تدريب الراوي في شرح تقريب النووي ج / 2 ص -342-
النوع التاسع والخمسون: المبهمات:
صنف فيه عبد الغني ثم الخطيب ثم غيرهما وقد
اختصرت أنا كتاب الخطيب وهذبته ورتبته ترتيبا حسنا وضممت إليه نفائس ،
--------------------------------
النوع التاسع والخمسون:
المبهمات: أي معرفة من أبهم ذكره
في المتن أو الإسناد من الرجال والنساء صنف فيه الحافظ عبد الغني بن
سعيد المصري ثم الخطيب فذكر في كتابه مائة وأحدا وسبعين حديثا ورتب
كتابه على الحروف في الشخص المبهم وفي تحصيل الفائدة منه عسر فإن
العارف باسم المبهم لا يحتاج إلى الكشف عنه والجاهل به لا يدري مظنته.
ثم غيرهما كأبي القاسم بن بشكوال وهو أكبر كتاب
في هذا النوع وأنفسه جمع فيه ثلثمائة وعشرين حديثا لكنه غير مرتب وكأبي
الفضل ابن طاهر ولكنه جمع فيه ما ليس من شرط المبهمات.
قال المصنف: وقد اختصرت أنا كتاب الخطيب وهذبته
ورتبته ترتيبا حسنا على الحروف في راوي الحديث وهو أسهل للكشف وضممت
إليه نفائس أخر زيادة عليه ومع ذلك فالكشف منه قد يصعب لعدم اختصار اسم
صحابي ذلك الحديث وفاته أيضا الجم الغفير فجمع الشيخ ولي الدين العراقي
في ذلك كتابا سماه المستفاد من مبهمات المتن والإسناد جمع فيه كتاب
الخطيب وابن بشكوال والمصنف مع زيادات أخر ورتبه على الأبواب وهو أحسن
ما صنف في هذا النوع.
ومن الناس من أفرد لمبهماته كتاب مخصوص كشيخ
الإسلام في مقدمة شرح البخاري عقد فيها فصلا لميهماته استوعبت ما وقع
فيه.
ج / 2 ص -343-
ويعرف بوروده مسمى في بعض الروايات وهو
أقسام أبهمها رجل أو امرأة كحديث ابن عباس أن رجلا قال يا رسول الله
الحج كل عام هو الأقرع بن حابس
----------------------------------
قال الشيخ ولي الدين: ومن فوائد تبيين الأسماء
المبهمة تحقيق الشيء على ما هو عليه فإن النفس متشوقة إليه وأن يكون في
الحديث منقبة له فيستفاد بمعرفة فضيلته وأن يشتمل على نسبة فعل غير
مناسب فيحصل بتعيينه السلامة من جولان الظن في غيره من أفاضل الصحابة
وخصوصا إذا كان ذلك من المنافقين وأن يكون سائلا عن حكم عارضه حديث آخر
فيستفاد بمعرفته هل هو ناسخ إن عرف زمن إسلامه وإن كان المبهم في
الإسناد فمعرفته تفيد ثقته أو ضعفه ليحكم للحديث بالصحة أو غيرها.
ويعرف المبهم بوروده مسمى في بعض الروايات وذلك
واضح وبتنصيص أهل السير على كثير منهم وربما استدلوا بورود حديث آخر
أسند لذلك الراوي المبهم في لذلك قال العراقي وفيه نظر لجواز وقوع تلك
الواقعة لاثنين.
وهو أقسام الأول وهو أبهمها رجل وامرأة أو رجلان
أو امرأتان أو رجال أو نساء كحديث ابن عباس أن رجلا قال: يا رسول الله
الحج كل عام هو الأقرع بن حابس بن عقال قاله الخطيب. واقتصر عليه
المصنف في كتاب المبهمات وكذا سمي في مسند أحمد وغيره وقيل: هو سراقة
بن مالك كذا في حديث سفيان من رواية ابن المقرئ وقيل: عكاشة بن محصن
قاله ابن السكن.
ج / 2 ص -344-
وحديث السائلة عن غسل الحيض فقال النبي صلى
الله عليه وسلم خذي فرصة هي أسماء بنت يزيد بن السكن وفي رواية لمسلم
أسماء بنت شكل .
-----------------------------------
وحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى رجلا
قائما في الشمس الحديث قال الخطيب هو أبو إسرائيل قيصر العامري.
قال عبد الغني: ليس في الصحابة رضي الله عنهم من
يشاركه في اسمه وكنيته ولا يعرف إلا في هذا الحديث.
ومن ذلك الإسناد ما رواه أبو داود من طريق حجاج
بن فرافصة عن رجل عن أبي سلمة عن أبي هريرة المؤمن غر كريم يحتمل أن
هذا الرجل يحيى بن أبي كثير فقد رواه أبو داود والترمذي من حديث بشر بن
رافع عنه عن أبي سلمة عن أبي هريرة.
وحديث السائلة عن غسل الحيض فقال النبي صلى الله
عليه وسلم خذي فرصة من مسك فتطهري بها الحديث.
رواه الشيخان من رواية منصور بن صفية عن أمه عن
عائشة أن امرأة سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن غسلها من الحيض
فذكره.
هي أسماء بنت يزيد بن السكن الأنصارية قاله
الخطيب وغيره وفي رواية لمسلم: أسماء بنت شكل بفتح المعجمة والكاف.
وقيل: بسكون الكاف.
ج / 2 ص -345-
الثاني: الابن والبنت كحديث أم عطية في غسل بنت النبي صلى الله عليه وسلم
بماء وسدر هي زينب رضي الله تعالى عنها
---------------------------------
قال المصنف في مبهماته: فيحتمل أن تكون القصة جرت
للمرأتين في مجلس أو مجلسين وحديث البخاري عن عائشة أيضا دخل النبي صلى
الله عليه وسلم فرأى امرأة فقال: من هذه ؟ فقلت: فلانة لا تنام فقال:
مه. قال الخطيب هي الحولاء بنت تويت بن حبيب بن أسد بن عبد العزيز.
وذلك مصرح به عند مسلم وحديثه في ليلة القدر [ فتلاحى رجلان ] هما كعب
بن مالك وعبد الله ابن أبي حدرد قاله ابن دحية. وحديث أبي هريرة أن
امرأتين من هذيل الحديث اسم الضاربة أم عفيف بنت مشروح وذات الجنين
مليكة بنت عويمر وقيل: عويم. وحديث إن عبادة بن الصامت وهو أحد النقباء
ليلة العقبة الحديث بقية النقباء سعد بن زرازة وسعد بن الربيع وسعد بن
خيثمة والمنذر بن عمرو وعبد الله بن رواحة والبراء بن معرور وأبو
الهيثم بن التيهان وأسيد بن حضير وعبد الله بن عمرو بن حرام ورافع بن
مالك. وحديث أم زرع بطوله الأولى والتاسعة لم يسميا. والثانية عمرة بنت
عمرو. والثالثة حبي بنت كعب. والرابعة مهدد بنت أبي هرمة. والخامسة
كبشة. والسادسة هند. والسابعة حبي بنت علقمة. والثامنة دوس بنت عبد
ويروى أسماء بنت عبد. والعاشرة كبشة بنت الأرقم. والحادية عشرة أم زرع
بنت أكميل بن ساعدة وقيل عاتكة.
الثاني:
الابن والبنت والأخ والأخت والابنان والأخوان وابن الأخ وابن الأخت
كحديث أم عطية في غسل بنت النبي صلى الله عليه وسلم بماء وسدر وهي زينب
رضي الله تعالى عنها زوجة أبي العاص بن الربيع
ج / 2 ص -346-
سنة خمس وثلاثين ابن اثنتين وثمانين سنة
وقيل ابن تسعين وقيل غيره وعلي رضي الله تعالى عنه في شهر رمضان سنة
أربعين ابن ثلاث وستين وقيل أربع وقيل خمس وطلحة والزبير في جمادى
الأولى سنة ست وثلاثين قال الحاكم كانا ابني أربع وستين وقيل غير قوله
----------------------------------
ثامن عشريه، وقيل: ثاني عشره وقيل: ثالث عشره سنة
خمس وثلاثين وقيل: أول سنة ست وثلاثين وفي تاريخ البخاري سنة أربع
وثلاثين قال ابن ناصر: وهو خطأ من راويه وهو ابن اثنتين وثمانين قاله
أبو اليقظان وادعى الواقدي الاتفاق عليه وقيل: ابن تسعين وقيل: غيره
فقال ابن إسحاق: بن ثمانين وقال قتادة: ست وثمانين وقيل: ثمان وثمانين
و قتل علي في شهر رمضان ليلة الحادي والعشرين منه وقيل: يوم الجمعة
وقيل: ليلتها سابع عشره وقيل: غير ذلك حادي عشره وقيل: غير ذلك سنة
أربعين وقال ابن زبر: سنة تسع وثلاثين وهو وهم لم يتابع عليه وهو ابن
ثلاث وستين وقيل: أربع وستين وقيل: خمس وستين وقيل: اثنتين وستين وقيل:
ثمان وخمسين وقيل: سبع وخمسين وطلحة والزبير ماتا معا في يوم واحد قتلا
في وقعة الجمل وقيل: الآخر يوم الخميس وقيل: يوم الجمعة عاشر جمادى
الأولى وعليه الجمهور سنة ست وثلاثين ومن قال: في رجب أو ربيع، فقولان
مرجوحان قال الحاكم: كانا ابني أربع وستين سنة وهو قول الوافدي وتابعه
ابن حبان وقيل: غير قوله، فقال أبو نعيم: كان لطلحة ثلاث وستون وقال
عيسى بن طلحة: اثنتان وستون وقال المدائني: ستون وقيل: خمس وسبعون
وقيل: كان للزبير سبع وستون وقيل: ست وستون وقيل: ستون وقيل: بضع
وخمسون وقيل: خمس وسبعون.
ج / 2 ص -347-
وسعد بن أبي وقاص سنة خمس وخمسين على الأصح
ابن ثلاث وسبعين وسعيد سنة إحدى وخمسين ابن ثلاث أو أربع وسبعين وعبد
الرحمن ابن عوف سنة اثنتين وثلاثين ابن خمس وسبعين وأبو عبيدة سنة
ثماني عشرة ابن ثمان وخمسين وفي بعض هذا خلاف
----------------------------------
فائدة:
قال الزبير بن بكار: أعرق الناس في القتل عمارة
بن حمزة بن مصعب ابن الزبير بن العوام قتل عمارة وأبوه حمزة يوم قديد
وقتل مصعبا عبد الملك ابن مروان وقتل الزبير يوم الجمل وقتل العوام يوم
الفجار زاد أبو منصور الثعالبي في كتابه لطائف المعارف: وقتل خويلد أبو
العوام في حرب خزاعة قال: ولا نعرف من العرب والعجم ستة مقتولين في نسب
إلا في آل الزبير رضي الله عنه.
و توفي سعد بن أبي وقاص سنة خمس وخمسين على الأصح
وقيل: سنة خمسين وقيل: إحدى وقيل: أربع وقيل: ست وقيل: سبع وقيل: ثمان
ابن ثلاث وسبعين وقيل: أربع وسبعين وقيل: اثنتين وثمانين وقيل: ثلاث
وثمانين وهو آخر العشرة موتا و توفي سعيد بن زيد سنة إحدى وخمسين وقيل:
اثنتين وقيل: ثمان وخمسين ابن ثلاث وسبعين أو أربع وسبعين قال الأول
المدائني والثاني الفلاس و توفي عبد الرحمن بن عوف سنة اثنتين وثلاثين
وقيل: إحدى وقيل:
ثلاث ابن خمس وسبعين وقيل: اثنتين وسبعين وقيل: ثمان وسبعين و توفي أبو
عبيدة بطاعون عمواس سنة ثماني عشرة وهو ابن ثمان وخمسين بلا خلاف في
الأمرين وفي بعض هذا خلاف كما
ج / 2 ص -348-
الرابع: الزوج والزوجة زوج سبيعة سعد بن خولة زوج بروع بالفتح وعند
المحدثين بالكسر. هلال بن مرة.
-----------------------------------
صفيح بن الحارث بن دوس قاله ابن قتيبة وحديث أم كردم بن سفيان قال: يا
رسول الله خرجت أنا وابن عم لي في الجاهلية فخفي فقال: من يعطيني نعلا
أنكحه ابنتي. الحديث.
قال الخطيب: ابن عمه ثابت بن المرفع.
وحديث نافع تزوج ابن عمر بنت خاله عثمان بن مظعون فقالت أمها بنتي تكره
ذلك اسم بنت خاله زينب وأمها خولة بنت حكيم بن أمية.
الرابع: الزوج والزوجة والعبد وأم الولد زوج سبيعة الأسلمية التي ولدت
بعد وفاته بليال الحديث في الصحيحين هو سعد بن خولة زوج بروع بنت واشق
بالفتح للباء عند أهل اللغة وعند المحدثين بالكسر هو هلال ابن مرة
الأشجعي ومثل ابن الصلاح للزوجة بزوجة عبد الرحمن بن الزبير التي كانت
تحت رفاعة القرظي فطلقها عدا تميمة بنت وهب وقيل: تميمة بضم الياء
وقيل: سهيمة ومثال أم الولد حديث أم ولد لإبراهيم بن عبد الرحمن ابن
عوف أنها سألت أم سلمة فقالت: إني أطيل ذيلي وأمشي الحديث هي حميدة
ذكره النسائي ومثال العبد حديث جابر: أن عبد الحاطب قال: يا رسول الله:
ليدخلن حاطب النار. اسمه سعد.
تنبيه:
من المبهم ما لم يصرح بذكره بل يكون مفهوما من سياق الكلام. كقول
ج / 2 ص -349-
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
. . . . . . . . . . . . . . .
--------------------------
البخاري وقال معاذ: اجلس بنا نؤمن ساعة فالقول له
ذلك مطوي وهو الأسود بن هلال.
النوع الستون: التواريخ والوفيات: هو فن مهم به يعرف اتصال الحديث وانقطاعه وقد ادعى قوم الرواية عن
قوم فنظر في التاريخ فظهر أنهم زعموا الرواية عنهم بعد وفاتهم بسنين.
-----------------------------
النوع الستون:
التواريخ لمواليد الرواة والسماع والقدوم للبلد الفلاني والوفيات لهم
هو فن مهم به يعرف اتصال الحديث وانقطاعه وقد ادعى قوم الرواية عن قوم
فنظر في التاريخ فظهر أنهم زعموا الرواية عنهم بعد وفاتهم بسنين كما
سأل إسماعيل بن عياش رجلا اختبارا: أي سنة كتبت عن خالد بن معدان ؟
فقال: سنة ثلاث عشرة ومائة فقال: أنت تزعم أنك سمعت منه بعد موته بسبع
سنين فإنه مات سنة ست ومائة وقيل: خمس وقيل: أربع وقيل: ثلاث وقيل:
ثمان وسأل الحاكم محمد بن حاتم الكسي عن مولده لما حدث عن عبد بن حميد
فقال: سنة ستين ومائتين فقال: هذا سمع من عبد بعد موته بثلاث عشرة سنة.
ج / 2 ص -350-
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
. . . . . . . . . . . . . . .
------------------------------
قال حفص بن غياث القاضي: إذا اتهمتم الشيخ
فحاسبوه بالسنين يعني سنه وسن من كتب عنه.
وقال سفيان الثوري: لما استعمل الرواة الكذب
استعملنا لهم التاريخ.
وقال حسان بن يزيد: لم نستعن على الكذابين بمثل
التاريخ نقول للشيخ سنة كم ولدت ؟ فإذا أقر بمولده عرفنا صدقه من كذبه.
وقال أبو عبد الله الحميدي: ثلاثة أشياء من علوم
الحديث يجب تقديم التهم بها العلل والمؤتلف والمختلف ووفيات الشيوخ
وليس فيه كتاب. يعني على الاستقصاء وإلا ففيه كتب كالوفيات لابن زبر
ولابن قانع. وذيل على ابن زبر الحافظ عبد العزيز بن أحمد الكتانى ثم
أبو محمد الأكفانى ثم الحافظ أبو الحسن بن المفضل. ثم الشريف عز الدين
ج / 2 ص -351-
فروع:
الأول:
الصحيح في سن سيدنا محمد سيد البشر رسول الله صلى الله عليه وسلم
وصاحبيه أبي بكر وعمر رضي الله عنهما ثلاث وستون فأتى رسول الله صلى
الله عليه وسلم ضحى الاثنين لثنتي عشرة خلت من شهر ربيع الأول سنة إحدى
عشرة من هجرته صلى الله عليه وسلم إلى المدينة .
--------------------------------
أحمد بن محمد الحسيني ثم المحدث أحمد بن أيبك
الدمياطي ثم الحافظ أبو الفضل العراقي.
فروع:
في عيون من ذلك الأول في وفاة النبي صلى الله
عليه وسلم أصحابه العشرة الصحيح في سن سيدنا محمد سيد البشر رسول الله
صلى الله عليه وسلم وصاحبيه أبي بكر وعمر رضي الله عنهما ثلاث وستون
سنة قاله الجمهور من الصحابة والتابعين فمن بعدهم وصححه ابن عبد البر
والجمهور وقيل: سن النبي صلى الله عليه وسلم ستون روي عن أنس وفاطمة
البتول وعروة بن الزبير ومالك وقيل: خمس وستون روي عن ابن عباس وأنس
أيضا ودغفل بن طلحة وقيل: اثنتان وستون قاله قتادة وحكى الآخران أيضا
في أبي بكر وحكى الأول في عمر وقيل: عاش عمر ستا وستين وقيل: إحدى
وستين وقيل: تسعا وخمسين وقيل: سبعا وخمسين وقيل: ستا وخمسين وقيل:
خمسا وخمسين.
وقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ضحى يوم
الاثنين لثنتي عشرة خلت من شهر ربيع الأول سنة إحدى عشرة من هجرته صلى
الله عليه وسلم إلى المدينة لا خلاف بين أهل السير في ذلك إلا في تعيين
اليوم من الشهر ،
ج / 2 ص -352-
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
. . . . . . . . . . . . . . .
---------------------------------
فالجمهور على ما ذكره المصنف أنه في يوم الثاني
عشر وقال موسى بن عقبة والليث بن سعد مستهل الشهر وقال سليمان التيمي
ثانيه قال العراقي والقول الأول وإن كان قول الجمهور فقد استشكله
السهيل من حيث التاريخ وذلك لأن يوم عرفة في حجة الوداع كان يوم الجمعة
بالإجماع لحديث عمر المتفق عليه وحينئذ فلا يمكن أن يكون ثاني عشر ربيع
الأول من السنة التي تليها يوم الاثنين لا على تقدير كمال الشهور ولا
نقصها ولا كمال بعض ونقص بعض لأن ذا الحجة أوله الخميس فإن نقص هو
والمحرم وصفر كان ثاني عشر ربيع الأول يوم الخميس وإن كملت الثلاثة
فثاني عشره الأحد وإن نقص بعض وكمل بعض فثاني عشره الجمعة أو السبت قال
وقد رأيت بعض أهل العلم يجيب بأن تفرض الشهور الثلاثة كوامل ويكون
قولهم لاثنتي عشرة ليلة خلت منه أي بأيامها كاملة فيكون وفاته بعد
استكمال ذلك والدخول في الثالث عشر قال وفيه نظر من حيث إن الذي يظهر
من كلام أهل السير نقصان الثلاثة أو اثنين منهما بدليل ما رواه البيهقي
بسند صحيح إلى سليمان التيمي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مرض
لاثنتين وعشرين ليلة من صفر وكان أول يوم مرض فيه يوم السبت وكانت
وفاته اليوم العاشر يوم الاثنين لليلتين خلتا من ربيع وهذا يدل على أن
أول صفر السبت فلزم نقصان ذي الحجة والمحرم وقوله: كانت وفاته صلى الله
عليه وسلم يوم العاشر أي من مرضه فيدل على نقصان صفر أيضا.
روى الواقدي عن أبي معشر عن محمد بن قيس قال:
اشتكى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الأربعاء لإحدى من صفر إلى أن
قال:
ج / 2 ص -353-
ومنها التاريخ.
---------------------------------
اشتكى ثلاثة عشرة يوما وتوفي يوم الاثنين
لليلتين خلتا من ربيع فهذا يدل على نقص الشهر أيضا إلا أنه جعل مدة
مرضه أكثر مما في حديث التيمي ويجمع بينهما بأن المراد بهذا ابتداء
مرضه وبالأول اشتداده والواقدي وإن ضعف في الحديث فهو من أئمة السير
وأبو معشر نجيح مختلف فيه.
وروى الخطيب في الرواة عن مالك من رواية سعيد بن
مسلمة بن قتيبة الباهلي ثنا مالك عن نافع عن ابن عمر قال لما قبض رسول
الله صلى الله عليه وسلم مرض ثمانية فتوفي لليلتين خلتا من ربيع الأول
الحديث فاتضح أن قول التيمي ومن وافقه راجح من حيث التاريخ قال وقول
المصنف كابن الصلاح ضحى يشكل عليه ما في صحيح مسلم من رواية أنس آخر
نظرة نظرتها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الحديث وفيه توفي من آخر
ذلك اليوم وهذا يدل على أنه تأخر بعد الضحى ويجمع بينهما بأن المراد
أول النصف الثاني ويدل عليه ما رواه ابن عبد البر بسنده عن عائشة رضي
الله عنها قالت مات رسول الله صلى الله عليه وسلم ارتفاع الضحى وانتصاف
النهار يوم الاثنين وذكر موسى بن عقبة في مغازيه عن ابن شهاب توفي يوم
الاثنين حين زالت الشمس ومنها أي من الهجرة التاريخ هذه فائدة زادها
المصنف.
روى البخاري في صحيحه عن سهل بن سعد قال ما عدوا
من مبعث النبي صلى الله عليه وسلم ولا من متوفاه إنما عدوا من مقدمه
المدينة.
وروى في تاريخه الصغير عن ابن عباس قال: كان
التاريخ في السنة التي قدم فيها النبي صلى الله عليه وسلم وروى أيضا عن
ابن المسيب: قال عمر متى
ج / 2 ص -354-
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
. . . . . . . . . . . . . . .
----------------------------------
نكتب التاريخ ؟ فجمع المهاجرين فقال له علي من
يوم هاجر النبي صلى الله عليه وسلم فكتب التاريخ.
وروى ابن خيثمة في تاريخه عن ابن سيرين أن رجلا
من المسلمين قدم من اليمن فقال لعمر رأيت باليمن شيئا يسمونه التاريخ
يكتبون من عام كذا وشهر كذا فقال عمر إن هذا لحسن فأرخوا فلما أجمع على
أن يؤرخ شاور فقال قوم بمولد النبي صلى الله عليه وسلم وقال قوم
بالمبعث وقال قوم حين خرج مهاجرا من مكة وقال قائل بالوفاة حين توفي
فقال أرخوا خروجه من مكة إلى المدينة.
ثم قال بأي شهر نبدأ فنصيره أول السنة فقالوا رجب
فإن أهل الجاهلية كانوا يعظمونه وقال آخرون شهر رمضان وقال آخرون ذو
الحجة فيه الحج وقال آخرون الشهر الذي خرج فيه من مكة وقال آخرون الشهر
الذي قدم فيه فقال عثمان أرخوا من المحرم أول السنة وهو شهر حرام وهو
أول الشهور في العدة وهو منصرف الناس عن الحج فصيروا أول السنة المحرم
وكان ذلك في سنة سبع عشرة.
وقد روى سعيد بن منصور في سننه بسند حسن عن ابن
عباس رضي الله تعالى عنهما في قوله تعالى والفجر قال الفجر شهر المحرم
وهو فجر السنة.
قال شيخ الإسلام ابن حجر في أماليه: بهذا يحصل
الجواب عن الحكمة في تأخر التاريخ من ربيع الأول إلى المحرم بعد أن
اتفقوا على جعل التاريخ من الهجرة وإنما كانت في ربيع الأول.
ج / 2 ص -355-
وأبو بكر في جمادى الأولى سنة ثلاث عشرة
وعمر في ذي الحجة سنة ثلاث وعشرين وعثمان رضي الله عنه فيه
----------------------------------
وروى ابن عساكر في تاريخه بسنده عن ميمون بن
مهران قال رفع إلى عمر صك سجله شعبان فقال: أي شعبان الذي نحن فيه أم
الذي مضى أم الذي هو آت ثم قال للصحابة ضعوا للناس شيئا يعرفونه من
التاريخ فأجمعوا على الهجرة لكن رأيت في مجموع بخط ابن القماح عن ابن
الصلاح أنه قال: ذكر أبو طاهر بن محسن الزيادي في كتاب الشروط: أن رسول
الله صلى الله عليه وسلم أرخ بالهجرة حين كتب الكتاب لنصارى نجران وأمر
عليا أن يكتب فيه إنه كتب لخمس من الهجرة قال فالمؤرخ بها إذن رسول
الله صلى الله عليه وسلم وعمر تبعه في ذلك وقد أشبعت الكلام في ذلك في
مؤلف مستقل يختص بهذه المسألة.
و توفي أبو بكر رضي الله تعالى عنه في جمادى
الأول سنة ثلاث عشرة يوم الاثنين وقيل: ليلة الثلاثاء بين المغرب
والعشاء لثمان وقيل: لثلاث بقين وقيل في جمادى الآخرة ليلة الاثنين
لسبع عشرة مضت منه وقيل: يوم الجمعة لسبع ليال بقين وقيل: لثمان بقين
منه والصحيح الذي جزم به الأئمة وصححه الحفاظ وثبت بأسانيد صحيحة عن
عائشة وغيرها عشية ليلة يوم الثلاثاء لثمان بقين من جمادى الآخرة.
و توفي عمر في ذي الحجة آخر يوم منه يوم الجمعة
سنة ثلاث وعشرين ودفن يوم السبت مستهل المحرم.
و قتل عثمان فيه أي ذي الحجة يوم الجمعة ثاني
عشرة وقيل: ثامنه وقيل:
ج / 2 ص -356-
سنة خمس وثلاثين ابن اثنتين وثمانين سنة
وقيل ابن تسعين وقيل غيره وعلي رضي الله تعالى عنه في شهر رمضان سنة
أربعين ابن ثلاث وستين وقيل أربع وقيل خمس وطلحة والزبير في جمادى
الأولى سنة ست وثلاثين قال الحاكم كانا ابني أربع وستين وقيل غير قوله
----------------------------------
ثامن عشريه، وقيل: ثاني عشره وقيل: ثالث عشره سنة
خمس وثلاثين وقيل: أول سنة ست وثلاثين وفي تاريخ البخاري سنة أربع
وثلاثين قال ابن ناصر: وهو خطأ من راويه وهو ابن اثنتين وثمانين قاله
أبو اليقظان وادعى الواقدي الاتفاق عليه وقيل: ابن تسعين وقيل: غيره
فقال ابن إسحاق: بن ثمانين وقال قتادة: ست وثمانين وقيل: ثمان وثمانين
و قتل علي في شهر رمضان ليلة الحادي والعشرين منه وقيل: يوم الجمعة
وقيل: ليلتها سابع عشره وقيل: غير ذلك حادي عشره وقيل: غير ذلك سنة
أربعين وقال ابن زبر: سنة تسع وثلاثين وهو وهم لم يتابع عليه وهو ابن
ثلاث وستين وقيل: أربع وستين وقيل: خمس وستين وقيل: اثنتين وستين وقيل:
ثمان وخمسين وقيل: سبع وخمسين وطلحة والزبير ماتا معا في يوم واحد قتلا
في وقعة الجمل وقيل: الآخر يوم الخميس وقيل: يوم الجمعة عاشر جمادى
الأولى وعليه الجمهور سنة ست وثلاثين ومن قال: في رجب أو ربيع، فقولان
مرجوحان قال الحاكم: كانا ابني أربع وستين سنة وهو قول الوافدي وتابعه
ابن حبان وقيل: غير قوله، فقال أبو نعيم: كان لطلحة ثلاث وستون وقال
عيسى بن طلحة: اثنتان وستون وقال المدائني: ستون وقيل: خمس وسبعون
وقيل: كان للزبير سبع وستون وقيل: ست وستون وقيل: ستون وقيل: بضع
وخمسون وقيل: خمس وسبعون.
ج / 2 ص -357-
وسعد بن أبي وقاص سنة خمس وخمسين على الأصح
ابن ثلاث وسبعين وسعيد سنة إحدى وخمسين ابن ثلاث أو أربع وسبعين وعبد
الرحمن ابن عوف سنة اثنتين وثلاثين ابن خمس وسبعين وأبو عبيدة سنة
ثماني عشرة ابن ثمان وخمسين وفي بعض هذا خلاف
----------------------------------
فائدة:
قال الزبير بن بكار: أعرق الناس في القتل عمارة
بن حمزة بن مصعب ابن الزبير بن العوام قتل عمارة وأبوه حمزة يوم قديد
وقتل مصعبا عبد الملك ابن مروان وقتل الزبير يوم الجمل وقتل العوام يوم
الفجار زاد أبو منصور الثعالبي في كتابه لطائف المعارف: وقتل خويلد أبو
العوام في حرب خزاعة قال: ولا نعرف من العرب والعجم ستة مقتولين في نسب
إلا في آل الزبير رضي الله عنه.
و توفي سعد بن أبي وقاص سنة خمس وخمسين على الأصح
وقيل: سنة خمسين وقيل: إحدى وقيل: أربع وقيل: ست وقيل: سبع وقيل: ثمان
ابن ثلاث وسبعين وقيل: أربع وسبعين وقيل: اثنتين وثمانين وقيل: ثلاث
وثمانين وهو آخر العشرة موتا و توفي سعيد بن زيد سنة إحدى وخمسين وقيل:
اثنتين وقيل: ثمان وخمسين ابن ثلاث وسبعين أو أربع وسبعين قال الأول
المدائني والثاني الفلاس و توفي عبد الرحمن بن عوف سنة اثنتين وثلاثين
وقيل: إحدى وقيل:
ثلاث ابن خمس وسبعين وقيل: اثنتين وسبعين وقيل: ثمان وسبعين و توفي أبو
عبيدة بطاعون عمواس سنة ثماني عشرة وهو ابن ثمان وخمسين بلا خلاف في
الأمرين وفي بعض هذا خلاف كما
ج / 2 ص -358-
رضي الله عنهم أجمعين.
الثاني:
صحابيان عاشا ستين سنة في الجاهلية وستين في الإسلام وماتا بالمدينة
سنة أربع وخمسين حكيم بن حزام وحسان بن ثابت ابن المنذر بن حرام قال
ابن إسحاق: عاش حسان وآباؤه الثلاثة كل واحد مائة وعشرين ولا يعرف
لغيرهم من العرب مثله وقيل: مات حسان سنة خمسين.
--------------------------------
تقدم التنبيه عليه رضي الله تعالى عنهم أجمعين.
الثاني:
صحابيان عاشا ستين سنة في الجاهلية وستين في الإسلام وماتا بالمدينة
سنة أربع وخمسين أحدهما حكيم بن حزام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى ابن
قصي الأسدي ابن أخي خديجة وكان مولده في جوف الكعبة قبل عام الفيل
بثلاث عشرة وقيل مات سنة خمسين وقيل سنة ثمان وخمسين وقيل ست وستين و
الثاني حسان بن ثابت بن المنذر بن الحرام بالراء الأنصاري الخزرجي
البخاري قال ابن إسحاق: عاش حسان وآباؤه الثلاثة ثابت والمنذر وحرام كل
واحد منهم مائة وعشرين سنة ولا نعرف لغيرهم من العرب مثله وقيل: مات
حسان سنة خمسين وقيل: في خلافه علي وقيل: سنة أربعين وأيام قتل علي
وقيل: مات وهو ابن مائة سنة وأربع وستين وكذا أبوه وجده قاله ابن حبان
والجمهور على الأول.
تنبيهان:
أحدهما:
في الصحابة أيضا من شارك حكيما وحسان في ذلك كحويطب بن عبد
ج / 2 ص -359-
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
. . . . . . . . . . . . . . .
------------------------------
العزي القرشي العامري من مسلمة الفتح عاش ستين
سنة في الجاهلية وستين سنة في الإسلام كما رواه الواقدي ومات سنة أربع
وخمسين وقيل اثنتين وخمسين وسعيد بن يربوع مات سنة أربع وخمسين وله
مائة وعشرون وقيل أربع وعشرون وحمنن بفتح الحاء وسكون الميم وفتح النون
الأولى آخره نون فيما ضبطه ابن ماكولا وقال بعضهم حمز آخره زاي أخو عبد
الرحمن ابن عوف ذكر الزبير بن بكار والدارقطني في كتاب الإخوة وابن عبد
البر أنه عاش ستين سنة في الجاهلية وستين سنة في الإسلام ومات سنة أربع
وخمسين ومخرمة بن نوفل والد المسور مات سنة أربع وخمسين وله مائة
وعشرون جزم به ابو زكريا بن منده في جزء له جمع فيه من عاش من الصحابة
مائة وعشرون وقيل عاش مائة وخمس عشرة وقد ذكر ابن منده في كتابه هذا
جماعة عاشوا مائة وعشرين ولكن لم يعلم كون نصفها في الجاهلية ونصفها في
الإسلام كعاصم ابن عدي العجلاني مات سنة خمس وأربعين والمنتجع جد ناجية
ونافع بن سليمان العبدي واللجلاج العامري وسعد بن جنادة العوفي والد
عطية وفاته عدي بن حاتم الطائي قال ابن سعد وخليفة توفي سنة ثمان وستين
عن مائة وعشرين وقيل سنة ستين وقيل سبع والنابغة الجعدي ولبيد بن ربيعة
وأوس بن مغراء السعدي ذكر الثلاثة الصريفيني ونوفل ابن معاوية ذكره ابن
قتيبة وعبد الغني في الكمال ومن التابعين أبو عمرو الشيباني صاحب ابن
مسعود وزر بن حبيش وقد لخصت جزء ابن منده المذكور وزدت عليه ما فاته.
الثاني: قال الزبير بن بكار: كان مولد حكيم في
جوف الكعبة. قال
ج / 2 ص -360-
الثالث: أصحاب المذاهب المتبوعة: سفيان الثوري مات بالبصرة سنة إحدى وستين
ومائة مولده سنة سبع وتسعين مالك بن أنس مات بالمدينة سنة تسع وسبعين
ومائة. قيل: ولد سنة ثلاث وتسعين وقيل: إحدى وقيل: أربع. أبو حنيفة
النعمان بن ثابت مات ببغداد سنة خمسين ومائة ابن سبعين أبو عبد الله
محمد بن إدريس الشافعي مات بمصر آخر رجب سنة أربع ومائتين وولد سنة
خمسين ومائة ،
----------------------------------
شيخ الإسلام: ولا يعرف ذلك لغيره وما وقع في
مستدرك الحاكم من أن عليا ولد فيها ضعيف.
الثالث: في وفيات أصحاب المذاهب المتبوعة ابو عبد
الله سفيان ابن سعيد الثوري كان له مقلدون إلى بعد الخمسمائة مات
بالبصرة سنة إحدى وستين ومائة قال ابن حبان في شعبان مولده سنة سبع
وتسعين وقيل خمس وتسعين و أبو عبد الله مالك بن أنس مات بالمدينة سنة
تسع وسبعين ومائة قيل في صفر وقيل صبيحة أربع عشرة من ربيع الأول قيل
ولد سنة ثلاث وتسعين وقيل سنة إحدى وتسعين وقيل أربع وتسعين وقيل سبع
وتسعين وقيل ستة وتسعين ابو حنيفة النعمان بن ثابت مات ببغداد سنة
خمسين ومائة في رجب وقيل إحدى وخمسين وقيل ثلاث ابن سبعين سنة فإن
مولده سنة ثمانين أبو عبد الله محمد بن إدريس الشافعي مات بمصر ليلة
الخميس آخر رجب سنة أربع ومائتين وقال ابن حبان: آخر ربيع الأول والأول
أشهر وولد سنة خمسين ومائة بغزة من الشام،
ج / 2 ص -361-
أبو عبد الله أحمد بن حنبل مات ببغداد في
شهر ربيع الآخر سنة إحدى وأربعين ومائتين وولد سنة أربع وستين ومائة.
الرابع:
أصحاب كتب الحديث المعتمدة أبو عبد الله البخاري
----------------------------------
وقيل:
بعسقلان وقيل باليمن أبو عبد الله أحمد بن حنبل مات ببغداد في ضحوة يوم
الجمعة لاثنتي عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الآخر وقيل لثلاث عشرة بقين
منه وقيل من ربيع الأول سنة إحدى وأربعين ومائتين وولد سنة أربع وستين
ومائة في ربيع الأول رضي الله تعالى عنهم أجمعين.
تنبيه:
من أصحاب المذاهب المتبوعة الأوزاعي وكان له
مقلدون بالشام نحوا من مائتي سنة ومات ببيروت سنة سبع وخمسين ومائة
وإسحاق بن راهويه ومات سنة ثمان وثلاثين ومائتين وأبو جعفر بن جرير
الطبري ووفاته سنة عشر وثلثمائة وداود الظاهري ووفاته في ذي القعدة
وقيل في رمضان ببغداد سنة تسعين ومائتين ومولده بالكوفة سنة ثنتين
ومائتين.
الرابع:
في وفيات أصحاب كتب الحديث المعتمدة أبو عبد الله محمد ابن إسماعيل بن
إبراهيم بن المغيرة بن بردزبه بفتح الموحدة وسكون الراء وكسر الدال
المهملة وسكون الزاي وفتح الموحدة ثم هاء الجعفي البخاري نسبة إلى
ج / 2 ص -362-
ولد يوم الجمعة لثلاث عشرة خلت من شوال سنة
أربع وتسعين ومائة ومات ليلة الفطر سنة ست وخمسين ومائتين ومسلم مات
بنيسابور لخمس بقين من رجب سنة إحدى وستين ومائتين ابن خمس وخمسين.
----------------------------------
بخارى بالقصر أعظم مدينة وراء النهر ولد يوم
الجمعة بعد الصلاة لثلاث عشرة خلت من شوال سنة أربع وتسعين ومائة ومات
ليلة السبت وقت العشاء ليلة عيد الفطر سنة ست وخمسين ومائتين بخرتنك
قرية بقرب سمرقند خرج إليها لما طلب منه والي بخارى خالد بن أحمد
الذهلي أن يحمل له الجامع والتاريخ ليسمعه منه فقال لرسوله: قل له أنا
لا أذل العلم ولا أحمله إلى أبواب السلاطين فأمره بالخروج من بلده فخرج
إلى خرتنك وكان له بها أقرباء فنزل عندهم وسأل الله عز وجل أن يقبضه
فما تم الشهر حتى مات له من التصانيف غير الصحيح الأدب المفرد ورفع
اليدين في الصلاة والقراءة خلف الإمام وبر الوالدين والتاريخ الكبير
والأوسط والصغير وخلق أفعال العباد والضعفاء وكلها موجودة الآن وما لم
نقف عليه: الجامع الكبير ذكره ابن طاهر والمسند الكبير والتفسير الكبير
ذكره الفربري والأشربة ذكره الدارقطني والهبة ذكره وراقة وأسامي
الصحابة ذكره القاسم ابن منده وأبو القاسم البغوي والوحدان وهو من ليس
له إلا حديث واحد من الصحابة ذكره البغوي والمبسوط ذكره الخليلي والعلل
ذكره ابن منده والكنى ذكره أبو أحمد الحاكم والفوائد ذكره الترمذي في
جامعه ومسلم ابن الحجاج بن مسلم القشيري النيسابوري أبو الحسين مات
بنيسابور عشية يوم الأحد لخمس بقين من رجب سنة إحدى وستين ومائتين ابن
خمس وخمسين وقيل ستين وقيل سبع وخمسين لأن المعروف أن مولده سنة أربع
ومائتين،
ج / 2 ص -363-
وأبو داود السجستاني مات بالبصرة في شوال
سنة خمس وسبعين ومائتين وأبو عيسى الترمذي مات بترمذ
----------------------------------
وقيل: ستين وقيل: سبع وخمسين لأن المعروف أن
مولده كان سنة أربع ومائتين.
قال الحاكم: له من الكتب غير الصحيح " الجامع على
الأبواب " رأيت بعضه و " المسند الكبير على الرجال " ما أرى أنه سمع
منه أحد و "الأسماء والكنى والتمييز" و "العلل" و "الوحدان" و
"الأفراد" و "الأقران" و "الطبقات" و "أفراد الشاميين" و "أولاد
الصحابة" و "أوهام المحدثين" و "المخضرمون" و "حديث عمرو بن شعيب" و
"الانتفاع بأهب السباع" و "سؤالات أحمد" و "مشايخ مالك والثوري شعبة".
وأبو داود سليمان بن الأشعث بن بشير بن شداد بن
عمرو بن عمران الأزدي السجستاني بكسر المهملة والجيم وسكون السين
المهملة أيضا نسبة إلى سجستان وينسب إليها سجزي أيضا على غير قياس مات
بالبصرة في يوم الجمعة سادس عشر شوال سنة خمس وسبعين ومائتين ومولده
سنة ثنتين ومائتين له من التصانيف: "السنن" و "المراسيل" و "الرد على
القدرية" و "الناسخ والمنسوخ" و "ما تفرد به أهل الأمصار" و "مسند مالك
بن أنس" و "المسائل" و "معرفة الأوقات" و "الإخوة" وغير ذلك.
وأبو عيسى محمد بن عيسى بن سورة بن موسى بن
الضحاك الترمذي السلمي الضرير مات بترمذ وهي مدينة على طرف جيحون بكسر
التاء وقيل بفتحها وقيل بضمها وكسر الميم وقيل مضمومة وذال معجمة ليلة
الاثنين
ج / 2 ص -364-
لثلاث عشرة مضت من رجب سنة تسع وسبعين
ومائتين وأبو عبد الرحمن النسائي مات سنة ثلاث ومائتين.
ثم سبعة من الحفاظ في ساقتهم أحسنوا التصنيف وعظم
النفع بتصانيفهم
-----------------------------------
لثلاث عشرة مضت من رجب سنة تسع وسبعين ومائتين
وقال الخليلي بعد الثمانين وهو وهم.
له من التصانيف: "الجامع" و "العلل المفرد" و
"التاريخ" و "الزهد" و "الشمائل" و "الأسماء والكنى".
وأبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب بن علي بن سنان بن
بحر بن دينار الخراساني النسائي ويقال النسوي نسبة إلى نسا بالفتح
والقصر مدينة بخراسان مات بفلسطين يوم الاثنين لثلاث عشرة خلت من صفر
وقيل بمكة في شعبان سنة ثلاث وثلاثمائة ومولده سنة أربع عشرة وقيل خمس
عشرة ومائتين.
له من الكتب: "السنن الكبرى والصغرى" و "خصائص
علي" و "مسند علي رضي الله عنه" و "مسند مالك" و "الكنى" و "عمل يوم
وليلة" و "أسماء الرواة والتمييز بينهم" و "الضعفاء" و "الإخوة" "وما
أغرب شعبة على سفيان وسفيان على شعبة" و "مسند منصور بن زاذان" وغير
ذلك.
وأبو عبد الله محمد بن يزيد بن ماجه القزويني مات
في رمضان سنة ثلاث وسبعين ومائتين ولم يذكر المصنف كابن الصلاح وفاته
كما لم يذكرا كتابه في الأصول وله من التصانيف: "السنن" و "التفسير".
ثم سبعة من الحفاظ في ساقتهم أحسنوا التصنيف وعظم
النفع بتصانيفهم
ج / 2 ص -365-
أبو الحسن الدارقطني مات ببغداد في ذي
القعدة سنة خمس وثمانين وثلاثمائة وولد فيه سنة ست وثلاثمائة.
ثم الحاكم أبو عبد الله النيسابوري مات بها في
صفر سنة خمس وأربعمائة وولد بها في شهر ربيع الأول سنة إحدى وعشرين
وثلاثمائة.
ثم أبو محمد عبد الغني بن سعيد حافظ مصر ولد في
ذي القعدة سنة اثنتين وثلاثين وثلاثمائة ومات بمصر في صفر سنة تسع
وأربعمائة.
----------------------------------
أبو الحسن علي بن عمر بن أحمد بن مهدي بن مسعود
بن النعمان بن دينار بن عبد الله الدارقطني بفتح الراء وضم القاف وسكون
الطاء نسبة إلى دار القطن محلة ببغداد مات ببغداد في يوم الأربعاء
لثمان خلون من ذي القعدة سنة خمس وثمانين وثلثمائة وولد فيه أي ذي
القعدة سنة ست وثلثمائة له: "السنن" و "العلل" و "التصحيف" و "الأفراد"
وغير ذلك.
ثم الحاكم أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن محمد
بن حمدويه بن نعيم بن الحكم بن البيع النيسابوري مات بها في ثالث صفر
سنة خمس وأربعمائة وولد بها في صبيحة الثالث من شهر ربيع الأول سنة
إحدى وعشرين وثلثمائة له: "المستدرك" و "تاريخ نيسابور" و "علوم
الحديث" و "التفسير" و "المدخل" و"الإكليل" و "مناقب الشافعي" وغير
ذلك.
ثم أبو محمد عبد الغني بن سعيد بن علي بن سعيد بن
بشير بن مروان الأزدي حافظ مصر ولد في ذي القعدة سنة اثنتين وثلاثين
وثلثمائة ومات بمصر في صفر لسبع خلون منه سنة تسع وأربعمائة له من
المصنفات: "المؤتلف والمختلف" وغيره.
ج / 2 ص -366-
أبو نعيم أحمد بن عبد الله الأصبهاني ولد
سنة أربع وثلاثين وثلاثمائة ومات في صفر سنة ثلاثين وأربعمائة بأصبهان
وبعدهم أبو عمر بن عبد البر حافظ المغرب ولد في شهر ربيع الآخر سنة
ثمان وستين وثلثمائة وتوفي بشاطبة فيه سنة ثلاث وستين وأربعمائة.
-----------------------------------
أبو نعيم أحمد بن عبد الله بن أحمد بن إسحاق بن
موسى بن مهران الأصبهاني نسبة إلى أصبهان بفتح الهمزة وكسرها وفتح
الباء ويقال بالفاء أيضا أشهر بلاد الجبال ولد في رجب سنة أربع وقيل ست
وثلاثين وثلثمائة ومات في يوم الاثنين الحادي والعشرين من صفر سنة
ثلاثين وأربعمائة بأصبهان له من التصانيف: "الحلية" و "معرفة الصحابة"
و "تاريخ أصبهان" و "دلائل النبوة" و "علوم الحديث" و "المستخرج على
البخاري" و "المستخرج على مسلم" و "فضائل الصحابة" و "صفة الجنة" و
"الطب" وغيرها.
وبعدهم أبو عمر يوسف بن عبد الله بن محمد بن عبد
البر بن عاصم النميري القرطبي حافظ المغرب ولد في يوم الجمعة والخطيب
على المنبر لخمس بقين من شهر ربيع الآخر سنة ثمان وستين وثلثمائة وتوفي
بشاطبة وهي مدينة بالأندلس في ليلة الجمعة سلخ ربيع الآخر سنة ثلاث
وستين وأربعمائة له من التصانيف: "التمهيد في شرح الموطأ" و
"الاستذكار" مختصره و "التقصي على الموطأ" و "الاستيعاب في الصحابة" و
"فضل العلم" و "قبائل الرواة" و "الشواهد في إثبات خبر الواحد" و
"الكنى" و "المغازي" و "الأنساب" وغير ذلك.
ج / 2 ص -367-
ثم أبو بكر البيهقي ولد سنة أربع وثمانين
وثلثمائة ومات بنيسابور في جمادى الأولى سنة ثمان وخمسين وأربعمائة.
ثم أبو بكر الخطيب البغدادي ولد في جمادى الآخرة
سنة إحدى وتسعين وثلاثمائة ومات ببغداد في ذي الحجة سنة ثلاث وستين
وأربعمائة.
--------------------------------
ثم أبو بكر أحمد بن الحسين بن علي بن عبد الله بن
موسى البيهقي نسبة إلى بيهق بفتح الموحدة والهاء بينهما تحتية ساكنة
كورة بنواحي نيسابور ولد في شعبان سنة أربع وثمانين وثلثمائة ومات
بنيسابور في عاشر جمادى الأولى سنة ثمان وخمسين وأربعمائة ونقل تابوته
إلى بيهق له من التصانيف: "السنن الكبرى والصغرى" و "المعرفة" و
"المبسوط" و "المدخل" و "شعب الإيمان" و "الأسماء والصفات" و "البعث
والنشور" و "الزهد الكبير والصغير" و "مناقب الشافعي" و ا"لخلافيات" و
"الأدب" و "الاعتقاد" وغير ذلك.
ثم أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت بن أحمد بن مهدي
الخطيب البغدادي ولد في يوم الخميس لست بقين من جمادى الآخرة سنة إحدى
وتسعين وثلثمائة وقيل اثنتين ومات ببغداد في سابع ذي الحجة سنة ثلاث
وأربعمائة.
وله من التصانيف: "تاريخ بغداد" و "الجامع في أدب
الراوي" و"السامع" و "الكفاية في قوانين الرواية" و "الرحلة" و "تلخيص
المتشابه" والذيل عليه و "الفصل للمدرج" و "المبهمات" وأشياء كثيرة جدا
في الفن. |