وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ ذَلِكُمُ
اللَّهُ رَبِّي عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ (10) فَاطِرُ
السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَمِنَ
الْأَنْعَامِ أَزْوَاجًا يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ
السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (11)
أخرج عبد بن حميد ، وابن جرير ، وابن المنذر ، عن مجاهد { وما اختلفتم فيه من
شيء فحكمه إلى الله } قال : فهو يحكم فيه .
وأخرج عبد بن حميد ، وابن جرير ، عن قتادة ، { جعل لكم من أنفسكم أزواجاً ومن
الأنعام أزواجاً يذرؤكم فيه } قال : عيش من الله ، يعيشكم الله فيه .
وأخرج الفريابي ، وعبد بن حميد ، وابن جرير ، وابن المنذر ، عن مجاهد رضي الله
عنه { يذرؤكم فيه } قال : نسلاً من بعد نسل ، من الناس ، والأنعام .
وأخرج ابن جرير ، عن السدي ، في قوله { يذرؤكم } قال : يخلقكم .
وأخرج عبد بن حميد ، والبيهقي في الأسماء والصفات ، عن أبي وائل رضي الله عنه ،
قال : بينما عبدالله رضي الله عنه يمدح ربه ، إذ قال : مصعد نعم الرب يذكر .
فقال عبدالله : إني لأجله عن ذلك { ليس كمثله شيء وهو السميع البصير } .
لَهُ مَقَالِيدُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ
وَيَقْدِرُ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (12)
أخرج عبد بن حميد ، وابن المنذر ، والطبراني ، وأبو الشيخ في العظمة ، وابن
مردويه ، وأبو نعيم في الحلية ، عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه ، قال : إن
ربكم ليس عنده ليل ولا نهار ، نور السموات من نور وجهه ، إن مقدار كل يوم من
أيامكم عنده اثنتا عشرة ساعة ، فيعرض عليه أعمالكم بالأمس أول النهار واليوم ،
فينظر فيه ثلاث ساعات ، فيطلع منها على ما يكره ، فيغضبه ذلك ، وأول من يعلم
بغضبه الذين يحملون العرش ، وسرادقات العرش ، والملائكة المقربون ، وسائر
الملائكة ، وينفخ جبريل في القرن ، فلا يبقى شيء إلا سمعه إلا الثقلين : الجن
والإِنس ، فيسبحونه ثلاث ساعات ، حتى يمتلىء الرحمن رحمة ، فتلك ست ساعات ، ثم
يؤتى بما في الأرحام ، فينظر فيها ثلاث ساعات ، { هو الذي يصوركم في الأرحام
كيف يشاء لا إله إلا هو العزيز الحكيم } [ آل عمران : 6 ] { يخلق ما يشاء يهب
لمن يشاء إناثاً ويهب لمن يشاء الذكور } [ الشورى : 49 ] حتى بلغ ( عليم ) ،
فتلك تسع ساعات ، ثم ينظر في أرزاق الخلق كله ثلاث ساعات ، { يبسط الرزق لمن
يشاء ويقدر إنه بكل شيء عليم } [ الرعد : 26 ] فتلك اثنتا عشرة ساعة ، ثم قال :
{ كل يوم هو في شأن } [ الرحمن : 29 ] فهذا شأن ربكم كل يوم .
شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا
إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا
الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا
تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي
إِلَيْهِ مَنْ يُنِيبُ (13) وَمَا تَفَرَّقُوا إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا
جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ
رَبِّكَ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ
أُورِثُوا الْكِتَابَ مِنْ بَعْدِهِمْ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مُرِيبٍ (14)
أخرج الفريابي ، وعبد بن حميد ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، عن
مجاهد رضي الله عنه ، في قوله ، { شرع لكم من الدين ما وصى به نوحاً } : قال :
وصاك يا محمد وأنبياءه كلهم ديناً واحداً .
وأخرج عبد الرزاق ، وعبد بن حميد ، وابن جرير ، عن قتادة { شرع لكم من الدين ما
وصى به نوحاً } قال : الحلال والحرام .
وأخرج عبد بن حميد ، وابن جرير ، عن قتادة - رضي الله عنه - قال : بعث نوح عليه
السلام ، حين بعث بالشريعة ، بتحليل الحلال وتحريم الحرام .
وأخرج ابن المنذر ، عن زيد بن رفيع ، بقية أهل الجزيرة ، قال : بعث الله نوحاً
عليه السلام ، وشرع له الدين ، فكان الناس في شريعة نوح عليه السلام ، ما كانوا
، فما أطفأها إلا الزندقة ، ثم بعث الله موسى عليه السلام ، وشرع له الدين ،
فكان الناس في شريعة من بعد موسى ، ما كانوا ، فما أطفأها إلا الزندقة ، ثم بعث
الله عيسى عليه السلام ، وشرع له الدين ، فكان الناس في شريعة عيسى عليه السلام
، ما كانوا فما أطفأها إلا الزندقة ، قال : ولا يخاف على هلاك هذا الدين ، إلا
الزندقة .
وأخرج عبد بن حميد ، وابن المنذر ، عن الحكم ، قال : { شرع لكم من الدين ما وصى
به نوحاً } ، قال : جاء نوح عليه السلام بالشريعة ، بتحريم الأمهات والأخوات
والبنات .
وأخرج ابن جرير ، عن السدي - رضي الله عنه - { أن أقيموا الدين } ، قال :
اعملوا به .
وأخرج عبد بن حميد ، وابن جرير ، وابن المنذر ، عن قتادة : { أن أقيموا الدين
ولا تتفرقوا فيه } . قال : تعلموا أن الفرقة هلكة ، وأن الجماعة ثقة ، { كَبُرَ
على المشركين ما تدعوهم إليه } . قال : استكبر المشركون أن قيل لهم : لا إله
إلا الله ، ضانها إبليس وجنوده ليردوها ، فأبى الله إلا أن يمضيها وينصرها
ويظهرها على ما ناوأها ، وهي كلمة من خاصم بها فلج ، ومن انتصر بها نصر .
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر ، عن مجاهد - رضي الله عنه - { الله
يجتبي إليه من يشاء } قال : يخلص لنفسه من يشاء .
وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر ، عن سعيد بن جبير - رضي الله عنه - { بغياً
بينهم } قال : كثرت أموالهم فبغى بعضهم على بعض .
وأخرج ابن جرير عن السدي في قوله { ويهدي إليه من ينيب } قال : من يقبل إلى
طاعة الله ، وفي قوله { وإن الذين أورثوا الكتاب من بعدهم } ، قال : اليهود
والنصارى .
وأخرج عبد بن حميد ، عن كعب - رضي الله عنه - { وما تفرقوا إلا من بعد ما جاءهم
العلم بغياً بينهم } قال : في الدنيا .
( معلومات الكتاب ) |