الإصابة - حرف الزاي المنقوطة
القسم الأول
الزاي بعدها الألف
الزارع بن عامر ويقال بن عمرو العبدي أبو الوازع من عبد القيس عداده في أعراب البصرة.
قال بن عبد البر: يقال اسم أبيه زارع والوازع بالواو اسم ولده.
وروى أنه وفد مع الأشج العصري على النبي صلى الله عليه وآله وسلم وقد تقدم ذكره في ترجمة جهم بن قثم وأخرج حديثه البخاري في الأدب المفرد وأبو داود روت عنه ابنة ابنه أم أبان بنت الوازع وذكر أبو الفتح الأزدي أنها تفردت بالرواية عنه.
زاملة هو لقب بريدة بن الحصيب.
زاهر بن الأسود بن حجاج بن قيس الأسلمي والد مجزأة وكان من أصحاب الشجرة وسكن الكوفة.
وروى عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم في النهي عن أكل لحوم الحمر الإنسية.
روى عنه ابنه مجزأة.
وذكر مسلم وغيره أنه تفرد بالرواية عنه.
وأخرج حديثه البخاري في الصحيح وفيه أنه شهد الحديبية وخيبر وقال محمد بن إسحاق: كان من أصحاب عمرو بن الحمق يعني لما كان بمصر فيؤخذ منه أنه عاش إلى خلافة عثمان.
زاهر بن حرام الأشجعي.


قال بن عبد البر: شهد بدراً ولم يوافق عليه وقيل إنه تصحف عليه لأنه وصف بكونه بدرياً. وقد جاء ذكره في حديث صحيح أخرجه أحمد والترمذي في الشمائل من طريق معمر عن ثابت عن أنس - أن رجلاً من أهل البادية اسمه زاهر كان يهدي للنبي صلى الله عليه وآله وسلم... فذكر الحديث.
وفيه قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: " زاهر باديتنا ونحن حاضرته " .
وكان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يجهزه إذا أراد الخروج إلى البادية وكان زاهر دميم الخلقة فأتاه النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهو يبيع شيئاً له في السوق فاحتضنه من خلفه فقال له: من هذا أرسلني والتفت فعرف النبي صلى الله عليه وآله وسلم فجعل النبي صلى الله عليه وآله وسلم: " يقول من يشتري مني هذا العبد " وجعل هو يلصق ظهره بصدر النبي صلى الله عليه وآله وسلم ويقول: إذاً تجدني كاسداً فقال له النبي صلى الله عليه وآله وسلم: " لكنك عند الله لست بكاسد " .
أخرجه البغوي وغيره وخالفه معمر وقد رواه حماد بن سلمة فقال: عن ثابت عن إسحاق بن عبد الله بن الحارث مرسلاً وهو وحماد في ثابت أقوى من معمر ولكن للحديث شاهد من رواية سالم بن أبي الجعد الأشجعي عن رجل من أشجع يقال له زاهر بن حرام كان بدوياً لا يأتي النبي صلى الله عليه وآله وسلم إذا أتاه إلا بطرفة أو هدية فرآه النبي صلى الله عليه وآله وسلم يبيع سلعة فأخذ بوسطه... الحديث.
وحرام والده يقال بالفتح والراء ويقال بالكسر والزاي ووقع في رواية عبد الرزاق بالشك.
زائدة بن حوالة العنزي: يأتي في ترجمة عبد الله بن حوالة.
ذكره بن عبد البر مختصراً وتبعه بن الأثير وعلم له الذهبي علامة أحمد وذكره العماد بن كثير في تسمية الصحابة الذين أخرج لهم أحمد فقال: زائدة أو مزيدة بن حوالة في الجزء الثاني من مسند البصريين فوجدت حديثه عند أحمد من طريق كهمس بن الحسن عن عبد الله بن شقيق حدثني رجل من عنزة يقال له زائدة أو مزيدة بن حوالة قال: كنا مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم في سفر من أسفاره فنزل الناس منزلاً ونزل النبي صلى الله عليه وآله وسلم في ظل دوحة فرآني وأنا مقبل من حاجة لي وليس غيره وغير كاتبه فقال: " أنكتبك يا بن حوالة " ... الحديث.
أخرجه يزيد بن هارون عن كهمس وأخرج أحمد أيضاً في مسند عبد الله بن حوالة عن إسماعيل بن علية عن الحريري عن عبد الله بن شقيق عن بن حوالة فذكر نحوه.
هكذا أخرجه في مسند عبد الله بن حوالة وليس في الخبر تسميته عبد الله لكن أخرجه الطبراني من طريق حماد بن سلمة عن الحريري فسماه عبد الله.
وعبد الله بن حوالة صحابي مشهور نزل الشام وهو مشهور بالأزدي وهو أشهر من زائدة راوي هذا الخبر فلعل بعض رواته سماه عبد الله ظناً منه أنه بن حوالة المشهور فسماه عبد الله والصواب زائدة أو مزيدة على الشك وليس هو أخا عبد الله لأن عبد الله أزدي ويقال عامري حالف الأزد وزائدة عنزي بمهملة ونون وزاي ولم أر له ذكراً إلا في هذا الموضع من مسند أحمد.
الزاي بعدها الباء
زبان بفتح أوله وتشديد الموحدة ثم نون ويقال براء بدل النون ورجحه عبد الغني - بن قسورة ويقال قيسور الكلفي.
روى حديثه الدارقطني في المؤتلف من طريق محمد بن إسحاق عن يحيى بن عروة عن أبيه عنه قال الدارقطني: حديثه منكر.
زبان العدوي.
روى حديثه أبو محمد بن قتيبة من طريق عيسى بن يزيد بن دأب قال: ذكرت الكهانة عند النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال زبان العدوي: يا رسول الله رأيت عجباً.
الزبرقان بن بدر بن امرئ القيس بن خلف بن بهدلة بن عوف بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم بن مر التميمي السعدي.
يقال كان اسمه الحصين ولقب الزبرقان لحسن وجهه وهو من أسماء القمر.
ذكر بن إسحاق في وفود العرب قال: قدم وفد تميم فيهم عطارد بن حاجب في أشرافهم منهم: الأقرع بن حابس والزبرقان بن بدر - أحد بني سعد وعمر بن الأهتم وقيس بن عاصم فنادوا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من وراء الحجرات... فذكر القصة بطولها وفيها: ثم أسلموا.
وذكر قصتهم بن أبي خيثمة عن الزبير بن بكار عن محمد بن الضحاك عن أبيه مرسلاً بطولها.
وأخرجها بن شاهين من وجه آخر ضعيف وذكرها أبو حاتم السجستاني في كتاب المعمرين في ترجمة أكثم بن صيفي على سياق آخر.


وروى أبو نعيم من طريق حماد بن زيد عن محمد بن الزبير الحنظلي قال: دخل على النبي صلى الله عليه وآله وسلم عمرو بن الأهتم وقيس بن عاصم والزبرقان بن بدر فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم لعمرو بن الأهتم: أخبرني عن هذا - يعني الزبرقان - فذكر الحديث وفيه قوله صلى الله عليه وآله وسلم: " إن من البيان لسحراً " وإسناده حسن إلا أن فيه انقطاعاً.
وأخرجه بن شاهين من طريق أبي المقوم الأنصاري عن الحكم عن مقسم عن بن عباس قال: اجتمع عند النبي صلى الله عليه وآله وسلم قيس بن عاصم والزبرقان بن بدر وعمرو بن الأهتم... فذكر الحديث بطوله.
وروى يعقوب بن سفيان في تاريخه من طريق وقاص بن سريع بن الحكم أن أباه حدثه قال: حدثني الزبرقان بن بدر قال: قدمت على النبي صلى الله عليه وآله وسلم فنزلت على رجل من الأنصار... فذكر الحديث بطوله.
قال بن منده: وذكر الطبراني من هذا الوجه حديثاً آخر وقصته مع الحطيئة وقد ذكرتها في ترجمة الحطيئة في القسم الثالث من حرف الحاء المهملة.
وقال أبو عمر بن عبد البر: ولاه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم صدقات قومه فأداها في الردة إلى أبي بكر فأقره ثم إلى عمر وأنشد له وثيمة في الردة في وفائه بأداء الزكاة وتعرض قيس بن عاصم بأذواد الرسول:
وفيت بأذواد الرسول وقد أتت ... سعاة فلم يردد بعيراً مخرفا
ويقول في أخرى:
من مبلغ قيساً وخنذف أنه ... عزم الإله لنا وأمر محمد
قلت: وله في ذلك قصة مع قيس بن عاصم ذكرها أبو الفرج في ترجمة قيس وعاش الزبرقان إلى خلافة معاوية فذكر الجاحظ في كتاب البيان أنه دخل على زياد وقد كف بصره فسلم خفيفاً فأدناه زياد وأجلسه معه وقال: يا أبا عباس إن القوم يضحكون من جفائك فقال: وإن ضحكوا والله إن رجلاً إلا يود أني أبوه لغية أو لرشدة.
وذكره المرادي في نسخة أخرى فيمن عمى من الأشراف.
وذكر الكوكبي أنه وفد على عبد الملك وقاد إليه خمسة وعشرين فرساً ونسب كل فرس إلى آبائه وأمهاته وحلف على كل فرس منا يميناً غير التي حلف بها على غيرها فقال عبد الملك: عجبي من اختلاف أيمانه أشد من عجبي بمعرفته بأنساب الخيل.
الزبرقان بن أصلم من آل ذي لعوة.
ذكره بن منده في الصحابة من طريق عمرو بن شمر عن ليث عن مجاهد عن أبي وائل قال: برز الحسين بن علي يوم صفين... فذكر قصة فيها: فقال له الزبرقان بن أصلم: انصرف يا بني فلقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مقبلاً من ناحية قباء وأنت قدامه فما كنت لألقى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بدمك.
الزبيب بن ثعلبة بن عمرو بن سواء العنبري.
قال البغوي: سكن البادية وقال غيره: نزل البصرة وهو بموحدتين مصغر عند الأكثر وخالفهم العسكري فجعل الموحدة الأولى نوناً واعترف أن أصحاب الحديث يقولونها بموحدة.
وله حديث أخرجه أبو داود روى عنه دجين وابن ابنه شعيث وصرح بسماعه منه في سنن أبي داود.
وسيأتي له ذكر في ترجمة أمه أم زبيب في كنى النساء إن شاء الله تعالى.
زبيد السلمي أخرج حديثه محمد بن يحيى العدني بن أبي عمر في مسنده فقال: حدثنا سفيان أخبرنا صاحب لنا يقال له عمرو بن حفص ثقة عن شيخ من بني سليم يقال له زبيد قرأ القرآن عشر سنين يختمه في يوم وليلة وعشرين سنة يختمه في يومين وليلتين قال: والله لقد كان على وجهه نور إن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان إذا أنس من أصحابه غرة أو غفلة نادى فيهم بأعلى صوته: " أتتكم المنية لازمة إما بشقوة وإما بسعادة " .
ذكر من اسمه الزبير
الزبير بن عبد الله الكلابي.
ذكره يعقوب بن سفيان فيمن لقي النبي صلى الله عليه وآله وسلم وقال أبو عمر: لا أعلم له لقاء إلا أنه أدرك الجاهلية وعاش إلى خلافة عثمان.
قلت: كأنه أراد ما رواه العلاء بن الزبير عن أبيه قال: رأيت غلبة فارس الروم ثم رأيت غلبة الروم فارس ثم رأيت غلبة المسلمين فارس كل ذلك في خمس عشرة سنة.
وذكره أبو الحسن بن سميع في الطبقة الثانية من تابعي أهل الشام.
الزبير بن عبيدة الأسدي من بني أسد بن خزيمة.
ذكره بن إسحاق فيمن هاجر إلى المدينة من بني أسد هو وأخوه تمام بن عبيدة.
الزبير بن عدي بن نوفل بن أسد بن عبد العزى القرشي الأسدي بن أخي ورقة بن نوفل ذكره البلاذري.


الزبير بن العوام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي بن كلاب القرشي الأسدي أبو عبد الله حواري رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وابن عمته.
أمه صفية بنت عبد المطلب وأحد العشرة المشهود لهم بالجنة وأحد الستة أصحاب الشورى كانت أمه تكنيه أبا الطاهر بكنية أخيها الزبير بن عبد المطلب واكتنى هو بابنه عبد الله فغلبت عليه وأسلم وله اثنتا عشرة سنة وقيل ثمان سنين.
وقال الليث: حدثني أبو الأسود قال: كان عم الزبير يعلقه في حصير ويدخن عليه ليرجع إلى الكفر فيقول: لا أكفر أبداً.
وقال الزبير بن بكار في كتاب النسب: حدثني عمي مصعب عن جدي عبد الله بن مصعب أن العوام لما مات كان نوفل بن خويلد يلي بن أخيه الزبير وكانت صفية تضربه وهو صغير وتغلظ عليه فعاتبها نوفل وقال: ما هكذا يضرب الولد إنك لتضربينه ضرب مبغضة فرجزت به صفية:
من قال إني أبغضه فقد كذب ... وإنما أضربه لكي يلب
ويهزم الجيش ويأتي بالسلب ... ولا يكن لما له خبأ مخب
يأكل في البيت من تمر وحب
تعرض نوفل فقال: يا بني هاشم ألا تزجرونها عني؟ وهاجر الزبير الهجرتين.
وقال عروة: كان الزبير طويلاً تخط رجلاه الأرض إذا ركب أخرجه الزبير بن بكار.
وقال عثمان بن عفان لما قيل له استخلف الزبير: أما إنه لأخيرهم وأحبهم إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أخرجه أحمد والبخاري وفيه يقول حسان بن ثابت فيما رواه الزبير بن بكار:
أقام على عهد النبي وهديه ... حواريه والقول بالفعل يعدل
إلى أن قال:
فما مثله فيهم ولا كان قبله ... وليس يكون الدهر ما دام يذبل
روى الزبير بن بكار من طريق هشام بن عروة عن أبيه عن عبد الله بن الزبير قال: سألت الزبير عن قلة حديثه عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: كان بيني وبينه من الرحم والقرابة ما قد علمت ولكني سمعته يقول: " من قال علي ما لم أقل فليتبوأ مقعده من النار " وأخرجه البخاري من وجه آخر عن عروة قال: قاتل الزبير وهو غلام بمكة رجلاً فكسر يده فمر بالرجال محمولاً على صفية فسألته عنه فقيل لها فقالت: كيف رأيت زبراً؟ أقطاً وتمراً؟ أو مشمعلاً صقراً.
أخرجه بن سعد وعن عروة وابن المسيب قال: أول رجل سل سيفه في الله الزبير وذلك أن الشيطان نفخ نفخة فقال أخذ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فأقبل الزبير يشق الناس بسيفه والنبي صلى الله عليه وآله وسلم بأعلى مكة.
أخرجه الزبير بن بكار من الوجهين.
وفي رواية بن المسيب: فقيل قتل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فخرج الزبير متجرداً بالسيف صلتاً.
وروى بن سعد بإسناد صحيح عن هشام عن أبيه قال: كانت على الزبير عمامة صفراء معتجراً بها يوم بدر فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: " إن الملائكة نزلت على سيماء الزبير " .
وروى الطبراني من طريق أبي المليح عن أبيه نحوه.
ومن حديث عروة عن بن الزبير قال: لي الزبير قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " فداك أبي وأمي " .
وعن عروة: كان في الزبير ثلاث ضربات بالسيف كنت أدخل أصابعي فيها: ثنتين يوم بدر وواحدة يوم اليرموك.
وروى البخاري عن عائشة أنها قالت لعروة: كان أبوك من الذين استجابوا لله وللرسول من بعد ما أصابهم القرح تريد أبا بكر والزبير وروى أيضاً عن جابر قال: قال لي النبي صلى الله عليه وآله وسلم يوم بني قريظة: " من يأتيني بخبر القوم " ؟ فانتدب الزبير فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: " إن لكل نبي حوارياً وحواريي الزبير " .
وروى أحمد من طريق عاصم عن زر قال: قيل لعلي: إن قاتل الزبير بالباب قال: ليدخل قاتل بن صفية النار سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: " إن لكل نبي حوارياً وإن حواريي الزبير " .
وروى هذا المتن بن عدي من حديث أبي موسى الأشعري.
وروى أبو يعلي أن بن عمر سمع رجلاً يقول: أنا بن الحواري فقال: إن كنت من ولد الزبير وإلا فلا.
وروى يعقوب بن سفيان عن مطيع بن الأسود أنه أوصى إلى الزبير فأبى فقال: أسألك بالله والرحم إلا ما قبلت فأنى سمعت عمر يقول: إن الزبير ركن من أركان الدين.


وروى الحميدي في النوادر أنه أوصى إليه عثمان والمقداد وابن مسعود وابن عوف وغيرهم فكان يحفظ أموالهم وينفق على أولادهم من ماله وزاد الزبير بن فكار ومطيع بن الأسود وأبو العاص بن الربيع.
وروى يعقوب بن سفيان أن الزبير كان له ألف مملوك يؤدون إليه الخراج فكان لا يدخل بيته منها شيئاً يتصدق به كله.
وقصته في وفاء دينه وفيما وقع في تركته من البركة مذكور في كتاب الخمس من صحيح البخاري بطولها.
وكان قتل الزبير بعد أن انصرف يوم الجمل بعد أن ذكره علي فروى أبو يعلى من طريق أبي جرو المازني قال: شهدت علياً والزبير توافيا يوم الجمل فقال له علي: أنشدك الله أسمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: " إنك تقاتل علياً وأنت ظالم له " قال: نعم ولم أذكر ذلك إلى الآن فانصرف.
وروى بن سعد بإسناد صحيح عن بن عباس أنه قال للزبير يوم الجمل: أجئت تقاتل بن عبد المطلب قال: فرجع الزبير فلقيه بن جرموز فقتله قال: فجاء بن عباس إلى علي فقال: إلى أين يدخل قاتل بن صفية قال: النار.
وكان قتله في جمادى الأولى سنة ست وثلاثين وله ست أو سبع وستون سنة وكان الذي قتله رجل من بني تميم يقال له عمرو بن جرموز قتله غدراً بمكان يقال له وادي السباع: رواه خليفة بن خياط وغيره.
وروى يعقوب بن سفيان في تاريخه من طريق حصين عن عمرو بن جاوان قال: لما التقوا قام كعب بن سور ومعه المصحف ينشدهم الله والإسلام فلم ينشب أن قتل فلما التقى الفريقان كان طلحة أول قتيل فانطلق الزبير على فرس له فبلغ الأحنف فقال: حمل مع المسلمين حتى إذا ضرب بعضهم حواجب بعض بالسيف أراد أن يلحق يبنيه فسمعها عمرو بن جرموز فانطلق فأتاه من خلفه فطعنه وأعانه فضالة بن حابس ونفيع فقتلوه.
الزبير بن أبي هالة التميمي روى بن منده من طريق عيسى بن يونس عن وائل بن داود عن البهي عن الزبير بن أبي هالة قال: قتل النبي صلى الله عليه وآله وسلم رجلاً من قريش ثم قال: " لا يقتلن بعد اليوم رجل من قريش صبراً.
وأخرجه بن عدي في الكامل في ترجمة مصعب بن سعيد وقال: كان يحدث عن الثقات بالمناكير وساق في آخر هذا الحديث: إلا قاتل عثمان.
وقال بن أبي حاتم: جاء حديثه من طريق سيف بن عمر.
قلت: روى سيف في الفتوح عن وائل بن داود عن البهي عن الزبير قال: قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: " اللهم بارك لأمتي في أصحابي... الحديث. لكن وقع في كثير من النسخ عن الزبير بن العوام فالله أعلم.
الزاي بعدها الجيم والخاء
الزجاج والد عبد الرحمن غلام أم حبيبة.
يأتي ذكره في ترجمة ولده إن شاء الله تعالى.
زخي بالمعجمة ومصغر.
ذكره بن منده وأبو نعيم في حرف الزاي وذكره بن فتحون في حرف الراء.
وقد تقدم ذكره في ترجمة ذؤيب بن شعثم.
الزاي بعدها الراء
زرارة بن أوفى النخعي أبو عمرو.
قال بن أبي حاتم عن أبيه: له صحبة ومات في زمن عثمان وتبعه أبو عمر فلم يزد.
قلت: فأما زرارة بن أوفى قاضي البصرة فهو تابعي معروف ثقة وهو حرشي بفتح المهملة والراء بعدها معجمة.
زرارة بن جزي أو جزء بن عمرو بن عوف بن كعب بن أبي بكر بن كلاب الكلابي. روى أبو يعلى والحسن بن سفيان من طريق زفر بن وثيمة عن المغيرة بن شعبة أن زرارة بن جزي قال لعمر بن الخطاب رضي الله عنه: إن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كتب إلى الضحاك بن سفيان أن يورث امرأة أشيم الضبابي من دية زوجها إسناده حسن.
وله طريق أخرى تأتي في ترجمة شريك بن وائلة وذكر الجاحظ في البيان أن زرارة بن جزي حين أتى عمر بن الخطاب وتكلم عنده فرفع به أنشده:
أتيت أبا حفص ولا يستطيعه ... من الناس إلا كالسنان طرير
ووفقني الرحمن لما لقيته ... وللباب من دون الخصوم صرير
فقلت له قولاً أصاب فؤاده ... وبعض كلام القائلين غرور
وقال بن الكلبي: عاش إلى خلافة مروان بن الحكم.
وقال الزبير بن بكار: حدثني هارون أخي حدثني بعض أهل البادية قال: كان عبد العزيز بن زرارة رجلاً شريفاً ذا مال كثير فأشرف عيينة فواجهه المال فأعجبه فقال: اللهم إني أشهدك أني حبست نفسي وأهلي ومالي في سبيلك ثم أتى أباه فأخبره بذلك فقال: ارتحل على بركة الله قال: فتوجه نحو الشام.


وذكر الواقدي أنه شهد مع يزيد بن معاوية غزاة القسطنطينية.
وقيل: إنه مات في تلك الرحلة فنعاه معاوية إلى زرارة فقال: مات فتى العرب فقال: ابني أو ابنك قال: بل ابنك فاسترجع.
وروى هشام بن الكلبي أن مروان لما بويع بالخلافة اجتاز على زرارة وهو على ماء لهم وهو شيخ كبير فقال له: كيف أنت قال: بخير أنبت الله فأحسن نباتنا ثم حصدنا فأحسن حصادنا وكانوا قد هلكوا في الجهاد.
زرارة بن عمرو النخعي.
قال بن أبي حاتم عن أبيه: قدم على النبي صلى الله عليه وآله وسلم من اليمن في النصف من المحرم سنة إحدى عشرة وقال أبو عمر: بل كان قدومه في نصف رجب سنة تسع انتهى. والذي ذكره أبو حاتم جزم به بن سعد وقال: أخبرنا محمد بن عمر الأسلمي قال: كان آخر من قدم من الوفد على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وفد النخع وقدموا من اليمن للنصف من المحرم سنة إحدى عشرة وهم مائتا رجل وقد كانوا بايعوا معاذ بن جبل باليمن وكان فيهم زرارة بن عمرو انتهى.
وذكر له أبو عمر حديثاً فيه: إن النبي صلى الله عليه وآله وسلم دعا له ألا تدركه الفتنة: والحديث المذكور أورده بن شاهين من طريق أبي الحسن المدائني عن شيوخه قالوا: قدم وفد النخع في المحرم سنة عشر عليهم زرارة بن عمرو وهم مائتا رجل فقال زرارة: يا رسول الله رأيت في طريقي رؤيا هالتني: رأيت أتاناً خلفتها في أهلي ولدت جدياً أسفع أخوى ورأيت ناراً خرجت من الأرض حالت بيني وبين بن لي يقال له عمرو وهي تقول: لظى لظى بصير وأعمى ورأيت النعمان بن المنذر وعليه قرطان ودملجان ومسكتان ورأيت عجوزاً شمطاء خرجت من الأرض.
فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " هل خلفت أمة مسرة حملاً " ؟ قال: نعم قال: " قد ولدت غلاماً وهو ابنك " قال: فما باله أسفع أحوى قال: " ادن مني " فدنا قال: " أبك برص تكتمه " قال: نعم والذي بعثك بالحق ما علمه أحد من الخلق قبلك قال: " فهو ذاك وأما النار فإنها تكون فتنة بعدي " قال: وما الفتن قال: " يقتل الناس إمامهم ويشتجرون - وخالف بين أصابعه - حتى يصير دم المؤمن عند المؤمن أحلى من شرب الماء يحسب المسيء أنه محسن فإن مت أدركت ابنك وإن أنت بقيت أدركتك " .
قال: فادع الله ألا تدركني فدعا له قال: فكان ابنه عمرو بن زرارة أول خلق الله تعالى خلع عثمان بن عفان.
قال: وأما النعمان وما عليه فذاك ملك العرب يصير إلى فضل بهجة وزينة والعجوز الشمطاء بقية الدنيا.
وأخرج بن شاهين من طريق بن الكلبي: حدثني رجل من جرم عن رجل منهم قال: وفد رجل من النخع يقال له زرارة بن قيس بن الحارث بن عدي على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم... فذكر نحوه وقال في الحديث: قال فمات زرارة وأدركها ابنه عمرو فكان أول الناس خلع عثمان بالكوفة وبايع على بن أبي طالب.
زرارة بن عمير أخو مصعب بن عمير وهو أبو عزيز وهو بكنيته أشهر. يأتي في الكنى.
زرارة بن قيس بن الحارث بن عدي النخعي.
ذكر في زرارة بن عمرو الماضي قريباً.
زرارة بن قيس بن الحارث بن فهر بن قيس بن ثعلبة بن عبيد بن ثعلبة بن غنم بن مالك بن النجار الأنصاري.
ذكره بن عبد البر وقال: قتل باليمامة.
زرارة بن قيس بن عمرو النخعي.
أظنه بن أخي الذي قبله بترجمة.
قال بن شاهين: حدثنا المنذر بن محمد حدثنا الحسن بن محمد حدثني يحيى بن زكريا بن إبراهيم بن سويد النخعي عن الحسن بن الحكم عن عبد الرحمن بن عابس النخعي عن أبيه عن زرارة بن قيس بن عمرو - أنه وفد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فأسلم وكتب له كتاباً ودعا له.
زرارة الأنصاري روى بن شاهين وابن مردويه من طريق عمر أبي حفص عن خالد بن سلمة عن سعيد بن عمرو بن جعدة المخزومي عن بن زرارة الأنصاري عن أبيه قال: تلا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوماً هذه الآيات: " إن المجرمين في ضلال وسعر - إلى قوله: بقدر " القمر 47 فقال: أنزلت هذه الآيات في أناس يكونون في آخر أمتي يكذبون بالقدر.
وأخرجه بن شاهين أيضاً وابن منده من وجه آخر إلى حفص بن سليمان عن خالد بن سلمة بهذا الإسناد لكن لم يقل الأنصاري ومن ثم ظن بن الأثير أنه النخعي وقد صح أنه غيره. ورواه بن منده أيضاً وابن مردويه من طريق حفص بن سليمان أيضاً عن سعيد بن عمرو عن زياد بن أبي زياد الأنصاري عن أبيه كذا قال.


والاضطراب فيه من حفص بن سليمان وهو ضعيف وكناه بن منده أبا عمرو بابنه عمرو.
زر بن جابر بن سدوس بن أصمع الطائي النبهاني.
ذكر بن الكلبي أنه وفد على النبي صلى الله عليه وآله وسلم مع زيد الخيل وقد تقدم إسناد ذلك في ترجمة حارثة بن قعين.
زر بن عبد الله بن كليب الفقيمي.
قال الطبري: له صحبة ووفادة وكان من أمراء الجيوش في فتح خوزستان وكان على جيش في حصار جنديسابور وفتحها صلحاً ذكره بن فتحون.
وروى بن شاهين من طريق سيف بن عمر عن ورقاء بن عبد الرحمن عن زر بن عبد الله الفقيمي أنه وفد على النبي صلى الله عليه وآله وسلم في نفر من بني تميم فأسلم ودعا له النبي صلى الله عليه وآله وسلم ولعقبه.
ثم روى من طريق أبي معشر عن يزيد بن رومان قال: وفد زرين بن عبد الله الفقيمي على النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال أبو موسى: يقال إن هذا هو الصواب - يعني بفتح الزاي وتخفيف الراء المكسورة بعدها تحتانية ثم نون - والله أعلم.
زرعة بن خليفة اليمامي ذكره بن أبي حاتم وقال بن السكن: روى عنه حديث بإسناد مجهول ثم ساقه من طريق أبي زرعة الرازي عن موسى بن الحكم الخراساني عن محمد بن زياد الراسبي عن زرعة بن خليفة قال: سمعت النبي صلى الله عليه وآله وسلم يناديه باليمامة فأتيناه فعرض علينا الإسلام فأسلمنا وأسهم لنا وقرأ في العشاء والتين والزيتون وإنا انزلناه في ليلة القدر.
قال بن السكن: لولا أن أبا زرعة حدث به ما ذكرته فليس في إسناده من يعرف غيره وغير شيخنا.
قلت: أورده الشيرازي في الألقاب من طريق أبي حاتم الرازي عن أبي زرعة ثم قال: هكذا قال الخراساني.
ورأيت في موضع آخر موسى بن الحكم أبو عمران الجرجاني.
وروى بن السكن أيضاً وابن منده من طريق محبوب بن مسعود البصري حدثنا ألو المعدل الجرجاني قال: خرجت حاجاً فقيل لي: ههنا رجل قد رأى النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقال له زرعة بن خليفة فأتيت فإذا هو شيخ معظم في قومه فقلت: أنت رأيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: أتيناه في جماعة من قومنا فلم نلقه بالمدينة وقد كان خرج في بعض مغازيه فانصرفنا فصادفناه فحضرت صلاة الفجر فصلى بنا فقرأ: " قل هو الله أحد " و " قل يا أيها الكافرون " .
قال بن منده: غريب.
زرعة بن ضمرة العامري له ذكر في حديث لا يصح قاله بن منده.
زرعة بن عامر بن مازن بن ثعلبة بن هوازن بن أسلم الأسلمي.
قال بن الكلبي: له صحبة قديمة وشهد أحداً واستشهد بها وهو أول من قتل من المسلمين بها.
زرعة الشقري كان اسمه أصرم فسماه النبي صلى الله عليه وآله وسلم زرعة تقدم في الهمزة.
زرين تقدم في زر.
الزاي بعدها العين والفاء
زعبة بن هشام الجهني ذكر الطبري أن له صحبة.
زفر بن حرثان بن الحارث بن حرثان بن ذكوان بن كلفة بن عوف بن نصر بن معاوية النصري ثم الكلفي.
قال بن الكلبي: وفد على النبي صلى الله عليه وآله وسلم وكذا قال بن سعد وابن جرير قال الرشاطي: لم يذكره أبو عمر ولا بن فتحون.
زفر بن زرعة ذكره أبو سعد النيسابوري في شرف المصطفى وساق بسنده عنه أنه استعاذ في شعر له بعظيم الوادي في فلاة على عادتهم في الجاهلية فسمع أراجيز يتجاوب بها الجن تدل على مبعث النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: فرجعت من سفري وقد شاع خير النبي صلى الله عليه وآله وسلم... فذكر القصة.
زفر بن يزيد بن هاشم بن حرملة.
له ذكر في حديث قاله بن منده.
الزاي بعدها الكاف
زكرة بن عبد الله غير منسوب.
ذكره الأزدي في الصحابة وأخرج حديثه هو وعلي العسكري من طريق بقية عن عمرو بن عتبة عن أبيه عن زياد بن سمية: سمعت زكرة يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: " لو أعرف موضع قبر يحيى بن زكريا لزرته " .
قال أبو حاتم: زياد بن سمية هذا ليس هو الأمير المشهور الذي دعاه معاوية وقال بن عبد البر: ليس إسناده بقوي.
الزاي بعدها اللام والميم
زلعب الجني يأتي ذكره في أول حرف الشين المعجمة.
زمعة أبي بن خلف الجمحي ذكره عمر بن شبة فيمن استوطن المدينة واتخذ بها داراً وأبوه قتله النبي صلى الله عليه وآله وسلم بأحد ومضى ذكر بن عمه ربيعة بن أمية.
زمعة بن الأسود بن عامر القرشي من بني عامر بن لؤي.


ذكره أبو إسماعيل الأزدي في فتوح الشام فقال في تسمية من عقد لو أبو بكر الصديق من أمراء الأجناد: ودعا زمعة بن الأسود بن عامر من بني عامر بن لؤي فعقد له ثم قال: أنت مع يزيد بن أبي سفيان ثم أمر يزيد أن يوليه مقدمته وقال: إنه من صلحاء قومك ومن الفرسان انتهى.
وقد ذكرنا غير مرة أن من كان في عصر أبي بكر وعمر رجلاً وهو من قريش فهو على شرط الصحبة لأنه لم يبق بعد حجة الوداع منهم أحد على الشرك وشهدوا حجة الوداع مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم جميعاً وذكرنا أيضاً أنهم كانوا لا يؤمرون في الفتوح إلا الصحابة.
زمل بن عمرو بن عنز بن خشاف بن خديج بن واثلة بن حارثة بن هند بن حرام بن ضنة بن عبد بن كبير بن عذرة العذري ويقال زمل بن ربيعة ويقال له زميل - مصغر.
له وفادة ذكره هشام بن الكلبي فقال: رواه بن سعد في الطبقات عنه عن الشرقي بن القطامي عن مدلج بن المقداد العذري عن عمه عمارة بن جزي قال: وقال زمل: سمعت صوتاً من صنم فجئت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: " ذاك من مؤمني الجن " قال " " فأسلم " وأنشأ يقول:
إليك رسول الله أعملت نصها ... أكلفها حزناً وقوراً من الرمل
الأبيات: وذكر الحديث في قصة إسلامه ووفادته وعقد له النبي صلى الله عليه وآله وسلم لواء على قومه وكتب له كتاباً وشهد بلوائه المذكور صفين مع معاوية وقتل يوم مرج راهط مع مروان سنة أربع وستين.
وأخرجه أبو سعد النيسابوري في شرف المصطفى من طريق أبي حاتم السجستاني عن أبي عبيدة عن الشرقي لكن قال: عن مدلج العذري عن أبيه عن زميل بن ربيعة به.
وروى حديثه تمام في فوائده عن أبي الحارث محمد بن الحارث بن هانئ عن مدلج بن المقدام بن زمل بن عمرو العذري عن آبائه وذكر أن اسم الصنم خمام - بالخاء المعجمة. وقال أبو عبيدة: استعمله معاوية على شرطته وكان أحد شهود التحكيم بصفين وأقطعه معاوية عند باب توما واستعمله يزيد بن معاوية على خاتمه وشهد بيعة مروان بالجابية.
قال بن سعد: وكان ابنه مدلج شريفاً وتزوج أمينة بنت عبد الله القسري أخت خالد.
الزاي بعدها النون
زنباع بن سلامة ويقال: بن روح بن سلامة بن حداد بن حديدة بن أمية الجذامي والد روح.
قال بن منده: عداده في أهل فلسطين له صحبة.
وقال أبو الحسين الرازي: كانت له دار بدمشق عند درب العرنيين.
روى أحمد من طريق بن جريج عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده - أن زنباعاً أبا روح وجد غلاماً مع جارية له فجدع أنفه وجبه فأتى العبد النبي صلى الله عليه وآله وسلم فذكر له ذلك فقال لزنباع: " ما حملك على هذا " ؟ فذكره فقال للعبد: " انطلق فأنت حر " .
ورواه بن منده من طريق المثنى بن الصباح عن عمرو بن شعيب فسمى العبد سندراً.
وروى البغوي من طريق عبد الله بن سندر عن أبيه أنه كان عند زنباع بن سلامة الجذامي... فذكره.
وروى بن ماجة القصة من حديث زنباع نفسه بسند ضعيف.
وذكر الزبير بن بكار في الموفقيات عن المدائني عن هشام بن الكلبي عن أبيه - أن عمر خرج تاجراً في الجاهلية مع نفر من قريش فلما وصلوا إلى فلسطين قيل لهم: إن زنباع بن روح بن سلامة الجذامي يعشر من يمر به للحارث بن أبي شمر قال: فعمدنا إلى ما معنا من الذهب فالقمناه ناقة لنا حتى إذا مضينا نحرناها وسلم لنا ذهبنا فلما مررنا على زنباع قال فتشوهم ففتشونا فلم يجدوا معنا إلا شيئاً يسيراً فقال: اعرضوا على إبلهم فمرت به الناقة بعينها فقال: انحروها فقلت: لأي شيء قال: إن كان في بطنها ذهب وإلا فلك ناقة غيرها وكلها قال: فشقوا بطنها فسال الذهب قال: فأغلظ علينا في العشر ونال من عمر فقال عمر في ذلك:
متى ألق زنباع بن روح ببلدة ... لي النصف منه يقرع السن من ندم
ويعلم أن الحي حي بن غالب ... مطاعين في الله يجا مضاريب في التهم
وذكر بن الكلبي في نسب بلي أنه وقع بين حمزة بن الصليل البلوي وبين زنباع بن روح هذا في الجاهلية مخايلة فجاء زنباع بالطعام وجاء حمزة بالدراهم فنثرها فمال الناس إلى الدراهم وتركوا الطعام فلما رأى ذلك زنباع أفحم فقيل فيه:
لقد أفحمت حتى لست تدري ... أسعد الله أكبر أم جذام
فما فضلي عليك ونحن قوم ... لنا الرأس المقدم والسنام
زنكل غير منسوب.


ذكره أبو محمد بن حزم في الوحدان من مسند بقي بن مخلد واستدركه الذهبي في التجريد وأنا أخشى أن يكون تصحيفاً من رجل فيكون مبهماً.
زنيم غير منسوب.
قال الطبري: له صحبة واستعمله معاوية على شرطته وكان أحد شهود التحكيم بصفين وأقطعه معاوية عند باب توما واستعمله يزيد بن معاوية على خاتمه وشهد بيعة مروان بالجابية قال بن سعد: وكان ابنه مدلج شريفاً وتزوج أمينة بنت عبد الله القسري أخت خالد قال عبد بن حميد في تفسيره: حدثنا يونس عن شيبان عن قتادة في قوله: " وهو الذي كف أيديهم عنكم " الفتح 24 قال: طلع رجل من الصحابة الثنية يقال له زنيم فقتله المشركون - يعني يوم الحديبية فنزلت.
وأخرجه الطبري من طريق قتادة انتهى لكن في مسلم من حديث سلمة بن الأكوع أن المقتول بن زنيم.
زنيم آخر أو هو الذي قبله روى بن أبي شيبة من طريق أبي جعفر الباقر مرسلاً قال مر على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم رجل قصير - قال: فسجد سجدة الشكر وقال: " الحمد لله الذي لم يجعلني مثل زنيم " .
ومن طريق يحيى بن الخراز أن النبي صلى الله عليه وسلم مر رجل به زمانة فسجد ولم يسمه.
ووصله أبو علي بن الأشعث من طريق جعفر بن محمد عن أبيه عن علي - أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم دخل المسجد فإذا زنيم - وكان رجلاً مشوه الخلق قصيراً دميم الوجه فخر ساجداً ثم رفع رأسه فقال: " الحمد لله الذي لم يجعلني مثل زنيم " .
الزاي بعدها الهاء
زهرة بن حوية بفتح المهملة وكسر الواو وتشديد التحتانية بن عبد الله بن قتادة التميمي السعدي.
ذكر سيف وابن الكلبي أن ملك هجر أوفده على النبي صلى الله عليه وآله وسلم فأسلم ثم شهد القادسية مع سعد وهو الذي قتل الجالينوس وعاش إلى زمن الحجاج فقتل في وقعة شبيب الخارجي سنة سبع وسبعين.
بعثه الحجاج مع عتاب بن ورقاء وهو شيخ كبير فوطئته الخيل فأخذ يذب عن نفسه فمر به الفضل بن عامر الشيباني فقتله فجاء شبيب فوقف عليه فقال: من قتل هذا فقال الفضل: أنا فقال: أما والله يا زهرة كيف كنت قتلت على ضلالة لرب يوم من أيام المسلمين قد حسن فيه غناؤك ورب خيل للمشركين قد هزمتها وقرية من قراهم قد فتحتها فذكره الطبري عن أبي مخنف.
وزعم أبو عمر أنه قتل بالقادسية وتعقبه الرشاطي فأصاب.
ذكر من اسمه زهير
زهير بن أبي أمية بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم المخزومي أخو أم سلمة أم المؤمنين.
ذكره هشام بن الكلبي في المؤلفة.
وروى بن منده من طريق مجاهد عن السائب شريك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: ذهب بي عثمان وزهير بن أبي أمية إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فأثنيا علي فقال: " أنا أعلم به منكما... الحديث.
وقال بن إسحاق: إنه كان ممن قام في نقض الصحيفة التي كتبتها قريش على بني هاشم ولم يسلم منهم غيره وغير هشام بن عمرو.
ووقع عند بن سعد في تسمية من كان يؤذي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من قريش ويواجهه بالعداوة.
وعن يعقوب بن عتبة أنه عدهم عشرين رجلاً وزيادة ثم قال: ولم يسلم منهم أحد إلا أبو سفيان والحكم بن أبي العاص.
قلت: ويرد عليه زهير بن أبي أمية هذا.
وروى الفاكهي من طريق بن جريج عن بن أبي مليكة أنه أخبره أن علقمة بن وقاص أخبره أن أم سلمة شهدت لمحمد بن عبد الله بن زهير بن أبي أمية أن أبا ربيعة بن أبي أمية أعطى أخاه زهيرا نصيبه من ريعه فقضى معاوية بذلك وعلقمة حاضر.
زهير بن أبي جبل يأتي في القسم الرابع.
زهير بن الحارث في زهير بن عوف.
زهير بن خطامة الكناني.
تقدم ذكره في ترجمة الأسود بن خطامة أخيه.
زهير بن صرد السعدي الجشمي أبو جرول ويقال أبو صرد.
قال بن منده: سكن الشام وقال بن إسحاق في المغازي: حدثني عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده - أن وفد هوازن أتوا النبي صلى الله عليه وآله وسلم وقد أسلموا قالوا: يا رسول الله إنا أهل وعشيرة وقد أصابنا من البلاء ما لا يخفى عليك فامنن علينا من الله عليك قال: وكان رجل من هوازن يكنى أبا صرد فقال: يا رسول الله إنما في الحظائر عماتك وخالاتك وحواضنك اللاتي كن يكفلنك فذكر الحديث والشعر بطوله.


وقد وقع لي هذا الحديث وفيه الشعر عالياً عشاري الإسناد ذكرته في العشرة العشارية وأمليته من وجه آخر في الأربعين المتباينة وأعل بن عبد البر إسناده بأمر غير قادح قد أوضحته في لسان الميزان في ترجمة زياد بن طارق والله المستعان.
وذكر بن سعد في الطبقات في الترجمة النبوية في قصة يوم حنين وقسمة الغنائم بالجعرانة عن الواقدي عن معمر عن الزهري وعن عبد الله بن جعفر المسوري وعن بن أبي سبرة وغيرهم قالوا: وقدم علينا أربعة عشر رجلاً من هوازن مسلمين وجاءوا بإسلام من وراءهم من قومهم وفيه: فكان رأس القوم والمتكلم أبو صرد زهير بن صرد فقال: يا رسول الله إنا أهل وعشيرة.. فذكره دون الشعر وفيه: " إن أبعدهن قريب منك خضنك في حجرهن وأرضعنك بثديهن وتوركنك على أوراكهن وأنت خير المكفولين " .
زهير بن ظهفة الكندي روى بن منده من طريق إياد بن لقيط عن زهير بن طهفة الكندي قال: أنا والله في الرهط الذين قدموا على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وفيهم ابنا مليكة...الحديث.
قال بن منده: غريب من حديث صدقة أبي عمران وهو كوفي يجمع حديثه.
زهير بن عاصم بن حصين بن مشمت تقدم ذكر جده.
قال بن منده: وفد زهير على النبي صلى الله عليه وآله وسلم وله ذكر في حديث حصين بن مشمت كأنه أشار إلى الحديث الذي في ترجمة حصين أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أقطعه مياهاً عدة فذكر الحديث وقال في آخره: فقال زهير بن عاصم بن حصين في ذلك:
إن بلادي لم تكن أملاسا ... بهن خط القلم الأنفاسا
من النبي حيث أعطى الناسا
قلت: وهذه الأبيات قد ناقضه فيها أبو نخيلة السعدي الشاعر المشهور في أواخر دولة بني أمية وليس في القصة ما يصرح بوفادة زهير فيحتمل أنه قال ذلك مفتخرا به وإن لم يدرك ذلك الزمن.
زهير بن عبد الله بن جدعان أبو مليكة التميمي من رهط الصديق.
قال بن شاهين: له صحبة ووقع في صحيح البخاري من طريق بن أبي مليكة عن جده عن أبي بكر قال بن عبد البر: لجد بن أبي مليكة صحبة وأبوه عبد الله بن جدعان مات قبل أن يسلم وإذا عاش ولده إلى أن يحدث عن أبي بكر دل على أن له صحبة: إذ لم يمت النبي صلى الله عليه وآله وسلم وعلى الأرض قرشي كافر.
وذكر عمر بن شبة في أخبار مكة عنعبد العزيز بن المطلب أن آل مسعود بن عمرو القارىء حالف عبد الله بن جدعان فحضرت بن جدعان الوفاة قالوا: يا أبا مساحق إنه لا ولد لك فاردد إلينا حلفنا ففعل فحالفوا نوفل بن أهيب بن عبد مناف بن زهرة قال عبد العزيز: ثم ولد لابن جدعان أبو مليكة بعد وفاته وهو من بنت أبي قيس بن عبد مناف بن زهرة.
زهير بن عثمان الثقفي نزل البصرة له حديث في الوليمة عند أبي داود والنسائي بسند لا بأس به.
وقال بن السكن: ليس بمعروف في الصحابة إلا أن عمرو بن علي ذكره فيهم.
وقال البخاري: لا تعرف له صحبة ولم يصح إسناده وأثبت صحبته بن أبي خيثمة وأبو حاتم والترمذي والأزدي وغيرهم زاد الأزدي تفرد بالرواية عنه عبد الله بن عثمان الثقفي.
زهير بن العجوة الله دلي قتل يوم حنين مسلماً استدركه الأشيري وقد ذكره أبو عمر في ترجمة أخيه أبي خراش فقال: كان جميل بن معمر قتل زهيراً يوم الفتح مسلماً حكاه المبرد وقال: وكان جميل يومئذ كافراً ثم أسلم.
وقال أبو عبيدة: أسر زهير بن العجوة الله ذلي يوم حنين وكتف فرآه جميل بن معمر فقال: أنت الماشي لنا بالمعايب فقتله.
وقال أبو خراش يرثيه... فذكر المرثية ويقال: إن العجوة لقب زهير نفسه.
زهير بن علقمة الفرعي قال بن منده: عداده في أهل الرملة.
وروى بإسناد له فيه مجاهيل من طريق الفارعة بنت المنذر بن زهير بن علقمة عن أبيها أن جدها زهيراً كان من أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم وتزوج معاوية بنته كبشة.
زهير بن علقمة ويقال بن أبي علقمة البجلي أو النخعي.
روى أبو مسعود الرازي في مسنده والطبراني وغيرهما من طريق عبيد الله بن إياد بن لقيط عن أبيه عن زهير بن علقمة أن امرأة جاءت بابن لها قد مات.
فكأن القوم عنفوها فقالت: يا رسول الله مات لي ابنان منذ دخلت في الإسلام سوى هذا فقال: " لقد احتظرت بحظار شديد من النار " .
قال البغوي: لا أعرف له صحبة إلا أنهم أدخلوه في المسند.


وقال بن السكن: لا صحبة له وروى البخاري في التاريخ من طريق أسلم المنقري عن زهير بن علقمة قال: قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: " إن الله يحب أن يرى أثر نعمته على عبده " قال البخاري: لا أراه إلا مرسلاً.
وأخرجه الطبراني من هذا الوجه إلا أنه قال عن زهير بن أبي علقمة الضبعي وقال: رواه علي بن قادم عن الثوري فقال: روايته عن زهير الضبابي فالله أعلم.
زهير بن علقمة أو بن أبي علقمة الضبعي أو الضبابي.
فرق أبو نعيم بينه وبين الذي قبله وعمل البخاري يشعر بأنهما واحد.
زهير بن عمرو الهلالي نزيل البصرة.
روى عنه أبو عثمان النهدي قال الأزدي: تفرد أبو عثمان عنه وقال العسكري: كانت له دار بالبصرة.
قال البغوي: لا أعلم له إلا حديث الإنذار.
قلت: وقد أخرجه مسلم ونقل بن السكن أن البخاري لم يصححه لأنه لم يذكر السماع.
زهير بن عمرو البجلي قال بن السكن: ذكره بعضهم في الصحابة ولم يصح لأنه لم يذكر سماعاً ولا حضوراً وأفرده عن الذي قبله.
زهير بن عوف بن الحارث ويقال زهير بن الحارث بن عوف أبو زينب مشهور بكنيته يأتي في الكنى إن شاء الله تعالى.
زهير بن عياض الفهري روى عبد الغني بن سعيد الثقفي في تفسيره بسنده إلى بن جريج عن عطاء عن بن عباس قال: أرسل النبي صلى الله عليه وآله وسلم مقيس بن صبابة إلى بني النجار ومعه زهير بن عياض الفهري من المهاجرين وكان من أهل بدر وأحد فجمعوا لمقيس دية أخيه فلما صارت الدية إليه وثب على زهير بن عياض فقتله وارتد إلى الشرك.
وأخرجه الطبراني - وهو إسناد ضعيف - لكن روى بن جرير من طريق حجاج عن بن جريج عن عكرمة - أن رجلاً من الأنصار قتل أخا مقيس بن صبابة فأعطاه النبي صلى الله عليه وآله وسلم الدية فقبلها ثم وثب على قاتل أخيه فقتله.
قال بن جريج: وقال غيره: ضرب النبي صلى الله عليه وآله وسلم ديته على بني النجار ثم بعث مقيساً وبعث معه رجلاً من بني فهر في حاجة للنبي صلى الله عليه وآله وسلم فاحتمل مقيس الفهري وكان أيداً فضرب به الأرض ورضخ رأسه بين حجرين ثم تغنى:
قتلت به فهراً وحملت عقله ... سراة بني النجار أرباب فارع
فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال: " لئن أحدث حدثاً لا أؤمنه في حل ولا حرم " فقتل يوم الفتح.
قال بن جريج: وفيه نزلت: " ومن يقتل مؤمناً متعمداً... " النساء 93 الآية.
زهير بن غزية بن عمرو بن عتر بن معاذ بن عمرو بن الحارث بن معاوية بن بكر بن هوازن قال الطبري والدارقطني: له صحبة.
زهير بن قنفد الأسدي ذكره الفاكهي في أخبار مكة من طريق زكريا بن قطن عن صفية بنت زهير بن قنفذ الأسدية عن أبيها أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يكون في حراء بالنهار فإذا كان الليل نزل من حراء فأتى المسجد الذي في الشعب وتأتيه خديجة من مكة فتلقاه بالمسجد الذي في الشعب فإذا قرب الصباح افترقا.
زهير بن قيس البلوي قال بن يونس: يقال إن له صحبة يكنى أبا شداد شهد فتح مصر.
وروى عن علقمة بن رمثة البلوي وروى عنه سويد بن قيس - وقتلته الروم ببرقة سنة ست وسبعين وذكر له قصة مععبد العزيز بن مروان قال فيها: إنه قال لعبد العزيز - وهو أمير على مصر وقد ندبه إلى برقة فخاطبه بشيء فأجابه زهير: أتقول لرجل جمع ما أنزل الله على نبيه قبل أن يجمع أبواك هذا ونهض إلى برقة فلقى الروم في عدد قليل فقاتل حتى قتل شهيداً.
زهير بن مخشي الأزدي.
ذكره بن شاهين من طريق إسماعيل بن أبي خالد الأزدي عن أبيه عن جده قال: وفد على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم زهير بن مخشي.
زهير بن مذعور بن ظبيان السدوسي.
جاء عنه حديث من طريق أولاده في قصة إسلام مرثد بن ظبيان يأتي في ترجمة مرثد إن شاء الله تعالى.
زهير بن معاوية الجشمي يكنى أبا أسامة.
ذكره أبو نعيم وقال: شهد الخندق وتبعه أبو موسى.
زهير بن الهيثم الأشهلي ذكره موسى بن عقبة عن بن شهاب وذكره عمر بن شبة بسنده إليه فيمن شهد العقبة.
زهير الثقفي


ذكره الحسن بن سفيان في مسنده وأخرج من طريق عمرو بن حمران عن شيخ كان بالمدينة عن عبد الملك بن زهير عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " إذا سميتم فعبدوا " قال بن منده: رواه أبو أمية بن يعلى فقال: عن عبد الملك بن زهير عن أبيه عن جده. قلت: أخرجه الطبراني من مسند مسدد قال: حدثنا أبو أمية.. فذكره وليس فيه عن جده. وأورده الحاكم أبو أحمد في الكنى في ترجمة أبي زهير الثقفي والد أبي بكر بإسناد معضل فالله أعلم.
وقال بن الأثير: قد ذكروا زهير بن عثمان الثقفي فلا أدري أهو هذا أو غيره.
قلت: بل هو غيره وسيأتي هذا الحديث فيمن اسمه معاذ إن شاء الله تعالى.
الزاي بعدها الواو
زوبعة الجني أحد الجن الذين استمعوا القرآن.
روى الحاكم في المستدرك وابن أبي شيبة وأحمد بن منيع في مسنديهما من طريق عاصم عن زر عن عبد الله قال: هبطوا على النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهو يقرأ ببطن نخلة فلما سمعوه قالوا: أنصتوا وكانوا سبعة أحدهم زوبعة إسناده جيد ووقع لنا بعلو في جزء بن نجيح. قلت: أنكر بن الأثير على أبي موسى إخراجه ترجمة هذا الجني ولا معني لإنكاره لأنهم مكلفون وقد أرسل إليهم النبي صلى الله عليه وآله وسلم فآمن منهم به من آمن فمن عرف اسمه ولقيه للنبي صلى الله عليه وآله وسلم فهو صحابي لا محالة وأما قوله: كان الأولى أن يذكر جبرائيل ففيه نظر لأن الخلاف في أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم هل أرسل إلى الملائكة مشهور بخلاف الجن والله أعلم.
الزاي بعدها الياء
ذكر من اسمه زياد
زياد بن الأخرس ويقال زيادة ويقال: هو ابن الأخرس الجهني حليف الأنصار.
ذكره موسى بن عقبة عن بن شهاب فيمن شهد بدراً.
زياد بن الجلاس عداده في أهل البصرة روى حديثه دلهاث بن مالك بن نهشل بن كثير عن أبيه عن جده عنه ذكره بن منده.
زياد بن الحارث الصدائي بضم المهملة وقيل زياد بن حارثة.
قال البخاري: والحارث أصح.
له حديث طويل في قصة إسلامه وفيه: " من أذن فهو يقيم " .
أخرجه أحمد بطوله وأخرجه أصحاب السنن وفي إسناده الإفريقي.
قال بن السكن: في إسناده نظر.
قلت: وله طريق أخرى من طريق المبارك بن فضالة عن عبد الغفار بن ميسرة عن الصدائي ولم يسمه.
وروى الباوردي من طريق عبد الله بن سليمان عن عمرو بن الحارث عن بكر بن سوادة عن زياد بن نعيم عن زياد الصدائي فذكر طرفاً من الحديث الطويل.
وقال بن يونس: هو رجل معروف نزل مصر.
زياد بن حدرة بن عمرو بن عدي التميمي.
قال بن أبي حاتم في باب الجيم من الآباء: روى عنه ابنه أنه أتى النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
وروى أبو موسى من طريق جميع بن علي بن زياد بن حدرة حدثني أبي عن أبيه زياد بن حدرة قال: أتانا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يدعوننا إلى الإسلام ففررنا منهم فربطوا نواصينا وجاءوا بنا في سبي بني العنبر فأسلمنا عنده ودعا لنا ومسح رأس زياد ودعا له. قلت: اختلف في ضبط أبيه فقيل بالجيم وقيل بالمهملة وقيل بالمعجمة.
زياد بن حنظلة التميمي حليف بني عدي.
قال أبو عمر: بعثه النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى الزبرقان بن بدر وقيس بن عاصم ليتعاونا على قتل مسيلمة ثم عاش زياد إلى أن شهد مع علي مشاهده انتهى.
وذكر سيف في الفتوح عن أبي الزهراء القشيري عن رجال من بني قشير قالوا: لما خرج هرقل من الرها كان أول من أنبح كلابها زياد بن حنظلة وكان من الصحابة.
وأنشد له سيف في الفتوح أشعاراً كثيرة منها:
سائل هرقلاً حيث شئت وقوده ... شببنا له حرباً يهز القبائلا
قتلناهم في كل دار وقيعة ... وأبنا بأسراهم تعاني السلاسلا
وكان أميراً في وقعة اليرموك.
وروى عنه ابنه خنظلة والعاص بن تمام.
زياد بن سبرة اليعمري.
روى بن أبي عاصم والطبري من طريق عيسى بن يزيد الكناني عن عبد الملك بن حذيفة أن زياد بن سبرة اليعمري قال: أقبلت مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حتى وقف على ناس من أشجع وجهينة فمازحهم وضحك معهم وقال: " أما إنهم خير من بني فزارة ومن بني الشريد ومن قومك.. " الحديث.
زياد بن السكن بن رافع بن امرئ القيس الأنصاري.


قال بن إسحاق في المغازي: حدثنا الحصين بن عبد الرحمن عن محمود بن عمرو عن يزيد بن السكن في قصة أحد قال: فوثب خمسة من الأنصار منهم زياد بن السكن فقتلوا قال: وبعض الناس يقول: هو عمارة بن زياد بن السكن فوسده رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قدمه حتى مات عليها.
وساقه البخاري في تاريخه في ترجمة يزيد بن السكن مطولاً.
زياد بن طارق ويقال طارق بن زياد.
ذكره بن منده هكذا وصوب الثاني.
زياد بن عبد الله بن مالك الهلالي بن أخت ميمونة أم المؤمنين.
ذكر الرشاطي أنه قدم في وفد بني هلال مع عبد عوف بن أصرم بن عمرو بن قبيصة بن مخارق فدخل زياد منزل ميمونة أم المؤمنين وكانت خالته واسم أمه عزة فدخل النبي صلى الله عليه وآله وسلم فرآه عندها فغضب فقالت: يا رسول الله إنه بن أختي فدعاه فوضع يده على رأسه ثم حدرها على طرف أنفه فكان بنو هلال يقولون: ما زلنا نعرف البركة في وجه زياد.
قلت: وذكر بن سعد القصة مطولة عن هشام بن الكلبي عن جعفر بن كلاب الجعفري عن أشياخ بني عامر... فذكر القصة وفيها: وزياد يومئذ شاب وزاد في آخره: وقال الشاعر لعلي بن زياد المذكور:
يا بن الذي مسح الرسول برأسه ... ودعا له بالخير عند المسجد
ما زال ذاك النور في عرنينه ... حتى تبوأ بيته في ملحد
زياد بن عبد الله الأنصاري روى بن منده من طريق قيس بن الربيع عن فراس عن الشعبي عن زياد بن عبد الله الأنصاري قال: لما بعث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عبد الله بن رواحة يخرص على أهل خيبر لم يجده أخطأ بحشفة.
قال بن منده: تفرد به عبيد بن إسحاق عن قيس.
زياد بن عمار ذكره العسكري في الصحابة: نقلته من خط مغلطاي.
زياد بن عمرو وقيل بن بشير الأنصاري من بني ساعدة وقيل مولى لهم.
ذكره موسى بن عقبة فيمن شهد بدراً هو وأخوه ضمرة بن عمرو.
زياد بن عياض يأتي في عياض بن زياد.
زياد بن عياض الأشعري يأتي في القسم الثالث.
زياد بن أبي الغرد الأنصاري.
قال بن حبان: يقال له صحبة وروى الباوردي من طريق مسعود بن سليمان عن حبيب بن أبي ثابت عن الزهري عن زياد بن الغرد وأبي اليسر أنهما سمعا النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول لعمار: " تقتلك الفئة الباغية " قال بن منده: غريب.
قلت: فيه انقطاع بين الزهري وبينهما والغرد بالغين المعجمة والراء المكسورة وقيل ساكنة وقيل بقاف بدل الغين وقيل الفرد بالفاء أو بن أبي الفرد.
زياد بن كعب بن عمرو بن عدي بن عمرو بن رفاعة بن كليب بن مودوعة الجهني.
قال بن عبد البر: شهد بدراً وأحداً.
زياد بن لبيد بن ثعلبة بن سنان بن عامر الأنصاري البياضي.
ذكره موسى بن عقبة وغيره فيمن شهد العقبة وبدراً وذكر الواقدي وغيره أنه كان عامل النبي صلى الله عليه وآله وسلم على حضرموت وولاه أبو بكر بقتال أهل الردة من كندة وهو الذي ظهر بالأشعث بن قيس فسيره إلى أبي بكر.
وقال أحمد: حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن عمرو بن مرة عن سالم بن أبي الجعد عن زياد بن لبيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " هذا أوان انقطاع العلم " فقلت: يا رسول الله وكيف يذهب العلم وقد أثبت ووعته القلوب؟... الحديث.
وأخرجه الحاكم وابن ماجة من هذا الوجه وسالم لم يلق زياداً.
وله شاهد أخرجه الطبراني في الأوسط من طريق أبي طوالة عن زياد بن لبيد نحوه وهو منقطع أيضاً من أبي طوالة وزياد.
وفي الترمذي والدارمي من طريق معاوية بن صالح عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن أبيه عن أبي الدرداء قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: " هذا أوان يختلس العلم " فقال له زياد بن لبيد الأنصاري... فذكر الحديث قال: فلقيت عبادة بن الصامت فقال: صدق وأول ما يرفع الخشوع.
وأخرجه النسائي وابن حبان والحاكم من طريق الوليد بن عبد الرحمن عن جبير بن نفير قال: حدثني عوف بن مالك أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم نظر إلى السماء فقال: " هذا أوان رفع العلم... " الحديث.
وفيه: فلقيت شداد بن أوس فذكر قصة الخشوع.
ووقع في رواية النسائي لبيد بن زياد وهو مقلوب ولزياد بن لبيد ذكر في ترجمة عكرمة بن أبي جهل.
زياد بن مطرف


ذكره مطين والباوردي وابن جرير وابن شاهين في الصحابة وأخرجوا من طريق أبي إسحاق عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: " من أحب أن يحيا حياتي ويموت ميتتي ويدخل الجنة فليتول علياً وذريته من بعده " .
وقال بن منده: لا يصح.
قلت: في إسناده يحيى بن يعلي المحاربي وهو واه.
زياد بن نعيم الحضرمي ذكره بن أبي خيثمة والبغوي في الصحابة قال البغوي: لا أدري أهو الذي روى عنه الإفريقي أم لا؟ قلت: أخرج حديثه أحمد في مسنده ولفظ المتن: " أربع فرضهن الله في الإسلام... الحديث. تفرد به بن لهيعة وزياد بن نعيم الذي روى عنه الإفريقي تابعي باتفاق.
زياد بن نعيم الفهري قال أبو عمر: مذكور في الصحابة ولا أعرف له رواية قتل يوم الدار مع عثمان.
زياد الألهاني والد محمد بن زياد الحمصي.
أورد له عبد الصمد في تاريخ الصحابة الذين نزلوا حمص حديثاً زياد الباهلي والد الهرماس.
روى الدارقطني من طريق عمرو بن نابل بن القعقاع حدثني أبي عن جدي عن أبيه الهرماس بن زياد قال: أتيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم مع أبي فولاه على عشيرته من باهلة... الحديث.
وروى بن منده من طريق عكرمة بن عمار عن الهرماس بن زياد قال: أبصرت النبي صلى الله عليه وآله وسلم يخطب الناس وأبي مردفي على جمل وأنا صبي صغير إسناده صحيح.
زياد الغفاري يعد في أهل مصر له صحبة روى عنه يزيد بن نعيم كذا ذكره بن عبد البر وقال بن السكن له صحبة.
وأخرج حديثه بن أبي خيثمة وابن السكن من طريق يزيد بن عمرو عن زياد بن نعيم: سمعت زياداً الغفاري على المنبر بالفسطاط يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: " من تقرب إلى الله شبراً تقرب الله إليه ذراعاً... " الحديث.
زياد والد الأغر.
تقدم ذكره في ترجمة حصين.
زياد مولى سعد بن أبي وقاص ذكره بن سعد قال: حدثنا الواقدي عن أبي بكر بن أبي سبرة عن الحليس بن هاشم بن عتبة عن زياد مولى سعد قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أوضع في وادي محسر. وأما بن حبان فذكره في التابعين.
ذكر من اسمه زيد
زيد بن أرقم بن زيد بن قيس بن النعمان بن مالك بن الأغر بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج.
مختلف في كنيته قيل أبو عمر وقيل أبو عامر واستصغر يوم أحد.
وأول مشاهده الخندق وقيل المريسيع وغزا مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم سبع عشرة غزوة ثبت ذلك في الصحيح وله حديث كثير ورواية أيضاً عن علي.
روى عنه أنس مكاتبة وأبو الطفيل وأبو عثمان النهدي وعبد الرحمن بن أبي ليلى وعبد خير وطاوس وله قصة في نزول سورة المنافقين في الصحيح وشهد صفين مع علي ومات بالكوفة أيام المختار سنة ست وستين وقيل سنة ثمان وستين.
قال بن إسحاق: حدثني عبد الله بن أبي بكر عن بعض قومه عن زيد بن أرقم قال: كنت يتيماً لعبد الله بن رواحة فخرج بي معه مردفي - يعني إلى مؤتة... فذكر الحديث.
وهو الذي سمع عبد الله بن أبي يقول: " ليخرجن الأعز منها الأذل " المنافقون 8 فأخبر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فسأل عبد الله فأنكر فأنزل الله تصديق زيد.
ثبت ذلك في الصحيحين وفيه: فقال: " إن الله قد صدقك يا زيد " .
وقال أبو المنهال: سألت البراء عن الصرف فقال: سل زيد بن أرقم فإنه خير مني وأعلم.
زيد بن الأزور الأسدي ذكر عمر بن شبة أنه شهد اليمامة وأبلى فيها حتى قطعت رجلاه وقتل ويقال إنه أخو ضرار بن الأزور ومن قوله في الحرب:
هل تأبين جنوب عني مشهدي ... حين أردت الموت أدنى من يدي
ملففاً في ثوبه المورد ... آخر هذا اليوم أقصى من غد
إلى ملاقاة النبي أحمد
زيد بن إساف بن غزية بن عطية بن خنساء بن مبذول والد نعيم.
ذكر بن سعد أنه شهد أحداً وذكره العدوي وقال: زيد بن يساف بالياء التحتانية.
زيد بن أسلم بن ثعلبة بن عدي بن العجلان بن حارثة بن ضبيعة بن حرام البلوي حليف بني العجلان وهو ابن عم ثابت بن أقرم.
ذكره موسى بن عقبة والزهري وابن إسحاق فيمن شهد بدراً وقيل: إنه من بني عمرو بن عوف بن الأوس.
وزعم بن الكلبي أن طليحة قتله وذكره ضرار بن صرد أحد الضعفاء بسنده عن عبيد الله بن أبي رافع فيمن شهد صفين مع علي.
زيد بن أسيد بن حارثة الثقفي ثم الزهري بالحلف.


ذكره موسى بن عقبة فيمن استشهد باليمامة.
زيد بن أبي أوفى بن خالد بن الحارث بن أبي أسيد بن رفاعة بن ثعلبة بن هوازن بن أسلم الأسلمي أخو عبد الله فيما جزم به بن حبان.
وروى حديثه بن أبي حاتم والحسن بن سفيان والبخاري في التاريخ الصغير من طريق بن شرحبيل عن رجل من قريش عن زيد بن أبي أوفى قال: دخلت على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مسجد المدينة فجعل يقول: " أين فلان؟ أين فلان؟ " فلم يزل يتفقدهم ويبعث إليهم حتى اجتمعوا عنده: فذكر الحديث في إخاء النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
ولحديثه طرق: عن عبد الله بن شرحبيل وقال بن السكن: روى حديثه من ثلاث طرق ليس فيها ما يصح وقال البخاري: لا يعرف سماع بعضهم من بعض ولا يتابع عليه.
رواه بعضهم عن بن أبي خالد عن عبد الله بن أبي أوفى ولا يصح.
قلت: ولم يأت عند أحد ممن خرج حديثه منسوباً إلى أسلم بل ذكر بن أبي عاصم أن بعض ولده ذكر له أنه كان من كندة.
زيد بن بولا بالموحدة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو يسار.
له حديث عند أبي داود والترمذي من رواية ولده بلال بن يسار بن زيد: حدثني أبي عن جدي ذكر أبو موسى أن اسم أبيه بولا - بالموحدة - وقال غيره: اسمه زيد.
وقال بن شاهين: كان نوبياً أصابه النبي صلى الله عليه وآله وسلم في غزوة بني ثعلبة فأعتقه.
زيد بن ثابت بن الضحاك بن زيد بن لوذان بن عمرو بن عوف بن غنم بن مالك بن النجار الأنصاري الخزرجي أبو سعيد وقيل: أبو ثابت وقيل غير ذلك في كنيته.
استصغر يوم بدر ويقال: إنه شهد أحداً ويقال: أول مشاهده الخندق وكانت معه راية بني النجار يوم تبوك وكانت أولاً مع عمارة بن حزم فأخذها النبي صلى الله عليه وآله وسلم منه فدفعها لزيد بن ثابت فقال: يا رسول الله بلغك عني شيء قال: " لا ولكن القرآن مقدم " .
وكتب الوحي للنبي صلى الله عليه وآله وسلم وأمه النوار بنت مالك بن معاوية بن عدي وقتل أبوه يوم بعاث وذلك قبل الهجرة بخمس سنين أخرج الواقدي ذلك من رواية يحيى بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أسعد بن زرارة عنه.
وكان زيد من علماء الصحابة وكان هو الذي تولى قسم غنائم اليرموك.
روى عنه جماعة من الصحابة منهم: أبو هريرة وأبو سعيد وابن عمر وأنس وسهل بن سعد وسهل بن حنيف وعبد الله بن يزيد الخطمي.. ومن التابعين: سعيد بن المسيب وولداه: خارجة وسليمان والقاسم بن محمد وسليمان بن يسار وآخرون.
وهو الذي جمع القرآن في عهد أبي بكر ثبت ذلك في الصحيح.
وقال له أبو بكر: إنك شاب عاقل لا نتهمك.
وروى البخاري تعلقياً والبغوي وأبو يعلى موصولاً عن أبي الزناد عن خارجة بن زيد عن أبيه قال: أتى بي النبي صلى الله عليه وآله وسلم مقدمه المدينة فقيل هذا من بني النجار وقد قرأ سبع عشرة سورة فقرأت عليه فأعجبه ذلك فقال: تعلم كتاب يهود فإني ما آمنهم على كتابي ففعلت فما مضى لي نصف شهر حتى حذقته فكنت أكتب له إليهم وإذا كتبوا إليه قرأت له.
ورويناه في مسند عبد بن حميد من طريق ثابت بن عبيد عن زيد بن ثابت قال: قال لي النبي صلى الله عليه وآله وسلم: " إني أكتب إلى قوم فأخاف أن يزيدوا علي أو ينقصوا فتعلم السريانية " . فتعلمتها في سبعة عشر يوماً.
وروى الواقدي من طريق زيد بن ثابت قال: لم أجز في بدر ولا أحد وأجزت في الخندق قال: وكان فيمن ينقل التراب مع المسلمين فنعس زيد فجاء عمارة بن حزم فأخذ سلاحه وهو لا يشعر فقال له النبي صلى الله عليه وآله وسلم: " يا أبا رقاد ويومئذ نهى النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن يروع المؤمن ولا يؤخذ متاعه جاداً ولا لاعباً.
وروى يعقوب بن سفيان بإسناد صحيح عن الشعبي قال: ذهب زيد بن ثابت ليركب فأمسك بن عباس بالركاب فقال: تنح يا بن عم رسول الله. قال: لا هكذا نفعل بالعلماء والكبراء. وروى يعقوب أيضاً من طريق بن سيرين حج بنا أبو الوليد فدخل بنا على زيد بن ثابت فقال: هذا لام وذا لام وذا لام فما أخطأ.
وقال ثابت بن عبيد: ما رأيت رجلاً أفكه في بيته ولا أوقر في مجلسه من زيد.
وعن أنس قال: قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: " أفرضكم زيد " .
ورواه أحمد بإسناد صحيح: وقيل إنه معلول وروى بن سعد بإسناد صحيح قال: كان زيد بن ثابت أحد أصحاب الفتوى وهم ستة: عمر وعلي وابن مسعود وأبي وأبو موسى وزيد بن ثابت.


وروى بسند فيه الواقدي من طريق قبيصة قال: كان زيد رأساً بالمدينة في القضاء والفتوى والقراءة والفرائض.
وروى البغوي بإسناد صحيح عن خارجة بن زيد: كان عمر يستخلف زيد بن ثابت إذا سافر فقلما رجع إلا أقطعه حديقة من نخل.
ومن طريق بن عباس: لقد علم المحفوظون من أصحاب محمد أن زيد بن ثابت كان من الراسخين في العلم.
مات زيد سنة اثنتين أو ثلاث أو خمس وأربعين وقيل سنة إحدى أو اثنتين أو خمس وخمسين وفي خمس وأربعين قول الأكثر.
وقال أبو هريرة حين مات: اليوم مات حبر هذه الأمة وعسى الله أن يجعل في بن عباس منه خلفاً ولما مات رثاه حسان بقوله:
فمن للقوافي بعد حسان وابنه ... ومن للمعاني بعد زيد بن ثابت
زيد بن ثابت آخر.
استدركه الذهبي وعزاه لبقي بن مخلد.
زيد بن ثعلبة بن عبد ربه الخزرجي والد عبد الله بن زيد الذي أري النداء.
يأتي في زيد بن عبد ربه.
زيد بن جارية بالجيم الأنصاري الأوسي.
روى بن منده من طريق عثمان بن عبيد الله بن زيد بن جارية عن عمر بن زيد بن جارية حدثني أبي أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم استصغر ناساً يوم أحد منهم زيد بن جارية - يعني نفسه - والبراء بن عازب وزيد بن أرقم وسعد بن حبته وابن عمر وجابر.
وروى البخاري في التاريخ من طريق يعقوب بن مجمع بن زيد بن جاريه عن أبيه عن جده زيد بن جارية قال: بعنا سهماننا من خيبر نخلة نخلة.
وروى البيهقي في الشعب من طريق عمرو بن ميمون عن أبيه قال: جاء رجل إلى بن عمر فقال: إن زيد بن جارية مات وترك مائة ألف قال: لكن هي لا تتركه.
وله حديث آخر في المواقيت أخرجه البغوي.
زيد بن جارية بالجيم أيضاً جد محمد بن خالد إن ثبت - روى بن شاهين من طريق الوليد بن صالح عن أبي المليح الرقي حدثنا محمد بن خالد بن زيد بن جارية عن أبيه عن جده سمعت النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول: " إذا كان للعبد عند الله درجة لم ينله إياها ابتلاه في الدنيا ثم صبره على البلاء لينيله تلك الدرجة " .
قلت: هذا الحديث أورده بن منده في ترجمة للجلاج بن حكيم السلمي وزعم أنه أخو الجحاف بن حكي وأنه في أهل الجزيرة وساق حديثه من طريق أبي المليح أيضاً إلا أنه لم يسم والد خالد بل قال: عن محمد بن خالد عن أبيه عن جده وهكذا أورده البخاري في ترجمة محمد بن خالد.
وأخرجه أبو داود من رواية بن راشد عنه في السنن ولم أر والد خالد مسمى إلا في رواية بن شاهين هذه والله أعلم.
زيد بن جارية آخر.
روى عنه أبو الطفيل وسيأتي في المبهمات وجعله بعضهم الأول والذي ظهر لي أنه غيره.
زيد بن جبير الجهني إن كان محفوظاً.
أخرج الإسماعيلي في مسند يحيى بن سعيد الأنصاري من تأليفه من طريق إبراهيم بن صرمة عن يحيى بن سعيد حدثني أبو بكر بن محمد عن عبد الله بن عمرو بن عثمان عن أبي حمزة عن زيد بن جبير الجهني أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: " من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره... " الحديث وفيه: " من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليسكت... " وبه " الضيافة ثلاث وما كان وراء ذلك فهو صدقة " .
قال الإسماعيلي: كذا قال زيد بن جبير وأبو حمزة وهما عندي مصحفان.
قلت: ولم يبين بماذا تصحفا وأظن الصواب زيد بن خالد الجهني.
زيد بن الجلاس في رجاء بن الجلاس.
زيد بن الحارث بن قيس بن مالك بن حارثة بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج أخو زيد بن الحارث.
شهد أحداً قاله العدوي وتبعه الطبري.
زيد بن الحارث آخر: في ترجمة يزيد بن الحارث.
زيد بن حارثة بن شراحيل الكعبي.
تقدم نسبه في ترجمة ولده أسامة بن زيد قال بن سعد: أمه سعدى بنت ثعلبة بن عامر من بني معن من طيء وقال بن عمر ما كنا ندعو زيد بن حارثة إلا زيد بن محمد حتى نزلت: " ادعوهم لآبائهم " الأحزاب 5 الحديث أخرجه البخاري.


وحدثنا هشام بن محمد بن السائب الكلبي عن أبيه وعن جميل بن مرثد الطائي وغيرهما قالوا: زارت سعدى أم زيد بن حارثة قومها وزيد معها فأغارت خيل لبني القين جسر في الجاهلية على أبيات بني معن فاحتملوا زيداً وهو غلام يفعة فأتوا به في سوق عكاظ فعرضوه للبيع فاشتراه حكيم بن حزام لعمته خديجة بأربعمائة درهم فلما تزوجها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهبته له وكان أبوه حارثة بن شراحيل حين فقده قال:
بكيت على زيد ولم أدر ما فعل ... أحي فيرجى أم أني دونه الأجل
في أبيات يقول فيها:
أوصي به عمراً وقيساً كلاهما ... وأوصي يزيداً ثم بعدهم جبل
يعني بعمرو وقيس أخويه وبيزيد أخا زيد لأمه وهو يزيد بن كعب بن شراحيل وبجبل ولده الأكبر قال: فحج ناس من كلب فرأوا زيداً فعرفهم وعرفوه فقال: أبلغوا أهلي هذه الأبيات:
أحن إلي قومي وإن كنت نائياً ... بأني قطين البيت عند المشاعر
في أبيات.
فانطلقوا فأعلموا أباه ووصفوا له موضعاً فخرج حارثة وكعب أخوه بفدائه فقدما مكة فسألا عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقيل: هو في المسجد فدخلا عليه فقالا: يا بن عبد المطلب يا بن سيد قومه أنتم أهل حرم الله تفكون العاني وتطعمون الأسير جئناك في ولدنا عبدك فامنن علينا وأحسن في فدائه فإنا سنرفع لك قال: وما ذاك قالوا: زيد بن حارثة فقال: أو غير ذلك ادعوه فخيروه فإن اختاركم فهو لكم بغير فداء وإن اختارني فوالله ما أنا بالذي أختار على من اختارني فداء قالوا: زدتنا على النصف فدعاه فقال: هل تعرف هؤلاء قال: نعم هذا أبي وهذ عمي قال: فأنا من قد علمت وقد رأيت صحبتي لك فاخترني أو اخترهما.
فقال زيد: ما أنا بالذي أختار عليك أحداً أنت مني بمكان الأب والعم.
فقالا: ويحك يا زيد أتختار العبودية على الحرية وعلى أبيك وعمك وأهل بيتك؟ قال: نعم إني قد رأيت من هذا الرجل شيئاً ما أنا بالذي أختار عليه أحداً.
فلما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك أخرجه إلى الحجر فقال: " اشهدوا أن زيداً ابني يرثني وأرثه " فلما رأى ذلك أبوه وعمه طابت أنفسهما وانصرفا فدعى زيد بن محمد حتى جاء الله بالإسلام.
وقد ذكر بن إسحاق قصة مجيء حارثة والد زيد في طلبه بنحوه.
وقال بن الكلبي عن أبيه عن أبي صالح عن بن عباس: لما تبنى النبي صلى الله عليه وآله وسلم زيداً زوجه زينب بنت جحش وهي بنت عمته أميمة بنت عبد المطلب وزوجه النبي صلى الله عليه وآله وسلم قبل ذلك مولاته أم أيمن فولدت له أسامة ثم لما طلق زينب زوجه أم كلثوم بنت عقبة وأمها أروى بنت كريز وأمها البيضاء بنت عبد المطلب فولدت له زيد بن زيد ورقية ثم طلق أم كلثوم وتزوج درة بنت أبي لهب بن عبد المطلب ثم طلقها وتزوج هند بنت العوام أخت الزبير.
وقال بن عمر: ما كنا ندعو زيد بن حارثة إلا زيد بن محمد حتى نزلت: " ادعوهم لآبائهم " الأحزاب 5..الحديث. أخرجه البخاري.
ويقال: إن النبي صلى الله عليه وآله وسلم سماه زيداً لمحبة قريش في هذا الاسم وهو اسم قصي وقد تقدم ذكر مجيء أبيه إلى مكة في طلب فدائه في ترجمته.
وقال عبد الرزاق: عن معمر عن الزهري قال: ما نعلم أن أحداً أسلم قبل زيد بن حارثة قال عبد الرزاق: لم يذكره غير الزهري.
قلت: قد ذكره الواقدي بإسناد له عن سليمان بن يسار جازماً بذلك وقاله زائدة أيضاً.
وشهد زيد بن حارثة بدراً وما بعدها وقتل في غزوة مؤتة وهو أمير واستحلفه النبي صلى الله عليه وآله وسلم في بعض أسفاره إلى المدينة.
وعن البراء بن عازب أن زيد بن حارثة قال: يا رسول الله آخيت بيني وبين حمزة. أخرجه أبو يعلى.
وعن عائشة: ما بعث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم زيد بن حارثة في سرية إلا أمره عليهم ولو بقي لاستخلفه أخرجه أبو بكر بن أبي شيبة بإسناد قوي عنها.


وعن سلمة بن الأكوع قال: غزوت مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم سبع غزوات ومع زيد بن حارثة سبع غزوات يؤمره علينا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. أخرجه البخاري. قال الواقدي: أول سرايا زيد إلى القردة ثم إلى الجموم ثم إلى العيص ثم إلى الطرف ثم إلى حسمي ثم إلى أم قرفة ثم تأميره على غزوة مؤتة واستشهد فيها وهو ابن خمس وخمسين سنة ولم يقع في القرآن تسمية أحد باسمه إلا هو باتفاق ثم السجل إن ثبت.
وعن محمد بن أسامة بن زيد عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لزيد بن حارثة: " يا زيد أنت مولاي ومني وإلي وأحب الناس إلي " أخرجه بن سعد بإسناد حسن وهو عند أحمد مطول.
وعن بن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " وأيم الله إن كان لخليقاً للإمارة - يعني زيد بن حارثة - وإن كان لمن أحب الناس إلي " أخرجه البخاري.
وروى الترمذي وغيره من حديث عائشة قالت: قدم زيد بن حارثة المدينة ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في بيتي فأتاه فقرع الباب فقام إليه حتى اعتنقه وقبله.
وعن بن عمر: فرض عمر لأسامة أكثر مما فرض لي فسألته فقال: إنه كان أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم منك وإن أباه كان أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من أبيك. صحيح.
وعن زيد بن حارثة رواية في الصحيح عن أنس عنه في قصة زينب بنت جحش روى عنه أنس والبراء بن عازب وابن عباس وابنه أسامة بن زيد وأرسل عنه جماعة من التابعين.
زيد بن حاطب بن أمية بن رافع الأنصاري الأوسي ثم الظفري.
قال الواقدي: شهد أحداً وجرح بها فرجع به قومه إلى أبيه وكان أبوه منافقاً فجعل يقول لمن يبكي عليه: أنتم فعلتم به هذا غررتموه حتى خرج ذكر ذلك الواقدي في أثناء القصة ولم يذكره فيمن استشهد بأحد فلعله أفاق من جراحته.
وقرأت في حاشية جمهرة بن الكلبي: يزيد بن حاطب بزيادة ياء تحتانية مثناة في أوله فالله أعلم.
واعتذر عن ترك ذكر الواقدي له فيمن استشهد بأنه لم يستوعبهم.
زيد بن الحر العبسي أحد التسعة الذين وفدوا على النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
ذكره الطبري والباوردي وغيرهما.
زيد بن حصن الطائي ثم السنبسي.
ذكره الهيثم بن عدي عن يونس بن أبي إسحاق عن أبي السفر الهمداني - أنه كان عامل عمر بن الخطاب على حدود الكوفة.
أخرجه محمد بن قدامة في أخبار الخوارج له.
قلت: وقد قدمت غير مرة أنهم كانوا لا يؤمرون في ذلك الزمان إلا الصحابة.
زيد بن خارجة بن زيد بن أبي زهير بن مالك بن امرئ القيس بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج الأنصاري الخزرجي.
شهد أبوه أحداً وشهد هو بدراً.
وذكر البخاري وغيره أنه الذي تكلم بعد الموت وسيأتي بعض طرق ذلك في ترجمة أخيه سعد بن خارجة.
وقال بن السكن: تزوج أبو بكر أخته فولدت له أم كلثوم بعد وفاته.
وروى النسائي وأحمد من طريق عبد الحميد بن عبد الرحمن عن موسى بن طلحة عنه قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كيف الصلاة عليك؟ قال: " صلوا فاجتهدوا ثم قولوا: اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد... " الحديث.
زيد بن خالد الجهني مختلف في كنيته: أبو زرعة وأبو عبد الرحمن وأبو طلحة.
روى عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم وعن عثمان وأبي طلحة وعائشة.
روى عنه ابناه: خالد وأبو حرب ومولاه أبو عمرة وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة وأبو سلمة وآخرون.
وشهد الحديبية وكان معه لواء جهينة يوم الفتح وحديثه في الصحيحين وغيرهما.
قال بن البرقي وغيره: مات سنة ثمان وسبعين بالمدينة وله خمس وثمانون.
وقيل: مات سنة ثمان وستين وقيل: مات قبل ذلك في خلافة معاوية بالمدينة.
زيد بن خريم روى بن منده من طريق علي بن مسهر عن سعيد بن عبيد بن زيد بن خريم عن أبيه عن جده قال: سألت النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن المسح على الخفين فقال: " ثلاثة أيام للمسافر ويوم وليلة للمقيم " .
زيد بن الخطاب بن نفيل العدوي يأتي نسبه في ترجمة أخيه عمر.
أمه أسماء بنت وهب من بني أسد وكان أسن من عمر وأسلم قبله وشهد بدراً والمشاهد واستشهد باليمامة وكانت راية المسلمين معه سنة اثنتي عشرة في خلافة أبي بكر وحزن عليه عمر حزناً شديداً ولما قتل قال: عمر سبقني إلى الحسنيين: أسلم قبلي واستشهد قبلي.


له في الصحيح حديث واحد في النهي عن قتل حيات البيوت من رواية بن عمر عنه مقروناً بأبي لبابة ورجح صالح جزرة أن الصواب عن أبي لبابة وحده.
زيد بن الدثنة بفتح الدال وكسر المثلثة بعدها نون بن معاوية بن عبيد بن عامر بن بياضة الأنصاري البياضي.
شهد بدراً وأحداً وكان في غزوة بئر معونة فأسره المشركون وقتلته قريش بالتنعيم.
قال بن إسحاق في المغازي: حدثنا عاصم بن عمر بن قتادة أن نفراً من عضل والقارة قدموا على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بعد أحد فقالوا: إن فينا إسلاماً فابعث معنا نفراً من أصحابك يفقهوننا في الدين فبعث معهم خبيب بن عدي وزيد بن الدثنة... فذكر القصة بطولها وهي في صحيح البخاري من حديث أبي هريرة.
زيد بن ربعة أبو ربيعه بن أسد بن عبد العزى.
ذكره أبو الأسود عن عروة فيمن استشهد بحنين وقيل اسم أبيه زمعة وسيأتي قريباً.
زيد بن رقيشن بقاف ومعجمة مصغر حليف بني أمية.
ذكره أبو الأسود عن عروة فيمن استشهد باليمامة وذكره بن إسحاق فيهم لكنه سمى أباه قيساً فكأنه حذف الراء وأهمل الشين وسماه الزهري يزيد - بزيادة تحتانية في أوله.
زيد بن زمعة بن الأسود بن أسد بن عبد العزى القرشي الأسدي.
ذكره الطبري فيمن استشهد يوم حنين واستدركه بن فتحون وقيل هو يزيد بن سلمة الآتي.
زيد بن أبي زهير الأنصاري ذكر مقاتل في تفسير قوله تعالى: " الرجال قوامون على النساء " النساء 34 أن زيد بن أبي زهير جاء بابنته حبيبة وقد لطمها... فذكر القصة في سبب نزول الآية وقد ذكرها عبد بن حميد والطبري وغيرهما ولم يسمه أحد منهم.
زيد بن سراقة بن كعب بن عمرو بن عبد العزى بن خزيمة - أوغزية - بن عمرو بن عوف بن عبد عوف بن غنم بن مالك بن النجار الخزرجي النجاري.
استشهد يوم جسر أبي عبيد بالقادسية.
ذكره بن إسحاق وأبو الأسود عن عروة وكان ذلك في سنة خمس عشرة.
زيد بن سعنة الحبر الإسرائيلي.
اختلف في سعنة فقيل بالنون وقيل بالتحتانية قال بن عبد البر: بالنون أكثر.
روى قصة إسلامه الطبراني وابن حبان والحاكم وأبو الشيخ في كتاب أخلاق النبي صلى الله عليه وآله وسلم وغيرهم من طريق الوليد بن مسلم عن محمد بن حمزة بن يوسف عن عبد الله بن سلام عن أبيه عن جده عن عبد الله بن سلام قال: قال زيد بن سعنة: ما من علامات النبوة شيء إلا وقد عرفته في وجه محمد حين نظرت إليه إلا خصلتين لم أخبرهما منه: يسبق حلمه جهله ولا يزيده شدة الجهل عليه إلا حلماً... فذكر الحديث بطوله وفيه مبايعته النبي صلى الله عليه وآله وسلم التمر إلى أجل ومقاضاته إياه عند استحقاقه. وفي آخره فقال زيد بن سعنة: أشهد أن لا الله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله وآمن وصدق وشهد مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم مشاهده.
واستشهد في غزوة تبوك مقبلاً غير مدبر.
ورجال الإسناد موثقون وقد صرح الوليد فيه بالتحديث ومداره على محمد بن أبي السري الراوي له عن الوليد.
وثقه بن معين ولينه أبو حاتم وقال بن عدي: محمد كثير الغلط والله أعلم.
ووجدت لقصته شاهداً من وجه آخر لكن لم يسم فيه قال بن سعد: حدثنا يزيد حدثنا جرير بن حازم حدثني من سمع الزهري يحدث أن يهودياً قال: ما كان بقي شيء من نعت محمد في التوراة إلا رأيته إلا الحلم. فذكر القصة.
زيد بن سهل بن الأسود بن حرام بن عمرو بن زيد مناة بن عمرو بن مالك بن عدي بن عمرو بن مالك بن النجار الأنصاري الخزرجي أبو طلحة.
مشهور بكنيته ووهم من سماه سهل بن زيد وهو قول بن لهيعة عن أبي الأسود عن عروة في تسمية من شهد العقبة.
وقد قال بن سعد: أخبرنا معن بن عيسى أخبرنا أبو طلحة من ولد أبي طلحة قال: اسم أبي طلحة زيد وهو القائل:
أنا أبو طلحة واسمي زيد ... وكل يوم في سلاحي صيد
كان من فضلاء الصحابة وهو زوج أم سليم.
روى النسائي من طريق جعفر بن سليمان عن ثابت عن أنس قال: خطب أبو طلحة أم سليم فقالت: يا أبا طلحة ما مثلك يرد ولكنك امرؤ كافر وأنا مسلمة لا تحل لي فإن تسلم فذلك مهري فأسلم فكان ذلك مهرها.
وقد رواه أبو داود الطيالسي في مسنده عن جعفر وسليمان بن المغيرة وحماد بن سلمة كلهم عن ثابت مطولاً وفي رواية بن سعد خير من ألف رجل.


وعن أنس أنه كان يرمي بين يدي النبي صلى الله عليه وآله وسلم يوم أحد فرفع النبي صلى الله عليه وآله وسلم ينظر فرفع أبو طلحة صدره وقال: هكذا لا يصيبك بعض سهامهم نحري دون نحرك صحيح الإسناد.
وهذا قد يخالف قول من قال: إنه شهد العقبة وقد جزم بذلك عروة وموسى بن عقبة وذكروه كلهم فيمن شهد بدراً وقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: " لصوت أبي طلحة في الجيش خير من فئة. أخرجه أحمد مرسلاً.
واختلف في وفاته: فقال الواقدي - وتبعه بن نمير ويحيى بن بكير وغير واحد: مات سنة أربع وثلاثين وصلى عليه عثمان وقيل قبلها بسنتين.
وقال أبو زرعة الدمشقي: عاش بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم أربعين سنة وكأنه أخذه من رواية شعبة عن ثابت عن أنس قال: كان أبو طلحة لا يصوم على عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم من أجل الغزو فصام بعده أربعين سنة لا يفطر إلا يوم أضحى أو فطر.
قلت: فعلى هذا يكون موته سنة خمسين أو سنة إحدى وخمسين وبه جزم المدائني.
ويؤيده ما أخرجه في الموطأ وصححه الترمذي من رواية عبيد الله بن عبد الله بن عتبة أنه دخل على أبي طلحة... فذكر الحديث في التصاوير وعبيد الله لم يدرك عثمان ولا علياً فدل على تأخر وفاة أبي طلحة.
وقال ثابت عن أنس أيضاً: مات أبو طلحة غازياً في البحر فما وجدوا جزيرة يدفنونه فيها إلا بعد سبعة أيام ولم يتغير.
أخرجه الفسوي في تاريخه وأبو يعلي وإسناده صحيح.
روى أبو طلحة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم روى عنه ربيبه أنس وابن عباس وأبو الحباب سعيد بن يسار وغيرهم.
وروى مسلم وغيره من طريق بن سيرين عن أنس أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لما حلق شعره بمنى فرق شقه الأيمن على أصحابه: الشعرة والشعرتين وأعطى أبا طلحة الشق الأيسر كله.
وفي الصحيحين عن أنس لما نزلت: " لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون " آل عمران 92 قال أبو طلحة لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:إن أحب أموالي إلي بيرحا وإنها صدقة أرجو برها وذخرها. فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: " بخ بخ ذاك مال رابح... " الحديث.
زيد بن شراحيل الأنصاري أو يزيد.
روى بن عقدة في الموالاة من طريق عمر بن عبد الله بن يعلى بن مرة عن أبيه عن جده قال: لما قدم على الكوفة نشد الناس: من سمع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: " من كنت مولاه فعلي مولاه؟ " فانتدب له بضعة عشر رجلاً منهم زيد أو يزيد بن شراحيل الأنصاري. وإسناده ضعيف جداً.
زيد بن أبي شيبة أبو شهم مشهور بكنيته يأتي.
زيد بن الصامت ويقال بن النعمان أبو عياش الزرقي مشهور بكنيته يأتي.
زيد بن صحار بمهملتين الثانية خفيفة العبدي.
روى بن منده بإسناد ضعيف من طريق جعفر بن زيد بن صحار العبدي عن أبيه قال: قلت للنبي صلى الله عليه وآله وسلم إني أنبذ أنبذة فما يحل لي؟ قال: " لا تشرب النبيذ في المزفت ولا القرع ولا الجر " .
قال بن منده: عداده في أهل الحجاز.
زيد صوحان بضم المهملة وسكون الواو ومهملة يقال: إن له صحبة وسيأتي ما ورد في ذلك في ترجمة زيد العبدي.
وقال بن منده: عداده في أهل الحجاز والمعروف أنه مخضرم.
وستأتي ترجمته مستوفاة في القسم الثالث إن شاء الله تعالى.
زيد بن عاصم بن عمرو بن عوف بن مبذول بن عمرو بن غنم بن مارن بن النجار الأنصاري المازني.
تقدم ذكره في ترجمة ولده حبيب بن زيد وأنه شهد أحداً.
وذكر أبو عمر أنه شهد العقبة وبدراً ويقال: إن كنيته أبو الحسن وزاد أبو عمر في نسبه بين عاصم وعمرو بن عوف كعب بن منذر فالله أعلم.
زيد بن عامر الثقفي روى بن منده من طريق إسحاق الرملي عن عمرو بن إسماعيل بن عبد العزيز سمعت أبي يحدث عن زيد بن عامر عن أخيه يزيد بن عامر قال: قدمت على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فأسلمت فقال لتميم الداري: سلني فسأله بيت عينون ومسجد إبراهيم فأعطاه وقال لي: سلني يا زيد فقلت: أسألك الأمن والأمان لولدي فأعطاني ذلك.
قال بن منده: وروى عبد العزيز بن قيس عن حميد عن أنس أن زيد بن عامر سأل النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن النبيذ... الحديث.
زيد بن عائش المري.
ذكره الإسماعيلي في الصحابة والخطيب في المؤتلف من طريقه.


روى حديثه ابنه خباب بن زيد عنه قال: كنت عند النبي صلى الله عليه وآله وسلم إذ أقبل قيس بن عاصم فسمعته يقول: " هذا سيد أهل الوبر " .
وفي السند علي بن قرين وهو متروك.
ذكره بن ماكولا في حباب بضم المهملة وبالموحدتين وقال: له صحبة.
زيد بن عبثر الزبيدي.
ذكره إسماعيل في الصحابة وأخرج من طريق علي بن قرين عن قيس بن الحارث اليماني سمعت عبد الله بن ربيعة القيسي يحدث عن زيد بن عبثر الزبيدي قال: سألت النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن البئر تكون بظهر الطريق... الحديث في حريم البئر أربعون ذراعاً.
وقال الخطيب في المتفق: إن عبد الله بن ربيعة وقيس بن الحارث وزيد بن عبثر: الثلاثة مجهولون وعلي بن قرين كان غير ثقة.
زيد بن عبد الله الأنصاري قال بن حاتم عن أبيه: له صحبة وكذا قال بن حبان.
وروى البخاري في التاريخ والطبراني في الأوسط من طريق الليث عن إسحاق بن رافع عن سعد بن معاذ عن الحسن بن أبي الحسن عن زيد بن عبد الله الأنصاري قال: عرضنا على النبي صلى الله عليه وآله وسلم رقية من الحية فإذن لنا فيها وقال: " إنما هي مواثيق " قال بن السكن: لم نجد حديثه إلا من هذا الوجه وليس بمعروف في الصحابة.
وقال الطبراني: لا يروى عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلا بهذا الإسناد تفرد به الليث.
زيد بن عبد الله الأنصاري قال بن منده: روى حديثه فراس عن الشعبي وأراه الذي قبله.
زبد بن عبد الله الأنصاري هو ابن عبد ربه.
زيد بن عبد ربه تقدم في زيد بن ثعلبة.
زيد بن عبد المنذر أخو أبي لبابة الأنصاري.
ذكر أبو عبيد أنه شهد العقبة الأخيرة استدركه بن فتحون وأنا أخشى أن يكون تصحف عليه وإنما هو زنبر: بسكون النون بعدها موحدة مفتوحة.
زيد بن عبيد بن عمرو الضبعي.
وفد مع جيرانه من بني حنيفة السبعة وهم قيس بن طلق وعلي بن سنان وغيرهم قال: فعد المذكور.
زيد بن عبيد بن المعلي بن لوذان الأنصاري الأوسي.
ذكر العدوي وحده أنه شهد بدراً وقال هو وابن سعد: إنه استشهد يوم مؤتة.
زيد بن عمرو بن غزية الأنصاري ذكره أبو عمر في ترجمة الحارث بن عمرو بن غزية قال: وعمرو بن غزية ممن شهد ليلة العقبة وكان له فيما يقول أهل النسب من الولد أربعة كلهم صحب النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهم الحارث وسعيد وزيد وعبد الرحمن.
قلت: وبهذا جزم بن السكن في ترجمة الحارث بن عمرو وقال أبو عمر أيضاً في ترجمة عمرو بن غزية: كان له من الولد: الحارث والحجاج وزيد وسعيد وعبد الرحمن ولم يصح لعبد الرحمن ولا لزيد ولا لسعيد صحبة كذا قال.
زيد بن عمرو بن نفيل العدوي والد سعيد بن زيد.
أحد العشرة تأتي ترجمته في القسم الرابع وابن عم عمر بن الخطاب.
ذكره البغوي وابن منده وغيرهما في الصحابة وفيه نظر لأنه مات قبل البعثة بخمس سنين ولكنه يجيء على أحد الاحتمالين في تعريف الصحابي وهو أنه من رأى النبي صلى الله عليه وآله وسلم مؤمناً به هل يشترط في كونه مؤمناً به أن تقع رؤيته له بعد البعثة فيؤمن به حين يراه أو بعد ذلك أو يكفي كونه مؤمناً به أنه سيبعث كما في قصة هذا وغيره؟ وقد روى بن إسحاق في الكتاب الكبير عن هشام بن عروة أنه حدثه عن أبيه عن أسماء بنت أبي بكر قالت: لقد رأيت زيد بن عمرو بن نفيل مسنداً ظهره إلى الكعبة يقول: يا معشر قريش والذي نفسي بيده ما أصبح منهم أحد على دين إبراهيم غيري.
وأخرجه من طريق هشام البخاري من طريق الليث تعليقاً والنسائي من طريق أبي أسامة والبغوي من طريق على بن مسهر كلهم عن هشام وزادوا فيه: وكان يحيي الموءودة يقول للرجل إذا أراد أن يقتل ابنته: لا تقتلها فأنا أكفيك مؤنتها.
وزاد بن إسحاق: وكان يقول: اللهم إني لو أعلم أحب الوجوه إليك عبدتك به ولكني لا أعلم ثم يسجد على راحته.
وأخرجه البغوي من رواية الزهري عن عروة نحوه قال موسى بن عقبة في المغازي سمعت من أرضي يحدث أن زيد بن عمرو كان يعيب على قريش ذبحهم لغير الله تعالى.
وأخرج البخاري من طريق سالم بن عبد الله بن عمر عن أبيه قال: خرج زيد بن عمرو إلى الشام يسأل عن الدين فاتفق له علماء اليهود والنصارى على أن الدين دين إبراهيم ولم يكن يهودياً ولا نصرانياً فقال - ورفع يديه: اللهم إني أشهدك أني على دين إبراهيم.


وأخرج أبو يعلي والبغوي والروياني والطبراني والحاكم كلهم من طريق محمد بن عمرو بن علقمة عن أبي سلمة بن عبد الرحمن ويحيى بن عبد الرحمن بن حاطب عن أسامة بن زيد عن أبيه قال: خرجت مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في يوم حار من أيام مكة وهو مردفي فلقينا زيد بن عمرو فقال: يا زيد مالي أرى قومك سبقوك؟ إلى أن قال: خرجت أبتغي هذا الدين فذكر الحديث المشهور باجتماعه باليهودي وقوله: لا تكون من ديننا حتى تأخذ نصيبك من غضب الله وبالنصراني وقوله: حتى تأخذ نصيبك من لعنة الله وفي آخره: إن الذي تطلبه قد ظهر ببلادك قد بعث نبي طلع نجمه وجميع من رأيت في ضلال قال: فرجعت فلم أحس بشيء.
وأخرج البغوي بسند ضعيف عن بن عمر أنه سأل سعيد بن زيد وعمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن زيد بن عمرو فقال له: أستغفر له؟ قال: نعم.
وعند بن سعد عن الواقدي بسند له أن سعيد بن زيد قال: توفي أبي وقريش تبني الكعبة.
قلت: كان ذلك قبل المبعث بخمس سنين.
وذكر بن إسحاق أن ورقة بن نوفل لما مات زيد بن عمرو رثاه قال مصعب الزبيري حدثني الضحاك بن عثمان عن بن أبي الزناد عن هشام بن عروة بلغنا أن زيد بن عمرو بلغه مخرج النبي صلى الله عليه وآله وسلم فأقبل يريده فقتله أهل مبقعة: موضع بالشام.
وأخرج الفاكهي بسند له إلى عامر بن ربيعة قال: لقيت زيد بن عمرو وهو خارج من مكة يريد حراء فقال: يا عامر إني قد فارقت قومي واتبعت ملة إبراهيم وما كان يعبد إسماعيل من بعده: كان يصلي إلى هذه البنية وأنا أنتظر نبياً من ولد إسماعيل ثم من ولد عبد المطلب وما أرى أني أدركه وأنا أومن به وأصدقه وأشهد أنه نبي... الحديث.
وفيه سأخبرك بنعته حتى لا يخفي عليك فوصفه بصفته.
وأخرج الواقدي في حديث نحوه فإن طالت بك مدة فرأيته فاقرأه مني السلام.
وفيه: فلما أسلمت أقرأت النبي صلى الله عليه وآله وسلم منه السلام فرد وترحم عليه وقال: " قد رأيته في الجنة يسحب ذيولاً " .
وفي مسند الطيالسي عن سعيد بن زيد أنه قال للنبي صلى الله عليه وآله وسلم إن أبي كان كما رأيت وكما بلغك أستغفر له؟ قال: " نعم فإنه يبعث يوم القيامة أمة واحدة " .
زيد بن عمير الكندي.
ذكره بن السكن وأشار إلي حديثه ولم يخرجه.
وأخرجه أبو موسى من طريق عبد الرحمن بن عمرو بن جبلة - أحد المتروكين قال: حدثتنا طلحة بنت أبي سعيد قالت: حدثتني أمي عن أبيها زيد بن عمير الكندي - أنه سأل النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال: يا رسول الله هل أغير مع قومي؟ فقال: " يا زيد ذهب ذاك بالإسلام وذهبت نخوة الجاهلية المسلمون إخوة " .
زيد بن عمير العبدي.
له صحبة قاله أبو عمر ولم يزد وأظنه الذي قبله.
وروى الحارث بن أبي أسامة من طريق الجارود أنه قرأ في نسخة عهد العلاء بن الحضرمي: وشهد زيد بن عمير وسيأتي في ترجمة شبيب بن قرة شيء يتعلق به.
زيد بن غنم اللخمي ذكره أبو عمر في حاشية كتاب بن السكن ولم يذكره في الاستيعاب فنقلت من خطه أنه روى عنه حديث بإسناد مجهول مخرجه عن قوم من الأعراب ثم ساق بسنده إلى قيس بن صخر بن ثوابة اللخمي من أهل نابلس عن محمد بن عاصم اللخمي من أهل عقرباء عنعبد العزيز - رجل منهم عن عبد الأطول عن زيد بن غنم اللخمي قال: كنت مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم في بعض غزواته فكان لي فرس يصهل فحصبته فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: " ما كنت أحب ذلك... " الحديث.
زيد بن قنفذ بن زيد بن جدعان التيمي.
وجدت له خبراً يدل على صحبته قال عبد الرزاق في مصنفه عن بن جريج: حدثت أنه أول من قام بالناس بمكة في خلافة عمر وكان من شاء قام لنفسه ومن شاء طاف.
قلت: ذكر أبو عمر في التميهد أن أول ما جمع عمر الناس على إمام في رمضان كان في سنة أربع عشرة فيمن يكون حينئذ إماماً يكون في عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم مميزاً لا محالة وهو قرشي فثبت كونه صحابياً إذ لم يبق من قريش عند موت النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلا من أسلم وصحب وسيأتي زيد بن المهاجر بن قنفذ. فالله أعلم هل هو أم عمه؟ زيد بن قيس تقدم في زيد بن رقيش.
زيد بن كعب أو كعب بن زيد.


روى حديثه البغوي من طريق القاسم بن مالك عن جميل بن زيد قال: صحبت شيخاً من الأنصار يقال له كعب بن زيد أو زيد بن كعب فحدثني أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم تزوج امرأة من بني غفار فلما دخل عليها وقعد على الفراش ووضع ثوبه أبصر بكشحها بياضاً فقال: " ضمي إليك ثيابك ولم يأخذ مما أعطاها شيئاً " .
ومن طريق أبي معاوية عن جميل عن زيد بن كعب ولم يشك.
قال البغوي: روى عن جميل بن زيد عن بن عمر.
قلت: وأخرجه الباوردي من طريق أبي معاوية كذلك لكن قال زيد بن كعب بن عجرة. وأخرجه من طريق عباد بن العوام عن جميل فقال: عن كعب بن زيد - ولم يشك.
ورواه محمد بن أبي حفصة فقال: عن جميل عن سعد بن زيد وقيل عنه عن سعيد بن زيد وقيل: عنه عن عبد الله بن كعب.
زيد بن كعب البهزي في ترجمة عمير بن سلمة عن البهزي في المبهمات.
زيد بن لبيد بن ثعلبة الأنصاري البياضي.
ذكره بن لهيعة عن أبي الأسود عن عروة فيمن شهد العقبة وأخرجه أبو نعيم وغيره.
زيد بن لصيت بلام مهملة ومثناة مصغراً وقيل بنون أوله وآخره موحدة القينقاعي.
قال بن إسحاق في المغازي: حدثني عاصم بن عمر قال: في غزوة تبوك: وسار حتى إذا كان ببعض الطريق ضلت ناقته فقال زيد بن لصيت وهو في رحل عمارة بن حزم: يزعم محمد أنه نبي وهو لا يدري أين ناقته؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " إن رجلاً قال كذا وكذا وإني والله لا أعلم إلا ما علمني الله هي في الوادي قد حبستها شجرة بزمامها " فذهبوا فوجدوها فرجع عمارة إلى رحله فأخبره بما اتفق فأعلموه بأن الذي قال ذلك هو زيد فوجأ في عنقه وقال: اخرج عني والله لا تصحبني.
قال بن إسحاق: وقال بعض الناس: إن زيداً تاب وقيل: لا.
زيد بن لوذان الأنصاري أبو المعلى في الكنى.
زيد بن مربع ويقال عبد الله بن مربع في ترجمة يزيد بن شيبان عن بن مربع في المبهمات.
قال البخاري: قال أحمد: اسم أن مربع زيد وقال غيره: يزيد. انتهى.
وقال عباس الدوري وابن أبي خيثمة عن بن معين أيضاً: إن اسمه زيد.
زيد بن المزين بن قيس بن عدي بن أمية بن خدارة بن عوف بن الحارث بن الخزرج الأنصاري.
ذكره موسى بن عقبة عن بن شهاب فيمن شهد بدراً وكذا ذكره بن إسحاق وكذا سماه القداح في نسب الأنصار وسماه الواقدي يزيد - بزيادة ياء في أوله وقال: آخى النبي صلى الله عليه وآله وسلم بينه وبين مسطح بن أثاثة.
تنبيه المزين بضم الميم وزاي آخره نون مصغر: ضبطه الدارقطني وغيره وزعم طاهر بن معوز أنه بكسر الميم وحكى بن لهيعة عن أبي الأسود عن عروة أنه المرس - بكسر الميم وراء ساكنة مهملة بعدها مهملة فالله أعلم.
زيد بن معاذ الأنصاري الأوسي أخو سعيد سيد الأوس.
ذكر فيمن قتل كعب بن الأشرف قال عبد بن حميد في التفسير: أخبرنا إبراهيم بن الحكم بأن أبان عن أبيه عن عكرمة... فذكر القصة وسماه فيهم ولم أر له ذكرا إلا في هذه الرواية.
زيد بن معاوية النميري عم قرة بن دعموص.
له ذكر في حديث قرة وذكر في حديث علي بن فلان النميري.
وقال بن أبي حاتم: روى الشاذكوني عن يزيد بن عبد الملك النميري عن عائذ بن ربيعة عن زيد بن معاوية عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم في الماعون قال: تفرد به الشاذكوني.
وقد أخرجه الباوردي من طريق ليس فيها الشاذكوني.
زيد بن المعلى الأنصاري قال أبو عبيد: شهد هو وإخوته: رافع وعبيد وأبو قيس بدراً فيمن شهدها من بني مالك بن زيد مناة. استدركه بن فتحون.
زيد بن ملحان بن خالد بن زيد بن حرام بن جندب بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار. شهد أحداً واستشهد يوم جسر أبي عبيد قال العدوي: واستدركه بن الأثير عن الأشيري.
زيد بن المهاجر بن قنفذ بن زيد بن جدعان التيمي والد محمد.
لابنه صحبة وأما زيد هذا فذكر بن أبي حاتم أن محمد بن زيد بن المهاجر روى عن أبيه قال: كنا نصلي مع عمر الجمعة وإنا لنماري في الفداء انتهى.
وهذا يدل على إدراكه النبي صلى الله عليه وآله وسلم وقد تقدم ذكره في زيد بن قنفذ.
زيد الخيل بن مهلهل بن زيد بن منهب بن عبد رضا بن أفصى بن المختلس بن ثوب بن كنانة بن مالك بن نابل بن عمرو بن الغوث بن طيء الطائي.
وفد في سنة تسع وسماه النبي صلى الله عليه وآله وسلم زيد الخير.
قال بن أبي حاتم ليس يروى عنه حديث.


وروى البخاري ومسلم من طريق عبد الرحمن بن أبي نعم عن أبي سعيد الخدري أن علياً بعث إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم بذهيبة في أديم مقروظ لم تحصل من تربتها فقسمها بين أربعة: الأقرع بن حابس وعيينة بن بدر وزيد الخيل وعلقمة بن علاثة... الحديث.
وروى بن شاهين من طريق سنين مولى بني هاشم عن الأعمش عن أبي وائل عن عبد الله قال: كنا عند النبي صلى الله عليه وآله وسلم فأقبل راكب حتى أناخ فقال: يا رسول الله إني أتيتك من مسيرة تسع أسألك عن خصلتين فقال: " ما اسمك؟ " قال: أنا زيد الخيل قال: " بل أنت زيد الخير سل " قال: أسألك عن علامة الله فيمن يريد وعلامته فيمن لا يريد... الحديث. وأخرجه بن عدي في ترجمة بشير وضعفه.
قال أبو عمر: مات زيد الخيل منصرفه من عند رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقيل: بل مات في خلافة عمر.
قال: وكان شاعراً خطيباً شجاعاً كريماً يكنى أبا مكنف.
وقال المرزباني: اسم أمه قوسة بنت الأثرم كليبة وكان أحد شعراء الجاهلية وفرسانهم المعدودين وكان جسيماً طويلاً موصوفاً بحسن الجسم وطول القامة وهو القائل:
وخيبة من يخب على غني ... وباهلة بن يعصر والركاب
قال أبو عبيدة: أراد وصفهم بعدم الامتناع والجبن فإذا خاب من يريد الغنيمة منهم كان غاية في الإدبار.
وقال بن إسحاق: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لزيد الخيل: " ما وصف لي أحد في الجاهلية فرأيته في الإسلام إلا رأيته دون الصفة غيرك " وسماه زيد الخير وأقطعه فيداً وكتب له بذلك فخرج راجعاً فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: " إن ينج زيد من حمى المدينة فإنه غالب " فأصابته الحمى بماء يقال له قردة فمات به.
وذكر هشام بن الكلبي هذه القصة بلفظ: ما سمعت بفارس وساقه بإسناد مجهول.
وقال بن دريد في الأخبار المنثورة: كتب إلى علي بن حرب الطائي سنة اثنتين وستين وأجاز لي بعمان قال: حدثنا أبو المنذر وقرأته عليه عن أبي مخنف قال: وفد زيد الخيل... فذكر نحوه مطولاً وقال فيه. وكان من أجمل الناس وقال: في آخره فأقام بقردة ثلاثة أيام ومات فأقام عليه قبيصة بن الأسود بن عامر المناحة سنة ثم توجه براحلته ورحله وفيها كتاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فلما رأت امرأته الراحلة ليس عليها زيد ضربتها بالنار فاحترقت فاحترق الكتاب وأنشد له وثيمة في الردة قال: وبعث بها إلى أبي بكر:
أمام أما تخشين بنت أبي نصر ... فقد قام بالأمر الجلي أبو بكر
نجي رسول الله في الغار وحده ... وصاحبه الصديق في معظم الأمر
قلت: وهذا إن ثبت يدل على أنه تأخرت وفاته حتى مات النبي صلى الله عليه وآله وسلم وكان بينه وبين كعب بن زهير مهاجاة.
زيد بن وديعة بن عمرو بن قيس بن جزي بن عدي بن مالك بن سالم بن الختلي بن غنم بن عوف بن الخزرج الأنصاري.
ذكره موسى بن عقبة عن بن شهاب فيمن شهد بدراً وكذا ذكره أبو الأسود عن عروة وابن إسحاق والكلبي وغيرهما.
زيد بن يساف في يزيد بن إساف.
زيد الثقفي جد عطاء بن السائب ويقال: اسمه يزيد ويقال مالك يأتي في المبهمات.
زيد أبو حسن الأنصاري.
روى بن منده من طريق عبد الله بن يحيى البرلسي عن حيوة بن شريج عن محمد بن عجلان عن حكيم - رجل من أهل البصرة - عن أبي مسعود عن زيد أبي حسن قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " يقول ما بقى من كلام الأنبياء إلا قول الناس: إذا لم تستحي فاصنع ما شئت " .
زيد الديلمي مولى سهم بن مازن ويقال: يزيد يأتي في التحتانية.
زيد مولى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هو ابن بولا تقدم.
زيد أبو عبد الله روى بن منده من طريق بن أبي فديك عن صالح بن عبد الله بن صالح عن عبد الرحمن بن عبد الله بن زيد عن أبيه عن جده زيد قال: وقف النبي صلى الله عليه وآله وسلم عشية عرفة فقال: " أيها الناس إن الله قد تطول عليكم في يومكم هذا فوهب مسيئكم لمحسنكم وأعطى محسنكم ما سأل وغفر لكم ما كان منكم " . قلت: قال البخاري: صالح بن عبد الله منكر الحديث.
زيد أبو عبد الله آخر.


روى بن منده من طريق بن شهاب عن طلحة بن زيد عن ثور بن زيد عن عبد الله بن زيد عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " أكرموا الخبز فإن الله أنزل معه بركات السماء وأخرج له بركات الأرض " .
قلت: قال بن المديني: طلحة بن زيد كان يضع الحديث.
زيد العبدي غير منسوب.
ذكره شاعر عبد القيس فيمن وفد على النبي صلى الله عليه وآله وسلم منهم فروى محمد بن عثمان بن أبي شيبة في تاريخه عن المنجاب بن الحارث عن إبراهيم بن يوسف حدثني رجل من عبد القيس قال: قال رجل منا شعراً يذكر فيه دعاء رسول الله لعبد القيس فيها:
منا صحار والأشج كلاهما ... حقا يصدق قاله المتكلم
سبقا الوفود إلى النبي مهللاً ... بالخير فوق الناجيات الرسم
في عصبة من عبد قيس أوجفوا ... طوعاً إليه وحدهم لم يكلم
واذكر بني الجارود إن محلهم ... من عبد قيس في المكان الأعظم
ثم بن سوار على علاته ... بذ الملوك بسودد وتكرم
وكفى بزيد حين يذكر فعله ... طوبى لذلك من صريع مكرم
ذاك الذي سبقت لطاعة ربه ... منه اليمين إلى جنان الأنعم
فدعا النبي لهم هنالك دعوة ... مقبولة بين المقام وزمزم
وقد ذكر بن عساكر هذه الأبيات في ترجمة زيد بن صوحان وعلى هذا فهو صحابي لا محالة.
زبد العجلاني ويقال عمير يأتي في العين.
وروى أبو موسى من طريق نافع: سمعت عبد الرحمن بن زيد العجلاني يحدث حديث بن عمر عن أبيه أنه سمع النبي صلى الله عليه وآله وسلم نهى أن يبال مستقبل القبلة.
وفي رواية أخرى عن أبيه عن أبي العجلان.
زيد العقيلي استدركه أبو عمر على كتاب بن السكن فقرأت بخطه من طريق بقية عن نافع بن زيد أنه سمعه يحدث عن نافع بن سليمان عن زيد العقيلي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " سيكون من بعدي ناس من أمتي يسد الله بهم الثغور يؤخذ منهم والحقوق ولا يعطون حقوقهم أولئك مني وأنا منهم " .
زيد أبو يسار هو ابن بولا - تقدم.
زيد غير منسوب روى الطبراني من طريق سكين بن دينار عن مجاهد عن زيد أنه سمع النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول: " لا يدخل الجنة عاق ولا مدمن خمر ولا منان " .
زيد آخر غير منسوب.
أخرج بن أبي شيبة من طريق يوسف بن صهيب عن عبد الله بن بريدة قال: انكشف الناس يوم حنين عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلا رجل يقال له زيد أخذ بعنان بغلته الشهباء التي أهداها إليه النجاشي فقال: " يا زيد ويحك أدع الناس " فقال: يا أيها الناس هذا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم... الحديث.
زيد جد يحيى بن سعيد الأنصاري ذكره أبو داود في باب من فاتته ركعتا الفجر فقال: قال عبد ربه ويحيى ابنا سعيد: صلى جدنا زيد مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم... هكذا قرأت بخط شيخنا البلقيني الكبير في هامش نسخة من تجريد الذهبي ولم أر في النسخ المعتمدة من السنن لفظ زيد بل فيها جدنا خاصة فليحرر فإن نسب يحيى بن سعيد ليس فيه أحد يقال له زيد إلا زيد بن ثعلبة وهو جد أعلى جد هلك في الجاهلية.
القسم الثاني
من حرف الزاي
الزاي بعدها الفاء
زفر بن أوس بن الحدثان النصري أخو مالك.
قال بن منده: أدرك النبي صلى الله عليه وآله وسلم ولا يعرف له صحبة.
قلت: كان أبوه من مشاهير الصحابة فإن كان لأبيه إدراك فهو من أهل القسم.
الزاي بعدها الياء
زيد بن زيد بن حارثة بن شراحيل الكلبي أخو أسامة.
قال بن سعد: أخبرنا بن الكلبي عن أبيه وعن شرقي بن قطامي وغيرهما قالوا: أقبلت أم كلثوم بنت عقبة مهاجرة في الهدنة فخطبت فأشار عليها النبي صلى الله عليه وآله وسلم يزيد بن حارثة فولدت له زيد بن زيد بن حارثة ورقية فهلك زيد وهو صغير وماتت رقية في حجر عثمان.
قلت: كانت الهدنة سنة ست وقتل زيد بن حارثة سنة تسع.
زيد بن عمر بن الخطاب القرشي العدوي شقيق عبد الله بن عمر المصغر.
أمهما أم كلثوم بنت جرول كانت تحت عمر ففرق بينهما الإسلام لما نزلت: " ولاتمسكوا بعصم الكوافر " الممتحنة 10 فتزوجها أبو الجهم بن حذيفة وكان زوجها قبله عمر.


ذكر ذلك الزبير وغيره فهذا يدل على أن زيداً ولد في عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم فيكون من هذا القسم.
زبيد بالتصغير بن الصلت بن معد يكرب بن وليعة بن شرحبيل بن معاوية بن حجر بن الحارث بن عمرو بن معاوية بن الحارث الأكبر الكندي حليف بني جمح أخو كثير بن الصلت.
ساق نسبه بن سعد وقال الواقدي: ولد في عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم وروى عن أبي بكر وعمر وعثمان...
وقال البخاري: سمع من عمر وقال بن أبي حاتم عن أبيه حديثه عن أبي بكر مرسل.
روى عنه عروة والزهري وإبراهيم بن قارظ وقتادة وغيرهم.
وروى بن أبي شيبة بإسناد صحيح عن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان عن زيد بن الصلت: سمعت أبا بكر الصديق يقول: لو أخذت شارباً لأحببت أن يستره الله.
قلت: وأخرجه بن سعد من هذا الوجه ورواته ثقات وهو يرد على بن أبي حاتم وثبت سماع زبيد من أبي بكر الصديق..
القسم الثالث
من حرف الزاي
الزاي بعدها الباء
زباب بن رميلة تقدم في حرف الراء.
زبان بن الأصبغ بن عمرو الكلبي له ذكر في ترجمة تماضر في النساء.
زبيد الأعور بن جيفر بن الجلندى الأزدي.
كان أبوه ملك عمان وقد تقدم ذكره وأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كتب إليه فأسلم هو وأهله ثم ارتد ولده زبيد في عهد أبي بكر وحارب ثم رجع فهو من أهل هذا القسم.
زبيد بن عبد الخولاني له إدراك وشهد فتح مصر ثم شهد صفين مع معاوية وكانت معه الراية فلما قتل عمار تحول إلى عسكر على ذكره بن يونس ومن تبعه.
الزبير بن الأشم الأسدي والد عبد الله بن الزبير الشاعر المشهور.
ذكر أبو الفرج الأصبهاني في ترجمة عبد الله بن الزبير المذكور ما يدل على أن لأبيه إدراكاً فإنه أنشد لعبد الله شعراً ذكر فيه أنه كان عند عثمان.
الزاي بعدها الحاء
زحر بن قيس بن مالك بن معاوية بن سعنة - بمهملة ونون - الجعفي.
له إدراك وكان من الفرسان وكان مع علي فإذا نظر إليه قال: من سره أن ينظر إلى شهيد الحي فلينظر إلى هذا واستعمله علي على المدائن وكان لزحر أربعة أولاد نجباء أشراف بالكوفة أحدهم فرات قتله المختار والثاني جبلة قتل مع بن الأشعث وكان على الفراء فقال الحجاج: ما كانت فتنة قط فتنجلي حتى يقتل عظيم من العظماء وهذا من عظماء اليمن والثالث جهم بن زحر كان مع قتيبة بن مسلم بخراسان وولى جرجان والرابع جمال بن زحر كان بالرستاق ذكر كل ذلك بن الكلبي.
الزاي بعدها الراء
زرارة بن هودة بن مالك بن عمرو بن شكل بن كعب بن الحريش بن كعب العامري ثم الحريشي.
له إدراك وكان ابنه طفيل صاحب روابط هشام بن عبد الملك ذكره بن الكلبي.
زرارة بن عمرو بن حطيان بن رائس الدهمي.
له إدراك وكان ابنه قيس بن زرارة في صحابة علي بن أبي طالب ذكره بن الكلبي.
زرارة بن المخبل السعدي يأتي ذكره في ترجمة أخيه شيبان.
زرارة بن جزء بن عمرو بن عوف بن كعب بن عبد الله بن أبي بكر بن كلاب.
له إدراك وكان ولده عبد العزيز سيد البادية في زمانه وله أخبار مع بني أمية.
ذكر بن الكلبي عن خالد بن سعيد بن عمرو بن سعيد بن العاص عن أبيه قال: مر مروان بن الحكم سنة بويع على ماء لبني جزء عليه زرارة - شيخ كبير فقال: كيف أنتم آل جزء؟ فقال: أنبتنا الله فأحسن نباتنا ثم حصدنا فأحسن حصادنا وكانوا هلكوا بالروم في الجهاد.
وقال بن الكلبي: أتى زرارة بن جزء باب معاوية فقال: من يستأذن لي اليوم استأذن له غداً فلما دخل عليه قال: يا أمير المؤمنين إني رحلت إليك بالأمل واحتملت حفوتك بالصبر ورأيت أقواماً أدناهم منك الحظ وآخرين باعدهم منك الحرمان وليس ينبغي للمقرب أن يأمن ولا للباعد أن ييأس. فأعجب معاوية كلامه فضمه إلى يزيد وفرض له في ألفين وخرج مع يزيد إلى الصائفة فجاء نعي عبد العزيز إلى معاوية وأبوه زرارة جالس فقال معاوية لما قرأ الكتاب: في هذا الكتاب موت سيد شباب العرب فقال زرارة: ابني أو ابنك؟ قال: بل ابنك قال: والشعر الذي يروى في هذه القصة مصنوع.
قلت: كانت بيعة مروان سنة أربع وستين من الله جرة والذي يوصف بأنه شيخ كبير يكون من أبناء السبعين إلى الثمانين فيكون زرارة من أهل هذا القسم.


وقال المرزباني: وفد زرارة وعبد العزيز على معاوية فمات عبد العزيز جدنا بعد أن استعمله على بعض أعماله فقال زاررة أبوه يرثيه:
الآن إذ مات عبد العزيز ... تصلى الحروب وسد الثغورا
وساد هناك بني عامر ... غلاماً وقضى عليها الأمورا
فكل فتى شارب كأسه ... فإما صغيراً وإما كبيرا
زر بن حبيش بن حباشة بن أوس بن بلال بن جعالة بن نصر بن غاضرة الأسدي ثم الغاضري أبو مريم - مشهور من كبار التابعين أورده أبو عمر لإدراكه.
وقد روى عن عمر وعثمان وعلي وأبي ذر وابن مسعود والعباس وعبد الرحمن بن عوف وحذيفة وأبي بن كعب وغيرهم.
روى عنه إبراهيم النخعي وعاصم بن أبي النجود وعدي بن ثابت وإسماعيل بن أبي خالد وأبو إسحاق الشيباني وآخرون.
قال عاصم: كان من أعرب الناس وكان بن مسعود يسأله عن العربية.
وقال أيضاً - عن زر: خرجت من الكوفة في وفد مالي هم إلا لقاء أصحاب محمد فلقيت عبد الرحمن بن عوف وأبياً. فجالستهما.
وقال أيضاً: كان أبو وائل عثمانياً وزر علوياً وكان مصلاهما في مسجد واحد وكان أبو وائل معظماً لزر وعنه قال: كان زر أكبر من أبي وائل.
وقال بن عيينة عن إسماعيل بن أبي خالد: قلت لزر: كم أتي عليك قال: عشرون ومائة سنة. وروى بن أبي شيبة عن محمد بن عبيد عن إسماعيل مثله.
ومات سنة ثلاث وثمانين أو قبلها بقليل.
وروى الطبراني من طريق أبي بكر بن عياش عن عاصم عن زر: خطبنا عمر بالشام... فذكر الحديث.
وقال البرديجي في الأسماء المفردة في التابعين: زر بن حبيش كان جاهلياً - يعني أدرك الجاهلية وكذا قال أبو أحمد الحاكم في الكنى.
زرعة بن سيف بن ذي يزن الحميري.
من مشاهير الملوك كتب إليه النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
وقال بن إسحاق في المغازي: وقدم على النبي صلى الله عليه وآله وسلم كتاب ملوك اليمن وملوك حمير مقدمه من تبوك ورسولهم إليه بإسلامهم وبعث إليه زرعة بن سيف بن ذي إسلامهم فكتب إليه من محمد رسول الله إلى الحارث بن عبد كلال وإلى النعمان وإلى زرعة... فذكر القصة مطولة.
وروى بن منده من طريق محمد بن عبد العزيز بن عفير سمعت أبوي يحدثان عن أبيهما عن جدهما عفير عن أبيه زرعة بن سيف قال: كتب إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فذكره مطولاً.
قال بن منده: لا أعرفه موصولاً إلا من هذا الوجه.
قلت: وله ذكر في ترجمة الحارث بن عبد كلال وكلام بن الكلبي يدل على أن زرعة هذا نسب إلى جده الأعلى وأن بينه وبين سيف خمسة آباء فإنه في ذرية ذي يزن النعمان بن قيس بن عفير بن سيف بن ذي يزن.
ومن ولده عفير بن زرعة بن عفير بن الحارث بن النعمان كان سيد حمير بالشام أيام عبد الملك بن مروان انتهى.
فزرعة المذكور في الحديث المذكور هو ابن عفير المذكور وبينه وبين سيف عدة آباء.
زرعة بن غريب ذكر أبو عبيدة من مناقب الفرس أن الأسود العنسي لما قتل بعث الفرس برأسه مع نفر منها. منهم عبد الله بن الدئلي وزرعة بن غريب وغيرهما فأنذر النبي صلى الله عليه وآله وسلم بقدومهم قبل موته وأوصى بهم وبمن باليمن منهم خيراً.
زرعة بن أبي عقبة الحميري ذكر وثيمة لردة أنه قدم بكتاب من آل حمير إلى أبي بكر عندما بلغهم موت النبي صلى الله عليه وآله وسلم يذكرون فيه ثباتهم على دينهم.
زرعة السيباني بالمهملة والموحدة يكنى أبا عمرو يأتي في الكنى.
زريب بالتصغير بن ثرملا.
ذكره الطبري في الصحابة.
وروى الباوردي من طريق عبد الله بن معروف عن أبي عبد الرحمن الأنصاري عن محمد بن حسين بن علي أن سعد بن أبي وقاص لما فتح حلوان مر رجل من الأنصار يقال له جعونة بن نضلة بشعب فحضرت الصلاة فتوضأ ثم أذن فأجابه صوت فنظر فلم ير شيئاً فأشرف عليه رجل من كهف شديد بياض الرأس واللحية فقال: من أنت قال: أنا زريب بن ثرملا من حواري عيسى بن مريم وقد أردت الوصول إلى محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فحالت بيني وبينه فارس فأنا اشهد أن لا الله إلا الله وأن محمداً رسول الله فانطلق جعونة فأخبر سعداً فكتب سعد إلى عمر فكتب عمر: اطلب لرجل فابعث به إلي فتتبعوا الشعاب والأودية فلم يروا له أثراً.


ورواه عبد الرحمن بن إبراهيم الراسبي أحد الضعفاء عن مالك عن نافع عن بن عمر كما تقدم في ترجمة جعونة بن نضلة من وجه آخر.
ورواه أبو نعيم في الدلائل من طريق زيد بن أسلم عن أبيه لكن في إسناده النضر بن سلمة شاذان وهو متروك وزاد فيه أن عيسى بن مريم دعا له بطول العمر وأنه يعيش إلى أن ينزل عيسى وله طريق أخرى.
الزاي بعدها الفاء
زفر بن يزيد بن حذيفة الأسدي أسد خزيمة.
كان من ساداتهم وثبت على إسلامه حين ظهر طليحة بن خويلد ورد على طليحة في خطبة طويلة وشعر يقول فيه:
لهفي على أسد أضل سبيلهم ... بعد النبي طليحة الكذاب
ذكره بن الأثير.
الزاء بعدها الميم
زمان بن عمار الفزاري كان ممن ارتد مع طليحة بن خويلد وحارب المسلمين ثم تاب وجاء إلى اليمامة فحذرهم عاقبة الردة ودعاهم إلى الإسلام ذكره وثيمة.
زميل بن أبير ويقال وبير بن عبد مناف بن عقيل بن هلال بن مازن بن فزارة الفزاري يقال له بن أم دينار.
ذكره المرزباني في معجم الشعراء وقال: إنه هو الذي قتل بن دارة في خلافة عثمان وأنشد له:
يخبرني أني به ذو قرابة ... وأنبأته أني به متلافي
علوت بنصل السيف مفرق رأسه ... وقلت التحفه دون كل لحاف وقال أيضاً:
أبلغ فزارة أني قد شريت لها ... مجد الحياة بسيفي مع ذوي الحلق
قلت: واسم بن أبي دارة سالم بن مسافع ودارة أمه وسيأتي سبب قتل زميل له في ترجمته في القسم الثالث من السين.
الزاء بعدها الهاء
زهرة بن حميضة تقدم في أزهر بن حميضة.
زهير بن حرام الهذلي من بني سهم بن معاوية.
مخضرم هكذا ذكره المرزباني مختصراً.
زهير بن خيثمة بن أبي حمران الجعفي جد المحدث الشهير أبي خيثمة زهير بن معاوية. ذكر أبو أحمد العسكري أنه قدم المدينة مسلماً في الليلة التي توفي فيها النبي صلى الله عليه وآله وسلم فنزل على أبي بكر الصديق.
زهير بن قيس بن مشجعة الجعفي.
يأتي ذكره في ترجمة أخيه مرثد وتقدم نسبه في ترجمة الأحيمر.
زهير بن المغفل بن عوف بن عمير بن كلب بن ذهل بن يسار بن والبة بن الدئل بن سعد مناة بن عامر.
له إدراك وشهد القادسية في عهد عمر فاستشهد بها ذكره بن الكلبي.
الزاء بعدها الياء
زياد بن الأشهب بن ورد بن عمرو بن ربيعة بن جعدة العامري الجعدي.
له إدراك وكان كبير القدر في قومه وكان قد مشى في الصلح بين علي ومعاوية.
وفي ذلك يقول النابغة الجعدي:
مقام زياد عند باب بن هاشم ... يريد صلاحاً بينكم ويقرب
وفيه يقول زياد الأعجم:
إذا كنت مرتاد السماحة والندى ... فسائل تخبر عن زياد الأشاهب
قال بن الكلبي: وكان زياد بن الأشهب من أشراف أهل الشام وكان عظيم المنزلة عند معاوية وهو الذي سأله ألا يجعل لبشر على قيس سبيلاً لما أرسل بشراً إلى اليمن وقد تقدم ذكر أخيه الحشرج بن الأشهب وابنه عبد الله معاً.
زياد بن جزء بن مخارق الزبيدي.
له إدراك وجاهد في عهد عمر.
ذكر بن إسحاق عن القاسم بن قزمان عن زياد بن جزء بن مخارق قال: كنت في البعث الذي بعثه عمر مع عمرو بن العاص بفلسطين.
قال بن يونس: وليس هذا الحديث الذي رواه بن إسحاق عند أهل مصر وذكره بن حبان في الثقات.
زياد بن أبيه وهو ابن سمية الذي صار يقال له بن أبي سفيان.
ولد على فراش عبيد مولى ثقيف فكان يقال له: زياد بن عبيد ثم استلحقه معاوية ثم لما انقضت الدولة الأموية صار يقال له زياد بن أبيه وزياد بن سمية وكنيته أبو المغيرة.
وروى محمد بن عثمان بن أبي شيبة في تاريخه بإسناد صحيح عن بن سيرين أنه كان يقال له زياد بن أبيه.
ذكره أبو عمر في الصحابة ولم يذكر ما يدل على صحبته. وفي ترجمته أنه وفد على عمر من عند أبي موسى وكان كاتبه ومقتضى ذلك أن يكون له إدراك.
وجزم بن عساكر بأنه أدرك النبي صلى الله عليه وآله وسلم ولم يره وأنه أسلم في عهد أبي بكر وسمع من عمر.
وقال العجلي: تابعي ولم يكن يتهم بالكذب.


وفي تاريخ البخاري الأوسط عن يونس بن حبيب قال: يزعم آل زياد أنه دخل على عمر وله سبع عشرة سنة قال وأخبرني زياد بن عثمان أنه كان له في الله جرة عشر سنين وكانت أمه مولاة صفية بنت عبيد بن أسد بن علاج الثقفي وكانت من البغايا بالطائف.
وقال أبو عمر: كان من الدهاة الخطباء الفصحاء واشترى أباه بألف درهم فأعتقه واستكتبه أبو موسى واستعمله على شيء من البصرة فأقره عمر ثم صار مع علي فاستعمله على فارس وكان استلحاق معاوية به في سنة أربع وأربعين وشهد بذلك زياد بن أسماء الحرمازي ومالك بن ربيعة السلولي والمنذر بن الزبير فيما ذكر المدائني بأسانيده وزاد في الشهود جويرية بنت أبي سفيان والمستورد بن قدامة الباهلي وابن أبي نصر الثقفين وزيد بن نفيل الأزدي وشعبة بن العلقم المازني ورجل من بني عمرو بن شيبان ورجل من بني المصطلق وشهدوا كلهم على أبي سفيان أن زياداً ابنه إلا المنذر فيشهد أنه سمع علياً يقول: أشهد أن أبا سفيان قال ذلك فخطب معاوية فاستحلقه فتكلم زياد فقال: إن كان ما شهد الشهود به حقاً فالحمد لله وإن يكن باطلاً فقد جعلتهم بيني وبين الله.
وروى أحمد بإسناد صحيح عن أبي عثمان لما ادعى زياد لقيت أبا بكرة فقلت: ما هذا؟ إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: " من ادعى أباً في الإسلام غير أبيه فالجنة عليه حرام " فقال أبو بكرة: وأنا سمعته وأصله في الصحيح.
وكان يضرب به المثل في حسن السياسة ووفور العقل وحسن الضبط لما يتولاه.
مات سنة ثلاث وخمسين وهو أمير المصرين: الكوفة والبصرة ولم يجمعا قبله لغيره وأقام في ذلك خمس سنين.
زياد بن حدير بالتصغير الأسدي نزيل الكوفة له إدراك وكان كاتباً لعمر على العشور. وروى عبد الله بن أحمد في الزهد من طريق أبي حصين عنه قال: استعملني عمر على العشور وقال لي: أعشرهم في السنة مرة.
ومن طريق عاصم: قدمت على عمر فسلمت عليه فلم يرد علي فسألت ابنه عاصماً فقال: رأى عليك شيئاً.
قلت: ولزياد رواية عن بعض الصحابة في سنن أبي داود وله قصة مع بن مسعود في البخاري.
وروى عنه الشعبي وحبيب بن أبي ثابت وآخرون.
زياد بن عبد الله الغطفاني له إدراك وكان ممن فارق عيينة بن حصن لما بايع طليحة في الردة ولحق بخالد بن الوليد. ذكره وثيمة وأنشد له شعراً يقول فيه:
أبلغ عيينة إن عرضت لداره ... قولاً يشير به الشفيق الناصح
أعلمت أن طليحة بن خويلد ... كلب بأكناف البزاخة نابح
كيف البقاء إذا أتاكم خالد ... ومهاجرون مسومون سرائح
زياد بن عياض الأشعري ختن أبي موسى.
له إدراك قال يونس بن أبي إسحاق عن الشعبي عن زياد بن عياض: صلى عمر فلم يقرأ فأعاد أخرجه البخاري في تاريخه.
وأخرج بن سعد من طريق الشعبي عن زياد بن عياض قال: صلى عمر بنا العشاء بالجابية فلم يقرأ... فذكر الحديث.
وذكره بن سعد في الطبقة الأول من التابعين.
وروى بن منده من طريق مغيرة عن الشعبي عن زياد بن عياض قال: كل شيء رأيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم يفعله رأيتكم تفعلون غيره: إنكم لا تغتسلون في العيد وهذا وهم فيه شريك على مغيرة إنما المحفوظ في هذا عن الشعبي عن عياض الأشعري.
وقد رواه عن شريك على الصواب.
وأخرجه البغوي وغيره في ترجمة عياض من طريق شريك.
زياد بن فائد اللخمي من بني سعد بن زر بن غنم.
له إدراك وشهد فتح مصر وكان مسناً وعاش إلى أن رثى الأكدر بن حمام لما قتل في جمادى الآخرة سنة خمس وستين ومروان يومئذ بمصر ذكره أبو عمر الكندي.
زياد بن النضر أبو الأوبر الحارثي.
له إدراك ورواية عن أبي هريرة. وعنه الشعبي وعبد الملك بن عمير وغيرهما.
وذكر الهيثم بن عدي أن زياد بن النضر يكنى أبا عائشة.


قال الأصمعي عن أبي عوانة عن عبد الملك: حدثني الشعبي أن زياد بن النضر الحارثي حدثه قال: كنا على غدير ماء في الجاهلية ومعنا رجل من الحي يقال له عمرو بن مالك له بنت على ظهرها ذؤابة فقال لها أبوها: خذي هذه الصحفة فأتيني بشيء من ماء هذا الغدير فانطلقت فاختطفها جني فنادى أبوها في الحي فخرجوا إلى كل شعب ونقب فلم يجدوا لها أثراً ومضت على ذلك السنون حتى كان زمن عمر فإذا هي قد جاءت متغيرة الحال فقال لها أبوها: أين كنت؟ فقالت: اختطفني جني فكنت فيهم حتى الآن فغزا هو وأهله قوماً فنذر إن هم ظفروا أن يعتقني فظفروا فحملني فأصبحت فيكم فذكر قصة طويلة جداً فيها أن الجني قال لهم: إني رعيتها في الجاهلية بحسبي وصنتها في الإسلام بديني و والله إن نلت منها محرماً قط.
وفيها أنه وصف لهم في دواء الجني الربع ذباب الماء الطوال القوائم يؤخذ منه واحدة فتجعل في سبعة ألوان صوف: أحمر وأصفر وأخضر وأسود وأبيض وأزرق وأكحل ثم يفتل بأطراف الأصابع ثم يعقد على عضد المريض الأيسر وأنهم جربوا ذلك فصح أخرجه بن عساكر. والذي أظنه أن أبا الأوبر الذي روى عن أبي هريرة آخر غير صاحب هذه القصة وإن كان كل منهما يسمى زياداً فإني لم أجد لأبي الأوبر رواية عن غير أبي هريرة ومما يدل على قدم عصر زياد بن النضر أن سيف بن عمر ذكره فيمن خرج من أهل الكوفة إلى عثمان.
زياد بن هوذة بن شماس بن لاي التميمي ثم القريعي أخو علقمة بن هوذة.
تزوج ابنته يحيى بن أبي حفصة مولى مروان بن الحكم فوقعت له منازعة من أهلها من جهة مولى فترافعوا إلى عبد الملك بن مروان فقال: لو تزوج بنت قيس بن عاصم ما نزعتها منه. وسيأتي ذكر أخيه علقمة بن هوذة في موضعه.
زياد مولى آل دراج له إدراك ذكر بن أبي حاتم عن أبيه أنه روى عن أبي بكر الصديق وعنه خالد بن معدان وذكره أبو زرعة الدمشقي في الطبقة الأولى التي تلي الصحابة وأنه حفظ عن أبي بكر وذكر بن سميع أنه من موالي بني مخزوم وقيل مولى بني جمح.
زيادة بن جهور اللخمي عداده في أهل فلسطين روى الطبراني في الصغير وابن منده من طريق خالد بن موسى بن نائل بن خالد بن زيادة عن أبيه عن جده عن زيادة بن جهور قال: ورد على كتاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم. فذكره.
ورواه الوليد بن عمير بن سفيان بن موسى بن نائل عن آبائه بهذا الإسناد.
زيد بن حيلة بمهملة وتحتانية ويقال بجيم وموحدة ويقال زيد بن رواس التميمي ثم البوي بفتح الموحدة وتشديد الواو.
كان أحد رؤساء وفد تميم إلى عمر.
ذكره الرشاطي وذكره بن عساكر فيمن وفد على معاوية وذكره بين زيد ثابت وزيد بن حارثة فدل على أنه عنده بالجيم وساق نسبه فقال: زيد بن جبلة بن مرداس بن بو بن قيس بن مسلمة بن عامر بن عبيد السعدي البصري أحد الفصحاء.
ثم ساق من طريق يعقوب بن شيبة قال: وبلغني أن عبد الله بن عامر كان أول من اتخذ صاحب شرطة فولاها زيد بن حيلة.
وكان زيد شريفاً في الإسلام كان الأحنف يقول: طالما خرقنا النعال إلى زيد بن حيلة فنتعلم منه المروءة - يعني في الجاهلية.
قال: ولما بعث عثمان بالمصاحف إلى الأمصار بعث إلى أهل البصرة واحداً وأعطى زيد بن حيلة آخر فهم يتوارثونه إلى اليوم كذا قال يعقوب بن شيبة.
وله قصة مع معاوية يقول فيها: وإن خلفنا لجياداً جياداً وأدرعاً شداداً وألسنا شداداً.
وذكر الجاحظ في البيان أنه وفد هو والأحنف وهلال بن وكيع على عمر فقال كل منهم كلاماً يحض عمر على إرفاده إلا الأحنف فإنه حضه على الإحسان إلى جميع أهل مصر قال الجاحظ: يرويه بشار بن عبد الحميد عن أبي ريحانة.
وحكي أبو الفرج الأصبهاني عن العلاء بن الفضل قال: مر عمرو بن الأهتم على الأحنف بن قيس وزيد بن حيلة وحارثة بن بدر فسلم فردوا عليه فوقف متفكراً فقالوا: مالك قال: ما في الأرض أنجب من آبائكم كيف جاءوا بأمثالكم من أمثال أمهاتكم فضحكوا من ذلك.
وذكر بن عساكر أنه وفد على معاوية فجرى بينهما كلام طويل فيه ما يدل على أنه كان مع علي بصفين.
زيد بن صوحان بن حجر بن الحارث بن الله جرس بن صبرة بن حدرجان العبدي أبو سليمان ويقال أبو عائشة أخو صعصعة وسيحان.
قال بن الكلبي في تسمية من شهد الجمل مع علي: وزيد بن صوحان أدرك النبي صلى الله عليه وآله وسلم وصحبه.


وتعقبه أبو عمر فقال: لا أعلم له صحبة وإنما أدرك وكان فاضلاً ديناً سيداً في قومه انتهى. وقد حكى الرشاطي عن أبي عبيدة معمر بن المثنى أن له وفادة ويأتي في ترجمة زيد العبدي ما يؤيد ذلك.
وروى أبو يعلى وابن منده من طريق حسين بن رماحس عن عبد الرحمن بن مسعود العبدي قال: سمعت علياً يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " من سره أن ينظر إلى من يسبقه بعض أعضائه إلى الجنة فلينظر إلى زيد بن صوحان " .
وروى بن منده من طريق الجريري عن عبد الله بن بريدة عن أبيه قال: ساق رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بأصحابه فجعل يقول: " جندب وما جندب؟ والأقطع الحبر زيد " فسئل عن ذلك فقال: " أما جندب فيضرب ضربة يكون فيها أمة وحده وأما زيد فرجل من أمتي تدخل الجنة يده قبل بدنه " .
فلما ولى الوليد بن عقبة الكوفة في زمن عثمان فذكر قصة جندب في قتله الساحر وأما زيد بن صوحان فقطعت يده يوم القادسية وقتل يوم الجمل فقال: أدفنوني في ثيابي فإني مخاصم.
وروى البخاري ويعقوب بن سفيان في تاريخهما من طريق العيزار بن حريث عن زيد بن صوحان قال: لا تغسلوا عند دماءنا فإني رجل محاج.
وقال يعقوب بن سفيان: كان زيد بن صوحان من الأمراء يوم الجمل كان على عبد القيس. وذكر البلاذري أن عثمان كان سيره فيمن سير من أهل الكوفة إلى الشام فجرى بينه وبين معاوية كلام فقال له زيد بن صوحان: إن كنا ظالمين فنحن نتوب وإن كنا مظلومين فنحن نسأل الله العافية فقال له معاوية: يا زيد إنك امرئ صدق وأذن له بالرجوع إلى الكوفة وكتب إلى سعيد بن العاص يوصيه به لما رأى من فضله وهديه وقصده وأمر بإحسان جواره وكف الأذى عنه.
وروى حنبل في فوائده من طريق عمارة الدهني قال: وطأ عمر لزيد بن صوحان راحلته وقال: هكذا فاصنعوا بزيد.
وروى يعقوب بن شيبة من طريق غيلان بن جرير قال: كان زيد بن صوحان يحب سلمان فمن شدة حبه له اكتنى أبا سلمان وكان يكنى أبا عبد الله ويقال أبا عائشة.
وروى بن منده من طريق إسماعيل بن علية عن أيوب عن بن سيرين قال: أخبرت أن عائشة أخبرت بقتل زيد بن صوحان فقالت له خيراً..
وروى البيهقي من طريق خالد بن الواشمة قال: قالت لي عائشة: ما فعل طلحة والزبير قلت: قتلا قالت: إنا لله يرحمهما الله ما فعل زيد بن صوحان قلت: قتل قالت: يرحمه الله.
زيد بن عمرو بن قيس بن عتاب بن هرمي بن رياح بن يربوخ التميمي اليربوعي.
ذكره المرزباني وقال: إنه مخضرم وأنشد له أبياتاً يرثي بها رجلين من بني تميم قتلهما بنو تيم الله بن ثعلبة في مقتل عثمان يقول فيها:
لتبك النساء المرضعات بسحرة ... وكيعاً ومسعوداً قتيل الحناتم
كلا أخوينا كان فرعي دعامة ... ولا يلبث البيت انقضاض الدعائم
زيد بن كعب تقدم ذكره في ترجمة أخيه أرطاة بن كعب.
زيد بن مالك بن ثعلبة بن قرة بن خنبس بن عمرو بن ثعلبة بن عبد الله بن ذيبان بن الحارث بن سعد هذيم.
له إدراك وولده زيادة هو قتيل هدبة بن الخشرم واقتدى به هدبة في خلافة معاوية.
وقصة هدبة مشهورة مذكورة في كامل المبرد وغيره.
زيد بن وهب الجهني أبو سليمان نزيل الكوفة.
كان في عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم مسلماً ولم يره.
وروى أبو نعيم من طريق الخريبي عن يحيى بن مسلم عن زيد بن وهب قال: خرجت وأنا أريد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فبلغتني وفاته في الطريق.
وأخرجه البخاري من هذا الوجه في التاريخ وأغرب ابن حزم في المحلي فذكر صفة الصلاة من المحلي بعد أن ذكر رواية منصور عن زيد بن وهب قال: دخلت أنا وابن مسعود المسجد... فذكر قصة.
قال بن حزم: زيد بن وهب صاحب من الصحابة فإن خالفه بن مسعود لم يبق في واحد منهما حجة.
قلت: ولزيد رواية عن عمر وعلي وأبي ذر وحذيفة وابن مسعود وأبي الدرداء وغيرهم. وروى عنه الأعمش ومنصور والحكم بن عيينة وسلمة بن كهيل وطلحة بن مصرف وآخرون.
واتفقوا على توثيقه إلا أن يعقوب بن سفيان أشار إلى أنه كبر وتغير ضبطه ومات سنة ست وتسعين.
القسم الرابع
من حرف الزاي
الزاي بعدها الباء
الزبير بن عبد الرحمن بن الزبير القرظي.


ذكره البغوي في الصحابة وقال: إنه رآه في كتاب البخاري وقال: إنه سكن المدينة وروى عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم حديثاً. قال البغوي: لم يذكر الحديث.
قلت: هو في الموطأ في قصة رفاعة وزوجته لكنه مرسل فقد وصله بن وهب وأبو علي الحنفي عن مالك فقال فيه عن الزبير بن عبد الرحمن عن أبيه أخرجه بن خزيمة من طريق بن وهب وقد ذكره البخاري في التابعين وكذا بن حبان وابن أبي حاتم.
تنبيه: الزبير جد هذا بفتح الزاي وأما هذا فبضمها - على الجادة - قيل كجده.
الزاي بعدها الراء
زرارة بن كريم بن الحارث بن عمرو بن الحارث السهمي.
أورده أبو نعيم وقال: ذكره المتأخرون ولم يخرج له شيئاً.
وقد تقدم في الحارث بن عمرو كذا قال.
وتعقبه بن الأثير بأن بن منده لم يفرده وإنما ذكر روايته عن أبيه عن جده.
قلت: ولم يتقدم لهم في ترجمة الحارث بن عمرو ما يدل على أن لزرارة صحبة ولا رؤية نعم ذكره بن حبان في ثقات التابعين وقال: من زعم أن له صحبة فقد وهم.
زرارة والد أسعد في ترجمة عبد الله بن أسعد بن زرارة.
الزاي بعدها العين
زعبل بعين مهملة ثم موحدة وزان جعفر.
تابعي مجهول أرسل شيئاً فذكره أبو موسى متعلقاً بما أورده الخطيب في تكملة المؤتلف بسند لا بأس به إلى أبي قدامة الحارث بن عبيد عن زعبل قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " تهادوا وتزاوروا... " الحديث.
قلت: وأبو قدامة لم يلق أحداً من الصحابة ولا من كبار التابعين.
الزاي بعدها الكاف
زكريا بن علقمة الخزاعي صحفه بعض الرواة فذكره بن شاهين في الصحابة وإنما هو كرز بن علقمة.
أخرجه أحمد وغيره من طريق الزهري عن عروة عنه.
الزاي بعدها الهاء
زهير بن الأقمر تابعي معروف أرسل شيئاً فذكره بن شاهين بسبب ذلك وقد أخرج النسائي في التفسير الحديث المذكور من طريق زهير بن الأقمر عن عبد الله بن عمرو بن العاص على الصواب.
زهير بن أبي جبل ذكره البغوي وجماعة في الصحابة وهو تابعي.
قال بن أبي حاتم في المراسيل حديثه مرسل مع أنه ذكره في الجرح والتعديل بين صحابيين فاقتضى ذلك أنه صحابي.
وقال أبو عمر: زهير بن أبي جبل الأزدي هو زهير بن عبد الله بن أبي جبل روى عنه أبو عمران الجوني حديث: من بات فوق إجار.
وقال أبو نعيم نحوه وزاد: وقيل محمد بن زهير ثم أسند الحديث من طريق غندر عن شعبة عن أبي عمران عن محمد بن زهير بن أبي جبل عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
ومن طريق حماد بن زيد عن أبي عمران عن زهير بن عبد الله... فذكره.
ومن طريق هشام الدستوائي عن أبي عمران قال؟ كنا بفارس وعلينا رجل يقال له زهير بن عبد الله فذكر الحديث.
وأخرجه بن شاهين من طريق حماد بن سلمة عن أبي عمران عن زهير بن عبد الله أيضاً. وقال البخاري في تاريخه زهير بن عبد الله حدثنا موسى حدثنا الحارث بن عبيد حدثنا أبو عمران عن زهير عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم...فذكر الحديث: " من بات فوق إجار " .
وأخرجه في الأدب المفرد كذلك.
قال بن حبان: زهير بن عبد الله روى عن رجل من الصحابة وعنه أبو عمران وسمع من أنس.
قلت: وأبو عمران من صغار التابعين وقول شعبة: محمد بن زهير - شاذ لاتفاق الحمادين وهشام على أنه زهير بن عبد الله والله أعلم.
ثم وجدته من طريق بن المبارك عن شعبة فقال: عن زهير بن أبي حبان ليس فيه محمد أخرجه الخطيب في المؤتلف.
زهير بن رهم القضاعي المهري له وفادة قاله أبو عمر عن الطبري.
قلت: وقد صحفه أبو عمر فالصواب ذهين كما تقدم في الذال المعجمة زهير الأنماري شامي.
روى عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم في الدعاء هكذا أخرجه أبو عمر فوهم تبعاً لغيره والصواب أبو زهير وهو معروف في ذوي الكني وقد سبق إلى الوهم فيه أبو سعيد بن الأعرابي راوي السنن عن أبي داود ونبه على وهمه فيه غير واحد ثم إنه نميري لا أنماري والله أعلم.
الزاي بعدها الياء
زياد أبو الأغر النهشلي


ذكره الطبراني والباوردي وابن شاهين وابن منده ومن تبعهم في الصحابة وفيه نظر فإنهم أخرجوا كلهم من طريق إسحاق الصواف عن أبي الهيثم القصاب عن عتبان بن الأغر بن زياد النهشلي حدثني أبي عن أبيه - أنه قدم بعير له إلى المدينة فمسح النبي صلى الله عليه وآله وسلم رأسه وقال: " أحسنوا بيعة الأعرابي " هكذا قال إسحاق الصواف.
والصواب ما قال الصلت بن محمد عن حسان بن الأغر بن حصين حدثني عمي زياد بن الحصين عن أبيه أخرجه كذلك النسائي والطبراني.
وسبب الوهم أنها كانت عتبان بن الأغر أبو زياد فصارت بن زياد ومثل ذلك يقع كثيراً والقصة لحصين لا لزياد وقد تقدمت في ترجمته على الصواب.
وقد ذكر بن الأثير زيادا النهشلي بترجمتين وتبعه الذهبي فقال في الأولى: زياد أبو الأغر النهشلي له حديث روى عنه أولاده وقال في الثانية: زياد النهشلي روى عنه ابنه الأغر إن صح فأوهم أنهما اثنان أحدهما صحيح والآخر فيه نظر فانظر وتعجب.
زياد بن جارية بالجيم - التميمي.
تابعي أرسل حديثاً فذكره بسببه بن أبي عاصم في الصحابة وتبعه أبو نعيم وأبو موسى وهو حديث: " من سأل وله ما يغنيه... " الحديث.
وله عند أبي داود حديث من روايته عن حبيب بن مسلمة في النفل وهو من رواية مكحول عنه ووقع عند بن ماجة زيد بن جارية وقال بن حبان في ثقات التابعين: من قال فيه يزيد بن جارية فقد وهم.
وأخرج حديثه بن أبي عاصم من طريق يونس بن ميسرة قال: كنت جالساً عند أم الدرداء فدخل زياد بن جارية فقالت له أم الدرداء: حديثك عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في المسألة فحدث به.
وقال الهيثم بن عمر أن العنسي دخل زياد بن جارية مسجد دمشق وقد تأخرت صلاتهم الجمعة إلى العصر فقال: والله ما بعث الله نبياً بعد محمد يأمركم بتأخير هذه الصلاة قال: فأخذ فأدخل الخضراء فقطع رأسه وذلك في زمن الوليد بن عبد الملك.
زياد بن جهور استدركه بن الأثير وعزاه لابن ماكولا وللعسكري.
والصواب زيادة - بزيادها - وقد تقدم في القسم الذي قبله.
زياد بن سعد بن ضميرة تابعي معروف ذكره بن قانع وسقط من روايته شيخه وذلك أنه أخرج من طريق محمد بن جعفر عن زياد بن سعد حديثاً وهو عند أبي داود من هذا الوجه فقال فيه: عن زياد بن سعد عن أبيه وجده فذكره.
زياد بن أبي هند استدركه أبو موسى وعزاه لأبي بكر بن أبي علي ووهم في موضعين: أحدهما في جعله صحابياً وإنما الصحبة لأبيه ولا رواية عنه جاءت من طريق سعيد بن زياد بن فائد بن زياد بن أبي هند الداري عن أبيه عن جده ثانيهما في جعله مع من اسمه زياد وإنما هو زياد - بفتح الزاي وتشديد الموحدة كذلك ضبطه بن ماكولا.
زياد السهمي روى عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه نهى أن تسترضع الحمقاء.
وروى عنه ضمام بن إسماعيل أورده أبو داود في المراسيل.
زياد مولى معيقيب روى عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم. روى عنه سعيد بن أبي أيوب.
قال البخاري: حديثه مرسل.
زيد بن أرطأة العامري من بني عامر بن لؤي.
ذكره بن قانع في الصحابة وأخرج من طريق معاوية بن صالح عن العلاء بن الحارث عن جبير بن نفير عن زيد بن أرطأة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " إنكم لن تتقربوا إلى الله تعالى بأفضل مما خرج منه " - يعني القرآن انتهى.
وهذا الحديث معروف من رواية معاوية بن صالح عن العلاء عن زيد بن أرطاة عن جبير بن الحارث عن جبير بن نفير عن زيد بن أرطأة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم مرسلاً فكأنه انقلب على بن قانع.
وقد ذكر البخاري أن العلاء يروي عن زيد بن أرطاة وأن زيداً يروي عن جبير بن نفير وذكر أن زيداً أرسل عن أبي الدرداء وأبي أمامة.
زيد بن إسحاق الأنصاري روى أبو موسى من طريق عمرو بن خالد عن بن لهيعة عن زيد بن إسحاق قال: أدركني نبي الله صلى الله عليه وآله وسلم على باب المسجد... فذكر الحديث في فضل لا حول ولا قوة إلا بالله ثم قال أبو موسى يستحيل لابن لهيعة إدراك الصحابي فلعله سقط بينهما رجل أو سقط الصحابي.


قلت: سقطا جميعاً فإن البخاري قال في تاريخه: زيد بن إسحاق روى عنه يزيد بن أبي حبيب وعبد الله بن أبي جعفر مرسل وقال بن حبان: أرسل عن عمر وروى عن أنس: وقال بن يونس: زيد بن إسحاق بن جارية الأنصاري مدني قدم مصر روى عنه عبيد الله بن أبي جعفر.
زيد بن ثعلبة بن غنم بن مالك بن النجار جد عال ليحيى بن سعيد الأنصاري.
وقع في أصل سماعنا من سنن أبي داود ما يقتضي أنه صحابي فقال في باب من فاتته ركعتا الفجر بعد حديث محمد بن إبراهيم التميمي عن قيس بن عمرو قال: رأى النبي صلى الله عليه وآله وسلم رجلاً يصلي بعد الصبح ركعتين... الحديث.
وروى عبد ربه ويحيى ابنا سعيد هذا الحديث: أن جدهما زيداً صلى مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم. انتهى.
فاعتز بذلك شيخنا البلقيني فألحق زيد بن ثعلبة في حاشية التجريد في الصحابة وعزاه لأبي داود وزيد بن ثعلبة مات قبل الإسلام بدهر طويل وهو الجد الرابع لقيس بن عمرو جد يحيى بن سعيد وكنت أظن أن الرواة اختلفوا في اسم جد يحيى بن سعيد هل هو قيس بن عمرو أو زيد بن عمرو كما قالوا فيه قيس بن فهد؟ ثم راجعت النسخ القديمة من سنن أبي داود فوجدت فيها بدل قوله زيداً مرسلاً فهذا هو المعتمد والأول تصحيف والله أعلم.
زيد بن أبي حزامة أورده أبو موسى فوهم والصحبة لأبيه كما سيأتي في الكنى واضحاً زيد بن ربيعة الأسدي صحفه بن لهيعة فيما ذكره الطبراني وإنما هو زيد بن زمعة كما تقدم وقيل يزيد.
قال الطبراني: لا يعرف في بني أسد بن عبد العزى أحد اسمه ربيعة وإنما هو زمعة والد أم المؤمنين سودة.
زيد بن سلمة قال بن منده: ذكره بعضهم في الصحابة وإنما هو يزيد.
زيد بن طلحة بن ركانة يأتي في يزيد بن طلحة.
زيد بن طلحة التميمي أخرج حديثه الحاكم في المستدرك وهو تابعي صغير أرسل شيئاً قال مالك في الموطأ عن يعقوب بن زيد بن طلحة عن أبيه أن امرأة أتت النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقالت: إنها زنت... الحديث.
قال الحاكم: مالك هو الحكم في حديث المدنيين.
قلت: ليس لزيد ولا لأبيه ولا لجده صحبة: فهو زيد بن طلحة بن عبيد الله بن أبي مليكة وجده مشهور في التابعين وقد نسبه القعنبي وغيره من رواة الموطأ.
ووقع عند يحيى بن يحيى الليثي عن يعقوب بن زيد عن أبيه عن عبد الله بن أبي مليكة فذكره مرسلاً.
زيد بن عمرو بن نفيل تقدم في القسم الأول.
زيد بن كعب ذكره في التجريد والصواب يزيد: بمثناة تحتانية أوله.
زيد بن كعب في دريد بن كعب.
زيد بن مالك وهم بعض الرواة في اسم والده وإنما هو زيد بن ثابت: قال آدم بن أبي إياس في كتاب ثواب الأعمال: حدثنا روح حدثنا أبان بن أبي عياش عن أنس رضي الله عنه قال: خرجت وأنا أريد المسجد فإذا أنا بزيد بن مالك فوضع يده على منكبي يتكىء عليه فجعلت وأنا شاب أخطو خطو الشباب فقال لي زيد قارب الخطأ فإن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: " من مشى إلى المسجد كان له بكل خطوة عشر حسنات " أخرجه أبو موسى في الذيل من طريق آدم وقال: كذا وقع هذا الاسم هنا ورواه الناس عن ثابت البناني عن أنس بن مالك عن زيد بن ثابت وهو الصحيح.
قلت: نسب زيد بن ثابت في هذه الرواية إلى جده الأعلى فإنه زيد بن ثابت بن الضحاك بن زيد يتصل نسبه إلى مالك بن النجار كما تقدم في ترجمته.
زيد بن المرس قد تقدمت الإشارة إليه في زيد بن المزين وبينت وجه الصواب في ضبط اسم والده.
زيد بن وهب الجهني تقدم في القسم الثالث أن بن حزم ادعى أنه صحابي فوهم وبينت وجهه هناك.
/؟حرف السين المهملة
القسم الأول
السين بعدها الألف
سابط بن أبي حميضة: بن عمرو بن وهب بن حذافة بن جمح القرشي الجمحي والد عبد الرحمن.
قال بن ماكولا: له صحبة. ذكره أبو حاتم في الوحدان.
وروى بقي بن مخلد والباوردي وابن شاهين من طريق أبي بردة عن علقمة بن مرثد عن عبد الرحمن بن سابط عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من أصيب بمصيبة فليذكر مصيبته بي فإنها من أعظم المصائب " . وإسناده حسن لكن اختلف فيه على علقمة.


وروى أبو نعيم من طريق الحسن بن عمارة عن طلحة عن عبد الرحمن بن سابط عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إن البيت الذي يذكر الله فيه ليضيء لأهل السماء كما تضيء النجوم لأهل الأرض " . وإسناده ضعيف.
وقد قيل: إن عبد الرحمن بن سابط هذا هو ابن عبد الله بن سابط وإن الصحبة والرواية لأبيه عبد الله بن سابط وبذلك جزم البغوي فأخرج الحديث الأول في ترجمة عبد الله بن سابط.
سارية بن أوفى المزني: ذكره ابن شاهين. ويأتي ذكره في ترجمة الوليد بن زفر إن شاء الله تعالى.
سارية بن زنيم: بن عبد الله بن جابر بن محمية بن عبد بن عدي بن الدئل بن بكر بن عبد مناة بن كنانة الدئلي تقدم في ترجمة أسيد بن أبي إياس بن زنيم ما يشعر بأن له صحبة.
وقال ابن عساكر: له صحبة.
وقال مصعب الزبيري فيما أنشد بن أبي خيثمة لسارية بن زنيم معتذراً إلى النبي صلى الله عليه وسلم وكان بلغه أنه هجاه فتوعده فأنشد:
تعلم رسول الله أنك قادر ... على كل حي من تهام ومنجد
تعلم رسول الله أنك مدركي ... وأن وعيداً منك كالأخذ باليد
تعلم بأن الركب آل عويمر ... هم الكاذبون المخلفو كل موعد
ونبي رسول الله أني هجوته ... فلا رفعت سوطي إلي إذاً يدي
سوى أنني قد قلت ويل أم فتية ... أصيبوا بنحس لا يطاق وأسعد
أصابهم من لم يكن لدمائهم ... كفاء فعزت عولتي وتجلدي
ذؤيب وكلثوم وسلمى تتابعوا ... أولئك إلا تدمع العين أكمد
على أن سلمى ليس فيها كمثله ... وإخوته وهل ملوك كأعبد
وإني لا عرضاً خرقت ولا دماً ... هرقت فذكر عالم الحق واقصد
يقول فيها:
فما حملت من ناقة فوق رحلها ... أبر وأوفى ذمة من محمد
وقد تقدم في ترجمة أسيد بن أبي إياس أن هذه الأبيات له فالله أعلم. وتقدم أيضاً بعض هذه الأبيات في ترجمة أنس بن زنيم قال المرزباني: أصدق بيت قالته العرب هذا البيت:
فما حملت من ناقة فوق رحلها ... أبر وأوفى ذمة من محمد
وجزم عمر بن شبة بأنه لأنس.
قال: وسارية ولاه عمر ناحية فارس وله يقول: يا سارية الجبل.
وقال المرزباني: كان سارية مخضرماً.
وقال العسكري: روى عن النبي صلى الله عليه وسلم ولم يلقه. وذكره بن حبان في التابعين.
وذكر الواقدي وسيف بن عمر أنه كان خليعاً في الجاهلية أي لصاً كثير الغارة وأنه كان يسبق الفرس عدواً على رجليه ثم أسلم وحسن إسلامه وأمره عمر على جيش وسيره إلى فارس سنة ثلاث وعشرين فوقع في خاطر عمر وهو يخطب يوم الجمعة أن الجيش المذكور لاقى العدو وهم في بطن واد وقد هموا بالهزيمة وبالقرب منهم جبل فقال في أثناء خطبته: يا سارية الجبل الجبل ورفع صوته فألقاه الله في سمع سارية فانحاز بالناس إلى الجبل وقاتلوا العدو من جانب واحد ففتح الله عليهم.
قلت: هكذا أخرج القصة الواقدي عن أسامة بن زيد بن أسلم عن أبيه عن عمر وأخرجها سيف مطولة عن أبي عثمان وأبي عمرو بن العلاء عن رجل من بني مازن فذكرها مطولة.
وأخرجها البيهقي في الدلائل واللالكائي في شرح السنة والزين عاقولي في فوائده وابن الأعرابي في كرامات الأولياء من طريق ابن وهب عن يحيى بن أيوب عن ابن عجلان عن نافع عن ابن عمر قال: وجه عمر جيشاً ورأس عليهم رجلاً يدعى سارية فبينما عمر يخطب جعل ينادي: يا سارية الجبل ثلاثاً ثم قدم رسول الجيش فسأله عمر فقال: يا أمير المؤمنين هزمنا فبينا نحن كذلك إذ سمعنا صوتاً ينادي: يا سارية الجبل ثلاثاً فأسندنا ظهرنا إلى الجبل فهزمهم الله تعالى. قال: قيل لعمر إنك كنت تصيح بذلك.
وهكذا ذكره حرملة في جمعة لحديث ابن وهب وهو إسناده حسن. وقد تقدم أنهم كانوا لا يؤمرون إلا الصحابة.
وروى ابن مردويه من طريق ميمون بن مهران عن بن عمر عن أبيه أنه كان يخطب يوم الجمعة فعرض في خطبته أن قال: يا سارية الجبل من استرعى الذئب ظلم فالتفت الناس بعضهم إلى بعض فقال لهم: ليخرجن مما قال. فلما فرغ سألوه فقال: وقع في خلدي أن المشركين هزموا إخواننا وأنهم يمرون بجبل فإن عدلوا إليه قاتلوا من وجه واحد وإن جاوزوا هلكوا فخرج مني ما تزعمون أنكم سمعتموه.


قال: فجاء البشير بعد شهر فذكر أنهم سمعوا صوت عمر في ذلك اليوم قال: فعدلنا إلى الجبل ففتح الله علينا.
وقال خليفة: افتتح سارية أصبهان صلحاً وعنوة فيما يقال.
ساعدة بن محصن: ذكره ابن منده ولم يخرج له شيئاً وإنما قال: ذكره البخاري في الصحابة وتبعه أبو نعيم على ذلك. وجوز ابن الأثير أن يكون ساعدة بن محيصة الآتي في القسم الرابع.
ساعد: ويقال ساعدة بن هلوات المازني. تقدم ذكره في ترجمة ابنه أسمر بن ساعدة.
ساعدة التميمي العنبري: ورد أن النبي صلى الله عليه وسلم أقطعه. تقدم ذكره في ترجمة أوفى بن مولة وأفرده الذهبي فقال: ساعد غير منسوب أقطعه النبي صلى الله عليه وسلم بئراً في المعلاة كذا ذكره بلا هاء.
ساعدة الهذلي: أبو عبد الله. قال أبو عمر: في صحبته نظر.
وروى أبو نعيم في الدلائل من طريق عبد الله بن يزيد الهذلي عن عبد الله بن ساعدة الهذلي عن أبيه قال: كنا عند صنمنا سواع وقد جلبنا إليه غنماً لنا مائتي شاة قد أصابها جرب فأدنيتها منه أطلب بركته فسمعت منادياً من جوف الصنم ينادي: ذهب كيد الجن ورمينا بالشهب لنبي اسمه أحمد قال: فصرفت وجه غنمي منحدراً إلى أهلي فلقيت رجلاً فخبرني بظهور النبي صلى الله عليه وسلم فذكر الحديث وإسناده ضعيف.
سالف بن عثمان: بن عامر بن معتب بن مالك بن كعب بن عمرو بن سعد بن عوف بن ثقيف الثقفي.
روى ابن شاهين من طريق المدائني عن أبي معشر عن يزيد بن رومان وعن رجال المدائني قالوا: لما قدم وفد ثقيف على النبي صلى الله عليه وسلم أن يتركهم على دينهم فذكر القصة وفيها: فلما أسلموا استعمل من الأحلاف سالف بن عثمان على صدقة ثقيف.
وذكره ابن الكلبي في الأنساب الكبرى وقال: ولي الطائف ومدحه النجاشي الشاعر.
ذكر من اسمه سالم
سالم بن ثبيتة: بن يعار بن عبيد بن زيد الأنصاري ذكره بن أبي حاتم عن أبيه قال: إنه بدري ولا أعلم له رواية.
قلت: ويغلب على ظني أنه وهم وأنه سالم مولى ثبيتة وهو سالم مولى أبي حذيفة الآتي قريباً.
وثبيتة بمثلثة ثم موحدة ثم مثناة مصغر ويعار بتحتانية ومهملة. والله أعلم.
سالم بن حرملة: بن زهير بن حشر بفتح المهملة وسكون المعجمة ثم راء.
وقيل خنيس بمعجمة ثم نون ثم مهملة مصغر. وقيل بفتح أوله وسكون النون بعدها موحدة مفتوحة ثم معجمة وبالأول جزم الدارقطني وابن ماكولا والثالث وقع عند بن السكن وساق نسبه إلى عدي بن الرباب العدوي من بني عدي بن الرباب.
قال أبو عمر: له صحبة ورواية ثم قال: سالم العدوي مخرج حديثه عن ولده ولا أحسبه من عدي قريش. انتهى. فجعل الواحد اثنين وسيأتي التنبيه على ذلك في القسم الرابع.
وقد روى حديثه البغوي والحسن بن سفيان وابن الجارود والباوردي وابن السكن والطبراني كلهم من طريق أبي الربيع سليمان بن عبد العزيز بن عبثر بن سالم بن حرملة حدثني أبي عن أبيه أن أباه وفد إلى النبي صلى الله عليه وسلم فيمن وفد إليه وهو حدث وله ذؤابة وقد كاد أن يبلغ فتطهر من فضل وضوء رسول الله صلى الله عليه وسلم فشمت عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ودعا له ووقع عند ابن قانع من طريق سليمان بن عدي المذكور إلى قوله: أن أباه وفد فقال في هذه الرواية: إن أباه أخبره عن جده سالم أنه وفد فذكر الحديث. ووقع عند الذهبي سالم بن حرملة بن حشر من الإكمال ففرق بينه وبين الذي قبله فوهم.
سالم بن حمير العبدي: من بني مرة بن ظفر بن عمرو بن وديعة.
ذكره الرشاطي عن المدائني فيمن وفد على النبي صلى الله عليه وسلم قال: ولم يذكره أبو عمر ولا ابن فتحون.
سالم بن رافع الخزاعي: ذكره المرزباني في معجم الشعراء وقال: إنه مخضرم أنشد النبي صلى الله عليه وسلم شعراً لما طرقتهم بكر بن عبد مناة بالوتير قال: ومحمد بن إسحاق يروي هذه الأبيات لعمرو بن سالم بن حصيرة الخزاعي فلعل الشعر له وكان سالم بن رافع رفيقه.
سالم بن عبد الله: يأتي بعد ترجمة.
سالم بن عبيد الأشجعي: من أهل الصفة ثم نزل الكوفة وروى له من أصحاب السنن حديثين بإسناد صحيح في العطاس. وله رواية عن عمر فيما قاله وصيفه عند وفاة النبي صلى الله عليه وسلم وكلام أبي بكر في ذلك أخرجه يونس بن بكير في زياداته. روى عنه هلال بن يساف ونبيط بن شريط وخالد بن عرفطة.


سالم بن عمير: ويقال ابن عمرو ويقال ابن عبد الله بن ثابت بن النعمان بن أمية بن امرئ القيس بن ثعلبة ويقال في نسب جده ثابت بن كلفة بن ثعلبة بن عمرو بن عوف الأنصاري الأوسي.
ذكره موسى بن عقبة في البدريين وله ذكر في ترجمة أمامة أبي ندبة. يأتي في الكنى وقال ابن سعد ويونس بن بكير عن ابن إسحاق: هو أحد البكائين. وقال فيه سالم بن عمرو بن عوف وكذا قال بن مردويه من طريق مجمع بن جارية وزاد في نسبه العمري يعني أنه من بني عمرو بن عوف.
وقال أبو عمر: شهد العقبة وبدراً وما بعدها ومات في خلافة معاوية.
وروى ابن جرير من طريق أبي معشر عن محمد بن كعب وغيره في تسمية البكائين سالم بن عمير من بني واقف.
قلت: فهذا يحتمل أن يكون غير الأول. والله أعلم.
سالم بن عمير الواقفي: ذكر في الذي قبله.
سالم بن عوف الأنصاري: من حلفاء بني زعوراء بن عبد الأشهل.
ذكره الأموي عن بن إسحاق في المغازي فيمن شهد بدراً.
سالم بن عوف: بن مالك الأشجعي. له ولأبيه صحبة. وروى ابن مردويه من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس قال: جاء عوف بن مالك الأشجعي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله إن ابني أسره العدو وجزعت أمه فما تأمرني؟ قال: " آمرك وإياها أن تستكثروا من قول: لا حول ولا قوة إلا بالله " . فقالت المرأة: نعم ما أمرك به فجعلا يكثران منها فغفل عنه العدو فاستاق غنمهم فجاء بها إلى أبيه وهي أربعة آلاف شاة فنزلت: " ومن يتق الله يجعل له مخرجاً " الطلاق2. الآية. ورواه الخطيب في ترجمة سعيد بن القاسم البغدادي من تاريخه عن رواية جويبر عن الضحاك عن ابن عباس كذلك.
ورواه السدي في تفسيره كذلك.
وأخرجه الحاكم في المستدرك من طريق علي بن بذيمة عن أبي عبيدة بن عبد الله بن مسعود عن أبيه قال: جاء رجل أراه عوف بن مالك فذكره معناه.
وأخرجه الثعلبي من وجه آخر ضعيف وزاد أن الابن يسمى سالماً وساق القصة بالمعنى. وقال آدم في الثواب: حدثنا عاصم بن محمد بن زيد حدثنا عبد الله بن الوليد عن محمد بن إسحاق قال: جاء مالك الأشجعي فقال: يا رسول الله أسر ابني عوف فذكر الحديث وهذا كأنه سقط منه ابن فكان في الأصل جاء ابن مالك فتوافق الروايات الأخرى وإن ثبتت هذه الرواية فيكون لمالك صحبة.
سالم بن وابصة الأسدي: ذكره الطبري وغيره في الصحابة فإن كان وابصة أباه فهو ابن معبد فلا صحبة لسالم. وقال ابن مندة: مجهول.
قلت: إن كان هو ابن معبد فليس بمجهول وأبوه مجهول في الصحابة.
وقال بن حبان في الثقات: من التابعين سالم بن وابصة بن معبد يروي عن أبيه روى عنه أهل الجزيرة.
وقال أبو زرعة الدمشقي: سألت عبد السلام بن عبد الرحمن بن صخر عن ولد جده وابصة فقال: هم سالم وعتبة وعبد الرحمن وعمر فأكبرهم سالم وعتبة قال: ومات سالم في آخر خلافة هشام وكان في خلافة عثمان غلاماً شاباً.
وأخرج إسحاق والحسن بن سفيان والطبري وابن منده من طريق بقية عن مبشر بن عبيد عن حجاج بن أرطأة عن فضيل بن عمرو عن سالم بن وابصة سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " ألا إن شر السباع الأثعل " . أي الثعلب. وهذا إسناد ضعيف جداً.
وقد أخرجه البغوي من طريق آخر عن بقية: فقال عن سالم بن وابصة وكذلك رواه محمد بن شعيب عن مبشر بن عبيد وهذا يدل على أنه وقع في الإسناد الأول تصحيف وأنه عن سالم عن وابصة لا سالم بن وابصة فظهر أنه سالم بن وابصة بن معبد.
وهو تابعي كما تقدم من حكاية أبي زرعة أنه كان في خلافة عثمان شاباً لأن مولده يكون في خلافة عثمان أو في خلافة عمر.
وقد ذكره المرزباني في معجمه فقال: سالم بن وابصة بن معبد الأسدي ويقال: اسم جده عتبة بن قيس بن كعب وساق نسبه إلى أسد بن خزيمة لأبيه وابصة رواية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وكان سالم شاعراً مسلماً متديناً عفيفاً ولي الرقة عن محمد بن مروان. والله أعلم.
سالم الحجام: قال أبو عمر: سالم رجل من الصحابة حجم النبي صلى الله عليه وسلم وشرب دم المحجمة فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أما علمت أن الدم كله حرام " انتهى.


وقال ابن منده: يقال هو أبو هند. ويقال اسم أبي هند سنان ثم أخرج من طريق يوسف بن صهيب حدثنا أبو الجحاف عن سالم قال: حجمت النبي صلى الله عليه وسلم فلما وليت المحجمة منه شربته. فذكر الحديث.
سالم: مولى أبي حذيفة بن عتبة بن ربيعة بن عبد شمس. أحد السابقين الأولين.
قال البخاري: مولاته امرأة من الأنصار.
وقال ابن حبان: يقال لها ليلى ويقال ثبيتة بنت يعار وكانت امرأة أبي حذيفة وبهذا جزم ابن سعد.
وقال ابن شاهين: سمعت بن أبي داود يقول: هو سالم بن معقل وكان مولى امرأة من الأنصار يقال لها فاطمة بنت يعار أعتقه سائبة فوالى أبا حذيفة وسيأتي في ترجمة وديعة أن اسمها سلمى.
وزعم ابن مندة أنه سالم بن عبيد بن ربيعة وتعقبه أبو نعيم فأجاد وإنما هو مولى أبي حذيفة بن عتبة بن ربيعة فوقع فيه سقط وتصحيف.
وقال بن أبي حاتم: لا أعلم روي عنه شيء.
قلت: بل روي عنه حديثان: أحدهما عند البغوي من طريق عبدة بن أبي لبابة قال: بلغني عن سالم مولى أبي حذيفة قال: كانت لي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حاجة فقعدت في المسجد أنتظر فخرج فقمت إليه فوجدته قد كبر فقعدت قريباً منه فقرأ البقرة ثم النساء والمائدة والأنعام ثم ركع.
ثانيهما: عند سمويه في السادس من فوائده وعند ابن شاهين من طريق عمرو بن دينار قهرمان آل الزبير حدثني شيخ من الأنصار عن سالم مولى أبي حذيفة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " ليجاء يوم القيامة بقوم معهم حسنات مثل جبال تهامة فيجعل الله أعمالهم هباءً كانوا يصلون ويصومون ولكن إذا عرض لهم شيء من الحرام وثبوا إليه " .
وأخرجه بن منده من طريق عطاء بن أبي رباح عن سالم نحوه.
وفي السندين جميعاً ضعف وانقطاع فيحمل كلام ابن أبي حاتم على أنه لم يصح عنه شيء. وكان أبو حذيفة قد تبناه كما تبنى رسول الله صلى الله عليه وسلم زيد بن حارثة فكان أبو حذيفة يرى أنه ابنه فأنكحه ابنة أخيه فاطمة بنت الوليد بن عتبة فلما أنزل الله: " ادعوهم لآبائهم " الأحزاب5. رد كل أحد تبنى ابناً من أولئك إلى أبيه ومن لم يعرف أبوه رد إلى مواليه.
أخرجه مالك في الموطأ عن الزهري عن عروة بهذا وفيه قصة إرضاعه.
وروى البخاري من حديث ابن عمر: كان سالم مولى أبي حذيفة يؤم المهاجرين الأولين في مسجد قباء فيهم أبو بكر وعمر. أخرجه الطبراني من طريق هشام بن عروة عن نافع وزاد: وكان أكثرهم قرآناً.
وقصته في الرضاع مشهورة فعند مسلم من طريق القاسم عن عائشة أن سالماً كان مع أبي حذيفة فأتت سهلة بنت سهيل بن عمرو رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: إن سالماً بلغ ما يبلغ الرجال وإنه يدخل علي وأظن في نفس أبي حذيفة من ذلك شيئاً فقال: أرضعيه تحرمي عليه " الحديث.
ومن طريق الزهري عن أبي عبيد الله بن عبد الله بن زمعة عن أمه زينب بنت أم سلمة عن أم سلمة أن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم قلن لعائشة: ما نرى هذا إلا رخصة رخصها رسول الله صلى الله عليه وسلم لسالم.
وقال مالك في الموطأ عن الزهري: أخبرني عروة بن الزبير أن أبا حذيفة. فذكر الحديث قال: جاءت سهلة بنت سهيل وهي امرأة أبي حذيفة فقالت: يا رسول الله إنا كنا نرى سالماً ولداً وكان يدخل علي وأنا فضل فماذا ترى فيه؟ فذكره.
ووصله عبد الرزاق عن مالك فقال: عن عروة عن عائشة.
وأخرجه البخاري من طريق الليث عن الزهري موصولاً.
وروى البخاري ومسلم والنسائي والترمذي من طريق مسروق عن عبد الله بن عمرو بن العاصي رفعه: " خذوا القرآن من أربعة: من ابن مسعود وسالم مولى أبي حذيفة وأبي بن كعب ومعاذ بن جبل " .


ومن طريق ابن المبارك في كتاب الجهاد له عن حنظلة بن أبي سفيان عن ابن سابط أن عائشة احتبست على النبي صلى الله عليه وسلم فقال: " ما حبسك؟ " قالت: سمعت قارئاً يقرأ فذكرت من حسن قراءته فأخذ رداءه وخرج فإذا هو سالم مولى أبي حذيفة. فقال: " الحمد لله الذي جعل في أمتي مثلك " وأخرجه أحمد عن بن نمير عن حنظلة وابن ماجة والحاكم في المستدرك من طريق الوليد بن مسلم حدثني حنظلة عن عبد الرحمن بن سابط عن عائشة. فذكره موصولاً وابن المبارك أحفظ من الوليد ولكن له شاهد أخرجه البزاز عن الفضيل بن سهل عن الوليد بن صالح عن أبي أسامة عن ابن جريج عن ابن أبي مليكة عن عائشة بالمتن دون القصة ولفظه: قالت: سمع النبي صلى الله عليه وسلم سالماً مولى أبي حذيفة يقرأ من الليل فقال: " الحمد لله الذي جعل في أمتي مثله " . ورجاله ثقات. وروى ابن المبارك أيضاً فيه أن لواء المهاجرين كان مع سالم فقيل له في ذلك فقال: بئس حامل القرآن أنا يعني إن فررت فقطعت يمينه فأخذه بيساره فقطعت فاعتنقه إلى أن صرع فقال لأصحابه: ما فعل أبو حذيفة؟ يعني مولاه قيل: قتل قال: فأضجعوني بجنبه فأرسل عمر ميراثه إلى معتقته ثبيتة فقالت: إنما أعقته سائبة فجعله في بيت المال وذكر ابن سعد أن عمر أعطى ميراثه لأمه فقال: كليه.
سالم مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم: روى ابن مندة من طريق عمر بن هارون عن جعفر بن محمد عن أبيه عن سالم مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم كن يجعلن رؤوسهن بأربع قرون فإذا اغتسلن جمعنهن على أوساط رؤوسهن قال ورواه خارجة بن مصعب عن جعفر فقال سلمى بدل سالم وذكره العسكري فقال سالم خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم..
يأتي في سلمى في القسم الرابع.
سالم: غير منسوب. قال الواقدي: حدثنا أبو داود سليمان بن سالم عن يعقوب بن زيد بن طلحة التيمي أن رجلاً مر على مجلس بالمدينة فيه عمر بن الخطاب فنظر إليه فقال: أكاهن أنت؟ فقال: يا أمير المؤمنين هدى الله بالإسلام كل جاهل ودفع بالحق كل باطل وأقام بالقرآن كل مائل وأغنى بمحمد كل عائل. فقال عمر: متى عهدك بها؟ يعني صاحبته قال: قبيل الإسلام أتتني فصاحت: يا سالم يا سالم. فذكرت قصة.
سالم العدوي: أفرده أبو عمر عن سالم بن حرملة وهو هو.
ذكر من اسمه السائب
السائب بن الأقرع: بن عوف بن جابر بن سفيان بن سالم بن مالك بن حطيط بن جشم الثقفي.
قال البخاري: مسح النبي صلى الله عليه وسلم رأسه وروى ابن منده من طريق أبي حمزة عن عطاء بن السائب عن بعض أصحابه عن السائب بن الأقرع أن أمه مليكة دخلت به على النبي صلى الله عليه وسلم وهو غلام فمسح رأسه ودعا له.
قال ابن منده: ولي أصبهان ومات بها وعقبه بها منهم مصعب بن الفضيل بن السائب. وقال أبو عمر: شهد فتح نهاوند وسار بكتاب عمر إلى النعمان بن مقرن واستعمله عمر على المدائن.
قلت: أخرج ذلك ابن أبي شيبة بإسناد صحيح في قصة.
وقال هشام بن الكلبي عن أبيه قال بن عباس: لم يكن للعرب أمرد ولا أشيب أشد عقلاً من السائب بن الأقرع.
وحكى الهيثم بن عدي عن الشعبي: أن السائب شهد فتح مهرجان ودخل دار الهرمزان فرأى فيها ظبياً من جص ماداً يده فقال: أقسم بالله إنه ليشير إلى شيء فنظر فإذا فيه خبيئة للهرمزان فيها سفط من جوهر.
وروى بن أبي شيبة من طريق الشيباني عن السائب بن الأقرع نحوه.
وقال سعيد بن منصور حدثنا سعيد بن عبد العزيز عن حصين عن أبي وائل قال: كان السائب بن الأقرع عاملاً لعمر فذكر قصة طويلة وسيأتي في ترجمة قريب بن ظفر أن عمر بعثه مع النعمان بن مقرن لما وجهه إلى نهاوند قاسماً.
السائب بن الحارث: بن صبرة بفتح المهملة وكسر الموحده ابن سعيد بن سعد بن سهم القرشي السهمي.
قال البخاري: له صحبة. وهو السائب بن أبي وداعة وروى البخاري من طريق إبراهيم بن المطلب أن السائب بن أبي وداعة تصدق بداره سنة سبع وخمسين ومات فيها.
وقال الزبير بن بكار عن عمه: زعموا أنه كان شريكاً للنبي صلى الله عليه وسلم بمكة وهو أخو المطلب بن أبي وداعة. وأما قول أبي عمر: أن السائب هو المطلب فلم يتابع عليه.
السائب بن الحارث: بن قيس بن عدي بن سعد بن سهم القرشي السهمي. أحد السابقين.


قال ابن إسحاق: هاجر إلى الحبشة وكذا ذكره موسى بن عقبة. وذكره ابن إسحاق فيمن قتل بالطائف وكذا ذكره الواقدي وزاد: وقتل معه أيضاً أخوه عبد الله لكن ذكر موسى بن عقبة عن ابن شهاب ووافقه معمر عن ابن شهاب أنه جرح وأنه عاش بعد ذلك إلى أن استشهد بالأردن يوم فحل في أول خلافة عمر سنة ثلاث عشرة وكذا ذكر ابن سعد وزاد: وأمه أم الحجاج كنانية.
السائب بن أبي حبيش: بن المطلب بن أسد بن عبد العزى القرشي الأسدي أخو فاطمة.
ذكره العسكري وقال: لا أعلم له رواية.
وقال ابن سعد في الطبقة الرابعة ممن أسلم يوم الفتح: أمه أم جميل بنت الفاكه بن المغيرة المخزومية وتزوج عاتكة بنت الأسود بن المطلب فولد له منها عبد الله ورقية وأسلم يوم الفتح وأطعمه رسول الله صلى الله عليه وسلم بخيبر ثلاثين وسقاً ولا أعلمه روى عن النبي صلى الله عليه وسلم شيئاً وكانت له سن عالية وله بالمدينة دار كبيرة ومات في زمن معاوية بالمدينة. وقال أبو عمر: هو الذي قال فيه عمر: ذاك رجل لا أعلم فيه عيباً بخلاف غيره.
وقد روي أن عمر قال ذلك في ولده عبد الله بن السائب وكان شريفاً وسيطاً أيضاً والأثبت أنه قاله في السائب وهو أخو فاطمة المستحاضة.
روى عنه سليمان بن يسار وغيره. وقال ابن منده: روى عنه سليمان بن يسار أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: " يا ابن أبي حبيش " رواه الواقدي ولم يزد ابن منده في ترجمته على ذلك.
السائب بن حزن: بن أبي وهب بن عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم المخزومي عم سعيد بن المسيب.
قال ابن عبد البر: أدرك النبي صلى الله عليه وسلم بمولده. وقال مصعب: المسيب والسائب وعبد الرحمن وأبو معبد إخوة أمهم أم الحارث بنت سعيد بن أبي قيس العامرية ولم يرو منهم إلا المسيب.
وقال ابن عبد البر: لا أعلم له رواية.
قلت: زاد ابن سعد في أولاد حزن: حكيم بن حزن وقال: أسلم يوم الفتح واستشهد باليمامة ولم يذكر السائب.
السائب بن خباب: أبو مسلم ويقال أبو عبد الرحمن صاحب المقصورة ويقال: هو مولى فاطمة بنت عتبة بن ربيعة بن عبد شمس. والصواب أنه غيره فإن مولى فاطمة ولد سنة خمس وعشرين ومات سنة تسع وتسعين. ذكر ذلك ابن حبان في الثقات وأما صاحب المقصورة فقال الدارقطني: مختلف في صحبته.
قلت: ولكن تقدم في ترجمة خباب والد السائب هذا أنه مولى فاطمة فلعل ابن حبان لم يحرر مولده.
وقال البخاري: يقال له صحبة. وقال الدارقطني: مختلف في صحبته. وروى له ابن ماجه حديث: " لا وضوء إلا من صوت أو ريح " ولم ينسبه في روايته المشهورة.
ووقع في نسخة: السائب بن يزيد وعليها اعتمد ابن عساكر ونسبه أحمد من طريق محمد بن عمرو بن عطاء عنه فقال: عن السائب بن خباب.
وقال البغوي: لا أعلم له سنداً غيره. انتهى.
وقد أورد له ابن منده آخر وقال الأزدي: تفرد عنه محمد بن عمرو بن عطاء. انتهى. وقد قال أبو حاتم: روى عنه محمد بن عمرو بن عطاء وإسحاق بن سالم أنه قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم.
وقال ابن قسيط عن مسلم بن السائب عن أمه: توفي السائب فأتيت ابن عمر. فذكر قصة.
وذكر عمر بن شبة في أخبار المدينة أن عثمان استعمل السائب بن خباب على المقصورة ورزقه دينارين في كل شهر فتوفي عن ثلاثة رجال: مسلم وبكير وعبد الرحمن.
وغفل ابن حبان فذكر في ثقات التابعين السائب بن خباب. وروي عن ابن عمر أنه مات سنة تسع وتسعين وليس هو صاحب المقصورة ولذا فرقهما.
السائب بن خلاد: بن سويد بن ثعلبة بن عمرو بن حارثة بن امرئ القيس بن مالك الأنصاري الخزرجي أبو سهلة.
قال أبو عبيد: شهد بدراً وولي اليمن لمعاوية وله أحاديث: روى عنه ابنه خلاد وصالح بن حيوان وعطاء بن يسار وغيرهم.
روى له أصحاب السنن حديث رفع الصوت بالتلبية وصححه الترمذي وروى له النسائي آخر في فضل المدينة. وروى أبو داود من طريق صالح بن صفوان عن أبي سهلة حديثاً آخر فزعم أبو عمران أنه السائب بن خلاد الجهني وجزم غيره بأنه الأنصاري.
قال البخاري: السائب بن خلاد أبو سهلة من الخزرج وقال: قال أبو نعيم: إنه مات سنة إحدى وسبعين فيما قال الواقدي.
السائب بن خلاد الجهني: أبو خلاد. روى البخاري في التاريخ والبغوي من طريق حماد بن الجعد عن قتادة عن خلاد الجهني عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم في الاستنجاء.


وروى الطبراني وغيره من طريق ابن أخي الزهري: أخبرني ابن خلاد أن أباه سمع النبي صلى الله عليه وسلم فذكره.
وأورد له الطبراني حديثاً آخر في الدعاء اختلف فيه على بن لهيعة.
السائب بن سويد: مدني. روى بن أبي عاصم والبغوي من طريق محمد بن كعب عن السائب بن سويد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " ما من شيء يصيب من زرع أحدكم من العوافي إلا كتب الله له به أجراً " .
قال البغوي: لا أعلم له غيره.
السائب بن أبي السائب: واسمه صيفي بن عائذ بن عبد الله بن عمر بن مخزوم والد عبد الله بن السائب.
روى له أبو داود والنسائي من طريق مجاهد عن قائد السائب عن السائب أنه كان شريك النبي صلى الله عليه وسلم وقيل: عن مجاهد عن السائب بلا واسطة.
وروى ابن أبي شيبة من طريق يونس بن خباب عن مجاهد: كنت أقود بالسائب فيقول لي: يا مجاهد أدلكت الشمس؟ فإذا قلت: نعم صلى الظهر وذكر سيف بن عمر في الردة أنه كان مع عكرمة بن أبي جهل في قتال أهل الردة وأنه بعثه بشيراً بالفتح إلى أبي بكر.
وروى الزبير بن بكار من طريق يحيى بن كعب مولى سعيد بن العاص عن أبيه أن معاوية حج فطاف ومعه جنده فزحموا السائب بن صيفي فسقط فوقف عليه معاوية وقال: ارفعوا الشيخ فقام فقال: هي يا معاوية؟ أجئتنا بأوباش الشام يصرعوننا حول البيت؟ أما والله لقد أردت أن أتزوج أمك. فقال له معاوية: ليتك فعلت فجاءت بمثل أبي السائب يعني عبد الله بن السائب.
وقد خالف الزبير بن بكار ما دلت عليه هذه القصة فذكر أن السائب بن أبي السائب قتل يوم بدر كافراً فيحتمل أن يكون السائب بن صيفي عنده غير السائب بن أبي السائب.
السائب بن عبد الله المخزومي: قيل: هو ابن صيفي وقيل غيره.
روى أحمد من طريق إبراهيم بن مهاجر عن مجاهد عن السائب بن عبد الله قال: جيء بي إلى النبي صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة فجعل عثمان وغيره يثنون علي فقال لهم: لا تعلموني به كان صاحبي في الجاهلية. الحديث.
وهذا لعله الماضي فإنه هو الذي كان شريكاً وسأذكر قصة الشريك في ترجمة قيس بن السائب إن شاء الله.
وروى الطبراني من طريق يحيى بن عبيد عن أبيه عن السائب بن عبد الله قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم بين الركن اليماني والحجر الأسود يقول: " اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار " .
وقيل: الصواب في هذا عن يحيى بن عبيد عن أبيه عن عبد الله بن السائب. فالله أعلم.
السائب بن عبيد: بن عبد يزيد بن هاشم بن عبد المطلب بن عبد مناف المطلبي جد الإمام الشافعي رضي الله عنه.
ذكر الخطيب في ترجمة الشافعي بغير إسناد أن السائب أسلم يوم بدر: وكان صاحب راية بني هاشم مع المشركين فأسر ففدى نفسه وأسلم.
وروى الحاكم في مناقب الشافعي من طريق إياس بن معاوية عن أنس بن مالك قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم ذات يوم في فسطاط إذ جاء السائب بن عبيد ومعه ابنه فقال: " من سعادة المرء أن يشبه أباه " .
ويقال: إن السائب هذا كان ممن يشبه النبي صلى الله عليه وسلم.
وقال الزبير في كتاب النسب: ولد عبيد بن عبد يزيد السائب وكان يشبه بالنبي صلى الله عليه وسلم. وأسر يوم بدر.
وذكر ابن الكلبي أنه كان يشبه بالنبي صلى الله عليه وسلم.
وأخرج الحاكم في مناقب الشافعي من طريق أبي محمد أحمد بن محمد بن عبد الله بن محمد بن العباس بن عثمان بن شافع بن السائب قال: سمعت أبي يقول: اشتكى السائب بن عبيد فقال عمر: اذهبوا بنا نعود السائب بن عبيد فإنه من مصاصة قريش قال النبي صلى الله عليه وسلم حين أتى به. وبعمه العباس: " هذا أخي " .
قال البيهقي بعد تخريجه: فالسائب بن عبيد صحابي وابنه شافع صحابي وأخوه عبد الله بن السائب صحابي.
وقال زكريا الساجي في مناقب الشافعي: سمعت أحمد بن محمد بن حميد العدوي النسابة يقول: أم السائب بن عبيد الشفاء بنت الأرقم بن هاشم بن عبد مناف وأم الشفاء هذه خالدة بنت أسد بن هاشم خالة علي بن أبي طالب وإخوته.
السائب بن عثمان: بن مظعون بن حبيب الجمحي. يأتي نسبه في ترجمة أبيه.
قال ابن إسحاق: أسلم في أول الإسلام وهاجر إلى الحبشة وشهد بدراً والمشاهد واستشهد باليمامة واستعمله النبي صلى الله عليه وسلم على المدينة في غزوة بواط. وكذا ذكره موسى بن عقبة وغيره في البدريين.


وقال ابن سعد: كان بن الكلبي يقول: إن الذي شهد بدراً السائب بن مظعون عم هذا. قال ابن سعد: وذلك وهم منه لمخالفته جميع أهل السير فإنهم كلهم أثبتوه فيمن شهد بدراً وما بعدها وجرح باليمامة فمات ذلك السهم وهو ابن بضع وثلاثين سنة.
السائب بن عمير القاري: ويقال: الأزدي. له ذكر في حديث أخرجه ابن منده من طريق أحمد بن عصام عن أبي عاصم عن ابن جريج عن إسماعيل بن محمد بن سعد قال: أمر النبي صلى الله عليه وسلم السائب بن عمير القاري إن مات سعد بن خولة ألا يقبر بمكة.
وأخرجه الفاكهي من طريق أخرى عن ابن جريج نحوه.
وسيأتي في ترجمة عمرو بن القاري نحو هذا لكن في حق سعد بن أبي وقاص.
السائب بن العوام القرشي: الأسدي أخو الزبير شقيقه.
روى البخاري والبلاذري من طريق هشام بن عروة عن أبيه أنه استشهد باليمامة. وكذا ذكره موسى بن عقبة وابن إسحاق. ورأيت في ديوان حسان رواية أبي سعيد السكري عن ابن حبيب: وليس للسائب بن العوام عقب.
وقد شهد بدراً. وذكر ابن الكلبي أنه شهد الخندق وغيرها.
السائب بن قيس السهمي: ذكر أبو حذيفة البخاري في الفتوح أنه استشهد بأجنادين ولعله السائب بن الحارث بن قيس الذي تقدم أو هو عمه إن ثبت.
السائب بن مظعون الجمحي: أخو عثمان تقدم كلام ابن الكلبي في ترجمة السائب بن عثمان بن مظعون واعتمد أبو عمر ذلك فقال: ذكره ابن الكلبي فيمن شهد بدراً ولم يذكره موسى بن عقبة.
السائب بن نميلة: قال أبو عمر: مذكور في الصحابة.
وروى ابن شاهين من طريق عبد الكريم بن أبي المخارق عن مجاهد عن السائب بن نميلة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " صلاة القاعد على النصف من صلاة القائم " قال أبو عمر: ولا أعلم له غيره وأخشى أن يكون مرسلاً.
قلت: ذكر ابن منده أن السائب بن أبي السائب يقال له السائب بن نميلة فإن ثبت فهو هذا.
السائب بن أبي وداعة: تقدم في السائب بن الحارث.
السائب الغفاري: صحابي نزل مصر ذكره ابن يونس. وأخرج البغوي وأبو نعيم ومحمد بن الربيع الجيزي في الصحابة الذين نزلوا مصر من طريق أبي قبيل: سمعت رجلاً من بني غفار يقول: أتت بي أمي إلى النبي صلى الله عليه وسلم وعلى تميمة فقطعها وقال: " ما اسمك " ؟ قال: قلت: السائب. قال: " بل اسمك عبد الله " . قال أبو قبيل: فقلت: على أيهما تجيب؟ قال: على كليهما. فقلت: لكني والله لو كنت أنا ما أجبت إلا على الاسم الذي سماني به رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وأخرجه ابن منده من هذا الوجه مختصراً قال: لا أعلم له غيره. وسيأتي في العبادلة أتم من هذا إن شاء الله تعالى.
السائب الثقفي: مولى غيلان بن سلمة. روى ابن يونس في تاريخ مصر من طريق يزيد بن أبي حبيب عن نافع بن السائب أن أباه كان عبداً لغيلان بن سلمة الثقفي فأسلم فأعتقه النبي صلى الله عليه وسلم فلما أسلم غيلان رد النبي صلى الله عليه وسلم عليه ولاءه.
السائب بن يزيد بن سعيد: بن ثمامة ويقال: عائذ بن الأسود الكندي أو الأزدي وقيل: هو كناني ثم ليثي وقيل: هذلي يعرف بابن أخت النمر والنمر خال أبيه يزيد هو النمر بن جبل ووهم من قال إنه النمر بن قاسط وسيأتي شيء من ذلك في ترجمة يزيد.
وقال الزهري: هو أزدي حالف بني كنانة له ولأبيه صحبة.
روى البخاري من طريق محمد بن يوسف عن السائب بن يزيد قال: حج أبي مع النبي صلى الله عليه وسلم وأنا ابن ست سنين.
ومن طريق الزهري عنه قال: خرجت مع الصبيان نتلقى النبي صلى الله عليه وسلم من تبوك.
وفي الصحيحين أيضاً من طريق محمد بن يوسف عن السائب أن خالته ذهبت به وهو وجع فمسح النبي صلى الله عليه وسلم رأسه ودعا له وتوضأ فشرب من وضوئه ونظر إلى خاتم النبوة وأم أم السائب أم العلاء بنت شريح الحضرمية وكان العلاء بن الحضرمي خاله.
وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث وعن أبيه وعمر وعثمان وعبد الله بن السعدي وخاله نصر وحويطب بن عبد العزيز وطلحة وسعد وغيرهم.
روى عنه الزهري ويحيى بن سعيد الأنصاري وإبراهيم بن قارظ وآخرون.
قال مصعب الزبيري: استعمله عمر على سوق المدينة هو وسليمان بن أبي خيثمة وعبد الله بن عتبة بن مسعود.
وقال أبو نعيم: مات سنة اثنتين وثمانين. وقيل بعد التسعين. وقيل: سنة إحدى وقيل: سنة أربع.


وقال بن أبي داود: هو آخر من مات بالمدينة من الصحابة ووهم يعقوب بن سفيان فذكره فيمن قتل يوم الحرة.
السين بعدها الباء
سباع بن ثابت الزهري: حليفهم.
ذكره البغوي وابن قانع في الصحابة وأخرجا له من رواية عبيد الله بن أبي يزيد عنه قال: أدركت أهل الجاهلية وهم يطوفون بين الصفا والمروة ويقولون: اليوم نقر عينا بقرع المروتينا.
ووجه الدلالة من هذا على صحبته ما تقدم من أنه لم يبق بمكة قرشي إلا شهد حجة الوداع مع النبي صلى الله عليه وسلم. وهذا قرشي أدرك الجاهلية وبقي بعد ذلك حتى سمع منه عبيد الله بن أبي يزيد وهو من صغار التابعين.
ولسباع هذا رواية أيضاً عن عمر وله حديث في السنن عن أم كرز الكعبية الصحابية من رواية عبيد الله عنه أيضاً وقيل: من رواية عبيد الله عن أبيه عنه.
سباع بن زيد: أو ابن يزيد بن ثعلبة بن قزعة بن عبد الله بن مخزوم بن مالك بن غلاب بن قطيعة بن قيس العبسي.
روى ابن شاهين من طريق ابن الكلبي حدثني أبو الشغب العبسي قال: وفد على رسول الله صلى الله عليه وسلم تسعة رهط من عبس منهم سباع بن زيد بن قزعة وأبو الحصين بن لقمان فأسلموا فدعا لهم وعقد لهم لواء وقال: ابغوني رجلاً يعشركم. وجعل شعارهم يا عشرة.
ومن طريق الحسين بن محمد بن علي الأزدي: حدثنا عائذ بن حبيب العبسي عن أبيه حدثني مشيخة من بني عبس عن سباع بن زيد أنهم وفدوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكروا له قصة خالد بن سنان فقال: " ذاك نبي ضيعه قومه " .
سباع بن عرفطة الغفاري: ويقال له الكناني.
له ذكر في حديث أبي هريرة فروى ابن خزيمة والبخاري في التاريخ الصغير والطحاوي من طريق خثيم بن عراك عن أبيه عن أبي هريرة قال: قدمت المدينة والنبي صلى الله عليه وسلم بخيبر وقد استخلف على المدينة سباع بن عرفطة فشهدنا معه الصبح وجهزنا فأتينا النبي صلى الله عليه وسلم بخيبر.
قال البخاري: ورواه وهيب عن أبيه عن نفر من قومه قالوا: قدم أبو هريرة. فذكره. قلت: وطريق وهيب هذه وصلها البيهقي في الدلائل.
وقال أبو حاتم: استعمله النبي صلى الله عليه وسلم على المدينة في غزوة دومة الجندل.
سبرة بن أبي سبرة: هو ابن يزيد يأتي.
سبرة بن عمرو: بن سابط الأنصاري. ذكره ابن حبان في الصحابة.
سبرة بن عمرو التميمي: ذكره ابن إسحاق في وفد بني تميم منهم الأقرع والقعقاع بن معبد.
وذكر سيف أن خالد بن الوليد استعمله لما توجه إلى العراق وأنه كان مع المثنى بن حارثة في جملة قواده في حروب العراق.
سبرة بن عوسجة: ذكره ابن حبان في الصحابة وقال: مات في ولاية معاوية وفرق بينه وبين سبرة بن معبد وقال غيره: هما واحد وهو سبرة بن معبد بن عوسجة نسب لجده.
سبرة: كالذي قبله: بفتح أوله وسكون ثانيه ويقال بميم مضمومة بدل الموحدة ابن فاتك بن الأخرم الأسدي بفتح الهمزة وسكون السين: هو الأزدي هكذا يقال بالسين والزاي صرح بذلك أبو القاسم في طبقات أهل حمص وأما ابن أبي عاصم فقال إنه بفتح السين ثم جعله من بني أسد بن خزيمة وهو أخو خريم بن فاتك.
روى الطبراني من طريق الشعبي عن أيمن بن خريم قال: كان أبي وعمي شهدا بدراً وذكر الواقدي هذا الكلام واستنكره وقال: إنما أسلم خريم وأخوه بعد الفتح.
قلت: ولهذا لم يذكرا في البدريين. وقد وقع لي في غرائب شعبة لابن منده من طريق جبير بن نفير عن سبرة بن فاتك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " الميزان بيد الرحمن يرفع أقواماً ويضع آخرين " الحديث.
وأخرجه من طريق أخرى فقال: سمرة.
وروى ابن منده أيضاً من طريق عبد الله بن يوسف التنيسي قال: كان سبرة بن فاتك هو الذي قسم دمشق بين المسلمين. وذكره محمد بن عائذ عن أبي مسهر عن سعيد بن عبد العزيز مثله.
وروى الطبراني في مسند الشاميين أن سبرة بن فاتك مر بأبي الدرداء فقال: إن مع سبرة نوراً من نور محمد صلى الله عليه وسلم.
ومن طريق محفوظ بن علقمة عن عبد الرحمن بن عائذ قال: لقد رأيت رجلاً سب سبرة فكظم غيظه متحرجاً من جوابه حتى بكى من الغيظ.
سبرة بن الفاكه: ويقال ابن الفاكهة ويقال ابن أبي الفاكه المخزومي.


وقيل الأسدي. صحابي نزل الكوفة. له حديث عند النسائي بإسناد حسن إلا أن في إسناده اختلافاً ولفظه: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " إن الشيطان قعد لابن آدم بأطرقه " الحديث في قضية الجهاد. وقد صححه ابن حبان ووقع عنده سبرة ابن أبي فاكه روى عنه عمارة بن خزيمة وسالم بن أبي الجعد.
سبرة بن معبد: بن عوسجة بن حرملة بن سبرة الجهني أبو ثرية بفتح المثلثة وكسر الراء وتشديد التحتانية وقيل: مصغر. صحابي.
نزل المدينة وأقام بذي المروة وروى عنه ابنه الربيع وذكر ابن سعد أنه شهد الخندق وما بعدها ومات في خلافة معاوية.
وقد علق له البخاري وروى له مسلم وأصحاب السنن وعند مسلم وغيره من حديثه أنه خرج هو وصاحب له من بني سليم يوم الفتح فأصابا جارية من بني عامر جميلة فأراد أن يستمتعا منها قالت: فما تعطياني؟ فقال كل منا: بردي قال: فجعلت تنظر فتراني أشب وأجمل من صاحبي وترى برد صاحبي أجود من بردي قال: فاختارتني على صاحبي فكنت معها ثلاثاً ثم أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم أن نفارقهن.
وروى سيف في الفتوح أنه كان رسول علي لما ولي الخلافة بالمدينة إلى معاوية يطلب منه بيعة أهل الشام.
سبرة بن يزيد: بن مالك بن عبد الله بن ذؤيب بن سلمة بن عمرو بن ذهل الجعفي هو سبرة بن أبي سبرة.
روى أبو أحمد الحاكم من طريق حجاج بن أرطاة عن عمير بن سعيد عن سبرة بن أبي سبرة أن أباه أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال له: " ما ولدك؟ " قال: عبد العزى والحارث وسبرة فغير عبد العزى فقال: " هو عبد الله " . وقال: " إن من خير أسمائكم عبد الله وعبد الرحمن والحارث " .
وزعم ابن قانع أن أبا سبرة صاحب هذا الحديث هو معبد بن عوسجة الجهني. فالله أعلم.
وروى أبو نعيم من طريق زياد بن منذر عن عبد العزيز عن أبي سبرة. حدثني أبي قال: كنا جلوساً عند النبي صلى الله عليه وسلم فذكر قصة فيها فأقبل علينا وهو يقول: " والذي نفسي بيده ليخرجن من هذا المسجد فتن كصياصي البقر " . وسيأتي له ذكر في ترجمة عزيز.
سبيع بن حاطب: بن قيس بن هيشة بن الحارث بن أمية بن معاوية بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف الأنصاري الأوسي.
ذكره موسى بن عقبة وابن إسحاق فيمن شهد بدراً واستشهد بها لكن عند موسى سبيق بقاف بدل العين. وحكى ابن هشام فيه سويبق: بالتصغير.
سبيع بن قيس: بن عائشة بن أمية بن مالك بن عامرة بن عدي بن كعب بن الخزرج الأنصاري.
ذكره ابن شاهين ونقل عن ابن الكلبي أنه شهد بدراً وأحداً.
سبيع بن نصر المزني: له ذكر في حديث قال عمر بن شبة: حدثنا موسى حدثنا حماد عن عبد الملك بن عمير قال: لما قدم الناس المدينة وكثروا بها قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يرحم الله رجلاً كفانا قومه " فقام سبيع بن نصر فقال: من كان ههنا من مزينة فليقم. فقامت حتى خفت المجالس فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يرحم الله مزينة " ثلاث مرات.
سبيق: مضى في سبيع.
السين بعدها الجيم
سجار يأتي في الشين المعجمة.
سجل: كاتب النبي صلى الله عليه وسلم.
أخرج أبو داود والنسائي وابن مردويه من طريق أبي الجوزاء عن بن عباس قال: السجل: كاتب النبي صلى الله عليه وسلم.
وروى النسائي من وجه آخر عن أبي الجوزاء عن ابن عباس أنه قال في قوله تعالى: " يوم نطوي السماء كطي السجل للكتب " الأنبياء104. قال: السجل هو الرجل. زاد بن مردويه: والسجل هو الرجل بالحبشية.
وروى ابن مردويه وابن منده من طريق حمدان بن سعيد عن ابن نمير عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر قال: كان للنبي صلى الله عليه وسلم كاتب يقال له السجل فأنزل اللهعز وجل: " يوم نطوي السماء كطي السجل للكتب " الأنبياء104. قال: لا: السجل هو الرجل. زاد ابن مردويه: والسجل هو الرجل بالحبشية.
وأخرجه أبو نعيم لكن قال حمدان بن علي ووهم ابن منده في قوله ابن سعيد قال ابن منده: تفرد به حمدان.
قلت: إن كان هو ابن علي فهو ثقة معروف واسمه محمد بن علي بن مهران وكان من أصحاب أحمد ولكن قد رواه الخطيب في ترجمة حمدان بن سعيد البغدادي من تاريخه فترجحت رواية ابن منده ونقل عن البرقاني أن الأزدي قال: تفرد به ابن نمير.
قلت: ابن نمير من كبار الثقات فهذا الحديث صحيح بهذه الطرق وغفل من زعم أنه موضوع.


نعم ورد ما يخالفه فأخرجه ابن أبي حاتم من طريق أبي جعفر الباقر أن السجل ملك كان له في أم الكتاب كل يوم ثلاث حجات فذكر قصة في أقوال الملائكة: " أتجعل فيها من يفسد فيها " البقرة30. وزاد النقاش في تفسيره أنه في السماء الثانية يرفع فيه أعمال العباد في كل اثنين وخميس. ونقل الثعلبي وغيره عن ابن عباس ومجاهد: السجل الصحيفة.
السين بعدها الحاء
سحيم: بالتصغير ابن خفاف. ذكره أحمد بن محمد بن عيسى فيمن نزل حمص من الصحابة.
روى الطبراني في مسند الشاميين من طريق محفوظ بن علقمة عن عبد الرحمن بن عائذ قال: قال سحيم بن خفاف: قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقرب الساعة والدجال حتى قمت إلى غنمي وهي خمسمائة شاة مرقد كل شاة مرقد ناقة فبعتها شيئاً فشيئاً مما ظننت أن الساعة حاضرة.
سحيم: آخر غير منسوب ويحتمل أنه الخزاعي.
روى أحمد من طريق أبي الزبير: سألت جابراً عن القتيل الذي قتل فأذن فيه سحيم فقال جابر: أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم سحيماً أن يؤذن في الناس أن لا يدخل الجنة إلا مؤمن ولا أعلم أحداً قتل.
وروى ابن شاهين من طريق محمد بن عبيد الله العرزمي عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده وسعيد بن المسيب عن عبد الله بن عمرو أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعلي ومعاذ بن جبل وبديل بن ورقاء وسحيم: أن نادوا في الناس فانهوهم أن يصوموا أيام التشريق فإنها أيام أكل وشرب.
سحيم: يأتي في سمحة.
السين بعدها الخاء
سخبرة الأزدي: بسكون الزاي والد عبد الله بن سخبرة ويقال له الأسدي بسكون السين.
وروى الترمذي من طريق أبي داود الأعلمي أحد المتروكين عن عبد الله بن سخبرة عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من طلب العلم كان كفارة لما مضى " . وله حديث آخر أخرجه الطبراني من طريق عبد الله بن سخبرة عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من ابتلي فصبر وأعطي فشكر وظلم فغفر وظلم فاستغفر أولئك لهم الأمن وهم مهتدون " .
وفي سنده أبو داود أيضاً.
سخبرة بن عبيدة الأسدي: من بني أسد بن خزيمة.
ذكره ابن إسحاق فيمن تقدم إسلامه من بني غنم بن دودان فيمن هاجر قديماً.
سخرور: بفتح أوله وسكون ثانيه بوزن عصفور هو ابن مالك الحضرمي.
ذكره ابن يونس في تاريخه فقال: له صحبة وسكن مصر وشهد فتحها وله خطبة قام بها وذكر فيها حديثاً عن النبي صلى الله عليه وسلم وقد ذكرها أبو عمر الكندي من طريق الوليد بن سليمان أنه سمع عائذ بن جابر بن ربيعة الحضرمي يقول: لما سار مروان إلى مصر أجمع أهل مصر على منعه إلا طائفة من أشرافهم فقام في كل قبيل خطيب يحضونهم على الطاعة لابن الزبير وقام سخرور بن مالك الحضرمي خطيباً في حضرموت وكان قد رأى النبي صلى الله عليه وسلم وبايعه فخطبهم فقال: ألا إنه من نكث صفقة يمينه طائعاً فقد خرج من الإسلام فذكرها.
قال: فلما صالح أهل مصر مروان على الدخول ودخلها قال سخرور: اللهم لا أراه ولا يراني فقد طال عمري فاقبضني إليك فتوفي بعد دخول مروان مصر بتسع ليال.
السين بعدها الراء
سراج بن قرة: بن ربعي بن زرعة بن الكاهن بن عمرو بن عوف بن أبي ربيعة بن الصموت بن عبد الله عبد بن كلاب الشاعر. جاهلي معروف.
زعم أبو الحسين بن سراج الأندلسي شيخ عياض أنه جده وأنه وفد على النبي صلى الله عليه وسلم وكان يقول: إنه ابن قرة بضم القاف والراء والمعروف في الشاعر أنه ابن قوة بالواو.
قال عياض: لم أر أحداً تابع شيخنا على أن لسراج وفادة. وقد ذكر أبو مروان بن جناح مؤرخ الأندلس أن عبد الله بن مروان بن سراج من موالي عبد الرحمن بن معاوية الداخل وأن القاضي سراج بن عبد الملك كان يصرح بولائهم ويفتخر بكتاب عتق جده الأكبر سراج وقد ذكره أبو الوليد بن طريف الكاتب في أخبار عبد الملك بن سراج أن سلفه أصابهم سباء فصيرهم في موالي بني أمية.
قال عياض: وشيخنا مسلم له ما ادعاه من ذلك لتقدمه في علم الأثر وإمامته وثقته.
قلت: وقد ذكر المرزباني في معجم الشعراء سراج بن قوة العامري أحد بني الصموت بن عبد الله بن كلاب وقال: إنه جاهلي وأنشد له شعراً قاله في يوم من أيام الجاهلية.


سراج بن مجاعة: بن مرارة بن سلمى اليمامي الحنفي. لأبيه صحبة. وأما هو فقال ابن حبان: له صحبة ثم ذكره في التابعين وكذا ذكره في التابعين البخاري وأبو حاتم وذكره الباوردي وابن السكن وابن قانع وجملة في الصحابة وأوردوا له من طريق عنبسة بن عبد الواحد القرشي عن الرحيل بن إياس بن نوح بن مجاعة عن عمه هلال بن سراج بن مجاعة عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم أعطى مجاعة أرضاً باليمامة " الحديث.
وروى أبو داود من طريق هلال بن سراج عن أبيه سراج عن أبيه مجاعة حديثاً.
سراج التميمي: غلام تميم الداري يكنى أبا مجاهد.
ذكره ابن منده والخطيب في المؤتلف.
وقال ابن منده: أنبأنا الحسن بن أبي الحسن العسكري بمصر أنبأنا عبد الرحمن بن أحمد الفهري حدثنا سلامة بن سعيد بن زياد حدثنا يزيد بن عباس بن حكيم بن خيار بن عبد الله بن يحيى بن علي بن مجاهد بن سراج حدثني أبي عن أبيه عن جده عن أبيه علي بن مجاهد عن سراج وكان اسمه فتحاً قال: قدمنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن خمسة غلمان لتميم وكانت تجارتنا الخمر فأمرني النبي صلى الله عليه وسلم فشققتها.
وقال الخطيب ومن خطه مضبوطاً نقلت: أخبرني عبد العزيز بن أبي الحسن القرميسيني حدثنا محمد بن أحمد بن محمد بن يعقوب المفيد كذا حدثنا سلامة بن سعيد الداري حدثني أبو حامد يزيد بن العباس بن حكيم بن خيار فذكر النسب مثله إلى سراج حدثني أبي عن أبيه عن جده عن أبيه عن جده كذا فيه مرتين عن أبيه علي بن مجاهد عن جده مجاهد عن أبيه سراج سادن بيت المقدس وكان اسمه فتحاً كذا بخطه بمثناه من فوق ساكنةه ثم حاء مهملة قال: قدمنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن خمسة غلمان لتميم الداري معه وكانت تجارتهم الخمر فلما نزل تحريم الخمر على النبي صلى الله عليه وسلم أمرني فشققتها فقال النبي صلى الله عليه وسلم لتميم: " بعني غلمانك لأعتقهم " فقال له تميم: قد أعتقتهم يا رسول الله.
قال: وكان يسرج في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم بسعف النخل فقدمنا بالقناديل والزيت والحبال فأسرجت المسجد فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " من أسرج مسجدنا " ؟ فقال تميم: غلامي هذا قال: " ما اسمه؟ " قال: فتح. قال النبي صلى الله عليه وسلم: " بل اسمه سراج " فسماني رسول الله صلى الله عليه وسلم سراجاً فذكر قدومه وتشقيق الخمر.
قلت: أغفل ابن منده وغيره ذكره في فتح في حرف الفاء ولم يستدركه أبو موسى بل ذكره هناك تابعياً من أهل اليمن.
وروى عن صحابي لم يسمه وحديثه في مسنده أحمد ونسبه إلى تخريج أبي بكر بن أبي علي وغيره وأن جعفر المستغفري ضبطه بنون ثقيلة بعد الفاء وآخره جيم وهو اسم فارسي فجوزت أن غلام تميم كان هذا اسمه لكن رأيته كما تقدم بخط الخطيب بمثناة وحاء مهملة وكذا في نسخة الاستيعاب.
سرار بن ربيع: ذكره ابن إسحاق وابن الأمين في ذيله على الاستيعاب من حديث محمد بن إسماعيل الصائغ فليحرر.
ذكر من اسمه سراقة
سراقة بن جعشم: هو ابن مالك. يأتي.
سراقة بن الحارث: صحابي قال الطبري: له رواية ولا يوقف على نسبه.
سراقة بن الحارث: يأتي في الذي بعده.
سراقة بن الحباب: بن عدي الأنصاري ثم العجلاني.
ذكره موسى بن عقبة فيمن استشهد بحنين وذكره ابن إسحاق كذلك لكن سمى أباه الحارث كذا في تهذيب السيرة لابن هشام لكن ذكره يونس بن بكير عن ابن إسحاق في المغازي فسمى أباه الحباب على الصواب.
ووهم ابن عبد البر ففرق بين سراقة بن الحارث وسراقة بن الحباب قاله ابن الأثير قال: والحق أنهما واحد وكذا نبه عليه ابن فتحون.
سراقة بن سراقة: روى ابن منده من طريق يعقوب بن عتبة عن عبد الواحد بن عوف عن سراقة بن سراقة قال: أصاب سنان بن سلمة نفسه يوم خيبر بالسيف فلم يجعل له رسول الله صلى الله عليه وسلم دية.
سراقة بن عمرو: بن زيد بن عبد مناة بن عامر بن عدي بن كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج الأنصاري. ذكر العدوي أنه شهد أحداً وما بعدها واستشهد يوم القادسية.
سراقة بن عمرو: بن عطية بن خنساء بن مبذول بن عمرو بن غنم بن مالك بن النجار الأنصاري الخزرجي.
قال أبو حاتم: بدري لا رواية له وقال ابن سعد: أمه عتيلة بنت قيس بن زعوراء بن حرام النجاري.
شهد بدراً وأحداً والخندق وغيرها واستشهد بمؤتة.


وذكره ابن إسحاق والواقدي فيمن شهد بدراً واستشهد يوم مؤتة. وكذا قال أبو الأسود عن عروة.
سراقة بن عمرو: لقبه ذو النور.
قال أبو عمر: ذكروه في الصحابة ولم ينسبوه. وكان أحد الأمراء بالفتوح وقد تقدم غير مرة أنهم كانوا لا يؤمرون إلا الصحابة.
ذكر سيف في الفتوح أن عمر رد سراقة بن عمرو إلى الباب وجعل على مقدمته عبد الرحمن بن ربيعة الباهلي قال: وسراقة هو الذي صالح سكان أرمينية ومات هناك فاستخلف عبد الرحمن فأقره عمر على عمله وكان سراقة يدعى ذا النور وكذلك عبد الرحمن.
سراقة بن عمير: أحد البكائين. ذكره الطبراني من طريق عبد الغني بن سعيد أحد الضعفاء في تفسيره من طريق عطاء والضحاك عن ابن عباس في قوله تعالى: " ولا على الذين إذا ما أتوك لتحملهم " التوبة92. الآية. منهم سراقة بن عمير.
وقد تقدم سالم بن عمير بهذه القصة فيحتمل أن يكونا أخوين.
سراقة بن كعب: بن عمرو بن عبد العزى بن غزية وقيل: عروة بن عمرو بن عبد عوف بن غنم بن مالك بن النجار.
ذكره ابن إسحاق وأبو معشر وغيرهما فيمن شهد بدراً.
وقال ابن الكلبي: استشهد باليمامة وأما أبو عمر فقال: عاش إلى خلافة معاوية.
سراقة بن مالك بن جعشم: بن مالك بن عمرو بن تيم بن مدلج بن مرة بن عبد مناة بن كنانة الكناني المدلجي. وقد ينسب إلى جده. يكنى أبا سفيان كان ينزل قديداً.
روى البخاري قصته في إدراكه النبي صلى الله عليه وسلم لما هاجر إلى المدينة ودعا النبي صلى الله عليه وسلم عليه حتى ساخت رجلا فرسه ثم إنه طلب منه الخلاص وألا يدل عليه ففعل وكتب له أماناً وأسلم يوم الفتح.
ورواها أيضاً من طريق البراء بن عازب عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه وفي قصة سراقة مع النبي صلى الله عليه وسلم يقول سراقة مخاطباً لأبي جهل:
أبا حكم والله لو كنت شاهداً ... لأمر جوادي إذ تسوخ قوائمه
علمت ولم تشكك بأن محمداً ... رسول ببرهانٍ فمن ذا يقاومه؟
وقال ابن عيينة عن إسرائيل أبي موسى عن الحسن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لسراقة بن مالك: " كيف بك إذا لبست سواري كسرى؟ " قال: فلما أتي عمر بسواري كسرى ومنطقته وتاجه دعا سراقة فألبسه وكان رجلاً أزب كثير شعر الساعدين فقال له: أرفع يديك وقل: الحمد لله الذي سلبهما كسرى بن هرمز وألبسهما سراقة الأعرابي.
وروى ذلك عنه ابن أخيه عبد الرحمن بن مالك بن جعشم وروى عنه ابن عباس وجابر وسعيد بن المسيب وطاوس.
قال أبو عمر: مات في خلافة عثمان سنة أربع وعشرين. وقيل: بعد عثمان.
سراقة بن مالك الأنصاري: أخو كعب بن مالك.
ذكره الحاكم. وروى من طريق ابن إسحاق عن الزهري عن عبد الله بن كعب بن مالك عن أبيه عن أخيه سراقة بن مالك أنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الضالة ترد حوضه فهل له أجر؟ الحديث.
وفي إسناده ضعف فإن فيه ابن لهيعة ولم أر من ذكر سراقة هذا في الصحابة إلا أنه سيأتي في ترجمة سهل بن مالك ذكر شيء رواه الطحاوي من طريق عبد الرحمن بن كعب بن مالك عن عمه ولم يسمه فيحتمل أن يكون هو.
سراقة بن مرداس السلمي: أخو العباس لم أر من ذكره في الصحابة لكن وجدت ما يدل على ذلك قال أبو الفرج الأصبهاني: كان العباس بن مرداس يكنى أبا الهيثم وفي ذلك يقول أخوه سراقة يرثيه:
أعين ألا أبكي أبا الهيثم ... وأذري الدموع ولا تسأمي
ووجه الدلالة من ذلك أن بقاءه إلى أن مات أخوه العباس مع أن أباهما مات قبل الإسلام يدل على إدراكه وقد كان العباس يوم الفتح في ألف من بني سليم فأخوه كان منهم لا محالة.
ومات العباس في خلافة عمر أو عثمان فإن في ترجمته أنه نزل البصرة وكان يقيم بالبادية ويقال: إنه قدم دمشق وابتنى بها داراً.


سراقة بن المعتمر: بن أنس بن أذاة بن رياح بن عبد الله بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب القرشي العدوي من رهط عمر. زعم ابن الكلبي أنه شهد بدراً ولم يتابع على ذلك إلا أن يكون أراد أنه شهدها مشركاً ثم أسلم بعد ذلك وهو والد عمرو بن سراقة ثم وجدت عن أبي عبيد نظير ما نقلته عن ابن الكلبي وهو لا يزال يتبعه. وكان سراقة في أول الإسلام شديداً على المسلمين حتى قال النبي صلى الله عليه وسلم: " أشد الناس عذاباً كل جبار جعار يعار صخاب في الأسواق مثل سراقة بن المعتمر " . حكاه البلاذري وسقط أنس من نسبه عند ابن الأثير وأما ابن الأمين فانتهى به إلى أنس وذكر أنه شهد بدراً. وسيأتي ما جاء في ذلك في ترجمة أبيه عمرو بن سراقة.
سرحان: مولى أبي راشد عبد الرحمن بن عبيد الأزدي. يأتي ذكره في ترجمة مولاه عبد الرحمن في حديث أخرجه الدولابي في الكنى.
سرع: بفتح أوله وسكون الراء. ذكر يحيى بن منده عن عبد الله بن إشكاب أنه ذكره في الأفراد.
سرقوحة: غير منسوب. ولا تحرر لي ضبط اسمه.
وحديثه في جامع ابن عيينة من روايته عن عبيد الله بن أبي يزيد عن عبيد بن عمير قال: أتي رسول الله صلى الله عليه وسلم برجل يقال له سرقوحة ليقتل فقال: " هل يصلي؟ " فقالوا: إذا رآه الناس قال: " إني نهيت أن أقتل المصلين " .
سرق: بضم أوله وتشديد الراء بعدها قاف وضبطه العسكري بتخفيف الراء وزن غدر وعمر وأنكر على أصحاب الحديث تشديد الراء ويقال اسم أبيه أسد.
صحابي نزل مصر ويقال: كان اسمه الحباب فغيره النبي صلى الله عليه وسلم وهو جهني ويقال دئلي ويقال أنصاري.
قال ابن يونس والأزدي: له صحبة وشهد فتح مصر واختط بها.
وروى ابن منده من طريق عبد الصمد بن عبد الوارث عن عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار عن زيد بن أسلم قال: رأيت شيخاً بالإسكندرية يقال له سرق فقلت: ما هذا الاسم؟ فقال: سمانيه رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وأخرجه أبو موسى أيضاً والحسن بن سفيان من طريق مسلم بن خالد عن زيد بن أسلم عن عبد الرحمن بن البيلماني قال: كنت بمصر فقال لي رجل: ألا أدلك على رجل من الصحابة؟ قلت: نعم فذكر الحديث مطولاً وفيه سبب تسميته بذلك وسيأتي في العبادلة من الكنى أن عبد الرحمن القيني بقاف مفتوحة ثم ياء مثناة تحتانية ثم نون حدث بقصة سرق المذكور. ومات في خلافة عثمان. وروى له ابن ماجة حديثاً من طريق رجل من أهل مصر عنه في اليمين والشاهد والله أعلم بالصواب.
سرق: آخر هو من الجن الذين آمنوا. روى البيهقي في الدلائل من طريق إسماعيل بن أبي أويس عن أبي معمر الأنصاري. قال: بينما عمر بن عبد العزيز يسير بفلاة من الأرض قاصداً مكة إذا هو بحية ميتة فقال علي بمحفار فحفر له ثم لفه في خرقة فدفنه فإذا بهاتف يهتف: رحمة الله عليك يا سرق فأشهد لسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " تموت يا سرق بفلاة من الأرض فيدفنك خير أمتي " .
فقال له عمر بن عبد العزيز: من أنت؟ قال: أنا رجل من الجن وهذا سرق ولم يكن بقي ممن بايع النبي صلى الله عليه وسلم غيري وغيره.
وروينا في خبر عباس الترقفي شبيه هذه القصة.
وسيأتي في حرف الخاء المعجمة من النساء إن شاء الله تعالى.
سريع بن الحكم السعدي: من بني تميم.
قال ابن السكن: يعد في البصريين.
وروى يعقوب بن سفيان في تاريخه عن سهل بن وقاص بن سريع حدثني عمي سريع بن سريع حدثنا عمي كريز بن أبي وقاص أن أباه وقاص بن سريع حدثه أن أباه سريع بن الحكم حدثه قال: خرجت في وفد بني تميم حتى قدمنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأدينا إليه صدقات أموالنا فذكر الحديث بطوله.
قال ابن منده: هذا حديث غريب تفرد به سهل وأخرجه الباوردي وابن السكن من طريق سهل بن وقاص. وذكر الباوردي أنه دل خالد بن الوليد لما توجه إلى اليمامة ليقتل مسيلمة. وله في ذلك آثار حسنة.
السين بعدها العين
ذكر من اسمه سعد ساكن العين
سعد بن الأخرم: الطائي. روى عبد الله بن أحمد في زيادات المسند وابن أبي عمر وابن أبي شيبة من طريق الأعمش عن عمرو بن مرة عن المغيرة بن سعد الأخرم عن أبيه أو عن عمه قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم بعرفة وأخذت بزمام ناقته فدفعت عنه فقال: دعوه. فذكر الحديث في سؤاله عما يباعده من النار قال: " تعبد الله لا تشرك به شيئاً. " الحديث.


وروى الحسن بن سفيان هذا الحديث من هذا الوجه وزاد فيه شك الأعمش في أبيه أو عمه. وقال البغوي: تفرد به يحيى بن عيسى عن الأعمش كذا قال.
وقد تابعه عيسى بن يونس عن الأعمش في رواية عبد الله بن أحمد.
قلت: ولسعد رواية عن ابن مسعود عند الترمذي وغيره. وقد ذكره البخاري وأبو حاتم في التابعين. واسم عمه عبد الله. قال أبو أحمد العسكري: وأما البخاري فقال: إنما هذا الحديث عن مغيرة بن عبد الله اليشكري وأخرج عن عثمان بن أبي شيبة عن جرير عن الأعمش فقال فيه: عن المغيرة بن عبد الله اليشكري عن أبيه. والله أعلم بالصواب.
سعد بن إسحاق: لا أعرف من هو وإنما ذكره ابن حزم فيمن له في مسند بقي بن مخلد حديثان واستدركه الذهبي في التجريد وأظنه سعد بن إسحاق بن كعب بن عجرة فإن يكن هو فحديثه عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسل أو معضل. والله أعلم.
سعد بن أسعد: بن خالد الأنصاري والد سهل بن سعد. هو سعد بن مالك. يأتي.
سعد بن الأطول: بن عبد الله بن خالد بن واهب بن غياث بن عبد الله بن سعيد بن عدي بن عوف بن غطفان بن قيس بن جهينة الجهني.
نسبه خليفة بن خياط كنيته أبو مظفر.
له حديث في ابن ماجه سيأتي في ترجمة أخيه يسار بن الأطول.
وفي تاريخ البخاري ومعجم البغوي التصريح بسماعه من النبي صلى الله عليه وسلم.
سعد بن إياس: البدري الأنصاري.
روى أبو موسى من طريق الأحوص بن يوسف عن السري بن يحيى عن إسحاق بن إياس بن سعد بن أبي وقاص حدثني جدي أبو أمي حدثني سعد بن إياس الأنصاري البدري قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول للعباس: " يا عم إذا كان غداً فلا ترم منزلك أنت وبنوك " الحديث.
إسناده ضعيف وله عند ابن ماجة طريق أخرى.
سعد بن بجير: بن معاوية بن قحافة بن نفيل بن سدوس البجلي حليف الأنصار. هو سعد بن حبتة بفتح المهملة وسكون الموحدة بعدها مثناة وهي أمه وبها يشهر.
قال ابن سعد: هو جد أبي يوسف القاضي. وقال البغوي: قال أبو يوسف عن أيوب بن النعمان: شهدت جنازة سعد بن حبتة فكبر عليه زيد بن أرقم خمساً.
وروى ابن الكلبي من حديث أبي قتادة قال: خرجت في طلب رسول الله صلى الله عليه وسلم فلقيت مسعدة فضربته ضربةً وأدركه سعد بن حبتة فضربه فخر صريعاً وكان ذلك يوم أحد.
سعد بن تميم السكوني: قال يحيى بن معين والبخاري وأبو حاتم: له صحبة. وقال البغوي: سكن دمشق. وروى أبو زرعة الدمشقي من طريق عثمان بن مسلم أنه سمع بلال بن سعد وكان سعد قد أدرك النبي صلى الله عليه وسلم ويقال إنه مسح رأسه ودعا له.
قال أبو زرعة: هو سعد بن تميم. ويقال له القاري وهو من السكون وكان يوم الجماعة بدمشق وله بالشام عن النبي صلى الله عليه وسلم حديثان حسنا المخرج.
وقال إبراهيم بن الجنيد: قيل لابن معين بلال بن سعد هل لأبيه صحبة؟ قال: نعم. وقال ابن عمار: كان من الصحابة. وقال الحاكم: لم يرو عنه غير أبيه. وروى ابن أبي خيثمة من طريق ابن أبي جميلة كان سعد والد بلال يقوم بنا في شهر رمضان فإذا كان آخر ليلة لم يحضر وقام في بيته.
ومن حديث بلال بن سعد عن أبيه ما رواه ابن جوصا من طريق عبد الله بن العلاء بن زيد: سمعت بلال بن سعد يحدث عن أبيه قال: قلنا يا رسول الله ما للخليفة من بعدك؟ قال: " مثل الذي لي ما عدل في الحكم " الحديث.
وروى ابن أبي داود من طريق ابن جابر عن بلال بن سعد أن أباه لما احتضر قال: أي بني أين بنوك؟ قال بلال: فأمرت أهلي فألبسوهم قمصاً بيضاً ثم أتيته بهم فقالت: اللهم إني أعوذ بك من الكفر ومن ضلال في العمل ومن السب ومن الفقر إلى بني آدم.
ورواه ابن المبارك في الزهد كذلك.
وأخرجه الطبراني من وجه آخر إلى ابن جابر فرفعه فقال فيه: عن بلال بن سعد عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: " أين بنوك " ؟ قال: هم أولاء. قال: " فائتني بهم " فذكره وكأن رفعه وهم والله أعلم.
سعد بن جنادة العوفي: والد عطية.
ذكره ابن السكن والباوردي في الصحابة. وروى ابن منده من طريق يونس بن نفيع الحولي عن سعد بن جنادة قال: كنت في أول من أتى النبي صلى الله عليه وسلم من أهل الطائف فأسلمت. الحديث.


قال أبو نعيم: روى محمد بن سعد بن محمد بن الحسن بن عطية قال قاضي بغداد عن أبيه عن عمه الحسين بن الحسن بن عطية بن يونس عن سعد بن جنادة عشرة أحاديث.
سعد بن جارية: بالجيم والتحتانية وقيل بالمهملة والمثلثة بن لوذان ابن عبد ود بن زيد بن ثعلبة بن الخزرج الأنصاري الساعدي.
قال ابن إسحاق: قتل باليمامة وجعله من بني سالم بن عوف.
سعد بن حبتة: هو ابن بجير. تقدم.
سعد بن أبي جندب: بن زيد بن أبي سمير مولى الحكم بن عمرو قال الطبري: له صحبة.
سعد بن الحارث: بن الصمة الأنصاري أخو جهيم. ذكره موسى بن عقبة فيمن استشهد باليمامة.
وقال ابن شاهين: له صحبة وشهد صفين مع علي. وقال الطبري: صحب النبي صلى الله عليه وسلم وشهد مع علي صفين وقتل يومئذ.
سعد بن حبان: بن منقذ بن عمرو المازني. أمه هند بنت ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب.
قال العدوي: شهد بيعة الرضوان وقتل يوم الحرة.
سعد بن حبتة: أخرج الطبراني من طريق الواحدي عن أيوب بن النعمان عن أبيه عن جده قال: رأيت على النبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد درعين.
وذكر ابن حبان ما يدل على أن اسم والد النعمان سعد بن حبتة فإنه قال في ثقات التابعين:النعمان بن سعد ان حبتة.
روى عن علي وزيد بن أرقم. روى عنه ابنه. انتهى.
وكذا قال ابن أبي حاتم عن أبيه النعمان بن سعد. روى عنه ابنه وللنعمان رواية أيضاً عن عبد الله بن كعب بن مالك الأنصاري.
سعد بن حماز: بن مالك الأنصاري ثم البلوي حليف بني ساعدة.
اختلف في اسم أبيه فقيل: بكسر المهملة وتخفيف الميم باسم الحيوان. وقيل: بتشديد الميم آخره نون وهذا قول الأمير. وبالأول جزم الطبري. وقال ابن لهيعة عن أبي الأسود عن عروة: هو سعد بن حبان بالموحدة بدل الميم. والله أعلم.
ذكره موسى بن عقبة فيمن استشهد باليمامة وقال ابن شاهين: شهد أحداً وما بعدها.
سعد بن حرة: ذكره العسكري في الصحابة فروى أبو موسى من طريق علي بن سعيد العسكري ثم من طريق سعيد بن أبي أيوب عن ابن عجلان عن سعيد المقبري عن سعد بن حرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا توضأ أحدكم ثم خرج عامداً إلى المسجد فلا يشبكن بين أصابعه فإنه في صلاة " .
قلت: رجال هذا الإسناد ثقات إلا أنني أظن فيه تصحيفاً وسقطاً. وقد أخرج المتن ابن ماجة والدارمي من طريقين: عن المقبري عن سعد بن حرة وهكذا رواه طائفة عن ابن عجلان لكن قال ابن جريج: عنه عن المقبري عن بعض ولد كعب بن كعب.
وقال الليث: عن ابن عجلان عن المقبري عن رجل عن كعب. أخرجه الترمذي ورواه ابن عيينة عن ابن قسيط وابن عجلان عن المقبري عن رجل من آل كعب عن كعب. ورواه القطان عن ابن عجلان عن المقبري عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لكعب بن عجرة. وهكذا روى عن إسماعيل بن أمية عن سعيد المقبري عن أبي هريرة.
وقال شريك: عن ابن عجلان عن أبيه عن أبي هريرة. وقال ابن أبي ذئب وأبو معشر: عن المقبري عن رجل من بني سالم عن أبيه عن جده كعب بن عجرة.
قال ابن خزيمة بعد أن أخرجه: خلط فيه ابن عجلان قال: ورواه عنه خالد بن حيان فجاء بطامة قال: عن ابن عجلان عن سعيد بن المسيب عن أبي سعيد قال: وأما ابن أبي ذئب فجود إسناده.
وعندي أن الرجل الذي من بني سالم هو سعد بن إسحاق بن كعب بن عجرة.
قلت: فيغلب على ظني أن الصواب في رواية العسكري عن سعد بن عجرة ويكون سعد بن إسحاق قد نسب إلى جد أبيه ثم صحف. فالله أعلم.
سعد بن حنظلة: بن يسار. في ترجمة حنظلة.
سعد بن الحنظلية: هو ابن الربيع. يأتي.
سعد بن خارجة: بن أبي زهير. أخو زيد. قتل يوم أحد هو وأبوه.
وروى ابن منده من طريق داود بن أبي هند عن حبيب بن سالم عن النعمان بن بشير قال: كان شاب من سراة شباب الأنصار وخيارهم ويقال له زيد بن خارجة وكان أبوه أو أخوه سعد بن خارجة أصيبا يوم أحد وأنه تكلم بعد موته. فذكر القصة.
ورواها أبو نعيم مطولة وفيها: إنه قال: يا عبد الله بن خولة هل أحسنت إلى خارجة وسعد وكذا رويناها مطولة في الجزء الثاني من حديث محمد بن نصر بن أحمد بن محمد بن مكرم بإسناده عن إبراهيم بن مهاجر عن حبيب بن سالم وفي الحادي عشر من أمالي المحاملي الأصبهانية.


سعد بن خليفة: بن الأشرف بن أبي حزيمة بفتح المهملة وكسر الزاي ابن ثعلبة بن طريف بن الخزرج بن ساعدة الساعدي الأنصاري.
ذكر ابن شاهين والطبري والعدوي أنه شهد أحداً وذكر العدوي أنه استشهد بالقادسية.
سعد بن خولة: القرشي العامري. من بني مالك بن حسل بن عامر بن لؤي وقيل من حلفائهم وقيل من مواليهم.
قال ابن هشام: هو فارسي من اليمن حالف بني عامر.
ذكره موسى بن عقبة وابن إسحاق وغيرهما في البدريين وله ذكر في الصحيحين من حديث سعد بن أبي وقاص حيث مرض بمكة فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " لكن البائس سعد بن خولة " يرثي له رسول الله صلى الله عليه وسلم أن مات بمكة.
وله في الصحيحين ذكر في حديث سبيعة بنت الحارث أنها كانت تحت سعد بن خولة فتوفي عنها في حجة الوداع وهي حامل فأتت النبي صلى الله عليه وسلم.
سعد بن خولى الكلبي: مولى حاطب بن أبي بلتعة.
قال ابن حبان: له صحبة. وقال ابن الكلبي: هو سعد بن خولى بن سبرة بن دريم بن قيس بن مالك بن عميرة بن عامر قضاعي.
عداده في بني أسد بن عبد العزى لأن حاطباً كان من حلفائهم ويقال إن أباه خولى بن القوسار بن الحارث بن مالك بن عميرة وكان من مذحج وقد فرض عمر لابنه عبد الله في الأنصار.
وقال أبو عمر: لم يختلفوا أنه شهد بدراً مع مولاه واستشهد بأحد. قال الكلبي والبلاذري: وزعم أبو معشر وحده أنه سعد بن خولة العامري وغلط في ذلك وسيأتي له ذكر في ترجمة سعد مولى عتبة بن غزوان إن شاء الله تعالى.
سعد بن خولي آخر: فرق ابن منده بينه وبين سعد بن خولة الذي مضى.
وقال أبو نعيم: هما واحد فروى ابن عائذ في المغازي من حديث ابن عباس قال: وممن هاجر مع جعفر إلى الحبشة في الهجرة الثانية سعد بن خولى وروى عبد الغني بن سعيد الثقفي أحد الضعفاء في تفيسره عن ابن عباس أنه ممن نزل فيه: " ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي " الأنعام52. الآية.
وقال ابن إسحاق في المغازي في رواية إبراهيم بن سعد عنه: فيمن شهد بدراً: سعد بن خولى من بني عامر بن لؤي حليف لهم من أهل اليمن.
قلت: فهذا يقوي ما قاله أبو نعيم.
سعد بن خيثمة: بن الحارث بن مالك بن كعب بن النحاط بالنون والمهملة بن كعب بن حارثة بن غنم بن السلم بن امرئ القيس بن مالك بن أوس الأنصاري الأوسي. يكنى أبا خيثمة وكان أحد النقباء بالعقبة.
ذكره ابن إسحاق وغيره وساق بإسناده عن كعب بن مالك قال: لما كانت الليلة التي واعدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها بمنى للبيعة اجتمعنا بالعقبة فأتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم واتبعه العباس وحده فقال: " أخرجوا إلي منكم اثني عشر نقيباً " فذكرهم وفيه: وكان نقيب بني عمرو بن عوف سعد بن خيثمة.
وروى البخاري في التاريخ من طريق رباح بن أبي معروف سمعت المغيرة بن حكيم سألت عبد الله بن سعد بن خيثمة هل شهدت بدراً؟ قال: نعم والعقبة. ولقد كنت رديف أبي وكان نقيباً.
وقال ابن إسحاق في المغازي: نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم بقباء على كلثوم بن الهدم وكان إذا خرج منه جلس للناس في بيت سعد بن خيثمة وكان يقال له بيت الغراب.
وقال ابن إسحاق: استشهد سعد بن خيثمة يوم بدر. وقال موسى بن عقبة عن ابن شهاب: استهم يوم بدر سعد بن خيثمة وابنه سعد فخرج سهم سعد فقال له أبوه: يا بني آثرني اليوم. فقال سعد: يا أبت لو كان غير الجنة فعلت. فخرج سعد إلى بدر فقتل بها وقتل أبوه خيثمة يوم أحد.
وروى ابن المبارك بإسناد له إلى سليمان بن أبان نحو هذه القصة.
واختلف في قاتله فقيل طعيمة بن عدي. وقيل عمرو بن عبد ود.
وزعم أبو نعيم أن سعد بن خيثمة هذا هو أبو خيثمة الذي تخلف يوم تبوك ثم لحق وساق في ترجمته من طريق إبراهيم بن عبد الله بن خيثمة عن أبيه عن جده قال: تخلفت في غزوة تبوك وساق القصة. والحق أنه غيره لإطباق أهل السير على أن صاحب هذه الترجمة استشهد ببدر.
وأورد ابن منده وأبو نعيم في هذه الترجمة حديثاً آخر من طريق إبراهيم أيضاً وهو وهم.
وقال أبو جعفر بن حبيب في قول حسان بن ثابت:
أروني سعوداً كالسعود التي سمت ... بمكة من أولاد عمرو بن عامر
أقاموا عماد الدين حتى تمكنت ... قواعده بالمرهفات البواتر


قال: أراد بالسعود سبعة وهم أربعة من الأوس وثلاثة من الخزرج من الخزرج سعد بن عبادة وسعد بن الربيع وسعد بن عثمان أبو عبادة. ومن الأوس سعد بن معاذ وسعد بن خيثمة وسعد بن عبيد وسعد بن زيد.
سعد بن خيثمة: السالمي أبو خيثمة الذي تخلف بتبوك. تقدم ذكره في الذي قبله. وسيأتي في الكنى وهو بكنيته أشهر. ويقال: اسمه مالك بن قيس وهو خزرجي والذي قبله أوسي.
سعد بن أبي ذباب الدوسي: قال ابن حبان: له صحبة.
وروى أحمد وابن أبي شيبة من طريق بسر بن عبد الله عن أبيه عن سعد بن أبي ذباب قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلمت فاستعملني رسول الله صلى الله عليه وسلم على قومي وجعل لهم ما أسلموا عليه من أموالهم. الحديث. وفيه قصة له مع عمر في زكاة العسل. قال البغوي: لا أعلم له غيره.
سعد بن ذؤيب: له ذكر في حديث أخرجه أبو داود والنسائي وابن أبي شيبة والدارقطني والحاكم من طريق السدي عن مصعب بن سعد عن أبيه قال: لما كان يوم فتح مكة أمن رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس إلا أربعة أنفس: عكرمة بن أبي جهل وعبد الله بن خطل ومقيس بن صبابة وعبد الله بن سعد بن أبي سرح فأما ابن خطل فقتل وهو متعلق بأستار الكعبة استبق إليه سعد بن ذؤيب وعمار بن ياسر فكان سعد أشب الرجلين فقتله. الحديث. ووقع في بعض الروايات وهو عند أبي شيبة والبيهقي سعيد بن حريث بدل سعد بن ذؤيب فالله أعلم.
سعد بن أبي رافع: ذكره ابن حبان في الصحابة وروى الطبراني من طريق بن أبي نجيح عن مجاهد قال: قال سعد بن أبي رافع: دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم يعودني فوضع يده بين ثديي حتى وجدت بردها على فؤادي فقال: " إنك رجل مفؤود ائت الحارث بن كلدة. " الحديث. تفرد يونس بن الحجاج عن ابن عيينة عن ابن أبي نجيح بقوله: سعد بن أبي رافع.
ورواه الحسن بن سفيان عن قتيبة عن ابن عيينة فقال: قال سعد ولم ينسبه.
وكذا أخرجه أبو داود وابن منده من رواية ابن عيينة. وروى ابن إسحاق عن إسماعيل بن محمد بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه عن جده مثل هذا. فأما أن يكون يونس بن الحجاج في قوله ابن أبي رافع أو تكون القصة تعددت.
سعد بن الربيع: بن عمرو بن أبي زهير بن مالك بن امرئ القيس بن مالك الأغر بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج الأنصاري الخزرجي أحد نقباء الأنصار. تقدم ذكره في ترجمة سعد بن خيثمة.
وروى البخاري من حديث عبد الرحمن بن عوف قال: لما قدمنا إلى المدينة آخى النبي صلى الله عليه وسلم بيني وبين سعد بن الربيع فقال سعد: إني أكثر الأنصار مالاً فأقاسمك نصف مالي. الحديث.
وفي الصحيحين من حديث أنس نحوه. وقال مالك في الموطأ عن يحيى بن سعيد: لما كان يوم أحد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من يأتيني بخبر سعد بن الربيع " ؟ فقال رجل: أنا يا رسول الله فجعل يطوف بين القتلى فلقيه فقال: أقرىء رسول الله صلى الله عليه وسلم السلام وأخبره أنني طعنت اثنتي عشرة طعنة وإني أنفذت مقاتلي وأخبر قومك أنهم لا عذر لهم عند الله إن قتل رسول الله صلى الله عليه وسلم وواحد منهم حي.
قال أبو عمر في التمهيد: لا أعرفه مسنداً وهو محفوظ عند أهل السير.
وقد ذكره ابن إسحاق عن محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة المازني.
قلت: وفي الصحيح من حديث أنس ما يشهد لبعضه.
وحكى ابن الأثير أن الرجل الذي ذهب إليه هو أبي بن كعب.
وروى الطبراني من طريق خارجة بن زيد بن ثابت عن أم سعد بنت سعد بن الربيع أنها دخلت على أبي بكر الصديق فألقى لها ثوبه حتى جلست عليه فدخل عمر فسأله فقال: هذه ابنة من هو خير مني ومنك قال: ومن هو يا خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: رجل قبض على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم تبوأ مقعده من الجنة وبقيت أنا وأنت.
وروى إسماعيل القاضي في أحكام القرآن من طريق عبد الله بن محمد بن حزم أن عمرة بنت حزم كانت تحت سعد بن الربيع فقتل عنها بأحد وكان له منها ابنة فأتت النبي صلى الله عليه وسلم تطلب ميراث ابنتها ففيها نزلت: " يستفتونك في النساء " النساء127. الآية.


اتفقوا على أنه استشهد بأحد. وذكر مقاتل في تفسيره أنه نزل فيه: " الرجال قوامون على النساء " النساء34. الآية. ووصفه بأنه من نقباء الأنصار وكذلك ذكره إسماعيل بن أحمد الضرير في تفسيره لكنه سماه أسعد وذكره في حرف الألف وهو تحريف.
سعد بن الربيع بن عمرو: بن عدي الأنصاري أبو الحارث ويعرف بسعد بن الحنظلية وهو أخو سهل بن الحنظلية والحنظلية أمهما وقيل: جدتهما. وقال أبو عمر بن عبد البر: قيل: إن اسم أبيهما عقيب.
قلت: هو قول ابن سعد. وقال أبو حاتم: استشهد بأحد وفيه نظر ولعله أراد الذي قبله وأما هذا فذكر ابن سعد أنه شهد الخندق.
سعد بن زرارة الأنصاري: هو أخو أسعد تقدم نسبه في ترجمة أخيه.
ذكره أبو حاتم في الصحابة والباوردي وابن شاهين وروينا في الثالث من حديث أبي روق الهمداني من طريق يحيى بن أبي كثير عن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان عن سعد بن زرارة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يدعو: " اللهم انصرني على من بغى علي " . الحديث.
وروى الطبراني في ترجمة يونس بن راشد في مسند الشاميين من حديث ابن عباس قال: لما نزلت: " وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه " البقرة284. الآية. أتى أبو بكر وعمر ومعاذ بن جبل وسعد بن زرارة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: ما نزلت علينا آية أشد من هذه. الحديث.
وروى ابن منده في ترجمته من طريق أبي الرجال محمد بن عبد الرحمن بن سعد بن زرارة أن أباه حدثه عن جده سعد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوماً وهو يحدث عن ربه: " ما أحب الله من عبده ذكر شيء من النعم ما أحب أن أذكره ما هداه له من الإيمان " الحديث.
وأخرجه أبو نعيم من هذا الوجه لكن وقع عنده من وجه آخر عن جده أسعد وأسعد وسعد معاً جدان لمحمد أحدهما لأبيه والآخر لأمه وهذا الحديث من حديث أسعد ولذلك نسب أبو نعيم الوهم فيه لابن منده لكن قد ذكره غيره في الصحابة.
قال ابن عبد البر: فيه نظر وأخشى ألا يكون أدركه الإسلام لأن أكثرهم لم يذكره وقد ذكر الواقدي والعدوي أنه كان ينسب إلى النفاق ولعله تاب. والله أعلم.
سعد بن زيد بن سعد الأشهلي.
قال أبو حاتم: له صحبة وروى البخاري في التاريخ والحاكم وابن منده من طريق إبراهيم بن جعفر من ولد محمد بن مسلمة عن سليمان بن محمد بن محمود بن مسلمة عن سعد الأشهلي أنه أهدى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم سيفاً. الحديث.
قال البغوي: لا أعلم له غيره. وأخرجه ابن منده والطبراني في الأوسط من وجه آخر فجاء فيه سعيد. بزيادة ياء. والأول أرجح.
سعد بن زيد بن: الفاكه تقدم في أسعد.
سعد بن زيد: بن مالك بن عبد بن كعب بن عبد الأشهل الأنصاري الأشهلي.
ذكره موسى بن عقبة وابن إسحاق وغيرهما فيمن شهد بدراً.
وقال الواقدي: شهد العقبة وزعم أبو عمر والعسكري وأبو نعيم أنه راوي الحديث المتقدم قبل ترجمة وهو وهم فإن اسم ذاك سعد وليس في نسب هذا من اسمه سعد وله ذكر في السيرة وأنه الذي هدم المنار الذي كان بالمشلل وأنه الذي بعثه النبي صلى الله عليه وسلم بسبايا من بني قريظة فاشترى بها من نجد خيلاً وسلاحاً.
وفي ديوان حسان بن ثابت: لما أغار عيينة بن حصن على سرح المدينة قال حسان في ذلك:
هل سر أولاد اللقيطة أننا ... سلم غداة فوارس المقداد؟
قال: فعاتبه سعد بن زيد الأشهلي لأنه كان الرئيس يومئذ كيف نسب الفوارس للمقداد ولم ينسبها إلي فاعتذر إليه بالقافية وأراد باللقيطة أم حصن بن حذيفة.
سعد بن زيد الأنصاري: فرق البغوي بينه وبين الذي قبله وأخرج من طريق يزيد بن أبي زياد عن يزيد بن أبي الحسن عن سعد بن زيد الأنصاري أن النبي صلى الله عليه وسلم حمل حسناً ثم قال: " اللهم إني أحبه فأحبه " مرتين.
قال البغوي: اختلف فيه على يزيد بن أبي زياد.
سعد بن زيد الطائي: أو الأنصاري في ترجمة زيد بن كعب.
سعد بن سعد الساعدي: أخو سهل بن سعد.
روى الطبراني من طريق عبد المهيمن بن العباس بن سهل عن أبيه عن جده أن النبي صلى الله عليه وسلم ضرب لسعد بن سعد يوم بدر بسهم.
والمشهور أن ذلك إنما وقع لسعد والد سهل كما سيأتي في ترجمته. وقد قيل: إنه سعد بن سعد فإن يكن كذلك سقطت هذه الترجمة لكن المعروف أنه سعد بن مالك كما سيأتي.


سعد بن أبي سعد: بن سعد الأنصاري حليف بني نوفل. قال الطبري وغيره: شهد أحداً واستدركه أبو موسى.
سعد بن سعيد: زوج الجهنية. يأتي ذكره في باب هند من النساء إن شاء الله تعالى.
سعد بن سفيان: بن مالك بن حبيب بن مالك بن خفاف السلمي.
قال الرشاطي: ذكر في الشجرة البغدادية في النسب أنه وفد على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
سعد بن سلامة: بن وقش الأشهلي. قال ابن الكلبي: استشهد يوم الجسر مع أبي عبيد وقد قيل: هو اسم أبي نائلة. وقد فرق بينهما ابن الكلبي. والصواب أن اسم أبي نائلة: ملكان ويأتي في الكنى.
سعد بن سويد بن قيس: أو عبيد بن الأبحر بن خدرة بن عوف بن الحارث بن خزرج الأنصاري الخزرجي. ذكره موسى بن عقبة وابن إسحاق فيمن شهد بدراً. وذكره ابن شهاب فيمن استشهد بأحد وكذا ذكر ابن الكلبي: وهو الذي سمى جده عبيداً.
سعد بن سهل: بن مالك بن كعب بن عبد الأشهل بن حارثة بن دينار بن النجار الأنصاري الخزرجي.
ذكره ابن عقبة وابن إسحاق فيمن شهد بدراً وسمى أبو الأسود عن عروة أباه سهيلاً بالتصغير فجعله ابن منده بهذا السبب ترجمتين وقال أبو معشر والواقدي: سعيد بن سهيل فجعله أبو موسى ثالثاً. وذكره ابن أبي حاتم عن أبيه فيمن اسمه سعيد بالتصغير فجعله ابن عبد البر آخر وزعم أن ابن إسحاق أغفله وليس كذلك.
سعد بن ضميرة: بن سعد بن سفيان بن مالك بن حبيب بن زعب بن مالك بن خفاف بن امرئ القيس بن بهثة بن سليم السلمي وقيل: الأسلمي وقيل فيه الضمري حجازي شهد حنيناً ساق نسبه ابن قانع.
له عند أبي داود حديث في قصة محلم بن جثامة بإسناد حسن. وسيأتي ذكره في ترجمة مكيتل إن شاء الله تعالى.
سعد بن طريف: ذكره الخطيب في المتفق وقال: يقال: إن له صحبة وفي المسند عدة من المجهولين ثم روي من طريق سهل بن عبيد الواسطي عن يوسف بن زياد عن عبد الله بن عبد الرحمن عن سعد بن طريف قال: بينا أنا أمشي مع النبي صلى الله عليه وسلم في ناحية المدينة وامرأة على حمار يطوف بها أسود في يوم طس إذ أتت يد الحمار على وهدة فزلق فصرعت المرأة فصرف النبي صلى الله عليه وسلم بصره فقلت: يا رسول الله إنها متسرولة. فقال: " يرحم الله المتسرولات " . قال الخطيب: لم أكتبه إلا من هذا الوجه. وفي إسناده غير واحد من المجهولين. وقال ابن الجوزي: يحتمل أن يكون هو سعد بن طريف الإسكاف فسقط شيخه وشيخ شيخه. كذا قال.
سعد بن عامر بن مالك الأنصاري: شهد هو وأخوه حمزة أحداً قاله ابن سعد والعدوي والطبري.
سعد بن عائذ المؤذن: مولى عمار بن ياسر. وقيل مولى الأنصار. ويقال اسم أبيه عبد الرحمن كان يتجر في القرظ فقيل له سعد القرظ. وروى البغوي عن القاسم بن محمد بن عمر بن حفص بن عمر بن سعد القرظ عن آبائه أن سعداً اشتكى إلى النبي صلى الله عليه وسلم قلة ذات يده فأمره بالتجارة فخرج إلى السوق فاشترى شيئاً من قرظ فباعه فربح فيه فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فأمره بلزوم ذلك. وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم وأذن في حياته بمسجد قباء. روى عنه ابناه عمار وعمر نقله أبو بكر من قباء إلى المسجد النبوي فأذن فيه بعد بلال وتوارث عنه بنوه الأذان.
قال خليفة: أذن سعد لأبي بكر ولعمر بعده. وروى يونس عن الزهري أن الذي نقله عن قباء عمر. قال أبو أحمد العسكري. عاش سعد القرظ إلى أيام الحجاج.
سعد بن عباد: ذكره ابن حزم أن له في مسند بقي حديثاً واحداً واستدركه الذهبي في التجريد ولم أقف على إسناده.
وفي تاريخ البخاري سعد بن عباد الزرقي روى عن عمر روى عنه ابنه عمر فيحتمل أن يكون هذا.
سعد بن عبادة بن دليم: بن حارثة بن حرام بن حزيمة بن ثعلبة بن طريف بن الخزرج بن ساعدة بن كعب بن الخزرج الأنصاري سيد الخزرج. يكنى أبا ثابت وأبا قيس. وأمه عمرة بنت مسعود لها صحبة وماتت في زمن النبي صلى الله عليه وسلم سنة خمس.
وشهد سعد العقبة وكان أحد النقباء واختلف في شهوده بدراً فأثبته البخاري وقال ابن سعد: كان يتهيأ للخروج فنهس فأقام وقال النبي صلى الله عليه وسلم: " لقد كان حريصاً عليها " .


قال ابن سعد: وكان يكتب بالعربية ويحسن العوم والرمي فكان يقال له الكامل وكان مشهوراً بالجود هو وأبوه وجده وولده وكان لهم أطم ينادى عليه كل يوم: من أحب الشحم واللحم فليأت أطم دليم بن حارثة وكانت جفنة سعد تدور مع النبي صلى الله عليه وسلم في بيوت أزواجه.
وقال مقسم عن ابن عباس: كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم في المواطن كلها رايتان مع علي راية المهاجرين ومع سعد بن عبادة راية الأنصار.
وروى له أحمد من طريق محمد بن عبد الرحمن بن سعد بن زرارة عن قيس بن سعد: زارنا النبي صلى الله عليه وسلم في منزلنا فقال: " السلام عليكم ورحمة الله " الحديث.
وفيه: ثم رفع يده فقال: " اللهم اجعل صلواتك ورحمتك على آل سعد بن عبادة " . وروى أبو يعلى من حديث جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " جزى الله عنا الأنصار خيراً لا سيما عبد الله بن عمرو بن حرام وسعد بن عبادة " .
وروى ابن أبي الدنيا من طريق ابن سيرين قال: كان أهل الصفة إذا أمسوا انطلق الرجل بالواحد والرجل بالاثنين والرجل بالجماعة فأما سعد فكان ينطلق بثمانين. وروى الدارقطني في كتاب الأسخياء من طريق هشام بن عروة عن أبيه قال: كان منادى سعد ينادي على أطمه: من كان يريد شحماً ولحماً فليأت سعداً. وكان سعد يقول: اللهم هب لي مجداً لا مجد إلا بفعال ولا فعال إلا بمال اللهم إنه لا يصلحني القليل ولا أصلح عليه.
وعن محمد بن سيرين: كان سعد بن عبادة يعشي كل ليلة ثمانين من أهل الصفة. وقصته في تخلفه عن بيعة أبي بكر مشهورة وخرج إلى الشام فمات بحوران: سنة خمس عشرة وقيل سنة ست عشرة.
وروى عنه بنوه: قيس وسعيد وإسحاق وحفيده شرحبيل بن سعيد. وروى عنه من الصحابة أيضاً ابن عباس وأبو أمامة بن سهل وأرسل عنه الحسن وعيسى بن فائد. وروى أبو داود من حديث قيس بن سعد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " اللهم اجعل صلواتك ورحمتك على آل سعد بن عبادة " . أخرجه في أثناء حديث. وقيل: إن قبره بالمنيحة قرية بدمشق بالغوطة.
وعن سعد بن عبد العزيز أنه مات ببصرى وهي أول مدينة فتحت من الشام.
سعد بن عبد الله: روى ابن مردويه في التفسير من طريق يعلى بن الأشدق: حدثنا سعد بن عبد الله أن النبي صلى الله عليه وسلم سأل عن قوله تعالى: " إن الذين ينادونك من وراء الحجرات " الحجرات4. الآية. قال: هم الجفاة من بني تميم لولا أنهم من أشد الناس قتالاً للأعور الدجال لدعوت الله أن يهلكهم.
قال ابن منده: غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه.
قلت: ويعلى متروك الحديث.
سعد بن عبد قيس: في سعيد.
سعد بن عبيد بن النعمان: بن قيس بن عمرو بن زيد بن أمية بن زيد الأنصاري الأوسي.
ذكره موسى بن عقبة وغيره فيمن شهد بدراً. وقال بن نمير في تاريخه: مات سعد بن عبيد القاري بالقادسية شهيداً سنة ست عشرة وهو أبو زيد الذي جمع القرآن.
وروى الزبير بن بكار في أخبار المدينة عن عتبة بن عويم بن ساعدة أن سعد بن عبيد وساق نسبه كان يؤم في مسجد قباء في زمن النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر وتوفي في زمنه فأمر عمر مجمع بن جارية أن يصلي بهم.
وروى البخاري في تاريخه من طريق قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب قال: شهد سعد بن عبيد القادسية فقام خطيباً فقال: إنا مستشهدون غداً فلا تكفنونا إلا في ثيابنا التي أصبنا فيها. الحديث.
وروى ابن جرير من طريق قيس بن مسلم عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: قال عمر لسعد بن عبيد وكان انهزم يوم أصيب أبو عبيد وكان يسمى القارئ ولم يكن أحد يسمى القارئ غيره فذكر قصته.
قلت: اختلف في أبي زيد الذي جمع القرآن في عهد النبي صلى الله عليه وسلم فقيل: هذا اسمه وقيل: بل اسمه سعيد. وقيل: غير ذلك.
سعد بن عثمان بن خلدة: بن مخلد بن عامر بن زريق الأنصاري الزرقي أبو عبادة. ذكره موسى بن عقبة وغيره في البدريين.
روى الزبير بن بكار في أخبار المدينة من طريق محمد بن عبد الرحمن بن سعد أن النبي صلى الله عليه وسلم أتى بئر إهاب بالحرة وهي يومئذ لسعد بن عثمان قد ترك عليها ابنه عبادة يسقي فلم يعرفه عبادة ثم جاء سعد فوصفه له فقال: ذلك رسول الله الحق به فلحقه فمسح رأسه ودعا له.
يقال: مات وهو ابن ثمانين سنة وما شاب.
سعد بن عدي: حليف بني عبد الأشهل.


ذكره الأموي فيمن استشهد يوم اليمامة واستدركه ابن فتحون.
سعد بن عقيب. مر في ترجمة سعد بن الربيع.
سعد بن عمارة الثعلبي. قال عمر بن شبة: حدثنا أبو نعيم حدثنا أبو بكر بن عياش قال: جاء رجل من بني ثعلبة بن سعد يقال له: سعد بن عمارة فقال: يا رسول الله ما تكلمت بكلمة قط إلا مخطومة مزمومة.
وذكر سيف في الفتوح أن خالد بن الوليد استعمل سعد بن عمارة فيمن استعمل من كماة الصحابة على غطفان.
وروى الطبراني من طريق ابن إسحاق عن عبد الله بن أبي بكر بن حزم وغيره عن سعد بن عمارة أحد بني سعد بن بكر وكانت له صحبة أن رجلاً قال له: عظني. قال: إذا قمت إلى الصلاة فصل صلاة مودع وانظر إلى ما تعتذر عنه من القول والفعل فاجتنبه.
وأخرجه البخاري في تاريخه من طريقين الى ابن إسحاق في أحدهما أنه سعد وفي الآخر أنه سعيد ورجح أنه سعد. وكذا أخرجه أحمد في كتاب الإيمان والطبراني. ورجاله ثقات.
وأخرجه أبو نعيم من طريق إسماعيل بن محمد بن سعد الأنصاري عن أبيه عن جده فذكره مرفوعاً لكنه أفرده بترجمة فقال: سعد أبو محمد وذكر هذا الحديث. والذي يظهر أنه هو.
سعد بن عمارة: وقيل: عمارة بن سعد هو اسم أبي سعيد الزرقي. ويأتي في الكنى.
أحد بني سعد بن بكر وكانت له صحبة أن رجلاً قال له علمني فقال إذا قمت إلى الصلاة فصل صلاة مودع وانظر إلى ما يصدر عنه من القول والفعل فاجتنبه وأخرجه البخاري في تاريخه من طريقتين إلى ابن إسحاق أحدهما:أنه سعد وفي الأخرى سعيد ورجح أنه سعد وكذا أخرجه أحمد في كتاب الإيمان والطبراني في الكبير ورجاله موثوقون وأخرجه أبو نعيم من طريق اسماعيل بن محمد وذكر هذا الحديث والذي يظهر لي أنه هو.
سعد بن عمارة: بن خنساء بن مبذول الأنصاري. تقدم ذكره في ترجمة أخيه حمزة.
سعد بن عمرو: بن ثقف: بن مالك بن مبذول بن النجار الأنصاري.
ذكروه فيمن شهد أحداً واستشهد هو وابنه الطفيل وابن أخيه سهل بن عامر بن عمرو بن ثقف ببئر معونة.
سعد بن عمرو بن حرام: تقدم ذكره ونسبه في ترجمه أخيه الحارث وليس أبوهما جد جابر بن عبد الله بل توافقا والنسب مختلف وذكر أبو إسماعيل الأزدي في فتوح الشام أن خالد بن الوليد استخلفه بالأنبار لما رحل من العراق إلى الشام ويأتي له ذكر في ترجمة سويد بن قطبة في القسم الثالث.
سعد بن عمرو: بن عبيد بن الحارث بن كعب بن معاوية بن عمرو بن مالك بن النجار الأنصاري.
ذكر العدوي أنه شهد أحداً واستشهد باليمامة واستدركه ابن الدباغ وابن فتحون وتبعهما ابن الكلبي كما سبق.
سعد بن عمرو الأنصاري: أخو الحارث بن عمرو. كانا ممن شهد صفين من الصحابة. قاله أبو عمر.
ونقله ابن الكلبي كما تقدم في ترجمة الحارث بن عمرو.
قلت: لعله الذي قبله فقد جزم ابن فتحون بأنهما واحد.
سعد بن عمرو: أبو صفية الثقفي. ذكره خليفة بن خياط فيمن نزل البصرة من الصحابة.
سعد بن عمير: قال ابن منده: حديثه عند عمرو بن قيس عن محمد بن جحادة عن أبيه عنه. وقيل فيه: عمير بن سعد.
سعد بن الفاكه: بن زيد الأنصاري. ويقال سعيد بن زيد بن الفاكه. ويقال في أبيه يزيد.
قال أبو نعيم: ذكره ابن إسحاق فيمن شهد بدراً.
قلت: وقد تقدم في الألف أسعد بن الفاكه فإن لم يكن هذا أخاه وإلا فهذا تصحيف. والذي في المغازي لابن إسحاق ما نصه: وشهدها من بني عامر بن زريق سعد بن الفاكه بن زيد بن خلدة بن عامر فهذا هو المعتمد.
سعد بن قرحاء: قال ابن أبي شيبة: حدثنا عبد الوهاب الثقفي عن أيوب أن سعد بن قرحاء رجل من الصحابة جمع بين امرأة رجل وابنته من غيرها وقد مضى مثل هذا في جبلة من حرف الجيم.
سعد بن قيس العنزي: وقيل العنسي.
روى ابن منده من طريق ضمرة بن مروان بن عبد الله بن حكيم بن عبد الله بن سعد بن قيس حدثني أبي عن جدي عن أبيه عبد الله عن أبيه سعد بن قيس أنه قدم على النبي صلى الله عليه وسلم فقال له: " ما اسمك؟ " قال: سعد الخيل. قال: " بل أنت سعد الخير " .
ومن طريق يحيى بن سعد الأنصاري عن عبد الله بن أبي سلمة أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث سعد بن مالك وسعد الخير إلى مكة.
وروى ابن قانع وابن منده من طريق الحسن بن فرقد عن الحسن عن سعد بن قيس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " قال الله يا ابن آدم صل أربع ركعات أول النهار أكفك آخره " .


وغاير ابن منده بين صاحب الإسناد الأول وبين الذي روى عنه الحسن مع قوله في الأول: روى عنه ابنه عبد الله والحسن.
سعد بن مالك بن الأقيصر: بن مالك بن قريع بن ذهل بن الدئل بن مالك الأزدي أبو الكنود.
قال ابن يونس: وفد على النبي صلى الله عليه وسلم وعقد له راية على قومه سوداء فيها هلال أبيض وشهد فتح مصر وله بها عقب.
روى عنه ابنه القاسم بن أبي الكنود رواه سعيد بن عفير عن عمرو بن زهير بن أسمر بن أبي الكنود أن أبا الكنود وفد فذكره.
سعد بن مالك العذري: قال ابن أبي حاتم عن أبيه: قدم على النبي صلى الله عليه وسلم في وفد بني عذرة. وروى الواقدي من طريق أبي عمرو بن حريث العبدري قال: وجدت في كتاب آبائي قالوا: قدم وفدنا على النبي صلى الله عليه وسلم في صفر سنة تسع اثنا عشر رجلاً منهم جمرة بن النعمان وسعد وسليم ابنا مالك.
سعد بن مالك: بن أهيب ويقال له ابن وهيب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب القرشي الزهري أبو إسحاق بن أبي وقاص: أحد العشرة وآخرهم موتاً وأمه حمنة بنت سفيان بن أمية بنت عم أبي سفيان بن حرب بن أمية.
روى عن النبي صلى الله عليه وسلم كثيراً. روى عنه بنوه إبراهيم وعامر ومصعب وعمر ومحمد وعائشة ومن الصحابة: عائشة وابن عباس وابن عمر وجابر بن سمرة ومن كبار التابعين: سعيد بن المسيب وأبو عثمان النهدي وقيس بن أبي حازم وعلقمة والأحنف وآخرون.
وكان أحد الفرسان وهو أول من رمى بسهم في سبيل الله وهو أحد الستة أهل الشورى.
وقال عمر: إن أصابته الإمرة فذاك وإلا فليستعن به الوالي وكان رأس من فتح العراق وولي الكوفة لعمر وهو الذي بناها ثم عزل ووليها لعثمان.
وكان مجاب الدعوة مشهوراً بذلك.
مات سنة إحدى وخمسين. وقيل ست. وقيل سبع. وقيل ثمان. والثاني أشهر. وقد قيل: إنه مات سنة خمس. وقيل سنة أربع.
وقع في صحيح البخاري عنه أنه قال: لقد مكثت سبعة أيام وإني لثالث الإسلام.
وقال إبراهيم بن المنذر: كان هو وطلحة والزبير وعلى عذار عام واحد أي كان سنهم واحداً.
وروى الترمذي من حديث جابر قال: أقبل سعد فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " هذا خالي فليرني امرؤ خاله " .
وقال ابن إسحاق في المغازي: كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة يستخفون بصلاتهم فبينا سعد في شعب من شعاب مكة في نفر من الصحابة إذ ظهر عليهم المشركون فنافروهم وعابوا عليهم دينهم حتى قاتلوهم فضرب سعد رجلاً من المشركين بلحي جمل فشجه فكان أول دم أريق في الإسلام.
وروى الترمذي من حديث قيس بن أبي حازم عن سعد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " اللهم استجب لسعد إذا دعاك " . فكان لا يدعو إلا استجيب له.
وروينا في مجابي الدعوة لابن أبي الدنيا من طريق جرير عن مغيرة عن أبيه قال: كانت امرأة قامتها قامة صبي فقالوا: هذه ابنة سعد غمست يدها في طهورها فقال: قطع الله يديك فما شبت بعد.
ولما قتل عثمان اعتزل الفتنة ولزم بيته.
وروى الشيخان والترمذي والنسائي من حديث عائشة قالت: لما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة أرق فقال: ليت رجلاً صالحاً من أصحابي يحرسني إذ سمعنا صوت السلاح فقال: " من هذا؟ " قال: أنا سعد فقام وفي رواية: ودعا له.
مات سعد بالعقيق وحمل إلى المدينة فصلى عليه في المسجد. وقال الواقدي: أثبت ما قيل في وقت وفاته أنها سنة خمس وخمسين وقال أبو نعيم: مات سنة ثمان وخمسين. قال الزبير: هو الذي فتح مدائن كسرى وكان مستجاب الدعوة وهو الذي تولى الكوفة واعتزل الفتنة وجاءه ابن أخيه هاشم بن عتبة فقال: ها هنا مائة ألف سيف يرونك أحق بهذا الأمر فقال: أريد منها سيفاً واحداً إذا ضربت به المؤمن لم يصنع شيئاً وإذا ضربت به الكافر قطع.
وأخرج محمد بن عثمان بن أبي شيبة في تاريخه بسند جيد عن أبي إسحاق قال: كان أشد أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعة: عمر وعلي والزبير وسعد. وروينا في مسند أبي يعلى من طريق شريك بن أبي نمر أخو بني عامر بن سعد بن أبي وقاص أن أباه حين رأى اختلاف أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وتفرقهم اشترى أرضاً ميتة ثم خرج واعتزل فيها بأهله على ما قال.


وكان سعد من أحد الناس بصراً فرأى ذات يوم شيئاً يزول فقال لمن معه: ترون شيئاً؟ قالوا: نرى شيئاً كالطائر. قال: أرى راكباً على بعير ثم جاء بعد قليل عم سعد على بختي فقال سعد: اللهم إنا نعوذ بك من شر ما جاء به.
وقال عمر في وصيته: إن أصابت الإمرة سعداً فذاك وإلا فليستعن به الذي يلي الأمر فإني لم أعزله عن عجز ولا خيانة.
وكان عمر أمره على الكوفة سنة إحدى وعشرين ثم لما ولي عثمان أمره عليها ثم عزله بالوليد بن عقبة سنة خمس وعشرين.
وقال الزبير بن بكار: حدثني ابن أبي أويس عن جابر عن بكير بن مسمار عن عامر بن سعد عن أبيه قال: كان رجل من المشركين قد أحرق المسلمين فنزعت له بسهم فأصيبت جبهته فوقع وانكشفت عورته فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم. وسماه الواقدي في روايته: حبان بن العرقة وزاد أنه رمى بسهم فأصاب ذيل أم أيمن وكانت جاءت تسقي الجرحى فضحك منها فدفع رسول الله صلى الله عليه وسلم لسعد سهماً فوقع السهم في نحر حبان فوقع مستلقياً وبدت عورته فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: " استعاذ لها سعد " .
وقال أبو العباس السراج في تاريخه: حدثنا إسماعيل بن أبي الحارث حدثنا أبو النضر عن مبارك بن سعيد عن عبد الله بن بريدة عمن حدثه عن جرير أنه مر بعمر فسأله عن سعد بن أبي وقاص فقال: تركته في ولايته أكرم الناس مقدرة وأقلهم قسوة هو لهم كالأم البرة يجمع لهم كما تجمع الذرة أشد الناس عن البأس وأحب قريش إلى الناس.
وقال الزبير: حدثنا إبراهيم بن محمد بن عبد العزيز قال: كان سعد في جيش عبيدة بن الحارث حين بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى رابغ يلقى عير قريش فتراموا بالنبل وكان سعد أول من رمى بسهم في سبيل الله قال: فحدثني محمد بن بجاد بن موسى عن سعد قال: قال سعد في ذلك:
ألا هل أتى رسول الله أني ... حميت صحابتي بصدور نبلي
قال: وزاد فيها:
أذود بها عدوهم ذياداً ... بكل حزونة وبكل سهل
فما يعتد رامٍ من معد ... بسهمٍ في سبيل الله قبلي
وأخرجه يونس بن بكير في زياداته عن عثمان بن عبد الرحمن عن الزهري بنحوه وفيه الأبيات الثلاثة.
سعد بن مالك بن خالد: بن ثعلبة بن حارثة بن عمرو بن الخزرج بن ساعدة الأنصاري الساعدي والد سهل بن سعد.
قال الواقدي: حدثنا أبي بن عباس بن سهل عن أبيه عن جده قال: تجهز سعد بن مالك ليخرج إلى بدر فمرض فمات فضرب له رسول الله صلى الله عليه وسلم بسهمه وأجره.
وأخرجه الحارث في مسنده عن يعقوب بن محمد الزهري عن عبد المهيمن بن العباس بن سهل عن أبيه وزاد فيه: فكتب وصيته في آخر رحله وأوصى للنبي صلى الله عليه وسلم برحله وراحلته.
وأخرج أبو نعيم من وجه آخر عن أبي بن عباس عن أبيه عن جده قال: كان للنبي صلى الله عليه وسلم عند أبي أفراس. الحديث.
وسمى أبو نعيم أباه سعداً والمعروف أن اسمه مالك.
سعد بن مالك: بن سنان بن عبيد بن ثعلبة بن الأبجر وهو خدرة بن عوف بن الحارث بن الخزرج الأنصاري الخزرجي أبو سعيد الخدري.
مشهور بكنيته استصغر بأحد واستشهد أبوه بها وغزا هو ما بعدها.
روى عن النبي صلى الله عليه وسلم الكثير. وروى عن أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وزيد بن ثابت وغيرهم.
روى عنه من الصحابة: ابن عباس وابن عمر وجابر ومحمود بن لبيد وأبو أمامة بن سهل وأبو الطفيل. ومن كبار التابعين: ابن المسيب وأبو عثمان النهدي وطارق بن شهاب وعبيد بن عمير وممن بعدهم: عطاء وعياض بن عبد الله بن أبي سرح وبشر بن سعيد ومجاهد وأبو المتوكل الناجي وأبو نضرة ومعبد بن سيرين وعبد الله بن محيريز وآخرون.
وهو مكثر من الحديث قال حنظلة بن أبي سفيان عن أشياخه: كان من أفقه أحداث الصحابة وقال الخطيب: كان من أفاضل الصحابة وحفظ حديثاً كثيراً.
وروى الهيثم بن كليب في مسنده من طريق عبد المهيمن بن عباس بن سهل بن سعد عن أبيه عن جده قال: بايعت النبي صلى الله عليه وسلم أنا وأبو ذر وعبادة بن الصامت ومحمد بن مسلمة وأبو سعيد الخدري وسادس على ألا تأخذنا في الله لومة لائم فاستقال السادس فأقاله.
وروى ابن سعد من طريق حنظلة بن سفيان الجمحي عن أشياخه قال: لم يكن أحد من أحداث أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أفقه من أبي سعيد الخدري.


ومن طريق يزيد بن عبد الله بن الشخير قال: خرج أبو سعيد يوم الحرة فدخل غاراً فدخل عليه شامي فقال: اخرج فقال: لا أخرج وإن تدخل علي أقتلك فدخل عليه فوضع أبو سعيد السيف وقال: بؤ بإثمك. قال: أنت أبو سعيد الخدري؟ قال: نعم. قال: فاستغفر لي.
وروى أحمد وغيره من طريق عطية عن أبي سعيد قال: قتل أبي يوم أحد شهيداً وتركنا بغير مال فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أسأله فحين رآني قال: " من استغنى أغناه الله ومن يستعف يعفه الله " . فرجعت.
وأصل هذا الحديث في الصحيحين من طريق عطاء بن يزيد عن أبي سعيد بقصة أخرى غير هذه ولفظه: " من يستغن يغنه الله ومن يستعفف يعفه الله ومن يتصبر يصبره الله " . الحديث.
قال شعبة عن أبي سلمة: سمعت أبا نضرة عن أبي سعيد رفعه: " لا يمنعن أحدكم مخافة الناس أن يتكلم بالحق إذا رآه أو علمه " قال أبو سعيد: فحملني ذلك على أن ركبت إلى معاوية فملأت أذنيه ثم رجعت.
وقال ابن أبي خيثمة: حدثنا يحيى بن معين حدثنا عمرو بن محمد بن عمرو بن معاذ الأنصاري سمعت هند ابنة سعيد بن أبي سعيد الخدري عن عمها: جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم عائداً إلى أبي سعيد فقدمنا إليه ذراع شاة.
وقال سعيد بن منصور حدثنا خلف بن خليفة عن العلاء ابن المسيب عن أبيه عن أبي سعيد قلنا له: هنيئاً له برؤية رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحبته: قال: إنك لا تدري ما أحدثنا بعده.
وقال علي بن الجعد: حدثنا شعبة عن سعيد بن يزيد سمع أبا نضرة يحدث عن أبي سعيد قال: تحدثوا فإن الحديث يهيج الحديث.
قال الواقدي: مات سنة أربع وسبعين. وقيل أربع وستين. وقال المدائني: مات سنة ثلاث وستين. وقال العسكري: مات سنة خمس وستين.
سعد بن محمد: بن مسلمة الأنصاري. يأتي نسبه في ترجمة أبيه.
ذكر ابن شاهين عن ابن أبي داود أنه شهد فتح مكة وما بعدها. وذكره القداح في أولاد محمد بن مسلمة وهم عشرة.
سعد بن محيصة: بن مسعود بن كعب الأنصاري الأوسي يأتي نسبه في ترجمة أبيه. قال البغوي: ذكره محمد بن إسماعيل في الصحابة ولم أجد له حديثاً.
وروى عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن حرام بن سعد بن محيصة عن أبيه أن ناقة للبراء بن عازب دخلت حائط قوم فأفسدت فقضى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن حفظ الأموال على أهلها بالنهار. الحديث.
اختلف فيه على الزهري اختلافاً كثيراً.
وقال الذهلي وأبو داود في التفرد: لم يتابع عبد الرزاق على قوله: عن أبيه. وقد رواه مالك والياس عن الزهري عن حرام بن سعد مرسلاً.
وقال ابن عبد البر في التمهيد: ليست له صحبة وإنما روايته عن أبيه.
وروى ابن أبي شيبة عن ابن عيينة عن الزهري عن حرام بن سعد عن أبيه أن محيصة سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن كسب الحجام. الحديث.
وقال الذهلي: رواه مالك وغيره عن الزهري عن أبن محيصة عن أبيه وقول من قال عن حرام عن أبيه هو المحفوظ.
سعد بن المدحاس: ويقال بالمثناة بدل الدال.
ذكره ابن حبان في الصحابة وقال: من أهل الشام وقال ابن منده: يعد في أهل حمص. وروى ابن السكن والباوردي من طريق محفوظ بن علقمة عن عبد الرحمن بن عائذ: سمعت سعد بن المدحاس يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " من كذب علي " الحديث.
وروى ابن حبان من هذا الوجه عنه قال: غزونا مع النبي صلى الله عليه وسلم. وروى الطبراني في مسند الشاميين من هذا الوجه قال ابن عائد: قال أبو أمامة: قال سعد بن المدحاس وكان من الصحابة قال: أريت في المنام إني وردت عيناً فإذا الناس من جاء منهم بسقاء ملأه صغيراً كان أو كبيراً فقلت: ما هذا؟ قيل: القرآن فحلف سعد حينئذ ليقرأن البقرة وآل عمران.
سعد بن مسعود الأنصاري: له ذكر في حديث.
روى الطبراني وابن أبي عاصم من طريق محمد بن عثمان عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة أن الحارث الغطفاني جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له: يا محمد شاطرنا تمر المدينة وذلك في وقعة الأحزاب قال: حتى أستأمر السعود فبعث إلى سعد بن معاذ وسعد بن خيثمة وسعد بن عبادة وسعد بن مسعود. الحديث.
قال ابن الأثير: في ذكر سعد بن خيثمة نظر لأنه أستشهد ببدر والخندق كانت بعدها بثلاث سنين.


قلت: لا يلزم من الغلط في سعد بن خيثمة الغلط في سعد بن مسعود فإن ثبت الخبر فهو من كبار الأنصار بحيث كان يستشار في ذلك الوقت.
سعد بن مسعود الكندي: قال البغوي: له صحبة. وقال ابن منده: ذكر في الصحابة ولا يصح له صحبة وذكره البخاري في الصحابة. وروى في تاريخه من طريق إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم قال: دخلنا على سعد بن مسعود نعوده فذكر قصته.
وأوردها أبو موسى تبعاً للطبراني في ترجمة الذي قبله وهو وهم.
وأما ابن أبي حاتم فذكره في التابعين وقال في ترجمته: إن عمر بن عبد العزيز بعثه يفقههم يعني أهل مصر فهذا يدل على تأخره.
وروى ابن منده من طريق عبد الرحمن بن زياد بن أنعم عن مسلم بن يسار أن سعد بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من بث فلم يصبر ثم قرأ " : " إنما أشكو بثي وحزني إلى الله " يوسف 86.
وأخرجه ابن جرير من وجه آخر عن ابن أنعم فأرسله ولم يذكر الصحابي.
وأخرجه ابن مردويه من وجه آخر عن ابن أنعم فجعله من مسند عبد الله بن عمرو. وابن أنعم ضعيف.
وقال ابن المبارك في الزهد: أنبأنا رشدين بن سعد عن ابن أنعم عن سعد بن مسعود أن عثمان بن مظعون أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: " أئذن لنا في الاختصاء " فذكر الحديث.
وروى الحكيم الترمذي في كتاب أسرار الحج من طريق المقبري عن ابن أنعم عن سعد بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إياكم ومحادثة النساء فإنه لا يخلون رجل بامرأه ليس لها محرماً إلا هم بها " الحديث.
وروينا في الغيلانيات من طريق يحيى بن أيوب عن عبيد الله بن زحر عن سعد بن مسعود قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي المؤمنين أكيس؟ فقال: " أكثرهم للموت ذكراً وأحسنهم له استعداداً " .
سعد بن مسعود الثقفي: عم المختار بن أبي عبيد.
ذكره البخاري في الصحابة. وقال الطبراني: له صحبة وذكر أبو مخنف أن علياً ولاه بعض عمله ثم استصحبه معه إلى صفين.
وروى الطبراني من طريق أبي حصين عن عبد الله بن سنان عن سعد بن مسعود الثقفي قال: كان نوح إذا لبس ثوباً حمد الله وإذا أكل وشرب حمد الله فلذلك سمي عبداً شكوراً.
سعد بن مسعود: روى عنه سعيد بن صفوان.
قال ابن حبان: له صحبة هكذا في التجريد ولم يذكره ابن حبان في الصحابة وإنما ذكر ذلك في ترجمة سعيد بن صفوان من طبقة التابعين وأظن أنه الكندي.
وذكر ابن أبي حاتم في ترجمته أنه روى عنه يزيد بن أبي حبيب وعبد الرحمن الإفريقي وهو ابن أنعم المذكور في ترجمة الكندي.
سعد بن معاذ: بن النعمان بن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل بن جشم بن الحارث بن الخزرج بن النبيت بن مالك بن الأوس الأنصاري الأشهلي سيد الأوس. وأمه كبشة بنت رافع لها صحبة ويكنى أبا عمرو.
شهد بدراً باتفاق ورمي بسهم يوم الخندق فعاش بعد ذلك شهراً حتى حكم في بني قريظة وأجيبت دعوته في ذلك ثم انتقض جرحه فمات أخرج ذلك البخاري وذلك سنة خمس.
وقال المنافقون لما خرجت جنازته: ما أخفها فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " إن الملائكة حملته " .
وفي الصحيحين وغيرهما من طرق أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " اهتز العرش لموت سعد بن معاذ " .
وروى يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير عن أبيه عن عائشة قالت: كان في بني عبد الأشهل ثلاثة لم يكن أحد أفضل منهم: سعد بن معاذ وأسيد بن حضير وعباد بن بشر.
وذكر ابن إسحاق أنه لما أسلم على يد مصعب بن عمير قال لبني عبد الأشهل: كلام رجالكم ونسائكم علي حرام حتى تسلموا فأسلموا فكان من أعظم الناس بركة في الإسلام.
وروى ابن إسحاق في قصة الخندق عن عائشة قالت: كنت في حصن بني حارثة وأم سعد بن معاذ معي فمر سعد بن معاذ وهو يقول:
لبث قليلاً يلحق الهيجا حمل ... ما أحسن الموت إذا حان الأجل
فقالت له أمه: الحق يا بني فقد تأخرت فقلت: يا أم سعد لوددت أن درع سعد أسبغ مما هي قال: فأصابه السهم حيث خافت عليه وقال الذي رماه: خذها وأنا ابن العرقة فقال: عرق الله وجهك في النار. وابن العرقة اسمه حبان بن عبد مناف من بني عامر بن لؤي والعرقة أمه.
وقيل: إن الذي أصاب سعداً أبو أمامة الجشمي.


وروى البخاري من حديث أبي سعيد الخدري أن بني قريظة لما نزلوا على حكم سعد وجاء على حمار فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " قوموا إلى سيدكم " .
وأخرج ابن إسحاق بغير سند أن أم سعد لما مات قالت:
ويل أم سعد سعدا ... حزامة وجداً وسيدا سد به مسدا
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " كل نادبة تكذب إلا نادبة سعد " .
وأخرجه الطبراني بسند ضعيف عن ابن عباس قال: جعلت أم سعد تقول:
ويل أم سعد سعداً ... حزامة وجدا
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " لا تزيدي على هذا كان والله ما علمت حازماً وفي أمر الله قوياً " .
سعد بن معاذ الأنصاري: آخر.
ذكره البغوي في الصحابة وقال: رأيته في كتاب محمد بن إسماعيل ولم يذكر حديثه. قلت: وله ذكر في ترجمة شبيب بن قرة.
وروى الخطيب في المتفق بإسناد واه وأبو موسى في الذيل بإسناد مجهول عن الحسن عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم لما رجع من تبوك استقبله سعد بن معاذ الأنصاري فقال: " ما هذا الذي أرى بيدك؟ " قال: من أثر المر والمسحاة أضرب وأنفق على عيالي فقبل النبي صلى الله عليه وسلم يده وقال: " وهذه يد لا تمسها النار " .
ووقع في رواية أبي موسى سعد الأنصاري.
سعد بن معاذ: أو معاذ بن سعد. وقع في البخاري بالشك فليحرر.
سعد بن المنذر الأنصاري: ذكره البخاري وقال: روى حديثه ابن لهيعة ولم يصح.
قلت: وأخرجه ابن المبارك في الزهد عن أبي لهيعة حدثني واسع بن حبان عن أبيه عن سعد بن المنذر الأنصاري أنه قال: يا رسول الله أقرأ القرآن في ثلاث؟ قال: " نعم إن استطعت " . وكان يقرؤه كذلك إلى أن توي.
وأخرجه الحسن بن سفيان والبغوي من طريق ابن لهيعة عن حبان.
وزعم ابن منده أنه سعد بن المنذر بن عمير بن عدي بن خرشة وأنه عقبي بدري أحدي. وتعقبه أبو نعيم بأنه لم يذكره ابن إسحاق ولا الزهري في البدريين ولا أهل العقبة وهو كما قال.
وفي كلام ابن منده في نسبته نظر فإن عدي بن خرشة صحابي ولم أر من ذكر المنذر في الصحابة فليحرر.
سعد بن المنذر الساعدي: والد أبي حميد.
ذكره ابن أبي حاتم. قال أبو عمر: أخاف أن يكون هو الذي قبله.
قلت: نسبهما مختلف.
سعد بن النعمان: بن زيد بن أكال بن لوذان بن الحارث بن أمية بن زيد بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف الأنصاري الأوسي.
قال ابن إسحاق في المغازي: حدثني عبد الله بن أبي بكر قال: أسر عمرو بن أبي سفيان يوم بدر فقيل لأبي سفيان: ألا تفتديه؟ قال: قتلوا حنظلة وأفتدي عمراً؟ لا يجمع مالي ودمي قال: فخرج سعد بن النعمان بن زيد بن أكال معتمراً فعدا عليه أبو سفيان فحبسه بمكة وقال:
أرهط ابن أكال أجيبوا دعاءه ... تفاقدتم لا تسلموا السيد الكهلا
فإن بني عمرو بن عوف أذلة ... لئن لم تفكوا عن أسيرهم الكبلا
فمشوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعطاهم عمرو بن سفيان فافتدوا به سعداً وفي ذلك يقول حسان:
ولو كان سعد يوم مكة مطلقاً ... لأكثر فيكم قبل أن يؤسر القتلا
قال أبو عمر: ذكر ابن الكلبي هذه القصة للنعمان والد سعد.
قلت: وبيت حسان يشهد بصحة قول ما قال ابن إسحاق. والله أعلم.
سعد بن النعمان: بن قيس بن عمرو بن زيد بن أمية الظفري.
ذكره ابن لهيعة عن الأسود عن عروة فيمن شهد بدراً ولم يذكره ابن إسحاق ولا موسى بن عقبة.
سعد بن هلال: ذكره الطبري في الصحابة ولم يورد له شيئاً واستدركه أبو موسى.
سعد بن وائل: بن عمرو العبدي الجذامي.
قال ابن منده: عداده في أهل الرملة. وروى هو والباوردي من طريق عبد الله بن كثير بن سعد حدثني أبو معاوية الحكم بن أبي سفيان العبدي سمعت سعد بن وائل يقول: إنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: " من شهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله فله الجنة " .
سعد بن أبي وقاص: هو سعد بن مالك. مضى.
سعد بن وهب الجهني: تقدم ذكره في ترجمة رشدان.
سعد بن وهب النضري: بفتح النون والضاد المعجمة ذكر الثعلبي في تفسيره أنه لم يسلم من بني النضير غيره وغير سفيان بن عمير بن وهب وكذا ذكره أبو موسى بلا إسناد واستدركه ابن فتحون.
سعد بن يزيد بن الفاكه: تقدم في أسعد.


سعد الأسود السلمي: ثم الذكواني. روى ابن عدي وابن حبان والمخلص في الثاني من فوائده كلهم من طريق سويد بن سعيد عن محمد بن عمر بن صالح عن قتادة عن أنس: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله أيمنع سوادي ودمامتي من دخول الجنة؟ قال: " لا " . الحديث.
وفيه: إنه قال: وإني لفي حسب من قومي بني سليم ثم من ذكوان معروف الآباء ولكن غلب علي سواد أخوالي وفيه: أنه زوجه بنت عمر أو عمرو بن وهب الثقفي فذكر قصة شبيهة بقصة جليبيب ومحمد بن عمر ذكر الحاكم أنه روى حديثاً موضوعاً يعني هذا.
سعد الأسلمي: يأتي ذكره في سعد العرجي.
سعد الأحمسي: مولاهم.
روى البغوي من طريق أبي محمد عن إسماعيل بن أبي خالد عن سعيد مولاهم قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو ساجد.
سعد مولى أبي بكر الصديق: ويقال سعيد والأول أشهر وأصح. قاله ابن عبد البر. روى حديثه ابن ماجه وأشار إليه الترمذي وهو من رواية الحسن البصري عنه أنه كان يخدم النبي صلى الله عليه وسلم فذكر الحديث في قران التمر وله حديث آخر من هذا الوجه عند البغوي قال فيه: عن سعد مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم فظن ابن فتحون لهذا أنه مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم الآتي وليس كما ظن لأنه إنما قيل في هذا مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم لكونه كان يخدمه. وأما الآتي فقد اختلف في اسمه كما سيأتي.
سعد الأنصاري: مضى ذكره في سعد بن عبادة.
سعد الأنصاري: مضى ذكره في سعد بن عمارة.
سعد مولى أوس بن حجر: ذكره العسكري. والمعروف الذي ذكره غيره مسعود وسيأتي.
سعد مولى ثابت بن قيس الأنصاري: أعتقه أبو بكر الصديق تنفيذاً لوصية مولاه إذ رآه بلال في المنام. ذكر ذلك الواقدي في الردة بإسناده.
سعد الجهني: قال أبو عمر: في إسناد حديثه مقال وهو من رواية سنان بن سعد الجهني عن أبيه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: " إن الإمام لا يخص نفسه بالدعاء دون القوم " .
سعد مولى حاطب: بن أبي بلتعة تقدم في سعد بن خولى.
سعد مولى حاطب: آخر عاش بعد أحد فروى المغيرة وغيره من طريق محمد بن مسلم بن أبي الوضاح عن إسماعيل بن أبي خالد عن سعد مولى حاطب قال: قلت: يا رسول الله حاطب من أهل النار؟ قال: " لن يلج النار أحد شهد بدراً أو بيعة الرضوان " . قال البغوي: لا أرى ابن أبي خالد أدركه.
قلت: وهم من خلطه بالأول فإن بيعة الرضوان كانت بعد أحد بمدة والأول استشهد بأحد كما تقدم.
وفي صحيح مسلم من حديث جابر قال: جاء عبد لحاطب فقال: يا رسول الله. فذكر نحو حديث ابن أبي خالد ولم يسمه.
سعد الخير: أو سعد الخيل تقدم في سعد بن قيس.
سعد الدوسي: روى الباوردي من طريق أبي قلابة عن أنس قال: سأل أعرابي عن الساعة فمر رجل من أزد شنوءة يقال له سعد فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " إن عمر هذا حتى يأكل عمره لا يبقى منكم عين مطرفة " .
ورواه ابن منده من وجه آخر عن قيس بن وهب عن أنس فقال: مر سعد الدوسي. ورواه قرة بن خالد عن الحسن عن أنس فقال فيه: فقال لشاب من دوس يقال له سعد. ورواه معبد بن هلال عن أنس فقال فيه: فنظر إلى غلام بين يديه من أزد شنوءة. ورواه قتادة عن أنس فقال فيه: فمر غلام للمغيرة بن شعبة وكان من أقراني. وسيأتي فيمن اسمه محمد شبيه هذه القصة والذي يظهر تعدادها.
سعد مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم: قال أحمد: حدثنا جعفر بن عثمان بن عتاب قال: كنت مع أبي عثمان يعني النهدي فقال رجل من القوم: حدثنا سعد أو عبيد مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم أنهم أمروا بصيام فجاء رجل فقال: يا رسول الله إن فلانة وفلان بلغ بهما الجهد. الحديث.
ورواه الحسن بن سفيان من طريق يحيى القطان عن عثمان بن عتاب قال: حدثنا رجل في حلقة أبي عثمان عن سعد مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكره مطولاً.
وسيأتي هذا الحديث من رواية سليمان التيمي عن أبي عثمان عن عبيد مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم. فالله أعلم.
سعد: والد زيد غير منسوب. روى ابن أبي عاصم من طريق ابن أبي حبيب عن زيد بن سعد عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم لما نعيت إليه نفسه خرج متلففاً في ثياب أخلاق حتى جلس على المنبر فقال: " أيها الناس احفظوني في هذا الحي من الأنصار. " الحديث.


أورده ابن منده في ترجمة سعد بن زيد الأشهلي المتقدم وفرق بينهما أبو حاتم وابن عبد البر. وهو الأشبه.
سعد الظفري: ذكره أبو حاتم في الصحابة وروى الطبراني من طريق عبد الرحمن بن حرملة عن سعد الظفري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن الكي. وتردد أبو موسى هل هو سعد بن النعمان الظفري أو غيره؟ سعد مولى عتبة بن غزوان: ذكر عبد الغني بن سعيد الثقفي في تفسيره عن ابن عباس أنه نزل فيه قوله تعالى: " ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي " . الأنعام52.
وفي سعد مولى حاطب وفي حاطب وعتبة. وزعم أبو عمر أنه شهد بدراً مع مولاه ولم يذكر ابن إسحاق في البدريين إلا حباباً مولى عتبة بن غزوان.
سعد العرجي: روى الحارث بن أبي أسامة من طريق عبد الله بن سعد الأسلمي عن أبيه قال: كنت دليل النبي صلى الله عليه وسلم من العرج إلى المدينة قال: فرأيته يأكل متكئاً.
وأخرجه عبد الله بن أحمد في زيادات المسند من وجه آخر إلى فائد مولى عبادل قال: خرجت مع إبراهيم بن عبد الله بن أبي ربيعة فأرسل إلى ابن سعد فأتانا بالعرج قال ابن سعد: حدثني أبي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتاهم ومعه أبو بكر وكانت لأبي بكر عندنا بنت مسترضعة وأراد رسول الله صلى الله عليه وسلم اختصار الطريق فدله سعد على طريق ركوبه. فذكر الحديث في قدومه صلى الله عليه وسلم قباء ونزوله على سعد بن خيثمة وفيه: إنه مر به رجلان فسألهما عن اسميهما فقالا: نحن المهانان. فقال: " بل أنتما المكرمان " .
ووقع لأبي عمر في هذا خبط فإنه قال: سعد العرجي من بني العرج بن الحارث بن كعب بن هوازن ويقال: إنه مولى الأسلميين وإنما قيل له العرجي لأنه اجتمع بالنبي صلى الله عليه وسلم بالعرج وهو يريد المدينة فأسلم ثم قال: سعد الأسلمي روى عنه ابنه عبد الله أنه نزل مع النبي صلى الله عليه وسلم على سعد بن خيثمة. انتهى فجعل الواحد اثنين.
سعد مولى عمرو بن العاص: ذكره يوسف بن موسى وغيره في الصحابة.
قال ابن منده: ولا يصح.
وروى الحسن بن سفيان من طريق محمد بن إبراهيم التيمي عن سعد مولى عمرو بن العاص قال: تشاجر رجلان في آية فارتفعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: " لا تماروا في القرآن فإن من مارى فيه كفر " .
وذكر ابن حبان في ثقات التابعين أنه مرسل.
سعد مولى قدامة بن مظعون: ذكره ابن عبد البر وقال: في صحبته نظر وقتله الخوارج سنة إحدى وأربعين.
سعد الكندي: والد سنان. روى عنه ابنه. ذكره ابن يونس في تاريخ مصر.
سعد الجهني: وقد مضى يروي عنه ابنه سنان.
سعد: أبو الحارث. قال ابن حبان في الصحابة: يكنى أبا المطرف وله صحبة.
سعد: غير منسوب. قال ابن منده: روى عنه ابنه عبد الله مجهول.
قلت: يحتمل أن يكون هو العرجي.
سعد: غير منسوب روى البغوي من طريق يونس بن عبيد عن زياد بن جبير عن سعد قال: لما بايع النبي صلى الله عليه وسلم النساء قامت امرأة جليلة كأنها من مضر فقالت: يا رسول الله ما يحل لنا من أزواجنا؟ فقال: " الرطب تأكلنه وتهدينه " . قلت: أخرجه البزار وعبد بن حميد ويحيى بن عبد الحميد الحماني في مسند سعد بن أبي وقاص وأفرده البغوي وابن منده وهو الراجح فإن الدارقطني ذكر الاختلاف فيه في العلل ورجح أنه سعد رجل من الأنصار وأن من قال فيه سعد بن أبي وقاص فقد وهم.
قلت: ويؤيد أنه غيره أن ابن منده أخرج من طريق حماد بن سلمة عن يونس عن عبيد عن زياد بن جبير أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث رجلاً يقال له سعد على السعاية فلو كان هو ابن أبي وقاص ما عبر عنه الراوي بهذا.
سعد: والد محمد الأنصاري. ذكره أبو نعيم وأخرج من طريق حماد بن أبي حماد عن إسماعيل بن محمد بن سعد الأنصاري عن أبيه عن جده أن رجلاً قال: يا رسول الله أوصني وأوجز. قال: " عليك باليأس مما في أيدي الناس. " الحديث.
قال ابن الأثير: تقدم هذا الحديث في ترجمة سعد بن عمارة ونقل عن أبي موسى أن إسماعيل هذا هو ابن محمد بن سعد بن أبي وقاص.
قلت: إن كان كما قال أبو موسى فمن نسبه أنصارياً غلط. وأما قول ابن الأثير: إن الحديث مضى في ترجمة سعد بن عمارة فذلك بسند آخر وفي كل من الحديثين ما ليس في الآخر.
سعد: مولى أبي محمد له ذكر في ترجمة سعد بن عمارة.


سعد: غير منسوب. أفرده البخاري وأخرجه من طريق حفص بن المضاء السلمي عن عامر بن خارجة بن سعد عن جده سعد أن قوماً شكوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قحط المطر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " اجثوا على الركب وقولوا: يا رب يا رب. " الحديث.
وأورده غيره في مسند سعد بن أبي وقاص. فالله أعلم.
سعدي: آخره ياء تحتانية. وأورده ابن شاهين وحكى عن ابن سعد أن له رواية عن النبي صلى الله عليه وسلم في إبل الصدقة. انتهى. ولم يتحرر لي ضبطه وأظنه بلفظ النسب.
سعر: بفتح أوله وسكون ثانيه وآخره راء مهملة: هو الدئلي: قال الدارقطني وابن حبان: له صحبة وذكره العسكري في المخضرمين واختلف في اسم أبيه فقيل: سوادة وقيل ديسم ويقال إنه عامري ويقال إنه قدم الشام تاجراً في الجاهلية.
روى يعقوب بن شيبة من طريق عبد الله الحمراني قال: كنت أجلس إلى قوم من ولد السعر بن سوادة فحدثوني أنه قال: كنت عسيفاً لعقيلة من عقائل العرب فقدمت الشام فدخلت مكة فرأيت رجلاً أزهر اللون بين يديه جزائر تنحر وإذا قائل يقول: يا وفد الله هلموا إلى الغداء قال: وقد كنا خبرنا بالشام أن نبياً سيبعث بالحجاز وقد طلعت نجومه فتقدمت إليه وقلت: السلام عليك يا نبي الله فقال: " مه " وكأن قد فقلت لرجل: من هذا؟ قال: هذا أبو نضلة هاشم بن عبد مناف. قال: قلت: هذا والله المجد لا مجد بني حنيفة.
وأخرج الخطيب في المؤتلف هذه القصة مطولة من طريق إسحاق بن محمد النخعي حدثنا العلاء بن أبي سوية المنقري أخبرني أبو الخشناء عباد بن أبي كسيب عن أبي عتوارة الخفاجي عن سعد بن سوادة العامري قال: كنت عسيفاً فذكر نحو هذه القصة مطولاً وفيها: فإذا رجل قائم على نشز من الأرض ينادي: يا وفد الله الغداء وآخر على مدرجة الطريق ينادي: ألا من طعم فليرح للعشاء وفيه: إنه لما قال له: السلام عليك يا نبي الله. قال: لست به وكأن قد ولتبشرن به. ويغلب على ظني أن العامري صاحب هذه القصة مع هاشم بن عبد مناف والد جد النبي صلى الله عليه وسلم غير الدئلي الذي أخرج له أبو داود والنسائي أن مصدقي النبي صلى الله عليه وسلم أتياه يطلبان منه الصدقة لأن قصة العامري تقتضي أنه عمر عمراً طويلاً جداً لبعد عهد هاشم من زمان بعث السعاة في طلب الصدقة ولأن داعية المذكور كانت متوفرة على تعرف خبر النبي صلى الله عليه وسلم ويبعد أن يبعث والمذكور في أرض الحجاز ثم لا يسمع به إلا بعد نحو عشرين سنة.
وفي رواية أبي عتوارة عنه ما يدل على أنه عاش بعد النبي صلى الله عليه وسلم لأن أبا عتوارة تابعي وعد هذا العامري في الصحابة أقرب من عد الدئلي. والله أعلم.
وقد روى أبو داود والنسائي من طريق مسلم بن ثفنة عنه أن رجلين أتياه من عند النبي صلى الله عليه وسلم في طلب الصدقة. الحديث.
ووقع في سنن أبي داود ما يدل على أنه عاش إلى خلافة معاوية. ووقع عند أبي عمر أنه سعر بن شعبة بن كنانة قال ابن الأثير: وفيه أوهام لأن شعبة إنما هو والد مسلم الراوي عنه وقيل فيه ثفنة وأما كنانة فليس والد شعبة وإنما الصواب من كنانة فصحف.
سعنة: بعين مهملة ونون وزن حمزة ويقال بمثناة تحتانية بدل النون ابن عريض بن عاديا التيماوي نسبة لتيماء التي بين الحجاز والشام وهو ابن أخي السموءل بن عاديا اليهودي صاحب حصن تيماء في الجاهلية الذي يضرب به المثل في الوفاء المذكور في المخضرمين.
وسيأتي في القسم الثالث لكن وجدت بخط ابن أبي طيىء في رجال السبعة الإمامية ما يقضي أن له صحبة فنقل عن أبي جعفر الحائري أحد أئمة الإمامية أنه روى بسند له أكثرهم من السبعة إلى ابن لهيعة عن ابن الزبير قال: قدم معاوية حاجا فدخل المسجد فرأى شيخاً له ضفيرتان كان أحسن الشيوخ سمتاً وأنظفهم ثوباً فسأل فقيل له: إنه ابن عريض فأرسل إليه فجاء فقال: ما فعلت أرضك تيماء؟ قال: باقية قال: بعنيها. قال: نعم ولولا الحاجة ما بعتها واستنشده مرثية ابنه لنفسه فأنشده ودار بينهما كلام فيه ذكر علي فغض ابن عريض من معاوية فقال معاوية: ما أراه إلا قد خرف فأقيموه فقال: ما خرفت ولكن أنشدك الله يا معاوية أما تذكر يا معاوية لما كنا جلوساً عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاء علي فاستقبله النبي صلى الله عليه وسلم فقال: " قاتل الله من يقاتلك وعادى من يعاديك " .


فقطع عليه معاوية حديثه وأخذ معه في حديث آخر.
قلت: وأصل هذه القصة قد ذكرها عمر بن شبة بسنده إلى الهيثم بن عدي دون ما فيه من قول ابن عريض: أنشدك الله. إلى آخره فكأنه من اختلاف بعض رواته.
وقد ذكره المرزباني في معجم الشعراء وحكى الخلاف في سعنة هل هو بالنون أو الياء؟ وأورد له أشعاراً في أمالي ثعلب بسند له أن الشعر الذي فيه في وصف الخمر:
معتقة كانت قريش تعافها ... فلما استحلوا قتل عثمان حلت
من شعر ابن عريض هذا.
ذكر من اسمه سعيد
سعيد بن بجير: بالموحدة والجيم مصغراً الجشمي.
روى ابن السكن وابن منده من طريق أبي ذكوان عمران الرملي: سمعت عطية بن سليم بن سعيد رجلاً من بني جشم يقول: سمعت أبي يقول: قدمت مع أبي على النبي صلى الله عليه وسلم فقال: " ما اسمك؟ " قلت: فلان. قال: " بل أنت سليم " .
سعيد بن ثجير: بالمثلثة والجيم مصغراً. وضبطه ابن فتحون الشقري.
روى ابن السكن من طريق جنادة بن مروان عن ابن الحكم بن ثجير الشقري أن أباه أخبره أن جده سعيد بن ثجير قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلم فتعرضت له بنو عامر في طريقه وقالوا له: صبأت قال: فأنشأ جدي يقول:
وتغضب عامر في غير جرم ... علينا أن رأونا مسلمينا
قال ابن السكن: لم أجد له ذكراً إلا في هذه القصة.
سعيد بن البختري: بفتح الموحدة وسكون المعجمة بعدها مثناة.
قال ابن منده: ذكره ابن خزيمة في الصحابة ولا يصح ثم روى من طريق يحيى بن سلمة بن كهيل عن أبيه عن بكير الطائي عن سعيد بن البختري أنه كان يضرب غلاماً له فجعل يتعوذ بالله فمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم فتعوذ به فتركه فقال له: " الله أمنع لعائذه " . قال: فإني أشهدك أنه حر. قال: " لو لم تفعل لسفع وجهك النار " .
قلت: أخشى أن يكون وقع فيه تحريف وأن يكون في الأصل عن سعيد أبي البختري وهو تابعي معروف فيكون أرسل هذا. والسبب في هذا أنني لا أعرف لبكير الطائي لقي أحداً الصحابة والمتن مشهور لأبي مسعود الأنصاري.
سعيد بن ثابت: بن الجذع الأنصاري.
ذكر الطبري أنه استشهد في حصار الطائف واستدركه ابن فتحون.
سعيد بن الحارث: بن عبد المطلب بن هاشم الهاشمي ابن عم النبي صلى الله عليه وسلم إن ثبت.
روى الحاكم في المستدرك من طريق موسى بن جبير عن أبي أمامة بن سهل أنه قدم الشام فقالوا له: ما قرابة بينك وبين معاذ؟ قلت: ابن عمي. قالوا: فإنه حدثنا أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " من لقي الله لا يشرك به شيئاً دخل الجنة " . قال موسى بن جبير: فحدثت به سليمان الأغر فقال: أشهد لحدثني سعيد بن الحارث بن عبد المطلب مثله.
قلت: في الإسناد ابن لهيعة وهو ضعيف ولم أر لسعيد هذا ذكراً في كتب الأنساب. وذكره الدارقطني في كتاب الإخوة وذكر له هذا الحديث وذكر له حديثاً آخر موقوفاً ولكن نسبه فيه إلى جده فقيل سعيد بن نوفل.
سعيد بن الحارث: بن قيس بن عدي بن سعيد بن سعد بن سهم بن عمرو القرشي السهمي.
ذكره موسى بن عقبة وابن إسحاق في مهاجرة الحبشة.
وقال موسى بن عقبة: استشهد بأجنادين. وذكر ابن إسحاق وأبو الأسود عن عروة أنه استشهد باليرموك وكذا قال الزبير وسيف وابن سعد.
سعيد بن حاطب: بن الحارث بن معمر بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح القرشي الجمحي أخو محمد بن حاطب.
ذكره البخاري في الصحابة وقال ابن حبان: وهم من زعم أن له صحبة.
قلت: لا يبعد أن له رواية وقد أخرج له ابن منده من طريق الحسن بن صالح بن حي عن أبيه عنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يخرج فيجلس على المنبر ثم يؤذن المؤذن فإذا فرغ قام فخطب.
سعيد بن حريث: بن عمرو بن عثمان بن عبد الله بن عمر بن مخزوم المخزومي. ممن أسلم قبل فتح مكة.
قال الواقدي: شهدها وكان أسن من أخيه عمرو بن حريث.
وروى ابن ماجه وابن أبي عاصم من طريق عبد الملك بن عمير عن عمرو بن حريث عن أخيه سعيد بن حريث قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من باع عقاراً أو داراً ولم يجعل ثمنها في مثلها لم يبارك له فيه " .
وله ذكر في ترجمة سعد بن ذؤيب.
مات بالكوفة قاله ابن منده وقيل: قتل بالحرة قاله أبو عمر.
سعيد بن خالد: بن سعيد بن العاص بن أمية.


ذكره العسكري في الصحابة وذكر موسى بن عقبة أنه ولد بأرض الحبشة لما هاجر أبوه إليها وأنه استشهد بمرج الصفر.
وقال ابن أبي حاتم عن أبيه: هو ممن حمل في السفينتين. وروى ابن سعد أنه شقيق أم خالد بنت خالد أمهما حمينة وقيل أمينة بنت خلف بن أسعد الخزاعية. وذكر سيف قصة قتله بالمرج مطولة.
سعيد بن أبي راشد: يقال إنه جمحي. قال ابن حبان: له صحبة.
وروى الحسن بن سفيان وابن أبي داود وابن شاهين وابن عدي في الكامل من طريق يونس بن حبان عن عبد الرحمن بن سابط عن سعيد بن أبي راشد: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " إن في أمتي لخسفاً ومسخاً وقذفاً " . في إسناده ضعف. وأما سعيد بن أبي راشد شيخ عبد الله بن عثمان بن جشم روى عنه عن رسول قيصر حديثاً فأظنه غير هذا.
سعيد بن حيوة: ويقال حيدة وبالأول جزم ابن أبي حاتم والعسكري وغيرهما.
وروى ابن منده والبيهقي في الدلائل وطائفة من طريق داود بن أبي هند عن عباس بن عبد الرحمن عن كندير بن سعيد عن أبيه قال: حججت في الجاهلية فإذا أنا برجل يطوف ويقول:
يا رب رد راكبي محمداً ... إلي ربي واصطنع عندي يدا
قلت: من هذا؟ قالوا: عبد المطلب بن هاشم بعث بابن له في طلب إبل وما بعثه في حاجة قط إلا نجح قال: فما كان بأسرع من أن جاءه فضمه إليه.
قلت: لم أره في شيء من طرق حديثه أنه لقي النبي صلى الله عليه وسلم بعد البعثة. فالله أعلم. وتقدم نحو هذه القصة لحيدة والد معاوية القشيري.
سعيد بن الربيع: بن عدي بن مالك الأوسي من بني جحجبى.
ذكره موسى بن عقبة فيمن استشهد باليمامة وكذا ذكره أبو الأسود عن عروة وذكره ابن منده فيمن اسمه سعد بسكون العين وتعقبه أبو نعيم.
سعيد بن ربيعة الثقفي: ذكره ابن منده وأخرج له من طريق إبراهيم بن المختار عن ابن إسحاق عن عيسى بن عبد الله عن سعيد بن ربيعة قال: قدم وفد ثقيف على رسول الله صلى الله عليه وسلم فضرب لهم قبة في المسجد فأسلموا في النصف من رمضان فأمرهم أن يصوموا ما استقبلوا ويقضوا ما فاتهم. هكذا أورده.
ورواه إبراهيم بن سعد عن ابن إسحاق عن ابن عيسى فقال: عن عطية بن سفيان بن ربيعة الثقفي عن بعض وفدهم وهو المحفوظ.
سعيد بن قيس: بن ثابت بن يعمر بن صبرة بن مرة بن كبير بن غنم بن دودان بن أسد بن خزيمة.
ذكره ابن إسحاق فيمن هاجر إلى المدينة ووقع عند ابن منده أنه أنصاري فوهم وقد تعقبه أبو نعيم.
سعيد بن زياد الطائي: في زيد بن كعب.
سعيد بن زيد: بن سعد الأشهلي. تقدم في سعد.
سعيد بن زيد: بن عمرو بن نفيل بن عبد العزى العدوي. أحد العشرة المشهود لهم بالجنة وأمه فاطمة بنت بعجة بن مليح الخزاعية كانت من السابقين إلى الإسلام.
أسلم قبل دخول رسول الله صلى الله عليه وسلم دار الأرقم وهاجر وشهد أحداً والمشاهد بعدها ولم يكن بالمدينة زمان بدر فلذلك لم يشهدها.
روى عنه من الصحابة: ابن عمر وعمرو بن حريث وأبو الطفيل ومن كبار التابعين: أبو عثمان النهدي وابن المسيب وقيس بن أبي حازم وغيرهم.
ذكر عروة وابن إسحاق وغيرهما في المغازي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ضرب له بسهمه يوم بدر لأنه كان غائباً بالشام وكان إسلامه قديماً قبل عمر وكان إسلام عمر عنده في بيته لأنه كان زوج أخته فاطمة.
وروى البخاري من طريق قيس بن أبي حازم عن سعيد بن زيد قال: لقد رأيتني وإن عمر لموثقي على الإسلام.
وكان سعيد من فضلاء الصحابة وقصته مع أروى بنت أنيس مشهورة في إجابة دعائه عليها وقد شهد سعيد بن زيد اليرموك وفتح دمشق.
وقال سعيد بن حبيب: كان مقام أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وسعد وسعيد وطلحة والزبير وعبد الرحمن بن عوف مع النبي صلى الله عليه وسلم واحداً كانوا أمامه في القتال وخلفه في الصلاة أخرجها البخاري ومسلم وغيرهما وفي قصتها أن دعاءه استجيب فيها.


وروى أبو نعيم في الحلية في ترجمته من طريق أبي بكر بن حزم أن سعيداً قال: اللهم إنها قد زعمت أنها ظلمت فإن كانت كاذبة فأعم بصرها وألقها في بئرها وأظهر من حقي نوراً بين المسلمين أني لم أظلمها. قال: فبينما هم على ذلك إذ سال العقيق سيلاً لم يسل مثله قط فكشف عن الحد الذي كانا يختلفان فيه فإذا سعيد بن زيد في ذلك قد كان صادقاً ثم لم تلبث إلا يسيراً حتى عميت فبينما هي تطوف في أرضها تلك سقطت في بئرها قال: فكنا ونحن غلمان نسمع الإنسان يقول للآخر إذا تخاصما: أعماك الله عمى أروى فكنا نظن أنه يريد الوحشية وهو كان يريد ما أصاب أروى بدعوة سعيد بن زيد.
قال الواقدي: توفي بالعقيق فحمل إلى المدينة وذلك سنة خمسين. وقيل إحدى وخمسين. وقيل سنة اثنتين وعاش بضعاً وسبعين سنة وكان طوالاً آدم أشعر.
وزعم الهيثم بن عدي أنه مات بالكوفة وصلى عليه المغيرة بن شعبة قال: وعاش ثلاثاً وسبعين سنة.
سعيد بن سعد: بن عبادة الأنصاري الخزرجي. تقدم نسبه في ترجمة أبيه.
ذكره الجمهور في الصحابة وقال ابن عبد البر: صحبته صحيحة واختلف فيه قول ابن حبان فذكره في الصحابة وفي ثقات التابعين وقال ابن سعد: ثقة قليل الحديث وقال الواقدي: كان والياً لعلي على اليمن.
وحديثه في النسائي وابن ماجه من رواية أبي أمامة بن سهل وروى عنه أيضاً ابنه شرحبيل بن سعيد.
سعيد بن سعيد: بن العاص بن أمية أخو أبان وخالد وعمرو أولاد أبي أحيحة. أسلموا كلهم.
وهذا ذكره ابن إسحاق فيمن استشهد بالطائف. وذكر ابن شاهين عن شيوخه أن إسلامه كان قبل الفتح بيسير. واستعمله النبي صلى الله عليه وسلم على سوق مكة.
سعيد بن سفيان الرعلي: ويقال: الرعيني.
ذكره ابن شاهين في الصحابة وروى من طريق المدائني عن أبي معشر عن يزيد بن رومان قال: أقطع النبي صلى الله عليه وسلم سعيد بن أبي سفيان الرعلي وكتب له بذلك كتاباً كتبه خالد بن سعيد.
سعيد بن سويد: بن قيس بن عامر بن عباد بن الأبجر وهو خدرة الأنصاري الخدري أخو سمرة بن جندب لأمه.
ذكره ابن إسحاق فيمن استشهد بأحد.
وروى الأوزاعي عن ثابت بن عمير عن ربيعة عن عبد الملك بن سعيد بن سويد عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن اللقطة كذا قال. والمشهور رواية ربيعة عن يزيد مولى المنبعث عن زيد بن خالد الجهني فإن كان محفوظاً فلعبد الملك صحبة أو رؤية إن كان أرسل عن أبيه.
سعيد بن سهيل: تقدم فيمن اسمه سعد.
سعيد بن شراحيل: بن قيس بن الحارث بن سفيان بن فاتك بن معاوية الكندي.
ذكر ابن الكلبي أنه وفد على النبي صلى الله عليه وسلم ومعه ابن أخيه معروف بن قيس بن شراحيل فارتد يوم البجير وقتل على ردته يعني معروفاً.
وجزم ابن سعد بأن المقتول سعيد المذكور. فالله أعلم.
ورأيت في نسخة متقنة من الجمهرة شرحبيل بدل شراحيل وهو أصوب ففي قصة شبيب الخارجي الذي كان خرج على الحجاج أن عثمان بن سعيد بن شرحبيل بن عمرو قتل في تلك الواقعة وكان يلقب الجزل.
سعيد بن العاص: بن سعيد بن العاص بن أمية القرشي الأموي أبو عثمان ابن أخي سعيد بن سعيد الماضي قريباً أمه أم كلثوم بنت عبد الله بن أبي قيس بن عمرو العامرية. ولم يكن للعاص ولد غير سعيد المذكور.
قال ابن أبي حاتم عن أبيه: له صحبة.
قلت: كان له يوم مات النبي صلى الله عليه وسلم تسع سنين وقتل أبوه يوم بدر قتله علي. ويقال: إن عمر قال لسعيد بن العاص: لم أقتل أباك وإنما قتلت خالي العاص بن هشام. فقال: ولو قتلته لكنت على الحق وكان على الباطل فأعجبه قوله.
وكان من فصحاء قريش ولهذا ندبه عثمان فيمن ندب لكتابة القرآن قال ابن أبي داود في المصاحف: حدثنا العباس بن الوليد حدثنا أبي حدثنا سعيد بن عبد العزيز أن عربية القرآن أقيمت على لسان سعيد بن العاص لأنه كان أشبههم لهجة برسول الله صلى الله عليه وسلم.
وولي الكوفة وغزا طبرستان ففتحها وغزا جرجان وكان في عسكره حذيفة وغيره من كبار الصحابة وولى المدينة لمعاوية.
وله حديث في الترمذي من رواية أيوب بن موسى بن عمرو بن سعيد بن العاص عن أبيه عن جده إن كان الضمير يعود على موسى. وله آخر في ترجمة جده يأتي في القسم الأخير.


وروى الزبير من طريق عبد العزيز بن أبان عن خالد بن سعيد عن أبيه عن ابن عمر قال: جاءت امرأة إلى النبي صلى الله عليه وسلم ببردة فقالت: إني نذرت أن أعطي هذه البردة لأكرم العرب فقال: " أعطيها لهذا الغلام " وهو واقف يعني سعيداً هذا.
قال الزبير: والثياب السعدية تنسب إليه.
وروى له مسلم والنسائي من روايته عن عثمان وعائشة وروى الهيثم بن كليب في مسنده من طريق سعيد بن عمرو بن سعيد بن العاص عن أبيه عن جده: سمعت عمر يقول. فذكر له حديثاً وسيأتي له ذكر في ترجمة جده في القسم الأخير.
وأخرج الطبراني من طريق محمد بن قانع بن جبير بن مطعم عن أبيه عن جده قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم عاد سعيد بن العاص فرأيته يكمده بخرقة. وسعيد بن العاص هذا يحتمل أن يكون صاحب الترجمة وتكون رواية جبير هذه بعد الفتح ويحتمل أن يكون جده وتكون رؤية جبير له قبل الهجرة ولا مانع من عيادة الكافر ولا سيما في ذلك الزمان لم يكن أذن فيه في قتال الكفار.
وذكر ابن سعد في ترجمته قصة ولايته على الكوفة بعد الوليد بن عقبة لعثمان وشكوى أهل الكوفة منه وعزله مطولاً. وكان معاوية عاتبه على تخلفه عنه في حروبه فاعتذر ثم ولاه المدينة فكان يعاقب بينه وبين مروان في ولايتها.
وروى ابن أبي خيثمة من طريق يحيى بن سعيد قال: قدم محمد بن عقيل بن أبي طالب على أبيه فقال له: من أشرف الناس؟ قال: أنا وابن أمي وحسبك بسعيد بن العاص.
وقال معاوية: كريمة قريش سعيد بن العاص وكان مشهوراً بالكرم والبر حتى كان إذا سأله السائل وليس عنده ما يعطيه كتب له بما يريد أن يعطيه مسطوراً فلما مات كان عليه ثمانون ألف دينار فوفاها عنه ولده عمرو الأشدق.
وحج سعيد بالناس في سنة تسع وأربعين أو سنة اثنتين وخمسين ولبث بعدها ذكر ذلك يعقوب بن سفيان في تاريخه عن يحيى بن كثير عن الليث.
وروي عن صالح بن كيسان قال: كان سعيد بن العاص حليماً وقوراً وكان إذا أحب شيئاً أو أبغضه لم يذكر ذلك ويقول: إن القلوب تتغير فلا ينبغي للمرء أن يكون مادحاً اليوم عائباً غداً.
ومن محاسن كلامه: لا تمازح الشريف فيحقد عليك ولا تمازح الدنيء فتهون عليه. ذكره في المجالسة من طريق أبي عبيدة وأخرجه ابن أبي الدنيا من وجه آخر عن ابن المبارك.
ومن كلامه: موطنان لا أعتذر من العي فيهما إذا خاطبت جاهلاً أو طلبت حاجةً لنفسي ذكره في المجالسة من طريق الأصمعي.
وقال مصعب الزبيري: كان يقال له عكة العسل.
وقال الزبير بن بكار: مات سعيد في قصره بالعقيق سنة ثلاث وخمسين.
سعيد بن العاص: بن هشام بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم المخزومي. له حديث.
ذكر نسبه الذهبي في التجريد فقال ما نصه: سعيد بن العاص بن هشام بن المغيرة المخزومي جد عكرمة بن خالد إن صح ففي معجم الطبراني. حدثنا مطين حدثنا سفيان حدثنا حماد بن سلمة عن عكرمة بن خالد عن أبيه عن جده قال: إذا وقع الطاعون. لكن سها هنا الطبراني فأورده في الخاء يعني في خالد بن العاص.
قلت: هذا الحديث قد ذكرته وبينت شاهد ذلك وتحريره في القسم الرابع في ترجمة العاص بن هشام في حرف العين كما سيأتي إن شاء الله تعالى فإن الذهبي ترجم للعاص بن هشام هناك تبعاً للطبراني وأبي نعيم وأبي موسى.
سعيد بن عامر: بن حذيم بن سلامان بن ربيعة بن سعد بن جمح القرشي الجمحي. من كبار الصحابة وفضلائهم وأمه أروى بنت أبي معيط.
أسلم قبل خيبر وهاجر فشهدها وما بعدها وولاه عمر حمص وكان مشهوراً بالخير والزهد.
وروى عنه عبد الرحمن بن سابط الجمحي وأرسل عنه شهر بن حوشب وغيره. وروى أبو يعلى من رواية ابن سابط عن سعيد بن حذيم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لو أن امرأة من الحور العين أخرجت يدها لوجد ريحها كل ذي روح " الحديث مختصراً. أخرجه أبو أحمد الحاكم وابن سعد مطولاً وفيه قصة لسعيد مع زوجته في تفرقته المال الذي يأتيه من عطائه.


وروى محمد بن عثمان بن أبي شيبة في تاريخه من طريق زيد بن أسلم قال: قال عمر لسعيد بن عامر بن حذيم: إن أهل الشام يحبونك. قال: لأني أعاونهم وأواسيهم فقال: خذ هذه عشرة آلاف فتوسع بها. قال: أعطها من هو أحوج إليها مني. الحديث. وروى ابن سعد من طريق ابن سابط قال: أرسل عمر إلى سعيد بن عامر: إني مستعملك. فقال: لا تعنتني. قال: إنما أبعثك على قوم لست بأفضلهم ولست أبعثك لتضرب أبشارهم ولا لتهتك أعراضهم ولكن تجاهد بهم عدوهم وتقسم بينهم فيأهم. وروى أبو يعلى والحسن بن سفيان والبغوي من طريق ابن سابط أيضاً عن سعيد بن عامر: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " يجيء فقراء المسلمين يزفون فيقال لهم: قفوا في الحساب فيقولون: والله ما كان لنا شيء نحاسب عليه فيقول الله: صدق عبادي فيدخلون الجنة قبل الناس بسبعين عاماً " .
قال ابن سعد في الطبقة الثالثة: مات سنة عشرين وهو وال على بعض الشام لعمر. وروى البخاري من طريق الزهري قال: مات في زمن عمر.
وقال أبو بكر البغدادي في تسمية من نزل حمص من الصحابة: استعمله عمر على حمص بعد عياض فوليها دون نصف سنة ومات ولي في المحرم سنة عشرين ومات في جمادى الأولى.
وأرخه الهيثم بن عدي وابن زبر سنة تسع عشرة زاد الهيثم: ومات بقيسارية. وقال أبو عبيد: مات سنة إحدى وعشرين. فالله أعلم.
سعيد بن عامر: ذكر الثعلبي في تفسيره أنه أحد من أسلم من اليهود ونزل فيهم: " الذين آتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته " البقرة121. الآية.
سعيد بن عبد قيس: وقيل سعيد بن عبيد بن قيس بن لقيط بن عامر بن أمية أو ربيعة بن ظرب بن الحارث بن فهر القرشي الفهري.
ذكر ابن شاهين من طريق ابن الكلبي وغيره أنه أسلم قديماً وهاجر إلى الحبشة.
وذكر البلاذري أنه قدم المدينة قبل جعفر بن أبي طالب وهو أخو نافع بن عبد قيس.
سعيد بن عبيد: بن أبي أسيد بن علاج بن أبي سلمة بن عبد العزى بن غيرة بن عوف بن ثقيف الثقفي. جد إسماعيل بن طريح الشاعر.
روى ابن منده من طريق إسماعيل حدثني أبي عن جدي أن أبا سفيان رمى سعيد بن عبيد جده يوم الطائف بسهم فأصاب عينه فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله إن هذه عيني أصيبت في سبيل الله فقال: " إن شئت دعوت الله فرد عليك عينك وإن شئت فعين في الجنة " . قال: عين في الجنة. قال: هذا غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه.
قلت: فيه لفظة منكرة فإن أبا سفيان في حصار الطائف كان مسلماً فكيف يرمي سعيداً إن كان سعيد مسلماً؟ وأظن الصواب أن أبا سفيان رماه سعيد ويؤيد ذلك ما أخرجه الزبير بن بكار من هذا الوجه فقال: عن سعيد بن عبيد قال: رأيت أبا سفيان يوم الطائف قاعداً في حائط يأكل فرميته فأصبت عينه. فذكر الحديث.
وروى ابن عائذ عن الوليد عن سعيد بن عبد العزيز أن عين أبي سفيان أصيبت يوم الطائف.
وروى أبو الفرج الأصبهاني من طريق أسامة بن زيد الليثي عن القاسم بن محمد قال: لم يزل السهم الذي أصاب عبد الله بن أبي بكر حتى قدم وفد الطائف فأراهم إياه فقال سعيد بن عبيد: هذا سهمي أنا بريته وأنا رميت به. فقال أبو بكر: الحمد لله الذي أكرمه بيدك ولم يهنك بيده.
وله طريق أخرى في ترجمة عبد الله بن أبي بكر فثبتت بذلك صحبة سعيد بن عبيد وتحررت الرواية الأولى. والحمد لله.
سعيد بن عبيد بن النعمان: تقدم في سعد وهو أصح.
وقد روى ابن أبي شيبة ما يدل على أنه سعيد وأنه غير سعد الذي مر فقال: حدثنا أبو إدريس عن إسماعيل عن الشعبي قال: قرأ القرآن على عهد النبي صلى الله عليه وسلم: أبي ومعاذ وزيد وأبو الدرداء وسعيد بن عبيد. الحديث.
سعيد بن عتاب: يأتي ذكره في ترجمة سليط بن سليط.
سعيد بن عثمان الأنصاري: شهد أحداً.
روى إسحاق بن راهويه في مسنده من طريق الزبير قال: والله إني لأسمع قول معتب بن قشير والنعاس يغشاني: " لو كان لنا من الأمر شيء ما قتلنا ها هنا " آل عمران154. ثم قال: وقوله: " إن الذين تولوا منكم يوم التقى الجمعان " آل عمران155. قال: منهم عثمان بن عفان وسعيد بن عثمان وعلقمة بن عثمان الأنصاريان قال: بلغوا جبلاً بناحية المدينة ببطن الأعوص فأقاموا هناك ثلاثاً.
قلت: ساقه ابن إسحاق في مسنده مع إدراجه ومن قوله: ثم. الخ من كلام ابن إسحاق في المغازي.


سعيد بن عدي الأنصاري: ذكره الأموي فيمن استشهد يوم اليمامة.
واستدركه ابن فتحون.
وقد تقدم نظيره في سعد بن عثمان فما أدري أهما أخوان أم واحد اختلف في اسمه.
سعيد بن عمارة في أسعد.
سعيد بن عمارة: آخر تقدم في سعد بن عمارة.
سعيد بن عمرو التميمي: حليف بني سهم.
ذكره موسى بن عقبة وابن إسحاق في مهاجرة الحبشة وقال موسى بن عقبة: استشهد بأجنادين هو وأخوه لأمه تميم بن الحارث بن قيس وكذا قال الزبير: قاله الذهبي. وذكره ابن سعد فيمن تقدم إسلامه ولم يشهد بدراً وسماه الواقدي وأبو معشر وأبو الأسود عن عروة سعيداً فالله أعلم.
سعيد بن عمرو: بن غزية الأنصاري أخو الحارث.
قال ابن السكن: له صحبة. وقال ابن فتحون: ذكره ابن عبد البر في ترجمة أخيه الحارث ولم يفرده بترجمة.
قلت: بل قال أبو عمر في ترجمة أخيه زيد بن عمرو: لا يثبت لسعيد صحبة.
سعيد بن عمرو الكندي: ذكره ابن الأثير عن ابن ماكولا إلا أنه قال: روى حديثه محمد بن المطلب عن علي بن قرين عن عبيدة بن حريث الكندي عن الصلت بن حبيب الشني عنه قال: شهدت رسول الله صلى الله عليه وسلم.
سعيد بن عمرو: العيذي بالمهملة ثم التحتانية المحاربي.
ذكره أبو عبيد فيمن وفد على النبي صلى الله عليه وسلم من قومه. قال الرشاطي: لم يذكره أبو عمر ولا ابن فتحون.
سعيد بن عمرو: قيل: هو اسم أبي كبشة الأنماري فيما جزم به ابن حبان وسيأتي بيان الاختلاف في اسمه في الكنى.
سعيد بن القشب الأزدي: حليف بني عبد مناف. يقال: ولاه النبي صلى الله عليه وسلم على جرش أخرجه أبو عمر.
سعيد بن قيس: بن صخر بن حرام بن ربيعة بن عدي بن غنم بن كعب بن سلمة الأنصاري السلمي. ذكره أبو الأسود عن عروة فيمن شهد بدراً.
سعيد بن مرة العجلي: ذكر سيف والطبري أن المثنى بن حارثة استعمله بالعراق سنة اثنتي عشرة وكان من أشد الناس على نصارى بني تغلب. واستدركه ابن فتحون. وقد تقدم أنهم لم يكونوا يؤمرون إلا الصحابة.
سعيد بن مقرن المزني أحد الإخوة. ذكره الطبري في الصحابة وروى سيف في الفتوح أن خالد بن الوليد أمره على شيء من العراق حين توجه إلى الشام في خلافة أبي بكر.
سعيد بن المنذر: بن محمد بن عقبة بن أحيحة بن الجلاح الأنصاري.
ذكره ابن حبان في الصحابة.
سعيد بن مينا: مولى النبي صلى الله عليه وسلم ذكر الخطيب في المتفق من طريق موسى بن سليمان الإيادي عن عمر بن قيس بن الماصر عن عطاء عن سعيد بن مينا مولى النبي صلى الله عليه وسلم. سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: " فر من المجذوم فرارك من الأسد " .
سعيد بن نوفل: بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم ابن عم النبي صلى الله عليه وسلم.
روى عن النبي صلى الله عليه وسلم حديثاً في الاستئذان. وعنه عمار بن أبي عمار. ذكره ابن منده. وقال أبو نعيم: هو عندي مرسل.
قلت: كلام الدارقطني يدل على أنه سعيد بن الحارث أخو نوفل. فالله أعلم.
سعيد بن يربوع: بن عنكثة بن عامر بن مخزوم القرشي المخزومي.
قال النسائي وغيره: له صحبة وكان اسمه الصرم ويقال أصرم حكاه البخاري والعسكري.
وقال الزبير: كان له ولدان: هود والحكم وكان يكنى أبا هود. وقال ابن سعد: كان يكنى أبا الحكم وأمه لبنى بنت سعيد بن رياب السهمية فغيره النبي صلى الله عليه وسلم.
روى حديثه أبو داود من رواية ابنه عبد الرحمن عنه. وروى عنه أيضاً ابن له آخر اسمه عثمان. وروى البغوي وابن منده من طريق عمر بن عثمان بن عبد الرحمن بن سعيد بن الصرم: حدثني جدي عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له: " أينا أكبر أنا أو أنت؟ " قال: أنت أكبر وأخير مني وأنا أقدم سناً وغير اسمه فسماه سعيداً وقال: الصرم قد ذهب.
قال ابن منده: غريب لا نعرفه إلا بهذا الإسناد.
قلت: بعضه عند أبي داود وأخرج البغوي في ترجمة الصرم من حرف الصاد حديثاً آخر من هذا الوجه.
وقال الزبير وغيره: أسلم يوم الفتح وقيل قبله يكنى أبا هود وشهد حنيناً وأعطي من غنائمها.
وروى البخاري في تاريخه من طريق يحيى بن سعيد الأنصاري قال: أصيب سعيد بن يربوع ببصره فعاده عمر زاد غيره فقال له: " لا تدع شهود الجمعة والجماعة " فقال: ليس لي قائد فبعث إليه غلاماً من السبي.
قال الزبير: وهو أحد الأربعة الذين أمرهم عمر بتجديد أنصاب الحرم.


وروى الواقدي من طريق نافع بن جبير أن عمر لما قدم الشام فوجد الطاعون واستشار مشيخة قريش كان منهم مخرمة بن نوفل وسعيد بن يربوع وحكيم بن حزام وغيرهم قال: وكان الذي كلمه في الرجوع مخرمة بن نوفل وأخبره أن قوماً من قريش كانوا ثمانين رجلاً خرجوا تجاراً فطرقهم الطاعون فماتوا أجمعين في ليلة إلا رجلين: أحدهما صفوان بن نوفل يعني أخاه.
قال الزبير وغيره: مات سنة أربع وخمسين وله مائة وعشرون سنة. وقيل وزيادة أربع.
سعيد بن يزيد الأزدي: نزل مصر.
قال ابن يونس في تاريخ الغرباء: هو من أهل فلسطين كان أميراً على مصر ليزيد بن معاوية.
روى عنه من أهل مصر أبو الخير مرثد اليزني ثم ساق من طريق الليث وكذلك الحسن بن سفيان من طريق يزيد بن أبي حبيب عن أبي الخير عن سعيد بن يزيد أن رجلاً قال: يا رسول الله أوصني. قال: " أوصيك أن تستحي من الله كما تستحي رجلاً صالحاً من قومك " .
ورواه ابن أبي خيثمة من طريق ابن لهيعة عن يزيد بن أبي الخير عن سعيد بن فلان. وقال أبو عمر: زعم أبو الخير أن له صحبة والذي رأينا من روايته فعن ابن عمر. انتهى.
وذكر ابن أبي حاتم أنه اختلف فيه على عبد الحميد بن جعفر فروى بعضهم يعني بالسند عنه عن سعيد بن مرثد عن ابن عم له قال: قلت: يا رسول الله.
وفي المراسيل لابن أبي حاتم: سمعت أبي يقول: كنا لا ندري له صحبة أو لا فروى عنه عبد الحميد بن جعفر عن أبي الخير عن سعيد بن يزيد رجل من الصحابة حديث: " استحي من ربك " قال: فدلنا على أن لا صحبة له فعلى قوله يكون الصواب فيما قاله أبو عمر: فعن ابن عمر تصحيفاً.
وقد حكى أبو عمر الكندي أن رؤساء أهل مصر لما أمر عليهم قالوا: ما كان في زماننا شاب مثله فهذا يدل على أن لا صحبة له.
سعيد بن يزيد البلوي: ذكره ابن أبي خيثمة وابن شاهين في الصحابة وغايرا بينه وبين الذي قبله ووحدهما غيرهما.
سعيد بن فلان: أو فلان بن سعيد.
روى الحسن بن سفيان من طريق يونس بن أبي يعقوب عن أبيه قال: جلست أنا وجعفر بن عمرو بن حريث وسعيد بن أشوع إلى فلان بن سعيد أو سعيد بن فلان فحدثنا أن نفراً أتوا النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا: يا رسول الله أرنا رجالاً من أهل الجنة. قال: " أنا من أهل الجنة وأبو بكر وعمر فسمى جماعة قال: فقال فلان بن سعيد أو سعيد بن فلان: وأنا من أهل الجنة.
قلت: أورده الحسن بن سفيان في مسند سعيد بن زيد وفيه نظر لأن ابن أشوع لم يدركه فإن كان محفوظاً فهو غيره.
سعيد: والد ميسرة. يأتي ذكره في ترجمة مولاته كثيرة بنت سفيان.
سعيد الشامي: والد عبد العزيز. جاءت عنه عدة أحاديث من رواية ولده عنه تفرد بها عبد الغفور أبو الصباح بن عبد العزيز عن أبيه عبد العزيز عن أبيه سعيد منها ما أخرجه ابن عدي من طريق عامر بن سيار عن أبي الصباح بهذا الإسناد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " لا يجمع الإيمان والبخل في قلب رجل مؤمن أبداً " .
قال ابن عدي: وبهذا الإسناد اثنان وعشرون حديثاً. وأخرج له ابن منده من طريق بقية عن عبد الغفور بهذا الإسناد قال فيه: عن أبيه وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فذكر حديثاً آخر.
وأخرج له ابن قانع حديثاً من رواية صالح بن مالك عن عبد الغفور عن عبد العزيز عن أبيه قال: صليت خلف النبي صلى الله عليه وسلم فكنت قريباً منه. الحديث. وأخرج له آخر نسبه فيه أنصارياً وسيأتي أبو عبد العزيز في الكنى في حديث وهو هذا أخرجه الطبري في التفسير وابن أبي عاصم في الوحدان وأورد البخاري في كتاب الضعفاء في ترجمة عبد الغفور من رواية عثمان بن مطر عنه عن عبد العزيز بن سعيد عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إن الله يمسخ خلقاً كثيراً وإن الإنسان يخلو بمعصية فيقول الله تعالى: استهان بي فيمسخه ثم يبعثه يوم القيامة إنساناً يقول له: كما بدأكم تعودون ثم يدخله النار " . وله عند بقي بن مخلد أربعة أحاديث.
سعيد: بالتصغير تقدم في سعيد بن سهل.
سعير: مصغراً آخره راء ابن خفاف التميمي.
ذكره سيف في الفتوح وأنه كان عاملاً للنبي صلى الله عليه وسلم على بطون تميم وأقره أبو بكر.
سعير بن سوادة العامري: وقيل: هو سفيان.
روى ابن منده من طريق العلاء بن الفضل عن أبي سويد المنقري عن آبائه أن سعير بن سوادة أتى النبي صلى الله عليه وسلم.


سعير بن العداء الفريعي: ويقال البكائي. ذكره المدائني في كتاب رسل رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وروى من طريق عبد الله بن يحيى قال: أراني ابن لسعير بن العداء كتاباً من محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم كتبه لسعير بن عداء ورواه الباوردي وابن منده من هذا الوجه وزاد: إني أحفرتك الرجيح.
سعية: بفتح أوله وسكون ثانيه وفتح المثناة التحتانية بعدها هاء التأنيث ابن العريض وقيل بالنون تقدم قريباً.
سفعة الغافقي: رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم شهد فتح مصر. ذكره ابن يونس وقال: ذكروه في كتبهم.
السين بعدها الفاء
سفيان بن أسد: بفتحتين أو أسيد بوزن عظيم الحضرمي.
ذكره ابن أبي خيثمة وابن أبي عاصم وغيرهما في الصحابة وأخرجه من رواية بقية أخبرني ضبارة بفتح المعجمة والموحدة المخففة ابن مالك الحضرمي أنه سمع أباه يحدث عن عبد الرحمن بن جبير أن أباه حدثه عن سفيان بن أسد الحضرمي أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " كبرت خيانة أن تحدث أخاك حديثاً هو لك به مصدق وأنت له كاذب " .
قال ابن منده: غريب. وذكر ابن عدي أن محمد بن ضبارة رواه عن أبيه متابعاً لبقية ورواه يزيد بن شريح عن جبير بن نفير فقال: عن النواس بن سمعان. فالله أعلم.
سفيان بن أمية: بن أبي سفيان بن أمية بن عبد شمس القرشي الزهري.
ذكره البلاذري وقال: هو الذي ذهب بموت علي إلى أهل الحجاز ولا عقب له ومات أبوه كافراً وكان ابن عم أبي سفيان بن حرب وأما ولده سفيان صاحب الترجمة فمقتضى ما قالوا: إنه لم يبق بمكة قرشي بعد الفتح إلا أسلم وحج مع النبي صلى الله عليه وسلم حجة الوداع أن يكون له صحبة.
سفيان بن بشر: يأتي في نسر بنون ومهملة.
سفيان بن ثابت الأنصاري: من بني النبيت.
ذكره ابن أبي حاتم عن أبيه في الصحابة.
وقال ابن شاهين عن الواقدي: استشهد ببئر معونة.
سفيان بن حاطب: بن أمية بن رافع بن سويد بن حرام بن الهيثم بن ظفر الأنصاري الظفري.
قال ابن شاهين عن ابن الكلبي: إنه شهد أحداً واستشهد ببئر معونة.
سفيان بن الحكم الثقفي: مر في الحكم بن سفيان.
سفيان بن خولي: بن عبد عمرو بن خولي بن همام العبدي.
ذكر ابن الكلبي أن له وفادة. وقال الرشاطي في الحدادي بضم المهملة: لم يذكره أبو عمر ولا ابن فتحون.
سفيان بن أبي زهير الأزدي: من أزد شنوءة قال ابن المديني وخليفة: اسم أبيه القرد وقيل ابن نمير بن مرارة بن عبد الله بن مالك ويقال فيه النمري لأنه من ولد النمر بن عثمان بن نصر بن زهران.
نزل المدينة وحديثه في البخاري من رواية عبد الله بن الزبير عنه.
وروى البخاري أيضاً من طريق السائب بن يزيد عنه قال: وهو رجل من أزد شنوءة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم: " من اقتنى كلباً " الحديث.
سفيان بن زيد: أو يزيد الأزدي.
ذكره البخاري في الصحابة وقال: إن الحديث عنه منقطع وهو من رواية روح بن عوف عن ابن سيرين عنه في العتيرة.
سفيان بن زياد الحمصي: ذكره عبد الصمد بن سعيد في الصحابة الذين نزلوا حمص.
سفيان بن سهل: أو ابن أبي سهل الثقفي. له ذكر في حديث المغيرة بن شعبة.
روى أحمد والنسائي وابن حبان وغيرهم من حديث عبد الملك بن عمير عن حصين بن عقبة عن المغيرة بن شعبة قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو آخذ بحجزة سفيان بن أبي سهل وهو يقول: " لا تسبل إزارك " لفظ أحمد وعند النسائي سفيان بن سهل ومداره عندهم على شريك بن عبد الملك وقيل: عن شريك بن عبد الملك وقيل عن شريك عن عبد الملك عن قبيصة بن جابر بدل حصين بن عقبة وقيل: عن عبد الملك عن المغيرة بغير واسطة والأول أصح.
سفيان بن صهابة: المهري المعروف بالخرنق الشاعر.
ذكره ابن أبي داود في الصحابة وتبعه ابن منده وغيره. وذكر ابن يونس أنه شهد فتح مصر وأنه قال: كنت والمقداد لصين في الجاهلية.
سفيان بن عبد الله: بن أبي ربيعة بن الحارث بن مالك بن حطيط بن جشم الثقفي الطائفي.
أسلم مع الوفد وسأل النبي صلى الله عليه وسلم عن أمر يعتصم به فقال: " قل ربي الله ثم استقم "


أخرج حديثه مسلم والنسائي والترمذي واستعمله عمر على صدقات الطائف ووقع في رواية مرسلة لابن أبي شيبة أن النبي صلى الله عليه وسلم استعمله على الطائف. وروى عنه أولاده: عاصم وعبد الله وعلقمة وعمرو وأبو الحكم وغيرهم.
وقال أبو الحسن المديني: شهد سفيان بن عبد الله بن ربيعة حنيناً فقتل أخوه عثمان فاستقبل وقال لأبي سويد: لا خير في العيش بعده فتخيل أبو سويد حتى انهزم به وذلك أنه قطع طرف عذاره وكان على حصان وأبو سويد على أنثى فأدناها من فرس سفيان حتى شمها ثم حرك أبو سويد فرسه وذهب فرس سفيان ليتبعها فلحقه سفيان ليحبسه فانقطع اللجام واستمر فرسه يتبع فرس أبي سويد فنجيا جميعاً وأسلم سفيان بعد ذلك.
قلت: ولم أقف على حال أبي سويد المذكور.
سفيان بن عبد الأسد المخزومي: ذكر أبو عمر أنه من المؤلفة وفيه نظر.
وذكره العدوي في النسب وأنه أخو أبي سلمة ولم يذكر أنه أسلم. وعند ابن الكلبي ما يدل على أنه أسلم فيكتب من ترجمة ربيبته أم عمرو بنت سفيان من النساء.
سفيان بن عبد شمس: بن أبي وقاص الزهري. ينظر من القسم الثاني.
روى الطبراني من طريق إسماعيل بن راشد أن معاوية بعثه رسولاً إلى عمرو بن العاص يخبره بقتل علي.
وقد تقدم في سفيان بن أمية أنه كان رسولاً إلى الحجاز بمثل ذلك.
قال ابن عساكر: لم أر له ذكراً في كتب الأنساب ولا التاريخ.
سفيان بن العديل: بن الحارث بن مصاد بن مازن بن ذؤيب بن كعب بن عمرو بن تميم التميمي.
ذكره ابن سعد في الطبقات فقال: أنبأنا هشام بن الكلبي قال: حدثني رجل من عبد القيس قال: حدثني محمد بن جناح أخو بني عمرو بن كعب بن تميم قال: وفد سفيان بن العديل على النبي صلى الله عليه وسلم فأسلم فقال له ابنه قيس: يا أبت دعني آت النبي صلى الله عليه وسلم معك. قال: ومات قيس في زمن أبي بكر. مع العلاء بن الحضرمي بالبحرين فقال فيه بعض الشعراء:
فإن يك قيس قد مضى لسبيله ... فقد طاب قيس بالرسول فأسلما
وروى عنه أولاده عاصم وعبد الله وعلقمة وعمرو وأبو الحكم وغيرهم. وسيأتي ذكر ولده غنيم بن قيس في الغين المعجمة.
سفيان بن أبي عزة الجذامي: كان نازلاً في بني حنيفة ولم يرتد. ذكر ذلك وثيمة وذكر أن خالد بن الوليد أخذه فيمن ظفر به من أهل اليمامة فأراد قتله فقال له سفيان: يا خالد إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " ما من عبد يقتل عبداً إلا قعد له يوم القيامة على الصراط. فخلى سبيله " وفيه يقول الشاعر:
إنني والحصين وابن أبي ... عزة سفيان ديننا الإسلام
سفيان بن عطية: بن ربيعة الثقفي. روى البغوي وعمه أحمد بن منيع من طريق ابن إسحاق عن عيسى بن عبد الله عن سفيان بن عطية بن ربيعة الثقفي قال: وفد ناس من ثقيف على رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال ابن أبي خيثمة: هو عطية بن سفيان قدم مع وفد ثقيف.
قلت: المحفوظ أن الحديث من رواية عيسى بن عطية بن سفيان بن ربيعة الثقفي عن بعض وفدهم. فالله أعلم.
سفيان بن عمير: بن وهب النضري. تقدم في سعد بن وهب.
سفيان بن أبي العوجاء الثقفي.
ذكره ابن أبي عاصم في الصحابة وذكره الطبراني في المعجم الكبير في الصحابة لكنه زعم أنه أبو ليلى الأنصاري والد عبد الرحمن.
وذكر العسكري أن جريراً روى في حديث سفيان بن أبي زهير فقال: سفيان بن أبي العوجاء.
سفيان بن عوف الأسلمي: أو الغامدي. يأتي في مالك بن وهب.
وروى الحاكم عن مصعب الزبيري قال: وسفيان بن عوف الغامدي صحب النبي صلى الله عليه وسلم وكان له بأس ونجدة وسخاء وهو الذي أغار على هيت والأنبار في أيام علي فقتل وسبى وإياه عنى علي بن أبي طالب في خطبته حيث قال فيها: وإن أخا غامد قد أغار على هيت والأنبار وقتل حسان بن حسان يعني عامل علي واستعمل معاوية سفيان بن عوف على الصوائف وكان يعظمه ثم استعمل بعده ابن مسعود الفزاري فقال له الشاعر:
أقم يا بن مسعود قناةً صليبةً ... كما كان سفيان بن عوف يقيمها


وروى ابن عائذ من طريق صفوان بن عمرو عن الفرج بن محمد عن بعض أشياخه قال: كنا مع سفيان بن عوف الغامدي سارين بأرض الروم فأغار على باب الذهب حتى حرج أهل القسطنطينية فقالوا: والله ما ندري أخطأتم الحساب أم كذب الكتاب أم استعجلتم المقدر؟ فإنا وأنتم نعلم أنها ستفتح ولكن ليس هذا زمانها.
وقال ابن عساكر: سفيان بن عوف بن المغفل بن عوف بن عمر بن كلب بن ذهل بن سيار بن والبة بن الدئل بن سعد مناة بن غامد بن الأزد الغامدي.
شهد فتح الشام ثم روى من طريق سفيان بن مسلم الأزدي عن سفيان بن عوف الأزدي قال: بعثنا أبو عبيدة إلى عمر بكتاب.
وذكر خليفة أنه مات سنة ثلاث وخمسين وأبو عبيد سنة اثنتين والواقدي سنة أربع. فالله أعلم.
وذكره ابن الكلبي فقال: سفيان بن عوف بن المغفل بن عوف بن عمير بن كلب بن ذهل بن سيار بن والبة بن الدول بن سعد بن زيد مناة بن غامد الغامدي صاحب الصوائف.
سفيان بن القرد: وهو ابن أبي زهير. تقدم.
سفيان بن قيس: بن الحارث بن المطلب القرشي المطلبي ابن أخي الطفيل وعبيدة ابني الحارث. لهم صحبة.
أخرج البغوي من طريق إبراهيم بن سعد عن سليمان بن محمد الأنصاري عن رجل من قومه يقال له الضحاك كان عالماً قال: آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين الحارث بن عبد المطلب وسفيان بن قيس بن الحارث.
سفيان بن قيس: بن أبان الثقفي. ذكره الطبراني وغيره في الصحابة وأخرج من طريق عبد ربه بن الحكم عن أميمة بنت رقيقة عن رقيقة قالت: جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الطائف يطلب النصر من ثقيف فدخل علي فسقيته سويقاً فشرب وقال: " لا تعبدي طاغيتهم ولا تصلي إليها " فقلت: إذن يقتلوني. قال: " فإن جاؤوك فقولي ربي رب هذه الطاغية ووليها ظهرك إذا صليت " .
قالت أميمة: فحدثني أخواي: وهب وسفيان ابنا قيس قالا: لما أسلمت ثقيف قال لنا النبي صلى الله عليه وسلم: " ما فعلت أمكما؟ " قالا: ماتت على الحال التي فارقتها عليها. قال: " أسلمت أمكما إذن " .
سفيان بن قيس الثعلبي: قال البغوي: ذكره البخاري في الصحابة.
سفيان: يقال نفير بن مجيب الثمالي.
قال ابن عساكر: سفيان أصح.
روى ابن قانع وغيره من طريق يحيى بن أبي كثير عن أبي سلام عن حجاج بن عبيد الثمالي وكان قد رأى النبي صلى الله عليه وسلم وشهد معه حجة الوداع أن سفيان بن مجيب حدثه وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إن في جهنم سبعة آلاف واد " . الحديث.
ووقع في راوية ابن قانع: بخيت بموحدة ومعجمة وآخره مثناة مصغر. قال الخطيب: ومجيب هو الصواب.
ومدار حديثه على إسماعيل بن عياش عن سعيد بن يوسف عن يحيى. واختلف على إسماعيل فقال أبو اليمان وغيره: نفير بن مجيب. وقال الهيثم بن خارجة: سفيان ورجح أبو حاتم وغيره سفيان على نفير. وانفرد الدارقطني فرجح نفيراً.
وروى ابن عائذ في المغازي من طريق يزيد بن أبي حبيب قال: قال عمرو بن العاص لمعاوية: ابعث إلى سفيان الأزدي صاحب بعلبك ليبعث بمن خرج منهم يعني أهل مصر. قال: فبعث إلى سفيان بن مجيب فخرج في أثر عبد الرحمن بن عديس فأدركوهم قال: وزوجه معاوية حفصة بنت أمية بن حرب.
وروى ابن عائذ أيضاً عن الوليد عن أبي مطيع أن معاوية وجه سفيان بن مجيب الثمالي إلى طرابلس في جماعة فذكر قصة.
سفيان بن معمر: بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح القرشي الجمحي.
ذكره ابن إسحاق وموسى بن عقبة عن ابن شهاب في مهاجرة الحبشة وكانت معه امرأته حسنة وهي والدة شرحبيل.
وقال الزبير بن بكار: هو أخو جميل بن معمر.
وذكر ابن إسحاق أن معمراً تبنى سفيان وكان أصله من الأنصار من بني زريق فحالف معمراً فتبناه فنسب إليه قالوا: وهلك سفيان هذا وولداه جابر وجنادة في خلافة عمر.
سفيان بن نسر: بن زيد بن الحارث الأنصاري الخزرجي من بني جشم بن الحارث. ذكره ابن إسحاق فيمن شهد أحداً. واختلف في أسم أبيه قال ابن الكلبي والواقدي والقداح: نسر بالنون والمهملة الساكنة واستصوبه ابن ماكولا. وقال ابن إسحاق: بشر بكسر الموحدة وسكون المعجمة. وقال ابن حبيب: هو خطأ.
وقال أبو حاتم: شهد أحداً كذا قال.
سفيان بن همام المحاربي: من محارب عبد القيس. وقيل من محارب خصفة. والأول أصح.


وروى ابن أبي عاصم وابن السكن والطبراني وابن شاهين من رواية يزيد بن الفضل بن عمرو بن سفيان بن همام عن أبيه عن جده عن سفيان بن همام قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: " انهَ قومك عن نبيذ الجر " .
ووقع في رواية ابن السكن عن أبيه عن جده فقط.
واعتمد البزار هذه الرواية فأخرج الحديث في مسند عمرو بن سفيان وقال: لا نعلم روى عمرو بن سفيان إلا هذا. وتبعه أبو عمر فقال: عمرو بن سفيان المحاربي يروي في نبيذ الجر أنه حرام.
يعد في الشاميين كذا قال. وأما ابن منده فقال: عمرو بن سفيان المحاربي سمع النبي صلى الله عليه وسلم يعد في أعراب البصرة ثم ساق حديثه كما صنع البزار ثم إنه أخرج الحديث بعينه من الوجه المذكور في سفيان بن همام ولم يبينه في واحد من الموضعين على الاختلاف فيه وكذا جرى لأبي عمر فقال فيمن اسمه سفيان بن همام العبدي من عبد القيس: روى في نبيذ الجر روى عنه ابنه عمرو بن سفيان ولم يبينه أيضاً ولا ابن الأثير.
سفيان بن وهب الخولاني: أبو أيمن.
قال أبو حاتم: له صحبة وروى البخاري في تاريخه من طريق غياث الحراني قال: مر بنا سفيان بن وهب وكانت له صحبة فسلم علينا.
وقال ابن يونس: وفد على النبي صلى الله عليه وسلم وشهد فتح مصر وولي إمرة إفريقية في زمن عبد العزيز بن مروان ومات سنة اثنتين وثمانين.
وروى عن عمر والزبير وغيرهما. روى عنه بكر بن سوادة وعبد الله بن المغيرة وأبو الخير وأبو عشانة وغيرهم.
وروى الحسن بن سفيان وابن شاهين من طريق سعيد بن أبي شمر السبائي: سمعت سفيان بن وهب الخولاني يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " لا تأت المائة وعلى ظهرها أحد باق " . قال: فحدثت به عبد العزيز فقال: لعله أراد أنه لا يبقى أحد ممن كان معه إلى رأس المائة.
وله في مسند أحمد حديث آخر وعند ابن منده ثالث. وحديثه عن عمر في مسند أبي يعلى.
وقال ابن حبان: من زعم أن له صحبة فقد وهم كذا قال في التابعين وقال قبل ذلك في الصحابة: سكن مصر له صحبة.
وقال العجلي: تابعي ثقة.
سفيان بن يزيد: تقدم في ابن زيد.
سفيان الهذلي: والد النضر. ذكره أبو عمر مختصراً. وسيأتي في القسم الثالث.
سفينة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم: قيل: كان اسمه مهران. وقيل: طهمان وقيل: مروان وقيل: نجران وقيل: رومان وقيل: ذكوان وقيل: كيسان وقيل سليمان وقيل سنة بالمهملة والنون وقيل: بالمعجمة وقيل: أيمن وقيل: مرقنة وقيل أحمر وقيل أحمد وقيل رباح وقيل مفلح وقيل عمير وقيل معتب وقيل قيس وقيل عبس وقيل عيسى فهذه واحد وعشرون قولاً وكان أصله من فارس فاشترته أم سلمة ثم أعتقته واشترطت عليه أن يخدم النبي صلى الله عليه وسلم.
وقد روى عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن أم سلمة وعلي. وعنه ولداه: عبد الرحمن وعمر وسالم بن عبد الله بن عمر وأبو ريحانة وغيرهم.
قال حماد بن سلمة عن سعيد بن جهمان عن سفينة: كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر فكان بعض القوم إذا أعيا ألقى على ثوبه حتى حملت من ذلك شيئاً كثيراً فقال: ما أنت إلا سفينة وكان يسكن بطن نخلة.
السين بعدها الكاف
سكبة بن الحارث الأسلمي: روى مسدد في مسنده من طريق زياد بن مخراق عن رجل من أسلم قال: كان منا ثلاثة نفر صحبوا النبي صلى الله عليه وسلم: بريدة ومحجن وسكبة.
وروى ابن شاهين من طريق أبي إسماعيل المؤدب عن الأعمش عن أبي بشر عن عبد الله بن شقيق العقيلي أن عمران بن حصين دخل المسجد فإذا سكبة بن الحارث يصلي وبريدة جالس فقال: يا بريدة ألا تصلي كما يصلي سكبة فلم يكلمه بريدة ثم أتى باب المسجد فحدث أنه خرج مع النبي صلى الله عليه وسلم قال: فاستقبلنا أحداً فأشرف النبي صلى الله عليه وسلم على المدينة فقال: " يا ويحها قرية " ثم نزل. فلما بلغ باب المسجد إذا رجل يصلي فقال: " من هذا؟ " قلت: هذا من أمره كذا وكذا قال: فأرسل يدي ثم دخل فقال: " خير دينكم أيسره " .
ورواه أبو داود الطيالسي في مسنده عن أبي بشر لكن قال فيه: عن ابن شقيق عن رجاء الأسلمي: أقبلت مع محجن الأسلمي حتى انتهيت إلى المسجد فوجدنا بريدة.


فذكر الحديث. وفيه: فقال بريدة: يا محجن ألا تصلي كما يصلي سكبة فلم يرد عليه فقال محجن: أخذ بيدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكره مقطعاً في حديثين. ورواه عمر بن شبة في أخبار المدينة من طريق جرير عن الأعمش فذكر نحو رواية المؤدب وزاد فيه: فإذا بريدة جالس وسكبة رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قائم يصلي الضحى فقال بريدة: يا عمران ألا تصلي كما يصلي سكبة؟ قال: فسكت عمران ثم مضينا فقال عمران: إني لأمشي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم. فذكره.
ثم أخرج من طريق شعبة عن أبي بشر عن عبد الله بن شقيق عن رجاء بن أبي رجاء الباهلي قال: دخل محجن المسجد فرأى بريدة فقال ما لك لا تصلي كما يصلي سكبة رجل من خزاعة؟ فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ بيدي. فذكر الحديث.
ومن طريق كهمس عن عبد الله بن شقيق عن محجن بن الأدرع قال: بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم لحاجة ثم لقيني وأنا خارج في بعض طرق المدينة. الحديث.
ومن طريق الجريري عن عبد الله بن شقيق عن محجن نحوه.
وروى أحمد بن منيع في مسنده من طريق عيينة بن عبد الرحمن عن أبيه عن بريدة الأسلمي قال: كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم فأتى علي رجل فقال: " أتراه مرائياً " ؟ قلت: إنه وإنه. قال: فقال " عليكم هدياً قاصداً فإنه لن يشاد هذا الدين أحد إلا غلبه " .
السكران بن عمرو: بن عبد شمس بن عبد ود بن مالك بن نصر بن حسل بن عامر بن لؤي القرشي العامري أخو سهيل بن عمرو.
ذكره موسى بن عقبة في مهاجرة الحبشة وكذا قال ابن إسحاق وزاد أنه رجع إلى مكة فمات بها فتزوج النبي صلى الله عليه وسلم بعده زوجته سودة بنت زمعة زوجه إياها أخوه حاطب.
وزعم أبو عبيدة أنه رجع إلى الحبشة فتنصر بها ومات.
وقال البلاذري: الأول أصح. ويقال: إنه مات بالحبشة.
السكن: قيل هو اسم أبي ذر الغفاري. ويقال اسم أبيه. وسيأتي في الكنى إن شاء الله تعالى.
السكين الضمري: بالتصغير. وقيل السكن بغير تصغير. قال أبو حاتم: له صحبة. روى البخاري في تاريخه وابن أبي خيثمة من طريق ابن جريج حديثاً عن عطاء بن يسار: سمعت سكيناً المصري يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " المؤمن يأكل في معى واحد " الحديث.
رواه صفوان بن هبيرة عن ابن جريج عن سهيل عن عطاء وقد حدث به موسى بن عبيدة عن عطاء فقال: عن جهجاه. فالله أعلم.
السين بعدها اللام
سلام: بالتخفيف ابن أخت عبد الله بن سلام. يأتي ذكره في ترجمة سلمة بن أخي عبد الله بن سلام.
سلام: بالتثقيل ابن عمرو. مختلف في صحبته. وقد ذكره ابن حبان في التابعين. وروى ابن منده من طريق أبي عوانة عن أبي بشر عن سلام بن عمرو وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. قال: " الكلاب رجس إلا كلب صيد " .
قال ابن منده: ورواه شعبة عن أبي بشر عن سلام بن عمرو عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. قال ابن منده: هذا هو الصواب.
وفي مسند أحمد والأدب المفرد للبخاري من طريق شعبة بهذا الإسناد متن آخر.
سلامة بن قيس الحضرمي: يأتي في القسم الأخير.
سلامة بن سالم الثعلبي: يأتي في سلمة بن سلامة.
سلامة بن عبد الله: روى ابن منده من طريق وهب بن راشد عن ثور بن يزيد عن عمرو بن سلامة عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن الله بنى جنة الفردوس لبنة من ذهب ولبنة من مسك " الحديث.
قال ابن منده: لا تصح له صحبة.
سلامة بن عمير الأسلمي: قيل: هو اسم أبي حدرد الأسلمي. يأتي في الكنى.
سلامة بن قيصر: ويقال سلمة: نزل مصر.
قال أحمد بن صالح: له صحبة ونفاها أبو زرعة وقال ابن صالح: سلمة عندنا أصح وهو من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم.
وقال البخاري: لا يصح حديثه وأخرج حديثه مطين والحسن بن سفيان والطبراني من طريق عمرو بن ربيعة الحضرمي سمعت سلامة بن قيصر يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " من صام يوماً ابتغاء وجه الله باعد الله بينه وبين جهنم كبعد غراب طار فرخاً حتى مات هرماً " .
ومداره على ابن لهيعة: فرواه ابن وهب وجل أصحابه عنه هكذا ورواية ابن وهب في مسنده أبي يعلى وقال عبد الله بن يزيد المقرئ عنه بهذا الإسناد عن سلمة بن قيصر عن أبي هريرة.


وعنه أخرجه أحمد في مسنده ورجح أبو زرعة هذه الزيادة وأنكرها أحمد بن صالح فقرأت بخط ابن عبد البر: حدثنا خلف بن القاسم حدثنا أبو بكر بن خروف سألت أحمد بن صالح فقال: لم يصنع المقرىء شيئاً.
وقال ابن رشدين: عن أحمد بن صالح: هو خطأ من المقرئ.
وقال ابن يونس: سلامة بن قيصر وقيل سلمة بن قيصر الحضرمي من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وروى عنه عمرو بن ربيعة ومرثد أبو الخير اليزني. وذكره ابن حبان في الصحابة وقال: سكن مصر وحديثه عند أهلها ومات ببيت المقدس وقبره بها.
سلامة العذري: يقال له المهلب ذكره علي بن حرب العراقي في كتاب البحار له أنه وفد على النبي صلى الله عليه وسلم. حكاه الرشاطي ويقال هو والد قبيصة الآتي.
سلامة بن عمير: قيل: هو اسم أبي خدرد الأسلمي يأتي في الكنى.
سلم: غير منسوب. ذكر أبو داود في السنن بغير إسناد أن النبي صلى الله عليه وسلم غير اسم رجل كان اسمه حرباً فقال: " أنت سلم " .
سلم بن سمي بن الحارث: الأزدي ثم الدوسي أبو العكر بفتح المهملة والكاف. مشهور بكنيته. يأتي في الكنى.
سلكان بن سلامة: أبو نائلة. يأتي في الكنى.
سلكان بن مالك: أورده ابن الدباغ مستدركاً على الاستيعاب وقال: ذكره الواقدي فيمن دخل مصر من الصحابة.
سلمان بن ثمامة: بن شراحيل بن الأصهب الجعفي.
قال ابن منده: أنبأنا علي بن أحمد الحراني حدثنا محمد بن محمد الأديب أن سلمان وفد على النبي صلى الله عليه وسلم وغزا مع علي ونزل الرقة.
وقال ابن الكلبي: كان سلمان اعتزل القتال في الفتنة هو وقوم ارتابوا بالقتال فأقاموا بالرقة فكان علي يرسل إليهم الأعطية ويقول: لا نمنعكم حقكم من الفيء لأنكم مسلمون وإن امتنعتم من نصرتنا قال: وكان سلمان ممن قام مع حجر بن عدي على زياد فلما قبض زياد على حجر وأصحابه أفلت سلمان وكان جده شراحيل رئيساً في الجاهلية وليس الأصهب والده وإنما هو جد أبيه وهي شراحيل بن الشيطان بن الحارث بن الأصهب واسمه عوف بن كعب بن الحارث بن سعد بن عمرو بن ذهل بن مروان بن جعفي بن سعد العشيرة. وكان كثير الغارة فقتله بنو جعدة وفي ذلك يقول النابغة الجعدي يفتخر بقتله:
أرحنا معداً من شراحيل بعدما ... أراها مع الصبح الكواكب مسفراً
سلمان بن خالد الخزاعي: ذكره الطبراني في الصحابة.
وروى من طريق عيسى بن يونس عن مسعر عن عمرو بن مروة عن سلمان بن خالد أراه من خزاعة قال: وددت أني صليت فاسترحت فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " يا بلال أقم الصلاة وأرحنا بها " .
وقال علي بن مسهر عن مسعر عن عمرو عن سالم بن أبي الجعدي عن رجل من خزاعة غير مسمى.
وقال ابن عيينة عن مسعر عن عمرو عن رجل عن عبد الله بن محمد بن الحنفية عن أبيه عن رجل من الصحابة غير مسمى.
وقال أبو حمزة الثمالي: عن عبد الله عن أبيه عن صهر لهم من أسلم.
سلمان بن ربيعة: بن يزيد بن عمرو بن سهم بن ثعلبة الباهلي. مختلف في صحبته قال أبو حاتم: له صحبة يكنى أبا عبد الله وقال أبو عمر: ذكره العقيلي في الصحابة وهو عندي كما قال أبو حاتم.
وقال ابن منده: ذكره البخاري في الصحابة ولا يصح ويقال له سلمان الخيل وقال: روى عنه كبار التابعين كأبي وائل وأبي ميسرة وأبي عثمان النهدي وسويد بن غفلة وشهد فتوح الشام ثم سكن العراق وولي غزو أرمينية في زمن عثمان فاستشهد قبل الثلاثين أو بعدها.
ويقال: إنه أول من فرق بين العتاق والهجين فقيل له سلمان الخيل.
وقال ابن حبان في ثقات التابعين: كان يلي الخيول أيام عمر وهو أول من استقضي على الكوفة وكان رجلاً صالحاً يحج كل سنة.
وذكره في التابعين أيضاً ابن سعد والعجلي.
وقال الآجري عن أبي داود: روى عن النبي صلى الله عليه وسلم وما أقل ما روى وعن أبي وائل: اختلفت إلى سليمان بن ربيعة أربعين صباحاً فلم أجد عنده فيها خصماً.


وحديثه في صحيح مسلم من روايته عن عمر. وله ذكر في حديث اللقطة قال سلمة بن كهيل عن سويد بن غفلة: وجدت سوطاً فأخذته فعاب علي ذلك زيد بن صوحان وسلمان بن ربيعة فذكرت ذلك لأبي بن كعب فقال: أحسنت وأصبت السنة وهو عند البخاري وغيره. وله ذكر في قصة أبي موسى حيث سئل عن بنت وابنة ابن فوافقه سلمان بن ربيعة في القسم وسأل أبو مسعود فخالفهما. أخرجها النسائي وأصلها في البخاري وكانت في خلافة عثمان.
سلمان بن صخر البياضي: كذا وقع في الترمذي وهو سلمة بن صخر. يأتي.
سلمان بن عامر: بن أوس بن حجر بن عمرو بن الحارث بن تيم بن ذهل بن مالك بن بكر بن سعد بن ضبة الضبي.
روى عن النبي صلى الله عليه وسلم. روت عنه ابنة أخيه أم الرائح واسمها الرباب بنت صليع وحفيده عبد العزيز بن بشر بن سلمان الضبي.
ووقع في رواية الدارقطني في كتابه الذي صنفه في الضبين: التصريح بأنه كان في حياة النبي صلى الله عليه وسلم شيخاً.
وروى عنه أيضاً ابن سيرين وأخته حفصة بنت سيرين.
سكن البصرة ووهم من زعم أنه مات في خلافة عمر فإن الصواب أنه عاش إلى خلافة معاوية. وعند الصريفيني أنه مات في خلافة عثمان. وقال مسلم: ليس في الصحابة ضبي غيره. كذا نقله ابن الأثير وأقره هو ومن تبعه وقد وجد في الصحابة جماعة ممن لهم صحبة. واختلف في صحبتهم من بني ضبة منهم يزيد بن نعامة جزم البخاري بأن له صحبة. وفي هذا الكتاب ممن ذكر في الصحابة جماعة منهم كدير الضبي وحنظلة بن ضرار الضبي.
سلمان أبو عبد الله الفارسي: ويقال له سلمان ابن الإسلام وسلمان الخير.
وقال ابن حبان: من زعم أن سلمان الخير آخر فقد وهم.
أصله من رامهرمز وقيل من أصبهان. وكان قد سمع بأن النبي صلى الله عليه وسلم سيبعث فخرج في طلب ذلك فأسر وبيع بالمدينة فأشتغل بالرق حتى كان أول مشاهده الخندق وشهد بقية المشاهد وفتوح العراق وولي المدائن.
وقال ابن عبد البر: يقال إنه شهد بدراً وكان عالماً زاهداً.
روى عنه أنس وكعب بن عجرة وابن عباس وأبو سعيد وغيرهم من الصحابة.
ومن التابعين: أبو عثمان النهدي وطارق بن شهاب وسعيد بن وهب وآخرون بعدهم. قيل: كان اسمه مابه بكسر الموحدة ابن بود قاله ابن منده بسنده وساق له نسباً.
وقيل اسمه بهبود ويقال إنه أدرك عيسى ابن مريم. وقيل: بل أدرك وصي عيسى. ورويت قصته من طرق كثيرة من أصحها ما أخرجه أحمد من حديثه نفسه وأخرجها الحاكم من وجه آخر عنه أيضاً وأخرجه الحاكم من حديث بريدة وعلق البخاري طرفاً منها وفي سياق قصته في إسلامه اختلاف يتعسر الجمع فيه.
وروى البخاري في صحيحه عن سلمان أنه تداوله بضعة عشر سيداً.
قال الذهبي: وجدت الأقوال في سنه كلها دالة على أنه جاوز المائتين وخمسين والاختلاف إنما هو في الزائد قال: ثم رجعت عن ذلك وظهر لي أنه ما زاد على الثمانين.
قلت: لم يذكر مستنده في ذلك وأظنه أخذه من شهود سلمان الفتوح بعد النبي صلى الله عليه وسلم وتزوجه امرأة من كندة وغير ذلك مما يدل على بقاء بعض النشاط لكن إن ثبت ما ذكروه يكون ذلك من خوارق العادات في حقه وما المانع من ذلك فقد روى أبو الشيخ في طبقات الأصبهانيين من طريق العباس بن يزيد قال: أهل العلم يقولون: عاش سلمان ثلاثمائة وخمسين سنة فأما مائتان وخمسون فلا يشكون فيها قال أبو ربيعة الإيادي عن أبي بريدة عن أبيه إن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إن الله يحب من أصحابي أربعة " فذكره فيهم.
وقال سلمان بن المغيرة عن حميد بن هلال: آخى النبي صلى الله عليه وسلم بين أبي الدرداء وسلمان ونحوه في البخاري من حديث أبي جحيفة في قصته. ووقع في هذه القصة. فقال النبي صلى الله عليه وسلم لأبي الدرداء: " سلمان أفقه منك " .
مات سنة ست وثلاثين في قول أبي عبيد أو سبع في قول خليفة. وروى عبد الرزاق عن جعفر بن سليمان عن ثابت عن أنس: دخل ابن مسعود على سلمان عند الموت. فهذا يدل على أنه مات قبل ابن مسعود ومات ابن مسعود قبل سنة أربع وثلاثين فكأنه مات سنة ثلاث أو سنة اثنتين.
وكان سلمان إذا خرج عطاؤه تصدق به وينسج الخوص ويأكل من كسب يده.
سلمة بن الأدرع: هو ابن ذكوان. يأتي.
سلمة بن الأزرق: تقدم ذكره في أبيه الأزرق.


سلمة بن أسلم بن حريس: بن عدي بن مجدعة بن حارثة بن الحارث بن الخزرج بن عمرو بن مالك بن الأوس الأنصاري الحارثي أبو سعيد وقد ينسب إلى جده.
ذكره ابن إسحاق فيمن شهد بدراً فأرسله النبي صلى الله عليه وسلم مع عمرو بن أمية بعد وقعة بني النضير ليقاتل أبا سفيان. حكاه الواقدي.
وقال أبو حاتم: قتل يوم جسر أبي عبيد.
سلمة بن الأسود: بن شجرة بن ربيعة بن وهب بن ربيعة بن معاوية الكندي.
ذكر ابن الكلبي أنه وفد على النبي صلى الله عليه وسلم هو وأخوه علي بن الأسود وتبعه ابن شاهين والطبري والدارقطني وغيرهم.
سلمة بن الأكوع: هو سلمة بن عمرو بن الأكوع. يأتي.
سلمة بن أمية: بن خلف الجمحي. تقدم نسبه في ترجمة أخيه ربيعة.
ذكره خليفة بن خياط فيمن سكن مكة من الصحابة. وروى عمر بن شبة في أخبار المدينة من طريق سماك بن حرب عن رجل أن سلمة بن أمية تزوج مولاة له بشهادة أمها وأختها فرفع ذلك إلى عمر فقال: أبجهل فعلت ذلك؟ قال: نعم. قال: فأشهد ذوي عدل وإلا فرقت بينكما. قال عمر بن شبة: واستمتع سلمة بن أمية من سلمى مولاة حكيم بن أمية بن الأوقص الأسلمي فولدت له فجحد ولدها.
قلت: وذكر ذلك ابن الكلبي وزاد: فبلغ ذلك عمر فنهى عن المتعة. وروى أيضاً أن سلمة استمتع بامرأة فبلغ عمر فتوعده.
وقال ابن حزم في المحلى: ثبت على تحليل المتعة بعد النبي صلى الله عليه وسلم من الصحابة ابن مسعود وابن عباس وجابر وسلمة ومغيرة ابنا أمية بن خلف وذكر آخرين.
سلمة بن أمية: بن أبي عبيدة التميمي أخو يعلى بن أمية. يأتي نسبه في يعلى.
روى حديثه النسائي من رواية ابن أخيه صفوان بن عبد الله بن يعلى بن أمية عنه في فضل الرجل الذي عض يد الآخر.
قال ابن عبد البر: ما له سوى حديث واحد عند ابن إسحاق. قال البخاري: يخالف فيه ابن إسحاق يعني أنه من روايته. واختلف فيه في إسناده وقد ذكروا أن سلمة نزل الكوفة.
سلمة بن بديل: بن ورقاء الخزاعي.
قال ابن أبي حاتم عن أبيه له صحبة وذكر ابن منده من طريق عبد الرحمن بن بشر بن الحكم أنه ذكره هو وإخوته في الصحابة وهو عبد الله وعبد الرحمن وعثمان وسلمة.
سلمة بن ثابت: بن وقش بن زغبة بن زعوراء بن عبد الأشهل الأنصاري الأشهلي. ذكره ابن إسحاق فيمن شهد بدراً واستشهد بأحد وكذا قال ابن الكلبي.
سلمة بن الحارث: أبو غليظ يأتي في الكنى.
سلمة بن حارثة: يأتي في سهل بن حارثة.
سلمة بن حارثة الأسلمي: أحد الإخوة. تقدم ذكر أخيه حمران. وقد ذكره صاحب الاستيعاب في ترجمة أخيه هند بن حارثة.
سلمة بن حاطب: بن عمرو بن عتيك بن أمية بن زيد الأنصاري ذكروه فيمن شهد بدراً وأحداً.
سلمة بن حبيش الأسدي: أسد خزيمة. تقدم ذكره في ترجمة حضرمي بن عامر. وروى المدائني بإسناده قال: قال سلمة بن حبيش: لما قدم مع ضرار بن الأزور:
إني وناقتي الخوصاء مختلف ... منا الهوى إذ بلغنا منزل التين
سلمة بن الخطل الكناني: ثم العرجي. قال ابن عساكر: يقال له صحبة ثم ساق من طريق المدائني عن يعقوب بن داود قال: خطب معاوية فقال: إن الله ولى عمر فولاني فوالله ما خنت ولا كذبت فذكر الخطبة فقام سلمة بن الخطل أحد بني عريج بن عبد مناة بن كنانة فقال: والله يا معاوية لقد أنصفت وما كنت منصفاً. فقال: اجلس لا جلست ثم قال له معاوية: لقد رأيتك حيث أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فسلمت فرد عليك وأهديت إليه فقبل منك وأسلمت فكنت من صالحي قومك.
وروى الخطابي بعض خطبة معاوية هذه من طريق أبي حاتم السجستاني عن العتبي وأخرجها أبو بكر بن الأنباري في فوائده عن أبي الحسن بن البراء عن محمد بن موسى عن محمد بن عمارة قال: خطب معاوية. فذكر نحوه وزاد في آخره: وإن أباك في يوم طرف البلقاء لذو غناء.
سلمة بن الحيسمان: بن إياس الخزاعي. تقدم نسبه عند ذكر أبيه الحيسمان. ذكره ابن الكلبي مع أبيه.
سلمة بن ذكوان: ويقال هو ابن الأدرع.
روى ابن منده من طريق هشام بن سعد عن زيد بن أسلم عن سلمة بن ذكوان قال: كنت أحرس رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة فخرج لحاجته فانطلقت معه فمر برجل في المسجد يصلي رافعاً صوته. الحديث.
وأخرجه من وجه آخر عن هشام عن زيد قال: قال ابن الأدرع.


وأخرجه أبو يعلى في أثناء مسند سلمة بن الأكوع من طريق داود بن قيس عن زيد بن أسلم عن سلمة ولم ينسبه.
وقد ظهر من رواية هشام بن سعد أنه ابن الأدرع لا ابن الأكوع.
وفي البخاري من حديث سلمة بن الأكوع أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " ارموا وأنا مع ابن الأدرع " . فقيل هو سلمة وقيل هو محجن وهو الأكثر.
سلمة بن ربيعة: وهو ابن المحبق الهذلي. اختلف في اسم المحبق.
سلمة بن ربيعة العنزي: ذكر ابن شاهين والطبري أن له وفادة.
سلمة بن زهير: في سمرة بن حصين.
سلمة بن سحيم الأسدي: روى ابن قانع وابن شاهين من طريق محمد بن نضلة بن السكن بن سلمة بن سحيم حدثني أبي عن أبيه عن سلمة بن سحيم قال: كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم فأتاه رجل فقال: إن صاحباً لنا ركب ناقة. فذكر القصة.
وفي إسناده من لا يعرف وفيه محمد بن إسحاق البلخي وهو واه سلمة بن سعد: بن صريم العنزي وقيل ابن سعيد وزاد ابن قانع في نسبه بعد صريم: ابن همام بن كامل قال ابن عبد البر: حديثه: نعم الحي عنزة مبغي عليهم منصورون قوم شعيب وأحبار موسى الحديث. لم يرو عنه غير ابنه سعيد بن سلمة.
وروى الطبراني من طريق حفص بن سلمة بن حفص بن المسيب بن سلمة بن سعد بن صريم حدثني سلمة بن حفص عن أبيه عن ابن سنان بن قيس عن سلمة بن سعد أنه وفد إلى النبي صلى الله عليه وسلم هو وجماعة من أهل بيته وولده فاستأذنوا وقالوا: هذا وفد عنزة فقال: " بخ بخ نعم الحي عنزة مبغي عليهم منصورون مرحباً بقوم شعيب وأحبار موسى سل يا سلمة عن حاجتك " فذكر الحديث. وفي الإسناد من لا يعرف.
وأخرجه ابن قانع من رواية عبد الله بن سوية عن حفص بن سلمة فنقص من النسب ذكر سنان قال: عن حفص بن سلمة بن حفص بن المسيب بن قيس بن سلمة بن سعد حدثنا أبي عن حفص بن المسيب عن المسيب عن سلمة أنه وفد على النبي صلى الله عليه وسلم فقال: " بخ بخ " الحديث. إلى قوله: " منصورون مرحباً بقوم شعيب وأحبار موسى " قال: وهو حديث طويل أختصرته.
سلمة بن سلام الإسرائيلي: روى الكلبي في تفسيره عن أبي صالح عن ابن عباس قال: نزلت هذه الآية: " يا أيها الذين آمنوا آمنوا بالله ورسوله " النساء136.الآية. في عبد الله بن سلام وأسد وأسيد ابني كعب وثعلبة بن قيس وسلام ابن أخت عبد الله بن سلام وسلمة ابن أخيه ويامين بن يامين وهؤلاء مؤمنو أهل الكتاب.
سلمة بن سلامة بن وقش: بن زغبة بن زعوراء بن عبد الأشهل الأنصاري الأشهلي أبو عوف.
ذكره ابن إسحاق وموسى بن عقبة وغيرهما في أهل العقبة وبدر.
قال الطبري: شهد العقبة الأولى والثانية في قول جميعهم وشهد بدراً والمشاهد بعدها. وروى أحمد من طريق محمود بن لبيد عن سلمة بن سلامة بن وقش وكان من أصحاب بدر قال: كان لنا جار يهودي في بني عبد الأشهل قال: فخرج علينا فذكر البعث الحديث بطوله في إعلامه بالنبي صلى الله عليه وسلم قبل مبعثه.
وروى الطبراني من طريق جبيرة والد زيد بن جبيرة عن سلمة بن سلامة بن وقش أن النبي صلى الله عليه وسلم أكل طعاماً فلم يتوضأ ويقال: إن عمر استعمله على اليمامة وله ذكر في ترجمة عوف بن سلمة.
وذكر ابن الكلبي أن عمر قال للنبي صلى الله عليه وسلم لما بلغه قول عبد الله بن أبي في غزوة المريسيع قال: ابعث سلمة بن سلامة بن وقش يأتيك برأسه فحينئذ قال عبد الله بن عبد الله بن أبي ما قال.
وروى ابن أبي شيبة من طريق أبي سفيان مولى ابن أبي أحمد أنه كان يؤم بني عبد الأشهل وهو مكاتب وفيهم من الصحابة محمد بن سلمة وسلمة بن سلامة.
قال إبراهيم بن المنذر: مات سنة أربع وثلاثين. وقال غيره: بل تأخر إلى سنة خمس وأربعين وبه جزم الطبري قال: ومات وهو ابن أربع وسبعين سنة بالمدينة.
سلمة بن سلامة الثعلبي: من أهل الكوفة.
قال البغوي: وروى من طريق عطاء بن السائب: حدثني هانئ بن عبد الله قال: قدم جدي سلمة بن سلامة على النبي صلى الله عليه وسلم فذكر قصته وفيه: قال يا رسول الله أعشرهم؟ قال: " لا إنما العشور على اليهود والنصارى ولكن خذ منهم الصدقة " .
وأخرجه الطبري من وجه آخر عن عطاء بن السائب فقال: عن حرب بن هلال عن أبي أمه رجل من بني ثعلب. فالله أعلم.


وأخرجه ابن قانع من وجه آخر عن عطاء فقال: عن حرب بن عبد الله عن جده أبي أمه وترجم للصحابي سلامة بن سالم الثعلبي وليس في السند الذي ساقه هذا الاسم فالمعتمد ما قاله البغوي.
سلمة بن أبي سلمة: بن عبد الأسد. يأتي نسبه في ترجمة أبيه عبد الله بن عبد الأسد. كان سلمة ربيب النبي صلى الله عليه وسلم.
وروى ابن إسحاق في المغازي من حديث أم سلمة قالت: لما أجمع أبو سلمة على الهجرة رحل بعيراً لي وحملني عليه وحمل ابني سلمة في حجري ثم خرج يقود بعيره.
وقال ابن إسحاق: حدثني من لا أتهم عن عبد الله بن شداد قال: كان الذي زوج أم سلمة من النبي صلى الله عليه وسلم سلمة بن أبي سلمة ابنها فزوجه النبي صلى الله عليه وسلم أمامة بنت حمزة وهما صبيان صغيران فلم يجتمعا حتى ماتا فقال النبي صلى الله عليه وسلم: هل جزيت سلمة.
قال البلاذري: ويقال إن الذي زوجه إياها ابنها عمر والأول أثبت.
وزعم الواقدي وتبعه أبو حاتم وغيره أن سلمة عاش إلى خلافة عبد الملك بن مروان وأما ما وقع أولاً أنهما لم يجتمعا حتى ماتا فالمراد أنها ماتت قبل أن يدخل بها ومات هو بعد ذلك لكن قال ابن الكلبي: يقال مات سلمة قبل أن يجتمع بأمامة.
سلمة بن أبي سلمة: الجرمي هو ابن نفيع. يأتي.
سلمة بن أبي: سلمة الهذلي وقيل الكندي.
روى أبو يعلى من طريق يحيى بن عمرو بن يحيى بن عمرو بن سلمة الهمداني حدثنا أبي عن أبيه عن جده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كتب إلى قيس بن مالك: أما بعد.
سلمة بن صخر بن سلمان: بن الصمة بن الحارث بن زيد مناة بن حبيب بن عبد حارثة بن مالك بن عضب بن جشم بن الخزرج الخزرجي كان يقال له البياضي لأنه كان حالفهم.
ويقال: اسمه سلمان وسلمة أصح وهو الذي ظاهر من امرأته.
قال البغوي: لا أعلم له حديثاً مسنداً إلا حديث الظهار رواه عنه سعيد بن المسيب وسليمان بن يسار وأبو سلمة وسماك بن عبد الرحمن ومحمد بن عبد الرحمن بن ثوبان.
سلمة بن صخر: يقال اسم المحبق صخر. يأتي.
سلمة بن عرادة: بن مالك الضبي والد صفوان.
ذكر الدارقطني عن كتاب النسب العتيق في أخبار بني ضبة أن سلمة بن عرادة نازع عيينة بن حصن فضل وضوء رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " دع الغلام يتوضأ " فتوضأ ثم شرب البقية فمسح رسول الله صلى الله عليه وسلم رأسه ووجهه بيده.
سلمة بن عمرو بن الأكوع: واسم الأكوع سنان بن عبد الله. يأتي بقية نسبه في عامر بن الأكوع. وقيل: اسم أبيه وهب وقيل غير ذلك.
أول مشاهده الحديبية وكان من الشجعان ويسبق الفرس عدواً وبايع النبي صلى الله عليه وسلم عند الشجرة على الموت. رواه البخاري من حديثه.
وقد روى أيضاً عن أبي بكر وعمر وغيرهما. وروى عنه ابنه إياس والحسن بن محمد بن الحنفية وزيد بن أسلم ويزيد بن أبي عبيد مولاه وآخرون.
ونزل المدينة ثم تحول إلى الربذة بعد قتل عثمان وتزوج بها وولد له حتى كان قبل أن يموت بليال نزل إلى المدينة فمات بها رواه البخاري وكان ذلك سنة أربع وسبعين على الصحيح. وقيل: مات سنة أربع وستين. وزعم الواقدي ومن تبعه أنه عاش ثمانين سنة وهو على القول الأول باطل إذ يلزم منه أن يكون له في الحديبية نحو من عشر سنين ومن يكون في تلك السن لا يبايع على الموت. ثم رأيت عند ابن سعد أنه مات في آخر خلافة معاوية وكذا ذكر البلاذري.
سلمة بن عياد: في عائذ بن سلمة.
سلمة بن عياض الأسدي: ذكره الرشاطي وقال: إنه وفد على النبي صلى الله عليه وسلم هو والجارود العبدي وإن النبي صلى الله عليه وسلم أخبرهما بما جاءا يسألان عنه قبل أن يسألاه في قصة طويلة قال: وأنشد سلمة:
رأيتك يا خير البرية كلها ... نشرت كتاباً جاء بالحق معلما
شرعت لنا فيه الهدى بعد رجعنا ... عن الحق لما أصبح الأمر مظلما
قال: ولم يذكره أبو عمر ولا نبه عليه ابن فتحون.
سلمة بن قيس: الأشجعي الغطفاني. له صحبة يقال: نزل الكوفة وله رواية عن النبي صلى الله عليه وسلم.
روى عنه هلال بن يساف ويقال: إنه تفرد بالرواية عنه جزم بذلك أبو الفتوح الأزدي ومن تبعه وقد جاءت عنه رواية من طريق أبي إسحاق السبيعي.


وقال البغوي: روى ثلاثة أحاديث وروى سعيد بن منصور بإسناد صحيح أن عمر استعمله على بعض مغازي فارس.
سلمة بن قيصر: تقدم في سلامة.
سلمة بن مالك السلمي: روى الباوردي من طريق عبد الله بن أبي عبيدة بن محمد بن عمار بن ياسر عن أبيه عن جده عن عمار بن ياسر أن النبي صلى الله عليه وسلم أقطع سلمة بن مالك السلمي وكتب له " بسم الله الرحمن الرحيم هذا ما أقطع محمد رسول الله سلمة بن مالك " فذكره.
قال ابن منده: غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه.
سلمة بن المحبق الهذلي: وقيل اسم المحبق صخر. وقيل ربيعة. وقيل عبيد. وقيل المحبق جده. والأشهر فيه فتح الباء وأنكره عمر بن شبة فكسر الباء. قال العسكري: قلت لصاحبه أحمد بن عبد العزيز الجوهري إن أهل الحديث كلهم يفتحونها.
قال: إيش المحبق في اللغة؟ قلت: المضرط قال: إنما سماه المضرط تفاؤلاً بأنه يضرط أعداءه كما قالوا في عمرو بن هند مضرط الحجارة.
يكنى أبا سنان له رواية وسكن البصرة.
روى عنه ابنه سنان وجون بن قتادة وقبيصة بن حريث والحسن البصري وغيرهم. وذكر أبو سليمان بن زبر في الصحابة أن سلمة لما بشر بابنه سنان وهو بحنين قال: لسهم أرمي به عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أحب إلي مما بشرتموني به.
سلمة بن مسعود: بن سنان الأنصاري من بني غنم بن كعب. قال أبو عمر: استشهد باليمامة.
سلمة بن معاوية: بن وهب بن قيس بن حجر بن وهب بن ربيعة بن معاوية أبو قرة الكندي. قال ابن سعد والطبري: له وفادة.
سلمة بن الميلاء الجهني: وقيل الملياء بتقديم اللام.
ذكر ابن شاهين أنه قتل في خيل خالد بن الوليد يوم فتح مكة ضل الطريق فقتل.
سلمة بن نعيم بن مسعود الأشجعي: وقال البخاري وأبو حاتم: له ولأبيه صحبة. وروى الإمام أحمد من طريق سالم بن أبي الجعد عن سلمة بن نعيم وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من لقي الله لا يشرك به شيئاً دخل الجنة وإن زنى وإن سرق " .
روى له أبو داود حديثاً من روايته عن أبيه في قصة رسول مسيلمة. قال البغوي: لا أعلم له غيره.
سلمة بن نصر: بن غانم بن عامر بن عبد الله بن عبيد بن عويج بن عدي بن كعب القرشي العدوي.
قال الزبير: فولد غانم بن عامر نصر بن غانم فولد نصر بن غانم سلمة وأمه من بني فراس وهلك نصر وولده بالطاعون طاعون عمواس.
وهذا يقتضي أن يكون لسلمة وابنه صحبة لأنه لم يبق من قريش بمكة أحد بعد الفتح إلا وأسلم وشهد حجة الوداع كما تقدم.
سلمة بن نفيع الجرمي: ذكره الطبري منفرداً عن سلمة والد عمرو الجرمي المكسورة لامه وكذا قال ابن عبد البر. وقال: روى عنه جابر الجرمي. وأما ابن منده فظن أنه والد عمرو. والصواب خلافه فإن والد عمرو بن سلمة بكسر اللام على الأصح واسم أبيه قيس لا نفيع.
سلمة بن نفيل: السكوني ثم التراغمي بمثناة وغين معجمة.
قال أبو حاتم والبخاري: له صحبة. وروى عنه ضمرة بن حبيب وجبير بن نفير وكان قد نزل حمص وله في النسائي حديث يقال ما له غيره وهو من رواية ضمرة بن حبيب: سمعت سلمة بن نفيل السكوني يقول: كنا جلوساً عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال رجل: يا رسول الله وقد أتيت بطعام من الجنة. الحديث. وفيه: " إني غير لابث فيكم إلا قليلاً " . وفيه: " بين يدي الساعة موتان شديد ثم بعده سنوات الزلازل " .
وقد أخرجه منه ابن حبان في النوع التاسع والستين من الثالث: " إني غير لابث فيكم إلا قليلاً " الخ ولم يذكر الأول ووجدت له حديثاً آخر أخرجه الطحاوي وهو في زيادات أبي عوانة من صحيحه.
سلمة بن هشام: بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم المخزومي أخو أبي جهل والحارث. يكنى أبا هاشم.
كان من السابقين وثبت ذكره في الصحيح من حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم دعا له لما رفع رأسه من الركوع أن ينجيه من الكفار وكانوا قد حبسوه عن الهجرة وآذوه فروى عبد الرزاق من طريق عبد الملك بن أبي بكر بن الحارث بن هشام قال: فر عياش بن أبي ربيعة وسلمة بن هشام والوليد بن الوليد من المشركين فعلم النبي صلى الله عليه وسلم بمخرجهم فدعا لهم لما رفع رأسه من الركوع.


وروى ابن إسحاق من حديث أم سلمة أنها قالت لامرأة سلمة بن هشام: ما لي لا أرى سلمة يصلي مع النبي صلى الله عليه وسلم؟ قالت: كلما خرج صاح به الناس يا فرار وكان ذلك عقب غزوة مؤتة.
ورواه الواقدي من وجه آخر وزاد: فقال النبي صلى الله عليه وسلم: بل هو الكرار. وروى ابن سعد أن سلمة لما هرب من قريش قالت أمه ضباعة:
لاهم رب الكعبة المحرمه ... أظهر على كل عدو سلمه
قال: فلما مات النبي صلى الله عليه وسلم خرج إلى الشام فاستشهد بمرج الصفر في المحرم سنة أربع عشرة وذكر عروة وموسى بن عقبة أنه استشهد بأجنادين وبه جزم أبو زرعة الدمشقي وصوبه أحمد.
سلمة بن وهب بن الأكوع: مشهور بالنسبة لجده. والمعروف أنه سلمة بن عمرو كما تقدم. ووقع في الجعليات سلمة بن وهب.
سلمة بن يزيد: بن مشجعة بن المجمع بن مالك بن كعب بن سعد بن عوف بن حريم بن جعفي الجعفي.
نزل الكوفة وكان قد وفد على النبي صلى الله عليه وسلم وحدث عنه.
وروى عنه حديث: قلت يا رسول الله: إن أمنا مليكة كانت تصل الرحم. الحديث.
وفي صحيح مسلم من حديث وائل بن حجر: سأل سلمة بن يزيد الجعفي رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر حديثاً. وابنه كريب بن سلمة كان شريفاً قاله ابن الكلبي وحكي أنه يقال فيه يزيد بن سلمة.
وقال المرزباني: وفد هو وأخوه لأمه قيس بن سلمة بن شراحيل فأسلما واستعمل النبي صلى الله عليه وسلم قيساً على بني مروان وكتب له كتاباً قال: وسلمة بن يزيد هو القائل يرثي أخاه شقيقه قيس بن يزيد:
ألم تعلمي أن لست ما عشت لاقيا ... أخي إن أتى من دون أوصاله القبر
وهون وجدي أنني سوف أفتدي ... على أثره يوماً وإن نفس العمر
فتى كان يدنيه الغني من صديقه ... إذا ما هو استغنى ويبعده الفقر
سلمة بن يزيد الأشجعي: أحد النفر الذين أخبروا ابن مسعود بقصة بروع بنت واشق. ووهم ابن عساكر في الأطراف فجعله الجعفي.
وقد وقع لي حديثه عالياً جداً في الثاني من حديث ابن مسعود لابن صاعد من رواية زائدة عن منصور. وفيه قال: فقال رجل من أشجع قال منصور: أراه سلمة بن يزيد الأشجعي فقال: في مثل هذا قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم في امرأة منا وكذا أخرجه أحمد من طريق زائدة. وقد أخرجه النسائي عن شيخ ابن صاعد بإسناده ولم يسمه. وأخرجه من طريق داود عن الشعبي عن علقمة وفيه: فقام ناس من أشجع. وقد تقدم في ترجمة الجراح الأشجعي طريق أخرى للحديث.
سلمة: والد الأصيل بن سلمة. تقدم ذكره في ترجمة ولده.
سلمة الخزاعي: ذكره أبو نعيم وبيض. ويحتمل أن يكون أراد ابن بديل المتقدم.
وقال الواقدي: هو سلمة بن قرط بن عبيد.
سلمة أبو سنان: روى البغوي من طريق ابن جريج عن عبد الكريم بن أبي المخارق عن معاذ بن سعوة عن سنان بن سلمة عن أبيه وكان قد صحب النبي صلى الله عليه وسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث بدنتين مع رجل وقال: " إن عرض لهما عارض فانحرهما " . الحديث.
قال البغوي: رواه ابن أبي يعلى عن عبد الكريم فلم يقل عن أبيه.
سلمة أبو يزيد: جد عبد الحميد الأنصاري. سمى بعضهم أباه يزيد. وقال ابن حبان: له صحبة.
روى حديثه النسائي من طريق عثمان البتي عن عبد الحميد بن سلمة الأنصاري عن أبيه عن جده في قصة تخيير الغلام بين أبويه وبين الدارقطني وغيره أن سلمة جد عبد الحميد وأنه نسب إليه وإنما هو عبد الحميد بن يزيد بن سلمة.
وأورد له الدارقطني في الرؤيا حديثاً آخر وترجم له. ذكر الرواية عن سلمة جد عبد الحميد بن يزيد بن سلمة.
وقد روى أبو داود حديث التخيير المذكور من رواية عبد الحميد بن جعفر عن جده فتوهم بعضهم أنه اختلف في اسم أبيه فذكروه في ترجمة رافع بن سنان جد عبد الحميد بن جعفر وليس بشيء ولا مانع أن تكون القصة تعددت.
ومشى البغوي على ظاهر السند فترجم في الكنى أبو سلمة وساق الحديث من طريق عبد الحميد بن سلمة عن أبيه عن جده. وما ذكره الدارقطني هو الذي ينبغي أن يعتمد.
سلمة الهذلي: أخرج له بقي حديثاً واستدركه الذهبي.


سلمة: بكسر اللام هو ابن قيس بن نفيع ويقال: ابن لأم أو لأي بن قدامة الجرمي. وقيل: هو بفتح اللام أيضاً وهو والد عمرو بن سلمة. وسيأتي حديثه منسوباً إلى تخريج البخاري. وفيه ذكر وفادة سلمة في ترجمة عمرو ولده وقد تقدم أن بعضهم وحد بينه وبين سلمة بن نفيع وهو وهم.
سلمى بن حنظلة السحيمي: والد سالم. قال أبو عمر: له حديث واحد. قال ابن حبان: له صحبة.
وروى ابن منده من طريق عبد الله بن بدر عن أبيه عن جده أو عن أبي سالم سلمى بن حنظلة السحيمي: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لبني أمية: " ويل لهم من فلان " .
وذكر المدائني وغيره أن سلمى المذكور كان هو الذي خرب بيعتهم باليمامة وبنى بدلها المسجد وكان في وفد بني حنيفة الأول.
سلمى بن القين: بن عمرو بن بكر بن مالك بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة التميمي الحنظلي.
قال ابن الكلبي: له صحبة. وقد مضى له ذكر في ترجمة حرملة بن مريطة.
سلمى بن نوفل بن معاوية الدئلي: ذكره ابن الكلبي وسيأتي ذكر أبيه نوفل وكان سلمى في آخر العهد النبوي ابن تسع أو نحوها وفي سلمى يقول الشاعر:
تسود أقوام وليسوا بسادة ... بل السيد المحمود سلمى بن نوفل
أنشده المدائني قال: وكان سلمى جواداً.
وأخرج أبو الفرج في الأغاني بسند له إلى شراحيل بن على الأراشي أن أبا قزعة سلمى بن نوفل كان بينه وبين ابن الزبير معارضة قبل أن يلي الخلافة فلما ولي دخل سلمى المسجد وابن الزبير يخطب فلما انصرف قال للحرسي: انهض إلى موضع كذا من المسجد فادع لي سلمى بن نوفل فأتاه به فقال: إنه ياذيخ. فقال: إن كل من بلغ سني وسنك يسمى ذيخاً فذكر القصة.
قلت: فدل ذلك على أن سنه قريب من سن ابن الزبير.
سليط بن ثابت: بن وقش الأنصاري.
ذكر الطبراني وغيره من طريق أبي الأسود عن عروة أنه شهد أحداً واستشهد بها.
سليط بن الحارث الهلالي: أخو ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم من الرضاعة.
روى ابن منده من طريق القاسم بن مطيب قال: خرج أبو المليح في جنازة فأقبل على القوم فقال: حدثني سليط وكان أخا ميمونة من الرضاعة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من صلى عليه أمة من الناس شفعوا إليه " .
قلت: اختلف الناس في إسناده فقيل عن سليط عن ميمونة. وقيل: عن عبد الله بن سليط عن ميمونة وهو في النسائي.
سليط بن حرملة: يأتي في سويبط.
سليط بن سفيان: بن خالد بن عوف الأسلمي.
قال أبو عمر: هو أحد الثلاثة الذين بعثهم رسول الله صلى الله عليه وسلم طلائع في آثار المشركين يوم أحد. وله ذكر في ترجمة مالك بن عوف الخزاعي.
سليط بن سليط: بن عمرو بن عبد شمس بن عبد ود بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر القرشي العامري ابن أخي سهيل بن عمرو سيأتي ذكر والده.
وذكره ابن إسحاق في مهاجرة الحبشة فقال: وهاجر سليط بن عمرو وامرأته أم يقظة بنت علقمة فولدت له هناك سليط بن سليط.
وشهد سليط مع أبيه اليمامة فاستشهد.
وقال أبو معشر: بل عاش بعد ذلك. قال أبو عمر: هذا أصوب لأن عمر حصلت له حلل فقال: دلوني على فتى هاجر هو وأبوه فدلوه عليه.
وقال الزبير بن بكار: كانت عند عمر حلة زائدة عما كسا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: دلوني على فتى هاجر هو وأبوه فقالوا: ابن عمر. فقال: ابن عمر. هوجر به ولكن سليط بن سليط فكساه إياها.
قلت: وهذه القصة رواها عمر بن شبة وغيره من طريق ابن سيرين عن كثير بن أفلح أن عمر كان يقسم حللاً فوقعت له حلة حسنة فقيل له: أعطها ابن عمر فقال: إنما هاجر به أبواه سأعطيها للمهاجر ابن المهاجر سليط بن سليط أو سعيد بن عتاب.
قلت: اتفق الأكثر على أن أباه استشهد باليمامة فلعل ذلك مراد ابن إسحاق. وإن صح قول ابن إسحاق إنه ولد بالحبشة فلا ينطبق على قول عمر إنه لمهاجر ابن المهاجر فإنه حينئذ يكون شاركه في ذاك عدد كثير كمحمد بن حاطب وعبد الله بن جعفر ومن ثم غاير ابن منده بين صاحب الترجمة وبين صاحب القصة مع عمر.
سليط بن سليط: تقدم في الذي قبله.
سليط بن سليط: يأتي ذكره في ترجمة أم سليط في الكنى من النساء.
سليط بن عمرو: بن عبد شمس العامري. تقدم نسبه في الذي قبله وتقدم ذكر أخيه السكران بن عمرو قريباً وأسلم سليط قديماً قبل عمر.


وقد ذكره ابن إسحاق في مهاجرة الحبشة ولم يذكره موسى بن عقبة وذكره الواقدي وأبو معشر في البدريين ولم يذكره موسى بن عقبة. وذكره ابن إسحاق في تسمية الرسل إلى الملوك فقال: وسليط بن عمرو أرسله إلى هوذة بن علي رئيس اليمامة ووصل هذا إسماعيل بن عياش عن ابن إسحاق عن الزهري عن عروة عن عائشة. أخرجه الطبراني. وقد تقدم أن ابن إسحاق ذكره فيمن استشهد باليمامة وكذا ذكره ابن الكلبي.
سليط بن عمرو بن زيد: ذكره ابن عائذ فيمن استشهد بأحد.
سليط بن عمرو الأنصاري: ذكره ابن سعد في باب بيعة النساء من طبقات النساء عند الواقدي بسند له عن أم عمارة قالت: رجعنا من بيعة العقبة إلى رحالنا فلقينا رجلين من قومنا وهما: سليط بن عمرو وأبو داود المازني يريدان أن يحضرا البيعة فوجدا القوم قد بايعوه فبايعا بعد ذلك أسعد بن زرارة وكان رأس النقباء السبعين ليلة العقبة.
سليط بن قيس: بن عمرو بن عبد الله بن مالك بن عدي بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار الأنصاري النجاري.
بدري ذكره موسى بن عقبة. وأبو الأسود عن عروة قال موسى: لا عقب له. وقال ابن سعد: شهد المشاهد كلها وقتل يوم جسر أبي عبيد وكذا ذكر ابن الكلبي.
وروى ابن منده من طريق عبد الله بن محمد بن عقيل عن عبد الله به سليط بن قيس عن أبيه أن رجلاً من الأنصار كان في حائط له نخلة لرجل آخر فكان يأتيه بكرة وعشية فأمره النبي صلى الله عليه وسلم أن يعطيه نخلةً مما يلي الحائط.
وأخرجه الإسماعيلي في مسند زيد بن أبي أنيسة وقال في سياقه: عن عبد الله بن سليط بن قيس الأنصاري عن سليط أن رجلاً. فذكره مطولاً.
ونسبه ابن الأثير لتخريج النسائي ولم أره في السنن وإنما أخرجه ابن منده من طريقه.
قلت: وهذا يرد قول موسى بن عقبة أنه لم يعقب. ويحتمل إن ثبت قول موسى أن يكون صاحب الحديث غير صاحب الترجمة. والله أعلم.
سليط التميمي: قال أبو عمر: له صحبة. يعد في البصريين.
روى عنه ابن سيرين والحسن. ومن رواية ابن سيرين عنه أن عثمان نهاهم عن القتال لما حوصر.
قلت: ومن رواية الحسن عنه ما أخرجه الحسن بن سفيان من طريق إسماعيل بن مسلم عنه عن سليط قال: انتهيت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فسمعته يقول: " المسلم أخو المسلم. " الحديث.
سليط الأنصاري: روى أبو نعيم في الدلائل من طريق محمد بن سليمان بن سليط عن أبيه عن جده قال: لما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في الهجرة ومعه أبو بكر وعامر بن فهيرة وابن أريقط فمروا على أم معبد الخزاعية وهي لا تعرفهم. فذكر الحديث بطوله.
وأورده الطبراني في ترجمة سليط بن قيس وتقدم في ترجمة سليط بن قيس إشارة إلى التعدد أيضاً. وقد وقع لابن منده فيه وهم بينته في ترجمة علاقة.
سليط الجني: تقدم ذكره في ترجمة الأرقم الجني.
سليك: بالتصغير وآخره كاف ابن الأغر أبو سليط. يأتي في الكنى.
سليك بن عمرو: أو ابن هدبة الغطفاني.
ووقع ذكره في الصحيح من حديث جابر أنه دخل يوم الجمعة والنبي صلى الله عليه وسلم يخطب فقال: " أصليت؟ " وهو في البخاري مبهم.
ورواه أحمد والدارقطني من طريق أبي سفيان عن جابر فقال عن السليك قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم.
وأخرجه أحمد من وجه آخر فقال: عن جابر: جاء رجل من غطفان يقال له سليك. روى ابن ماجة وأبو يعلى من طريق الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة وعن أبي سفيان عن جابر قالا: إن سليكاً جاء.
وهو عند مسلم وأبي داود وابن خزيمة من طريق جابر فقط.
وروى عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي سعيد وله أصل في النسائي من طريق عياض عن أبي سعيد. ورواه جماعة عن أبي الزبير. ووقع لي عالياً من طريق ليث عن أبي الزبير عن جابر قال: جاء سليك الغطفاني. الحديث. وهو جزء أبي الجهم.
سليك: آخر غير منسوب. غاير ابن منده بينه وبين الغطفاني ووحدهما أبو نعيم فوهم. وقد تقدم حديثه في ذي الغرة في الذال المعجمة.
سليل: بوزن عظيم وآخره لام الأشجعي. قال عبد الغني بن سعيد في المشتبه وأبو عمر: له صحبة.


وروى عنه أبو المليح بن أسامة وروى البغوي وابن شاهين والحسن بن سفيان من طريق خالد بن عبد الله الطحان عن الجريري عن أبي المليح عن السليل الأشجعي قال: كنا ذات ليلة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ففقدناه فسمعنا صوتاً كأنه دوي رحي. الحديث. وفيه ذكر الشفاعة. قال البغوي: ليس للسليل غيره. وقال ابن منده: هذا وهم والصواب رواية ابن علية عن الجريري عن أبي السليل عن أبي المليح عن الأشجعي. وهو عوف بن مالك.
وكذا جزم الخطيب في المؤتلف وتبعه ابن ماكولا في الإكمال بأن خالد بن عبد الله وهم فيه وساق علله وطرقه ثم قال: والجريري لم يلق أبا المليح وإنما أخذه عنه بواسطة أبي السليل فخبط فيه خالد.
قلت: وله طريق عن قتادة عن أبي المليح عن عوف بن مالك. وفي الجملة فأمره محتمل.
سليم بن أحمر: في أحمر بن سليم.
سليم بن أكيمة الليثي: روى الطبراني من طريق الوليد بن سلمة: حدثني يعقوب بن عبد الله بن سليم بن أكيمة عن أبيه عن جده قال: أتينا رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال: " إذا لم تحلوا حراماً ولم تحرموا حلالاً وأصبتم المعنى فلا بأس " . ورواه من وجه آخر عنه فقال سليمان بدل سليم وأورده ابن الجوزي في الموضوعات واتهم به الوليد بن سلمة وليس كما زعم فقد أخرجه ابن منده من طريق أخرى عن عمر بن إبراهيم عن محمد بن إسحاق بن أكيمة عن أبيه عن جده نحوه ولكن عمر في زمن الوليد.
وأخرجه ابن منده من طريق أخرى عن عمر بن إبراهيم فقال: عن محمد بن إسحاق بن عبد الله بن سليم زاد في نسبه عبد الله ثم أورده في ترجمة عبد الله بهذا السند. وأخرجه أبو القاسم بن منده في كتاب الوصية من وجهين إلى الوليد بن سلمة فقال: عن إسحاق بن يعقوب بن عبد الله بن أكيمة عن أبيه عن جده وفيه اختلاف آخر يأتي في ترجمة محمد بن عبد الله بن سليم بن أكيمة إن شاء الله تعالى.
سليم بن ثابت: بن وقش الأنصاري. ذكره ابن الكلبي وقال: شهد أحداً والخندق واستشهد بخيبر. وأورده ابن شاهين.
سليم بن جابر: في جابر بن سليم. وروى ابن أبي الدنيا في اصطناع المعروف من طريق زياد الجصاص عن ابن سيرين عن سليم بن جابر قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقال: " لا تحقرن من المعروف شيئاً " الحديث.
وهذا هو أبو جري فإنه حديثه المخرج في ترجمة جابر بن سليم. والله أعلم.
سليم بن الحارث: بن ثعلبة بن كعب بن عبد الأشهل بن حارثة بن دينار بن النجار الأنصاري. ذكره ابن إسحاق في البدريين.
سليم بن خلدة: أبو عمر الزرقي. له ذكر في الفتوح الواقدي.
وروى ابن عساكر من طريقه أنه كان يحمل لواء شرحبيل بن حسنة لم وجهه أبو بكر إلى الشام.
سليم بن سعيد الجشمي: ذكره ابن السكن في الصحابة. وقد تقدم ذكره مع أبيه.
سليم بن عش العذري: روى ابن السكن والباوردي من طريق سليم بن مطين عن أبيه عن سليم بن عش قال: صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد الذي في صعيد الفرع فعلمنا مصلاه بحجارة فهو الذي يجمع فيه أهل البوادي.
قال ابن السكن: إسناده مجهول. وذكر الزبير بن بكار في أخبار المدينة من طريق سليم بن مطين بهذا الإسناد خبراً. واستدركه ابن الدباغ وابن فتحون.
سليم: بن عبد العزيز بن عبيد السلمي أبو شجرة أمه الخنساء الشاعرة. أسلم مع أمه ثم ارتد في زمن أبي بكر وقاتل المسلمين.
قال المبرد في الكامل: كان من فتاك العرب واشتهر عنه في زمن الردة قوله في قصيدة:
ألا أيها المدلي بكثرة قومه ... وحظك منهم أن تذل وتقهرا
سل الناس عنا كل يوم كريهة ... إذا ما التقينا دارعين وحسرا
ويقول فيها:
فرويت رمحي من كتيبة خالد ... وإني لأرجو بعدها أن أعمرا
ثم أسلم وقدم على عمر فقال له: أنا أبو شجرة السلمي فأعطني. فقال: ألست القائل: فرويت رمحي ثم علاه بالدرة فسبقه عدواً وركب راحلته فنجا وهو يقول:
قد ضن عنا أبو حفص بنائله ... وكل مختبط يوماً له ورق
ما زال يضربني حتى جذيت له ... وحال من دون بعض الرعية الشفق
سليم بن عقرب: ذكره ابن أبي حاتم عن أبيه وأنه شهد بدراً ولم يرو عنه أهل العلم وذكره أبو عمر فقال: ذكره بعضهم في البدريين.


سليم بن عمرو: أو عامر بن حديدة بن عمرو بن غنم بن سواه بن غنم بن كعب بن سلمة الأنصاري السلمي. وقيل: اسمه سليمان. ذكره في أهل بدر والعقبة وفيمن استشهد بأحد.
سليم بن قيس: بن قهد بن قيس بن ثعلبة بن عبيد بن ثعلبة بن غنم بن مالك بن النجار الأنصاري. ذكره ابن الكلبي فيمن شهد بدراً وذكر أن اسم قهد خالد.
وأورده ابن شاهين قال أبو عمر: مات في خلافة عثمان.
سليم: بن قيس بن لوذان بن ثعلبة الأنصاري.
ذكره ابن جرير فيمن شهد أحداً وذكره العدوي وأن له عقباً بالكوفة. واستدركه ابن الدباغ.
سليم بن مخنف: في مخنف بن سليم.
سليم بن مالك العذري: تقدم ذكره في ترجمة أخيه سعيد.
سليم بن ملحان الأنصاري: استشهد مع أخيه حرام يوم بئر معونة.
ذكره ابن الكلبي وابن شاهين وأنه شهد بدراً وأحداً.
سليم الأنصاري: من رهط معاذ بن جبل يقال اسم أبيه الحارث.
روى أحمد والطبراني والبغوي والطحاوي من طريق عمرو بن يحيى المازني عن معاذ بن رفاعة الزرقي أن رجلاً من بني سلمة يقال له سليم أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله إنا نظل في أعمالنا فيأتي معاذ بن جبل فيطيل بنا في الصلاة. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " يا معاذ لا تكونن فتاناً " . ثم قال: " يا سليم ما معك من القرآن " الحديث.
وفيه أن سليماً خرج إلى أحد فاستشهد.
وأخرجه البغوي أيضاً وأحمد وابن منده من وجه آخر عن عمرو بن يحيى فقال: عن معان بن رفاعة عن سليم جعل الحديث من مسنده وهو منقطع فإن معان بن رفاعة لم يدركه والإسناد الأول مع إرساله أصح.
وقد زعم ابن منده أن صاحب هذه القصة هو الذي تقدم ذكره في سليمان بن الحارث وأن ابن إسحاق قال: إنه شهد بدراً واستشهد بأحد.
وغاير بينهما ابن عبد البر. والظاهر أنه أصوب فإن ذاك من بني دينار بن النجار فهو خزرجي وهذا من رهط سعد بن معاذ ومعاذ بن جبل وهو أوسي.
وأما جزم الخطيب بأن صاحب معاذ بن جبل يقال له سليم بن الحارث فلا يدل على التوحيد إذ لا مانع من الاشتراك في اسم الأب كما اشترك الابن. والله أعلم.
سليم العذري: قال ابن أبي حاتم عن أبيه: وفد على النبي صلى الله عليه وسلم في وفد بني عذرة فأسلموا وكانوا اثني عشر رجلاً.
وروى ابن منده بإسناد فيه الواقدي عن حريث بن سليم العذري عن أبيه قال: سألت النبي صلى الله عليه وسلم عمن فرق بين السبي فقال: " من فرق بين الوالد والولد فرق الله بينه وبين الأحبة يوم القيامة " .
وقد تقدم سليم بن مالك وسليم بن عش فما أدري أهو أحدهما أم ثالث؟ سليم السلمي: روى عنه أبو العلاء بن الشخير. ذكره أبو عمر.
سليم مولى عمرو بن الجموح: له ذكر في كتاب الجهاد لابن المبارك من حديث ابن عباس قال: كان عمرو بن الجموح شيخاً كبيراً أعرج. فذكر الحديث في شهوده أحداً قال: وكان معه غلام له يقال له سليم فقال له: ارجع إلى أهلك. فقال: وما عليك أن أصيب معك اليوم خيراً. فتقدم العبد فقاتل حتى قتل.
وأخرجه أبو موسى وأخرجه الحاكم في الإكليل من حديث ابن المبارك مطولاً وظاهر سياقه أنه مرسل.
سليم أحد بني الحارث بن سعد. ذكره ابن السكن. وأخرج من طريق عبد الملك عن عروة بن سليم أحد بني الحارث بن سعد عن أبيه قال: لما نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم تبوك أشار بيده فقال: " الإيمان يمان والجفاء وغلظ القلوب في الفدادين أهل الوبر " .
واستدركه ابن فتحون ولعله سليم بن مالك العذري فإن بني الحارث بن سعد من بني عذرة.
سليم غير منسوب: هو أبو كبشة. يأتي في الكنى.
ذكر من اسمه سليمان بزيادة ألف ونون
سليمان بن أكيمة: في سليم.
سليمان بن أبي حثمة: يأتي في القسم الثاني.
سليمان بن صرد: بن الجون بن أبي الجون بن منقذ بن ربيعة بن أصرم بن ضبيس بن حرام بن حبيشة بن سلول بن كعب أبو المطرف الخزاعي.
يقال كان اسمه يسار فغيره النبي صلى الله عليه وسلم.


وقد روى عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن علي وأبي الحسن وجبير بن مطعم. روى عنه أبو إسحاق السبيعي ويحيى بن يعمر وعبد الله بن يسار وأبو الضحى وكان خيراً فاضلاً شهد صفين مع علي وقتل حوشباً مبارزة ثم كان ممن كاتب الحسين ثم تخلف عنه ثم قدم هو والمسيب بن نجبة في آخرين فخرجوا في الطلب بدمه وهم أربعة آلاف فالتقاهم عبيد الله بن زياد بعين الوردة بعسكر مروان فقتل سليمان ومن معه وذلك في سنة خمس وستين في شهر ربيع الآخر وكان لسليمان يوم قتل ثلاث وتسعون سنة وكان الذي قتل سليمان يزيد بن الحصين بن نمير رماه بسهم فمات وحمل رأسه ورأس المسيب إلى مروان.
سليمان بن عمرو الزرقي: قال ابن حبان: له صحبة وروى الباوردي من طريق ابن لهيعة عن الحارث بن يزيد عن سليمان بن عمرو الزرقي أن النبي صلى الله عليه وسلم بعثه إلى حضرموت وكندة.
سليمان بن عمرو بن حديدة: تقدم في سليم.
سليمان بن أبي سليمان الشامي: قال أبو حاتم: له صحبة. وروى البغوي من طريق عروة بن رويم عن شيخ من جرش: حدثني سليمان قال: كنت جالساً مع النبي صلى الله عليه وسلم فقال: " إنكم ستجندون أجناداً ويكون لكم ذمة وخراج وأرض يمنحها الله لكم... " الحديث.
قال بن أبي حاتم: أدخله أبو زرعة في مسند الشاميين وقال البغوي: لا أعلم بهذا الإسناد إلا هذا الحديث. وأخرجه أبو حاتم في الوحدان وقال فيه: عن سليمان صاحب النبي صلى الله عليه وسلم.
سليمان السلمي: أبو الحديد قرأت بخط القطب الحلبي شيخ شيوخنا في تاريخ مصر له ما نصه: أحمد بن عثمان بن عبد الرحمن بن عبد الله بن الحسن بن أحمد بن عبد الواحد بن محمد بن أحمد بن عثمان بن الوليد بن الحكم بن سليمان بن أبي الحديد سليمان السلمي صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر عن بعض العلماء من المصريين أنه لقيه بمصر لما قدمها قال: ورأيت معه قلادة نعل النبي صلى الله عليه وسلم وذكر لنا أنه ورثها عن آبائه المذكورين إلى سليمان أبي الحديد صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ومات هذا سنة خمس وعشرين وستمائة عن غير وارث وأخذ الأشرف بن العادل موجوده وكان شيئاً كثيراً فجعل الأشرف ذلك كله في أوقاف المدرسة الأشرفية بدمشق.
قلت: ومن جملتها النعل المذكورة وقد ذكرها الذهبي وغيره ويعبرون عنها بالأثر الشريف وهذا أصلها.
ومحمد بن أحمد بن عثمان بن أبي الحديد جده محدث مشهور قد ذكره ابن عساكر في تاريخ دمشق.
السين بعدها الميم
سماك: بكسر أوله وتخفيف الميم ابن أوس بن خرشة أبو دجانة. يأتي في الكنى والأكثر بحذف أوس.
سماك بن ثابت: بن سفيان. تقدم في ترجمة أبيه ثابت.
سماك بن الحارث: بن ثابت الخزرجي.
ذكره ابن أبي حاتم في الصحابة. والمعروف الذي قبله وله أخ اسمه الحارث بن ثابت بن سفيان فلعله اختلف عليه.
سماك بن خرشة الأنصاري: آخر. وهو غير أبي دجانة.
قال سيف في الفتوح: وكان سماك بن مخرمة الأسدي وسماك بن عبيد العبسي وسماك بن خرشة الأنصاري وليس بأبي دجانة هؤلاء الثلاثة أول من ولي مسالح دستبي من أرض همذان وقدم هؤلاء الثلاثة على عمر في وفود أهل الكوفة بالأخماس وانتسبوا له فقال: " اللهم بارك فيهم واسمك بهم الإسلام " .
وذكر سيف أيضاً أن سماك بن خرشة شهد القادسية. قال ابن فتحون: ذكر ابن عبد البر أن أبا دجانة شهد صفين ولم يشهد أبو دجانة صفين ولعله اشتبه عليه بهذا. انتهى.
وإنما ذكرت هؤلاء في هذا القسم لما تقدم من أنهم لم يكونوا يؤمرون في الفتوح إلا الصحابة.
وقال ابن مسكويه: كان لسماك بن خرشة وليس لأبي دجانة ذكر في فتوح الري.
سماك بن سعد: بن ثعلبة الأنصاري عم النعمان بن بشير.
ذكره موسى بن عقبة وابن إسحاق فيمن شهد بدراً وشهد أحداً وليس له عقب.
قال ابن أبي حاتم: لا أعلم روي عنه شيء.
سماك بن عبيد العبسي: تقدم ذكره قبل ترجمة ووقع ذكره في فتوح همذان أيضاً وأنه الذي أسر ديناراً الفارسي وكان في ثمانية أنفس فقتلهم سماك بن عبيد وأحضر ديناراً إلى حذيفة فصالحه وعاش ديناراً إلى آخر خلافة معاوية. وله مع أهل الكوفة قصة ولم أر التصريح بأنه أسلم.
سماك بن مخرمة: بن حمير بن ثابت الأسدي أسد خزيمة تقدم أيضاً.
وذكره حمزة بن يوسف في تاريخ جرجان فيمن دخلها من الصحابة.


وقال ابن أبي حاتم: إليه ينسب مسجد سماك بالكوفة وهو خال سماك بن حرب.
وبه سمي.
وقال أبو عمر: له صحبة. وعن ابن معين أنه قال: إنه من الصحابة. وقال عبيد الله بن عمرو الرقي: يقال إنه مات بالرقة. ويقال: عاش إلى خلافة معاوية.
وذكر ابن عساكر لسماك بن مخزمة قصةً مع معاوية يقول فيها: ولئن قدمت إلينا شبراً من غدر لنقدمن إليك باعاً لكن نسبه تميمي فلعله آخر.
سماك بن النعمان: بن قيس بن عمرو بن زيد بن أمية الأنصاري.
قال الطبري: شهد أحداً هو وأخوه فضالة.
سماك الخيبري: ذكر الواقدي أن عمر أسره يوم خيبر فلما فتحوا النطاة فقدمه ليضرب عنقه فقال: أبلغني أبا القاسم صلى الله عليه وسلم فأبلغه فدله على عوراتهم ثم أسلم سماك وخرج من خيبر فلم يعد إليها بعد أن استوهب من النبي صلى الله عليه وسلم زوجته نقيلة فوهبها له.
استدركه ابن فتحون وذكره الرشاطي في الخيبريين.
سمالي بن هزال: ذكره العسكري في الأفراد. وأخرج أبو موسى من طريقه بإسناده إلى عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن أبيه أن سمالي بن هزال اعترف عند النبي صلى الله عليه وسلم بالزنا فأمر به فرجم.
قال أبو موسى: هذه القصة مشهورة بماعز بن مالك مع هزال كما سيأتي فلعله مصحف.
قلت: هو أمر محتمل.
سمحج: بوزن أحمر آخره جيم الجني.
روى الفاكهي في كتاب مكة من حديث ابن عباس عن عامر بن ربيعة قال: بينا نحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة في بدء الإسلام إذ هتف هاتف على بعض جبال بمكة يحرض على المسلمين فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " هذا شيطان ولم يعلن شيطان بتحريض على نبي إلا قتله الله " .
فلما كان بعد ذلك قال لنا النبي صلى الله عليه وسلم: قد قتله الله بيد رجل من عفاريت الجن يدعى سمحجاً وقد سميته عبد الله فلما أمسينا سمعنا هاتفاً بذلك المكان يقول:
نحن قتلنا مسعراً ... لما طغى واستكبرا
وصغر الحق وسن المنكرا ... بشتمه نبينا المظفرا
ومن طريق حميد بن عبد الرحمن بن عوف عن أبيه قال: لما ظهر رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة هتف رجل من الجن يقال له مسعر بالتحريض عليه قال: فتذامرت قريش واشتد خطبهم فلما كان في الليلة القابلة قام مقامه آخر يقال له سمحج فقال مثله فذكر نحوه.
سمحج: ويقال: بالهاء بدل الحاء الجني. ما أدري هو الذي قبله أو غيره.
روى الدارقطني في الأفراد من طريق قال أبو موسى: أخرجناه تبعاً له لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان مبعوثاً إلى الإنس والجن.
قلت: وأخرجه الشيرازي في الألقاب من طريق محمد بن عروة الجوهري حدثنا عبد الله بن الحسين بن جابر المصيصي ح.
وقال الطبراني في الكبير: حدثنا عبد الله بن الحسين قال: دخلت طرسوس فقيل لي: ها هنا امرأة قد رأت الجن الذين وفدوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فذهبت إليها فإذا امرأة مستلقية على قفاها وحولها جماعة فقلت لها: ما اسمك؟ قالت: منوسة فقلت لها: هل رأيت أحداً من الجن الذين وفدوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قالت: نعم حدثني سمحج واسمه عبد الله قال: قلت يا رسول الله أين كان ربنا قبل أن يخلق السموات والأرض؟ قال: " كان على حوت من نور يتلجلج في النور " .
قلت: وعبد الله بن الحسين من شيوخ الطبراني وقد ذكره ابن حبان في كتاب الضعفاء فقال: يقلب الأخبار ويسرقها لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد. ثم ذكر عن أحمد بن مجاهد عنه حديثين من روايته عن محمد بن المبارك وقال: له نسخة أكثرها مقلوبة.
سمرة بن جنادة: بن جندب بن حجير بن زباب بن سواءة السوائي والد جابر. لهما صحبة. وحديث سمره من رواية أبيه في صحيح مسلم وغلط ابن منده في نسبه فقال سمرة بن جنادة بن حجر بن زياد فأسقط منه اسم جندب وجعل حجيراً حجراً وزباباً زياداً.
قال ابن سعد: أسلم في الفتح. وقال الخطيب: كان مع سعد بن أبي وقاص بالمدائن وتزوج أخت سعد ثم نزل بالكوفة.
وقال ابن حبان وابن منجويه: مات بالكوفة في ولاية عبد الملك. وقرأت بخط الذهبي أن الذي مات في ولاية عبد الملك ولده جابر وأما سمرة فقديم.
سمرة بن جندب: بن هلال بن حريج بن مرة بن حزن بن عمرو بن جابر بن خشين بن لأي بن عصيم بن فزارة الفزاري يكنى أبا سليمان.


قال ابن إسحاق: كان من حلفاء الأنصار قدمت به أمه بعد موت أبيه فتزوجها رجل من الأنصار وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعرض غلمان الأنصار فمر به غلام فأجازه في البعث وعرض عليه سمرة فرده فقال: لقد أجزت هذا ورددتني ولو صارعته لصرعته قال: فدونكه فصارعه فصرعه سمرة فأجازه.
وعن عبد الله بن بريدة عن سمرة: كنت غلاماً على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فكنت أحفظ عنه.
ونزل سمرة البصرة وكان زياد يستخلفه عليها إذا سار إلى الكوفة وكان شديداً على الخوارج فكانوا يطعنون عليه وكان الحسن وابن سيرين يثنيان عليه.
وقال ابن سيرين: في رسالة سمرة إلى بنيه علم كثير.
وروى عنه أبو رجاء العطاردي والشعبي وابن أبي ليلى ومطرف بن الشخير وآخرون. وعبد الله بن سليمان عنه. ومات سمرة قبل سنة ستين.
قال ابن عبد البر سقط في قدر مملوء ماءً حاراً فكان ذلك تصديقاً لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم له ولأبي هريرة ولأبي محذورة: " آخركم موتاً في النار " .
قيل: مات سنة ثمان وقيل سنة تسع وخمسين وقيل في أول سنة ستين.
سمرة بن حبيب: بن عبد شمس العبشمي.
قال ابن حزم في الجمهرة: يقال إنه أسلم في أول الإسلام ومات قديماً. وذكر ابن الدباغ عن ابن داسة أنه أسلم وولاه عثمان. انتهى.
وهذا يقتضي أنه عاش إلى خلافة عثمان وليس كذلك بل الذي ولاه عثمان ولده عبد الرحمن بن سمرة.
وروى ابن قانع من طريق الشعبي عن عبد الرحمن بن سمرة عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يوتر بسبح وقل يا أيها الكافرون وقل هو الله أحد. قال ابن قانع: كذا قال: عن أبيه.
سمرة بن ربيعة العدواني: ويقال العدوي.
روى ابن منده من طريق حرام بن عثمان عن محمد وعبد الله ابني جابر عن أبيهما أن سمرة بن ربيعة العدواني جاء إلى أبي اليسر يتقاضاه حقاً له فقال أبو اليسر لأهله: قولوا له ليس هو هنا فجعل سمرة يستريح فظن أبو اليسر أنه ذهب وأطلع رأسه فرآه سمرة فقال أبو اليسر: أما سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: " من أنظر معسراً أظله الله في ظله.. " الحديث. فقال سمرة: أشهد لسمعته يقول ذلك.
قلت: أصل هذه القصة في مسلم بغير هذا السياق وليس فيها لسمرة ذكر بل فيها أن الدين كان لأبي اليسر على شخص آخر. وقد تقدم في الحارث بن يزيد شيء من ذلك. وحرام بمهملتين متروك.
سمرة بن عمرو: بن قرط العنبري من ولد حبيب بن عدي بن العنبر بن تميم.
له ذكر في عدة أحاديث فعند أبي داود في السنن من طريق شعيب بن عبد الله بن الزبير العنبري عن أبيه عن جده بعث النبي صلى الله عليه وسلم جيشاً إلى بني العنبر فأخذهم.. الحديث. وفيه: " هل لكم بينة أنكم أسلمتم قبل أن تؤخذوا " . قالوا: سمرة رجل من بني العنبر ورجل آخر.
وأخرجه البغوي وابن السكن وغيرهما من هذا الوجه فقالوا: سمرة بن عمرو.
وذكر سيف في الفتوح أن خالد بن الوليد استعمل سمرة بن عمرو بن قرط على اليمامة بعد فتحها.
وذكر ابن الأعرابي أن عثمان استعمل سمرة بن عمرو بن قرط على هوامي الإبل فكان لا يخبر بضالة إلا أخذها فعرفها فكان من ضلت له ناقة يطلبها عند سمرة فبلغه أن ناقة ضلت في بني وثيل فأتاهم وليس هناك منهم أحد وكانت أمهم ليلى بنت شداد بن أوس وهي عجوز كبيرة.. فذكر قصة فجاء سحيم بن وثيل إلى أمه فأخبرته الخبر فسكت حتى يلقى عبيد بن غاضرة بن سمرة فصرعه فدق فمه فاستعدى عليه سمرة عثمان فحبسه. وسيأتي ذكر ولده غاضرة بن سمرة إن شاء الله تعالى.
سمرة بن فاتك: ويقال ابن فاتكة الأسدي. ويقال اسمه سبرة بسكون الموحدة.
روى أحمد والحسن بن سفيان والبخاري في تاريخه والبغوي وابن منده وغيرهم من طريق بشر بن عبيد الله عن سمرة بن فاتكة الأسدي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " نعم الرجل سمرة لو أخذ من لمته وشمر من مئزره " فبلغه ذلك ففعل.
وروى ابن المبارك في الجهاد من هذا الوجه عن سمرة أثراً آخر موقوفاً قال فيه: ولوددت أنه لا يأتي علي يوم إلا عدا علي فيه قرني من المشركين عليه لأمته إن قتلني فذاك وإن قتلته عدا علي مثله.
وقد أورد ابن عساكر هذا المتن في ترجمة سمرة بن فاتك.


والذي عندي أنه غيره وقد فرق بينهما البخاري في تاريخه فقال في هذا: له صحبة حديثه في الشاميين وأورد له هذا الحديث وأورد في سبرة حديث جبير بن نفير عنه الذي تقدم في ترجمته.
سمرة بن معاوية: بن عمرو بن سلمة بن أبي كرب بن ربيعة الكندي.
ذكر ابن شاهين أن له وفادة وجد أبيه سلمة يقال له المجر لأنه طعن رجلاً فأجره الرمح أي نزل في نحره. وبنو المجر: بطن من ولده بالكوفة لهم فيها مسجد ذكر ذلك ابن الكلبي.
سمرة بن معير: بن لوذان الجمحي أخو أبي محذورة. وقيل هو اسم أبي محذورة. وقال ابن حزم في الجمهرة: ويظن أهل الحديث أن اسم أبي محذورة سمرة وليس كذلك وإنما سمرة أخ له.
قلت: جزم بأن اسم أبي محذوره سمرة ابن معين وابن سعد وغيرهما. وقال مصعب الزبيري: اسم أبي محذورة أوس وله أخ يقال له سمرة فهذا مما اعتمد عليه ابن حزم.
سمعان بن خالد: من بني قريط.
روى ابن منده من طريق مشنج بن سمعان بن الهيثم بن عقيل بن ثابت بن سمعان بن خالد عن أبيه عن جده عن أبيه عن جده عن جده أن النبي صلى الله عليه وسلم دعا له بالبركة لما وفد عليه ومسح ناصيته في حديث طويل. وفي إسناده من لا يعرف. وذكر أبو عمر في ترجمة النواس بن سمعان أن سمعان بن خالد هذا هو والد النواس ولم يفرده بترجمة.
سمعان بن عمرو بن حجر الأسلمي: قال ابن منده: له صحبة وأخرج من طريق منصور بن عباد بن عمر بن بلال بن عمران بن خيار بن سمعان بن عمرو عن أبيه عن جده عن أبيه عن جده عن أبيه عن جده سمعان بن عمرو أنه وفد إلى النبي صلى الله عليه وسلم فبايعه على الإسلام وصدق الرسالة وأقطعه النبي صلى الله عليه وسلم أرضاً.
في إسناده مجاهيل وابنه خيار بالخاء المعجمة والتحتانية. وعند أبي عمر في الأفراد من حرف السين المهملة: سمعان بن عمرو الأسلمي إسناد حديثه ليس بالقائم.
سمعان بن عمرو: بن قريط بن عبيد بن أبي بكر بن كلاب الكلابي.
ذكر أبو الحسن المدائني في كتاب رسل رسول الله صلى الله عليه وسلم بأسانيده قالوا: وبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى سمعان بن عمرو مع عبد الله بن عوسجة فرقع بكتابه دلوه فقيل لهم بن المرقع ثم أسلم سمعان وقدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنشده:
أقلني كما أمنت ورداً ولم أكن ... بأسوأ ذنباً إذ أتيتك من ورد
يشير إلى ورد بن مرداس أحد بني سعد هذيم وكان صلى الله عليه وسلم كتب إليه في عسيب فعدا على العسيب فكسره ثم إنه بعد ذلك أسلم وغزا مع زيد بن حارثة وادي القرى فاستشهد. ويحتمل أن يكون هو سمعان والد النواس ويكون سقط اسم أبيه من نسبه فهو النواس بن سمعان بن عمرو بن خالد بن عمرو بن قريط وسائر نسبه كما ذكر هنا.
سمعون حليف آل حضرموت: ذكره موسى بن سهل الدئلي فيمن نزل فلسطين من الصحابة.
سمعون بمهملتين ويقال بمعجمتين: هو أبو ريحانة. يأتي في المعجمة.
سميحة: ويقال سحيمة.
استدركه الأشيري على ابن عبد البر وأخرج من طريق خالد بن نجيح عن بكر بن شريح قال: كان لأبي لبابة الأنصاري جار يقال له سحيمة أو سميحة وكانت له نخلة مظلة على دار أبي لبابة فذكر الحديث.
قلت: وستأتي هذه القصة في ترجمة أبي الدحداح وهي مشهورة به.
السميدع الكناني: روى أبو الفرج الأصبهاني من طريق ابن دأب أن خالد بن الوليد لما توجه إلى بني كنانة يقاتلهم فقالوا: إنا صبأنا ولم يح(سنوا أن يقولوا أسلمنا فقتلهم فأرسل النبي صلى الله عليه وسلم علياً فأعطاهم ديات من قتل منهم قال: فأقبل غلام من القوم يقال له السميدع من بني أقرم حتى قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره بأمرهم وبما صنع خالد بهم قال ابن دأب: فأخبرني صالح بن كيسان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له: " هل أنكر عليه أحد ما صنع؟ قال: نعم رجل أصفر ربعة ورجل آخر طويل أحمر. فقال عمر: الأول ابني والآخر سالم مولى أبي حذيفة...فذكر القصة.
سمير بن الحصين: بن الحارث بن أبيحزيمة بن ثعلبة بن طريف الخزرجي.
ذكر العدوي أنه شهد أحداً ومات في خلافة عمر وكان من عماله قال: وكانت له منه ناجية وذكره الطبري أيضاً.


سمير بن زهير: له ذكر في ترجمة عائذ بن سعد. وروى ابن منده من حديث عائذ بن سعد قال: وفدنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال سمير: يا رسول الله إن أخي سلمة بن زهير خرج مهاجراً إلى الله ورسوله فقتل...الحديث.
سمير بن كعب: ذكر سيف في الفتوح أنه كان من أمراء الفتوح مع أبي عبيدة ومع خالد بن الوليد.
سمير والد سليمان: لعله سمرة بن جندب. روى ابن منده من طريق مبشر بن إسماعيل عن حريز بن عثمان عن سليمان بن سمير عن أبيه قال: كنا نتمتع على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
سميط البجلي: ذكره البغوي وغيره فأخرج البغوي وابن قانع من طريق موسى بن عبيدة عن محمد بن أبي منصور عن السميط البجلي: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " من رابط يوماً في سبيل الله كان كعدل شهر صيامه وقيامه " .
سميفع: في ذي الكلاع.
السين بعدها النون
سنان بن تيم الجهني: حليف بني عوف بن الخزرج. يأتي في سنان بن وبرة.
سنان بن ثعلبة: بن عامر بن مجدعة بن جشم بن حارثة الأنصاري. شهد أحداً قاله أبو عمر.
سنان بن روح: ذكر الدارقطني أنه مذكور فيمن نزل حمص من الصحابة.
وقيل: إنه سيار بفتح المهملة وتشديد التحتانية.
سنان بن سلمة: يأتي في عوف بن سراقة.
سنان بن سنة: بفتح المهملة وتشديد النون الأسلمي. يقال إنه عم حرملة بن عمرو ويقال جده والأول أصح.
وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم: " الطاعم الشاكر له مثل أجر الصائم الصابر " . أخرجه ابن ماجه.
وروى أحمد عن طريق حرملة بن عمرو الأسلمي قال: حججت حجة الوداع فأردفني عمي سنان بن سنة.
قال ابن حبان: يقال مات سنة اثنتين وثلاثين في خلافة عثمان.
قلت: صحفه بعض الرواة كما سيأتي في القسم الرابع من حرف الشين المعجمة وجاء عن سنان بن سنة حديث آخر غلط فيه راويه أخرجه أبو بكر بن أبي شيبة عن وكيع عن ابن أبي ليلى عن عبد الكريم عن معاذ بن سعوة عن سنان بن سنة رفعه في الهدي: " فليأكل فإن أكل غرم " .
وقال عبيد الله بن موسى عن أبي ليلى بهذا الإسناد سنان بن سلمة أخرجه البغوي وهو الصواب. وسنان بن سلمة هو ابن المحبق سيأتي في القسم الثاني.
سنان بن أبي سنان: بن محصن الأسدي ابن أخي عكاشة. ذكره ابن إسحاق فيمن شهد بدراً.
وفي الفتوح لسيف بن عمر عن سعيد بن عبيد بن حريث بن المعلى أن سنان بن أبي سنان كان أول من كتب إلى النبي صلى الله عليه وسلم بخبر طليحة بن خويلد الأسدي وكان سنان على بني مالك.
وزعم الواقدي أنه أول من بايع النبي صلى الله عليه وسلم تحت الشجرة.
وسيأتي في ترجمة أبي سنان وهب الأسدي أنه وصف بذلك وصفه به الشعبي وزر بن حبيش من طريقين صحيحين.
قالوا: مات سنة اثنتين وثلاثين.
سنان بن أبي سنان الأسدي: آخر. يأتي خبره في ترجمة والده أبي سنان وفي ترجمة أمه أم سنان.
سنان بن سويد الجهني: روى ابن السكن من طريق عبد الله بن داود بن الدلهاث الجهني قال: كان ياسر بن سويد وسنان بن سويد وسيار بن سويد كلهم إخوة لقي النبي صلى الله عليه وسلم.
سنان بن شفعلة: ويقال شمعلة ويقال ابن شعلة الأوسي.
روى أبو موسى من طريق ابن مردويه بإسناده إلى عباد بن راشد اليماني حدثني سنان بن شفعلة الأوسي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " حدثني جبريل أن الله تعالى لما زوج فاطمة علياً أمر رضوان فأمر شجرة طوبى فحملت رقاقاً بعدد محبي آل بيت محمد " .
قال أبو موسى: ليس في إسناده من يعرف سوى عباد بن راشد وفي السند محمد بن فارس العطشي وهو رافضي.
سنان بن صيفي: بن صخر بن خنساء بن سنان بن عبيد بن عدي بن غنم بن كعب بن سلمة الأنصاري.
قال ابن شاهين عن رجاله: شهد بدراً وأحداً وما بعدها وكذا ذكر ابن أبي حاتم عن أبيه أنه بدري والذي عند ابن إسحاق في البدريين أبو سنان بن صيفي فإن لم يكن أخا هذا وإلا فأحد القولين وهم.
سنان بن ظهير الأسدي: قال أبو عمر: له صحبة.
وروى أبو نعيم من طريق عقبة بن جودان عن أبيه عن سنان بن ظهير قال: أهديت للنبي صلى الله عليه وسلم ناقة فقال: " دع داعي اللبن " .


سنان بن عبد الله: بن قشير بن خزيمة الأسلمي الملقب بالأكوع. ذكره ابن سعد في الطبقة الثالثة من الصحابة وقال: إنه أسلم قديماً وصحب النبي صلى الله عليه وسلم هو وابناه عامر وسلمة وكذا حكاه البغوي والطبري.
وفي قوله: ابناه تجوز لأن عامراً ابنه وسلمة ابن ابنه كما مضى في ترجمته.
واستبعده الذهبي في التجريد ثم قال: هو خطأ بيقين وإنه لم يدركه المبعث وفيما قاله نظر لا يخفى.
سنان بن عبد الله الجهني: له ذكر في حديث ابن عباس. روى ابن خزيمة من طريق موسى بن سلمة الهذلي قال: انطلقت أنا وسنان بن سلمة معتمرين فقلت لابن عباس: إن لي والدةً أفأعتمر عنها؟ قال: أمرت امرأة سنان بن عبد الله الجهني أن يسأل لها رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أمها ماتت فلم تحج أفيجزى عن أمها أن تحج عنها؟ قال: " نعم " .
ومن طريق أخرى قال فيها: فقال فلان الجهني وكذا هو عند أحمد.
قال ابن منده: ورواه محمد بن كريب عن أبيه فقال: سنان بن عبد الله.
قلت: هو في الطبراني. وروى عن محمد بن كريب سفيان بدل سنان وهو وهم وقيل عن ابن عباس عن حصين بن عوف الخثعمي لكن الظاهر أنه قصة أخرى.
سنان بن أبي عبيد: بن وهب بن لوذان بن عبد ود بن زيد بن ثعلبة الأنصاري. قال العدوي: شهد أحداً.
سنان بن غرفة: بفتح الغين المعجمة والراء والفاء كذا ضبطه ابن مفرج في كتاب ابن السكن وكذا هو في الصحابة للباوردي. قال ابن فتحون: ورأيته في نسخة من كتاب ابن السكن بكسر المهملة وسكون الراء بعدها قاف.
وروى البارودي وابن السكن والطبراني من طريق بسر بن عبيد الله عن سنان بن غرفة وكانت له صحبة عن النبي صلى الله عليه وسلم في المرأة تموت مع الرجال ليسوا بمحارم. قال: " تيمم ولا تغسل وكذلك الرجل " .
سنان بن عمرو: بن طلق القضاعي أبو المقنع حليف بني ظفر.
قال ابن الكلبي: كانت له سابقة وشرف وشهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم أحداً وغيرها وأخرجه ابن شاهين.
سنان بن مقرن المزني: أحد الإخوة.
قال ابن سعد: له صحبة. وذكره أبو حاتم وابن شاهين وغير واحد في الصحابة. وقال ابن منده: له ذكر في المغازي.
سنان بن وبرة: أو وبر الجهني حليف بني الحارث بن الخزرج.
قال ابن أبي حاتم عن أبيه: هو الذي سمع عبد الله بن أبي يقول: " لئن رجعنا إلى المدينة... " المنافقون8. الآية.
وروى الطبراني من طريق خارجة بن الحارث بن رافع الجهني عن أبيه: سمعت سنان بن وبرة الجهني يقول: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في غزاة بني المصطلق وكان شعارنا يا منصور أمت.
وقال في الأوسط: لا يروى عن سنان إلا بهذا الإسناد تفرد به محمد بن جهضم.
وقال أبو عمر: هو سنان بن تيم. ويقال ابن وبرة وهو الذي نازع جهجاه الغفاري على الماء فاقتتلا.
قلت: الحديث في الصحيح بدون تسمية الرجلين وقد مضى في ترجمة جهجاه شيء من ذلك.
سنان الضمري: ذكره أبو عمر فقال: استخلفه أبو بكر على المدينة حين خرج لقتال أهل الردة. ووقع في قصة سنين أبو جميلة حين وجد اللقيط أن عمر سأل عنه عريفه فقال: إنه رجل صالح فذكر الشيخ أبو حامد أن اسم العريف سنان فيحتمل أن يكون هو هذا.
سنان: غير منسوب روى الباوردي من طريق أبي خالد الأحمر عن يونس بن أبي إسحاق عن أبيه عن سنان أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأبي بكر: " تنق وتوق " .
سنان: يقال هو اسم أبي هند الحجام. وقد تقدم في سالم.
سنبر: بوزن جعفر بنون وموحدة الإراشي بكسر الهمزة وتخفيف الراء وبالمعجمة رأيته بخط الخطيب مضبوطاً.
له ذكر في حديث أخرجه ابن شاهين وابن السكن من طريق رشيد بن إبراهيم بن عاصم بن مالك بن عمرو البلوي حدثني جدي عن أبيه مالك قال: عقلت النبي صلى الله عليه وسلم وأتاه عمرو بن حسان بوادي القرى برجل من بني إراش يقال له سنبر حليف له فبايعه على الإسلام وقال له: يا رسول الله أقطع حليفي فقطع له وكتب له في عرجون ووقع عند ابن فتحون سيار بدل سنبر فلعله تصحيف وذكره الخطيب في المؤتلف لكنه قال الأبواشي قرأت ذلك بخطه " .
سندر: مولى زنباع الجذامي. تقدم ذكره في زنباع.
قال البخاري: سندر له صحبة وروى الطبراني من طريق ربيعة بن لقيط التجيبي عبد الله بن سندر عن أبيه أنه كان عبداً لزنباع فغضب عليه فخصاه...الحديث.


وروى حديثه عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده وزاد فيه أن سندراً سأل عمر بن الخطاب أن يجعل ديوانه في مصر فأجابه إلى ذلك فنزلها. أخرجه ابن منده وفي قصته أنه قال: يا رسول الله أوص بي. قال: " أوصي بك كل مسلم " . ثم جاء إلى أبي بكر فعاله حتى مات ثم أتى عمر فقال: إن شئت أن تقيم عندي أجريت عليك مالاً فأنظر أي المواضع أحب إليك فأكتب لك فاختار مصر فلما قدم على عمرو أقطعه أرضاً واسعة وداراً.
قلت: رجح ابن يونس أن قصة عمر إنما كانت مع ابن سندر وسيأتي بيان ذلك في ترجمة مسروح بن سندر.
وقال الخطيب في المؤتلف: اختلف في الذي خصاه زنباع فقيل هو سندر نفسه وقيل ابن سندر وقيل أبو سندر.
قلت: وقيل أبو الأسود. والراجح أن الذي خصي هو سندر وأنه يكنى أبا الأسود وأن عبد الله ومسروحاً ولداه.
وقال البخاري في التاريخ سندر أبو الأسود له صحبة. قال: وروى الزهري عن سندر عن أبيه.
وذكر سعيد بن عفير عن سماك بن نعيم عن عثمان بن سويد الجروي أنه أدرك مسروح بن سندر الذي جدعه زنباع.
وعمر سندر إلى زمان عبد الملك وروى أبو موسى في الذيل من طريق أبي الخير عن سندر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أسلم سالمها الله وغفار غفر الله لها وتجيب أجابوا الله " .
وسيأتي في القسم الرابع بيان ما وقع لأبي موسى هنا من الوهم.
وذكر محمد بن الربيع الجيزي في الصحابة الذين دخلوا مصر أن لأهل مصر عن سندر حديثين.
سنين: بالتصغير أبو جميلة السلمي. ويقال الضمري. وقيل اسم أبيه واقد حكاه ابن حبان.
روى البخاري من طريق الزهري عن أبي جميلة أنه حج مع النبي صلى الله عليه وسلم.
وذكره ابن سعد في الطبقة الأولى من التابعين وقال: له أحاديث. وقال العجلي: تابعي ثقة.
سنين بن واقد الظفري: ذكره ابن حبان في الصحابة وقال: لا يعرف له مسند.
وروى البغوي من طريق عثمان بن عبد الملك قال: سمعت سنين بن واقد الظفري صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " على الركن اليماني ملك يؤمن على كل من استلمه " .
وأخرجه ابن قانع عن البغوي.
ومنهم من وحد بين هذا وبين الذي قبله والصواب التغاير قال في التجريد: تأخر موته إلى بعد الستين.
السين بعدها الهاء
ذكر من اسمه سهل بسكون الهاء
سهل بن بيضاء القرشي: وبيضاء أمه واسمها دعد واسم أبيه وهب بن ربيعة بن عمرو بن عامر بن ربيعة بن هلال بن مالك بن ضبة بن الحارث بن فهر القرشي. كان ممن قام في نقض الصحيفة التي كتبتها قريش على بني هاشم.
وقال أبو حاتم: كان ممن يظهر الإسلام بمكة. وقال البغوي في ترجمة أبي بكر: حدثني محمد بن عباد حدثني سفيان يعني ابن عيينة وسئل من أكبر أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم؟ يعني في السن. فقال: حسين بن جدعان أظنه عن أنس. قال أبو بكر: وسهل بن بيضاء.
روى مسلم وأبو داود من طريق أبي سلمة عن عائشة قالت: ما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم على ابني بيضاء إلا في المسجد: سهيل وأخيه وأخرجه ابن منده فوقع في روايته سهل.
وقال أبو عمر: أسلم سهل بمكة فكتم إسلامه فأخرجته قريش إلى بدر فأسر يومئذ فشهد له ابن مسعود أنه رآه يصلي بمكة فأطلق. ومات بالمدينة وصلى النبي صلى الله عليه وسلم عليه وعلى أخيه سهيل في المسجد.
قلت: ولم يزد مالك في روايته الحديث الماضي على ذكر سهيل. وزعم الواقدي أن هذا مات بعد النبي صلى الله عليه وسلم. وقال أبو نعيم: اسم أخي سهيل صفوان ومن سماه سهلاً فقد وهم كذا قال.
سهل بن الحارث بن عمرو: أو عروة بن عبد رزاح الأنصاري.
قال العدوي: شهد أحداً ولا عقب له. فأما تسميته عروة فعند ابن الأمين وعمرو عند ابن الدباغ وتبعه ابن الأثير وكلاهما نقله عن العدوي.
سهيل بن حارثة الأنصاري: ذكره ابن أبي عاصم في الآحاد.
وروى من طريق الدراوردي عن سعد بن إسحاق عن كعب بن عجرة عن سهل بن حارثة الأنصاري قال: شكا قوم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أنهم سكنوا داراً وهم ذوو عدد فقلوا فقال: " فهلا تركتموها ذميمة " .
قال ابن منده: لا تصح صحبته وعداده في التابعين.


وذكره ابن حبان في التابعين أيضاً ونقل ابن الأثير عن أبي علي الغساني عن ابن القداح أن حارثة بن سهل والد هذا شهد أحداً والمشاهد وكذا ولده سهل. وقال ابن ماكولا نحوه وزاد: ولسهل عقب بالمدينة وبغداد وأخرج هذا الحديث أبو نعيم من طريق أبي ضمرة عن سعيد فقال فيه سلمة بن حارثة فاختلف في اسمه على سعد بن إسحاق.
سهل بن أبي حثمة: بن ساعدة بن عامر بن عدي بن مجدعة بن حارثة بن الحارث بن عمرو بن مالك بن الأوس الأنصاري الأوسي. اختلف في اسم أبيه فقيل عبد الله وقيل عامر. وأمه أم الربيع بنت سالم بن عدي بن مجدعة.
قيل: كان لسهل عند موت النبي صلى الله عليه وسلم سبع سنين أو ثمان سنين. وقد حدث عنه بأحاديث. وحدث أيضاً عن زيد بن ثابت ومحمد بن مسلمة. روى عنه ابنه محمد وابن أخيه محمد بن سليمان بن أبي حثمة وبشير بن يسار وصالح بن خوات ونافع بن جبير وعروة وغيرهم.
وقال ابن أبي حاتم عن أبيه: بايع تحت الشجرة وشهد المشاهد إلا بدراً وكان دليل النبي صلى الله عليه وسلم ليلة أحد.
وقال ابن القطان: هذا لا يصح لإطباق الأئمة على أنه كان ابن ثمان سنين أو نحوها عند موت النبي صلى الله عليه وسلم منهم ابن منده وابن حبان وابن السكن والحاكم أبو أحمد والطبري وجزم بأنه مات في أول خلافة معاوية. وغلط بأن ذلك أبوه ويظهر لي أنه اشتبه على من قال: شهد المشاهد...الخ بسهل بن الحنظلية فإنه الذي وصف بما ذكر. ويقال بأن الموصوف بذلك أبوه أبو حثمة وهو الذي بعثه النبي صلى الله عليه وسلم خارصاً وكان الدليل إلى أحد.
سهل بن حمار الأنصاري: استشهد باليمامة من التجريد.
سهل بن الحنظلية: واسم أبيه الربيع. وقيل: عبيد وقيل: عقيب بن عمرو وقيل عمرو بن عدي. وهو الأشهر عدي هو ابن زيد بن جشم بن حارثة بن الحارث بن الخزرج بن عمرو بن مالك بن الأوس الأنصاري الأوسي.
قال ابن أبي خيثمة: والحنظلية أمه. وقيل: الحنظلية جدته. وقيل: أم جده.
وقال ابن سعد بعد أن ساق هذا النسب: الحنظلية أم عمرو بن عدي. واسمها أم إياس بنت أبان بن دارم التميمية فمن كان من ولد عمرو بن عدي قيل له ابن الحنظلية.
وقال ابن البرقي: اسم أبيه عبيد من بني عدي بن زيد شهد أحداً وما بعدها ثم تحول إلى الشام حتى مات.
وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم. روى عنه أبو كبشة السلولي والقاسم بن عبد الرحمن ويزيد بن أبي مريم الشامي وغيرهم.
قال البخاري: له صحبة وكان عقيماً لا يولد له وقد بايع تحت الشجرة. وقال غيره: شهد المشاهد إلا بدراً. وقال أبو زرعة عن دحيم: توفي في خلافة معاوية.
وفي جامع ابن وهب من طريق القاسم مولى معاوية هجرت يوم الجمعة في مسجد دمشق ومعاوية حينئذ خليفة فرأيت رجلاً بين الناس يحدثهم فاطلعت فإذا شيخ مصفر اللحية فقيل لي: هذا سهل بن الحنظلية صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم. وأخرج له أحمد وأبو داود من طريق قيس بن بشر أخبرني أبي وكان جليساً لأبي الدرداء قال: كان بدمشق رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يقال له ابن الحنظلية وكان رجلاً متوحداً قلما يجالس الناس إنما هو صلاة فإذا فرغ فإنما هو تسبيح وتكبير حتى يأتي أهله قريباً ونحن عند أبي الدرداء فقال أبو الدرداء كلمة تنفعنا ولا تضرك...فذكر أحاديث مرفوعة في ثلاثة مواطن.
وقال أبو زرعة الدمشقي: توفي في صدر خلافة معاوية بن أبي سفيان.
سهل بن حنظلة: العبشمي. ويقال ابن الحنظلية يأتي في سهيل مصغراً.
سهل بن حنيف: بن واهب بن العكيم بن ثعلبة بن الحارث بن مجدعة بن عمرو بن حبيش بن عوف بن عمرو بن عوف بن مالك بن أوس الأنصاري الأوسي. يكنى أبا سعد وأبا عبد الله من أهل بدر.
روي عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن زيد بن ثابت روى له أبناه: أبو أمامة أسعد وعبد الله أو عبد الرحمن وأبو وائل وعبيد بن السباق وعبد الرحمن بن أبي ليلى وغيرهم.
كان من السابقين وشهد بدراً وثبت يوم أحد حين انكشف الناس وبايع يومئذ على الموت وكان ينفح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بالنبل فيقول: نبلوا سهلاً فإنه سهل. وكان عمر يقول سهل غير حزن. وشهد أيضاً الخندق والمشاهد كلها واستخلفه علي على البصرة بعد الجمل ثم شهد معه صفين. ويقال: آخى النبي صلى الله عليه وسلم بينه وبين علي بن أبي طالب.


ومات سنة ثمان وثلاثين. قال الواقدي: حدثني عبد الرحمن بن عبد العزيز الأمامي عن محمد بن أبي إمامة بن سهل عن أبيه قال: مات سهل بالكوفة وصلى عليه علي. وقال المدائني: مات سنة ثمان وثلاثين. وقال عبد الله بن مغفل: صلى عليه علي فكبر ستاً وفي رواية خمساً ثم قال: إنه بدري.
سهل بن رافع بن أبي عمرو: بن عائذ بن ثعلبة بن غنم بن مالك بن النجار الأنصاري الخزرجي. يقال: إنه صاحب الصاع.
قال ابن منده: يقال شهد أحداً ومات في خلافة عمر.
وروى عيسى بن يونس عن سعيد بن عثمان البلوي عن جدته بنت عدي أن أمها عميرة بنت سهل بن رافع صاحب الصاع الذي لمزه المنافقون خرج بزكاته صاع تمر وبابنته عميرة إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ادع الله لي ولها بالبركة فما لي غيرها فوضع يده عليها فدعا له.
وأخرجه الطبراني في الأوسط وقال: لا يروى عن عميرة بنت سهل إلا بهذا الإسناد. وزعم ابن الكلبي ومن تبعه أنه أخو سهيل وإنهما صاحبا المربد الذي كان موضع المسجد وأما ابن إسحاق فقال: إن صاحبي المسجد سهل وسهيل ابنا عمرو.
سهل بن رافع بن خديج: بن مالك بن غنم بن سري بن سلمة بن أنيف البلوي الأراشي حليف بني عمرو بن عوف الأنصاري وقال ابن الكلبي في الجمهرة: هو صاحب الصاع الذي لمزه المنافقون وكذا حكاه أبو عمر.
قلت: تقدم في حرف الحاء أنه الحبحاب. والمحفوظ أنه أبو عقيل فاختلف في اسمه.
سهل بن الربيع: بن عمرو بن عدي بن جشم بن حارثة الأنصاري الحارثي. شهد أحداً.
قال العدوي: وأخرجه أبو عمر.
قلت: هو ابن الحنظلية الذي تقدم.
سهل بن رومي: بن وقش بن زغبة الأنصاري الأشهلي. استشهد بأحد ذكره أبو عمر عن الواقدي.
سهل بن زيد: تقدم التنبيه عليه في زيد بن سهل.
سهل بن سعد: بن مالك بن خالد بن ثعلبة بن حارثة بن عمرو بن الخزرج بن ساعدة الأنصاري الساعدي. من مشاهير الصحابة يقال: كان اسمه حزناً فغيره النبي صلى الله عليه وسلم حكاه ابن حبان.
وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن أبي وعاصم بن عدي وعمرو بن عبسة. وروى عن مروان ومروان أصغر منه.
روى عنه ابنه العباس وأبو حازم والزهري وآخرون.
قال الزهري: مات النبي صلى الله عليه وسلم وهو ابن خمس عشرة سنة وهو آخر من مات بالمدينة من الصحابة مات سنة إحدى وتسعين. وقيل قبل ذلك. قال الواقدي: عاش مائة سنة وكذا قال أبو حاتم وزاد أو أكثر وقيل ستاً وتسعين. وزعم ابن أبي داود أنه مات بالإسكندرية. وروى عن قتادة أنه مات بمصر ويحتمل أن يكون وهماً والصواب أن ذلك ابنه العباس.
سهل بن صخر: بن واقد بن عصمة بن أبي عوف بن عبد مناة بن شجع بن عامر بن ليث بن بكر بن عبد مناة بن كنانة الليثي. نسبه محمد بن سعد وغيره ويقال اسمه سهيل.
وروى ابن شاهين من طريق خالد بن عمير عن سهيل بن صخر الليثي قال: دخلت مع أبي على النبي صلى الله عليه وسلم فقال: " ما اسمك يا غلام؟ " قلت: سهل قال: " ادن " فمسح على رأسي وقال لي: " يا سهل إن رزقك الله مالاً فاشتر به عبداً فإن الله جعل الخير في غرر الرجال " .
ورواه ابن منده من هذا الوجه وقال فيه: وكانت له صحبة. وقال: غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه. وخرجه الطبراني فسماه سهيلاً وجعل الحديث موقوفاً. وقال البغوي بعد أن ساق الحديث موقوفاً لكنه سماه سهلاً. لا أعلم له عن النبي صلى الله عليه وسلم شيئاً.
سهل بن أبي صعصعة: الأنصاري أخو قيس. قال ابن سعد والعدوي: شهد أحداً.
سهل بن عامر: بن سعد ويقال: سهيل بن عامر بن عمرو بن ثقيف الأنصاري.
ذكره موسى بن عقبة وعروة فيمن استشهد ببئر معونة وقال: إن سهلاً عمه ويقال أخوه.
سهل بن عبيد: بن قيس. يأتي في سهل بن مالك.
سهل بن عتيك: بن النعمان بن عمرو بن عتيك بن عمرو بن مبذول بن مالك بن النجار.
ذكره موسى بن عقبة وابن إسحاق وعروة فيمن شهد بدراً وسمي أبو معشر أباه عبيداً فتبعه ابن منده وتعقبه أبو نعيم. وقد رد على ذلك الطبراني قبله على أبي معشر ونقل الاتفاق على أن اسم أبيه عتيك ووقع عند ابن الأثير. وقيل: سهيل.


سهل بن عتيك الأنصاري: غاير ابن منده بينه وبين الذي قبله وأخرج من طريق الحميدي عن يحيى بن يزيد بن عبد الملك النوفلي عن أبي عبادة الزرقي عن ابن شهاب عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما أتي بجنازة سهل بن عتيك كبر عليها أربعاً وقرأ بفاتحة الكتاب. وقال: وقفه محمد بن الحسن وضحاك وقاله عن يحيى وهو غريب من حديث الزهري لا يعرف إلا من هذا الوجه.
وأخرجه الطبراني في الأوسط من هذا الوجه بلفظ: أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم بجابر بن عتيك أو سهل بن عتيك وكان أول من صلى عليه في موضع الجنائز...فذكره مطولاً وزاد فيه: ثم كبر الثانية وصلى على نفسه وعلى المرسلين وقال: لم يروه عن الزهري إلا أبو عبادة ولا عنه إلا يحيى بن يزيد النوفلي. تفرد به سليم بن منصور كذا قال. وكلام ابن منده يرد عليه وعليهما معاً في دعوى تفرد أبي عبادة.
اعتراض آخر فإن الطبراني أخرجه من طريق يعقوب بن يزيد عن الزهري ولكن لا ذكر فيه لابن عتيك ولا لرفع الحديث بل هو موقوف على ابن عباس وهو شاذ من حيث السند فإن المحفوظ عن الزهري في هذا ما رواه يونس وشعيب عنه عن أبي أمامة بن سهل عن رجال من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم موقوفاً. ومن رواية الزهري عن محمد بن سويد عن الضحاك بن قيس عن حبيب بن مسلمة موقوفاً أيضاً.
سهل بن عدي بن زيد: بن عامر بن جشم بن الحارث بن الخزرج الأنصاري. ذكر أبو عمر أنه استشهد يوم أحد.
سهل بن عدي بن مالك: بن حرام بن خديج بن معاوية الخزرجي.
تقدم ذكره مع أخويه: ثابت والحارث وأنه شهد أحداً.
وذكر الطبري أن عمر كتب إلى أبو موسى الأشعري بالبصرة أن يؤمر سهل بن عدي هذا وهو الذي فتح كرمان وأعانه عبد الله بن عبد الله بن عتبان الآتي ذكره في مكانه.
سهل بن عدي: بن زيد بن عامر الخزرجي التميمي حليف الأنصار.
ذكره أبو الأسود عن عروة فيمن استشهد باليمامة.
سهل بن عمرو بن عبد شمس: العامري أخو سهيل. ذكر ابن سعد أنه أسلم بالفتح وسكن المدينة وله دار. وقال أبو عمر: مات في خلافة أبي بكر أو عمر.
قلت: سيأتي له ذكر في ترجمة زوجته صفية بنت عمرو.
سهل بن عمرو بن عدي: بن زيد بن جشم بن حارثة الأنصاري الحارثي.
قال أبو عمر: شهد أحداً وما بعدها.
سهل بن عمرو الأنصاري: النجاري. له ذكر في حديث الهجرة. قال ابن إسحاق: وبركت الناقة على باب المسجد وهو يومئذ مربد لغلامين يتيمين من بني النجار يقال لهما سهل وسهيل ابنا عمرو في حجر معاذ بن عفراء.
وقال موسى بن عقبة عن ابن شهاب: وكان المسجد مربداً ليتيمين من بني النجار في حجر أسعد بن زرارة وهما سهل وسهيل ابنا عمرو. وأراد السهيلي التوفيق بين هذا وبين ما تقدم عن ابن الكلبي أنهما سهل وسهيل ابنا رافع فقال: هما ابنا رافع بن عمرو.
والأرجح قول ابن شهاب وابن إسحاق. وأما اختلافهما في حجر من كانا فيمكن الجمع بأنهما كانا تحت حجرهما معاً ولهذا وقع في الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " يا بني النجار ثامنوني به " .
سهل بن قرط الأنصاري: الأوسي من بني عمرو بن عوف.
قال الدارقطني: تزوج معاذة بنت عبد الله وهلك عنها فتزوجها بعده الحمير بن عدي واستدركه ابن فتحون وسيأتي ذكر أيضاً في ترجمة معاذة.
سهل بن قرظة بن قيس: بن عنترة بن أمية بن زيد بن مالك بن الأوس. قال الطبري وابن شاهين: شهد أحداً.
سهل بن قيس بن أبي كعب: بن القين بن كعب بن سواد بن كعب بن سلمة الأنصاري الخزرجي السلمي. ذكره موسى بن عقبة وغيره فيمن شهد بدراً. وذكره ابن إسحاق فيمن استشهد بأحد وهو صاحب القبر المعروف بأحد وأمه نائلة بنت سلامة بن وقش الأشهلية. قال ابن سعد: بقي من عقب سهل هذا رجل وامرأة.
سهل بن قيس المزني: روى ابن منده من طريق كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف عن أبيه عن جده عن سهل بن قيس المزني قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ليس على من أسلف مالاً زكاة " .
قال ابن منده: غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه.
سهل بن قيس الأنصاري: ضجيع حمزة بن عبد المطلب يأتي في عمرو بن سهيل بن قيس وأظنه سهل بن قيس بن أبي كعب المتقدم.
سهل بن منجاب التميمي: ذكر الطبري أنه كان من عمال النبي صلى الله عليه وسلم على صدقات بني تميم.


مات النبي صلى الله عليه وسلم وهو على ذلك.
سهل بن مالك: بن أبي كعب بن القين الأنصاري أخو كعب بن مالك الشاعر المشهور.
قال ابن حبان: له صحبة. روى سيف بن عمر في أوائل الفتوح عن أبي همام سهل بن يوسف بن مالك عن أبيه عن جده قال: لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم من حجة الوداع صعد المنبر. فقال: " يا أيها الناس إن أبا بكر لم يسؤني قط... " . الحديث.
وأخرجه ابن شاهين وأبو نعيم من طريق سهل بطوله. وأخرجه ابن منده من طريق خالد بن عمرو الأموي عن سهل به وقال: غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه.
قلت: خالد بن عمرو متروك واهي الحديث.
وروى أبو عوانة والطحاوي من طريق مالك عن الزهري عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك عن عمه أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى الذين قتلوا ابن أبي الحقيق عن قتل النساء والصبيان فإن كان محفوظاً احتمل أن يكون اسم عمه سهلاً لكن أخرجه أبو عوانة والطحاوي من وجهين آخرين: عن الزهري عن عبد الرحمن عن أبيه وزعم الدمياطي أن جد سهل بن يوسف هو سهل بن قيس بن أبي كعب الماضي وهو ابن عم هذا.
ويرده ما رويناه في فوائد الأبنوسي من طريق محمد بن عمر المقدمي عن علي بن يوسف بن محمد بن سفيان عن قنان بن أبي أيوب عن خالد بن عمرو عن سهل بن يوسف بن سهل بن مالك ابن أخي كعب بن مالك عن أبيه عن جده...فذكر الحديث. وكذا زعم ابن عبد البر أنه سهل بن مالك بن عبيد بن قيس الأنصاري. ذكره أبو عمر ثم قال: ويقال سهل بن عبيد بن قيس ولا يصح واحد منهما. قال: ويقال إنه حجازي سكن المدينة.
ومدار حديثه على خالد بن عمرو وهو متروك وفي إسناد حديثه مجهولون ضعفاء يدور على سهل بن يوسف بن سهل بن مالك أو مالك بن يوسف بن سهل بن عبيد وهو حديث منكر موضوع. انتهى.
ووقع للطبراني فيه وهم فإنه أخرجه من طريق المقدمي عن علي بن يوسف بن محمد عن سهل بن يوسف واغتر الضياء المقدسي بهذه الطريق فأخرج الحديث في المختارة وهو وهم لأنه سقط من الإسناد رجلان فإن علي بن محمد بن يوسف إنما سمعه من قنان بن أبي أيوب عن خالد بن عمرو عن سهل.
وقد جزم الدارقطني في الأفراد بأن خالد بن عمرو تفرد به عن سهل لكن طريق سيف بن عمر ترد عليه وقد خبط فيه أيضاً ابن قانع فجعله من مسند سهل بن حنيف.
سهل بن نسير: بنون ومهملة مصغراً ابن عنبس الأنصاري الأوسي الظفري.
يأتي في حرف النون في ترجمة والده.
سهل بن وهب: بن ربيعة. هو ابن بيضاء. تقدم.
سهل: غير منسوب مولى بني ظفر. قال ابن الكلبي وابن سعد وابن شاهين: شهد أحداً.
سهل بن فلان بن عبادة: الأنصاري الخزرجي ابن أخي سعد بن عبادة.
روى الطبراني من طريق بن أبي الزناد عن أبيه عن أبي سلمة بن عبد الرحمن أن أبا أسيد صاحب النبي صلى الله عليه وسلم قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: " خير دور الأنصار بنو النجار... " الحديث. فبلغ ذلك سعد بن عبادة فوجد في نفسه فقال: أسرجوا لي حماري حتى آتي النبي صلى الله عليه وسلم فقال ابن أخي سهل: أتذهب ترد على رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله الله ورسوله أعلم فأمر بحماره فحل عنه.
وأصله في مسلم. وأخرجه ابن أبي خيثمة أيضاً ولم أر لسهل ذكراً في شيء من الكتب والمسانيد ولا في أنساب الأنصار. فالله أعلم.
سهل الأنصاري: والد إياس غير منسوب.
ذكره البخاري في الصحابة وروى الحسن بن سفيان والبغوي والباوردي من طريق أبي حازم أنه جلس إلى جنب إياس بن سهل الأنصاري من بني ساعدة بمسجدهم فقال: ألا أحدثك عن أبي؟ قلت: نعم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لأن أصلي الصبح ثم أجلس في مجلسي أذكر الله حتى تطلع الشمس أحب إلي من شد على جياد الخيل في سبيل الله " .
وفي إسناده محمد بن أبي حميد وهو ضعيف ووقع عند البغوي محمد بن إبراهيم فقال: لا أعرف من هو وهو هو فيما أحسب.
سهل الأنصاري: آخر. روى عمر بن شبة في أخبار المدينة من طريق الوليد بن أبي سندر الأسلمي عن يحيى بن سهل الأنصاري عن أبيه أن هذه الآية نزلت في أهل قباء وكانوا يغسلون أدبارهم من الغائط: " فيه رجال يحبون أن يتطهروا... " التوبة108. الآية.
سهم: آخره ميم ابن عمرو الأشعري. ذكره ابن سعد وقال: إنه ممن قدم مع أبي موسى في السفينة ثم نزل الشام.


سهم بن مازن: أو ابن مدرك جد يزيد بن سنان. تقدم ذكره فيمن اسمه زيد.
ذكر من اسمه سهيل بالتصغير
سهيل بن بيضاء: تقدم ذكر نسبه في ترجمة أخيه سهل وأن بيضاء أمه.
وذكر ابن إسحاق أنه شهد بدراً وتوفي سنة تسع. وذكره في البدرين أيضاً موسى ابن عقبة وزعم ابن الكلبي أنه الذي أسر يوم بدر فشهد له ابن مسعود.
ورد ذلك الواقدي وقال: إنما هو أخوه سهل ويؤيد قول ابن الكلبي ما رواه الطبراني بإسناد صحيح عن أبي عبيدة عن عبد الله بن مسعود عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم بدر: " لا ينفلت منك أحد إلا بفداء أو ضربة " . قال عبد الله: فقلت إلا سهيل بن بيضاء. قال: وقد كنت سمعته يذكر الإسلام. قال: " إلا سهيل بن بيضاء.
وروى ابن حبان في صحيحه من طريق يزيد بن الهاد عن محمد بن إبراهيم التيمي عن سعد بن الصلت ويقال سعيد بن الصلت عن سهيل بن بيضاء من بني عبد الدار قال: بينا نحن في سفر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر القصة.
وهو عند الطبراني من هذا الوجه عن سهل بن بيضاء: بينا نحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر وسهيل بن بيضاء رديف رسول الله صلى الله عليه وسلم على بعيره إذ قال: " يا سهيل بن بيضاء " ورفع صوته...الحديث.
وذكر ابن أبي حاتم عن أبيه أنه مرسل لأن سعد بن الصلت لم يدرك سهيلاً وهذا هو المعتمد لأن عائشة قالت: ما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم على سهيل بن بيضاء إلا في المسجد أخرجه مسلم فدل على أنه مات في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم. وأرخ ابن سعد وفاته سنة تسع كما تقدم.
وقال ابن منده: قد روى عن سعد بن الصلت عن عبد الله بن أنيس عن سهيل ابن بيضاء.
قلت: هو كذلك عند البغوي وأكثر من رواه لم يذكروا ابن أنيس وهو عند أحمد من ثلاث طرق: عن يزيد بن الهاد ليس فيه عبد الله بن أنيس ومنهم من لم يذكر سعد بن الصلت ورواه بعضهم فأسقط محمد بن إبراهيم.
وفي الصحيح من حديث أنس في الذي كان يسقيهم الفضيخ فلما نزل تحريم الخمر قالوا: أرقها وعد فيهم في بعض الطرق سهيل بن بيضاء.
سهيل بن حنظلة: ويقال ابن الحنظلية العبشمي.
روى الحسن بن سفيان من طريق قتادة عن أبي العالية عن سهيل بن الحنظلية قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما اجتمع قوم على ذكر فتفرقوا عنه إلا قيل لهم: قوموا مغفوراً لكم " . قال أبو نعيم: وقال مسلم بن إبراهيم عن أبان عن قتادة ثم سهيل بن الحنظلية العبشمي.
قلت: أخرجه البخاري عن مسلم في ترجمة سهل بن الحنظلية الأنصاري ثم قال: يقال: إن هذا غير الأول وذكر أبو الفرج أن سهيل بن الحنظلية غنوي.
سهيل بن حنظلة بن الطفيل العامري: ابن أخي عامر بن الطفيل.
يأتي ذكره في القسم الثالث وفي سياق قصته ما قد يشعر بأن له صحبة.
سهيل بن خليفة المنقري: أبو سويد. ذكره ابن منده.
سهيل بن دعد: هو ابن بيضاء. والبيضاء لقب.
سهيل بن رافع: بن أبي عمرو بن عائذ بن ثعلبة بن غنم الأنصاري. ذكره ابن إسحاق فيمن شهد بدراً وأحداً ويقال: إنه أحد صاحبي المربد.
سهيل بن سعد: الساعدي أخو سهل تقدم ذكر أخيه.
وروى ابن منده من طريق حفص بن عاصم: سمعت سهيل بن سعد أخا سهل يقول: دخلت المسجد والنبي صلى الله عليه وسلم في الصلاة فصليت فلما انصرف رآني أركع فقال: " ما هاتان؟ " فذكرت له فسكت وكان إذا رضي شيئاً سكت. وفي إسناده عمر بن قيس وقد ذكر أبو نعيم أنه وهم فيه وأن الصواب أنه عن قيس بن عمرو. قلت: إن كان حفظه فلا مانع من التعدد.


سهيل بن السمط: وقع ذكره في حديث سهيل بن بيضاء من رواية البغوي فأخرج الخطيب في المتفق من طريق أبي القاسم البغوي قال: حدثنا محمد بن علي الجوزجاني حدثنا عبد الله بن رجاء حدثنا سعيد بن سلمة حدثني يزيد بن الهاد عن محمد بن إبراهيم عن سعد بن الصلت عن سهيل بن السمط قال: بينما نحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر وسهيل بن بيضاء رديف رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا سهيل ورفع صوته...الحديث. وكان أخرجه قبل من طريق عبد العزيز بن أبي حازم عن يزيد عن سعد لكن قال: عن سهل بن بيضاء قال: بينما نحن في سفر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وسهيل بن بيضاء رديفه قال: " يا سهيل بن بيضاء " ورفع صوته مرتين أو ثلاثاً بذلك يجيبه سهيل فلما سمع الناس صوت رسول الله صلى الله عليه وسلم عرفوا أنه يريدهم فجلس من كان بين يديه ولحقه من كان خلفه حتى اجتمعوا قال: " من شهد أن لا إله إلا الله حرم الله عليه النار وأوجب له الجنة " .
وقد أخرجه أحمد عن يعقوب بن إبراهيم بن سعد عن أبيه عن يزيد فخالف في شيخ يزيد قال بدله محمد بن إبراهيم عن سهيل بن بيضاء قال: نادى رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة وأنا رديفه...فذكر الحديث.
وفي سند هذا الحديث اختلاف كثير ولكن ليس في شيء من طرقه لسهيل بن السمط ذكر إلا في رواية سعيد بن سلمة وكنت أوردت سهيل بن السمط في القسم الأخير ثم تأملت سياقه فوجدته محتملاً فنقلته إلى هذا القسم. والله المستعان.
سهيل بن عامر بن سعد: في سهل.
سهيل بن عتيك: ويقال ابن عبيد. تقدم في سهل.
سهيل بن عدي: الأزدي من أزد شنوءة حليف بني عبد الأشهل. قال أبو عمر: استشهد باليمامة. وقد تقدم ذكر أخيه سهل.
سهيل بن عمرو: صاحب المربد. تقدم ذكره مع أخيه سهل. وزعم ابن الكلبي أن هذا قتل بصفين مع علي بن أبي طالب.
سهيل بن عمرو بن عبد شمس: بن عبد ود بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي القرشي العامري خطيب قريش. أبو يزيد.
قال البخاري: سكن مكة ثم المدينة وذكره ابن سميع في الأولى ممن نزل الشام وهو الذي تولى أمر الصلح بالحديبية وكلامه ومراجعته للنبي صلى الله عليه وسلم في ذلك في الصحيحين وغيرهما. وله ذكر في حديث ابن عمر في الذين دعا النبي صلى الله عليه وسلم عليهم في القنوت فنزلت: " ليس لك من الأمر شيء " آل عمران128. زاد أحمد في روايته: فتابوا كلهم.
وروى حميد بن زنجويه في كتاب الأموال من طريق ابن أبي حسين قال: لما فتح رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة دخل البيت ثم خرج فوضع يده على عضادتي الباب فقال: " ماذا تقولون؟ " فقال سهيل بن عمرو: نقول خيراً ونظن خيراً أخ كريم وابن أخ كريم وقد قدرت. فقال: " أقول كما قال أخي يوسف: لا تثريب عليكم اليوم " . وذكره ابن إسحاق فيمن أعطاه النبي صلى الله عليه وسلم مائة من الإبل من المؤلفة. وذكر ابن أبي حاتم عن عبد الله بن أحمد عن أبيه عن الشافعي. كان سهيل محمود الإسلام من حين أسلم.
وروى البيهقي في الدلائل من طريق الحسن بن محمد بن الحنفية قال: قال عمر للنبي صلى الله عليه وسلم: دعني أنزع ثنيتي سهيل فلا يقوم علينا خطيباً فقال: " دعها فلعلها أن تسرك يوماً " .
فلما مات النبي صلى الله عليه وسلم قام سهيل بن عمرو فقال لهم: من كان يعبد محمداً فإن محمداً قد مات ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت.
وروى أوله يونس بن بكير في مغازي ابن إسحاق عنه عن محمد بن عمرو بن عطاء وهو في المحامليات موصول من طريق سعيد بن أبي هند عن عمرة عن عائشة. وذكر ابن خالويه أن السر في قوله: أنزع ثنيتيه أنه كان أعلم والأعلم إذا نزعت ثنيتاه لم يستطع الكلام.
وذكر الواقدي من طريق مصعب بن عبد الله عن مولى لسهيل عن سهيل أنه سمعه يقول: لقد رأيت يوم بدر رجالاً بيضاً على خيل بلق بين السماء والأرض معلمين يقاتلون ويأسرون.
وروى أبو قرة من طريق ابن أبي حسين أن النبي صلى الله عليه وسلم استهداه من ماء زمزم.


وروى البخاري في تاريخه والباوردي من طريق حميد عن الحسن قال: كان المهاجرون والأنصار بباب عمر فجعل يأذن لهم على قدر منازلهم وثم جماعة من الطلقاء فنظر بعضهم إلى بعض فقال لهم سهيل بن عمرو: على أنفسكم فاغضبوا دعي القوم ودعيتم فأسرعوا وأبطأتم فكيف بكم إذا دعيتم إلى أبواب الجنة؟ ثم خرج إلى الجهاد..
وأخرجه ابن المبارك في الجهاد أتم منه.
وروى ابن شاهين من طريق ثابت البناني قال: قال سهيل بن عمرو: والله لا أدع موقفاً وقفته مع المشركين إلا وقفت مع المسلمين مثله ولا نفقة أنفقتها مع المشركين إلا أنفقت على المسلمين مثلها لعل أمري أن يتلو بعضه بعضاً.
وقال ابن أبي خيثمة: مات سهيل بالطاعون سنة ثمان عشرة ويقال قتل باليرموك.
وقال خليفة: بمرج الصفر. والأول أكثر وأنه مات بالطاعون وأخرجه ابن سعد بإسناد له إلى أبي سعد بن أبي فضالة. وكانت له صحبة قال: اصطحبت أنا وسهيل بن عمرو إلى الشام فسمعته يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " مقام أحدكم في سبيل الله ساعة من عمره خير من عمله عمره في أهله " . قال سهيل: فإنما أرابط حتى أموت ولا أرجع إلى مكة قال: فلم يزل مقيماً بالشام حتى مات في طاعون عمواس.
سهيل بن عمرو الجمحي: معدود في المؤلفة ووقع الخبر بذلك في ترجمة عبد الرحمن بن يربوع.
سهيل بن قيس: بن أبي كعب الأنصاري ابن عم كعب: ذكر ابن الكلبي أنه شهد بدراً. وقد تقدم ذكر سهل فما أدري أهما واحد أم اثنان؟ سهيل الثقفي: ويقال عمرو بن سفيان تقدم في ترجمة الحارث بن بدل في القسم الرابع من الحاء المهملة.
السين بعدها الواو
سواء بن الحارث المحاربي: ذكر ابن سعد عن أبي وجزة السعدي قال: قدم وفد محارب سنة عشر عشرة أنفس فيهم سواء بن الحارث وابنه خزيمة بن سواء فأسلموا وأجازهم النبي صلى الله عليه وسلم كما يجيز الوفد.
وروى الطبراني وابن شاهين من طرق عن زيد بن الحباب عن محمد بن زرارة بن خزيمة بن ثابت حدثني عمارة بن خزيمة عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم اشترى فرساً من سواء بن الحارث فجحده فشهد له خزيمة بن ثابت فقال: " بم تشهد ولم تك حاضراً " قال: بصدقك وأنك لا تقول إلا حقاً. فقال: " من شهد له خزيمة أو عليه فحسبه " .
وأخرجه ابن شاهين فقال: عن سواء بن قيس وأظنه وهماً فقد روى ابن شاهين أيضاً وابن منده من وجه آخر عن زيد بن الحباب عن محمد بن زرارة عن المطلب بن عبد الله قال: قلت لبني الحارث بن سواء: أبوكما الذي جحد بيعة رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقالوا: لا تقل ذلك فلقد أعطاه بكرة وقال له: إن الله سيبارك لك فيها فما أصبحنا نسوق سارحاً ولا نازحاً إلا منها. وأصل القصة أخرجها مطولة أبو داود والنسائي ووقع لنا بعلو في جزء محمد بن يحيى الذهلي من طريق الزهري: حدثني عمارة بن خزيمة الأنصاري عن عمه وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ابتاع فرساً من أعرابي فاستتبعه النبي صلى الله عليه وسلم ليقضيه ثمن فرسه فأسرع النبي صلى الله عليه وسلم المشي فطفق رجال يعرضون للأعرابي فيساومونه بالفرس...فذكر الحديث والقصة. وفيه: فطفق الأعرابي يقول: هلم شهيداً يشهد أني قد بعتك فمن جاء من المسلمين قال للأعرابي: ويلك إن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن ليقول إلا حقاً حتى جاء خزيمة بن ثابت فاستمع مراجعة النبي صلى الله عليه وسلم والأعرابي فقال له خزيمة: أنا أشهد أنك قد بايعته. فأقبل النبي صلى الله عليه وسلم على خزيمة فقال: " بم تشهد؟ " قال: بتصديقك يا رسول الله فجعل النبي صلى الله عليه وسلم شهادة خزيمة بشهادة رجلين.
سواء بن الحارث بن ظالم: بن حداد بن ذهل بن طريف بن محارب بن خصفة أخو عاصم. سيأتي خبره في ترجمة عاصم فليحرر هل هو سواء بن الحارث هذا أو غيره؟ ولعله الذي قبله.
سواء بن خالد: تقدم مع أخيه حبة بن خالد وسماه وكيع عن الأعمش سواراً بزيادة راء في آخره مع التشديد. والأول هو المعتمد.
سواد: آخره دال مهملة ابن زيد بن ثعلبة بن عبيد بن عدي بن كعب بن سلمة الخزرجي.
ذكر ابن الكلبي أنه شهد بدراً. وقيل اسمه زريق وقيل يزيد وقيل رزن.
سواد بن عمرو بن عطية: بن خنساء بن مبذول بن عمرو بن غنم الأنصاري. ويقال سوادة.


روى الطبراني من طريق ابن سيرين عن سواد بن عمرو الأنصاري قال: قلت يا رسول الله إني رجل حبب إلي الجمال...الحديث. وفيه " الكبر من بطر الحق وغمص الناس " .
وقال البخاري: حديثه مرسل يعني أن ابن سيرين لم يسمعه منه وكذا أخرج له البغوي حديثاً آخر من رواية الحسن البصري عنه فأرسله لأنه لم يسمع منه. وسأذكره في الذي بعده.
سواد بن غزية الأنصاري: من بني عدي بن النجار ويقال سوادة. وقيل هو بلوي حليف الأنصار المشهور أنه بتخفيف الواو. وحكى السهيلي تشديدها.
قال أبو حاتم: شهد بدراً وهو الذي أسر خالد بن هشام المخزومي.
وروى الدارقطني من طريق عبد الحميد بن سهيل عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة وأبي سعيد أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث سواد بن غزية أخا بني عدي وأمره على خيبر فقدم عليه بتمر جنيب...الحديث.
وهو في الصحيحين غير مسمى ووقع في بعض النسخ من الدارقطني سوار بتشديد الواو وآخره راء. وقال أبو عمر: هو تصحيف.
قلت: وكذا أخرجه ابن شاهين عن ابن صاعد شيخ الدارقطني عنه على الصواب. ووقع في رواية عند الخطيب في المبهمات أن اسم العامل على خيبر فلان بن صعصعة.
وروى ابن إسحاق عن حبان بن واسع عن أشياخ من قومه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عدل الصفوف في يوم بدر وفي يده قدح فمر بسواد بن غزية فطعن في بطنه فقال: أوجعتني فأقدني فكشف عن بطنه فاعتنقه وقبل بطنه فدعا له بخير. قال أبو عمر: رويت هذه القصة لسواد بن عمرو.
قلت: لا يمتنع التعدد لا سيما مع اختلاف السبب.
وروى عبد الرزاق عن ابن جريج عن جعفر بن محمد عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتخطى بعرجون فأصاب به سواد بن غزية الأنصاري فذكر القصة.
وعن معمر عن رجل عن الحسن نحوه لكن قال: فأصاب به سوادة بن عمرو. وأخرجه البغوي من طريق عمرو بن سليط عن الحسن عن سوادة بن عمر وكان يصيب من الخلوق فنهاه النبي صلى الله عليه وسلم وفيها: فلقيه ذات يوم ومعه جريدة فطعنه في بطنه فقال: أقدني يا رسول الله. فكشف عن بطنه فقال له: " اقتنص " . فألقى الجريدة وطفق يقبله. قال الحسن: حجزه الإسلام.
سواد بن قارب الدوسي: أو السدوسي: قال البخاري وأبو حاتم والبرديجي. والدارقطني: له صحبة.
وروى ابن أبي خيثمة ومحمد بن هارون الروياني في مسنده من طريق أبي جعفر الباقر قال: دخل رجل يقال له سواد بن قارب الدوسي على عمر فقال: يا سواد نشدتك الله هل تحسن من كهانتك شيئاً اليوم؟ قال: سبحان الله والله يا أمير المؤمنين ما استقبلت أحداً من جلسائك بمثل ما استقبلتني به. فقال: سبحان الله يا سواد ما كنا عليه من شركنا أعظم من كهانتك فحدثني حديثك. قال: إنه لعجب كنت كاهناً في الجاهلية فبينا أنا نائم إذ أتاني نجي فضربني برجله ثم قال: يا سواد بن قارب اسمع أقل لك. قلت: هات قال:
عجبت للجن وأرجاسها ... ورحلها العيس بأحلاسها
تهوى إلى مكة تبغي الهدى ... ما مؤمنوها مثل أنجاسها
فارحل إلى الصفوة من هاشم ... واسم بعينيك إلى رأسها
فذكر الخبر بطوله.
وله طريق أخرى أخرجها ابن شاهين من طريق الفضل بن عيسى القرشي عن العلاء بن زيدل عن أنس بن مالك قال: دخل رجل من دوس يقال له سواد بن قارب على النبي صلى الله عليه وسلم...فذكر القصة بطولها وفي آخرها شعره وفي آخره:
فكن لي شفيعاً يوم لا ذو شفاعة ... سواك بمغن عن سواد بن قارب
وله طريق ثالثة أخرجها الحسن بن سفيان من طريق الحسن بن عمارة عن عبد الله بن عبد الرحمن قال: دخل سواد بن قارب على عمر فذكر الحديث بطوله.
وله طريق رابعة أخرجها البخاري في تاريخه والبغوي والطبراني من طريق عباد بن عبد الصمد: سمعت سعيد بن جبير أخبرني سواد بن قارب قال: كنت نائماً...فذكره بطوله ولم يذكر القصة الأخيرة.
وله طريق خامسة أخرجها الحسن بن سفيان وأبو يعلى والحاكم والبيهقي والطبراني من طريق عثمان بن عبد الرحمن الوقاصي عن محمد بن كعب القرظي قال: بينا عمر قاعد في المسجد...فذكره بطوله مثل حديث أبي جعفر وأتم منه.
وله طريق سادسة أخرجها البيهقي في الدلائل من طريق أبي إسحاق عن البراء بن عازب قال: بينما عمر يخطب إذ قال: أيها الناس أفيكم سواد بن قارب؟ فذكر القصة مطولة.


وأصل هذه القصة في صحيح البخاري من طريق سالم عن أبيه قال: ما سمعت عمر يقول لشيء إني لأظنه إلا كان كما قال قال: بينما عمر جالس إذ مر به رجل جميل فقال: لقد أخطأ ظني لو أن هذا على دينه أو لقد كان كاهنهم على الرجل فدعا له فذكر القصة مختصرة.
قال البيهقي: يشبه أن يكون هو سواد بن قارب.
وقال أبو علي القالي: خرج خمسة نفر من طيىء من ذوي الحجى منهم برج بن مسهر أحد المعمرين وأنيف بن حارثة بن لأم وعبد الله بن سعد والد حاتم وعارف الشاعر ومرة بن عبد رضا يريدون سواد بن قارب ليمتحنوا علمه فقالوا: ليخبأ كل منا خبيئاً ولا يخبر أصحابه فإن أصابه عرفنا علمه وإن أخطأ ارتحلنا عنه. ثم وصلوا إليه فأهدوا إليه إبلاً وطرفاً فضرب عليهم قبة ونحر لهم فلما مضت ثلاثة أيام دعاهم فتكلم برج وكان أسنهم فذكر القصة في معرفته بجميع ما خبؤوه ثم بمعرفته بأعيانهم وأنسابهم فقال فيه عارف الشاعر:
ألا لله علم لا يجارى ... إلى الغايات في حصني سواد
كأن خبيئنا لما انتجينا ... بعينيه يصرح أو ينادي
سواد بن قطبة: ذكره حمزة بن يوسف السهمي فيمن دخل جرجان من الصحابة.
سواد بن مالك: بن سواد الداري. قال ابن الكلبي: غيره النبي صلى الله عليه وسلم فسماه عبد الرحمن.
سواد بن مالك التميمي: ذكره سيف في الفتوح وأن سعد بن أبي وقاص أمره على أول سرية خرجت له وأمره مرة أخرى على الطلائع ثم ذكر أنه أغار لما حاصروا القادسية فغنم ثلاثمائة دابة فأوقرها سمناً وأتى بها فقسمت بين المسلمين.
سواد بن مقرن المزني: أحد الإخوة. له ذكر في الفتوح وبعثه أخوه نعيم بن مقرن إلى قومس ففتحها صلحاً وكاتبه صاحب جرجان فصالحه على الجزية.
وقيل هو سويد الآتي ذكره قريباً فلعله لقب بالتصغير.
سوادة: بزيادة هاء ابن الربيع الجرمي.
قال البخاري: له صحبة يعد في البصريين.
وروى أحمد من طريق سلم بن عبد الرحمن سمعت سوادة بن الربيع قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فسألته فأمر لي بذود وقال: " إذا رجعت إلى بنيك فمرهم فليحسنوا غذاء رباعهم وليقلموا أظفارهم... " الحديث.
ورواه البغوي من وجه آخر عن سلم عن سوادة قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم بأمي فأمر لها بشاة وقال: " مري بنيك أن يقلموا أظفارهم... " الحديث.
وروى الطبراني وابن شاهين من طريق سلم الجرمي أيضاً عن سوادة بن الربيع رفعه: " الخيل معقود في نواصيها الخير " .
وروى البغوي والحسن بن سفيان من هذا الوجه أنه رأى على النبي صلى الله عليه وسلم خاتماً. قال ابن أبي حاتم عن أبيه: قيل سواد بن قارب. وقيل ابن الربيع يعني بالتخفيف والتثقيل في أبيه.
سوادة بن عمرو: وسوادة بن غزية تقدما قريباً.
سوار بن همام: من بني مرة بن همام. ذكر الرشاطي عن المدائني أنه وفد على النبي صلى الله عليه وسلم ثم حضر الفتوح بالعراق. وله فيها ذكر. وولده عبد الله استعمله معاوية على بعض الهند فاستشهد هناك.
سويبط بن حرملة: ويقال ابن سعد بن حرملة ويقال حريملة بن مالك ابن عميلة بن السباق بن عبد الدار القرشي العبدي.
ذكره موسى بن عقبة وابن إسحاق وعروة فيمن هاجر إلى الحبشة وشهد بدراً.
وروى أحمد من طريق عبد الله بن وهب بن زمعة عن أم سلمة أن أبا بكر خرج تاجراً إلى بصرى ومعه نعيمان وسويبط بن حرملة وكلاهما بدري وكان سويبط على الزاد فقال له نعيمان: أطعمني قال: حتى يجيء أبو بكر وكان نعيمان مضحاكاً مزاحاً فذهب إلى ناس جلبوا ظهراً فقال: ابتاعوا مني غلاماً عربياً فارهاً. قالوا: نعم قال: إنه ذو لسان ولعله يقول: أنا حر فإن كنتم تاركيه لذلك فدعوني لا تفسدوه علي. فقالوا: بل نبتاعه. فابتاعوه منه بعشر قلائص فأقبل بها يسوقها وقال: دونكم هو هذا. فقال سويبط: هو كاذب أنا رجل حر. قالوا: قد أخبرنا خبرك فطرحوا الحبل في رقبته فذهبوا به فجاء أبو بكر فأخبر فذهب هو وأصحابه إليهم فردوا القلائص وأخذوه ثم أخبروا النبي صلى الله عليه وسلم بذلك فضحك هو وأصحابه منها حولاً.
وأخرجه أبو داود الطيالسي والروياني. وقد أخرجه ابن ماجه فقلبه جعل المازح سويبط والمبتاع نعيمان.
وروى الزبير بن بكار في كتاب الفكاهة هذه القصة من طريق أخرى عن أم سلمة إلا أنه سماه سليط بن حرملة وأظنه تصحيفاً وقد تعقبه ابن عبد البر وغيره.


سويبط بن عمرو: أحد المهاجرين الأولين.
ذكره ابن أبي حاتم عن أبيه قال أبو عمر: فرق أبو حاتم بين سويبط بن عمرو وسويبط بن حرملة وسويبط صاحب القصة مع نعيمان في الزاد والثلاثة واحد.
قلت: أما سويبط بن حرملة فهو صاحب القصة مع نعيمان كما تقدم وأما سويبط بن عمرو فيحتمل أن يكون آخر.
سويبق بن حاطب بن الحارث: بن هيشة الأنصاري.
استشهد بأحد قتله ضرار بن الخطاب. ذكره أبو عمر وهو سبيع الذي تقدم ذكره ولم ينبه عليه.
سويد بن ثابت: تقدم ذكره في ترجمة أوس بن ثابت منسوباً إلى الثعلبي.
سويد بن الحارث الأزدي: روى أبو أحمد العسكري من طريق أحمد بن أبي الحواري: سمعت أبا سليمان الداراني سمعت شيخاً بساحل دمشق يقال له علقمة بن يزيد بن سويد الأزدي حدثني أبي عن جدي سويد بن الحارث قال: وفدت على رسول الله صلى الله عليه وسلم سابع سبعة من قومي فأعجبه سمتنا وهدينا فقال: " ما أنتم؟ " قلنا: مؤمنون. قال: " فما حقيقة إيمانكم؟ " قلنا: خمس عشرة خصلة خمس أمرتنا بها رسلك أن نؤمن بها وخمس أمرتنا أن نعمل بها وخمس تخلقنا بها في الجاهلية فذكر الحديث بطوله.
وساقه الرشاطي وابن عساكر من وجهين آخرين عن أحمد بن أبي الحواري.
ورواه أبو سعيد النيسابوري في شرف المصطفى من وجه آخر عن أحمد بن أبي الحواري فقال: علقمة بن سويد بن علقمة بن الحارث فذكر أبو موسى في الذيل علقمة بن الحارث بسبب ذلك. والأول أشهر.
سويد بن حارثة: بن نضلة بن عوف بن عبيد بن عويج بن عدي بن كعب القرشي العدوي وهو والد مسعود الذي تزوج العباس بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب ابنته أمة الله فولدت له جعفراً أو عوناً. ذكره الزبير بن بكار.
سويد بن حنظلة: قال أبو عمر: لا أعلم له غير هذا الحديث.
قلت: أخرجه أبو داود وابن ماجه ولفظه: " المسلم أخو المسلم " . وفيه قصة له مع وائل بن حجر استفتى فيها النبي صلى الله عليه وسلم فذكر له ذلك.
قال الأزدي: ما روى عنه إلا ابنته قال ابن عبد البر: لا أعلم له نسباً.
قلت: قد زعم ابن حبان أنه جعفي وروى الثوري عن عباس العامري عن سويد بن حنظلة البلوي حديثاً غير هذا فما أدري هو الصحابي أو غيره؟ سويد بن زيد الجذامي: أخو رفاعة.
ذكره موسى بن سهل الرملي فيمن نزل فلسطين من الصحابة. وقال ابن حبان: له صحبة. ومات ببيت جبرين.
وقال ابن منده: وفد مع إخوته على النبي صلى الله عليه وسلم.
وذكر ابن هشام والأموي في المغازي والواقدي والطبري أنه كان ممن أسر من بني جذام لما غزاهم زيد بن حارثة فأسلموا فأطلقهم النبي صلى الله عليه وسلم.
سويد بن الصامت: بن حارثة بن عدي بن قيس بن زيد بن مالك بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج الأنصاري.
قال ابن سعد والطبري: شهد أحداً وأنشد له دعبل بن علي في طبقات الشعراء وكان قد أدان ديناً وطولب فاستغاث بقومه فقصروا عنه فقال:
وأصبحت قد أنكرت قومي كأنني ... جنيت لهم بالدين إحدى الفضائح
أدين وما ديني عليهم بمغرم ... ولكن على الحزر الجلاد القرادح
أدين على أثمارها وأصولها ... لمولى قريب أو لآخر نازح
سويد بن صخر الجهني: ذكر الطبري أنه كان أحد الأربعة الذين يحملون ألوية جهينة وشهد الحديبية.
وذكره الواقدي في جملة العشرين الذين خرجوا إلى العرينين في سرية غالب بن عبيد الله الليثي.
سويد بن طارق: يأتي في طارق بن سويد.
سويد بن عامر: استدركه ابن فتحون وأخرج من طريق الباوردي ثم من رواية عبد العزيز بن كيسان عن سويد بن عامر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " حوضي أشرب منه يوم القيامة... " الحديث.
وقد ذكر أبو عمر سويد بن عامر مختصراً في الاستيعاب فإن لم يكن هذا هو فقد بينت في القسم الأخير أنه لا صحبة له وأن حديثه مرسل وقد ذكر ابن أبي خيثمة في الصحابة سويد بن عامر الأنصاري وقال: لا أدري هو والد عقبة أم لا.
وقال ابن منده: سويد بن عامر بن زيد بن خارجة روى عنه مجمع بن خارجة. لا تعرف له صحبة ثم أورد في ترجمته الحديث الآتي في ترجمة سويد بن عمرو.
سويد بن علقمة: بن معاذ الأنصاري.
ذكره ابن منده مختصراً وقال: لا يعرف.
سويد: بن عمرو الأنصاري.


قال ابن سعد: آخى النبي صلى الله عليه وسلم بينه وبين وهب بن سعد بن أبي سرح واستشهدا جميعاً يوم مؤتة.
وأخرج ابن منده من طريق مجمع بن يحيى: حدثنا سويد بن عمرو الأنصاري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " بلوا أرحامكم ولو بالسلام " .
قال ابن عساكر: إن كان هذا هو الذي استشهد بمؤتة فالحديث مرسل.
قلت: كيف يكون مرسلاً ومجمع يقول: حدثنا بل يكون الصواب فيه سويد بن عامر كما تقدم.
سويد بن عياش الأنصاري: كان ممن بعث لهدم مسجد الضرار رواه ابن منده من طريق عثمان بن عطاء عن أبيه عن ابن عباس. وذكر ابن إسحاق بإسناده أن من الذين هدموه معن بن عدي ومالك بن الدخشم والله أعلم.
سويد بن غفلة: روى ابن عساكر من طريق تمام الرازي ثم من رواية مبشر بن إسماعيل عن سليمان بن عبد الله بن الزبرقان عن أسامة بن أبي عطاء قال: كنت عند النعمان بن بشير فدخل سويد بن غفلة فقال له النعمان: ألم يبلغني أنك صليت خلف النبي صلى الله عليه وسلم مرة قال: لا بل مراراً كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا نودي بالأذان كأنه لا يعرف أحداً.
روى ابن منده من طريق عمرو بن شمر عن إبراهيم بن عبد الأعلى عن سويد بن غفلة قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم أهدب الشعور مقرون الحاجبين...الحديث.
قلت: سويد بن غفلة تابعي كبير ذكر أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم. وسيأتي في القسم الثالث أنه هاجر فدخل المدينة يوم دفن النبي صلى الله عليه وسلم فإن ثبت الإسناد الأول فلعله آخر وأما الثاني فلا يدل على صحبته لاحتمال أن يكون رآه قبل أن يسلم.
سويد بن قيس العبدي: أبو مرحب.
روى سماك بن حرب عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم اشترى منه رجل سراويل أخرجه أحمد وأصحاب السنن واختلف فيه على سماك فقيل عنه عن أبي صفوان بن مالك بن عميرة.
وسيأتي في ترجمته.
وكلام المزي يوهم أن سويداً يكنى أبا صفوان وليس كذلك.
سويد بن كلثوم: بن قيس بن خالد بن وهب بن ثعلبة بن واثلة بن عمرو بن سفيان بن الحارث بن فهر الفهري.
قال الزبير بن بكار: ولي دمشق وله ابن اسمه محمد استعمله أبو عبيدة على دمشق ذكره أبو حذيفة في الفتوح وله قصة في فتح حمص. وذكره الأزدي في فتوح الشام. وقال أبو حذيفة البخاري في كتاب الفتوح: خرج خالد في ألف رجل حتى انتهى إلى دمشق وبها سويد بن كلثوم بن قيس الفهري وكان أبو عبيدة استخلفه بدمشق في خمسمائة رجل فقدمها خالد فعسكر بها وأمر سويد بن كلثوم أن يقيم في جوفها وذكر القصة في فتح حمص.
سويد: بن مخشي الطائي.
قال أبو عمر: ذكره أبو معشر فيمن شهد بدراً ويقال فيه ارتد وسيأتي في أبي مخشي في الكنى.
سويد بن مقرن: بن عائذ المزني يكنى أبا عائذ أحد الإخوة.
روى حديثه مسلم وأصحاب السنن ويقال: إنه نزل الكوفة. روى عنه ابنه معاوية ومولاه أبو شعبة وهلال بن يساف وغيرهم.
سويد بن النعمان: بن مالك بن عامر بن مجدعة بن جشم بن حارثة بن الحارث بن الخزرج بن عمرو بن مالك بن الأوس الأنصاري. يكنى أبا عقبة.
روى حديثه البخاري في المضمضة من السويق وفيه أنه خرج مع النبي صلى الله عليه وسلم إلى خيبر وقد شهد بيعة الرضوان وقد ذكر ابن سعد أنه شهد أحداً وذكر العسكري أنه استشهد بالقادسية وفيه نظر لأن بشير بن يسار سمع منه وهو لم يلحق ذلك الزمان.
سويد بن هبيرة: بن عبد الحارث الدئلي وقيل العبدي. قاله أبو عمر.
قال ابن الأثير: الدئلي والعبدي لأنه من بني الدئل بن عمرو وهو بطن من عبد القيس قال: وقال أبو أحمد هو عدوي من عدي بن عبد مناة وكذا نسبه ابن قانع. وقال أبو عمر: إنه سكن البصرة.
روى أحمد والطبراني من طريق مسلم بن بديل عن إياس بن زهير عن سويد بن هبيرة سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: " خير المال مهرة مأمورة أو سكة مأبورة " .
قال ابن منده: لم يقل سمعت النبي صلى الله عليه وسلم إلا روح بن عبادة عن أبي نعامة عن مسلم. وقد رواه مروان بن معاوية عن عمرو بن عيسى عن أبي نعامة فقال برفع الحديث.
قلت: وأخرجه الطبراني من طريق عبد الوارث عن أبي نعامة عن مسلم كذلك.
وقد رواه مروان بن معاوية عن عمرو بن عيسى عن أبي نعامة. كذلك.


ورواه معاذ بن معاذ عن أبي نعامة فقال فيه إلى سويد: بلغني عن النبي صلى الله عليه وسلم. ذكره البخاري في تاريخه. وقال ابن أبي حاتم عن أبيه: غلط فيه روح وإنما هو تابعي. وقال ابن حبان في ثقات التابعين: يروي المراسيل.
سويد بن هشام التميمي: ذكره مقاتل في تفسيره في بني تميم الذين نزلت فيهم: " إن الذين ينادونك من وراء الحجرات... " الحجرات4. الآية.
سويد: ويقال: أبو سويد يأتي في الكنى.
سويد الآهلي: ثم العكي.
روى الطبراني في مسند الشاميين من طريق عتبة بن أبي حكيم عن عبد الله بن سويد الآهلي ثم العكي عن أبيه: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " إن الله جعل هذا الحي من لخم وجذام بالشام معونة لأهل اليمن " .
وأخرجه في الكبير من هذا الوجه فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: أو حدثني من سمعه منه. وكذا أخرجه الباوردي وابن السكن وابن شاهين.
وقال أبو نعيم: يكنى أبا عبد الله. وقيل إنه باهلي: وقيل ألهاني وهو فخذ من الأشعريين. وعنده ابن منده الكلام الأخير وهو تصحيف. والصواب الآهلي كما تقدم وبه جزم الرشاطي.
سويد: مولى سلمان الفارسي. ذكر البخاري عن ابن قهزاد أن له صحبة أخرج ذلك ابن منده وروى ابن أبي شيبة في الأوائل من طريق أبي العالية عن غلام لسلمان يقال له سويد. وأثنى عليه خيراً قال: لما فتحت المدائن أصبت سلة فقال سلمان: هل عندك شيء؟ قلت: سلة. قال: هاتها فإن كان طعاماً أكلناه أو مالاً رفعناه إلى هؤلاء. قال: ففتحناها فإذا أرغفة حوارى وجبنة فكان أول ما رأت العرب الحوارى.
سويد الأنصاري: ابن عم ثابت بن قيس أو ابن عم سعد بن الربيع. تقدم في أوس بن ثابت ويأتي في أم كجة في كنى النساء إن شاء الله تعالى.
سويد الجهني: أو المزني ويقال الأنصاري والد عقبة.
قال ابن حبان: سويد الجهني له صحبة. وقال أبو عمر: حديثه عند الزهري وربيعة من رواية ابنه عنه في اللقطة وفي أحد: يحبنا ونحبه وهما صحيحان.
قلت: أما حديث الزهري فقال: أخبرني عقبة بن سويد أن أباه حدثه قال: لما قفل النبي صلى الله عليه وسلم من خيبر بدا له أحد فقال: " الله أكبر هذا جبل يحبنا ونحبه " .
رواه أحمد والبخاري في تارخيه ورواه البغوي وابن أبي عاصم وابن شاهين وأبو نعيم من طريق الزهري فوقع في السند عن سويد بن عقبة الأنصاري أنه سمع أباه وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم.
وذكر البخاري أنه وقع في رواية يونس بن زيد وإسحاق بن راشد عن الزهري عن عتبة بالمثناة.
وأما حديث ربيعة فذكره أبو داود تعليقاً ووصله الباوردي والطبراني ومطين من طريق محمد بن معن بن نضلة عن ربيعة عن عتبة بن سويد عن أبيه: سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن الشاة.
وقد فرق البغوي بين سويد الذي روى حديثه الزهري وبين سويد الذي روى حديثه ربيعة لافتراق النسب حيث وقع في رواية الزهري الجهني وفي رواية ربيعة الأنصاري ويحتمل أن يكونا واحداً بأن يكون جهنياً حالف الأنصار ولم أقف على الرواية التي وقع فيها أنه مزني.
سويد: غير منسوب. ذكره ابن قانع. وأخرج من طريق أبي بكر الحنفي حدثنا عبيد الله بن عبد الرحمن بن موهب عن سويد قال: لقد رأيتنا نصلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة لو صلاها أحدكم اليوم أعدتموها يعني الجمعة وقال: لا تذكر هذا لأميرنا وذلك في إمرة عمر بن عبد العزيز يعني على المدينة.
سويد جد مسلم بن يسار: ذكر الخطيب في المتفق في ترجمة مسلم بن يسار الجهني أن ابن شاهين قال: حدثنا ابن صاعد قال: قال لنا عبد الله بن داود بن دلهاث قال: حدث سويد جد مسلم بن يسار عن النبي صلى الله عليه وسلم.
السين بعدها الياء
سيابة: بكسر أوله والتخفيف وبعد الألف موحدة ابن عاصم بن شيبان بن خزاخي بن محارب بن مرة بن هلال بن فالج بن ذكوان بن ثعلبة بن بهثة بن سليم السلمي.
قال عبد الغني بن سعيد: له صحبة وقال له وفادة.
وقال سعيد بن منصور: حدثنا هشيم عن يحيى بن عمرو القرشي أخبرني سيابة بن عاصم السلمي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال يوم حنين: " أنا ابن العواتك " .


وأغرب ابن عبد البر فقال: روى حديثه هشيم عن يحيى بن سعيد بن عمرو بن العاص عن أبيه عن جده عن سيابة. انتهى ولم أره عن هشيم كذلك وإنما اختلف عليه فقال عنه سعيد بن منصور كما تقدم وتابعه إسحاق بن إدريس.
وقال أبو حاتم: حدثنا بعض أصحاب هشيم عنه هكذا وحدثنا عنه محمد بن الصباح فقال: عن يحيى بن سعيد عن عمرو بن سعيد عن سيابة قال أبو حاتم: الأول أشبه. قلت: إسحاق ضعيف وقد تابع محمد بن الصباح عمرو بن عوف أخرجه الطبراني. قلت: وأخرجه البغوي عن لوين عن هشيم عن يحيى بن سعيد بن عمرو بن سعيد عن سيابة قال لوين: لا أدري لعل بينهما رجلاً.
وذكر البخاري الاختلاف على هشيم في الواسطة وجزم بأن الحديث مرسل.
وروى يعقوب بن سفيان في تاريخه أن سيابة بن عاصم كان في زمن الحجاج وقدم عليه رسولاً من عبد الملك.
سيار بن بلز: والد أبي العشراء فيما قيل وسيأتي في المبهمات.
سيار: بن سويد الجهني. مذكور في ترجمة سنان.
سيار: مذكور في ترجمة سنبر.
سيار بن روح: في روح بن سيار.
سيار: بن طلق اليمامي جد محمد وأيوب ابني جابر لم أر من ذكره في الصحابة وقد أخرج حديثه ابن عدي في الكامل في ترجمة محمد بن جابر فروى بسنده إلى محمد بن جابر: سمعت أبي يذكر عن جدي أنه أول وفد وفد على رسول الله صلى الله عليه وسلم من بني حنيفة فوجدته يغسل رأسه فقال: اقعد يا أخا أهل اليمامة فاغسل رأسك ففعلت فغسلت رأسي بفضلة غسل رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم شهدت أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله ثم كتب لي كتاباً فقلت: يا رسول أعطني قطعةً من قميصك أستأنس بها فأعطاني قال محمد بن جابر: فحدثني أبي أنها كانت عندنا نغسلها للمريض يستشفي بها.
سيار بن عبد الله: ذكره العسكري في الصحابة.
سيار والد عبد الله: روى عنه ابنه حديثاً كذا في التجريد فلا أدري أهو الذي ذكره العسكري أو غيره.
سيان الكوفي: ذكره دعبل بن علي الخزاعي في طبقات الشعراء وقال: كانت له صحبة وكان يلي السجن بالكوفة في خلافة عثمان قال دعبل في ترجمة أبية الأزدي لما ضرب جندب بن زهير الأزدي الساحر بين يدي الوليد بن عقبة حبسه الوليد فقال في ذلك أبياتاً منها:
أمن ضربة السحار يحبس جندب ... ويقتل أصحاب النبي الأوائل
قال: وكان جندب لما بلغه عمل الساحر اشتمل على سيف ودخل على الوليد فقال للساحر: أنت تقتل رجلاً ثم تحييه؟ قال: نعم فضربه بالسيف فقتله فأمر الوليد بسجنه فسجن فسأله السجان: فيم سجنت فأخبره فأطلقه فقدم المدينة فأخبر عثمان فكتب عثمان إلى الوليد أن لا سبيل لك عليه فكف عنه وقتل السجان واسمه سيان وكانت له صحبة ففي ذلك يقول الشاعر ما قال.
سيحان بن صوحان: العبدي أحد الإخوة.
ذكر سيف بن عمر عن سهل بن يوسف الأنصاري عن القاسم بن محمد أنه كان أحد الأمراء في قتال أهل الردة. وقد تقدم أنهم كانوا لا يؤمرون إلا الصحابة ويقال إن سيحان قتل يوم الجمل.
سيدان والد عبد الله: روى الطبراني من طريق عبد الله بن الغسيل عن عبد الله بن سيدان عن أبيه قال: أشرف النبي صلى الله عليه وسلم على أهل القليب فقال: " يا أهل القليب هل وجدتم ما وعد ربكم حقاً " . فقالوا: يا رسول الله وهل يسمعون؟ قال: " نعم كما تسمعون ولكن لا يجيبون " .
السيد بن بشر: بن عصر العامري بن عبد القيس ثم من بني عامر بن الحارث بن أنمار.
قال الرشاطي: كان سيد بني عامر بعد أبيه وكان شريفاً جواداً له وقائع وغارات في الجاهلية وأدرك الإسلام ووفد على رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم كان رأس قومه في قتال أهل الردة من الجارود العبدي. انتهى ملخصاً.


السيد النجراني: ذكر ابن سعد والمدائني أنه قدم على النبي صلى الله عليه وسلم فأسلم فقال في ذكر الوفود وفد نجران من حديث علي بن محمد القرشي قال: قالوا: وكتب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أهل نجران فخرج عليه وفدهم أربعة عشر رجلاً من أشرافهم نصارى فيهم العاقب وهو عبد المسيح رجل من كندة وأبو الحارث بن علقمة رجل من بني ربيعة وأخوه كرز والسيد فذكر القصة في مناظرتهم على دين النصرانية وقوله صلى الله عليه وسلم: " إن أنكرتم ما أقول فهلم أباهلكم " وامتناعهم من المباهلة وطلبهم المصالحة على الجزية قال: " فرجعوا إلا بلادهم فلم يلبث السيد والعاقب إلا يسيراً حتى رجعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأسلما وأنزلهما دار أبي أيوب الأنصاري. وقد تقدم في حرف الألف أن اسم السيد أيهم بياء تحتانية مثناة وزن جعفر. ويأتي له ذكر في ترجمة العاقب أيضاً.
سيف بن قيس: بن معد يكرب أخو الأشعث بن قيس.
ذكره ابن شاهين وساق إلى الكلبي قال: وفد سيف مع أخيه فأمره النبي صلى الله عليه وسلم أن يؤذن فلم يزل يؤذن حتى لهم مات.
وقال أبو عمر: سيف من ولد قيس بن معد يكرب له صحبة.
وروى البغوي من طريق الحارث بن سليمان الكندي حدثني غير واحد من بني بجيلة عن سيف وهو من ولد قيس بن معد يكرب قال: قلت: يا رسول هب لي أذان قومي فوهبه لي.
ووقع عند ابن منده سيف بن معد يكرب فنسبه إلى جده فاستدركه أبو موسى.
وتعقبه ابن الأثير وقال ابن منده: رواه يحيى بن معين فقال: عن سيف من ولد سيف بن معد يكرب. فالله أعلم.
قال ابن الكلبي: وأم سيف هذا التحيا قينة من حضرموت وهي إحدى الشوامت.
سيمويه: ويقال سيماه البلقاوي. كان نصرانياً فقدم المدينة بالتجارة فأسلم.
روى الطبراني وابن قانع وابن منده من طريق منصور بن صبيح أخي الربيع بن صبيح قال: حدثني سيمويه. وفي رواية ابن قانع سيماه قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم وسمعت من فيه إلى أذني وحملت القمح من البلقاء إلى المدينة فبعنا وأردنا أن نشتري التمر فمنعونا فأتينا النبي صلى الله عليه وسلم فقال: " أما يكفيكم رخص هذا الطعام بغلاء هذا التمر الذي تحملونهم ذروهم يحملون " .
وكان سيمويه نصرانياً شماساً فأسلم وحسن إسلامه وعاش مائة وعشرين سنة.
ظاهر سياق خبره عند الخطيب في المؤتلف أنه أسلم بعد النبي صلى الله عليه وسلم.
القسم الثاني
السين بعدها الألف
ساعدة بن حرام: بن محيصة الأنصاري الأوسي.
ذكره البخاري في الصحابة ولم يخرج له شيئاً قاله ابن منده. ثم وجدت في تاريخ البخاري من طريق ابن إسحاق: حدثني بشير بن يسار أن ساعدة بن حرام بن محيصة حدثه أنه كان لمحيصة عبد حجام يقال له أبو طيبة...الحديث. وفيه: " أعلفه ناضحك " . قال ابن عبد البر: هذا عندي مرسل.
قلت: محيصة صحابي بلا ريب وابنه حرام بن محيصة تقدم ذكره. وأما ساعدة فيحتمل أن يكون له رؤية. وقد ذكره ابن حبان في ثقات التابعين وقال: يروي المراسيل. وأخرج مالك في الموطأ عن ابن شهاب عن محيصة أحد بني حارثة أنه استأذن على النبي صلى الله عليه وسلم في إجارة الحجام فنهاه...الحديث. كذا قال ابن القاسم ويحيى بن يحيى.
وقال جمهور الرواة عن ابن شهاب عن محيصة عن أبيه قال أبو عمر: لا يختلفون أن شيخ الزهري هو حرام بن سعد بن محيصة يعني فيكون الحديث من مسند سعد بن محيصة.
السائب بن أبي لبابة: بن عبد المنذر الأنصاري.
ذكر ابن سعد أنه ولد في عهد النبي صلى الله عليه وسلم.
وقال ابن حبان في ثقات التابعين: روى عن عمر ويقال إن له رؤية. وساق ابن منده ذلك بسند صحيح. ومات بعد المائة.
وروى له أبو داود حديثاً من طريق الحسين بن السائب بن أبي لبابة عن أبيه ذكره تعليقاً.
السائب بن هشام: بن عمرو بن ربيعة القرشي العامري.
قال ابن ماكولا: شهد فتح مصر. يقال: إنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم وكان يلي الشرطة بمصر لمسلمة بن مخلد وكان من جبناء قريش.


وفي كلام ابن يونس أنه ولي القضاء والشرطة بمصر. وذكر غيره أن مسلمة ولاه بعد سليم بن عتر ثم عزله بعد يسير لأنه بلغه أنه قال: لا ينبغي للقاضي أن يأتي الأمير بل ينبغي للأمير أن يأتي القاضي فعزله وولي عابساً ولم يذكر الكندي في قضاة مصر بين سليم وعابس أحداً وذكر أيضاً أنه هو الذي جاء بنعي خارجة بن حذافة لما قتل بمصر.
السين بعدها العين
سعد بن زيد الأنصاري: من بني عمرو بن عوف.
ذكر ابن سعد أنه ولد على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم. وروى عن عمر بن الخطاب وتوفي آخر خلافة عبد الملك.
سعد بن أبي العادية: يسار بن سبع المزني ويقال الجهني.
قال ابن عساكر: ولد في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ثم ساق بسنده إلى مساور بن شهاب بن مسرور بن مساور بن سعد بن أبي العادية حدثني أبي عن أبيه مسرور بن مساور عن جده سعد بن أبي العادية عن أبيه قال: فقد النبي صلى الله عليه وسلم أبا العادية في الصلاة فأقبل فقال: " ما خلفك؟ " فقال: ولد لي مولود. قال: " هل سميته؟ " قال: لا. قال: " فجىء به " فجاء به فمسح على رأسه بيده وسماه سعداً.
سعيد بن ثابت: بن الجدع. استشهد أبوه بالطائف. وروى سيف في الفتوح عن عبد الله بن سعيد بن ثابت بن الجدع حديثاً.
سعيد بن الحارث: بن نوفل بن عبد المطلب الهاشمي. مات أبوه سنة خمس عشرة كما سبق ترجمته وكان سعيد فقيهاً قاله الزبير بن بكار وهو جد يزيد بن عبد الملك النوفلي لأمه أم عبد الله.
السين بعدها الفاء
سفيان بن عبد شمس: بن أبي وقاص الزهري. له ذكر في مقتل علي وأنه نعاه إلى أهل الحجاز.
وروى الطبراني بسند له عن إسماعيل بن راشد أنه الذي ذهب بنعي علي من معاوية إلى عمرو بن العاص.
قلت: ذكرته في هذا القسم لأن أباه مات كافراً ولعله مات قبل الفتح فإني لم أجد له ذكراً في شيء من كتب الأنساب ولا التواريخ ولا المغازي فهذا إن لم يكن له صحبة فهو أهل هذا القسم. والله أعلم.
السين بعدها اللام
سلمة بن طريف: بن أبان بن سلمة بن حارثة بن فهم الفهمي.
لأبيه صحبة وله رؤية وقتل ولده خفينة بن قيس بن سلمة بن طريف مع الحسين بن علي يوم الطف.
سليم بن أحمر: في أحمر بن سليم.
سليمان: بن أبي حثمة بن غانم بن عامر بن عبد الله بن عويج بن كعب القرشي العدوي.
قال ابن حبان: له صحبة وقال أبو عمر: رحل مع أمه إلى المدينة وكان من فضلاء المسلمين وصالحيهم واستعمله عمر على السوق وجمع الناس عليه في قيام رمضان. قلت: هذا كله كلام مصعب الزبيري وذكره عنه الزبير بن بكار وقد ذكره ابن سعد فيمن رأى النبي صلى الله عليه وسلم ولم يحفظ عنه وذكره أباه في مسلمة الفتح. وقال في الطبقة الأولى من تابعي أهل المدينة: ولد على عهد النبي صلى الله عليه وسلم.
وذكره خليفة في الطبقة الأولى من أهل المدينة. وقال ابن منده: سليمان بن أبي حثمة الأنصاري ذكر في الصحابة ولا يصح ثم ساق من طريق أبي بكر بن سليمان بن أبي حثمة عن أبيه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكبر على جنائزنا أربعاً وخمساً.
قلت: قوله الأنصاري وهم. وقد روى عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن سليمان بن أبي حثمة عن أمه الشفاء قالت: دخل علي عمر وعندي رجلان نائمان تعني زوجها أبا حثمة وابنها سليمان فقال: أما صليا الصبح؟ قلت: لم يزالا يصليان حتى أصبحنا فصليا الصبح وناما. فقال: لأن أشهد الصبح في جماعة أحب إلي من قيام ليلة.
وأخرجه ابن جريج عن ابن أبي مليكة قال: جاءت الشفاء إلى عمر فقال: ما لي لا أرى أبا حثمة؟ فقالت: دأب ليلته فكسل أن يخرج فصلى الصبح ثم رقد...فذكر نحوه. وأخرجه مالك عن ابن شهاب عن أبي بكر بن سليمان بن أبي حثمة أن عمر فقد سليمان بن أبي حثمة في صلاة الصبح فغدا على مسكنه فمر على الشفاء فسألها فذكره.
وقال الزبير بن بكار: حدثني محمد بن يحيى عن محمد بن طلحة قال: اصطلح الناس بأذرح يعني في زمان التحكيم على سليمان بن أبي حثمة يصلي بهم وكان قارئاً مسناً.
سليمان بن خالد: بن الوليد بن المغيرة المخزومي. وكان يكنى به وكان أكبر ولده.
قال الزبير بن بكار: أمة كبشة بنت هوذة بن أبي عمرو العذرية.
سليمان بن هاشم: بن عتبة بن أبي وقاص الزهري. لأبيه صحبة.


وروى ابن منده من طريق إسماعيل بن محمد بن سعد بن أبي وقاص قال: أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم بسليمان بن هاشم بن عتبة فوضعه في حجره فبال عليه فأتى النبي صلى الله عليه وسلم بقدح من ماء فصبه على مباله حيث بال ما زاد على ذلك.
وزعم ابن الأثير أن اسم والد عتبة المذكور ربيعة بن عبد شمس وفيه نظر لأن البخاري ذكر في ترجمة محمد بن إسماعيل بن سعد بن أبي وقاص: قال ابن فضيل عن محمد بن إسماعيل بن أبي وقاص قال: أتى النبي صلى الله عليه وسلم بسليمان بن هاشم بن أبي وقاص فصب على مباله. انتهى.
فهذا وإن كان فيه بعض مخالفة لكنه شاهد لأن القصة إنما وقعت لشخص من آل أبي وقاص لا من آل ربيعة بن عبد شمس. وأيضاً فإن أهل النسب لم يذكروا في آل عتبة بن ربيعة أحداً اسمه سليمان بن هاشم وذكروه في آل أبي وقاص فثبت ما قلته. والله أعلم.
السين بعدها النون
سنان بن سلمة: بن المحبق الهذلي. لأبيه صحبة.
قال ابن أبي حاتم في المراسيل: سئل أبو زرعة عن سنان بن سلمة أن له صحبة فقال: لا ولكن ولد في عهد النبي صلى الله عليه وسلم.
وعن ابن الأعرابي أنه ولد يوم حنين فبشر به أبوه فقال: لسنان أطعن به في سبيل الله أحب إلي منه فسماه النبي صلى الله عليه وسلم سناناً.
وروى وكيع عن أبيه عن سنان بن سلمة قال: ولدت يوم حرب كان للنبي صلى الله عليه وسلم فسماني سناناً.
وقال العسكري: ولد سنان بعد الفتح فسماه النبي صلى الله عليه وسلم وكان شجاعاً بطلاً.
قلت: وقد روى سنان عن أبيه وعن عمر وابن عباس وأرسل عن النبي صلى الله عليه وسلم وحديثه عنه عند الطبراني ولفظه أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث معه بهدي...الحديث. أخرجه من طريق الفريابي عن الثوري عن عبد الكريم بن أبي المخارق عن معاذ بن سعوة عنه. وقد اختلف فيه على الثوري وعلى شيخه.
ورواه ابن جريج عن عبد الكريم فقال: عن معاذ عن سنان بن سلمة عن أبيه.
أخرجه أحمد عن محمد بن بكر عنه.
وقال أبو عاصم: عن ابن جريج فقال بسنده عن سنان بن سلمة عن سلمة بن المحبق أخرجه يعقوب بن سفيان عنه والدارقطني من طريق أخرى عن أبي عاصم.
وروى عنه قتادة وسلم بن جنادة وغيرهما ونزل البصرة. قال خليفة: ولاه زياد غزو الهند سنة خمسين وله خبر عجيب في ذلك.
وقال عمر بن شبة: ولاه مصعب البصرة لما خرج لقتال عبد الملك بن مروان سنة اثنتين وسبعين. وذكره ابن سعد في التابعين في الطبقة الأولى من أهل البصرة.
قال العجلي: تابعي ثقة وقال ابن حبان في الصحابة: مات في آخر ولاية الحجاج.
القسم الثالث
السين بعدها الألف
سارية: بن عمرو الحنفي. ذكره ابن ماكولا وقال: هو الذي قال لخالد بن الوليد: إن كانت لك في أهل اليمامة حاجة فاستبق هذا يعني مجاعة بن مرارة.
ساعدة بن جوين: ويقال ابن جوية.
شاعر مخضرم ذكره المرزباني وأنشد له.
وقال أبو القاسم الحسن بن بشر الآمدي: ساعدة بن جؤية أحد بني كعب بن كاهل بن الحارث بن سعد الهذلي شاعر محسن جاهلي وشعره محشو بالغريب والمعاني الغامضة وهو القائل في صفة سيف:
ترى أثره في صفحتيه كأنه ... مدارج شبثان لهن دبيب
قال: وهو جمع شبث بمعجمة وموحدة مفتوحة ثم مثلثة: دويبة كثيرة الأرجل.
ساعدة: بن العجلان الهذلي. شاعر مخضرم.
ذكره المرزباني أيضاً وقال: كان يغير على رجليه.
سالم بن دارة: هو ابن مسافع. يأتي.
سالم بن ربيعة: له إدراك.
ذكر القدامي أنه شهد وقعة فحل في خلافة أبي بكر وحدث عنه النضر بن صالح قال: لقيته في زمن مصعب بن الزبير.
سالم بن سالم العبسي أبو شداد. يأتي في الكنى.
سالم بن سنة: بفتح النون المهملة وتشديد النون ابن الأشيم بن ظفر بن مالك بن عثمان بن طريف الطائي كان يقال له سالم صفار فله إدراك. ذكره البلاذري وكان ولده نفيع بن سالم شاعراً يهاجي الأخطل في خلافة عبد الملك.
سالم مولى قدامة بن مظعون: له إدراك. قال أبو عمر في التمهيد: قال عبد الملك بن الماجشون: بلغنا أن عمر قال لمولى لقدامة بن مظعون يقال له سالم: إذا رأيت من يقطع من السمر شيئاً يعني بالمدينة فخذ فأسه. قال: وثوبه يا أمير المؤمنين؟ قال: لا.
سالم بن مسافع: بن دارة الشاعر المشهور.


قال أبو الفرج الأصبهاني: أدرك الجاهلية والإسلام ودارة لقلب غلب على جده واسمه يربوع بن كعب بن عدي بن جشم بن بهثة بن عبد الله بن غطفان.
ذكره أبو عبيدة قال: وأخوه عبد الرحمن بن دارة من شعراء الإسلام.
وقال المرزباني: هو سالم بن مسافع بن عقبة بن شريح بن يربوع وساق نسبه قال: وقيل إن دارة أم سالم نفسه. وقيل اسم جدته. وقيل لقب شريح جد مسافع.
وقرأت في ديوان شعر سالم أنه قتل في خلافة عثمان قتله زميل بن أم دينار الفزاري لأن سالماً كان هجاه بقوله المشهور:
لا تأمنن فزارياً خلوت به ... على قلوصك واكتبها بأسيار
ويقول فيها:
أنا ابن دارة موصولاً به نسبي ... وهل بدارة يا للناس من عار
قلت: وهو يشعر بأن دارة لقب جده كما قال أبو عبيدة ولما قيل فيه:
فلا تكثروا فيها الضجاج فإنه ... محا السيف ما قال ابن دارة أجمعا
وقال دعبل بن علي في طبقات الشعراء وأنشد له يخاطب عيينة بن حصن الفزاري وكان قد ارتد في خلافة أبي بكر ثم عاد إلى الإسلام وقال لأبي بكر قصتي وقصة الأشعث واحدة فما بالكم أكرمتموه وزوجتموه ولم تفعلوا ذلك بي؟ وكان أبو بكر زوج الأشعث أخته فأجاب سالم بن دارة عيينة عن ذلك بقوله:
يا عيينة بن حصن آل عدي ... أنت من قومك الصميم صميم
لست كالأشعث المعصب بالتا ... ج غلاماً قد ساد وهو فطيم
جده آكل المرار وقيس ... خطبه في الملوك خطب عظيم
إن تكونا أتيتما خطتا الغد ... ر سواءكما يقد الأديم
فله هيبة الملوك وللأش ... عث إن حان حادث وقديم
إن للأشعث بن معدي ... كرب عزةً وأنت بهيم
سالم بن هبيرة: الحضرمي. أسلم في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ورثاه بأبيات. ذكره سعيد بن يحيى الأموي في مغازيه.
السائب بن الحارث: بن حزن الهلالي أخو ميمونة بنت الحارث أم المؤمنين. يأتي نسبه في ترجمة أخيه قطن.
السائب بن مهجان: آخره نون أو راء. له إدراك.
روى ابن وهب عن سعيد بن عبد الرحمن عن السائب بن مهجان رجل من أهل إيلياء وكان قد أدرك النبي صلى الله عليه وسلم قال: لما دخل عمر حمد الله وأثنى عليه ثم قال: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قام فينا خطيباً كمقامي فيكم فأمر بتقوى الله...الحديث.
أخرجه ابن عساكر من طريق جعفر بن أحمد بن سنان عن عباس الدوري عن هارون بن معروف عن ابن وهب.
ومن طريق أخرى عن ابن عباس لكن قال فيه: وقد أدرك النبي صلى الله عليه وسلم وكذا أخرجه البخاري عن يحيى بن سليمان عن ابن وهب.
وذكره أبو زرعة الدمشقي في الطبقة العليا من تابعي أهل الشام وكذا صنع ابن سميع وذكره ابن حبان في ثقات التابعين وقال: أدرك عمر.
السين بعدها الباء والجيم
سبيع بن قتادة: الحنفي اليمامي. له إدراك قال وثيمة في الردة: إنه سبي يوم اليمامة وهو شيخ كبير وذكر عنه كلاماً كثيراً يخبر فيه أنه ثبت على إسلامه ونهى مسيلمة وقومه عن الردة فعذره خالد بذلك. والله أعلم.
سجف: بكسر أوله وسكون الجيم وآخره فاء. شيخ أدرك الجاهلية وسمع من معاذ بن جبل ذكره البخاري في تاريخه.
السين بعدها الحاء
سحبان وائل: الذي يضرب به المثل في البلاغة.
ذكره ابن عساكر في تاريخه وقال: بلغني أنه وفد على معاوية.
قلت: إن ثبت هذا فهو من أهل هذا القسم فإن المعروف أنه جاهلي.
وقال أبو نعيم في كتاب طبقات الخطباء: كان سحبان خطيب العرب غير مدافع وكان إذا خطب لم يعد حرفاً ولم يتلعثم ولم يتوقف ولم يتفكر بل كان يسيل سيلاً.
سحيم: بمهملة مصغراً عبد لبني الحسحاس بمهملات شاعر مخضرم مشهور.
روى أبو الفرج الأصبهاني من طريق أبي عبيدة قال: كان سحيم عبداً أسود أعجمياً أدرك النبي صلى الله عليه وسلم وقد تمثل النبي صلى الله عليه وسلم بشيء من شعره.
روى المرزباني في ترجمته والدينوري في المجالسة من طريق علي بن زيد عن الحسن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " كفى بالإسلام والشيب للمرء ناهياً "


فقال أبو بكر: إنما قال الشاعر: كفى الشيب والإسلام للمرء ناهياً فأعادها النبي صلى الله عليه وسلم كالأول فقال أبو بكر: أشهد إنك لرسول الله " وما علمناه الشعر وما ينبغي له " يس.
وقال عمر بن شبة: قدم سحيم بعد ذلك على عمر فأنشده القصيدة أنبأنا بذلك معاذ بن جبل عن ابن عوف عن ابن سيرين قال: فقال له: لو قدمت الإسلام على الشيب لأجزتك.
وأخرج البخاري في الأدب المفرد من طريق سعيد بن عبد الرحمن عن السائب عن عمر أنه كان لا يمر على أحد بعد أن يفيء الفيء إلا أقامه ثم بينا هو كذلك إذ أقبل مولى بني الحسحاس يقول الشعر فدعا به فقال: كيف قلت؟ قال:
ودع سليمى أن تجهزت غاديا ... كفى الشيب والإسلام للمرء ناهيا
فقال: حسبك صدقت صدقت.
وقد قيل: إن سحيماً قتل في خلافة عثمان. ويقال إن سبب قتله أن امرأة من بني الحسحاس أسرها بعض اليهود فاستخصها لنفسه وجعلها في حصن له فبلغ ذلك سحيماً فأخذته الغيرة فما زال يتحيل حتى تسور على اليهودي حصنه فقتله وخلص المرأة فأوصلها إلى قومه فلقيته يوماً فقالت له: يا سحيم والله لوددت أني قدرت على مكافأتك على تخليصي من اليهودي. فقال لها: والله إنك لقادرة على ذلك وعرض لها بنفسها فاستحيت وذهبت ثم لقيته مرةً أخرى فعرض لها بذلك فأطاعته وهويها وطفق يتغزل فيها وكان اسمها سمية ففطنوا له فقتلوه خشية العار عليهم بسبب سمية.
وقال ابن حبيب: أنشدت رسول الله صلى الله عليه وسلم قول سحيم عبد بني الحسحاس:
الحمد لله حمداً لا انقطاع له ... فليس إحسانه عنا بمقطوع
فقال: أحسن وصدق وإن الله ليشكر مثل هذا وإن سدد وقارب إنه لمن أهل الجنة.
سحيم بن وثيل: بالمثلثة مصغراً الرياحي بالتحتانية. شاعر مخضرم.
قال ابن دريد: عاش في الجاهلية أربعين وفي الإسلام ستين وله أخبار مع زياد ابن أبيه وقد تقدمت له قصة مع سمرة بن عمرو العنبري.
وذكر المرزباني أنه هو الذي تفاخر هو وغالب بن صعصعة والد الفرزدق فتناحرا الإبل فبلغ علياً فقال: لا تأكلوا منه شيئاً فإنه أهل به لغير الله.
وأخرجها سعيد بن منصور: سمعت ربعي بن عبد الله بن الجارود سمعت الجارود بن أبي سبرة فذكر القصة في المنافرة والمناحرة.
وحاصل القصة فيما ذكر أهل الأخبار أن غالباً وسحيماً خرجا في رفقة وقد خربت بلادهم وفي خلافة عثمان فنحر غالب ناقةً وأطعم فنحر سحيم ناقة فقيل لغالب: إنه يؤائمك فقال: بل هو كريم ثم نحر غالب ناقتين فنحر سحيم ناقتين ثم نحر غالب عشراً فنحر سحيم عشراً فقال غالب: الآن علمت أنه يؤاثمني فسكت إلى أن وردت إبله وكانت مائتين وقيل أربعمائة فعقرها كلها فلم يعقر سحيم شيئاً ثم استدرك ذلك في خلافة علي فعقر بالكناسة مثلها فقال علي: لا تأكلوها. قال المرزباني: وسحيم هو القائل:
أنا ابن جلا وطلاع الثنايا ... متى أضع العمامة تعرفوني
وماذا يدرك الشعراء مني ... وقد جاوزت حد الأربعين
أخو خمسين مجتمع أشدي ... وتجديني مداورة الشؤون
سحيم: مولى عتبة بن فرقد. له إدراك وقد أوفده مولاه على عمر.
روى ذلك الحارث بن أبي أسامة من طريق أبي عثمان النهدي قال: وكنت مع عتبة بن فرقد بأذربيجان فبعث مولاه سحيماً وآخر على ثلاث رواحل إلى عمر فقدم على عمر فذكر قصته. وإسناده صحيح.
السين بعدها الدال
سديس العدوي: له إدراك.
قال أبو بكر بن أبي شيبة: حدثنا مرحوم بن عبد العزيز عن أبيه عن سديس العدوي قال: غزونا الأبلة فظفرنا بهم ثم انتهينا إلى الأهواز فظفرنا بهم وسبينا كثيراً فوقعنا على النساء فكتب أميرنا إلى عمر فذكر قصته ولعله شويس الآتي في المعجمة فليحرر.
السين بعدها الراء
سراقة: والد عبد الأعلى.
قال ابن عساكر: أدرك النبي صلى الله عليه وسلم وشهد اليرموك ثم روى من طريق عبد الأعلى بن سراقة عن أبيه قال: انتهينا إلى أبي هريرة يوم اليرموك وهو يقول: تزينوا للحور العين.
سرج: بكسر الراء بعدها الجيم اليرموكي من أهل الكتاب: أدرك النبي صلى الله عليه وسلم وأسلم بعده.


وروى الدولابي في الكنى من طريق حماد بن سلة عن يعلى بن عطاء عن بحير أبي عبيد عن سرج اليرموكي قال: أجد في الكتاب أن هذه الآية اثني عشر رئيساً نبيهم أحدهم فإذا وفت العدة طغوا وبغوا وكان بأسهم بينهم قال: وكان عبد الله بن عمر يتعلم من سرج هذا.
السين بعدها العين
سعد بن إياس: بن أبي إياس أبو عمرو الشيباني.
أدرك النبي صلى الله عليه وسلم وقدم بعده ثم نزل الكوفة واتفقوا على توثيقه.
وروى الطبراني من طريق عيسى بن عبد الرحمن سمعت أبا عمرو الشيباني يقول: بلغنا خروج النبي صلى الله عليه وسلم وأنا أرعى إبلاً على أهلي بكاظمة.
ويقال: أدرك من حياة النبي صلى الله عليه وسلم أربعين سنة. والأصح دون ذلك. وروى عن أبي مسعود وعلي وحذيفة وغيرهم.
روى عنه أبو إسحاق الشيباني والحارث بن شبل والوليد بن العيزار والأعمش وآخرون.
قال إسماعيل بن أبي خالد: عاش مائة وعشرين سنة.
قلت: فكأنه مات سنة ست وتسعين وقد أرخه بن عبد البر سنة خمس وهو قريب. وزعم ابن حبان أن القادسية كانت سنة إحدى وعشرين فيكون مات سنة إحدى ومائة. وسماه ابن حبان سعيداً. وقال أبو نعيم: سعد أو سعيد. والأصح سعد وهو مشهور بكنيته.
سعد بن بالويه الفارسي: كان ممن أعان على قتل الأسود العنسي.
ذكره الواقدي في الردة عن إسماعيل بن أبي ربيعة عن أبيه قال: ولما قتل الأسود وقف سعد المذكور في نفر من المسلمين فمن مر من أصحاب الأسود فشهد أن الأسود كذاب وإلا قتلوه.
سعد بن بكر: له صحبة.
روى أحمد بن حنبل قوله في كتاب الإيمان.
قلت: الذي في كتاب الإيمان لأحمد من طريق ابن إسحاق: حدثني عبد الله ابن أبي بكر ويحيى بن سعد أنهما حدثاه عن سعيد بن عمارة أخي بني سعد بن بكر وكانت له صحبة فذكر الأثر المتقدم في ترجمة سعد بن عمارة أخي سعد بن عمارة وقد تقدم أنه قيل فيه سعد وسعيد وكأن النسخة التي وقعت للذهني تصفحت قوله أخي بني فصارت أخبرني فخرج من ذلك أن سعد بن بكر له صحبة والواقع أن قوله: وكانت له صحبة المراد بذلك سعد بن عمارة وأما سعد بن بكر فهو جده الأعلى وهو بطن كبير في ذرية جماعة من الصحابة بينهم وبينه عدة آباء. والله المستعان.
سعد بن عميلة الفزاري: له إدراك.
وذكر سيف في الفتوح أن سعد بن أبي وقاص أوفد على عمر بفتح القادسية.
سعد بن مالك: الأعرج ويقال الأقرع اليماني.
أدرك النبي صلى الله عليه وسلم ووفد على عمر.
روى البخاري في تاريخه من طريق سماك بن الفضل عن شهاب بن عبد الله عن سعد الأعرج أنه قدم المدينة فقال له عمر: أين تريد؟ قال: الجهاد. قال: ارجع إلى صاحبك يعني يعلى بن أمية ويعلى يومئذ على اليمن فإن عملاً بحق جهاد حسن. وأخرجه عبد الرزاق مطولاً وأخرج محمد بن الحسن في الآثار عن أبي حنيفة عن عطاء بن السائب عن الحسن أن عمر بعث سعد بن مالك أو سعيداً مصدقاً.
سعد بن نوفل: له إدراك وكان عاملاً لعمر على الجار.
روى عنه ابنه عبد الله وذكر ذلك ابن حبان في ثقات التابعين وقد تقدم في القسم الأول سعيد بن نوفل وأنه مختلف في صحبته فيحتمل أن يكون هذا هو ذاك.
سعد السبائي: ذكره الواقدي فيمن أسلم في عهد النبي صلى الله عليه وسلم من أهل سبأ.
سعد: مولى الأسود بن سفيان. له إدراك وسماع من عمر.
روى عنه ابنه عبد الرحمن وذكره البخاري في تاريخه وابن أبي حاتم.
سعد المعطل الهذلي: مخضرم ذكره المرزباني في معجم الشعراء ولم يذكر له شعراً.
سعر: آخره راء ابن مالك العبسي. أدرك النبي صلى الله عليه وسلم وسمع من عمر روى عنه حلام بن صالح.
ذكره البخاري وابن حبان في التابعين.
وقد تقدم في الأول سعر بن سوادة وأن العسكري ذكره في المخضرمين وهو غير هذا.
سعيد بن حيدة: تقدم في الأول ونبهت على أنه من أهل هذا القسم.
سعيد بن سارية: بن مرة بن عمران بن رباح بن سالم بن غاضرة بن حبشية بن كعب الخزاعي.
له إدراك وكان على شرطة علي وولاه أذربيجان. ذكره ابن الكلبي.
سعيد: بن البارد وورد أحد الخمسة الذين كتب إليهم أبو بكر الصديق بمعاونة فيروز على الأسود العنسي ومظاهرته. ذكره سيف وغيره.
سعيد: بن النعمان العدوي. ذكر سيف والطبراني أن خالد بن الوليد أوفده على أبي بكر الصديق. بما فضل من الخمس بعد النقل ومبشراً بالفتح.


سعيد بن نمران الهمداني: له إدراك وقد شهد اليرموك وسمع من أبي بكر وعمر وكتب عن علي قاله خليفة.
وقال حمزة بن يوسف في تاريخ جرجان: كان فيمن حمل مع حجر بن عدي يشفع فيه فترك فحول إلى جرجان فسكنها واختط بها.
وذكر سيف أن هاشم بن عتبة لما قدم بعد اليرموك فجعل في سبعين فيهم سعيد بن نمران.
وقال ابن أبي خيثمة عن سليمان بن أبي شيخ: أراد مصعب أن يوليه القضاء فمنعه أخوه وكتب إليه أنه من أصحاب علي.
وروى مسدد في مسنده وابن المبارك في الزهد من طريق عامر البجلي عن سعيد بن نمران عن أبي بكر الصديق في قوله تعالى: " ثم استقاموا " الأحقاف13. قال: هم الذين لم يشركوا بالله شيئاً.
وقال معاوية بن صالح عن يحيى بن معين في تسمية أهل الكوفة: سعيد بن نمران سمع أبا بكر فقال: مات في حدود السبعين.
سعيد بن وهب الخيواني: بالخاء المعجمة وسكون التحتانية.
له إدراك وسمع من معاذ بن جبل باليمن في حياة النبي صلى الله عليه وسلم. واستدركه ابن فتحون. وروى عن علي وابن مسعود وسلمان وحذيفة وغيرهم.
روى عنه ابنه عبد الرحمن وأبو إسحاق وعمارة بن عمير.
قال ابن حبان: هو الذي يقال له سعيد بن أبي حرة وقال ابن سعيد: لزم علياً حتى لقب القراد. مات سنة خمس أو ست وتسعين. وذكره في التابعين البخاري وابن سعد والعجلي.
سعية: بسكون المهملة بعدها تحتانية ابن غريض بفتح المعجمة وآخره معجمة ابن عاديا التيماوي نسبة إلى تيماء التي بين الحجاز والشام وهو ابن أخي السموأل بن عادياء اليهودي الذي يضرب به المثل في الوفاء أدرك الجاهلية والإسلام.
قال أبو الفرج الأصبهاني: عمر طويلاً وأدرك الإسلام فأسلم ومات في آخر خلافة معاوية. ثم أسند عن الهيثم بن عدي قال: حج معاوية فرأى شيخاً يصلي في المسجد فقال: من هذا؟ قالوا: سعية بن غريض فأرسل إليه فأتاه فذكر قصة طويلة في آخرها فقال معاوية: قد خرف الشيخ فأقيموه.
وقد اختلف في الحرف الذي بعد العين في اسمه فقيل بالنون وقيل: بالتحتانية وهو الراجح وتقدمت الإشارة إلى ذلك في القسم الأول.
السين بعدها الفاء
سفيان: بن السفيان الجذامي.
تقدم مع أخويه حصن وحصين وأنه كان ممن ثبت على إسلامه في الردة.
سفيان بن عمرو السلمي: ذكر وثيمة أنه كان أحد من ثبت على إسلامه وعذل قومه على الردة وخطبهم خطبة بليغة فشتموه وأنشد له في ذلك شعراً قال: فلما رأى أنهم لا يطيعونه رحل عنهم إلى المدينة فأقام بها.
سفيان بن هانئ: بن جبير بن عمرو بن سعيد بن ذاخر أبو سالم الجيشاني حليف المعافر. نزل مصر.
قال ابن منده: اختلف في صحبته.
قلت: اتفق البخاري ومسلم وأبو حاتم والعجلي وابن حبان على أنه تابعي.
وقال ابن يونس: شهد فتح مصر وله رواية عن علي وكان قد وفد عليه وصحبه. وروى أيضاً عن أبي ذر وعقبة بن عامر وعبد الله بن عمرو بن العاص وغيرهم. وروى عنه ابنه سالم وحفيده سعيد بن سالم ويزيد بن أبي حبيب وبكر بن سوادة وآخرون.
قال ابن يونس: مات بالإسكندرية في إمرة عبد العزيز بن مروان.
سفيان الهذلي: والد النضر. له إدراك.
أخرج أبو نعيم في الدلائل من طريق النضر بن سفيان عن أبيه قال: خرجنا في عير لنا إلى الشام فلما كنا بقرب معاوية عرسنا فإذا بفارس يقول وهو بين السماء والأرض: أيها الناس هبوا فليس ذا بحين رقاد فقد خرج أحمد وطردت الشياطين كل مطرد فرجعنا إلى أهلنا فإذا هم يذكرون أن نبياً اسمه أحمد خرج من قريش بمكة.
قلت: وقد أخرجه الواقدي من طريق مسلم بن جندب عن النضر به.
السين بعدها اللام
سلمة بن حبيش: بن كنيف بن سنان بن بدر بن ثعلبة بن حبال بن نصر بن غاضرة الأسدي أسد خزيمة. ذكره المرزباني وقال: كان في جيش خالد بن الوليد باليمامة وقال في ذلك:
إني وناقتي الخوصاء مختلف ... منا الهوى إذ بلغنا مدفع البين
سلمة بن سبرة: له إدراك وسمع من عمر ومعاذ وسلمان. روى عنه أبو وائل. وروى مسدد والبغوي في الجعديات من طريق أبي وائل عن سلمة بن سبرة قال: خطبنا معاذ بن جبل...فذكر قصة.
وذكره ابن سعد في الطبقة الأولى من تابعي أهل الكوفة.
سلمة بن مسلم الجهني: قال ابن عساكر: له إدراك وجاهد بالشام فاستشهد بمرج الصفر سنة ثلاث عشرة ثم أسند ذلك عن أبي حسان الزيادي.


سليك الفزاري: له إدراك وشهد وقعة جلولاء فروى الثوري عن راشد بن سعد قال: قال السليك الفزاري: لما بعث سعد بن أبي وقاص إلى جلولاء كنت فيهم.
ذكره ابن أبي حاتم وهذا غير السليك بن سلكة التميمي أحد صعاليك العرب المشهورين. مات في الجاهلية.
سليك العقيلي: الأقطع. له إدراك وشهد اليمامة فقطعت كفه في قتال أهل الردة وفي ذلك يقول:
كيف تراني وأخي عطارداً ... نذود من حنيفة المذاودا
أنشد كفاً ذهبت وساعدا ... أنشدها ولا أراني واجدا
في أبيات.
سليل بن زيد: بن مالك بن المعلى الطائي ثم السنبسي. له إدراك وشهد فتوح العراق فغرق يوم عبر المسلمون إلى المدائن في دجلة لم يغرق غيره. ذكره ابن الكلبي.
سليم بن عتر: بكسر المهملة وسكون المثناة ابن سلمة بن مالك التجيبي أبو سلمة.
له إدراك وشهد فتح مصر قاله سعيد بن عفير وشهد خطبة عمر بالجابية روى ذلك ابن عائذ من طريق بكر بن سوادة عن عبد الرحمن بن رافع عنه وسمع أبا الدرداء قاله البخاري في التاريخ وكان يقال له الناسك لكثرة عبادته قاله ابن يونس.
وروى ابن أبي حاتم من طريق كعب بن علقمة قال: كان سليم بن عتر من خير التابعين. قال ابن يونس: كان قد هاجر في خلافة عمر وشهد خطبته بالجابية وجمع له معاوية القضاء والقصص بمصر وكانت ولايته على القضاء سنة أربعين ومات بدمياط سنة خمس وسبعين. وسيأتي له ذكر في ترجمة صلة بن الحارث الغفاري. وقال عبد الرحمن بن زياد بن أنعم عن عبد الرحمن بن رافع عن سليم بن عتر.
سجد بنا عمر في الحج سجدتين. وقال ابن لهيعة عن الحارث بن يزيد: قلت لحنش بن عبد الله: قوله تعالى: " كانوا قليلاً من الليل ما يهجعون " الذاريات17. قال: هذه والله صفة سليم بن عتر وأبي عبد الرحمن الجبلي.
وقال ابن لهيعة عن الحارث بن يزيد: كان يختم كل ثلاثة. وقيل: إنه كان يكثر الصلاة بالليل والجماع فلما مات قالت امرأته: رحمك الله كنت ترضي ربك وتسر أهلك أخرجها أبو عبيد في فضائل القرآن وقد استوفيت أخباره في كتاب قضاة مصر.
سليم الأنصاري: أو المخزومي مولاهم أبو عامر. له إدراك. قال ابن أبي خيثمة وأبو زرعة الدمشقي وأبو حاتم الرازي: صلى خلف أبي بكر.
وقال أبو عمر: سليم بن عامر وأبو عامر وليس بالخبائري.
وروى الطبراني في مسند الشاميين من طريق ثابت بن عجلان عن سليم أبي عامر وكان ممن سباه خالد بن الوليد حين حاصر حلب قال: فلما قدمنا على أبي بكر جعلني في المكتب. وعن سليم قال: رأيت أبا بكر وعمر وعثمان أكلوا مما مست النار ثم صلوا ولم يتوضؤوا.
وروى دحيم من طريق ثابت بن عجلان عنه قال: صليت خلف أبي بكر سبعة أشهر. وأخرجه البخاري في تاريخه الصغير وزاد: وكان أبو بكر أخدمه عمار بن ياسر وكان ممن أفاء الله على خالد بن الوليد ثم شهد فتح دمشق والقادسية.
وقال أبو بكر البغدادي في تاريخ الحمصيين: سباه خالد بن الوليد حين حاصر حلب.
السين بعدها الميم
سمرة بن جعونة: له إدراك وشهد يوم جلولاء وله رواية عن علي.
روى عنه أبو إسحاق السبيعي ذكره ابن أبي حاتم وابن حبان.
السمط: بن الأسود الكندي والد شرحبيل.
ذكر سيف في الفتوح أنه شهد اليرموك وذكر في الردة أنه ثبت هو وولده شرحبيل على الإسلام لما ارتدت كندة وانضما إلى زياد بن لبيد لكن رأيت في التاريخ للمظفري في ذكر ردة أهل اليمن: وارتدت كندة كلها إلا شرحبيل بن السمط وابنه. والله أعلم. ثم تبين لي أن الصواب الأول وسأذكره في ترجمة شرحبيل.
وأورد البيهقي في السنن بسند له إلى الشعبي أن عمر استعمل شرحبيل بن السمط على المدائن وأبوه بالشام فكتب إلى عمر: إنك تأمر ألا تفرق السبايا وقد فرقت بيني وبين ابني فكتب إليه فألحقه بابنه.
سمعان بن هبيرة: بن مساحق بن بجير بن أسامة بن نصر بن قعين بن الحارث بن ثعلبة بن دودان بن أسد بن خزيمة الأسدي أبو السمال آخره لام والميم مشددة الشاعر له إدراك ونزل الكوفة قال أبو حاتم السجستاني في المعمرين: حدثنا مشيختنا أن سمعان بن هبيرة هو أبو السمال الأسدي عاش مائة وسبعاً وستين سنة.
وقال الدارقطني في المؤتلف: كان مع طليحة في الردة فلما دهمهم خالد قال لطليحة: بم أمرت...فذكر القصة.


وقال الزبير بن بكار في كتاب النسب: حدثني عمر بن أبي بكر الموصلي عن أبي صالح الفقعسي وأبي فقعس الأسديين وكان من علماء العرب قال: ولد أسد بن خزيمة عمراً فولد عمرو لخماً وجذيمة وعاملة وفي ذلك يقول أبو السمال سمعان بن هبيرة وساق نسبه كالذي هنا الأسدي:
أبلغ جذاماً ولخماً معاً ... على اليعملات أولات الحقيب
وقولاً لعاملة الأقربين ... كأن أولئك أولى نسيب
قبائل منا نأت دارهم ... وهم في القرابة أدنى قريب
هلموا إلينا نخلو إلى ... أخٍ معتفٍ ومحلٍّ رحيب
وقال مغيرة بن مقسم: كان أبو السمال لا يغلق باب داره وكان له مناد ينادي: من ليس له خطة فمنزله على أبي السمال قال: فبلغ ذلك عثمان فاتخذ داراً لأضيافه.
وقال المرزباني في معجمه: هو الذي شرب في رمضان مع النجاشي الحارثي فأقام الحد على النجاشي وهرب أبو السمال وأنشد له في ذلك شعراً قاله.
سمير بن عبد الله: بن نهار بن غانم بن سعد بن جبل بن كنانة بن ناجية بن مراد المرادي.
له إدراك وله ابن يقال له زائدة قتل مع علي بالنهروان. ذكره ابن الكلبي وسيأتي ذكر أخيه عمرو بن عبد الله بن نهار.
سميط بن عمير: له إدراك وكتب إلى عمر في وقعة جرت له. وله رواية عن عمران بن حصين وعنه عمران بن حدير وعاصم الأحول وذكره ابن حبان في ثقات التابعين.
سميفع: بفتح أوله وبالفاء والسمفعة الإقدام والجرأة قاله ابن دريد ووهم من ضبطه بالقاف وكذا من ضم أوله فصيره مصغراً تقدم في ذي الكلاع.
السين بعدها النون
سندر أبو الأسود: استدركه أبو موسى وتقدم على الصواب وهو مولى زنباع.
سناس: بفتح أوله وتخفيف النون وبعد الألف مهملة يقال هو اسم أبي صفرة والد المهلب.
سنان الوداعي: له إدراك. أخرج الدارقطني في السنن من طريق صفوان بن سليم عن سعيد بن المسيب قال: لما حج عمر حجته الأخيرة غودر رجل من المسلمين قتيلاً في بني وداعة فبعث إليهم عمر فسألهم فقالوا: لا نعلم من قتله فأمر فاستخرج منهم خمسون شيخاً فأدخلهم الحطيم واستحلفهم بالله رب هذا البيت الحرام والبلد الحرام والمشعر الحرام أنهم لم يقتلوه ولا علموا له قاتلاً فحلفوا بذلك فقال: أدوا ديته فقال رجل منهم يقال له سنان: ما تجزيني يميني من مالي؟ قال: لا إنما قضيت فيكم بقضاء رسول الله صلى الله عليه وسلم. وفي سنده عمر بن صبح وهو متروك.
سنان بن كعب: بن مالك بن الصحبان بن الحارث بن عمرو بن عدي الأزدي.
له إدراك وكان ولده عبد الله من الفرسان الشجعان وكان مع المهلب فكان المهلب يقول: ما وقعت في عظيمة قط فرأيت عبد الله بن سنان إلا أفرخ روعي.
ذكره ابن الكلبي.
السين بعدها الهاء
سهم بن حنظلة: بن خاقان بن خويلد بن حرثان الغنوي.
قال المرزباني: شاعر شامي مخضرم وأنشد له بيتاً قاله من أبيات.
سهم بن المسافر: بن هزمة بسكون الزاي ويقال جرم. له إدراك قاله ابن عساكر قال: وشهد فتح دمشق وروى من طريق سيف بن عمر عن خالد وعبادة قال: وبقي مع يزيد بن أبي سفيان بعد اليرموك من أهل اليمن عدد منهم سهم بن المسافر بن هرمة.
سهيل بن أبي جندل: ينظر مسند الحارث بن معاوية ويحرر من النسب وغيره.
سهيل بن حنظلة: بن الطفيل العامري بن أخي عامر بن الطفيل الفارس المشهور.
وقع في الصحيح أن رجلاً عطس عند النبي صلى الله عليه وسلم فحمد الله فشمته وعطس آخر فلم يحمد الله فلم يشمته...الحديث. وفسرا بأنهما عامر بن الطفيل وهو الذي لم يحمد وابن أخيه وهو الذي حمد فشمته النبي صلى الله عليه وسلم ذكر ذلك الطبراني في مسند سهيل بن سعد من معجمه الكبير بسنده ولم أر في الأنساب في أولاد الطفيل من بقي حتى أدرك النبي صلى الله عليه وسلم إلا سهيلاً هذا فالظاهر أنه هو بقي بعد النبي صلى الله عليه وسلم دهراً وتزوج عبد العزيز بن مروان ابنته فولدت له أم البنين التي تزوجها الوليد بن عبد الملك فإن كان سهيل حين حضر مع عمه عند النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن أسلم فقد أسلم بعد ذلك فهو من أهل هذا القسم. ويحتمل أن يكون حين شمته النبي صلى الله عليه وسلم كان مسلماً وإن كان الظاهر أنه لم يسلم تبعاً لعمه. فالله أعلم.
السين بعدها الواو


سوار بن أوفى: بن سبرة بن سلمة بن قشير بن كعب القشيري.
قال المرزباني: مخضرم كان يهاجي النابغة وهو القائل:
يدعون سواراً إذا احمر القنا ... ولكل يوم كريهةٍ سوار
وقال ابن الكلبي: أمه الحيا بنت خالد بن رباح الجرمي وله يقول النابغة:
تغلب علي ابن الحيا وظلمتني ... وجمعت قولاً جانبياً مضللا
ومن شعر سوار يفتخر:
أبو جمل عمي ربيعة لم يزل ... لدن شب حتى مات في المجد راغبا
ومنا ابن عتاب وناشد رجله ... ومنا الذي أدى إلى الحي حاجبا
وسيأتي خبر ابن عتاب في قيس ومضى ناشد رجله في حياض.
سوار بن حبان المنقري: شاعر جاهلي إسلامي ذكره أبو عبيد البكري في شرح الأمالي.
سويبط بن رباب النهشلي: أخو الأشهب تقدم في الأشهب.
سويد بن جهبل: له إدراك وروى ابن أبي شيبة من طريق مسلم مولى سويد بن جهبل عنه شيئاً من كلامه وكان من أصحاب عمر.
سويد بن حطان: وقيل: خطار بمعجمة ثم مهملة وآخره راء السدوسي.
أدرك الجاهلية.
وروى عن عمر. روى عنه سماك بن حرب وشهد الفتوح في عهد عمر ثم شهد الجمل.
وروى ابن جريج من طريق شعبة عن سماك بن حرب: حدثني عمي سويد بن حطان قال: كنت في ذلك الجيش يعني جيش أبي عبيد يوم الجسر.
سويد بن سلمة: يأتي في ابن كراع.
سويد بن عدي: بن عمرو بن سلمة الطائي.
ذكره المرزباني وقال: مخضرم أدرك الجاهلية والإسلام فأسلم وهو القائل وكان كثير الشعر:
تركت الشعر واستبدلت منه ... إذا داعي صلاة الصبح قاما
كتاب الله ليس له شريك ... وودعت المدامة والندامى
وقيل: اسمه عدي بن عمرو بن سويد. وسيأتي.
سويد بن عمرو: يأتي في ابن كراع.
سويد بن غفلة: بفتح المعجمة والفاء ابن عوسجة بن عامر بن وداع بن معاوية بن الحارث الجعفي. يكنى أبا بهثة.
قال نعيم بن ميسرة عن رجل عن سويد بن غفلة: أنا لدة رسول الله صلى الله عليه وسلم قال المزي في ترجمته: يقال: إنه صلى مع النبي صلى الله عليه وسلم ولا يصح. والأصح أنه قدم المدينة حين نفضت الأيدي من دفنه صلى الله عليه وسلم وشهد اليرموك.
وروى عن أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وابن مسعود وبلال ومن بعدهم وروى عن زر بن حبيش والصنابحي وهما من أقرانه.
وروى عنه الشعبي والنخعي وسلمة بن كهيل ونعيم بن أبي هند وآخرون.
وكان موصوفاً بالزهد والتواضع وكان يؤم قومه قائماً وهو ابن مائة وعشرين سنة حكاه حسين بن علي الجعفي عن أبيه وعن عاصم بن كليب بلغ مائة وثلاثين.
قال أبو نعيم: مات سنة ثمانين وقال أبو عبيد: سنة إحدى وثمانين. وقال عمر بن علي سنة اثنتين.
قلت: إن ثبت أنه كان لدة رسول الله صلى الله عليه وسلم كان قد جاوز المائة والثلاثين والحديث الذي أشار إليه المزي أولاً أخرجه ابن قانع بسند ضعيف وقد تقدمت الإشارة إليه في القسم الأول.
سويد بن قطبة: الوائلي له ذكر في الفتوح. قال أبو إسماعيل الأزدي في فتوح الشام: لما قدم خالد بن الوليد موضع البصرة وجد بها رجلاً يدعى سويد بن قطبة من بني بكر بن وائل قد اجتمع إليه جماعة فذكر قصة فيها: فجعل خالد بن الوليد سويد بن قطبة في أصحابه. وجعل سعد بن عمرو بن حزام الأنصاري في العسكر وجعل عزيز بن سعيد الأنصاري على الرحالة وبقي هو فيمن بقي.
سويد بن أبي كاهل: واسمه غطيف بن حارثة بن حسل بن مالك بن سعد بن عدي بن جشم بن ذبيان بن كنانة بن يشكر اليشكري ويقال الوائلي ويقال: الغطفاني يكنى أبا سعد. وفي ذلك يقول:
أنا أبو سعد إذا الليل دجا ... دخلت في سرباله ثم النجا
ويقال اسم والده شبيب.
قال ابن حبيب: مخضرم أدرك الجاهلية والإسلام.
وقال المرزباني: مخضرم يكنى أبا سعد عاش في الجاهلية دهراً وكانت العرب تسمي قصيدته العينية اليتيمة لما اشتملت عليه من الأمثال وعمر سويد في الإسلام إلى زمن الحجاج. ومن أبياته المذكورة.
رب من أنضجت غيظاً صدره ... قد تمنى لي موتاً لم يطع
مزبد يخطر ما لم يرني ... فإذا أسمعته صوتي انقطع
وقد عده محمد بن سلام في طبقات الشعراء مع عشيرته وذويه.


وقال الحرمازي: هجا سويد بن أبي كاهل قوماً من بني شيبان في ولاية عامر بن مسعود الجمحي على الكوفة فاستعدوه عليه فحبسه ثم أخرجه وحلف ألا يعود وفي ذلك يقول:
يكف لساني عامر وكأنما ... بليت لساناً فيه صاب وعلقم
ألم تعلموا أني سويد وأنني ... إذا لم أجد مستأخراً أتقدم
وكان ذلك بعد الستين من الهجرة.
سويد بن كراع العقيلي: يقال كراع أمه واسم أبيه سويد وقيل عمرو. مخضرم وكان قديماً خطب أم جرير الشاعر ثم عمر إلى أن حكم بين جرير والفرزدق وكان شاعراً محكماً وهو القائل يخاطب عثمان بن عفان:
فإن تزجراني يا بن عفان أزدجر ... وإن تدعاني أحم عرضاً ممنعاً
ذكره المرزباني.
سويد مولى عتبة بن غزوان: له إدراك وكان مع مولاه في ولايته على البصرة ووفد معه على عمر فرده على البصرة فلما بلغ عتبة قال: اللهم لا تردني إليها فمات في الطريق فرجع سويد إلى عمر يخبره بوفاته فكان ذلك في سنة ست عشرة.
السين بعدها الياء
سياه الفارسي: قال المدائني في المكايد: وكان سياه وأساورة أسلموا مع أبي موسى فقال أبو موسى لسياه: ما أنت وأصحابك كما كنا نظن فذكر قصته في تحيله في فتح الحصن في حصار تستر وأن صاحبها كتب على لسانه يطلب الأمان ورمى بها في عسكر أبي موسى فقرأ سياه الكتاب على أبي موسى فكتب له أماناً في نشابة فحضر فأدخله فذكر القصة في فتح المدينة.
سيرين أبو عمرة: والد محمد وإخوته.
أدرك الجاهلية وسبي في خلافة أبي بكر روى ابن المقبري في فوائده من طريق أبي إسحاق: حدثني صالح بن كيسان أن خالد بن الوليد مر حتى نزل بعين التمر فأصاب سبياً منهم سيرين أبو عمرة.
وذكره البخاري تعليقاً ووصله إسماعيل بن إسحاق في الأحكام من طريق ابن جريج عن عمرو بن دينار عن عطاء عن موسى بن أنس أن سيرين سأل أنساً المكاتبة وكان كثير المال فأبى فانطلق إلى عمر فقال: كاتبه فأبى فضربه عمر بالدرة وتلا عمر: " فكاتبوهم إن علمتم فيهم خيراً " النور33.
وأخرج البيهقي في المعرفة من طريق معاذ بن معاذ: حدثنا علي بن سويد بن منجوف عن أنس بن سيرين عن أبيه قال: كاتبني أنس بن مالك على عشرين ألفاً فكنت فيمن فتح تستر فاشتريت رثة فربحت فيها فأتيت أنس بن مالك بكتابته فأبى أن يقبلها مني.
سيف بن النعمان: اللخمي.
ذكر سيف أنه شهد القتال مع أسامة بن زيد في حربه مع بني جذام في أول خلافة أبي بكر وأنشد له في ذلك شعراً.
سيماه البلقاوي: ويقال سيمويه تقدم في الأول.
القسم الرابع
السين بعدها الألف
سابق خادم النبي صلى الله عليه وسلم: ذكره خليفة بن خياط في الصحابة في موالي النبي صلى الله عليه وسلم وكناه أبا سلام وهو وهم وإنما جاء الحديث عن سابق بن حية عن خادم النبي صلى الله عليه وسلم. والحديث المذكور في كتب السنن وسيأتي بيانه في مكانه.
سارية الخلجي: بضم المعجمة وسكون اللام بعدها جيم منسوب إلى الخلج وهو قيس بن الحارث بن فهر. وقيل فيه بتحريك اللام كما سيأتي ويقال إنه من العماليق فادعوا في بني فهر. قاله ابن الكلبي.
وقال أبو الفرج الأصبهاني: كانوا في بني عدوان ثم انتقلوا إلى هوازن ثم التحقوا ببني فهر في خلافة عثمان فعرفوا بذلك. وأما سارية المذكور فروى عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلاً وليست له صحبة قاله البخاري وابن حبان.
روى عنه أبو حزرة يعقوب بن مجاهد. قال ابن حبان: روى سارية عن أنس بن مالك.
سالم بن أبي الجعد: أحد ثقات التابعين ذكره بعضهم في المخضرمين معتمداً على ما حكاه ابن زبر أنه مات سنة تسع وتسعين وله مائة وخمس عشرة سنة فيكون أدرك من الحياة النبوية ستاً وعشرين سنة وهذا باطل فقد جزم أبو حاتم الرازي بأنه لم يدرك ثوبان ولا أبا الدرداء ولا عمرو بن عبسة فضلاً عن عثمان فضلاً عن عمر فضلاً عن أبي بكر.


سالم بن منصور: روى عن النبي صلى الله عليه وسلم. وعنه يحيى بن محمد فذكر حديثاً موضوعاً ركيكاً إلى الغاية فسمعت قصاصاً يورده هكذا نقلت من خط الذهبي في التجريد ويمكن تتبع مثل هذا من كتاب: الذروة للبكري وكذلك السبع حصون وغيرهما من تآليفه الطافحة بالكذب الظاهر وفيها من أسماء الصحابة ما لا وجود له في الخارج وإنما لم أذكر منه شيئاً لأني اقتصرت على من ذكره بعض من صنف في الصحابة إلا نادراً.
سالم العدوي: ذكره ابن عبد البر وقال: مخرج حديثه عن ولده.
وفد على النبي صلى الله عليه وسلم وهو شاب فشمت عليه ودعا له.
قال أبو عمر: لا أحسبه من عدي قريش. وتعقبه ابن الأثير بأنه سالم بن حرملة الماضي في القسم الأول وهو كما قال. وقد ذكره ابن عبد البر بعد العدوي باثنين فقال سالم بن حرملة بن زهير له صحبة ورواية وقد نبه ابن فتحون على وهم أبي عمر فيه فأطنب وأجاد.
سالم خادم النبي صلى الله عليه وسلم: يأتي في سلمى من هذا القسم.
السائب: والد خلاد الجهني.
روى عنه ابنه خلاد عن النبي صلى الله عليه وسلم في الاستنجاء بثلاثة أحجار كذا قال ابن عبد البر: فغاير بينه وبين السائب بن خلاد الجهني الذي تقدم في القسم الأول وهو واحد وحديثه في الاستنجاء عند البخاري في تاريخه والبغوي. وقد نبه ابن الأثير على وهم أبي عمر فيه حيث كرره.
السائب بن يزيد: مولى عطاء بن السائب. فرق ابن منده بينه وبين السائب ابن أخت النمر فوهم وهو هو فأخرج ابن منده من طريق عطاء بن السائب قال: كان السائب بن يزيد من مقدم رأسه إلى هامته أسود وسائر لحيته ورأسه أبيض فسألته فقال: مر بي النبي صلى الله عليه وسلم فقال لي: " من أنت؟ " قلت: السائب بن يزيد فمسح رأسي فلا يبيض موضع يده أبداً.
قال أبو نعيم: هو عندي السائب بن يزيد ابن أخت النمر ثم ساق رواية مصرحة بذلك وكذا أورده البغوي وابن سعد والبيهقي في الدلائل ووقع في رواية العجلي السائب بن يزيد أخو النمر بن قاسط زاد ابن قاسط وتعقبه أبو عمر بأنه ليس من ولد النمر بن قاسط.
قلت: وقد تقدم بيان ذلك في القسم الأول وكان بعض الرواة لما رأى النمر ظنه النمر بن قاسط فنسبه من عند نفسه.
السين بعدها الحاء
سحر الخير: خرج حديثه ابن قانع وهو رجل من هذيل هكذا استدركه الذهبي في التجريد ونقلته من خطه بالسين المهملة ولم يضبطها بفتح ولا كسر وبعدها حاء مهملة ساكنة ضبطها وبعدها راء وبعد لفظ هذا الاسم لفظة الخير بفتح المعجمة وسكون المثناة التحتانية.
وقد صحفه ابن قانع تصحيفاً شنيعاً وقال: سحر الخير الهذلي حدثنا عبد الله بن الصقر بن هلال السكوني حدثنا محمد بن عقبة السدوسي حدثنا معلى بن راشد حدثتني جدتي قالت: دخل علينا رجل من هذيل يقال له سحر الخير وكانت له صحبة ونحن نأكل في قصعة فقال: حدثنا النبي صلى الله عليه وسلم أنه من أكل في قصعة ثم لحسها استغفرت له القصعة.
ورأيته في النسخة مضبوطاً بخاء معجمة ساكنة وهذا الرجل هو نبيشة الخير وهو بنون ثم موحدة ثم شين معجمة ثم هاء بصيغة التصغير.
وقد أخرج حديثه أحمد والترمذي وابن ماجه والبغوي والدارمي وابن أبي خيثمة وابن السكن وابن شاهين وآخرون من طريق معلى بن راشد المذكور بهذا السند.
قال الترمذي: غريب لا نعرفه الا من حديث معلى بن راشد.
وقد رواه يزيد بن هارون وغير واحد من الأئمة عن معلى.
وذكر الدارقطني في الأفراد أن معلى بن راشد تفرد به عن جدته أم عاصم عن نبيشة رجل من هذيل.
وقال أحمد: حدثنا عفان حدثنا المعلى بن راشد الهذلي حدثتني أم عاصم عن رجل من هذيل يقال له نبيشة.
وأخرجه عبد الله بن أحمد في زياداته عن روح بن عبد المؤمن وعبيد الله القواريري ومحمد بن جعفر هو الوركاني قال: حدثنا المعلى بن راشد حدثتني جدتي أم عاصم وكانت أم ولد لسنان بن سلمة قالت: دخل علينا رجل من هذيل يقال له نبيشة الخير وكانت له صحبة ونحن نأكل في قصعة فذكر لفظ الترمذي ولفظ البغوي نحوه لكن قال: يقال له: نبيشة.
وأخرجه ابن شاهين عن أبي داود عن نصر بن علي كالترمذي.
وأخرجه ابن السكن عن محمد بن منصور بن الجهم عن نصر بن علي مثله وقال فيه: نبيشة الخير.


وقال الدارمي: حدثنا يزيد بن هارون حدثنا أبو اليمان البراء هو المعلى بن راشد حدثتني جدتي أم عطاء قالت: دخل علينا نبيشة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وأخرجه ابن أبي خيثمة عن محمد بن إسحاق عن المعلى بن راشد.
وأخرجه ابن شاهين أيضاً من طريق إسحاق بن أبي إسرائيل عن المعلى بن راشد الهذلي النبال صاحب القسم وكنيته أبو اليمان وقال في سياقه: عن رجل من هذيل يقال له نبيشة الخير.
وكذا أخرجه من طرق أخرى عن معلى قال في بعضها: حدثتني أم عاصم بنت عبد الله.
وقد أخرجه ابن قانع في ترجمة نبيشة في حرف النون وساق الحديث المذكور من وجه آخر عن نصر بن علي عن المعلى بن راشد لكنه خبط في سنده فقال: عن معلى بن راشد القواس حدثني أبي عن جدي عن رجل من هذيل. يقال له نبيشة رفعه: " من أكل في قصعة ثم لحسها استغفرت له " .
وقوله: حدثني أبي لعله كان أمي بالميم فحرفها والجدة يصح إطلاق اسم الأم عليها ويكون قوله: عن جدي زيادة لا يحتاج إليها أو كان فيها حدثتني جدتي فحرف الكلمتين وزاد بينهما أبي عن. وهذا أقرب. والله أعلم.
السين بعدها الدال
سديد مولى أبي بكر: خرج بعهد عمر. رواه أحمد في مسنده هكذا وقع في التجريد في السين المهملة وإنما هو بالمعجمة كما سيأتي في حرف الشين المعجمة من القسم الثالث وقد ذكره الذهبي في المشتبه على الصواب.
السين بعدها الراء
سراقة بن المعتمر: بن أنس. قال الذهبي في التجريد: قال ابن الأثير: شهد بدراً وتوفي في خلافة عثمان. وكذا ذكره بعد أن ترجم سراقة بن المعتمر بن أذاة بن رياح القرشي العدوي.
قال ابن الكلبي: شهد بدراً وتوفي في خلافة عثمان وهذا نقله من الأصل وساق ابن الأثير نسبه إلى عدي بن كعب وأسقط أنساً بين المعتمر وأذاة مع أنها ثابتة في جمهرة ابن الكلبي وهو الذي ذكره ابن الأمين. ونقله ابن الكلبي فكأنه لما لم يقع في نسبه أنس ظنه الذهبي آخر.
سرباتك: بفتح أوله وسكون الراء ثم موحدة وبعد الألف مثناة ملك الهند.
روى أبو موسى في الذيل من طريق بشر بن أحمد الأسفرايني صاحب يحيى بن يحيى النيسابوري حدثنا مكي بن أحمد البردعي سمعت إسحاق بن إبراهيم الطوسي يقول: هو ابن سبع وتسعين سنة قال: رأيت سرباتك ملك الهند في بلدة تسمى قنوج بقاف ونون ثقيلة وواو ساكنة وبعدها جيم وقيل ميم بدل النون فقلت له: كم أتى عليك من السنين؟ قال: سبعمائة وخمس وعشرون سنة.
وزعم أن النبي صلى الله عليه وسلم أنفذ إليه وأسامة وصهيباً يدعونه إلى الإسلام فأجاب وأسلم وقبل كتاب النبي صلى الله عليه وسلم.
قال الذهبي في التجريد: هذا كذب واضح وقد عذر ابن الأثير ابن منده في تركه إخراجه وقال أبو حامد بن محمد بن الجليل البلوي: أنبأنا عمر بن أحمد بن محمد بن عمر بن حفص النيسابوري أنبأنا أبو القاسم عبد الله بن الحسين بن بالويه بن بكر بن إبراهيم بن محمد بن فرحان الصوفي الحافظ سمعت أبا سعيد مظفر بن أسد الحنفي المتطبب سمعت سرباتك الهندي يقول: رأيت محمداً صلى الله عليه وسلم مرتين بمكة وبالمدينة مرة وكان من أحسن الناس وجهاً ربعة من الرجال.
قال عمر: مات سرباتك سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة وهو ابن ثمانمائة سنة وأربع وتسعين قاله مظفر بن أسد.
السري والد الربيع: صوابه سبرة بن معبد صحفه بعض الرواة فذكره بعضهم في الصحابة.
حكى أبو موسى أن أبا بكر بن أبي علي وعلي بن سعيد العسكري ذكراه وتعجب من خفاء أمره عليهما فساق من طريق العسكري ثم من رواية عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز عن الربيع بن السري عن أبيه قال: رخص رسول الله صلى الله عليه وسلم في متعة النساء ثلاثة أيام...الحديث. وهذا الحديث مشهور بهذا الإسناد عن الربيع بن سبرة بن معبد عن أبيه وهو الصواب. كذا في التجريد.
السين بعدها العين
سعد بن بكر: له صحبة نقل من الثالث إلى هنا.
سعد بن الربيع: من بني جحجبي ذكره ابن منده. والصواب سعيد بكسر العين كما تقدم في القسم الأول.
سعد: بن أبي سرح العامري.
ذكره خليفة بن خياط في كتاب النبي صلى الله عليه وسلم وهو وهم كما نبه عليه ابن كثير في السيرة النبوية من تاريخه وإنما هو ابنه عبد الله كما سيأتي في العين إن شاء الله تعالى.
سعد بن سهل: تقدم في سعيد بن سهيل وبيان الوهم فيه في الأول.


سعد بن عياض الثمالي: ذكره أبو عمر لكن نبه على أن حديثه مرسل.
قلت: ولا إدراك له وإنما روى عن ابن مسعود وغيره.
وقال ابن أبي حاتم: هو تابعي وحديثه مرسل وقال في المراسيل: روى يحيى بن آدم عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن سعد بن عياض قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قليل الحديث فلما أمرنا بالقتال كان من أشدنا بأساً.
قال ابن أبي حاتم: أدخل أبي هذا الحديث في الوحدان ثم نبه على علته.
سعد: بن محيصة الأنصاري.
ذكره الشريف الحسيني الدمشقي تلميذ الذهبي في كتابه التذكرة برجال العشرة وعلم له علامة مسندي أحمد والشافعي وقال: له صحبة. حديثه في إجازة الحجام روى عنه ابنه حرام. انتهى. وأخطأ في ذلك خطأً فاحشاً فإن حراماً اختلفت الرواية عن الزهري في جميع طرق الحديث عند أحمد حرام بن محيصة لا ذكر لسعد في نسبه ولا في رواية عند الشافعي حرام بن سعد بن محيصة عن محيصة لا رواية فيه لسعد أصلاً.
سعد بن هذيم: ذكره البغوي في الصحابة وأخرج من طريق عثمان بن عمر عن يونس عن الزهري عن أبي خزامة أحد بني الحارث بن سعد بن هذيم عن أبيه أنه أخبره قال: قلت: يا رسول الله أرأيت أدوية نتداوى بها؟ الحديث.
وأخرجه ابن منده من هذا الوجه فقال: عن أبي خزامة عن الحارث بن سعد بن هذيم عن أبيه.
وكذا أخرجه ابن زبر من طريق فليح عن الزهري زاد فيه: " عن أبي خزامة والحارث.
وفي رواية البغوي تصحيف وذلك أنه كان فيها عن أبي خزامة أحد بني الحارث فتصحف فصارت أخبرني وتغيرت في رواية فليح فصارت عن.
وقد رواه على الصواب الليث وابن المبارك وسليمان بن بلال عن يونس.
وكذا أخرجه ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني من طريق صالح بن كيسان عن الزهري.
والمراد بقوله: أحد بني الحارث بن سعد أنه من ذريته لا أنه ولده لصلبه على ما سنبينه.
وقد اغتر ابن أبي داود بظاهره فحكى ابن شاهين أنه أخرجه من طريق ابن وهب عن عمرو بن الحارث ويونس عن الزهري فقال: إن خزامة أحد بني الحارث بن سعد بن هذيم أخبره أن أباه أخبره أنه قال...فذكر الحديث.
قال ابن أبي داود: لم يرو سعد عن النبي صلى الله عليه وسلم غير هذا.
قلت: وسعد لا رواية له في هذا الحديث أصلاً فإنه لم يتأخر حتى جاء الإسلام ولو كان كما ظن لكانت الصحبة للحارث بن سعد على أن ابن شاهين التزم هذا الوهم فذكر الحارث في الصحابة وأخرج من طريق الزبيدي عن الزهري عن أبي خزامة أحد بني الحارث بن سعد عن أبيه أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم فذكره.
ووهم فيه أبو عمر في الاستيعاب فقال: سعد بن هذيل والد الحارث بن سعد لم يرو عنه غير ابنه فيما علمت. حديثه عند ابن شهاب عن أبي خزامة عن الحارث بن سعد عن أبيه قلت: يا رسول الله أرأيت رقى نسترقي بها...انتهى.
فتبع الواهم في وهمه فيه وزاد في أنه صحفه وقال هذيل: وإنما هو هذيم بالميم وقد تنبه للوهم فيه أبو عمر في التمهيد فأخرجه من طريق ابن عيينة عن الزهري عن أبي خزامة عن أبيه ثم نقل عن إسماعيل القاضي أنه اختلف فيه على يونس فقال: سليمان بن بلال عنه عن الزهري عن أبي خزامة أحد بني الحارث بن سعد عن أبيه أنه سأل وقال عثمان بن عمر: عن أبي خزامة أن الحارث بن سعد أخبره أن أباه أخبر به.
قال إسماعيل: والصواب قول سليمان وتابعه عبد الرحمن بن إسحاق عن الزهري قاله يزيد بن زريع عنه.
وقد رواه حماد بن سلمة عن عبد الرحمن بن إسحاق فقال: عن الزهري عن رجل من بني سعد عن أبيه ولم يسمه ولم يكنه.
قلت: وسعد بن هذيم المذكور جد قبيلة كبيرة وهو سعد بن زيد بن أسلم بن إلحاف بن قضاعة وإنما قيل له سعد هذيم لأن هذيماً كان عبداً حبشياً حضن سعداً فعرف به وهذا مشهور عند أهل النسب. والعجب كيف يخفى على ابن عبد البر مع معرفته بالنسب وكذا ابن الأثير.
وأبو خزامة المذكور شيخ الزهري فيه لا نعرف اسمه واسم أبيه يعمر بتحتانية أوله وهو الصحابي كما سيأتي في موضعه على الصواب.
سعد والد عبد الله: غاير ابن منده بينه وبين سعد بن الأطول وهو وهم قاله أبو نعيم وغيره.
سعد الدئلي.
قال أبو موسى: أورده ابن أبي علي فصحف فيه وإنما هو سعر آخره راء.
سعيد: بزيادة ياء ابن أحمد بن معاوية التميمي.


ذكره ابن فتحون فيمن اسمه سعيد مستدركاً على ابن عبد البر وإنما هو شعيل بمعجمة مصغراً وآخره لام وسيأتي على الصواب.
سعيد بن إياس: أبو عمرو الشيباني.
ذكره الطبراني واستدركه أبو موسى وهو وهم وإنما هو سعد بسكون العين وهو مخضرم لا صحبة له وقد مضى.
سعيد بن بكر: له صحبة. روى أحمد بن حنبل قوله في كتاب الإيمان.
قلت: الذي في كتاب الإيمان لأحمد من طريق ابن إسحاق: حدثني عبد الله بن أبي بكر ويحيى بن سعيد أنهما حدثاه عن سعيد بن عمارة أخي بني سعد بن بكر وكانت له صحبة فذكر الأثر المتقدم في ترجمة سعيد بن عمارة وقد تقدم أنه قيل فيه: سعد وسعيد وكأن النسخة التي وقعت للذهبي تصحف قوله أخي بني فصارت أخبرني فخرج من ذلك أن سعد بن بكر له صحبة والواقع أن قوله: وكانت له صحبة المراد بذلك سعيد بن عمارة. وإنما سعد بن بكر فهو جده الأعلى وهو بطن كبير وفي ذريته جماعة من الصحابة بينهم وبينه عدة آباء. والله المستعان.
سعيد بن الحارث: بن الخزرج.
ذكره أبو عمر في أول من اسمه سعيد فساق من طريق ابن وضاح عن ابن أبي شيبة عن الحسن بن موسى عن الليث بإسناده عن أسامة قال: أردفه النبي صلى الله عليه وسلم وراءه يعود سعد بن عبادة وسعيد بن الحارث بن الخزرج...الحديث.
وهذا يقال إن ابن وضاح وهم فيه وقد حدث غيره عن ابن أبي شيبة على الصواب فقال: يعود سعد بن عبادة في بني الحارث بن الخزرج وهكذا أخرجه الشيخان وغيرهما من طريق الليث وهكذا رواه ابن يونس وسعيد بن عبد العزيز وشعيب بن أبي حمزة ومعمر عن الزهري.
سعيد بن حرب: يقال هو اسم أبي برزة الأسلمي. ذكر عمر بن شبة من مرسل سعيد بن جبير قال: لما فتحت مكة أخذ برزة الأسلمي وهو سعيد بن الحارث عبد الله بن خطل وهو متعلق بالأستار...الحديث.
قلت: وفيه تغيير بينته رواية غيره حيث قال: استبق إليه أبو برزة وسعيد بن حرب وكان أشد الرجلين...الحديث فهذا هو الصواب.
سعيد بن حصين: ذكره ابن الدباغ مستدركاً على ابن عبد البر وهو غلط نشأ عن تصحيف فيه وفي اسم أبيه فإنه ذكر من رواية ابن الأعرابي بإسناده عن محمد بن عمرو بن علقمة. عن أبيه عن جده عن عائشة قالت: قدمنا من حج أو عمرة فلقينا غلمان الأنصار فلقوا سعيد بن حصين بموت امرأته فجعل يبكي فقال له: أتبكي على امرأة...الحديث.
والصواب في هذا أسيد بن حضير كذا أخرجه أحمد وإسحاق والكجي والطبراني والهيثم بن كليب وسيمويه وابن حبان في صحيحه والحاكم من طريق محمد بن عمرو بهذا الإسناد.
سعيد بن حيوة: والد كندير. ذكره ابن أبي حاتم وتبعه ابن عبد البر وقد تقدم ذكره في الأول وأن الراجح أنه من أهل القسم الثالث ونبهت عليه فيه ووقع في التجريد سعيد بن حيدة وسعيد بن حيوة بواو بدل الدال. وقد نبه ابن الأثير على أن ابن عبد البر هو الذي وهم في تسمية أبيه وقد وقفت على سلفه فيه وهو ابن أبي حاتم.
سعيد بن أبي ذباب: ذكره ابن حزم في الوحدان من مسند بقي بن مخلد. والصواب سعد بإسكان العين.
سعيد بن ذي لعوة: أحد الضعفاء من التابعين أرسل حديثاً فذكره العسكري في الصحابة وأخرج من طريق ابن إسحاق عنه أن جعفر بن أبي طالب أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: " إن النجاشي صدق " ثم قال العسكري: لا تصح له صحبة وروايته مرسلة.
قلت: اتفق الحفاظ على أنه تابعي.
سعيد بن رسيم: يقال: بعثه النبي صلى الله عليه وسلم على الصدقة كذا وقع في الكفاية لابن الرفعة وهو غلط.
والقصة معروفة لسفيان بن عبد الله بن ربيعة الثقفي فكأنه سقط عليه اسم أبيه وتصحف جده.
سعيد بن أبي سعيد: روى عن النبي صلى الله عليه وسلم في التغني بالقرآن من رواية عبيد الله بن أبي نهيك عنه.
والصواب عن ابن أبي نهيك عن سعد هكذا استدركه الذهبي في التجريد وليست لسعيد بن أبي سعيد صحبة وإنما جاءت هذه الرواية من طريق مرسلة.
وقد ذكر المزي في الأطراف الحديث وعزاه لأبي داود وأبو داود قد بين الاختلاف في مسنده عن الليث ومن جملته هذه الرواية ثم ذكر المزي في المراسيل سعيد بن أبي سعيد المقبري حديث: ليس منا من لم يتغن بالقرآن: تقدم في ترجمة عبد الله بن أبي نهيك عن سعد بن أبي وقاص وهذا هو الصواب.
سعيد بن سهيل: تقدم في سعد في الأول مع بيان الوهم فيه.


سعيد: بن عامر اللخمي ذكره ابن حزم في الوحدان من مسند بقي بن مخلد وعزاه الذهبي لأبي يعلى وقد صحف نسبه وإنما هو الجمحي المتقدم.
سعيد العكي: ثم الآهلي. ذكره أبو موسى عن أبي بكر بن علي ونبه على أن الصواب أنه سويد.
سعيد بن العاص: بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف.
ذكره ابن حبان في الصحابة فوهم فيه وهماً شنيعاً وأعجب من ذلك أنه قال: هو المكبر الذي زوج رسول الله صلى الله عليه وسلم أم حبيبة ثم وجدت لابن حبان سلفاً فروى يعقوب بن سفيان في تاريخه من طريق مليح عن هشام بن عروة عن أبيه أن سعيد بن العاص قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " خياركم في الإسلام خياركم في الجاهلية " .
قال يعقوب بن سفيان: سعيد بن العاص هذا هو ابن أمية بن عبد شمس وسعيد بن العاص المذكور يكنى أبا أحيحة وكان من وجوه قريش.
قال ابن عساكر: لم يدرك الإسلام قال: ووهم يعقوب بن سفيان فيما زعم وإنما الحديث لابن ابنه سعيد بن العاص بن سعيد بن العاص وقال ابن أبي داود في المصاحف: حدثنا العباس بن الوليد بن زيد أخبرني أبي أنبأنا سعيد بن عبد العزيز أن عربية القرآن أقيمت على لسان سعيد بن العاص لأنه كان أشبههم لهجة برسول الله صلى الله عليه وسلم وقتل العاص أبوه يوم بدر مشركاً ومات جده سعيد بن العاص قبل بدر مشركاً.
ووقع عند أبي داود من حديث أبي هريرة: كلمت رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يسهم لي فتكلم بعض ولد سعيد بن العاص فقال: لا يسهم له. فقلت: ما هذا؟ قاتل ابن نوفل فقال سعيد بن العاص: يا عجباً لوبر...الحديث.
وهذا يوهم أن سعيد بن العاص حاج أبا هريرة بسبب بعض ولده وليس كذلك بل الصواب: فقال أبان بن سعيد بن العاص. وقد أوضحت ذلك بحجاجه في شرح البخاري.
ووقع في الطبراني من حديث جبير بن مطعم: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم عاد سعيد بن العاص...الحديث. وقد ذكرته في ترجمة حفيد هذا.
وأبو أحيحة كان إذا أعتم بمكة لم يعتم أحد بمثل عمامته إجلالاً له وأمه ريطة بنت البياع بن عبد ياليل الثقفية وكان سعيد قد قدم الشام في تجارة فحبسه عمرو بن جفنة لأجل عثمان بن الحارث فقال سعيد في ذلك:
يا راكبي إما عرض ... ت فبلغن قومي يزيدا
عثمان أو عفان أو ... أبلغ مغلغلة أسيدا
فلأمدحن المادحي ... ن بمدحة تأتي شرودا
وكان حبس مع هشام بن سعيد بن عبد الله بن أبي قيس العامري فقال في ذلك:
قومي وقومك يا هشام أجمعوا ... تركي وتركك آخر الأعصار
في أبيات فاجتمع رأي بني عبد شمس على أن يفتدوا سعيد بن العاص فجمعوا مالاً كثيراً فافتدوه به ومات هشام في الحبس.
سعيد: بن عبد الله الثقفي. وقع في كثير من نسخ المصابيح للبغوي في كتاب الأدب في باب حفظ اللسان من الحسان حديث سعيد بن عبد الله الثقفي قلت: يا رسول الله ما أخوف ما تخاف علي؟ قال: فأخذ بلسان نفسه ثم قال: " هذا " هكذا فيه.
وفيه تصحيف وإنما هو سفيان وهو طرف من حديث أخرجه الترمذي وأصله عند ابن مسلم.
سعيد بن عبد العزيز: له أربعة أحاديث عند بقي وصوابه سعيد أبو عبد العزيز كذا في التجريد وقد تقدم في الأول سعيد الشامي أبو عبد العزيز وأن ابن قانع نسبه أنصارياً وذكر الذهبي سعيداً الأنصاري ترجمة مفردة وقال: يأتي بعد ابن عامر وذكر بعد ابن عامر سعيداً يروي عنه ابنه عبد العزيز فهؤلاء الثلاثة واحد.
سعيد: بن عقبة الثقفي الطائفي. وقع ذكره في ترجمة طريح عند ابن منده ظاهر سياقه أنه صحابي ولم يفرده ابن منده بترجمة ولا استدركه أبو موسى فأجاد فإنه غلط نشأ عن خبط وقع في السند وذلك أنه قال في ترجمة طريح ما نصه: أخبرنا سعيد بن يزيد الحمصي حدثنا محمد بن عوف حدثنا محمد بن عبد الله بن حوشب حدثنا ابن إسماعيل بن طريح عن أبيه عن جده أن أبا سفيان رمى جده سعيد بن عقبة بسهم فأصاب عينه...الحديث.
وأورد ابن منده هذا الحديث في ترجمة سعيد بن عبيد بهذا السند لكن قال فيه بعد حوشب: حدثنا إسماعيل بن سعيد بن عبيد الثقفي من أهل الطائف حدثني أبي عن جده أن أبا سفيان رمى جدي سعيد بن عبيد يوم الطائف بسهم...الحديث.
فهذا هو المعتمد والصحبة لسعيد بن عبيد وفي سياق المتن شيء آخر قد بينته في ترجمة سعيد بن عبيد.


سعيد: وقيل معبد بن عمرو التميمي حليف بني سهم كرره الذهبي.
سعيد: بن وقش الأسدي. صحف فيه ابن منده وإنما هو ابن رقيش بالراء مصغراً.
سعيد: بن يزيد الأزدي. تقدم في القسم الأول.
سعيد بالتصغير: تقدم في سعيد بن سهيل في الأول وبيان الوهم فيه.
السين بعدها الفاء
سفيان بن بجير: بموحدة ومعجمة مصغراً وهو ابن مجيب بضم الميم بعدها جيم تقدم.
سفيان بن أبي العوجاء: أبو ليلى. ذكره أبو نعيم وظن أنه والد عبد الرحمن بن أبي ليلى فوهم فوالد عبد الرحمن أنصاري وهذا سلمي وذاك صحابي وهذا تابعي باتفاق البخاري ومسلم وغيرهما.
سفيان بن قيس الكندي: ذكره ابن شاهين وذكر له حديثاً أنه كان مؤذن وفد كندة. واستدركه أبو موسى.
وفيه تصحيف وإنما هو سيف بن قيس أخو الأشعث بن قيس. وقد تقدم على الصواب.
السين بعدها الكاف
سكن بن أبي السكن: استدركه ابن فتحون فوهم فإنه نسبه إلى كتاب ابن حاتم وأنه ذكره في ترجمة عثمان بن وكيع قال: كان فينا سبعة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم منهم سكن بن أبي السكن.
قلت: وهم وفيه ابن فتحون وهماً شنيعاً وذلك أن سكن بن أبي السكن هو الذي روى عن عثمان بن وكيع أنه كان فيهم سبعة من الصحابة وذلك واضح في كتاب ابن أبي حاتم. وسكن هذا يروي عن أتباع التابعين ولقد لقيه علي بن المديني وطبقته. والعجب أن الذهبي ذكره بما ذكره ابن فتحون فشاركه في الوهم.
سكينة: ذكره أبو موسى في الذيل وروى من طريق المحاملي حدثنا أبو حاتم الرازي حدثنا الحسن بن عبيد بن عبد الله بن زياد بن سكينة حدثني أبي عن جدي عن أبيه عن جده سكينة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " لو أن الدين معلق بالثريا " ... الحديث. قال: وقال سكينة: أوصى إلي النبي صلى الله عليه وسلم: ألا أسأل أحداً شيئاً.
قال أبو موسى: هذا وهم وإنما هو سفينة بالفاء لا بالكاف ثم أسنده من وجه آخر عن أبي حاتم الرازي كذلك.
قلت: وكذا رويناه من طريق عبد الغني بن سعيد المصري بإسناده عن أبي حاتم كذلك وزاد في أوله: أنه صلى الله عليه وسلم قال لأبي أيوب: لا تعيره بالفارسية.
السين بعدها اللام
سلام: بن عمرو اليشكري. تقدم في الأول.
سلام: بن قيس الحضرمي. سمع النبي صلى الله عليه وسلم. روى عنه عمرو بن ربيعة. ذكره هكذا البخاري وتبعه ابن عدي وقال: لا يعرف. واستدركه مغلطاي في كتابه الإمامة. وهو خطأ نشأ عن تصحيف في اسم أبيه. والصواب قيصر وقد تبدل الصاد سيناً وقد قيل في اسمه هو سلامة بزيادة هاء وقد تقدم ذكره في رواية عمرو بن ربيعة في الأول.
سلمان الخير: فرق بعضهم بينه وبين سلمان الفارسي وهو هو ونبه على ذلك ابن حبان.
سلمة الأنصاري: جد عبد الحميد بن يزيد بن سلمة غاير بينه وبين سلمة بن يزيد وهما واحد.
سلمة بن أبي سلمة الجرمي: أفرده بعضهم وأورده فيمن اسمه سلمة بفتح اللام وهو وهم على وهم فإنه بكسر اللام وهو والد عمرو واسم أبيه قيس على الصحيح. وقد تقدم على الصواب في الأول وأن بعضهم وحد بينه وبين سلمة بن نفيع والراجح التعدد.
سلمة الهذلي: فرق أبو يعلى بينه وبين سلمة بن المحبق. وتبعه أبو نعيم. وكذا هو في مسند بقي بن مخلد وعلم له الذهبي علامة بقي بن مخلد فإنه أخرج له حديثين وكل ذلك وهم فإنهما واحد وقد نبه على ذلك أبو موسى فأصاب.
سلمة بن المجر: ذكره ابن شاهين مختصراً وقال: إن لهم مسجداً بالكوفة وتبعه أبو موسى ولم يتعقبه وهو وهم نشأ عن تصحيف وإنما هم سلمة المجر جد سمرة بن معاوية بن عمرو بن سلمة الماضي في القسم الأول وكان سلمة المذكور قبل الإسلام. والمجر بالجيم بغير موحدة كما تقدم.
سلم بن يزيد: روى عن النبي صلى الله عليه وسلم وعنه يزيد بن أبي حبيب قال أبو عمر: حديثه عندي مرسل.
قلت: لم أر من ذكره في الصحابة قبله بل قال ابن أبي حاتم: روى عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلاً وذكره ابن حبان في ثقات التابعين وأنه روى عن أنس ثم إنني رأيت في عدة نسخ من الاستيعاب أن اسم أبيه نذير بالنون والذال مصغراً وآخره راء والمعروف فيه إنما هو يزيد بالتحتانية والزاي وآخره دال بغير تصغير.
سلمى: خادم للنبي صلى الله عليه وسلم.


ذكره ابن شاهين وتبعه أبو موسى فأخرج من طريق جعفر الصادق عن أبيه عن سلمى خادم النبي صلى الله عليه وسلم أن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم كن يجعلن رؤوسهن أربعة قرون فإذا اغتسلن جمعنها...الحديث.
وسلمى امرأة وهي أم رافع زوجة أبي رافع فظن أن قوله خادم النبي صلى الله عليه وسلم رجلاً وليس كذلك.
وذكر ابن شاهين وأبو موسى من طريقه أن الراوي قال مرةً في هذا الحديث: عن سالم خادم النبي صلى الله عليه وسلم فكأنه تغير من سلمى. والله أعلم.
سليط بن سليط: أورده ابن منده عن سليط بن سليط بن عمرو وهما واحد.
سليط بن عمرو: بن مالك بن حسل العامري.
أفرده الطبراني ومن تبعه عن سليط بن عمرو بن عبد شمس وهو هو فعمرو والده هو ابن عبد شمس بن عبد ود بن نصر بن مالك فنسب إلى جد أبيه فظنوه آخر ولكن القصة واحدة وهو كونه كان الرسول إلى هوذة بن علي.
السليل الأشجعي: ينظر من القسم الأول فقد جزم ابن منده وابن ماكولا بأنه وهم وأن الصواب أبو السليل الذي يروي عن أبي المليح.
سليمان أبو عثمان: قال الحاكم في علوم الحديث: أدخله علي بن سعيد العسكري وغيره في الصحابة وأخرج من طريق زهير بن محمد عن عثمان بن سليمان عن أبيه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في المغرب بالطور قال الحاكم: وهذا معلوم من ثلاثة أوجه: أحدها أن عثمان إنما هو ابن أبي سليمان وأبو سليمان هو ابن محمد بن جبير بن مطعم فليس لأبيه صحبة. ثانيها أن عثمان إنما رواه عن نافع بن جبير عن أبيه فسقط نافع بن جبير. ثالثها أن سليمان لم يسمع من النبي صلى الله عليه وسلم.
قلت: الثالث نتيجة ما قبله.
سلمان بن جابر: وقع حديثه في معجم ابن الأعرابي من رواية قرة عن سليمان بن جابر قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وعليه بردة وإن هدبها لعلى قدميه فقلت: أوصني. فقال: " لا تحقرن من المعروف شيئاً... " الحديث.
وقرأت بخط مغلطاي أن ابن منده أورده في تاريخه في ترجمة محمد بن الصلت بن غالب الهجيمي.
قلت: وسليمان هذا صوابه سليم وهو أبو جري الهجيمي وسليمان تصحيف.
سليمان بن سعد: تابعي. أرسل حديثاً فذكره بعضهم في الصحابة.
قال ابن أبي حاتم: روى عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلاً روى عنه موسى بن أبي عائشة.
سليمان بن مسهر: ذكره الطبري في الصحابة وهو وهم فروى ابن منده من طريق أبي حريز أن رفاعة حدثه أن صاحباً له قال له: انطلق بنا إلى المختار فإنه يدعو إلى نصرة آل محمد فدخلنا عليه قال: فذكر كلمة فأهويت إلى قائم السيف فذكرت كلمة سليمان بن مسهر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إذا ائتمنك رجل على دمه فلا تقتله " .
قال ابن منده: هذا وهم والصواب عن رفاعة عن عمرو بن المحبق.
قلت: الذي يظهر أن أبا حريز وهم في اسم والد سليمان بن صرد فإن الحديث رواه ابن أبي ليلى عن أبي عكاشة عن رفاعة عن سليمان بن صرد فإن كان أبو حريز حفظ فيه سليمان بن مسهر فيكون من رواية تابعي عن تابعي فإن رفاعة تابعي وسليمان بن مسهر تابعي أيضاً مشهور في تابعي أهل الكوفة والمتن معروف من رواية رفاعة عن عمرو بن المحبق كما قال ابن منده أخرجه النسائي وابن ماجه وقد ذكرته من طريق أبي حريز في ترجمة المختار مطولاً.
سليم غير منسوب: استدركه ابن فتحون وهو وهم نشأ عن تصحيف فأخرج بإسناده من طريق ابن عيينة عن إسحاق بن أبي طلحة أنه سمع أنس بن مالك يقول: صليت أنا وسليم في بيتنا خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم وصلت أمي من ورائنا. هكذا أخرجه من جزء يحيى بن يحيى النيسابوري المشهور عن ابن عيينة.
والحديث في الجزء المذكور على الصواب بلفظ صليت أنا ويتيم كذا أخرجه البخاري من رواية ابن عيينة وقد قيل إن اسم اليتيم المذكور ضميرة.
سليم الضبي: ذكره الخطيب في المؤتلف من طريق محمد بن هارون بن حميد المجدر عن الحسن بن شاذان الواسطي قال: حدثنا أبو عاصم حدثنا أبو نعامة العدوي عن عبد العزيز بن بشير عن سليم الضبي قال: قلت: يا رسول الله إن أبي كان يقري الضيف ويفعل كذا لأشياء عدها فقال: أدرك الإسلام؟ قلت: لا. قال: ليس بنافعه. فلما رأى ما بي قال: إنه لا يزال ذلك في عقبه لا يظلمون ولا يستذلون ولا يفتقرون.
قال الخطيب: كذا قال وإنما هو سلمان.


قلت: هو ابن عامر الضبي الصحابي المشهور كذا أخرجه الطبراني والحاكم والدارقطني والخطيب في المؤتلف من طرق: عن أبي عاصم عن أبي نعامة عن عبد العزيز بن بشير عن جده سلمان بن عامر الضبي وهو الصواب.
سليم بن خالد: الأنصاري الزرقي.
قال ابن عساكر: أدرك النبي صلى الله عليه وسلم وخرج إلى الشام غازياً.
وقال الواقدي: كان يحمل لواء شرحبيل بن حسنة.
قلت: هكذا استدركه مغلطاي وحرف اسم والده وإنما هو خلدة كما تقدم في القسم الأول.
سليم: مصغراً ابن عامر الخبائري. تابعي استدركه مغلطاي وقال: روى شعبة عن يزيد بن حمير: سمعت سليم بن عامر وكان قد أدرك النبي صلى الله عليه وسلم.
قال ابن عساكر: ورواية من روى: وكان أدرك النبي صلى الله عليه وسلم أصح.
قلت: ما رأيت هذا الذي نقله عن ابن عساكر في ترجمة سليم من تاريخه بل ذكر الرواية التي فيها أدرك أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فقط نعم ذكر ذلك المزي في ترجمته لكن عبر بالصحيح وهو الصواب فإن سليم بن عامر هذا تابعي مشهور. ذكره ابن سعد في الطبقة الثالثة قال: وكان ثقة قديماً.
وقال ابن معين في تاريخه: كان يقول: استقبلت الإسلام من أوله وزعم أنه قرئ عليه كتاب عمر ومراده بقوله: استقبلت... إلى آخره المبالغة في إدراكه أيام الفتوح وحضوره كتاب عمر يجوز أن يكون وهو صغير فقد قال أبو حاتم في المراسيل: روى عن عوف بن مالك مرسلاً ولم يدرك المقداد بن الأسود ولا عمرو بن عبسة وأرخوا وفاته سنة ثلاثين.
وقد تقرر عند أهل الحديث أنه لم يبق أحد من الناس على رأس المائة من يوم قال النبي صلى الله عليه وسلم قبل وفاته بشهر: " لا يبقى على الأرض ممن هو عليها اليوم أحد " فكان آخر من ضبطت وفاته ممن رأى النبي صلى الله عليه وسلم أبو الطفيل عامر بن واثلة.
واختلف في سنة وفاته فأنهى ما قيل فيها سنة عشر ومائة وذلك عند تكملة المائة سواء فظهر أن قول من قال في الرواية المذكورة: إنه أدرك أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم هو الصواب: والله أعلم.
السين بعدها الميم
سمالي بن هزال: ينظر من القسم الأول.
وقد ذكر فيه أن أبا موسى أشار إلى أنه وهم وأن الصواب قصة ماعز مع هزال التي ستأتي في حرف الهاء.
السين بعدها النون
سناح العبسي: أحد التسعة من بني عبس. ذكره الطبري وغيره وهكذا استدركه ابن فتحون وكذا رأيته في التجريد للذهبي وهو وهم نشأ عن تصحيف. والصواب سباع بكسر المهملة ثم موحدة خفيفة وآخره عين.
سنان بن روح: كذا ذكره بعضهم. والصواب سيار بتحتانية وآخره راء.
سنان بن سعد: وقع ذكره في الإحياء للغزالي في أواخر كتاب الفقر والزهد من الربع الأخير وهو ربع المنجيات قال فيه: وعن سنان بن سعد قال: حيكت للنبي صلى الله عليه وسلم جبة من صوف وجعلت حاشيتها سوداء فلما لبسها قال: انظروا ما أحسنها وما لبسها فقام إليه أعرابي فقال: يا رسول الله هبها لي. قال: وكان إذا سئل شيئاً لم يبخل به فدفعها إليه وأمر أن تحاك له جبة أخرى فمات وهي في المحاكة.
قال شيخنا في تخريجه هذا الحديث: أخرجه الطيالسي والطبراني من حديث سهل بن سعد وهو عند الطبراني بالقصة الأخيرة ووقع في كثير من نسخ الأحياء سنان بن سعد وهو غلط. والله أعلم.
سنان بن سلمة: أورده ابن شاهين وأورد له حديثين من رواية سلمة بن جنادة عنه وأفرده عن سنان بن المحبق وهو وهم. وسنان له رؤية لا سماع وقد خبط فيه أبو عمر فقال: سنان بن سلمة الأسلمي بصري. روى عنه قتادة ومعاذ بن سعد في حديثه اضطراب.
قلت: فوهم في نسبه وإنما هو هذلي. وقد بين البغوي سبب الوهم وأن بعض الرواة توهم صحبته من إرسال الحديث فأخرج من طريق ابن أبي ليلى عن عبد الكريم بن أبي المخارق عن معاذ بن سعد عن سنان بن سلمة أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث ببدنتين مع رجل...الحديث.
قال: ورواه ابن جريج عن عبد الكريم عن معاذ بن سعد عن سنان بن سلمة عن أبيه وكانت له صحبة فذكره. وهذا هو الصواب. وقد تقدم شيء منه في القسم الثاني.
سندر: أبو الأسود. استدركه أبو موسى وأورد من طريق ابن لهيعة عن يزيد عن أبي الخير عن سندر رفعه: " أسلم سالمها الله... " الحديث. وفيه: تجيب أجابت.


قلت: قد ذكره ابن منده فلا يستدرك وكأن أبا موسى لما رآه في هذه الرواية كنى أبا الأسود ظنه آخر. وليس كذلك فإنه كنيته أبو الأسود وله ولد اسمه عبد الله كني به أيضاً. وسيأتي فيمن اسمه عبد الله.
السين بعدها الهاء
سهل بن ثعلبة: بن جزء الزبيدي. روى عن النبي صلى الله عليه وسلم في النهي عن استقبال القبلة للبول. رواه الليث عنه عنه قاله البخاري هكذا استدركه ابن فتحون فغلط غلطاً شنيعاً وإنما قال البخاري: سهل بن ثعلبة عن ابن جزء فسقط عن وكيف يتخيل ابن فتحون أن الليث يروي عن صحابي وقد أخرج الحديث الطبراني من طريق سهل عن عبد الله بن الحارث بن جزء. وسهل معدود في التابعين عند البخاري وأبي حاتم وكل من ذكره.
سهل بن حنظلة: تقدم في الأول كرره في التجريد.
سهل بن الربيع: هو ابن الحنظلية. كرره أبو عمر.
سهل بن أبي سهل: روى عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " تهادوا... " الحديث. وعنه سعيد بن أبي هلال. أورده أبو عمر.
قلت: سهل تابعي أرسل وسعيد لم يلق أحداً من الصحابة.
سهل: كان اسمه حزناً. أفرده ابن منده عن سهل بن سعد فوهمه وبين ذلك أبو نعيم فأجاد.
سهل بن معاذ الجهني: أورده ابن شاهين في الصحابة وهو وهم نشأ عن سقط فإنه أخرج من طريق إسماعيل بن عباس عن أسيد بن عبد الرحمن عن فروة بن مجاهد عن سهل بن معاذ الجهني قال: غزوت مع أبي الصائفة فنزلنا على حصن فضيق الناس المنازل وقطعوا الطرق فبعث النبي صلى الله عليه وسلم منادياً فنادى في الناس: " إن من ضيق منزلاً أو قطع طريقاً فلا جهاد له " .
قلت: لو تدبره ابن شاهين لعلم وجه الوهم فإنه لم يكن في زمن النبي صلى الله عليه وسلم صائفة وسبب هذا الوهم أنه سقط من المتن شيء وذلك واضح فيما أخرجه أحمد من طريق إسماعيل هذه بهذا الإسناد فقال فيه بعد قوله: وقطعوا الطرق: فقام معاذ بن أنس في الناس فقال: أيها الناس إنا غزونا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم غزوة كذا فضيق الناس المنازل وقطعوا الطرق فبعث...فذكره.
وهو عند أبي داود دون القصة وعنده من طريق الأوزاعي عن أسيد أيضاً.
وأخرجه الطبراني من الوجهين. وعند أبي يعلى من هذا الوجه عن سهل بن معاذ: غزوت مع أبي الصائفة في زمن عبد الملك بن مروان وعلينا عبد الله بن عبد الملك فضيق الناس المنازل فقال معاذ: أيها الناس إني غزوت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم...فذكره فظهر أن الصحابي في هذا الحديث هو معاذ بن أنس لا ابنه سهل.
سهل بن يوسف: ذكره الذهبي من مسند بقي فوهم فإنه من أتباع التابعين. وقد تقدم حديثه في ترجمة سهل بن مالك وهو جده.
سهم غير منسوب: ذكره الباوردي وأورد من طريق أبي حاتم أنه جلس إلى جنب إياس بن سهم فقال: ألا أحدثك عن أبي عن النبي صلى الله عليه وسلم كذا قال وإنما هو سهل باللام. وقد أخرجه مطين بن محمد بن يزيد شيخ الباوردي فيه على الصواب. وقد تقدم في أواخر من اسمه سهل مع الكلام عليه.
السين بعدها الواو
سواء بن قيس المحاربي: فرق ابن شاهين بينه وبين سواء بن الحارث وهو هو.
سوادة بن عمرو: روى عنه أبو سلمة بن عبد الرحمن ذكره أبو عمر مغايراً لسواد بن عمرو وهو هو والعجب أنه نبه في ترجمة سواد بن عمرو على أنه يقال فيه بزيادة هاء وكأنه أشار إلى صنيع ابن أبي حاتم فإنه ذكر سواد بن عمرو وفيمن اسمه سواد بلا هاء وذكر قصته في الخلوق وأن النبي صلى الله عليه وسلم طعنه في بطنه فسأله أن يقتص منه فكشف عن بطنه وشرع يقبله وذكر قبل ذلك فيمن اسمه سوادة بزيادة الهاء هذه القصة بعينها لسوادة بن عمرو وقال في كل منهما: روى عنه الحسن البصري وكان ذكره قبل ذلك على صورة أخرى كما سأبينه في الذي بعده.
سوار بن خالد: تقدم في سواء بغير راء.
سوار بن عمرو: ذكره ابن أبي حاتم في أول من اسمه سوار بتشديد الواو وبعد الألف راء فقال: بصري روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه نخسه بجريدة النخل فطالبه بالقصاص.
روى عنه الحسن البصري كذا قال.
وهو تصحيف شنيع لم يتابعه عليه ابن عبد البر ولا غيره.
والصواب من هذا كله أن اسم الرجل سوادة بزيادة هاء وقد أشرت إلى ذلك في القسم الأول وسقت حديثه من عند البغوي في ترجمة سواد بن غزية لمعنى اقتضى ذلك.


سوار بن غزية: كذا وقع في بعض النسخ من الدارقطني. والصواب سواد كما تقدم إيضاحه في القسم الأول.
سويبق بن حاطب: أفرده أبو عمر ولم ينبه على أنه تقدم في سبيع.
سويد بن جبلة الفزاري: ذكره أبو عمر الدمشقي في مسند الشاميين وهو غلط وليست له صحبة. وحديثه مرسل قاله ابن أبي حاتم. وقال الدارقطني وابن منده: لا يصح له صحبة وحديثه مرسل.
قلت: له حديثان مرسلان أحدهما أخرجه البغوي وغيره من طريق الجراح بن مليح عن الزبيدي عن لقمان بن عامر عن سويد بن جبلة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " لتزدحمن هذه الأمة على الحوض... " الحديث.
وأخرجه ابن حبان في صحيحه والطبراني في مسند الشاميين من طريق عبد الله بن سالم عن الزبيدي بهذا الإسناد فقال: عن سويد بن جبلة عن العرباض بن سارية.
وله عند الطبراني عن العرباض من هذا الوجه حديث آخر.
ومن هذا الوجه أيضاً عنده عن عمرو بن عنسة.
الحديث الثاني أخرجه ابن شاهين وغيره من طريق بقية عن الزبيدي عن راشد بن سعد عن سويد بن جبلة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " العارية مؤداة... " الحديث وهذا أخرجه النسائي من طريق الحجاج بن فرافصة عن الزبيدي عن أبي عامر عنه عن أبي أمامة. وهو الصواب.
سويد بن جملة: ذكره ابن شاهين وساق الحديث الثاني في ترجمة الذي قبله فصحف أباه.
سويد بن الصامت بن خالد: بن عقبة الأوسي. ذكره ابن شاهين وقال: شك في إسلامه. وقال أبو عمر: أنا أشك فيه كما شك غيري. ذكره بعضهم معتمداً على ما روى ابن إسحاق عن عاصم بن عمرو عن أشياخ من قومه قالوا: قدم سويد بن الصامت معتمراً فدعاه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الإسلام فلم يبعد وقال: إن هذا القول حسن؟ ثم انصرف فقتل فكان رجال من قومه يقولون: إنا لنراه مسلماً. قلت: فإن صح ما قالوا لم يعد في الصحابة لأنه لم يلق النبي صلى الله عليه وسلم مؤمناً.
سويد بن صبيع: وقع ذكره في رسالة الغفران لأبي العلاء المعري بما يوهم أن له صحبة وليس كذلك فقال أبو العلاء ما نصه: ولو أدرك سويد بن صبيع لشاغبه أيام الربيع وسويد هو الذي يقول:
إذا طلبوا مني اليمين منحتهم ... يميناً كبرد الأتحمي الممزق
وإن أحلفوني بالطلاق أتيتها ... على خير ما كنا ولم نتفرق
وإن أحلفوني بالعتاق فقد درى ... عبيد غلامي أنه غير معتق
وكان يألف فراش سودة أم المؤمنين ويعرف مكانه الرسول ولا يتحرى عنه فسألني بعض المشايخ عن ترجمة سويد هذا وتوهم أنه صحابي لكنه لم يجد من يعرف بحاله وأنه كشف الاستيعاب وما استدرك عليه فلم يجد له ذكراً وكشف أنساب بني عامر بن لؤي رهط سودة فلم يذكروه فأجبته بأن سويداً شاعر إسلامي وكان ماجناً وشعره يدل على كل من الأمرين المستتر والضمير في قول المعمري وكان ليس هو لسويد وإنما هو للذي خاطبه المعري بالرسالة المذكورة وإنه شرع بعد أن أجابه عن مراسلته له يمدحه ويصفه بأنه لو أدرك فلاناً لعرفه ولو عاصر فلاناً إلى غير ذلك حتى ذكر عدداً من الناس لكنه اقتصر منهم على من يسمى الأسود أو من يشتق اسمه من السواد لأن لون الذي خاطبه كان إلى السواد أقرب فإذا تقرر هذا عرف أن الضمير في قوله وكان للمخاطب لا لسويد بن صبيع. والله أعلم.
سويد بن عامر: بن يزيد بن حارثة الأنصاري.
تابعي صغير. لجده صحبة وأما هو فأخرج له البغوي وأبو يعلى من طريق مجمع بن يحيى قال: سمعت سويد بن عامر أحد عمومتي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " بلوا أرحامكم ولو بالسلام " .
قال ابن حبان في ثقات التابعين: حديثه مرسل. وقال البغوي وابن منده: لا صحبة له.
سويد الجهني: والد عقبة. غاير البغوي بينه وبين سويد الأنصاري وهو هو فإنه جهني حالف الأنصار.
السين بعدها الياء
سياه: ذكره ابن قانع كذا استدركه في التجريد وليس عند ابن قانع إلا سيابة بزيادة موحدة بعد الألف. وقد مضى في الأول.
سيف بن ذي يزن ملك حمير: ذكره ابن منده في الصحابة وقال: أدرك النبي صلى الله عليه وسلم وأخبر جده عبد المطلب بنبوته وصفته ثم ساق في ترجمته حديث أنس أن ملك ذي يزن أهدى لرسول الله صلى الله عليه وسلم حلة.


قلت: مات سيف قبل المبعث والذي أهدى إلى النبي صلى الله عليه وسلم وكاتبه ولده زرعة كما تقدم في ترجمته.
وروى ابن هشام في الدفائن بسند منقطع عن النبي صلى الله عليه وسلم أن ظئره زوج حليمة أخبرهم أنهم لما أرادوا دفن سلول بن حبيشة وقفوا على باب مغلق فإذا فيه سرير عليه رجل وعند رأسه كتاب فيه: أنا أبو شمر ذو النون فقال ذو النون: هو سيف بن ذي يزن.
قلت: وهو صريح في أنه مات قبل البعثة ولو كانوا يذكرون في الصحابة من فاه بذكر النبي صلى الله عليه وسلم ممن مات قبلهم للزمهم ذكر تبع ومسعر وسطيح وقس بن ساعدة وجمع كثير نحوهم.
آخر المجلد الأول من كتاب الإصابة في أسماء الصحابة لشيخ الإسلام قاضي القضاة أبي الفضل بن حجر الكناني العسقلاني أمتع الله المسلمين ببقائه وأدام علومه في معالي ارتقائه آمين آمين آمين.
يتلوه إن شاء الله تعالى في أول المجلد الثاني حرف الشين المعجمة القسم الأول والحمد الله أولاً وآخراً ظاهراً وباطناً. حسبنا الله ونعم الوكيل. وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم تسليماً أبداً إلى يوم الدين. ووافق الفراغ من تعليقه يوم الأحد 13جمادى الأول سنة 842، أحسن الله العواقب بمنه وكرمه آمين. والحمد لله رب العالمين. ولا حول ولا قوة إلا بالله العظيم وأمامه في الهامش: مررت على هذا الجزء من أوله إلى آخره. كتبه علي الحلبي الشافعي. عفي عنه.