الإصابة - حرف الراء
القسم الأول
الراء بعدها الألف
راشد بن حبيش بالمهملة ثم الموحدة مصغر.


ذكره أحمد وابن خزيمة والطبراني وغيرهم في الصحابة. وقال البغوي: يشك في سماعه وذكره في التابعين البخاري وأبو حاتم والعسكري وغيرهم فروى أحمد من طريق سعيد عن قتادة عن مسلم بن يسار عن أبي الأشعث عن راشد بن حبيش أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم دخل على عبادة بن الصامت يعوده في مرضه فقال: " أتعلمون من الشهيد " الحديث. قال بن منده: تابعه معاذ بن هشام عن أبيه عن قتادة ورواه سفيان بن عبد الرحمن عن قتادة فقال: عن راشد عن عبادة وهو الصواب.
راشد بن حفص الله ذلي يكنى أبا أثيلة قاله بن منده.
روى البخاري وابن منده من طريق راشد بن حفص عن عمر بن عبد الرحمن بن عوف قال: كان جدي من قبل أمي يدعى في الجاهلية ظالما فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " أنت راشد " .
قلت: وسيأتي له ذكر في ترجمة عامر بن مرقش وخلط بن عبد البر ترجمته بترجمة راشد بن عبد ربه السلمي وهو غيره فيها يظهر لي بل المحقق التعدد لأن هذا هذلي.
راشد بن سعيد السلمي ذكره العقيلي كذا في التجريد.
راشد بن شهاب بن عمرو من بني غيلان بن عمرو بن دعمي بن إياد.
قال هشام بن الكلبي: وفد على النبي صلى الله عليه وآله وسلم وكان اسمه قرصافاً فسماه راشداً.
راشد بن عبد ربه السلمي قال المرزباني في معجم الشعراء: كان اسمه غوياً فسماه النبي صلى الله عليه وآله وسلم راشداً. وقال المدائني: هو صاحب البيت المشهور وهو هذا:
فألقت عصاها واستقر بها النوى ... كما قر عيناً بالإياب المسافر
وروى أبو نعيم من طريق محمد بن الحسن بن زباله عن حكيم بن عطاء السلمي من ولد راشد بن عبد ربه: عن أبيه عن جده راشد بن عبد ربه قال: كان الصنم الذي يقال له سوع بالمعسلاة فذكر قصة إسلامه وكسره إياه.
ورواه أبو حاتم بسند له وفيه أنه كان عند الصنم يوماً إذ أقبل ثعلبان فرفع أحدهما رجله فبال على الصنم وكان سادنه غاوى بن ظالم فأنشد:
أرب يبول الثعلبان برأسه ... لقد هان من بالت عليه الثعالب
ثم كسر الصنم وأتى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال له: أنت راشد بن عبد الله.
راشد بن عبد ربه ذكر بن عساكر أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كتب له كتاباً.
قلت: ويحتمل أن يكون هو الذي قبله.
راشد بن المعلى بن لوذان الأنصاري أخو رافع.
ذكره بن الكلبي فعده بدرياً في التجريد.
رافع بن أشيم الأشجعي أبو هند والد نعيم بن أبي هند ويقال اسمه النعمان يأتي في الكنى. رافع بن ثابت هو رويفع بن ثابت يأتي.
رافع بن جابر الطائي يأتي في بن عمرو.
رافع بن جعدبة الأنصاري ذكره بن إسحاق فيمن شهد بدراً وكذا ذكره أبو الأسود عن عروة.
رافع بن الحارث بن سواد بن زيد بن ثعلبة بن غنم الأنصاري.
ذكره موسى بن عقبة وابن إسحاق فيمن شهد بدراً وكذا ذكره أبو الأسود عن عروة وقال أبو عمر: شهد بدراً وأحداً والخندق وعاش إلى خلافة عثمان.
رافع بن خداش ذكره أبو سعد النيسابوري في شرف المصطفى وأخرج بإسناد ضعيف أن جندع بن الصميل أتاه آت فقال له: يا جندع بن الصميل أسلم تسلم وتغنم من حر نار تضرم فقال: ما الإسلام قال: البراء من الأصنام والإخلاص للملك العلام قال: كيف السبيل إليه قال: إنه قد اقترب ظهور ناجم من العرب كريم النسب غير خامل النسب يطلع من الحرم تدين له العجم قال فأخبر بذلك بن عمه رافع بن خداش فاصطحبا فلما وصل جندع إلى نجران مات بها وأقام رافع بن خداش فلما بلغه مهاجرة النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى المدينة جاء فأسلم.
رافع بن خديج بن رافع بن عدي بن يزيد بن جشم بن حارثة بن الحارث بن الخزرج بن عمرو بن مالك بن الأوس الأنصاري الأوسي الحارثي أبو عبد الله أو أبو خديج أمه حليمة بنت مسعود بن سنان بن عامر من بني بياضة.
عرض على النبي صلى الله عليه وآله وسلم يوم بدر فاستصغره وأجازه يوم أحد فخرج بها وشهد ما بعدها.


وروى عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم وعن عمه ظهير بن رافع وروى عنه ابنه عبد الرحمن وحفيده عباية بن رفاعة والسائب بن يزيد ومحمود بن لبيد وسعيد بن المسيب ونافع بن جبير وأبو سلمة بن عبد الرحمن وأبو النجاشي مولى رافع وسليمان بن يسار وآخرون واستوطن المدينة إلى أن انتقضت جراحته في أول سنة أربع وسبعين فمات وهو ابن ست وثمانين سنة وكان عريف قومه بالمدينة.
كذا قال الواقدي في وفاته وقد ثبت أن بن عمر صلى عليه وصرح بذلك الواقدي وابن عمر وفي أول سنة أربع كان بمكة عقب قتل بن الزبير ثم مات من الجرح الذي أصابه من زج الرمح فكأن رافعا تأخر حتى قدم بن عمر المدينة فمات فصلى عليه ثم مات بن عمر بعده أو مات رافع في أثناء سنة ثلاث قبل أن يحج بن عمر فإنه ثبت أن بن عمر شهد جنازته فقد خرج من طريق أبي نضرة قال أبو نضرة: خرجت جنازة رافع بن خديج وفي القوم بن عمر فخرج نسوة يصرخن فقال بن عمر: اسكتن فإنه شيخ كبير لا طاقة له بعذاب الله.
وقال يحيى بن بكير: مات أول سنة ثلاث وسبعين فهذا شبه.
وأما البخاري فقال: مات في زمن معاوية وهو المعتمد وما عداه واه وسيأتي سنده في ذلك في ترجمة أم عبد الحميد في كنى النساء وأرخه بن قانع سنة تسع وخمسين وأخرج بن شاهين من طريق محمد بن يزيد عن رجاله أصاب رافعا سهم يوم أحد فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " إن شئت نزعت السهم وتركت القطيفة وشهدت لك يوم القيامة أنك شهيد " فلما كانت خلافة عثمان انتقض به ذلك الجرج فمات منه.
كذا قال والصواب خلافة معاوية كما تقدم ويحتمل أن يكون بين الانتقاض والموت مدة.
رافع بن أبي رافع الطائي يأتي في بن عمرو.
رافع بن رفاعة الأنصاري روى حديثه أحمد وأبو داود من طريق عكرمة بن عمار عن طارق بن عبد الرحمن قال: جاء رافع بن رفاعة إلى مجلس الأنصار فقال لقد نهانا النبي صلى الله عليه وآله وسلم اليوم عن شيء كان يرفق بنا نهانا عن كراء الأرض وعن كسب الحجام وعن كسب الأمة إلا ما عملت بيديها نحو الخبز والغزل.
وقال أبو عمر: رافع بن رفاعة بن رافع بن مالك بن العجلان لا تصح له صحبة والحديث غلط.
قلت: لم أره في الحديث منسوباً فلم يتعين كونه رافع بن رفاعة بن مالك فإنه تابعي لا صحبة له بل يحتمل أن يكون غيره وأما كون الإسناد غلطاً فلم يوضحه وقد أخرجه بن منده من وجه آخر عن عكرمة فقال: عن رفاعة بن رافع والله أعلم.
رافع بن زيد بن كرز بن سكن بن زعوراء بن عبد الأشهل الأنصاري الأوسي ويقال رافع بن سهل.
ذكره موسى بن عقبة فيمن شهد بدراً هكذا على الشك وأما بن إسحاق والواقدي فقالا: رافع بن زيد بغير شك وقال بن الكلبي: رافع بن يزيد وكذا قال بن الأسود عن عروة.
رافع بن سعد الأنصاري ذكره أحمد بن محمد بن عيسى فيمن نزل حمص من الصحابة وذكره بن شاهين وأبو موسى. رافع بن سنان أخو معقل الأشجعي.
ذكره خليفة بن خياط فيمن روى من الصحابة من أشجع.
رافع بن سنان الأنصاري الأوسي أبو الحكم جد عبد الحميد بن جعفر بن عبد الله بن الحكم بن رافع بن سنان.
روى عبد الحميد الكبير عن أبيه عن جده أحاديث منها عند أبي داود من طريق عيسى بن يونس عن عبد الحميد بن جعفر عن أبيه عن جده رافع بن سنان أنه أسلم وأبت امرأته أن تسلم فأتى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فذكر الحديث.
وقال أبو عبيد القاسم بن سلام في الأنساب: أبو الحكم رافع بن سنان صاحب النبي صلى الله عليه وآله وسلم من ذرية العطبون وهو عامر بن ثعلبة.
رافع بن سهل بن رافع بن عدي بن زيد بن أمية بن زيد الأنصاري حليف القوافلة.
قيل: شهد بدراً ولم يختلف أنه شهد أحداً وما بعدها واستشهد باليمامة قال الواقدي بسند له: أقبل رافع بن سهل الأشهلي يصيح يا آل سهل ما تستبقون من أنفسكم وألقى الدرع وحمل بالسيف فقتل.
رافع بن سهل بن زيد بن عامر بن عمرو بن جشم بن الحارث بن الخزرج بن عمرو بن مالك بن الأوس الأنصاري الأوسي أخو عبد الله شهد أحداً واستشهد عبد الله بالخندق.
رافع بن ظهير أخو أسيد بن ظهير.


معنى ذكره في ترجمة أنس بن ظهير في حرف الألف إن كان محفوظاً وأخرج قاسم بن أصبغ في مسنده من طريق عبد الحميد بن جعفر عن أبيه عن رافع بن ظهير أو حضير أنه راح من عند النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال إنه نهى عن كراء الأرض أخرجه أبو عمر فقال: هذا غلط لا خفاء به.
قلت: الصواب فيه ما خرجه النسائي من هذا الوجه فقال: عن أبيه عن رافع بن أسيد بن ظهير عن أبيه فسقط من الرواية ذكر أسيد وعن أبيه والله أعلم.
رافع بن عبد الحارث هو ابن عنجده يأتي.
رافع بن عدي له ذكر في ترجمة عرابة بن أوس.
رافع بن عمرو بن جابر بن حارثة بن عمرو بن مخضب أبو الحسن الطائي السنبسي ويقال بن عميرة وقد ينسب لجده وقيل: هو رافع بن أبي رافع.
قال مسلم وأبو أحمد الحاكم: له صحبة روى الطبراني من طريق الأعمش عن سليمان بن ميسرة عن طارق بن شهاب عن رافع بن أبي رافع الطائي قال: لما كانت غزوة ذات السلاسل استعمل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عمرو بن العاص على جيش فيهم أبو بكر فذكر الحديث بطوله.
وأخرجه بن خزيمة من طريق طلحة بن مصرف عن سليمان عن طارق عن رافع الطائي قال: وكان رافع لصاً في الجاهلية وكان يعمد إلى بيض النعام فيجعل الماء فيه فيخبؤه في المفاوز فلما اسلم كان دليل المسلمين قال رافع: لما كانت غزوة ذات السلاسل قلت لأختارن لنفسي رفيقاً صالحاً فوفق لي أبو بكر فكان ينيمني على فراشه ويلبسني كساء له من أكسية فدك فقلت له: علمني شيئاً ينفعني قال: اعبد الله ولا تشرك به شيئاً وأقم الصلاة وتصدق إن كان لك مال وهاجر دار الكفر ولا تأمر على رجلين... الحديث.
وقال بن سعد: كان يقال له رافع الخير وتوفي في آخر خلافة عمر وقد غزا في ذات السلاسل ولم ير النبي صلى الله عليه وسلم كذا قال وكذا عده العجلي في التابعين.
وفرق خليفة بن خياط بين رافع بن عمرو صاحب قصة ذات السلاسل فذكره في الصحابة وبين رافع بن عميرة الذي دل خالد بن الوليد على طريق السماوة حتى رحل بهم من العراق إلى الشام في خمسة أيام فذكره في التابعين ولم يصب في ذلك فإنه واحد اختلف في اسم أبيه وذكر بن إسحاق في المغازي أنه هو الذي كلمه الذئب فيما تزعم طيء وكان في ضأن يرعاها فقال في ذلك:
فلما أن سمعت الذئب نادى ... يبشرني بأحمد من قريب
فألفيت النبي يقول قولاً ... صدوقاً ليس بالقول الكذوب
وروى الطبراني من طريق عصام بن عمرو عن عمرو بن حيان الطائي قال: كان رافع بن عميرة السنبسي يغدي أهل ثلاثة مساجد يسقيهم الحيس وماله إلا قميص واحد هو للبيت وللجمعة.
رافع بن عمرو بن مجدع ويقال بن مخدج بن حاتم بن الحارث بن نغيلة بنون ومعجمة مصغرا بن مليل بلامين مصغراً - بن ضمرة بن بكر بن عبد مناة بن كنانة الكناني الضمري ويعرف بالغفاري وهو أخو الحكم بن عمرو يكنى أبا جبير.
نزل البصرة وروى عنه ابنه عمران وعبد الله بن الصامت وأبو جبير مولاهم له في مسلم حديث.
رافع بن عمرو بن هلال المزني أخو عائذ بن عمرو لهما ولأبيهما صحبة سكن رافع البصرة.
قال بن عساكر: كان في حجة الوداع خماسياً أو سداسياً وقد حفظ عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
قلت: ورواية عمرو بن سليم المزني عنه في مسند أحمد أنه قال: سمعت النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأنا وصيف ورواية هلال بن عامر عنه تدل على أنه عاش إلى خلافة معاوية.
وله رواية عند أبي داود والنسائي.
رافع بن عمير التميمي يلقب دعموص الرمل سكن الكوفة.


روى خبره الخرائطي في هواتف الجان من طريق محمد بن عكير عن سعيد بن بجير قال: كان رجل من بني تميم يقال له رافع بن عمير وكان أهدى الناس للطريق فكانت العرب تسميه دعموص الرمل فذكر عن بدء إسلامه خبراً طويلاً وأنه رأى شيخاً من الجن يخاطب آخر وأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أخبره بخبره قبل أن يخبره قال سعيد بن جبير: فكنا نرى أنه الذي نزل فيه: " وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن... " الآية. وفي إسناد هذا الخبر ضعف وفيه أن الشيخ الجني اسمه معتكد بن مهلهل وأنه قال له: إذا نزلت وادياً فخفت فقل: أعوذ برب محمد من هول هذا الوادي ولا تعذ بأحد من الجن فقد بطل أمرها قال: فقلت من محمد؟ قال: نبي عربي ومسكنه يثرب ذات النخل قال: فركبت ناقتي حتى أتيت المدينة. رافع بن عمير آخر غير منسوب سكن الشام.
روى بن مردويه في تفسير سورة ص من طريق محمد بن أيوب بن سويد عن أبيه عن إبراهيم بن أبي عبلة عن أبي الزاهرية عن رافع بن عميرة: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: " إن الله عز وجل قال لسليمان: سلني أعطك قال: أسألك ثلاث خصال: حكماً يصادف حكمك وملكاً لا ينبغي لأحد من بعدي ومن أتى هذا البيت لا يريد إلا الصلاة فيه خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه " .
وأورده الطبراني مطولاً ولكنه أخرجه في ترجمة رافع بن عمير الطائي ولم يقل في سنده إلا رافع بن عمير فهو عندي غيره وقد فرق بينهما بن منده وأبو نعيم.
رافع بن عنجدة بضم المهملة والجيم بينهما نون ساكنة ثم دال الأنصاري الأوسي من بني أمية بن زيد.
ذكره موسى بن عقبة فيمن شهد بدراً وقال بن هشام: عنجدة أمه واسم أبيه عبد الحارث وقيل هو رافع بن عنجرة براء بدل الدال وهو تصحيف وقيل: رافع بن عنبرة وهو تحريف وكان أبو معشر يسميه عامر بن عنجدة ولم يتابع عليه.
رافع بن مالك بن العجلان بن عمرو بن عامر بن زريق الأنصاري الزرقي شهد العقبة وكان أحد النقباء.
قال سعد بن عبد الحميد بن جعفر: كان أول من أسلم من الخزرج.
وروى البخاري من طريق يحيى بن سعيد عن معاذ بن رفاعة بن رافع - وكان رفاعه من أهل بدر وكان رافع من أهل العقبة وكان يقول لابنه: ما يسرني أني شهدت بدراً بالعقبة.
وروى أبو نعيم من هذا الوجه هذا الحديث مختصراً بلفظ: عن معاذ بن رفاعة كان رافع بن مالك من أصحاب العقبة ولم يشهد بدراً ووصله موسى بن عقبة فسماه في البدريين وكذا جاء عن بن إسحاق من رواية يونس بن بكير لا من رواية يزيد البكائي.
وأورد الحاكم في المستدرك في ترجمته حديث معاذ بن رفاعة عن جده رافع بن مالك قال: صليت خلف النبي صلى الله عليه وآله وسلم فعطس... الحديث.
وهذا وهم وإنما هو عن أبيه كذلك أخرجه أبو داود والترمذي والنسائي من هذا الوجه الذي أخرجه منه الحاكم.
وحكى بن إسحاق أن رافع بن مالك أول من قدم المدينة بسورة يوسف.
وروى الزبير بن بكار في أخبار المدينة عن عمر بن حنظلة أن مسجد بني زريق أول مسجد قرئ فيه القرآن وأن رافع بن مالك لما لقي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بالعقبة أعطاه ما أنزل عليه في العشر سنين التي خلت فقدم به رافع المدينة ثم جمع قومه فقرأ عليهم في موضعه قال: وعجب النبي صلى الله عليه وآله وسلم من اعتدال قبلته.
رافع بن المعلى بن لوذان بن حارثة بن عدي بن زيد بن ثعلبة الأنصاري الخزرجي.
ذكره موسى بن عقبة وابن إسحاق وغيرهما فيمن استشهد ببدر وقتله عكرمة بن أبي جهل ووهم بن شهاب في نسبه فقال: إنه من الأوس ثم من بني زريق وبنو زريق من الخزرج لا من الأوس والمقتول ببدر من الخزرج.
رافع بن المعلى الأنصاري الزرقي له ذكر في ترجمة درة بنت أبي لهب في أسماء النساء. وروى بن منده من طريق بن الكلبي عن أبي صالح عن بن عباس في قوله تعالى: " إن الذين تولوا منكم يوم التقى الجمعان... " الآية - نزلت في عثمان بن رافع بن المعلى وخارجة بن زيد فيحتمل أن يكون هو هذا وقيل هو اسم أبي سعيد الآني في الكنى وقد مضى أنه قيل إن اسمه الحارث.
رافع بن مكيث بوزن عظيم آخره مثلثة الجهني.
شهد بيعة الرضوان وكان أحد من يحمل ألوية جهينة يوم الفتح واستعمله النبي صلى الله عليه وآله وسلم على صدقات قومه وشهد الجابية مع عمر.


له عند أبي داود حديث واحد من طريق ولده الحارث بن رافع عنه في حسن الملكة.
رافع بن النعمان بن زيد بن لبيد بن خداش بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار.
قال العدوي: شهد أحداً.
رافع بن يزيد الثقفي قال بن السكن: لم يذكر في حديثه سماعاً ولا رؤية ولست أدري أهو صحابي أم لا ولم أجد له ذكراً إلا في هذا الحديث.
وروى بن السكن وأبو أحمد بن عدي من طريق أبي بكر الله ذلي عن الحسن عن رافع بن يزيد أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: " إن الشيطان يحب الحمرة فإياكم والحمرة وكل ثوب فيه شهرة " .
قال بن منده: رواه سعيد بن بشير عن قتادة عن الحسن عن عبد الرحمن بن يزيد عن رافع نحوه وقال الجوذقاني في كتاب الأباطيل: هذا حديث باطل وإسناده منقطع. كذا قال.
وقوله: باطل مردود فإن أبا بكر الله دلي لم يوصف بالوضع وقد وافقه سعيد بن بشير وإن زاد في السند رجلاً فغايته أن المتن ضعيف أما حكمه عليه بالوضع فمردود وقد أكثر الجوذقاني في كتابه المذكور من الحكم ببطلان أحاديث لمعارضة أحاديث صحيحة لها مع إمكان الجمع وهو عمل مردود.
وقد وقفت على كتابه المذكور بخط أبي الفرج بن الجوزي ومع ذلك فلم يوافقه على ذكر هذا الحديث في الموضوعات.
رافع بن يزيد الأنصاري الأوس ثم الأشهلي تقدم في بن زيد.
رافع مولى النبي صلى الله عليه وآله وسلم يكنى أبا البهي بفتح الموحدة وكسر الهاء الخفيفة.
له ذكر في حديث أخرجه بن ماجة والبلاذري وابن أبي عاصم في الأدب والحسن بن سفيان في مسنده كلهم عن هشام بن عمار عن يحيى بن حمزة عن زيد بن واقد عن مغيث بن سمي عن عبد الله بن عمر قال: قلت يا رسول الله من خير الناس قال: " ذو القلب المخموم واللسان الصادق " . فذكر الحديث وفيه: فقلنا ما نعرف هذا فينا إلا رافعاً مولى النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهذه الزيادة ليست عند بن ماجة.
وروى الحكيم الترمذي في نوادره هذا الحديث من طريق محمد بن المبارك الصوري عن يحيى بن حمزة بتمامه وأخرجه الطبراني من وجه آخر وزاد البلاذري: قال هشام بن عمار: أخشى أن يكون غير محفوظ ولا أحسبه إلا أبا رافع.
قلت: أخرجه أحمد في الزهد من طريق أسد بن وداعة مرسلاً لكنه قال: رافع بن خديج وقوله بن خديج وهم وهو يقوي الرواية الأولى ويبعد توهم هشام.
وله ذكر في حديث آخر أخرجه الطبراني من طريق بن عيينة عن عمرو بن دينار عن عمرو بن سعيد قال: كان لسعيد بن العاص عبد فأعتق كل واحد من أولاده نصيبه إلا واحداً فوهب نصيبه للنبي صلى الله عليه وآله وسلم فأعتق نصيبه فكان يقول: أنا مولى النبي صلى الله عليه وآله وسلم وكان اسمه رافعاً أبا البهي.
وروى هشام بن الكلبي هذه القصة: وزاد فلما ولي عمرو بن سعيد الأشدق بعث إليه فدعاه فقال: مولى من أنت؟ قال: مولى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فضربه مائة سوط ثم أعاد السؤال فأعاد فضربه مائة أخرى ثم أعاد الثالثة كذلك فلما رأى أنه لا يرفع عنه الضرب قال: أنا مولاك.
قال بن الكلبي: والناس يغلطون في هذا فيقولون: أبو رافع وإنما هو رافع.
وقد ذكر هذه القصة أبو العباس المبرد في الكامل من غير سند.
رافع مولى عبيد بن عمير الأسلمي - له ذكر في ترجمة حمام الأسلمي.
رافع الخزاعي مولاهم قال بن إسحاق في المغازي: ولما دخلت خزاعة مكة - يمنى يوم الفتح لجئوا إلى دار بديل بن ورقاء ودار رافع مولاهم.
رافع مولى عائشة.
روى بن منده من طريق أبي إدريس المرهبي عن رافع مولى عائشة قال: كنت غلاماً أخدمها إذا كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عندها وأنه قال: " عادى الله من عادى علياً.
قال: هذا غريب لا نعرفه إلا من هذا.
رافع مولى غزية بن عمرو استشهد يوم أحد قاله أبو عمر.
رافع مولى سعد. ذكره البغوي وقال أبو نعيم: ذكره البخاري في تاريخه.
وروى الحسن بن سفيان من طريق أبي أمية عبد الكريم بن أبي المخارق عن المسور بن مخرمة عن رافع مولى سعد أنه عرض منزلاً أو بيتاً له على جار له فقال: أعطيكه بأربعة آلاف لأني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: " الجار أحق بسبقه " وأخرجه أبو محمد الحارثي في مسند أبي حنيفة من طريق أبي حنيفة عن عبد الكريم فقال فيه: عن المسور عن رافع قال: عرض علي سعد بيتاً وساق الحديث من مسند سعد.


ورواه من وجه آخر فقال فيه: عن المسور عن أبي رافع قال: عرض علي سعد بيتاً فقال خذه... فذكر الحديث.
والمحفوظ من ذلك كله ما أخرجه البخاري من طريق عمرو بن الشريد قال: أخذ المسور بن مخرمة بيدي فقال: انطلق بنا إلى سعد بن أبي وقاص فجاء أبو رافع فقال لسعد: ألا تشتري مني بيتي اللذين في دارك... الحديث.
وأصل التخليط فيه من أبي أمية فإنه ضعيف.
رافع القرظي ذكره بن شاهين وأخرج من طريق فراس بن إسماعيل عن عبد الملك بن عمير عن رافع - رجل من بني زنباع ثم من بني قريظة - أنه قدم على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وكتب له كتاباً إنه لا يجني عليه إلا يده وإسناده ضعيف.
رافع رفيق أسلم تقدم ذكره معه ويحتمل أن يكون هو أبا البهي.
الراء بعدها الباء
رباح بتخفيف الموحدة بن الربيع بن صيفي التميمي أخو حنظلة التميمي ويقال فيه بالتحتانية وهو قول الأكثر.
روى عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم حديثاً في النهي عن قتل الذرية فيه أنه خرج معه في غزوة غزاها وعلى مقدمته خالد بن الوليد أخرجه أبو داود والنسائي وابن ماجة.
رباح بن قصير بفتح أوله اللخمي.
قال بن السكن: في إسناده نظر وروى بن شاهين من طريق موسى بن علي بن رباح عن أبيه عن جده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " ما ولد لك " قال: يا رسول الله وما عسى يولد لي؟ الحديث وفيه: " إن النطفة إذا استقرت في الرحم أحضرها لله كل نسب بينها وبين آدم " .
وروى بن شاهين وابن السكن وابن يونس من هذا الوجه مرفوعاً: " ستفتح مصر بعدي فانتجعوا خيرها ولا تتخذوها داراً فإنه يساق إليها أقل الناس أعماراً " .
قال البخاري: لا يصح هذا وقال بن يونس: أعاذ الله موسى بن علي أن يحدث بمثل هذا وقد تفرد بهذا مطهر بن الهيثم وهو متروك.
قال: ورباح أدرك النبي صلى الله عليه وآله وسلم في زمن أبي بكر وكان أبو بكر بعث حاطب بن أبي بلتعة إلى المقوقس فنزل على رباح بن قصير فأسلم رباح حينئذ.
وقد روى يحيى بن إسحاق أحد الثقات عن موسى بن علي قال: سمعت أبي يحدث أن أباه أدرك النبي صلى الله عليه وآله وسلم أسلم في زمن أبي بكر. انتهى.
وأخرجه البخاري في تاريخه الصغير.
رباح بن المعترف واسمه وهب ويقال بن عمرو بن المعترف بن حجوان بن عمر بن شيبان بن محارب بن فهر القرشي الفهري يكنى أبا حسان وكان من مسلمة الفتح.
قال الزبير بن بكار: له صحبة وكان شريك عبد الرحمن بن عوف في التجارة وكذا قال الطبري.
وروى بن أبي عاصم من طريق عيسى بن أبي عيسى عن محمد بن يحيى بن حبان عن رباح بن المعترف أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم سئل عن ضالة الغنم... الحديث.
وروى شعيب عن الزهري عن السائب بن يزيد قال: بينما نحن مع عبد الرحمن بن عوف في طريق الحج اعتزل عبد الرحمن ثم قال لرباح بن المعترف: غننا يا أبا حسان... فذكر قصة. وروى إبراهيم الحربي في غريب الحديث من طريق عثمان بن نائل عن أبيه قلنا لرباح بن المعترف: غننا بغناء أهل بلدنا فقال: مع عمر؟ قلنا: نعم فإن نهاك فانته.
وذكر الزبير بن بكار أن عمر مر به ورباح يغنيهم غناء الركبان فقال: ما هذا قال له عبد الرحمن: غير ما بأس يقصر عن السفر فقال: إذا كنتم فاعلين فعليكم بشعر ضرار بن الخطاب. وقال أبو نعيم: لا أعرف له صحبة.
رباح مولى أم سلمة روى النسائي من طريق كريب عن أم سلمة قالت: مر النبي صلى الله عليه وآله وسلم بغلام لنا يقال له رباح وهو يصلي فنفخ فقال: " ترب وجهك " .
ورواه الباوردي من طريق حماد بن سلمة عن أبي حمزة عن أبي صالح عن أم سلمة وفيه قصته.
وأخرجه الطبراني في مسند الشاميين من طريق داود بن أبي هند عن أبي صالح مولى طلحة عن أم سلمة نحوه.
رباح ومولى بني جحجبي.
ذكره فيمن شهد أحداً قال بن إسحاق استشهد باليمامة.
رباح مولى الحارث بن مالك الأنصاري.
ذكره أبو عمر وقال: استشهد باليمامة ويحتمل أن يكون الذي قبله.
رباح مولى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.


ثبت ذكره في الصحيحين من حديث عمر في قصة اعتزال النبي صلى الله عليه وآله وسلم نساءه قال: فجئت إلى المشربة التي هو فيها فقلت: " يا رباح استأذن لي " سماه مسلم في روايته وفي مسلم أيضاً من حديث سلمة بن الأكوع الطويل قال: وكان للنبي صلى الله عليه وآله وسلم غلام اسمه رباح.
وروى الطبراني من طريق بن أبي مليكة عن بن عمر: أخبرني بلال مثله.
وقال البلاذري: كان أسود وكان يستأذن عليه ثم صيره مكان يسار بعد قتله فكان يقوم بلقاحه. وذكر عمر بن شبة في أخبار المدينة عن أبي غسان قال: اتخذ رباح مؤذن النبي صلى الله عليه وآله وسلم داراً على زاوية الدار اليمانية ثم أخرج من طريق كريمة بنت المقداد قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " يا رباح أدن منزلك إلى هذا المنزل فإني أخاف عليك السبع " رباح غير منسوب.
قال بن منده: هو من أهل الشام روى بن منده من طريق عبد الكريم الجزري عن عبيدة بن رباح عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " من احتجب عن الناس لم يحتجب عن النار " .
رباح السلمي له ذكر في شعر هوذة السلمي الآتي ذكره في القسم الثالث من حرف الهاء. ربتس بسكون الموحدة وفتح المثناة بعدها مهملة بن عامر بن حصن بن خرشة بن عمرو بن مالك الطائي.
قال الطبري: له وفادة وكتب له النبي صلى الله عليه وآله وسلم كتابا.ً ربعي بن الأفكل العنبري.
ذكر سيف في الفتوح أن سعداً ولاه حرب الموصل وقد ذكرنا غير مرة أنهم كانوا لا يؤمرون في الفتوح إلا الصحابة.
وذكر سيف في موضع آخر أن عمر استعمله على مقدمة جيش أميره عبد الله بن المعتم وله مشاهد في فتوح العراق.
ربعي بن تميم بن يعار الأنصاري.
قال العدوي: شهد أحداً واستشهد باليمامة.
ربعي بن أبي ربعي واسم أبي ربعي رافع بن يزيد بن حارثة بن الجد بن العجلان بن حارثة بن ضبيعة بن حرام بن جعل بن عمرو بن جشم بن وذم بن ذبيان بن هميم بن ذهل بن هني بن بلى البلوي وهم حلفاء بني زيد بن مالك بن عوف بن مالك بن الأوس من الأنصار حليف الأنصار.
ذكره موسى بن عقبة وغيره فيمن شهد بدراً وفرق أبو نعيم وأبو موسى بين ربعي بن أبي ربعي وبين ربعي بن رافع وهما واحد.
ربعي بن عامر بن خالد بن عمرو.
قال الطبري: كان عمر أمد به المثنى بن حارثة وكان من أشراف العرب وللنجاشي الشاعر فيه مديح.
وقال سيف في الفتوح عن أبي عثمان عن خالد وعبادة قالا: قدم على أبي عبيدة كتاب عمر بأن يصرف جند العراق إلى العراق وعليهم هاشم بن عتبة وعلي مقدمته القعقاع بن عمرو وعلى مجنبته عمير بن مالك وربعي بن عامر وفي ذلك يقول ربعي:
أنخنا إليها كورة بعد كورة ... نقصهم حتى احتوينا المناهلا
وله ذكر أيضاً في غزوة نهاوند وكان ممن بنى فسطاطاً أمير تلك الغزوة النعمان بن مقرن وولاه الأحنف لما فتح خراسان على طخارستان.
وقد تقدم غير مرة أنهم كانوا لا يؤمرون إلا الصحابة.
ربعي بن عمرو الأنصاري ذكره ضرار بن صرد بإسناد عن عبيد الله بن أبي رافع عن أبيه فيمن شهد بدراً وشهد صفين مع علي أخرجه أبو نعيم وغيره.
ذكر من اسمه الربيع - محلى بأل
الربيع بن إياس بن عمرو بن عثمان بن أمية بن زيد الأنصاري.
ذكره موسى بن عقبة وأبو الأسود فيمن شهد بدراً.
الربيع بن ربيعة بن رفيع السلمي يأتي في ربيعة بن رفيع.
الربيع بن ربيعة بن عوف بن قتال بن أنف الناقة التميمي أبو يزيد المعروف بالمخبل السعدي الشاعر المشهور وزعم زكريا بن هارون الله جري في نوادره أن له صحبة استدركه بن الأثير وابن فتحون.
وقال بن دريد: اسم المخبل ربيعة بن كعب وقيل ربيعة بن مالك وقيل اسمه ربيعة بن عوف قاله المرزباني وحكى الخلاف فيه وقال: كان مخضرماً نزل البصرة وقال بن الكلبي: اسمه الربيع بن مالك.
قال أبو الفرج الأصبهاني: كان المخبل مخضرماً من فحول الشعراء وعمر عمراً طويلاً وأحسبه مات في خلافة عمر أو عثمان وفيه يقول الفرزدق الشاعر:
وهب القصائد لي النوابغ إذ مضوا ... وأبو يزيد وذو القروح وجرول
وأورد مهاجاة بين المخبل وبين الزبرقان بن بدر.
وقال المرزباني: كان شاعراً مفلقاً مخضرماً نزل البصرة وهو القائل في قصيدته المشهورة:
إني وجدت الأمر أرشده ... تقوى الإله وشره الإثم


وذكر وثيمة في الردة أن المخبل شهد مع قيس بن عاصم حرب ربيعة بالبحرين وله في قيس بن عاصم مديح وقد مضى له ذكر في ترجمة بغيض بن عامر في القسم الثالث ويقال: إنه خطب أخت الزبرقان فمنعه لشيء كان في عقله وزوجها هزالاً وكان هزال قتل جاراً للزبرقان فعيره المخبل بأبيات منها:
أنكحت هزالاً خليدة بعدما ... زعمت بظهر الغيب أنك قاتله
الربيع بن زياد بن أنس بن الديان بن قطن بن زياد بن الحارث بن مالك بن ربيعة بن كعب بن الحارث الحارثي قال أبو عمر: له صحبة ولا أعرف له رواية كذا قال.
وقال أبو أحمد العسكري: أدرك الأيام النبوية ولم يقدم المدينة إلا في أيام عمر.
وذكره البخاري وابن أبي حاتم وابن حبان في التابعين.
وقال بن حبان: ولاه عبد الله بن عامر سجستان سنة تسع وعشرين ففتحت على يديه.
وقال المبرد في الكامل: كان عاملاً لأبي موسى على البحرين وفد على عمر فسأله عن سنه فقال: خمس وأربعون وقص قصة في آخرها أنه كتب إلى أبي موسى أن يقره على عمله واستخلفه أبو موسى على حرب مناذر سنة تسع عشرة فافتتحها عنوة وقتل بها أخوه المهاجر بن زياد.
وروي من طريق سليمان بن بريدة أن وافداً قدم على عمر قال: ما أقدمك؟ قال: قدمت وافداً لقومي فأذن للمهاجرين والأنصار والوفود فتقدم الرجل فقال له عمر: هيه قال: هيه يا أمير المؤمنين والله ما وليت هذه الأمة إلا ببلية ابتليت بها ولو أن شاة ضلت بشاطىء الفرات لسئلت عنها يوم القيامة قال: فانكب عمر يبكي ثم رفع رأسه قال: ما أسمك قال: الربيع بن زياد.
وله مع عمر أخبار كثيرة منها أن عمر قال لأصحابه: دلوني على رجل إذا كان في القوم أميراً فكأنه ليس بأمير وإذا لم يكن بأمير فكأنه أمير فقالوا: ما نعرفه إلا الربيع بن زياد قال: صدقتم ذكرها بن الكلبي.
وذكر بن حبيب أن زياداً كتب إلى الربيع بن زياد أن أمير المؤمنين كتب إلي أن آمرك أن تحرز البيضاء والصفراء وتقسم ما سوى ذلك فكتب إليه: إني وجدت كتاب الله قبل كتاب أمير المؤمنين: وبادر فقسم الغنائم بين أهلها وعزل الخمس ثم دعا الله أن يميته فما جمع حتى مات. قلت: وقد رويت هذه القصة لغيره وكان الحسن البصري كاتبه وولى خراسان لزياد إلى أن مات وكان حفيده الحارث بن زياد بن الربيع في حملة أبي جعفر المنصور ولم يكن في عصره عربي ولا عجمي أعلم بالنجوم منه وكان يتحرج أن يقضى وكان يبصر حكم ما دلت عليه النجوم.
الربيع بن زيد ويقال بن زياد ويقال ربيعة.
قال البغوي: لا أدري له صحبة أم لا ثم أخرج هو والطبراني من طريق داود الأودي أنه سمع أبا كرز الحارثي عن ربيع بن زيد قال: بينما رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذ أبصر شاباً يسير معتزلاً فقال: " مالك اعتزلت الطريق " قال: كرهت الغبار قال: " فلا تعتزله فوالذي نفسي بيده إنه لذريرة الجنة " .
وأخرجه أبو داود في المراسيل وأخرجه النسائي في الكنى لكن قال ربيعة بن زياد وأخرجه بن منده فقال: ربيعة بن زياد أو بن زيد.
الربيع بن سهل بن الحارث بن عروة بن عبد رزاح بن ظفر الأنصاري الظفري.
قال أبو عمر: شهد أحداً.
الربيع بن طعيمة بن عدي بن نوفل بن عبد مناف القرشي النوفلي بن عم جبير بن مطعم بن عدي.
قتل أبوه طعيمة بن عدي يوم بدر كافراً وأم هذا أم حبيبة بنت أبي العاص عمة مروان بن الحكم ذكره الزبير بن بكار.
الربيع بن قارب العبسي.
استدركه أبو علي الغساني وقال: حديثه عنه ولده عبد الله بن القاسم بن حاتم بن عقبة بن عبد الرحمن بن مالك بن عنبسة بن عبد الله بن الربيع بن قارب العبسي حدثني أبي عن أبيه عن أبي جده أن أباه ربيعاً وفد على النبي صلى الله عليه وآله وسلم فكساه برداً وحمله على ناقة وسماه عبد الرحمن.
الربيع بن مالك قد مضى في الربيع بن ربيعة.
الربيع بن معاوية بن خفاجة بن عمرو بن عقيل الخفاجي بايع وأسلم.
ذكره بن سعد في وفد بني عقيل كذا قرأت بخط شيخنا شيخ الإسلام البلقيني في حاشية نسخته من التجريد ثم راجعت طبقات بن سعد وقد ذكرت خبره في مطرف بن عبد الله بن الأعلم. الربيع بن النعمان بن يساف أخو الحارث شهد أحداً استدركه الأشيري.
الربيع الأنصاري الزرقي.


روى البغوي وابن أبي عاصم والطبراني من طريق جرير عن عبد الملك بن عمير عن الربيع الأنصاري قال: عاد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بن أخي جبر الأنصاري فجعل أهله يبكون فقال لهن عمر: مه فقال: " دعهن يبكين ما دام فإذا وجب فليسكتن " كذا قال: جرير. ورواه داود الطائي عن عبد الملك بن عمير عن جبر بن عتيك فالله أعلم.
الربيع الأنصاري آخر روت عنه ابنته أم سعد أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: " سوء الخلق شؤم وطاعة النسا ندامة وحسن الملكة نماء " أورده بن منده.
الربيع الجرمي قال بن حبان: له صحبة وروى الطبراني والباوردي من طريق مسلم بن عبد الرحمن عن سوادة بن الربيع قال: انطلقت أنا وأبي إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فأمر لنا بذودين... الحديث.
قال أبو نعيم: رواه حماعة عن مسلم بن عبد الرحمن فلم يقل أحد منهم مع أبي إلا سلمة بن رجاء في هذه الرواية ووقع عند البغوي من وجه آخر: أتيت بأمي فأمر لها فليحرر.
ذكر من اسمه ربيعة بزيادة هاء في آخره
ربيعة بن أكثم بن أبي الجون الخزاعي نسبه بن السكن وأورد له الحديث الذي رويناه في الغيلانيات من طريق سعيد بن المسيب عن ربيعة بن أكثم قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يستاك عرضاً وإسناده إلى سعيد بن المسيب ضعيف.
قال بن السكن: لم يثبت حديثه.
ربيعة بن أكثم بن سخبرة بن عمرو بن لكيز بن عامر بن غنم بن ذودان بن أسد بن خزيمة الأسدي حليف بني عبد شمس.
ذكره موسى بن عقبة وابن إسحاق وغير واحد فيمن شهد بدراً واستشهد بخيبر وهو ابن ثلاثين سنة قتله الحارث اليهودي بحصن النطاة.
وله ذكر في ترجمة معاذ بن ماعص وكان قصيراً وكنيته أبو يزيد وأورد أبو عمر في ترجمته الحديث الذي ذكرته في الذي بعده والذي يظهر أن الذي صنعه بن السكن أصوب. ربيعة بن أمية بن أبي الصلت الثقفي.
ذكره المرزباني وأنشد له شعراً يرد به على أبيه انتسابه في أبيات يقول فيها:
وإنا معشر من جذم قيس ... فنسبتنا ونسبتهم سواء
وقد تقدم غير مرة أنه لم يبق أحد من ثقيف وقريش بمكة والطائف في حجة الوداع إلا شهدها مسلماً وكانت وفاة أمية بن أبي الصلت قبل ذلك بيقين سنة تسع من الهجرة.
وسيأتي شيء من ذلك في ترجمة أخيه القاسم بن أمية بن أبي الصلت.
ربيعة بن أبي براء هو ابن عامر بن مالك يأتي.
ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم أبو أروى الهاشمي.
وكان أسن من عمه العباس قاله الزبير قال: ولم يشهد بدراً مع قومه لأنه كان غائباً بالشام وأمه عزة بنت قيس الفهرية.
وثبت ذكره في صحيح مسلم من طريق عبد الله بن عبد الله بن الحارث بن نوفل بن عبد المطلب بن ربيعة قال: اجتمع ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب والعباس بن عبد المطلب فقالا لو بعثنا هذين الغلامين إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فأمرهما على الصدقات... الحديث بطوله.
وكان ربيعة شريك عثمان في الجاهلية في التجارة.
قال الدارقطني في كتاب الإخوة: أطعمه النبي صلى الله عليه وآله وسلم من خيبر مائة وسق كل عام وكذا قال الزبير.
ومات ربيعة في خلافة عمر قبل أخويه: نوفل وأبي سفيان: وقيل مات سنة ثلاث وعشرين بالمدينة.
ربيعة بن الحارث بن نوفل ذكره البغوي في الصحابة وكان سكن المدينة رأيته في كتاب محمد بن إسماعيل ولم أر له حديثاً قلت: قد أورد حديثه الحسن بن سفيان في مسنده من طريق موسى بن عقبة عن عبد الله بن الفضل عن ربيعة بن الحارث بن نوفل قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " إذا ركع أحدكم فليقل: اللهم لك ركعت وبك آمنت... " الحديث.
أخرجه أبو نعيم في ترجمة الذي قبله وفي سياقه عن ربيعة بن الحارث بن نوفل فإن كان نوفل بن الحارث بن عبد المطلب فإن لأبيه وجده صحبة ولأخيه عبد الله بن الحارث رؤية. ربيعة بن خراش الصباحي.
ذكر الرشاطي عن أبي الحسن المدائني أنه ممن وفد على النبي صلى الله عليه وآله وسلم مع الأشج قال ولم يذكره أبو عمر ولا بن فتحون.
ربيعة بن أبي خرشة بن عمرو بن ربيعة بن حبيب بن جذيمة مالك بن حسل بن عامر بن لؤي القرشي العامري.
أسلم يوم الفتح واستشهد باليمامة ذكره أبو عمر.
ربيعة بن خويلد بن سلمة بن هلال بن عامر بن عائذ بن كليب بن عمرو بن لؤي بن رهم الأنماري.


ذكره بن شاهين من طريق الكلبي وقال: كان شريفاً واستدركه بن فتحون وأبو موسى.
ربيعة بن دراج بن العنبس بن وهبان بن وهب بن حذافة بن جمع القرشي الجمحي.
ذكر الواقدي في المغازي أنه أسر يوم بدر كافراً ثم أطلق وهو عم عبد الله بن محيريز التابعي المشهور وعاش ربيعة إلى خلافة عمر فالظاهر أنه من مسلمة الفتح لأنه لم يبق إلى حجة الوداع أحد من قريش غير مسلم.
وقد ذكره أبو زرعة الدمشقي وابن سميع في الطبقة الأولى من التابعين.
وقد روى بن جوصاء من طريق بشر بن عبد الله بن يسار عن عبد الله بن محيريز عن عم له قال: صليت خلف عمر فصلى العصر ركعتين فرأى علياً يسبح بعد العصر فتغيظ عليه... الحديث.
قال بن جوصاء: قال أبوزرعة - يعني الدمشقي: اسم عم بن محيريز ربيعة بن دراج.
قال أبو زرعة: حدثنا أبو صالح حدثنا الليث عن يزيد بن أبي حبيب أن بن شهاب: كتب إليه يذكر أن بن محيريز أخبره عن ربيعة بن دراج به.
ورواه أحمد من طريق صالح بن أبي الأخضر عن الزهري حدثني ربيعة بن دراج كذا قال. ورواه بن المبارك عن معمر عن الزهري عن ربيعة ولم يقل: حدثني وهو الصواب فإن بينهما بن محيريز. ورواه البخاري في تاريخه من طريق عقيل عن الزهري عن حرام بن دراج - أن علياً.
ومن طريق يونس عن الزهري: حدثني دراج أن علياً ومن طريق الزبيدي عن الزهري سمع بن محيريز صلى بنا عمر فهذا الاختلاف عن الزهري من أصحابه وأرجحها رواية أبي صالح عن الليث والله أعلم وذكر الزبير أن ابنه عبد الله بن ربيعة قتل يوم الجمل.
ربيعة بن رفيع بالتصغير: بن ثعلبة بن ضبيعة بن ربيعة بن يربوع بن سمال بن عوف بن امرئ القيس بن بهثة بن سليم السلمي كان يقال له بن الدغنة وهي أمه ويقال اسمها لذعة وهو الذي جزم به بن هشام وهشام بن الكلبي وأبو عبيدة.
قال أبو إسحاق في المغازي في غزوة حنين فلما انهزم المشركون أدرك ربيعة بن رفيع دريد بن الصمة وهو في شجار له فظنه امرأة فإذا به شيخ فذكر قصة قتله وفيها: فإذا رجعت إلى أمك فأخبرها أنك قتلت دريد بن الصمة فأخبر أمه بذلك فقالت لقد أعتق أمهات لك.
وزاد أبو عبيدة في الجماجم له: فقالت له: ألا تكرمت عن قتله لما أخبرك عنه علينا فقال: ما كنت لأتكرم عن رضا الله ورسوله ووافقه الواقدي على ذلك.
وأما بن الكلبي فقال: هو ربيع بن ربيعة بن رفيع فالله أعلم.
وفي حديث أبي موسى الأشعري عند مسلم أنه الذي قتل دريد بن الصمة بعد أن قتل دريد عمه أبا عامر الأشعري لكن ذكر بن إسحاق أن الذي قتله أبو موسى هو سلمة بن دريد بن الصمة وهذا أشبه فإن دريد بن الصمة إذ ذاك لم يكن ممن قاتل لكبر سنه.
ربيعة بن رقيع بن مسلمة بالقاف - بن محلم بن صلاءة بمهملة ولام خفيفة - بن عبدة - بضم المهملة وسكون الموحدة بن عدي بن جندب بن العنبر التميمي العنبري.
ذكره بن الكلبي وابن حبيب فيمن وفد على النبي صلى الله عليه وآله وسلم من بني تميم ونادى من وراء الحجرات.
وله ذكر في ترجمة الأعور بن بشامة.
وذكر بن إسحاق في المغازي عن عاصم بن عمرو بن قتادة أن قتادة قال: يا رسول الله إن علي رقبة من ولد إسماعيل قال: فقدم سبي بني عنبر وقد قدم فيهم ركب من بني تميم منهم ربيعة بن رقيع وسبرة بن عمرو ووردان بن محرز وفراس بن حابس وأخوه الأقرع فكلموا فيهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
ربيعة بن رواء العنسي بالنون.
ذكره الطبراني وغيره وأخرج من طريق عيسى بن محمد بن عبد العزيز بن أبي بكر بن محمد عن أبيه عنعبد العزيز عن أبيه أن ربيعة بن رواء العنسي قدم على النبي صلى الله عليه وآله وسلم فوجده يتعشى فدعاه إلى العشاء فأكل فقال له النبي صلى الله عليه وآله وسلم: " قل أشهد أن لا الله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله " فقالها فقال: " أراغباً أم راهباً " فقال: أما الرغبة فوالله ما هي في يديك وأما الرهبة فوالله إنا لبلاد ما تبلغنا جيوشك... الحديث.
وفيه قول النبي صلى الله عليه وسلم: " رب خطيب من عنس " وفيه: إنه مات وهو راجع إلى بلاده. وأبو بكر بن محمد أظنه بن عمرو بن حزم.
ربيعة بن روح العنسي مدني.


روى عنه محمد بن عمرو بن حزم قاله أبو عمر قال بن الأثير: يغلب علي ظني أنه غير الذي قبله لأنه روى عنه محمد وهو مدني والأول عاد إلى بلاده فمات في حياة النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
قلت: بل الذي يغلب على ظني أنهما واحد وأن اسم أبيه تصحف وما احتج به بن الأثير فضعيف فإنه لا يمتنع على محمد أن يروي قصته وإن لم يدركه كما رواه غيره.
ربيعة بن زرعة الحضرمي من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وشهد فتح مصر قاله أبو سعيد بن يونس.
ربيعة بن زياد وقيل بن أبي يزيد السلمي ويقال اسمه ربيع.
له حديث: الغبار ذريرة الجنة. وفي إسناده مقال أخرجه بن منده وأبو عمر.
ربيعة بن سعد الأسلمي أبو فراس.
ذكره البخاري وقال: أراه له صحبة حجازي.
قلت: وأخشى أن يكون هو ربيعة بن كعب الآتي.
ربيعة بن السكن أبو رويحة الفزعي.
قال بن حبان: له صحبة وسكن فلسطين ومات ببيت جبرين.
وقال الدولابي في الكنى: سمعت موسى بن سهل يقول أبو رويحة الفزعي من خثعم واسمه ربيعة بن السكين وذكره إسحاق بن إبراهيم الرملي في الأفراد من أحاديث بادية الشام من طريق حرام بن عبد الرحمن الخثعمي عن أبي زرعة الفزعي ثم الثمالي - أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عقد له راية رقعة بيضاء ذراعاً في ذراع لفظ بن منده وفي رواية الدولابي راية بيضاء وقال: اذهب يا أبا رويحة إلى قومك فناد فيهم: " من دخل تحت راية أبي رويحة فهو آمن " ففعلت وروى الدولابي وابن منده من طريق أبي عبيد الله عبد الجبار بن محرز بن عبد الجبار بن أبي رويحة عن أبيه عن أبيه عن أبي رويحة ربيعة بن السكين قال: قدمت على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فعقد لي راية بيضاء.
وقال الدولابي في الكنى: حدثنا أبو يعقوب إسحاق بن سويد حدثنا حسان بن جبير مولى الحبشة حدثني خالي أجلح بن أشعر عن عمه حسان بن أبي مطير أنه سمع حسين بن سريج أبا حفصة الحبشي يحدث عن أبي رويحة الفزعي: أتيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهو يواخي بين الناس فآخى بينهم وبقيت فقدم رجل من الحبشة فآخى بيني وبينه وقال: " أنت أخوه وهو أخوك " .
ربيعة بن سيار بن عمرو بن عوف ذكر بن ماكولا أن له صحبة قرأت ذلك بخط مغلطاي وهو في التجريد وأنا أخشى أن يكون هو ربيعة بن عمرو بن يسار الآتي قريباً.
ربيعة بن أبي الصلت الثقفي ذكره خليفة بن خياط فيمن نزل البصرة من الصحابة واختط بها واستدركه بن فتحون.
ربيعة بن عامر بن بجاد - بموحدة وجيم خفيفة - الأزدي ويقال الدئلي يعد في أهل فلسطين وسمي أبو عمر جده الهاد.
روى حديثه أحمد والنسائي والحاكم من طريق يحيى بن حسان - شيخ من أهل بيت المقدس عن ربيعة بن عامر سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: " ألظوا بياذا الجلال والإكرام " .
قال أبو عمر: لا يعرف له إلا هذا الحديث من هذا الوجه.
وقوله: " ألظوا " بفتح الله مزة وكسر اللام وتشديد الظاء: أي الزموا ذلك.
ربيعة بن عامر بن مالك هو ابن أبي براء يأتي.
ربيعة بن عباد بكسر المهملة وتخفيف الموحدة الدئلي ويقال في أبيه بالفتح والتثقيل والأول الصواب قاله بن معين وغيره.
وروى أحمد من طريق أبي الزناد عن ربيعة بن عباد - وكان جاهلياً فأسلم قال: رأيت أبا لهب بسوق عكاظ وهو وراء النبي صلى الله عليه وآله وسلم في الجاهلية وبسوق ذي المجاز وهو يقول: " يا أيها الناس قولوا لا الله إلا الله تفلحوا... " الحديث.
وخرجه عبد الله بن أحمد في زياداته من طريق سعيد بن خالد القارظي عن ربيعة بن عباد الدئلي قال: رأيت أبا لهب بعكاظ وهو يتبع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ويقول: إن هذا قد غوى فلا يغوينكم... الحديث.
وأخرجه الطبراني من طريق سعيد بن سلمة عن بن المنكدر وزيد بن أسلم جميعاً عن ربيعة نحوه.
ومن طريق بن إسحاق عن حسين بن عبيد الله: سمعت ربيعة بن عباد يقول: إني لمع أبي وأنا شاب أنظر إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يتبع القبائل فقلت لأبي: من هذا فذكر الحديث.
وروى الواقدي من وجه آخر عن ربيعة قال: دخلنا مكة بعد فتحها بأيام نرتاد وأنا مع أبي فنظرت إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فساعة رأيته عرفته وذكرت رؤيتي إياه بذي المجاز فسمعته يومئذ يقول: " لا حلف في الإسلام " .


قال أبو عمر: عمر ربيعة عمراً طويلاً ولا أدري متى مات.
قلت: ذكر خليفة وابن سعد أنه مات في خلافة الوليد.
ربيعة بن عثمان بن ربيعة التيمي.
روى بن منده من طريق سعدان بن يحيى عن ثابت أبي حمزة عن بحينة عن ربيعة بن عثمان بن ربيعة التيمي قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في الخيف فقال: " نضر الله امرأ سمع مقالتي... الحديث بطوله.
ومن طريق عمرو بن عبد الغفار عن أبي حمزة عن ربيعة بن عثمان عن أبيه عن جده ومن طريق أبي حمزة الخراساني عن عثمان بن حكيم عن ربيعة بن عثمان قال: صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في مسجد الخيف من منى.
ربيعة بن عتيك ذكر سيف في الفتوح أن خالد بن الوليد أمره على الحيرة في زمن أبي بكر الصديق وقد قدمنا غير مرة أنهم كانوا لا يؤمرون في ذلك الزمان إلا الصحابة.
ربيعة بن عمرو بن عمير بن عوف بن عقدة بن غيرة بن عوف بن ثقيف أخو أبي عبيد والد المختار.
روى بن منده من طريق الكلبي عن أبي صالح عن بن عباس قال: نزلت هذه الآية في ربيعة بن عمرو وأصحابه: " وإن تبتم فلكم رءوس أموالكم... " البقرة 279 الآية. وقد تقدم في ترجمة أخيه حبيب بن عمرو.
ربيعة بن عمرو بن يسار بن عوف بن جراد بن يربوع الجهني حليف بني النجار من الأنصار وهو أخو وديعة بن عمرو ذكرهما بن الكلبي واستدركه أبو علي الغساني.
ربيعة بن عمرو الجرشي تابعي يأتي في بن الغاز.
ربيعة بن عوف مضى في الربيع بن مالك.
ربيعة بن عيدان بفتح المهملة وسكون التحتانية على المشهور بن ذي العرف بن وائل بن ذي طواف الحضرمي ويقال الكندي.
روى الطبراني من طريق عبد الملك بن عمير عن علقمة بن وائل عن أبيه قال: كنت عند النبي صلى الله عليه وآله وسلم فأتاه خصمان فقال أحدهما: يا رسول الله إن هذا انتزع على أرضي في الجاهلية وهو امرؤ القيس بن عابس وخصمه ربيعة بن عيدان... الحديث.
وأصله في مسلم من حديث علقمة دون تسميتهما وله طرق.
وقال أبو سعيد بن يونس: شهد ربيعة بن عيدان بن ربيعة الأكبر بن عيدان الأكبر بن مالك بن زيد بن ربيعة الحضرمي فتح مصر وله صحبة وليست له رواية نعلمها وسيأتي له ذكر في عيدان بن أشوع.
ربيعة الجرشي هو ابن عمرو - وقيل بن الغاز.
قال بن عساكر: الأول أصح وحكى بن السكن أنه ربيعة بن الردم يكنى أبا الغاز وهو جد هشام بن الغاز بن ربيعة قال البغوي: يشك في سماعه.
وقال بن أبي حاتم عن أبيه: قال بعض الناس: له صحبة.
وذكره أبو زرعة الدمشقي في الطبقة الثانية من التابعين وابن سميع في الأولى منهم.
وقال الدارقطني: في صحبته نظر وقال العسكري: اختلف في صحبته وقال بن سعد فيمن نزل بالشام من الصحابة: ربيعة بن عمرو الجرشي وفي بعض الحديث أن له صحبة وكان ثقة. وقال الصوري في حاشية الطبقات: لا أعلم له صحبة.
وروى بن السكن من طريق زيد بن أبي أنيسة عن عبد الملك بن يزيد عن ربيعة الجرشي وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: " عشر آيات بين يدي الساعة " فذكر الحديث.
وقال البخاري: قال بشر بن حاتم عن عبيد الله عن زيد عن عبد الملك عن مولى لعثمان عن ربيعة الجرشي وكانت له صحبة.
وروى بن أبي خيثمة من طريق هشام بن الغاز عن أبيه عن جده ربيعة: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: " يكون في آخر أمتي الخسف والقذف والمسخ... الحديث. وروى البغوي من طريق علي بن رباح عن ربيعة الجرشي يقال: قيل: يا رسول الله أي القرآن أفضل قال: " البقرة... " الحديث.
وروى الطبراني بإسناد صحيح عن قتادة عن النضر بن أنس أنه حدثه عن ربيعة الجرشي وله صحبة قال في قوله عز وجل: " والأرض جميعاً قبضته يوم القيامة والسموات مطويات بيمينه " الزمر 67 - قال: بيده.
ومن طريق عباد بن منصور عن أيوب عن أبي قلابة عن عطية عن ربيعة الجرشي فذكر حديثاً آخر وله رواية عن عائشة.
روى عنه خالد بن معدان وعطية بن قيس والحارث بن يزيد ويحيى بن ميمون المصريان ومجاهد وأبو المتوكل الناجي البصري وقال: لقيته وهو فقيه الناس في زمن معاوية وبشير بن كعب.
وقال يعقوب بن شيبة: كان أحد الفقهاء اتفقوا على أنه قتل بمرج راهط مع الضحاك بن قيس سنة بأربع وستين وكان زبيرياً.
ربيعة بن الفراس ويقال الفارسي يعد في المصريين.


روى حديثه بن لهيعة عن بكر بن سوادة عن زياد بن نعيم عن ربيعة بن الفراس: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: " يسير حي حتى يأتوا بيتا تعظمه العرب مستتراً فيأخذون من ماله... " الحديث.
وذكره بن يونس وقال: روى بكر بن سوادة عن زياد بن نعيم عنه قوله.
ربيعة بن الفضل بن حبيب بن زيد بن تميم من بني معاوية بن عوف.
ذكره بن لهيعة عن أبي الأسود عن عروة فيمن شهد أحداً وقتل بها أخرجه الطبراني وغيره. ربيعة بن قريش يأتي في آخر من اسمه ربيعة.
ربيعة بن قيس العدواني ذكره ضرار بن صرد بسنده إلى عبيد الله بن أبي رافع فيمن شهد صفين مع علي من الصحابة وهو من عدوان قيس خرجه أبو نعيم وغيره.
ربيعة بن كعب بن مالك بن يعمر أبو فراس الأسلمي حجازي.
روى حديثه مسلم وغيره من طريق أبي سلمة عن ربيعة بن كعب قال: كنت أبيت على باب النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأعطيه الوضوء فأسمعه الهوي من الليل يقول: " سمع الله لمن حمده " وكان من أهل الصفة.
وقال الحاكم أبو أحمد تبعاً للبخاري: أبو فراس الذي يروي عنه أبو عمران الجوني غير ربيعة بن كعب هذا.
وذكر مسلم والحاكم في علوم الحديث أن أبا سلمة بن عبد الرحمن تفرد بالرواية عن ربيعة بن كعب وذكر الذهبي أنه روى عنه أيضاً محمد بن عمرو بن عطاء وحنظلة بن علي الأسلمي ونعيم المجمر.
قلت: ورواية محمد بن عمرو عنه عند بن منده لكن قال: عن أبي فراس الأسلمي ولم يسمه. وفي المسند رواية لمحمد بن عمرو هذا عن أبي سلمة عن ربيعة بن كعب.
وفي المستدرك من طريق أبي عمران الجوني: حدثني ربيعة بن كعب وهذا يقوي قول من قال: إن أبا فراس شيخ أبي عمران هو ربيعة ويكمل بهذا أن ربيعة أربعة من الرواة غير أبي سلمة.
قال الواقدي: كان من أصحاب الصفة ولم يزل مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى أن قبض فخرج من المدينة فنزل في بلاد أسلم على بريد من المدينة وبقى إلى أيام الحرة ومات بالحرة سنة ثلاث وستين في ذي الحجة.
ربيعة بن كعب آخر تقدم في الربيع بن مالك.
ربيعة بن كلدة بن أبي الصلت الثقفي له صحبة.
استدركه بن فتحون ويحتمل أن يكون هو الذي مضى نسبه هناك إلى جده.
ربيعة بن لهيعة ويقال لهاعة الحضرمي.
روى يعقوب بن محمد الزهري عن زرعة بن مغلس عن أبيه عن أبيه فهد بن ربيعة عن أبيه ربيعة بن لهيعة قال: وفدت إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فأديت إليه زكاتي وكتب لي كتاباً... الحديث.
ربيعة بن ليث بن حدرجان بن عباس بن ليث المعروف بالمبرق سمي بذلك لقوله:
إذا أنا لم أبرق فلا يسعنني ... من الأرض لا بر فضاء ولا بحر
بأرض بها عبد الإله محمد ... أبين ما في الصدر إذ بلغ الصدر
وتلكم قريش تجحد الله ربها ... كما جحدت عاد ومدين والحجر
ذكره المرزباني وذكرها في ترجمة عبد الله بن الحارث بن قيس السهمي وذكر أن نسبتها له أثبت.
ربيعة بن مالك تقدم في الربيع.
ربيعة بن معاوية بن الحارث بن معاوية بن ثور له صحبة.
قال خليفة: وذكره بن فتحون.
ربيعة بن ملة أخو حبيب بن ملة.
تقدم ذكره في ترجمة أسيد بن أبي إياس.
ربيعة بن المنتفق العقيلي يأتي ذكره في ترجمة عمرو بن مالك الرؤاسي.
ربيعة بن ملاعب الأسنة أبي براء عامر بن مالك بن جعفر بن كلاب الكلابي ثم الجعفري. لم أر من ذكره في الصحابة إلا ما قرأت في ديوان حسان صنعة أبي سعيد السكري روايته عن أبي جعفر بن حبيب وقال حسان لربيعة بن عامر بن مالك وعامر هو ملاعب الأسنة في قصة الرجيع يحرض ربيعة بن عامر على عامر بن الطفيل بإخفاره ذمة أبي براء:
ألا من مبلغ عني ربيعاً ... فما أحدثت في الحدثان بعدي
أبوك أبو الفعال أبو براء ... وخالك ماجد حكم بن سعد
بني أم البنين ألم يرعكم ... وأنتم من ذوائب أهل نجد
تهكم عامر بأبي براء ... ليخفره وما خطأ كعمد
قال: فلما بلغ ربيعة هذا الشعر جاء إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال: يا رسول أيغسل عن أبي هذه الغدرة أن أضرب عامر بن الطفيل ضربة أو طعنة قال: " نعم " فرجع ربيعة فضرب عامراً ضربة أشواه منها فوثب عليه قومه فقالوا لعامر بن الطفيل: اقتص فقال: قد عفوت.


قلت: فذكر غير واحد من أهل المغازي أنه أهدى لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بغلة أو ناقة.
ورأيت له رواية عن أبي الدرداء من طريق حبيب بن عبيد عنه فكأنه عمر في الإسلام. ربيعة بن نيار له صحبة قال الطبراني: واستدركه بن فتحون.
ربيعة بن وقاص روى له بن منده من طريق أبان عن أنس عن ربيعة بن وقاص عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: " ثلاثة مواطن لا يرد فيها الدعاء: رجل يكون في برية حيث لا يراه أحد فيقوم فيصلي... " الحديث.
قال: لا نعرفه إلا من هذا الوجه. قلت: وإسناده ضعيف.
ربيعة بن يزيد السلمي قال البخاري: له صحبة وقال بن حبان: يقال إن له صحبة وقال العسكري: قال بعضهم: إن له صحبة.
وقال بن عبد البر في آخر ترجمة ربيعة الجرشي: أما ربيعة بن يزيد السلمي فكان من النواصب يشتم علياً. قال أبو حاتم: لا يروى عنه ولا كرامة ومن ذكره في الصحابة لم يصنع شيئاً. انتهى.
وقد استدركه بن فتحون وأبو علي الغساني وابن معوز على أبي عمر اعتماداً على قول البخاري.
ربيعة الأجذم الثقفي ذكره بن شاهين وأخرج من طريق أبي معشر عن رجاله بأسانيد قالوا: كان في وفد ثقيف رجل من بني مالك يقال له ربيعة الأجذم فكانوا يبايعون النبي صلى الله عليه وآله وسلم ويمسحون على يديه فلما بلغ ربيعة ليبايعه قال له: قد بايعناك فارجع. فرجع.
ربيعة الجرشي هو ابن عمرو - تقدم.
ربيعة السعدي ذكره البغوي وأخرج من طريق الضحاك البناني عن ربيعة السعدي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " اللهم أعز الدين بأبي جهل بن هشام أو بعمر بن الخطاب " .
ربيعة القرشي ذكره بن أبي خيثمة وقال لا أدري من أي قريش هو.
وروى الحسن بن سفيان والبغوي والباوردي من طريق جرير عن عطاء بن السائب عن بن ربيعة عن أبيه قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم واقفاً في الجاهلية بعرفات مع المشركين ورأيته واقفاً في ذلك الموقف فعرفت أن الله وفقه لذلك.
قال البغوي: لا يروى عنه إلا بهذا الإسناد واختلف في ضبطه فقيل كالجادة وقيل بالتصغير والتثقيل.
قال أبو نعيم: أظنه ربيعة بن عباد واستند إلى ما أخرجه بن السكن من طريق مسعود بن سعد عن عطاء بن السائب عن بن عباد عن أبيه فذكر مثل هذا الحديث.
قلت: وعطاء اختلط وجرير ومسعود سمعا منه بعد الاختلاط.
وقد أخرج بن جرير هذا الحديث في ترجمة ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب فلم يصنع شيئاً. وحكى بن فتحون أنه قيل: فيه ربيعة بن قريش.
الراء بعدها الجيم
رجاء بن الجلاس يأتي في زيد بن الجلاس.
رجاء الغنوي ذكره البخاري وأخرج من طريق ساكنة بنت الجعد عنه أنه كانت أصيبت يده يوم الجمل وقال: قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: " من أعطاه الله حفظ كتابه فظن أن أحداً أعطى أفضل مما أعطى فقد غمص أعظم النعم " .
وأخرج بن منده من هذا الوجه حديثا آخر وذكره بن أبي حاتم فقال: روى عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم وروت عنه ساكنة بنت الجعد.
وأما بن حبان فذكره في ثقات التابعين وقال: يروي المراسيل وقال أبو عمر: لا يصح حديثه روت عنه سلامة بنت الجعد كذا قال فصحف.
رجاء غير منسوب.
روى أبو موسى من طريق يحيى بن أيوب عن إسحاق بن أسد عن ابنه يزيد عن رجاء قال: قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: " قليل الفقه خير من كثير العبادة " . وهذا إسناد مجهول.
رجل من بلقين.
ذكر بن حزم أنه اسم علم على صحابي وقد أعدته في القسم الرابع.
الراء بعدها الحاء
رحضة بفتح أوله وثانيه ثم ضاد معجمة بن خربة الغفاري والد إيماء المتقدم في الله مزة وجد خفاف المتقدم في الخاء المعجمة قال أبو عمر في ترجمة خفاف: يقال له ولأبيه وجده صحبة. واستدركه لذلك أبو علي الغساني وابن فتحون.
قلت: ولا أعرف لأبي عمر مستنداً في إثبات صحبة رحضة وابنه إيماء وابنه خفاف.
وقد ثبت في الصحيح البخاري عن عمر ما يدل على أن لابن خفاف صحبة فإن ثبت ما ذكر أبو عمر فهؤلاء أربعة في نسق لهم صحبة رحضة وابنه إيماء وابنه خفاف فهم نظير بن أسامة بن زيد بن حارثة وابن سلمة بن عمرو بن الأكوع فيرد على قول موسى بن عقبة ومن تبعه أن أربعة في نسق صحابة مختص ببيت أبي بكر الصديق.
الراء بعدها الخاء


رخيلة بالمعجمة مصغراً بن ثعلبة بن خالد بن عامر بن بياضة الأنصاري الزرقي.
ذكره بن إسحاق وموسى بن عقبة فيمن شهد بدراً.
قال بن هشام: قاله بن إسحاق بالجيم والصواب بالخاء كذا أطلق وقيده الدارقطني وغيره بالخاء المعجمة.
وقد تقدم أن أبا نعيم ذكره في حرف الجيم في جبلة فأسقط أول اسمه.
رخي العنبري ذكره بن فتحون هنا وقال غيره: بالزاي وسيأتي.
الراء بعدها الدال
رداد الليثي أخرجه حديثه أبو داود وسيأتي شرح حاله في حرف الراء من الكنى.
رداد آخر غير منسوب ذكره العلائي في الوشي في الفصل الثاني من الباب الأول فقال بشير بن سلمة بن محمد بن رداد من ولد بن أم مكتوم عن أبيه عن جده - رفعه: " لو سار جبل يوم السبت من مشرق إلى مغرب لرده الله إلى وطنه " .
قال بن قانع: حدثنا أحمد بن زنجويه حدثنا إبراهيم بن الوليد حدثنا بشير به.
كذا أخرجه بن قانع في ترجمة رداد ولم يذكره بن عبد البر ولا بن منده وأولاده مجاهيل والحديث منكر أو موضوع.
قلت: ولم يذكره بن الأثير في أسد الغابة ولا الذهبي في تجريده مع أنه يكثر النقل من معجم بن قانع لأنه غير مسموع فتعجبت من ذلك فراجعت معجم بن قانع فلم أره في حرف الراء لكن وجدته أخرجه في حرف العين فيمن اسمه عمرو فقال في آخر ترجمة عمرو بن أم مكتوم: حدثنا أحمد بن زنجويه فذكره.
وكذا جزم صاحب الفردوس لما ذكر هذا الحديث أنه من حديث بن أم مكتوم لكنه سماه عبد الله ولم يخرج له ولده في مسنده إسناداً وهذا بحسب الاختلاف في اسم بن أم مكتوم كما سيأتي في ترجمته فعلى هذا فالخبر من رواية سلمة بن محمد بن رداد عن جده الأعلى بن أم مكتوم والله أعلم.
وقد كتبته هنا على الاحتمال تبعاً لشيخ شيوخنا العلائي.
رديح بمهملات مصغرا بن ذؤيب العنبري تقدم في ذؤيب بن شعتم العنبري.
الراء بعدها الزاي
رزغة بن عبد الله الأنصاري أوله راء ثم زاي ساكنة ثم عين كذا هو قبل من اسمه رباح في كتاب بن السكن وقال: روى حديثه بن لهيعة عن أحمد بن حازم عن أبي الحويرث عن رزعة بن عبد الله الأنصاري - أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: " يحب أحدكم الحياة والموت خير له من الفتن " . الحديث.
وأخرجه أبو موسى من طريق بن جريج عن أبي الحويرث عن رزغة به وقال: رزعة هذا قد روى عن أسماء بنت عميس وعن التابعين أورده في حرف الزاي فالله أعلم.
رزين براء وزاي بوزن عظيم بن أنس بن عامر سلمى قال بن حبان: يقال إن له صحبة. قال بن السكن: له صحبة وروى أبو يعلى وابن السكن والطبراني من طريق فهد بن عوف عن نائل بن مطرف بن رزين بن أنس السلمي حدثني أبي عن جدي رزين بن أنس قال: لما أظهر الله الإسلام وكانت لنا بئر فخفنا أن يغلبنا عليه من حولنا فأتيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم فكتب لي كتاباً... الحديث.
وروى محمد بن حميد بن نائل بن مطرف بن العباس عن أبيه عن جده العباس قال: استقطعت النبي صلى الله عليه وآله وسلم ركية... فذكر الحديث. فما أدري هل نائل واحد أو اثنان وقال بن منده: رواه عبد السلام بن عمير الجنبي عن نائل بن عبد الرحمن بن عبد الله بن حزم بن أنس بن عامر السلمي حدثني أبي عن آبائه أن الكتاب كتبه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لرزين بن أنس.
قلت: وقد تقدم ذكر أبيه أنس بن عباس ويأتي ذكر جده العباس إن شاء الله تعالى.
رزين بن مالك بن سلمة بن ربيعة بن الحارث بن سعد بن عوف المحاربي.
ذكر بن الكلبي والطبري والدارقطني أن له وفادة واستدركه بن فتحون.
الراء بعدها السين
رسيم العبدي الهجري وهو عند بن ماكولا بوزن عظيم قال بن يقظة: بل هو مصغر وقال: إنه نقله من خط أبي نعيم.
قلت: وكذلك رأيته في أصلين من كتاب بن السكن وابن أبي حاتم.
روى حديثه بن أبي شيبة وأحمد من طريق يحيى بن غسان عن بن الرسيم عن أبيه: قال وفدنا على النبي صلى الله عليه وآله وسلم فنهانا عن الظروف ثم رجعنا إليه في العام الثاني فقال: " اشربوا فيما شئتم.. " الحديث.
وقال بن منده في سياقه عن أبيه: وكان فقهياً من أهل هجر.
قال بن السكن: إسناده مجهول.
الراء بعدها الشين
رشدان الجهني له صحبة قاله البخاري.


وساق بن السكن حديثه مطولاً من طريق أبي أويس عن وهب بن عمرو بن سعد بن وهب الجهني - أن أباه أخبره عن جده أنه كان يدعى في الجاهلية غيان - يعني معجمة وتحتانية مشددة - فلما وفد على النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال له: " ما اسمك " قال: غيان قال: " وأين منزل أهلك " قال: بوادي غوي فقال له: " بل أنت رشدان وأهلك برشاد " قال: فتلك البلدة إلى اليوم تدعى برشاد.
قال بن السكن: إسناده مجهول وقال بن الأثير: هذا الرجل لا أصل لذكره في الصحابة وكلام أبي نعيم وأبي عمر يدل على ذلك.
والذي أظنه أن بعض الرواة وهم فيه والذي يصح من جهينة أن وفدهم كان بعضهم من بني غيان بن قيس بن جهينة فقال: " من أنتم " قالوا: بنو عيان قال: " بل أنتم بنو رشدان " .
قلت: هذه القصة ذكرها بن الكلبي وهي مشهورة لكن لا يلزم من ذلك ألا يتفق ذلك في القبيلة وفي اسم واحد منها ولا سيما مع وجود الإسناد بذلك وأما زعمه أن كلام أبي نعيم وأبي عمر يدل لذلك فليس كما قال فإن لفظ أبي نعيم: ذكره بعض المتأخرين من حديث أبي أويس وساق السند والحديث ولفظ أبي عمر رشدان رجل مجهول ذكره بعضهم في الصحابة الذين رووا عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم. انتهى.
فليس في كلام واحد منهما ما يدل على ما زعم وهو واضح والله أعلم.
رشيد بالتصغير الفارسي مولى بني معاوية من الأنصار ومن قال فيه رشيد الله جري فقد وهم لأنه آخر متأخر من صغار التابعين وأتباعهم.
روى حديثه البغوي من طريق خالد بن مخلد عن إسماعيل بن أبي حبيبة عن عبد الرحمن بن ثابت عن رشيد الفارسي مولى بني معاوية وقال بن منده: روى حديثه أبو عامر العقدي عن بن أبي حبيبة عن عبد الرحمن بن ثابت عن رشيد الله جري مولى بني معاوية - أنه ضرب رجلاً يوم أحد فقال: خذها وأنا الغلام الفارسي فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " ما منعك أن تقول الأنصاري فإن مولى القوم منهم " .
ووقع في روايته رشيد الهجري فقال: رشيد يروي حديثاً مرسلاً.
وقد ذكر الواقدي هذه القصة فقال: كان رشيد الفارسي مولى بني معاوية لقي رجلاً من المشركين فذكر القصة قال: فقال له النبي صلى الله عليه وآله وسلم: " أحسنت يا أبا عبد الله " فكناه يومئذ ولم يولد له.
وروى نحو هذه القصة بن إسحاق لكنه قال: عقبة الفارسي وسيأتي في العين وقد جزم بعضهم بأنه أبو عقبة رشيد فالله أعلم.
رشيد بن علاج الثقفي يأتي في رويشد بالتصغير.
رشيد أبو عميرة المزني.
قال بن يونس: ذكر في أهل مصر وله بمصر حديث رواه بن لهيعة عن بكر بن سوادة عن شيبان الغساني عن رجل من مزينة يقال له أبو عميرة من أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنهم كانوا إذا كانوا في الغزو لم يقاتلوا حتى يسألوا: هل لأحد منكم أمان؟.
رشيد بن مالك أبو عميرة السعدي من بني تميم ويقال الأسدي من أسد بن خزيمة.
قال الدولابي: له صحبة وروى البخاري في التاريخ وابن السكن والباوردي والطبراني وأبو أحمد الحاكم كلهم من طريق معروف بن واصل حدثتني امرأة من الحي يقال لها حفصة بنت طلق حدثني أبو عميرة وهو رشيد بن مالك قال: كنت عند رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ذات يوم فجاء رجل بطبق عليه تمر فقال: " هذا صدقة فقدمها إلى القوم والحسن متعفر بين يديه فأخذ تمرة فأدخل أصبعه في فيه فقذفها ثم قال: إنا آل محمد لا نأكل الصدقة. " اتفق أبو نعيم وعبد الله بن نمير وآخرون على هذا الإسناد وخالفهم أسباط بن محمد عن معروف كما سيأتي بيانه في عمير في القسم الأخير.
الراء بعدها العين
رعية بكسر أوله وإسكان ثانيه بعده تحتية وقال الطبري: بالتصغير السحيمي - بمهملتين.
قال بن السكن: روى حديثه بإسناد صالح وروى أحمد وابن أبي شيبة من طريق إسرائيل عن أبي إسحاق عن الشعبي عن رعية السحيمي قال: كتب إليه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فرقع به دلوه فبعث إليه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فلم يتركوا رائحة ولا سارحة... الحديث بطوله وفيه: أنه وفد على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مسلماً فرد عليه أهله وقال له: " أما مالك فقسم " .
وقد تقدم ما وقع من وهم فيه في ترجمة جفينة.
الراء بعدها الفاء
رفاعة بن أوس بن زعوراء بن عبد الأشهل الأنصاري.


ذكره أبو الأسود عن عروة فيمن شهد أحداً وأخرجه الطبراني ومن تبعه من طريقه.
رفاعة بن تابوت الأنصاري جاء ذكره في حديث مرسل أخرجه عبد بن حميد في تفسيره من طريق قيس بن جبير النهشلي قال: كانوا إذا أحرموا لم يأتوا بيتاً من قبل بابه ولكن من قبل ظهره وكانت الحمس بخلاف ذلك فدخل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حائطاً ثم خرج من بابه فاتبعه رجل يقال له رفاعة بن تابوت ولم يكن من الحمس فقالوا: يا رسول الله نافق رفاعة فقال: " ما حملك على ما صنعت؟ " قال: تبعتك قال: إني من الحمس قال: " فإن ديننا واحد " فنزلت: " وليس البر بأن تأتوا البيوت من ظهورها " البقرة 189.
وله شاهد في الصحيح من حديث البراء لكن لم يسمه وسيأتي نحو هذه القصة لعطية بن عامر فلعلها وقعت لهما.
وأما الحديث الذي أخرجه مسلم من حديث جابر أن ريحاً عظيمة هبت فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: " إنما هبت لموت منافق عظيم النفاق " - وهو رفاعة بن تابوت فهو آخر غير هذا فقد جاء من وجه آخر رافع بن التابوت.
رفاعة بن الحارث بن رفاعة الأنصاري وهو رفاعة بن عفراء.
ذكره بن إسحاق في البدريين وأنكر ذلك الواقدي وغيره.
رفاعة بن رافع الأنصاري بن أخي معاذ بن عفراء.
روى عنه ابنه معاذ حديثه عند زيد بن الحباب عن هشام بن هارون عن معاذ بن رفاعة عن أبيه.
كذا أورده بن منده وتبعه أبو نعيم وأوردا في ترجمته حديثاً من رواية رفاعة بن مالك الزرقي.
ووقع للترمذي في سياقه بن رفاعة بن رافع بن عفراء فلعل اسم أم رافع أو جدته عفراء وقد فتشت على حديث زيد بن الحباب فلم أعرف من أخرجه.
رفاعة بن رافع بن مالك بن العجلان بن عمرو بن عامر بن زريق الأنصاري الخزرجي الزارقي أبو معاذ وأمه أم مالك بنت أبي بن سلول مشهورة.
أخرج له البخاري وغيره وهو من أهل بدر كما ثبت في البخاري وشهد هو وأبوه العقبة وبقية المشاهد.
وروى عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم وعن أبي بكر الصديق وعن عبادة بن الصامت. وروى عنه ابناه عبيد ومعاذ وابن أخيه يحيى بن خلاد وابنه علي بن يحيى وزعم ضرار بن صرد بإسناده إلى عبد الله بن أبي رافع أنه شهد صفين أخرجه الطبراني.
وروى أبو عمر قصة فيها أنه شهد الجمل وقال بن قانع: مات سنة إحدى أو اثنتين وأربعين.
رفاعة بن زنبر بزاي ونون وموحدة وزن جعفر - ذكره بن ماكولا وقال: له صحبة واستدركه بن الأثير وأنا أظن أنه رفاعة بن عبد المنذر بن زنبر وسيأتي.
رفاعة بن زيد بن عامر بن سواد بن كعب وهو ظفر بن الخزرج بن عمرو بن مالك بن أوس الأنصاري الظفري عم قتادة بن النعمان.
روى الترمذي والطبري من طريق عاصم بن عمر بن قتادة عن أبيه عن جده قتادة بن النعمان قال: كان أهل بيت منا يقال لهم بنو أبيرق فابتاع عمي رفاعة بن زيد جملا من الدرمك فجعله في مشربة له فعدا عليه من تحت الليل فذكر الحديث بطوله في نزول قوله تعالى: " ولا تكن للخائنين خصيماً " النساء 105 وفي آخره قال قتادة: فأتيت عمي بسلاحه وكان قد عشا في الجاهلية وكنت أظن إسلامه مدخولاً قال: فلما أتيته به قال: يا بن أخي هو في سبيل الله فعرفت أن إسلامه كان صحيحاً.
قال الترمذي: غريب تفرد محمد بن سلمة بوصله ورواه غيره مرسلاً ورواه الواقدي من طرق عن محمود بن لبيد فذكر القصة مطولة فزاد ونقص.
رفاعة بن زيد بن وهب الجذامي.
قال بن إسحاق في المغازي: وقدم على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في هدنة الحديبية قبل خيبر رفاعة بن زيد الجذامي ثم الضبيبي - بفتح المعجمة وكسر الموحدة - فأسلم وحسن إسلامه وأهدى إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم غلاماً.
وروى بن منده من طريق حميد بن رومان عن زياد بن سعد أراه ذكره عن أبيه - أن رفاعة بن زيد كان قدم في عشرة من قومه... الحديث.
وفي الصحيحين من حديث أبي هريرة في قصة خيبر: فأهدى رفاعة بن زيد لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم غلاماً أسود يقال له مدعم فذكر القصة في الغلول.
ومضى له ذكر في ترجمة خليفة بن أمية وسيأتي له ذكر في ترجمة معبد الجذامي.
رفاعة بن سهل وقع عند النووي في شرح مسلم أنه أحد ما قيل في اسم الذي تصدق بالصاع فلمزه المنافقون وهو أبو عقيل مشهور بكنيته وسيأتي في الكنى.
رفاعة بن سموأل القرظي


له ذكر في الصحيح من حديث عائشة قالت: جاءت امرأة رفاعة إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقالت: يا رسول الله إن رفاعة طلقني فبت طلاقي... الحديث.
وروى مالك عن المسور بن رفاعة عن الزبير بن عبد الرحمن بن الزبير أن رفاعة بن سموأل طلق امرأته تميمة بنت وهب.. فذكر الحديث.
وهو مرسل عند جمهور رواة الموطأ ووصله بن وهب وإبراهيم بن طهمان وأبو علي الحنفي ثلاثتهم عن مالك فقالوا فيه: عن الزبير بن عبد الرحمن بن الزبير عن أبيه والزبير الأعلى بفتح الزاي والأدنى بالتصغير.
وروى بن شاهين من طريق تفسير مقاتل بن حيان في قوله تعالى: " فإن طلقها فلا تحل له من بعد حتى تنكح زوجاً غيره " البقرة 230 نزلت في عائشة بنت عبد الرحمن بن عتيك النضري وكانت تحت رفاعة بن وهب بن عتيك وهو ابن عمها فطلقها طلاقاً بائناً فتزوجت بعده عبد الرحمن بن الزبير فذكر القصة مطولة.
قال أبو موسى: الظاهر أن القصة واحدة.
قلت: وظاهر السياقين أنهما اثنان لكل المشكل أتحاد أمم الزوج الثاني عبد الرحمن بن الزبير وأما المرأة ففي اسمها اختلاف كثير كما سيأتي في النساء.
رفاعة بن عبد المنذر بن رفاعة بن زنبر بن زيد بن أمية الأنصاري الأوسي أخو أبي لبابة. ذكره أبو الأسود عن عروة في أهل العقبة وموسى بن عقبة وابن إسحاق في البدريين.
وقال بن الكلبي: هو أخو أبي لبابة ومبشر قال: وقد خرج الثلاثة إلى بدر فاستشهد مبشر ورد النبي صلى الله عليه وآله وسلم أبا لبابة وشهدها رفاعة قال: وشهد العقبة وقتل بخيبر.
وجزم العدوي بأن اسم أبي لبابة بشير ورجحه الرشاطي وأما بن السكن فقال: ذكر بن نمير وأحمد بن حنبل وعلي بن المديني - أن اسم أبي لبابة رفاعة قال: وقال بن إسحاق: رفاعة هو أخو أبي لبابة.
رفاعة بن عبد المنذر أحد ما قيل في اسم أبي لبابة وسيأتي في الكنى.
رفاعة بن عرابة وقيل عرادة الجهني المدني.
قال الترمذي: عرادة وهم وقال بن حبان: عرادة جده فمن قال بن عرادة نسبه إلى جده.
وذكر مسلم أن عطاء بن يسار تفرد بالرواية عنه وحديثه عند النسائي بإسناد صحيح.
وحكى بن أبي حاتم وتبعه بن منده أنه يكنى أبا خزامة ويظهر أنه وهم وأنها كنية الذي بعده.
رفاعة بن عرادة العذري آخر.
ذكره خليفة بن خياط في الصحابة وقال أبو حاتم: أبو خزامة أحد بني الحارث بن سعد هذيم يقال اسمه رفاعة بن عرادة وروى عنه ابنه حكاه العسكري.
رفاعة بن عمرو بن زيد بن عمرو بن ثعلبة بن مالك بن سالم الخزرجي السالمي أبو الوليد. ذكره بن إسحاق وغيره في البدريين ووقع في رواية أبي الأسود عن عروة: رفاعة بن عمرو بن قيس بن ثعلبة.
رفاعة بن عمرو الجهني ذكره أبو معشر في البدريين قال: وشهد أحداً وقال أبو عمر: الصواب وديعة بن عمرو وسيأتي في مكانه.
رفاعة بن عمرو بن نوفل بن عبد الله بن سنان الأنصاري.
ذكره موسى بن عقبة فيمن شهد بدراً واستشهد بأحد وعند بن إسحاق في شهداء أحد رفاعة بن عمرو من بني الحبلي.
رفاعة بن قرظة القرظي.
قال أبو حاتم: له رؤية وروى الباوردي والطبراني من طريق عمرو بن دينار عن يحيى بن جعدة أن رفاعة بن قرظة قال: نزلت هذه الآية في عشرة أنا أحدهم: " ولقد وصلنا لهم القول لعلهم يتذكرون " القصص 51 الحديث.
وأخرجه البغوي لكن وقع عنده ورفاعة الجهني وقال: لا أعلم غير هذا الحديث وقيل: هو رفاعة بن سموأل وبه جزم بن منده ولكن قال الباوردي وابن السكن: إنه كان من سبي قريظة وإنه كان هو وعطية صبيين وعلى هذا فهو غير بن سموأل والله أعلم.
رفاعة بن مبشر بن الحارث الأنصاري الظفري.
شهد أحداً مع أبيه ذكره أبو عمر.
رفاعة بن مسروح أو بن مشمرج الأسدي أسد بن خزيمة حليف بني عبد شمس.
ذكره بن إسحاق فيمن استشهد بخيبر.
رفاعة بن النعمان الداراني يأتي في الطيب بن عبد الله. وقال الواقدي: هو الفاكه بن النعمان وسيأتي.
رفاعة بن وقش بفتح الواو والقاف بعدها معجمة بن زغبة بن زغوراء بن عبد الأشهل الأشهلي.
ذكره بن إسحاق فيمن استشهد بأحد وهو أخو ثابت وعم سلمة بن سلامة وإخوته وكان الذي قتله يومئذ خالد بن الوليد وذلك قبل أن يسلم.
وذكر بعض أهل المغازي أنه الذي جعل في الآطام مع النساء ومع حسل بن جابر: والمعروف أن الذي اتفق له ذلك أخوه ثابت تقدم.


رفاعة بن وهب القرظي تقدم في رفاعة بن سموأل.
رفاعة بن يثربي قيل هو اسم أبي رمثة وقيل اسمه يثربي بن عوف وسيأتي.
رفاعة الأنصاري جد عباية بن رافع بن خديج.
مات في عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وليس في نسب عبابة من اسمه رفاعة إلا أبوه ولا صحبة له وعاش بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم دهراً فكأنه جد له من قبل أمه أو غيرها وقد تقدم له ذكر في خديج في الخاء المعجمة.
رفاعة غير منسوب.
روى بن منده من طريق الوزاع بن نافع عن أبي سلمة عن رفاعة قال: أمرني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن أطوف في الناس وأنادي لا ينبذن أحد في المقير. وإسناده ضعيف.
الراء بعدها القاف
رقاد بن ربيعة العقيلي قال بن حبان: له صحبة وروى الطبراني من طريق يعلى بن الأشدق عن رقاد بن ربيعة قال: أخذ منا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من الغنم من المائة شاة...الحديث.
رقيبة بن عقيبة أو عقيبة بن رقيبة كذا ورد بالشك.
روى حديثه بن منده والخطيب في الجامع من طريق مكي بن إبراهيم أما الخطيب فقال عمن حدثه عن الحسن بن هارون بن الحسن وأما بن منده فقال: عن مكي عن هارون ولم يذكر الواسطة وفي رواية الخطيب يبلغ به رقيبة بن عقيبة أوعقيبة بن رقيبة.
وأما بن منده فقال: عن عبد الله بن عمر عن يزيد بن حبيبة قال: جاء رقيبة فذكر حديثاً مرفوعا فقال: " أقم حتى يهل الهلال وتخرج يوم الإثنين أو الخميس... " الحديث.
رقيم بن ثابت بن ثعلبة بن زيد بن لوذان بن معاوية الأنصاري أبو ثابت الأنصاري.
كذا نسبه بن منده وقال بن الكلبي بعد ثعلبة: بن أكال بن الحارث بن أمية بن معاوية بن مالك بن عوف الأنصاري الأوسي.
وذكره أبو الأسود عن عروة فيمن استشهد بالطائف وكذا ذكره فيهم موسى بن عقبة وابن إسحاق وابن الكلبي.
الراء بعدها الكاف
ركانة بن عبد يزيد بن هاشم بن المطلب بن عبد مناف المطلبي.
قال البلاذري: حدثني عباس بن هشام حدثنا أبي عن بن خربوذ وغيره قالوا: قدم ركانة من سفر فأخبر خبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم فلقيه في بعض جبال مكة فقال: يا بن أخي بلغني عنك شيء فإن صرعتني علمت أنك صادق فصارعه فصرعه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأسلم ركانة في الفتح وقيل: إنه أسلم عقب مصارعته.
قال بن حبان: في إسناد خبره في المصارعة نظر.. يشير إلى الحديث الذي أخرجه أبو داود والترمذي من رواية أبي الحسن العسقلاني عن أبي جعفر بن محمد بن ركانة عن أبيه أن ركانة صارع النبي صلى الله عليه وآله وسلم فصرعه النبي صلى الله عليه وآله وسلم... الحديث. قال الترمذي: غريب وليس إسناده بقائم.
وقال الزبير: ركانه بن عبد يزيد الذي صارع النبي صلى الله عليه وآله وسلم بمكة قبل الإسلام وكان أشد الناس فقال: يا محمد إن صرعتني آمنت بك فصرعه النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال: أشهد أنك ساحر ثم أسلم بعد وطعمه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم خمسين وسقاً.
وفي الترمذي من طريق الزبير بن سعيد عن عبد الله بن يزيد بن ركانة عن أبيه عن جده قال: قلت: يا رسول الله إني طلقت امرأتي ألبتة فقال: " ما أردت بها " قال: واحدة.. الحديث وفي إسناده اختلاف على أبي داود وغيره.
وروى عنه نافع بن عجير وابن ابنه علي بن يزيد بن ركانة.
قال الزبير: مات بالمدينة في خلافة معاوية وقال أبو نعيم: مات في خلافة عثمان.
وقيل: عاش إلى سنة إحدى وأربعين وسيأتي له ذكر في ترجمة ولده يزيد.
ركب المصري قال عباس الدوري: له صحبة وقال أبو عمر فيه: كندي له حديث حسن فيه آداب وليس هو بمشهور في الصحابة.
وقد أجمعوا على ذكره فيهم وروى عنه نصيح العنسي.
قلت: إسناد حديثه ضعيف ومراد بن عبد البر بأنه حسن لفظه.
وقد أخرجه البخاري في تاريخه والبغوي والباوردي وابن شاهين والطبراني وغيرهم قال بن منده: لا يعرف له صحبة وقال البغوي: لا أدري أسمع من النبي صلى الله عليه وآله وسلم أم لا وقال بن حبان: يقال إن له صحبة إلا أن إسناده لا يعتمد عليه.
الراء بعدها الهاء
رهم العدوي من آل عمر بن الخطاب ذكره وثيمة في الردة وأنشد له في قتل زيد بن الخطاب مرثية يقول فيها:
ألا يا زيد زيد بني نفيل ... لقد اورثتنا ويلاً بويل


فذكر القصة وذكرها سيف في الفتوح وقال فيه: قال رهم العدوي من آل الخطاب ووقع في بعض النسخ من ذيل بن فتحون رهم بن رهم بن عمر بن الخطاب.
والصواب رهم بن عم عمر بن الخطاب والله أعلم.
رهين وقيل زهير - يأتي إن شاء الله تعالى في حرف الزاي.
الراء بعدها الواو
روح بن سيار أو سيار بن روح.
قال بن أبي حاتم: شامي وقال: إني لا أعرفه وقال البخاري: له صحبة يأتي في ترجمة أبي منيب في الكنى.
روح غير منسوب ذكر بن الحذاء أنه اسم اليتيم قال أنس: فصففت أنا واليتيم وراءه والمعروف أن اسمه ضميرة.
رومان سكن الشام روى عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم حكاه أبو القاسم البغوي عن البخاري ولم يذكر حديثه وأظنه رومان بن بعجة بن زيد بن عميرة الجذامي.
وقد روى بن شاهين حديثه من طريق يحيى بن سعيد الأموي عن بن إسحاق عن حميد بن رومان بن بعجة عن أبيه قال: وفد رفاعة بن زيد الجذامي إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم وكتب له كتاباً.. فذكر الحديث.
وقد رواه إسماعيل بن عياش عن حميد بن رومان فقال: عن زيادة بن سعد بن رفاعة بن زيد عن أبيه أن رفاعة بن زيد وفده... فذكره.
رومان الرومي يقال: إنه اسم سفينة قال أبو نعيم: زعم بعض المتأخرين أنه من سبي بلخ وبلخ لم تفتح في زمن النبي صلى الله عليه وآله وسلم فكيف يسبى منها.
رويشد بمعجمة مصغراً الثقفي صهر بني عدي بن نوفل بن عبد مناف.
ذكره عمر بن شبة في أخبار المدينة وأنه اتخذ داراً بالمدينة في جملة من اختط بها من بني عدي وله قصة مع عمر في شربه الخمر.
وفي الموطأ من طريق سعيد بن المسيب وغيره أن طليحة الثقفية كانت تحت رشيد الثقفي فطلقها فنكحت في عدتها فخفقها عمر ضرباً بالدرة.
وروينا في نسخة إبراهيم بن سعد رواية كاتب الليث عنه عن أبيه قال: أحرق عمر بن الخطاب رضي الله عنه بيت رويشد وكان حانوت شراب قال سعد بن إبراهيم عن أبيه: إني لأنظر ذلك البيت يتلألأ كأنه جمرة وكذلك أخرجه الدولابي في الكنى من طريق عبد الله بن جعفر بن المسور بن محرمة عن سعد بن إبراهيم عن أبيه قال: رأيت عمر أحرق بيت رويشد الثقفي حتى كأنه جمرة أو حممة وكان حانوتا يبيع فيه الخمر.
ورواه بن أبي ذئب عن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف نحوه وإنما ذكرته في الصحابة لأن من كان بتلك السن في عهد عمر يكون في زمن النبي صلى الله عليه وآله وسلم مميزاً لا محالة ولم يبق من قريش وثقيف أحد إلا أسلم وشهد حجة الوداع مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
رويفع بن ثابت البلوي ذكره الطبري في وفد بلى وأنهم نزلوا عليه سنة تسع وهو غير رويفع بن ثابت الأنصاري قاله بن فتحون.
قلت: وسيأتي في قصته في الكنى في حرف الضاد المعجمة في ترجمة أبي الضبيب.
رويفع بن ثابت بن السكن بن عدي بن حارثة من بني مالك بن النجار نزل مصر وولاه معاوية على طرابلس سنه ست وأربعين فغزا إفريقية.
وروى عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم وعنه بشر بن عبيد الله الحضرمي وحنش الصنعاني وأبو الخير وآخرون.
وقال بن البرقي: توفي بيرقة وهو أمير عليها وقال بن يونس: مات سنة ست وخمسين وهو أمير عليها من قبل مسلمة بن مخلد.
رويفع مولى النبي صلى الله عليه وآله وسلم ذكره أبو أحمد العسكري في موالي النبي صلى الله عليه وآله وسلم ذكره المفضل الغلابي عن مصعب الزبيري وقال بن أبي خيثمة: جاء بن رويفع إلى عمر بن عبد العزيز ففرض له ولا عقب له حكاه بن عساكر وقال: لا أعلم أحداً ذكره غيره وقال أبو عمر: لا أعلم له رواية.
الراء بعدها الياء
رئاب بن حنيف بن رثاب بن الحارث بن أمية بن زيد الأنصاري.
ذكره العدوي في نسب الأوس وقال: شهد بدراً وقتل يوم بئر معونة واستدركه أبو علي الغساني وغيره.
رئاب بن عمرو بن عوف بن كعب الليثي.
ذكره بن السكن وقال: حديثه عند بعض ولده حدث به نصر بن قديد الليثي عن مسلم بن حجاج بن مسلم عن أبيه عن جده عن رئاب أنه شهد مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم بيعة الرضوان.
رئاب بن مهشم بن سعيد بالتصغير بن سهم القرشي السهمي.
قال أبو علي الجياني: هو مذكور في حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده.
قلت: يشير إلى ما أخرجه الدارقطني كما سيأتي في ترجمة وائل بن رئاب ويأتي ذكر معمر بن رئاب.


رياح بن الحارث التميمي المجاشعي.
ذكره بن سعد في وفد بني تميم وتبعه الطبري وسيأتي بسط ذلك في ترجمة عطارد بن حاجب.
رياح بن الربيع ذكره بن أبي حاتم والدارقطني بالياء آخر الحروف والأكثر على أنه بالموحدة وقد تقدم.
ريبال الثقفي لم أجد له ذكراً إلا فيما ذكره الحافظ صلاح الدين العلائي في الوشي المعلم فأخرج من طريق الثوري عن عمران الثقفي عن أبيه عن جده - أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم رأى عليه خاتماً من ذهب فقال له: اتركه قال: لا. الحديث.
قال العلائي: عمران الثقفي: هو ابن مسلم بن رياح ثقة وأما أبوه فلا أعرف حاله.
قلت: لا أدري من أين وقع له ذلك وأظن أنه راجع ترجمة سفيان الثوري فلم ير في شيخوخه من يسمى عمران إلا هذا لكن صنيع الطبراني بأبي ذلك فإنه أخرج هذا الحديث في أثناء ترجمة يعلى بن مرة الثقفي فكأن عمران عنده حفيد يعلى ويؤيد ذلك أن الوليد بن مسلم أخرجه عن الثوري عن أبي يعلى عن أبيه فذكر نحوه.
ريبال بن عمرو ذكره سيف في الفتوح وذكر له مقالات مشهورة فيها وذكر الطبراني أنه كان من أمراء سعد بن أبي وقاص بالقادسية وقد قدمنا غير مرة أنهم لم يكونوا يؤمرون إلا الصحابة.
القسم الثاني
من له رؤية من حرف الراء
الراء بعدها الألف
رافع بن أبي رافع مولى النبي صلى الله عليه وآله وسلم ذكره الباوردي في الصحابة ولم يذكر ما يدل على أن له صحبة.
الراء بعدها الباء
ربيعة بن شرحبيل بن حسنة له رؤية سيأتي ذكر أبيه.
قال بن يونس: شهد فتح مصر ويقال: إن عمرو بن العاص كان يستعمله على بعض العمل وروى عنه ابنه جعفر ويناق مولاه.
ربيعة بن شرحبيل بن حسنة ذكره محمد بن الربيع بن سليمان الجيزي فيمن دخل مصر من الصحابة فقال: وممن شهد فتحها وقد أدرك النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهو غلام وأخوه عبد الرحمن بن شرحبيل.
ربيعة بن عبد الله بن الهدير بالتصغير بن عبد العزى بن عامر بن الحارث بن حارثة بن سعد بن تيم بن مرة التيمي.
ولد في حياة النبي صلى الله عليه وآله وسلم وله رواية عن أبي بكر وعمر وغيرهما وهو معدود في كبار التابعين هذا كلام أبي عمر ومنهم من أدخل بين عبد الله والهدير ربيعة آخر. وذكره بن سعد فقال: ولد على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
وذكره بن حبان فقال: له صحبة ثم ذكره في ثقات التابعين.
وفي صحيح البخاري: له قصة مع عمر.
وقال الدارقطني: تابعي كبير قليل السند وقال العجلي: ثقة من كبار التابعين.
وقال أبو بكر بن أبي مليكة: كان من خيار الناس وقال بن أبي عاصم: مات سنة ثلاث وتسعين.
ربيعة بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب.
ذكره الدارقطني في الإخوة وقال: لا عقب له انتهى.
ولأبيه ولأخيه صحبة ولا يبعد أن يكون له رؤية.
الراء بعدها الواو
روح بن زنباع بن روح بن سلامة الجذامي أبو زرعة.
ذكره بعضهم في الصحابة ولا يصح له صحبة بل يجوز أن يكون ولد في عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم فإن لأبيه صحبة ورواية كما سيأتي.
ووقع في الكنى لمسلم: له صحبة وقال أبو أحمد الحاكم: يقال له صحبة وما أراه يصح.
وقال بن منده: أدرك النبي صلى الله عليه وآله وسلم وذكره محمد بن أيوب في الصحابة ولا يصح له صحبة وقال أبو عروبة وحسين القباني: يقال له صحبة وقال أبو عمر وأبو نعيم وابن منده: لا يصح له صحبة.
وقال بن أبي خيثمة: ومن روى عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم روح بن زنباع.
وذكره أبو زرعة الدمشقي وابن سميع في الطبقة الثانية من تابعي أهل الشام وقالا: كان أميراً على فلسطين وأورد له بن منده من طريق بكر بن سوادة عن عبيدة بن عبد الرحمن عن روح بن زنباع عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: " الإيمان يمان وبارك الله في جذام " .
قلت: ولروح مع عبد الملك بن مروان وغيره قصص حسان وكان عبد الملك بن مروان يقول: جمع روح طاعة أهل الشام ودهاء أهل العراق وفقه أهل الحجاز.
وروى عن الشافعي أن روحاً كان يقول: لم أطلب باباً من الخير إلا تيسر لي ولا طلبت باباً من الشر إلا لم يتيسر لي.
وقال ضمرة بن ربيعة عن الوليد بن أبي عون: كان روح إذا خرج من الحمام أعتق رقبة وله حديث عن عبادة بن الصامت وآخر عن تميم الداري أوردهما بن عساكر في ترجمته.


وقال أبو سليمان بن زبر: مات سنة أربع وثمانين.
القسم الثالث
من أدرك النبي صلى الله عليه وآله وسلم وكان يمكنه أن يسمع منه فلم ينقل ذلك
الراء بعدها الألف
راشد بن عبد الرحمن الأزدي له إدراك وشهد اليرموك.
روى عن أبي عبيدة بن الجراح ذكره بن عساكر.
رافع الأشجعي يقال: هو اسم أبي الجعد والد سالم ويأتي في الكنى.
رافع الأشجعي يقال هو اسم أبي هند ويقال اسمه النعمان ويأتي في الكنى.
رافع غير منسوب قرأت في كتاب مكة للفاكهي من طريق أبي بكر بن عبد الله: حدثني عثمان بن عبيد الله بن رافع عن أبيه عن جده وكان قد رحل مع قريش الرحلتين قال: الأثر الذي في المقام أثر امرأة إسماعيل جاءت إبراهيم بالمقام وهو على دابته... الحديث.
قلت: وأنا أظن أنه أبو رافع الصحابي المشهور.
رافع بن سالم ويقال بن سليمان الفزاري.
أدرك الجاهلية وسمع من عمر.
روى عنه محمد بن إبراهيم التيمي ذكره البخاري وابن أبي حاتم.
الراء بعدها الباء
رباب بن رميلة يأتي في آخر الباب.
رباح بن قصير اللخمي والد علي. تقدم في القسم الأول وهو من هذا القسم على الصحيح.
ربعي بكسر أوله وسكون الموحدة بلفظ النسب بن حراش بمهملة مكسورة بن جحش بن عمرو بن عبد الله العبسي ثم الكوفي - التابعي الجليل المشهور أبو مريم.
روى عن عمر بن الخطاب وسمع خطبته بالشام روى ذلك خيثمة في فضائل الصحابة من طريق حيدة وعن علي وابن مسعود وغير واحد.
روى عنه جماعة من التابعين كالشعبي وأبي مالك الأشجعي وعبد الملك بن عمير ومنصور وغيرهم.
قال العجلي: تابعي ثقة من خيار الناس لم يكذب قط وقال اللالكائي: مجمع على ثقته قال أبو موسى: يقال إنه أدرك النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
وقد ذكر بن الكلبي أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كتب إلى أبيه فحرق كتابه فهذا يؤيد أن لربعي إدراكاً. مات سنة مائة ويقال بعدها بسنة وقيل بأربع.
ربعي الخنظلي والد شبيب.
قال سيف عن رجاله: قدم ربعي على عمر فأمد به المثنى بن حارثة بالعراق ولما مات رأس بعده ولده شبثاً.
ربعي الذهلي ذكره دعبل بن علي في طبقات الشعراء وقال شهد القادسية وأنشد له شعراً في قومه من بني سدوس.
ذكر من اسمه الربيع محلى بأل
الربيع بن ربيعة تقدم في القسم الأول.
الربيع بن أوس بن الأعور بن شيبان بن عمرو بن جابر بن عقيل بن مالك بن شمخ بن فزارة الفزاري.
شاعر مخضرم ذكره المرزباني وأنشد له من أبيات:
أبوكم من مزينة غير شك ... وهل تخفى علامات النهار
الربيع بن ربيعة بن عوف بن قتال بن أنف الناقة بن قريع بن عوف بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن سهم التميمي ثم السعدي ثم القريعي الشاعر المشهور بالمخبل بفتح المعجمة والموحدة الثقيلة يكنى أبا يزيد سماه بن الكلبي وقال بن دأب: اسمه كعب بن ربيعة وقال بن حبيب: اسمه ربيعة بن مالك وهو المراد بقول الفرزدق:
وهب القصائد لي النوابغ إذ مضوا ... وأبو يزيد وذو القروح وجرول
قال أبو الفرج في الأغاني: عمر في الجاهلية والإسلام عمراً طويلاً وأحسبه مات في خلافة عمر أو عثمان وهو شيخ كبير وسيأتي له ذكر في ترجمة ولده شيبان في حرف الشين المعجمة.
وقال بن حبيب: خطب المخبل إلى الزبرقان أخته خليدة فرده وزوجها رجلاً من بني جشم بن عوف يقال له هزال فهجاه المخبل.
وقال بن حبيب وغير واحد من رواة الأخبار فيما ذكر أبو الفرج بأسانيده: اجتمع الزبرقان بن بدر والمخبل السعدي وعبدة بن الطبيب وعمرو بن الأهتم وعلقمة بن عبدة قبل أن يسلموا وقبل مبعث النبي صلى الله عليه وآله وسلم فنحروا جزوراً واشتروا خمراً ببعير وجلسوا يشوون ويأكلون فذكروا الشعراء وأيهم أجود شعراً فرضوا أن يحكموا أول من يطلع فطلع عليهم ربيعة بن حذار الأسدي فسألوه فقال: أخاف أن تغضبوا فأمنوه من ذلك فقال: أما أنت يا مخبل فشعرك شهب من نار يلقيها الله على من يشاء من عباده. وذكر بقية القصة.
الربيع بن زياد بن سلامة بن قيس القضاعي ثم التويلي بالمثناة مصغراً.
فارس مشهور يعرف بالأعرج وله إدراك وأشعار في الجاهلية ثم عاش إلى أن مات في خلافة عثمان حكاه بن الكلبي.


الربيع بن ضبيع بن وهب بن بغيض بن مالك بن سعد بن عدي بن فزارة الفزاري جاهلي. ذكر بن هشام في التيجان أنه كبر وخرف وأدرك الإسلام ويقال: إنه عاش ثلاثمائة سنة منها ستون في الإسلام ويقال لم يسلم.
وذكر أبو حاتم السجستاني أنه دخل على عبد الملك بن مروان فقال له: يا ربيع أخبرني عما أدركت من القهر ورأيت من الخطوب فقال: أنا الذي أقول:
إذا عاش الفتى مائتين عاماً ... فقد ذهب اللذاذة والفتاء
قال: وقد رويتها من شعرك وأنا غلام ففصل لي عمرك قال: عشت مائتي سنة في فترة عيسى وستين في الجاهلية وستين في الإسلام فذكر قصته معه وهو القائل ذلك البيت السائر:
إذا جاء الشتاء فأدفئوني ... فإن الشيخ يهرمه الشتاء
وأنشد المرزباني بعده:
وأما حين يذهب كل قر ... فسربال خفيف أو رداء
الربيع بن مطرف بن بلخ التميمي له إدراك وأنشد له سيف في الفتوح أشعاراً كثيرة في فتح دمشق والقادسية وطبرية فمن ذلك قوله في فتح طبرية:
وإنا لحلالون بالثغر تحتوي ... ولسنا كمن هر الحروب من الرعب
منعناهم ماء الحياة بعيد ما ... سما جميعهم فاستهولوه من الرهب
قال بن عساكر: أدرك حياة النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
ذكر من اسمه ربيعة
ربيعة بن أبي الضبي ذكره المرزباني في معجم الشعراء فقال: مخضرم أدرك يوم بسطام في الجاهلية وعاش إلى أن شهد الجمل مع عائشة وهو القائل:
وإذا ساميت قوما ضمتهم ... ببني ضبة أصحاب الجمل
ربيعة بن خوط بن رئاب بن الأشتر بن حجوان بن فقعس بن طريف بن عمرو بن قعين بن ثعلبة بن دودان بن أسد بن خزيمة الأسدي ثم الفقعسي أبو المهرش.
ذكره المرزباني وقال: شاعر مخضرم حضر يوم ذي قار ثم نزل بعد ذلك الكوفة وأنشد له في يوم ذي قار:
نجى إياداً ولخماً كل سلهبة ... واستحكم الموت أصحاب البراذين
وقال بن عساكر: أدرك حياة النبي صلى الله عليه وآله وسلم ونسبه بن الكلبي فلم يزد على وصفه بالشاعر وذكر بعده أن عمه ربيعة بن ثعلبة بن رئاب المذكور وقال: يكنى أبا ثور وهو الذي قتل صخر بن عمرو أخا الخنساء ولم يصفه بما يدل على إدراكه الإسلام وقد نقدم بن عمها حبيب بن مطهر بن رئاب.
ربيعة بن زرارة العتكي أبو الحلال بالمهملة والتخفيف.
أدرك الجاهلية ثم نزل البصرة روى بن الجارود في الكنى من طريق المهلب بن بكر بن حازم عن الفضل بن موسى عن أبي الحلال العتكي أنه أدرك أهل بيته يعبدون الحجارة ويقال: إنه توفي وهو ابن مائة وعشرين سنة في زمن الحجاج.
وقال أحمد في كتاب الزهد: حدثنا عبيد الله بن ثور بن عون بن أبي الحلال واسمه ربيعة بن زرارة حدثتني أمي عن عمتها العيناء بنت أبي الحلال قالت: كان لأبي الحلال حصير يسجد عليها لا يستطيع أن يقوم من الكبر وكان يقول: اللهم لا تسلبني القرآن.
قالت العيناء: ومات وهو ابن مائة وعشرين سنة.
ربيعة بن سلمة ويقال بن عبد الله بن الحارث بن سوم بن عدي بن أشرس بن شبيب بن السكون الشاعر السكوني يعرف بابن الغزالة. قال بن الكلبي: جاهلي وسمى أباه سلمة وقال بن دريد في الاشتقاق: أدرك الإسلام فأسلم وسمى أباه عبد الله.
ربيعة الكنود شاعر مخضرم ذكره المرزباني ورأيت في نسخة: بن الكنود وأنشد له.
ربيعة بن مالك قيل هو اسم المخبل السعدي.
ربيعة بن مقروم بن قيس بن جابر بن خالد بن عمرو بن غيظ بن السيد بن مالك بن بكر بن بسعد بن ضبة الضبي.
قال المرزباني: كان أحد شعراء مضر في الجاهلية والإسلام ثم أسلم فحسن إسلامه وشهد القادسية وغيرها من الفتوح وعاش مائة سنة وهو القائل:
ولقد أتت مائة علي أعدها ... حولاً فحولاً أن بلاها مبتلى
وذكر أبو عبيد في شرح الأمالي مثله.
وقال أبو الفرج الأصبهاني: وفد على كسرى في الجاهلية ثم عاش إلى أن أسلم وبقي زماناً وذكره دعبل في طبقات الشعراء وقال: مخضرم حبسه كسرى بالمشقر ثم أدرك القادسية وأنشد له في ذلك شعراً.
ربيعة بن النمر بن تولب ذكره بن قتيبة وسيأتي ذلك في ترجمة أبيه.
الراء بعدها الحاء


رحيل بالمهملة مصغراً الجعفي ذكره أبو عمر فروى الدارقطني من طريق زهير بن معاوية الجعفي عن أسعر بن رحيل أن أباه وسويد بن غفلة انتهيا - يعني إلى المدينة حين رفعت الأيدي عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فنزل سويد على عمر ونزل الرحيل على بلال.
وروى أبو نعيم من طريق الحارث بن مسلم الجعفي بن عم زهير بن معاوية قال: قدم الرحيل وسويد حين سوى على النبي صلى الله عليه وآله وسلم التراب.
الراء بعدها الشين
رشيد بن ربيض العذري الشاعر المشهور.
ذكره المرزباني وقال: مخضرم قال: وهو القائل في محرز بن المكعبر الضبي:
ولقد زرقت عيناك يا بن مكعبر ... كما كل ضبي من اللؤم أزرق
قال: وله أشعار في يوم الشيطين وهو يوم كان لبكر بن وائل على بني تميم في عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
الراء بعدها الفاء
رفيع بن مهران بالتصغير أبو العالية الرياحي - يالتحتانية مشهور في التابعين له إدراك. يقال: إنه دخل على أبي بكر وصلى خلف عمر.
وأخرج أبو أحمد الحاكم من طريق أبي خلدة قال: قلت لأبي العالية: أدركت النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: لا جئت بعده بسنتين أو ثلاث.
وروى قتادة عنه قال: قرأت القرآن بعد نبيكم بعشر سنين.
وروى بن المديني من طريق حفصة بنت سيرين عن أبي العالية قال: قرأت القرآن على عهد عمر ثلاث مرات.
وروى بن أبي حاتم من طريق عاصم قال: قلت لأبي العالية من أكبر من رأيت قال: أبو أيوب غير أني لم آخذ عنه شيئاً إسناده صحيح وبينه وبين الذي قبله مغايرة ظاهرة وإسناد الآخر صحيح فالله أعلم.
وقال العجلي: هو من كبار التابعين وقال الآجري عن أبي داود: ذهب علم أبي العالية لم يكن له رواة انتهى.
وقد روى عنه خالد الحذاء وداود بن أبي هند ومحمد وحفصة ابنا سيرين والربيع بن أنس وبكر بن عبد الله المزني وثابت البناني وقتادة ومنصور بن زاذان وآخرون فكأن أبا داود أراد من نقل عنه الفقه أو التفسير.
وقد وثقه العجلي وابن حبان وغيرهما وأما ما نقل عن الشافعي أنه قال حديث الرياحي فإنما أراد حديثا خاصا وهو حديث القهقهة كما نبه عليه بن عدي ثم قال وسائر أحاديثه مستقيمة قالوا مات سنة تسعين وقيل بعدها بثلاث وقيل سنة ست ومائة والأول أقوى.
الرفيل بالتصغير أيضاً له إدراك وهو جد أبي جعفر بن المسلم قال أبو سعد بن السمعاني وغيره لما ترجموا لأبي جعفر أسلم جده الرفيل على يد عمر بن الخطاب وبينهما سبعة آباء وأقل ما يكون بين أبي جعفر وبين النبي صلى الله عليه وآله وسلم ستة أنفر بسند صحيح وخمسة بسند ضعيف وممن ساق نسبه أبو بكر الخطيب وروى عنه في تصانيفه وجمع له مجالس واستملى عليه وذلك بسنة ثلاث وستين ومات سنة خمس وتسعين.
الراء بعدها الواو
روح بن حبيب التغلبي ذكره بن عساكر في تاريخه وقال: أدرك عصر النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
وروى عن أبي بكر وعمر وشهد خطبة عمر بالجابية ثم روى من طريق الحكم بن خطاب عن الزهري عن أبي واقد عن روح بن حبيب قال: بينا أنا عند أبي بكر الصديق إذ أتى بغراب فلما رآه بجناحين قال: قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: " ما صيد من صيد إلا بنقص من تسبيح وما دخل على أمر مكروه إلا بذنب وما عفا الله عنه أكثر ثم خلى سبيل الغراب " .
الراء بعدها الياء
رئاب بكسر أوله ثم تحتانية مهموزة ويقال بزاي منقوطة وموحدتين الأولى ثقيلة بن رميلة أخو الأشهب بن رميلة.
له إدراك وقتل في عهد عثمان تقدم ذكره في ترجمة أخيه.
رياب بكسر أوله ثم تحتانية بن الحارث النخعي له إدراك وشهد الفتوح في عهد عمر.
روى البخاري من طريق صدقة بن المثنى عن جده رياح بن الحارث - أنه حج مع عمر حجتين.
ومن طريق سماك عن جرير بن رياح عن أبيه أنهم أصابوا قبراً بالمدائن فوجدوا عليه ثياباً منسوجة بالذهب ومالاً فكتب عمار إلى عمر فكتب أن لا ينزعوه.
فرق البخاري بينهما وجمعهما بن أبي حاتم وهو أصوب.
القسم الرابع
الراء بعدها الألف
رافع بن بديل بن ورقاء الخزاعي.
ذكره بن منده وقد استشهد يوم بئر معونة وذكر قصة قتله من طريق بن إسحاق.
وتعقبه أبو نعيم فقال: صحفه المتأخر وإنما هو نافع بالنون لا يختلف فيه بل تواطأ عليه أصحاب المغازي والتواريخ.


رافع بن بشر السلمي قلبه بعض الرواة وإنما هو بشر بن رافع وله حديث في الحشر كذا قال أبو عمر وذكر بن شاهين أن الذي قلبه علي بن ثابت.
قلت: ومن طريقه أخرجه بقي بن مخلد وقد تقدم على الصواب.
رافع بن ثابت نزل مصر فرق بن منده بينه وبين رويفع بن ثابت وهما واحد قاله أبو نعيم.
رافع بن معبد الأنصاري أبو الحسن نزيل حمص روى عنه محمد بن زياد وغيره ذكره بن الأثير فاستدركه على ما تقدمه وعزاه لأبي علي الجياني وقد صحف اسم أبيه فإنه ذكره في باب الميم وإنما هو سعد وقد ذكرته على الصواب في الأول منسوباً لابن شاهين.
ذكر من اسمه الربيع - محلى بأل
الربيع بن زياد بن عبد الله بن سفيان بن ناشب بن هدم بن عوذ بن غالب بن قطيعة بن عبس العبسي.
مشهور في الجاهلية وكان ينادم النعمان بن المنذر ويقال: إنه أحد السكملة ولم أر من ذكر أنه أدرك الإسلام إلا الرشاطي فذكر في ترجمة الأشعري قصة للربيع بن زياد الحارثي مع عمر فقال الرشاطي: هو الربيع بن زياد العبسي.
والقصة مشهورة للحارثي فوهم الرشاطي وهماً فاحشاً.
الربيع بن عمرو بن أبي زهير الخزرجي الأنصاري: والد سعد بن الربيع.
استدركه بن فتحون وحكى عن مكي بن أبي طالب أن سعد بن الربيع لما استشهد بأحد ترك ابنين فضم أبوه ماله كله فأتت أمهما للنبي صلى الله عليه وآله وسلم فنزلت: " يوصيكم الله في أولادكم " النساء 11 انتهى.
والمعروف أن الذي ضم مالهما هو عمهما وهو الصواب.
وروى بن منده من طريق عنبسة بن عبد الرحمن عن محمد بن زاذان عن أم سعد بنت الربيع عن أبيها ترفعه: " طاعة النساء ندامة " والصواب عن أم سعد بنت سعد بن الربيع.
الربيع بن كعب الأنصاري وهو وهم هكذا أخرجه بن منده والصواب ربيعة بن كعب وهو الأسلمي حليف الأنصار تقدم.
الربيع بن محمود المارديني وكان من مشايخ الصوفية فادعى الصحبة.
كذا ذكره الذهبي في الميزان ويقال: إنه دجال ادعى الصحبة والتعمير في سنة تسع وتسعين وخمسمائة وكان قد سمع من بن عساكر سنة بضع وستين.
قلت: الذي ظهر لي من أمره أن المراد بالصحبة التي ادعاها ما جاء عنه أنه رأى النبي صلى الله عليه وآله وسلم في النوم وهو بالمدينة الشريفة فقال له: " أفلحت دنيا وأخرى " فادعى أنه بعد أن استيقظ أنه سمعه وهو يقول ذلك قرأت بخط العلامة تقي الدين بن دقيق العيد: أن الكمال بن العديم كتب إليهم أن عمه محمد بن هبة الله بن أبي جرادة أخبره قال: قال لي الشيخ ربيع بن محمود: كنت بمسجد النبي صلى الله عليه وآله وسلم فأتيته أستشيره في شيء فنمت فرأيته فقال لي: " أفلحت دنيا وأخرى " ثم انتبهت فسمعته يقول لي وأنا مستيقظ وذكر الحكاية بطولها وذكر أشياء من هذا الجنس.
قلت: وقرأت بخط محمد بن الحافظ زكي الدين المنذري سمعت عبد الواحد بن عبد الله بن عبد الصمد بن أبي جرادة يقول: سمعت جدي يقول حججت سنة إحدى وستمائة فاجتمعت بالشيخ رتن فعرضت عليه الصحبة إلى حلب فقال: أنا أريد أن أموت ببيت المقدس قال: فرافقته إلى القدس فمرض فاشتد مرضه فوصلنا خبره أنه مات بالقدس سنة اثنتين وستمائة ووجدت في فوائد أبي بكر بن محمد العربي.
ربيعة بن أمية بن خلف بن وهب بن حذافة بن جمح القرشي الجمحي أخو صفوان.
أسلم يوم الفتح وكان شهد حجة الوداع وجاء عنه فيها حديث مسند فذكره لأجله في الصحابة من لم يمعن النظر في أمره منهم البغوي وأصحابه: بن شاهين وابن السكن والباوردي والطبراني وتبعهم بن منده وأبو نعيم.
ووقع عند بن شاهين من طريق يحيى بن هانئ الشجري عن بن إسحاق عن يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير عن أبيه عن ربيعة بن أمية قال: أمرني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن أقف تحت صدر راحلته وهو واقف بالموقف بعرفة وكان رجلاً صيتاً فقال: " يا ربيعة قل يا أيها الناس إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول لكم: تدرون أي بلد هذا؟... " الحديث.
ورواه غيره عن بن إسحاق فقالوا: إن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أمر أمية وهو الصواب.


ورواية يحيى بن هانئ وهم ولم يدرك عباد أمية وهو على الصواب في مغازي بن إسحاق. وقد أخرجه بن خزيمة والحاكم من وجه آخر عن بن إسحاق عن بن أبي نجيح عن عطاء عن بن عباس قال: أمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم ربيعة... فذكره فلو لم يرد في أمره إلا هذا لكان عده في الصحابة صواباً لكن ورد أنه ارتد في زمن عمر فروى يعقوب بن شيبة في مسنده من طريق حماد عن محمد بن عمرو عن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب - أن أبا بكر الصديق كان أعبر الناس للرؤيا فأتاه ربيعة بن أمية فقال: إني رأيت في المنام كأني في أرض معشبة مخصبة وخرجت منها إلى أرض مجدبة كالحة ورأيتك في جامعة من حديد عند سرير إلى الحشر فقال: إن صدقت رؤياك فستخرج من الإيمان إلى الكفر وأما أنا فإن ذلك ديني جمع لي في أشد الأشياء إلى يوم الحشر.
قال: فشرب ربيعة الخمر في زمن عمر فهرب منه إلى الشام ثم هرب إلى قيصر فتنصر ومات عنده.
وذكر بن عبد البر هذه القصة في الاستيعاب مختصرة وأن عمر هو الذي عبرها له.
وقال عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن زرارة بن مصعب بن عبد الرحمن بن عوف عن المسور بن مخرمة عن عبد الرحمن بن عوف أنه حرس ليلة مع عمر بالمدينة فشب لهم سراج في بيت فانطلقوا يؤمونه فإذا باب مجاف على قوم لهم فيه أصوات مرتفعة ولغط فقال عمر لعبد الرحمن: أتدري بيت من هذا قال: لا قال: هذا بيت ربيعة بن أمية وهم الآن شرب فما ترى قال: أرى أنا قد أتينا ما نهى الله عنه: ولا تجسسوا قال: فانصرف عمر.
وبهذا الإسناد إلى الزهري عن سعيد بن المسيب - أن عمر غرب ربيعة بن أمية بن خلف في الخمر إلى خيبر فلحق بهرقل فتنصر فقال عمر: لا أغرب بعده أحداً أبداً.
أخرجه النسائي من طريق معتمر بن سليمان عن عبد الرزاق.
وله قصة أخرى مع عمر قبل هذا ذكرها مالك في الموطأ عن بن شهاب عن عروة أن خولة بنت حكيم دخلت على عمر فقالت له: إن ربيعة بن أمية استمتع بامرأة موحدة فحملت منه فخرج عمر يجر رداءه فزعاً فقال: هذه المتعة لو كنت تقدمت فيها لرجمته.
ربيعة بن الحارث بن مالك أبو فراس الأسلمي من أهل الصفة.
استدركه الذهبي في التجريد وقد حرف اسم أبيه وإنما هو كعب لا الحارث وقد مضى على الصواب.
ربيعة بن حصين كان رسول جرير إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
هكذا ذكره بن شاهين عن بن الكلبي وهو مقلوب والصواب حصين بن ربيعة وقد مضى.
ربيعة بن مالك الساعدي هكذا زعم بعضهم أنه اسم أبي أسيد فقلبه والصواب مالك بن ربيعة ونبه عليه أبو موسى.
ربيعة بن لقيط تابعي معروف أرسل حديثاً فذكره أبو علي العسكري: وأخرج من طريق الليث عن يزيد بن أبي حبيب عن ربيعة بن لقيط لما دخل رسول صاحب الروم سأله فرساً فأعطاه فتكلم في ذلك بعض الصحابة فقال: إنه سيسلبها منه رجل من المسلمين فكان كذلك. قال أبو موسى: لا يعلم له صحبة إنما يروي عن عبد الله بن حوالة وغيره.
قلت: وذكره في التابعين البخاري ويعقوب بن شيبة وأبو حاتم والعجلي وابن يونس وآخرون.
ربيعة خادم النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
استدركه بن الأمين وقد ذكره أبو عمر في موضعه على الصواب فقال: ربيعة بن كعب وهو خادم النبي صلى الله عليه وآله وسلم المذكور.
ربيعة الكلابي ذكره أبو موسى من طريق أبي مسلم الكجي قال: حدثنا سليمان بن داود حدثنا سعيد بن خثيم عن ربيعة بنت عياض حدثني عياض حدثني ربيعة الكلابي قال: رأيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم توضأ فأسبغ الوضوء...الحديث.
ورواه يحيى الحماني وغيره عن سعيد فقالوا: عن ربيعة عن عبيدة بن عمرو الكلابي وهو الصواب وسيأتي.
الراء بعدها التاء رتن بن عبد الله الهندي ثم البترندي ويقال المرندي ويقال: رطن - بالطاء بدل التاء المثناة - بن ساهوك بن جكندريو هكذا وجدته مضبوطاً مجوداً بخط من يوثق به وضبطه بعضهم - بقاف بدل الواو ويقال رتن بن نصر بن كربال وقيل رتن بن ميدن بن مندى.


شيخ خفي خبره بزعمه دهراً طويلاً إلى أن ظهر على رأس القرن السادس فادعى الصحبة فروى عنه ولداه: محمود وعبد الله وموسى بن مجلي بن بندار الدنيسيري والحسن بن محمد الحسيني الخراساني والكمال الشيرازي وإسماعيل البارقي وأبو الفضل عثمان بن أبي بكر بن سعيد الإربلي وداود بن أسعد بن حامد القفال المنحروري والشريف علي بن محمد الخراساني الله روي والمعمر أبو بكر المقدسي والهمام السهر كندي وأبو مروان عبد الملك بن بشر المغربي لكنه لم يسمه قال: لقيت المعمر فوصفه بنحو مما وصفوا به رتن ولم أجد له في المتقدمين في كتب الصحابة ولا غيرهم ذكراً لكن ذكره الذهبي في تجريده فقال: رتن الله ندي شيخ ظهر بعد ستمائة بالشرق وادعى الصحبة فسمع منه الجهال ولا وجود له بل اختلق اسمه بعض الكذابين وإنما ذكرته تعجباً كما ذكره أبو موسى سربانك الله ندي بل هذا إبليس اللعين قد رأى النبي صلى الله عليه وآله وسلم منه وأغرب من ذلك صحابي هو أفضل الصحابة مطلقاً فذكر عيسى بن مريم عليهما السلام كما سيأتي في ترجمته إن شاء الله تعالى.
وذكره في الميزان فقال: رتن الله ندي وما أدراك ما رتن شيخ دجال بلا ريب ظهر بعد ستمائة فادعى الصحبة والصحابة لا يكذبون وهذه جراءة على الله ورسوله. وقد ألفت في أمره جزءاً وقد قيل إنه مات سنة اثنتين وثلاثين وستمائة ومع كونه كذاباً فقد كذبوا عليه جملة كثيرة من أسمج الكذب والمحال.
قلت: وزعم الإربلي أنه سمع منه بعد ذلك في سنة ستمائة وخمسة وخمسين وما زلت أطلب الجزء المذكور حتى ظفرت به بخط مؤلفه فكتبت منه ما أردته هنا من خطه بلفظه.
وأوله بسم الله الرحمن الرحيم سبحانك هذا بهتان عظيم قال شيخ الشيوخ ومن خطه نقلت واسمه محمد أبو القاسم بن عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الكريم الحسيني الكاشغري: حدثني الشيخ القدوة مهبط الأسرار الربانية منبع الأنوار السبحانية همام الدين السهركندي حدثني الشيخ المعمر بقية أصحاب سيد البشر خواجا رطن بن ساهوك بن جكندريق الله ندي البترندي قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم تحت شجرة أيام الخريف فهبت ريح فتناثر الورق حتى لم يبق عليها ورقة فقال صلى الله عليه وآله وسلم: " إن المؤمن إذا صلى الفريضة في الجماعة تناثرت الذنوب منه كما تناثر الورق من هذه الشجرة " .
وقال عليه السلام: " من أكرم غنيا لغناه أو أهان فقيراً لفقره لم يزل في لعنة الله أبد الآبدين إلا أن يتوب " .
وقال عليه السلام: " من مات على بغض آل محمد مات كافراً " .
وقال عليه السلام: " من مشط حاجبيه كل ليلة وصلى علي لم ترمد عيناه أبداً " .
قلت: وسرد ثمانية أحاديث أخرى ثم قال الذهبي عن الكاشغري: حدثنا السيد القدوة تاج الدين محمد بن أحمد بن محمد الخراساني بالمدينة النبوية في ذي الحجة سنة سبع وسبعمائة قال: أما بعد فهذه أربعون حديثاً متباينات رتنيات انتخبتها مما سمعت من الشيخ المسلك أبي الفتح موسى بن مجلي الصو في سنة ثلاث وسبعين وستمائة في الخانقاه السابقية بسمنان بقراءتي عليه عن صاحب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أبي الرضا رتن بن نصر عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: " ذرة من أعمال الباطن خير من أعمال الظاهر كالجبال الرواسي " .
وقال الفقير على فقره أغير من أحدكم على أهل بيته... فذكر الأحاديث ثم قال: قال رتن: كنت في زفاف فاطمة وجماعة من الصحابة وكان ثم من يغني شيئاً فطابت قلوبنا ورقصنا فلما كان الغد سألنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن ليلتنا فدعا لنا ولم ينكر علينا فعلنا وقال: " اخشوشنوا وامشوا حفاة تروا الله جهرة " .
قال الذهبي: ووقفت على نسخة يرويها عبيد الله بن محمد بن عبد العزيز السمرقندي قال: حدثني الإمام صفوة الأولياء جلال الدين موسى بن مجلي بن بندار الدنيسيري أخبرنا الشيخ الكبير العديم النظير رتن بن نصر بن كربال الله ندي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: " إياك وأخذ الرفق من السوقة والنسوان فإنه بعد من الله تعالى " .
وقال: " لو أن ليهودي حاجة إلى أبي جهل وطلب مني قضاءها لترددت إلى باب أبي جهل مائة مرة في قضائها " .
وقال: " شق العالم القلم أحب إلى الله من شق جوف المجاهد في سبيل الله " .
وقال: " نقطة من دواة عالم أو متعلم على ثوبه أحب إلي من عرق مائة ثوب شهيد " .


وقال: " من رد جائعاً وهو قادر على أن يشبعه عذبه الله ولو كان نبياً مرسلاً.
وقال: " ما من عبد يبكي يوم أصيب ولدي الحسين إلا كان يوم القيامة مع أولي العزم من الرسل " .
وقال: " البكاء في يوم عاشوراء نور تام يوم القيامة " .
وقال: " من أعان تارك الصلاة بلقمة فكأنما أعان على قتل الأنبياء كلهم " فذكر نحواً من ثلاثمائة حديث.
وفي آخر النسخة طبقة صورتها: قرأ علي هذه الأحاديث الشيخ أبو القاسم محمد بن عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الرحيم الحسيني الكاشغري بسماعي لها على الإمام أبي عبد الله أحمد بن أبي المحاسن يعقوب بن إبراهيم الطيبي الأسدي بسماعه لها من الإمام الحافظ جلال الدين موسى بن مجلي الدنيسيري بخوارزم سنة خمس وستين وستمائة وسمعها موسى من رتن.
وكتب محمد بن أبي بكر بن إسماعيل بن علي الأنصاري في شهر ربيع الأول سنة عشر وسبعمائة.
ثم قال الذهبي: وأظن أن هذه الخرافات من وضع هذا الجاهل موسى بن مجلي أو وضعها له من اختلق ذكر رتن وهو شيء لم يخلق ولئن صححنا وجوده وظهوره بعد سنة ستمائة فهو إما شيطان تبدى في صورة بشر فادعى الصحبة وطول العمر المفرط وافترى هذه الطامات وإما شيخ ضال اسس لنفسه بيتاً في جهنم بكذبه على النبي صلى الله عليه وآله وسلم ولو نسبت هذه الأخبار لبعض السلف لكان ينبغي لنا أن ننزهه عنها فضلا عن سيد البشر لكن ما زال عوام الصوفية يروون الواهيات وإسناد فيه هذا الكاشغري والطيبي وموسى بن مجلي ورتن سلسلة الكذب لا سلسلة الذهب.
ثم تكلم الذهبي في أقل ما يرويه في عصره من العدد إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم وذكر طرفاً من أقسام العلو المصطلح عليه وأن العالي المكذوب هو ولا شيء سواء.
ثم استطرد إلى ذكر غلاة الصوفية ومن يقول منهم حدثني قلبي عن ربي ثم إلى الاتحادية ومن يزعم منهم أنه عين الإله ثم قال: وينبغي أن تعلموا همم الناس ودواعيهم متوفرة على نقل الأخبار العجيبة فأين كان هذا الهندي مطموراً في هذه الستمائة سنة أما كان الأطراف يتسامعون به وبطول عمره فيرحلون إليه في زمن المنصور والمهدي أما كان متولي الله ند يتحف به المأمون.
قلت: يعني مع تطلعه إلى المستغربات أما كان بعد ذلك بمدة متطاولة يعرف به محمود بن سكتكين لما افتتح بلاد الله ند ووصل إلى البلد الذي فيه البد وهو الصنم المعظم عندهم وقضيته في ذلك مشهورة مدونة في التواريخ ولم يتعرض أحد ممن صنفها إلى ذكر رتن انتهى.
ثم قال الذهبي: ثم مع هذا تتطاول عليه الأعمار ويكر عليه الليل والنهار إلى عام ستمائة ولا ينطق بوجوده تاريخ ولا جوال ولا سفار فمثل هذا لا يكفي في قبول دعواه خبر واحد إذ لو كان لتسامع بشأنه كل تاجر ولو كان الذي زعم أنه رآه لم ينقل عنه شيئاً من هذه الأحاديث لكان الأمر أخف.
ثم قال: ولعمري ما يصدق بصحبة رتن إلا من يؤمن بوجود محمد بن الحسن في السرداب ثم بخروجه إلى الدنيا فيملأ الأرض عدلاً أو يؤمن برجعة علي وهؤلاء لا يؤثر فيهم علاج. وقد اتفق أهل الحديث على أن آخر من رأى النبي صلى الله عليه وآله وسلم موتاً أبو الطفيل عامر بن واثلة وثبت في الصحيح أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال قبل موته بشهر أو نحوه: " أرأيتكم ليلتكم هذه فإنه على رأس مائة سنة منها لا يبقى على وجه الأرض ممن هو اليوم عليها أحد " فانقطع المقال وماذا بعد الحق إلا الضلال انتهى. ما ذكره الذهبي في خبر كسروثن رتن ملخصاً.
وقد وقفت على الجزء الذي أشار إليه وفيه أكثر من ثلاثمائة حديث كما قال ثم وقفت على طريق أخرى إليه فأنبأنا غير واحد عن المحدث المكثر الرحال جمال الدين الأقشهري نزيل المدينة النبوية عن علي بن عمران الصنعاني عن رفيع الدين عمر بن محمد بن أبي بكر السمرقندي أنه حدثه من لفظه بالمسجد الجامع بصنعاء سنة أربع وثمانين عن أبي الفتح موسى بن مجلي فذكر النسخة بطولها.
وفي نسخة الإربلي المذكور قال رتن: كنت في زفاف فاطمة أنا وأكثر الصحابة وكان ثم من يغنى شيئاً فطابت قلوبنا ورقصنا بضربهم الدف وقولهم الشعر فلما كان من الغد سألنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن ليلتنا فقلنا: كنا في زفاف فاطمة فدعا لنا ولم ينكر علينا.


وقرأت بخط المؤرخ شمس الدين محمد بن إبراهيم الجزري في تاريخه قال: سمعت النجيب عبد الوهاب بن إسماعيل الفارسي الصوفي بمصر سنة اثنتي عشرة وسبعمائة يقول: قدم علينا بشيراز سنه خمس وسبعين وستمائة الشيخ المعمر محمود ولد بابا رتن فأخبرنا أن أباه أدرك ليلة شق القمر وكان ذلك سبب هجرته وأنه حضر حفر الخندق وكان استصحب معه سلة فيها تمر هندي أهداها إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فأكل منها ووضع يده على ظهر رتن ودعا له بطول العمر وله يومئذ ست عشرة سنة فرجع إلى بلده وعاش ستمائة واثنتين وثلاثين سنة وكانت وفاته سنة اثنتين وثلاثين وستمائة ثم أورد عنه أحاديث ذكر أنه سمعها من أبيه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ثم قال النجيب وذكر محمود أن عمره مائة وسبعون سنة. قال النجيب: ثم قدم علينا أناس من شيراز إلى القاهرة وأخبروني أنه حي وأنه قد رزق أولاداً. وقرأت قصته من وجه آخر مطولة بخط الأديب الفاضل صلاح الدين الصفدي في تذكرته وأنبأني عنه غير واحد شفاها أنه قرأ في تذكرة الأديب الفاضل علاء الدين الوداعي.
قلت: وأنبأنا علي بن محمد بن أبي المجد شفاهاً عن الوداعي قال: حدثنا جلال الدين محمد بن سليمان الكاتب بدار السعادة بدمشق أخبرنا أفضى القضاة نور الدين علي بن محمد بن الحسيني الحنفي سنة إحدى وسبعمائة بالقاهرة وأنبأنا غير واحد شفاهاً عن الإمام العلامة شمس الدين محمد بن عبد الرحمن بن الصائغ الحنفي قال: أخبرني القاضي معين الدين عبد المحسن بن القاضي جلال الدين عبد الله بن هشام سنة سبع وثلاثين وسبعمائة قال: أخبرني القاضي نور الدين قال: أخبرنا جدي الحسين بن محمد قال: كنت في زمن الصبا وأنا بن سبع عشرة سنة سافرت مع أبي وعمي من خراسان إلى الله ند في تجارة فلما بلغنا أوائل بلاد الله ند وصلنا إلى ضيعة من الضياع فعرج القفل نحوها فنزلوا بها فضج أهل القافلة فسألناهم عن ذلك فقالوا: هذه ضيعة الشيخ رتن المعمر فلما نزلنا خارج الضيعة رأينا بفنائها شجرة عظيمة تظل خلقاً عظيماً وتحتها جمع عظيم من أهل الضيعة فبادر الكل نحو الشجرة ونحن معهم فلما رآنا أهل الضيعة رحبوا بنا فرأينا زنبيلاً كبيراً معلقاً في بعض أغصان تلك الشجرة فسألناهم فقالوا: في هذا الزنبيل الشيخ رتن الذي رأى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ودعا له بطول العمر ست مرات فسألناهم أن ينزلوا الشيخ لنسمع كلامه وحديثه فتقدم شيخ منهم إلى الزنبيل وكان ببكرة فأنزله فإذا هو مملوء بالقطن والشيخ في وسط القطن ففتح رأس الزنبيل فإذا الشيخ فيه كالفرخ فحسر عن وجهه ووضع فمه على أذنه وقال: يا جداه هؤلاء قوم قد قدموا من خراسان وفيهم شرفاء من أولاد النبي صلى الله عليه وآله وسلم وقد سألوا أن تحدثهم كيف رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وماذا قال لك.
فعند ذلك تنفس الشيخ وتكلم بصوت كصوت النحل بالفارسية ونحن نسمع ونفهم فقال: سافرت مع أبي وأنا شاب من هذه البلاد إلى الحجاز في تجارة فلما بلغنا بعض أودية مكة وكان المطر قد ملأ الأودية فرأيت غلاماً أسمر اللون مليح الكون حسن الشمائل وهو يرعى إبلا في تلك الأودية وقد حال السيل بينه وبين إبله وهو يخشى من خوض الماء لقوة السيل فعلمت حاله فأتيت إليه وحملته وخضت السيل إلى عند إبله من غير معرفة سابقة فلما وضعته عند إبله نظر إلي وقال بالعربية: بارك الله في عمرك بارك الله في عمرك بارك الله في عمرك فتركته ومضيت إلى حال سبيلي إلى أن دخلنا مكة وقضينا ما أتينا له من أمر التجارة وعدنا إلى الوطن فلما تطاولت المدة على ذلك كنا جلوسا في فناء ضيعتنا هذه في ليلة مقمرة ليلة البدر والبدر في كبد السماء إذ نظرنا إليه وقد انشق نصفين فغرب نصف في المشرق ونصف في المغرب ساعة زمانية وأظلم الليل ثم طلع النصف الأول من المشرق والنصف الثاني من المغرب إلى أن التقيا في وسط السماء كما كان أول مرة فتعجبنا من ذلك غاية العجب ولم نعرف لذلك سبباً فسألنا الركبان عن خبر ذلك وسببه فأخبرونا أن رجلاً هاشمياً ظهر بمكة وادعى أنه رسول الله إلى كافة العالم وأن أهل مكة سألوه معجزة كمعجزات سائر الأنبياء وأنهم اقترحوا عليه أن يأمر القمر أن ينشق في السماء ويغرب نصفه في المشرق ونصفه في المغرب ثم يعود إلى ما كان عليه ففعل لهم ذلك بقدرة الله تعالى.


فلما أن سمعنا ذلك من السفار اشتقت إلى أن أرى المذكور فتجهزت في تجارة وسافرت إلى أن دخلت مكة فسألت عن الرجل الموصوف فدلوني على موضعه فأتيت إلى منزله فاستأذنت عليه فأذن لي فدخلت عليه فوجدته جالساً في وسط المنزل والأنوار تتلألأ في وجهه وقد استنارت محاسنه وتغيرت صفاته التي كنت أعهدها في السفرة الأولى فلم أعرفه فلما سلمت عليه نظر إلي وتبسم وعرفني وقال: وعليك السلام ادن مني وكان بين يديه طبق فيه رطب وحوله جماعة من أصحابه يعظمونه ويبجلونه فتوقفت لهيبته فقال: يا أبانا ادن مني وكل الموافقة من المروءة والمنافقة من الزندقة فتقدمت وجلست وأكلت معه من الرطب وصار يناولني الرطب بيده المباركة إلى أن ناولني ست رطبات سوى ما أكلت بيدي ثم نظر إلي وتبسم فقال: ألم تعرفني قلت كأني غير أني ما أتحقق فقال: ألم تحملني في عام كذا وجاوزت بي السيل حين حال السيل بيني وبين إبلي فعرفته بالعلامة وقلت له: بلى يا صبيح الوجه فقال لي: أمدد يدك فمددت يدي اليمنى إليه فصافحني بيده اليمنى وقال: قل أشهد أن لا الله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله فقلت ذلك كما علمني فسر بذلك وقال لي عند خروجي من عنده: بارك الله في عمرك بارك الله في عمرك بارك الله في عمرك.
فودعته وأنا مستبشر بلقائه وبالإسلام فاستجاب الله دعاء نبيه وبارك في عمري بكل دعوة مائة سنة وها عمري اليوم ستمائة سنة وزيادة وجميع من في هذه الضيعة العظيمة أولادي وأولاد أولادي فتح الله علي وعليهم بكل خير وبكل نعمة ببركة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
وقد وقعت لي روايات أخرى غير ما ذكره الذهبي إلى رتن منها ما قرأت في كتاب الوحيد في سلوك أهل طريق التوحيد للشيخ عبد الغفار بن نوح القوصي وقد لقيت حفيده الشيخ عبد الغفار بن أحمد بن عبد الغفار وهو يروي عن أبيه عن جده قال: حدثني الشيخ محمد العجمي قال: صحبت كمال الدين الشيرازي وكان قد أسن وبلغ مائة وستين سنة قال: صحبت رتن الله ندي وقال إنه حضر الخندق مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
وبه قال عبد الغفار بن نوح: وحدثني الشيخ عماد الدين السكري خطيب جامع الحاكم عن الشيخ إسماعيل الفارقي عن خواجة رتن الله ندي فذكر حديثاً.
وقال البهاء الجندي في تاريخ اليمن وجدت بخط الشيخ حسن بن عمر بن محمد علي بن أبي القاسم الحميري: أخبر الشيخ العالم المحدث أبو الحسن بن شبيب بن إسماعيل بن الحسن الواسطي حدثنا الشيخ الصالح الفقيه داود بن أسعد بن حامد القفال المنحروري بقرية من صعيد مصر يقال لها أسيوط: سمعت المعمر رتن بن ميدن بن مندي الصراف السندي قال: كنت في بدء أمري أعبد صنماً فرأيت في منامي قائلاً يقول لي: اطلب لك دينا غير هذا فقلت أين أطلبه قال: بالشام فأتيت الشام فوجدت دين أهلها النصرانية فتنصرت مدة ثم سمعت بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم بالمدينة فأتيته فأسلمت على يده ودعا لي بطول العمر ومسح رأسي بيده الكريمة ثم خرجت معه غزوة اليهود ولما عدت استأذنته في العود إلى بلدي لأجل والدتي فأذن لي.
قال: وتواتر عند أهل بلده أنه بلغ من العمر سبعمائة سنة ببركة دعاء النبي صلى الله عليه وآله وسلم ومات في رجب سنة ثمان وستمائة.
قال: وقدم اليمن أيضاً رجل اسمه عمر بن محمد بن أبي بكر السمرقندي فروى عن أبي الفتح موسى بن مجلي الدنيسيري عن أبي الرضا رتن بن نصر بن كربال.


قلت: وجدت بخط عمر بن محمد الهاشمي عن الشيخ حسين بن عبد الرحمن بن محمد بن علي بن أبي بكر اليماني أخبرنا الشيخ علي بن أبي بكر الأزرق إجازة أخبرنا إبراهيم بن محمد بن عيسى بن مطير عن والده عن محمد بن عمرو بن علي التباعي الفقيه عن أبيه حدثنا الشريف موفق الدين علي بن محمد الخراساني من أهل هراة في ذي القعدة سنة سبع عشرة وستمائة بالمخلاف من بلاد الشاور قال: دخلت الهند سنة إحدى وستمائة في جمادى الأولى... فذكر لي خبر رجل معمر أدرك النبي صلى الله عليه وآله وسلم يسكن بقرية من مدينة دلي فقصدته زائراً أنا ورجل مغربي فلما وقفنا عنده وسلمنا عليه سألني ممن أنا فقلت: أنا رجل شريف من ولد الحسين بن علي من أهل خراسان من هراة وهذا رجل من أهل المغرب فقال: عجب عجيب أنا حملت جدك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قلت: يا شيخ كم لك من العمر قال: سبعمائة قلت: يا شيخ أنت من قبل النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: نعم أنا من قوم عيسى وأنا حملت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قبل النبوة وهو صبي صغير قلت: وكيف كان ذلك قال: سمعت بأن محمداً خاتم النبيين في الحجاز فركبت البحر ثلاث مرات تنكسر المركب في كل مرة إلى أن ركبت الرابعة فوصلت إلى جدة وخرجت من البحر: فلما كنت بين جدة ومكة وقع المطر وسال الوادي فلقيت صبياً معه جمال وقد جاوزت الإبل الوادي ولم يقدر هو أن يجوز فحملته وقطعت به ذلك النهر فقال لي: " بارك الله في عمرك " - قالها ثلاثاً - فدخلت مكة وأقمت مدة ولم أعرف للنبي صلى الله عليه وآله وسلم خبراً فرجعت إلى بلدي فأقمت بها ثلاثين أو إحدى وأربعين فسمعت بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم وأنه تحول إلى المدينة فركبت البحر خامس مرة فوصلت إلى المدينة فدخلت المسجد وأبصرت النبي صلى الله عليه وآله وسلم جالساً في المحراب فسلمت عليه وجلست فقال لي: " من أين أنت يا شيخ " قلت: من الهند قال: " أنت الذي حملتني بين جدة ومكة وأنا صبي ومعي جمال " قلت: نعم قال: " بارك الله في عمرك " فأسلمت وأقمت عنده اثني عشر يوماً وأكلت معه الطعام ورجعت إلى بلدي فأقمت تحت هذه الشجرة وهي شجرة قوقل قال: ثم أمر لنا بطعام وأكل معنا ثلاث لقيمات وقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: " الموافقة من المروءة والمنافقة من الزندقة " .
قال: ورأيت أسنانه مثل أسنان الحنش دقاقاً ولحيته مثل الشوك وفيها شعر أكثره بياض وقد سقط حاجباه على وجنتيه يرفعهما بكلاب.
قال: وسألت الشريف هل كان للشيخ أولاد فقال: سألته فذكر أنه لم يتزوج قط ولا احتلم إلا مرة في الجاهلية.
قال الشريف: أقمت معه من طلوع الشمس إلى العصر ورأيت طول قعدته ثلاثة أذرع ومات سنة اثنتي عشرة وستمائة.
وقرأت في تاريخ اليمن للجندي ومنها ما أنبئت عن المحدث الرحال جمال الدين محمد بن أحمد بن أمين الأقشهري نزيل المدينة النبوية في فوائد رحلته: أخبرنا أبو الفضل وأبو القاسم بن أبي عبد الله علي بن إبراهيم بن عتيق اللواتي المعروف بابن الخباز المهدوي في العشرين من شوال سنة عشر وسبعمائة بتونس قال: سمعت أبا عبد الله محمد بن علي بن محمد بن يعلي المغربي التلمساني بثغر الإسكندرية في شهر رمضان سنة ست وثمانين وستمائة يقول: سمعت المعمر أبا بكر المقدسي - وكان عمر ثلاثمائة سنة من لفظه ببلدة السومنات بالهند بمسجد السلطان محمود بن سبكتكين في رجب سنة اثنتين وخمسين وستمائة يقول: حدثنا الشيخ المعمر خواجة رتن بن عبد الله في داره ببلدة توبندة من لفظه يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: " يكون في آخر الزمان لله تبارك وتعالى جند من قبل عسقلان وهم ترك ما قصدهم أحد إلا قهروه ولا قصدوا أحداً إلا قهروه " .
قال: وذكر خواجة رتن بن عبد الله أنه شهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الخندق وسمع منه هذا الحديث ورجع إلى بلاد الله ند ومات بها وعاش سبعمائة سنة ومات سنة ست وتسعين وخمسمائة.


وقال الأقشهري: وهذ السند يتبرك به وإن لم يوثق بصحبته ثم قال الأقشهري: وأخبرنا الفقيه أبو القاسم بن عمر بن عبد العال الكناني ثم التونسي قال: سمعت الشيخ نجم الدين عبد الله بن محمد بن محمد الأصبهاني يقول: سمعت عبد الله بن بابا رتن يقول: سمعت والدي بابا رتن يقول: من قال لا الله إلا الله وحده لا شريك له دخل الجنة.
وعن الأقشهري: أخبرنا أبو زيد عبد الرحمن بن علي الجزائري قال: أخبرني علي بن أحمد بن عبد الرحمن بن حديدي قال: سافرت من مالقة إلى غرناطة فلقيت أحمد بن محمد بن حسين الجذامي قال لي: لقيت محمد بن بكرون بن أبي مروان عبد الملك بن بشر قال: قال لي محمد بن زكريا بن براطن التجيبي: لما تكاثرت الأخبار بقصة المعمر ولقي أبي مروان له اجتزت على وادي آش في شهر رجب سنة إحدى وستين وستمائة فألفيت بها أبا مروان فسألته عن خبر المعمر فقال لي: خرجت عن الأندلس سنة سبع عشرة وستمائة إلى أن وصلت إلى مكة فأقمت بها سبع سنين ثم تجولت في البلاد فوصلت إلى البصرة فوجدت خبر المعمر بها شهيراً ثم قيل لي: هو في إقليم كذا فانحدرت إلى كش فقوي الخبر فانحدرت أيضاً إلى بلدة أخرى فقيل لي: إن الطريق ممتنع لأنه صحراء مسافتها خمسة وأربعون يوماً وكنت أقيم أياماً لا آكل ولا أشرب فعزمت على المسير فيها ثم قيل لي: إن هنا طريقاً أقرب لكنها لا تسلك من أجل التتر فهان ذلك علي فسرت ولا أكلم من يكلمني بل أظهر الصمم ولا آكل ولا أشرب قال: فمشيت في عسكر التتر ستة أيام على ذلك ثم خرجت عنهم فسرت يومين حتى وصلت إلى الموضع الذي قصدته فعجب أهله مني وأضافني شيخ منهم فأدخلني بيتاً فإذا فيه الشيخ المعمر ملفوفاً في القطن وهو في مهد فدعاه فقال: يا سيدي هذا رجل من بلاد بعيدة من المغرب الأقصى جاء إلينا ليس له حاجة غير رؤيتك ويريد أن يسمع منك فكلمني بكلام ترجمه لي ذلك الشيخ فقال: كنت يوم الخندق أعمل مع المسلمين وأنا بن أربع عشرة سنة فلما رأيته وجدت في نفسي خفة في العمل فلما رأى ذلك مني قال: عمرك الله عمرك الله عمرك الله ثم سكت فقال لي الذي أدخلني عليه: يكفيك.
ثم أخرج الأقشهري نحو هذه القصة من وجهين آخرين فسمى المعمر عماراً وسأذكر ذلك في حرف العين من هذا القسم إن شاء الله تعالى.
وقد تكلم الصلاح الصفدي في تذكرته في تقوية وجود رتن وأنكر على من ينكر وجوده وعول في ذلك على مجرد التجويز العقلي... وليس النزاع فيه إنما النزاع في تجويز ذلك من قبل الشرع بعد ثبوت حديث المائة في الصحيحين والاستبعاد الذي عول عليه الذهبي.
وتعقب القاضي برهان الدين من جماعة في حاشية كتبها في تذكره الصفدي فقال: قول شيخنا الذهبي هو الحق وتجويز الصفدي الوقوع لا يستلزم الوقوع إذ ليس كل جائز بواقع انتهى.
ولما اجتمعت بشيخنا مجد الدين الشيرازي شيخ اللغة بزبيد من اليمن وهو إذ ذاك قاضي القضاة ببلاد اليمن رأيته ينكر على الذهبي إنكار وجود رتن وذكر لي أنه دخل ضيعته لما دخل بلاد الله ند ووجد فيها من لا يحصى كثرة ينقلون عن آبائهم وأسلافهم عن قصة رتن ويثبتون وجوده فقلت: هو لم يجزم بعدم وجوده بل تردد وهو معذور.
والذي يظهر أنه كان طال عمره فادعى ما ادعى فتمادى على ذلك حتى اشتهر ولو كان صادقاً لاشتهر في المائة الثانية أو الثالثة أو الرابعة أو الخامسة ولكن لم ينقل عنه شيء إلا في أواخر السادسة ثم في أوائل السابعة قبيل وفاته وقد اختلف في سنة وفاته كما تقدم والله أعلم
الراء بعدها الجيم
رجل صحابي لم يسم أدعى بن حزم أن هذه اللفظة علم عليه سماه بها أهله فقال: صحابي معروف ذكر ذلك في أواخر المحلي في باب من سب الله ورسوله واعتمد على ما رواه من طريق محمد بن عبد الملك بن أيمن عن حبيب البخاري صاحب أبي ثور عن محمد بن سهل: سمعت علي بن المديني يقول... فذكر قصة له مع المأمون فيمن سب النبي صلى الله عليه وآله وسلم وذكر فيها حديث رجل من بلقين قال علي: بهذا يعرف هذا الرجل وهو اسمه وقد وفد على النبي صلى الله عليه وآله وسلم وبايعه.
قلت: محمد بن سهل ما عرفته وفي طبقته محمد بن سهل العطار رماه الدارقطني بالوضع وقال: ناقض بن حزم فذكر في الجهاد حديث عبد الله بن شقيق عن رجل من بلقين قال: قلت: يا رسول الله هل أحد أحق بشيء من المقيم من أحد قال: " لا " الحديث.


قال بن حزم: هذا عن رجل مجهول لا ندري أصدق في دعواه الصحبة أم لا.
رجال بتشديد الجيم وضبطه عبد الغني بالمهملة قال الأمين: الأكثر على أنه بالجيم بن عنفوة - بنون وفاء - الحنفي.
ذكره بن أبي حاتم فقال: قدم على النبي صلى الله عليه وآله وسلم في وفد بني حنيفة وكانوا بضعة عشر رجلاً فأسلموا سمعت أبي يقول ذلك.
قلت: لكنه ارتد وقتل على الكفر فروى سيف بن عمر في الفتوح عن مخلد بن قيس البجلي قال: خرج فرات بن حيان والرجال بن عنفوة وأبو هريرة من عند رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: " لضرس أحدهم في النار أعظم من أحد وإن معه لقفا غادر " فبلغهم ذلك إلى أن أبا هريرة وفراتاً قتل الرجال فخرا ساجدين.
وروى الواقدي عن رافع بن خديج قال: كان في الرجال بن عنفوة من الخشوع واللزوم لقراءة القرآن والخير فيما يرى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم شيء عجيب فخرج علينا يوماً والرجال معنا جالس فقال: أحد هؤلاء النفر في النار قال: رافع فنظرت فإذا هم أبو هريرة وأبو أروى والطفيل بن عمرو والرجال فجعلت أنظر وأتعجب فلما ارتدت بنو حنيفة سألت ما فعل الرجال فقالوا: افتتن وشهد لمسيلمة أن رسول الله أشركه في الأمر فقلت: ما قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هو الحق قالوا: وكان الرجال يقول كبشان انتطحا فأحبهما إلينا كبشنا يعني مسليمة ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
الراء بعدها الدال
رداد ذكر في القسم الأول.
الراء بعدها الفاء
رفاعة بن عبد المنذر بن رفاعة بن دينار الأنصاري.
ذكره أبو نعيم وفرق بينه وبين رفاعة المتقدم في القسم الأول المذكور فيه زنبر بدل دينار وهو الصواب ونبه عليه أبو موسى.
رفاعة بن عمرو الجهني ذكره أبو معشر وحده في أهل بدر وإنما هو وديعة بن عمرو وسيأتي على الصواب في موضعه.
رفاعة البدري استدركه أبو موسى تبعاً لأبي بكر بن أبي علي وهو وهم فإن الحديث لرفاعة بن رافع وهو حديث المسيء في صلاته وقد ذكره بن منده على الصواب.
رفاعة أبو عباية وهم من ذكره في الصحابة وقد ذكرت شبهة ذلك في حرف الخاء في خديج.
رفاعة غير منسوب وهو من أصحاب الشجرة.
ذكره أبو موسى وساق من طريق أبي أمية بن أبي المخارق حدثني أبو عبيدة بن رفاعة عن أبيه وكان ممن بايع تحت الشجرة قال: كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم إذا رأى الهلال كبر... الحديث.
قال أبو موسى: هذا غير رفاعة بن رافع.
وقد أورده أبو نعيم في ترجمة رفاعة بن رافع لكن لا أعرف له ابناً يقال له أبو عبيدة فالظاهر أنه غيره.
قلت: بل هو وإنما تصحف اسم الراوي عنه والصواب عبيد بن رفاعة وكذلك وقع في الغيلانيات.
الراء بعدها القاف
رقيس الأسدي ذكر البلاذري أن بعضهم ذكره في مهاجرة الحبشة قال: وهو غلط والصواب قيس بن عبد الله.
الراء بعدها الكاف
ركانة أبو محمد فرق بن أبي داود والبلاذري بينه وبين ركانة بن عبد يزيد المطلبي وأوردا من طريق أبي جعفر محمد بن ركانة عن أبيه قال: صارعت النبي صلى الله عليه وآله وسلم فصرعني وأورده بن منده وقال: أراه الأول.
قلت: بل هو المحقق فإن قصة المصارعة مشهورة لركانة بن عبد يزيد وقد أورده الترمذي وابن قانع وغيرهما.
الراء بعدها الواو
رومان بن بعجة بن زيد بن عميرة الجذامي تقدم في القسم الأول.
رومة الغفاري صاحب بئر رومة.
أورده بن منده فقال: يقال إنه أسلم.
روى حديثه عبد الله بن عمر بن أبان عن المحاربي عن أبي مسعود عن أبي سلمة عن بشر بن بشير الأسلمي عن أبيه قال: لما قدم المهاجرون المدينة استنكروا الماء وكانت لرجل من بني غفار عين يقال لها رومة كان يبيع القربة منها بالمد فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " بعنيها بعين في الجنة " فقال: يا رسول الله ليس لي ولا لعيالي غيرها فبلغ ذلك عثمان فاشتراها بخمسة وثلاثين ألف درهم ثم أتى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال: يا رسول الله أتجعل لي مثل الذي جعلت لرومة عيناً في الجنة قال: " نعم " قال: قد اشتريتهما وجعلتها للمسلمين.


قلت: تعلق بن منده على قوله: أتجعل لي مثل الذي جعلت لرومة ظناً منه أن المراد به صاحب البئر وليس كذلك لأن في صدر الحديث أن رومة اسم البئر وإنما المراد بقوله جعلت لرومة أي لصاحب رومة أو نحو ذلك.
وقد أخرجه البغوي عن عبد الله بن عمر بن أبان بهذا الإسناد فقال فيه: مثل الذي جعلت له فعاد الضمير على الغفاري.
وكذا أخرجه بن شاهين والطبراني من طريق بن أبان.
وقال البلاذري في تاريخه: وكان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يشرب من بئر رومة بالعقيق وبصق فيها فعذبت قال: هي بئر قديمة قد كانت ارتطمت فأتى قوم من مزينة حلفاء للأنصار فقاموا عليها وأصلحوها وكانت رومة امرأة منهم أو أمة لهم تسقي منها الناس فنسبت إليها.
قال: وقال بعض الرواة: إن الشعبة التي على طرفها تدعى رومة والشعبة واد صغير يجري فيه الماء.
وروى عمر بن شبة في أخبار المدينة عن أبي غسان المدني أخبرني غير واحد أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: " نعم القليب قليب المزني " فاشتراها عثمان فتصدق بها.
وروى عمر بن شبة بإسناد ضعيف عن أبي قلابة قال: أشرف عليهم عثمان فناشدهم هل تعلمون أن رومة كانت لفلان اليهودي لا يسقي أحداً منها قطرة إلا بثمن فاشتريتها بمالي.
وله شواهد في الترمذي وغيره ولكن المراد هنا قوله لفلان اليهودي.
وذكر بن هشام في التيجان أن تبعاً لما غزا يثرب اجتوى البئر التي حفرها فكانت فكيهة بنت زيد بن خالد بن عامر بن زريق تسقي له من ماء رومة... فذكر قصة.
رويبة بالموحدة مصغر الثقفي والد عمارة.
روى الطبراني من طريق رقبة بن مصقلة عن عبد الملك بن عمير عن عمارة بن رويبة عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " لن يلج النار من صلى قبل طلوع الشمس وقبل غروبها " .
أورده أبو موسى من هذا الوجه وفي الإسناد خلل وذلك أن مسلماً وغيره أخرجوه من طرق عن عبد الملك بن عمير عن بن عمارة عن أبيه فلعل ابناً سقط من الرواية الأولى.
الراء بعدها الياء
رئاب المزني جد معاوية بن قرة.
روى الطبراني والحسن بن سفيان من طريق عبد الواحد بن غياث عن فرات بن أبي الفرات عن المفضل بن طلحة عن معاوية بن قرة بن رئاب عن أبيه أنه كان مع جده حين أتى النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
وفي رواية الحسن بن سفيان عن أبيه قال: كنت مع أبي حين أتى.
والصواب في هذا رواه بن قانع وغيره من طريق فرات بن أبي الفرات عن معاوية بن قرة بن إياس بن رئاب عن أبيه قال: كنت مع أبي فالصحبة لإياس ولقرة لا لرئاب.
وقد تقدم في ترجمة إياس بن هلال بن رئاب في القسم الأول والله أعلم.
الرئيس بن عامر بن حصن الطائي.
له وفادة هكذا استدركه الذهبي في التجريد وضبطه بفتح الراء بعدها ياء مهموزة ثم أخرى ساكنة ثم مهملة وهو تصحيف والصواب ربتس بسكون الموحدة وفتح المثناة والباقي سواء وقد ذكرته على الصواب أولاً.