياد، حدثنا الحسن
بن محمد بن الصباح، حدثنا سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن
عبيد الله بن عبد الله، عن ابن عباس: أن النبي صلى الله
عليه وسلم مر بشاة لميمونة.
وقال ابن عيينة مرة في حديثه: عن ابن عباس، عن ميمونة: أن
النبي صلى الله عليه وسلم مر بشاة لها قد أعطيتها من
الصدقة، فقال: ألا أخذوا إهابها فدبغوه فانتفعوا به،
قالوا: يا رسول الله، إنها ميتة، قال: إنما حرم أكلها.
رواه جماعة من القدماء عن ابن عيينة، فقالوا في حديثهم: عن
ابن عباس، عن ميمونة.
ورواه ابن جريج، عن عمرو بن دينار، عن عطاء، عن ابن عباس،
عن ميمونة.
أخبرنا خيثمة، حدثنا يحيى بن أبي طالب، حدثنا أبو عاصم، عن
ابن جريج، عن عمرو بن دينار، عن عطاء، عن ابن عباس، عن
ميمونة، نحو حديث الزهري.
(1/969)
ورواه عبد الرزاق، عن ابن جريج، عن عطاء،
عن ابن عباس، قال: أخبرتني ميمونة: أن النبي صلى الله عليه
وسلم مر بشاة لهم، فذكر الحديث.
ورواه ابن وهب، عن عمرو بن الحارث، عن كثير بن فرقد، أن
عبد الله بن مالك بن حذافة، حدث عن أمه العالية بنت سبيع
أنها قالت: كانت لي غنم بأحد فوقع فيها الموت، فدخلت على
ميمونة فذكرت ذلك لها، فقالت: لو أخذت جلودها فانتفعت بها،
فقلت: ويحل ذلك؟ قالت: نعم.
مر رسول الله صلى الله عليه وسلم برجال من قريش يجرون شاة
لهم مثل الحمار، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لو
أخذتم إهابها، فقالوا: إنها ميتة، فقال رسول الله صلى الله
عليه وسلم: يطهرها الماء والقرظ.
أخبرنا عبد الرحمن بن محمد الرازي إجازة، حدثنا أحمد بن
عبد الرحمن بن وهب القرشي، عن عبد الله بن وهب بهذا.
(1/970)
أخبرنا عبد الرحمن بن يحيى، حدثنا أبو
مسعود، أخبرنا أصبغ بن الفرج، حدثنا عبد الله بن وهب، عن
عمرو بن الحارث، عن بكير بن عبد الله بن الأشج، عن كريب،
عن ميمونة: أن النبي صلى الله عليه وسلم أكل عندها كتفًا،
ثم صلى ولم يتوضأ.
ـ
مارية القبطية
: أم إبراهيم ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان
المقوقس ملك الإسكندرية، أهداها إلى النبي صلى الله عليه
وسلم، فولد له منها: إبراهيم، بعد مقدمه المدينة بثمان
سنين، وعاش إبراهيم سنة وعشرة أشهر وثمانية أيام، ثم مات،
وماتت مارية أم إبراهيم بعد النبي صلى الله عليه وسلم بخمس
سنين.
أخبرنا محمد بن يعقوب، حدثنا أحمد بن عبد الجبار، حدثنا
يونس بن بكير، عن محمد بن إسحاق، قال: كان رسول الله صلى
الله عليه وسلم في ملك يمينه: ريحانة بنت عمرو بن حذافة،
فلم يصب منها ولدًا حتى مات، ومارية القبطية، ولدت له
إبراهيم، فلم يصب رسول الله صلى الله عليه وسلم الولد إلا
من خديجة ومارية.
(1/971)
أخبرنا أحمد بن الحسن بن عتبة، حدثنا يحيى
بن عثمان، حدثنا يحيى بن بكير، حدثنا ابن لهيعة، عن يزيد
بن أبي حبيب، عن ابن شهاب، عن أنس بن مالك، قال: كانت أم
إبراهيم سرية رسول الله صلى الله عليه وسلم في مشربتها
التي يقال لها مشربة أم إبراهيم، وكان نبطي يكون بالمدينة،
يأوي إليها، فيأتيها بالماء والحطب، فأكثر الناس في ذلك
حتى قالوا: ما هي إلا علجة يأوي إليها علج، حتى بلغ رسول
الله صلى الله عليه وسلم، قال: فبعث عليًا يومًا إليه
وأمره أن يقتله، قال: فجاء علي فوجده على نخلة، ومع علي
السيف، فلما رآه النبطي ومعه السيف وقع في نفسه، وطرح
كساءه من أعلى النخل، ثم نزل، فإذا هو مجبوب، فرجع علي إلى
رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله، أرأيت
إذا أمرت إحدانا بالأمر، ثم رأى غير ذلك أيراجعك؟ قال:
نعم، فأخبره بما رأى من النبطي.
قال: فولدت أم إبراهيم ابنه، وكان يقع في نفسه منه، حتى
جاءه جبريل عليه السلام، فقال: السلام عليك يا أبا
إبراهيم، قال: فعرف أنه ابنه.
غريب من حديث الزهري، لا يعرف عنه إلا من هذا الوجه.
(1/972)
أخبرنا أحمد بن محمد بن زياد، ومحمد بن
يعقوب، قالا: حدثنا أحمد بن عبد الجبار، حدثنا يونس، عن
ابن إسحاق، حدثني إبراهيم بن محمد بن علي بن أبي طالب، عن
أبيه، عن جده، قال: دعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم
وقد كان كثر على مارية أم إبراهيم في ابن عم لها يزورها
ويختلف إليها قبطي، فقال: خذ هذا السيف فانطلق، فإن وجدته
عندها فاقتله، فقلت: يا رسول الله، أكون في أمرك كالسكة
المحماة، لا يثنيني شيء حتى أقضي لما أمرتني به، أو الشاهد
يرى ما لا يرى الغائب؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
بل الشاهد يرى ما لا يرى الغائب، فأقبلت متوشحًا السيف،
فأجده عندها، فلما رآني اخترطت سيفي فعرف إني أريده، اشتد
في نخلة، فرقى فيها، حتى إذا كان في بعضها ودنوت منه رمى
بنفسه على ظهره، ثم شغر برجليه، فإذا أنه لأمسح أجب ماله
مما للرجال قليل ولا كثير، فغمدت السيف، ثم جئت رسول الله
صلى الله عليه وسلم فأخبرته الخبر، فقال: الحمد لله، يصرف
عنا أهل البيت.
(1/973)
رواه سفيان الثوري، عن محمد بن عمر بن علي،
عن أبيه، عن جده، وحديث ابن إسحاق أتم.
أخبرنا أحمد بن الحسن بن عتبة، حدثنا أحمد بن عمرو بن عبد
الخالق، حدثنا محمد بن زياد، حدثنا سفيان بن عيينة، عن
بشير بن المهاجر، عن عبد الله بن بريدة، عن أبيه، قال:
أهدى أمير القبط إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم جاريتين
وبغلة، فكان يركب البغلة بالمدينة، فاتخذ إحدى الجاريتين
لنفسه، فولدت إبراهيم، ووهب الأخرى لحسان بن ثابت، وهي أم
عبد الرحمن بن حسان، وكان اسمها سيرين.
(1/974)
أخبرنا محمد بن يعقوب، حدثنا أحمد، حدثنا
يونس، عن إبراهيم بن عثمان بن عبد الله بن المخارق أبي
شيبة وهو جد بني شيبة، عن الحكم بن عتيبة، عن مقسم، عن ابن
عباس، قال: ولدت مارية القبطية لرسول الله إبراهيم، فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن له لمرضعة في الجنة، ولو
بقي لكان صديقًا نبيًا، ولو بقي لأعتقت كل قبطي.
ـ
أميمة بنت النعمان بن شراحيل
الجونية
: تزوج النبي صلى الله عليه وسلم بها، فلما دخل عليها
قالت: أعوذ بالله منك، فقال: عذت بمعاذ، فسرحها ومتعها.
ويقال: أن التي استعاذت فاطمة بنت الضحاك، ويقال: أنها
مليكة.
(1/975)
أخبرنا إبراهيم بن محمد بن صالح، حدثنا أبو
زرعة بن عمرو، حدثنا أبو نعيم الفضل بن دكين، عن عبد
الرحمن بن الغسيل، عن حمزة بن أبي أسيد، عن أبيه، قال: لما
أتي بأميمة بنت النعمان بن شراحيل إلى النبي صلى الله عليه
وسلم، قالت: أعوذ بالله منك، فقال: لقد عذت بمعاذ، فقال لي
النبي صلى الله عليه وسلم: اكسها رازقيتين، وألحقها
بقومها.
أخبرنا أبو عمرو أحمد بن محمد بن إبراهيم، حدثنا محمد بن
علي بن راشد الطبري، حدثنا يحيى بن عبد الله بن الضحاك، عن
الأوزاعي، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة: أن الجونية لما
أتي بها النبي صلى الله عليه وسلم قالت: أعوذ بالله منك،
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لقد عذت بمعاذ، الحقي
بأهلك.
رواه الوليد بن مسلم، عن الأوزاعي، نحوه.
(1/976)
أخبرنا علي بن العباس المصري، حدثنا جعفر
بن سليمان النوفلي، حدثنا إبراهيم بن المنذر الحزامي،
حدثنا عمر بن أبي بكر المؤملي، حدثنا زكريا بن عيسى
الشعبي، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة، قالت: تزوج رسول
الله0 صلى الله عليه وسلم الكلابية، فلما دخلت عليه، دنا
منها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالت: إني أعوذ بالله
منك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لقد عذت بعظيم،
إلحقي بأهلك.
ـ
عمرة الكلابية
: وصفها أبوها للنبي صلى الله عليه وسلم، فقال: وأزيدك، لم
تمرض قط، فقال النبي صلى الله عليه وسلم ليس لها عند الله
خير، فطلقها ولم يبن بها.
ـ
خولة بنت حكيم السلمي
: ويقال: هي أم شريك الأزدية، وهبت نفسها للنبي صلى الله
عليه وسلم، لا يعرف لها حديث.
(1/977)
ـ
البرصاء
: من بني عوف بن سعد بن دينار، خطبها النبي صلى الله عليه
وسلم إلى أبيها، فقال أبوها: إن بها برصًا، فرجع فوجدها
كذلك، ثم ارتدت بعد النبي صلى الله عليه وسلم، وابنها شبيب
بن البرصاء بن الحارث بن عوف المزني.
ـ
سبا بنت أسماء السلمية
: عمة عبد الله بن خازم بن أسماء بن الصلت.
أخبرنا سهل بن السري، حدثنا سهل بن شاذويه، حدثنا مسلم بن
مسلم الباهلي، عن سليمان بن صالح، عن عبد الواحد بن عبد
الله المحاربي، عن حفص بن النضر، عن قتادة، قال: تزوج رسول
الله صلى الله عليه وسلم سبا بنت أسماء بن الصلت السلمية.
وهي عمة عبد الله بن خازم بن أسماء بن الصلت، وأخويها:
عروة، وأسماء، لهما صحبة.
(1/978)
قاله هشام بن محمد بن السائب، عن أبيه.
حدثنا الحسن بن محمد بن حليم المروزي، حدثنا أبو الموجه
محمد بن عمرو الموجه الفزاري، حدثنا عبد الله بن عثمان،
حدثنا عبد الله بن المبارك، أخبرنا يونس بن يزيد، عن ابن
شهاب الزهري، قال: تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة
خديجة بنت خويلد، وكانت قبله تحت عتيق بن عائذ المخزومي.
ثم تزوج بمكة عائشة بنت أبي بكر بكرًا.
ثم تزوج بالمدينة حفصة بنت عمر، وكانت قبله تحت خنيس بن
حذافة السهمي.
ثم تزوج سودة بنت زمعة، وكانت قبله تحت السكران بن عمرو،
أخي بني عامر بن لؤي.
ثم تزوج أم حبيبة بنت أبي سفيان، وكانت قبله تحت عبيد الله
بن جحش الأسدي، أسد خزيمة.
(1/979)
ثم تزوج أم سلمة بنت أبي أمية، وكان اسمها
هند، وكانت قبله تحت أبي سلمة، وكان اسمه: عبد الله بن عبد
الأسد بن عبد العزى.
ثم تزوج زينب بنت جحش، وكانت قبله تحت زيد بن حارثة.
وتزوج ميمونة بنت الحارث.
ثم تزوج زينب بنت خزيمة الهلالية.
وتزوج العالية بنت ظبيان، من بني بكر بن عمرو بن غلاب.
وتزوج امرأة من بني الجون من كندة.
وسبى جويرية في الغزوة التي هدم فيها مناة، غزوة المريسيع
ابنة الحارث بن أبي ضرار، من بني المصطلق، من خزاعة.
وسبى صفية بنت حيي بن أخطب، من بني النضير، وكانت مما أفاء
الله عليه، فقسم لها.
واستسر جاريته القبطية، فولدت له إبراهيم.
واستسر ريحانة، من بني قريظة، ثم اعتقها فلحقت بأهلها،
واحتجبت وهي عند أهلها.
وطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم العالية بنت ظبيان.
وفارق أخت بني عمرو بن كلاب.
وفارق أخت بني الجون الكندية، من أجل بياض كان بها.
وتوفيت زينب بنت خزيمة الهلالية ورسول الله عليه السلام
حي.
(1/980)
وبلغنا أن العالية بنت ظبيان التي طلقت
تزوجت قبل أن يحرم الله النساء، فنكحت ابن عم لها من
قومها، وولدت فيهم.
(1/981)
باب الألف
أسماء بنت أبي بكر الصديق عبد
الله بن عثمان
رضي الله عنهما: ذات النطاقين، أمها: قتيلة بنت عبد العزى
بن عبد أسد، من بني مالك بن حسل، وعبد الله بن أبي بكر
أخوها لأمها، وهي أم عبد الله بن الزبير، تزوجها الزبير بن
العوام بمكة فولدت له عدة، ثم طلقها، وكانت مع عبد الله
ابنها حتى قتل، وبقيت مائة سنة حتى عميت، وماتت بمكة بعد
قتل عبد الله بن الزبير، سنة ثلاث وسبعين، بعد ابنها
بليال، وكانت أخت عائشة، زوج النبي صلى الله عليه وسلم
لأبيها.
قال ابن أبي الزناد: كانت أكبر من عائشة بعشر سنين.
أخبرنا إبراهيم بن محمد بن صالح القنطري بدمشق، حدثنا أبو
زرعة عبد الرحمن بن عمرو، حدثنا نوح بن حبيب القومسي،
حدثنا عبد الملك الذماري، حدثنا القاسم بن معن، عن هشام بن
عروة بن الزبير، عن أبيه، قال: كانت أسماء بنت أبي بكر قد
بلغت مائة سنة، لم يقع لها سن، ولم ينكر من عقلها شيئًا.
(1/982)
حدثنا محمد بن حمزة، ومحمد بن محمد بن
يونس، قالا: حدثنا يونس بن حبيب، حدثنا أبو داود، حدثنا
ابن المبارك، عن مصعب بن ثابت، عن عامر بن عبد الله بن
الزبير، عن أبيه: أن أبا بكر طلق امرأته قتيلة في
الجاهلية، وهي أم أسماء، فقدمت عليهم في المدة التي كانت
بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين كفار قريش، فأهدت
إلى أسماء قرطًا وأشياء، فكرهت أن تقبل منها، حتى أتت رسول
الله صلى الله عليه وسلم، فذكرت ذلك له، فأنزل الله عز
وجل: {لا ينهاكم الله عن الذين لم يقتلوكم في الدين} .
رواه ابن أبي الزناد، عن أبيه، عن عروة بن الزبير نحوه.
ومن حسان حديثها: روى عنها: ابن عباس، وعبد الله بن
الزبير، وعروة بن الزبير، وعباد بن عبد الله بن الزبير،
وطلحة بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكرن وعبد الله بن
أبي مليكة، وصفية بنت شيبة، وفاطمة بنت المنذر وغيرهم.
أخبرنا الحسن بن يوسف الطرائفي، حدثنا محمد بن عبد الله بن
عبد الحكم، حدثنا أبو ضمرة أنس بن عياض، عن هشام بن عروة،
عن أبيه، عن أسماء بنت أبي بكر، قالت:
(1/983)
قدمت علي أمي، وهي مشركة، في عهد قريش إذ
عاهدوا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاستفتيت رسول الله
صلى الله عليه وسلم، فقلت: يا رسول الله، إن أمي قدمت وهي
راغبة، أفأصلها؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: نعم، صلي
أمك.
رواه جماعة عن هشام بن عروة، منهم: زيد بن أبي أنيسة، وابن
أبي حازم، وابن عيينة، وحماد، وابن إدريس، وعبدة، وأبو
معاوية وغيرهم.
أخبرنا خيثمة بن سليمان، ومحمد بن يعقوب، قالا: حدثنا
العباس بن الوليد بن مزيد، أخبرني أبي.
وحدثنا علي بن محمد بن زياد، حدثنا محمد بن العباس بن خلف،
حدثنا بشر بن بكر، قالا: حدثنا الأوزاعي، حدثني يحيى بن
أبي كثير، حدثني أبو سلمة بن عبد الرحمن، حدثني عروة بن
الزبير، حدثتني أسماء بنت أبي بكر، قالت: سمعت رسول الله
صلى الله عليه وسلم، وهو على المنبر يقول: لا شيء أغير من
الله عز وجل.
(1/984)
رواه أبان بن يزيد، وحرب بن شداد، وحجاج
الصواف، وشيبان، وهمام، عن يحيى بن أبي كثير، نحوه.
أخبرنا عبد الله بن إبراهيم بن الصباح، حدثنا أبو مسعود
أحمد بن الفرات، أخبرنا أبو أسامة، عن هشام بن عروة، عن
أبيه، عن أسماء. . . الحديث.
(1/985)
|