سيرة ابن
إسحاق خبر الأذان.
نا يونس عن عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة عن عمرو بن مرة عن عبد الرحمن
ابن أبي ليلى عن معاذ بن جبل قال: أحيلت الصلاة ثلاث أحوال وأحيل الصيام
ثلاثة أحوال فأما أحوال الصلاة فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قدم
المدينة فصلى نحو بيت المقدس سبعة عشر شهرا، ثم إن الله عز وجل حوله إلى
القبلة، فهذه حال، وكادوا أن ينقسوا «4» عند حضرة الصلاة، فجاء عبد الله بن
زيد الأنصاري
__________
(1) كتب فوقها في الأصل «جبريل» وفي ع: سلمى وهو تصحيف.
(2) كتب فوقها في الأصل «عيسى» .
(3) الآدم من الناس، الأسمر.
(4) في ع: «ينقصوا» وهو تصحيف والمقصود هنا: كادوا أن يستخدموا الناقوس.
(1/297)
فقال: يا رسول الله لو أخبرتك أني لم أكن
نائماً صدقتك إن شاء الله، إني بينا أنا بين النائم واليقظان رأيت شخصاً
عليه ثياب خضر، فاستقبل القبلة فقال:
الله أكبر الله أكبر، مثنى، اشهد الا إله إلا الله مرتين، أشهد أن محمدا
رسول الله مرتين، حي على الصلاة مثنى، حي على الفلاح مثنى، الله أكبر الله
أكبر لا إله إلا الله، ثم أمهل ساعة، ثم قام فقال مثل مقالته غير أنه حين
فرغ من قوله حي على الفلاح قال: قد قامت الصلاة، قد قامت الصلاة، الله أكبر
الله أكبر لا إله إلا الله، الأذان والإقامة مثنى مثنى، فقال رسول الله صلى
الله عليه وسلم: علمها بلالاً، فأمر بلال فأذن بها، وجاء عمر بن الخطاب
فقال: يا رسول الله لقد رأيت مثل الذي أري الأنصاري، ولكنه سبقني إليك،
فهذه حال أخرى، وكان الرجل إذا انتهى إلى الناس وهم في الصلاة سألهم: كم
صليتم؟ فيشيرون إليه بواحدة واثنتين بكم كان، فيبدؤون بما فاتهم، ثم يدخلون
فيما بقي من الصلاة، فجاء معاذ فوجد رسول الله صلى الله عليه وسلم قد صلى
بعض صلاته فثبت على ما أدرك فصلى، فلما فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم
من صلاته [152] قام معاذ فقضى ما فاته، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
قد بين «1» لكم معاذ، فهكذا فافعلوا، فهذه حال.
وأما الصيام فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قدم المدينة فصام يوم
عاشوراء وثلاثة أيام من كل شهر، ثم أن الله عز وجل فرض شهر رمضان فأنزل
الله عز وجل:
«يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيامُ» إلى قوله:
«وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعامُ مِسْكِينٍ» فكان من شاء
صام ومن شاء أفطر وأطعم مسكيناً، ثم أن الله عز وجل أوجب الصيام على الصحيح
المقيم وكتب الاطعام للكبير الذي لا يستطيع الصوم فأنزل الله عز وجل:
«فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ» إلى آخر الآية، وكانوا
يأكلون ويشربون ويأتون النساء ما لم يناموا، فإذا ناموا تركوا الطعام
والشراب واتيان النساء، فكان رجل من الأنصار يدعى صرمة «2»
__________
(1) كتب فوقها في الأصل «سن» وكذا جاء في ع.
(2) عند أبي داود: 2/ 295: صرمة بن قيس، وانظره أيضا في: 1/ 138- 141.
(1/298)
يعمل في أرض له، فلما كان عند فطره نام
فاستيقظ- يعني أصبح- فأصبح صائماً فجهد جهداً شديداً، فقال له رسول الله
صلى الله عليه وسلم: ما لي أراك قد جهدت؟
فأخبره ما كان من حاله، واختلس رجل نفسه بإتيان النساء فأنزل الله عز وجل:
«أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيامِ الرَّفَثُ إِلى نِسائِكُمْ» «1» إلى
آخر الآية.
نا يونس عن عبد الرحمن بن عبد الله عن القاسم قال «2» : أول من أذن بلال.
نا يونس عن ابن إسحق قال: حدثني الزهري قال: قدم عثمان بن مظعون على رسول
الله صلى الله عليه وسلم فوجده يصلي فسلم عليه فرد عليه رسول الله صلى الله
عليه وسلم وهو يصلي.
نا أحمد: نا يونس عن ابن إسحق قال: حدثني أبو الزناد عن عامر الشعبي عن عبد
الله بن مسعود: دخلت فسلمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يصلي،
فأشار ولم يرد علي السلام، فقلت له: لم رددت على عثمان بن مظعون ولم ترد
علي فقال صلى الله عليه وسلم: إن الله عز وجل يقلب الليل والنهار «3» كما
يشاء ... وإن ... حدث إلى إلا وسلم في الصلاة.
نا أحمد: نا يونس عن ابن إسحق قال حدثني محمد بن أبي محمد مولى زيد بن ثابت
قال: حدثني ... أو عكرمة، شك محمد بن أبي محمد عن ابن عباس قال:
صرفت القبلة عن الشام نحو الكعبة في رجب على رأس سبعة عشر شهرا من مقدم
رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة ... رسول الله صلى الله عليه وسلم
... عمرو وكعب بن الأشرف بن أبي كعب بن الأشرف والربيع بن الربيع «4» [153]
.
__________
(1) سورة البقرة: 183- 187.
(2) سقطت «قال» من ع.
(3) نهاية ع وقد سبق ذلك سقط مقداره نصف سطر.
(4) مطموس في الأصل.
(1/299)
|