تدريب الراوي في شرح تقريب النووي
النوع السادس والأربعون: من اشترك في الرواية عنه
اثنان تباعد ما بين وفاتيهما
للخطيب فيه كتاب حسن ،
--------------------------
النوع السادس والأربعون:
السابق واللاحق وهو معرفة من اشترك في الرواية عنه اثنان تباعد ما بين
وفاتيهما للخطيب فيه كتاب حسن
سماه السابق
ج / 2 ص -263-
ومن فوائده حلاوة علو الإسناد مثاله محمد بن
إسحاق السراج روى عنه البخاري والخفاف وبين وفاتيهما مائة وسبع وثلاثون
سنة أو أكثر والزهري وزكريا بن رويد عن مالك وبينهما كذلك.
---------------------------
واللاحق ومن فوائده حلاوة علو الإسناد في القلوب
وأن لا يظن سقوط الشيء من الإسناد مثاله محمد بن إسحاق السراج روى عنه
البخاري في تاريخه و أبو الحسين أحمد بن محمد الخفاف النيسابوري وبين
وفاتيهما مائة وسبع وثلاثون سنة أو أكثر لأن البخاري مات سنة ست وخمسين
ومائتين والخفاف مات سنة ثلاث وقيل: أربع وقيل: خمس وتسعين وثلثمائة
والزهري وزكريا بن رويد رويا عن مالك وبينهما كذلك فإن الزهري مات سنة
أربع وعشرين ومائة وزكريا حدث سنة نيف وستين ومائتين ولا نعرف وقت
وفاته.
قال العراقي: والتمثيل بزكريا سبق إليه الخطيب
ولا ينبغي أن يمثل به لأنه أحد الكذابين الوضاعين ولا نعرف سماعه من
مالك وإن حدث عنه فقد زاد وادعى أنه سمع من حميد الطويل.
وروى عنه نسخة موضوعة فالصواب أن آخر أصحاب مالك
أحمد بن إسماعيل السهمي ومات سنة تسع وخمسين ومائتين فبينه وبين الزهري
مائة وخمس وثلاثون ومن أمثلة ذلك في المتأخرين أن الفخر بن البخاري سمع
منه المنذري والصلاح بن أبي عمر شيخ شيخنا ومات المنذري سنة ست وخمسين
وستمائة والصلاح سنة ثمانين وسبعمائة والبرهان التنوخي شيخ شيوخنا سمع
منه الذهبي وروى عنه فيما ذكر شيخ الإسلام أبو الفضل بن حجر ومات سنة
ثمان
ج / 2 ص -264-
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
. . . . . . . . . . . . . . .
--------------------------
وأربعين وسبعمائة وآخر أصحابه أبو العباس الشاوي
مات سنة اربع و ثمانين وثمانمائة.
قال شيخ الإسلام: وأكثر ما وقفنا عليه من ذلك
مائة وخمسون سنة وذلك أن أبا علي البرداني سمع من السلفي حديثا ورواه
عنه ومات على رأس الخمسمائة وآخر أصحاب السلفي سبطه أبو القاسم بن مكي
مات سنة خمس وستمائة.
النوع السابع والأربعون: من لم يرو عنه إلا واحد لمسلم فيه كتاب مثاله: وهب ابن خنبش
---------------------------
النوع السابع والأربعون
معرفة الوحدان وهو من لم يرو عنه
إلا واحد ومن فوائده معرفة المجهول إذا لم يكن صحابيا فلا يقبل كما
تقدم في النوع الثالث والعشرين لمسلم فيه كتاب مثاله في الصحابة وهب بن
خنبش بفتح المعجمة والموحدة بينهما نون ساكنة الطائي الكوفي.
قال ابن الصلاح: وسماه الحاكم وأبو نعيم هرما
وذلك خطأ وكذا وقع عند ابن ماجه.
ج / 2 ص -265-
وعامر بن شهر وعروة بن مضرس ومحمد بن صفوان
ومحمد بن صيفي صحابيون لم يرو عنهم غيرالشعبي وانفرد قيس بن أبي حازم
بالرواية عن أبيه ودكين والصنابح بن الأعسر ومرداس من الصحابة
-------------------------
قال المزي: ومن قال وهب أكثر وأحفظ وعامر بن شهر
وعروة بن مضرس ومحمد بن صفوان الأنصاري ومحمد بن صيفي الأنصاري وليس
بالذي قبله على الصحيح هؤلاء صحابيون لم يرو عنهم غير الشعبي قال
العراقي: ما ذكره في عامر قاله مسلم وغيره وفيه نظر فإن ابن عباس روى
عنه قصة رواها سيف بن عمر في الردة قال: حدثنا طلحة الأعلم عن عكرمة عن
ابن عباس قال: أول من اعترض على الأسود العنسي وكابره عامر بن شهر
الهمداني إلى آخر كلامه وما قاله في عروة قاله أيضا ابن المديني
والحاكم وليس كذلك فقد روى عنه أيضا ابن عمه حميد الطائي ذكره المزي في
التهذيب وانفرد قيس بن أبي حازم بالرواية عن أبيه و عن دكين بالكاف فإن
كان مصغرا أي سعيد يقال: سعيد الخثعمي ويقال: المزني و عن الصنابح بن
الأعسر ومرداس بن مالك الأسلمي من الصحابة، قال العراقي: لم ينفرد عن
الصنابح بل روى عنه أيضا الحارث بن وهب ذكره الطبراني.
قلت: لكن قال شيخ الإسلام إنه وهم والصواب أن
الذي روى عنه الحارث الصنابحي التابعي وسيأتي.
قال المزي: روى عن مرداس أيضا
ج / 2 ص -266-
وممن لم يرو عنه من الصحابة إلا ابنه المسيب
والد سعيد ومعاوية والد حكيم وقرة بن إياس والد معاوية وأبو ليلى والد
عبد الرحمن.
قال الحاكم: لم يخرجا في الصحيحين عن أحد من هذا
القبيل وغلطوه بإخراجهما حديث المسيب أبي سعيد في وفاة أبي طالب
وبإخراج البخاري حديث الحسن عن عمرو بن تغلب ،
------------------------
زياد بن علاقة.
قال العراقي: والصواب خلافه فإنما روى زياد عن
مرداس بن عروة صحابي آخر.
وممن لم يرو عنه من الصحابة إلا ابنه المسيب بن
حزن القرشي والد سعيد ومعاوية بن حيدة والد حكيم قال العراقي بل روى عن
معاوية أيضا عروة بن رويم اللخمي وحميد المزني ذكرهما المزي وقرة بن
إياس والد معاوية وابو ليلى الأنصاري والد عبد الرحمن وإن كان عدي بن
ثابت أيضا روى عنه فلم يدركه كما قاله المزي.
قال أبو عبد الله الحاكم في المدخل لم يخرجا أي
الشيخان في الصحيحين عن أحد من هذا القبيل من الصحابة وتبعه على ذلك
البيهقي فقال في سننه عند ذكر بهز بن حكيم عن أبيه عن جده ومن كتمها
فإنا آخذوها وشطر ماله الحديث ما نصه: فأما البخاري ومسلم فإنهما لم
يخرجاه على عادتهما في أن الصحابي أو التابعي إذا لم يكن له إلا راو
واحد لم يخرجا حديثه في الصحيحين وغلطوه في ذلك ونقض بإخراجهما حديث
المسيب أبي سعيد في وفاة أبي طالب مع أنه لا راوي له غير ابنه وبإخراج
البخاري حديث الحسن البصري عن عمرو بن تغلب مرفوعا: "أني لأعطي الرجل والذي أدع
ج / 2 ص -267-
وقيس عن مرداس وبإخراج مسلم حديث عبد الله
بن الصامت عن رافع ابن عمرو ونظائره في الصحيحين كثيرة وقد تقدم في
النوع الثالث والعشرين وفي التابعين أبو العشراء لم يرو عنه غير حماد
بن سلمة وتفرد الزهري عن نيف وعشرين من التابعين .
-------------------------
أحب إلي"
ولم يرو عنه الحكم بن الأعرج فقد قال العراقي لم ار له رواية عنه في
شيء من طرق الحديث و بإخراجه أيضا حديث قيس بن أبي حازم عن مرداس
الأسلمي يذهب الصالحون الأول فالأول ولا راوي له غير قيس كما تقدم
تحريره وبإخراج مسلم حديث عبد الله بن الصامت عن رافع بن عمرو الغفاري
ولا راوي له غيره.
وقال العراقي: بل روى عنه ابنه عمران كما قال
المزي وأبو جسر مولى أخيه كما في جامع الترمذي ونظائره في الصحيحين
كثيرة قال ابن الصلاح كإخراجه حديث أبي رفاعة العدوي ولم يرو عنه غير
حميد بن هلال العدوي وحديث الأغر المزني ولم يرو عنه غير أبي بردة.
وقال العراقي: بل روى عن أبي رفاعة أيضا صلة بن
أشيم العدوي وعن الأغر عبد الله بن عمرو ومعاوية بن قرة وقد تقدم في
النوع الثالث والعشرين شيء من هذا النوع و مثاله في التابعين أبو
العشراء الدرامي لم يرو عنه غير حماد بن سلمة قال العراقي بل روى عنه
يزيد بن أبي زياد وعبد الله بن محرر كلاهما روى عنه حديث الزكاة
متابعين لحماد بن سلمة وتفرد الزهري عن نيف وعشرين من التابعين لم يرو
عنهم غيره منهم فيما ذكره الحاكم محمد بن أبي سفيان بن حارثة الثقفي
وعمرو بن أبي سفيان بن العلاء الثقفي.
ج / 2 ص -268-
وعمرو بن دينار عن جماعة وكذا يحيى بن سعيد
الأنصاري وأبو إسحاق السبيعي وهشام بن عروة ومالك وغيرهم رضي الله
عنهم.
--------------------------
و تفرد عمرو بن دينار عن جماعة وكذا يحيى بن سعيد
الأنصاري وأبو إسحاق السبعي وهشام بن عروة ومالك وغيرهم تفرد كل منهم
بالرواية عن جماعة لم يرو عنهم غيره.
قال الحاكم: والذين تفرد عنهم مالك نحو عشرة من
شيوخ المدينة منهم المسور بن رفاعة القرظي قال وتفرد سفيان عن بضعة عشر
شيخا منهم عبد الله بن شداد الليثي وتفرد شعبة عن نحو ثلاثين شيخا منهم
المفضل ابن فضالة. |