الإصابة - حرف الصاد المهملة
القسم الأول
الصاد بعدها الألف
صالح الأنصاري: من بني سالم.
ذكره أبو نعيم في الصحابة وروى أبو يعلى من طريق سعيد بن عبد الرحمن بن أبي سعيد الخدري عن أبيه عن جده قال: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فمر بقرية بني سالم فهتف برجل من أصحابه يقال له صالح فخرج إليه الحديث في قوله: " الماء من الماء " وهذا الحديث في الصحيح من طريق أبي صالح عن أبي سعيد ولم يسم الرجل واسمه عبد الغني في المبهمات واستدل بهذا الحديث من طريق أبي يعلى وإسناده حسن وقد روى الباوردي من طريق محمد بن عبيد الله بن أبي رافع عن أبيه فيمن شهد بدراً وشهد صفين مع على صالح الأنصاري فما أدري هو ذا أو غيره.
صالح بن عدي: مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم هو شقران تقدم.
صالح بن عبد الله: النحام يأتي في نعيم.
صالح القرظي: سار من مصر إلى المدينة مع مارية القبطية كذا ذكره بن الأثير مختصراً والصواب القبطي.
قلت: أخذه من ترجمة مارية من المعرفة لأبي نعيم فإنه أخرج من طريق يعقوب بن محمد عن مجاشع بن عمرو عن الليث عن الزهري حدثني أنس أن صالحاً القبطي خرج مع مارية ولم يهده المقوقس وإنما كان اتبعها من قريتها وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم أنزلها منزل أبي أيوب ومجاشع ضعيف.
صالح بن المتوكل: مولى مازن بن الغضوبة.


قال بن منده: روى علي بن حرب عن الحسن بن كثير بن يحيى بن أبي كثير عن أبيه عن جده قال كان أبي أبو كثير رجلاً وسيماً جميلاً فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمازن: " من هذا الذي معك؟ " قال: هذا غلامي صالح بن المتوكل قال: " استوص به خيراً " . فأعتقه عند النبي صلى الله عليه وسلم.
قال بن منده: قتل صالح هو ومولاه مازن في خلافة عثمان ببرذعة.
صالح غير منسوب: روى بن منده من طريق العرزمي عن الكلبي عن أبي صالح عن بن عباس قال: جاء رجل يقال له صالح بأخيه إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله أريد أن أعتق أخي هذا فقال: " إن الله قد أعتقه حين ملكته " إسناده ضعيف جداً.
وأخرجه الدارقطني من طريق العرزمي وقال العرزمي: تركه بن المبارك والقطان وابن مهدي والكلبي هو القائل: كل ما حدثت عن أبي صالح كذب.
قلت: ولكن وجدت له طريقاً أخرى قال زكريا الساجي حدثنا أحمد بن محمد حدثنا سليمان بن داود حدثنا حفص بن سليمان عن بن أبي ليلى عن عطاء عن بن عباس رضي الله عنهما: كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم مولى يقال له صالح فاشترى أخاً له مملوكاً فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " قد عتق عليه حين ملكه " وابن أبي ليلى هو محمد سيىء الحفظ وحفص بن سليمان هو القاري واهي الحديث وسليمان بن داود إن يكن الشاذكوني فمعروف الحال وإلا فلينظر فيه.
وقال البيهقي: حفص ضعفه شعبة وأحمد ويحيى وغيرهم من أئمة الحديث.
صامت: مولى حبيب بن خراش حليف الأنصار: زعم بن الكلبي أنه شهد بدراً هو ومولاه واستدركه بن فتحون وابن الأثير.
الصاد بعدها الباء
صباح: بضم أوله بن العباس العبدي أحد الوفد مع الجارود وأظنه أخا صحار بن العباس الآتي قريباً ذكر وثيمة في الردة أنه شيع أبان بن سعيد لما بلغهم موت النبي صلى الله عليه وسلم حتى ورد على أبي بكر في ثلاثين من قومه وفي ذلك يقول أبان:
جزى الجارود خيراً ... عن أبان بن سعيد
وصباح وأخوه ... هرم خير عميد
وذكر الطبري عن سيف أن خالد بن الوليد أرسل بخمس ما ظفر به من بني تغلب مع صباح فما أدري أراد هذا أم لا.
صباح: مولى العباس بن عبد المطلب روى عمر بن شبة من طريق صالح بن أبي الأخضر عن عمر بن عبد العزيز أن النبي صلى الله عليه وسلم استعمل صباحاً مولى العباس بن عبد المطلب فأعطاه عمالته.
وقرأت في المبهمات لابن بشكوال قال: قرأت بخط بن حبان قال: ذكر عبد الله بن حسين الأندلسي في كتابه في الرجال عن عمر بن عبد العزيز أن المنبر عمله صباح مولى العباس.
صبرة: بفتح أوله وكسر ثانيه والد لقيط بن صبرة.
ذكره بن شاهين في الصحابة قال: حدثنا يوسف بن يعقوب بن إسحاق حدثني جدي إسحاق بن بهلول حدثنا محبوب عن إسماعيل بن مسلم المكي عن عبادة بن كثير عن أبي هاشم عن لقيط بن صبرة قال: قال صبرة سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " لا تحسبن " ولم يقل ولا تحسبن - يعني بفتح السين - قال فأخبرت عبد الله بن كثير المكي فقال: والله لا أدعها حتى أموت. قلت: عبادة والراوي عنه ضعيفان والحديث مخرج في السنن وصحيح بن حبان وغيرهما من طرق عن أبي هاشم عن لقيط بن صبرة عن النبي صلى الله عليه وسلم ليس فيه قال: قال صبرة وهو طرف من حديث طويل في قصة وقعت للقيط مع النبي صلى الله عليه وسلم وهي مذكورة في ترجمته في حرف اللام فإن كان عبادة حفظه فلعل صبرة كان مع ولده لما وفد ويغلب على ظني أنه غلط لكن كتبته هنا للاحتمال.
صبيح: بالتصغير مولى أم سلمة: روى الطبراني في الأوسط من طريق إبراهيم بن عبد الرحمن بن صبيح مولى أم سلمة عن جده صبيح قال كنت بباب رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاء علي وفاطمة والحسن والحسين فجلسوا فجاء النبي صلى الله عليه وسلم فجللهم بكساء له خيبري الحديث وقال لا يروي عن صبيح إلا بهذا الإسناد وقد رواه السدي عن صبيح عن زيد بن أرقم.
قلت: صبيح شيخ السدي وصفوه بأنه مولى زيد بن أرقم وأنه تابعي فإن كانت رواية إبراهيم محفوظة فهما اثنان وكلام أبي حامد يقتضي أنهما واحد.
صبيح مولى أسيد: ذكره يعقوب بن شيبة في مسنده من طريق بن جريج عن عكرمة في قوله تعالى:


" ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي " الأنعام:25 " الآية قال: منهم صبيح مولى أسيد وهو عند سعد بن داود في تفسيره عن حجاج عن بن جريج وفيه كانوا ثلاثة عمار بن ياسر وسالم مولى أبي حذيفة وصبيح.
صبيح: مولى أبي العاص بن أمية ويقال مولى أبي أحيحة سعيد بن العاص وهو قول الأكثر.
وذكره بن إسحاق في المغازي وقال: خرج إلى بدر فمرض فحمل النبي صلى الله عليه وسلم على بعيره أبا سلمة بن عبد الأسد ثم شهد المشاهد بعدها وحكى بن سعد أنه هو الذي حمل أبا أسامة وذكره بن ماكولا.
صبيح: بالتصغير والد أبي الضحى مسلم بن صبيح قال وهو مولى سعيد بن العاص.
قلت: وهو عندي غير هذا وقال أبو حاتم صبيح مولى العاص ذكر بعض الناس أنه تجهز إلى بدر فذكر نحو ما قال بن إسحاق وذكره بن ماكولا.
صبيح مولى حويطب: بن عبد العزى.
قال بن السكن وابن حبان: يقال له صحبة وقال البخاري في تاريخه عبد الله بن صبيح عن أبيه كنت مملوكاً لحويطب هو خال محمد بن إسحاق انتهى.
وروى بن السكن والباوردي من طريق بن إسحاق عن خاله عن عبد الله بن صبيح عن أبيه وكان جد بن إسحاق أبا أمه قال: كنت مملوكاً لحويطب فسألته الكتابة ففي أنزلت: " والذين يبتغون الكتاب " النور:23 الآية قال بن السكن لم أر له ذكراً إلا في هذا الحديث.
صبيحة: بن الحارث بن حميد بن عامر بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة التيمي.
من مسلمة الفتح وهو أحد من بعثه عمر لتحديد أنصاب الحرم وسيأتي ذكر ابنه عبد الرحمن ذكره أبو عمر.
قال الفاكهي عن الزبير بن بكار نحوه لكن قال: جبلة بدل حميد وروايته في الأصل المعتمد منه مضبوطاً بالتصغير قال: وكان عمر قد دعاه إلى صحبته في سفر خرجه إلى مكة فوافقه وكذا ذكره الرشاطي كالفاكهي وهو في كتاب النسب للزبير بن بكار وهو الصواب في اسم جده.
صبيرة بن سعد بن سهم يأتي في الثالث:
الصاد بعدها الحاء
صحار بن صخر في الذي بعده: صحار بن العباس: ويقال بتحتانية وشين معجمة ويقال عابس حكاهما أبو نعيم ويقال بن صخر بن شراحيل بن منقذ بن عمرو بن مرة العبدي.
قال البخاري: له صحبة وقال بن السكن له صحبة حديثه في البصريين وكان يكنى أبا عبد الرحمن بابنه.
وقال بن حبان: صحار بن صخر ويقال له صحار بن العباس له صحبة سكن البصرة ومات بها وروى أحمد وأبو يعلى والبغوي والطبراني من طريق يزيد بن الشخير عن عبد الرحمن بن صحار العبدي عن أبيه سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: " لا تقوم الساعة حتى يخسف بقبائل من بني فلان وبني فلان " قال: فعرفت أن بني فلان من العرب لأن العجم إنما تنسب إلى قراها لفظ أبو يعلى وفي رواية البغوي عن عبد الرحمن بن صحار وكان من عبد القيس قال البغوي لا أعلمه روى غير هذا.
وروى بن شاهين له بهذا الإسناد أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله إني رجل مسقام فأحب أن تأذن لي في جرة أنتبذ فيها وأورد له حديثاً آخر بسند ضعيف.
وأخرج البغوي من طريق خلدة بنت طلق حدثني أبي أنه كان عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاء صحار عبد القيس فقال يا رسول الله ما ترى في شراب نصنعه في أرضنا الحديث.
وروى عنه أيضاً ابنه جعفر بن صحار ومنصور بن أبي منصور وجيفر بن الحكم.
وقال بن حبان في الصحابة: مات بالبصرة.
قلت: ولصحار أخبار حسان وكان بليغاً مفوهاً ذكر الجاحظ في الحيوان أنه قيل له ما يقول الرجل لصاحبه عند تذكيره إياه أياديه وإحسانه؟ قال يقول أما نحن فإنا نرجو أن نكون قد بلغنا من أداء ما يجب لك علينا مبلغاً مرضياً.
قال صحار: وكانوا يستحبون أن يدعوا للقول متنفساً وأن يتركوا فيه فضلاً وأن يتجافوا عن حق إن أرادوه ولم يمنعوا منه.
وقال الجاحظ في كتاب البيان: قال معاوية لصحار ما البلاغة؟ قال الإيجاز قال ما الإيجاز قال ألا تبطىء ولا تخطىء.
وقال الرشاطي: ذكر أبو عبيدة أن معاوية قال لصحار يا أزرق قال القطامي أزرق قال يا أحمر قال الذهب أحمر قال ما هذه البلاغة فيكم؟ قال شيء يختلج في صدورنا فنقذفه كما يقذف البحر بزبده قال فما البلاغة؟ قال أن تقول فلا تبطىء وتصيب فلا تخطىء.


وقال محمد بن إسحاق النديم في الفهرست روى صحار عن النبي صلى الله عليه وسلم حديثين أو ثلاثة وكان عثمانياً أحد النسابين والخطباء في أيام معاوية وله مع دغفل النسابة محاورات.
وقال الرشاطي: كان ممن طلب بدم عثمان.
وروى بن شاهين من طريق حسين بن محمد حدثنا أبي حدثنا جيفر بن الحكم العبدي عن صحار بن العباس ومزيدة بن مالك في نفر من عبد القيس قالوا كان الأشج أشج عبد القيس واسمه المنذر بن عائذ بن الحارث بن المنذر بن النعمان العصري صديقاً لراهب ينزل بدارين فكان يلقاه في كل عام فلقيه عاماً بالزارة فأخبر الأشج أن نبياً يخرج بمكة يأكل الهدية ولا يأكل الصدقة بين كتفيه علامة يظهر على الأديان ثم مات الراهب فبعث الأشج بن أخت له من بني عامر بن عصر يقال له عمرو بن عبد القيس وهو على بنته أمامة بنت الأشج وبعث معه تمراً ليبيعه وملاحف وضم إليه دليلاً يقال له الأريقط فأتى مكة عام الهجرة فذكر القصة في لقيه النبي صلى الله عليه وسلم وصحة العلامات وإسلامه وأنه علمه الحمد " واقرأ باسم ربك " وقال له ادع خالك إلى الإسلام فرجع وأقام دليله بمكة فدخل عمرو منزله فسلم فخرجت امرأته إلى أبيها فقالت له إن زوجي صبأ فانتهرها وجاء الأشج فأخبره الخبر فأسلم الأشج وكتم الإسلام حيناً ثم خرج في ستة عشر رجلاً من أهل هجر منهم من بني عصر عمرو بن المرحوم بن عمرو وشهاب بن عبد الله بن عصر وحارثة بن جابر وهمام بن ربيعة وخزيمة بن عبد عمرو ومنهم من بني صباح عقبة بن حوزة ومطر العنبري أخو عقبة لأمه ومن بني عثمان منقذ بن حبان وهو بن أخت الأشج أيضاً وقد مسح النبي صلى الله عليه وسلم وجهه ومن بني محارب مزيدة بن مالك وعبيدة بن همام ومن بني عابس بن عوف الحارث بن جندب ومن بني مرة صحار بن العباس وعامر بن الحارث فقدموا المدينة فخرج النبي صلى الله عليه وسلم في الليلة التي قدموا في صبحها فقال " ليأتين ركب من قبل المشرق ولم يكرهوا على الإسلام لصاحبهم علامة " فقدموا فقال: " اللهم اغفر لعبد القيس " وكان قدومهم عام الفتح وشخص النبي صلى الله عليه وسلم إلى مكة ففتحها ثم رجع إلى المدينة فكتب عهدا للعلاء بن الحضرمي واستعمله على البحرين وكتب معه إلى المنذر بن ساوي فقدموا فبنوا البيعة مسجداً وأذن لهم طق بن علي فذكر الحديث بطوله.
وبعثه الحكم بن عمرو الثعلبي بشيراً بفتح تمكران فسأله عمر عنها فقال سهلها جبل وماؤها وشل وتمرها دقل وعدوها بطل فقال لا يغزوها جيش ما غربت شمس أو طلعت.
صحار بن عبد القيس لعله الذي قبله نسب إلى جده الأعلى: أخرج أحمد في كتاب الأشربة التي وقع لنا من طريق أبي القاسم البغوي عنه قال حدثنا عبد الصمد حدثنا ملازم بن عمرو السحيمي حدثنا سراج بن عقبة عن عمته خلدة بنت طلق قالت حدثني أبي طلق أنه كان عند رسول الله صلى الله عليه وسلم جالساً فجاء صحار بن عبد القيس فقال يا رسول الله ما ترى في شراب نصنعه بأرضنا من ثمارنا الحديث وقد أخرجه عبد الله بن أحمد في مسند أبيه فقال وجدت بخط أبي وفي روايته فجاء صحار عبد القيس بالإضافة ليس بينهما لفظة بن فتقوى بهذا أنه الأول.
وكذا أخرجه الطبراني في المعجم الكبير من وجه آخر عن ملازم وينبغي أن يحول هذا إلى القسم الرابع.
صحار بن صخر: ذكره محمد بن الربيع الجيزي في الصحابة الذين شهدوا فتح مصر ولعله الذي قبله فقد قيل في اسم والده صخر.
الصاد بعدها الخاء
صخر بن أمية بن خنساء بن عبيد بن عبيد الأنصاري: ذكر يحيى بن سعيد الأموي في المغازي عن بن إسحاق أنه شهد بدراً ووقع في تفسير الثعلبي أن صخر بن خنساء واقع امرأته في رمضان فأنزل الله الكفارة والمشهور أن صاحب قصة الوقاع سلمة بن صخر فلعله تحريف في الرواية المذكورة والله أعلم.
صخر بن جبر الأنصاري: قال أبو موسى ذكره الطبري ولم يخرج له شيئاً.
وذكره سعيد بن يعقوب من طريق موسى بن عبيدة عن أخيه عبد الله عن الحسن عن رجاله قال قال صخر بن جبر قدمنا لأربع مضين من ذي الحجة مهلين بالحج فأمرنا النبي صلى الله عليه وسلم فنقضنا حجنا وجعلناه عمرة الحديث.
وروى الطبراني من طريق جبر بن صخر عن أبيه أنه كان حارس النبي صلى الله عليه وسلم فذكر حديثاً فيحتمل أن يكون هو هذا وافق اسم أبيه كنيته.
صخر بن حرب:


بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف أبو سفيان القرشي الأموي مشهور باسمه وكنيته وكان يكنى أيضاً أبا حنظلة وأمه صفية بنت حزن الهلالية عمة ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم وكان أسن من النبي صلى الله عليه وسلم بعشر سنين وقيل غير ذلك بحسب الاختلاف في سنة موته وهو والد معاوية.
أسلم عام الفتح وشهد حنيناً والطائف كان من المؤلفة وكان قبل ذلك رأس المشركين يوم أحد ويوم الأحزاب ويقال إن النبي صلى الله عليه وسلم استعمله على نجران ولا يثبت قال الواقدي أصحابنا ينكرون ذلك ويقولون كان أبو سفيان بمكة وقت وفاة النبي صلى الله عليه وسلم وكان عاملها حينئذ عمرو بن حزم.
وذكر بن إسحاق أن النبي صلى الله عليه وسلم وجهه إلى مناة فهدمها وتزوج النبي صلى الله عليه وسلم ابنته أم حبيبة قبل أن يسلم وكانت أسلمت قديماً وهاجرت مع زوجها إلى الحبشة فمات هناك وقد روى أبو سفيان عن النبي صلى الله عليه وسلم روى عنه بن عباس وقيس بن حازم وابنه معاوية قال جعفر بن سليمان الضبعي عن ثابت البناني إنما قال النبي صلى الله عليه وسلم " من دخل دار أبي سفيان فهو آمن " لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا آوى بمكة دخل دار أبي سفيان رواه بن سعد.
وروى بن سعد أيضاً بإسناد صحيح عن عكرمة أن النبي صلى الله عليه وسلم أهدى إلى أبي سفيان بن حرب تمر عجوة وكتب إليه يستهديه أدما مع عمرو بن أمية فنزل عمرو على إحدى امرأتي أبي سفيان فقامت دونه وقبل أبو سفيان الهدية وأهدى إليه أدما.
وروى بن سعد من طريق أبي السفر قال لما رأى أبو سفيان الناس يطئون عقب رسول الله صلى الله عليه وسلم حسده فقال في نفسه لو عاودت الجمع لهذا الرجل فضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم في صدره ثم قال: " إذا يخزيك الله " فقال أستغفر الله وأتوب إليه والله ما تفوهت به ما هو إلا شيء حدثت به نفسي.
ومن طريق أبي إسحاق السبيعي نحوه وقال ما أيقنت أنك رسول الله حتى الساعة.
ومن طريق عبد الله بن أبي بكر بن حزم قال قال أبو سفيان في نفسه ما أدري بم يغلبنا محمد فضرب في ظهره وقال: " بالله يغلبك " فقال أشهد أنك رسول الله.
وروى الزبير بن بكار من طريق إسحاق بن يحيى عن أبي الهيثم عمن أخبره أنه سمع أبا سفيان بن حرب يمازح رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيت بنته أم حبيبة ويقول والله هو إلا أن تركتك فتركتك العرب إن انتطحت فيك جماء ولا ذات قرن ورسول الله صلى الله عليه وسلم يضحك ويقول: " أنت تقول ذلك يا أبا حنظلة " !.
وروى الزبير من طريق سعيد بن عبيد الثقفي قال رميت أبا سفيان يوم الطائف فأصبت عينه فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال هذه عيني أصيبت في سبيل الله قال " إن شئت دعوت فردت عليك وإن شئت فالجنة " قال: الجنة.
وروى يعقوب بن سفيان وابن سعد بإسناد صحيح عن سعيد بن المسيب عن أبيه قال فقدت الأصوات يوم اليرموك إلا صوت رجل يقول يا نصر الله اقترب قال فنظرت فإذا هو أبو سفيان تحت راية ابنه يزيد ويقال فقئت عينه يومئذ.
وروى يعقوب أيضاً من طريق بن إسحاق عن وهب بن كيسان عن بن الزبير قال كنت مع أبي عام اليرموك فلما تعبى المسلمون للقتال لبس الزبير لأمته ثم جلس على فرسه وتركني فنظرت إلى ناس وقوف على تل يقاتلون مع الناس فأخذت ترساً ثم ذهبت فكنت معهم فإذا أبو سفيان في مشيخة من قريش فجعلوا إذا مال المسلمون يقولون أيده ببني الأصفر وإذا مالت الروم قالوا يا ويح بني الأصفر وهذا يبعده ما قبله والذي قبله أصح.
وروى البغوي بإسناد صحيح عن أنس أن أبا سفيان دخل على عثمان عبد ما عمي وغلامه يقوده. وروى الأزرقي من طريق علقمة بن نضلة أن أبا سفيان بن حرب قام على ردم المرأتين ثم ضرب برجله فقال سنام الأرض إن له سناماً يزعم بن فرقد أني لا أعرف حقي من حقه لي بياض المروة وله سوادها فبلغ عمر فقال إن أبا سفيان لقديم الظلم ليس لأحد حق إلا ما أحاطت عليه جدرانه.
قال علي بن المديني مات لست خلون من خلافة عثمان وقال الهيثم لتسع خلون وقال الزبير في آخر خلافة عثمان وقال المدائني مات سنة أربع وثلاثين وقيل مات أبو سفيان سنة إحدى وقيل اثنتين وثلاثين في خلافة عثمان وقيل مات سنة أربع وثلاثين قيل عاش ثلاثاً وتسعين سنة.
وقال الواقدي: وهو بن ثمان وثمانين وقيل غير ذلك.
صخر بن سليمان:


ذكر بن منده من طريق الكلبي عن أبي صالح عن بن عباس أنه من جملة البكائين الذين نزلت فيهم: " ولا على الذين إذا ما أتوك لتحملهم " التوبة:2 9 الآية.
صخر: بن صعصعة الزبيدي أبو صعصعة ادعى الهيثم بن سهل أحد المتروكين أنه جد له وأن أباه سهل بن عبد الله بن بحر بن شتر بن مدركة بن صخر بن معاوية.
ثم روى من طريق واهية مجهولة الرواة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لصخر بن صعصعة صاحب النبي صلى الله عليه وسلم " ناد في الناس لا يصحبنا مضعف " ولا مصعب ذكره بن منده.
صخر بن العيلة: بفتح المهملة وسكون التحتانية بن عبد الله بن ربيعة بن عمرو بن عامر بن أسلم بن أحمس البجلي الأحمسي قال بن السكن قال بن ماكولا: كنيته أبو حازم وقال أبو عمر يقال إن العيلة أمه.
ذكره بن سعد في مسلمة الفتح وقال: روى أحاديث وقال البغوي سكن الكوفة.
وأخرج أبو داود حديثه من طريق أبان بن عبد الله بن أبي حازم عن عمه عثمان عن أبيه عن جده صخر بن العيلة أن النبي صلى الله عليه وسلم غزا ثقيفاً فذكر طرفاً من الحديث.
وأورده الفريابي في مسنده مطولاً والبغوي وهو عند بن شاهين من طريق وأوله أخذت عمة المغيرة فقدمت بها إلى المدينة فقام المغيرة فقال يا رسول الله عمتي عند صخر فقال يا صخر إن الرجل إذا أسلم أحرز أهله فرد على الرجل عمته قال البغوي رواه أبو أحمد عن أبان فقال عن صخر ومعمر وغير واحد قالوا عن أبي حازم عن صخر والصواب عندهم رواية أبي نعيم قال البغوي ليس له غيره وأخرج البغوي من طريق أبي نعيم عن أبان بن عبد الله حدثنا عثمان بن أبي حازم عمي عن صخر وروى أحمد عنه أن قوما من بني سليم فروا عن أرضهم حين جاء الإسلام فأخذتها فأسلموا فخاصموني فيها إلى النبي صلى الله عليه وسلم فردها عليهم وقال إذا أسلم الرجل فهو أحق بأرضه وما له وهذا القدر طرف من الحديث الأول.
صخر بن قدامة:العقيلي.
روى الطبراني وابن شاهين من طريق حماد بن زيد عن أيوب عن الحسن عن صخر بن قدامة العقيلي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا يولد بعد مائة سنة مولود لله في حاجة " قال أيوب: فلقيت صخر بن قدامة فسألته عنه فقال: لا أعرفه قال بن شاهين هذا حديث منكر.
وهذا البغدادي يعني محمد بن جعفر بن أعين لا أعرفه.
قلت: هو ثقة مشهور ولم يتفرد به لكن حكى الساجي عن علي بن المديني أنه كان يضعف خالد بن خداش راويه عن حماد بن زيد وعن يحيى بن معين: أن خالداً تفرد عن حماد بأحاديث وأورد بن الجوزي هذا الحديث في الموضوعات ونقل عن أحمد أنه قال: ليس بصحيح وقال بن منده صخر بن قدامة مختلف في صحبته.
قلت: لم يصرح بسماعه من النبي صلى الله عليه وسلم ولم يصرح الحسن بسماعه منه فهذه علة أخرى لهذا الخبر.
صخر بن القعقاع الباهلي خال سويد بن حجير: روى الطبراني وابن منده من طريق قزعة بن سويد الباهلي حدثني أبي حدثني خالي صخر بن القعقعاع قال: لقيت النبي صلى الله عليه وسلم بين عرفة والمزدلفة فأخذت بخطام راحلته فقتل: يا رسول الله ما يقربني إلى الجنة ويباعدني من النار؟ الحديث وفي آخره: " خل خطام الناقة " .
صخر بن نصر: بن غانم بن عامر بن عبد الله بن عبيد بن عويج بن كعب بن لؤي القرشي العدوي.
ذكره موسى بن عقبة وعروة فيمن استشهد بأجنادين.
قال بن عساكر: أدرك النبي صلى الله عليه وسلم ولا أعرف له رواية.
قلت: وزعم سيف أنه قتل باليرموك وذكر الزبير بن بكار أنه استشهد بطاعون عمواس هو وأخوته وأبوهم.
صخر بن واقد بن عصمة الليثي والد شريك تقدم ذكره في ترجمة ابنه سهل.
صخر بن وداعة: وقال بن حبان صخر بن وديعة ويقال بن وداعة الغامدي نسبةً إلى غامد بالمعجمة بن عمرو بن عبد الله بن كعب بن الحارث بطن من الأزد.
وقال البغوي سكن صخر الطائف وقال بن السكن مثله وزاد: يعد في أهل الحجاز.
روى حديثه أصحاب السنن وأحمد وصححه بن خزيمة وغيره وهو: " اللهم بارك لأمتي في بكورها " .
وفي بعض طرقه: وكان صخر رجلاً تاجراً فكان إذا بعث تجاره بعثهم أول النهار فأثرى وكثر ماله قال الترمذي والبغوي: ماله غيره وتعقب بأن الطبراني أخرج له آخر متنه: لا تسبوا الأموات وقال أبو الفتح الأزدي وابن السكن لم يرو عنه إلا عمارة بن حديد.
صخر:


يقال هو اسم أبي حازم والد قيس والراجح أن اسمه عوف وأما صخر أبو حازم فهو بن العيلة صخر الأنصاري: لعله بعض من تقدم جرى ذكره في حديث لأنس أنه قتل في بعض المغازي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فروى بن عساكر من طريق سلمة بن رجاء عن شعبة بن خالد الحذاء عن أنس قال قتل عكرمة بن أبي جهل صخراً الأنصاري فبلغ النبي صلى الله عليه وسلم فضحك فقال الأنصار يا رسول الله أتضحك أن قتل رجل من قومك رجلاً من قومنا؟ فقال: ما ذاك أضحكني ولكنه قتله وهو معه في درجته.
صخر غير منسوب: وقع ذكره في حديث روى الطبراني من حديث موسى بن علي بن رباح عن أبيه عن عقبة بن عامر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من يبلغنا لبن لقاحنا " فقام رجل فقال: أنا فقال " ما اسمك " ؟ قال: صخر أو جندل فقال: " اجلس " ثم قال: " من يبلغنا " فقام آخر أنا. فقال: " ما اسمك " ؟ قال: يعيش. قال: " أنت " .
صخير: بالتصغير بن نصر بن غانم: تقدم ذكر أخيه قريباً ومضى ذكره هو في ترجمة أخيه حذافة بن نصر وفي ترجمة أخيه صخر أيضاً.
الصاد بعدها الدال
صدى: بالتصغير بن عجلان بن الحارث ويقال بن وهب ويقال بن عمرو بن وهب بن عريب بن وهب بن رياح بن الحارث بن معن بن مالك بن أعصر الباهلي أبو أمامة مشهور بكنيته.
روى عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن عمر وعثمان وعلي وأبي عبيدة ومعاذ وأبي الدرداء وعبادة بن الصامت وعمرو بن عبسة وغيرهم.
روى عنه أبو سلام الأسود ومحمد بن زياد الألهاني وشرحبيل بن مسلم وشداد وأبو عمار والقاسم بن عبد الرحمن وشهر بن حوشب ومكحول وخالد بن معدان وآخرون.
قال بن سعد: سكن الشام وأخرج الطبراني ما يدل على أنه شهد أحداً لكن بسند ضعيف.
وروى أبو يعلى من طريق أبي غالب عن أبي أمامة قال: بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى قوم فانتهيت إليهم وأنا طاو وهم يأكلون الدم فقالوا: هلم. قلت: إنما جئت أنهاكم عن هذا فنمت وأنا مغلوب فأتاني آت بإناء فيه شراب فأخذته وشربته فكظني بطني فشبعت ورويت ثم قال لهم رجل منهم أتاكم رجل من سراة قومكم فلم تتحفوه فأتوني بلبن فقلت: لا حاجة لي به وأريتهم بطني فأسلموا عن آخرهم.
ورواه البيهقي في الدلائل وزاد فيه أنه أرسله إلى قومه باهلة.
وقال بن حبان: كان مع علي بصفين.
مات أبو أمامة الباهلي سنة ست وثمانين قال بن البرقي: بغير خلاف وأثبت غيره الخلاف فقيل سنة إحدى قاله محمد بن سعد وقال عبد الصمد بن سعيد ولما مات خلف ابناً يقال له المغلس وله يعني صاحب الترجمة مائة وست سنين فقد صح عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم مات وهو بن ثلاث وثلاثين سنة.
وأخرج البخاري في تاريخه من طريق حميد بن ربيعة: رأيت أبا أمامة خرج من عند الوليد بن عبد الملك في ولايته سنة ست وثمانين ومات ابنه الوليد سنة ست وتسعين قال: وقال الحسن يعني بن رافع عن ضمرة في فضائل الصحابة لخيثمة من طريق وهب بن صدقة: سمعت جدي يوسف بن حزن الباهلي سمعت أبا أمامة الباهلي يقول: لما نزلت: " لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة " الفتح:8 1 قلت: يا رسول الله أنا ممن بايعك تحت الشجرة قال: " أنت مني وأنا منك " .
وأخرج أبو يعلى من طريق رجاء بن حيوة عن أبي أمامة: أنشأ رسول الله صلى الله عليه وسلم غزواً فأتيته فقلت: ادع الله لي بالشهادة فقال: " اللهم سلمهم وغنمهم " .
واخرج البيهقي من طريق سليمان بن عامر جاء رجل أبي أمامة فقال:إني رأيت في منامي الملائكة تصلي عليك كلما دخلت وكلما قمت وكلما جلست الحديث سنده صحيح.
الصاد بعدها الراء
صرد بن عبد الله الأزدي: قال بن حبان جرشي له صحبة وقال بن إسحاق في المغازي: وقدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم صرد بن عبد الله الأزدي فأسلم وحسن إسلامه وأمره رسول الله صلى الله عليه وسلم على من أسلم من قومه وأمره أن يجاهد المشركين فذكر قصة طويلة قال: وكان ذلك في سنة عشر. وروى الواقدي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم توفي وعامله على جرش صرد بن عبد الله الأزدي وأخرجه بن شاهين وقبله بن سعد.
صدمة بن أنس: ويقال بن أبي أنس ويقال بن قيس بن مالك بن عدي بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار أبو قيس الأوسي مشهور بكنيته.


قال بن إسحاق في المغازي: وقال صرمة بن أنس حين قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة وآمن بها هو وأصحابه:
ثوى في قريش بضع عشرة حجةً ... يذكر لو يلقى صديقاً مواتيا
وأخرج الحاكم من طريق عيينة عن عمرو بن دينار قال: قلت لعروة: كم لبث النبي صلى الله عليه وسلم بمكة؟ قال: عشر سنين قلت: فابن عباس يقول: لبث بضع عشرة حجة قال: إنما أخذه من قول الشاعر.
قال بن عيينة: سمعت عجوزاً من الأنصار تقول: رأيت بن عباس يختلف إلى صرمة بن قيس يتعلم منه هذه الأبيات قال بن إسحاق: وحدثني محمد بن جعفر بن الزبير: كان أبو قيس صرمة ترهب في الجاهلية واغتسل من الجنابة وهم بالنصرانية ثم أمسك فلما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة أسلم وكان قوالاً بالحق وله شعر حسن وكان لا يدخل بيتاً فيه جنب ولا حائض وكان معظماً في قومه إلى أن أدرك الإسلام شيخاً كبيراً وكان يقول شعراً حسناً فمنه:
يقول أبو قيس وأصبح غادياً ... ألا ما استطعتم من وصاتي فافعلوا
أوصيكم بالبر والخير والتقى ... وإن كنتم أهل الرياسة فاعدلوا
وإن أنتم أمعرتم فتعففوا ... وإن كان فضل الخير فيكم فأفضلوا
وقال المرزباني عاش أبو قيس عشرين ومائة سنة.
قال بن إسحاق: وهو الذي نزلت فيه: " وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر " البقرة 187. ووصل ذلك أبو العباس السراج من طريق بن إسحاق عن محمد بن جعفر بن الزبير عن عبد الرحمن بن عويم بن ساعدة.
قلت: واسم الذي نزل فيه اختلف فيه اختلافاً كثيراً كما سأبينه في الذي بعده.
وقال المرزباني: أبو قيس صرمة بن أنس بن قيس بن مالك عاش نحواً من عشرين ومائة سنة وأدرك الإسلام فأسلم وهو شيخ كبير وهو القائل.
بدا لي أني عشت تسعين حجةً ... وعشراً ولي ما بعدها وثمانيا
فلم ألفها لما مضت وعددتها ... يحسنها في الدهر إلا لياليا
صرمة بن مالك الأنصاري: ذكره بن شاهين وابن قانع في الصحابة وأخرج من طريق هشيم بن حصين عبد الرحمن بن أبي ليلى أن رجلاً من الأنصار يقال له صرمة بن مالك وكان شيخاً كبيراً فجاء أهله عشاء وهو صائم وكانوا إذا نام أحدهم قبل أن يفطر لم يأكل إلى مثلها والمرأة إذا نامت لم يكن لزوجها أن يأتيها حتى مثلها فلما جاء صرمة إلى أهله دعا بعشائه فقالوا: أمهل حتى نجعل لك سخناً تفطر عليه فوضع الشيخ رأسه فنام فجاءوا بطعامه فقال: قد كنت نمت فلم يطعم فبات ليلته يتقلق بطناً لظهر فلما أصبح أتى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره فأنزلت هذه الآية " وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم " البقرة 187. فرخص لهم أن يأكلوا الليل كله من أوله إلى آخره ثم ذكر قصة عمر في نزول قوله تعالى " أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم " البقرة: 187 وهذا مرسل صحيح الإسناد.
كذلك أخرجه عبد بن حميد في التفسير عن عمرو بن عوف عن هشيم وأخرجه الطبراني من حديث عبد الله بن إدريس كذلك وأخرجه بن شاهين أيضاً من طريق المسعودي عن عمرو بن مرة عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن معاذ بن جبل قال: أحل صيام ثلاثة أحوال فذكر الحديث وفيه وكانوا إذا صاموا فناموا قبل أن يفطروا لم يحل لهم الطعام ولا النكاح فجاء صرمة وقد عمل يومه في حائطه وقد أعي فضرب برأسه فنام قبل أن يفطر فاستيقظ فلم يأكل ولم يشرب واستيقظ وهو ضعيف.
وأخرجه أبو داود في السنن من هذا الوجه ولم يتصل سنده فإن عبد الرحمن لم يسمع من معاذ ويقال: إن القصة وقعت لصرمة بن أنس المبدأ بذكره أخرج ذلك هشام بن عمار في فوائده عن يحيى بن حمزة عن إسحاق بن أبي فروة عن الزهري عن القاسم بن محمد قال: كان بدء الصوم أن يصوم من عشاء إلى عشاء فإذا نام لم يصل أهله ولم يأكل ولم يشرب فأمسى صرمة بن أنس صائماً فنام قبل أن يفطر الحديث وإسحاق متروك.
وأخرج الطبري من طريق حماد بن سلمة عن محمد بن إسحاق عن محمد بن يحيى بن حبان أن صرمة بن أنس أتى أهله وهو صائم وهو شيخ كبير فذكر نحو القصة.


وأخرج الطبري من طريق السدي في قوله تعالى: " كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم " البقرة 183 قال: كتب صيام رمضان على النصارى وألا يأكلوا ولا يشربوا ولا يأتوا النساء بعد النوم في رمضان فلم يزل المسلمون يصنعون ذلك حتى أقبل رجل من الأنصار يقال له أبو قيس بن صرمة فذكر القصة نحوه.
ووقع في صحيح البخاري أن الذي وقع له ذلك قيس بن صرمة أخرجه من طريق البراء بن عازب كما سأذكره في ترجمته في حرف القاف.
ووقع عند أبي داود من هذا الوجه صرمة بن قيس وفي رواية النسائي أبو قيس بن عمرو فإن حمل في هذا الاختلاف على تعدد أسماء من وقع له ذلك وإلا فيمكن الجمع برد جميع الروايات إلى واحد فإنه قيل فيه صرمة بن قيس وصرمة بن مالك وصرمة بن أنس وقيل فيه قيس بن صرمة وأبو قيس بن صرمة وأبو قيس بن عمرو فيمكن أن يقال: إن كان اسمه صرمة بن قيس فمن قال فيه قيس بن صرمة قلبه وإنما اسمه صرمة وكنيته أبو قيس أو العكس وأما أبوه فاسمه قيس أو صرمه على ما تقرر من القلب وكنيته أبو أنس ومن قال فيه أنس حذف أداة الكنية ومن قال فيه بن مالك نسبه إلى جد له والعلم عند الله تعالى.
صرمة العذري وذكره أبو عمر بالفاء بدل الميم: روى الطبراني من طريق عبد الحميد بن سليمان عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن يحدث عن صرمة العذري قال: غزا رسول الله صلى الله عليه وسلم بني المصطلق فأصبنا كرائم العرب الحديث.
قال بن منده: هذا وهم والصواب ما رواه يحيى بن أيوب عن محمد بن يحيى بن حبان عن بن محيريز قال: دخلت أنا وأبو صرمة على أبي سعيد الخدري قلت: هو على الاحتمال.
صرمة بن يربوع: تقدم في سعيد:
الصاد بعدها العين
الصعب بن جثمامة: بن قيس بن ربيعة بن عبد الله بن يعمر الليثي حليف قريش أمه أخت أبي سفيان بن حرب واسمها فاختة وقيل زينب ويقال: هو أخو محلم بن جثامة وكان الصعب ينزل ودان.
ويقال: مات في خلافة أبي بكر ويقال: في آخر خلافة عمر قاله بن حبان ويقال: مات في خلافة عثمان وشهد فتح اصطخر فقد روى بن السكن من طريق صفوان بن عمرو حدثني راشد بن سعد قال: لما فتحت اصطخر نادى مناد ألا إن الدجال قد خرج فلقيهم الصعب بن جثامة قال: لقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " لا يخرج الدجال حتى يذهل الناس عن ذكره " الحديث.
قال بن السكن: إسناده صالح.
قلت فيه إرسال وهو يرد على من قال: إنه مات في خلافة أبي بكر.
وقال بن منده كان الصعب ممن شهد فتح فارس.
وقال يعقوب بن سفيان: أخطأ من قال: إن الصعب بن جثامة مات في خلافة أبي بكر خطأً بيناً فقد روى بن إسحاق عن عمر بن عبد الله أنه حدثه عن عروة قال: لما ركب أهل العراق في الوليد بن عقبة كانوا خمسة منهم: الصعب بن جثامة وللصعب أحاديث في الصحيح من رواية بن عباس عنه وذكر بن الكلبي في الجمهرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في يوم حنين: " لولا الصعب بن جثامة لفضحت الخيل " .
وأخرج أبو بكر بن لال في كتاب المتحابين من طريق جعفر بن سليمان عن ثابت قال: آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين عوف بن مالك والصعب بن جثامة فقال كل منهما للآخر: إن مت قبلي فتراء لي فمات الصعب قبل عوف فتراءى له فذكر قصة.
الصعب بن منقر: روت عنه بنته أم البنين وقيل بن منقد كذا في التجريد وفي أصله.
وذكره زائدا على الأربعة التي جمعها وقد سبق إلى ذكره أبو علي بن السكن فقال: الصعب بن منقر القيسي حديثه ليس بالقائم ثم أورد عن محمد بن أبي أسامة عن عبد الله بن أحمد القطان حدثنا عبد الرحمن بن عمرو بن جبلة الباهلي حدثتنا سلامة بنت عمرو القادسية سمعت جدتي أم البنين تحدث عن أبيها الصعب بن منقر أنه استحفر النبي صلى الله عليه وسلم حفيرة فأحفره وأمره ألا يمنع أحداً وكان اسمه عبد الحارث فسماه عبد الله وكان رجلاً من بني قيس فحفر فجاءت مالحةً مرةً وكان فيها دواب فدفع إليه سهماً فوضعه فيها فعذب ماؤها وذهب ما فيها من الدواب قال لم يروه غير عبد الرحمن بن جبلة انتهى كلام بن السكن.


وقد ذكره الخطيب في ذيل المؤتلف وأخرج هذا الحديث من طريق أحمد بن محمد بن علي الديباجي عن أحمد بن عبد الله بن زياد التستري حدثنا عبد الرحمن بن عمرو بن جبلة فذكره لكنه قال الصعب بن منقذ بذال معجمة بدل الدال وقال: فكان اسمه عبد الوارث هكذا بواو بدل الحاء المهملة وعنده أيضاً بلفظ: وكان رجل من بني قيس يحفر وقد أغفل بن الأثير ذكر عبد الواحد أو الوارث الذي غير اسمه ولم يذكره بن عبد البر ولا ذكر أيضاً الصعب مع أن النسخة التي نقلت منها من كتاب بن السكن هي نسخة بن عبد البر وفيها بخطه استدراكات عليه فسبحان من لا يسهو.
صعصعة بن معاوية: بن حصن بن عبادة بن النزال بن مرة بن عبيد بن مقاعس بن عمرو بن كعب بن سعد التميمي السعدي عم الأحنف بن قيس.
روى عن النبي صلى الله عليه وسلم وعمر وأبي ذر وأبي هريرة وعائشة وعنه ابنه عبد الله والأحنف ومروان الأصغر والحسن البصري.
وذكره العسكري وغيره في الصحابة وأخرج النسائي الحديث الآتي بعد هذا في ترجمة الذي بعده من طريق جرير بن حازم عن الحسن عن صعصعة عم الفرزدق كذا عنده وليس للفرزدق عم اسمه صعصعة وإنما هو عم الأحنف بن قيس.
وقال النسائي: ثقة وهذا مصير منه إلى أن لا صحبة له وكذا ذكره في التابعين خليفة وابن حبان. وقال الزبير بن بكار: حدثني محمد بن سلام عن الأحنف بن قيس قال لأصحابه أتعجبون من حملي وخلقي وإنما هذا شيء استفدته من عمي صعصعة بن معاوية شكوت إليه وجعاً في بطني فأسكتني مرتين ثم قال لي: بابن أخي لا تشك الذي نزل بك إلى أحد فإن الناس رجلان إما صديق فيسوءه وإما عدو فيسره ولكن اشك الذي نزل بك إلى الذي ابتلاك ولا تشك قط إلى مخلوق مثلك لا يستطيع أن يدفع عن نفسه مثل الذي نزل بك بابن أخي إن لي عشرين سنة لا أرى بعيني هذه سهلاً ولا جبلاً فما شكوت ذلك لزوجتي ولا غيرها.
صعصعة بن ناجية: بن عقال بن محمد بن سفيان بن مجاشع بن دارم التميمي الدارمي جد الفرزدق الشاعر.
قال بن السكن: له صحبة وقال البغوي سكن البصرة.
روى عن النبي صلى الله عليه وسلم روى عنه ابنه عقال والطفيل بن عمرو والحسن واختلف عليه فقيل: عنه عن صعصعة عم الأحنف ورجحه العسكري وقيل: عنه عن صعصعة عم الفرزدق وبه جزم أبو عمر لكن ليس للفرزدق عم اسمه صعصعة وإنما صعصعة جده.
وقد روى النسائي في التفسير من طريق جريج بن حازم عن الحسن حدثنا صعصعة عم الأحنف قال: قدمت على النبي صلى الله عليه وسلم فسمعته يقول: " من يعمل مثقال ذرة خيراً يره " الزلزلة 7 قلت: حسبي حسبي.
وروى بن أبي عاصم وابن السكن والطبراني من طريق الطفيل بن عمرو عن صعصعة بن ناجية جد الفرزدق قال: قدمت على النبي صلى الله عليه وسلم فأسلمت وعلمني آيات من القرآن فقلت: يا رسول الله إني عملت أعمالاً في الجاهلية فهل فيها من أجر؟ قال: " وما عملت؟ " فذكر القصة في افتدائه الموءودة وفي ذلك يقول الفرزدق.
وجدي الذي منع الوائدات ... وأحيا الوئيد فلم يوأد
ويقال: إنه أول من فعل ذلك.
قلت: وقد ثبت أن زيد بن عمرو بن نفيل كان يفعل ذلك فيحتمل أولية صعصعة على خصوص تميم ونحوهم وأولية زيد على خصوص قريش.
وكان صعصعة من أشراف بني مجاشع في الجاهلية والإسلام وهو بن عم الأقرع بن حابس. وروى بن الأعرابي في معجمه من طريق عقال بن شبة بن عقال بن صعصعة بن ناجية عن أبيه عن جده عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من ضمن لي ما بين لحييه ورجليه أضمن له الجنة " . وروى أبو يعلى والطبراني بهذا الإسناد وقال: دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله يعني بمن أبدأ؟ قال: " أمك وأباك وأختك وأخاك وأدناك أدناك " .
وذكر الزبير بن بكار في الموفقيات عن المدائني عن عرابة بن الحكم قال: دخل صعصعة بن ناجية المجاشعي جد الفرزدق على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: كيف علمك بمضر قال يا رسول الله أنا أعلم الناس بهم تميم هامتها وكاهلها الشديد الذي يوثق به ويحمل عليه وكنانة وجهها الذي فيه السمع والبصر وقيس فرسانها ونجومها وأسد لسانها فقال النبي صلى الله عليه وسلم صدقت.
صعصعة بن صوحان:


له ذكر في السنن مع عمر ذكر الإمام أبو بكر الطرطوسي في مصنفه في السماع أنه من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ولم يذكر له مسند وما أظنه ذكره كذلك إلا بالتوهم لشهرته في عصر كبار الصحابة وسيأتي في القسم الثالث وفيه جزم بن عبد البر بخلاف ما قال.
الصعق: بكسر العين المهملة غير منسوب: روى سعيد بن يعقوب في الصحابة بإسناد ضعيف من طريق عبد الله بن الصعق حدثني أبي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا تغضبوا في كسر الآنية فإن لها آجالاً كآجال الإنس "
الصاد بعدها الفاء
صفرة أبو معدان: ذكره أحمد بن محمد بن ياسين فيمن قدم هراة من الصحابة واستدركه يحيى بن منده على جده وأبو موسى.
صفوان بن أسيد التميمي بن أخي أكثم بن صيفي: تقدم ذكره في ترجمة أكثم في القسم الثالث وذكر أبو حاتم في المعمرين عن شيخ له عن أشعث عن الشعبي قال: بينا صفوان بن أسيد في بعض ضواحي المدينة يسير بعد قدوم حاجب بن زرارة بزمان إذ مر به رجل من بني ليث قد كان يطلب بني تميم بدم فقتله فوثب عليه حاجب ووكيع ابنا زرارة فأخذاه فأتيا به النبي صلى الله عليه وسلم فقال: هذا قتل صاحبنا فقال لم أعرفه وظننت أنه لم يسلم فعرض عليهم الدية فقالا: غيرنا أحق بها يعنيان أولياءه فأمكنهم فبعثوه إلى بني أخ له أيتام وأخبروهم بهوى رسول الله صلى الله عليه وسلم في قبولهم الدية فعفوا عنه ووهبوه لرسول الله صلى الله عليه وسلم بغير دية.
قال أبو حاتم: وقالوا إن النبي صلى الله عليه وسلم بعث حاجباً على صدقات قومه ولم يلبث أن مات فخرج بعد ذلك عطارد بن حاجب والزبرقان بن بدر وقيس بن عاصم والأقرع بن حابس حتى قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان من مفاخرتهم إياه ما كان.
صفوان بن أمية: بن خلف بن وهب بن حذافة بن جمح أبو وهب الجمحي أمه صفية بنت معمر بن حبيب جمحية أيضاً قتل أبوه يوم بدر كافراً وحكى الزبير أنه كان إليه أمر الأزلام في الجاهلية فذكره بن إسحاق وموسى بن عقبة وغيرهما وأورده مالك في الموطأ عن بن شهاب قالوا: إنه هرب يوم فتح مكة وأسلمت امرأته وهي ناجية بنت الوليد بن المغيرة قال: فأحضر له بن عمه عمير بن وهب أماناً من النبي صلى الله عليه وسلم فحضر وحضر وقعة حنين قبل أن يسلم ثم أسلم ورد النبي صلى الله عليه وسلم امرأته بعد أربعة أشهر رواه بن إسحاق. عن الزهري.
وكان استعار النبي صلى الله عليه وسلم منه سلاحه لما خرج إلى حنين وهو القائل يوم حنين لأن يربني رجل من قريش أحب إلي من أن يربني رجل من هوازن وأعطاه النبي صلى الله عليه وسلم قال الزبير: أعطاه من الغنائم فأكثر فقال أشهد ما طابت بهذا إلا نفس نبي فأسلم.
وروى له مسلم والترمذي من طريق سعيد بن المسيب عن صفوان بن أمية قال: والله لقد أعطاني النبي صلى الله عليه وسلم وإنه لأبغض الناس إلي فما زال يعطيني حتى إنه لأحب الناس إلي. وأخرج الترمذي من طريق معروف بن خربوذ قال: كان صفوان أحد العشرة الذين انتهى إليهم شرف الجاهلية ووصله لهم الإسلام من عشر بطون.
ونزل صفوان على العباس بالمدينة ثم أذن له النبي صلى الله عليه وسلم في الرجوع إلى مكة فأقام بها حتى مات بها مقتل عثمان وقيل: دفن مسير الناس إلى الجمل وقيل: عاش إلى أول خلافة معاوية قال المدائني: سنة إحدى وقال خليفة سنة اثنتين وأربعين.
قال الزبير: جاء نعي عثمان حين سوى على صفوان حدثني بذلك محمد بن سلام عن أبان بن عثمان وقال بن سعد لم يبلغنا أنه غزا مع النبي صلى الله عليه وسلم ولا بعده وكان أحد المطعمين في الجاهلية والفصحاء.
روى عنه أولاده: عبد الله وعبد الرحمن وأمية وابن ابنه صفوان بن عبد الله وابن أخيه حميد بن حجير وعبد الله بن الحارث وسعيد بن المسيب وعامر بن مالك وعطاء وطاوس وعكرمة وطارق بن المرقع ويقال إنه شهد اليرموك.
حكى سيف أنه كان حينئذا أميرا على كردوس.


وقال الزبير: حدثني عمي وغيره من قريش قالوا وفد عبد الله بن صفوان على معاوية هو وأخوه عبد الرحمن الأكبر وكان معاوية خال عبد الرحمن فقدم معاوية عبد الله على عبد الرحمن فعاتبته أخته أم حبيبة في تأخير بن أختها فأذن لابنها فدخل عليه فقال له سل حوائجك فذكر ديناً وعيالاً فأعطاه وقضى حوائجه ثم أذن لعبد الله فقال سل حوائجك قال تخرج العطاء وتفرض للمنقطعين وترفد الأرامل القواعد وتتفقد أحلافك الأحاييش قال: أفعل كل ما قلت فهلم حوائجك قال وأي حاجة لي غير هذا؟ أنا أغنى قريش ثم انصرف فقال معاوية لأخته كيف رأيت؟ ثم كان عبد الله بن صفوان مع بن الزبير يؤيده ويشيد أمره وصبر معه في الحصار حتى قتلا في يوم واحد.
وذكر الزبير أن معاوية حج عاماً فتلقاه عبد الله بن صفوان على بعير فسايره فأنكر ذلك أهل الشام فلما دخل مكة إذا الجبل أبيض من غنم كانت عليه فقال يا أمير المؤمنين هذه ألفا شاة أجزرتها فقال أهل الشام: ما رأينا أسخى من هذا الأعرابي أي عم أمير المؤمنين.
قال: وقدم رجل على معاوية من مكة فقال من يطعم الناس اليوم بمكة؟ قال عبد الله بن صفوان قال تلك نار قديمة.
مات قبل عثمان وقيل عاش إلى زمن علي.
صفوان بن أهيب: في بن وهب: صفوان بن بيضاء: هو صفوان بن سهل أو بن وهب: صفوان بن صفوان: بن أسيد التميمي قال سيف في أوائل الردة وكان عامل رسول الله صلى الله عليه وسلم على بني عمرو صفوان واستدركه الأشيري ولم ينسبه وقال الطبري لما مات النبي صلى الله عليه وسلم قدم صفوان بن صفوان بصدقته على أبي بكر.
وروى سيف في الردة أيضاً بإسناد له إلى بن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث صلصل بن شرحبيل إلى صفوان بن صفوان التميمي وإلى وكيع بن عدس الداري وإلى غيرهم يحضهم على قتال أهل الردة.
وروى بن قانع من طريق شعيث بن مطير عن أبيه عن صفوان بن صفوان بن أسيد قال خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: " إن الله إذا جعل لقوم عمادا أعانهم بالنصرة " .
فعلى هذا فهو ولد صفوان بن أسيد المتقدم.
صفوان بن عبد الله الخزاعي: روى عبد العزيز بن أبان عن حماد عن أبي سنان عن عبد الله بن أوس قال أوصى صفوان بن عبد الله وله صحبة قال إذا مت فشقوا ما يلي الأرض من أكفاني وأهيلوا على التراب وأخرجه بن منده.
صفوان بن عبد الرحمن: أو عبد الرحمن بن صفوان على الشك يأتي في عبد الرحمن.
صفوان بن عبيد: قال بن حبان له صحبة روى الباوردي من طريق الوليد بن عقبة حدثني حذيفة بن أبي حذيفة عن صفوان بن عبيد قال دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم فتوضأ ومسح على خفيه في السفر والحضر وقيل إنه صفوان بن عسال فصحف.
صفوان بن عسال: بمهملتين مثقل المرادي من بني زاهر بن عامر بن عوثبان بن مراد قال أبو عبيد عداده في بني حمد له صحبة.
وقال البغوي سكن الكوفة وقال بن أبي حاتم كوفي له صحبة مشهور.
روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث روى عنه زر بن حبيش وعبد الله بن سلمة وغيرهما وذكر أنه غزا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم اثنتي عشرة عزوة أخرجه البغوي من طريق عاصم عن زر عنه.
وقال بن السكن حديث صفوان بن عسال في المسح على الخفين وفضل العلم والتوبة مشهور من رواية عاصم عن زرعنه رواه أكثر من ثلاثين من الأئمة عن عاصم ورواه عن زر أيضاً عدة أنفس.
صفوان بن أبي العلاء: جرى ذكره في حديث ذكره بن أبي حاتم من رواية بن لهيعة عن خالد بن أبي عمران عن صفوان بن أبي العلاء سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " لا يجتمع غبار في سبيل الله ودخان جهنم في منخري رجل مسلم " .
قال بن أبي حاتم: هذا من تخليط بن لهيعة والصواب ما رواه غيره عن صفوان بن أبي يزيد عن القعقاع بن اللجلاج عن أبي هريرة.
قلت: ذكرته هنا للإحتمال.
صفوان بن عمرو السلمي: ويقال الأسلمي كذا قال أبو عمر فوهم والصواب الأسدي وجزم أبو عمر مرةً أنه سلمي حالف بني أسد فهذا أشبه وقد أزال البلاذري الإشكال فنقل عن بن الكلبي أنه من بني حجر بن عمرو بن عباد بن يشكر بن غدوان وأنهم حلفاء بني غنم بن دودان بن أسد قال: وكان الواقدي يقول إنهم سلميون قال البلاذري والأول أثبت.


قال إبراهيم بن سعد عن بن إسحاق في المغازي تتابع المهاجرون إلى المدينة أرسالاً وادعت بنو غنم بن دودان هجرة نسائهم ورجالهم منهم صفوان بن عمرو وشهد صفوان أحداً ولم يشهد بدراً وشهدها إخوته ثقف ومالك ومدلاج كذا قال بن إسحاق وقال بن الكلبي شهد الأربعة بدراً.
صفوان بن غزوان الطائي: روى العقيلي في الضعفاء في ترجمة الغار بن جبلة من طريق إسماعيل بن عباس عن الغار بن جبلة عن صفوان بن غزوان الطائي أن رجلاً كان نائماً مع امرأته فقامت فأخذت سكيناً وجلست على صدره ووضعت السكين على حلقة وقالت له طلقني وإلا ذبحتك فطلقها ثلاثاً فذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: " لا قيلولة في الطلاق " .
وأخرجه من طريق محمد بن جبير عن الغار بن جبلة عن صفوان الأصم أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال إن امرأتي وضعت السكين على بطني قال فذكر نحوه.
ونقل عن البخاري أن الغار بن جبلة حديثه منكر.
صفوان بن قتادة: يأتي خبره في ترجمة ولده عبد الرحمن بن صفوان.
صفوان: بن قدامة التميمي المزني من بني امرئ القيس بن زيد مناة بن تميم.
قال بن السكن يقال له صحبة حديثه في البصريين وروى الطبراني عن موسى بن هارون عن موسى بن ميمون بن موسى المزني عن أبيه ميمون عن أبيه موسى عن جده عبد الرحمن بن صفوان بن قدامة قال: هاجر أبي صفوان إلى النبي صلى الله عليه وسلم فبايع النبي صلى الله عليه وسلم على الإسلام وقال له إني أحبك قال: " المرء مع من أحب " .
ورواه بن منده مطولاً وفيه وكان معه ابناه عبد الرحمن وعبد الله وكان اسمها عبد العزي وعبد تميم وغيرهما النبي صلى الله عليه وسلم قال: وفي ذلك يقول بن أخيه نصر بن نصر بن قدامة.
نحمل صفوان فأصبح غادياً ... بأبنائه عمداً وخلى المواليا
فياليتني يوم الحنين اتبعتهم ... قضى الله في الأشياء ما كان قاضيا
وأجابه صفوان:
من مبلغ نصراً رسالة عاتب ... بأنك بالتقصير أصبحت راضيا
فأقام صفوان بالمدينة حتى مات فرثاه ابنه عبد الرحمن بأبيات منها:
وأنا بن صفوان الذي سبقت له ... عند النبي سوابق الإسلام
ثم إن عمر بعث عبد الرحمن بن صفوان مدداً إلى المثنى بن حارثة بالعراق وروى أبو عوانة في صحيحه المرفوع منه فقط من طريق مهدي بن موسى بن عبد الرحمن حدثني أبي عن أبيه عن صفوان بن قدامة قال بن السكن لا يروي حديثه إلا بهذا الإسناد.
صفوان: بن مالك بن صفوان بن البدن بن الحلاحل التميمي الأسدي له صحبة وكان من خيار المهاجرين قاله بن الكلبي واستدركه بن الأثير.
صفوان: بن مخرمة القرشي الزهري: قال أبو حاتم والبخاري وابن السكن له صحبة وقال البغوي سكن المدينة ورورى أحمد من طريق بشير بن سلمان عن القاسم بن صفوان عن أبيه صفوان بن أمية.
وفي رواية الحاكم: سمعت القاسم بن صفوان عن أبيه وكانت له صحبة أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: " أبردوا بصلاة الظهر فإن شدة الحر من فيح جهنم " .
وقال بن السكن يقال إنه أخو المسور بن مخرمة ولم يرو عنه غير ابنه القاسم.
وقال أبو حاتم: لا يعرف الناس القاسم بن صفوان إلا في هذا الحديث.
قلت ولم ينسب صفوان في هذا الحديث فغاير بعضهم بينه وبين أخي المسور لكن قد جزم الجعابي بأن صفوان بن مخرمة بن نوفل روى عن النبي صلى الله عليه وسلم وقال الطبري في ترجمة مخرمة بن نوفل وكان له من الولد صفوان وبه كان يكنى والمسور والصلت وهو أكبرهم وأمهم عاتكة بنت عوف أخت عبد الرحمن.
صفوان بن محمد: أو محمد بن صفوان هكذا جاء حديثه على الشك في بعض الطرق وسيأتي بيانه في محمد إن شاء صفوان بن المعطل: بن ربيعة بالتصغير بن خزاعي بلفظ النسب بن محارب بن مرة بن فالج بن ذكوان السلمي ثم الذكواني هكذا نسبه أبو عمر لكن عند بن الكلبي رحضة بدل ربيعة وزاد بينه وبين خزاعي المؤمل.
قال البغوي سكن المدينة وشهد صفوان الخندق والمشاهد في قول الواقدي ويقال أول مشاهده المريسيع جرى ذكرها في حديث الإفك المشهور في الصحيحين وغيرهما وفيه قول النبي صلى الله عليه وسلم: " ما علمت عليه إلا خيراً " .


وقصته مع حسان مشهورة أيضاً ذكرها يونس بن بكير في زيادات المغازي موصولة عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت وقعد صفوان بن المعطل لحسان فضربه بالسيف قائلاً:
تلق ذباب السيف مني فإنني ... غلام إذا هوجيت لست بشاعر
فجاء حسان إلى النبي صلى الله عليه وسلم فاستعداه على صفوان فاستوهبه الضربة فوهبها له وذكره موسى بن عقبة في المغازي عن الزهري نحوه وزاد أن سعد بن عبادة كفن صفوان حلة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " كساه الله من حلل الجنة " .
قال البغوي عن الواقدي: يكنى أبا عمرو وله ذكر في حديث آخر أخرجه ابن حبان وابن شاهين من طريق سعيد المقبري عن أبي هريرة قال سأل صفوان بن المعطل عن ساعات الليل والنهار هل فيها شيء يكره فيه الصلاة؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " نعم " الحديث.
ووقع عند أبي يعلى وعبد الله بن أحمد عن سعيد المقبري عن صفوان والأول أصح.
قال بن إسحاق: قتل صفوان في خلافة عمر في غزاة أرمينية شهيداً سنة تسع عشرة وقد روى ذلك البخاري في تاريخه وثبت في الصحيح عن عائشة أنه قتل في سبيل الله.
وروى أبو داود من طريق أبي صالح عن أبي سعيد قال جاءت امرأة صفوان إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله إن زوجي صفوان يضربني الحديث وإسناده صحيح ولكن يشكل عليه أن عائشة قالت في حديث الإفك إن صفوان قال والله ما كشفت كنف أنثى قط وقد أورد هذا الإشكال قديماً البخاري ومال إلى تضعيف الحديث أبو سعيد بذلك ويمكن أن يجاب بأنه تزوج بعد ذلك روى البغوي وأبو يعلى من حديث الحسن عن سعيد مولى أبي بكر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " دعوا صفوان بن المعطل فإنه طيب القلب خبيث اللسان " الحديث وفيه قصة طويلة. ووقع له حديث في بن السكن والمعجم الكبير وزيادات عبد الله بن أحمد من طريق أبي بكر بن عبد الرحمن عنه إلا أن في الإسناد عبد الله بن جعفر بن المديني وقال الواقدي كان مع كرز بن جابر في طلب العرنيين ويقال إن له داراً بالبصرة ويقال عاش إلى خلافة معاوية فغزا الروم فاندقت ساقه ثم نزل يطاعن حتى مات.
وقال بن السكن مثله لكن قال في خلافة عمر وذكر عبد الله بن محمد بن ربيعة القدامي في الفتوح بسند له أن صفوان بن المعطل حمل على رومي فطعنه فصرعه فصاحت امرأته فقال:
ولقد شهدت الخيل يسطع نقعها ... ما بين داريا دمشق إلى نوى
وطعنت ذا حلي فصاحت عرسه ... يا بن المعطل ما تريد بما أرى
وكان ذلك سنة ثمان وخمسين وقال بن إسحاق سنة تسع عشرة وقيل سنة ستين بسميساط وبه جزم الطبري وسيأتي عنه حديث في ترجمة عمرو بن جابر الجني.
صفوان بن وهب: ويقال أهيب ويقال بن سهل بن ربيعة بن عمرو بن عامر بن ربيعة بن هلال بن وهيب بن ضبة بن الحارث بن فهر القرشي الفهري وهو بن بيضاء أخو سهل وسهيل وهي أمهم ويكنى أبا عمرو.
قيل: إنه الأخ المذكور في حديث عائشة ما صلى النبي صلى الله عليه وسلم على سهيل بن بيضاء وأخيه إلا في المسجد اتفقوا على أنه شهد بدراً.
وروى بن إسحاق أنه استشهد ببدر وكذا ذكره موسى بن عقبة وابن سعد وابن أبي حاتم رواه عن أبيه قتله طعيمة بن عدي وجزم بن حبان بأنه مات سنة ثلاثين وقيل سنة ثمان وثلاثين وبه جزم الحاكم أبو أحمد تبعاً للواقدي.
وقال مصعب الزبيري: رجع إلى مكة بعد بدر فأقام بها ثم هاجر وقيل أقام إلى عام الفتح وقيل مات في طاعون عمواس.
وذكره موسى بن عقبة عن بن شهاب فيمن شهد بدراً وفي السرية التي خرجت مع عبد الله بن جحش.
وذكره بن منده من طريق عثمان بن عطاء عن أبيه عن بن عباس مطولاً وفيهم نزل: " يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه " الآية البقرة 7 1 2 صفوان بن اليمان: أخو حذيفة قال أبو عمر شهد أحداً مع أبيه وأخيه: صفوان: أو بن صفوان غير منسوب:


روى الترمذي من طريق ليث بن أبي سليم عن أبي الزبير عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا ينام حتى يقرأ: " ألم تنزيل " السجدة " وتبارك الذي بيده الملك " ثم أخرج من طريق زهير قال: قلت لأبي الزبير أحدثك جابر؟ فذكره فقال ليس جابر حدثني ولكن حدثنيه صفوان أو بن صفوان وهكذا أخرجه البغوي وسعيد بن يعقوب القرشي من طريق زهير وقال ما روى عنه غير أبي الزبير حديثاً واحداً ويقول إنه حكى قال أبو موسى قد روى أبو الزبير عن صفوان بن عبد الله عن أم الدرداء حديثاً غير هذا فما أدري أهو هذا أم غيره؟ وأورد أبو موسى في هذه الترجمة ما أخرجه أبو نعيم والطبراني من طريق سليمان بن حرب عن شعبة عن سماك سمعت صفوان أو بن صفوان قال بعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل سراويل الحديث قال أبو موسى: ورواه بن مهدي عن شعبة فقال عن سماك سمعت أبو صفوان مالك بن عميرة وكأنه أصح قلتك هذا الثاني هو المحفوظ عن شعبة كذا هو في السنن والأول شاذ وقد خولف فيه شعبة أيضاً عن سماك كما سيأتي بيانه في ترجمة مالك بن عميرة في حرف الميم إن شاء وهذا غير شيخ أبي الزبير قطعاً فلا معنى لخلطه به والأقرب أن يكون هو صفوان بن عبد الله الراوي عن أم الدرداء وهو تابعي وإنما ذكرته هنا للإحتمال وأما شيخ سماك فسأذكره في الرابع.
الصاد بعدها اللام
الصلت بن مخرمة: بن المطلب بن عبد مناف المطلبي أبو قيس ذكره بن إسحاق فيمن أطعمه النبي صلى الله عليه وسلم من خيبر.
الصلت بن مخرمة: بن نوفل الزهري أخو المسور تقدم قريباً مع أخيه صفوان.
الصلت بن معد يكرب: بن معاوية الكندي والد كثير بن الصلت وروى بن منده من طريق الصلت بن زبيد بن الصلت المديني عن أبيه عن جده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم استعمله على الخرص الحديث.
وزبيد بالزاي والتحتانية مصغر.
ورويناه في الثقفيات من الوجه الذي أخرجه منه بن منده وقد ذكر بن سعد أن عمومة كثير بن الصلت وفدوا على النبي صلى الله عليه وسلم وأسلموا ثم رجعوا إلى بلادهم فارتدوا فقتلوا يوم البجير ثم هاجر كثير وزبيد وعبد الرحمن بنو الصلت إلى المدينة فسكنوها.
الصلت بن النعمان: بن عمرو بن عرفجة بن العامل بن امرئ القيس ذكره بن الكلبي وقال: وفد هو وأبوه وعماه على النبي صلى الله عليه وسلم وكذا ذكره الطبري وزاد أنه كان في ألفين وخمسمائة من العطاء في عهد عمر.
الصلت الجهني جد غنم ينظر في الرابع: الصلصال بن الدلهمس: بن جندلة بن المحتجب بن الأغر بن الغضنفر بن تيم بن ربيعة بن نزار أبو الغضنفر.
قال بن حبان له صحبة حديثه عند بن الضوء.
وقال المرزباني يقال إنه أنشد النبي صلى الله عليه وسلم شعراً وذكر بن الجوزي أن الصلصال قدم مع بني تميم وأن النبي صلى الله عليه وسلم أوصاهم بشيء فقال قيس بن عاصم وددت لو كان هذا الكلام شعراً نعلمه أولادنا فقال الصلصال أنا أنظمه يا رسول الله فأنشده أبياتاً وأوردها بن دريد في أماليه عن أبي حاتم السجستاني عن العتبي عن أبيه قال: قال قيس بن عاصم وفدت مع جماعة من بني تميم فدخلت عليه وعنده الصلصال بن الدلهمس فقال قيس يا رسول الله عظنا عظةً ننتفع بها فوعظهم موعظة حسنةً فقال قيس أحب أن يكون هذا الكلام أبياتاً من الشعر نفتخر به على من يلينا وندخرها فأمر من يأتيه بحسان فقال الصلصال: يا رسول الله قد حضرتني أبيات أحسبها توافق ما أراد قيس فقال: هاتها فقال:
تجنب خليطاً من مقالك إنما ... قرين الفتى في القبر ما كان يفعل
ولا بد بعد الموت من أن تعده ... ليوم ينادي المرء فيه فيقبل
وإن كنت مشغولا بشيء فلا تكن ... بغير الذي يرضى به الله تشغل
ولن يصحب الإنسان من قبل موته ... ومن بعده إلا الذي كان يعمل
ألا إنما الإنسان ضيف لأهله ... يقيم قليلاً بينهم ثم يرحل
وروى بن منده من طريق محمد بن الضوء بن الصلصال عن أبيه عن جده قال كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال: " لا تزال أمتي على الفطرة ما لم يؤخروا صلاة المغرب إلى اشتباك النجوم " قال: وهذا غريب وعنده بهذا الإسناد أحاديث أخر قال بن حبان لا يجوز الاحتجاج بمحمد بن الضوء وكذبه الجوذقاني والخطيب.
صلصل بن شرحبيل:


تقدم ذكره في ترجمة صفوان بن صفوان قال أبو عمر لا أقف على نسبه ولا أعرف له رواية.
صلة بن الحارث الغفاري: قال البخاري وابن حبان وابن السكن: له صحبة وقال البغوي سكن مصر وقال بن السكن: حديثه عند المصريين بإسناد جيد وقال بن يونس شهد فتح مصر.
وروى البخاري والبغوي ومحمد بن الربيع الجيزي وابن السكن والطبري من طريق سعيد بن عبد الرحمن الغفاري أن سليم بن عتر كان يقص وهو قائم فقال له صلة بن الحارث الغفاري وهو من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم: والله ما تركنا عهد نبينا ولا قطعنا أرحامنا حتى قمت أنت وأصحابك بين أظهرنا قال بن السكن ما له غيره وقال محمد بن الربيع المصري عنه حديث واحد وفي رواية لمحمد بن الربيع بينما سليم بن عتر يقص على الناس إذ قال شيخ من بني غفار له صحبة فذكره بلفظ حتى قام هذا أو نحوه.
وقال بن السكن: ليس لصلة غير هذا الحديث.
الصاد بعدها النون
الصنابح بن الأعسر العجلي الأحمسي: حديثه عند قيس بن أبي حازم عنه وهو عند أحمد وابن ماجة والبغوي من رواية إسماعيل بن أبي خالد عن قيس ووقع في رواية بن المبارك ووكيع عن إسماعيل الصنابحي بزيادة ياء وقال الجمهور من أصحاب إسماعيل بغير ياء وهو الصواب ونص بن المديني والبخاري ويعقوب بن شيبة وغير واحد على ذلك وقال أبو عمر روى عن الصنابح هذا قيس بن أبي حازم وحده وليس هو الصنابحي الذي روى عن أبي بكر الصديق وهو منسوب إلى قبيلة من اليمن وهذا اسم لا نسب وذاك تابعي وهذا صحابي وذاك شامي وهذا كوفي وقال بن البرقي جاء عن الصنابح بن الأعسر حديثان.
قلت ذكرهما الترمذي في العلل عن البخاري وأعل الثاني بمجالد وأخرجهما الطبراني وزاد ثالثاً من رواية الحارث بن وهب عنه لكن جزم يعقوب بن شيبة بأن الحارث بن وهب إنما روى عن الصنابحي التابعي.
قلت إلا أنه وقع عند الطبراني عن الحارث بن وهب عن الصنابح بغير ياء فهذا سبب الوهم نعم أخرجه البغوي من طريق الحارث بن وهب فقال الصنابحي فتبين من هذا أن كلا منهما قيل فيه صنابح وصنابحي لكن الصواب في بن الأعسر أنه صنابح بغير ياء وفي الآخر بإثبات الياء ويظهر الفرق بينهما بالرواية عنهما فحيث جاءت الرواية عن قيس بن أبي حازم عنه فهو بن الأعسر وهو الصحابي وحديثه موصول وحيث جاءت الرواية عن غير قيس عنه فهو الصنابحي وهو التابعي وحديثه مرسل.
واختلف في اسم أبيه فالمشهور أنه عبد الرحمن بن عسيلة وقيل عبد الله وقيل بل عبد الله الصنابحي الذي روى عنه عطاء بن يسار آخر صحابي وهو غير عبد الرحمن بن عسيلة الصنابحي المشهور وسأوضح ذلك في العبادلة إن شاء الله تعالى.
الصاد بعدها الهاء
صهبان بن عثمان: أبو طلاسة الحرسي بفتح المهملتين.
روى بن منده من طريق عبد الله بن عبد الكبير عن أبيه سمعت أبي صهبان أبا طلاسة قال: قدم علينا عبد الجبار بن الحارث بعد مبايعة النبي صلى الله عليه وسلم ثم رجع فغزا معه غزاة فقتل بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم قلت: ذكر بن حبان في التابعين صهبان بن عبد الجبار اللخمي يكنى أبا طلاسة روى عن عمرو روى عنه أهل فلسطين فكأنه هو.
صهبان بن شمر: بن عمرو الحنفي اليمامي ذكره وثيمة في الردة واستدركه بن فتحون وذكر له قصة مع بني حنيفة لما ارتدوا مع مسيلمة وفيها أنه كتب إلى أبي بكر الصديق يقول له إن الناس قبلنا ثلاثة أصناف كافر مفتون ومؤمن مغبون وشاك مغموم وكتب في الكتاب.
إني بريء إلى الصديق معتذر ... مما مسيلمة الكذاب ينتحل
قال: ففرح المسلمون بكتابه قال وفيه يقول شاعر المسلمين
لنعم المرء صهبان بن شمر ... له في قومه حسب ودين
صهيب بن سنان: بن مالك ويقال خالد بن عبد عمرو بن عقيل ويقال طفيل بن عامر بن جندلة بن سعد بن خزيمة بن كعب بن سعد بن أسلم بن أوس بن زيد مناة بن النمر بن قاسط النمري أبو يحيى.
وأمه من بني مالك بن عمرو بن تميم وهو الرومي قيل له ذلك لأن الروم سبوه صغيراً قال بن سعد وكان أبوه وعمه على الأبلة من جهة كسرى وكانت منازلهم


على دجلة من جهة الموصل فنشأ صهيب بالروم فصار ألكن ثم اشتراه رجل من كلب فباعه بمكة فاشتراه عبد الله بن جدعان التميمي فأعتقه ويقال بل هرب من الروم فقدم مكة فحالف بن جدعان. وروى بن سعد أنه أسلم هو وعمار ورسول الله صلى الله عليه وسلم في دار الأرقم ونقل الوزير أبو القاسم المغربي أنه كان اسمه عميرة فسماه الروم صهيباً قال: وكانت أخته أميمة تنشده في المواسم وكذلك عماه لبيد وزحر ابنا مالك وزعم عمارة بن وثيمة أن اسمه عبد الملك.
ونقل البغوي أنه كان أحمر شديد الصهوبة تشوبها حمرة وكان كثير شعر الرأس يخضب بالحناء وكان من المستضعفين ممن يعذب في الله وهاجر إلى المدينة مع علي بن أبي طالب في آخر من هاجر في تلك السنة فقدما في نصف ربيع الأول وشهد بدراً والمشاهد بعدها.
وروى بن عدي من طريق يوسف بن محمد بن يزيد بن صيفي بن صهيب عن آبائه عن صهيب قال: صحبت رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أن يبعث ويقال إنه لما هاجر تبعه نفر من المشركين فسئل فقال يا معشر قريش إني من أرماكم ولا تصلون إلي حتى أرميكم بكل سهم معي ثم أضربكم بسيفي فإن كنتم تريدون مالي دللتكم عليه فرضوا فعاهدهم ودلهم فرجعوا فأخذوا ماله فلما جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال له: " ربح البيع " فأنزل الله عز وجل: " ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله " البقرة: 7 0 2.
وروى ذلك بن سعد وابن أبي خيثمة من طريق حماد عن علي بن زيد عن سعيد بن المسيب في سبب نزول الآية.
ورواه بن سعد أيضاً من وجه آخر عن أبي عثمان النهدي ورواه الكلبي في تفسيره عن أبي صالح عن بن عباس وله طريق أخرى ورواه بن عدي من حديث أنس والطبراني من حديث أم هانئ ومن حديث أبي أمامة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: " السباق أربعة: أنا سابق العرب وصهيب سابق الروم وبلال سابق الحبشة وسليمان سابق الفرس " .
وروى بن عيينة في تفسيره وابن سعد من طريق منصور عن مجاهد أول من أظهر إسلامه سبعة فذكره فيهم.
وروى بن سعد من طريق عمر بن الحكم قال كان عمار بن ياسر يعذب حتى لا يدري ما يقول وكذا صهيب وأبو فائد وعامر بن فهيرة وقوم وفيهم نزلت هذه الآية: " ثم إن ربك للذين هاجروا من بعد ما فتنوا " النحل: الاية110 وروى البغوي من طريق زيد بن أسلم عن أبيه: خرجت مع عمر حتى دخلت على صهيب بالعالية فلما رآه صهيب قال: يا ناس يا ناس فقال عمر ماله يدعو الناس قلت: إنما يدعو غلامه يحنس فقال له يا صهيب ما فيك شيء أعيبه إلا ثلاث خصال: أراك تنتسب عربياً ولسانك أعجمي وتكنى باسم نبي وتبذر مالك قال أما تبذيري مالي فما أنفقه إلا في الحق وأما كنيتي فكنانيها النبي صلى الله عليه وسلم وأما انتمائي إلى العرب فإن الروم سبتني صغيراً فأخذت لسانهم.
ولما مات عمر أوصى أن يصلي عليه صهيب وأن يصلي بالناس إلى أن يجتمع المسلمون على إمام رواه البخاري في تاريخه.
وروى الحميدي والطبراني من حديث صهيب من طريق آل بيته عنه قال: لم يشهد رسول الله صلى الله عليه وسلم مشهداً قط إلا كنت حاضره ولم يبايع بيعة إلا كنت حاضرها ولم يسر سرية قط إلا كنت حاضرها ولا غزا غزاة إلا كنت فيها عن يمينه أو شماله وما خافوا إمامهم قط إلا كنت أمامهم ولا ما وراءهم إلا كنت وراءهم وما جعلت رسول الله صلى الله عليه وسلم بيني وبين العدو قط حتى توفي.
ومات صهيب سنة ثمان وثلاثين وقيل سنة تسع.
وروى عنه أولاده حبيب وحمزة وسعد وصالح وصيفي وعباد وعثمان ومحمد وحفيده زياد بن صيفي.
وروى عنه أيضاً جابر الصحابي وسعيد بن المسيب وعبد الرحمن بن أبي ليلى وآخرون.
قال الواقدي: حدثني أبو حذيفة رجل من ولد صهيب عن أبيه عن جده قال: مات صهيب في شوال سنة ثمان وثلاثين وهو بن سبعين.
صهيب بن النعمان: ذكره عمر بن شبة في الصحابة وروى الطبراني والمعمري في اليوم والليلة من طريق قيس بن الربيع عن منصور بن هلال بن يساف عن صهيب بن النعمان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " فضل صلاة الرجل في بيته على صلاته حيث يراه الناس كفضل المكتوبة على النافلة " .
الصاد بعدها الواو
صواب: بضم أوله وبهمزة على الواو ضبطه بن نقطة.
ذكره البغوي في الصحابة وقال أحسبه نزل البصرة.


وروى أحمد في الزهد من طريق همام عن جار لهم يكنى أبا يعقوب قال كان ها هنا رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يقال له صؤاب كان لا يصنع طعاماً إلا دعا يتيماً أو يتيمين وأخرجه البغوي من طريق همام.
الصاد بعدها الياء
صيفي بلفظ النسب بن الأسلت أبو قيس يأتي في الكنى: صيفي بن ربعي بن أوس الأنصاري: قال أبو عمر في صحبته نظر وشهد صفين مع علي.
صيفي بن ساعدة بن عبد الأشهل بن مالك بن لوذان بن عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس الأنصاري أبو الخريف.
قال بن الكلبي خرج مع النبي صلى الله عليه وسلم في بعض المغازي فتوفي بالكديد فكفنه النبي صلى الله عليه وسلم في قميصه واستدركه بن فتحون.
صيفي: بن سواد بن عباد بن عمرو بن غنم بن كعب بن سلمة الأنصاري السلمي ذكره بن إسحاق فيمن شهد العقبة الثانية وقال أبو الأسود عن عروة شهد بدراً.
صيفي بن عامر سيد بني ثعلبة: أمره النبي صلى الله عليه وسلم على قومه ذكره أبو عمر مختصراً وقال بن السكن في إسناد حديثه نظر وهو من رواية البصريين وأورد من طريق عبيد الله بن ميمون بن عمرو بن خباب العبدي قال حضرت عمراً ومحمداً والصلت بن كريب العبديين قال جاءوا بكتاب فوضعوه على يد ثمامة بن خليفة وكانوا تشاحوا فيه فقالوا إن جدنا دفع إلينا هذا الكتاب وأخبرنا أن صيفي بن عامر دفعه إليه وذكر صيفي أن النبي صلى الله عليه وسلم كتبه له فإذا فيه: " بسم الله الرحمن الرحيم " .
هذا كتاب من محمد رسول الله لصيفي بن عامر على بني ثعلبة بن عامر من أسلم منهم وأقام الصلاة وآتى الزكاة وأعطى خمس المغنم وسهم النبي والصفي فهو آمن بأمان الله الحديث.
صيفي بن أبي عامر: الراهب أخو حنظلة غسيل الملائكة.
قال بن سعد والطبراني شهد أحداً.
صيفي بن عائذ: أبو السائب المخزومي مشهور بكنيته يأتي في الكنى.
صيفي بن علبة بن شامل: ذكره سيف في أوائل الردة والفتوح له وقال هو أحد العشرة الذين وجههم أبو عبيدة بن الجراح لما ولاه عمر الشام وكانوا كلهم من الصحابة وكذا ذكره الطبري واستدركه بن فتحون.
وعلبة ضبطه بن ماكولا بضم المهملة وسكون اللام بعدها موحدة.
صيفي بن عمرو: بن زيد بن جشم بن حارثة الأنصاري عم علبة بن زيد يقال إنه كان من البكائين الذين نزلت فيهم. " ولا على الذين إذا ما أتوك لتحملهم " التوبة: 2 9 ذكره بن فتحون.
صيفي بن قيظي: بن عمرو بن سهل بن مخرمة بن قلع بن حريش بن عبد الأشهل أخو الحباب وهو بن الصعبة بنت التيهان أخت أبي الهيثم.
ذكره أبو حاتم في الصحابة وقال قتل يوم أحد وكذا ذكره بن إسحاق وقال قتله ضرار بن الخطاب.
القسم الثاني
من حرف الصاد المهملة
الصاد بعدها الألف
صالح: بن نهشل بن عمرو الفهري يأتي ذكره في ترجمة نهشل.
صالح بن العباس: بن عبد المطلب بن هاشم بن عم النبي صلى الله عليه وسلم عده أبو بكر بن دريد في أسماء أولاد العباس وكانوا عشرة وفيهم يقول تموا بتمام فصاروا عشرة.
وقال أبو عمر لكل ولد العباس صحبة أو رؤية وكان أكثرهم الفضل ثم عبد الله ثم قثم.
الصاد بعدها الفاء
صفوان بن عبد الرحمن: بن صفوان بن أمية بن خلف تقدم ذكر جده له رؤية ولأبيه صحبة ولجده.
وذكر أبو عمر في ترجمة هذا أنه هو الذي جاء بابنه ليبايع يوم الفتح على الهجرة فامتنع النبي صلى الله عليه وسلم.
والصواب أن هذه القصة لعبد الرحمن بن صفوان كما سيأتي في موضعه على الصواب.
القسم الثالث
من حرف الصاد المهملة
الصاد بعدها الألف
صالح بن شريح السكوني: له إدراك وذكر أبو الحسين الرازي أنه كان كاتباً لأبي عبيدة بن الجراح وقال البخاري: كان كاتب عبد الله بن قرط عامل أبي عبيدة على حمص.
وروى عن أبي عبيدة روى عنه ابنه محمد وروى الروياني في مسنده وأبو القاسم الحمصي في تاريخ الحمصيين من طريق عيسى بن أبي رزين: حدثني صالح بن شريح رأيت أبا عبيدة يمسح على الخفين وقال أبو عبيدة ما نزعتهما منذ خرجت من دمشق.
وقال أبو بكر البغدادي في طبقات أهل حمص كان صاحب معاذ بن جبل وقال أبو زرعة الدمشقي عاش إلى خلافة عبد الملك وله رواية في ترجمة النعمان بن الرازية.
صالح بن كيسان التابعي المشهور:


زعم الحاكم أنه مات وله مائة ونيف وستون سنة فعلى هذا يكون أدرك الجاهلية ويكون مولده قبل البعثة بسنين والذي ذكره غيره أنه ما بلغ تسعين سنة والله أعلم.
صبيرة بن سعد: بن سهم بن عمرو بن هصيص بن كعب بن لؤي السهمي ذكره أبو مخنف في المعمرين وقال عاش مائة وثمانين سنة وأدرك الإسلام فأسلم وقيل: لم يسلم هذا هو الصحيح وفيه تقول ابنته ترثيه.
من يأمن الحدثان بعد صبيرة السهمي ماتا
سبقت منيته المشيب وكان ذلكم انفلاتا
صبيغ: بوزن عظيم وآخره معجمة بن عسل بمهملتين الأولى مكسورة والثانية ساكنة ويقال بالتصغير ويقال بن سهل الحنظلي.
له إدراك وقصته مع عمر مشهورة.
روى الدارمي من طريق سليمان بن يسار قال قدم المدينة رجل يقال له صبيغ بوزن عظيم وآخره مهملة بن عسل فجعل يسأل عن متشابه القرآن فأرسل إليه عمر فأعد له عراجين النخل فقال من أنت؟ قال: أنا عبد الله صبيغ قال: وأنا عبد الله عمر فضربه حتى أدمى رأسه فقال حسبك يا أمير المؤمنين قد ذهب الذي كنت أجده في رأسي وأخرجه من طريق نافع أتم منه قال: ثم نفاه إلى البصرة وأخرجه الخطيب وابن عساكر من طريق أنس والسائب بن زيد وأبي عثمان النهدي مطولاً ومختصراً وفي رواية أبي عثمان وكتب إلينا عمر: لا تجالسوه قال فلو جاء ونحن مائة لتفرقنا.
وروى إسماعيل القاضي في الأحكام من طريق هشام عن محمد بن سيرين قال كتب عمر بن الخطاب إلى أبي موسى لا تجالس صبيغ واحرمه عطاءه وروى الدارمي في حديث نافع أن أبا موسى كتب إلى عمر أنه صلح حاله فعفا عنه وذكر بن دريد في كتاب الإشتقاق أنه كان يحمق وأنه وفد على معاوية.
وروى الخطيب من طريق عسل بن عبد الله بن عسيل التميمي عن عطاء بن أبي رباح عن عمه صبيغ بن عسل قال جئت عمر فذكر قصة.
ومن طريق يحيى بن معين قال صبيغ بن شريك قلت: ظاهر السياق أنه عم عطاء وليس كذلك بل الضمير في قوله عن عمه يعود على عسل.
وذكره بن ماكولا في عسل بكسر أوله وسكون ثانيه والمهملتين وقال مرة عسيل مصغراً وقال الدارقطني في الأفراد بعد رواية سعيد بن سلامة العطاء عن أبي بكر بن أبي سبرة عن يحيى عن سعيد بن المسيب قال جاء صبيغ التميمي إلى عمر فسأله عن الذاريات الحديث وفيه فأمر به عمر فضرب مائة سوط فلما برئ دعاه فضربه مائة أخرى ثم حمله على قتب وكتب إلى أبي موسى حرم على الناس مجالسته فلم يزل كذلك حتى أتى أبا موسى فحلف له أنه لا يجد في نفسه شيئاً فكتب إلى عمر فكتب إليه خل بينه وبين الناس.
غريب تفرد به بن أبي سبرة قلت: وهو ضعيف والراوي عنه أضعف منه ولكن أخرجه بن الأنباري من وجه آخر عن يزيد بن خصيفة عن السائب بن يزيد عن عمر بسند صحيح وفيه فلم يزل صبيغ وضيعاً في قومه بعد أن كان سيداً فيهم.
قلت: وهذا يدل على أنه كان في زمن عمر رجلاً كبيراً وأخرجه الإسماعيلي في جمعه حديث يحيى بن سعيد من هذا الوجه.
وأخرجه أبو زرعة الدمشقي من وجه آخر من رواية سليمان التميمي عن أبي عثمان النهدي به وأخرجه الدارقطني في الأفراد مطولا قال أبو أحمد العسكري أتهمه عمر برأي الخوارج.
صبي: بصيغة التصغير بن معبد التغلبي بمثناة ثم معجمة ثم لام مكسورة.
له إدراك وحج في عهد عمر فاستفتاه عن الجمع بين الحج والعمرة.
روى حديثه أصحاب السنن من رواية أبي وائل عنه وروى أبو إسحاق وغيره عنه أيضاً وكان سليمان بن ربعية وزيد بن صوحان نهياه عن ذلك فقال له عمر: هديت لسنة نبيك.
وقال العسكر روى عن عمر ولم يلحق له كذا قال.
الصاد بعدها الخاء
صخر بن أعيا الأسدي: له إدراك وله ذكر في شعر الحطيئة وكان قد نزل به فسقاه شربة لبن وأنشده.
شددت حيازيم بن أعيا بشربة ... على ظمأ شدت أصول الجوانح
صخر بن قيس قال إنه اسم الأحنف بن قيس تقدم: صخر بن عبد الله الهذلي: المعروف بصخر الغي ذكره المرزباني في معجمه وقال إنه مخضرم وأنشد له قوله.
لو أن حولي من قريم رجلاً ... لمنعوني نجدة أو رسلاً
الصاد بعدها الراء
صرد بن شمير: بن مليل بن عبد الله بن أبي بكر بن كلاب الكلابي له إدراك وابنه عبد الرحمن له ذكر في الفتوح ومن ذريته المحدث المشهور عبدة بن سليمان الكلابي شيخ البخاري.


ذكره بن سعد في ترجمة عبدة وقال أدرك الإسلام وأسلم.
الصاد بعدها العين
الصعب بن عثمان السحيمي اليماني: ذكر وثيمة في الردة أنه كان شيخاً كبيراً معمراً وأنه وفد على النعمان بن المنذر في الجاهلية ثم أدرك الإسلام فأسلم وحذر قومه من الردة لما تنبأ مسيلمة وأنشد له في ذلك شعراً.
صعصة بن صوحان: العبدي تقدم ذكر أخويه سيحان وزيد قال أبو عمر كان مسلماً في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يره.
قلت وله رواية عن عثمان وعلي وشهد صفين مع علي وكان خطيباً فصيحاً وله مع معاوية مواقف.
وقال الشعبي: كنت أتعلم منه الخطب وروى عنه أيضاً أبو إسحاق السبيعي والمنهال بن عمرو وعبد الله بن بريدة وغيرهم مات بالكوفة في خلافة معاوية وقيل بعدها.
وذكر العلائي في أخبار زياد أن المغيرة نفى صعصعة بأمر معاوية من الكوفة إلى الجزيرة أو إلى البحرين وقيل إلى جزيرة بن كافان فمات بها وأنشد له المرزباني.
هلا سألت بني الجارود أي فتى ... عند الشفاعة والباب بن صوحانا
كنا وكانوا كأم أرضعت ولداً ... عقت ولم تجز بالإحسان إحسانا
الصاد بعدها القاف
الصقر بن عمرو بن محصن: له إدراك وكان من الفرسان المعروفين وقتل بصفين مع علي فبلغ أهل العراق أن أهل الشام فخروا بقتله فقال قائلهم:
فإن تقتلوا الصقر بن عمرو بن محصن ... فنحن قتلنا ذا الكلاع وحوشبا
وكان ذو الكلاع وحوشب من عظماء اليمن بالشام وقتلا يومئذ.
الصاد بعدها اللام
صلة بن أشيم: يوزن أحمد بمعجمة وتحتانية أبو الصهباء العبدي تابعي مشهور أرسل حديثاً فذكره بن شاهين وسعيد بن يعقوب في الصحابة وهو من طريق حماد عن ثابت عنه عن النبي صلى اللهعليه وسلم قال: " من صلى صلاةً لا يذكر فيها شيئاً من أمر الدنيا لم يسأل الله شيئاً إلا أعطاه " .
وكذا أخرجه بن شاهين وذكره في التابعين البخاري وابن أبي حاتم وابن حبان وقال: قتل في أول ولاية الحجاج على العراق سنة خمس وسبعين قال: وقيل في خلافة يزيد بن معاوية وذكر أبو موسى أنه قتل بسجستان سنة خمس وثلاثين وهو بن مائة وثلاثين سنة.
قلت: فعلى هذا فقد أدرك الجاهلية.
وروى أبو نعيم في الحلية من طريق بن المبارك عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر قال: بلغنا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " يكون في أمتي رجل يقال له صلة يدخل الجنة بشفاعته كذا وكذا "
الصاد بعدها الياء
صيحان بن صوحان العبدي: له ذكر في قتال أهل الردة وكان بعمان لقيط بن مالك الأزدي فادعى النبوة فقاتل عكرمة وعرفجة وجبير وعبيد فاستعلاهم فأتى المسلمين مدد من بني ناجية وعبد القيس عليهم الحارث بن راشد وصيحان بن صوحان العبدي فقوي المسلمون وانهزم لقيط وقتل ممن كان معه عشرة آلاف ذكره سيف.

القسم الرابع
من حرف الصاد المهملة
الصاد بعدها الألف
صالح بن خيوان: بالخاء المعجمة السبائي بفتح المهملة والموحدة بعدها همزة.
تابعي معروف أرسل حديثاً فذكره علي بن سعيد وابن أبي علي في الصحابة وأورد من طريق بكر بن سوادة عن صالح بن خيوان أن رجلاً سجد إلى جنب النبي صلى الله عليه وسلم على عمامته فحسر النبي صلى الله عليه وسلم عن جبهته قال أبو موسى في الذيل: صالح هذا يروي عن عقبة بن عامر ولا أرى له صحبة.
قلت: قد أخرجه أبو داود من هذا الوجه فقال: عن صالح عن السائب وقال بن أبي حاتم روى عن أبي عقبة وأبي سهلة السائب بن خلاد.
صالح بن رتبيل: تابعي مشهور أرسل حديثاً فذكره بعضهم في الصحابة قال أبو حاتم روى عنه بكر بن سوادة والعسكري حديثه مرسل روى عنه عمران بن حدير.
الصامت الأنصاري: جد عبد الرحمن بن ثابت بن الصامت وذكره الترمذي في الصحابة وفي الجامع فيمن رأى الصلاة في ثوب واحد وذكره بن قانع في الصحابة واستدركه بن فتحون وغيره وهو وهم نشأ عن حذف وقد تقدم قول أبي عمر في ثابت بن الصامت ولد هذا إنه مات في الجاهلية فكيف يستدرك الصامت عليه؟ فروى إبراهيم الحربي وابن قانع من طريق عبد الرحمن بن ثابت بن الصامت عن أبيه عن جده أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى في ثوب واحد انتهى.
وقد بينت أمره واضحاً في ترجمة ثابت بن الصامت في حرف الثاء المثلثة.


الصاد بعدها الباء والحاء والخاء
صبرة والد لقيط: ذكره بن شاهين وقد تقدم في القسم الأول.
صحمة تقدم في أصحمة: صخر: بن عبد الله بن حرملة المدلجي مشهور من أتباع التابعين أرسل حديثاً فذكره سعيد بن يعقوب في الصحابة وأورد من طريق محمد بن أبي يحيى عن صخر بن عبد الله بن حرملة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من لبس ثوباً فحمد الله غفر له " .
قال أبو موسى: صخر هذا لم يلق الصحابة وإنما يروي عن التابعين.
قلت حدثه في الترمذي وأكبر شيخ رأيته له أبو سلمة بن عبد الرحمن.
صخر بن مالك: تابعي أرسل حديثاً عن النبي صلى الله عليه وسلم في الضب روى عنه معاوية بن صالح قاله بن أبي حاتم عن أبيه ووهم من ذكره في الصحابة.
صخر بن معاوية النميري: ذكره بن قانع فصحفه وتبعه الذهبي وإنما هو مخمر بكسر الميم وسكون المعجمة وفتح الميم الأخرى.
وقد أخرج بن ماجة في الحديث الذي أورده له بن قانع من الوجه الذي أورده له على الصواب وذكره البغوي في حكيم بن معاوية والله أعلم.
الصاد بعدها الراء
صرمة بن أنس: فرق بن منده بينه وبين صرمة بن أبي أنس وهو هو وقد أوضحت ذلك فيما مضى.
صرمة الأنصاري: وقع في معجم بن الأعرابي من طريق عبد الرحمن بن أبي ليلى أحيلت الصلاة ثلاثة أحوال الحديث بطوله وفيه: فجاء رجل يقال له صرمة إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله رأيت رجلاً ينزل من السماء عليه ثوبان أخضران على حريم حائط فأذن مثنى مثنى ثم قعد ثم قام فأقام.
قلت: وهو غلط نشأ عن سقط وذلك أن القصة عند عبد بن حميد في تفسير قوله تعالى: " وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر " البقرة 187 فذكر الحديث بطوله وصرمة إنما جرى له ما تقدم في الذي قبله أنه نام قبل أن يفطر والذي جاء فذكر الرؤيا في الأذان وهو عبد الله بن زيد فسقط من السياق من ذكر صرمة إلى ذكر عبد الله بن زيد على الصواب عند أبي داود والنسائي وغيرهما.
الصاد بعدها العين
صعير غير منسوب: ذكره الباوردي وأورده من طريق الزهري عن عبد الله بن ثعلبة عن صعير قال: قام النبي صلى الله عليه وسلم فينا فأمرنا بصدقة الفطر الحديث.
وهو وهم نشأ عن تصحيف والصواب عن عبد الله بن ثعلبة بن صعير عن أبيه وثعلبة بن صعير ويقال فيه بن أبي صعير تقدم على الصواب في المثلثة.
الصاد بعدها الفاء
صفوان بن أمية بن عمرو السلمي حليف بني أسد: واختلف في شهوده بدراً وشهدها أخوه مالك بن أمية وقتلا جميعاً باليمامة هكذا أورده أبو عمر فوهم في زيادة أمية وإنما هو صفوان بن عمرو وقد مضى في الأول على الصواب واضحاً.
صفوان بن عبد الله: أو عبد الله بن صفوان ذكره بن قانع وأخرج له حديث صيد الأرنب والصواب صفوان بن محمد أو محمد بن صفوان.
صفوان بن عبد الله الخزاعي: ذكره بعضهم والصواب عبد الله بن صفوان الخزاعي وسيأتي.
صفوان بن أبي العلاء: من أتباع التابعين وهم بن لهيعة فروى عن خالد بن أبي عمران عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم فذكر حديثاً قدمته في الأول.
قال بن أبي حاتم الصواب ما رواه عبيد الله بن أبي جعفر ومحمد بن عمرو وسهيل بن أبي صالح عن صفوان بن أبي يزيد عن القعقاع بن اللجلاج عن أبي هريرة قلت: لم يتفقوا على القعقاع بن اللجلاج بل هي رواية سهيل في المشهور عنه واختلف على سهيل أيضاً وقال محمد بن عمرو حصين بدل القعقاع وتابعه بن إسحاق عن صفوان لكن قال بن سليم فلعل سليم يكنى أبا يزيد وكان هذا سبب وهم بن لهيعة فيه فإنه سمعه من خالد بن أبي عمران رفيق عبيد الله بن أبي جعفر عن صفوان بن أبي يزيد فانقلب على بن لهيعة فجعل كنية شيخ صفوان اسم أبيه وحذف الواسطة فتركب منه هذا الوهم.
ورواه حماد بن سلمة عن سهيل فقال عن صفوان بن سليم عن خالد بن اللجلاج وهذا يقوي رواية أبي عمرو وابن إسحاق لكن لم يتابع في خالد وقال بن عجلان عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة سلك الجادة وقد أخرج النسائي أكثر هذه الطرق وذهل بن حبان فأخرج من طريق بن عجلان وغفل عما فيها من الاضطراب.
صفوان بن عمرو الأسلمي:


أورده أبو عمر فتعقبه بن الأثير بأن الصواب الأسدي وليس لأبي عمر فيه ذنب إلا في قوله الأسلمي فإن الصواب الأسدي والذنب لابن الأثير في مغايرته بين هذا الذي ذكره أبو عمر وبين الأسدي الذي ذكره غيره وقد قال أبو عمر: إنه حليف بني أسد فلا معني للتعدد والعجب أن بن الأثير خفي عليه ما وقع لأبي عمر فيه من الوهم في مغايرته بين صفوان بن عمرو وصفوان بن أمية بن عمرو لما بينته.
صفوان بن محرز تابعي مشهور: ذكره بن شاهين في الصحابة وهو غلط نشأ عن فهم فاسد وذلك أنه أورد من طريق أبي تميمة قال: شهدت صفوان وجندياً وأصحابه وهو يوصيهم يعني صفوان بن محرز والحديث حديث جندب بن عبد الله البجلي رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وقد روى عنه أحاديث فقالوا هل سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم.
شيئا؟ً قال سمعته يقول: " من سمع سمع الله به يوم القيامة " الحديث.
ظن بن شاهين أن الحديث لصفوان لجريان ذكره فيه وليس كذلك وإنما هو لجندب والضمير في قوله وهو يوصيهم لجندب والموصوف بأنه رجل من الصحابة هو جندب وهو المقول له هل سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ والحديث المذكور مخرج في الصحيحين من طريق أبي تميمة وأخرجه بن شاهين من طريقيه فإن بن شاهين أخرجه عن أبي محمد بن صاعد عن إسحاق بن شاهين عن خالد الطحان عن الجريري عن أبي تميمة.
وأخرجه البخاري في الأحكام عن إسحاق بن شاهين بهذا السند ولفظه عن أبي تميمة قال شهدت صفوان وجندباً وأصحابه وهو يوصيهم فقالوا: هل سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " من سمع سمع الله به " الحديث.
وفي آخره قيل لأبي عبد الله وهو البخاري: من يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم جندب؟ قال نعم من يقول سمعت جندب.
وأخرج البخاري ومسلم هذا الحديث وهو: " من سمع سمع الله به " من وجه آخر عن جندب أخرجه البخاري في كتاب الرقاق ومسلم في أواخر الصحيح كلاهما من طريق سفيان الثوري عن سلمة بن كهيل عن جندب وصفوان بن محرز له في صحيح مسلم حديث عن جندب غير هذا وهو من أوساط التابعين وأقدم شيخ له عبد الله بن مسعود ثم الأشعري وحكيم بن حزام وعمران بن حصين ثم بن عباس وجندب وكان من عباد أهل البصرة قال العجلي تابعي ثقة وقال له فضل وورع وقال خليفة مات بعد انقضاء أمر بن الزبير وأرخه بن حبان سنة أربع وسبعين وهي السنة التي قتل فيها بن الزبير.
صفوان بن يعلى بن أمية: تابعي مشهور ووقع في صحيح البخاري في رواية أبي ذر ما يقتضي أن له صحبة وهو وهم سقط من الإسناد عن أبيه ولا بد منه.
صفوان: أو بن صفوان صوابه عن أبي صفوان وهو مالك بن عميرة وقد أوضحت حاله في آخر من اسمه صفوان من القسم الأول.
صفوان أبو كليب: وهم فيه بعض الرواة فأخرج بن منده من طريق سليمان بن مروان العبدي عن إبراهيم بن أبي يحيى عن عثيم بن كليب بن الصلت عن أبيه عن جده أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: " احلق عنك شعر الكفر " قال بن منده هذا وهم.
قلت: أخرجه هو فيمن اسمه كليب من طريق سعيد بن الصلت عن بن أبي يحيى فقال عن عثيم بن كثير بن كليب عن أبيه عن جده.
وروى أبو داود هذا الحديث من طريق بن جريج أخبرت عن عثيم بن كليب عن أبيه عن جده فكأن عثيما في هذه الرواية نسب إلى جده وكأن بن جريج سمعه من بن أبي يحيى فله عادة بالتدليس عنه.
وقال أبو نعيم روى عبد الله بن منيب عن عثيم بن كثير بن كليب عن أبيه عن جده بهذا الحديث. قلت: لكن روى بن شاهين من طريق الواقدي عن عبد الله بن منيب حديثاً آخر فقال عن عثيم بن كثير بن الصلت الجهني عن أبيه عن جده وله صحبة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " الأكبر في الإخوة بمنزلة الأب " والله أعلم.
الصاد بعدها اللام
صلة بن أشيم تقدم في القسم الثالث: الصلت السدوسي: روى عن النبي صلى الله عليه وسلم في الذبيحة وعنه ثور بن يزيد الرحبي ووهم من ذكره في الصحابة بل هو تابعي بل ذكره بن حبان في أتباع التابعين.
الصاد بعدها النون
صحمة: تقدم في أصحمة: الصنابح: غير منسوب تقدم بيان من وهم فيه في الصنابح بن الأعسر قال أبو نعيم أفرده يعني بن منده وهو عندي بن الأعسر.
الصاد بعدها الياء
صيفي غير منسوب:


ذكره سعيد بن يعقوب من طريق وكيع عن سعيد بن زيد عن واصل مولى بن عيينة عن عبيد بن صيفي عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتبوأ لبوله كما يتبوأ لمنزله.
وهذا وهم نشأ عن سقط وفي إسناده إلى وكيع ضعف والصواب ما رواه يحيى بن إسحاق عن سعيد بن يزيد عن واصل عن يحيى بن عبيد عن أبيه هكذا أخرجه بن قانع والحارث في مسنده وقد رواه الطبراني في الأوس فزاد في الإسناد عن أبي هريرة.
صيفي أبو المرقع: ذكره بن منده وقال روى حديثه طلق بن غنام عن عمرو بن المرقع بن صيفي عن أبيه عن جده أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن قتل النملة انتهى وفيه أوهام أحدها إعادة الضمير في جده على عمرو وإنما هو على المرقع والصحبة لوالد صيفي وهو رباح بن الحارث.
ثانيها: قوله عمرو والصواب عمر بضم العين.
ثالثها: النملة وإنما هو المرأة والحديث على الصواب عبد أبي داود والنسائي وصححه الحاكم وغيره وقد مضى في البراء.