الإصابة - حرف الميم
القسم الأول
الميم بعدها الألف
مأبور بموحدة خفيفة مضمومة واو ساكنة ثم راء مهملة القبطي الخصبي قريب مارية يأتي في ترجمة مارية وصفه بأنه شيخ كبير لأنه اخوها قلت ولا ينافي ذلك نعته في الروايات بأنه قريبها أو نسيبها أو بن عمها لاحتمال انه أخوها لأمها والله أعلم وهو قريب مارية أم ولد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قدم معها من مصر قال حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس بن مالك أن رجلاً كان يتهم بأم ولد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لعلي اذهب فاضرب عنقه فأتاه علي فإذا هو في ركى يتبرد فيها فقال له علي


اخرج فناوله يده فأخرجه فإذا هو مجبوب ليس له ذكر فكف عنه علي ثم اتى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال يا رسول الله انه لمجبوب ما له ذكر أخرجه مسلم ولم يسمه وسماه أبو بكر بن أبي خيثمة عن مصعب الزبيري مأبورا ولفظه ثم ولدت مارية التي اهداها المقوقس إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ولده إبراهيم وكان أهدى معها أختها سيرين وخصيا يقال له مابور وقد جاء ذكره في عدة أخبار غير مسمى منها ما أخرجه بن عبد الحكم في فتوح مصر بسنده عن عبد الله بن عمرو قال دخل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على القبطية أم ولده إبراهيم فوجد عندها نسيبا لها قدم معها من مصر وكان كثيرا ما يدخل عليها فوقع في نفسه شيء فرجع فلقيه عمر فعرف ذلك في وجهه فسأله فأخبره فأخذ عمر السيف ثم دخل على مارية وقريبها عندها فأهوى إليه بالسيف فلما رأى ذلك كشف عن نفسه وكان مجبوبا ليس بين رجليه شيء فلما رآه عمر رجع إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فأخبره فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن جبرائيل أتاني فأخبرني أن قد برأها وقريبها وان في بطنها غلاما منى وأنه أشبه الناس بي وأنه أمرني أن أسميه إبراهيم وكناني أبا إبراهيم وفي سنده بن لهيعة وشك بعض رواته في شيخه وفي سنده بن لهيعة وشك بعض رواته في شيخه وأخرج بن عبد الحكم أيضاً من طريق يزيد بن أبي حبيب عن الزهري عن أنس لبعضه شاهدا بدون قصة الخصى لكن قال في آخره ويقال أن المقوقس كان بعث معها بخصى فكان يأوي إليها ثم وجدت الحديث في المعجم الكبير للطبراني من الوجه الذي أخرجه منه بن أبي خيثمة وفيه من الزيادة بعد قوله أم إبراهيم وهي حامل بإبراهيم فوجد عندها نسيبا لها كان قدم معها من مصر فأسلم وحسن إسلامه وكان يدخل على أم إبراهيم فرضي لمكانه منها أن يجب نفسه فقطع ما بين رجليه حتى لم يبق له قليل ولا كثير الحديث هذا لا ينافي ما تقدم انه خصى اهداه المقوقس لاحتمال انه كان فاقد الخصيتين فقط مع بقاء الآلة ثم لما جب ذكره صار ممسوحا ويجمع بين قصتي عمر وعلي باحتمال أن يكون مضى عمر إليها سابقا عقب خروج النبي صلى الله عليه وآله وسلم فلما رآه مجبوبا اطمأن قلبه وتشاغل بأمر ما وان يكون إرسال علي تراخي قليلا بعد رجوع النبي صلى الله عليه وسلم إلى مكانه ولم يسمع بعد بقصة عمر فلما جاء على وجد الخصى قد خرج من عندها إلى النخل يتبرد في الماء فوجده ويكون أخبار عمر وعلي معا أو أحدهما بعد الآخر ثم نزل جبرائيل بما هو آكد من ذلك وأخرج بن شاهين من طريق سليمان بن أرقم عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت أهديت مارية لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وابن عم لها فذكر الحديث إلى أن قال وبعث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عليا ليقتله فإذا هو ممسوح وسليمان ضعيف وسيأتي في ترجمة مارية شيء من أخبار هذا الخصى وقال الواقدي حدثنا يعقوب بن محمد بن أبي صعصعة عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة قال بعث المقوقس إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بمارية واختها سيرين وبألف مثقال ذهبا وعشرين ثوبا لينا وبغلته الدلدل وحماره عفير ويقال يعفور ومعهم خصي يقال له مأبور ويقال هابور بهاء بدل الميم وبغير راء في آخره الحديث وفيه فأقام الخصي على دينه إلى أن اسلم بعد في عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم


ماتع ذكر الواقدي انه مولى فاختة بنت عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم وانه كان هو وهيت في بيوت النبي صلى الله عليه وآله وسلم وانه قال لعائشة لما سمعها تطلب امرأة تخطبها لعبد الرحمن بن أبي بكر أخيها عليك بفلانة فانها تقبل بأربع وتدبر بثمان فسمعه النبي صلى الله عليه وآله وسلم فنفاه إلى الحمى فاستمر على ذلك إلى خلافة عمر قلت وذكر بن إسحاق في المغازي عن محمد بن إبراهيم التيمي انه هو الذي قال في بنت غيلان تقبل بأربع وتدبر بثمان والمعروف أن الذي قال ذلك هو هيت وهو في صحيح البخاري عن بن جريج كما سيأتي في ترجمته وذكر بن وهب في جامعه عن الحارث بن عبد الرحمن عن بن أبي ذئب عن أبي سلمة بن عبد الرحمن أن مخنثين كانا على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقال لأحدهما هيت وللآخر ماتع فهلك ماتع وبقي هيت بعد قال بن وهب وحدثني من سمع أبا معشر يقول أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أمر به فضرب فذكر الحديث وسيأتي في ترجمة هيت مارب روى حديث الدعاء للمحلقين فيما جزم به الترمذي في جامعه وقد تقدمت الإشارة إليه في قارب في حرف القاف وان بن عيينة كان يقوله بالميم أو القاف لأنه وجده في كتابه بالميم وفي حفظه بالقاف قال والناس يقولونه بالقاف فكان يحدث به على الشك مازن بن خيثمة السكوني الكندي قال بن عساكر في ترجمة حفيده عمرو بن قيس له صحبة وذكر بن أبي حاتم في ترجمة عمرو بن قيس انه روى عن جده مازن انه وفد الحديث وأخرجه الطبراني في الأوسط من طريق صفوان بن عمرو عن عمرو بن قيس بن ثور بن مازن بن خيثمة أن جده مازن بن خيثمة وهبيل بن كعب أحد بني مازن بعثهما معاذ بن جبل وافدين إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوم نزول السكاسك والسكون فقاتل حتى أسلموا فآخى بين السكاسك والسكون كذا قرأته بخط الخطيب في المؤتلف بكسر الزاي وتشديد الميم وآخره نون وأخرجه بن السكن في ترجمة هبيل بن كعب فقال أحد بني زميل وقال لم أجد لمازن وهبيل ذكرا إلا في هذه الحديث ذكره بالميم بعدها لام وأخرجه بن قانع من هذا الوجه لكنه صحف هبيل فقال حبيل بالحاء المهملة بدل الهاء كما سيأتي مازن بن الغضوبة بن عراب بن بشر بن خطامه بن سعد بن ثعلبة بن نصر بن سعد بن أسودان نبهان بن عمرو بن الغوث بن طي الطائي ثم النبهاني ثم الخطامي أمه زينب بنت عبد الله ذكره بن السكن وغيره في الصحابة وقال بن حبان يقال أن له صحبة وأخرج الطبراني والفاكهي في كتاب مكة والبيهقي في الدلائل وابن السكن وابن قانع كلهم من طريق هشام بن الكلبي عن أبيه قال حدثني عبد الله العماني قال قال مازن بن الغضوبة فذكر حديثا طويلا فيه فكسرت الأصنام وقدمت على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فأسلمت وفيه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم دعا له فاذهب الله عنه كل ما يجد قال وحججت حججا وحفظت شطر القرآن وحصنت أربع حرائر ووهب لي حبان بن مازن وفيه انه انشد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
إليك رسول الله خبت مطيتي ... تجوب الفيافي من عمان إلى العرج
لتشفع لي يا خير من وطئ الحصا ... فيغفر لي ذنبي وارجع بالفلج
وذكره الرشاطي في الخطامي في الخاء المعجمة وله حديث آخر أخرجه بن السكن ومحمد بن خلف المعروف بوكيع في نوادر الاخبار وابن منده وأبو نعيم من طريق الحسن بن كثير عن يحيى بن أبي كثير عن أبيه سمعت مازن بن الغضوبة يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول عليكم بالصدق فإنه يهدي إلى الجنة قال ابن منده غريب لا يعرف إلا بهذا الإسناد ماشي بمعجمة ذكر أبو بكر بن دريد انه أحد جن نصيبين الذين سمعوا القرآن من النبي صلى الله عليه وآله وسلم ببطن نخلة


ماعز بن مالك الأسلمي قال بن حبان له صحبة وهو الذي رجم في عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم ثبت ذكره في الصحيحين وغيرهما من حديث أبي هريرة وزيد بن خالد وغيرهما وجاء ذكره في حديث أبي بكر الصديق وأبي ذر وجابر بن سمرة وبريدة بن الحصيب وابن العباس ونعيم بن هزال وأبي سعيد الخدري ونصر الأسلمي وأبي برزة سماه بعضهم وابهمه بعضهم وفي بعض طرقه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال لقد تاب توبة لو تابها طائفة من أمتي لاجزأت عنهم وفي صحيح أبي عوانة وابن حبان وغيرهما من طريق أبي الزبير عن جابر أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لما رجم ماعز بن مالك قال لقد رأيته يتحضحض في انهار الجنة ويقال أن اسمه عريب وماعز لقب وسيأتي ذلك في ترجمة أبي الفيل في الكنى وفي حديث بريدة أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال استغفروا لماعز ماعز بن مجالد بن ثور بن معاوية بن عبادة بن البكاء البكائي ذكر بن الكلبي في النسب انه وفد على النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال الرشاطي لم يذكره أبو عمر ولا ابن فتحون قلت ولفظ بن الكلبي في الجمهرة صحب النبي صلى الله عليه وآله وسلم ومضى له ذكر في بشر بن معاوية بن ثور ماعز غير منسوب قال أبو عمر لا أقف على نسبه وله حديث في مسند أحمد وغيره ونسبه ابن منده فقال التميمي سكن البصرة وأخرج أحمد والبخاري في التاريخ من طريق أبي مسعود الجريري عن يزيد بن عبد الله بن الشخير عن ماعز أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم سئل أي الأعمال أفضل قال الإيمان بالله وحده ثم الجهاد ثم حجة مبرورة يفضل الأعمال كما بين مطلع الشمس ومغربها رواه ثقات أورده البخاري من وجه آخر والبغوي من وجهين عن الجريري عن حبان بن عمير عن ماعز أن رجلاً سأل النبي صلى الله عليه وآله وسلم أي الأعمال أفضل فذكر نحوه فكأن للجريري فيه شيخين ماعز آخر أفرده البخاري والبغوي عن الذي قبله وترجم له ماعز والد عبد الله وجوز ابن منده أن يكونا واحدا وأورده من طريق الهنيد بن القاسم عن الجعيد بن عبد الرحمن أن عبد الله بن ماعز حدثه أن ماعزا اتى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فكتب له كتابا أن ماعزا اسلم آخر قومه وانه لا تجني عليه إلا يده انتهى وقيل عن عبد الله بن ماعزا عن أبيه وقد تقدم بيانه في ترجمة عبد الله بن ماعز
ذكر من اسمه مالك
مالك بن احمر سكن الشام قاله البغوي وقال بن شاهين مالك بن احمر الجذامي العوفي وأخرج من طريق يزيد بن عبد ربه عن الوليد بن مسلم حدثني سعيد بن منصور بن محرز بن مالك بن احمر الجذامي عن أبيه مالك بن احمر العوفي انه لما بلغهم مقدم النبي صلى الله عليه وآله وسلم تبوك وفد إليه مالك بن احمر فأسلم وسأله أن يكتب له كتابا يدعوه إلى الإسلام فكتب له في رقعة من أدم قال الوليد فسألت سعيد بن منصور أن يقرئني الكتاب فذكر كبره وضعف بصره وقال ألق أيوب بن محرز فسل عنه فلقيه فاخرج له رقعة من آدم عرضها أربعة أصابع وطولها قدر شبر وقد انماح ما فيه فقرأ على أيوب هذا كتاب من محمد بن عبد الله رسول الله إلى بن احمر ومن اتبعه من المسلمين أمان لهم ما أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وادوا الخمس من المغنم وخالفوا المشركين وكذا أخرجه البغوي من طريق هارون بن عمر المخزومي الدمشقي عن الوليد وقال لا أعلم بهذا الإسناد غير هذا الحديث وأخرجه الطبراني في الأوسط من طريق صفوان بن صالح عن الوليد وساقه كله مدرجا غير مفصل كما فصله يزيد بن عبد ربه مالك بن أخامر بالمعجمة اليمامي ويقال بن اخيمر بالتصغير ويقال بالمهملة مع التصغير ذكره البخاري والبغوي وابن شاهين من طريق موسى بن يعقوب الربعي عن أبي رزين الباهلي عن مالك بن أخامر وفي رواية البغوي وابن شاهين بن احيمر لكن بالمهملة عند البغوي وبالمعجمة عند بن شاهين انه سمع النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول أن الله لا يقبل من الصقور يوم القيامة صرفا ولا عدلا فقلنا يا رسول الله وما الصقور قال الذي يدخل على أهله الرجال ورجع بن حبان أن أباه اخيمر ومن قال فيه أخامر فقد وهم مالك بن أمية بن عمرو السلمي من حلفاء بني أسد بن خزيمة شهد بدرا واستشهد باليمامة ذكره أبو عمر


مالك بن أوس بن عبد الله بن حجر الأسلمي له ولأبيه صحبة أخرج حديثه أبو نعيم من تاريخ أبي العباس السراج من طريق عبد الله بن يسار حدثنا ياسر بن عبد الله بن مالك بن أوس الأسلمي عن أبيه قال لما هاجر النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأبو بكر مروا بإبل لنا بالجحفة فقال لمن هذه الإبل قيل لرجل من اسلم فالتفت إلى أبي بكر فقال سلمت إن شاء الله فأتاه أبي فحمله على جمل الحديث وقد مضى في ترجمة أوس بن عبد الله نحو هذه من طريق صخر بن مالك بن إياس بن مالك بن أوس بن عبد الله بن حجر الأسلمي من أهل العرج أخبره أن أباه مالك بن أوس أخبره أن أباه اوسا مر به وهو في مغازي موسى بن عقبة عن بن شهاب أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لما هبط العرج في الهجرة حمله رجل من اسلم يقال له مالك بن أوس على جمل يقال له بن اللقاح وبعث معه غلاما له يدعى مغيثا فسلك به وفي أخبار المدينة للزبير بن بكار عن محمد بن الحسن بن زبالة عن صخر بن مالك بن إياس بن كعب بن مالك بن أوس الأسلمي عن أبيه عن جده أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم صلى بمدلجة تعهن وبنى بها مسجدا مالك بن أوس بن الحدثان بن عوف النصري بكنى أبا سعيد تقدم ذكر والده قال أبو عمر زعم أحمد بن صالح المصري أن له صحبة قال بن رشدين عنه وقال سلمة بن وردان رأيت جماعة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فعده منهم وذكر الواقدي عن شيوخه أن مالك بن أوس هذا ركب الخيل في الجاهلية وكذا ذكر عن الواقدي وروى أنس بن عياض عن سلمة بن وردان عن مالك بن أوس بن الحدثان قال كنا عند النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال وجبت وجبت الحديث قال بن رشدين سألت أحمد بن صالح عن هذا الحديث فقال هو صحيح قال أبو عمر لا احفظ له خبرا في صحبته أكثر مما ذكرت واما روايته عن عمر فأشهر من أن تذكر وروى عن العشرة المهاجرين وعن العباس روى عنه محمد بن جبير والزهري ومحمد بن المنكدر وجماعة منهم عكرمة بن خالد وأبو الزبير ومحمد بن عمرو بن حلحلة وتوفي سنة اثنتين وتسعين وقيل وخمسين وهو بن أربع وتسعين انتهى وقال البغوي أخبرني بن أبي خيثمة عن مصعب أو غيره قال ركب مالك بن أوس الخيل في الجاهلية وذكره بن البرقي في باب من أدرك النبي صلى الله عليه وآله وسلم ولم يثبت له عنه رواية وذكره بن سعد في طبقة من أدرك النبي صلى الله عليه وآله وسلم ورآه ولم يحفظ عنه شيئا وذكره أيضاً في الطبقة الأولى من التابعين وقال كان قديما ولكنه تأخر إسلامه ولم يبلغنا أن له رؤية ولا رواية وقال البخاري وأبو حاتم الرازي وابن حبان لا تصح له صحبة وقال البخاري أيضاً قال بعضهم له صحبة وقال في التاريخ الصغير حدثني عبد الرحمن بن شيبة حدثني يونس بن يحيى بن غنام عن سلمة بن وردان رأيت مالك بن أوس وكانت له صحبة وقال بن حبان من زعم أن له صحبة فقد وهم وقال البغوي يقال انه رأى النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال وأخبرني رجل من أصحاب الحديث حافظه انه قد رأى النبي صلى الله عليه وآله وسلم وقال يحيى بن معين ليست له صحبة وأخرج البغوي بسند حسن عن مالك بن أوس قال كنت عريفا في زمن عمر بن الخطاب وفي الصحيحين من طريق الزهري أخبرني مالك بن أوس أن عمر امره أن يقسم مالا بين قومه في قصة طويلة فيها ذكر العباس وعلي وقال ابن منده ذكره بن خزيمة في الصحابة ولا يثبت ثم أخرج من طريقه عن حسين بن عيسى عن أبي ضمرة عن سلمة بن وردان عن مالك بن أوس انه كان مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال ابن منده هذا وهم والصواب عن أنس بن مالك وهذا الذي أشار إليه أخرجه أبو يعلى من طريق بن أبي فديك عن سلمة عن أنس وأوله من أصبح منكم صائما وآخره قال وجبت وجبت وقد أخرج إسماعيل القاضي في كتاب فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم من طريق سلمة بن وردان قال قال أنس بن مالك ومالك بن أوس أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم خرج يتبرز فلم يجد أحدا يتبعه فأتبعه عمر الحديث في فضل الصلاة قال أبو أحمد الحاكم سمع أبا بكر وعمر وعثمان وعليا وغيرهم وكان عريف قومه في زمن عمر قال الذهلي قال يحيى بن بكير مات سنة إحدى وتسعين وقال يحيى بن حمزة مات سنة اثنتين وتسعين قلت وهو قول الجمهور


مالك بن أوس بن عتيك بن عمرو بن عبد الأعلم بن عامر بن زعوراء بن جشم بن الحارث بن الخزرج بن عمرو بن مالك بن الأوس الأنصاري ذكره البغوي عن بن سهل وقال شهد أحدا والخندق وما بعدهما واستشهد وهو وأخوه عمير باليمامة مالك بن إياس الأنصاري النجاري ذكره موسى بن عقبة فيمن استشهد بأحد واستدركه بن هشام على بن إسحاق مالك بن ايفع بن كرب الهمداني الناعطي يأتي ذكره في مالك بن نمط مالك بن بحينة قال بن عبد البر لعبد الله ولأبيه صحبة وبحينة أم مالك ومنهم من يقول انها أم ولده عبد الله قال وتوفي بن بحينة أيام معاوية انتهى ولم يصرح بالمراد ولكن إيراده إياه في ترجمة مالك قد يشعر بان مراده مالك لكنه صرح في ترجمة عبد الله بأنه مراده وهو الصواب فقد أرخه الجمهور في عمل مروان على المدينة وكان ذلك في خلافة معاوية بلا ريب وقيده بعضهم بسنة ست وخمسين ولا اعرف لمالك شيئاً يتمسك به في انه صحابي إلا حديثين اختلف بعض الرواة فيهما هل هما لعبد الله أو لمالك ولا ترجم البخاري ولا بن أبي حاتم ولا من تبعهما لمالك في الصحابة حتى أن بن حاتم رتب آباء من اسمه مالك على الحروف فلما ترجم حرف الباء الموحدة بيض ولم يذكر أحدا وأول من ترجم لماك بن بحينة بن شاهين فقال مالك بن بحينة ولم يزد على ذلك ولم يورد له شيئاً فتبعه بن عبد البر كعادته وزاد عليه ما رأيت وها أنا اذكر شبهة من ذكره في الصحابة قال ابن منده مالك بن بحينة روى حديثه سعد بن إبراهيم عن حفص بن عاصم عن مالك بن بحينة والصواب عبد الله بن مالك بن بحينة وأخرج البخاري من طريق بهز بن أسد عن شعبة عن سعد بن إبراهيم عن حفص بن عاصم عن مالك بن بجينة أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم رأى رجلاً يصلي ركعتين وقد أقيمت الصلاة فقال اتصلي الصبح أربعا وقال بعده تابعه غندر ومعاذ عن شعبة وقال بن إسحاق عن سعد بن إبراهيم عن حفص عن عبد الله وقال حماد عن سعد عن حفص عن مالك وأخرجه مسلم عن القعنبي عن إبراهيم بن سعد عن أبيه ومن طريق أبي عوانة عن سعد كلاهما عن حفص عن بن بحينة وقال بعده قال القعنبي عبد الله بن مالك بن بحينة عن أبيه وقوله عن أبيه خطأ بحينة هي أم عبد الله قال أبو مسعود حذف مسلم في روايته عن القعنبي قوله عن أبيه أولا ثم نبه عليها ليبين خطأها وأهل العراق شعبة وحماد بن سلمة وأبو عوانة وغيرهم يقولون عن سعد عن حفص عن مالك بن بحينة وأهل الحجاز يقولون عبد الله بن مالك بن بحينة وهو الأصح قلت ورواية حماد بن سلمة في هذا وقعت لنا بعلو في المعرفة لابن منده واختلافهم موضعين أحدهما هل بحينة والدة مالك أو والدة عبد الله وهذا لا يستلزم اثبات صحبة مالك ولا نفيها والثاني هل الحديث عند حفص عن مالك بن بحينة بلا واسطة أو عن عبد الله بن مالك عن أبيه أو عن عبد الله بغير واسطة سواء نسب إلى أبيه أو إلى أمه أقوال أصحها الثالث وبه جزم البخاري وقال النسائي بعد أن أخرج الحديث من طريق وهب بن جرير عن شعبة وفيه عن مالك بن بحينة هذا خطأ والصواب عن عبد الله بن مالك بن بحينة وقال أبو مسعود أيضاً خطأ والقعنبي حيث قال في روايته عن عبد الله بن مالك بن بحينة عن أبيه قلت لكن وقع عند ابن منده أن يونس بن محمد المؤدب وافق القعنبي وكذا أخرجه أبو نعيم في المعرفة من طريق محمد بن خالد الواسطي كلاهما عن إبراهيم بن سعد ثم قال ابن منده والمشهور عن عبد الله بن مالك بن بحينة انتهى وأخرجه بن ماجة عن أبي مروان العماني عن إبراهيم بن سعد فلم يقل فيه عن أبيه ووقع الاختلاف في حديث آخر هل هو عبد الله أو عن مالك ففي الصحيحين من طرق عن الأعرج عن عبد الله بن بحينة حديث السهو عن التشهد الأول منها رواية الزهري وجعفر بن ربيعة عنه وهي عند أصحاب السنن الثلاثة أيضاً ومنها رواية يحيى بن سعيد الأنصاري عن الأعرج أيضاً من طريق مالك عند البخاري ومن طريق حماد بن زيد وابن المبارك في آخرين كلهم عنه وعند النسائي من طريق عبد ربه بن سعيد عن محمد بن يحيى بن حبان عن مالك بن بحينة قلت وكذلك أخرج الدارمي من طريق حماد بن سلمة وأبو نعيم في المعرفة من طريق حماد بن زيد كلاهما عن يحيى بن سعيد عن الأعرج عن مالك بن بحينة السكن قال النسائي هذا خطأ والصواب عن عبد الله بن مالك بحينة والله أعلم


مالك بن برهة بن نهشل المجاشعي يأتي ذكره في مالك بن عمرو بن مالك بن برهة مالك بن التيهان الأنصاري أبو الهيثم مشهور بكنيته وقع مسمى في كتاب الزهد لمحمد بن فضيل وفي تفسير الهاكم التكاثر من تفسير بن مردويه وفي كتاب بن السكن وغير واحد ممن صنف في الصحابة وكذا جزم بن الكلبي وغير واحد أن اسمه مالك وفي تسمية من شهد بدرا من مغازي موسى بن عقبة وأبو الهيثم مالك بن التيهان ومضى نظيره في ترجمة أخيه عبيد بن التيهان ونقل في اسمه غير ذلك وسيأتي في الكنى مالك بن ثابت الأنصاري الأوسي من بني النبيت قال الواقدي قتل يوم بئر معونة مالك بن ثعلبة الأنصاري قال أبو موسى وجدت على ظهر جزء من أمالي ابن منده بسنده إلى مقاتل بن سليمان عن الضحاك عن جابر قال كان في زمن النبي صلى الله عليه وآله وسلم شاب يقال له مالك بن ثعلبة الأنصاري ولم يكن بالمدينة شاب أعنى منه فمر بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم وهو يتلو هذه الآية والذين يكنزون الذهب والفضة إلى قوله تعالى فذوقوا ما كنتم تكنزون فغشي على الشاب فلما أفاق قال والذي بعثك بالحق ليمسين مالك ولا يملك درهما ولا دينارا قال فتصدق بماله كله وهذا فيه ضعف وانقطاع مالك بن جبير بن حبال بن ربيعة بن دعبل بن أنس بن خزيمة بن مالك بن سلامان بن اسلم الأسلمي هو وعمه الحارث بن حبال ذكرهما الطبري ونقله بن الأثير عن بن الكلبي وهو في الجمهرة واستدركه ابن فتحون مالك بن جبير بن عتيك الأنصاري من بني معاوية بن مالك بن عوف شهد بدرا قاله أبو عبيد واستدركه ابن فتحون مالك بن جبير الطائي من بني معن بن عتود له وفادة ذكره الرشاطي عن بن الكلبي ولم يذكره أبو عمرو ولا ابن فتحون مالك بن الجلاح مالك بن حارثة أبو أسماء بن حارثة الأسلمي ذكره أبو عمر في ترجمة أخيه هند وذكر انهم سبعة شهدوا بيعة الرضوان وكذا ذكرهم أيضاً البغوي والطبري وابن السكن وزاد الطبري قيل انهم كانوا ثمانية وهو أسماء وحمران وخراش وذؤيب وسلمة وفضالة ومالك وهند مالك بن الحارث القشيري العامري يأتي في مالك بن عمرو مالك بن الحارث الذهلي تقدم في خمخام ويقال هو مالك بن حملة مالك بن الحارث ذكره أبو موسى في الذيل وساق من طريق حماد بن زيد عن أيوب عن أبي قلابة عن مالك بن الحارث قال قدمنا على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فاقمنا معه نحو عشرين ليلة وهذا حديث مالك بن الحويرث الليثي وقد اخرجوا حديثه من طريق حماد بن زيد عن أيوب فكأن الحويرث كان اسمه الحارث فلقب الحويرث بالتصغير فاشتهر بها وقد ذكر بن السكن انه اختلف في اسم أبيه كما سأذكره في مالك بن الحويرث وكذا ترجم البخاري في التاريخ مالك بن الحويرث وساق في ترجمته حديثا من رواية الحسين بن عبد الله بن مالك بن الحويرث عن أبيه عن جده مالك بن حبيب قيل هو اسم أبي محجن الثقفي يأتي في الكنى مالك بن الحسحاس يأتي في بن الخشحاش بالمعجمات مالك بن حسل استدركه أبو علي الجياني وابن فتحون وابن الأثير على الاستيعاب وقال قدم على النبي صلى الله عليه وآله وسلم في ناس من الصحابة في قصة الهجرة روى عنه عبد الله الأشعري ورأيت في نسخة قديمة من تاريخ البخاري رواية الحسين بن محمد بن الحسين البراز النيسابوري عنه ما ذكر هنا بلا زيادة مالك بن حمرة بضم المهملة وبراء بن ايفع بن كرب الهمداني ذكره بن عبد البر وقال اسلم هو وعماه عمرو ومالك مالك بن حملة بن أبي الأسود بن حمدان بن الحارث بن سدوس بن سفيان بن ذهل بن ثعلبة الذهلي ذكره الشيرازي في الألقاب وقال لقبه خمخام قلت وقد تقدم في الخاء المعجمة


مالك بن الحويرث بن أشيم بن زبالة بن خشيش بن عبد ياليل بن ناشب بن غيرة بن سعد بن ليث الليثي قال البغوي ويقال له بن الحويرثة وهو ليثي سكن البصرة وله أحاديث وقال بن السكن مالك بن الحارث وساق نسبه ثم قال ويقال مالك بن الحويرث وقال شعبة مالك بن حويرثة يكنى أبا سليمان سكن البصرة وحديثه في الصحيحين والسنن من طريق أيوب عن أبي قلابة عن مالك بن الحويرث قال أتينا النبي صلى الله عليه وآله وسلم ونحن شيبة متقاربون فاقمنا عنده عشرين ليلة فذكر الحديث والحديث فيه وصلوا كما رأيتموني أصلي وفي الصحيحين أيضاً عن أبي قلابة قال جاءنا مالك بن الحويرث فقال اني لاصلي بكم وما أريد الصلاة ولكني أريد أن اريكم كيف صلاة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وفي البخاري والسنن الثلاثة من طريق أبي قلابة أيضاً عن مالك بن الحويرث انه رأى النبي صلى الله عليه وآله وسلم إذا كان في وتر من صلاته لم ينهض حتى يستوي قاعدا وروى عنه أيضاً نصر بن عاصم وابنه الحسن بن مالك مات بالبصرة سنة أربع وسبعين وقد وقع في الاستيعاب وتسعين بتقديم المثناة على السين والأول هو الصحيح وبه جزم بن السكن وغيره مالك بن حيدة القشيري أخو معاوية جد بهز بن حكيم أخرجه أحمد من طريق أبي قزعة عن حكيم بن معاوية عن أبيه أن اخاه مالكا قال يا معاوية أن محمدا أخذ جيراني فانطلق بنا إليه فإنه عرفك ولم يعرفني وكلمك فانطلقت معه فقال ادع لي جيراني فانهم كانوا قد أسلموا فاعرض عنه ثم اطلق له جيرانه وفي الحديث قصته وأخرجه الطبراني من هذا الوجه وفي روايته فقال مالك بن حيدة يا رسول الله اني أسلمت واسلم جيراني فخل عنهم فخلى عنهم مالك بن الخشخاش العنبري تقدم في عبيد بن الحسحاس مالك بن خلف بن عمرو بن دارم بن عمر واثلة بن سهم بن مازن بن الحارث بن سلامان بن اسلم بن أفضى أخو النعمان قال بن الكلبي كانا طليعين يوم أحد فاستشهد فيها ودفنا في قبر واحد وذكره الواقدي وتبعه محمد بن سعد والبغوي والمستغفري مالك بن أبي خولى بن عمرو بن جندب بن الحارث الجعفي حليف بني عدي ذكره بن إسحاق فيمن شهد بدرا وقال مات في خلافة عثمان وسماه موسى بن عقبة هلالا وقال بن إسحاق بل هلال اخوه ووافقه الهثيم بن عدي على ذلك مالك بن خلف بن عوف بن دارم بن اسلم يأتي في أخيه النعمان مالك بن جبير الطائي ثم المغني وفد على النبي صلى الله عليه وآله وسلم مع زيد الخيل وقد تقدم ذكره في ترجمة منصور بن الأسود وذكره الرشاطي عن بن الكلبي وزعم أن ابن فتحون اهمله وسيأتي في مالك بن عبد الله بن جبير أن ابن فتحون ذكره مالك بن الدخشم بضم المهملة والمعجمة بينهما خاء معجمة ويقال بالنون بدل الميم ويقال كذلك بالتصغير من بني عوف بن عمرو بن عوف الأنصاري الأوسي مختلف في نسبته وشهد بدرا عند الجميع وهو الذي أسر سهيل بن عمرو يومئذ وروى بن مند ذلك من طريق الكلبي عن أبي صالح عن بن عباس ثم أرسله النبي صلى الله عليه وآله وسلم مع معن بن عدي فأحرقا مسجد الضرار وأنشد المرزباني له في أسر سهيل وسبقه إلى ذلك الزبير بن بكار:
أسرت سهيلا ولن ابتغي ... أسيرا به من جميع الأمم
وخندف تعلم أن الفتى ... سهيلا فتاها إذا تظلم
وفي الصحيح عن عتبان بن مالك في حديثه الطويل في صلاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم في بيته فذكروا مالك بن الدخشم فقال بعضهم ذاك منافق فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم أليس يشهد أن لا اله إلا الله الحديث قال أبو عمر لا يصح عنه النفاق فقد ظهر من حسن إسلامه ما يمنع من اتهامه في ذلك قال أبو عمر هذا الذي أسر الرجل إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم في حقه فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم أليس يشهد أن لا اله إلا الله الحديث وفيه أولئك الذين نهاني الله عن قتلهم وهذه القصة غير التي وقعت في بيت عتبان بن مالك حين صلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم في بيته فقال قائل ممن حضر أين مالك بن الدخشم فقال بعضهم ذاك منافق فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لا تقل ذاك الحديث


مالك بن رافع الزرقي أخو رفاعة بن رافع ذكره في البدريين وأخرج الطبراني من رواية بن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن علي بن يحيى بن خلاد عن أبيه عن عمه رفاعة بن رافع وكان رفاعة ومالك اخوين من أهل بدر قال بينا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم جالس فذكر قصة المسيء في صلاته وهذا سند صحيح وكلام بن الأثير يوهم أن الحديث من رواية مالك والحديث إنما هو لرفاعة وقد أخرجه الدارقطني من وجه آخر عن همام وصححه غير واحد مالك بن الربيع الأنصاري من بني جحجبي ذكره عمر بن شبة وقال استشهد باليمامة مالك بن ربيعة بن قيس بن عبد شمس الأسدي يأتي في مالك بن ربيعة مالك بن ربيعة بن البدن بن عامر بن عوف بن حارثة بن عمرو بن الخزرج بن ساعدة بن كعب بن الخزرج الأنصاري الساعدي أبو اسيد مشهور بكنيته وهي بصيغة التصغير حكى البغوي فيه خلافا في فتح الهمزة قال الدوري عن بن معين الضم اصوب شهد بدرا واحدا وما بعدها وكان معه راية بني ساعدة يوم الفتح روى عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أحاديث روى عنه أولاده حميد والزبير والمنذر ومولاه علي بن عبيد ومولاه أبو سعيد ومن الصحابة أنس وسهل بن سعد ومن التابعين أيضاً عباس بن سهل وعبد الملك بن سعيد بن سويد وأبو سلمة وآخرون قال الواقدي كان قصيرا أبيض الرأس واللحية كثير الشعر وكان قد ذهب بصره ومات سنة ستين وهو بن ثمان وقيل خمس وسبعين وقيل ثمانين وهو آخر البدريين موتا وقيل مات سنة أربعين وقيل مات في خلافة عثمان سنة ثلاثين قال أبو عمر هذا خلاف متباين جدا مالك بن ربيعة بن خالد التيمي من بني تيم مرة الرباب كان أحد امراء سعد بن أبي وقاص حين توجه إلى العراق في أوائل خلافة عمر وأمره سعد أيضاً على سرية قبل القادسية ذكره أبو جعفر الطبري وقد تقدم انهم كانوا لا يؤمرون في الفتوح إلا الصحابة مالك بن ربيعة بن وهب القرشي العامري من مسلمة الفتح وهو جد والد عبد الله بن قيس بن شريح بن مالك وعبد الله هذا هو الذي يقال له بن قيس الرقيات ولمالك ولد يقال له زيد حضر وقعة الحرة فكتب الي بن أخيه عبد الله بن قيس يخبره بمصاب بني أخيه فأجابه عبد لله بأبيات مشهورة ذكرها الزبير بن بكار مالك بن ربيعة أبو مريم السلولي مشهور بكنيته قال بن معين له صحبة وقال البخاري في التاريخ له صحبة حدثنا مسلم بن إبراهيم حدثنا أوس بن عبد الله السلولي عن عمه يزيد بن أبي مريم عن أبيه مالك بن ربيعة انه سمع النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول اللهم اغفر للمحلقين قلت وأخرجه أحمد وابن منده وفي آخر حديثه وكان رأسي يومئذ محلوقا فما يسرني بحلق رأسي يومئذ حمر النعم وأخرج النسائي من طريق عطاء بن السائب عن يزيد بن أبي مريم عن أبيه قال كنا مع النبي صل الله عليه وآله وسلم في سفر فأسرى بنا ليلة الحديث في نومهم عن صلاة الصبح وأخرجه الطحاوي أيضاً وسنده حسن أيضاً وأخرج ابن منده أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم دعا له أن يبارك له في ولده فولد له ثمانون رجلاً وذكره بن حبان في الصحابة ثم غفل فذكره في التابعين وقال يحيى بن معين شهد الشجرة مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم نقله عنه ابن منده وهو مأخوذ من الحديث المذكور في الدعاء للمحلقين فأنه كان في عمرة الحديبية وهناك كانت بيعة الشجرة


مالك بن زاهر وقيل بن أزهر قال بن حبان له صحبة وقال البخاري أدرك النبي صلى الله عليه وآله وسلم وقال بن يونس كان بمصر وقد ذكروه في كتبهم وهو من أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم ثم أخرج من طريق عمرو بن الحارث عن بكر بن سوادة عن سعيد بن عثمان انه رأى مالك بن زاهر وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم ينقى باطن قدمه إذا توضأ وقال بن السكن ليس له حديث مسند وانما روي فعله ثم أخرجه من طريق بن لهيعة عن بكر بن سوادة مثله وكذا ذكره محمد بن الربيع في صحابة مضر عن بن لهيعة معلقا وقال بن الأثير مالك بن ازهر وقيل بن أبي ازهر وقيل بن زاهر قال وقال أبو عمر مالك بن زاهر بتقديم الزاي على الألف لا غير ولأول أكثر قلت وتبع في ذلك أبا علي الجياني فإنه تعقب على أبي عمر قوله هو بن ازهر بل الصواب ما جزم به أبو عمر فإنه الذي جزم به بن يونس وهو أعلم الناس بالمصريين وكذلك بن الربيع الجيزي في الصحابة الذين دخلوا مصر وكذلك الحافظ أبو علي بن السكن والذي تردد فيه هو ابن منده فقال بن ازهر وقيل بن أبي زاهر وتبعه بن نعيم واقتصر عليه أبو عمر مالك بن زرارة بن النباش يقال هو اسم أبي هانئ وسيأتي في الكنى مالك بن زمعة بن قيس بن عبد شمس العامري أخو سودة أم المؤمنين كان من مهاجرة الحبشة الثانية ومعه امرأته عميرة بنت السعدي بن وقدان واقام حتى قدم مع جعفر بن أبي طالب ذكره أبو عمر هكذا ولم يزد الزبير بن بكار على قوله ومالك بن زمعة هاجر إلى أرض الحبشة وذكره ابن فتحون في أوهام الاستيعاب فقال ذكر بن إسحاق وموسى بن عقبة انه مالك بن ربيعة وكذا قاله المصنف في كتابه الدرر قلت سلفه في الاستيعاب أعلم الناس بنسب قريش وهو الزبير بن بكار فإنه ذكر في نسب بني عامر بن لؤي ما نصه وسودة بنت زمعة بن قيس بن عبد شمس بن عبد ود كانت عند السكران بن عمرو فهلك عنها مهاجرا بأرض الحبشة فتزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أن قال ومالك بن زمعة هاجر إلى أرض الحبشة وقال بعده وولد وقدان بن عبد شمس عبدا إلى آخره فهذا يرجح انه بن زمعة مالك بن سنان بن عبيد بن ثعلبة الأنصاري الخدري والد أبي سعيد مضى ذكر نسبه في ترجمة ابنه أبي سعيد سعد بن مالك شهد أحدا واستشهد بها وروى بن أبي عاصم والبغوي من طريق موسى بن محمد بن علي الأنصاري حدثتني أمي أم سعد بنت مسعود بن حمزة بن أبي سعيد انها سمعت أم عبد الرحمن بنت أبي سعيد تحدث عن أبيها قال أصيب وجه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فاستقبله مالك بن سنان فمص الدم عن وجهه ثم ازدرده فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من ينظر إلى من خالط دمه دمى فلينظر إلى مالك بن سنان وأخرجه بن السكن من وجه آخر من رواية مصعب بن الأسقع عن ربيح بن عبد الرحمن بن أبي سعيد عن أبيه عن أبي سعيد بنحوه وأخرج سعيد بن منصور عن بن وهب عن عمرو بن الحارث عن عمرو بن السائب انه بلغه أن مالكا والد أبي سعيد فذكر نحوه مالك بن سنان السكسكي يأتي في بن يسار مالك بن سويد الثقفي تقدم في الشريد في الشين المعجمة مالك بن شجاع بن الحارث السدوسي تقدم ذكره في ترجمة والده شجاع في الشين المعجمة مالك بن صعصعة بن وهب بن عدي بن مالك بن غنم بن عدي بن عامر بن عدي بن النجار الأنصاري نسبه بن سعد وقيل انه من بني مازن بن النجار وجزم بذلك البغوي فقال انه من بني مازن بن النجار رهط سفيان حدث أنس بن مالك عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم بقصة الإسراء وهو في الصحيحين من طريق قتادة عن أنس قال البغوي سكن المدينة وروى عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم حديثين وأخرج حديثه في الإسراء من طريق سعيد بن قتادة أن أنس بن مالك حدثهم عن مالك بن صعصعة وكان من قومه فساق الحديث بطوله وذكر الخطيب في المبهمات انه الذي قال له النبي صلى الله عليه وآله وسلم أكل تمر خيبر هكذا مالك بن عامر بن هانئ بن خفاف الأشعري كان معمرا وله وفادة وله في ذلك قصيدة طويلة يشرح أحواله يقول فيها:
أتيت النبي فبايعته ... على نأيه غير مستنكر
له فدعا لي بطول البقا ... وبالبضع بالطيب الأكبر
ويقول فيها:
وعمرت حتى مللت الحياة ... ومات لداتي من الأشعر


أتت لي سنون فأفنيتها ... فصرت أحكم للمعمر
لبست شبابي فأنضيته ... وصرت إلى غاية المكبر
وأصبحت في أمة واحدا ... أجول كالجمل الأصدر
وذكر فيها ما حضره في الجاهلية ثم فتوح الإسلام كالقادسية وصفين مع على وقال في آخرها
كأن الفتى لم يعش ليلة ... إذا صار رمسا على صوأر
وطول بقاء الفتى فتنة ... فاطول لعمرك أو اقصر
ويقال انه أول من عبر دجلة يوم المدائن وله في ذلك قصيدة رجز وكان ابنه سعد من اشراف أهل العراق ذكره المرزباني في معجم الشعراء مالك بن عبادة وقيل بن عبد الله أبو موسى الغافقي مشهور بكنيته يأتي في الكنى وله ذكر في ترجمة مالك بن عبد الله المعافري مالك بن عبادة الهمداني ذكره بن عبد البر وقال قدم على النبي صلى الله عليه وآله وسلم في وفد همدان وسيأتي مالك بن عبدة الهمداني فيحتمل أن يكونا واحدا مالك بن عبد الله بن خيبري بن أفلت بن سلسلة بن عمرو بن سلسلة بن غنم بن ثوب بن معن بن عتود الطائي ثم المغني قال بن الكلبي وفد على النبي صلى الله عليه وآله وسلم وله ولدان شاعران وهما مروان وإياس وهو عم الطرماح الشاعر وهو بن عدي بن عبد الله بن خيبري وقال الطبري له وفادة ووقع عند الرشاطي مالك بن خيبري فذكر ترجمته وقال لم يذكره بن عبد البر ولا ابن فتحون ووهم في ذلك فان ابن فتحون ذكره وانما وهم الرشاطي لكونه نسبه إلى جده ولم يمعن النظر في ذيل ابن فتحون حتى يرى مالك بن خيبري فيعرف انه ذكره وانما نسبه إلى جده مالك بن عبد الله الأوسي روى حديث إذا زنت الأمة وقد تقدم الكلام عليه في عبد الله بن مالك وفي شبل بن خليد مالك بن عبد الله الخزاعي ويقال الخثعمي قال البغوي خزاعي سكن الكوفة وقال البخاري له صحبة وأخرج هو وابن أبي شيبة وابن أبي عاصم والبغوي من طريق منصور بن حبان عن سليمان بن بشر الخزاعي عن خاله مالك بن عبد الله قال غزوت مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فما صليت خلف امام أخف صلاة في المكتوبة من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مالك بن عبد الله بن عوف النصري بالنون في مالك بن عوف مالك بن عبد الله بن سنان بن سرح بن وهب بن الاقيصر بن قحافة بن عامر بن ربيعة بن عامر بن سعد بن مالك الخثعمي كان يعرف بمالك السرايا قال البخاري وابن حبان له صحبة وقال البغوي يقال له صحبة وقال العجلي تابعي ثقة وقال أبو عمر منهم من يجعل حديثه مرسلا وذكره خليفة في الصحابة فقال روى انه سمع النبي صلى الله عليه وآله وسلم فذكر الحديث الذي أخرجه أحمد من طريق محمد بن عبد الله الشعيثي عن أبيه عن ليث بن المتوكل عن مالك بن عبد الله الخثعمي قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من اغبرت قدماه في سبيل الله حرمه الله على النار قال ابن منده وروى عن وكيع عن الشعبي به وزاد وكانت له صحبة وأخرجه أحمد أيضاً والطبراني من طريق أبي المصبح عن خالد بن عبد الله الخثعمي وفي سياقه قصة فقال بينا نحن نسير في درب إذ نادى مالك بن عبد الله الخثعمي رجلاً يقود فرسه في عراض الخيل يا أبا عبد الله إلا تركب قال اني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فذكره وأخرجه البغوي من هذا الوجه وزاد فنزل مالك ونزل الناس فمشوا فما رأينا يوما أكثر ماشيا منه وسمى أبو داود الطيالسي في مسنده وعبد الله بن المبارك في كتاب الجهاد الرجل المذكور جابر بن عبد الله وهذا هو الصواب فان الحديث لجابر بن عبد الله وسمعه مالك منه ومن ترجمة مالك ما ذكر في المغازي لمحمد بن عائذ عن الوليد بن مسلم حدثني بن جابر أن مالك بن عبد الله كان يلي الصوائف حتى عرفته الروم وقال عطية بن قيس ولى مالك الصوائف زمن معاوية ثم يزيد ثم عبد الملك ولما مات كسروا على قبره أربعين لواء وكذا ذكره بن الكلبي وعن علي بن أبي جميلة قال ما ضرب ناقوس قط بليل إلا ومالك قد جمع عليه ثيابه يصلي في مسجد بيته وفضائله كثيرة


مالك بن عبد الله بن عبد المدان الحارثي تقدم ذكر والده وانه كان اسمه عبد الحجر فغيره النبي صلى الله عليه وآله وسلم واما ابنه فذكر أبو عبيدة معمر بن المثنى في كتاب النواشر انه كان في الجاهلية منازع عمرو بن معد يكرب وذكر أيضاً أن بسر بن أبي أرطاة قتله لما بعثه معاوية إلى اليمن ليتسمع شيعة على وقتل ابني عبيد الله بن العباس وغيرهم والقصة مشهورة وهرب عبد الرحمن بن مالك هذا من بسر إلى البصرة فأقام بها وتزوج فاطمة بنت أبي صفرة أخت المهلب في قصة طويلة ومجموع ما ذكره يقتضى أن يكون مالك المذكور من أهل هذا القسم مالك بن عبد الله الأزدي ذكر الذهبي في التجريد أن له في مسند بقى بن مخلد حديثين مالك بن عبد الله أبو موسى الغافقي يأتي في مالك بن عبادة مالك بن عبد الله المعافري اليزدادي قال بن يونس ذكر فيمن شهد فتح مصر وله رواية عن أبي ذر روى عنه أبو قبيل وقال أبو عمر روى عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم انه قال لا تكثر همك ما قدر يكن قلت وهذا الحديث أخرجه بن أبي خيثمة وابن أبي عاصم في الوحدان والبغوي كلهم من طريق أبي مطيع معاوية بن يحيى عن سعيد بن أبي أيوب عن عياش بن عباس الغساني عن جعفر بن عبد الله بن الحكم عن مالك بن عبد الله المعافري أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال لأبي مسعود فذكره هذا سياق الحسن بن سفيان وسقط جعفر من رواية الآخرين ولفظه عندهما مر النبي صلى الله عليه وآله وسلم يعني عليه فقال لا تكثر همك ما يقدر يكن وما ترزق يأتك وقال البغوي لم يروه غير أبي مطيع وهو متروك الحديث وأخرجه الخرائطي في مكارم الأخلاق من طريق أخرى عن الغساني فقال عن مالك بن عبادة الغافقي مالك بن عبدة الهمداني قال ابن منده له ذكر في الكتاب الذي كتبه النبي صلى الله عليه وسلم إلى زرعة بن سيف بن ذي يزن يوصيه بمعاذ ومالك بن عبدة وغيرهما وسيأتي سياق ذلك في مالك بن مرارة ويقال هو الذي قبله يعنى مالك بن عبادة مالك بن عتاهية بن حرب بن سعد بن معاوية بن حفص بن أسامة بن سعد بن اشرس الكندي قال البغوي سكن مصر وقال بن يونس شهد فتح مصر وجاء عنه حديثان أحدهما عند أحمد من رواية بن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب عن عبد الرحمن بن حسان عن مخيس بن ظبيان عن رجل من جذام عن مالك بن عتاهية سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول إذا رأيتم عاشرا فاقتلوه أخرجه أحمد عن موسى بن داود عنه والبغوي عن إبراهيم بن سعيد الجوهري وغيره عن موسى وقال في آخره يعنى عشار المشركين وأخرجه ابن منده من طريق مكي بن إبراهيم عن بن لهيعة فقدم مخيس في السند على عبد الرحمن وكذا أورده بن أبي خيثمة عن محمد بن معاوية عن بن لهيعة وأخرجه بن شاهين من طريق بن أبي خيثمة ومن طريق أخرى عن بن لهيعة كذلك وقال أحمد في رواية بن أبي مريم عن بن لهيعة يعني بذلك الصدقة يأخذها على غير حقها وأخرج يعقوب بن سفيان الحديث الأول عن بن أبي مريم عن بن لهيعة ثم أخرج عن يحيى بن بكير انه قال يقولون مالك بن عتاهية سمع النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهذا ريح لم يسمع منه شيئاً ثانيهما أخرجه أبو نعيم من طريق بن لهيعة أيضاً عن يزيد عن مخيس عن مالك بن عتاهية رفعه أن الأرض تستغفر للمصلى في السراويل ولم يذكر في السند عبد الرحمن ولا الرجل من جذام وذكره بن عبد الحكم في الصحابة الذين دخلوا مصر مالك بن عمارة بن حزم الأنصاري تقدم نسبه في ترجمة عمارة ومالك هو أخو زيد بن ثابت لأمه أمهما الثوار بنت مالك بن صرمة من بني النجار ذكر بن سعد أن عمارة استشهد باليمامة وخلف مالكا وليس له عقب مالك بن عمرو بن ثابت أبو حبه الأنصاري هكذا سماه أبو حاتم ونقل البغوي عن محمد بن علي الجوزجاني انه مالك بن عمرو بن كلدة بن ثعلبة بن عمرو بن عوف وهو مشهور بكنيته وسيأتي في الكنى مالك بن عمرو بن سميط أخو ثقف ومدلاج قال الواقدي أسلم مالك بن عمرو وشهد بدرا واحدا والمشاهد بعدها واستشهد باليمامة سنة اثنتي عشرة مالك بن عمرو بن عتيك بن عمرو بن مبذول الأنصاري النجاري ذكر بن إسحاق انه مات في اليوم الذي خرج فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أحد فصلى عليه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وذلك يوم الجمعة مالك بن عمرو بن كلدة تقدم قريبا


مالك بن عمرو بن مالك بن برهة بن نهشل التميمي ثم المجاشعي ذكره بن شاهين وفيه نظر فأخرج من طريق أبي الحسن المدائني عن أبي معشر عن يزيد بن رومان وغيره قالوا في ذكر وفد بني تميم ومن بني مجاشع مالك بن عمرو بن مالك بن برهة المجاشعي اتوا حجرة النبي صلى الله عليه وآله وسلم فصاحوا فقال ما هذا فقيل وفد بني العنبر فقال ليدخلوا وليسلموا فقالوا ننتظر سيدنا وردان بن مخرم وكان القوم قد تعجلوا وتأخر في رحالهم فجمعها فذكر القصة في مراجعة عيينة بن حصن الفزاري في أمرهم وفي طلبهم أن يرد عليهم سبيهم وكلام الأقرع بن حابس في الشفاعة فيهم وفي ذلك يقول الفرزدق:
وعند رسول الله قام ابن حابس ... بخطة أسوار إلى المجد حازم
له أطلق الأسرى التي في قيودها ... مغللة أعناقها في الشكائم
وفى القصة فقال مالك بن برهة يا رسول الله ألست أفضل قومي فقال أن كان لك عقل فلك فضل وان كان لك خلق فلك مروءة وان كان لك تقى فلك دين الحديث وأخرج أيضاً من طريق المدائني عن أبى معشر عن محمد بن كعب القرظي عن أبي هريرة قال قال مالك بن برهة فذكر القصة الأخيرة بالحديث المرفوع مقتصرا عليها مالك بن عمرو الأسدي ذكره بن في مهاجرة الحبشه من بنى أسد بن خزيمة من بنى غنم بن دودان مالك بن عمرو بن حسان البلوى تقدم ذكره في سنبر في السين المهملة مالك بن عمرو التميمي له ذكر فيمن قدم على النبي صلى الله عليه وآله وسلم من وفد تميم ذكره بن عبد البر مختصرا ولعله المجاشعي المذكور قريبا مالك بن عمرو الثقفى ذكر وثيمه في كتاب الردة أن أبا بكر وجهه رسولا إلى مسيلمة باليمامة فخطب عنده خطبة بليغة دعاه فيها إلى الرجوع إلى الحق فغضب منه وهم بقتله فهرب منه وأنشد له مرثية في حبيب بن زيد الأنصاري الذي قتله مسيلمة منها:
وقال له الكذاب تشهد أنني ... رسول فنادي إنني لست اسمع
وقد تقدم انه لم يبق عند حجة الوداع من قريش وثقيف أحد إلا اسلم وشهدها فلذلك ذكرته في هذا القسم مالك بن عمرو الرواسي تقدم في عمرو بن مالك مالك بن عمرو السلمي ويقال العدواني حليف بني أسد وكانوا حلفاه بني عبد شمس ذكره بن إسحاق فيمن شهد بدرا واستشهد باليمامة مالك بن عمرو القشيري ويقال العقيلي ويقال الكلابي ويقال ويقال الأنصاري وقيل فيه عمرو بن مالك وقيل أبي بن مالك بن الحارث وقد ثبت في القسم الأول أن الراجح أبي بن مالك لكون ذلك من رواية قتادة وهو احفظ من رواية علي بن زيد بن جدعان فإنه اضطرب فيه في روايته عن زرارة بن أوفى عنه فاختلف عليه في اسمه ونسبه ونسبته والحديث واحد وهو في فضل من اعتق رقبة مؤمنة وفيمن ضم يتيما بين أبويه وقد جعله بعض من صنف عدة أسماء وساق في كل اسم حديثا منها وهو واحد وفرق البخاري بين مالك بن عمرو القشيري ومالك بن عمرو العقيلي وتعقبه أبو حاتم قال البغوي حدثنا جدي حدثنا أبو النضر حدثنا شعبة عن علي بن زيد عن زرارة بن أوفى عن رجل من قومه يقال له مالك أو أبو مالك عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال من ضم يتيما بين مسلمين إلى طعامه وشرابه حتى يستغني عنه وجبت له الجنة ألبتة ومن أدرك والديه أو أحدهما ثم دخل النار فأبعده الله وأيما رجل مسلم اعتق رقبة مسلمة كانت فكاكه من النار حدثنا أبو خيثمة حدثنا هشيم فذكره وقال مالك بن الحارث ثم أخرجه عن علي بن الجعد عن شعبة فقال عن قتادة عن زرارة عن أبي بن مالك فذكر حديث من أدرك والديه ومن طريق حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن زرارة فقال عن مالك بن عمرو القشيري حديث من اعتق والله أعلم مالك بن عمرو من بني نصر ذكر بن إسحاق انه شهد في الكتاب الذي كتبه النبي صلى الله عليه وآله وسلم لنصارى نجران هو وأبو سفيان وغيلان بن عمرو والاقرع بن حابس مالك بن عمرو العدوي حليف بني عدي بن كعب أورده البغوي وقال ذكره موسى بن عقبة عن بن شهاب والاموي عن بن إسحاق فيمن شهد بدرا


مالك بن عمير الحنفي ذكره الحسن بن سفيان في مسنده في الوحدان والبغوي في معجمه وأخرجا من طريق الثوري عن إسماعيل بن سميع عن مالك بن عمير وكان قد أدرك الجاهلية قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال يا رسول الله اني سمعت أبي يقول لك قولا قبيحا فقتلته فلم يشق عليه ذلك وجاء آخر فقال يا رسول الله اني سمعت أبي يقول لك قولا قبيحا فلم اقتله فلم يشق عليه لفظ الحسن وفي رواية البغوي فسكت عنه قال ابن منده لا يعرف له رؤية ولا صحبة وقال أبو حاتم الرازي روى حديثا مرسلا كذا قال مالك بن عمير السلمي الشاعر ذكره البغوي وغيره في الصحابة وأخرج هو والحسن بن سفيان والطبراني من طريق يعقوب بن محمد الزهري عن واصل بن يزيد السلمي ثم الناصري حدثنا أبي وعمومتي عن جدي مالك بن عمير قال شهدت مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم الفتح وحنينا والطائف فقلت يا رسول الله إني امرؤ شاعر فافتني في الشعر فقال لان يمتلئ ما بين لبتك إلى عاتقك قيحا خير لك من أن تمتليء شعرا قلت يا رسول الله فامسح عني الخطيئة قال فمسح يده على رأسي ثم امرها على كبدي ثم على بطني حتى اني لأحتشم من مبلغ يد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال فلقد كبر مالك حتى شاب رأسه ولحيته ثم لم يشب موضع يد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من رأسه ولحيته وفي رواية البغوي فان كان ولا بد لك منه فشبب بامرأتك وامدح راحلتك قال فما قلت بعد ذلك شعرا وأخرجه ابن منده من هذا الوجه مختصرا وأخرج الطبراني في الأوسط من طريق سعيد بن عبيد القطان عن واصل بن يزيد به ولكن لم يقل عن جدي وانما قال عن مالك وقال لا يروي عن مالك إلا بهذا الإسناد تفرد به سعيد كذا قال ورواية يعقوب ترد عليه وذكره المرزباني في معجم الشعراء وقال له خبر مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم فكأنه أشار إلى هذا الحديث قال وهو القائل ومن ينتزع ما ليس من سوس نفسه فدعه ويغلبه على النفس خيمها مالك بن عميرة أبو صفوان وأبوه بفتح العين وحكى فيه البغوي عميرا مصغرا بلا هاء في آخره حديثه يشبه حديث سويد بن قيس فقيل انهما واحد اختلف في اسمه علي سماك بن حرب وقيل هما اثنان وقد تقدم بيان ذلك في سويد وأخرجه البغوي من رواية أبي داود الطيالسي عن شعبة عن سماك سمعت أبا صفوان مالك بن عمير ومن طريق شبابة عن شعبة قال مالك بن عمير به وفيه اختلاف ثالث على سماك يأتي في مخرمة مالك بن عميلة بن السباق بن عبد الدار شهد بدرا ذكره موسى بن عقبة فيمن شهد بدرا هكذا أورده أبو عمر ولم يزد ولم أجده في المغازي لموسى بن عقبة في الترجمة التي قال فيها تسمية من شهد بدرا ولفظه فيها ومن بني عبد الدار بن قصي مصعب بن عمير وسويبط بن حرملة انتهى فلو لم ينسبه إلى موسى لحوزنا أن يكون غيره ذكره كابن الكلبي ولما ذكر الزبير بن بكار انساب بني عبد الدار ذكر مالكا هذا ولم يصفه بالإسلام فضلا عن شهوده بدرا ولا هو في مغازي بن إسحاق ولا الواقدي وقد طالعت غزوة بدر من مغازي موسى بن عقبة كلها فما وجدت لمالك بن عميلة فيها ذكرا مالك بن عوف بن سعد بن يربوع بن واثلة بن دهمان بن نصر بن معاوية بن بكر بن هوازن أبو علي النصري وواثلة في نسبه ضبطت بالمثلثة عند أبي عمر لكنها بالمثناة التحتانية عند بن سعد قال بن إسحاق بعد أن ذكر قصة مالك بن عوف بوفد حنين كان رئيس المشركين يوم حنين ثم اسلم وكان من المؤلفة وصحب ثم شهد القادسية وفتح دمشق وقال بن إسحاق بعد أن ذكر قصة مالك بن عوف بوفد حنين وحدثني أبو وفرة قال لما انهزم المشركون لحق مالك بن عوف بالطائف فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ولو أتاني مسلما لرددت عليه أهله وماله فبلغه ذلك فلحق به وقد خرج من الجعرانة فاسلم فأعطاه أهله وماله وأعطاه مائة من الإبل كالمؤلفة فقال مالك بن عوف يخاطب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من قصيدة:
ما أن رأيت ولا سمعت بواحد ... في الناس كلهم كمثل محمد
أوفى فأعطى للجزيل لمجتدى ... ومتى تشأ يخبرك عما في غد
وإذا الكتيبة عردت أنيابها ... بالسمهري وضرب كل مهند
فكأنه ليث على أشباله ... وسط الهباءة خادر في مرصد


قال واستعمله رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على من اسلم من قومه ومن تلك القبائل من ثمالة وسلمة وفهم فكان يقاتل ثقيفا فلا يخرج لهم سرح إلا أغار عليه حتى يصيبه وقال موسى بن عقبة في المغازي زعموا أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أرسل إلى مالك بن عوف وكان قد فر إلى حصن الطائف فقال أن جئتني مسلما رددت إليك أهلك ولك عندي مائة ناقة وأورد قصته الواقدي في المغازي مطولا وأبو الأسود عن عروة في مغازي بن عائذ باختصار وفي الجليس والأنيس للمعافى من طريق الحرمازي عن أبي عبيدة وفد مالك بن عوف فكان رئيس هوازن بعد إسلامه إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فأنشده شعرا فذكر نحو ما تقدم وزاد فقال له خيرا وكساه حلة وقال دعبل لمالك بن عوف اشعار جياد وقال أبو الحسين الرازي أن الدار المعروفة بدار بني نصر بدمشق كانت كنيسة للنصارى نزلها مالك بن عوف أول ما فتحت دمشق فعرفت به وحكى انه يقال فيه مالك بن عبد الله بن عوف والأول هو المشهور مالك بن عوف بن مالك الأشجعي تقدمت الإشارة إليه في ترجمة سالم بن عوف وأورده أبو موسى مالك بن عوف الجشمي أخرج البغوي من طريق أبي أحمد الزبيري عن الثوري عن أبي إسحاق عن أبي الأحوص عن أبيه مالك بن عوف فذكر حديثا والمعروف في والد أبي الأحوص انه مالك بن نضلة وسيأتي على الصواب وقد أخرج البغوي أيضاً من طريق أبي الزعراء عن أبي الأحوص عن أبيه مالك بن نضلة مالك بن أبي العيزار له ذكر في حديث عائذ بن سعيد الجسري هكذا أورده ابن منده ولم يقع ذكره في ترجمة عائذ بن سعيد عنده نعم هو مذكور عند إبراهيم الحربي في غريب الحديث لكن قال مالك بن أبي عيزارة بسند فيه من لا يعرف عن أم البنين بنت شراحيل عن عائذ بن سعيد الجسري قال وفدنا على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فلقينا الضحاك بن سفيان وابن ذي اللحية الكلابي لم يؤذن لهما فقال يا مالك بن أبي عيزارة وهو أحد الوفد أن جسرا قد اتى بها فإذا دخلت لي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقل كذا وقل كذا فقال أنا إلى الإذن أحوج منى إلى التلقين ثم نادى مالك ائذن لوفد جسر يا رسول الله فأذن لنا فلما دخلنا وجدنا عنده علقمة بن علاثة وكان المجلس متضايقا فقال علقمة إلا ارفدك يا بن أبي عيزارة قال مالك أنا إلى المجلس أحوج منى إلى رفدك فقام علقمة وفرش يديه ههنا اجلس بابي حتى تفرغ من كلامك فقال مالك يا رسول الله عليك بذي محسر دهرا وبهوان شهرا إلى ذلك ما قد قضوا أمرا وبلغت عذرا فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم القضاء قضاء بن أبي عيزارة أن جسرا طلقاء الله أسلموا وحضرموا قال والحضرمة شق آذان الإبل حتى إذا غارت عليهم خيل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عرفت ولم تهج قال إبراهيم هذا أصل في كفالة النفس مالك بن قدامة بن عرفجة بن كعب بن النحاط بن كعب بن جابر بن غنم بن السلم بن امرئ القيس بن مالك بن أوس الأنصاري الأوسي ذكره موسى بن عقبة ومحمد بن إسحاق وغيرهما فيمن شهد بدرا وقيل بل هو بن قدامة بن الحارث بن مالك بن كعب بن النحاط وباقي النسب سواء والأول اثبت وبه جزم بن الكلبي مالك بن قهطم التميمي والد أبي العشراء حديثه مشهور وستأتي ترجمته في المبهمات فان أبا العشراء مختلف في اسمه وفي اسم أبيه والأشهر أسامة بن مالك بن قهطم جزم بذلك أحمد بن حنبل ثم قال وقيل عطارد بن برز مالك بن قيس بن ثعلبة بن العجلان بن زيد بن غنم بن سالم بن عوف بن الخزرج أبو خيثمة الأنصاري مشهور بكنيته وهو الذي ذكر في حديث كعب بن مالك الطويل انه الذي تخلف في غزوة تبوك ثم لحق بهم فرأى النبي صلى الله عليه وآله وسلم شخصه فقال كن أبا خيثمة واختلف في اسمه وسيذكر في الكنى مالك بن قيس بن نجيد بن رؤاس بن كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة العامري الكلابي وفد هو وابنه عمرو بن مالك على النبي صلى الله عليه وآله وسلم فاسلما وقد تقدم بيان ذلك في عمرو بن مالك مالك بن قيس الأنصاري أبو صرمة المازني مختلف في اسمه وهو مشهور بكنيته وسيأتي في الكنى سماه بن أبي خيثمة عن أحمد وابن معين مالك بن قيس


مالك بن مالك الجنى له ذكر في حديث أخرجه الطبراني من رواية محمد بن خليفة الأسدي عن محمد بن أبي حي عن أبيه قال قال عمر يوما لابن عباس حدثني بحديث تعجبني به فقال حدثني خريم بن فاتك الأسدي قال خرجت في بغاء إبل لي فاصبتها بالابرق حدثان خروج النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقلت أعوذ بعظيم هذا الوادي كما كانوا يقولون في الجاهلية فإذا هاتف يهتف بي يقول:
ويحك عذ بالله ذي الجلال ... منزل الحرام والحلال
الأبيات فقلت:
يأيها الداعي فما تحيل ... ارشد عندك أم تضليل
فقال:
هذا رسول الله ذو الخيرات ... جاء بياسين وحاميمات
محرمات ومحللات ... يأمر بالصوم وبالصلاة
فقلت من أنت يرحمك الله فقال أنا مالك بن مالك بعثني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على جن أهل نجد فذكر قصة إسلام خريم بن فاتك وأخرجه محمد بن عثمان بن أبي شيبة في تاريخه وأبو القاسم بن بشران من طريقه ثم من رواية بن خليفة الأسدي عن رجل من ادرعات سماه فذكره مالك بن مخلد له ذكر في كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى زرعة بن سيف بن ذي يزن قاله جعفر المستغفري واستدركه أبو موسى مالك بن مرارة ويقال بن مرة ويقال بن مزرد الرهاوي قال بن الكلبي منسوب إلى رهاء بن منبه بن حرب بن علة بن جلد بن مالك من بني سهم بن عبد الله قال البغوي مالك بن مرارة الرهاوي سكن الشام وضبطه عبد الغني وابن ماكولا بفتح الراء وقالا هم قبيلة من مذحج وقال الرشاطي ذكره بن دريد في كتاب الاشتقاق الرهاوي بضم الراء كالمنسوب للبلد وقال بن عبد البر قال بعضهم فيه الرهاوي ولا يصح وأخرج الطبراني من طريق خالد بن سعيد عن أبيه عن جده عمير قال جاءنا كتاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من محمد رسول الله إلى عمير ذي مران ومن اسلم من همدان سلام عليكم فاني أحمد اليكم الله الذي لا اله إلا هو اما بعد فإنه بلغنا اسلامكم مقدمنا من الروم فذكر بقية الكتاب وفيه وان مالك بن مرارة الرهاوي قد حفظ الغيب وادى الأمانة وبلغ الرسالة فامرك به خيرا وأخرج الحسن بن سفيان في مسنده والبغوي من طريق عتبة بن أبي حكيم عن عطاء بن أبي ميسرة حدثني ثقة عن مالك بن مرارة الرهاوي بطن من اليمن انه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول لا يدخل الجنة مثقال حبة من خردل من كبر ولا يدخل النار مثقال حبة من خردل من ايمان فقلت


يا رسول الله اني لأحب أن ينقى ثوبي ويطيب طعامي وتحسن زوجتي ويجمل مركبي أفمن الكبر ذاك قال ليس ذاك بالكبر أن أعوذ بالله من البؤس والتباؤس الكبر من بطر الحق وغمص الناس زاد البغوي في روايته قال فعنه بمعنى يزدريهم وأخرج ابن منده بعضه من طريق عتبة عن عطاء عن مالك بن مرارة لم يذكر بينهما أحدا وقال بن عبد البر مالك بن مرارة مذكور في الحديث الذي رواه حميد بن عبد الرحمن في الكبر عن بن مسعود قلت وأشار بذلك إلى ما أخرجه البغوي من طريق بن عون عن عمير بن سعيد عن حميد بن عبد الرحمن الحميري عن عبد الله بن مسعود قال فأتيته يعني النبي صلى الله عليه وآله وسلم وعنده مالك الرهاوي فأدركت من آخر حديثهم وهو يقول يأيها الرسول إني امرؤ قسم لي من الجمال ما قد ترى فما أحب أن أحدا فضلني بشراكين فما فوقهما أفمن البغي هو قال لا ولكن البغي من سفه الحق وغمص الناس أخرجه أبو يعلى وقال ابن منده أنبأنا أبو يزن إبراهيم بن عبد الله بن محمد بن عبد العزيز بن عنبر بن عبد العزيز بن السفر عن عفير بن زرعة بن سيف بن ذي يزن قال وكتبته من كتاب آدم منه ذكر انه كتاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال حدثنا عمي أبو رخى أحمد بن حسن حدثنا عمي أحمد بن عبد العزيز سمعت أبي وعمي يحدثان عن أبيهما عن جدهما عفير بن زرعة هذا الكتاب فذكره وفيه فإذا جاءكم رسلي فامركم بهم خيرا معاذ بن جبل وعبد الله بن زيد ومالك بن عبدة وعقبة بن مر ومالك بن مزرد واصحابهم وفيه وان مالك بن مزرد الرهاوي قد حدثني انك قد أسلمت من أول حمير وانك قاتلت المشركين فابشر بخير وآمرك بحمير خيرا فلا تحزنوا ولا تجادلوا وان مالكا قد بلغ الخبر وحفظ الغيب فآمرك به خيرا وسلام عليكم وأخرج البغوي من طريق مجالد بن سعيد قال لما انصرف مالك بن مرارة الرهاوي إلى قومه كتب معهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم اوصيكم به خيرا فإنه منظور إليه قال فجمعت له همدان ثلاث عشرة ناقة وستة وسبعين بعيرا مالك بن مرارة من بني النباش بن زرارة التميمي والد هند بن أبي هالة كذا رأيته في نسخة قديمة من معجم البغوي ونسبه إلى الزبير عن المؤمل والذي ذكره الزبير أن اسم أبي هالة مالك بن زرارة بن النباش وقد تقدمت الإشارة إليه مالك بن موضحة الأنصاري قال بن حبان له صحبة قلت ويقال انه مالك بن الدخشم نسب إلى جده مالك بن مزرد في الذي قبله مالك بن مسعود بن البدن بن عامر بن عوف بن حارثة بن عمرو بن الخزرج بن ساعدة الأنصاري الساعدي بن عم أبي اسيد ذكره موسى بن عقبة وابن إسحاق وغيرهم فيمن شهد بدرا مالك بن مشوف بكسر الميم وسكون المعجمة وفتح الواو بعدها فاء بن أسد بن عبد مناة بن عائذ الله بن سعد المذحجي قال بن الكلبي وفد على النبي صلى الله عليه وآله وسلم وقد رأس مذحج وفيه ومن قبل عبد الله جاءت ولادة مذحج النبي صلى الله عليه وآله وسلم مالك بن مهلهل بن ايار ويقال دثار الجني أحد من اسلم من الجن له ذكر في حديث غريب أخرجه الخرائطي في هواتف الجان من طريق سعيد بن جبير أن رجلاً من بني تميم يقال له رافع بن عمير كان أهدى الناس لطريق واسراهم بليل واهجمهم على هول فكانت العرب تسميه لذلك دعموس الرمل فذكر عن بدء إسلامه قال بينا أنا اسير برمل عالج ذات ليلة إذا غلبني النوم فنزلت عن راحلتي وانختها وتوسدت ذراعي وقلت أعوذ بعظيم هذا الوادي من الجن أن اوذي أو اهاج فذكر قصة طويلة فيها أن أحد الجن أراد أن ينحر ناقته فخاطبه آخر يقول:
يا مالك بن مهلهل بن ايار ... مهلا فدى لك مئزري وازاري
عن ناقة الانسي لا تعرض لها ... واختر بها ما شئت من أثواري
وفي القصة انه قال له إذا نزلت واديا من الأودية فخفت هله فقل اعود برب محمد ولا تعذ بأحد من الجن فقد بطل امرها قال فقلت ومن محمد قال نبي يثرب قال فركبت ناقتي حتى دخلت المدينة فحدثني النبي صلى الله عليه وآله وسلم بحديثي قبل أن اذكر له شيئاً منه قال سعيد فكنا نرى انه هو الذي نزل فيه وانه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن الآية مالك بن نضلة الأسلمي يقال هو اسم أبي برزة والمشهور نضلة بن مالك وسيأتي


مالك بن نضلة الجشمي والد أبي الأحوص عوف أخرج حديثه البخاري في خلف افعال العباد وأصحاب السنن من طريق أبي الزهراء عن أبي الأحوص عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم رفعه الأيدي ثلاثة وسنده صحيح وله حديث آخر من رواية أبي إسحاق عنه قال البغوي سكن الكوفة وروى حديثين مالك بن نضيلة بالتصغير حليف بني عمرو بن عوف من مزينة ذكره البغوي من رواية الأموي عن بن إسحاق مالك بن نمط بن قيس بن مالك بن سعد بن مالك بن لأي بن سلمان الهمداني ثم الارحبي أبو ثور قال أبو عمر يقال فيه اليامي ويقال الخارفي وهو الوافد ذو المشعار ذكر حديثه أهل الغريب بطوله ورواية أهل الحديث مختصرة وهي من طريق أبي إسحاق الهمداني قلت هو في السيرة النبوية اختصار بن هشام قال في زيادة له قدم وفد همدان فيما حدثني من أثق به عن عمرو بن عبد الله بن أذينة عن أبي إسحاق السبيعي قال قدم وفد همدان على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم منهم مالك بن نمط أبو ثور وهو ذو المشعار ومالك بن ايفع السلماني وعميرة بن مالك الخارفي فلقوا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مرجعه من تبوك وعليهم مقطعات الحبرات والعمائم العدنية على الرواحل المهربة ومالك بن نمط يرتجز بين يدي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول
إليك جاوزن سواد الريف ... في هبوات الصيف والخريف
مخطمات بخطام الليف
قال وذكروا له كلاما كثيرا فصيحا حسنا فكتب لهم كتابا واقطعهم فيه ما سألوه وامر عليهم مالك بن نمط واستعمله علي من اسلم من قومه وأمره بقتال ثقيف فكان لا يخرج لهم سرح إلا أغار عليه قال وكان مالك بن نمط شاعرا محسنا وهو القائل:
ذكرت رسول الله في فحمة الدجى ... ونحن بأعلى رحرحان وصلدد
حلفت برب الراقصات إلى منى ... صوادر بالركبان من هضب قردد
بان رسول الله فينا مصدق ... رسول اتى من عند ذي العرش مهتد
وما حملت من ناقة فوق رحلها ... أشد على أعدائه من محمد
وأعطى إذا ما طالب العرف جاءه ... وأمضي بحد المشرفي المهند
قلت وسيأتي في ترجمة نمط بن قيس بن مالك انه الوافد وقيل أبوه قيس بن مالك والذي يجمع الافوال انهم وفدوا جميعا فقد ذكر الحسن بن يعقوب الهمداني في كتاب نسب همدان في هذه القصة انهم كانوا مائة وعشرين نفسا ذكره الرشاطي عنه مالك بن نميلة الأنصاري قال بن حبان له صحبة ذكره بن إسحاق فيمن شهد بدرا وفي رواية إبراهيم بن سعد عن بن إسحاق أيضاً انه استشهد بأحد وكذا ذكره بن هشام من زيادته على البكائي مالك بن نويرة بن جمرة بن شداد بن عبيد بن ثعلبة بن يربوع التميمي اليربوعي يكنى أبا حنظلة ويلقب الجفول قال المرزباني كان شاعرا شريفا فارسا معدودا في فرسان بني يربوع في الجاهلية وأشرافهم وكان من أرداف الملوك وكان النبي صلى الله عليه وآله وسلم استعمله على صدقات قومه فلما بلغته وفاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم امسك الصدقة وفرقها في قومه وقال في ذلك:
فقلت خذوا أموالكم غير خائف ... ولا ناظر فيما يجيء من الغد
فإن قام بالدين المحوق قائم ... أطعنا وقلنا الدين دين محمد


ذكر ذلك بن سعد عن الواقدي بسند له منقطع فقتله ضرار بن الأزور الأسدي صبرا بأمر خالد بن الوليد بعد فراغه من قتال الردة ثم خلفه خالد على زوجته فقدم اخوه متمم بن نويرة على أبي بكر فأنشده مرثية أخيه وناشده في دمه وفي سبيهم فرد أبو بكر السبي وذكر الزبير بن بكار أن أبا بكر أمر خالدا أن يفارق امرأة مالك المذكورة واغلظ عمر لخالد في أمر مالك واما أبو بكر فعذره وقد ذكر قصته مطولة سيف بن عمر في كتاب الردة والفتوح ومن طريقه الطبري وفيها أن خالد بن الوليد لما اتى البطاح بث السرايا فاتى بمالك ونفر من قومه فاختلفت السرية فكان أبو قتادة ممن شهد انهم أذنوا واقاموا الصلاة وصلوا فحبس يهم خالد في ليلة باردة ثم أمر مناديا فنادى ادفئوا اساركم وهي في لغة كناية عن القتل فقتلوهم وتزوج خالد بعد ذلك امرأة مالك فقال عمر لأبي بكر أن في سيف خالد رهقا فقال أبو بكر تأول فأخطأ ولا أشيم سيفا سله الله على المشركين وودى مالكا وكان خالد يقول إنما أمر بقتل مالك لأنه كان إذا ذكر النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال ما اخال صاحبكم إلا قال كذا وكذا فقال له أو ما تعده لك صاحبا وقال الزبير بن بكار في الموفقيات حدثني محمد بن فليح عن موسى بن عقبة عن بن شهاب أن مالك بن نويرة كان كثير شعر الرأس فلما قتل أمر خالد برأسه فنصب اثفية لقدر فنضج ما فيه قبل أن يخلص الناس إلى شؤون رأسه ورثاه متمم اخوه بأشعار كثيرة واسم امرأة مالك أم تميم بنت المنهال وروى ثابت بن قاسم في الدلائل أن خالدا رأى امرأة مالك وكانت فائقة في الجمال فقال مالك بعد ذلك لامرأته قتلتني يعني سأقتل من أجلك وهذا قاله ظنا فوافق انه قتل ولم يكن قتله من أجل المرأة كما ظن قال المرزباني ولمالك شعر جيد كثير منه يرثى عتيبة بن الحارث بن شهاب اليربوعي:
فخرت بنو أسد عقيل واحد ... صدقت بنو أسد عتيبة أفضل
بجحوا بمقتله ولا توفي به ... مثنى سراتهم الذين يقتلوا
مالك بن هبيرة بن خالد بن مسلم بن الحارث بن المخصف بن مالك بن الحارث بن بكر بن ثعلبة بن عقبة بن السكون السكوني ويقال الكندي أبو سعيد قال البخاري له صحبة وقال البغوي سكن مصر وحديثه في سنن أبي داود وابن ماجة وجامع الترمذي ومستدرك الحاكم فاخرجوا من طريق بن سحاق عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي الخير عن مالك بن هبيرة وكانت له صحبة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ما من مسلم يموت فيصلي عليه ثلاثة صفوف من المسلمين إلا وجبت له الجنة قال وكان مالك بن هبيرة إذا استقبل أهل الجنازة جزأهم ثلاثة صفوف حسنة الترمذي وصححه الحاكم وقد اختلف على بن إسحاق فيه ادخل بعضهم عنه بين أبي الخير وبين مالك بن هبيرة الحارث بن مالك كذا وقع في المعرفة لان منده وذكره الترمذي وقال تفرد به إبراهيم بن سعد ورواية الجماعة أصح عندنا وقال بن يونس ولى حمص لمعاوية وروى عنه من أهلها جماعة وذكره محمد بن الربيع الجيزي فيمن شهد فتح مصر من الصحابة وعبد الصمد بن سعيد في الصحابة الذين نزلوا حمص ونقل عن محمد بن عوف ما أعلم له صحبة ولعله أراد صحبة مخصوصة والا فقد صرح بها في حديثه وهو في تجزئة الصفوف في الصلاة على الجنازة وقال أبو زرعة الدمشقي مات في زمن مروان بن الحكم مالك بن هدم بن أبي بن الحارث بن بداء التجيبي أبو عمرو ذكره بن يونس فقال شهد فتح مصر وروى عن عمر بن الخطاب وأخرج يعقوب بن سفيان في تاريخه حديثا يقتضى أن له صحبة فإنه أخرج من طريق ربيعة بن لقيط عن مالك هدم قال غزونا وعلينا عمرو بن العاص وفينا عمر بن الخطاب وأبو عبيدة بن الجراح فاصابتنا مخمصة شديدة فانطلقت التمس المعيشة فالفيت قوما يريدون أن ينحروا جزورا لهم قلت وهذا في غزوة ذات السلاسل في عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم امره على الجيش واستمده فامده بابي عبيدة مالك بن الوليد ذكره عبدان بن محمد المروزي في الصحابة وأبو موسى في الذيل وذكر من طريق خالد بن حميد عن مالك بن الخير أن مالك بن الوليد قال أوصاني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلا اخطو إلى الامارة خطوة ولا اصيب من معاهد إبرة فما فوقها ولا ابغي على امام سوء وهو من رواية أنس بن أبي أنيسة عن بقية عن خالد المذكور وفيه من لا يعرف حاله


مالك بن وهب الخزاعي ذكره أبو نعيم في الصحابة واستدركه أبو موسى وابن فتحون وحديثه عند البزار في مسنده من طريق عبد العزيز بن أبي بكر بن مالك بن وهب الخزاعي عن أبيه عن جده أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بعث سليطا وسفيان بن عوف طليعة يوم الأحزاب فقتلا فدفنهما النبي صلى الله عليه وآله وسلم في قبر واحد فهما الشهيدان القريبان قال البزار لا نعلم روى مالك بن وهب إلا هذا الحديث قلت وفي سنده من لا يعرف مالك بن يخامر بتحتانية مثناة وقد تبدل همزة بعدها خاء معجمة خفيفة وكسر الميم بعدها مهملة السكسكي الألهاني الحمصي قال بن عساكر يقال له صحبة وقال أبو نعيم ذكر في الصحابة ولا يثبت وأرسل عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم حديث الدين شين الدين وذكره أبو زرعة الدمشقي في الطبقة العليا التي تلي الصحابة وصحب معاذ بن جبل وروى عنه وعن عبد الرحمن بن عوف وعبد الله السعدي وعمرو بن عوف وعبد الله بن عمرو وغيرهم روى عنه معاوية بحضرته وحديثه عنه عن معاذ في صحيح البخاري وروى عنه أيضاً ابناه عبد الله وعبد الرحمن وعمير بن هانئ وجبير بن نفير وشريح بن عبيد ومكحول وآخرون وقال بن سعد كان ثقة وقال العجلي شامي تابعي ثقة وذكره بن حبان في ثقات التابعين وقال الهيثم مات سنة اثنتين وسبعين وقال بن أبي عاصم مات سنة سبعين مالك بن يسار السكوني ثم العوفي أخرج حديثه أبو داود والبغوي وابن أبي عاصم وابن السكن والمعمري في اليوم والليلة وابن قانع من طريق ضمضم عن شريح بن عبيد عن أبي ظبية عن أبي بحرية عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال إذا سألتم الله فاسألوه ببطون اكفكم ولا تسألوه بظهورها قال سليمان بن عبد الحميد شيخ أبي داود لمالك بن يسار عندنا صحبة وفي نسخة من السنن ما لمالك عندنا صحبة بزيادة ما النافية وقال البغوي لا أعلم بهذا الإسناد غير هذا الحديث ولا أدري له صحبة أولا ووقع عند بن السكن وحده مالك بن سنان السكسكي والأول أولى وقد وقع في طبقات الحمصيين لعبد الصمد بن سعيد مالك بن سنان السكوني ثم العوفي بطن من السكون روى عنه مالك بن عامر وأظنه غير هذا مالك بن أبي أمية الأزدي والد جنادة يأتي في الكنى مالك أبو السمح يأتي في الكنى مالك الأسلمي والد ماعز مالك القشيري أفرده البغوي عن مالك بن عمرو وأخرج من طريق سلمة بن علقمة عن داود بن أبي داود بن أبي هند عن أبي قزعة عن مالك القشيري قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ما من رجل يأتيه ذو رحمة فيسأله من فضل جعله الله عنده فيبخل عليه إلا خرج له يوم القيامة شجاع اقرع ثم قال لا أعلم له صحبة أولا فلم يروه عن داود إلا سلمة وهو بصري صالح الحديث مالك المري والد أبي غطفان قال ابن منده ذكره البخاري في الصحابة وقال غيره اسم والد أبي غطفان طريف وقد روى بو غطفان عن أبيه مالك الهلالي والد عبد الله ذكره الحارث بن أبي أسامة في مسنده من طريق عمر بن عبد الرحمن عن عبد الله بن مالك الهلالي عن أبيه قال قائل يا رسول الله ما أصحاب الأعراف قال قوم خرجوا إلى الجهاد بغير اذن آبائهم فقتلوا فمنعتهم الشهادة أن يدخلوا النار ومنعتهم معصية آبائهم أن يدخلوا الجنة وفي مسند الواقدي وهو واه وقد رواه بن لهيعة عن خالد بن يزيد عن سعيد بن أبي هلال عن يحيى بن سهل أن رجلاً من بني هلال أخبره انه سأل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن أصحاب الأعراف فذكر نحوه ما مر الجنى ذكره بن دريد في جملة الجن الذين وفدوا على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ماناهه الفارسي يأتي فيمن اسمه محمد.
الميم بعدها الباء
مبارك مولى ثابت بن قيس بن شماس الأنصاري تقدم ذكره في ترجمة رفيقة سعد مبرح بن شهاب بن الحارث بن ربيعة بن سحيت بن شرحبيل اليافعي ذكره بن يونس في تاريخ مصر وقال وفد على النبي صلى الله عليه وآله وسلم في أربعة نفر ثم شهد فتح مصر وهو معروف في أهل مصر وليست له رواية نعلمها وخطته بالجيزة وأخوه برح بن شهاب فتح مصر أيضاً وليست له صحبة وهما معروفان المبرق الشاعر بضم الميم وسكون الموحدة وكسر الراء بعدها قاف قيل اسمه ربيعة بن ليث وقيل عبد الله بن الحارث وقد تقدم في الأسماء مبشر بن ابيرق تقدم ذكره في حديث قتادة بن النعمان المذكور في ترجمة رفاعة بن زيد


مبشر بن البراء بن معرور الأنصاري قال بن الكلبي شهد بيعة الرضوان مبشر بن عبد المنذر بن زنبر بزاي ونون وموحدة وزن جعفر بن زيد بن أمية الأنصاري أخو أبي لبابة ذكره بن إسحاق وغيره فيمن شهد بدرا واستشهد بها وكذلك قال بن حبان انه أخو أبي لبابة وقيل أن أبا لبابة اسمه مبشر متمم بن نويرة التميمي تقدم نسبه في ترجمة أخية مالك ذكره الطبري وقال أسلم هو وأخوه مالك وبعث النبي صلى الله عليه وآله وسلم مالكا على صدقات بني تميم وكان قد اسلم هو وأخوه متمم ومتمم صاحب المراثى الحسان في أخيه وهو صاحب البيت السائر:
فلما تفرقنا كأني ومالكا ... لطول افتراق لم نبت ليلة معا
وقبله:
وكنا كندماني جذيمة حقبة ... من الدهر حتى قيل لن يتصدعا
وتمثلت بهما عائشة لما وقفت على قبر أخيها عبد الرحمن وقال قيل لمتمم ما بلغ من حزنك على أخيك فقال أصبت بعيني فما قطرت منها قطرة عشرين سنة فلما قتل اخى استهلت وقال المرزباني كنية متمم أبو نهشل ويقال أبو رهم ويقال أبو إبراهيم وكان أعور حسن الإسلام وأكثر شعره في مراثى أخيه وهو القائل:
وكل فتى في الناس بعد ابن أمه ... كساقطة إحدى يديه من الخيل
وتمثل به عمر بن عبد العزيز لما مات أخوته ويروى أن عمر قال للحطيئة هل رأيت أو سمعت بأبكى من هذا قال لا والله ما بكى بكاءه عربي قط ولا يبكيه وقال غيره كان الزبير وطلحة يسيران فعرض لهما متمم فوقف ليمضي فوقف فتعجلا فتعجل فقال ما اثقلكما فقال هباني اغدر الناس أأغدر بأصحاب محمد صلى الله عليه وآله وسلم هباني خفت الضلال فأحببت أن اهتدي بكما هباني خفت الوحشة فأردت أن استأنس بكما فقالا له من أنت قال متمم بن نويرة فقالا مللنا غير مملول هات أنشدنا فأنشدهما أول قصيدته العينية:
لعمرك ما دهري بتأبين مالك ... ولا جزعا مما أصاب فأوجعا
أبي الصبر أيات اراها وانني ... أرى كل حبل دون حبلك اقطعا
واني متى ما ادع باسمك لا تجب ... وكنت جديرا أن تجيب وتسمعا
تراه كنصل السيف يهتز للندى ... إذا لم يجد عند امرئ السوء مطمعا
فان تكن الأيام فرقن بيننا ... فقد بان محمودا اخى حين ودعا
سقى الله أرضا حلها قبر مالك ... ذهاب الغوادي المدجنات فأمرعا
ووالله ما اسقى البلاد لحبها ... ولكنما اسقى الحبيب المودعا
الميم بعدها الثاء
مثعب غير منسوب ذكره مطين في الوحدان من الصحابة وأخرج من طريق أشعث بن أبي الشعثاء عن مثعب قال كنت اغزو مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فيصوم بعضهم ويفطر بعضهم لا يعيب المفطر على الصائم ولا الصائم على المفطر كذا أخرجه الطبراني وأبو نعيم وعلى بن سعيد العسكري ويحيى بن يونس الشيرازي وابن السكن في الصحابة وقال لم أقف له على نسب ولا قبيلة وقال أبو عمر مثعب السلمي ويقال المحاربي وقد قال أبو حاتم الرازي أن حمزة بن عمرو الأسلمي كان يلقب مثعبا أو كان اسمه مثعبا فسماه النبي صلى الله عليه وآله وسلم مثعبا فيحتمل أن يكون هو ويكون قول أبي عمر أنه سلمي تحريفا من الأسلمي ويؤيد انه هو أن أول الحديث عند الطبراني كان غزو فلم يكن أحد من الصحابة إلا وله راحلة يعتقب عليها غيره فكان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ينزل ثم يقول لي اركب فأقول أن بي قوة حتى يفعل ذلك مرتين أو ثلاثا فيقول ما أنت إلا مثعب فان كان لمن أحب اسمائي إلى وكذلك أورد هذه الزيادة بن السكن والله أعلم المثلم بن حذافة بن غانم بن عامر بن عبد الله بن عبيد بن عويج بن عدي بن كعب القرشي العدوي ذكره المرزباني في معجم الشعراء وقال مخضرم ومقتضى ذلك أن تكون له صحبة لأنه لم يبق بمكة في آخر العهد النبوي قرشي إلا اسلم وذكر له قصة مع أبي بن خلف


المثنى بن حارثة بن سلمة بن ضمضم بن سعد بن مرة بن ذهل بن شيبان الربعي الشيباني قال بن حبان له صحبة وقال عمر بن شبة كان المثنى بن حارثة يغير على السواد فبلغ أبا بكر خبره فقال من هذا الذي تأتينا وقائعه قبل معرفة نسبه ثم قدم على أبي بكر فقال يا خليفة رسول الله ابعثني على قومي فان فيهم اسلاما أقاتل بهم أهل فارس واقتل أهل ناحيتي من العدو ففعل فقدم المثنى العراق فقاتل واغار على أهل السواد وفارس وبعث اخاه مسعودا إلى أبي بكر يسأله المدد فامده بخالد بن الوليد فكان ذلك ابتداء فتوح العراق انتهى وللمثنى أخبار كثيرة في الفتوح ساقها سيف والطبري والبلاذري وغيرهم وذكر ثابت في الدلائل أن عمر كان يسميه مؤمر نفسه وقال أبو عمر كان إسلامه وقدومه على النبي صلى الله عليه وآله وسلم سنة تسع ويقال سنة عشر وبعثه أبو بكر في صدر خلافته إلى العراق وكان شهما شجاعا ميمون النقيبة حسن الرأي ابلى في حروب العراق بلاء لم يبلغه أحد ذكر السراج انه مات سنة أربع عشرة قبل القادسية فلما خلت زوجته سلمى بنت جعفر خلف عليها سعد بن أبي وقاص انتهى وأورد ابن منده في ترجمته شيئاً يوهم قدم إسلامه وسيأتي بيان ذلك في ترجمة مقرون بن عمرو الشيباني في القسم الأخير إن شاء وقال المرزباني كان مخضرما وهو الذي يقول:
سألوا البقية والرماح تنوشهم ... شرقي الأسنة والنحور من الدم
فتركت في نقع العجاجة منهم ... جزرا لساغبة ونسر قشعم
الميم بعدها الجيم
مجاشع بن مسعود بن ثعلبة بن وهب بن عائذ بن ربيعة بن يربوع بن سمال بن عوف بن امرئ القيس بن بهثة بن سليم بن منصور السلمي قال البخاري وغيره له صحبة وله رواية في الصحيحين وغيرهما روى عنه أبو عثمان النهدي وكليب بن شهاب وأبو ساسان الرقاشي وعبد الملك بن عمير وغيرهم وله ذكر في ترجمة نصر بن حجاج قال أبو الكلبي تزوج سميلة بنت أبي حيوة بن ازيهر الدوسية فقتل عنها يوم الجمل فخلف عليها عبد الله بن عباس وله ذكر أيضاً في ترجمة أبي الأعور السلمي وقال الدولابي انه غزا كابل من بلاد الهند فصالحه الاصيهد فدخل مجاشع بيت الأصنام فأخذ جوهرة من عين الصنم وقال لم آخذها إلا لتعلموا انه لا يضر ولا ينفع قال خليفة بن خياط قتل يوم الجمل قبل الوقعة وبين المدائني وعمر بن شبة انه قتل في محاربة الزبير مع حكيم بن جبلة بسبب عثمان بن حنيف لأنه كان عاملا على البصرة فلما جاء الزبير ومن معه حاربه حكيم فغلبوا على البصرة واخرجوا عثمان وقبل مجاشع وأخوه مجالد وكل ذلك قبل أن يقدم على وذكر المدائني أيضاً بسند له أن عمرو بن معد يكرب تحمل حمالة فاتى مجاشعا يستعينه فيها فقال أن شئت أعطيتك ذلك من مالي وان شئت حكمتك ثم أعطاه حكمه فمضى وهو يشكره وسيأتي في ترجمة عمرو أن مات قبل مجاشع والله أعلم مجاعة بن مرارة بن سلمى وقيل سليم بن زيد بن عبيد بن ثعلبة بن يربوع بن ثعلبة بن الدؤل بن حنيفة الحنفي اليمامي كان من رؤساء بني حنيفة واسلم ووفد فاخرج أبو داود عن محمد بن عيسى عن عنبسة بن عبد الواحد عن الدخيل بن إياس عن هلال بن سراج بن مجاعة عن أبيه عن جده مجاعة انه اتى النبي صلى الله عليه وآله وسلم يطلب دية أخيه قتلته بنو أسد وتميم من بني ذهل فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم لو كنت جاعلا لمشرك دية جعلتها لأخيه ولكن سأعطيك منه عقبى


فكتب له بمائة من الإبل من أول خمس يخرج من مشركي بني ذهل فأخذ طائفة منها واسلمت بنو ذهل فطلبها مجاعة إلى أبي بكر فكتب له باثنى عشر ألف صاع من صدقة اليمامة الحديث وأخرج البغوي عن زياد بن أيوب عن عنبسة بن عبد الواحد عن الدخيل بن إياس عن عمه هلال بن سراج عن أبيه سراج بن مجاعة قال أعطى النبي صلى الله عليه وآله وسلم مجاعة بن مرارة أرضا باليمامة يقال لها الفورة وكتب له بذلك كتابا وقال بن حبان في الصحابة استقطع النبي صلى الله عليه وآله وسلم فاقطعه وكان بليغا حكيما ومن حكمه انه قال لأبي بكر الصديق إذا كان الرأي عند من لا يقبل منه والسلاح عند من لا يقاتل به والمال عند من لا ينفقه ضاعت الأمور وكان مجاعة ممن أسر يوم اليمامة فقال سارية بن عمرو الحنفي لخالد بن الوليد أن كان لك باهل اليمامة حاجة فاستبق هذا فوجهه إلى أبي بكر الصديق وفيه يقول الشاعر من بني حنيفة:
ومجاع اليمامة قد أتانا ... يخبرنا بما قال الرسول
فاعطينا المقادة واستقمنا ... وكان المرء يسمع ما يقول
وأنشد مجاعة لنفسه في ذلك من أبيات:
اترى خالدا يقتلنا اليوم ... بذنب الأصفر الكذاب
لم يدع ملة النبي ولا نحن ... رجعنا فيها على الاعقاب
وذكر الزبير أن خالدا تزوج بنت مجاعة في ذلك الوقت وذكر له وثيمة مع خالد في الردة غير هذا وذكر المرزباني انه عاش إلى خلافة معاوية وأنشد له في ذلك شعرا
تعذرت ما لم تجد لك علة ... معاوية أن الاعتذار من البخل
ولا سيما أن كان من غير عسرة ... ولا بغضة كانت على ولا ذحل
وستاتي بقية اخباره في ترجمة والده في القسم الأخير إن شاء.
مجالد بن ثور بن معاوية تقدم ذكر وفادته في ترجمة بشر بن معاوية مجالد بن مسعود السلمي أخو مجاشع المتقدم قال البخاري وابن حبان له صحبة وتقدم ذكره في حديث أخيه وأخرج البغوي من طريق يونس بن عبيد عن الحسن قال أول من قص ههنا يعني بالبصرة الأسود بن سريع فارتفعت الأصوات فجاء مجالد بن مسعود السلمي فقالوا اوسعوا له فقال اني والله ما اتيتكم لاجلس اليكم ولكني رأيتكم صنعتم شيئاً أنكره المسلمون فاياكم وما أنكره المسلمون وذكر البخاري عن الحسن بن رافع عن ضمرة بن ربيعة قتل مجالد يوم الجمل مجالد والد أبي عثمة سيأتي في التجيبي المجذر بن زياد بن عمرو بن أخرم بن عمرو بن عمارة بن مالك بن عمرو بن بثيرة بن مشنوء بن القشير بن تيم بن عوذ مناة بن ناج بن تيم بن اراشة بن عامر بن عبيلة بن قسميل بن قران بن بلى البلوي يقال اسمه عبد الله والمجذر لقب وهو بالذال المعجمة ومعناه الغليظ الضخم تقدم له ذكر في ترجمة الحارث بن الصامت وذكره موسى بن عقبة فيمن شهد بدرا واستشهد بأحد وذكر بن إسحاق في قصة بدر من طريق الزهري ومن طريق عروة وغيرهما أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال من لقى منكم أبا البختري فلا يقتله فلقيه المجذر فقال له استأسر فان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم نهانا عن قتلك فقال وزميلي فقال المجذر لا والله فاني قاتله فقتله وزميله وأخرجه بن إسحاق في رواية إبراهيم بن سعد بسند له فيه من لم يسم عن بن عباس وزاد أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم نهى عن قتل أبي البختري وعن قتل بني هاشم لأنهم اخرجوا كرها وقال موسى بن عقبة عن بن شهاب زعم ناس أن الذي قتل أبا البختري هو أبو اليسر ويأبى معظم الناس إلا أن المجذر هو الذي قتله وكذا جزم به الزبير بن بكار والواقدي وأخرج الحاكم من طريق محمد بن يحيى بن حبان كلهم أن المجدر هو الذي قتله وكان المجذر في الجاهلية قتل سويد بن الصامت فلما كان يوم أحد قتل الحارث بن سويد المجذر غدرا وهرب فلجأ بمكة مرتدا ثم اسلم يوم الفتح فقتله رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بالمجذر وقد تقدمت الإشارة إلى ذلك في ترجمة الحارث وما فيه من النزاع وذكر بن حبان في الصحابة المجذر فقال له صحبة ولا احفظ له رواية


مجذر الأنصاري آخر ذكره بن شاهين فساق من طريق أبي زكريا الخواص حدثنا رجاء بن سلمة عن شعبة عن خالد الخزاعي عن أنس قال قتل عكرمة بن أبي جهل مجذرا الأنصاري يوم الخندق فأخبر بذلك النبي صلى الله عليه وآله وسلم فضحك فقالت الأنصار تضحك يا رسول الله أن قتل رجل من قومك رجلاً من قومنا فقال ما ذاك اضحكني ولكنه قتله وهو معه في درجته في الجنة قلت وهذا غير الذي قبله لان ذاك قتل بأحد وقاتله الحارث بن سويد كما ترى ولم يستدركه أبو موسى وهو على شرطه أظنه الذي قبله مجذى الضمري ذكره بن السكن وغيره وقال بن حبان يقال أن له صحبة وقال أبو عمر حديثه عند محمد بن سليمان بن مسمول عن الفرج بن عطاء بن مذجى عن أبيه عن جده قلت فصحف اسمين وانما هو أبو المفرج بلفظ الكنية وزيادة ميم في أوله مع التشديد وأبوه عطى بصيغة التصغير كذلك أخرجه البخاري في التاريخ وابن أبي عاصم وابن السكن وغيرهم قال ابن فتحون عرضته على الحافظ أبي علي فاستحسنه وصوبه ونبه عليه في كتابه ولفظ حديثه غزونا مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فكان يعطى الرجل البكر والبكرين فجاءت عجوز من قريش شمطاء حدباء تدب من الكبر يمس ذنبها رأسها فسألته فاعطاها ثلاثين بكرة وأخرج ابن منده من طريق محمد بن سليمان بن مسمول بهذا السند حديثا آخر ومتنه غزونا مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بنى المصطلق فأصبنا سبايا فسألنا عن العزل فقال أن شئتم ما من نسمة كائنة إلى يوم القيامة إلا وهي كائنة ومحمد بن سليمان ضعيف وذكر بن قانع أن اسمه مجيد بالجيم مصغرا مجذي بن قيس الأشعري أخو أبي موسى ذكره ابن فتحون في الذيل وعزاه لمغازي الأموي انه ذكر فيها عن بن إسحاق انه ممن قدم مع أبي موسى والذي أورده ابن منده عن مغازي الأموي محمد بن قيس كما سيأتي في ترجمة أبي بردة بن قيس الأشعري أن أبا موسى خرج معه اخواه أبو بردة وأبو رهم فان كان مجذي محفوظا احتمل أن يكون اسم أبي رهم وسيأتي مزيد لذلك في ترجمة محمد بن قيس فقد قيل انه اسم أبي رهم وقيل أن اسمه مجيد بوزن عظيم مجزأة بن ثور بن عفير بن زهير بن عمرو بن كعب بن سدوس السدوسي قال ابن منده ذكره البخاري في الصحابة ولا يثبت وروايته عن عبد الرحمن بن أبي بكرة قلت هذا الإطلاق غلط وانما جاء من من رواية عبد الرحمن بن أبي بكرة قصة ذكر فيها عن مجزأة بن ثور خبرا قال بن أبي شيبة حدثنا قراد أبو نوح حدثنا عثمان بن معاوية القرشي عن أبيه عن عبد الرحمن بن أبي بكرة قال لما نزل أبو موسى بالناس على الهرمزان ومن معه بتستر قال فاقاموا سنة أو نحوها لا يخلصون إليه قال وكان الهرمزان قتل رجلاً من دهاقنتهم فانطلق اخوه حتى اتى أبا موسى فدله على عورتهم فبعث أبو موسى معه مجزأة بن ثور فدخل من القناة التي يجرى فيها النهر حتى دخل المسلمون ففتح الله عليهم والقصة طويلة ذكرت بعضها في الجبان في الجيم ذكر الطبري أن أبا موسى بعث جيشا كثيفا وامر عليهم سهل بن عدي وبعث معه البراء بن مالك ومجزأة بن ثور في جماعة من الصحابة سماهم فالتقوا فقتل الهرمزان مجزأة والبراء فذكر قصة وتقدم له ذكر في ترجمة سياه في القسم الثالث وقال البخاري في تاريخه حدثنا أحمد بن يونس حدثنا زهير حدثنا حميد قال قال أنس فذكر قصة الهرمزان وفيها فقال عمر يا أنس استحى قاتل البراء بن مالك ومجزأة بن ثور وتقدم في ترجمة خالد بن المعمر انه كان رئيس بكر بن وائل معه مجزأة بن ثور ولمجزأة ولد يقال له شقيق كان رئيس بكر بن وائل في خلافة عثمان ثم صرفها علي عنه إلى أبي ساسان حصين بن المنذر


مجزز المدلجي وهو بن الأعور بن جعدة بن معاذ بن عتوارة بن عمرو بن مدلج الكناني مذكور في الصحيحين من طريق الزهري عن عروة عن عائشة قال دخل على النبي صلى الله عليه وآله وسلم مسرورا تبرق اسارير وجهه فقال الم ترى أن مجزز المدلجي نظر آنفا إلى زيد بن حارثة وأسامة بن زيد فقال أن بعض هذه الاقدام من بعض وفي رواية بن قتيبة مر على زيد وأسامة وقد غطيا رؤوسهما وبدت اقدامهما وذكر قاسم بن ثابت في الدلائل عن موسى بن هارون عن مصعب الزبيري انه لم يكن اسمه مجززا وانما قيل له ذلك لأنه كان إذا أسر اسيرا جز ناصيته واطلقه وذكره بن يونس في تاريخ مصر قال وذكروه في كتبهم يعنى كتب من شهد فتح مصر قال ولا أعلم له رواية قلت واغفل ذكره جمهور من صنف في الصحابة لكن ذكره أبو عمر في الاستيعاب وذكر بن الأثير أن أبا نعيم ذكره واغفله ابن منده ولم يستدركه أبو موسى قلت ولم ار له ذكرا في النسخة التي من المعرفة لأبي نعيم عندي وهي متقنة ولو كان ذكره لما فات أبا موسى كعادته في اتباع أبي نعيم في ذكره كل من ذكره زائدا على ابن منده ولولا ذكر بن يونس انه شهد الفتوح بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم لما كان مع من ذكره في الصحابة حجة صريحة على إسلامه واحتمال أن يكون قال ما قال في حق زيد وأسامة قبل أن يسلم واعتبر قوله لعدم معرفته بالقافة لكن قرينة رضا النبي صلى الله عليه وآله وسلم وقربه يدل على انه اعتمد خبره ولو كان كافرا لما اعتمده في حكم شرعي مجفنة بن النعمان العتكي كان شاعر الأزدي وكان النبي صلى الله عليه وآله وسلم أمر عليهم عمرو بن العاص فلما مات وارتدت العرب فخشى عمرو بن العاص أن يرتدوا فاستأذنهم في الرجوع إلى المدينة فقال له مجفنة:
يا عمرو أن كان النبي محمد ... قد أتى به الأمر الذي لا يدفع
فقلوبنا قرحى وماء دموعنا ... جار وأعناق البرية خضع
يا عمرو أن حياته كوفاته ... فينا ونبصر ما يقول ونسمع
فأقم فإنك لا تخاف رجوعنا ... يا عمرو ذاك هو الأعز الأمنع
ذكره وثيمة في كتاب الردة عن محمد بن إسحاق مجمع بن جارية بن عامر بن مجمع بن العطاف بن ضبيعة بن زيد بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف الأنصاري الأوسي له في ترجمة سعيد بن عبيد بن قيس ذكر وأخرج له في السنن ثلاثة أحاديث صحح الترمذي بعضها وقال بن إسحاق في المغازي كان مجمع بن جارية بن العطاف حدثا قد جمع القرآن وكان أبوه جارية ممن اتخذ مسجد الضرار وكان مجمع يصلى بهم فيه ثم انه احرق فلما كان زمن عمر بن الخطاب كلم في مجمع أن يؤم قومه فقال لا أو ليس بإمام المنافقين في مسجد الضرار فقال والله الذي لا اله إلا هو ما علمت بشيء من أمرهم فزعموا أن عمر اذن له أن يصلي بهم ويقال أن عمر بعثه إلى أهل الكوفة يعلمهم القرآن فتعلم بن مسعود فعلمه القرآن مجمع بن يزيد بن جارية الأنصاري بن أخي الذي قبله وقال بن حبان له صحبة وقيل هما واحد وفرق بينهما بن السكن وغيره وله في مسند أحمد وابن ماجة حديث حسن الإسناد مجيد في مجدي
الميم بعدها الحاء
محارب بن مزيدة بن مالك بن همام بن معاوية بن شبابة بن عامر بن خطمة بن محارب بن عمرو بن وديعة بن لكيز بن أفضى بن عبد القيس العبدي ثم المحاربي قال بن الكلبي وفد هو وأبوه على النبي صلى الله عليه وآله وسلم فاسلما وقال الرشاطي لم يذكره أبو عمر ولا ابن فتحون انتهى وقد ذكره الدارقطني وابن ماكولا عن بن الكلبي واستدركه بن الأثير المحتفر بن أوس بن زياد بن اسحم بن ربيعة بن عدي بن ثعلبة بن ذؤيب بن سعد المزني نسبه بن حبان في ترجمة أبيه وقال الحاكم في تاريخ نيسابور المحتفر بن أوس بن نصر بن زياد صاحب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ذكر العباس بن مصعب انه ورد خراسان وقال أحمد بن سنان استوطن مرو وذكر بشر بن المحتفر انه كان مع أبيه بخراسان في جيش عبد الرحمن بن سمرة ثم أخرج من طريق عيسى بن موسى غنجار عن عيسى بن عبيد الكندي عن الحسين بن عثمان بن بشر بن المحتفر بن أوس المزني عن أبيه عن جده المحتفر انه بايع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم تحت الشجرة وانهم نحروا البدنة عن سبعة


محجن بن الأدرع الأسلمي المدني قال أبو عمر كان قديم الإسلام روى عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم روى عنه حنظلة بن علي الأسلمي ورجاء بن أبي رجاء وعبد الله بن شقيق وتقدم له ذكر في ترجمة سكبة الأسلمي ووقع عند أبي أحمد العسكري انه سلمي وتعقبوه قال أبو عمر سكن البصرة وهو الذي اختلط مسجدها وعمر طويلا انتهى وفي الصحيح من حديث سلمة بن الأكوع ارموا وانا مع بن الأدرع وأخرج البخاري في الأدب المفرد والسنن لأبي داود والنسائي وصحيح بن خزيمة من طريق عبد الله بن بريدة الأسلمي عن حنظلة بن علي عن محجن بن الأدرع قال دخل النبي صلى الله عليه وآله وسلم المسجد فإذا هو برجل قد قضى صلاته وهو يتشهد الحديث وذكر بن إسحاق في المغازي عن سفيان بن فروة الأسلمي عن أشياخ من قومه من الصحابة قالوا مر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ونحن نتناضل فبينا محجن بن الأدرع يناضل رجلاً منا من اسلم قال ارموا بني إسماعيل فان اباكم كان راميا ارموا وانا مع بن الأدرع فألقى نضلة قوسه من يده وقال والله لا أرمي معه وأنت معه فإنه لا يغلب من كنت معه فقال ارموا وانا معكم كلكم قال أبو عمر يقال انه مات في آخر خلافة معاوية محجن بن أبي محجن الديلي قال أبو عمر معدود في أهل المدينة روى عنه ابنه بسر فمالك بقوله بضم الموحدة وسكون المهملة والثوري يقوله بالكسر والمعجمة كالجادة قال أبو عمر والأكثر على ما قال مالك وأخرج الموطأ والبخاري في الأدب المفرد والنسائي وابن خزيمة والحاكم من رواية مالك عن زيد بن اسلم عن بسر بن محجن الدئلي عن أبيه انه كان جالسا مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فأذن بالصلاة فقام النبي صلى الله عليه وآله وسلم ثم رجع ومحجن في مجلسه الحديث ويقال أن محجنا المذكور كان في سرية زيد بن حارثة إلى حسمى في جمادي الأولى سنة ست من الهجرة وجزم بذلك بن الحذاء في رجال الموطأ محدوج بمهملة ساكنة وآخره جيم بن زيد الهذلي ذكره قيس بن الربيع الكوفي في مسنده وروى عن سعد الإسكاف سمعت عطية عنه عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال أول من يدعى به يوم القيامة يدعى بي أخرجه أبو نعيم وقال مختلف في صحبته محربة بمهملة وراء وموحدة بوزن مسلمة بن الرباب الشني قال أبو الفرج الأصبهاني في ترجمة عبد يغوث بن حداد يقال كان يتكهن وذكر أبو اليقظان انه تنصر في الجاهلية وان الناس سمعوا مناديا في الليل قبل مبعث النبي صلى الله عليه وآله وسلم خير أهل الأرض ثلاث رباب الشني وبحيرا الراهب وآخر قال وكان من ولده محربة سمى بذلك لان السلاح حربه لكثرة لبسه إياه وقد أدرك النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأرسله إلى بن الجلندي صاحب عمان وكان ابنه المثنى بن محربة صاحب المختار وجه به إلى البصرة في عسكر ليأخذها فهزمه عباد بن الحصين محررة بن عامر بن مالك بن عدي بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار الأنصاري النجاري ذكره موسى بن عقبة وابن إسحاق وغير واحد فيمن شهد بدرا وضبطه بن ماكولا بمهملات وزن محمد وذكره الدارقطني مع من اسمه بوزن مقبل كالذين يذكرون بعد هذا محرز بن اسيد بن اخشن بن رياح بن أبي خالد بن ربيعة بن زيد بن عمرو بن سلامة الباهلي له إدراك ذكره أبو بشر الدولابي في الكنى في ترجمة ولده أدهم من رواية أدهم قال أول راية دخلت حمص وركزت حول مدينتها راية ميسرة بن مسروق قال ولقد كانت لأبي امامة راية ولأبي محرز بن اسيد راية قال وكان أبي أول مسلم قتل مشركا بحمص وهو القائل في الخضاب ولما رأيت الشيب شينا لأهله تشيبت وابتعت الشباب بدرهم وكان أدهم من الأمراء الشاميين في وقعة عين الوردة وكان هو البشير بالفتح وهو أول مولود بحمص وأول مولود فرض له بها قلت وقد تقدم انهم ما كانوا يؤمرون في الفتوح إلا الصحابة فيكون محرز على هذا من أهل القسم الأول وقد أشرت إليه هناك في القسم الرابع


محرز بن حارثة بن ربيعة بن عبد العزي بن عبد شمس العبشمي قال البخاري حارثة بن محرز ولم يزد وقال الفاكهي في ولاة مكة ومنهم محرز فذكره قال وكان عاملا لعمر فيما يقال وقال البلاذري ولد حارثة بن ربيعة محرزا أو حريزا أو حرازا واستخلف عتاب بن اسيد محرزا على مكة في سفرة سافرها ومن ولده العلاء بن عبد الرحمن بن محرز كان على ربع من الكوفة أيام بن الزبير وولده بالكوفة في سكة يقال لها سكة بني محرز وقال بن عبد البر ولاه عمر مكة في أول ولاية ثم عزله وقتل في وقعة الجمل محرز بن زهير ويقال بن زهر الأسلمي ذكره البغوي في الصحابة وأخرج من طريق سفيان بن حمزة عن كثير بن زيد عن أم ولد لمحرز بن زهر رجل من اسلم وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال وكنت اسمع محرزا يقول اللهم اني أعوذ بك من زمان الكذابين قال البخاري محرز بن زهير له صحبة وذكر هذا الأثر وتبعه الدارقطني وابن منده وابن عبد البر وقال أبو نعيم الصواب زهر كذا قال والخلاف في اسم أبيه من الرواة عن كثير بن زيد فقال عن سليمان بن حمزة زهر وقال عبد العزيز بن أبي حازم زهير وكذا أخرجه مصعب الزبيري عن بن أبي حازم والله أعلم محرز بن نضلة بن عبد الله بن مرة بن كثير بن غنم بن دودان بن أسد بن خزيمة الأسدي أبو نضلة ويعرف بالأخرم ذكره موسى بن عقبة وابن إسحاق وغيرهما فيمن شهد بدرا وثبت ذكره في حديث سلمة بن الأكوع الطويل عند مسلم وفيه فما برحت مكاني حتى رأيت فوارس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يتخللون الشجر فإذا أولهم الأخرم الأسدي وعلى أثره أبو قتادة قال فاخذت بعنان الخرم فقلت يا أخرم احذرهم لا يقتطعونك قبل أن تلحق رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأصحابه فقال يا سلمة أن كنت تؤمن بالله واليوم الآخر وتعلم أن الجنة حق والنار حق فلا تحل بيني وبين الشهادة قال فخليت عنه فالتقى هو وعبد الرحمن بن عيينة الفزاري فعقر بعبد الرحمن فرسه وطعنه عبد الرحمن فسقط وتحول على فرس عبد الرحمن ولحق أبو قتادة بعبد الرحمن فطعنه فقتله قلت وكان ذلك في غزوة ذي قرد محرز غير منسوب ذكره ابن منده وأخرج من طريق إبراهيم بن محمد بن ثابت عن عكرمة بن خالد قال جاءني محرز ذات ليلة فدعونا له بعشاء فقال هل عندك سواك فقلنا ما تصنع به هذه الساعة فقال أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ما نام ليلة حتى يستن محرش بكسر الراء الثقيلة وضبطه بن ماكولا تبعا لهشام بن يوسف ويحيى بن معين ويقال بسكون الحاء المهملة وفتح الراء وصوبه بن السكن تبعا لابن المديني وهو بن سويد بن عبد الله بن مرة الخزاعي الكعبي عداده في أهل مكة وقال عمرو بن علي الفلاس انه لقى شيخا بمكة اسمه سالم فاكترى منه بعيرا إلى منى فسمعه يحدث بحديث محرش فقال هو جدي وهو محرش بن عبد الله الكعبي فقلت له ممن سمعته فقال حدثني به أبي واهلنا وحديثه عند أبي داود والنسائي وغيرهما بسند حسن ولفظه عند النسائي من رواية إسماعيل بن أبي أمية عن مزاحم بن أبي مزاحم عن أبيه عن عبد العزيز بن عبد الله بن اسيد عن محرش الكعبي رأيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم خرج من الجعرانة ليلا فنظرت إلى ظهره كأنه سبيكة فضة فاعتمر واصبح بها كبائت وقال الترمذي بعد أن أخرجه من رواية بن جريج عن مزاحم بلفظ أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم خرج من الجعرانة ليلا معتمرا فدخل مكة ليلا فقضى عمرته ثم خرج من ليلته فأصبح بالجعرانة كبائت فلما زالت الشمس من الغد خرجت في بطن سرف حتى جامع الطريق طريق جمع ببطن سرف فمن أجل ذلك خفيت عمرته للناس قال الترمذي حسن غريب ولا نعرف لمحرش عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم غيره محصن بن أبي قيس بن الاسلت الأنصاري ذكره الطبري وقال بن سعد أنبأنا الواقدي عن موسى بن عبيدة عن محمد بن كعب القرظي عن محصن بن قيس بن أبي الاسلت محصن بن زرارة أخرج أبو سعيد النقاش في الموضوعات من حديث بن عباس قال قال محصن بن زرارة يا رسول الله أنا مؤمن حقا والحديث وهذه القصة معروفة للحارث بن مالك والتعدد محتمل فقد جاء نحو ذلك عن معاذ بن جبل أيضاً محصن بن وحوح بن الاسلت بن جشم بن وائل بن زيد الأنصاري الأوسي قال بن الكلبي قتل هو وأخوه حصين بالغدير في وقعة القادسية ولا تثبت لهما صحبة


محلم بن جثامة الليثي أخو الصعب بن جثامة تقدم نسبه في ترجمة أخيه وله ذكر في ترجمة عبد الله بن أبي حدرد مضى وفي ترجمة مكيتل الليثي يأتي قال بن عبد البر يقال إنه الذي قتل عامر بن الأضبط وقيل أن محلما غير الذي قتل إنه نزل حمص ومات بها أيام بن الزبير ويقال إنه الذي مات في حياة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ودفن فلفظته الأرض مرة بعد أخرى قلت جزم بالأول بن السكن محلم آخر ذكر في الذي قبله محلم أبو سكينة يأتي في الكنى.
//ذكر من اسمه محمد محمد بن الأسود بن خلف بن بياضة الخزاعي: ذكره خليفة بن خياط وروى له حديث " على ذروة كل بعير شيطان " .
وقال البغوي: ذكره بعض من ألف في الصحابة ولا يعلم له صحبة ولا رواية وعنى بذلك بن أبي داود.
وذكره في الصحابة أيضاً بن منده وأبو نعيم واستدركه بن فتحون على الاستيعاب وذكره البخاري وابن حبان في التابعين ولكن ذكر البخاري في تاريخه ما يقتضي أنه كان في زمن النبي صلى الله عليه وآله وسلم بالغاً فأورد من طريق بن المبارك: أنبأنا أبو عمر مولى بني أمية حدثني محمد بن أبى سفيان الجمحي حدثنا عمرو بن عبد الله بن صفوان الجمحي حدثني محمد بن الأسود بن خلف بن بياضة الخزاعي قال: قال لنا عمرو بن العاص يوم اليرموك ...فذكر قصته. قال البخاري: ويقال كان اليرموك سنة خمس عشرة.
محمد بن الأسود بن خلف بن عبد يغوث القرشي: قال البغوي: ذكره بعضهم في الصحابة ووجدته يروي عن أبيه. وقال البخاري: روى بن خيثم عن أبي الزبير عن محمد بن الأسود بن خلف عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم في قريش. انتهى.
وكأنه أشار إلى ما أخرجه الباوردي من هذا الوجه عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه مر على عثمان بن عيد الله التيمي مقبلاً فقال: لعنه الله إنه كان يبغض قريشاً. وقد تقدم ذكر أبيه وروايته عنه.
محمد بن أنس بن فضالة بن عبيد بن يزيد بن قيس بن ضبيعة بن الأصرم بن جحجبى بن كلفة بن عوف بن عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس الأنصاري الأوسي: ذكره البخاري في الصحابة وقال: قال لي يحيى بن موسى عن يعقوب بن محمد أنبأنا إدريس بن محمد بن يونس بن محمد بن أنس الظفري حدثني جدي عن أبيه قال: قدم النبي صلى الله عليه وآله وسلم المدينة وأنا بن أسبوعين فأتي بي إليه فمسح برأسي وحج بي حجة الوداع وأنا بن عشر سنين وقال: دعا لي بالبركة وقال: " سموه باسمي ولا تكنوه بكنيتي " .
قال يونس: ولقد عمر أبي حتى شاب كل شيء منه ومات وما شاب موضع يد النبي صلى الله عليه وآله وسلم من رأسه.
وكذا أخرجه مطين عن أبي أمية الطرطوسي وعن يعقوب بن محمد هو الزهري به.
واختصره بن أبي حاتم فقال: محمد بن أنس بن فضالة قال: قدم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم المدينة وأنا بن أسبوعين.
وأخرجه أبو علي بن السكن مطولاً من وجه آخر عن يعقوب بن محمد بهذا السند لكن قال: محمد بن فضالة فنسب محمد إلى جده.
قال بن شاهين: سمعت عبد الله بن سليمان بن الأشعث يقول: محمد بن أنس بن فضالة هو الذي كان تصدق النبي صلى الله عليه وآله وسلم بماله الذي كان في بني ظفر فأشار بذلك إلى ما أخرجه بن أبي داود وابن منده من طريق سفيان بن حمزة عن عمرو بن أبي فروة عن مشيخة أهل بيته قال: قتل أنس بن فضالة يوم أحد فأتى النبي صلى الله عليه وآله وسلم بمحمد بن أنس بن فضالة فتصدق عليه بعذق لا يباع ولا يوهب... الحديث. قال بن منده: لا يروى إلا بهذا الإسناد.
وقال البخاري أيضاً: قال أبو كامل عن فضيل بن سليمان عن يونس بن محمد عن فضالة عن أبيه - وكان أبوه ممن صحب النبي صلى الله عليه وآله وسلم هو وجده: أن النبي النبي صلى الله عليه وآله وسلم أتاهم في بني ظفر.
ووصله البغوي عن أبي كامل وهو فضيل بن حسين والصلت بن مسعود كلاهما عن فضيل بن سليمان بهذا وزاد: فجلس على صخرة ومعه بن مسعود ومعاذ فأمر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قارئاً فقرأ حتى إذا بلغ: " فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيداً... " الآية النساء: 41 - بكى حتى اضطرب لحياه وقال: رب على هؤلاء شهدت فكيف بمن لم أره؟ وهكذا أخرجه بن شاهين عن البغوي: وقال: قال البغوي: لا أعلم روى محمد بن فضالة غير هذا الحديث.


وفرق البغوي وابن شاهين وابن قانع وغيرهم بين محمد بن أنس بن فضالة وبين محمد بن فضالة والراجح أنهما واحد لكن قال بن شاهين: سمعت عبد الله بن سليمان - يعني بن أبي داود ويقول: شهد محمد بن أنس بن فضالة فتح مكة والمشاهد بعدها والله أعلم.
محمد بن بديل: بن ورقاء الخزاعي.
تقدم نسبه في ترجمة والده. وأخرج الحديث في مقدمة تاريخه من طريق الأجلح بن عبد الله: سمعت زيد بن علي وعبد الله بن حسن وجعفر بن محمد يذكر كل واحد منهم عن آبائه وعمن أدرك من أهله وغيرهم أنهم سموا له من شهد مع علي من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى أن قال: وعبد الله بن بديل بن ورقاء ومحمد بن بديل بن ورقاء الخزاعيان قتلا بصفين وهما رسولا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى أهل اليمن.
قلت: والراوي عن الأجلح غياث بن إبراهيم وهو ساقط نسب إلى وضع الحديث.
محمد بن بشر الأنصاري: بكسر الموحدة وسكون المعجمة يأتي في الذي بعده.
محمد بن بشير: بوزن عظيم الأنصاري - ذكره البخاري في الصحابة وأخرج من طريق زخر بفتح الزاي وسكون المعجمة بن حصن حدثني جدي حميد بن منهب حدثني خريم بن حارثة بن لام الطائي قال: اقتتلنا يوم الحرة فكان أول من تلقاني الشيماء بنت بقيلة الأزدية فتعلقت بها فقلت: هذه وهبها لي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهي كما قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فدعاني خالد عليها بالبينة فأتيته بها وهي محمد بن سلمة ومحمد بن بشير الأنصاري فسلمها إلي.
وأخرجه بن منده بطوله من هذا الوجه وقال: لا يعرف إلا بهذا الإسناد تفرد به زكريا بن يحيى عن زخر.
قلت: وقد تقدم بطوله في ترجمة خريم بن أوس وأخرج البغوي وابن شاهين وابن يونس وابن منده من طريق سلمة بن شريح عن يحيى بن محمد بن بشير الأنصاري عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: " إذا أراد الله بعبد هواناً أنفق ماله في البنيان " فقال: قال: ولا أعلم روى محمد بن بشير غيره. وأخرجه بن حبان من هذا الوجه وقال: هذا مرسل وشك في صحبته بن يونس فقال: يقال له صحبة.
وقد ذكر في أهل مصر وليس هو بالمعروف فيهم وله بمصر حديث فذكر الحديث. وذكره محمد بن الربيعة الجيزي في الصحابة الذين دخلوا مصر ولم يذكر له حديثاً.
وذكره بن عبد البر فقال: محمد بن بشير الأنصاري روى عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم روى عنه ابنه يحيى زعم بعضهم أن حديثه مرسل كذا ذكره محمد بن بشر بكسر الموحدة وسكون المعجمة وتبع في ذلك بن أبي حاتم فإنه ذكره فيمن اسم أبيه بشر مع محمد بن بشر العبدي ولكن ذكره بوزن عظيم جميع من تقدم.
محمد بن جابر: بن عراب بن عوف بن ذؤالة بن شبوة بن ثوبان بن عبس بن غالب العكي.
وفد على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وشهد فتح مصر ذكروه في كتبهم. ذكره بن يونس وأورده بن منده عنه مختصراً.
محمد بن الجد: بن قيس الأنصاري.
ذكره بن القداح وقال: سماه النبي صلى الله عليه وآله وسلم محمداً وشهد معه فتح مكة حكاه بن أبي داود عنه وأخرجه بن شاهين واستدركه أبو موسى وذكر محمد بن حبيب في كتابه المحبر أنه أول من سمي محمداً في الإسلام من الأنصار.
وفي الإكليل للحاكم إن معاذ بن جبل كان من بني سعد بن علي بن أسد بن ساردة إنما صار في بني سلمة لأن فلان بن محمد بن الجد بن قيس - وهو من بني سلمة - كان أخاه من أمه. انتهى.
وهذا يدل على قدم زمان محمد بن الجد بن قيس فيؤيد ما قاله القداح.
محمد بن حارثة.
ذكره بن حبان في الصحابة وقال: يقال إن له صحبة.
محمد بن جعفر: بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم الهاشمي أخو عبد الله وعون.
ذكره بن حبان والبغوي وابن شاهين وابن حبان وغيرهم في الصحابة. وقال محمد بن حبيب في المحبر: هو أول من سمي محمداً في الإسلام من المهاجرين. وقال الدارقطني: ولد بأرض الحبشة وقال بن منده وابن عبد البر: ولد علي عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم وآله وسلم.
وذكر أبو عمر عن الواقدي أنه كان يكنى أبا القاسم وأنه تزوج أم كلثوم بنت علي بعد عمر قال: واستشهد بتستر وقيل: إنه عاش إلى أن شهد صفين مع علي. قال الدارقطني في كتاب الإخوة: يقال: إنه قتل بصفين اعترك هو وعبيد الله بن عمر بن الخطاب فقتل كل منهما الآخر.


وذكر المرزباني في معجم الشعراء أنه كان مع أخيه محمد بن أبي بكر بمصر فلما قتل اختفى محمد بن جعفر فدل عليه رجل من عك ثم من غافق فهرب إلى فلسطين وجاء إلى رجل من أخواله من خثعم فمنعه من معاوية فقال في ذلك شعراً وهذا محقق يرد قول الواقدي إنه استشهد بتستر.
محمد بن حاطب: بن الحارث بن معمر بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح أبو القاسم القرشي الجمحي وقيل أبو إبراهيم وقيل أبو وهب أمه أم جميل بنت المجلل العامرية.
يقال إنه ولد بأرض الحبشة وهاجر أبواه ومات أبوه بها فقدمت به أمه إلى المدينة مع أهل السفينين فروى عبد الله بن الحارث بن محمد بن حاطب عن أبيه عن جده قال: لما قدمنا من أرض الحبشة خرجت بي أمي - يعني إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقالت: يا رسول الله هذا بن أخيك وقد أصابه هذا الحرق من النار فادع الله له... الحديث.
ورواه أيضاً عبد الرحمن بن عثمان بن محمد الحاطبي عن أبيه عن جده أخرجه أحمد وابن أبي خيثمة والبغوي وفيه أن أمه قالت: يا رسول الله هذا محمد بن حاطب وهو أول من سمع بك. قالت: فمسح على رأسك وتفل في فيك ودعا لك بالبركة.
وأخرج بن أبي خيثمة عن محمد بن سلام الجمحي قال: وحدثني بعض أصحابنا قال: هو أول من سمي في الإسلام محمداً.
ولد بأرض الحبشة وأرضعته أسماء بنت عميس مع ابنها عبد الله بن جعفر وأرضعت أم محمد عبد الله بن جعفر فكانا يتواصلان على ذلك حتى ماتا.
وقال بن شاهين: سمعت البغوي يقول: هو أول من سمي في الإسلام محمداً قال: وكان يكنى أبا القاسم وجزم بن سعد بأن كنيته أبو إبراهيم وقال الهيثم: مات في ولاية بشر على العراق. وقال غيره: سنة أربع وسبعين.
وأخرج من طريق أبي مالك الأشجعي قال: قال لي بن حاطب خرج: حاطب وجعفر إلى النجاشي فولدت أنا في تلك السفينة قلت: والذي اشتهر أنه ولد بأرض الحبشة محمول على المجاز لأنه ولد قبل أن يصلوا إليها.
وقد روى محمد بن حاطب عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم وعن أمه وعن علي. روى عنه أولاده: إبراهيم وعمر والحارث وأبو بلج وأبو مالك الأشجعي وهو بن محمد وسماك بن حرب وغيرهم. وقيل مات سنة ست وثمانين.
محمد بن حبيب النضري: بالنون ويقال المصري بكسر الميم وهو الأشهر ووقع عند أبي عمر بضم الميم وفتح الضاد المعجمة.
وقد قال بن منده: لا يعرف في الشاميين ولا في المصريين ذكره في الصحابة وأخرج البغوي وغيره من طريق الوليد بن سليمان عن بسر بن عبيد الله عن بن محيريز عن عبد الله بن السعدي عن محمد بن حبيب قال: أتينا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقلنا: يا رسول الله إن رجالاً يقولون قد انقطعت الهجرة: فقال: " لا تنقطع الهجرة ما قوتل الكفار " .
وقال البغوي: رواه غير واحد عن بن محيريز عن عبد الله بن السعدي - أن النسائي أخرجه من طريق أبي إدريس عن عبد الله بن السعدي ليس فيه محمد بن حبيب.
محمد بن أبي حذيفة: بن عتبة بن ربيعة بن عبد شمس بن عبد مناف العبشمي أبو القاسم.
ولد بأرض الحبشة وكان أبوه من السابقين الأولين وهو مشهور بكنيته واختلف في اسمه كما سيأتي في الكنى.
وأمه سهلة بنت سهيل بن عمرو العامرية قال بن لهيعة عن أبي الأسود عن عروة: ولد محمد بن أبي حذيفة بأرض الحبشة وكذا قال بن إسحاق والواقدي وابن سعد. وذكره الواقدي فيمن كان يكنى أبا القاسم واسمه محمد من الصحابة واستشهد أبوه أبو حذيفة باليمامة فضم عثمان محمداً هذا إليه ورباه فلما كبر واستخلف عثمان استأذنه في التوجه إلى مصر فأذن له فكان من أشد الناس تأليباً عليه.
ذكر أبو عمر الكندي في أمراء مصر أن عبد الله بن سعد أمير مصر لعثمان كان توجه إلى عثمان لما قام الناس عليه فطلب أمراء الأمصار فتوجه إليه وذلك في رجب سنة خمس وثلاثين واستناب عقبة بن عامر.
وفي نسخة بن مالك: فوثب محمد بن أبي حذيفة على عقبة فأخرجه من مصر وذلك في شوال منها ودعا إلى خلع عثمان وأسعر البلاد وحرض الناس على عثمان.


وأخرج من طريق الليث عن عبد الكريم بن الحارث الحضرمي - أن بن أبي حذيفة كان يكتب الكتب على ألسنة أزواج النبي صلى الله عليه وآله وسلم في الطعن على عثمان كان يأخذ الرواحل فيحصرها ثم يأخذ الرجال الذين يريد أن يبعث بذلك معهم فيجعلهم على ظهور بيت في الحر فيستقبلون بوجوههم الشمس ليلوحهم تلويح المسافر ثم يأمرهم أن يخرجوا إلى طريق المدينة ثم يرسلوا رسلاً يخبروا بقدومهم فيأمر بتلقيهم فإذا أتوا الناس قالوا لهم: ليس عندنا خبر الخبر في الكتب فيتلقاهم بن أبي حذيفة ومعه الناس فيقول لهم الرسل: عليكم بالمسجد فيقرأ عليهم الكتب من أمهات المؤمنين: إنا نشكو إليكم بأهل الإسلام كذا وكذا... من الطعن على عثمان فيضج أهل المسجد بالبكاء والدعاء.
ثم روى من طريق بن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب قال: بايع أهل مصر محمد بن أبي حذيفة بالإمارة إلا عصابة منهم معاوية بن حديج وبسر بن أرطاة فقدم عبد الله بن سعد حتى إذا بلغ القلزم وجد هناك خيلاً لابن أبي حذيفة فمنعوه أن يدخل فانصرف إلى عسقلان ثم جهز بن أبي حذيفة الذين ثاروا على عثمان وحاصروه إلى أن كان من قتله ما كان فلما علم بذلك من امتنع من مبايعة بن أبي حذيفة اجتمعوا وتبايعوا على الطلب بدمه فسار بهم معاوية بن حديج إلى الصعيد فأرسل إليهم بن أبي حذيفة جيشاً آخر فالتقوا فقتل قائد الجيش ثم كان من مسير معاوية بن أبي سفيان إلى مصر لما أراد المسير إلى صفين فرأى إلا يترك أهل مصر مع بن أبي حذيفة خلفه فسار إليهم في عسكر كثيف فخرج إليهم بن أبي حذيفة في أهل مصر فمنعوه من دخول الفسطاط فأرسل إليهم: إنا لا نريد قتال أحد وإنما نطلب قتلة عثمان فدار الكلام بينهم في الموادعة واستخلف بن أبي حذيفة على مصر الحكم بن الصلت بن مخرمة بن المطلب بن عبد مناف وخرج مع جماعة منهم عبد الرحمن بن عديس وكنانة بن بشر وأبو شمر بن أبرهة بن الصباح فلما بلغوا به غدر بهم عسكر معاوية وسجنوهم إلى أن قتلوا بعد ذلك.
وذكر أبو أحمد الحاكم أن محمداً بن أبي حذيفة لما ضبط مصر وأراد معاوية الخروج إلى صفين بدأ بمصر أولاً فقاتله محمد بن أبي حذيفة بالعريش إلى أن تصالحا وطلب منه معاوية ناساً يكونون تحت يده رهناً ليأمن جانبهم إذا خرج إلى صفين فأخرج محمد رهناً عدتهم ثلاثون نفساً فأحيط بهم وهو فيهم فسجنوا.
وقال أبو أحمد الحاكم: خدع معاوية محمد بن أبي حذيفة حتى خرج إلى العريش في ثلاثين نفساً فحاصره ونصب عليه المنجنيق حتى نزل على صلح فحبس ثم قتل.
وأخرج بن عائذ من طريق بن لهيعة عن يزيد بن حبيب قال: فرقهم معاوية بصفين فسجن بن أبي حذيفة ومن معه في سجن دمشق وسجن بن عديس والباقين في سجن بعلبك.
وأخرج يعقوب بن سفيان في تاريخه من طريق بن المبارك عن حرملة بن عمران عن عبد العزيز بن عبد الملك السليحي حدثني أبي قال: كنت مع عقبة بن عامر قريباً من المنبر فخرج بن أبي حذيفة فخطب الناس ثم قرأ عليهم سورة - وكان قارئاً فقال عقبة: صدق رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم " ليقرأن القرآن ناس لا يجاوز تراقيهم " فسمعه بن أبي حذيفة فقال: إن كنت صادقاً إنك لمنهم.
وأخرج البغوي من طريق الليث عن يزيد بن أبي حبيب قال: كان رجال من الصحابة يحدثون أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: " يقتل بجبل الخليل والقطران من أصحابي أو من أمتي ناس " فكان أولئك النفر الذين قتلوا مع محمد بن أبي حذيفة هناك.
ورواه أبو عمر الكندي من وجه آخر عن الليث قال: قال محمد بن أبي حذيفة: هذه الليلة التي قتل فيها عثمان فإن يكن القصاص بعثمان فسيقتل في غد فقتل في الغد.
وذكر خليفة بن خياط في تاريخه أن علياً لما ولي الخلافة أقر محمد بن أبي حذيفة على إمرة مصر ثم ولاها محمد بن أبي بكر.
واختلف في وفاته فقال بن قتيبة: قتله رشدين مولى معاوية وقال بن الكلبي: قتله مالك بن هبيرة السكوني.
محمد بن حزم الأنصاري.
ذكره البغوي وقال: ذكره البخاري فيمن روى عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ولا يعرف وكذا قال بن شاهين لم يزد.
وقال أبو نعيم: ذكره أبو العباس الهروي في المحمدين في الصحابة وذكر روايته عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: " ليكمل أمتي يوم القيامة سبعين أمة نحن آخرها وخيرها " .


وقال بن منده: محمد بن حزم تابعي روى عنه قتادة ولا يعرف وقال بن الأثير: الذي لا يعرف محمد بن عمرو بن حزم الآتي فلعله نسب إلى جده.
محمد بن حطاب: بن الحارث بن معمر الجمحي بن عم محمد بن حاطب.
تقدم نسبه قريباً قال بن عبد البر: ولد أيضاً بأرض الحبشة وقيل: قبل الهجرة إلى أرض الحبشة فهو أسن من محمد بن حاطب كذا قال.
وقد تقدم أن محمد بن حاطب أول من سمي محمداً في الإسلام من المهاجرين فيكون أسن.
وأخرج أحمد من طريق عثمان بن محمد عن أم محمد بن حاطب أنها لما أحضرت إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم ابنها قالت: هذا محمد بن حاطب وهو أول من سمي باسمك وقد تقدم في ترجمة محمد بن حاطب.
وأخرج أبو الفرج الأصبهاني من وجهين عن عبد الملك بن عمير قال: أتى عمر بن الخطاب بحلل فقال: علي بالمحمدين فأتى بمحمد بن أبي بكر ومحمد بن جعفر ومحمد بن طلحة ومحمد بن عمرو بن حزم ومحمد بن حاطب وابن عمه محمد بن حطاب وكلهم سماه النبي صلى الله عليه وآله وسلم محمداً فذكر قصته فإن كان محفوظاً حمل على المجاز أي أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أقرهم على ذلك.
محمد بن خليفة: بن عامر.
قال بن القداح: شهد الفتح وكان اسمه عبد مناة فسماه النبي صلى الله عليه وآله وسلم محمداً. أخرجه بن شاهين عن بن أبي داود عنه.
محمد بن أبي دزة الأنصاري.
قال بن القداح: صحب النبي صلى الله عليه وآله وسلم وشهد فتح مكة.
ذكره بن شاهين أيضاً عن أبي داود عنه.
محمد بن ركانة: بن عبد يزيد المطلبي القرشي.
يأتي في القسم الأخير إن شاء الله تعالى.
محمد بن زيد.
قال بن منده: أخرجه أبو حاتم الرازي في الوحدان وهو وهم ثم أخرج من طريقه بسند له إلى محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن عطاء عن محمد بن زيد قال: أهدي لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لحم صيد فأبى أن يأكله قال: وهذا رواه قيس بن سعد عن عطاء عن بن عباس.
قلت: أخرجه أبو داود والنسائي من طريق حماد بن سلمة عن قيس بن سعد عن عطاء عن بن عباس عن زيد بن أرقم. وأكثر الطبراني من تخريج طرقه.
وقال بن أبي حاتم عن أبيه: روى عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم فذكر هذا الحديث.
روى عن عطاء بن أبي رباح وكذا قال بن عبد البر وهو على الاحتمال لجواز التعدد مع بعده بقرينة كثرة خطأ محمد بن عبد الرحمن.
محمد بن أبي سفيان.
له ذكر في كتاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم للداريين ذكره بن منده من رواية سعيد بن زياد عن آبائه عن أبي هند الداري في قصة إسلامه وأمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن يكتب له الكتاب الذي طلبه وذكر فيه شهادة أبي بكر وعمر وعثمان وعلي ومحمد بن أبي سفيان.
وقد تعقبه أبو نعيم بأن الصواب في هذا معاوية بن أبي سفيان لا محمد. قلت: هو على الاحتمال أيضاً.
محمد بن أبي سلمة: بن عبد الأسد المخزومي.
قال بن حبان: له صحبة وقال البغوي ذكره بعض من ألف في الصحابة وأنكر عليه حكاه بن شاهين عن البغوي.
محمد بن سليمان بن رفاعة بن خليفة بن أبي كعب.
قال بن القداح: شهد أحداً وحضر فتح العراق وقتل يوم صفين ذكره بن شاهين عن بن أبي داود عن بن القداح.
محمد بن صفوان الأنصاري: من بني مالك بن الأوس.
ذكر ذلك العسكري وقيل فيه: صفوان بن محمد والأول أصوب.
وأخرج أحمد وأصحاب السنن وابن حبان والحاكم في صحيحيهما من طريق داود بن أبي هند عن الشعبي عنه - أنه أتى النبي صلى الله عليه وآله وسلم بأرنبين ذبحهما بمروة على الشك.
وأخرجه علي بن عبد العزيز في مسنده من رواية حماد بن سلمة عن داود فقال: عن محمد بن صفوان بالجزم.
وكذا أخرجه البغوي من طريق شعبة ومن طريق عبدة بن سليمان وحكى بن شاهين عن البغوي أنه الراجح وقال: لا أعلم لمحمد بن صفوان غيره.
محمد بن صيفي بن أمية بن عابد بن عبد الله بن عمر بن مخزوم.
قال بن القداح: له صحبة ذكره بن شاهين عن أبي داود وقال أبو عمر: لا رؤية له وفي صحبته نظر. وهو سبط خديحة بنت خويلد أمه هند بنت عتيق بن عامر بن عبد الله بن عمر بن مخزوم وأمها خديجة. وعابد: بالموحدة والدال المهملة. قلت: ذكر الزبير بن بكار ما يقوي قول بن القداح فإنه لما ذكر أباه قال: كان له رفاعة وبه كان يكنى وصيفي بن أمية قتل يوم بدر. انتهى.


ومن يقتل أبوه ببدر وهي في السنة الثانية من الهجرة يكون أدرك من العهد النبوي ثمان سنين فأكثر فلا يسمى محمداً إلا وقد أسلم أبوه وأمه فلعله ولد بعد قتل أبيه وأسلمت أمه فسمته محمداً أو بعض أهله إن كانت أمه ماتت قبل تسميته.
محمد بن صيفي: بن سهل بن الحارث الخطي الأنصاري.
نسبه هشيم في روايته عن حصين عن الشعبي عنه حديثاً مرفوعاً في صوم يوم عاشوراء ويقال: إنه نزل الكوفة.
وأخرج له أحمد والنسائي وابن ماجة وابن خزيمة والحاكم في صحيحيهما من طريق حصين عن الشعبي عن محمد بن صيفي في صوم يوم عاشوراء وسنده صحيح.
وأخرج البغوي من طريق الأعمش وغيره عن الشعبي عن محمد بن صيفي قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بأرنبين... الحديث.
وقال البغوي: هذا وهم والصواب محمد بن صفوان - يعني كما تقدم في الذي قبله.
محمد بن ضمرة بن الأسود بن عباد بن غنم بن سواد.
ذكر بن القداح أن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم سماه محمداً وشهد فتح مكة أخرجه بن شاهين عن أبي داود عنه.
محمد بن طلحة بن عبيد الله القرشي التيمي.
تقدم نسبه في ترجمة أبيه أحد العشرة ذكره البخاري في الصحابة وقالوا: ولد في عهد النبي صلى الله عليه وسلم.
وأخرج البخاري والبغوي والطبراني وغيرهم من طريق هلال الوزان عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: نظر عمر إلى عبد الحميد - يعني بن زيد بن الخطاب وكان اسمه محمداً ورجل يقول له: فعل الله يا محمد وفعل فقال له عمر: لا أرى محمداً يسب بك والله لا يدعى محمداً أبداً ما دمت حياً فسماه عبد الرحمن وأرسل إلى بني طلحة وهم سبعة وسيدهم وكبيرهم محمد لتغيير أسمائهم فقال له محمد: أذكرك الله يا أمير المؤمنين فوالله لمحمد صلى الله عليه وآله وسلم سماني محمداً فقال عمر قوموا فلا سبيل إلى تغيير شيء سماه رسول الله صلى الله عليه وسلم. وأخرج بن منده من طريق يوسف بن إبراهيم الطلحي عن أبيه إبراهيم بن محمد - أن طلحة قال: سمى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ابني محمداً وكناه أبا القاسم.
وأخرج الزبير بن بكار من طريق راشد بن حفص الزهري قال: أدرك أربعة من أبناء الصحابة كل منهم يسمى محمداً ويكنى أبا القاسم: بن أبي بكر وابن علي وابن سعد وابن طلحة.
وأخرج بن قانع وابن السكن وابن شاهين من طريق محمد بن عبد الرحمن مولى آل طلحة عن إبراهيم بن محمد بن طلحة عن ظئر محمد بن طلحة قال: أتيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم بمحمد بن طلحة حين ولد ليحنكه ويدعو له وكان يفعل ذلك بالصبيان فقال لعائشة: " من هذا " ؟ قالت: محمد بن طلحة فقال: " هذا سميي هذا أبو القاسم " .
ومن طريق محمد بن زيد بن المهاجر عن إبراهيم بن محمد بن طلحة قال: لما ولدت حمنة بنت جحش محمد بن طلحة جاءت به إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فسماه محمداً وكناه أبا سليمان.
وأخرجه بن منده من وجه آخر عن إبراهيم بن محمد عن طلحة عن أبيه أنه ذهب به إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حين ولد فسماه محمداً وقال: " هو أبو سليمان لا أجمع له بني اسمي وكنيتي " . وقال بن منده: المشهور الأول.
وكان محمد كثير العبادة وكان يقال له السجاد. وأخرج البغوي من طريق حصين بن عبد الرحمن عن أبي جميلة الطهوي قال: لما كان يوم الجمل قال محمد بن طلحة لعائشة: يا أم المؤمنين قالت: كن كخير ابني آدم قال: فأغمد سيفه وكان قد سله ثم قام حتى قتل.
قال البغوي: قال غيره: قتله شريع بن أوفى فمر به علي فقال: هذا السجاد قتله بره بأبيه وكان ذلك في سنة ست وثلاثين.
واختلف في اسم قاتله وذكر البخاري في تفسير غافر تعليقاً ما يقوي ما قال البغوي أن اسم قاتله شريح بن أبي أوفى:
يذكرني حم والرمح شاجر ... فهلا تلا حم قبل التقدم
وهي أبيات أولها:
وأشعث قوام بآيات ربه ... قليل الأذى فيما ترى العين مسلم
قال بن عبد البر: وقيل اسم قاتله كعب بن مدلج وقيل: شداد بن معاوية وقيل عصام بن مقشعر وقيل: الأشتر وقيل عبد الله بن مكعبر وقيل: غير ذلك وقد ذكرتها منسوبة لقائلها في فتح الباري.
محمد بن عاصم بن ثابت بن أبي الأقلح الأنصاري.


قال بن منده: له ذكر في حديث وأبوه صحابي شهير استشهد ببئر معونة وذكر بن القداح أنه شهد بيعة الرضوان وما بعدها وأورد بن منده بسند له أن بن عمر شهد جنازته فكان بين عمودي سريره.
وذكره بن شاهين عن بن أبي داود فيمن شهد بيعة الرضوان.
قلت: وذلك قبل موت النبي صلى الله عليه وآله وسلم بنحو ست سنين فكأنه لم يقف على كلام بن أبي داود فإن بيعة الرضوان كانت سنة الهجرة فأقل ما يكون سن من شهدها يزيد على خمس عشرة فهو صحابي لا محالة وإن لم يثبت شهود بيعة الرضوان يكون من أجل تاريخ موت والده أدرك من الحياة النبوية ست سنين أو يزيد.
وقال بن منده أيضاً: له ذكر في حديث ثم أورد من طريق عثمان بن عتبة بن عويم بن ساعدة قال: كان عبد الله بن عمر شهد محمد بن عاصم بن ثابت بن أبي الأفلح بين عمودي سريره كأني أنظر إلى صفرة لحيته.
قلت: قال بن الأثير: استدركه أبو موسى وقد ذكره بن منده ولا وجه لاستدراكه. قلت: إنما ذكره مضموماً إلى خمسة كل منهم اسمه محمد ذكرهم بن شاهين فحكى أبو موسى كلامه لكنه لم ينبه على أن بن عاصم غير داخل في استدراكه.
محمد بن عباس: بن نضلة.
تقدم نسبه في ترجمة أبيه قال بن القداح: سماه النبي صلى الله عليه وآله وسلم محمداً وشهد فتح مكة أخرجه بن شاهين عن بن أبي داود عنه.
محمد بن عبد الله: بن أبي الأنصاري الخزرجي ولد رئيس الخزرج المشهور بالنفاق.
تقدم نسبه في ترجمة أخيه عبد الله بن عبد الله ذكره بن منده في الصحابة وأخرج من طريق راشد الحماني عن ثابت البناني عن محمد بن عبد الله بن أبي بن سلول قال: أتانا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: " يا معشر الأنصار إن الله عز وجل قد أحسن عليكم الثناء في الطهور فكيف تصنعون " ؟ قلنا: يا رسول الله كان فينا أهل الكتاب فكان أحدهم إذا جاء من الغائط غسل بالماء طرفيه فغسلنا فقال: " وإن الله أحسن عليكم الثناء... الحديث.
قال بن منده: غريب لا يعرف إلا من حديث جعفر بن عبد الله السالمي عن الربيع بن بدر عن جعفر وأن الثلاثة ضعفاء قال: وروى من حديث عبد الله بن سلام ومن حديث محمد بن عبد الله بن سلام ورجح أبو نعيم هذه الرواية فقال: وهم فيه جعفر والصواب محمد بن عبد الله بن سلام.
قلت: وهو على الاحتمال في تعدد القصة.
محمد بن عبد الله: بن جحش الأسدي.
تقدم نسبه في ترجمة أبيه وهو بن أخي زينب أم المؤمنين ولأمه فاطمة بنت أبي حبيش صحبة.
وذكر الواقدي أنه ولد قبل الهجرة بخمس سنين وحكاه الطبري فقال فيما قيل: قال البخاري: له صحبة. وقال بن حبان: سمع من النبي صلى الله عليه وسلم.
وأخرج الزبير بن بكار من طريق محمد بن أبي يحيى حدثني أبو كثير مولى محمد بن عبد الله بن جحش وكانت له صحبة فذكر الحديث في التشديد في الدين وفي فضل الجماع.
وأخرجه أحمد وابن أبي خيثمة والبغوي وغيرهم وفي رواية بعضهم كنا جلوساً في موضع الجنائز مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وصرح بعضهم بقوله: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ومداره على العلاء بن عبد الرحمن عن أبي كثير مولى محمد بن عبد الله بن جحش عنه.
وأخرج حديثه في ستر العورة أحمد والنسائي وابن ماجة وعلقه البخاري وصححه الحاكم.
وقال بن سعد: يكنى أبا عبد الله قتل أبوه بأحد فأوصى به النبي صلى الله عليه وآله وسلم فاشترى له مالاً بخيبر وأقطعه داراً بالمدينة.
وأخرج البغوي من طريق علي بن زيد عن أنس عن سعيد بن المسيب - أن عمر كتب أبناء المهاجرين ممن شهد بدراً في أربعة آلاف منهم محمد بن عبد الله بن جحش.
محمد بن عبد الله: بن أبي سعد المذحجي ثم الحكمي.
ذكر الزبير بن بكار أن أمه آمنة بنت عفان أخت عثمان وأمها أروى بنت كريز أسلمتا معاً وسيأتي ذكرهما ولم يذكروا عبد الله في الصحابة فكأنه مات قبل الفتح فيكون ابنه من أهل هذا القسم أو الذي بعده.
محمد بن عبد الله: بن سلام بن الحارث الإسرائيلي.
ذكره البخاري في الصحابة وقال بن حبان يقال: له صحبة. وقال بن شاهين: قال بن أبي داود روى عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم حديثاً وقال بن منده: رأى النبي صلى الله عليه وآله وسلم وسمع منه. وقال أبو عمر له رؤية ورواية محفوظة.


وأخرج أحمد والبخاري في تاريخه وأبو بكر بن أبي شيبة وابن قانع والبغوي والطبراني وابن منده من طريق مالك بن مغول عن سيار عن شهر بن حوشب عن محمد بن عبد الله بن سلام قال: قدم علينا النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال: " ما الذي أثنى الله عليكم " " فيه رجال يحبون أن يتطهروا " التوبة 108 - قال: نستنجي بالماء.
وأخرجه البغوي عن أبي هشام الرفاعي عن يحيى بن آدم عن مالك بن مغول كذلك لكن قال فيه: لا أعلمه إلا عن أبيه.
قال أبو هشام: وكتبته من أصل كتاب يحيى بن آدم ليس فيه عن أبيه.
وقال البغوي: حدث به الفريابي عن مالك بن مغول عن سيار عن شهر عن محمد عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لم يذكر أباه.
وقال بن منده: رواه داود بن أبي هند عن شهر مرسلاً لم يذكر محمداً ولا أباه. ورواه سلمة بن رجاء عن مالك بن مغول فزاد فيه: عن أبيه.
وقال أبو زرعة الرازي: الصحيح عندنا عن محمد ليس فيه عن أبيه. والله أعلم.
محمد بن عبد الله: غير منسوب.
ذكره الباوردي وأورد له من طريق حماد بن سلمة عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن محمد بن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم رأى امرأة تأكل بشمالها فقال: " لا تأكلي بها ولا تشربي بها " .
وهذا يحتمل أن يكون ولد بن سلام.
محمد بن عبد الله: بن مجدعة الأنصاري.
ذكر بن القداح أنه شهد بيعة الرضوان والمشاهد بعدها وكان في الحرس يوم بني قريظة وأورده بن شاهين عن بن أبي داود عنه.
محمد بن أبي عبس بن جبر الأنصاري.
أبوه مشهور في الصحابة وأما هو فذكره بن منده فقال: ذكره بن منيع والحديث عن أبيه كذا اختصره وأشار إلى ما أخرجه البغوي من طريق محمد بن طلحة التيمي عن محمد بن أبي عبس بن جبر عن أبيه عن جده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " من لي بابن الأشرف " ؟ فقال محمد بن سلمة: أنا... الحديث في قصة قتل كعب بن الأشرف.
وأشار بن منده إلى أن الضمير في قوله: عن جده لأبي عبس بن محمد فيكون الحديث لأبي عبس بن جبر لا لولده محمد ولكن قد ذكره بن شاهين عن بن أبي داود عن بن القداح أن محمداً شهد بيعة الرضوان والمشاهد بعدها.
محمد بن عبيدة: بن الحارث بن المطلب بن عبد مناف القرشي المطلبي.
كان أبوه من السابقين وقد تقدم وهو أحد الثلاثة الذين بارزوا يوم بدر ومات من الضربة التي ضربها يومئذ فأما محمد فذكره البلاذري وغيره في أولاد عبيدة.
محمد بن عثمان: بن بشر بن عبيد بن دهمان بن يسار بن مالك بن حطيط الثقفي.
ذكر الزبير بن بكار أن أمه ريحانة بنت أبي العاص بن أمية بن أخت الحكم والد مروان ولم أر لوالده ذكراً في الصحابة وكأنه مات قبل الفتح وأسلمت أمه فلذلك سمي محمداً.
وقد تقدم محمد بن عبد الله بن أبي سعد المذحجي وقصته تشبه هذه القصة وأم هذا خالة أم ذاك.
محمد بن عدي: بن ربيعة بن سواءة بن جشم بن سعد المنقري.
ذكره بن سعد والبغوي والباوردي وابن السكن وغيرهم في الصحابة. وقال بن سعد: عداده في أهل الكوفة وقال بن شاهين: له صحبة. وأورد من طريق العلاء بن الفضل بن أبي سوية المنقري حدثني أبي الفضل بن عبد الملك عن أبيه عبد الملك بن أبي سوية عن أبيه أبي سوية عن أبيه خليفة بن عبدة المنقري قال: سألت محمد بن عدي بن ربيعة كيف سماك أبوك في الجاهلية محمداً؟ قال: أما إني سألت أبي عما سألتني عنه فقال: خرجت رابع أربعة من بني تميم أنا أحدهم وسفيان بن مجاشع ويزيد بن عمرو بن ربيعة بن حرقوص بن مازن وأسامة بن مالك بن جندب بن العنبر نريد بن جفنة الغساني بالشام فلما وردنا بالشام ونزلنا على غدير وعليه سمرات وقربه قائم الديراني فقلنا: لو اغتسلنا من هذا الماء وادهنا ولبسنا ثيابنا ثم أتينا صاحبنا ففعلنا فأشرف علينا الديراني فقال: إن هذه للغة قوم ما هي بلغة أهل هذا البلد فقلنا: نحن قوم من مضر قال: من أي المضائر؟ قال: قلنا: من خندف. فقال: أما إنه سيبعث منكم وشيكاً نبي فسارعوا إليه وخذوا حظكم منه ترشدوا فإنه خاتم النبيين. فقلنا: ما اسمه؟ قال: محمد. فلما انصرفنا من عند بن جفنة ولد لكل واحد منا غلام فسماه محمداً لذلك.
وأخرجه أبو نعيم من طريق أبي بكر بن خزيمة حدثني صالح بن مسمار إملاء حدثنا العلاء بن الفضل قال أبو نعيم: وحدثناه عالياً الطبراني حدثنا العلاء.


قلت: هو في المعجم الأوسط ولم يذكره في المعجم الكبير.
وقد أنكر بن الأثير على بن منده إخراج محمد بن عدي في الصحابة ولا إنكار عليه لأن سياقه يقتضي أن لمحمد بن عدي صحبة بخلاف محمد بن سفيان بن مجاشع فقد أنكر أبو موسى على أبي نعيم ذكره وألزمه بذكر محمد بن أسامة ومحمد بن يزيد بن ربيعة فإنه ليس في حديث أحد منهم أنه بقي إلى العهد النبوي.
محمد بن عقبة: بن أحيحة الأنصاري.
ذكر ذلك البلاذري فيمن سمي محمداً في الجاهلية وقد ذكر أبو موسى عن بعض الحفاظ أنه عده فيمن سمي محمداً قبل البعثة.
وقد تقدم ذكر محمد بن أحيحة فما أدري هو هذا أو عمه. ثم رأيت في رجال الموطأ لأبي عبد الله محمد بن يحيى الحذاء عقب ما نقلته عنه في ترجمة أحيحة بن الجلاح - قال: ولأحيحة بن يسمى عقبة ولعقبة بن يسمى محمداً ولمحمد بنت هي والدة فضالة بن عبيد الصحابي المشهور ولمحمد بن يسمى المنذر استشهد يوم بئر معونة فالظاهر أن محمد بن عقبة مات قبل الإسلام. فالله أعلم.
محمد بن علبة القرشي.
ذكره عبد الغني بن سعيد وقال: له صحبة. وضبط أباه بضم المهملة وسكون اللام بعدها موحدة وتبعه بن ماكولا.
وأخرج بن منده من طريق عمرو بن الحارث عن يزيد بن أبي حبيب عن أسلم أبي عمران عن هبيب بموحدتين مصغرا بن مغفل بضم الميم وسكون المعجمة وفاء مكسورة وبعدها لام - أنه رأى محمد بن علبة القرشي يجر إزاره فنظر إليه هبيب فقال: أما سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: " ويل للأعقاب من النار " ؟.
وهذا الحديث صحيح السند وهبيب صحابي معروف بهذا الحديث.
وأخرجه أحمد من هذا الوجه لكن لفظه: عن هبيب أنه رأى محمداً القرشي يجر إزاره فنظر إليه وقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم...الحديث كذا عنده: سمعت بلفظ المثناة. وله فيه قصة.
أخرجه بن يونس من وجه آخر عن أبي يزيد أن أبا عمران أخبره قال: بعثني سلمة بن مخلد إلى صاحب الحبشة فلما حضرت بالباب وجدت هبيب بن مغفل صاحب النبي صلى الله عليه وآله وسلم ومحمد بن علبة القرشي فأذن لمحمد فقام يجر إزاره فنظر إليه هبيب فقال: سمعت... الحديث.
وهكذا أخرجه النسائي من وجه آخر عن يزيد بالحديث دون القصة ولم أر عند أحد ممن أخرجه بلفظ أما سمعت بزيادة أما التي للاستفهام وسمعت بفتح التاء وجوز بعض المؤلفين في الصحابة أنها كانت أنا بنون بدل الميم واعتمد بن منده على الرواية التي وقعت له حيث ذكر محمد بن علبة في الصحابة ولعل ذلك مستند عبد الغني بن سعيد أيضاً.
وأخرج أبو نعيم الحديث من طريق مسند أحمد وقال: ظن بعض المتأخرين أن ذكر هبيب لمحمد يقتضي صحبته ولو كان يعد من يجالس صحابياً أو يخالطه الصحابي صحابياً لكثر هذا النوع وتعقبه بن الأثير فأقام عذر بن منده.
قلت: وأبو نعيم لم يتأمل سياق بن منده الذي يؤخذ منه أن لمحمد صحبة وتكلم على السياق الذي وقع من مسند أحمد وهو لا يقتضي ذلك.
محمد بن عمرو: بن العاص بن وائل القرشي السهمي.
تقدم نسبه في ترجمة أخيه عبد الله ووالده عمرو.
وذكر العدوي في الأنساب أن محمداً صحب النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهو صغير وقال بن سعد: أمه بلوية. وقال بن البرقي: اسمها خولة بنت حمزة بن السليل.
وذكر بن سعد عن الواقدي بأسانيد له - أن عثمان لما عزل عمرو بن العاص عن مصر قدم المدينة فجعل يطعن على عثمان فبلغ عثمان فزجره فخرج إلى أرض له بفلسطين فأقام بها إلى أن بلغه قتل عثمان ثم بلغته بيعة علي ثم بلغته وقعة الجمل ومخالفة معاوية فأراد اللحاق به لعلمه أن علياً لا يشركه في أمره فاستشار ولديه عبد الله ومحمداً فأشار عليه عبد الله بأن يتربص حتى ينظر ما يستقر عليه الحال وقال له محمد: أنت فارس أبيات العرب فلا أرى أن يجتمع هذا الأمر وليس لك فيه ذكر فقال لعبد الله: أشرت علي بما هو خير لي في آخرتي. وقال لمحمد: أشرت علي بما هو أنبه لي في دنياي.
ورحل إلى معاوية والقصة طويلة وفيها دلالة على نباهة محمد في ذلك الوقت عند عمرو حتى أهله للمشورة.
وقال الواقدي والزبير بن بكار: شهد صفين مع أبيه وقاتل فيها وأبلى بلاء عظيماً وهو القائل:
لو شهدت جمل مقامي ومشهدي ... بصفين يوماً شاب منه الذوائب
الأبيات. وهي مشهورة وقيل: إنها لأخيه عبد الله.


وقد أخرجها بن عساكر بسنده إلى الزبير ثم بسنده إلى بن شهاب - أن محمد بن عمرو بن العاص شهد القتال يوم صفين فذكر قصة فيها الأبيات المذكورة وأخرجها من طريق نصر بن مزاحم عن عمر بن سعيد عن محمد بن عمرو وأخرجها من وجه آخر في ترجمة عبد الله بن عمرو.
محمد بن عمرو: بن مغفل والد هبيب الغفاري.
لم يذكروه وهو على شرط من ذكر محمد بن عقبة المذكور قبل بقليل.
محمد بن أبي عميرة المزني.
ذكره البخاري وقال: له صحبة. يعد في الشاميين ثم أخرج من طريق بن المبارك عن ثور بن يزيد عن خالد بن معدان عن جبير بن نفير عن محمد بن أبي عميرة من أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: " لو أن عبداً خر على وجهه من يوم ولد إلى أن يموت هرماً في طاعة الله عز وجل لحقره ذلك اليوم ولود أنه ازداد كما يزداد من الأجر والثواب " .
وسنده قوي وأخرجه بن شاهين من طريقه لكن وقع عنده محمد بن عميرة. وأخرجه بن أبي عاصم والبغوي من طريق الوليد بن مسلم عن ثور موقوفاً لكن ذكر بن منده أن رواية بن أبي عاصم أراه ذكره عن النبي صلى الله عليه وسلم. وأخرجه بن منده من رواية محمد بن شعيب عن ثور موقوفاً ومن رواية معاوية بن صالح عن بعض شيوخه عن خالد بن معدان كذلك.
ورواه عيسى بن يونس عن ثور كالأول. وأخرجه أحمد من طريق بقية عن بجير بن سعد عن خالد بن معدان عن عقبة بن عبد السلمي - مرفوعاً.
وأخرج بن السكن وابن شاهين بسند صحيح إلى بقية عن بجير بن سعد عن خالد بن معدان عن جبير بن نفير عن بن أبي عميرة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: " يا أيها الناس ما من نفس منفوسة تحب أن تعود إلى الدنيا " .
ثم قال بن السكن: يقال بن أبي عميرة اسمه محمد وأخرج النسائي حديثاً فقال بن أبي عميرة ولم يسمه أيضاً. وأورده البغوي في ترجمة محمد عقب الحديث الأول وقال: لا أعلمه روى غير هذين الحديثين.
محمد بن عياض الزهري.
وقع ذكره في مستدرك الحاكم فأخرج من طريق بن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب عن ليث مولى محمد بن عياض الزهري عن محمد بن عياض الزهري قال: رفعت إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في صغري وعلي خرقة وقد كشفت عورتي فقال: " غطوا عورته فإن حرمة عورة الصغير كحرمة عورة الكبير ولا ينظر الله إلى كاشف عورته " . وفي السند مع بن لهيعة غيره من الضعفاء.
محمد بن فضالة: هو أنس بن فضالة - تقدم أيضاً.
محمد بن قيس: بن شرحبيل بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار القرشي العبدري.
ذكر بن القداح أنه كان من مهاجرة الحبشة وأخرجه بن شاهين عن بن أبي داود عن بن القداح.
محمد بن قيس الأشعري: أخو أبي موسى الأشعري.
ذكره بن منده وأخرج من طريق طلحة بن يحيى: حدثنا أبو بردة بن أبي موسى عن أبيه قال: خرجنا إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في البحر حتى جئنا إلى مكة أنا وأخوك ومعي أبو عامر بن قيس وأبو رهم ومحمد بن قيس وأبو بردة وخمسون من الأشعريين وستة من عك ثم هاجرنا في البحر حتى أتينا المدينة فكان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: " للناس هجرة ولكم هجرتان " .
قال بن منده: رواه يزيد بن عبد الله بن أبي بردة عن آبائه فلم يذكر محمداً.
قلت: ولا في روايته أنهم هاجروا إلى مكة قبل أن يهاجروا إلى المدينة ولفظه في الصحيح: خرجت مهاجراً إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنا وأخوان لي أنا أصغرهم أحدهما أبو بردة والآخر أبو رهم في ثلاثة وخمسين رجلاً.
وذكر أبو عمر في ترجمة أبي رهم أن أبا موسى هاجر هو وأخوه أبو عامر وأخوه أبو رهم وأخوه مجدي.
ويقال: إن أبا رهم هو مجدي فاستدرك بن فتحون مجدي بن قيس ونسبه إلى ذكر بن عبد البر في ترجمة أبي رهم محمد بن قيس وإلى رواية يحيى بن طلحة بن يحيى فكأنه وقع فيها مجدي بدل محمد.
وأما بن حبان فجزم في كتاب الصحابة بأن اسم أبي رهم محمد بن قيس وقال بن قانع: أخبرني الأشعريون الوراقون بالكوفة في نسب أبي موسى وأهله وكتبوا إلي خطوطهم أن اسم أبي رهم مجيد بتأخير الدال عن الياء.
وقال بن عساكر في السنن: لا يحفظ أنه لأبي موسى أخ يسمى محمداً إلا في هذا الحديث. ويقال: إنه غير محفوظ.
محمد بن كعب بن مالك الأنصاري.


تقدم نسبه في ترجمة والده ذكره البغوي والباوردي وابن السكن وابن شاهين وابن منده وغيرهم من الصحابة وأخرجوا له طريق عكرمة بن عمار عن طارق بن عبد الرحمن سمعت عبد الله بن كعب وأخوك محمد بن كعب قعوداً عند هذه السارية لسارية أشار إليها من سواري المسجد فتذكرنا الرجل يحلف على مال الآخر فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " أيما رجل حلف على مال أخيه كاذباً ليقتطعه بيمينه فقد برئت منه الذمة ووجبت له النار " . فقال محمد كعب: يا رسول الله وإن كان قليلاً فقلب سواكاً كان بين إصبعيه فقال: " وإن كان سواكاً من أراك " .
قال أبو نعيم: ذكر كلام محمد بن كعب في هذا الحديث وهم وقد رواه الوليد بن كثير عن محمد بن كعب - أنه سمع أخاه عبد الله بن كعب عن أبي أمامة.
قلت: حديث الوليد عند مسلم في صحيحه وقد وقفت على ما يدل أن لكعب بن مالك ولدين اسم كل منهما محمد فقرأت بخط الحافظ جمال الدين المزي في تهذيب الكمال.
محمد بن كعب الأنصاري الأصغر.
روى عن أخيه عبد الله بن كعب روى عنه الوليد بن كثير وقال: محمد بن كعب الأكبر مات في حياة النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهي فائدة جليلة ترد على أبي نعيم يقوي بها حديث عكرمة بن عمار ويستدل بها على أنه حفظ ذكر محمد بن كعب في هذا الحديث وأنه محمد آخر غير الذي روى عن عبد الله بن كعب ويستفاد منه لطيفة وهي أن عبد الله بن كعب روى عن أخيه محمد بن كعب الأكبر وروى عنه أخوه محمد بن كعب الأصغر.
محمد بن مخلد بن سحيم: بن المستورد بن عامر بن عدي بن كعب بن الحارث بن الخزرج الأنصاري الأوسي.
ذكر بن القداح أنه ولد على عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأنه هو الذي سماه محمداً وأنه شهد فتح مكة. وأخرجه بن شاهين عن بن أبي داود عنه.
محمد بن مسلمة بن سلمة بن خالد بن عدي بن مجدعة بن حارثة بن الخزرج بن عمرو بن مالك الأوسي الأنصاري الأوسي الحارثي أبو عبد الرحمن المدني حليف بني عبد الأشهل.
ولد قبل البعثة باثنتين وعشرين سنة في قول الواقدي وهو ممن سمي في الجاهلية محمداً. وقيل: يكنى أبا عبد الله وأبا سعيد والأول أكثر.
وروى عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أحاديث.
قال بن عبد البر في نسبه: روى عنه ابنه محمود وذؤيب والمسور بن مخرمة وسهل بن أبي حثمة وأبو بردة بن أبي موسى وعروة والأعرج وقبيصة بن حصن وآخرون.
وقال بن شاهين: حدثنا عبد الله بن سليمان بن الأشعث أنه شهد بدراً وصحب النبي صلى الله عليه وآله وسلم هو وأولاده جعفر وعبد الله وسعد وعبد الرحمن وعمر وقال: وسمعته يقول: قتله أهل الشام ثم أخرج من طريق هشام عن الحسن أن محمد بن مسلمة قال: أعطاني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم سيفاً فقال: " قاتل به المشركين ما قاتلوا فإذا رأيت أمتي يضرب بعضهم بعضاً فائت به أحداً فاضرب به حتى ينكسر ثم اجلس في بيتك حتى تأتيك يد خاطئة أو منية قاضية " ففعل.
قلت: ورجال هذا السند ثقات إلا أن الحسن لم يسمع من محمد بن مسلمة.
وقال بن سعد: أسلم قديماً على يدي مصعب بن عمير قبل سعد بن معاذ. وآخى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بينه وبين أبي عبيدة وشهد المشاهد: بدراً وما بعدها إلا غزوة تبوك فإنه تخلف بإذن النبي صلى الله عليه وسلم له أن يقيم بالمدينة وكان ممن ذهب إلى قتل كعب بن الأشرف وإلى بن أبي الحقيق.
وقال بن عبد البر: كان من فضلاء الصحابة واستخلفه النبي صلى الله عليه وآله وسلم على المدينة في بعض غزواته وكان ممن اعتزل الفتنة فلم يشهد الجمل ولا صفين.
وقال حذيفة في حقه: إني لأعرف رجلاً لا تضره الفتنة فذكره وصرح بسماع ذلك من النبي صلى الله عليه وآله وسلم أخرجه البغوي وغيره.
وقال بن الكلبي: ولاه عمر على صدقات جهينة وقال غيره: كان عند عمر معداً لكشف الأمور المعضلة في البلاد وهو كان رسوله في الكشف عن سعد بن أبي وقاص حين بنى القصر بالكوفة وغير ذلك.


وقال بن المبارك في الزهد: أنبأنا بن عيينة عن عمر بن سعيد عن عباية بن رفاعة قال: بلغ عمر بن الخطاب أن سعد بن أبي وقاص اتخذ قصراً وجعل عليه باباً وقال انقطع الصوت فأرسل محمد بن مسلمة وكان عمر إذا أحب أن يؤتى بالأمر كما يريد بعثه فقال له: ائت سعداً فأحرق عليه بابه فقدم الكوفة فلما وصل إلى الباب أخرج زنده فاستورى ناراً ثم أحرق الباب فأخبر سعد فخرج إليه فذكر القصة.
وقال بن شاهين: كان من قدماء الصحابة سكن المدينة ثم سكن الربذة يعني بعد قتل عثمان.
قال الواقدي: مات بالمدينة في صفر سنة ست وأربعين وهو بن سبع وسبعين سنة وأرخه المدائني سنة ثلاث وأربعين. وقال بن أبي داود: قتله أهل الشام وكذا قال يعقوب بن سفيان في تاريخه: دخل عليه رجل من أهل الشام من أهل الأردن وهو في داره فقتله.
وقال محمد بن الربيع في صحابة مصر: بعثه عمر إلى عمرو بمصر فقاسمه ماله وأسند ذلك في حديثه ثم قال: مات بالمدينة سنة ثلاث وأربعين وله سبع وسبعون سنة وكان طويلاً معتدلاً أصلع.
محمد بن نضلة الأنصاري: ذكره بن منده وأخرج من طريق وهب بن جرير بن حازم عن أبيه عن محمد بن إسحاق قال: وممن هاجر إلى المدينة مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم أو إليه محمد ومحرز ابنا نضلة.
قلت: قد تقدم محرز وهو أسدي ولم أر لمحمد ذكراً إلا في هذه الطريق وكأن قوله الأنصاري وهم.
محمد بن هشام: ذكره القاضي أبو أحمد العسال في الصحابة وأخرج حديثه بن منده من طريق بن الهاد عن صفوان بن نافع عن محمد بن هشام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " حديثكم بينكم أمانة ولا يحل لمؤمن أن يرفع على مؤمن قبيحاً " .
قال أبو الحسن بن البراء: سمعت علي بن المديني يقول: محمد بن هشام هذا مجهول لا أعرفه.
قلت: ولم أر للراوي عنه ذكراً في تاريخ البخاري فكأنه تابعي أرسل هذا الحديث.
محمد بن هلال بن المعلى: ذكر القداح أنه شهد فتح مكة وأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم سماه محمداً أخرجه بن شاهين عن بن أبي داود عنه.
محمد بن وحوح: بن الأسلت.
تقدم نسبه في أخيه حصين ومحصن. ذكر القداح أنه شهد فتح مصر وأنه حضر في فتوح العراق.
وأخرجه بن شاهين وابن أبي داود عن القداح وذكر بن الكلبي أن حصيناً ومحصناً قتلا بالقادسية فلعل هذا أخوهما أو كان أحدهما يدعى محمداً.
محمد بن يفديدويه: بفتح التحتانية أوله وسكون الفاء وكسر الدال بعدها تحتانية أيضاً ثم دال مهملة الهروي.
ذكر أبو إسحاق بن ياسين في تاريخ هراة قال: حدثنا إبراهيم بن علي بن بالويه حدثنا محمد بن مردان شاه الزنجاني وزعم أنه كان ثقة وكان قد أتى عليه مائة وتسع سنين قال: حدثنا أحمد بن عبدة الجرجاني حدثنا يفودان بن يفديدويه الهروي قال: حاربت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في شركي ثم أسلمت على يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فسماني محمداً وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " إذا قل الدعاء نزل البلاء وإذا جار السلطان احتبس المطر من السماء ... " الحديث.
أورده أبو موسى وأخرجه المستغفري عن محمد بن إدريس الجرجاني عن الحسن بن علي عن إبراهيم بن علي عن الزنجاني عن محمد بن مردان شاه حدثنا أحمد بن عبدة الجرجاني بهذا السند رفعه: " العلم خليل المؤمن والعقل دليله... " الحديث.
محمد الأنصاري: وقع ذكره في صحيح مسلم من رواية حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس وقد أوردت طرقه في ترجمة سعد الدوسي من حرف السين وأما قول الذهبي: إن سند حديثه ضعيف فغير جيد.
محمد الدوسي: تقدم بيان حاله في ترجمة سعد الدوسي وأنه يحتمل أن يكون أحد الاسمين لقباً له أو غير إلى الآخر.
محمد الظفري: قال أبو حاتم: رأى النبي صلى الله عليه وآله وسلم وجزم البخاري بأنه أنس بن فضالة.
محمد المزني: والد مهند.
ذكره مطين في الصحابة وروى نصر بن مزاحم عن عمر الأعرج عن مهند بن محمد المزني عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " قرض مرتين كصدقة مرة " .
وأخرجه الباوردي عن مطين وكذلك قال أبو نعيم: لا يصح له صحبة ولا رؤية فيما أرى.
محمد مولى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:


ذكره الحاكم في تاريخ نيسابور فيمن قدم خراسان قال: أخبرني علي بن أحمد المروزي حدثنا أحمد بن محمد بن عمرو وأخبرني أبو عبد الرحمن عبد الله بن محمد بن مقاتل بن محمد بن موسى بن محمد بن إبراهيم بن محمد مولى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حدثني أبي عن أبيه مقاتل بن محمد أن أباه محمداً كان اسمه ما ناهيه وأنه كان مجوسياً تاجراً فسمع بذكر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وخروجه فخرج بتجارة معه من مرو حتى قدم المدينة - فأسلم فسماه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم محمداً فرجع إلى منزله بمرو مسلماً. وكان يقال له مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: وداره قبالة الجامع بمرو وأورده أبو موسى من طريق الحاكم.
محمد غير منسوب: ذكره البغوي في الصحابة وابن شاهين عنه من طريق سلام بن أبي الصهباء عن ثابت قال: حججت فدفعت إلى حلقه فيها رجلان أدركا النبي صلى الله عليه وآله وسلم أحسب أن اسم أحدهما محمد وهما يتذاكران الوسواس فقالا: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم... فذكر الحديث وفيه: فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " ذاك محض الإيمان " قال ثابت: فقلت: يا ليت الله أراحنا من ذاك المحض فانتهراني وقالا: نحدثك عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وتقول هكذا قال البغوي: لا أعلم بهذا الإسناد غيره وهو غريب.
ذكر بقية حرف الميم
محمود بن الربيع: بن سراقة بن عمرو بن زيد بن عبدة بن عامر بن عدي بن كعب بن الحارث بن الخزرج الأنصاري الخزرجي.
يقال: إنه من بني الحارث بن الخزرج وقيل: من بني سالم بن عوف ووقع عند أبي عمر بعد أن قال: الأنصاري الخزرجي: من بني عبد الأشهل وهو وهم لأن بني عبد الأشهل من الأوس وحكى في كنيته قولين: أبو نعيم وأبو محمد والثاني أثبت والمعروف أن أبا نعيم كنية محمود بن لبيد.
قال البغوي: سكن المدينة وروى أنه عقل عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مج مجة من دلو في دارهم أخرجه البخاري من طرق عن الزهري عنه وهو عند مسلم في أثناء حديث.
وأخرجه البغوي من طريق الأوزاعي عن الزهري عن محمود قال: ما أنسى مجة مجها رسول الله صلى الله عليه وسلم من بئر في دارنا في وجهي ووقع في بعض طرقه وأنا بن خمس سنين.
قال بن حبان: أكثر روايته عن الصحابة وأمه جميلة بنت أبي صعصعة.
قال أبو مسهر وآخرون: مات محمود بن الربيع سنة تسع وتسعين وهو بن ثلاث وتسعين سنة وكذا قال بن حبان في سنة وفاته لكن قال: وهو بن أربع وتسعين وكأنه مأخوذ من حديث أخرجه الطبراني من طريق محمود بن الربيع قال: توفي النبي صلى الله عليه وسلم وأنا بن خمس سنين.
محمود بن ربيعة: رجل من الأنصار.
مخرج حديثه عن أهل مصر وخراسان في كالئ المرأة والدين الذي لا يؤدى هكذا ذكره بن عبد البر ولم يزد.
وهذا أظنه محمود بن الربيع فإن الدارقطني أخرج في بعض طرق حديث مكحول عن نافع عن محمود بن الربيع عن عبادة بن الصامت في القراءة خلف الإمام - رواية قال الراوي فيها: عن مكحول عن نافع عن محمود بن الربيع عن عبادة بن الصامت. رواية أخرى: عن نافع عن محمود بن ربيعة فإن يكن كذلك فهو الذي قبله كما يحتمل أن يكون غيره.
محمود بن عمير بن سعد الأنصاري: ذكره بن شاهين وغيره في الصحابة وأورد له بمن طريق حجاج بن حجاج عن قتادة عن أبي بكر بن أنس عن محمود بن عمير بن سعد - أن عتبان بن مالك أصيب بصره في عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم وآله وسلم فأرسل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إني أحب أن تصلي في مسجدي فأتاه فذكروا مالك بن الدخشم فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: " أليس يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله؟ " قالوا: بلى قال: " لا يشهد بهما عبد صادقاً من قلبه فيموت إلا حرم على النار " رجاله ثقات.
قال أبو نعيم: رواه سعيد بن بشير عن قتادة فزاد في آخره: " إن الله وعدني أن يدخل الجنة ثلاثمائة ألف من أمتي... " الحديث.
وأورده بن منده من رواية سعيد بن بشير عن قتادة بالزيادة فقط وقال: تابعه الحجاج وخالفهما هشام. انتهى.
وتقدمت رواية هشام في ترجمة عمير فإنه قال فيها: عن قتادة عن أبي بكر بن أنس عن أبي بكر بن عمير عن أبيه.


وأخرجه الطبراني من وجه آخر عن قتادة فقال: عن النضر بن أنس عن أبيه: عن عتبان من وجه آخر عن أبي بكر بن أنس عن محمود بن الربيع عن عتبان وفيه: إن أبا بكر بن أنس قال: فلقيت عتبان وهذا كله في الزيادة وأما أول الحديث فمشهور من رواية الزهري عن محمود بن الربيع عن عتبان كذلك أخرج في الصحيحين.
محمود بن لبيد بن رافع بن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل الأنصاري الأوسي الأشهلي.
قال البخاري: له صحبة ثم روى من طريق عاصم بن عمر بن قتادة عنه قال: أسرع النبي صلى الله عليه وآله وسلم يوم مات سعد بن معاذ حتى تقطعت نعالنا وهذا ظاهره أنه حضر ذلك ويحتمل أن يكون أرسله وأراد بقوله: نعالنا من حضر ذلك من قومه من بني عبد الأشهل ومنهم رهط سعد بن معاذ.
وأخرج أمد حديثه في مسنده من طريق محمد بن إسحاق: حدثني عاصم بن عمر بن قتادة حدثني محمود بن لبيد قال: أتانا النبي صلى الله عليه وآله وسلم فصلى بنا المغرب في مسجدنا فلما سلم قال: " اركعوا هاتين الركعتين في بيوتكم " - يعني السبحة بعد المغرب.
وقال بن عبد البر: إن محمود بن لبيد أسن من محمود بن الربيع وذكر بن خزيمة أن محمود بن الربيع هو محمود بن لبيد وأنه محمود بن الربيع بن لبيد نسب لجده وفيه بعد ولا سيما ومحمود بن لبيد أشهلي من الأوس ومحمود بن الربيع خزرجي.
وذكر بن حبان محمود بن لبيد في التابعين فقال: يروي المراسيل ثم قال: وذكرته في الصحابة لأن له رؤية وكذا قال وقد قال لما ذكره في الصحابة لأن له رؤية وقال أكثر روايته عن الصحابة وأفاد أن أمه بنت محمد بن سلمة.
محمود بن مسلمة بن سلمة الأنصاري: أخو محمد المذكور آنفاً.
تقدم نسبه مع أخيه آنفاً ذكروه في الصحابة واستشهد في حياة النبي صلى الله عليه وآله وسلم ذكر ذلك موسى بن عقبة في المغازي عن بن شهاب وكذلك أبو الأسود عن عروة وكذا محمد بن إسحاق وغيرهم.
قال محمد بن اساق أول ما فتح من حصن خيبر حصن ناعم وعنده قتل محمود بن مسلمة ألقيت عليه رحى فقتلته.
وقال بن الكلبي: رمي محمد بن مسلمة بن الحصن بحجر فندرت عيناه رماه مرحب فالتفت النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى أخيه فقال: " غداً يقتل قاتل أخيك " فكان كذلك.
وفي مغازي بن عائذ وغيرها أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أمر الزبير بن العوام فدفع كنانة بن الربيع بن أبي الحقيق إلى محمد بن مسلمة فقتله يزعمون أن كنانة قتل محموداً.
وقال بن سعد: شهد محمود أحداً والخندق والحديبية وخيبر وقتل يومئذ شهيداً: دلى عليه مرحب رحى فأصابت رأسه فهشمت البيضة رأسه وسقطت جلدة جبينه على وجهه وأتي به رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فرد الجلدة فرجعت كما كانت وعصبها بثوب فمكث محمود ثلاثة أيام ثم مات وقتل محمد مرحباً في ذلك اليوم الذي مات فيه محمود ووقف عليه علي بن أبي طالب بعد أن أثبته محمد وقبر محمود وعامر بن الأكوع في قبر واحد.
وفي زيادات المغازي ليونس بن بكير عن الحسين بن واقد عن عبد الله بن بريدة : أخبرني أبي قال: لما كان يوم خيبر أخذ اللواء أبو بكر ثم عمر فلم يفتح لهما وقتل محمود بن مسلمة وهو عند أحمد عن زيد بن الحباب عن الحسين نحوه. وأخرجه بن منده بعلو من طريق زيد بن الحباب.
محمية: بفتح أوله وسكون ثانيه وكسر ثالثه ثم تحتانية مفتوحة - بن جزء بفتح الجيم وسكون الزاي ثم همزة بن عبد يغوث الزبيدي بضم أوله.
حليف بني سهم من قريش. كان قديم الإسلام وهاجر إلى الحبشة وكان عامل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على الأخماس ثبت ذكره بذلك في صحيح مسلم من حديث عبد المطلب بن ربيعة بن الحارث - أنه لما سأل النبي صلى الله عليه وآله وسلم هو والفضل بن العباس أن يستعملها على الصدقات فقال: إنها أوساخ الناس ولكن ادعوا لي محمية بن جزء فأمره أن يزوج بنته الفضل بن العباس وأمره أن يصدق عنهما مهور نسائهما. الحديث بهذه القصة.
وفي المغازي أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم استوهب من أبي قتادة جارية وضيئة فوهبها لمحمية بن جزء.
قيل: إنه شهد بدراً فيما ذكر بن الكلبي. وقال الواقدي: أول مشاهده المريسيع وقال أبو سعيد بن يونس: شهد فتح مصر ولا أعلم له رؤية.
محيريز بن جنادة بن وهب الجمحي والد عبد الله.


استدركه الذهبي في التجريد وقال: أراه من مسلمة الفتح فإن ولده عبد الله من كبار التابعين.
قلت: وقد بينت الإشارة إليه في حديث أبي محذورة في الأذان من رواية عبد الله بن محيريز - أنه كان يتيماً في حجر أبي محذورة فلما أراد الخروج إلى الشام سأل أبا محذورة عن صفة الأذان... الحديث أخرجه مسلم وغيره.
وكان عبد الله بن محيريز نزل فلسطين وأن أباه محيريزاً لما مات أوصى به أبا محذورة لكن يحتمل أن يكون مات قبل أن يسلم وعبد الله موجود أو ولد بعده فيكون عبد الله من أهل القسم الثاني.
وليس في ترجمته عند أحد ممن ترجمه ما يقتضي أنه ولد في العهد النبوي فتعين أن أباه تأخر بعد العهد النبوي وقد نقلنا مراراً أنه لم يبق بمكة في حجة الوداع من قريش ولا من ثقيف أحد إلا أسلم وشهدها فمقتضاه أن يكون محيريز من أهل هذا القسم.
محيصة بن مسعود الأنصاري الأوسي.
تقدم ذكره ونسبه في أخيه حويصة وكان محيصة أصغر من حويصة وأسلم قبله.
الميم بعدها الخاء
مخارق بن عبد الله: ويقال بن سليم الشيباني يكنى أبا قابوس.
يعد في الكوفيين. روى عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم وعن بن مسعود وأم الفضل بنت الحارث وغيرهما.
روى عنه ابناه قابوس وعبد الله وحديثه عند النسائي من رواية أبي الأحوص عن سماك بن حرب عن قابوس عن أبيه وله في مسند الحسن بن سفيان من طريق أبي بكر النهشلي عن سماك عن قابوس بن أبي المخارق عن أبيه وأخرجه أبو نعيم في الكنى في أبي المخارق.
مخارق بن عبد الله البجلي.
ذكره أبو زكريا الموصلي في تاريخ الموصل واستدركه بن الأثير على من تقدمه وأخرج من رواية أبي زكريا عن المغيرة بن الخضر بن زياد بن المغيرة بن زياد البجلي عن أبيه عن أشياخه - أن المخارق بن عبد الله جد المغيرة بن زياد شهد مع جرير بن عبد الله فتح ذي الخلصة.
قلت: وفتح ذي الخلصة كان في زمن النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
وبه عن أشياخه أنهم قدموا من الكوفة إلى الموصل مع من قدم من بجيلة يعني فسكنوا الموصل.
مخارق الهلالي والد قبيصة.
ذكره علي بن سعيد العسكري في الصحابة واستدركه أبو موسى عنه. أخبرني أبو إسحاق الجريري أنبأنا عبد الله بن الحسين أنبأنا إسماعيل العراقي عن شهدة أنبأنا طراد أنبأنا الغنوي أنبأنا أبو جعفر بن البختري حدثنا سليم بن أحمد بن إسحاق الوراق حدثني محمد بن عتبة السدوسي حدثنا سليم بن سليمان حدثنا سوار أبو حمزة عن حرب بن قبيصة بن المخارق الهلالي عن أبيه عن جده - أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم مر به وهو كاشف عن فخذه فقال: " وار فخذك فإنها عورة " .
تفرد به سوار وأخرجه علي بن سعيد عن أحمد بن إسحاق فوقع لنا موافقة عالية قال العلائي في الوشي: لم أجد لحرب ذكراً في الصحابة فلعل سواراً وهم فيه فقد قال الدارقطني: إنه لا يتابع على حديثه لكن وثقه بن معين. قال العلائي في الوشي المعلم: والراوي عنه ما عرفته.
مخاشن: بالشين المعجمة الحميري حليف الأنصار.
ذكره بن عبد البر وقال: قتل يوم اليمامة شهيداً وجزم بن فتحون بأنه مخشي بم قمير الأتي قريباً وعندي أنه يحتمل أن يكون غيره.
المخبل السعدي.
مضى في الربيع بن ربيعة وسيأتي في القسم الثالث ها هنا أيضاً.
المختار بن حارثة: الأنصاري السلمي بفتحتين.
ذكره أبو بكر بن أبي علي الذكواني وقال: له ذكر في مغازي بن إسحاق واستدركه أبو موسى.
قلت: وذكره عمر بن شبة فيمن شهد العقبة من بني سلمة.
المختار بن عدي بن نوفل بن عبد مناف.
ذكره الباوردي ونقل عنه خبر مرفوع - أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قطعه هو وعمرو بن سمرة في سرقة واستدركه بن فتحون وهو أخو الخيار بن عدي والد عبد الله المذكور في القسم الثاني من حرف العين.
المختار بن قيس.
ذكره أبو موسى في الذيل وقال: إنه شهد في الكتاب الذي كتبه النبي صلى الله عليه وآله وسلم للعلاء بن الحضرمي.
قلت: وقد مضى ذكر الكتاب في شبيب بن قرة من مسند الحارث بن أبي أسامة وسنده واه.
مخربة: بموحدة وزن ثعلبة بن بشر من بني الجعيد بن صبرة بن الدئل بن قيس بن رئاب بن زيد العبدي.
قال أبو عبيدة معمر بن المثنى: كان شريفاً في الجاهلية فارساً جواداً وإنما سمي مخربة لأن السلاح خربه في الجاهلية.


قال: وأدرك الإسلام ووفد على النبي صلى الله عليه وآله وسلم في وفد عبد القيس فسألهم النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن عمان فأخبره مخربة أن له علماً بذلك فقال: أسلم أهل عمان طوعاً حكاه الرشاطي في الأنساب وأبو الفرج الأصبهاني في الأغاني وهو غير مخربة الذي يأتي بعده قريباً.
مخربة بن عدي: أخو حارثة بن عدي.
تقدم ذكر أخيه ذكره عبدان المروزي في الصحابة وذكره بن فتحون في الذيل عن مغازي بن إسحاق من رواية بن هشام والأموي عنه قال: وذكره الواقدي والطبري وأسند من طريق إسحاق بن سويد عن جعفر بن عصمة بن كميل بن وبرة بن حارثة بن أمية سمعت جدي عصمة يحدث عن آبائه عن حارثة بن عدي قال: كنت في الوفد أنا وأخي مخربة بن عدي الذين وفدوا على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وكان جيشه قد أوقع بنا فشكونا ما أصابنا فقال: " اذهبوا فأول ما يلقاكم من مالكم فانحروا وسموا الله عز وجل بسم الله فمن أكل فأطلقوه " .
قال أبو موسى في الذيل: ضبطه عبدان بالزاي وابن ماكولا بالراء المهملة وهو الراجح.
مخرش الكعبي: تقدم قريباً.
مخرفة العبدي: قال بن حبان: له صحبة.
قلت: وقد تقدم ذكره في حديث سويد بن قيس قال: جلبت أنا ومخرمة أو مخرفة العبدي فذكر الحديث أخرجه البغوي وأخرجه بن قانع من طريقه فقال: عن مخرمة بالميم قال الدارقطني: وهم أيوب في ذلك وقال بن السكن: لم يصنع شيئاً . وأخرجه بن قانع أيضاً من رواية سفيان عن سماك فزاد فيه بينه وبين مخرمة مليحاً العنزي وفي سنده المسيب بن واضح فيه مقال.
مخرمة بن شريح الحضرمي: تقدم في شريح الحضرمي.
مخرمة بن القاسم: بن مخرمة بن المطلب القرشي المطلبي.
ذكره بن إسحاق في المغازي فقال فيمن أعطاهم النبي صلى الله عليه وآله وسلم من تمر خيبر فقال: وأعطي بن القاسم بن مخرمة ثلاثين وسقاً ولم يسمه وسماه الزبير بن بكار قال: وكانت الأوساق أربعين وسقاً.
مخرمة بن نوفل: بن أهيب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب أبو صفوان وأبو المسور الزهري.
أمه رقيقة بنت أبي صيفي بن هاشم بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب وهو والد المسور بن مخرمة الصحابي المشهور.
قال الزبير بن بكار: كان من مسلمة الفتح وكانت له سن عالية وعلم بالنسب فكان يؤخذ عنه النسب.
وزاد بن سعد: وكان عالماً بأنصاب الحرم فبعثه عمر هو وسعيد بن يربوع وأزهر بن عبد عوف وحويطب بن عبد العزى فجددوها وذكر أن عثمان بعثهم أيضاً.
وأخرج الزبير بن بكار من حديث بن عباس أن جبريل عليه السلام أرى إبراهيم عليه السلام أنصاب الحرم فنصبها ثم جددها إسماعيل ثم جددها قصي بن كلاب ثم جددها النبي صلى الله عليه وآله وسلم ثم بعث عمر الأربعة المذكورين فجددوها. وفي سنده عبد العزيز بن عمران وفيه ضعف.
وأخرج أبو سعيد بن الأعرابي في معجمه من طريق عبد العزيز بن عمران عن أبي حويصة قال: يحدث مخرمة بن نوفل عن أمه رقيقة بنت أبي صيفي وكانت والدة عبد المطلب بن هاشم قال: تتابعت على قريش سنون فذكر قصة استسقاء عبد المطلب وفيه شعر رقيقة الذي أوله:
لشيبة الحمد أسقى الله بلدتنا
الأبيات.
وقد وقعت لنا هذه القصة في نسخة زكريا بن يحيى الطائي من روايته عن عم أبيه زحر بن حصن عن جده حميد بن منهب حدثنا عمي عروة بن مضرس قال: تحدث مخرمة بن نوفل... فذكرها بطولها.
ورويناها بعلو في أمالي أبي القاسم عيسى بن علي بن الجراح.
وأخرج عباس الدوري في تاريخ يحيى بن معين والطبراني من طريق بن لهيعة عن أبي الأسود عن عروة عن المسور بن مخرمة عن أبي قال: لما أظهر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الإسلام أسلم أهل مكة كلهم حتى إن كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم ليقرأ السجدة فيسجدون ما يستطيع بعضهم أن يسجد من الزحام حتى قدم رؤساء قريش: أبو جهل بن هشام وعمه الوليد بن المغيرة وغيرهما وكانوا بالطائف فقالوا: تدعون دين آبائكم؟ فكفروا.
وقال بن إسحاق في المغازي حدثني عبد الله بن أبي بكر بن حزم وغيره قالوا: وأعطى الرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم - يعني من غنائم حنين دون المائة رجلاً من قريش من المؤلفة فذكر فيهم مخرمة بن نوفل.
وذكر الواقدي أنه أعطاه خمسين بعيراً.


وذكر البخاري في الصحيح من طريق الليث عن بن أبي مليكة عن المسور بن مخرمة - أن أباه قال له: يا بني بلغني أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قدمت عليه أقبية وهو يقسمها فاذهب بنا إليه فذهبنا فوجدنا النبي صلى الله عليه وآله وسلم في منزله فقال: يا بني ادع لي النبي صلى الله عليه وآله وسلم فأعظمت ذلك وقلت: أدعو لك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال يا بني إنه ليس بجبار فدعوته فخرج وعليه قباء من ديباج مزور بالذهب فقال: يا مخرمة هذا خبأناه لك فأعطاه إياه.
وللحديث طرق عن بن أبي مليكة وفي بعضها أنه قال للنبي صلى الله عليه وآله وسلم: " ما كنت أرى أن تقسم في قريش قسماً فتخطئني.
وعند البغوي وأبي يعلى من طريق صالح بن حاتم بن وردان عن أبيه عن أيوب عن بن أبي مليكة نحو الأول وزاد: قلت لحاتم: ولم فعل ذلك؟ قال: كان يتقي لسانه.
قال الزبير بن بكار: حدثني مصعب بن عثمان وغيره أن المسور بن مخرمة مر بأبيه وهو يخاصم رجلاً فقال له: يا أبا صفوان أنصف الناس فقال: من هذا؟ قال: من ينصحك ولا يغشك قال: مسور؟ قال: نعم فضرب بيده في ثوبه وقال: اذهب بنا إلى مكة أريك بيت أمي وتريني بيت أمك فقال: يغفر الله لك يا أبت شرفي شرفك وكانت أم المسور عاتكة بنت عوف أخت عبد الرحمن.
وبه قال: لما حضرت مخرمة الوفاة بكته بنته فقالت: وا أبتاه كان هيناً ليناً فأفاق فقال: من النادبة؟ قالوا: ابنتك قال: تعالي ما هكذا يندب مثلي قولي: وا أبتاه كان شهماً شيظمياً كان أبياً عصياً.
قال الزبير: وحدثني عبد الرحمن بن عبد أن الزهري قال: قال معاوية: من لي بمخرمة بن نوفل ما يضمني من لسانه تنقصاً فقال له عبد الرحمن بن الأزهر: أنا أكفيكه يا أمير المؤمنين فبلغ ذلك مخرمة فقال: جعلني عبد الرحمن يتيماً في حجره يزعم لمعاوية أنه يكفيه إياي فقال له بن برصاء الليثي: إنه عبد الرحمن بن الأزهر فرفع عصا في يده فشجه وقال: أعداؤنا في الجاهلية وحسادنا في الإسلام.
وأخرج البغوي من طريق حماد بن زيد عن أيوب عن بن أبي مليكة قال: قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم لمخرمة بن نوفل: " يا أبا المسور " .
قال بن سعد وخليفة وابن البرقي وآخرون: مات سنة أربع وخمسين وقال الواقدي: مات سنة خمس وخمسين قالوا: وعاش مائة وخمس عشرة سنة وكان أعمى وله قصة تذكر في ترجمة النعيمان.
مخشي: بسكون الخاء بعدها شين معجمة بن حمير مصغراً بالتثقيل الأشجعي.
له ذكر في مغازي بن إسحاق في غزوة تبوك وفي تفسير بن الكلبي بسنده إلى بن عباس وبسند آخر إلى بن مسعود أنه ممن نزل فيه: " ولئن سألتهم ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب " التوبة 65 قال: فكان ممن عفي عنه مخشي من حمير فقال: يا رسول الله غير اسمي واسم أبي فسماه عبد الله بن عبد الرحمن فدعا مخشي ربه أن يقتل شهيداً حيث لا يعلم به فقتل يوم اليمامة ولم يعلم له أثر.
مخشي: بن وبرة بن يحنس الخزاعي.
قال أبو عمر: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أرسله إلى الأبناء باليمن كذا ذكره في الميم ثم ذكر في ترجمة وبرة أنه كان الرسول.
مخلد: بفتح أوله وسكون المعجمة بن ثعلبة بن صخر بن حبيب بن الحارث بن ثعلبة بن مازن بن النجار الأنصاري.
ذكره الأموي عن بن إسحاق فيمن شهد بدراً وأخرجه البغوي عن الأموي واستدركه بن فتحون.
مخلد بن عمرو: بن الجموح بن زيد بن حزام بمهملتين بن كعب بن غنم بن كعب بن سلمة بن سعد بن علي بن أسد بن ساردة الأنصاري السلمي - بفتحتين. ذكره بن عساكر في تاريخه وقال: شهد غزوة مؤتة ثم ساق من طريق أبي بشر الدولابي بسند له إلى أبي طاهر عبد الملك بن محمد بن أبي بكر بن عمرو بن حزم عن عمه عبد الله بن أبى بكر قال: قتل يوم مؤتة من بنى سلمة مخلد بن عمرو بن الجموح وقال: لا عقب له.
مخلد الغفاري.
ذكره البغوي وابن أبي عاصم وغيرهما وقال البغوي: سكن مكة وقال البخاري: له صحبة فأنكر ذلك بن أبي حاتم وقال: لا صحبة له.
قلت: وما رأيته في التاريخ إلا مع التابعين. وحكى العسكري أنه ضبط بالتشديد وصوب التخفيف.


وأخرج بن أبي عاصم والبغوي وابن قانع من طريق عمرو بن دينار عن الحسن عن محمد بن الحنفية عن مخلد الغفاري أن ثلاثة أعبد لبني غفار شهدوا مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بدراً وكان عمر يعطيهم كل سنة لكل رجل منهم ثلاثة آلاف. قال عمرو بن دينار: وقد رأيت مخلداً.
مخمر - بن معاوية القشيري: في ترجمة حكيم بن معاوية.
مخنف بن زيد النكري: بالنون.
ذكره بن السكن وقال: يقال له صحبة وهو غير معروف ثم ساق له من طريق عبد الرحمن بن عمرو بن جبلة قال: قال: حدثتنا حبة بنت شماخ النكرية حدثتني سنينة بنت مخنف بن زيد النكرية عن أبيها - أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال له: " يا مخنف صل رحمك يطل عمرك وافعل المعروف يكثر خير بيتك... " الحديث.
وعبد الرحمن قال بن السكن: في روايته نظر. وقال غيره: هو متروك.
وأخرجه بن شاهين من هذا الوجه لكن قال في روايته: حدثتني سنينة بنت مخنف بن زيد عن أبيها - أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال له: " يا مخنف ... فذكره وزاد: " واذكر الله عند كل حجر ومدر يشهد لك يوم القيامة " .
وسيأتي في كتاب النساء بهذا السند حديث آخر مطول يدل على صحبة سنينة المذكورة وأن أباها هذا مات في إمارة معاوية.
مخنف بن سليم: بن الحارث بن عوف بن ثعلبة بن عامر بن ذهل بن مازن بن ذبيان بن ثعلبة الأزدي الغامدي.
قال بن الكلبي: هو من الأزد بالكوفة والبصرة ومن ولده أبو مخنف لوط بن يحيى بن سعيد بن مخنف بن سليم قال: له صحبة وحديثه في كتب السنن الأربعة من طريق عبد الله بن عون عن عامر بن أبي رملة عن مخنف بن سليم قال: كنا وقوفاً مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بعرفات فقال: " يا أيها الناس إن على أهل كل بيت في كل عام أضحاة وعتيرة... " الحديث.
قال الترمذي: حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث عبد الله بن عوف.
قلت: وأخرجه البغوي من طريق سليمان التيمي عن رجل عن أبي رملة عن مخنف بن سليم أو سليم بن مخنف لكن قال البغوي: الرجل الذي لم يسم هو عندي عبد الله بن عون.
مخول بن يزيد: السلمي ثم البهزي.
قال بن السكن: وهو ممن سكن مكة وأخرج أبو يعلى من طريق محمد بن سليمان بن مسمول عن القاسم بن مخول البهزي - أنه سمع أباه يقول: نصبت حبائل لي بالأبواء فوقع فيها ظبي فانفلت مني فذهبت في أثره فوجدت رجلًا قد أخذه فتنازعنا فيه إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقضى بيننا نصفين وقال لي: " أقم الصلاة وأد الزكاة وحج واعتمر وزل مع الحق حيث زال " .
وابن مسمول - بالمهملة - ضعيف. وأخرجه بن السكن من طريقه وقال: ليس لمخول رواية بغير هذا الإسناد.
مخيريق: النضري الإسرائيلي من بني النضير.
ذكر الواقدي أنه أسلم واستشهد بأحد وقال الواقدي والبلاذري: ويقال: إنه من بني قينقاع ويقال من بني القطيون كان عالماً وكان أوصى بأمواله للنبي صلى الله صلى الله عليه وآله وسلم وهي سبع حوائط: الميثب والصائفة والدلال وحسنى وبرقة والأعواف ومشربة أم إبراهيم فجعلها النبي صلى الله عليه وآله وسلم صدقة.
قال عمر بن شبة في أخبار المدينة: حدثنا محمد بن علي حدثنا عبد العزيز بن عمران عن عبد الله بن جعفر بن المسور عن أبي عون عن بن شهاب قال: كانت صدقات رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أموالاً لمخيريق فأوصى بها لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وشهد أحداً فقتل بها فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " مخيريق سابق يهود وسلمان سابق فارس وبلال سابق الحبشة " .
قال عبد العزيز: وبلغني أنه كان من بقايا بني قينقاع.
وقال الزبير بن بكار في أخبار المدينة: حدثنا محمد بن الحسن - هو بن زبالة عن غير واحد منهم محمد بن طلحة بن عبد الحميد بن أبي عبس بن جبر وسليمان بن طالوت عن عثمان بن كعب بن محمد بن كعب أن صدقات رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كانت أموالاً لمخيريق اليهودي فلما خرج النبي صلى الله عليه وسلم إلى أحد قال لليهود: إلا تنصرون محمداً والله إنكم لتعلمون أن نصرته حق عليكم فقالوا: اليوم يوم السبت فقال: لا سبت وأخذ سيفه ومضى إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقاتل حتى أثبتته الجراحة فلما حضره الموت قال: أموالي إلى محمد يضعها حيث شاء.


وذكر قصة وصيته بأمواله وسماها لكن قال الميثر بدل الميثب والمعوان عوض الأعواف وزاد مشربة أم إبراهيم الذي يقال له مهروز.
مخيس: بكسر أوله وسكون المعجمة وفتح التحتانية المثناة بعدها مهملة بن حكيم العذري.
ذكره أبو علي الجبائي وابن فتحون في ذيل الاستيعاب عن كتاب مسانيد المقلين لأبي الطاهر الذهلي فإنه أخرج فيه من طريق يعقوب بن جبر العذري: سمعت أبا هلال مبين بن قطبة بن أبي عمرة العذري يحدث عن مخيس بن حكيم أنه سمعه يقول: أتيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم... فذكر قصة فيها ذكر أكيدر دومة الجندل وفي آخرها: أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم دعا له بالبركة وفي سنده من لا يعرف.
الميم بعدها الدال
مدرك بن الحارث الغامدي.
له صحبة عداده في الشاميين.
روى عنه الوليد بن عبد الرحمن الجرشي كذا أخرجه بن منده وأبو نعيم مختصراً.
وقال أبو موسى: ذكره محمد بن المسيب الأرغياني عن الصحابة وذكره أبو زرعة الدمشقي فيمن نزل الشام من قبائل اليمن وكذا ذكره محمد بن سميع.
وقد تقدمت الإشارة إليه في الحارث بن الحارث الغامدي.
مدرك بن زياد: ذكره بن عساكر في التاريخ وأخرج من طريق أبي عمير عدي بن أحمد بن عبد الباقي الأدمي أنبأنا أبو عطية عبد الرحيم بن محرز بن عبد الله بن محرز بن سعيد بن حبان بن مدرك بن زياد قال: ومدرك بن زياد صاحب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقدم مع أبي عبيدة فتوفي بدمشق بقرية يقال لها راوية وكان أول مسلم دفن بها.
قال بن عساكر: لم أجد ذكره من غير هذا الوجه.
مدرك بن عوف: البجلي الأحمسي.
ذكره جعفر المستغفري وقال: له صحبة. وسبقه بن حبان فذكره في الصحابة ثم ذكره في التابعين.
وقال أبو عمر: مختلف في صحبته روى عنه قيس بن أبي حازم وسمع مدرك من عمر بن الخطاب. انتهى.
وقد أخرج حديثه عن عمر أبو بكر بن أبي شيبة عن أبي أمامة عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم عن مدرك بن عوف الأحمسي قال: بينا أنا عند عمر إذ أتاه رسول النعمان بن مقرن... فذكر قصة تقدمت في ترجمة عوف والد شبيل.
مدرك الغفاري: غير منسوب.
ذكره البغوي وابن أبي عاصم وأخرجا من طريق كثير بن زيد عن خالد بن الطفيل بن مدرك عن جده - أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم بعثه إلى ابنته يأتي بها من مكة.
وبه إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان إذا سجد ورفع قال: " اللهم إني أعوذ بك من سخطك... " الحديث. لفظ بن أبي عاصم أخرجه عن يعقوب بن حميد عن سفيان بن حمزة عن كثير.
وأما البغوي فأخرجه عن حمزة بن مالك بن حمزة بن سفيان الأسلمي قال: حدثني عمي سفيان بن حمزة فذكره ولكن قال - عن خالد: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث جده مدركاً إلى ابنته يأتي بها من مكة قال: وكان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا سجد... فذكره. قال البغوي: لا يروى عن مدرك إلا بهذا الإسناد.
مدعم الأسود: مولى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
كان مولداً من حسمى أهداه رفاعة بن زيد الجذامي لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
ثبت ذكره في الموطأ والصحيحين من طريق سالم مولى بن مطيع عن أبي هريرة في فتح خيبر - فذكر الحديث وفيه أن مدعماً أصابه منهم عائر فقتله.
قال البلاذري: يقال: إنه يكنى أبا سلام. ويقال: إن أبا سلام غيره قال: ويقال: إنما أهداه فروة بن عمر الجذامي.
مدلاج بن عمرو الأسلمي: أخو ثقف ومالك.
قال بن الكلبي: أسلموا كلهم وشهدوا بدراً وهم من حلفاء بني عمرو بن داودان بن أسد بن خزيمة حلفاء بني عبد شمس.
وقال الواقدي: هم سلميون قال: وشهد مدلاج المشاهد كلها ومات سنة خمسين وتبعه بن عبد البر في ذلك.
وقال بن إسحاق: هو مدلاج بن عمرو من بني سليم من بني حجر وحكى بن عبد البر أن بعضهم سماه مدلجاً قال...... .
مدلج الأنصاري:


له ذكر في حديث أخرجه بن منده من طريق السدي الصغير عن الكلبي عن أبي صالح عن بن عباس - أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بعث غلاماً من الأنصار يقال له مدلج إلى عمر يدعوه فانطلق الغلام فوجده نائماً على ظهره قد أغلق الباب فدفع الغلام الباب على عمر فسلم فلم يستيقظ فرجع الغلام فلما عرف عمر بذلك وأن الغلام قد رأى منه أي رآه عرياناً قال: وددت والله إن الله نهى أبناءنا وخدمنا أن يدخلوا علينا في هذه الساعة إلا بإذن فانطلق إلى النبي صلى الله عليه وسلم فوجده قد نزلت عليه هذه الآية: " يا أيها الذين آمنوا ليستأذنكم الذين ملكت أيمانكم... " النور 58 الآية.. فذكر بقية الحديث وفيه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال للغلام: " أنت ممن يلج الجنة " .
مدلج: آخر غير منسوب.
ذكره بن قانع وأخرج من طريق إسماعيل بن عياش عن ضمضم بن زرعة عن أبيه عن شريح بن عبيد عن مدلج قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا حرس معه أصحابه ليلة في الغزو قال إذا أصبحوا: " قد أوجبتم " .
وأخرجه بن منده من طريق إسماعيل أيضاً ولم يفرده بترجمة بل أورده في ترجمة مدلاج بن عمرو السلمي حليف بني عبد شمس الذي ذكره بن إسحاق فيمن شهد بدراً فإنه قيل فيه مدلاج أو مدلج وكأنه تبع بن السكن فإنه قال مدلج بن عمرو السلمي ويقال مدلاج له صحبة. روى عنه حديث من رواية الحمصيين. ويقال: مات سنة خمسين ثم ساق من طريق ضمضم عن شريح عن مدلج وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم... فذكر الحديث وليس فيه تسمية أبيه ولا ذكر نسبه فالذي يظهر أنه غيره.
مدلوك الفزاري: مولاهم أبو سفيان.
قال بن أبي حاتم: له صحبة. وذكره محمد بن سعد فيمن نزل الشام من الصحابة وذكره البرديجي في الأسماء المفردة من الصحابة وتقدم له ذكر في ضمضم بن قتادة.
وأخرج البخاري في التاريخ وابن سعد والبغوي والطبراني من طريق مطر بن العلاء الفزاري وحدثتني عمتي آمنة أو أمية بنت أبي الشعثاء وقطبة مولاة لنا قالتا : سمعنا أبا سفيان زاد البغوي في روايته: مدلوكاً يقول: ذهب بي مولاي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأسلمت فدعا لي بالبركة ومسح رأسي بيده قالت: فكان مقدم رأس أبي سفيان أسود ما مسه النبي صلى الله عليه وآله وسلم وسائره أبيض. وأخرجه بن منده وأبو نعيم من وجه آخر عن مطر فقال في روايته أيضاً: عن مدلوك أبي سفيان فقال في السند: عن آمنة بالنون ولم يشك.
الميم بعدها الذال
المذبوب التنوخي: قال في التجريد: نزل حمص وذكره عبد الصمد بن سعيد فيمن نزل حمص من الصحابة وأورد له حديثاً من طريق ابنه مالك بن المذبوب عن أبيه وسنده منكر.
مذعور بن عدي العجلي: شهد اليرموك بالشام وفتوح العراق وذكره سيف بن عمر بسنده قال: لما قفل خالد بن الوليد من اليمامة وجه المثنى بن حارثة الشيباني ومذعور بن عدي العجلي وحرملة بن مربط وسلمى بن الفين الحنظليين وكان المثنى ومذعور قد وفدا على النبي صلى الله عليه وآله وسلم وصحباه وكان حرملة وسلمى من المهاجرين فقدموا على أبي بكر الصديق... فذكر قصة.
وذكره في موضع آخر فقال: وكان مذعور بن عدي العجلي على كردوس باليرموك.
وقال سيف في موضع: حدثنا خالد بن قيس العجلي عن أبيه قال: لما قدم المثنى بن حارثة ومذعور على أبي بكر فاستأذناه في غزو أهل فارس وقتالهم وأن يتأثرا على من لحق بهما من قومهما فأذن لهما وكان مذعور في أربعة آلاف من بكر بن وائل وضبيعة وعنزة فغلب على خفان والنمارق وفي ذلك يقول مذعور:
غلبنا على جنان بيداً مشيحة ... إلى النخلات السحق فوق النمارق
وإنا لنرجو أن تجول خيولنا ... بشاطي الفرات بالسيوف البوارق
مذكور العذري:


ذكر الواقدي أنه كان دليل النبي صلى الله عليه وآله وسلم فأخرج في المغازي والحاكم في الإكليل من طريقه ثم من طريق أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف من طريق عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم يزيد أحدهما على صاحبه وعن غيرهما قالوا: أراد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن يدنو إلى الشام وقد ذكر له أن بدومة الجندل جمعاً كثيراً وكان بها سوق عظيم وتجار فندب الناس فخرج في ألفين من المسلمين فكان يسير الليل ويكمن النهار ومعه دليل له من بني عذرة يقال له مذكور هاد خريت فلما دنا من دومة الجندل قال له الدليل: يا رسول الله إن سوامهم ترعى عندك فأقم لي حتى أطلع ذلك فأقام وخرج العذري طليعة حتى وجد آثار النعم والشاء فرجع فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم فسار حتى هجم على ماشيتهم فأصاب منها ما أصاب وجاءهم الخبر فتفرقوا في كل وجه فلم يجد بها أحداً فبث السرايا فوجد محمد بن مسلمة رجلاً منهم فأتى به النبي صلى الله عليه وآله وسلم فعرض عليه الإسلام أياماً فأسلم ورجع النبي صلى الله عليه وآله وسلم وكانت تلك الغزوة على رأس تسعة وأربعين شهراً من الهجرة.
الميم بعدها الراء
مرارة بن ربعي بن عدي: بن يزيد بن جشم.
ذكره بن الكلبي وقال: كان أحد البكائين من الصحابة الذين نزلت فيهم: " تولوا وأعينهم تفيض من الدمع " التوبة 92 قال العدوي: لم يذكره غيره.
مرارة بن الربيع الأنصاري الأوسي: من بني عمرو بن عوف ويقال: إن أصله من قصاعة حالف بني عمرو بن عوف.
صحابي مشهور شهد بدراً على الصحيح هو أحد الثلاثة الذين تيب عليهم أخرجاه في الصحيحين من حديث كعب بن مالك في قصة توبته فقلت: هل لقي أحد مثل ما لقيت؟ قالوا: هلال بن أمية ومرارة بن الربيع فذكروا لي رجلين صالحين شهداً بدراً. وفي حديث جابر عند قوله تعالى: " وعلى الثلاثة الذين خلفوا " التوبة 118 قال: هم كعب بن مالك ومرارة بن الربيع وهلال بن أمية وكلهم من الأنصار.
مرارة بن مربع: بن قيظي الأنصاري.
ذكره بن السكن في ترجمة أخيه عبد الله فقال: استشهد عبد الله وأخوه عبد الرحمن يوم جسر أبي عبيد ولهم أخ ثالث يقال له مرارة لا رواية له ذكره بعض أهل العلم بالنسب وقال بن عبد البر: لمرارة وإخوته عبد الله وعبد الرحمن وزيد بني مربع صحبة وكان أبوهم يعد في المنافقين.
مراوح المزني: ذكره بن قانع في الصحابة وأورد له من طريق محمد بن الحسن بن زبالة عن عبد الله بن عمرو بن القاسم عن محمد بن هيصم بن عبيد بن مراوح عن أبيه عن جده - أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم استعمله كذا ذكره ومقتضاه أن الضمير في قوله: عن جده لهيصم لا لمحمد وأورده أيضاً في ترجمة عبيد بن مراوح كما تقدم.
مران بن مالك: الرازي.
ذكره بن إسحاق وقال: قسم له النبي صلى الله عليه وآله وسلم من خيبر وسماه بن هشام مروان وكذا قال بن الكلبي وسماه الواقدي مرة.
مربع بن قيظي: والد مرارة المتقدم. عد في المنافقين ويقال: تاب.
مرثد بن جابر الكندي: ذكره البغوي في الصحابة وقال روى علي بن قرين عن حبيب بن مرداس البلوي سمعت غانم بن غالب القيسي يحدث عن مرثد بن جابر الكندي قال: وفدت على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقلت: يا رسول الله الحج في كل عام؟ فقال: " إن قدرتم فحجوا كل عام وأما الذي عليكم فحجة " .
قال البغوي: وعلي بن قرين شيخ كان بالجانب الشرقي ضعيف الحديث جداً.
مرثد بن ربيعة العبدي: ذكره البغوي وقال: بلغني عن الشاذكوني عن أبي قتيبة عن المعلى بن يزيد عن بكر بن مرثد بن ربيعة: سمعت مرثداً يقول: سألت النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن الخيل فيها شيء؟ فقال: " لا إلا ما كان منها للتجارة " .
قال البغوي: ما بلغني إلا من هذا الوجه. والشاذكوني رماه الأئمة بالكذب.
مرثد بن زيد الغطفاني: ذكره بن فتحون في ذيل الاستيعاب ونقل عن مقاتل بن حيان أنه الذي نزل فيه: " إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلماً... " النساء 10 الآية لأنه كان ولي مال بن أخيه فأكله.
قلت: وذكره الواقدي عن مقاتل المذكور ولفظه: نزلت في رجل من غطفان يقال له مرثد بن زيد ولي مال بن أخيه وهو يتيم صغير... الحديث.
مرثد بن الصلت: الجعفي.


ذكره البغوي وأخرج من طريق عبد الرحمن بن عمرو بن جبلة قال: سمعت عبد الرحمن بن مرثد الجعفي يحدث عن أبيه مرثد بن الصلت قال: وفدت على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فسألته عن مس الذكر فقال: " إنما هو بضعة منك " قال البغوي: هذا حديث منكر وعبد الرحمن بن عمرو ضعيف الحديث جداً.
قلت: وقد تابعه ضعيف مثله فأخرجه بن قانع ويحيى بن يونس الشيرازي من طريق علي بن قرين عن حبيب بن موسى عن عبد الرحمن بن مرثد عن أبيه نحوه. وأخرجه أبو موسى في الذيل.
مرثد بن ظبيان: بن سلمة بن لوذان بن عوف بن سدوس الشيباني ثم السدوسي.
ذكره بن السكن في الصحابة وأخرج له من طريق عمر بن أحيحة: حدثني بجير بن حاجب بن يونس بن شهاب بن زهير بن مذعور بن ظبيان بن سلمة حدثني أبي عن أبيه عن جده: أن مرثد بن ظبيان هاجر إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وشهد معه يوم حنين وكتب معه كتاباً إلى بكر بن وائل وكساه حلتين فلم يوجد أحد يقرؤه إلا رجل من بني ضبيعة فسموا بني الكاتب قال بن السكن: وهو غير معروف في الصحابة.
قلت: وقد أخرج أحمد والبغوي من طريق قتادة عن مضارب بن حرب العجلي قال: حدث مرثد بن ظبيان قال: جاءنا كتاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم فما وجدنا من يقرؤه حتى قرأه رجل من بني ضبيعة: من محمد رسول الله إلى بكر بن وائل أسلموا تسلموا. فإنهم ليسمون بني الكاتب وذكره بن السكن معلقاً وقال: هو مرسل. انتهى.
وأخرج خليفة بن خياط في تاريخه وقال: عن محمد بن سواء عن قرة بن خالد عن مضارب - أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهب سبي بكر بن وائل لمرثد بن ظبيان وهكذا أخرجه البغوي بلاغاً عن خليفة.
مرثد بن عامر التغلبي: أبو الكنود.
ذكره البغوي وقال: روى حديثه علي بن قرين أحد الضعفاء عن الصلت بن سعيد المازني عن بكير بن مسمار الرياحي بالتحتانية والمهملة: سمعت أبا الكنود مرثد بن عامر التغلبي يقول: سمعت النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول: " إذا كنتم ثلاثة فأمروا أحدكم وتوكلوا على الله وتوجهوا " .
مرثد بن: عدي الطائي.
ذكره البغوي أيضاً وقال: روى حديثه علي بن قرين عن عبد الواحد بن زيد بن أعين حدثنا الصلت بن سعيد بن مقرن العبدي عن مرثد بن عدي الطائي يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: " ربيعة خير أهل المشرق وخيرهم عبد القيس " .
قال البغوي: هذه الأحاديث لا تعرف ولا أصول لها. وأخرجه بن قانع من طريق علي بن قرين أيضاً.
مرثد بن عياض: في عياض بن مرثد.
مرثد بن أبي: مرثد الغنوي.
صحابي وأبوه صحابي واسمه كناز بنون ثقيلة وزاي بن الحصين وهما ممن شهد بدراً وتقدم أبوه.
وأخرج أصحاب السنن من طريق عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده - أن مرثد بن أبي مرثد الغنوي كان يحمل الأسرى... فذكر الحديث في نزول قوله تعالى: " الزاني لا ينكح إلا زانية... " النور 3 الآية.
قال بن إسحاق: استشهد مرثد في صفر سنة ثلاث في غزاة الرجيع وجاءت عنه رواية عند أحمد بن سنان القطان في مسنده والبغوي والحاكم في مستدركه والطبراني في الأوسط من طريق القاسم بن أبي عبد الرحمن السامي عن مرثد بن أبي مرثد وكان بدرياً قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن سركم أن تقبل منكم صلاتكم فليؤمكم خياركم " .
وفي رواية الطبراني: " فليؤمكم علماؤكم فإنهم وقدكم فيما بينكم وبين ربكم " .
قال بن عبد البر: قال القاسم السامي في حديثه: حدثني أبو مرثد وهو وهم لأن من يقتل في حياة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لا يدركه القاسم وإنما هو مرسل.
قلت: الوهم ممن قال عن القاسم: حدثني مرثد وإنما الصواب أنه قال عن مرثد كذا عند جمهور من أخرج الحديث المذكور بالعنعنة والله تعالى أعلم.
مرثد بن وداعة: أبو قتيلة بقاف ومثناة مصغراً الحمصي.
قال البخاري: له صحبة وأخرج عن طريق حريز بن عثمان عن حمير بن يزيد الرحبي - أنه سمعه يقول: رأيت أبا قنبلة صاحب النبي صلى الله عليه وآله وسلم يصلي وربما قتل البرغوث وهو في الصلاة.
وأنكر أبو حاتم على البخاري قوله: إن له صحبة وحجة البخاري واضحة. وذكره بن حبان في الصحابة ثم ذكره في التابعين وله عند أبي داود والبغوي من رواية خالد بن معدان عنه عن عبد الله بن حواله حديث في فضل الشام.


وذكره في الصحابة جماعة منهم مطين والطبراني في الكنى وأورد له من رواية خالد بن معدان عنه حديثاً آخر.
مرحب: أو أبو مرحب.
أخرج حديثه أبو داود من طريق الشعبي عنه على الشك وقال بن السكن: يقال: هو أبو مرحب سويد بن قيس.
مرداس بن عبد الرحمن: يأتي في مرداس السلمي.
مرداس بن عبد سعد السعدي: ذكره بن شاهين في الصحابة وأخرج من طريق يحيى بن عبد الله بن عبد بن سعد قال: قدم رجل من بني عبد بن سعد يقال له مرداس فأسلم وانصرف فلقيته خيل النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقتلته - يعني خطأ ظنوه كافراً... فذكر القصة وفي سنده مقال.
مرداس بن عروة العامري: ذكره بن السكن في الصحابة وقال: معدود في الكوفيين ونسبه البغوي وابن حبان ثقفياً.
قال بن حبان: له صحبة. وأخرج البخاري وابن السكن والبيهقي من طريق الوليد بن أبي ثور عن زياد بن علاقة عن مرداس بن عروة قال: رمى رجل من الحي أخاً له فقتله ففر فوجدناه عند أبي بكر فانطلقنا به إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فأقادنا.
تابعه محمد بن جابر عن زياد أخرجه البغوي وأبو نعيم من طريق مسدد عنه.
مرداس بن عقفان: بضم أوله وسكون القاف بعدها فاء بن سعيم بن قريط بن جناب بن الحارث بن خزيمة بن عدي بن جندب العنبري بن عمرو بن تميم التميمي العنبري.
ذكره بن السكن وقال: مخرج حديثه عن محمد بن موسى الهاشمي عن محمد بن عيسى بن ميفعة.
وقال بن عبد البر: مرداس بن عقفان التميمي هو مرداس بن أبي مرداس له صحبة. قال: أتيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم فدعا لي بالبركة روى عنه ابنه بكر.
مرداس بن عمرو: يأتي في بن نهيك.
مرداس بن قيس الدوسي: ذكره أبو موسى في الذيل وأورد من طريق بن الخرائطي في كتاب الهواتف من طريق عيسى بن يزيد عن صالح بن كيسان عمن حدثه عن مرداس بن قيس الدوسي قال: حضرت النبي صلى الله عليه وسلم وذكرت عنده الكهانة وما كان من تغيرها عند مخرجه فقلت: يا رسول الله عندنا شيء من ذلك أخبرك به... فذكر قصة طويلة منها: أن كاهنهم كان يصيب كثيراً ثم أخطأ مرة بعد مرة ثم قال لهم: يا معشر دوس حرست السماء وخرج حبر الأنبياء وإنه مات عقب ذلك. وعيسى أظنه بن دأب وهو كذاب وفي السند عبد الله بن محمد البلوي أيضاً.
مرداس بن مالك الأسلمي.
يأتي في أواخر من اسمه مرداس.
مرداس: بن مالك الغنوي.
ذكره بن شاهين وأورد من طريق المنذر بن محمد عن الحسين بن محمد عن أبيه عن حمزة بن عبد الله بن يزيد الغنوي عن أبيه عن مرداس بن مالك الغنوي - أنه قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم وافداً فمسح رسول الله صلى الله عليه وسلم على وجهه ودعا له بخير وكتب له كتاباً وولاه صدقة قومه.
مرداس بن أبي مرداس: هو بن عقفان. تقدم.
مرداس بن مروان: بن الجذع بن يزيد بن الحارث بن حرام بن كعب بن غنم الأنصاري الخزرجي.
قال بن الكلبي: أسلم هو وأبوه وشهد الحديبية وبايع تحت الشجرة وكذا ذكره العدوي واستدركه أبو علي الغساني وغيره على الاستيعاب.
مرداس بن مويلك: بن رباح بن ثعلبة بن سعد بن عوف بن كعب بن حلان بن عشم بن عني بن أعصر الغنوي.
ذكره بن الكلبي وقال: وفد على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأهدى له فرساً وصحبه.
قلت: فرق الطبري وغيره بين هذا وبين مرداس بن مالك وجعلهما بن الأثير واحداً والراجح التفرقة.
مرداس بن نهيك الضمري: وقيل بن عمرو. وقيل إنه أسلمي. وقيل غطفاني والأول أرجح.
ذكره بن عبد البر وغيره وقال أبو عمر: في تفسير السدي وفي تفسير بن جريج عن عكرمة وفي تفسير سعيد بن أبي عروبة عن قتادة. وقال غيرهم أيضاً: لم يختلفوا في أن المقتول في قصة نهيك الذي ألقى السلام وقال: إني مؤمن - أنه رجل يسمى مرداساً واختلفوا في قاتله وفي أمير تلك السرية اختلافاً كثيراً.
قلت: سيأتي في حرف النون أنه سمي في سير الواقدي نهيك بن مرداس ومضى في حرف العين أنه عامر بن الأضبط وقد تقدم في ترجمة محلم بن حثامة.
وقرأت بخط الخطيب أبي بكر البغدادي في ترجمة محمد بن أسامة من المتفق من مغازي بن إسحاق في رواية يونس بن بكير بسنده إلى أسامة قال: أدركته أنا ورجل من الأنصار... الحديث.


قال الخطيب: المدرك نهيك بن سنان وفيه غير ذلك من الاختلاف والذي في رواية غيره من المغازي: حدثني شيخ من أسلم عن رجال من قومه قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم غالب بن عبد الله الكلبي كلب ليث في سرية إلى أرض بني ضمرة وبها مرداس بن نهيك حليف لهم من بني الحرقة فقتله أسامة فحدثني بن لابن أسامة بن زيد عن أبيه عن جده أسامة قال: أدركته أنا ورجل من الأنصار فلما شهرنا عليه السلاح قال: أشهد أن لا إله إلا الله فلم ننزع عنه السلاح حتى قتلناه... فذكر الحديث.
وفي تفسير الكلبي عن أبي صالح عن بن عباس قال: نزل في مرداس الأسلمي قوله تعالى: " ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمناً " النساء 94 كذا قال الأسلمي.
ورواه مقاتل بن حيان في تفسيره عن الضحاك عن أبي عباس نحوه.
وروى أبو نعيم من طريق المعتمر بن سليمان عن أبيه عن عطية عن أبي سعيد قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أسامة بن زيد إلى أناس من بني ضمرة فلقوا رجلاً يقال له مرداس ومعه غنيمة.
وأخرج عبد بن حميد من طريق قتادة قال: نزلت هذه الآية فيما ذكر لنا - في مرداس لرجل من غطفان بعث النبي صلى الله عليه وآله وسلم جيشا عليهم غالب الليثي ففر أهل مرداس في الجبل وصبحته الخيل وكان قال لأهله: إني مسلم ولا أتبعكم فلقيه المسلمون فقتلوه وأخذوا ما كان معه فنزلت وإن ثبت الاختلاف في تسمية من باشر القتل مع الاختلاف في المقتول احتمل تعدد القصة.
مرداس أو بن مرداس.
شهد بيعة الرضوان. ذكره أبو نعيم وأخرجه من طريق شعبة عن سليمان بن عبد الرحمن عن راشد بن سيار قال: أشهد على خمسة نفر ممن بايع تحت الشجرة منهم مرداس أو بن مرداس - أنهم كانوا يصلون قبل المغرب رجاله إلى راشد ثقات وراشد ذكره بن حبان في ثقات التابعين وقال: إنه مولى عبد الله بن أبي أوفى.
وكذا ترجم له الخطيب في المؤتلف فيمن اسمه سيار بتقديم السين وتشديد المثناة من تحت فقال: راشد بن سيار مملوك عبد الله بن أبي أوفى.
مرداس بن مالك الأسلمي.
شهد بيعة الرضوان أيضاً. وقال بن قانع: اسم أبيه عبد الرحمن قال مسلم والأوزاعي وغيرهما: تفرد بالرواية عنه قيس بن أبي حازم وزعم آخرون منهم المزي أن زياد بن علاقة روى أيضاً عنه وليس كذلك فإن شيخ زياد بن علاقة غيره وهو مرداس بن عروة المتقدم وحديث مرداس الأسلمي في صحيح البخاري وهو حديث: " يذهب الصالحون... " الحديث.
وقال بن السكن: زعم بعض أهل الحديث أن مرداس بن عروة هو الأسلمي اختلف في اسم أبيه قال: والصحيح أنه غيره.
مرداس الضمري: تقدم في بن نهيك.
مرداس المعلم.
ذكره أبو زيد الدوسي في كتاب الأسرار بغير سند فقال: مر النبي صلى الله عليه وآله وسلم بمرداس المعلم فقال: " إياك والخبز المرقق والشرط على كتاب الله تعالى " وهذا لم أقف له على إسناد إلى الآن.
مرزبان: بن النعمان بن امرئ القيس بن حجر بن عمرو بن معاوية بن الحارث الأكبر الكندي.
قال بن الكلبي: وفد على النبي صلى الله عليه وآله وسلم مع الأشعث بن قيس وكذا ذكره الطبري.
مرزوق الثقفي: مولاهم ذكره الواقدي في جملة العبيد الذين نزلوا على النبي صلى الله عليه وآله وسلم من الطائف فأسلموا فأعتقهم وعدتهم بضعة عشر رجلاً فكان مرزوق هذا مولى عثمان.
مرزوق الصيقل.
قال العسكري وغيره: له صحبة وقال بن حبان: يقال إن له صحبة. وقال بن عبد البر: في إسناد حديثه لين. وأخرج البغوي والطبراني من طريق محمد بن حمير قال: حدثنا أبو الحكم حدثني مرزوق الصيقل - أنه صقل سيف رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ذا الفقار وكانت له قبيعة من فضة وحلق في قيده وبكرة في وسطه من فضة.
قلت: وليس في هذا ما يدل على صحبته وإنما ذكرته لاحتمال أن يكون عند من جزم بصحبته مستند آخر.
مرضي بن مقرن المزني أحد الإخوة.
ذكره بن فتحون ونقل عن الطبري قال: كتب سراقة بن عمرو عهداً لأهل الباب شهد فيه عبد الرحمن بن ربيعة وسلمان بن ربيعة وبكر بن عبد الله وكتب مرضي بن مقرن.
مرة بن الحارث: بن عدي بن الجد بن العجلان البلوي حليف آل عمرو بن عوف من الأنصار.
قال الطبري: شهد أحداً وزعم بن الكلبي أنه شهد بدراً.
مرة بن حبيب الفهري: هو بن عمرو بن حبيب. يأتي.
مرة بن سراقة الأنصاري.


ذكر أبو عمر أنه استشهد بحنين وتعقبه بن الأثير بأن الذي ذكروا أنه شهد حنيناً عروة بن مرة. قلت: ولا مانع من الجمع.
مرة بن شراحيل: في شراحيل بن مرة.
مرة بن عمرو: بن حبيب بن وائلة بن عمرو بن شيبان بن محارب بن فهر القرشي الفهري.
من مسلمة الفتح. أخرج البخاري حديثه في الأدب المفرد والبغوي من رواية أبي عيينة عن صفوان بن سليم عن أنيسة عن أم سعيد بنت مرة الفهرية عن أبيها - أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: " أنا وكافل اليتيم له أو لغيره في الجنة كهاتين " .
وأخرجه أبو يعلى من طريق يزيد بن زريع عن محمد بن عمرو عن صفوان ولم تذكر أنيسة وقال: عن أم سعيد بنت مرة بن عمرو الجمحية عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
وأخرجه أبو بكر بن أبي شيبة عن محمد بن بشر عن محمد بن عمرو مثله لكن قال: عن أم سعيد بنت عمرو بن مرة الجمحية - قدم عمراً على مرة.
وأخرجه مطين عن هارون بن إسحاق عن المحاربي عن محمد بن عمرو مثله لكن لم يذكر مرة وقال: قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. وأخرجه الباوردي عن مطين وابن منده عنه. وسيأتي في أسماء النساء ذكر اختلاف آخر على محمد بن عمرو وكلام بن السكن على ذلك في أسيرة. وله ذكر في ترجمة مرة الهمداني في القسم الرابع.
وقال أبو عمر في ترجمة أم سعيد: من كنى النساء أم سعيد بنت عمرو ويقال عمير الجمحية. روى عنها صفوان بن سليم في كافل اليتيم واختلف على صفوان في إسناده.
قلت: ولولا اتحاد المخرج لجوزت أن تكون أم سعيد بنت مرة الفهرية غير أم سعيد بنت عمرو أو عمير الجمحية.
مرة بن عمرو العقيلي.
ذكره الإسماعيلي وأخرج من طريق علي بن قرين عن خشرم بن الحسن العقيلي. سمعت عقيل بن طريف العقيلي يحدث عن مرة بن عمرو العقيلي قال: صليت خلف النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقرأ " بالحمد لله رب العالمين " .
مرة بن كعب البهزي.
يقال: هو كعب بن مرة الماضي في الكاف.
روى أيوب عن أبي قلابة عن أبي الأشعث أن خطباء قاموا بالشام فيهم رجال من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقام آخرهم رجل يقال له مرة بن كعب. فقال: لولا حديث سمعته من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ما قمت سمعته يقول - وذكر الفتن فقربها فمر رجل مقنع بثوب فقال: هذا يومئذ على الهدى فقمت فأخذت بمنكبيه فإذا هو عثمان.
هذه رواية عبد الوهاب الثقفي عن أيوب وكذا قال سليمان بن حرب عن حماد عن أيوب. رواه أبو الربيع عن حماد بن زيد فقال: عن أيوب عن أبي قلابة عن رجل ولم يسمه. وقال إسحاق بن أبي إسرائيل عن حماد عن أيوب عن أبي قلابة أظنه عن أبي الأشعث.
رواه أبو هلال الراسبي عن قتادة عن عبد الله بن شقيق عن مرة البهزي أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: " ستكون فتن كصياصي البقر " فمر بنا رجل مقنع فقال: " هذا وأصحابه على الحق " فإذا هو عثمان.
رواه كهمس عن عبد الله بن شقيق فأدخل بينه وبين مرة هرم بن الحارث وأسامة بن خريم أخرجها كلها البغوي. ورواية عبد الوهاب الثقفي أخرجها الترمذي وقال: حسن صحيح.
وأخرج أحمد عن بن علية عن أيوب - مثله ورواية أبي هلال وكهمس أخرجها أحمد فلم يختلف على أبي قلابة أنه مرة بن كعب.
وأخرج أصل الحديث أحمد أيضاً من طريق جبير بن نفير قال: كنا معسكرين مع معاوية بعد قتل عثمان فقام كعب بن مرة فقال: بينا نحن مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم جلوس إذ مر عثمان مرجلاً فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " لتخرجن فتن من تحت قدمي هذا يومئذ ومن اتبعه على الهدى " .
وقد تقدم في ترجمة كعب بن مرة حديث آخر قيل فيه كعب بن مرة أو مرة بن كعب فقيل هما واحد واختلف فيه بالتقديم والتأخير وقيل هما اثنان والعلم عند الله تعالى.
مرة بن مالك: تقدم في أخيه عبد الرحمن بن مالك.
مرة بن أبي مرة: ذكره بن منده وهو الذي بعده.
مرة بن وهب: بن جابر بن عتاب بن مالك بن كعب بن عمرو بن سعد بن عوف بن ثقيف الثقفي والد يعلى.
ذكره البغوي وغيره وأخرجوا من طريق عبيد الله بن أبي زياد عن أم يحيى بنت يعلى عن أبيها قالت: جئت بأبي يوم الفتح فقلت: يا رسول الله هذا أبي يبايعك على الهجرة قال: " لا هجرة بعد الفتح ولكن جهاد ونية " .
وله في بن ماجة حديث آخر اختلف في إسناده على الأعمش.


مرة بن أبي عزة: بن عمرو بن عمير بن وهب بن حذافة بن جمح الجمحي.
قتل أبوه بحمراء الأسد بعد أحد ولمرة هذا عقب بالمدينة ذكره الزبير.
مرة: غير منسوب مضى في حرب ويأتي في يعيش.
مروان بن الجذع.
تقدم نسبه في والده مرداس قال بن الكلبي: أسلم وهو شيخ كبير هو وابنه وشهد الحديبية. وكان مروان أمين رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على سهمان خيبر.
مروان بن الحكم: بن أبي العاص الأموي بن عم عثمان رضي الله عنه يأتي في القسم الثاني.
مروان بن قيس: الأسدي. ويقال: السلمي.
قال البخاري: له صحبة روى عنه ابنه وأخرج هو والبغوي والطبراني من طريق يحيى بن سعيد الأموي حدثنا عمران بن يحيى الأسدي سمعت عمي - وكان قد أخر الرعية عن أهله في عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال: يا رسول الله إن أبي قد توفي وجعل عليه أن يمشي إلى مكة وأن ينحر بدنة فمات ولم يترك مالاً فهل يقضى عنه أن يمشى عنه وأن أنحر عنه من مالي؟ قال: " نعم " اقض عنه وانحر عنه أرأيت لو كان على أبيك دين لرجل فقضيت عنه من مالك أليس يرجع الرجل راضياً فالله أحق أن يرضى " . قال البغوي: ولا أعلم بهذا الإسناد إلا هذا.
مروان بن قيس الأسلمي.
قال بن حبان يقال: إن له صحبة وزعم أبو نعيم وابن عبد البر أنه الذي قبله والذي يظهر لي أنه غيره.
وأخرج بن منده من طريق أبي عبد الرحيم: حدثني رجل من ثقيف عن جشم بن مروان عن أبيه مروان بن قيس من صحابة النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم مر برجل سكران يقال له نعيمان فأمر به فضرب فأتي به مرة أخرى سكران فأمر به فضرب ثم أتي به الثالثة فأمر به فضرب ثم أتي به الرابعة وعنده عمر فقال عمر: ما تنتظر به يا رسول الله؟ هي الرابعة اضرب عنقه فقال رجل عند ذلك: لقد رأيته يوم بدر يقاتل قتالاً شديداً وقال آخر لقد رأيت له يوم بدر موقفاً حسناً فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: " كيف وقد شهد بدراً " .
مروان بن قيس الدوسي: آخر.
له ذكر ووفادة وذكر أبو بكر بن دريد في كتاب الأخبار المنثورة من طريق محمد بن عباد عن بن الكلبي عن أبيه قال: كان مروان بن قيس الدوسي خرج يريد الهجرة فمر بإبل لثقيف فأطردها واتبعوه فأدركوه فأخذوا له امرأتين والإبل التي أخذها وأخذوا إبلاً له فلما أقبل النبي صلى الله عليه وسلم من حنين إلى الطائف شكا إليه مروان فقال له: " خذ أول غلامين تلقاهما من هوازن " فأغار مروان فأخذ فتيين من بني عامر أحدهما أبي بن مالك بن معاوية بن سلمة بن قشير القشيري والآخر حيدة الجرشي فأتى بهما النبي صلى الله عليه وآله وسلم فانتسبهما فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: " أما هذا فإن أخاه يزعم أنه فتى أهل المشرق كيف قال يا أبا بكر " ؟ فقال: يا رسول الله قال:
ما إن يعود امرؤ عن خليقته ... حتى تعود جبال الحرة السود
" وأما هذا فإنه من قوم صليب عودهم اشدد يدك بهما حتى تؤدي إليك ثقيف " يعني مالك.
فقال أبي: يا محمد ألست تزعم أنك خرجت تضرب رقاب الناس على الحق؟ قال: " بلى " قال: فأنت أولى بثقيف مني شاركتهم في الدار والمال والنساء فقال: " بل أنت أحدهم في العصب وحليفهم بالله ما دام الطائف مكانه حتى تزول الجبال ولن تزول الجبال ما دامت السماوات والأرض " .
فانصرف مروان فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: " أحسن إليهما " فقصر في أمرهما فشكيا إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فأمر بلالاً أن يقوم بنفقتهما فجاءه الضحاك بن سفيان أحد بني بكر بن كلاب فقال: يا رسول الله ائذن لي أن أدخل إلى الطائف فإذن له فكلمهم في أهل مروان وما له فوهبوا ذلك له فخرج به إلى مروان فأطلق مروان الغلامين.
ثم إن الضحاك عتب على أبي بن مالك في شيء بعد ذلك فقال يعاتبه:
أتنسى بلائي يا أبي بن مالك ... غداة الرسول معرض عنك أشوس
يقودك مروان بن قيس بحبله ... ذليلاً كما قيد الرفيع المخيس
ذكر هذه القصة عمر بن شبة في أخبار المدينة أيضاً بطولها.


قلت: وأخو أبي بن مالك الذي أشير إليه بأنه يقول: إنه فتى أهل المشرق اسمه نهيك بن مالك ذكره المرزباني في معجم الشعراء وقال: إنه جاهلي وكان يلقب منهب الرزق قال: وكان قد قدم مكة بطعام ومتاع للتجارة فرآهم مجهودين فأنهب العير بما عليها قال: وعاتبه خاله في إنهاب ماله بعكاظ فقال:
يا خال ذرني ومالي ما فعلت به ... وما يصيبك منه إنني مودي
إن نهيكاً أبى إن خلائقه ... حتى تبيد جبال الحرة السود
فلن أطيعك إلا أن تخلدني ... فانظر بكيدك هل تسطيع تخليدي
الحمد لا يشترى إلا له ثمن ... ولن أعيش بمال غير محمود
مري: بالتصغير بن سنان بن عبيد بن ثعلبة بن عبيد بن الأبجر هو خدرة الأنصاري الخدري عم أبي سعيد.
ذكره العدوي وقال: شهد أحداً وقال الواقدي: شهد أحداً وبيعة الرضوان وغاب عن خيبر فأسهم له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم منها.
وله ذكر في ترجمة سمرة بن جندب فإنه كان تزوج أمه فكان سمرة في حجره فلما استصغر سمرة يوم أحد كلم مري بن سنان النبي صلى الله عليه وآله وسلم فيه فأجازه. واستدركه بن فتحون.
الميم بعدها الزاي
مزرد بن ضرار: بن سنان بن عمرو بن جحاش بن بجالة الغطفاني الثعلبي. وقيل في سياق نسبه غير ذلك يقال اسمه يزيد ومزرد لقب بذلك لقوله:
فقلت تزردها عبيد فإنني ... لزرد الشيوخ في الشباب مزرد
وهو أخ للشماخ الشاعر المشهور. وقد تقدم بعض خبره في ترجمة الشماخ.
وقال أبو عمر: قدم على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فأنشد له أبياتاً منها:
تعلم رسول الله لم أر مثلهم ... أحن على الأدنى وأقرب للفضل
تعلم رسول الله أنا كأننا ... أفأنا بأنمار ثعالب ذي غسل
وأنمار: رهطه وكان يهجوهم.
وذكره العسكري في باب من أدرك النبي صلى الله عليه وآله وسلم من الشعراء وحكى بعضهم أنه قدم على النبي صلى الله عليه وآله وسلم فأنشده شعراً.
وقال المرزباني: كان يكنى أبا ضرار: وقيل أبا الحسن وهو أسن من الشماخ وله أشعار شهيرة وكان هجاء حلف إلا ينزل به ضيف إلا هجاه ولا يتنكب بيته ولا بيت ابنه إلا هجاه ثم أدرك الإسلام فأسلم وهو القائل:
صحا القلب عن سلمى ومل العواذل
يقول فيها:
وقد علموا في سالف الدهر أنني ... ممن إذا جد الجراء ونابل
زعيم لمن فارقته بأوابد ... يعان بها الساري وتحدى الرواحل
وأنشد بن السكيت لمزرد من أبيات:
تبرأت من شتم الرجال بتوبة ... إلى الله مني لا ينادى وليدها
وذكر بن سعد بسند ضعيف عن عائشة أنها قالت: من صاحب هذه الأبيات؟ تعني التي في عمر لما مات:
جزى الله خيراً من أمير وباركت ... يد الله في ذاك الأديم الممزق
قالوا: مزرد فسألت: من مزرد؟ فحلف بالله أنه لم يشهد الموسم تلك السنة. ومنهم من نسب هذه الأبيات التي قبلها للشماخ.
مزيدة: بن جابر العبدي العصري.
كذا سمى بن منده أباه وسماه بن الكلبي مالكاً ونسبه فقال: بن مالك بن همام بن معاوية بن شبابة بن عامر بن حطمة بن محارب بن عمرو بن وديعة بن لكيز بن أفصى بن عبد القيس وهو جد هود بن عبد الله العصري لأمه وهذا هو المعتمد. والذي ذكره بن منده وهم فإن مزيدة بن جابر العبدي كان قاضي الخوارج في زمان قطري بن الفجاءة في زمن بني أمية حكى عبد الله بن عياش المنتوف الأخباري: ولمزيدة جد هود حديث عند الترمذي وغيره.
وتقدم له ذكر في ترجمة صحار بن العباس. وذكر البغوي أن البخاري قال: مزيدة العصري له صحبة.
مزيدة بن حوالة: تقدم في زائدة.
مزيدة بن مالك: في الذي قبله بواحد.
الميم بعدها السين


مساحق بن عبد الله: بن مخرمة بن عبد العزى بن أبي قيس القرشي العامري. استشهد أبوه باليمامة ولابنه نوفل بن مساحق رواية. وهو معدود في كبار التابعين. روى عن عمر بن الخطاب وغيره وأخرج أبو بكر بن المقري في فوائده عن أحمد بن محمد بن الفضل عن نصر بن علي عن بن عيينة عن عمرو بن دينار عن عبد الملك بن نوفل بن مساحق عن أبيه عن جده قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا بعث سرية قال: " إن رأيتم مسجداً أو سمعتم مؤذناً فلا تقتلوا أحداً... " الحديث.
وفيه قصة الرجل الذي قتله المسلمون فماتت المرأة حزنا عليه وكانا متحابين وهذا الحديث يعرف من رواية عبد الملك بن نوفل عن بن عصام عن أبيه وقد مضى في ترجمة عصام.
وذكره أبو موسى وأشار إلى أن هذه الرواية شاذة ولكن يحتمل إن كان راويها حفظها أن يكون لسفيان فيه إسنادان ويؤيده أن في آخر هذه الرواية زيادة وهي " إن في الحب شعلة " .
مسافع الذئلي.
ذكره البخاري في الصحابة وأخرج الطبراني وابن منده وابن عدي في ترجمة مالك بن الكامل من طريق عبد الرحمن بن سعد المؤذن عن مالك بن عبيدة بن مسافع الدئلي عن أبيه عن جده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " لو لا عباد لله ركع وصبية رضع وبهائم رتع لصب عليكم العذاب صباً " .
وعبيدة ضبطه الخطيب وابن ماكولا بفتح أوله وخفي اسمه على بن عبد البر فكناه أبا عبيدة وترجمه في الكنى وسيأتي. وله شاهد عند أبي يعلى عن أبي هريرة.
مسافع بن عياض بن صخر بن عامر بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة القرشي التيمي.
قال أبو عمر: له صحبة ولا أعرف له رواية. وقال الزبير بن بكار: كان شاعراً فتعرض لحسان فقال فيه أبياتاً من جملتها:
يا آل تيم إلا تنهون جاهلكم ... قبل القذاف بصم كالجلاميد
وقال المرزباني: شاعر معروف هجا حسان بن ثابت فقال حسان من أبيات فذكر البيت وبعده:
ولكن سأصرفها عنكم وأعدلها ... لطلحة بن عبيد الله ذي الجود
وهو في ديوان حسان لأبي سعيد السكري.
مساور بن هند: بن قيس بن زهير العبسي يأتي في القسم الثالث.
المستنير بن أبي صعصعة الخزاعي.
تقدم ذكره في ترجمة شبيب بن قرة وأنه كان أحد الشهود في عهد العلاء بن الحضرمي. واستدركه بن فتحون وأبو موسى.
المستورد: بن حيلان العبدي.
له ذكر في حديث أخرجه الطبراني من رواية عنبسة بن أبي صغيرة عن الأوزاعي عن سليمان بن حبيب سمعت أبي أمامة يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " سيكون بينكم وبين الروم أربع مدن تقوم الرابعة على رجل ملك هرقل يدوم سبع سنين " فقال له رجل من عبد القيس يقال له المستورد بن حيلان: يا رسول الله من إمام الناس يومئذ قال: " من ولدي بن أربعين سنة كأن وجهه كوكب دري في خده الأيمن خال أسود عليه عبائتان قطوانيتان كأنه من رجال بني إسرائيل يملك عشرين سنة يستخرج الكنوز وبفتح مدائن الشرك " .
المستورد: بن شداد بن عمرو بن حسل بن الأحب بن حبيب بن عمرو بن سفيان بن محارب بن فهر القرشي الفهري المكي.
نزيل الكوفة له وأبيه صحبة. روى عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم وعن أبيه - أنه روى عن قيس بن أبي حازم ووقاص بن ربيعة أبو عبد الرحمن الحبلى وعبد الرحمن بن جبير ومعبد بن خالد وآخرون.
وحديثه في الصحيح والترمذي وغيرهما من طريق قيس بن أبي حازم عنه حديثه : ما الدنيا في الآخرة إلا كما يجعل أحدكم أصبعه في اليم فلينظر بم يرجع.
وله عدة أحاديث عند مسلم وفي السنن.
وعلق له البخاري حديثاً في الحوض وصله مسلم قال محمد بن الربيع الجيزي: له في مسند الصحابة الذين دخلوا مصر شهد فتح مصر واختط بها ولأهل مصر عنه أحاديث ولم يرو عنه إلا أهل مصر فيما أعلم إلا قيس بن أبي حازم فإن له عنه رواية. وقيل: إن أبا إسحاق السبيعي روى عنه أيضاً.
قال بن يونس: توفي بالإسكندرية سنة خمس وأربعين من الهجرة.
المستورد بن عصمة وقع له ذكر في حديث أخرجه عبد الرزاق عن بن عيينة عن أبي سعيد عن نصر بن عاصم - أنه قال لعلي: لقد علمت أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أخذ الجزية من مجوس هجر.
المستورد بن منهال بن قنفذ بن عصية بن هصيص بن حيي بن وائل بن جشم بن مالك بن كعب بن القين القصاعي.
قال بن الكلبي: صحب النبي صلى الله عليه وآله وسلم. وكذا قال الطبراني.


مسروح بن سندر الخصبي: مولى زنباع الجذامي.
قال بن يونس: له صحبة يكنى أبا الأسود وقدم مصر بكتاب عمر بعد الفتح وفيه الوصاة به فأقطع منية وتوفي بها في أيام إمرة عبد العزيز بن مروان ثم أخرج من طريق سعيد بن عفير حدثني أبو نعيم سماك بن نعيم عن جده لأمه عثمان بن سويد بن سندر الجروي - قال بن يونس: هو جد عثمان لأمه وإنه أدرك مسروح بن سندر وكان داهياً منكراً وكان له مال كثير وعمر حتى زمان عبد الملك قال: وكان ربما تغدى معي بموضع من قرية عثمان بن سويد يقال لها سليم وكان لابن سندر إلى جانبها قرية يقال لها قلوب قطيعة.
وتقدم له ذكر في ترجمة سندر وتوفي بمصر في أيام عبد العزيز بن مروان قال: ويقال سندر وابن سندر أثبت.
قلت: يريد في هذه القصة المخصوصة وهي قدومه مصر وأما القصة مع زنباع في كونه خصاه فإنما وقع ذلك لسندر نفسه كما تقدم في ترجمته.
مسروح والد ثويبة: التي أرضعت النبي صلى الله عليه وسلم.
وله ذكر في ترجمة ثويبة حرف الثاء المثلثة من النساء.
مسروق: بن وائل الحضرمي.
وفد على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وفد حضرموت فأسلم كذا ذكره أبو عمر مختصراً وقد ذكره بن السكن وذكر تبيين طريق بقية عن سليمان بن عمرو الأنصاري عن الضحاك بن النعمان بن سعيد أن مسروق بن وائل قدم على النبي صلى الله عليه وآله وسلم فذكر نحو الحديث الآتي في مسعود بن وائل فكأنه اختلف في اسمه على سليمان بن عمرو.
مسروق العكي.
ذكره بن عساكر - وقال: أدرك النبي صلى الله عليه وآله وسلم ولا أعلم له رواية ولا رؤية ثم ذكر أنه شهد اليرموك أميراً على بعض الكراديس.
ومن طريق سيف قال: كان مسروق بن فلان على كردوس. وقال سيف في الفتوح أيضاً عن أبي عثمان عن خالد وعبادة قالا: وبعث أبو عبيدة مسروقاً وعلقمة بن حكيم فكانا بين دمشق وفلسطين وذكر أيضاً أنه توجه مع الطاهر بن أبي هالة لقتال من ارتد بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم من عك والأشعريين ثم توجه أميراً على عك وشهد فتوح العراق أيضاً وله أيام مشهورة. وقد تقدم غير مرة أنهم كانوا لا يؤمرون في تلك الحروب إلا الصحابة.
وذكر بن سعد من طريق بن أبي عون قال: أرسل علي بن أبي طالب جرير بن عبد الله إلى معاوية يدعوه إلى بيعته فكلمه جرير وحضه على الدخول فيما دخل فيه المسلمون وكان عند معاوية يومئذ وجوه أهل الشام: ذو الكلاع وشرحبيل بن السمط ومسروق العكي وغيرهم فتكلموا بكلام شديد وردوا أشد الرد وتهددوا معاوية إن هو أجاب إلى ذلك وترك الطلب بدم عثمان... فذكر القصة.
مسطح بن أثاثة: بن عباد بن المطلب بن عبد مناف بن قصي المطلبي.
كان اسمه عوفاً وأما مسطح فهو لقبه وأمه بنت خالة أبي بكر أسلمت وأسلم أبوها قديماً وكان أبو بكر يمونه لقرابته منه فلما خاض مع أهل الإفك في أمر عائشة حلف أبو بكر إلا ينفعه فنزلت: " ولا يأتل أولوا الفضل منكم والسعة أن يؤتوا أولي القربى... " النور 22 الآية فعاد أبو بكر إلى الإنفاق عليه ثبت ذلك في الصحيحين في حديث عائشة الطويل في الإفك وفي الخبر الذي أخرجه أبو داود من وجه آخر عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم جلد الذين قذفوا عائشة وعده منهم. ومات مسطح سنة أربع وثلاثين في خلافة عثمان ويقال: عاش إلى خلافة علي وشهد معه صفين ومات في تلك السنة سنة سبع وثلاثين.
مسعود بن الأسود بن حارثة بمهملة ومثلثة بن نضلة بن عوف بن عبيد بفتح أوله بن عويج كذلك بن عدي بن كعب القرشي العدوي المعروف بابن العجماء وهي أمه وهي بنت عامر بن الفضل السلولي ويقال له بن الأعجم.
روى عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم في قصة المرأة التي سرقت وفيه: فجئنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فكلمناه وقلنا: نحن نفديها فقال: " تطهر خير لها... " الحديث.
وعنه ابنته عائشة في بن ماجة والبغوي بسند حسن وأشار إليه الترمذي في الترجمة لكن قال: بن الأعجم.
قال أبو عمر: كان هو وأخوه مطيع من السبعين اللذين هاجروا وشهدوا بيعة الرضوان. وقال البغوي: سكن المدينة. وقال بن حبان: سكن مصر وهو وهم.
مسعود بن الأعجم.
هو بن العجماء فإن مسعود بن الأسود الذي سكن مصر آخر غير هذا المذكور قبله.
مسعود بن أمية بن خلف الجمحي.


قتل أبوه يوم بدر ولولده عامر بن مسعود رواية عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم والأكثرون قالوا: إن حديثه مرسل فتكون الصحبة لأبيه وكان من مسلمة الفتح أو مات على كفره قبيل الفتح وولد له عامر قبل الفتح بقليل فلذلك لم يثبت له صحبة السماع من النبي صلى الله عليه وآله وسلم وإن كان معدوداً في الصحابة لأن له رؤية.
وذكر الزبير أن مسعوداً هذا كان زوج هند بنت أبي بن خلف بنت عمه.
مسعود بن أوس بن أضرم بن زيد بن ثعلبة بن غنم بن مالك بن النجار الأنصاري.
ذكره بن إسحاق وموسى بن عقبة والواقدي فيمن شهد بدراً ذكره البغوي مختصراً. قال بن عبد البر: أدخل الواقدي وابن عمارة بين أوس وأصرم زيداً آخر. وقال بن يونس في تاريخه: شهد بدراً وفتح مصر وله بمصر حديث.
وأخرج حديثه الطبراني من طريق بن لهيعة عن يزيد بن عمرو المعافري عن مولى لرفيع بن ثابت - أن رجلاً من أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم اشترى جارية بربرية بمائتي دينار فبعث بها إلى مسعود بن أوس وكان بدرياً فوهب له الجارية فلما جاءته قال: هذه من المجوس الذين نهى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عنهم قال: فحدثت بهذا الحديث رجلاً فحدثني أن يحيى بن سعيد حدثه أن عماله بالمغرب... وكان بدرياً فذكره.
وقال أبو عمر: هو أبو محمد الذي زعم أن الوتر واجب فكذبه عبادة.
وذكر بن الكبي أنه شهد صفين مع علي. وقال بن عبد البر: لم يذكره بن إسحاق في البدريين كذا قال فوهم وقد ذكره فيمن شهدها من بني زيد بن ثعلبة. وقال جعفر المستغفري: أبو محمد الذي كذبه عبادة في وجوب الوتر اسمه مسعود بن زيد بن سبيع كذا قال. وسيأتي.
مسعود بن خالد: بن عبد العزى بن سلامة الخزاعي.
مضى ذكر والده. وأخرج الطبراني من طريق أبي مالك بن أبي فارة الخزاعي حدثني أبي عن أبيه الوليد عن جده مسعود قال: بعثت إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم - يعني شاة فرد إلينا شطرها فرجعت إلي أم خناس - يعني زوجته فقلت: يا أم خناس ما هذا اللحم؟ قالت: رده إلينا خليلك من الشاة التي بعثت بها إليه. فقلت: مالك لا تطعمين عيالك منه غدوة قالت: هذا سؤرهم وكلهم قد أطعمته وكانوا قبل ذلك يذبحون الشاة والشاتين والثلاثة فلا تجزئ عنهم.
قلت: تقدم في ترجمة بن عبد العزى حديث آخر بهذا الإسناد...
مسعود بن حراش: بن جحش بن عمرو بن معاذ العبسي بالموحدة أخو ربعي. قال البخاري: له صحبة وأنكر ذلك أبو حاتم. وقال العسكري: قال غير أبي حاتم: قد سمع من النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهكذا ذكره في التابعين بن حبان وجماعة.
وقال بن السكن: لم أجد ما يدل على صحبته ثم روى من طريق عقبة بن عمار العبسي عن مسعود بن حراش - أن عمر قال لبني عبس: أي الخيل وجدتم أصبر في حربكم؟ قالوا: الكميت. وأخرج البخاري في التاريخ من طريق طلحة بن يحيى عن أبي بردة عن مسعود بن حراش قال: بينا نحن نطوف بين الصفا والمروة إذ أناس كثير يتبعون فتى شابا موثقا بيده في عنقه قلت: ما شأنه؟ قالوا: هذا طلحة بين عبيد الله صبأ وامرأة وراءه تدمدم وتسبه قلت: من هذه؟ قالوا؟ الصعبة بنت الحضرمي أمه. قال طلحة: وأخبرني عيسى بن طلحة وغيره أن عثمان بن عبيد الله هو الذي قرن طلحة مع أبي بكر ليحبسه عن الصلاة فسميا لذلك القرينين.
قلت: إن كان هذا معتمد من أثبت صحبته فلا حجة فيه لأنه لم يذكر في القصة أنه أسلم حينئذ والله أعلم.
مسعود بن ربيعة: بن عمرو بن سعد بن عبد العزى بن محلم بن غالب بن عائذة بن بيثع بن مليح بن الهون وهو القارة بن خزيمة بن مدركة القارىء - ويقال مسعود بن عامر بن ر بيعة بن عمير بن سعد بن محلم بن غالب. وهذا قول بن الكلبي وأفاد أن من ذريته محمد بن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود الذي رد على مروان بن الحكم قوله.
قال أبو عمر: أسلم قديماً قبل دخول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم دار الأرقم وهاجر إلى المدينة وآخى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بينه وبين عبيد بن التيهان.
وذكره بن إسحاق فيمن شهد بدراً وكذا قال بن الكلبي وسمى أبو معشر أباه الربيع أخرجه البغوي. وقال أبو معشر وغيره: توفي سنة ثلاثين وقد نيف على الستين. وقال بن الكلبي: يقال لآل مسعود بنو القارئ وهم حلفاء بني زهرة بالمدينة.


مسعود بن رخيلة: بالخاء المعجمة مصغراً بن عائذ بن مالك بن حبيب بن نبيح بن ثعلبة بن قنفد بن خلاوة بن سبيع بن بكر بن أشجع الأشجعي.
كان قائد أشجع يوم الأحزاب ثم أسلم فحسن إسلامه ذكره الطبري وروى عمر بن شبه بسند له عن بن شهاب عن عروة قال: وفدت أشجع في سبعمائة يقودهم مسعود بن رخيلة فنزلوا بشعبهم واتخذت أشجع في محلها مسجداً.
مسعود بن زرارة الأنصاري: أخو سعد بن زرارة.
ذكره العدوي وقال: شهد أحداً.
مسعود بن زيد: بن سبيع الأنصاري.
قال بن حبان: له صحبة وهو أبو محمد الذي قال: إن الوتر واجب وقد تقدم في مسعود بن أوس وهذا أقوى.
وقال البغوي: مسعود بن زيد أبو محمد الأنصاري شهد بدراً وهو صاحب حديث الوتر ثم ساقه من طرق في بعضها عن المجدعي رجل من بني مدلج قال: قلت لعبادة: إن أبا محمد شيخ من الأنصار.
وفي ترجمة أخرى عن رجل من بني كنانة - أن رجلاً من الأنصار كان بالشام يكنى أبا محمد وكانت له صحبة.
مسعود بن سعد: ويقال: بن عبد سعد ويقال: بن عبد مسعود والأول قول بن إسحاق والثاني قول موسى بن عقبة والثالث قول الواقدي واتفقوا في بقية نسبه فقالوا: بن عامر بن عدي بن جشم بن مجدعة بن حارثة بن الحارث بن الخزرج بن عمرو بن مالك بن الأوس الأنصاري الأوسي ثم الحارثي.
ذكره بن إسحاق وأبو معشر وموسى بن عقبة فيمن شهد بدراً. وأخرجه البغوي مختصراً.
مسعود بن سعد: بن قيس بن خلدة بن عامر بن زريق الأنصاري الزرقي.
ذكره موسى بن عقبة عن بن شهاب فيمن شهد بدراً وكذا بن إسحاق وقال أبو نعيم: قال بن عمارة: استشهد بخيبر وخالفه الواقدي فقال: قتل يوم بئر معونة وأخرجه البغوي مختصراً وكرره أبو عمر فذكره مطولاً ومختصراً.
مسعود بن سعد الجذامي: رسول فروة بن عمرو الجذامي إلى النبي صلى الله عليه وسلم.
ذكره الواقدي وساق بن سعد عنه عن معمر وغيره عن الزهري عن عبيد الله عن بن عباس. وساق من طريق أخرى عن أربعة من الصحابة قالوا: إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لما رجع من الحديبية في ذي الحجة سنة ست أرسل رسله إلى الملوك يدعوهم إلى الإسلام فذكر القصة وفيها فكان فروة عاملاً لقيصر على عمان من البلقاء فكتب فروة إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بإسلامه وأرسل إليه بهدية مع رجل من قومه يقال له مسعود بن سعد فقرأ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كتابه وقبل هديته وأجاز رسوله بخمسمائة درهم.
مسعود بن سنان: بن الأسود الأنصاري حليف بني سلمة.
تقدم ذكره في ترجمة أسود بن خزاعي وأنه كان فيمن قتل بن أبي الحقيق.
وأخرج بن منده من طريق أسامة بن زيد بن أسلم عن أبيه عن عطاء بن يسار عن أبي رافع - أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بعث علي بن أبي طالب على بعث وقال: " امض ولا تلتفت ولا تقاتلهم حتى يقاتلوك " . ودفع لواء إلى مسعود بن سنان الأسلمي. ونسبه غيره سلمياً.
وقال أبو عمر: شهد أحداً واستشهد يوم اليمامة وفرق بن الأثير بين الأول وبين الذي قتل باليمامة والذي يظهر أنهما واحد فإن بن إسحاق ذكر فيمن استشهد باليمامة من الأنصار مسعود بن سنان فكأنه أسلمي حالف بني سلمة.
مسعود بن سنان: ذكر في الذي قبله.
مسعود بن سويد: بن حارثة بن نضلة بن عوف بن عبيد بن عويج بن عدي بن كعب القرشي العدوي.
قال الزبير بن بكار: كان من السبعين الذين هاجروا إلى المدينة من بني عدي بن كعب واستشهد بمؤتة وليس له عقب وبنحوه ذكره بن سعد في الطبقة الثانية.
مسعود بن الضحاك: بن عدي بن أراش بن حرملة بن لخم اللخمي.
وقد ينسب مسعود إلى جده. وسمى أبو عمر جده حرملة كأنه نسب أباه إلى جده الأعلى. وقال: زعم أهله وولده أن له صحبة وروى الحديث عن جماعة من ولده. انتهى.
وقال الطبراني: حدثنا أبو مسعود عبد الرحمن بن المثنى بن المطاع بن عيسى بن المطاع بن زيادة بن مسعود بن الضحاك بن عدي بن أوس بن حرملة بن لخم حدثني أبي عن أبيه عن جده المطاع عن أبيه زيادة عن جده مسعود - أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم سماه مطاعاً وقال له: " أنت مطاع في قومك امض إلى أصحابك " وحمله على فرس أبلق وأعطاه الراية وقال: " من دخل تحت رايتي هذه فقد أمن من العذاب " . رواه عبد السلام بن المثنى بن المطاع عن أبيه عن جده مثله لكن قال: زائدة بدل زيادة.


مسعود بن عبدة: بن مظهر بضم الميم وسكون المعجمة وكسر الهاء.
قال الطبري: شهد أحداً هو وابنه نيار بن مسعود واستدركه بن فتحون وأبو موسى.
مسعود بن عمرو القاري: بالتشديد بغير همزة من القارة.
كان على المغانم يوم حنين فأمره رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن يحبس السبايا والأموال بالجعرانة وكذا أورده أبو عمر مختصراً والذي في جمهرة بن الكلبي عمرو بن القاري واستعمله رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على المغانم يوم حنين.
مسعود بن عمرو: روى عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم في كراهة السؤال روى عنه سعيد بن يزيد تفرد بحديثه محمد بن جامع العطار وهو متروك كذا أورده بن عبد البر وأقره بن الأثير وزاد وله حديث آخر رواه عنه الحسن في النهي عن قتل الحيات.
قلت: ودعواه تفرد محمد بن جامع به ليس بصحيح فقد أخرجه البغوي وابن السكن والطبراني وابن منده وأبو نعيم وغيرهم من طرق ليس فيها محمد بن جامع لكن كلها تدور على محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن عبد الكريم عن سعيد بن يزيد عن مسعود بن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " لا يزال العبد يسأل وهو غني حتى يخلق وجهه فما يكون له عند الله وجه " .
وأما الحديث الآخر فأخره بن منده من طريق معتمر عن أبي خلدة عن الحسن بن مسعود بن عمرو وفي سنده جعفر بن عبد الواحد الهاشمي وهو متروك قد اتهم بوضع الحديث لكن المتن له أصل من غير هذه الطريق.
وذكر البغوي أنه مسعود بن عمرو بن ربيعة بن عمرو القارئ حليف بني زهرة ثم أسند ذلك من طريق محمد بن فليح عن موسى بن عقبة.
مسعود بن عمرو بن عمير الثقفي: كأنه الذي وهم أبو عمر أنه القاري ذكر الثعلبي في تفسيره عن مقاتل أنه نزل فيه : " يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا إن كنتم مؤمنين " البقرة 278 وكان له ولإخوته رباً عند بني المغيرة بن عبد الله فلما أسلموا طالبوهم فقالوا: ما نعطي الربا في الإسلام واختصموا إلى عتاب بن أسيد فكتب به إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فنزلت.
وقد تقدم في ترجمة حبيب بن عمرو وإخوته.
وأخرج بن أبي حاتم وابن مردويه من طريق بن عباس - أن قوله تعالى: " وقالوا لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم " الزخرف 31 نزلت في رجل من ثقيف ورجل من قريش والثقفي هو مسعود بن عمرو.
وفي ترجمة عروة بن عمير الثقفي شيء من هذا.
مسعود بن عبيدة: يأتي بعد اثنين في غلام فروة.
مسعود بن وائل: ويقال بن مسروق.
أخرج بن منده من طريق عتبة بن أبي عتبة عن سليمان بن عمرو عن الضحاك بن النعمان بن سعد - أن مسعود بن وائل قدم على النبي صلى الله عليه وآله وسلم فأسلم وحسن إسلامه فقال: يا رسول الله إني أحب أن تبعث إلى قومي رجلاً يدعوهم إلى الإسلام عسى الله أن يهديهم بك فقال لمعاوية: " اكتب له " فقال: يا رسول الله كيف أكتب له؟ قال: " اكتب: بسم الله الرحمن الرحيم... " فذكر الحديث.
مسعود: بن يزيد بن سبيع بن خنساء ويقال: سنان بن عبيد بن عدي بن كعب بن غنم بن كعب بن سلمة الأنصاري السلمي. ذكره بن إسحاق فيمن شهد العقبة.
مسعود غلام فروة: يقال اسم أبيه هنيدة.
قال بن حبان: مسعود بن هنيدة الأسلمي له صحبة. وذكر الواقدي عن بن أبي سبرة عن الحارث بن فضيل: حدثني مسعود بن هنيدة عن أبيه قال: لقيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقلت: جئت لأسلم عليك فقد أعتقني أبو تميم أوس بن حجر قال: " بارك الله عليك أين تركت أهلك؟ " قلت: بموضعهم والناس صالحون وقد كثر الإسلام حولنا. قال: وأعطاني عشرة من الإبل فرجعت إلى أهلي فنحن منها بخير.
وبهذا الإسناد ذكر الواقدي قصة للمريسيع قال بن سعد: مسعود مولى تميم بن حجر أبي أوس كان دليل النبي صلى الله عليه وآله وسلم وقد حفظ عنه في المريسيع. أسلم قديماً حين مر بهم في الهجرة وأعطاه النبي صلى الله عليه وسلم حين أعتق عشراً من الإبل.
وأخرج البغوي وابن منده من طريق بريدة بن سفيان بن فروة عن غلام لجده يقال له مسعود قال: كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يصلي وإلى جنبه أبو بكر فجئت أصلي فدفع النبي صلى الله عليه وآله وسلم في صدر أبي بكر فقمنا خلفه. رواه أبو كريب وغيره عن زيد أتم منه.


قلت: وهو عند مطين وابن السكن والطبراني وغيرهم وفي أوله: مر بي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هو وأبو بكر فقال أبو بكر: يا مسعود قل لأبي تميم يبعث معنا دليلاً قال: فقلت له فبعثني وبعث معي بوطب من لبن فجعلت أتخلل بهم الجبال والأودية وكنت قد عرفت الإسلام فصلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فذكره.
وقد مضى له ذكر في ترجمة أبي تميم أوس بن عبد الله بن حجر الأسلمي. ويأتي له ذكر في ترجمة هشام بن صبابة.
مسعود: غير منسوب.
قال بن أبي شيبة: حدثنا يزيد - هو بن هارون حدثنا حماد - هو بن سلمة عن هشام بن عروة عن أبيه قال: كان في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم رجل يقال له مسعود وكان نماماً فلما كان يوم الخندق بعثه أهل قريظة إلى أبي سفيان أن ابعث إلينا رجالاً حتى نقاتل محمداً مما يلي المدينة وتقاتله أنت مما يلي الخندق فشق ذلك على النبي صلى الله عليه وآله وسلم لما بلغه أن يقاتل من جهتين فقال: يا مسعود نحن بعثنا إلى بني قريظة أن يرسلوا إلى أبي سفيان فيرسل إليهم رجالاً فإذا أتوهم مكنوا منهم فقتلناهم فلم يتمالك مسعود لما سمع ذلك أن أتى أبا سفيان فأخبره فقال: صدق والله محمد ما كذب قط فلم يرسل إلى بني قريظة أحداً.
قلت: وفي هذه القصة شبه بقصة نعيم بن مسعود الأشجعي. فالله تعالى أعلم.
مسعود جد أبي العشراء: تقدم في قهطم.
مسلم بن أسلم بن بجرة الأنصاري الخزرجي.
وربما نسب إلى جده أخرج الطبراني من طريق بن إسحاق حدثني عبد الله بن أبي بكر عن مسلم بن بجرة أخي بلحرث بن الخزرج وكان شيخاً كبيراً قد حدث نفسه قال: إن كان ليدخل المدينة فيقضي حاجته بالسوق ثم يرجع إلى أهله فلا يضع رداءه إذا رجع إلى المدينة حتى يركع ركعتين ثم يقول: إن رسول صلى الله عليه وآله وسلم قال لنا: " من هبط منكم فلا يرجع إلى أهله حتى يركع ركعتين في هذا المسجد " .
وأخرج هذا الحديث بن منده من هذا الوجه لكنه سماه محمداً فقال: عن محمد بن أسلم بن بجرة وقال: غريب لا يعرف عنه إلا من هذا الوجه.
ولمسلم بن أسلم حديث آخر أخرجه بن أبي عاصم عن هشام بن عمار عن إسماعيل بن عياش عن إسحاق بن عبد الله - هو بن أبي فروة عن إبراهيم بن محمد بن مسلم بن بجرة الأنصاري عن أبيه عن جده مسلم - أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم جعله على أسارى بني قريظة ينظر إلى فرج الغلام فإن رآه قد أنبت ضرب عنقه.
وهذا أخرجه الطبراني عن أحمد بن المعلى عن هشام لكن قال في مسنده: عن إبراهيم بن محمد بن أسلم بن بجرة عن أبيه عن جده وقد تقدم في حرف الألف.
مسلم بن الحارث بن بدل: ويقال الحارث بن مسلم التميمي.
قال البغوي: سكن الشام. وقال البخاري وأبو حاتم وأبو زرعة الرازيان: إن له صحبة. زاد البخاري: والد الحارث وصحح البخاري والترمذي وغير واحد أن اسم الصحابي مسلم واسم التابعي ولده الحارث والاختلاف فيه على الوليد بن مسلم فقال جماعة: عنه عن عبد الرحمن بن حسان عن الحارث بن مسلم عن أبيه. وقال هشام بن عمار وغيره: عنه عن عبد الرحمن عن مسلم بن الحارث والراجح الأول لأن محمد بن شعيب بن سابور رواه عن عبد الرحمن كذلك وكذا قال صدقة بن خالد عن عبد الرحمن في حديث آخر أخرجه البخاري في التاريخ عن الحكم بن موسى عن صدقة ولفظه عن الحارث بن مسلم التميمي عن أبيه - أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كتب له كتاباً بالوصاة إلى من يعرفه من ولاة الأمر.
قال الدارقطني: مات في خلافة عثمان.
مسلم بن الحارث: الخزاعي ثم المصطلقي.
ذكره البغوي وغيره في الصحابة. وروى هو والطبراني وابن السكن وابن شاهين وابن الأعرابي وابن منده - من طريق يعقوب بن محمد الزهري عن يزيد بن عمرو بن مسلم حدثني أبي قال: كنت عند النبي صلى الله عليه وآله وسلم فأنشده منشد قول سويد بن عامر المصطلقي:
لا تأمنن وإن أمسيت في حرم ... إن المنايا بجنبي كل إنسان
فكل ذي صاحب يوماً يفارقه ... وكل زاد وإن أبقيته فاني
الأبيات.
وفي قول مسلم: ما رأيت مشركاً خيراً من سويد بن عامر فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: " لو أدرك هذا الإسلام لأسلم " .


لم يقل بن السكن في روايته مسلم بن الحارث وأنما قال مسلم بن أبي مسلم وأشار إلى يعقوب بن محمد تفرد به. قلت: وقع لنا بعلو في الثقفيات من حديثه.
مسلم بن خيشنة: بفتح المعجمة وسكون المثناة التحتانية وفتح الشين وتشديد النون الكناني أخو أبي قرصافة.
ذكره بن أبي داود وابن السكن والطبراني وغيرهم في الصحابة وأخرجوا من طريق زياد بن سيار عن عزة بنت عياض بن أبي قرصافة عن جدها أبي قرصافة قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: " هل لك عقب؟ " قلت: أخ لي قال: " فجىء به " فرفقت بأخي وكان غلاماً صغيراً حتى جاء معي فلما دنا من النبي صلى الله عليه وآله وسلم هرب فأخذته فضممت يديه ورجليه ثم أحضرته فأسلم وبايعه وسماه مسلماً وكان اسمه مقسماً فقلت: مسلم معك يا رسول الله.
مسلم بن رياح: بكسر الراء وبالمثناة التحتانية الثقفي.
ذكره بن خزيمة في الصحابة وأخرج من طريق عبد الجبار بن العباس عن عون بن جحيفة عن مسلم بن أبي رياح - أنه قال: سمع النبي صلى الله عليه وآله وسلم رجلاً يؤذن قال: الله أكبر الله أكبر فقال: " كلمة الحق " فقال: أشهد أن لا إله إلا الله قال: " كلمة الإخلاص " فقال: أشهد أن محمداً رسول الله قال: " خرج صاحبها من النار " . وذكره البغوي فقال: لا أدري له صحبة أم لا.
ورأيته في غير موضع بفتح الراء وتخفيف الموحدة.
مسلم بن سبع: أبو الغادية.
سماه بن حبان والمستغفري والمحفوظ أن اسمه يسار - بالتحتانية المثناة.
مسلم بن شيبة: بن عثمان بن طلحة بن أبي طلحة بن عبد الدار بن قصي العبدري الحجبي.
ذكره بن شاهين في الصحابة وقال: سمعت أبا بكر بن أبي داود يقول: عثمان صحابي وشيبة صحابي ومسلم صحابي كلهم حجبة البيت.
ثم روى من طريق عبد الحكيم بن منصور عن عبد الملك بن عمير عن مسلم بن شيبة خازن البيت قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " إذا أخذ القوم مقاعدهم فإن دعا رجل أخاه وقد أوسع له في مجلسه فليجلس فإنما هي كرامة وإن لم يوسع له فلينظر أوسع البقعة مكانها فليجلس فيه " . هكذا قال عبد الحكيم.
وقال سفيان بن عبد الرحمن وغيره عن عبد الملك عن مصعب بن شيبة. وأخرجه الخطيب في الجامع من طريق عبد الله بن عمر الرقي عن عبد الملك كذلك.
مسلم بن عبد الله: تقدم فيمن اسمه شهاب.
مسلم بن عبد الرحمن: قال البخاري وأبو حاتم: له صحبة ونسبه أبو علي بن السكن عامرياً وأخرج هو والطبراني ومن قبلها البخاري من رواية عباد بن كثير الرملي عن شميسة بنت نبهان عن مولاها مسلم بن عبد الرحمن قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يبايع الناس على الصفا بعد الفتح فجاءته امرأة يدها كيد الرجل فلم يبايعها حتى غيرت بصفرة أو حمرة وجاء رجل وعليه خاتم من حديد فقال: " ما طهر الله كفاً عليها خاتم من حديد " . قال بن حبان: ما أرى له حديثاً محفوظاً.
مسلم بن عبد الرحمن الأزدي: تقدم في شيطان بن عبد الله في الشين المعجمة.
مسلم بن عبيد الله القرشي وقيل عبيد الله بن مسلم وقيل: إنه مسلم بن مسلم. حديثه في صيام الدهر يدور على هارون بن سلمان الفراء أخرجه أبو داود والترمذي من طريق عبيد الله بن مسلم القرشي عن أبيه قال: سألت أو سئل النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن صيام الدهر فقال: " إن لأهلك عليك حقاً فصم رمضان والذي يليه وكل أربعاء وخميس فإذا أنت قد صمت الدهر وأفطرت " .
وقال البخاري: قال أبو نعيم عن هارون... فذكره.
وأخرجه النسائي عن أحمد بن يحيى عن أبي نعيم به وعن إبراهيم بن يعقوب عن أبي نعيم عن هارون عن مسلم عن أبيه كذا قال.
وأشار الترمذي إلى هذه الرواية فقال: روى بعضهم عن هارون به. وقد وافق زيد بن الحباب عبيد الله بن موسى.
وأخرجه النسائي من طريقه وصوب غير واحد أن اسم الصحابي مسلم. وقال البغوي: سكن الكوفة.
مسلم بن عبيس: بموحدة ومهملة مصغراً بن كريز بن حبيب بن عبد شمس.
مسلم بن عقبة الأشجعي: ذكره بن عساكر في تاريخه وساق بسنده من طريق إبراهيم بن أبي أمية وقال: سمعت نوح بن أبي حبيب يقول: فيمن روى عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم من أشجع: مسلم بن عقبة.
مسلم بن عقرب:


ذكره بن قانع في الصحابة. وقال بن أبي حاتم: روى حديثه شعيب بن حبان بن شعيب عن زيد بن أبي معاذ عن بكر بن وائل عنه ولم يذكر فيه كلاماً لغيره. وأخرجه بن قانع من هذا الوجه ولفظه: عن مسلم بن عقرب وكان قد أدرك النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: " من حلف على مملوكه ليضربنه فإن كفارته أن يدعه وله مع ذلك خير " .
وقال أبو أحمد العسكري: حديثه مرسل ولم يلق النبي صلى الله عليه وآله وسلم وذكره البخاري في التابعين.
مسلم بن العلاء بن الحضرمي.
تقدم ذكر أبيه في العين. وأخرج الطبراني من طريق زكريا بن طلحة بن مسلم بن العلاء بن الحضرمي عن أبيه عن جده مسلم قال: شهدت النبي صلى الله عليه وآله وسلم فيما عهد إلى العلاء بن الحضرمي لما وجهه إلى البحرين فقال: " ولا يحل لأحد جهل الفرض والسنن ويحل له ما سوى ذلك " .
قال: وقد كتب للعلاء: " سنوا بالمجوس سنة أهل الكتاب " .
وأخرجه أبو سليمان بن زبر من هذا الوجه لكن قال: عن جده العلاء وأخرجه بن منده كالطبراني وزاد: " وكان اسم مسلم العاص فسماه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مسلماً وهذا يضعف رواية أبي سليمان ومدار هذا الحديث على عمر بن إبراهيم وهو ساقط.
مسلم بن عمرو: بن أبي عقرب خويلد بن خالد.
له صحبة هكذا قال: بن حبان وقال البغوي: مسلم بن عمرو أبو عقرب والد أبي نوفل بن أبي عقرب سكن البصرة ثم ساق من طريق الأسود بن شيبان عن أبي نوفل بن عقرب عن أبيه في قصة بن أبي لهب وقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: " اللهم سلط عليه كلبك " وفيه: " إن الأسد أخذه من بين رفقته " .
وعند غيره: أبو نوفل بن أبي عقرب فما أدري أهو هو أو غيره.
وقد تقدم مسلم بن عقرب قريباً فلعل هذا النسب لجده وحذفت الأداة.
ثم رأيت في تاريخ البخاري: قال مسلم بن عقرب أبو نوفل العريجي الطائي قال علي. قال بعضهم: الكناني ثم قال: ويقال مسلم بن عمرو بن أبي عقرب فهو عنده واحد وسأذكر الخلاف في اسم أبي عقرب في الكنى إن شاء الله تعالى.
وقد ذكرت أكثره فيما تقدم قبل هذا من الأسماء بعون الله تعالى.
مسلم بن عمير الثقفي: أخرج الطبراني من طريق عمرو بن النعمان الباهلي عن مزاحم بن عبد العزيز الثقفي: حدثنا مسلم بن عمير قال: أهديت إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم جرة خضراء فيها كافور فقسمة بين المهاجرين والأنصار وقال: " يا أم مسلم انتبذي لنا فيها " .
مسلم بن عياض: بن زعب بن حبيب المحاربي.
ذكره المرزباني في معجم الشعراء وقال: يقال له بن الراسبية شهد أبوه القادسية وهو القائل:
وزوجتها من جند سعد فأصبحت ... يطيف بها ولدان بكر بن وائل
من أبيات. وسعد يعني به بن أبي وقاص وكان مسلم شاعراً أيضاً وهو القائل:
بني عمنا لا تظلمونا فإننا ... إذا ما ظلمنا لا نقر المظالما
فإن تدعوا فيما مضى أو تبخلوا ... مكارمنا نخلف سواها مكارما
وفدنا فبايعنا الرسول عليكم ... وسسنا الأمور واحتملنا العظائما
وهذا يشعر بأن له ولأبيه عياض صحبة. وقد أشرت إليه في حرف العين.
مسلم: غير منسوب والد ريطة.
روت عنه بنته أنه قال: شهدت مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم حنيناً فقال لي : " ما اسمك؟ " قلت: غراب قال: " أنت مسلم " .
قال بن السكن: لم يرو غيره وأخرجه البخاري في الأدب المفرد وفي التاريخ الكبير ولفظ البغوي من طريق عبد الله بن الحارث بن أبزى: حدثتني أمي عن أبيها - أنه شهد مغانم حنين واسمه غراب فسماه النبي صلى الله عليه وآله وسلم مسلماً. قال البغوي: سكن مكة واسم ابنته ريطة. وقال أبو عمر.... .
مسلم: والد صفية.
ذكره الطبراني في الصحابة ولم يخرج له شيئاً .
مسلم: والد عباد.
ذكره بن منده من طريق يعقوب القمي عن عنبسة بن سعيد الرازي عن أبي ليلى عن عباد بن مسلم عن أبيه قال: مر النبي صلى الله عليه وآله وسلم على أبي وقد لزم رجلاً في المسجد... فذكر الحديث كذا أورده مختصراً.
مسلم: والد عوسجة.


قال بن حبان: له صحبة. وقال البغوي: أحسبه كان بالكوفة حدثنا هارون بن عبد الله حدثنا مهدي بن حفص حدثنا أبو الأحوص عن سليمان بن قرم عن عوسجة عن أبيه مسلم قال: سافرت مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فكان يمسح على الخفين. قال البغوي: لم يسنده غير مهدي وهو خطأ.
وأخرجه بن أبي خيثمة عن مهدي وابن السكن من طريقه قال البغوي: الصواب: عن عوسجة عن عبد الله بن مسعود - موقوفاً.
وقال بن السكن: الصواب من فعل عبد الله. وقد رواه عنه مهدي عن أبي الأحوص فقال: عن سليمان عن عوسجة عن أبيه قال: سافرت مع عبد الله بن مسعود.
قلت: وقد أخرجه الطبراني عن عبد الله بن أحمد بن حنبل عن محمد بن جعفر الوركاني عن أبي الأحوص مثل ما روى مهدي - مرفوعاً ولفظه: رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم " بال ثم توضأ وسمح على خفيه " .
مسلم: يقال هو اسم أبي الغادية الجهني.
حكاه البغوي. وسيأتي في الكنى.
ذكر من اسمه مسلمة مفتوح الأول بزيادة هاء
مسلمة بن أسلم: بن حريش بمهملة أوله وآخره معجمة بوزن عظيم بن عدي بن مجدعة بن حارثة الأنصاري. ذكره بن عبد البر وقال: قتل يوم جسر أبي عبيد.
مسلمة بن قيس الأنصاري: ذكره بن منده وقال: عداده في أهل المدينة. وأخرج من طريق حبيب بن أبي حبيب عن إبراهيم بن الحصين عن أبيه عن جده عن مسلمة بن قيس - أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: " استشرت جبريل في اليمين مع الشاهد " .
مسلمة بن مالك: بن وهب بن ثعلبة بن وائلة بن عمرو بن شيبان بن محارب بن فهر بن مالك الفهري والد حبيب بن مسلمة.
ذكره المستغفري في الصحابة وأخرج من طريق يحيى بن زكريا بن أبي زائدة عن بن جريج عن بن أبي مليكة - أن حبيب بن مسلمة الفهري جاء إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فأدركه أبوه فقال: يا نبي الله إن ابني يدي ورجلي فقال: " ارجع معه " .
وأخرجه البغوي في ترجمة حبيب الفهري من طريق داود العطار عن بن جريج ولم يقع في روايته حبي بن مسلمة ففرق بين حبيب بن مسلمة وحبيب الفهري كما بينت ذلك في حرف الحاء.
وقد أخرجه أبو نعيم من طريق أبي عاصم وحجاج بن محمد كلاهما عن بن جريج وقال فيه: حبيب بن مسلمة.
مسلمة بن مخلد: بن الصامت بن نيار بن لوذان بن عبد ود بن زيد بن ثعلبة بن الخزرج بن ساعدة الأنصاري الخزرجي: ويقال زرقي يكنى أبا سعيد.
ذكره بن السكن وأبو نعيم وغيرهما في الصحابة قال بن السكن: روى عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أحاديث لا يذكر في شيء منها سماعاً كذا قال.
وقد أخرج أبو نعيم من طريق بن عون عن مكحول قال: ركب عقبة بن عامر إلى مسلمة وهو أمير على مصر فقال: له تذكر يوم قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " من علم من أخيه سبة فسترها ستره الله بها من النار يوم القيامة؟ " قال: نعم قال: فلهذا آخيتك.
وأخرج أبو نعيم أيضاً من طريق وكيع عن موسى بن علي عن أبيه عن مسلمة بن مخلد قال: ولدت حين قدم النبي صلى الله عليه وآله وسلم المدينة وقبض النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأنا بن عشر سنين.
وكذا رواه أحمد ومع ذلك قال: ليست لمسلمة صحبة فلعله أراد الصحبة الخاصة. وأخرجه بن الربيع الجيزي من وجهين: أحدهما قال فيه مثل هذا والآخر قال: قدم النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأنا بن أربع سنين ومات وأنا بن أربع عشرة سنة وزاد: ولأهل مصر عنه حديثان أحدهما: " أغروا النساء يلزمن الحجال " ولم يصرح فيه بالسماع والثاني: أنه ولد سنة الهجرة.
قال محمد بن الربيع: ولي إمرة مصر وهو أول من جمعت له مصر والمغرب وذلك في خلافة معاوية وصدر من خلافة يزيد بن معاوية وتوفي بمصر سنة اثنتين وستين.
وقال بن الربيع: ولي إمرة مصر ليزيد بن معاوية ومات بها وهذا قول بن حبان وابن البرقي. وقال الواقدي: رجع إلى المدينة ومات بها وذلك سنة اثنتين وستين. وقال بن السكن: هو أول من جعل على أهل مصر بنيان المنار.
ومخلد أبو بضم الميم وفتح الخاء العجمة وتشديد اللام.


وأخرج محمد بن الربيع من طريق ضمام بن إسماعيل عن أبي قبيل قال: بعث إلى حنظلة يعني أمير مصر فقال شيخ: لو كان في جسدك للسوط موضع لضربتك فقال له أبو قبيل: ولم ذاك؟ قال: صرت كاهناً تقول: الآخر فالآخر شر فقال له أبو قبيل: ليس أنا الذي قلت هذا إنما سمعته من مسلمة بن مخلد وقد قال - وكان زاد في بعث البحر فكره الجند ذلك وهو على أعوادك هذه يقول: يا أهل مصر ما نقمتم مني والله لقد زدت مددكم وعددكم وقوتكم على عدوكم اعلموا أني خير ممن بعدي والآخر فالآخر شر.
وفي لفظ: والذي نفسي بيده لا يأتينكم زمان إلا الآخر فالآخر شر فمن استطاع منكم أن يتخذ نفقاً في الأرض فليفعل.
مسلمة: يقال: إنه اسم عبد الرحمن بن المنهال.
واختلف في اسم ولد عبد الرحمن فقيل مسلمة وقيل غير ذلك وسيأتي بيانه في المبهمات.
مسلية بن هزان: ويقال: بن حدان الحداني.
ذكره الرشاطي وقال: له ذكر في خبر عبد الله بن علس ووفد على النبي صلى الله عليه وآله وسلم بعد الفتح ومدحه بشعر منه:
حلفت برب الراقصات إلى منى ... طوالع من بين القصيمة بالركب
بأن رسول الله فينا محمد ... له الرأس والقدموس من سلفي كعب
أتانا ببرهان من الله قابس ... أضاء به الرحمن من ظلمة الكرب
أعز به الأنصار لما تقارنت ... صدور العوالي في الحنادس والضرب
وكذا أورد له المرزباني في هذه الأبيات.
المسور بن عمرو غير منسوب.
شهد في أمان أهل نجران الذي كتب لهم أبو بكر الصديق عقب وفاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم وذكر ذلك سيف عن طلحة الأعلم عن عكرمة واستدركه بن فتحون.
المسور بن مخرمة: بن نوفل بن أهيب بن زهرة بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي القرشي الزهري.
قال مصعب الزبيري: يكنى أبا عبد الرحمن وأمه عاتكة بنت عوف أخت عبد الرحمن ممن أسملت وهاجرت.
قال يحيى بن بكير: وكان مولده بعد الهجرة بسنتين وقدم المدينة في ذي الحجة بعد الفتح سنة ثمان وهو غلام أيفع بن ست سنين.
قال البغوي: حفظ من النبي صلى الله عليه وآله وسلم أحاديث أخرجه البغوي وحديثه عن النبي صلى الله عليه وسلم في خطبة علي بنت أبي جهل في الصحيحين وغيرهما ووقع في بعض طرقه عند مسلم: سمعت النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأنا محتلم وهذا يدل على أنه ولد قبل الهجرة ولكنهم أطبقوا على أنه ولد بعدها.
وقد تأول بعضهم أن قوله محتلم من الحلم بالكسر لا من الحلم بالضم يريد أنه كان عاقلاً ضابطاً لما يتحمله.
وقال مصعب: كان يلزم عمر بن الخطاب. وقال الزبير: كان من أهل الفضل والدين..... .
وأخرج البغوي من طريق أم بكر بنت المسور عن أبيها قال: مر بي يهودي والنبي صلى الله عليه وآله وسلم يتوضأ وأنا خلفه فرفع ثوبه فإذا خاتم النبوة في ظهره فقال لي اليهودي: ارفع رداءه عن ظهره فذهب أفعل فنضج في وجهي كفاً من ماء.
ومن طريق عثمان بن حكيم عن أبي أمامة بن سهل عن المسور: أقبلت بحجر أحمله ثقيل وعلي إزار خفيف فانحل فلم أستطع أن أضع الحجر حتى بلغت به موضعه فقال لي النبي صلى الله عليه وآله وسلم: " ارجع إلى ثوبك فخذه ولا تمشوا عراة " .
وروى المسور أيضاً عن الخلفاء الأربعة وعمرو بن عوف القرشي والمغيرة وغيرهم. روى عنه أيضاً سعيد بن المسيب وعلي بن الحسين وعوف بن الطفيل وعروة وآخرون.
وكان مع خاله عبد الرحمن بن عوف ليالي الشورى وحفظ عنه أشياء ثم كان مع بن الزبير فلما كان الحصار الأول أصابه حجر من حجارة المنجنيق فمات.
وكذا قال يحيى بن بكير وزاد: أصابه وهو يصلي فأقام خمسة أيام ومات يوم أتى نعي يزيد بن معاوية سنة أربع وستين وكذا أخرجه أبو مسهر.
ونقل الطبري عن بن معين - أنه مات سنة ثلاث وسبعين وتعقبه بأنه غلط لأنهم اتفقوا على أنه مات في حصار بن الزبير أصابه حجر من المنجنيق. والمراد به الحصار الأول من الجيش الذي أرسله يزيد بن معاوية وكان ذلك سنة أربع أو خمس وستين وأما سنة ثلاث وسبعين فكان الحصار من الحجاج وفيه قتل بن الزبير ولم يبق المسور إلى هذا الزمان.
مسور بن فلان: والد عبد الله.


ذكره أبو نعيم وأخرج من طريق أشهب بن عبد العزيز عن بن لهيعة عن بن محيريز عن عبد الله بن المسور عن أبيه قال: قال رسول صلى الله عليه وآله وسلم: " وجب عليكم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ما لم تخافوا أن يؤتى إليكم مثل الذي نهيتم عنه فإذا خفتم ذلك فقد حل لكم الصمت " .
قال أبو نعيم: كذا قال ولا نعرف لابن لهيعة عن بن محيريز شيئاً.
مسور: بضم أوله وفتح السين وتشديد الواو ضبطه عبد الغني بن سعيد وابن ماكولا وأورده البخاري مع المسور بن مخرمة فاقتضى أنه مثله وهو بن يزيد الأسدي ثم المالكي. قال البغوي: من بني مالك.
روى حديثه يحيى بن كثير عنه قال: شهدت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقرأ في الصلاة فترك شيئاً فقيل له لما سلم. قال: " فهلا أذكرتنيها؟ " قال: كنت أراها نسخت أخرجه أبو داود في السنن.
المسيب: بن حزن بن أبي وهب بن عمرو بن عائذ بن عمران بن محزوم القرشي المخزومي والد سعيد - له ولأبيه حزن صحبة وله حديث في الصحيحين من طريق طارق بن عبد الرحمن قال: انطلقت حاجاً فمررت بقوم يصلون قلت: ما هذا المسجد؟ قالوا: هذه الشجرة حيث بايع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بيعة الرضوان فلقيت سعيد بن المسيب فأخبرني فقال سعيد: حدثني أبي أنه كان ممن بايع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم تحت الشجرة فلما خرجنا من العام المقبل أتيناها فلم نقدر عليها قال سعيد: إن أصحاب محمد لم يعلموها فعلمتموها أنتم فأنتم أعلم.
وقد تقدم ذكره في حديث والده حزن بن أبي وهب. وللمسيب حديث آخر في الصحيحين وغيرهما في قصة وفاة أبي طالب وفي كل ذلك رد لقول مصعب الزبيري: لا يختلف أصحابنا أن المسيب وأباه من مسلمة الفتح وقد رد كلامه بذلك أبو أحمد العسكري وقد شهد المسيب فتوح الشام ولم يتحرر لي متى مات.
المسيب بن أبي السائب: بن عبد الله بن عابد بموحدة بن عمر بن مخزوم القرشي المخزومي أخو السائب.
ذكره الزبير بن بكار ونقل عن أبي معشر أنه أسلم وهاجر مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم من الحديبية وكان ابنه عبد الله ممن قاتل يوم الدار.
المسيب بن عمرو: ذكره أبو موسى في الذيل وحكى عن مقاتل بن سليمان أنه ذكره في تفسير سورة والعاديات وقال: إن النبي صلى الله عليه وآله وسلم بعثه في سرية إلى حي من بني كنانة وأمره عليهم وكان أحد النقباء فغابت السرية ولم يأت خبرها فقال المنافقون: قتلوا جميعاً فنزلت: " والعاديات ضبحاً " العاديات 1 .
الميم بعدها الشين
مشرح: بكسر أوله وسكون المعجمة وفتح الراء بعدها مهملة الأشعري.
قال البغوي: ذكره البخاري في الصحابة وأخرج بن أبي عاصم وابن السكن وغيرهما من طريق سلمة بن وهرام: حدثتني ميل بنت مشرح الأشعرية أن أباها مشرحاً وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم قص أظفاره فجمعها ثم دفنها ثم قال: هكذا رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
وفي سنده محمد بن سليمان بن مسمول وهو ضعيف جداً.
وأخرجه البيهقي في أواخر الباب الأربعين من شعب الإيمان من هذا الوجه وقال بن السكن: لم يرو عنه غيره.
مشمرج: بضم أوله وفتح الشين المعجمة وسكون الميم وكسر الراء بعدها جيم بن خالد السعدي جد علي بن جحر المحدث المشهور.
قال بن حبان: له صحبة وأخرج بن السكن عن الحسين بن إسماعيل الفارسي عن حاتم بن عبد الله بن عبدة عن علي بن حجر بن إياس بن مقاتل بن مشمرج حدثنا أبي عن أبيه إياس عن جده المشمرج قال: قدمت على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في وفد عبد القيس فسألهم النبي صلى الله عليه وآله وسلم: " هل فيكم غيركم؟ " قالوا: لا غير بن أختنا. قال: " بن أخت القوم منهم " ثم كساه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم برداً وأقطعه ركي ماء بالبادية وكتب له بها كتاباً
الميم بعدها الصاد
مصعب بن شيبة: بن عثمان الحجبي. تقدم ذكره في مسلم بن شيبة.
مصعب بن عمير: بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار بن قصي بن كلاب العبدري.


أحد السابقين إلى الإسلام يكنى أبا عبد الله. قال أبو عمر: أسلم قديماً والنبي صلى الله عليه وسلم في دار الأرقم وكتم إسلامه خوفاً من أمه وقومه فعلمه عثمان بن طلحة فأعلم أهله فأوثقوه فلم يزل محبوساً إلى أن هرب مع من هاجر إلى الحبشة ثم رجع إلى مكة فهاجر إلى المدينة وشهد بدراً ثم شهد أحداً ومعه اللواء فاستشهد.
وذكر محمد بن إسحاق عن صالح بن كيسان عن بعض آل سعد عن بن أبي وقاص قال: كان مصعب بن عمير أنعم غلام بمكة وأجوده خلة مع أبويه.
وأخرج الترمذي بسند فيه ضعف عن علي قال: رأى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مصعب بن عمير فبكى للذي كان فيه من النعمة ولما صار إليه.
وفي الصحيح عن حبان أن مصعباً لم يترك إلا ثوباً فكان إذا غطوا رأسه خرجت رجلاه وإذا غطوا رجليه خرج رأسه فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " اجعلوا على رجله شيئاً من الإذخر " .
وقال بن إسحاق في المغازي عن يزيد بن أبي حبيب: لما انصرف الناس عن القعبة بعث النبي صلى الله عليه وآله وسلم معهم مصعب بن عمير يفقههم وكان مصعب هاجر إلى الحبشة الهجرة الأولى ثم رجع إلى مكة ثم هاجر إلى المدينة. وفي صحيح البخاري عن البراء: أول من قدم علينا مصعب بن عمير وابن أم مكتوم... الحديث وزاد أبو داود من هذا الوجه الهجرة الأولى.
مصعب بن امرأة: الجلاس. تقدم في عمير بن سعد.
مصعب الأسلمي: ذكره البغوي والطبراني: وأخرج من طريق جرير بن حازم عن عبد الملك بن عمير عن مصعب الأسلمي قال: انطلق غلام منا حتى أتى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال: أسألك أن تجعلني ممن تشفع له. فقال: " أعني بكثرة السجود " . وأخرجه البزار عن طالوت بن عباد عن جرير فقال عن عبد الملك: كان بالمدينة غلام يكنى أبا مصعب... فذكر الحديث مطولاً وقال: لا نعلمه إلا من هذا الوجه. قال العسكري: وهو مرسل. قلت: رواية البزار ظاهرة الإرسال لكن فيها أبو مصعب وأما رواية غيره فالوصل فيها ظاهر لكن عبد الملك كان يدلس.
الميم بعدها الضاد
مضارب بن زيد: البجلي.
له إدراك ذكره سيف وأنه كان من قواد المثنى بن حارثة وأمرائه على مقدمته لما سار إلى محاربة أهل العراق وذلك سنة ثلاث عشرة ثم شهد بعد ذلك القادسية.
مضرح: في مطرح.
مضرس: بن سفيان بن خفاجة بن النابغة بن عتر بن حبيب بن وائلة بن دهمان بن نصر بن معاوية بن بكر بن هوازن النصري بالنون.
قال بن الكلبي: شهد حنيناً مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
مضرس: بن عمرو الثعلبي.
ذكره أبو عمرو الشيباني في أنساب غني وقال: صحب النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
مضطجع بن أثاثة: بن عباد بن عبد المطلب القرشي المطلبي أخو مسطح.
ذكره موسى بن عقبة فيمن شهد بدراً.
المضطجع: آخر يأتي في المنبعث.
الميم بعدها الطاء
مطاع اللخمي: تقدم في مسعود بن الضحاك.
مطرح بن جندلة: ويقال بن جدالة السلمي.
روى أبو موسى في الذيل من طريق زيد القمي عن محمد بن سيرين عن بن عباس - أن رجلاً من بني سليم من الأعراب اسمه مطرح بن جندلة سأل النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله ما فضل أمتك على أمة نوح؟ قال: " كفضل الله على جميع الخلائق... " الحديث.
وأخرجه بن النقاش في الموضوعات وذكر في الحديث أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم سماه مطرح بن الإسلام.
وأخرج إسماعيل بن أبي زياد السامي في تفسير ليث بن أبي سليم عن الضحاك عن بن عباس نحوه إلا أنه قال مطرح بن جدالة وبهذا ذكره بن منده.
مطرف بن بهصل: بن كعب بن قثع بن دلف بن هيصم بن عبد الله بن حرماز بن مالك بن مازن بن عمرو بن تميم التميمي المازني.
تقدم ذكره في ترجمة الأعشى وسيأتي في ترجمة نضلة بن بهصل إن شاء الله تعالى.
مطرف بن خالد بن نضلة الباهلي.
ذكره أبو أحمد العسكري في الصحابة وقال: أسلم وكتب له النبي صلى الله عليه وآله وسلم كتاباً.
وقال الرشاطي: مطرف الكاهلي وفد على النبي صلى الله عليه وآله وسلم بعد الفتح فكتب له كتاباً فيه فرائض الصدقات كذا ذكره بالكاف.


وقال بن شاهين: مطرف بن الكاهن الباهلي من بني فريص ثم ساق حديثه فقال: حدثنا عمرو بن مالك أخبرني المنذر حدثنا الحسين بن محمد بن علي حدثنا علي بن محمد المدائني عن أبي معشر عن يزيد بن رومان عن محمد بن إسحاق عن شيوخه قالوا: وفد مطرف بن الكاهن الباهلي أحد بني فريص على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بعد الفتح فقال: يا رسول الله سلمنا للإسلام وشهدنا دين الله في سماواته وأنه لا إله غيره وصدقناك وآمنا بكل ما قلت فاكتب لنا كتاباً. فكتب له: " من محمد رسول الله لمطرف بن الكاهن ولمن سكن بيته من باهلة: إن من أحيا أرضاً مواتاً فيها مراح الأنعام فهي له وعليه في كل ثلاثين من البقر فارض وفي كل أربعين من الغنم عتود وفي كل خمسين من الإبل مسنة... " الحديث وفيه: فانصرف مطرف وهو يقول:
حلفت برب الراقصات عشية ... على كل حرف من سديس وبازل
في أبيات يمدح بها النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهذا مما يقوي أنه من باهلة. قال أبو عبيد البكري في معجم ما استعجم: قال يعقوب: بيشة: واد يصب من جبل تهامة وفي بعضها لبني هلال وبعضها لسلول وهذا يقوي أنه باهلي.
مطرف بن عبد الله: بن الأعلم بن عمرو بن ربيعة العقيلي.
ذكره بن سعد والرشاطي في وفد بني عقيل قال بن سعد: حدثنا هشام بن محمد بن السائب - يعني الكلبي حدثنا رجل من بني عقيل عن أشياخ قومه قالوا: وقدمنا على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من بني عقيل: ربيع بن معاوية بن خفاجة بن عمرو بن عقيل ومطرف بن عبد الله بن الأعلم بن عمرو بن عقيل وأنس بن المنتفق بن عامر بن عقيل فبايعوا وأسلموا وبايعوه على من وراءهم من قومهم وأعطاهم العقيق وهي أرض في بلادهم فيها عيون ونخل وكتب لهم بذلك كتاباً وفيه: " ما أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وسمعوا أطاعوا ولم يعلمه حقاً مثله " قالوا: وكان الكتاب في يد مطرف.
مطرف بن الكاهن: في مطرف بن خالد.
مطر بن الزراع: ويقال بن فيل - يأتي في ترجمته.
مطر: بن عكامس السلمي يعد في الكوفيين.
قال بن حبان: له صحبة وقال الطبراني: اختلف في صحبته. وقال عثمان الدارمي : سألت يحيى بن معين عن مطر: ألقي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: لا أعلمه وما يروى عنه إلا هذا الحديث.
وقال بن أبي حاتم: سئل بن معين أله صحبة؟ فقال: لا وقال عبد الله بن أحمد: سألت أبي عنه هل له صحبة فقال: لا يعرف.
قلت: فله رواية؟ قال: لا أدري. وقال البرديجي: لم يرو عنه إلا أبو إسحاق ولا تصح له صحبة وقال أبو احمد العسكري: قال بعضهم: ليست له صحبة. وبعضهم يدخله في الصحابة..
روى عن النبي صلى الله عليه وسلم حديث: " إذا قضى الله لعبد أن يموت بأرض جعل له إليها حاجة " .
وأخرجه عبد الله بن أحمد في زيادات المسند والترمذي وقال: حسن غريب ولا يعرف لمطر غير هذا الحديث وصححه الحاكم.
مطر بن هلال الغنوي: ويقال مطر بن فيل. وقال بن حبان: مطر بن الزراع له صحبة. وأخرج البغوي من طريق يحيى بن حماد عن مطر بن عبد الرحمن الأعنق حدثتني امرأة من عبد القيس يقال لها أم أبان بنت الوازع بن الزراع - أن جدها الزراع خرج وافداً إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من أشج عبد القيس قالت: فخرج جدي بابن له مصاب وبأخ له من أمه من غيره ليس من عبد القيس اسمه مطر بن فيل العنزي فقال له الأشج: خرجت معنا وافداً برجل مجنون وآخر ليس منا قال: أما المجنون فيدعو له النبي صلى الله عليه وآله وسلم عسى أن يعافيه الله وأما العنزي فأخي لأمي لا أصبر عنه... فذكر الحديث بطوله.
وأخرجه بن منده من طريق موسى بن إسماعيل عن مطر لكن قال: مطر بن هلال.
وأخرجه البزار من طريق أبي داود الطيالسي عن مطر بسنده إلى الزراع أنه خرج وافداً ومعه الأشج وخرج بان له مجنون يقال له مطر وابن أخ له...الحديث. وقد مضى له ذكر في ترجمة صحار بن العباس وفي ترجمة جهم بن قثم.
مطر الليثي: في مكيتل.
مطر العزى: حليف عبد القيس أخو عقبة بن جروة.
تقدم ذكره في ترجمة صحار بن العباس وقيل: هو مطر بن فيل المذكور قبله.
مطعم بن عبيدة البلوي:


ذكره بن يونس وقال: صحابي روى عنه ربيعة بن لقيط. وأخرج بن منده حديثه من طريق بن لهيعة عن إسحاق بن ربيعة بن لقيط عن أبيه قال: خرجت إلى عبد الله بن عمرو في الفتنة فلقيت على بابه مطعم بن عبيدة البلوي فقال: عهد إلي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن أسمع وأطيع وإن كان علي أسود مجدع الأطراف. قال بن منده: حديث غريب.
مطعم: آخر. تقدم له ذكر في حارثة.
المطلب بن أزهر: بن عبد عوف الزهري بن عم عبد الرحمن بن عوف بن عبد عوف.
ذكره بن إسحاق فيمن هاجر إلى الحبشة قال: فمات بها فورثه ابنه عبد الله فيقال : إنه أول وارث في الإسلام.
وقال الواقدي: هاجر إلى الحبشة الهجرة الثانية فولد له بها عبد الله.
وقال بن الكلبي: هاجر هو وولده عبد الله فماتا جميعاً بأرض الحبشة وكانت مع المطلب امرأته رملة بنت أبي عوف بن صبيرة بن سعيد بن سعد بن سهم السهمي.
المطلب بن أبي البختري: بن الحارث بن أسد بن عبد العزى القرشي الأسدي. قتل أبوه كافراً يوم بدر وعاش هو بعد ذلك وهو أخو الأسود المتقدم في الألف. ذكره الزبير بن بكار وقال: كان عظيم الجثة وكذلك أخوه.
المطلب بن حنطب: بن الحارث بن عبيد الله بن مخزوم أبو عبد الله بن حنطب. ذكره بن إسحاق فيمن أسر يوم بدر ثم أسلم وقد تقدم له حديث في ترجمة عبد الله بن حنطب اختلف في سنده.
المطلب بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم.
تقدم في عبد المطلب. قال البغوي: المطلب بن ربيعة ويقال عبد المطلب بن ربيعة. وأخرج له بن شاهين من طريق صباح بن يحيى عن يزيد بن أبي زياد عن عبد الله بن الحارث عنه - رفعه: " من آذى العباس فقد آذاني " .
المطلب بن أبي وداعة: الحارث بن صبيرة بن سعيد بن سعد بن سهم القرشي السهمي.
ذكره بن سعد في مسلمة الفتح وقال الواقدي: نزل المدينة وله بها دار وبقي دهراً. وقال بن الكلبي: كان لدة النبي صلى الله عليه وآله وسلم وقال أبو عبيد: له صحبة.
وروى عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم وحديثه في مسند أحمد بسند صحيح إلى عكرمة بن خالد عن المطلب بن أبي وداعة قال: رأيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم يسجد في النجم... الحديث. وفي آخره: قال المطلب: فلا أدع السجود فيها أبداً.
هذه رواية عبد الرزاق عن معمر وأدخل رباح بن زيد عن معمر بين عكرمة بن خالد والمطلب جعفر بن المطلب.
وأخرج البغوي من طريق عبد الله بن الحارث عن المطلب بن أبي وداعة قال: جاء العباس إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم وكأنه قد سمع شيئاً... فذكر الحديث. وفيه: " إن الله خلق الخلق فجعلني في خيرهم قبيلة " .
وفي المغازي لابن إسحاق: إن أبا وداعة أسر يوم بدر فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: " إن له ابناً كيساً تاجراً ذا مال كأنكم به قد جاء في فداء أبيه " فكان كذلك.
وروى أيضاً عن حفصة أم المؤمنين وحديثه عنها في صحيح مسلم من رواية الزهري عن السائب بن يزيد عن المطلب عن حفصة في صلاة السبحة قاعدا.ً روى عنه أولاده: جعفر وكثير وعبد الرحمن وحفيده أبو سفيان بن عبد الرحمن. وأخرج البغوي وابن شاهين من طريق عكرمة بن خالد عن جعفر بن المطلب بن أبي وداعة عن أبيه: سمعت النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقرأ بمكة: " والنجم " - يعني فسجد فيها وقال: وأنا يومئذ كافر فلم أسجد فلا أسمعها من أحد إلا سجدت فيها.
المطلب السلمي: له ذكر في غزوة بئر معونة فروى بن لهيعة عن أبي الأسود عن عروة ثم بعث النبي صلى الله عليه وآله وسلم المنذر بن عمرو الساعدي وبعث معه المطلب السلمي ليدلهم على الطريق... فذكر القصة. وأخرجه الطبراني من طريقه.
مطيع بن الأسود: بن المطلب بن أسد بن عبد العزى بن قصي القرشي الأسدي. قال الزبير بن بكار: أوصى إلى الزبير بن العوام ثم ساق من طريق هشام بن عروة - أن مطيع بن الأسود قال: سمعت عمر يقول: من عهد إلى الزبير بن العوام فإن الزبير عمود من عمد الإسلام.
ووالده الأسود هو الذي عارض عثمان بن الحويرث عند قيصر لما طلب منه أن يملكه على أهل مكة وقصته مشهورة ذكرها الزبير وغيره.
مطيع بن الأسود بن حارثة: بن نضلة بن عوف بن عبيد بن عويج بن عدي بن كعب بن لؤي القرشي العدوي.
كان اسمه العاصي فسماه النبي صلى الله عليه وآله وسلم مطيعاً وهو والد عبد الله المتقدم ذكره في حرف العين.


قال بن سعد: أسلم يوم الفتح وله رواية عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم وحديثه في صحيح مسلم. روى عنه ابنه عبد الله وعيسى بن طلحة التيمي.
قال مصعب الزبيري: مات في خلافة عثمان بالمدينة وحكى بن البرقي عن بعضهم أنه قتل بالجمل.
مطيع بن ذي من بني بكر بن كلاب الكلابي.
ذكره الفاكهي في كتاب مكة وروى عن ميمون بن الحكم عن محمد بن جعشم عن بن جريج قال: سماه النبي صلى الله عليه وآله وسلم مطيعاً وكان اسمه العاصي والذي يظهر أنه الذي بعده وأن ذي تصحفت من ذي اللحية لكن النسخة من كتاب الفاكهي متقنة والتعدد محتمل.
مطيع بن عامر: بن عوف بن كعب بن أبي بكر بن كلاب أخو ذي اللحية الكلابي.
ذكره بن الكلابي والطبراني والدارقطني فيمن له وفادة وله حديث في مسند بقي بن مخلد قال بن الكلبي: وفد على النبي صلى الله عليه وآله وسلم فسأله عن اسمه فقال: العاصي فقال: " أنت مطيع " .
مطية بن مالك: ذكره الطبري في الصحابة واستدركه بن فتحون وأنا أخشى أن يكون هو قطبة المضاي في حرف القاف فتصحفت القاف إلى الميم وتصحفت الموحدة بالباء. فالله أعلم.
الميم بعدها الظاء
مظهر بن رافع بن عدي بن يزيد بن جشم بن حارثة الأنصاري الحارثي عم رافع بن خديج.
ضبطه بن ماكولا بضم الميم وفتح الظاء وتشديد الهاء المكسورة وقال: له ولأخيه ظهير - بالتصغير - صحبة ورواية روى عنهما بن أخيهما رافع.
قلت: ورواية رافع عن عميه في الصحيح بالإبهام وسمي ظهيرا في رواية ويقال اسم الآخر مهير بالميم مصغر أيضاً.
ومظهر ذكره الواقدي فيمن شهد أحداً وعاش إلى خلافة عمر فقتله أعلاج من عبيدة بخيبر وكان أقامهم يعملون له في أرضه فحملهم اليهود على ذلك.
ذكر من اسمه معاذ
معاذ بن أنس: الجهني حليف الأنصار.
قال أبو سعيد بن يونس: صحابي كان بمصر والشام قد ذكر فيهما. روى عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أحاديث وله رواية عن أبي الدرداء وكعب الأحبار. روى عنه ابنه سهل بن معاذ وحده.
وذكر أبو أحمد العسكري ما يدل على أنه بقي إلى خلافة عبد الملك بن مروان وكأنه أشار إلى ما أخرج البغوي من طريق فروة بن مجاهد عن سهل بن معاذ قال: غزوت مع أبي الصائفة في زمن عبد الملك وعلينا عبد الله بن عبد الملك فقام أبي في الناس... فذكر قصة فيها أنه غزا مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
معاذ بن جبل: بن عمرو بن أوس بن عائذ بن عدي بن كعب بن عمرو بن أدي بن علي بن أسد بن ساردة بن يزيد بن جشم بن عدي بن نابي بن تميم بن كعب بن سلمة أبو عبد الرحمن الأنصاري الخزرجي.
الإمام المقدم في علم الحلال والحرام قال أبو إدريس الخولاني: كان أبيض وضيء الوجه براق الثنايا أكحل العينين.
وقال كعب بن مالك: كان شاباً جميلاً سمحاً من خير شباب قومه.
وقال الواقدي: كان من أجمل الرجال وشهد المشاهد كلها.
وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث..
روى عنه بن عباس وابن عمر وابن عدي وابن أبي أوفى الأشعري وعبد الرحمن بن سمرة وجابر بن أنس وآخرون من كبار التابعين وشهد بدراً وهو بن إحدى وعشرين سنة وأمره النبي صلى الله عليه وآله وسلم على اليمن. والحديث بذلك في الصحيح من رواية بن عباس عنه.
وذكر سيف في الفتوح بسند له عن عبيد بن صخر قال: قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم لمعاذ حين بعثه إلى اليمن: " إني قد عرفت بلاءك في الدين والذي قد ركبك من الدين وقد طيبت لك الهدية فإن أهدي لك شيء فاقبل " .
قال: فرجع حين رجع بثلاثين رأساً أهديت له قال: بهذا الأسناد: إن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال له لما ودعه: " حفظك الله من بين يديك ومن خلفك وعن يمينك وعن شمالك ومن فوقك ومن تحتك وأدرأ عنك شرور الإنس والجن " .
وفي سنن أبي داود عن معاذ بن جبل قال: قال لي النبي صلى الله عليه وآله وسلم: " إني لأحبك... " الحديث - في القول بعد كل صلاة.
وعده أنس بن مالك فيمن جمع القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو في الصحيح وفيه عن عبد الله بن عمرو - رفعه: " اقرءوا القرآن من أربعة " فذكره فيهم.
وقال الشعبي عن مسروق: كنا عند بن مسعود فقرأ - إن معاذاً كان أمة قانتاً لله فقال فروة بن نوفل نسيت فقال: ما نسيت إنا كنا نشبهه بإبراهيم عليه السلام.


وقال أبو نعيم في الحلية: إمام الفقهاء وكنز العلماء شهد العقبة وبدراً والمشاهد وكان من أفضل شباب الأنصار حلماً وحياء وسخاء وكان جميلاً وسيماً.
روى عنه من الصحابة عمر وأبو قتادة وعبد الرحمن بن سمرة وغيرهم.
وقال عبد الرزاق: أنبأنا معمر والزهري عن بن كعب بن مالك: كان معاذ شاباً جميلاً سمحاً لا يسأل الله شيئاً إلا أعطاه.
وقال الأعمش عن أبي سفيان: حدثني أشياخ منا. فذكر قصة فيها: فقال عمر عجزت النساء أن يلدن مثل معاذ ولولا معاذ لهلك عمر.
أخرجه محمد بن مخلد العطار في فوائده.
وفي حديث أبي قلابة عن أنس عند الترمذي وغيره في ذكر بعض الصحابة - مرفوعاً: " وأعلمهم بالحلال والحرام معاذ " .
وفي مرسل أبي عون الثقفي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: " يأتي معاذ يوم القيامة أمام الناس برتوة " .
أخرجه محمد بن عثمان بن أبي شيبة في تاريخه وأورده بن عساكر من طريق عن محمد بن الخطاب.
والرتوة - بفتح الراء المهملة وسكون المثناة وفتح الواو.
وفي طبقات بن سعد من طريق منقطع أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كتب إلى أهل اليمن لما بعث معاذاً: " إني بعثت لكم خير أهلي " .
ومناقبه كثيرة جداً وقدم من اليمن في خلافة أبي بكر وكانت وفاته بالطاعون في الشام سنة سبع عشرة أو التي بعدها وهو قول الأكثر. وعاش أربعاً وثلاثين سنة. وقيل غير ذلك.
معاذ بن الحارث: بن الأرقم بن عوف بن وهب بن عمرو بن عوف بن غنم بن مالك بن النجار الأنصاري الخزرجي يكنى أبا حليمة وهو بها أشهر وكان يقال له القاري.
ساق نسبه محمد بن سعد. ويقال: إن كنيته أبو الحارث وأبو حليمة لقب قال أبو عمر: شهد الخندق. وقيل: لم يدرك من حياة النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلا ست سنين. وقد روى عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم. وروى أيضاً عن أبي بكر وعمر وعثمان. روى عنه نافع مولى بن عمر وعمران بن أبي أنس وسعيد المقبري وأبو الوليد البصري.
وقال بن عون: كان أبو حليمة يقنت في رمضان وهذا أرسله بن عون عنه فإنه لم يدركه. وقال البخاري: يعد في أهل المدينة وشهد الجسر مع أبي عبيدة ولما فروا . قال لهم عمر: أنا فئتكم.
وأخرج البزار وابن منده من طريق ربيعة بن عثمان عن عمران بن أبي أنس: سمعت معاذ بن الحارث سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: " منبري على ترعة من ترع الجنة " . قال بن سعد وأبو أحمد الحاكم: قتل يوم الحرة وقال أبو حاتم الرازي: يقال إنه قتل بالحرة وقال بن حبان:عاش تسعاً وستين سنة. قلت: كانت الحرة سنة ثلاث وستين فعلى هذا يكون ما تقدم ذكره من عمره صحيحاً وهو الذي أقامه عمر يصلي التراويح في شهر رمضان.
معاذ بن الحارث: بن رفاعة بن الحارث بن سواد بن مالك بن غنم بن مالك بن النجار الأنصاري الخزرجي المعروف بابن عفراء. وقيل بحذف الحارث الثاني في نسبه وعفراء أمه عرف بها.
شهد العقبة الأولى مع الستة الذين هم أول من لقي النبي صلى الله عليه وآله وسلم من الأوس والخزرج وشهد بدراً وشرك في قتل أبي جهل وعاش بعد ذلك وقيل: بل جرح ببدر فمات من جراحته.
وله رواية عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم في السنن للنسائي وغيره من طريق نصر بن عبد الرحمن القرشي واختلف في إسناده على علي بن نصر وهو عند البغوي بسند صحيح عن نصر عن معاذ عن رجل من قريش قال: رأيت معاذ بن عفراء يطوف بالبيت فطاف ولم يصل بعد الصبح أو العصر فقلت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ينهى عن الصلاة بعد الصبح... الحديث. وعند البغوي من طريق أبي نصر سليمان بن زياد عن معاذ بن عفراء عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: " رأيت ربي... " الحديث.
معاذ بن الحارث: بن سراقة الأنصاري السلمي بفتح السين.
ذكره بن سعد في الصحابة وكانت عنده الرباب بنت البراء بن معرور فولدت له سعد بن معاذ.
قلت: وليس سعد هذا الصحابي المشهور رئيس الأوس وإنما وافقه في اسمه واسم أبيه وصاحب الترجمة خزرجي فافترقا.
معاذ بن رباح بن عمرو بن عبد الله بن أنمار بن مالك بن يسار بن حطيط بن جشم الثقفي يكنى أبا زهير وهو بها أشهر.
واختلف في اسمه. روى عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
معاذ بن رفاعة الأنصاري الزرقي.
ذكره الواقدي وقال: شهد غزوة بني قريظة مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم على فرس.


قلت: وفي التابعين معاذ بن رفاعة آخر يروي عن أبيه وجابر وخولة. روى عنه عبد الله بن محمد بن عقيل.
معاذ بن زرارة بن عمرو: بن عدي بن الحارث من بني ظفر.
قال أبو عمر: شهد أحداً هو وولداه: أبو نملة وأبو درة.
معاذ بن سعد: أو سعد بن معاذ الأنصاري.
وقع بالشك في صحيح البخاري والموطأ عن مالك عن نافع عن رجل من الأنصار عن معاذ بن سعد أو سعد بن معاذ - أن جارية لكعب بن مالك كانت ترعى غنماً بسلع... الحديث.
أورده البخاري في كتاب الذبائح عقب رواية نافع عن بن كعب بن مالك عن أخيه - أن جارية لهم. وذكره بن منده وأبو نعيم وابن فتحون في الصحابة..... .
معاذ بن الصمة بن عمرو بن الجموح الأنصاري.
قال العدوي: شهد أحداً وما بعدها وقتل يوم الحرة.
وذكر أبو عبيد القاسم بن سلام أن معاذ بن الصمة شهد بدراً هو وأخوه خراش فيحرر هل هو أو غيره؟.
معاذ بن عبد الله بن حنطب.
ذكره الطبري واستدركه بن فتحون.
معاذ بن عبد الله التيمي.
قال بن حبان: يقال له صحبة.
معاذ بن عبد الرحمن بن عثمان بن عبيد الله التيمي.
ذكره بن السكن في ترجمة والده وقال: لهما صحبة. وذكره بن فتحون في الصحابة وعزاه لخليفة.
وقال البخاري: سمع أباه وروى عنه الزهري. يعد في أهل الحجاز. وقال بعضهم : سمع معاذ عمر بن الخطاب ولا يصح. وهو أخو عثمان وكذا قال أبو حاتم الرازي ولا يصح سماعه عن عمر. انتهى.
وإذا لم يصح سماعه من عمر فكيف يدرك العصر النبوي وروايته.
قلت: وحديثه في الصحيحين عن حمران مولى عثمان عن عثمان وكذا في النسائي ففي البخاري من طريق محمد بن إبراهيم التيمي وعند مسلم والنسائي من طريق نافع بن جبير وغيرهم كلهم عن معاذ بن عبد الرحمن عن حمران.
وذكره بن سعد في الطبقة الثانية من أهل المدينة وابن حبان في ثقات التابعين.
معاذ بن عثمان: أو عثمان بن معاذ.
روى حديثه الحميدي في مسنده عن بن عيينة كذا على الشك ورجح أنه معاذ. وقد تقدم سياقه فيمن اسمه عثمان.
معاذ بن عفراء: هو بن الحارث. تقدم.
معاذ بن عمرو بن الجموح: بن زيد بن حرام بن كعب بن غنم بن كعب بن سلمة الأنصاري الخزرجي السلمي.
قال البخاري: له صحبة. وقد تقدم ذكر أبيه أيضاً وشهد معاذ هذا العقبة وبدراً وهو أحد من قتل أبا جهل.
وقال بن إسحاق في المغازي: حدثني ثور عن عكرمة عن بن عباس قال: قال معاذ بن عمرو بن الجموح: سمعت القوم يقولون: أبو الحكم لا يخلص إليه فجعلته من شأني فصمدت نحوه فحملت عليه فضربته ضربة فأطنت قدمه.
وذكر بن إسحاق أيضاً فيما أخرجه بن أبي خيثمة عن يوسف بن بهلول عن عبد الله بن إدريس عنه عن عبد الملك بن أبي بكر ورجل آخر معه كلاهما عن عكرمة عن بن عباس عن معاذ بن عفراء - أنه قال: سمعت القوم وهم في مثل الحرجة وأبو جهل فيهم وهم يقولون: أبو الحكم لا يخلص إليه فلما سمعتها جعلته من شأني فقصدت نحوه فلما أمكنني حملت عليه... فذكر نحوه.
ويمكن الجمع بأن كلا منهما ضربه. وأصح من ذلك ما في الصحيحين من حديث عبد الرحمن بن عوف في قصة أبي جهل: فضربه ابنا عفراء حتى برد وهما معاذ ومعوذ. وفي المغازي أيضاً: أن عكرمة بن أبي جهل ضرب معاذ بن عمرو فقطع يده فبقيت معلقة حتى تمطى عليها فألقاها وقاتل بقية يومه ثم بقي بعد ذلك دهراً حتى مات في زمن عثمان قاله البخاري وغيره.
معاذ بن عمرو: بن قيس بن عبد العزى بن غزية بن عمرو بن عدي بن عوف بن مالك بن النجار الأنصاري الخزرجي.
ذكر البغوي عن بن القداح - أنه شهد أحداً وما بعدها واستشهد باليمامة.
معاذ بن ماعص: ويقال بن معاص ويقال بن ناعص بالنون بن ميسرة بن خلدة بن عامر بن زريق أخو عباد الأنصاري الزرقي.
قال بن إسحاق وموسى بن عقبة: شهد معاذ بدراً.
وروى الواقدي عن يونس بن محمد الظفري عن معاذ بن رفاعة - أن معاذ بن ماعص جرح ببدر فمات من جرحه.
قال الواقدي: والثبت أنه شهد بدراً وأحداً واستشهد يوم بئر معونة.
وذكر بن منده من طريق إبراهيم بن المنذر عن محمد بن طلحة التيمي - أن معاذ بن ماعص كان من جملة الذين خرجوا في طلب الذين ساقوا لقاح رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مع عيينة بن حصن وكان أميرهم سعيد بن زيد.


وكذا أخرج الواقدي من طريق أبي بكر بن أبي الجهم نحو ذلك. ووقع في مغازي موسى بن عقبة أنه استشهد يوم مؤتة وفي نسخة منها أن الذي استشهد فيها أخوه عباد.
معاذ بن محمود: بن عمرو بن محصن الأنصاري أبو الحارث إمام مسجد المدينة.
حكى بن أبي حاتم عن أبيه أنه أم بمسجد المدينة ثلاثين سنة ومات سنة أربع وخمسين. قال الذهبي: ومقتضى ذلك أن يكون صحابياً وهو كما قال.
معاذ الأنصاري: حكى أبو عمر أنه أبو زيد الذي جمع القرآن وهو بكنيته أشهر واختلف في اسمه اختلافاً كثيراً.
معان بن عمرو النهراني: ذكره أبو الفتح الأزدي في الأسماء المفردة من الصحابة واستدركه أبو موسى. وقال بن الأثير: لا أدري هل آخره زاي أو نون.
معافى بن زيد الجرشي: ذكره بن منده من طريق عبد العزيز بن قيس عن حميد عن أنس قال: أتى النبي صلى الله عليه وآله وسلم برجل من تهامة يقال له معافى بن زيد الجرشي فقال: ما تقول في النبيذ؟ الحديث.
ذكر من اسمه معاوية
معاوية بن أنس السلمي: ذكره سيف في الفتوح عن سهل بن يوسف عن القاسم بن محمد وأنه كان ممن حارب الأسود العنسي في حياة النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
معاوية بن ثور: بن عبادة بن البكاء العامري البكائي.
تقدم ذكره في ترجمة ابنه بشر بن معاوية وله ذكر في ترجمة عبد عمرو بن كعب وجده عبادة ضبطه العقيلي بكسر العين قاله أبو عمرو ذكره بن منده بالسند الماضي في ترجمة بشر قال: وكتب النبي صلى الله عليه وآله وسلم لمعاوية كتاباً ووهب له من صدقة عليه معونة له ولما رجع معاوية إلى منزله قال: إنما أنا هامة اليوم أو غد ولي مال كثير وإنما لي ابنان فرجع فقال: يا رسول الله خذها مني فضعها حيث ترى من مكايدة العدو فإني موسر فقال: " أصبت يا معاوية " فقبلها منه.
قال بن الكلبي: وقد فخر محمد بن بشر بن معاوية بما صنع جده فقال:
وأبي الذي مسح النبي برأسه ... ودعا له بالخير والبركات
أعطاه أحمد إذ أتاه أعنزاً ... عفراً ثواجل لسن باللجبات
يملأن رفد الحي كل عشية ... ويعود ذاك الملء بالغدوات
بوركن من منح وبورك مانح ... وعليه مني ما بقيت صلاتي
وله ذكر في ترجمة الفجيع المامري وأخوه عبد الله بن ثور - تقدم.
معاوية بن جاهمة: بن العباس بن مرداس السلمي.
ذكره البغوي وغيره في الصحابة. وقد ذكرت الاختلاف في إسناد الحديث المروي عنه في ترجمة جاهمة في حرف الجيم.
معاوية بن الحارث بن المطلب بن عبد مناف.
ذكره بن إسحاق في السيرة الكبرى وساق قصته الفاكهي في كتاب مكة من طريقه قال: كان معاوية بن الحارث بن المطلب يتقلد السيف ويقول للنبي صلى الله عليه وآله وسلم: صل فوالله لا يتعرض لك أحد إلا ضربت عنقه قال: فلما مات قال فيه أبو طالب:
فأبكي معاوي لا معاوي مثله ... نعم الفتى في العرف لا في المنكر
قلت: ولم أره في أنساب الزبير بل ذكر إخوته: عبيدة والطفيل والحصين وذكر أن عبيدة وإخوته أسلموا وأظنه لكونه لم يعقب خفي أمره.
معاوية بن حديج: بمهملة ثم جيم مصغراً بن جفنة من تجيب أبو نعيم ويقال أبو عبد الرحمن السكوني.
وقال البخاري: خولاني - نسبه الزهري يعد في المصريين. وقال البغوي: كان عامل معاوية على مصر.
قلت: إنما أمره معاوية على الجيش الذي جهزه إلى مصر وبها محمد بن أبي بكر الصديق فلما قتلوه بايعوا لمعاوية ثم ولي إمرة مصر ليزيد.
وذكره بن سعد فيمن ولي مصر من الصحابة. وقال بن يونس في تاريخه: يكنى أبا نعيم وفد على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وشهد فتح مصر ثم كان الوافد على عمر بفتح الإسكندرية ذهبت عينه في غزوة النوبة مع بن أبي سرح وإلى غزو المغرب مراراً آخرها سنة خمسين ومات سنة اثنتين وخمسين.
وأخرج له أبو داود والنسائي حديثاً في السهو في الصلاة والنسائي حديثاً في التداوي بالحجامة والعسل والبغوي حديثاً قال فيه: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: " غدوة في سبيل الله أو روحة خير من الدنيا وما فيها " وأخرج أحمد الأحاديث الثلاثة وكلها من طريق يزيد بن أبي حبيب عن سويد بن قيس عنه. وقد أخرج أيضاً من طريق ثابت البناني عن صالح بن حجير عنه حديثاً مرفوعاً في دفن الميت.


ومن طريق بن لهيعة عن الحارث بن يزيد عن علي بن رباح عنه قال: هاجرنا على عهد أبي بكر فبينا نحن عنده... فذكر قصة زمزم.
قال الأثرم عن أحمد: ليست له صحبة. وذكره يعقوب بن سفيان وابن حبان في التابعين لكن بن حبان ذكره في الصحابة أيضاً. قال البخاري: مات قبل أبي عمرو.
معاوية بن حزن القشيري: قرأت بخط الخطيب في كتاب المؤتلف في ترجمة عقيل بالتصغير وبوزن عظيم قال في الثاني: وعبد الرحمن بن محمد بن عقيل النيسابوري ثم ساق من طريقه عن أبي حامد الحسنوي عن أحمد بن يونس عن عمر بن عبد الله عن سفيان بن حسين عن داود الوراق عن سعيد بن حكيم عن أبيه عن جده معاوية بن حزن القشيري قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فلما وقفت عليه قال: " أما إني قد سألت الله أن يعينني عليكم " . وذكر الحديث بطوله كذا بخطه معاوية بن حزن مجودة وعمل على حزن ضبة وأنا أظن أنه بن حيدة الذي بعد هذا فكتبته هنا على الاحتمال ونبهت عليه في القسم الأخير.
معاوية بن الحكم السلمي: قال أبو عمر: كان يسكن بني سليم وينزل المدينة.
قال البخاري: له صحبة يعد في أهل الحجاز. وقال البغوي: سكن المدينة. وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم حديثاً.
قلت: ثبت ذكره وحديثه في صحيح مسلم من طريق عطاء بن يسار عنه قال: صليت خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم فعطس رجل من القوم في صلاته فقلت: يرحمك الله... الحديث.
وفيه: " إن هذه الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس " .
قال البغوي: الحديث طويل فيه قصص الصلاة. وقد روى الزهري عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن معاوية بن الحكم قصة الطيرة والكهانة ثم أخرجه من طريق أبي أويس عن الزهري.
وروى مالك من طريق عطاء بن يسار قصة في الجارية التي لطمها لكنه سماه عمر بن الحكم وخالف فيه أكثر الناس.
وأخرج البغوي من طريق يعقوب بن محمد الزهري عن أسد بن موسى عن ضفار بن حميد عن كثير بن معاوية بن الحكم السلمي عن أبيه قال: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم فأنزى أخي علي بن الحكم فرساً له خندقاً... فذكر الحديث كما تقدم في ترجمة علي بن الحكم من حرف العين.
وقال بن عبد البر أحسن الناس لحديث معاوية بن الحكم سياقه يحيى بن أبي كثير وأما غيره فقطعه أحاديث. قلت: لكن قصة أخيه علي لم تدخل في رواية يحيى.
معاوية بن حيدة بن معاوية بن قشير بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة القشيري جد بهز بن حكيم.
قال البغوي: نزل البصرة. وقال بن الكلبي: أخبرني أبي أنه أدرك بخراسان ومات بها. وقال بن سعد: له وفادة وصحبة. وقال البخاري: سمع النبي صلى الله عليه وسلم.
وزعم الحاكم أن ابنه تفرد بالرواية عنه لكن وجدت رواية لعروة بن رويم اللخمي عنه وكذا ذكر المزي أن حميداً اليزني روى عنه.
وقد مضى له ذكر في ترجمة والده حيدة وعلق له البخاري في الطهارة وفي النكاح وقال في الغسل قال بهز بن حكيم عن أبيه عن جده وأخرج له أصحاب السنن وصحح حديثه.
وأخرج البغوي عن الزبير بن بكار عن عبد المجيد بن أبي رواد عن معمر عن الزهري: حدثني رجل من بني قشير يقال له بهز بن حكيم عن أبيه عن جده - أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: " في كل خمس ذود سائمة الصدقة " .
قال البغوي: تفرد به الزهري وأظنه من رواية معمر عن بهز بن حكيم.
معاوية بن درهم: جاء عنه حديث يشبه حديث معاوية بن جاهمة وقد أشبعت القول فيه في ترجمة جاهمة في حرف الجيم.
معاوية بن أبي ربيعة الجرمي: ذكره محمد بن المعلى الأزدي في كتاب الترخيص فأسند إلى أبي بكر بن دريد بسند له إلى بن الكلبي عن أبي بشر الجرمي عن أشياخه - أن بني عقيل وبني جرم وبني جعدة اختصموا في ماء فقضى به النبي صلى الله عليه وآله وسلم لجرم فقال شاعر منهم يقال له معاوية بن أبي ربيعة:
وإني أخو جرم كما قد علمتم ... إذا جمعت عند النبي المجامع
فإن أنتم لم تقنعوا بقضائه ... فإني بما قال النبي لقانع
في أبيات.
معاوية بن سفيان: بن عبد الأسد المخزومي بن أبي سلمة بن عبد الأسد.
مات أبوه كافراً وقتل عمه مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأما هو فذكره الزبير بن بكار.
معاوية بن أبي سفيان: صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف القرشي الأموي أمير المؤمنين.


ولد قبل البعثة بخمس سنين وقيل بسبع وقيل بثلاث عشرة. والأول أشهر.
وحكى الواقدي أنه أسلم بعد الحديبية وكتم إسلامه حتى أظهره عام الفتح فإنه كان في عمرة القضاء مسلماً وهذا يعارضه ما ثبت في الصحيح عن سعد بن أبي وقاص أنه قال في العمرة في أشهر الحج: فعلناها وهذا يومئذ كافر. ويحتمل إن ثبت الأول أن يكون سعد أطلق ذلك بحسب ما استصحب من حاله ولم يطلع على أنه كان أسلم لإخفائه لإسلامه.
وقد أخرج أحمد من طريق محمد بن علي بن الحسين عن بن عباس - أن معاوية قال: قصرت عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عند المروة وأصل الحديث في البخاري من طريق طاوس عن بن عباس بلفظ قصرت بمشقص ولم يذكر المروة وذكر المروة يعين أنه كان معتمراً لأنه كان في حجة الوداع حلق بمنى كما ثبت في الصحيحين عن أنس.
وأخرج البغوي من طريق محمد بن سلام الجمحي عن أبان بن عثمان: كان معاوية بمنى وهو غلام مع أمه إذ عثر فقالت: قم لا رفعك الله فقال لها أعرابي: لم تقولين له هذا؟ والله إني لأراه سيسود قومه. فقالت: لا رفعه الله إن لم يسد إلا قومه. قال أبو نعيم: كان من الكتبة الحسبة الفصحاء حليماً وقوراً.
وعن خالد بن معدان: كان طويلاً أبيض أجلح وصحب النبي صلى الله عليه وآله وسلم وكتب له وولاه عمر الشام بعد أخيه يزيد بن أبي سفيان وأقره عثمان ثم استمر فلم يبايع علياً ثم حاربه واستقل بالشام ثم أضاف إليها مصر ثم تسمى بالخلافة بعد الحكمين ثم استقل لما صالح الحسن واجتمع عليه الناس فسمي ذلك العام عام الجماعة.
وأخرج البغوي من طريق مبارك بن فضالة عن أبيه عن علي بن عبد الله عن عبد الملك بن مروان قال: عاش بن هند - يعني معاوية عشرين سنة أميراً وعشرين سنة خليفة وجزم به محمد بن إسحاق. وفيه تجوز لأنه لم يكمل في الخلافة عشرين إن كان أولها قتل علي وإن كان أولها تسليم الحسن بن علي فهي تسع عشرة سنة إلا يسيراً.
وفي صحيح البخاري عن عكرمة: قلت لابن عباس: إن معاوية أوتر بركعة.
فقال: إنه فقيه. وفي رواية: إنه صحب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. وحكى بن سعد أنه كان يقول: لقد أسلمت قبل عمرة القضية ولكني كنت أخاف أن أخرج إلى المدينة لأن أمي كانت تقول: إن خرجت قطعنا عنك القوت.
وأخرج بن شاهين عن بن أبي داود بسنده إلى معاوية - حديث: " الخير عادة والشر لجاجة " وقال: قال بن أبي داود: لم يحدث به عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلا معاوية.
وفي مسند أبي يعلى عن سويد بن شعبة عن عمرو بن يحيى بن سعيد عن جده سعيد - هو بن عمرو بن سعيد بن العاص عن معاوية قال: اتبعت رسول صلى الله عليه وآله وسلم بوضوء فلما توضأ نظر إلي فقال: " يا معاوية إن وليت أمراً فاتق الله واعدل " .
فما زلت أظن أني مبتلي بعمل. صويد فيه مقال.
وقد أخرجه البيهقي في الدلائل من وجه آخر وفي تاريخ البخاري عن معمر عن همام بن منبه قال: قال بن عباس: ما رأيت أحداً أحلى للملك من معاوية. وقال البغوي: حدثنا عمي عن الزبير حدثني محمد بن علي قال: كان عمر إذا نظر إلى معاوية قال: هذا كسرى العرب.
وذكر بن سعد عن المدائني قال: نظر أبو سفيان إلى معاوية وهو غلام فقال: إن ابني هذا لعظيم الرأس وإنه لخليق أن يسود قومه. فقالت هند: قومه فقط ثكلنه إن لم يسد العرب قاطبة.
وقال المدائني: كان زيد بن ثابت يكتب الوحي وكان معاوية يكتب للنبي صلى الله عليه وآله وسلم فيما بينه وبين العرب.
وفي مسند أحمد وأصله في مسلم عن بن عباس قال: قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: " ادع لي معاوية " - وكان كاتبه.
وقد روى معاوية أيضاً عن أبي بكر وعمر وعثمان وأخته أم المؤمنين أم حبيبة بنت أبي سفيان.
وروى عنه من الصحابة: بن عباس وجرير البجلي ومعاوية بن حديج والسائب بن يزيد وعبد الله بن الزبير والنعمان بن بشير وغيرهم ومن كبار التابعين: مروان بن الحكم وعبد الله بن الحارث بن نوفل وقيس بن أبي حازم وسعيد بن المسيب وأبو إدريس الخولاني وممن بعدهم: عيسى بن طلحة ومحمد بن جبير بن مطعم وحميد بن عبد الرحمن بن عوف وأبو مجلز وجبير بن نفير وحمران مولى عثمان وعبد الله بن محيريز وعلقمة بن وقاص وعمير بن هاني وهمام بن منبه وأبو العريان النخعي ومطرف بن عبد الله بن الشخير وآخرون.


وقال بن المبارك في كتاب الزهد: أخبرنا بن أبي ذئب عن مسلم بن جندب عن أسلم مولى عمر قال: قدم علينا معاوية وهو أبض الناس وأجملهم فخرج إلى الحج مع عمر بن الخطاب وكان عمر ينظر إليه فيتعجب منه ثم يضع أصبعه على جبينه ثم يرفعها عن مثل الشراك فيقول: بخ بخ إذاً نحن خير الناس أن جمع لنا خير الدنيا والآخرة. فقال معاوية: يا أمير المؤمنين سأحدثك إنا بأرض الحمامات والريف. فقال عمر: سأحدثك ما بك إلطافك نفسك بأطيب الطعام وتصبحك حتى تضرب الشمس متنيك وذوو الحاجات وراء الباب. قال: حتى جئنا ذا طوى فأخرج معاوية حلة فلبسها فوجد عمر منها ريحاً كأنه ريح طيب فقال: يعمد أحدكم فيخرج حاجاً تفلاً حتى إذا جاء أعظم بلدان الله حرمة أخرج ثوبيه كأنهما كانا في الطيب فلبسهما. فقال له معاوية: إنما لبستهما لأدخل على عشيرتي يا عمر والله لقد بلغني أذاك ها هنا وبالشام فالله يعلم أن لقد عرفت الحياء في عمر فنزع معاوية الثوبين وليس ثوبيه اللذين أحرم فيهما. وهذا سند قوي.
وأخرج بن سعد عن أحمد بن محمد الأزرقي عن عمرو بن يحيى بن سعيد عن جده قال: دخل معاوية على عمر بن الخطاب وعليه حلة خضراء فنظر إليه الصحابة فلما رأى ذلك عمر قام ومعه الدرة فجعل ضرباً بمعاوية ومعاوية يقول: الله الله يا أمير المؤمنين فيم فيم فلم يكلمه حتى رجع فجلس في مجلسه فقالوا له: لم ضربت الفتى وما في قومك مثله؟ فقال: ما رأيت إلا خيراً وما بلغني إلا خير ولكني رأيته - وأشار بيده - يعني إلى فوق فأردت أن أضع منه.
وقال بن أبي الدنيا: حدثنا محمد بن عباد حدثنا سفيان عن شيخ قال: قال عمر: إياكم والفرقة بعدي فإن فعلتم فاعلموا أن معاوية بالشام فإذا وكلتم إلى رأيكم كيف يستبزها منكم. مات معاوية في رجب سنة ستين على الصحيح.
معاوية بن سويد: بن مقرن المزني أبو سويد الكوفي.
تقدم ذكر والده في حرف السين المهملة ويأتي في النعمان بن مقرن.
وهو مشهور في التابعين وحديثه عن أبيه وعن البراء بن عازب في صحيح مسلم وغيره.
وقد ذكره أبو يعلى والحسن بن سفيان والبغوي وابن السكن في الصحابة وأخرجوا من طريق أبي زبيد عن مطرف عن الشعبي عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " إذا قال الرجل لأخيه يا كافر فقد باء بها أحدهما " ... وأخرج البغوي أيضاً من طريق مطرف عن أبي السفر عن معاوية بن سويد قال: كنا بني مقرن لنا غلام فلطمه بعضنا فأتى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فشكا إليه فأعتقه فقيل: يا رسول الله إنه ليس لهم خادم غيره. فقال: فليخدمهم حتى يستغنوا.
وكذا أخرجه النسائي من هذا الوجه. وهذا الحديث أخرجه مسلم وأصحاب السنن من رواية هلال بن يساف ومن رواية سلمة بن كهيل وغيرهما كلهم عنه عن أبيه قال: كنا بني مقرن... فذكر القصة... الحديث فكأنه وقع في الرواية المذكورة تقصير من بعض الرواة.
وقد أخرجه النسائي على الاختلاف ولم ينبه على ذلك كعادته وإنما ذكر اختلافاً على مطرف في الواسطة بينه وبين معاوية بن سويد فيه وقال: إن قول من قال عن أبي السفر أشبه بالصواب.
قال بن أبي حاتم الرازي: حديثه مرسل. وقال أبو أحمد العسكري: ليسوا يصححون سماعه وروايته مرسلة.
وذكره بن حبان والعجلي في ثقات التابعين روى عنه أيضاً سلمة بن كهيل وعمرو بن مرة وأشعث بن أبي الشعثاء وغيرهم.
معاوية بن صعصعة التميمي: أحد وفد بني تيمي الذين نادوا من وراء الحجرات. ذكره أبو عمر وقال: لا أعرف له روايته كذا قال والمعروف صعصعة بن مقرن والله أعلم.
معاوية بن عبادة: بن عقيل والد كعب الأخيل بن الرحال.
له وفادة ذكره في التجريد.
معاوية بن عبد الله: غير منسوب.
ذكره البغوي والإسماعيلي في الصحابة وأخرجا من طريق جعفر بن ربيعة عن الأعرج - أن معاوية بن عبد الله حدثه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قرأ في المغرب: " حم " التي فيها " الدخان " . واستدركه بن فتحون.
معاوية بن عروة الدئلي: والد نوفل.
يأتي في آخر من اسمه معاوية.
معاوية بن عفيف المزني: ذكره بن عساكر في تاريخه وأورد عن أبي الحسن الرازي والد تمام قال: قال بعضهم: الدار التي في الدجاجية في غزو سقيفة جناح دار أبي قحافة ومعاوية ابني عفيف المزني ولهما صحبة.
معاوية بن عمرو أخو ذي الكلاع.


قال الرشاطي: كان في السكون وهاجر إلى المدينة. فتفقه ثم رجع إلى قومه.
وذكر وثيمة في الردة أنه قام إلى ملوك كندة حين اجتمعوا على الردة وانتزعوا من زياد بن لبيد ناقة من الصدقة فقال معاوية: يا معشر كندة إن لم أكن شريككم في الخطيئة فأنا شريككم في المصيبة ردوا زياداً إلى عمله واكتبوا إلى أبي بكر بعذركم وإلا سفكت والله الدماء على الردة فلم يقبلوا فتولى عنهم مغضباً وأنشد له في ذلك أبياتاً حسنة واستدركه بن فتحون.
معاوية بن عمرو الدئلي.
ويقال معاوية بن عروة. تقدم التنبيه عليه قبل بترجمة.
معاوية بن قرمل: بفتح القاف والميم بينهما راء ساكنة وقيل بكسر أوله وثالثه المحاربي.
قال أبو عمر: مذكور في الصحابة. وقال بن السكن وابن منده: يقال له صحبة وأخرجا من طريق يعلى بن الحارث: سمعت المورع بن حبان المحاربي يحدث عن معاوية بن قرمل المحاربي قال: كنت مع خالد بن الوليد حين غزا الشام فخرجنا فرفع لنا دير فأتيناه فقلنا: السلام عليكم فخرج إلينا قس فقال: من أصحاب هذه الكلمة الطيبة؟ الحديث.
وكان أصحاب معاوية بن قرمل يزعمون أن له صحبة.
وقال بن السكن: وروى أبو العلاء عن معاوية بن قرمل قال: قدمت المدينة في خلافة عمر فلا أدري أهو هذا أم غيره.
قلت: ذكره البخاري وابن حبان وغيرهما في التابعين ولم يحكوا في اسم أبيه خلافاً أنه بالحاء المهملة بخلاف هذا فإنه بالقاف. وسيأتي في القسم الثالث أنه حنفي وهذا محاربي.
معاوية بن محصن: بن علس بمهملتين وفتحات الكندي يكنى أبا شجرة.
قال بن الكلبي: له صحبة. واستدركه بن الأثير.
معاوية بن مرداس: بن أبي عامر بن سنان بن حارثة بن عبس بن رفاعة بن الحارث بن بهثة بن سليم السلمي.
ذكره بن الكلبي وغيره ففي الأخبار المنثورة لأبي بكر بن دريد بسنده عن بن الكلبي عن أبي مسكين قال: نزل دريد بن الصمة الجشمي بعمرو بن الحارث بن الشريد فرأى أخته خنساء واسمها تماضر وهي تهنأ بعيراً لها ثم نضت ثيابها فاغتسلت ودريد ينظر فرأى شيئاً أعجبه... فذكر القصة وأنه خطبها فامتنعت وتزوجت بعد ذلك عبد الله بن رواحة بن عصية السلمي فولدت له أبا شجرة ثم خلف عليها مرداس بن أبي عامر فولدت له معاوية ويزيد وحرباً وعميرة فهلك معاوية أيام عمر بالمدينة فقال عمر حين بلغه موته: هلك الحلاحل بن مرداس أما والله لو عاش لأكرمته. انتهى.
وقد ذكروا خنساء في الصحابة وأنها شهدت القادسية ومعها أربع بنين لها فاستشهدوا وورثتهم.
معاوية بن معاوية المزني:ويقال: الليثي.
ذكره البغوي وجماعة وقالوا: مات على عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم. وردت قصته من حديث أبي أمامة وأنس مسندة ومن طريق سعيد بن المسيب والحسن البصري مرسلة فأخرج الطبراني ومحمد بن أيوب بن الضريس في فضائل القرآن وسمويه في فوائده وابن منده والبيهقي في الدلائل كلهم من طريق محبوب بن هلال عن عطاء بن أبي ميمونة عن أنس بن مالك قال: نزل جبرائيل على النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال: يا محمد مات معاوية بن معاوية المزني أتحب أن تصلي عليه؟ قال: " نعم " . فضرب بجناحيه فلم يبق أكمة ولا شجرة إلا قد تضعضعت فرفع سريره حتى نظر إليه فصلى عليه وخلفه صفان من الملائكة كل صف سبعون ألف ملك فقال: " يا جبرائيل بم نال معاوية هذه المنزلة " ؟ قال: بحب: " قل هو الله أحد " وقراءته إياها جاثياً وذاهباً وقائماً وقاعداً وعلى كل حال.
وأول حديث بن الضريس: كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم بالشام ومحبوب - قال أبو حاتم: ليس بالمشهور.
وذكره بن حبان في الثقات وأخرجه بن سنجر في مسنده وابن الأعرابي وابن عبد البر ورويناه بعلو في فوائد حاجب الطوسي كلهم من طريق يزيد بن هارون أنبأنا العلامة أبو محمد الثقفي سمعت أنس بن مالك يقول: غزونا مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم غزوة تبوك فطلعت الشمس يوماً بنور وشعاع وضياء لم نره قبل ذلك فتعجب النبي صلى الله عليه وآله وسلم من شأنها إذ أتاه جبريل فقال: مات معاوية بن معاوية الليثي فبعث الله سبعين ألف ملك يصلون عليه. قال: " بم ذاك " قال: بكثرة تلاوته: " قل هو الله أحد " ... فذكر نحوه. وفيه: فهل لك أن تصلي عليه فأقبض لك الأرض؟ قال: نعم. فصلى عليه. والعلاء أبو محمد هو بن زيد الثقفي واه. وأخطأ في قوله الليثي.


وله طريق ثالثة عن أنس ذكرها بن منده من رواية أبي عتاب في الدلائل عن يحيى بن أبي محمد عنه قال: ورواه نوح بن عمرو عن بقية عن محمد بن زياد عن أبي أمامة نحوه.
قلت: وأخرجه أبو أحمد الحاكم في فوائده والطبراني في مسند الشاميين والخلال في فضائل قل هو الله أحد وابن عبد البر جميعاً من طريق نوح فذكر نحوه وفيه: فوضع جبرائيل جناحه الأيمن على الجبال فتواضعت حتى نظرنا إلى المدينة.
قال بن حبان في ترجمة العلاء الثقفي من الضعفاء بعد أن ذكر له هذا الحديث: سرقه شيخ من أهل الشام فرواه عن بقية فذكره.
قلت: فما أدري عنى نوحاً أو غيره فإنه لم يذكر نوحاً في الضعفاء.
وأما طريق سعيد بن المسيب المرسلة فرويناها في فضائل القرآن لابن الضريس من طريق على بن زيد بن جدعان عنه وأما طريق الحسن البصري فأخرجها البغوي وابن منده من طريق صدقة بن أبي سهل عن يونس بن عبيد عن الحسن عن معاوية بن معاوية المزني أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان غازياً بتبوك فأتاه جبريل فقال: يا محمد هل لك في جنازة معاوية بن معاوية المزني؟ فذكر الحديث. وهذا مرسل وليس المراد بقوله: " عن " أداة الرواية وإنما تقدم الكلام أن الحسن أخبر عن قصة معاوية المزني.
قال بن عبد البر: أسانيد هذا الحديث ليست بالقوية ولو أنها في الأحكام لم يكن في شيء منها حجة ومعاوية بن مقرن المزني معروف هو وإخوته وأما معاوية بن معاوية فلا أعرفه.
قلت: قد يحتج به من يجيز الصلاة على الغائب ويدفعه ما ورد أنه رفعت الحجب حتى شهد جنازته فهذا يتعلق بالأحكام. والله أعلم.
معاوية بن المغيرة: بن أبي العاص بن أمية الأموي بن عم مروان بن الحكم وهو والد عائشة أم عبد الملك بن مروان. وأمه بسرة بنت صفوان صحابية معروفة. ومات أبوه في الجاهلية واستدركه بن فتحون.
معاوية بن مقرن المزني: تقدم كلام بن عبد البر في ترجمة معاوية وذكره بن شاهين وأورد في ترجمته حديثاً أوله: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا بعث جيشاً أوصى أميرهم... الحديث. واستدركه بن فتحون.
معاوية بن نفيع: ذكره بن منده وقال: روى حديثه محمد بن جابر عن أشعث بن أبي الشعثاء عن الصلت البكري عن معاوية بن نقيع وكان له صحبة قال: قال: أقبلنا إليه في يوم عيد في السواد فصلى بنا...
معاوية الثقفي: من الأحلاف.
ذكر الطبري أنه كان على بني عقيل إذ أعانوا فيروز الديلمي على استنقاذ عياله من أهل الردة صدر أيام أبي بكر الصديق وكذا ذكر سيف وقال: إنه استنقذهم من قيس بن عبد يغوث قبل قتل الأسود العنسي ونسبه عقيليا وكأنه من عقيل ثقيف.
وقد تقدم التنبيه على أن من كان شهد الحروب في أيام أبي بكر وما قاربها من قريش وثقيف يكون معدوداً في الصحابة لأنهم شهدوا حجة الوداع.
معاوية العذري: ذكر سيف في كتاب الردة أن أبا بكر الصديق كتب إليه يأمره بالجد في قتال أهل الردة وقد ذكرنا غير مرة أنهم كانوا لا يؤمرون في ذلك الزمان إلا الصحابة.
معاوية الليثي: ذكره البخاري وغيره في الصحابة قال بن منده: عداده في أهل البصرة. وأخرج البخاري وابن أبي خيثمة والبغوي والطبراني وغيرهم من طريق عمران القطان عن قتادة عن نصر بن عاصم عن معاوية الليثي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " يصبح الناس مجدبين فيأتيهم الله برزق من عنده فيصبحون مشركين يقولون: مطرنا بنوء كذا " . وأخرجه الطيالسي في مسنده عنه.
وقال أبو عمر: يضطربون في إسناده وجعل البخاري معاوية بن حيدة ومعاوية الليثي واحداً وقد أنكره أبو حاتم.
قلت: الموجود في نسخ تاريخ البخاري التفرقة وما وقفت على وجه الاضطراب الذي ادعاه أبو عمر.
معاوية الهذلي: ذكره البخاري في الصحابة. وقال بن منده: عداده في أهل حمص وأخرج البغوي وجعفر الفريابي في كتاب صفة المنافق وابن منده من طريق حريز بن عثمان عن سليم بن عامر عن معاوية الهذلي صاحب النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: " إن المنافق ليصوم فيكذبه الله ويصلي فيكذبه الله ويتصدق فيكذبه الله ويقوم فيكذبه الله ويقاتل فيكذبه الله ويقتل فيجعله الله من أهل النار " .


ووقع في رواية جعفر من طريق يزيد بن هارون عن حريز رفع الحديث والمحفوظ أنه موقوف كذا قال بشر بن بكر وعلي بن عياش وأبو اليمان وغيرهم عن حريز - وهو بفتح المهملة وآخره زاي.
معاوية: والد نوفل.
ذكره الطبري وأخرج من طريق بن أبي سبرة عن محمد بن عبد الرحمن عن نوفل بن معاوية عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " لأن يوتر أحدكم أهله خير له من أن تفوته صلاة العصر " .
وكذا أخرجه عبد الرزاق في مصنفه عن بن أبي سبرة وهو ضعيف.
والمحفوظ في هذا ما أخرجه النسائي من طريق جعفر بن ربيعة ويزيد بن أبي حبيب فرقهما عن عراك بن مالك أنه سمع نوفل بن معاوية يحدث أنه سمع النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول: " صلاة من فاتته فكأنما وتر أهله وماله " .
ونوفل المذكور يأتي نسبه في النون فإن كان بن أبي سبرة حفظه احتمل أن يكون لكل من نوفل وولده صحبة.
معبد بن أكثم الخزاعي: تقدم ذكره في ترجمة أكثم بن أبي الجون من حرف الألف.
قال بن الكلبي: كانت أم معبد التي مر بها النبي صلى الله عليه وآله وسلم في الهجرة تحت أكثم بن أبي الجون فولدت له معبداً ونصرة وبنتاً يقال لها خلدية.
معبد بن أمية: بن خلف الجمحي.
تقدم ذكره في ترجمة أخيه سلمة.
معبد بن حميد: بن زهير بن الحارث بن أسد بن عبد العزى.
ذكره الزبير بن بكار وقال: قتل ولده عبد الله بن معبد يوم الجمل وهو لناجية بنت حكيم بن حزام.
قلت: وحميد والد معبد مات قبل الإسلام ومقتضى ذلك أن يكون لمعبد صحبة على ما تقرر أن من عرف من أهل مكة والطائف أنه كان في العهد النبوي إلى خلافة أبي بكر فما بعدها فإنه يعد في الصحابة لأنهم شهدوا حجة الوداع مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
معبد بن خالد الجهني: أبو روعة.
قال الواقدي: أسلم قديماً وكان أحد الأربعة الذين حملوا ألوية جهينة يوم فتح مكة وكان يلزم البادية.
مات سنة اثنتين وسبعين وهو بن بضع وثمانين سنة. وقال بن أبي حاتم وأبو أحمد الحاكم وابن حبان: له صحبة وله رواية عن أبي بكر وعمر.
قال أبو عمر: هو غير معبد الذي تكلم في القدر. وقيل: هو هو.
قلت: هذا الثاني باطل فإن القدري وافق هذا الصحابي في اسم أبيه ونسبه واختلف في اسم أبيه فقيل خالد مثل الصحابي وقيل عبد الله بن عويم وقيل عبد بن عكيم ومن ثم زعم بعضهم أنه ولد الذي روى حديث: " لا تنتفعوا من الميتة بإهاب ولا عصب " .
وحكى البخاري في التاريخ الصغير أنه معبد بن عبد الرحمن فالله أعلم.
معبد بن زهير: ذكره بن فتحون في التنبيه على أوهام الاستيعاب ونقل عن مغازي الأموي عن بن إسحاق أنه ذكره فيمن استشهد باليمامة ولم يذكره بن فتحون في الذيل وهو على شرطه.
معبد بن عباد: بن قشير بن العدم بن سالم بن مالك بن سالم المعروف بالحبلى بن غنم بن عوف بن الخزرج الأنصاري.
ذكره بن إسحاق وغيره فيمن شهد بدراً وهو أبو حميضة مشهور بكنيته وهو بمهملة ومعجمة مصغر كذا ضبطه الأكثر. وذكره أبو عمر تبعاً للواقدي بخاء معجمة وصاد مهملة بوزن عجيبة ونقل عن أبي معشر أنه ذكره بعين ثم صاد مهملتين مصغراً وخطأه في ذلك وسمى بن القداح أباه عمارة ووهمه بن ماكولا.
معبد بن عبد: سعد بن عامر بن عدي بن مجدعة بن حارثة بن الحارث الأنصاري الحارثي.
ذكره بن عبد البر وقال: شهد أحداً هو وابنه تميم بن معبد.
معبد بن عمرو التميمي: تقدم في سعيد بن عمرو.
معبد بن عمرو: حليف قريش.
ذكر عبد الله بن محمد القدامي وأبو مخنف - أنه استشهد بفحل في خلافة أبي بكر الصديق.
معبد بن عمرو التميمي: قال بن عساكر: ذكر أبو مخنف أنه استشهد بفحل وكذا قال القدامى وقال غيرهما: استشهد بأجنادين. وقال بن إسحاق: في مهاجرة الحبشة معبد بن عمرو التميمي وقال أبو الأسود عن عروة: استشهد بأجنادين تميم بن الحارث وأخ له من أمه يقال له معبد بن عمرو التميمي.
معبد بن عمرو الأنصاري: ذكر الواقدي أن أبا سفيان بن حرب كان قد حلف إلا يمس رأسه ماء حتى يأخذ بثأره من أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم فخرج في مائتي راكب فلقي رجلاً من الأنصار يقال له معبد بن عمرو ومعه أجير له فقتلهما فرأى أن يمينه قد انحلت فرجع. وقد ذكر بن إسحاق القصة لكنه قال: وحليف له ولم يسمهما.


معبد بن عوسجة بن حرملة بن سبرة بن خديج بن مالك الجهني والد سبرة.
تقدم ذكره في ترجمة سبرة بن أبي سبرة وأن بن قانع زعم أن أبا سبرة المذكور هنا هو معبد هذا. وذكر الذهبي أن أبا سبرة هو جد عيسى بن سبرة بن أبي سبرة الراوي عن أبيه عن جده وقال غيره: إنه الجعفي وهو الأظهر.
معبد بن قيس العبدي: يأتي في بن وهب.
معبد بن قيس: ذكره أبو علي بن السكن في الصحابة. وقال: ذكره أحمد بن سنان الواسطي في مسنده وأخرج من رواية سماك بن حرب عن معبد بن قيس قال: دخل علينا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقد تزوجت فقال: هل من لهو؟.
معبد بن قيس بن صخر ويقال بن صيفي بن صخر بن حرام بن عبيد بن عدي بن غنم بن كعب بن سلمة الأنصاري السلمي.
ذكره موسى بن عقبة فيمن شهد بدراً وكذا ذكره بن إسحاق وغيره.
معبد بن مخرمة بن قلع بن حريش بن عبد الأشهل الأنصاري الأشهلي ذكره بن عبد البر وقال: شهد أحداً.
معبد بن مسعود السلمي أخو مجالد ومجاشع.
قال البخاري والبزار وابن حبان: له صحبة وأخرج البغوي والإسماعيلي من طريق زهير بن معاوية عن عاصم الأحول عن أبي عثمان النهدي قال: حدثني مجاشع بن مسعود قال: أتيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم بأخي معبد بعد الفتح لنبايعه على الهجرة فقال: " ذهب أهل الهجرة بما فيها " فقلت: على أي شيء نبايعك يا رسول الله؟ قال: " على الإيمان والجهاد " قال: فلقيت معبداً بعد وكان أكبر - فسألته فقال: صدق مجاشع. ورجاله ثقات.
وهو عند البخاري من رواية الأكثر عن الفربري عنه قال كذلك إلا الكشميهني فعنده: فلقينا أبا معبد.
وقد أخرجه أبو عوانة والجوزقي والطبراني من طرق عن زهير كالأكثر. وكذا لأبي عوانة من رواية عمر بن أبي قيس عن عاصم لكنه لم يسم معبداً.
وأخرجه البخاري من طريق خالد الحذاء عن أبي عثمان فسماه مجالداً.
ومن طريق فضيل بن سليمان عن عاصم: انطلقت بأبي معبد ويحتمل أن يكون لمجاشع أخوان مجالد ومعبد فالذي جاء به إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم هو معبد والذي لقيه أبو عثمان بعد هو مجالد وكنيته أبو معبد. وفي رواية علي بن مسهر وعاصم الأحول وعند مسلم ما قد يرشد إلى ذلك. والله أعلم.
معبد بن أبي معبد الخزاعي: ذكره بن منده وأخرج من طريق يعقوب بن محمد الزهري عن عبد الرحمن بن عقبة عن أبيه عن جابر قال: لما خرج النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر مهاجرين مرا بخيمة أم معبد فبعث النبي صلى الله عليه وآله وسلم معبداً وكان صغيراً فقال: " ادع هذه الشاة " ثم قال: " يا غلام هات قربة " فأرسلت أم معبداً أن لا لبن فيها فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " هات " فمسح ظهرها فاجترت ثم حلب فشرب وسقى أبا بكر وعامراً ومعبداً ثم رد الشاة.
وذكر سيف في الفتوح والطبري من طريق أن المثنى بن حارثة لما توجه خالد بن الوليد إلى الشام قاسمه العساكر فكان معبد بن أبي معبد ممن بقي مع المثنى بن حارثة من الصحابة.
وقال أبو عبيد البكري في الكلام على ضجنان في غزوة ذات الرقاع يشير إلى ناقته:
وقد نفرت من رفقتي محمد ... وعجوة من يثرب كالعنجد
وجعلت ماء قديد موعدي ... وماء ضجنان لها ضحى الغد
قلت: ومعبد هذا غير ولد أم معبد فإن في السيرة النبوية إن معبد الخزاعي هو الذي ثبط أبا سفيان عن الرجوع إلى أحد ليستأصل المسلمين بزعمه وأنشد له في ذلك شعراً فإن معبداً بن أم معبد يصغر عن ذلك.
معبد بن المقداد بن الأسود.
يأتي نسبه في ترجمة والده وتأتي ترجمته في القسم الثاني.
معبد بن ميسرة السلمي: ذكره بن عبد البر وقال: فيه نظر.
معبد بن نباتة: في بن منقذ.
معبد بن هوذة بن قيس بن عبادة بن دهيم بن عطية بن زيد بن قيس بن عامر بن مالك بن أوس الأنصاري الأوسي.
روى حديثه أبو داود من طريق عبد الرحمن بن النعمان بن معبد عن أبيه عن جده - أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أمر بالإثمد المروح عند النوم وقال: " ليتقه الصائم " . قال أبو داود: قال لي يحيى بن معين: هو حديث منكر.
وأورده البغوي في الكنى فقال: أبو النعمان الأنصاري جد عبد الرحمن بن النعمان ولم ينبه على أن اسمه معبد.
وقيل: إن الضمير في قوله: " عن جده " يعود لعبد الرحمن فتكون الصحبة لهودة والله أعلم.
معبد بن وهب العبدي العصري.


ذكره بن أبي حاتم وغيره في الصحابة. وأخرج البغوي من طريق طالب بن حجير عن هود العصري عن معبد بن وهب بن عبد القيس - أنه شهد بدراً فقاتل بسيفين فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: " يا لهف نفسي على فتيان عبد القيس أما إنهم أسد الله في أرضه " .
وأخرجه بن السكن من هذا الوجه فقال: عن رجل من عبد القيس كان حجاجاً - يعني كثير الحج في الجاهلية - يقال له معبد بن وهب أنه تزوج امرأة من قريش يقال لها هويرة بنت زمعة أخت سودة أم المؤمنين وأنه شهد بدراً فذكره إلا أن عنده: فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: " من هذا؟ " فقالوا: معبد بن قيس فلعل قيساً من أجداده.
وأخرجه أيضاً أبو يعلى الموصلي وأبو جعفر الطبري وابن قانع وابن شاهين والمستغفري كلهم من رواية محمد بن صدران عن طالب.
وجوز بن منده أنه معبد بن قيس الأنصاري الذي مضى قريباً وليس كما ظن.
معبد بن فلان الجذامي: ذكره الطبراني وغيره في الصحابة وأخرج الأموي في المغازي عن بن إسحاق من رواية عمير بن معبد بن فلان الجذامي عن أبيه قال: وفد رفاعة بن زيد الجذامي على نبي الله صلى الله عليه وآله وسلم فكتب له كتاباً فيه: " بسم الله الرحمن الرحيم - من محمد رسول الله إلى رفاعة بن زيد إني بعثته إلى قومه عامة ومن دخل فيهم يدعوهم إلى الله ورسوله " .
فذكر قصة طويلة وفيها أن حيان بن ملة كان صحب دحية الكلبي لما مضى بكتاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى قيصر فلما رجع تعرض له الهنيد بن العريض الجذامي وأبوه فأخذوا ما معه فانتصر له النعمان بن أبي جعال في نفر منهم فاستنقذوا ما في أيديهم فردوه إلى دحية وساعده حيان بن ملة وكان قد تعلم منه أم القرآن فكان ذاك الذي هاج بسببه ذهاب زيد بن حارثة إلى بني جذام فقتلوا الهنيد وأباه.
وذكر القصة بطولها الطبراني ورويناها بعلو في أمالي المحاملي. وتقدم منها في ترجمة حيان بن ملة.
معبد الخزاعي: أفرده أبو عمر عن معبد بن أبي معبد المتقدم وهما واحد فإن القصة واحدة.
معبد الخزاعي: ذكره أبو عمر فقال: هو الذي رد أبا سفيان يوم أحد عن الرجوع إلى المدينة وهذه القصة ذكرها أبو إسحاق فقال: حدثني عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم أن معبداً الخزاعي مر برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو بحمراء الأسد - يعني لما رجع أبو سفيان ومن معه عن أحد فوصلوا الروحاء فندموا على الرجوع وقالوا: أصبنا قادتهم ثم رجعنا قبل أن نستأصلهم فرأى أبو سفيان معبدا الخزاعي - وكان معبد قبل ذلك لقي النبي صلى الله عليه وآله وسلم بعد أن انصرف من أحد فعزاه فيمن أصيب من أصحابه وهو يومئذ مشرك فلقي بعد ذلك أبا سفيان فقال له: ما وراك يا معبد؟ قال: رأيت محمداً قد خرج في أصحابه يطلبكم في جمع لم أر مثلهم يتحرقون عليكم تحرقاً وقد اجتمع معه من كان تخلف ولهم عليكم من الحنق مالا رأيت مثله.
قال: ويلك: انظر ما تقول. فقال: والله ما أرى أن تركب حتى ترى نواصي الخيل ولقد حملني ما رأيت منهم على أن قلت أبياتاً في ذلك فأنشد:
كادت تهد من الأصوات راحلتي ... إذ سألت الأرض بالجرد الأماثيل
فذكر الأبيات فانثنى عزم أبي سفيان عن الذي عزم عليه من الكرة إلى المدينة ورجع ممن معه.
قلت: وزعم بعضهم أن معبداً هذا هو ولد أم معبد الخزاعية التي مر بها النبي صلى الله عليه وآله وسلم في الهجرة. والذي يظهر لي أنه غيره.
وقد تقدم في ترجمة أنه كان في الهجرة صغيراً وأحد كانت بعد الهجرة بثلاث سنين أو زيادة فيبعد أن يكون في ذلك السن صار رئيس قومه حتى ينسب إليه ما ذكر وفي قصة أم معبد ما يشعر بأن زوجها أبا معبد لم يكن بتلك المنزلة. وستأتي ترجمته في الكنى.
وعندي أن صاحب القصة مع أبي سفيان هو صاحب الأبيات الدالية التي تقدمت في معبد بن أبي معبد. والعلم عند الله تعالى.
معتب: بضم أوله وفتح المهملة وكسر المثناة المشددة بعدها موحدة بن الحمراء: هو بن عوف. يأتي. والحمراء أمه.
معتب بن عبيد: ويقال عبدة بن إياس البلوي ثم الظفري حليف بني ظفر من الأنصار. ذكره بن إسحاق وموسى بن عقبة فيمن شهد بدراً.


وقال بن سعد: من لم يعرف نسبه في بني ظفر قال: إنه بلوي. وقال غيره: هو أخو عبد الله بن طارق بن عمرو بن مالك لأمه وقيل: إن جده إياس بن تميم بن شعبة بن سعد الله بن فران من بلي.
وقيل وفي اسم جده سويد بن هيثم بن ظفر. ونقل أبو عمر عن بن عمارة أنه ذكر بالغين المعجمة المكسورة وآخره مثلثة. ووافقه بن سعد.
معتب بن عمرو الأسلمي: أبو مروان. مشهور بكنيته.
واختلف في اسمه فقيل كما هنا وقيل بسكون العين المهملة وكسر المثناة. وقيل كضبط بن عمارة في الذي قبله.
قال الواقدي: حدثنا سعد بن عطاء بن أبي مروان عن أبيه عن جده معتب الأسلمي قال: كنت جالساً عند النبي صلى الله عليه وسلم فجاء ماعز بن مالك... فذكر قصة رجمه وفيها: فقال: " نكحتها حتى غاب ذلك منك فيها كما يغيب المرود في المكحلة وكما يغيب الرشاء في البئر؟ " قال: نعم.
وجاء عنه حديث آخر يأتي في ترجمة أبي معتب في الكنى إن شاء الله تعالى.
معتب بن عوف: المعروف بابن الحمراء الخزاعي.
ذكره بن إسحاق فيمن هاجر إلى الحبشة وفيمن شهد بدراً قال بن البرقي: يقال له بن الحمراء. ويقال له هيعانة.
معتب بن قشير: بقاف ومعجمة مصغراً بن مليل بن زيد بن العطاف بن ضبيعة بن زيد بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف بن الأوس الأنصاري الأوسي.
ذكره فيمن شهد العقبة. وقيل: إنه كان منافقاً وإنه الذي قال يوم أحد: " لو كان لنا من الأمر شيء ما قتلنا ها هنا " آل غمران 154 وقيل: إنه تاب.
وقد ذكره بن إسحاق فيمن شهد بدراً.
معتب: بن أبي لهب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف الهاشمي بن عم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
ذكر الزبير بن بكار أنه شهد هو وأخوه حنيناً مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم وكانا ممن ثبت وأقاما بمكة.
وأخرج بن سعد بسند له إلى العباس بن الفضل قال: لما قدم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مكة في الفتح قال لي: يا عباس أين ابنا أخيك عتبة ومعتب لأراهما: فقلت: تنحيا مع من تنحى من مشركي قريش قال: اذهب فائتني بهما. قال: فركبت إلى عرفة فأتيتهما فقلت: إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يدعو كما فركبا معي سريعين فدعاهما إلى الإسلام فأسلما وبايعا فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: " إني استوهبت ابني عمي هذين من ربي فوهبهما لي " .
وأخرج الطبراني من وجه آخر إلى علي أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم دخل يوم الفتح بين عتبة ومعتب يقول للناس: هذان أخواي وابنا عمي فرحا بإسلامهما استوهبتهما من الله فوهبهما لي. ويجمع بأنه دخل المسجد بينهما بعد أن أحضرهما العباس.
معتكد بن مهلهل بن دثار الجني: وكان ممن أسلم من الجن. وله قصة أوردها الخرائطي في كتاب الهواتف. وقد ذكرتها في ترجمة رافع بن عمير.
معتمر الكناني: والد حنش بفتح المهملة والنون بعدها معجمة.
ذكره بن السكن والطبراني في الصحابة وأخرجا من طريق صالح بن عمر الواسطي عن إسماعيل بن أبي خالد عن حنش بن المعتمر عن أبيه قال: كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يصلي على جنازة فجاءت امرأة بمجمر تريد الجنازة فصاح بها حتى دخلت في آجام المدينة.
قال بن السكن: لم أجد لمعتمر غير هذا وليس بمعروف في الصحابة.
معدان بن ربيعة: بن سلمة بن أبي الخير بن وهب بن معاوية الأكرمين الكندي. وقال بن الكلبي: له وفادة على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. وتبعه بن سعد والطبري.
معدان: أبو الخير: هو الجفشيش تقدم في الجيم.
معدان الكلاعي: والد خالد.
ذكره أبو علي بن السكن وابن قانع في الصحابة وقال بن السكن: يقال: له صحبة وأخرجا من طريق بن عجلان عن أبان بن صالح عن خالد بن معدان عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " إن الله رفيق يحب الرفق... " الحديث. قال بن السكن: لم أجده إلا من هذا الوجه ولم يذكر رؤية ولا سماعاً.
قلت: وقد أخرجه الطبراني من طريق بن جريج عن زياد عن خالد بن معدان عن أبيه.
معد بن ذهل: له وفادة. روى عنه ابنه لاحق واستدركه يحيى بن منده قاله أبو موسى قال: ولم يخرج له حديثاً.
معد يكرب بن الحارث: بن شرحبيل بن الحارث الكندي.
قال بن الكلبي: وفد على النبي صلى الله عليه وسلم.
معد يكرب: بن رفاعة أبو رمثة معروف بكنيته يأتي في الكنى.


معد يكرب: بن شراحيل بن شيطان بن خديج بن امرئ القيس بن الحارث بن معاوية الكندي.
قال بن الكلبي: وفد على النبي صلى الله عليه وآله وسلم فإن كان محفوظ فهو عم الذي قبله بترجمة لكن لم أر الأول في الجمهرة.
معد يكرب بن قيس الكندي يقال: إن اسمه الأشعث والأشعث لقب.
معد يكرب الهمداني ذكره أبو أحمد العسكري في الصحابة. وأخرج له من طريق الفضل بن العلاء الكوفي عن ثور بن يزيد عن خالد بن معدان عن معد يكرب وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: شكا رجل إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم وحشة يجدها إذا دخل منزله فأمره أن يتخذ زوجاً من حمام ففعل فذهب الوحشة.
وأخرج الحسن بن سفيان والمستغفري من طريقه وعلي بن سعيد العسكري كلهم من رواية عمر بن موسى عن خالد بن معدان عن معد يكرب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " من أعتق أو طلق ثم استثنى فله ثنياه " .
قال أبو أحمد العسكري: لم يسمع من النبي صلى الله عليه وآله وسلم وإن كان بعضهم أخرج حديثه من المسند.
قلت: وهذا أعجب وهو يقول في روايته: وكان من الصحابة وقد فرق بن الأثير بين راويي هذين الحديثين وهما عندي واحد لاتحاد الراوي عنهما وليس في قوله الهمداني ما يمنع أنه راوي الحديث فنسب مرة إلى مكانه ومرة إلى قبيلته مع أن السندين ضعيفان.
ووقع في ثقات التابعين عند بن حبان معد يكرب الهمداني وروى عن بن مسعود وخباب. وروى عنه أبو إسحاق السبيعي وهو غيرهما.
ووجدت في المؤتلف للخطيب ما يقتضي أن الذي روى عنه أبو إسحاق السبيعي غير الذي روى عنه خالد بن معدان فأخرج من طريق وكيع عن أبيه عن أبي إسحاق عن معد يكرب قال: أتينا عبد الله بن مسعود فسألناه أن يقرأ لنا " طسم المبين " يعني الشعراء فدلهم على خباب... الحديث.
فهذا هو الذي ذكره بن حبان ولم يصرح بصحبته ونسبه الخطيب مشرقياً وذكر أنه روى أيضاً عن علي من رواية أبي إسحاق عنه وتبع في ذلك يعقوب بن شيبة وزاد أنه نسب إلى مشرق موضع باليمن مكسور الميم وثقه يعقوب وذكر أن له عن عبد الله حديثاً آخر وعن علي حديثاً موقوفاً ثم قال الخطيب: في الرواة معد يكرب المشرقي آخر أكبر من هذا روى عن أبي بكر الصديق وأشار إلى أن بعضهم خلطه بهذا فوهم وسيأتي في آخر القسم الثالث.
معرض بن علاط السلمي: أخو الحجاج.
قال أبو عمر: وذكر أهل السير والأخبار أنه قتل يوم الجمل فرثاه أخوه الحجاج. وقد: تقدم ذلك في ترجمة الحجاج وأبى ذلك الدارقطني فقال: إن المقتول يوم الجمل معرض بن الحجاج بن علاط وإن الذي رثاه أخوه نصر بن الحجاج. ومعرض: بضم أوله وفتح المهملة وكسر الراء الثقيلة ثم ضاد معجمة.
معرض بن معيقيب اليمامي: جاء عنه حديث في المعجزات تفرد به ولده عنه.
قال بن السكن: له حديث في أعلام النبوة لم أجده إلا عند الكديمي عن شيخ مجهول فلم أتشاغل بتخريجه.وأخرجه بن قانع عن الكديمي عن شاصويه بن عبيد أنبأنا معرض بن عبد الله بن معرض بن معيقيب عن أبيه عن جده معرض بن معيقيب قال: حججت حجة الوداع فدخلت مكة فرأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كأن وجهه القمر وسمعت منه عجبا ًجاءه رجل من أهل اليمامة بصبي قد لف في خرقة بيضاء فقال له: " من أنا؟ " قال:أنت رسول الله.قال: " صدقت بارك الله فيك " ثم لم يتكلم الغلام بعدها حتى شب.
قال معرض: فكنا نسميه مبارك اليمامة.
وذكره البيهقي من طريق الكديمي: ومعرض وشيخه مجهولان وكذلك شاصويه واستنكروه على الكديمي لكن ذكر أبو الحسن العتيقي في فوائده قال: سمعت أبا عبد الله العجلي مستملي بن شاهين يقول: سمعت بعض شيوخنا يقول: لما أملى الكديمي هذا الحديث استعظمه الناس وقالوا: هذا كذب من هو شاصويه فلما كان بعد مدة جاء قوم من الرحالة ممن جاء من عدن فقالوا: دخلنا قرية يقال لها الحردة فلقينا بها شيخاً فسألناه هل عندك شيء من الحديث؟ قال: نعم. فقلنا: ما اسمك؟ فقال: محمد بن شاصويه. وأملى علينا هذا الحديث فيما أملى عن أبيه.
وأخرجه أبو الحسين بن جميع في معجمه عن العباس بن محمد بن شاصويه بن عبيد عن أبيه عن جده وأخرجه الخطيب عن الصوري عن بن جميع وكذا أخرجه البيهقي من طريقه وأخرجه الحاكم في الإكليل من وجه آخر عن العباس بن محمد بن شاصويه.
معروف غير منسوب:


ذكره بن شاهين وأخرج من طريق شيبة بن زيد عن عكرمة عن بن عباس قال: أتى النبي صلى الله عليه وآله وسلم برجل فقال: " ما اسمك؟ " قال: نكرة. قال: " بل أنت معروف " .
معقل بن خويلد بن وائلة بن عمرو بن عبد ياليل الهذلي.
قال الرشاطي: كان شاعراً وكان أبوه رفيق عبد المطلب إلى أبرهة.
قلت: ذكر ذلك بن إسحاق وذكره بن قانع في الصحابة وأخرج هو وابن منده من طريق بن أبي ذئب عن عبد الله بن يزيد الهذلي قال: كان بين أبي سفيان وبين معقل بن خويلد - وكان معقل وجيهاً فيهم في سلب رجل من قريش فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: " يا معقل بن خويلد اتق معارضة قريش " .
قلت: وذكره المرزباني في معجم الشعراء فقال: مخضرم وكان سيد قومه فجاء إلى خالد بن زهير بن أخت أبي ذؤيب الهذلي امرأة وابنتها في الجاهلية فهجاه معقل فأجابه خالد فأصلح بينهما أبو ذؤيب وأنشد ما تقاولوه في ذلك.
معقل بن سنان بن مظهر بن عركي بن فتيان بن سبيع بن بكر بن أشجع بن ريث بن غطفان الأشجعي.
ذكر بن الكلبي وأبو عبيد - أنه وفد على النبي صلى الله عليه وآله وسلم فأقطعه قطيعة. قال البغوي عن هارون الحمال: قتل أبو سنان معقل بن سنان الأشجعي في ذي الحجة سنة ثلاث وستين.
واختلف في كنيته فقيل أبو محمد أو أبو عبد الرحمن أو أبو زيد أو أبو عيسى أو أبو سنان. وهو..... روى عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
وروى عنه مسروق وجماعة من التابعين منهم الشعبي والحسن البصري يقال: إن روايتهم عنه مرسلة.
وقال العسكري: نزل الكوفة وكان موصوفاً بالجمال وقدم المدينة في خلافة عمر فقيل فيه وكان جميلاً:
أعوذ برب الناس من شر معقل ... إذا معقل راح البقيع مرجلا
فبلغ ذلك عمر فنفاه إلى البصرة.
وذكر المدائني بسنده أن عمر سمع امرأة تنشد البيت.
وفي مغازي الواقدي: أنه كان معه راية أشجع يوم حنين ومع نعيم بن مسعود راية أخرى وفيها أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان بعث أشجع إلى المدينة لغزو مكة. وذكر الواقدي من طريق زياد بن عثمان الأشجعي قال: كان معقل حامل لواء قومه يوم الفتح وبقي إلى أن بعثه الوليد بن عتبة ببيعة أهل المدينة ليزيد بن معاوية فلقي مسلم بن عقبة المري فأنس به وحارثه فقال له: إني قدمت على هذا الرجل فوجدته يشرب الخمر وينكح الحرام فلم يدع شيئاً حتى قال فيه ثم قال لمسلم: اكتم علي. قال: أفعل ولكن على عهد الله وميثاقه لا تمكنني يداي ولي عليك قدرة إلا ضربت الذي فيه عيناك. فلما قدم مسلم في وقعة الحرة أتي به فأمر فضربت عنقه صبراً. وفي ذلك يقول الشاعر:
ألا تلكم الأنصار تبكي سراتها ... وأشجع تبكي معقل بن سنان
ويقال: إن الذي باشر قتله نوفل بن مساحق بأمر مسلم بن عقبة حكاه بن إسحاق.
معقل بن أم معقل: مذكور في ترجمة أبي معقل في حديث: " عمرة في رمضان تعدل حجة " . أخرجه بن منده من طريق هشام الدستوائي عن يحيى بن أبي كثير حدثنا معقل بن أم معقل الأسدية قال: أرادت أمي الحج وكان جملها أعجف فذكرت ذلك للنبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال: " اعتمري في رمضان فإن عمرة في رمضان كحجة " .
وأخرج عبد الرزاق عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن معقل بن أبي معقل عن أم معقل قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " عمرة في رمضان تعدل حجة " .
معقل بن أبي معقل: ويقال بن أم معقل. وهو معقل بن الهيثم ويقال: بن أبي الهيثم الأسدي من حلفائهم.
وقال بن سعد: صحب النبي صلى الله عليه وآله وسلم وروى عنه أبو زيد مولى بني ثعلبة وأبو سلمة بن عبد الرحمن ولم يسمه.
وقال الدارقطني: الصحيح أنه معقل بن أبي الهيثم. وقال الترمذي والعسكري: معقل بن أبي معقل هو معقل بن أبي الهيثم.
قلت: وله في السنن حديثان. ويقال: مات في خلافة معاوية.
معقل بن مقرن: المزني أبو عمرة.
قال بن حبان: له صحبة. وقال البغوي: سكن الكوفة وروى عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أحاديث.
وقال الواقدي وابن نمير: كان بنو مقرن سبعة كلهم صحب النبي صلى الله عليه وآله وسلم. قال أبو عمر: ليس ذلك لأحد من العرب غيرهم كذا قال وقد ذكر هو في ترجمة هند بن حارثة الأسلمي ما ينقض ذلك.


وأخرج الطبري من طريق البختري عن المختار بن عبد الرحمن بن معقل بن مقرن أن ولد مقرن كانوا عشرة نزلت فيهم: " ومن الأعراب من يؤمن بالله واليوم الآخر... " التوبة 99 الآية.
وأخرج البغوي من طريق أبي إسحاق السبيعي عن همام بن الحارث قصة لمعقل بن مقرن مع أبي مسعود.
معقل بن المنذر: بن سرح بن خناس بن سنان بن عبيد بن عدي بن غنم الأنصاري السلمي.
ذكره بن إسحاق فيمن شهد بدراً.
معقل بن الهيثم: أو أبو الهيثم.
تقدم في معقل بن أبي معقل وقال بن شاهين: حدثنا بن صاعد حدثنا محمد بن يعقوب الزبيري حدثنا محمد بن فليح عن عمرو بن يحيى عن معقل بن أبي الهيثم الأسدي حليف لهم صحب النبي صلى الله عليه وآله وسلم فذكر الحديث.
معقل بن يسار: بن عبد الله بن معبر بن حراق بن أبي بن كعب بن عبد ثور بن هدمة بن لاطم بن عثمان بن عمرو المزني.
ومزينة هي والدة عثمان بن عمرو ونسبوا إليها. ومعقل يكنى أبا علي وقيل: كنيته أبو عبد الله وقيل: أبو يسار. أسلم قبل الحديبية وشهد بيعة الرضوان.
قال البغوي: هو الذي حفر نهر معقل بالبصرة بأمر عمر فنسب إليه ونزل البصرة وبنى بها داراً ومات بها في خلافة معاوية.
وأسند من طريق يونس بن عبيد قال: ما كان ها هنا - يعني بالبصرة - أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أهنأ من معقل بن يسار.
وأخرج أحمد من طريق معاوية بن قرة عن معقل بن يسار: حرمت الخمر ونحن نشرب الفصيح فجعلت أشرب وأقول: هذا آخر العهد بالخمر.
وأخرج البغوي من طريق أبي الأشهب عن الحسن قال: عاد عبيد الله بن زياد معقل بن يسار في مرضه الذي توفي فيه فذكر الحديث الذي ذم الإمام الذي يغش رعيته. وروى عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم وعن النعمان بن مقرن.
روى عنه عمران بن حصين وعمرو بن ميمون الأودي وأبو عثمان النهدي والحسن البصري وآخرون.
قال العجلي: يكنى أبا علي ولا يعلم في الصحابة من يكنى أبا علي غيره كذا قال. وتعقب بأن قيس بن عاصم يكنى أبا علي وكذا طلق بن علي.
وسكن معقل البصرة وحديثه في الصحيحين والسنن الأربعة.
ومات في آخر خلافة معاوية. وقيل: عاش إلى إمرة يزيد. وذكره البخاري في الأوسط في فضل من مات ما بين الستين إلى السبعين.
معلى بن لوذان: بن زيد بن حارثة بن ثعلبة بن عدي بن مالك الأنصاري الخزرجي.
ذكر بن الأثير أن بن الكلبي ذكره ولم يصرح بمتعلق الذكر ليعلم هل يدل على الصحبة أم لا.
معمر بن الحارث: بن قيس بن عدي بن سعيد بن سهم القرشي السهمي.
ذكره بن إسحاق في مهاجرة الحبشة.
معمر بن الحارث: بن معمر بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح القرشي الجمحي أخو حاطب.
قال بن إسحاق: أسلم قديماً قبل دخول النبي صلى الله عليه وآله وسلم دار الأرقم فيمن شهد بدراً ويقال: إنه والد جميل بن معمر الذي قيل فيه:
وكيف ثرائي بالمدينة بعد ما ... قضى وتراً منها جميل بن معمر
وقيل جميل ولد الفهري الذي قبله. ومات الجمحي في خلافة عمر.
معمر بن حبيب بن عبيد: بن الحارث الأنصاري.
ذكره الواقدي فيمن شهد بدراً وأخرجه من طريق عائشة بنت قدامة بن مظعون قالت: قال صفوان بن أمية لأبي: أنت المبتلى بأبي يوم بدر قال: والله ما فعلت ولو فعلت ما اعتذرت من قتل مشرك. قال: فمن هو؟ قال: رأيت فتية من الأنصار أقبلوا إليه منهم معمر بن حبيب بن عبيد بن الحارث يرفع سيفه ويضعه... فذكر قصة.
معمر بن حزم: بن يزيد بن لوذان بن عمرو بن عبد عوف بن غنم بن مالك بن النجار الأنصاري.
جد أبي طوالة عبد الله بن عبد الرحمن بن حزم قاضي المدينة. قالوا: وهو أخو عمرو بن حزم الصحابي المشهور وهو أحد العشرة الذين بعثهم عمر مع أبي موسى إلى البصرة.
وقال بن السكن: له صحبة ولأخويه عمر وعمارة ولا رواية لمعمر هذا.
وذكر بن سعد أنه شهد بيعة الرضوان وما بعدها ونقل ذلك البغوي عن محمد بن سعد وقال: أحسبه أصغر من عمرو بن حزم.
معمر بن رئاب: بن حذيفة الجمحي.
يأتي ذكره في وائل بن رئاب. قال بن عساكر: معمر بن رئاب بن حذيفة بن مهشم بن سعيد بن سهم القرشي السهمي ويقال اسم أبيه رائم ويقال عتاب.


شهد فتح دمشق وبعلبك وكان ممن كتب في كتاب الصلح قال عمرو بن شعيب: تزوج رئاب بن حذيفة... فذكر القصة التي ستأتي في ترجمة وائل. ومقتضى هذا أن يكون معمر وإخوته صحابة لأنهم من قريش وكانوا في زمن فتح الشام رجالاً.
معمر: بن ربيعة بن هلال بن مالك الفهري.
ذكره الواقدي وأبو معشر فيمن شهد بدراً وقال بن سعد: مات سنة ثلاثين وكانت عنده أخت أبي عبيدة بن الجراح.
معمر بن عبد الله بن أبي: تقدم في محمد.
معمر بن عبد الله: بن نضلة بن نافع بن عوف بن عبيد بن عويج بن عدي القرشي العدوي.
أسلم قديماً وهاجر الهجرتين وروى عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم وعن عمر. روى عنه سعيد بن المسيب وبشر بن سعيد وعبد الرحمن بن جبير وعبد الرحمن بن عقبة مولاه.
وأخرج أحمد والحاكم من طريق أبي كثير مولى بن جحش عن محمد بن جحش - أن النبي صلى الله عليه وسلم مر على معمر وفخذه مكشوفة فقال: " غط فخذك فإنها عورة " .
وصححه الحاكم وأخرجه بن قانع من وجه آخر عن الأعرج عن معمر بن عبد الله بن نضلة أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم مر به وهو كاشف عن فخذه... فذكر الحديث.
وقال بن سعد: كان قديم الإسلام ولكنه هاجر إلى الحبشة ثم رجع إلى مكة فأقام بها ثم قدم المدينة بعد ذلك.
وأخرج مسلم والبغوي وأصحاب السنن إلا النسائي من طريق سعيد بن المسيب عن معمر بن عبد الله ومنهم من زاد فيه بن عبد الله بن نضلة سمعت النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول: " لا يحتكر إلا خاطئ " . زاد بعضهم: قيل لسعيد: إنك تحتكر. قال: بن أبي معمر كان يحتكر.
وأخرج مسلم من طريق بشر بن سعيد عن معمر بن عبد الله قال: كنت أسمع النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول: " الطعام بالطعام مثلا بمثل... " الحديث.
وقال الزبير: أخبرني محمد بن يحيى أخبرني محمد بن طلحة أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أقطع معمر بن عبد الله داره التي بالسوق وهي التي يجلس إليها عامل السوق. قلت: ويحتمل أن يكون هذا هو الذي بعده.
معمر بن عبد الله: بن عامر بن إياس بن الظرب بن الحارث بن فهر القرشي الفهري.
ذكره عمر بن شبة في الصحابة وقال: استوطن المدينة واتخذها داراً. واستدركه بن فتحون. وقد أشرب إليه في الذي قبله والله أعلم.
معمر بن عثمان: بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة القرشي التيمي. أسلم يوم الفتح هو وابنه عبد الله. ذكره أبو عمر.
معمر بن نضلة: قال يعقوب بن محمد الزهري: حدثني محمد بن إبراهيم مولى بني زهرة عن بن لهيعة حدثنا يزيد بن أبي حبيب عن عبد الرحمن مولى معمر بن نضلة قال: قمت على رأس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ومعي موسى لأحلق رأسه فقال: " يا معمر مكنك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من شحمة أذنيه " . قلت: ذاك من منن الله علي. قال: أجل فحلقت رأسه.
وهذا الحديث أخرجه البغوي في ترجمة معمر بن عبد الله بن نضلة فكأنه يقول: إنه في هذه الرواية نسب إلى جده.
وأخرج من وجه آخر عن بن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب عن عبد الرحمن بن جبير عن معمر بن عبد الله العدوي قال: بعثني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أوذن الناس بمنى إلا يصوم أحد أيام التشريق فهذا يقوي أنه واحد.
معمر غير منسوب: أخرج حديثه أبو داود الطيالسي في مسنده وابن قانع في الصحابة من رواية مجالد عن الشعبي عن معمر. وفي رواية الطيالسي: حدثني معمر قال: قدمت على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فسمعه يقول: " انظروا قريشاً واسمعوا قولهم ودعوا فعلهم " .
والمحفوظ في هذا المتن: عن الشعبي عن عامر بن شهر كذلك أخرجه أحمد وغيره من طريق الشعبي.
معن بن الأخنس السلمي: ذكرت ما قيل فيه في ترجمة ثور بن معن.
معن بن حرملة: بن جعشم الهذلي.
ذكره بن يونس قال: ويقال حرملة بن معن. والأول أصح وهو رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم شهد فتح مصر.
معن بن عدي بن الجد: بن العجلان البلوي حليف الأنصار وهو أخو عاصم بن عدي المتقدم.


ذكره بن إسحاق فيمن شهد أحداً وجرى ذكره في حديث عمر الطويل في شأن السقيفة وفيه: لما توجه مع أبي بكر وأبي عبيدة قال: فلقينا رجلان صالحان قال الزهري: قال عروة :أحدهما عويم بن ساعدة زاد البرقاني في روايته: والآخر معن بن عدي فبلغنا أن الناس بكوا على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقالوا: والله لوددنا أنا متنا قبله فإنا نخشى أن نفتن بعده فقال معن بن عدي: لكني والله لا أحب أني مت قبله لأصدقه ميتاً كما صدقته حياً. فقتل معن بن عدي يوم اليمامة شهيداً.
وهذا هو المحفوظ عن الزهري عن عروة مرسلاً.
وقد وصله سعيد بن هاشم المخزومي عن مالك عن الزهري فقال: عن سالم بن عبد الله بن عمر عن أبيه. أخرجه بن أبي خيثمة عنه وسعيد ضعيف. والمحفوظ مرسل عروة.
وذكره الواقدي في كتاب الردة أنه كان مع خالد بن الوليد في قتال أهل الردة وأنه وجهه طليعة إلى اليمامة في مائتي فارس.
معن بن فضالة: بن عبيد بن ناقد الأنصاري.
قال بن الكلبي: له صحبة وولي اليمن لمعاوية. وقد تقدم ذكر والده فضالة بن عبيد في حرف الفاء. والله أعلم.
معن بن نضلة بن عمرو الغفاري: ذكره البغوي في الصحابة وذكره بن حبان في التابعين. وسيأتي حديثه في ترجمة والده نضلة بن عمرو.
معن بن يزيد: بن الأخنس بن حبيب بن جرة بن زعب بن مالك بن عريف بن عصبة بن خفاف بن امرئ القيس بن بهثة بن سليم السلمي.
ثبت ذكره في صحيح البخاري من طريق أبي الجويرية الجرمي عن معن بن يزيد قال: بايعت النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنا وأبي وجدي وخاصمت إليه فأفلجني وخطب علي وأنكحني.
وذكر بن يونس أنه دخل مصر وروى عنه أبو الجويرية الجرمي وسهيل بن ذراع وعتبة بن رافع وكان ينزل الكوفة ودخل مصر ثم سكن دمشق وشهد وقعة مرج راهط مع الضحاك بن قيس في سنة أربع وخمسين ويقال إنه كان مع معاوية في حروبه.
وأخرج من طريق الليث عن يزيد بن أبي حبيب قال: شهد معن بن يزيد وأبوه وجده بدراً كذا قال ولم يتابع عليه.
قال بن عساكر: شهد فتح دمشق وكان له مكان عند عمر بن الخطاب.
وقال خليفة بن خياط: يكنى أبا يزيد وسكن الكوفة.
وذكره أبو زرعة الدمشقي فيمن سكن الشام وقتل بمرج راهط.
وذكر محمد بن سلام الجمحي أن معن بن يزيد قال لمعاوية: ما ولدت قرشية من قرشي شراً منك. قال: لم؟ قال: لأنك عودت الناس عادة يعني في الحلم وكأني بهم وقد طلبوها من غيرك فإذا هم صرعى في الطرق. فقال: ويحك لقد كنت إليها قتيلاً.
معوذ بن الحارث الأنصاري: وهو بن عفراء.
ثبت ذكره في صحيح البخاري من رواية صالح بن عبد الرحمن بن عوف عن أبيه في قصة بدر في قتل أي جهل وفيه: فضربه ابنا عفراء حتى برد وهما معوذ ومعاذ وقد تقدم في ترجمة أخيه.
وقال أبو مسلم الكجي في كتاب السنن: حدثنا أبو عمر - هو الحوضي - قال: أصيب معوذ بن الحارث بين يدي النبي صلى الله عليه وآله وسلم يوم بدر. وقال بن عبد البر: كان ممن قتل أبا جهل ثم قاتل بعد ذلك حتى استشهد.
معوذ بن عمرو: بن الجموح بن زيد بن حرام الأنصاري السلمي.
ذكره موسى بن عقبة فيمن شهد بدراً وكذا ذكره أبو معشر والواقدي ولم يذكره بن إسحاق قاله أبو عمر. قلت: تقدم ذكر أخيه معاذ بن عمرو الجموح ومضى ذكر والدهما عمرو.
معيقيب: بقاف مكسورة وبعدها مثناة تحتانية وآخره موحدة مصغر.
قال بن شاهين: ويقال معيقب بغير الياء الثانية بن أبي فاطمة الدوسي حليف بني أمية.
أسلم قديماً وشهد المشاهد وكان مجذوماً قاله بن شاهين.
ونقل عن بن أبي داود أنه من ذي أصبح ويقال: إنه من بني سدوس وشهد بيعة الرضوان والمشاهد بعدها.
وقال بن سعد: معيقيب بن أبي فاطمة حليف بني عبد شمس أسلم بمكة ويقال: كان من مهاجرة الحبشة وكان على بيت المال لعمر بن الخطاب ثم كان على خاتم عثمان بن عفان. ومات في خلافته وقيل: عاش إلى بعد الأربعين.
روى عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أحاديث روى عنه ابناه: محمد والحارث وابن ابنه إياس بن الحاث وأبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف قال أبو عمر: كان به داء الجذام وقيل البرص فعولج بأمر عمر بن الخطاب حتى وقف.
معيقيب بن معرض اليمامي: تقدم في معرض.
الميم بعدها الغين
مغفل بن ضرار الغطفاني: هو الشماخ الشاعر.
تقدم في حرف الشين المعجمة.


مغفل بن عبد نهم: بن عفيف المزني والد عبد الله بن مغفل الصحابي المشهور. وهو عم عبد اله ذي النجادين. ومات عام الفتح قبل دخولهم مكة ذكر ذلك أبو جعفر الطبري.
مغلس البكري: ذكره بن منده وأخرج من طريق ركينة بنت مغلس عن أبيها - أنه وفد على النبي صلى الله عليه وآله وسلم وفي سنده عبد الرحمن بن عمرو بن جبلة وهو واه.
مغيث بن عبيد البلوي: تقدم في معتب بالعين المهملة ثم المثناة المكسورة.
مغيث بن عمرو السلمي: تقدم في معتب بالعين المهملة.
مغيث الغنوي: ذكره بن السكن وقال: روى حديثه عبد الله بن محمد بن يزيد بن البراء الغنوي عن أبيه عن جده عن أبيه مغيث قال: أمرني النبي صلى الله عليه وآله وسلم فحلبت له ناقة فاستسقاني مسكين فأدركتني الرحمة له فسقيته ثم أتيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم بما بقي فشرب وسقى أصحابه.
وقال بن منده: مغيث - وقيل معتب يعني بالمهملة - بعثه النبي صلى الله عليه وآله وسلم في بعض البعوث.
روى حديثه محمد بن يزيد الغنوي عن أبيه عن جده عن الحارث بن عبيد عن جده مغيث هذا كذا قال في نسبه وسنده ولم يذكر البراء.
مغيث: زوج بريرة وهو مولى أبي أحمد بن جحش الأسدي.
ثبت ذكره في صحيح البخاري من طريق خالد الحداء عن عكرمة - أن زوج بريرة كان عبداً يقال له مغيث كأني أنظر إليه يطوف خلفها يبكي ودموعه تسيل على لحيته فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: " ألا تعجب من حب مغيث بريرة ومن بغض بريرة مغيثاً... " الحديث.
وأخرج البغوي مثله من طريق قتادة عن عكرمة وجاءت تسميته من حديث عائشة فأخرج الترمذي من طريق سفيان الثوري عن منصور عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة - أنها أرادت أن تشتري بريرة وكان اسم زوجها مغيثاً وكان مولى فخيرها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فاختارت فراقه وكان يحبها وكان يمشي في طرق المدينة وهو يبكي واستشفع إليها برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقالت: أتأمر؟ قال: " لا بل أشفع " قالت: لا أريده. وسيأتي شرح هذه القصة في ترجمة بريرة إن شاء الله تعالى.
مغيث: مولى مالك بن أوس الأسلمي تقدم مع مولاه.
مغيث الأسلمي: آخر يكنى أبا مروان يأتي حديثه في الكنى.
المغيرة بن الأخنس: بن شريق الثقفي حليف بني زهرة.
تقدم نسبه مع أبيه ذكره أبو عمر في الصحابة وفي الموفقيات للزبير بن بكار أن المغيرة بن الأخنس هجا الزبير بن العوام فوثب عليه المنذر بن الزبير فضرب رجله فبلغ بذلك عثمان فغضب وقام خطيباً.... فذكر قصة.
وقال المرزباني في معجم الشعراء: قتل يوم الدار مع عثمان وهو القائل:
لا عهد لي بغارة مثل السيل ... لا ينتهي عدادها حتى الليل
المغيرة بن الحارث: بن عبد المطلب هو أبو سفيان الهاشمي. يأتي في الكنى فإنه مشهور بكنيته.
المغيرة بن الحارث بن عبد المطلب: قال أبو عمر: له صحبة وهو أخو أبي سفيان بن الحارث على الصحيح. وقيل: إن أبا سفيان هو المغيرة ولا يصح. وتعقب بن الأثير هذا بأن أصحاب الأنساب كالزبير وابن الكلبي وغيرهما جزموا بأن أبا سفيان اسمه المغيرة ولم يذكروا له أخاً يسمى المغيرة ولا يكنى أبا سفيان وكذا جزم البغوي بأن أبا سفيان اسمه المغيرة بن الحارث والله أعلم.
المغيرة بن رويبة: ذكره بن قانع وأخرج من طريق سلمة بن صالح عن أبي إسحاق عنه قال: صلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بالأبطح ركعتين. واستدركه بن فتحون وقال: يحتمل أن يكون هو أخا عمارة بن رويبة.
المغيرة بن شعبة: بن أبي عامر بن مسعود بن معقب بن مالك بن كعب بن عمرو بن سعد بن عوف بن قيس الثقفي أبو عيسى أو أبو محمد.
وقال الطبري: يكنى أبا عبد الله قال: وكان ضخم القامة عبل الذراعين بعيد ما بين المنكبين أصهب الشعر جعده وكان لا يفرقه.
أسلم قبل عمرة الحديبية وشهدها وبيعة الرضوان وله فيها ذكر.
وحدث عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم روى عنه أولاده. عروة وعقار وحمزة ومولاه وزاد: وابن عم أبيه حسن بن حبة. ومن الصحابة المسور بن مخرمة ومن المخضرمين فمن بعدهم قيس بن أبي حازم ومسروق وقبيصة بن ذؤيب ونافع بن جبير وبكر بن عبد الله المزني والأسود بن هلال وزياد بن علاقة وآخرون.
قال بن سعد: كان يقال له مغيرة الرأي. وشهد اليمامة وفتوح الشام والعراق.


وقال الشعبي: كان من دهاة العرب وكذا ذكره الزهري.
وقال قبيصة بن جابر: صحبت المغيرة فلو أن مدينة لها ثمانية أبواب لا يخرج من باب منها إلا بالمكر لخرج المغيرة من أبوابها كلها وولاه عمر البصرة ففتح ميسان وهمذان وعدة بلاد إلى أن عزله لما شهد عليه أبو بكر ومن معه.
قال البغوي: كان أول من وضع ديوان البصرة. وقال بن حبان: كان أول من سلم عليه بالإمرة ثم ولاه عمر الكوفة وأقره عثمان ثم عزله فلما قتل عثمان اعتزل القتال إلى أن حضر مع الحكمين ثم بايع معاوية بعد أن اجتمع الناس عليه ثم ولاه بعد ذلك الكوفة فاستمر على إمرتها حتى مات سنة خمسين عند الأكثر.
ونقل فيه الخطيب الإجماع. وقيل: مات قبل بسنة وقيل بعدها بسنة.
وقال الطبري: كان لا يقع في أمر إلا وجد له مخرجاً ولا يلتبس عليه أمران إلا ظهر الرأي في أحدهما.
وقال الطبري أيضاً: كان مع أبي سفيان في هدم طاغية ثقيف بالطائف. وبعثه أبو بكر الصديق إلى أهل النجير وأصيبت عينه باليرموك ثم كان رسول سعد إلى رستم.
وفي صحيح البخاري في قصة النعمان بن مقرن في قتال الفرس - أنه كان رسول النعمان إلى امرئ القيس وشهد تلك الفتوح. وتقدم له ذكر في ترجمة عبد الله بن بديل بن ورقاء.
وقال البغوي: حدثني حمزة بن مالك الأسلمي حدثني عمي شيبان بن حمزة عن دويد عن المطلب بن حنطب قال: قال المغيرة: أنا أول من رشا في الإسلام جئت إلى يرفأ حاجب عمر وكنت أجالسه فقلت له: خذ هذه العمامة فالبسها فإن عندي أختها فكان يأنس بي ويأذن لي أن أجلس من داخل الباب فكنت آتي فأجلس في القائلة فيمر المار فيقول: إن للمغيرة عند عمر منزلة إنه ليدخل عليه في ساعة لا يدخل فيها أحد.
وذكر البغوي من طريق زيد بن أسلم - أن المغيرة استأذن على عمر فقال: أبو عيسى. قال: من أبو عيسى؟ قال: المغيرة بن شعبة. قال: فهل لعيسى من أب؟ فشهد له بعض الصحابة أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يكنيه بها فقال: إن النبي صلى الله عليه وآله وسلم غفر له وإنا لا ندري ما يفعل بنا وكناه أبا عبد الله.
وأخرج البغوي من طريق هشام بن سعد عن زيد بن أسلم عن أبيه قال: استعمل عمر المغيرة على البحرين فكرهوه وشكوا منه فعزله فخافوا أن يعيده عليهم فجمعوا مائة ألف فأحضرها الدهقان إلى عمر فقال: إن المغيرة اختان هذه فأودعها عندي فدعاه فسأله فقال: كذب إنما كانت مائتي ألف فقال: وما حملك على ذلك؟ قال: كثرة العيال. فسقط في يد الدهقان فحلف وأكد الأيمان أنه لم يودع عنده قليلاً ولا كثيراً فقال عمر للمغيرة: ما حملك على هذا؟ قال: إنه افترى علي فأردت أن أخزيه.
وأخرج بن شاهين من طريق كثير بن زيد عن المطلب - هو بن حنطب عن المغيرة قال: كنت آتي فأجلس على باب عمر أنتظر الإذن على عمر فقلت ليرفأ حاجب عمر: خذ هذه العمامة فالبسها فإن عندي أختها فكان يأذن لي أن أقعد من داخل الباب فمن رآني قال: إنه ليدخل على عمر في ساعة لا يدخل غيره.
وقال بن سعد: كان رجلاً طوالاً مصاب العين أصيبت عينه باليرموك أصهب الشعر أقلص الشفتين ضخم الهامة عبل الذراعين عريض المنكبين وكان يقال له مغيرة الرأي.
وقال البخاري في التاريخ: قال أبو نعيم عن زكريا عن الشعبي: انكسفت الشمس في زمن المغيرة بن شعبة يوم الأربعاء في رجب سنة تسع وخمسين فقام المغيرة وأنا شاهد... فذكر القصة. كذا قال: والصواب سنة تسع وأربعين.
المغيرة بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم الهاشمي.
قال أبو عمر: ولد قبل الهجرة. وقيل: ولد بعدها بأربع سنين.
وذكره بن شاهين في الصحابة وأخرج من طريق علي بن عيسى الهاشمي عن سليمان بن نوفل عن عبد الملك بن نوفل بن المغيرة بن نوفل عن أبيه عن جده المغيرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " من لم يحمد عدلاً ولم يذم جوراً فقد بارز الله بالمحاربة " .
وقال بن شاهين: غريب ولا أعلم للمغيرة غيره. وجزم أبو أحمد العسكري بأن هذا الحديث مرسل. وذكر بن حبان المغيرة هذا في ثقات التابعين والراجح ما قاله أبو عمر والحديث ليس بثابت.
والمغيرة هذا كان قاضياً بالمدينة في خلافة عثمان ثم كان مع علي في حروبه وهو الذي طرح على بن ملجم القطيفة لما ضرب علياً فأمسكه وضرب به الأرض ونزع منه سيفه وسجنه حتى مات على منزلته.


وقال الزبير بن بكار: وخطب معاوية أمامة بنت أبي العاص بن الربيع بعد قتل علي فجعلت أمرها للمغيرة بن نوفل فتوثق منها ثم زوجها نفسه فماتت عنده.
المغيرة المخزومي: مات في عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم وكانت تحته بنت عائذ بن نعيم بن عبد الله النحام العدوية فأتت أمها تستفتي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من أجل شكوى عين ابنتها وهل يجوز لها أن تكحلها.
والحديث في الصحيحين من حديث أم سلمة إلا أن الزوج لم يسم ولا المرأة المستفتية ولا ابنتها وسماها بن وهب في موطئه قال: أنبأنا بن لهيعة عن محمد بن عبد الرحمن عن القاسم بن محمد عن زينب بنت أبي أسامة أن أمها أخبرتها بذلك.
وأخرجه إسماعيل القاضي في أحكام القرآن عن أبي ثابت عن بن وهب به واستدركه بن فتحون.
المغترب: هو الأسود بن ربيعة. تقدم.
الميم بعدها القاف
المقداد بن الأسود: الكندي هو بن عمرو بن ثعلبة بن مالك بن ربيعة بن عامر. بن مطرود البهراني وقيل الحضرمي.
قال بن الكلبي: كان عمرو بن ثعلبة أصاب دماً في قومه فلحق بحضرموت فحالف كندة فكان يقال له الكندي وتزوج هناك امرأة فولدت له المقداد فلما كبر المقداد وقع بينه وبين أبي شمر بن حجر الكندي فضرب رجله بالسيف وهرب إلى مكة فحالف الأسود بن عبد يغوث الزهري وكتب إلى أبيه فقدم عليه فتبنى الأسود المقداد فصار يقال المقداد بن الأسود وغلبت عليه واشتهر بذلك فلما نزلت: " ادعوهم لآبائهم " سورة الأحزاب آية 5 قيل له المقداد بن عمرو واشتهرت شهرته بابن الأسود.
وكان المقداد يكنى أبا الأسود وقيل كنيته أبو عمر وقيل أبو سعيد.
وأسلم قديماً وتزوج ضباعة بنت الزبير بن عبد المطلب ابنة عم النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهاجر الهجرتين وشهد بدراً والمشاهد بعدها وكان فارساً يوم بدر حتى إنه لم يثبت أنه كان فيها على فرس غيره.
وقال زر بن حبيش عن عبد الله بن مسعود: أول من أظهر إسلامه سبعة فذكر فيهم.
وقال مخارق بن طارق عن بن مسعود: شهدت مع المقداد مشهداً لأن أكون صاحبه أحب إلي مما عدل به. وذكر البغوي من طريق أبي بكر بن عياش عن عاصم عن زر: أول من قاتل على فرس في سبيل الله المقداد بن الأسود.
ومن طريق موسى بن يعقوب الزمعي عن عمته قريبة عن عمتها كريمة بنت المقداد عن أبيها: شهدت بدراً على فرس لي يقال لها سبحة.
ومن طريق يعقوب بن سليمان عن ثابت البناني قال: كان المقداد وعبد الرحمن بن عوف جالسين فقال له مالك: إلا تتزوج؟ قال: زوجني ابنتك: فغضب عبد الرحمن وأغلظ له فشكا ذلك للنبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال: " أنا أزوجك " . فزوجه بنت عمه ضباعة بنت الزبير بن عبد المطلب.
وعن المدائني قال: كان المقداد طويلاً آدم كثير الشعر أعين مقروناً يصفر لحيته.
وأخرج يعقوب بن سفيان وابن شاهين من طريقه بسنده إلى كريمة زوج المقداد: كان المقداد عظيم البطن وكان له غلام رومي فقال له: أشق بطنك فأخرج من شحمه حتى تلطف فشق بطنه ثم خاطه فمات المقداد وهرب الغلام.
وقال أبو ربيعة الإيادي عن عبد الله بن بريدة عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم " إن الله عز وجل أمرني بحب أربعة وأخبرني أنه يحبهم: علي والمقداد وأبو ذر وسلمان " أخرجه الترمذي وابن ماجة وسنده حسن.
وروى المقداد عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أحاديث. روى عنه علي وأنس وعبيد الله بن عن بن الخيار وهمام بن الحارث وعبد الرحمن بن أبي ليلى وآخرون.
اتفقوا على أنه مات سنة ثلاث وثلاثين في خلافة عثمان. قيل: وهو بن سبعين سنة.
المقداد بن معد يكرب: بن عمرو بن يزيد بن معد يكرب يكنى أبا كريمة وقيل كنيته أبو يحيى.
صحب النبي صلى الله عليه وآله وسلم وروى عنه أحاديث وعن خالد بن الوليد ومعاذ وأبي أيوب. ونزل حمص.
وروى عنه ابنه يحيى وحفيده صالح بن يحيى وخالد بن معدان وحبيب بن عبيد ويحيى بن جابر الطائي والشعبي وشريح بن عبيد وعبد الرحمن بن أبي عوف وآخرون.
ذكره بن سعد في الطبقة الرابعة من أهل الشام وقال: مات سنة سبع وثمانين وهو بن إحدى وتسعين سنة وقال عثمان: مات سنة ثلاث. وقيل: سنة ست.


وأخرج البغوي من طريق أبي يحيى سليم الكلاعي قال: قلنا للمقدام بن معد يكرب: يا أبا كريمة إن الناس يزعمون أنك لم تر النبي صلى الله عليه وآله وسلم. قال: بلى والله لقد رأيته ولقد أخذ بشحمة أذني وإني لأمشي مع عم لي ثم قال لعمي: " أترى أنه يذكره " وسمعته يقول: " يحشر ما بين السقط إلى الشيخ الفاني يوم القيامة أبناء ثلاثين سنة المؤمنون منهم في خلق آدم... " الحديث.
ومن طريق الشعبي عن المقدام أبي كريمة: رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم. وفي رواية عن أبي كريمة الشامي.
مقسم بن بجرة: بضم الموحدة وسكون الجيم بن حارثة بن قنيرة بقاف ومثناة مصغراً الكندي ثم التجيبي النخعي.
ذكره أبو سعيد بن يونس وقال: أسلم في حياة النبي صلى الله عليه وآله وسلم وبايع معاذاً باليمن ويقال: إن له صحبة وشهد فتح مصر وكان قاتل أهل الردة مع زياد بن لبيد.
وروى عن علي بن أبي طالب ثم أخرج من طريق علي بن رباح قال: كنا في غزوة البحرين وعلينا فضالة بن عبيد فجعلت أدعو على العدو: اللهم أهلكهم واستأصل شأفتهم فضرب مقسم بن بجرة على منكبي وقال: ويحك يا أحمق قل: " اللهم انصرنا عليهم فلولا هؤلاء ما أعطينا عطاء " مقسم الفارسي: ذكره الطبراني في الصحابة. واستدركه بن فتحون.
مقسم آخر: تقدم في معتب.
المقنع: بن الحصين التميمي نزيل البصرة.
ذكر له حديث في مسند بقي بن مخلد واستدركه الذهبي في التجريد. وقيل هو المنقع بتقديم النون على القاف. وسيأتي.
المقنع: آخر هو السلمي.
أحد الوفد الذين قدموا على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من بني سليم وافتخر به العباس بن مرداس في قصيدته التي يقول فيها:
لا وفد كالوفد الألى عقدوا لنا ... سبباً بحبل محمد لا يقطع
وفد أبو قطن حزابة منهم ... وأبو الغيوث وواسع ومقنع
واستدركه بن فتحون.
المقنع: من بني ضرار بن غوث بن عوف بن مالك بن سلامان بن سعد هذيم.
ذكر بن الكلبي في ترجمة ولده طارق بن المقنع - أنه رثى الحسين بن علي لما قتل قال: وقد شهد بعض آبائه مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم مشاهده وعداده في الأنصار.
الميم بعدها الكاف
مكحول: مولى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
ذكره بن إسحاق في السيرة وقال: وهب النبي صلى الله عليه وآله وسلم لأخته الشيماء - يعني من الرضاعة غلاماً يقال له مكحول وجارية فزوجت الغلام للجارية فلم يزل فيهم من نسلهم بقية. والله أعلم.
مكحول آخر: زعم مقاتل في تفسيره أنه اسم النجاشي وجوز غيره أن يكون اسم ابنه الذي هاجر.
مكرز: بن حفص بن الأخيف بالخاء المعجمة والياء المثناة بن علقمة بن عبد الحارث بن منقذ بن عمرو بن بغيض بن عامر بن لؤي القرشي العامري.
ذكره بن حبان في الصحابة وقال: يقال له صحبة ولم أره لغيره.
وله ذكر في المغازي في عند بن إسحاق والواقدي أنه هو الذي أقبل لافتداء سهيل بن عمرو يوم بدر. وذكره المرزباني في معجم الشعراء ووصفه بأنه جاهلي ومعناه أنه لم يسلم وإلا فقد ذكر هو أنه أدرك الإسلام وقدم المدينة بعد الهجرة لما أسر سهيل بن عمرو يوم بدر فافتداه وقال في ذلك:
بأذواد كرام سبا فتى ... ينال الصميم عربها لا المواليا
وقلت: سهيل خيرنا فاذهبوا به ... لأبنائه حتى تديروا الأمانيا
وذكر له قصة في قتله عامر بن الملوح لما قتل عامر قتيلاً من رهط مكرز.
وقد ذكر الزبير بن بكار قصة افتدائه سهيل بن عمرو وأنه قدم المدينة فقال: اجعلوا القيد في رجلي مكان رجليه حتى يبعث إليكم بالفداء وأنشد له البيتين وله ذكر في صلح الحديبية في البخاري.
مكرم الغفاري: أخرج بن منده من طريق عمرو بن أيوب الغفاري عن محمد بن معن عن أبيه عن جده عن نضلة بن عمرو الغفاري - أن رجلاً من غفار أتى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال: " ما اسمك " قال: مهان قال: " بل أنت مكرم " . ووقع في رواية بن منده مهران وصوب أبو نعيم أنه مهان وهو كما قال.
مكرم آخر: تقدم في ترجمة سعد القرظي - أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لقي رجلين من أسلم فقال: " من أنتما؟ " قالا: نحن المهانان. قال: " بل أنتما المكرمان " .
مكرم آخر: هو رفيق الذي قبله قد ذكر فيه.
مكنف بن زيد الخيل الطائي.


تقدم نسبه في ترجمة أبيه. قال بن حبان: كان أكبر ولد أبيه وبه كان يكنى أبوه وأسلم وحسن إسلامه وشهد قتال أهل الردة مع خالد بن الوليد.
وقال الواقدي في المغازي: كان زيد الخيل من جديلة طي وكذلك عدي بن حاتم فثبت عدي بعد موت النبي صلى الله عليه وآله وسلم على إسلامه.
وقال البغوي في ترجمة حريث بن زيد الخيل: يقال له أيضاً الحارث وكان أسلم هو وأخوه مكنف وصحبا النبي صلى الله عليه وآله وسلم وشهدا قتال أهل الردة مع خالد بن الوليد ثم لم يفرد مكنفاً بترجمة فاستدركه بن فتحون ذكره الطبري والدارقطني.
وذكر الواقدي في كتاب الردة أنه كان ممن ثبت على الإسلام وقاتل بني أسد لما ارتدوا مع طليحة وأنشد له في ذلك من أبيات:
ضلوا وغرهم طليحة بالمنى ... كذباً وداعي ربنا لا يكذب
لما رأونا بالقضاء كتابنا ... يدعو إلى رب الرسول ويرغب
ولو فراراً والرماح تؤزهم ... وبكل وجه وجهوا نترقب
مكنف آخر: ذكر أبو عمر عن عبد الله بن أبي بكر بن حزم عن مكنف الحارثي أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أعطى محيصة بن مسعود ثلاثين وسقاً.
وذكره الحسن بن سفيان في مسنده من طريق بن إسحاق عن عبد الله بن أبي بكر.
مكيتل: بمثناة مصغراً وقيل مكيثر بكسر المثلثة وآخره راء الليثي.
قال بن إسحاق في المغازي: حدثني محمد بن جعفر بن الزبير سمعت زياد بن ضميرة بن سعد السلمي يحدث عن عروة بن الزبير يقول: حدثني أبي وجدي وكانا شهدا حنيناً مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم قالا: صلى بنا النبي صلى الله عليه وآله وسلم الظهر يوم حنين ثم جلس إلى ظل شجرة فقام إليه الأقرع بن حابس وعيينة بن حصن وعيينة يومئذ يطلب بدم عامر بن الأضبط المقتول والأقرع يدافع عن محلم بن جثامة القاتل فقام رجل يقال له مكيتل قصير مجموع فقال: أسس اليوم وغير غداً إلى أن قال حتى قبلوا الدية... الحديث. وقد ذكر في ترجمة عامر بن الأضبط.
وفي رواية بن هشام عن زياد البكائي: مكيثر. وأخرجه البغوي أيضاً من طريق عبد الرحمن بن أبي الزناد عن عبد الرحمن بن الحارث عن محمد بن جعفر. وسياقه أتم.
الميم بعدها اللام
ملاعب الأسنة: وهو مالك بن عامر. تقدم.
ملكان بن عبدة الأنصاري: ذكر الواقدي والطبري وسماه بن هشام ملكو بن عبدة وذكره فيمن أطعمه النبي صلى الله عليه وآله وسلم من خيبر ثلاثين وسقاً.
مليل: بلامين مصغراً بن وبرة بن خالد بن العجلان الأنصاري.
ذكره بن إسحاق والواقدي وغيرهما فيمن شهد بدراً ومنهم من نسبه إلى جده وهو موسى بن عقبة.
الميم بعدها النون
المنبعث الثقفي: مولى عمر بن معتب.
قال بن إسحاق في السيرة: حدثني رجل عن بن المنكدر قال: نزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم لما كان محاصراً الطائف المنبعث فأسلم وكان يسمى المضطجع فسماه المنبعث وكان من موالي آل عثمان بن عامر بن معتب.
المنبعث آخر: جاء ذكره في حديث صحيح أخرجه أبو داود في كتاب الكنى عن محمد بن إسماعيل بن سالم عن محمد بن فضيل ووكيع عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مر برجل يقال له المضطجع فسماه المنبعث.
وأخرجه عن محمد بن عبد الله بن يزيد عن بن عيينة عن هاشم عن أبيه فأرسله ولم يذكر عائشة.
وكذا رواه بن شاهين من طريق إسماعيل بن عياش عن هشام ولفظه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يغير الاسم القبيح إلى الاسم الحسن فقال لرجل: " ما اسمك؟ " فذكره. وكذا جاء عن يحيى بن سعيد الأنصاري عن سعيد بن المسيب.
وعلقه أبو داود في السنن فقال في باب الأسماء من كتاب الأدب: غير النبي صلى الله عليه وآله وسلم المضطجع فسماه المنبعث.
قلت: ويحتمل أن يكون المذكور قبله فإن هذا لم ينسب. وفي الأنساب لابن الكلبي: المنبعث بن عمرو بن ربيعة بن عبد الله بن أبي بكر بن كلاب لم يصفه بغير ذلك فيحتمل أن يكون هو هذا.
المنتجع النجدي:


ذكره أبو سعيد النقاش واستدركه أبو موسى من طريق وساق بسند مجهول إلى عبد الله بن هشام عن أبي حبة الرقي عن جده المنتجع النجدي وكان من أهل نجد وكان له مائة وعشرون سنة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " أوحى الله إلى نبي من أنبياء بني إسرائيل إذا أصبحت فشمر ذيلك فأول شيء تلقاه فكله والثاني فادفنه... " الحديث. وأخرج أبو الشيخ في كتاب الثواب بهذا الإسناد حديثاً آخر.
المنتذر: حكاه الرشاطي وقيل: بصيغة التصغير كما سيأتي أنه عند بن منده بالوجهين.
المنتشر بن الأجدع الهمداني أخو مسروق.
قال البغوي: لا أدري له صحبة أو لا؟ وذكره بن شاهين في الصحابة وأخرج من طريق موسى بن صالح عن مسعود عن إبراهيم بن محمد بن المنتشر عن أبيه عن جده قال: كانت بيعة النبي صلى الله عليه وآله وسلم حين أنزل الله عليه " إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله " سورة الفتح آية 10 التي بايع الناس عليها: " البيعة لله والطاعة للحق " .
وكانت بيعة أبي بكر: تبايعوني ما أطعت الله وكانت بيعة عمر ومن بعده كبيعة النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
قال بن أبي حاتم: قلت لأبي معشر: المنتشر رأى النبي صلى الله عليه وسلم؟ قال: لا أدري.
المنتفق: قال بن شاهين عن بن أبي داود: هو أبو رزين العقيلي.
وتعقب بأن اسم أبي رزين لقيط كما سيأتي في الكنى وقد جاء في حديث آخر عن المنتفق أو بن المنتفق. وتقدم التنبيه عليه في عبد الله بن المنتفق.
منجاب بن راشد بن أصرم بن عبد الله بن زياد الضبي.
نزل الكوفة ذكره بن شاهين في الصحابة وأخرج من طريق سيف بن عمر عن أبي خلدة وعطية عن سهم بن منجاب عن أبيه منجاب بن راشد قال: قدم علينا كتاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم عام تبوك فاستنفرنا إلى تبوك فنفرت إليه تيم والرباب وأخواتها فكنا ربع الناس وكانوا ثمانية وأربعين ألفاً.
وقال الدارقطني: نزل منجاب الكوفة وروى عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أحاديث ولا نعلم روى عنه غير ابنه سهم بن منجاب.
وقال أبو موسى في الذيل: كان من أشراف أهل الكوفة.
منجاب بن راشد الناجي.
ذكره أبو الحسن المدائني وسيف بن عمر فيمن أمر على كور فارس في خلافة عثمان ممن لقي النبي صلى الله عليه وآله وسلم وآمن به هو وأخوه الحارث وكانا عثمانيين فهربا من علي. فأما الحارث فإنه أفسد في الأرض فسير إليه علي جيشا فأوقعوا ببني ناجية. وقد تقدم شيء من هذا في الحارث.
مندوس: ويقال: أبو مندوس.
ذكره بن قانع في الصحابة وأورد من طرق سليمان بن الأزهر بن كنانة عن أبيه عن جده عن مندوس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " لو كان الدين معلقاً بالثريا لتناوله قوم من أبناء فارس " . واستدركه بن فتحون.
المنذر بن الأجدع الهمداني: أخو مسروق.
ذكره بن حبان في الصحابة وتبعه المستغفري فقالا: له صحبة.
وأخرج بن شاهين في كتاب الجنائز من طريق هشيم عن عمر بن أبي زائدة قال: مات المنذر بن الأجدع في السجن وكان قد قطعت يده ورجله في قطع الطريق فسئل الشعبي: أيصلى عليه؟ قال: فإلى من تدعونه؟ المنذر بن الأشوع العبدي: ذكره الأموي في المغازي فقال: قدم في وفد عبد القيس فقالوا: يا رسول الله جئنا سلماً غير حرب ومطيعين غير عاصين فاكتب لنا كتاباً يكون في أيدينا تكرمة على سائر العرب فسر النبي صلى الله عليه وآله وسلم بهم وأمره ونهاهم ووعظهم وكتب لهم كتاباً. واستدركه بن فتحون.
المنذر بن أبي حميضة: يأتي في القسم الثالث.
المنذر بن رفاعة الغطفاني: ذكر مقاتل بن سليمان في تفسير قوله تعالى: " وآتوا اليتامى أموالهم... " سورة النساء آية 2 الآية - أن رجلاً من غطفان يقال له المنذر بن رفاعة كان عنده مال كثير ليتيم وهو بن أخيه فلما بلغ الغلام طلب ماله فمنعه فترافعا إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فتلا عليه هذه الآية فقال: أطعنا الله وأطعنا الرسول ونعوذ بالله من الحوب الكبير فدفع إليه ماله فأنفقه الفتى في سبيل الله فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: " ثبت الأجر وبقي الوزر " .
فسئل عن ذلك فقال: " ثبت الأجر للفتى وبقي الوزر على والده " . وكان مشركاً.
وذكر الكلبي القصة ولم يسمه الغطفاني. ونقله الثعلبي عن الكلبي ومقاتل ولم يسمه أيضاً. ومن ثم لم يذكره أحد ممن صنف في هذا الفن.


المنذر بن ساوى: بن الأخنس بن بيان بن عمرو بن عبد الله بن زيد بن عبد الله بن دارم التميمي الدارمي.
وزعم غير الكلبي أنه من عبد القيس وبين الرشاطي السبب في ذلك أنه يقال له العبدي لأنه من ولد عبد الله بن دارم فظن بعض الناس أنه من عبد القيس.
تقدم ذكره في ترجمة رافع العبدي وأنه كان في الوفد ولم يثبت ذلك الأكثر بل قالوا لم يكن في الوفد وإنما كتب معهم بإسلامه وكان عامل البحرين وكتب إليه النبي صلى الله عليه وآله وسلم مع العلاء بن الحضرمي قبل الفتح فأسلم.
ذكره بن إسحاق وغير واحد وزاد الواقدي ثم استقدم النبي صلى الله عليه وآله وسلم العلاء بن الحضرمي فاستخلف المنذر بن ساوي مكانه.
وأخرج الطبراني من طريق أبي مجلز عن أبي عبيدة بن عبد الله بن مسعود عن أبيه قال: كتب النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى المنذر بن ساوى: " من صلى صلاتنا واستقبل قبلتنا وأكل ذبيحتنا فذلكم المسلم له ذمة الله ورسوله... " .
وروى بن منده من طريق مبشر بن عبيد عن زيد بن أسلم عن المنذر بن ساوى - أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كتب إليه أن افرض على كل رجل ليس له أرض أربعة دراهم وعباءة. قال بن منده: كان عامل النبي صلى الله عليه وآله وسلم على هجر.
وذكر أبو جعفر الطبراني أن المنذر هذا مات بالقرب من وفاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم وحضره عمرو بن العاص فقال له: كم جعل النبي صلى الله عليه وآله وسلم للميت من ماله عند الموت؟ قال: الثلث قال: فما ترى أن أصنع في ثلثي؟ قال: إن شئت قسمته في سبيل الخير وإن شئت جعلت غلته تجري بعدك على من شئت. قال: ما أحب أن أجعل شيئاً من مالي كالسائبة ولكني أقسمه. قال الرشاطي: لم يذكره بن عبد البر. قلت: هو على شرطه ولو لم يثبت أنه وفد.
المنذر بن سعد: أبو حميد الساعدي. وقيل اسمه عبد الرحمن. يأتي في الكنى.
المنذر بن عائذ العبدي المعروف بالأشج أشج عبد القيس. وقيل: اسمه منقذ بن عائذ كما تقدم في ترجمة مطر بن فيل وفي ترجمة صحار بن العباس.
المنذر بن عبد الله: بن قوال بن وقش بن ثعلبة بن طريف بن الخزرج بن ساعدة الأنصاري الخزرجي الساعدي.
ذكره بن إسحاق والواقدي فيمن استشهد بالطائف لكنه عند الواقدي المنذر بن عبد بغير إضافة وسمي أبو عمر أباه عباداً ثم أعاده في بن عبد الله وسقط قوال من نسبه عند بن منده.
المنذر بن عبد الله بن نوفل.
ذكره الواقدي فيمن استشهد بالطائف. واستدركه بن فتحون.
المنذر بن عبد المدان: له ذكر في المغازي ولا أعرف له رواية قاله بن منده.
المنذر بن عدي بن المنذر بن عدي بن حجر بن وهب بن ربيعة بن معاوية الكندي.
ذكر الطبري أن له وفادة واستدركه بن فتحون.
المنذر بن علقمة: بن كلدة بن عبد الدار بن عبد مناف العبدري.
قتل أبوه كافراً وولد له في الإسلام أيوب بن المنذر وقتل محمد بن أيوب بن المنذر يوم الحرة ذكره الزبير بن بكار.
المنذر بن عمرو: بن خنيس بن حارثة بن لوذان بن عبد ود بن زيد بن ثعلبة بن الخزرج بن ساعدة بن كعب بن الخزرج الأنصاري الخزرجي الساعدي ومنهم من أسقط حارثة من نسبه.
قال بن أبي خيثمة: سمعت سعد بن عبد الحميد بن جعفر يقول: المنذر بن عمرو عقبي بدري نقيب. استشهد يوم بئر معونة وكذا قال بن إسحاق وثبت أنه استشهد يوم بئر معونة في صحيح البخاري وسمي المنذر بن الزبير بن العوام على اسمه وكان يلقب المعنق ليموت.
وقال موسى بن عقبة في المغازي: أنبأنا بن شهاب عن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك ورجال من أهل العلم - أن عامر بن مالك ملاعب الأسنة قدم على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: ابعث معي من عندك من شئت وأنا لهم جار فبعث رهطاً منهم المنذر بن عمرو وهو الذي يقال له أعنق ليموت فسمع بهم عامر بن الطفيل فاستنفر لهم بني سليم فنفر معه منهم رهط: بنو عصية وبنو ذكران فكانت وقعة بئر معونة وقتل المنذر ومن معه.
وذكر بن إسحاق هذه القصة مطولة عن أبيه عن المغيرة بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام وغيره وأخرجها بن منده من طريق أسباط بن نصر عن السدي قال: ورواها سلمة بن الفضل عن محمد بن إسحاق عن حميد عن أنس بطولها.


وقال البغوي: ليست له رواية وتعقب بما أخرجه بن قانع وابن السكن والدارقطني في السنن من طريق عبد المهيمن بن عباس بن سهل بن سعد عن أبيه عن جده عن المنذر بن عمرو - أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم سجد سجدتي السهو قبل التسليم.
قال الدارقطني: لم يرو المنذر غير هذا الحديث وعبد المهيمن ليس بالقوي.
قلت: وفي السند غيره والله أعلم.
المنذر بن قدامة بن عرفجة بن كعب بن النحاط بن كعب بن حارثة بن غنم بن مالك بن الأوس الأنصاري الأوسي.
ذكره بن إسحاق وموسى بن عقبة وابن الكلبي وغيرهم فيمن شهد بدراً.
وذكر الواقدي أنه كان على أسارى بني قينقاع.
المنذر بن قيس بن عمرو بن عبيد بن مالك بن عدي بن غنم بن عدي بن النجار.
شهد أحداً والمشاهد واستشهد هو وأخوه سليط بن قيس يوم جسر أبي عبيد قاله العدون واستدركه بن فتحون.
المنذر بن كعب الدارمي: وفد على النبي صلى الله عليه وسلم قاله أبو العباس السراج في ترجمة شيخه أحمد بن سعيد بن صخر بن سليمان بن عبد الله بن قيس بن عبد الله بن المنذر بن كعب بن الأسود بن عبد الله بن زيد بن عبيد الله بن دارم وكذلك نسبه الخطيب وقال: سمعت هبة الله بن الحسن الطبري يقوله قال: وقيل إن المنذر بن كعب وفد على النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
وحكى الخطيب أن جده صخراً هو بن عليم بن قيس. واستدركه بن فتحون.
المنذر بن مالك: ذكره أبو نعيم في الصحابة وقال: إنه مجهول ثم أورده من طريق مسلم بن خالد عن مطرف النضري عن حميد بن هلال عن المنذر بن مالك قال: قلت: يا رسول الله أي الصدقة أفضل؟ قال: " سر إلى فقير وجهد من مقل " .
قلت: ويحتمل أن يكون هذا الحديث مرسلاً والمنذر بن مالك هو أبو نضرة الغفاري وهو تابعي مشهور.
المنذر بن محمد: بن عقبة بن أحيحة بمهملتين مصغراً بن الجلاح الأنصاري الخزرجي. يكنى أبا عبيدة.
ذكره موسى بن عقبة وابن إسحاق وغيرهما فيمن شهد بدراً واستشهد ببئر معونة.
المنذر بن يزيد بن غانم بن حديدة الأنصاري أخو عبد الرحمن.
قال العدوي: له صحبة. واستدركه بن فتحون.
المنذر غير منسوب: ذكره البخاري في الصحابة وقال: كان يسكن البادية.
وروى عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم حكاه البغوي وذكره بن فتحون عن أبي جعفر الطبري نحو ذلك.
منسأة الجني: ذكر بن دريد أنه أحد الجن الذين استمعوا القرآن من أهل نصيبين وآمنوا بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم بنخلة.
منصور بن عمير بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار العبدري أخو مصعب. يكنى أبا الروم وهو مشهور بكنيته.
ذكره موسى بن عقبة وابن إسحاق في مهاجرة الحبشة وذكره فيمن شهد أحداً وقال الزبير بن بكار: استشهد باليرموك.
منظور بن زبان بن سيار بن عمرو بن جابر بن عقيل بن هلال بن سمي بن مازن بن فزارة.
ذكر الدارقطني وعبد الغني بن سعيد في المشتبه عن المفضل الغلابي - أنه قال في حديث البراء بن عازب: أتيت خالي ومعه الراية فقلت: إلى أين؟ قال: بعثني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى رجل تزوج امرأة أبيه أن أضرب عنقه. قال: هذا الرجل هو منظور بن زبان.
وحكى عمر بن شبة أن هذه الآية وهي قوله تعالى: " ولا تنكحوا ما نكح آباؤكم من النساء إلا ما قد سلف... " سورة النساء آية 22 - نزلت في منظور بن زبان خلف على امرأة أبيه واسمها مليكة وأن أبا بكر الصديق طلبهما لما ولي الخلافة إلى أن وجدهما بالبحرين فأقدمهما المدينة وفرق بينهما وأن عمر أراد قتل منظور فحلف بالله أنه ما علم أن الله حرم ذلك.
وفي ذلك يقول الوليد بن سعيد بن الحمام المري من أبيات:
بئس الخليفة للآباء قد علموا ... في الأمهات أبو زبان منظور
وهذا يدل على أن منظوراً لم يقتل في عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم فلعل خال البراء لم يظفر به بل لما بلغه أنه قصده هرب.


وقال أبو الفرج الأصبهاني في الأغاني: كان منظور سيد قومه وهو أحد من طال حمل أمه به فولدته بعد أربع سنين فسمى منظوراً لطول ما انتظروه قال: وذكر الهيثم بن عدي عن عبد الله بن عياش المنتوف وعن هشام بن الكلبي قال: وذكر بعضه الزبير بن بكار عن عمه عن مجالد قالوا: تزوج منظور بن زبان امرأة أبيه وهي مليكة بنت خارجة بن سنان بن أبي حارثة المزني فولدت له هاشماً وعبد الجبار وخوله ولم تزل معه إلى خلافة عمر فرفع أمره إلى عمر فأحضره وسأله عما قيل فيه من شربه الخمر ونكاحه امرأة أبيه فاعترف بذلك وقال: ما علمت أن هذا حرام فحبسه إلى قرب صلاة العصر ثم أحلفه أنه لم يعلم أن الله حرم ذلك فحلف فيما ذكروا أربعين يميناً ثم خلى سبيله وفرق بينه وبين مليكة وقال: لولا أنك حلفت لضربت عنقك.
وقال بن الكلبي في روايته: قال عمر: أتنكح امرأة أبيك وهي أمك؟ أو ما علمت أن هذا نكاح المقت ففرق بينهما فاشتد ذلك عليه فرآها يوما تمشي في الطريق فأنشد:
ألا لا أبالي اليوم ما صنع الدهر ... إذا منعت مني مليكة والخمر
فإن تك قد أمست بعيداً مزارها ... فحي ابنة المري ما طلع الفجر
وقال أيضاً من أبيات:
لعمر أبي دين يفرق بيننا ... وبينك قسراً إنه لعظيم
فبلغ ذلك عمر فطلبه ليعاقبه فهرب وتزوجها طلحة بن عبيد الله.
وذكر الزبير بن بكار في أخبار المدينة: قال: قال عمر لما فرق بين منظور ومليكة: من يكفل هذه؟ فقال عبد الرحمن بن عوف: أنا فأنزلها داره فعرفت الدار بعد ذلك بها فكان يقال لها دار مليكة.
وذكر عمر بن شبة في أخبار المدينة: أن ذلك كان في خلافة عمر كما سأذكره في ترجمة مليكة في النساء.
وذكر بن الكلبي في كتاب المثالب أنها كانت تكنى أم خولة وأنها كانت عند زبان فهلك عنها ولم تلد له فتزوجها ولده نكاح مقت... فذكر القصة مطولة.
وذكر أبو موسى في ذيله في ترجمة مليكة هذه من طريق محمد بن ثور عن بن جريج عن عكرمة قال: فرق الإسلام بين أربع وبين أبناء بعولتهن فذكر منهن مليكة خلف عليها منظور بعد أبيه.
وقال أبو الفرج أيضاً: خطب الحسن بن علي خولة بنت منظور هذا وأبوها غائب فجعلت أمرها بيده فتزوجها فبلغه فقال: أمثلي يفتات عليه في ابنته؟ فقدم المدينة فركز راية سوداء في مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فلم يبق في المدينة قيسي إلا دخل تحتها فبلغ ذلك الحسن فقال شأنك بها. فأخذها وخرج فلما كان بقباء جعلت تندبه وتقول: يا أبت الحسن بن علي سيد شباب أهل الجنة فقال: تلبثي هنا فإن كان له بك حاجة فسيلحقنا. قال: فأقام ذلك اليوم فلحقه الحسن ومعه الحسين وعبد الله بن جعفر وعبد الله بن عباس فزوجها من الحسن ورجع بها.
وأظن هذه البنت هي التي ذكرت في ترجمة الفرزدق الشاعر أو هي أختها وذلك أن زوجته النوار لما فرت منه إلى بن الزبير بمكة وهو يومئذ خليفة قدم مكة فنزل على بني عبد الله بن الزبير فمدحهم وكانت النوار نزلت على بنت منظور بن زبان فقضى بن الزبير للنوار على الفرزدق في قصة مذكورة وفي ذلك يقول الفرزدق:
أما بنوه فلم تقبل شفاعتهم ... وشفعت بنت منظور بن زبانا
ليس الشفيع الذي يأتيك مؤتزراً ... مثل الشفيع الذي يأتيك عريانا
وقال المرزباني: منظور مخضرم تزوج امرأة أبيه مليكة بنت خارجة ففرق بينهما عمر فذكر البيتين. وذكر بن الأثير في ترجمته عن الأمير أبي نصر بن ماكولا أنه ذكر في الإكمال منظور بن زبان بن سنان الفزاري هو الذي تزوج امرأة أبيه فبعث النبي صلى الله عليه وآله وسلم من يقتله قال بن الأثير: لو لم يكن مسلماً لما قتله على ذلك بل كان يقتله على الكفر. انتهى.
وقصته مع أبي بكر وعمر ثم مع الحسن بن علي تدل على أنه عاش إلى خلافة عثمان والله أعلم.
منظور بن لبيد: بن عقبة بن رافع الأنصاري الأشهلي أخو محمود.
قال العدوي: شهد بيعة الرضوان. واستدركه بن فتحون.
منقذ بن خنيس الأسدي: أبو كعب مشهور بكنيته. وسيأتي في الكنى.
منقذ بن حبان العبدي: تقدم في ترجمة صحار وهو بن أخت الأشج. والله أعلم.
منقذ بن زيد بن الحارث. أورده أبو عمر عن بعض من ألف في الصحابة.
منقذ بن عائذ: في المنذر بن عائذ.


منقذ بن عمرو بن عطية بن خنساء بن مبذول بن عمرو بن غنم بن مازن بن النجار الأنصاري المدني.
قال البخاري: له صحبة. وقد تقدم في ترجمة حبان بن منقذ بيان الاختلاف في سبب حديث: " إذا بايعت فقل لا خلابة " وهل القصة لحبان بن منقذ أو لأبيه منقذ بن عمرو؟ منقذ بن نباتة الأسدي.
ذكره بن إسحاق فيمن هاجر إلى المدينة من بني أسد بن خزيمة وذكره بن منده فيمن اسمه معبد. والمعروف منقذ وصحف أبو عمر أباه فقال لبابة.
منقذ الأسلمي: ذكره بن فتحون في الذيل عن الباوردي وأنه أورده فيمن شهد صفين من الصحابة من طريق عبيد الله بن أبي رافع. والسند بذلك ضعيف.
منقع بن الحصين بن يزيد بن شبل بن حبان بن الحارث بن عمرو بن كعب بن عبد شمس بن سعد بن زيد مناة بن تميم التميمي السعدي.
ذكره بن سعد فيمن نزل البصرة من الصحابة وأخرج البخاري وابن أبي خيثمة في تاريخهما من طريق عصمة بن بشر حدثنا الفزع عن المنقع قال: أتيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم بصدقة إبلنا فقال: " اللهم لا أحل لهم أن يكذبوا علي " . قال المنقع: فلم أحدث عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلا حديثاً نطق به كتاب أو جرت به سنة. قال سيف بن هارون: راويه عن عصمة أظنه الفزع شهد القادسية. وأخرجه أبو علي بن السكن من هذا الوجه مطولاً وزاد فيه بيان سبب الحديث المذكور وفيه: إنه رأى النبي صلى الله عليه وآله وسلم على ناقة وأسود آخذ بركابه قد حاذى رأس النبي صلى الله عليه وآله وسلم ما رأيت من الناس أطول منه.
المنقع بن مالك: بن أمية بن عبد العزى السلمي.
تقدم ذكره في ترجمة بن عمار السلمي وأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أمره على طائفة من قومه. وقد تقدم ذكر المقنع بتقديم القاف على النون وهو سلمي أيضاً فلا أدري هل هما واحد اختلف في اسمه أو هما اثنان؟ المنكدر بن عبد الله بن الهدير التميمي.
ذكره الطبراني وغيره في الصحابة وأخرجوا من طريق حريث بن السائب عن محمد بن المنكدر عن أبيه - أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: " من طاف بهذا البيت أسبوعاً لا يلغو فيه كان كعدل رقبة يعتقها " .
منهال بن أوس النكري بضم النون.
وفد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكره الرشاطي عن المدائني قال: ولم يذكره بن عبد البر ولا بن فتحون.
منهال بن أبي منهال: ذكره الطبري في الصحابة واستدركه بن فتحون.
منهال القيسي: تقدم ذكره في قتادة بن ملحان.
منيب: بضم أوله وكسر النون وآخره موحدة بن عبد السلمي.
ذكره الخطيب وتبعه بن ماكولا واستدركه أبو موسى وأورده من طريق الأحوص بن حكيم عن عبد الله بن غابر بمعجمة وموحدة الألهاني عن منيب بن عبد السلمي وكان من الصحابة عن أبي أمامة - رفعه: " من صلى الصبح في مسجد جماعة ثم ثبت حتى يصلي سبحة الضحى كان له أجر حجة وعمرة " .
منيب أبو أيوب الأزدي: الغامدي.
قال البخاري وأبو حاتم: له صحبة. وقال أبو عمر: عداده في أهل الشام.
وأخرج الطبراني من طريق عتبة بن حبان عن منيب بن مدرك بن منيب الغامدي عن أبيه عن جده قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول للناس: " يا أيها الناس قولوا لا إله إلا الله تفلحوا " فمنهم من سبه ومنهم من تفل في وجهه ومنهم من حثا عليه التراب حتى انتصف النهار فأقبلت جارية بعس من ماء فغسل وجهه ويديه فقلت: من هذه؟ قالوا: هذه زينب ابنته. وأخرجه البخاري من هذا الوجه مختصراً.
منيبق: بنون وموحدة وقاف مصغراً بن حاطب بن الحارث بن معمر بن حبيب الجمحي.
ذكره موسى بن عقبة فيمن استشهد بأحد.
المنيذر: مصغراً الأسلمي ويقال الثمالي ويقال هو المنيذر بصيغة التصغير. وقيل بوزن المنتشر.
ذكره بن يونس وقال: رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
روى عنه عبد الرحمن الحبلى. وقال البغوي: سكن إفريقية وروى حديثه رشدين بن سعد عن حيي بن عبد الله عن أبي عبد الرحمن الحبلى عن المنيذر صاحب النبي صلى الله عليه وآله وسلم - سكن إفريقية عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: " من قال إذا أصبح: رضيت بالله رباً وبالإسلام ديناً وبمحمد نبياً فأنا الزعيم لآخذن بيده فلأدخلنه الجنة " .
وصله الطبراني إلى رشدين وتابعه بن وهب عن حيي ولكنه لم يسمه قال: عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم. وأخرجه بن منده.


وقال بن السكن: المنيذر الثمالي من مذحج ويقال من كندة وله حديث واحد مخرج حديثه عند أهل مصر وأرجو إلا يكون صحيحاً وليس هو المشهور.
ونقل الرشاطي عن عبد الملك بن حبيب قال: دخل الأندلس من الصحابة المنيذر الإفريقي ولم يتابع عبد الملك على ذلك فإنه لم يتجاوز إفريقية.
الميم بعدها الهاء
المهاجر بن أبي أمية بن عبد الله بن عمر بن مخزوم القرشي المخزومي أخو أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم شقيقها.
قال الزبير: شهد بدراً مع المشركين وقتل أخواه يومئذ: هشام ومسعود وكان اسمه الوليد فغيره النبي صلى الله عليه وآله وسلم وولاه لما بعث العمال على صدقات صنعاء فخرج عليه الأسود العنسي ثم ولاه أبو بكر وهو الذي افتتح حصن النجير الذي تحصنت به كندة في الردة.
وهو زياد بن لبيد وقال المرزباني في معجم الشعراء: قاتل أهل الردة وقال في ذلك أشعاراً.
وذكر سيف في الفتوح أن المهاجر كان تخلف عن غزوة تبوك فرجع النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهو عاتب عليه فلم تزل أم سلمة تعتذر عنه حتى عذره وولاه.
وأخرج الطبراني من طريق محمد بن حجر بضم المهملة وسكون الجيم بن عبد الجبار بن وائل بن حجر عن عمه سعيد بن عبد الجبار عن أبيه عن أمه أم يحيى عن وائل بن حجر قال: وفدت على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فرحب بي وأدنى مجلسي فلما أردت الرجوع كتب: ثلاث كتب كتاب خاص بي فضلني فيه على قومي: " بسم الله الرحمن الرحيم. من محمد رسول الله إلى المهاجر بن أبي أمية إن وائلاً يستسعيني ونوفلاً على الأقيال حيث كانوا من حضرموت... " الحديث.
المهاجر بن خلف: يأتي في بن قنفذ.
المهاجر بن زياد الحارثي: أخو الربيع.
ذكره بن عبد البر وقال: في صحبته نظر ولا أعلم له رواية وأنه شهد فتح تستر مع أبي موسى وكان صائماً فعزم عليه أبو موسى حتى أفطر ثم قاتل حتى قتل.
المهاجر بن قنفذ بن عمير بن جدعان بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة القرشي التيمي.
كان أحد السابقين إلى الإسلام ولما هاجر أخذه المشركون فعذبوه فانفلت منهم وقدم المدينة فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: " هذا المهاجر حقاً " .
وقال بن سعد وأبو عبيدة السكري: ولاه عثمان في خلافته شرطته. وقيل: كان اسمه أولاً عمراً ويقال: كان اسم أبيه خلفاً وقنفذ لقب. وقيل: إنما أسلم بعد الفتح وسكن البصرة ومات بها.
وأخرج أبو داود والنسائي من طريق معاذ بن هشام الدستوائي عن أبيه عن قتادة عن أبي ساسان المهاجر بن قنفذ - أنه أتى صلى الله عليه وآله وسلم وهو يبول فسلم عليه فلم يرد عليه حتى توضأ ثم رد عليه.
المهاجر: مولى أم سلمة يكنى أبا حذيفة.
صحب النبي صلى الله عليه وآله وسلم وخدمه وشهد فتح مصر واختط بها ثم تحول إلى طحا فسكنها إلى أن مات.
ذكره أبو سعيد بن يونس وأخرج الحسن بن سفيان وابن السكن ومحمد بن الربيع الجيزي والطبري وابن منده من طريق بكير مولى عمرة: سمعت المهاجر يقول: خدمت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم سنين فلم يقل لي لشيء صنعته: لم صنعته؟ ولا لشيء تركته: لم تركته؟.
قال يحيى بن عبد الله بن بكير: هو - يعني بكيراً مولى عمرة جدي. أخرجوه كلهم من رواية يحيى عن إبراهيم بن عبد الله التجيبي عن عمران بن عبد الله الكندي عن بكير.
وقال بن السكن: تفرد به يحيى بن بكير. وقال محمد بن الربيع: لم يرو عنه غير أهل مصر.
المهاجر غير منسوب: ذكره أبو عمر فقال: رجل من الصحابة قال: كان لنعل النبي صلى الله عليه وسلم قبالان لا أدري هو مولى أم سلمة أو غيره؟.
قلت: بل هو غيره لجزم بن السكن وغيره أنه لم يرو عنه غير أهل مصر وهذا قد أخرج حديثه الحارث بن أبي أسامة في مسنده من طريق سهل بن حاتم قال: حدثنا زياد أبو عمر قال: دخلنا على شيخ يقال له مهاجر وعلي نعل لها قبالان وكنت أريد تركه لشهرته فقال لي: لا تتركه فإن نعل النبي صلى الله عليه وسلم كان لها قبالان.
مهجع: بكسر أوله وسكون الهاء بعدها جيم مفتوحة ثم مهملة.
هو مولى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ذكره الحاكم في صحيحه من طريق الهقل بن زياد عن الأوزاعي حدثني أبو عمار عن واثلة بن الأسقع - رفعه: " خير السودان لقمان وبلال ومهجع مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم " . قلت: وأخشى أن يكون الذي بعده. والله سبحانه وتعالى أعلم.


مهجع العكي: مولى عمر بن الخطاب.
قال بن هشام: أصله من عك فأصابه سباء فمن عليه عمر فأعتقه وكان من السابقين إلى الإسلام وشهد بدراً واستشهد بها.
وقال موسى بن عقبة: كان أول من قتل ذلك اليوم. وذكر بن منده من طريق الكلبي عن أبي صالح عن بن عباس أنه ممن نزل فيه قوله تعالى: " ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي... " الآية.
مهدي عبد الرحمن: ذكره بن عائذ في البكائين في غزوة تبوك. نقله بن سيد الناس.
مهران: مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قال الثوري عن عطاء بن السائب قال: أتيت أم كلثوم بنت علي بشيء من الصدقة فردتها وقالت: حدثني مولى للنبي صلى الله عليه وآله وسلم يقال له مهران أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إنا آل محمد لا تحل لنا الصدقة ومولى القوم منهم " .
أخرجه أحمد والبغوي وابن شاهين من طريق الثوري. وقال البخاري عن أبي نعيم عن سفيان: يقال له مهران أو ميمون وقال حماد بن زيد عن عطاء: كيسان أو هرمز وفي اسمه اختلاف آخر تقدم فيمن اسمه زياد.
مهران: والد ميمون الجزري.
قال البغوي: ذكره البخاري في الصحابة وقال: سكن الشام. وأخرج بن السكن من طريق عبد الرحمن بن سوار الهلالي قال: كنت جالساً عند عمرو بن ميمون فقال له رجل من أهل الكوفة: يا أبا عبد الله بلغني أنك تقول من لم يقرأ بأم الكتاب فصلاته خداج. فقال: نعم حدثني أبي ميمون عن أبيه مهران عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم بهذا.
قال عبد الرحمن: وحدثني عمرو بن ميمون بن مهران عن أبيه عن جده - أن أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم كانوا في سفرهم مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم يمسحون على الخفين ثلاثة أيام وإذا أقاموا في أهلهم مسحوا حتى يصلوا العشاء.
قال بن السكن: لا يروى عن ميمون شيء إلا من هذا الوجه. وأخرج الطبراني وابن منده الحديث الأول باختصار.
مهزم بن وهب الكندي: قال العقيلي: له صحبة وأخرج بن قانع من طريق سوادة بن أبي سعيد الزرقي أنه بلغه عن سعيد بن جبير عن مهزم بن وهب الكندي يقول: صليت مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الظهر فوجد من رجل ريحاً فلما صلى قال: يا رسول الله إنما شربت شيئاً في جر فنادى بأعلى صوته: " يا أهل الوادي لا أحل لكم أن تنبذوا في الجر الأخضر والأبيض والأسود ولينبذ أحدكم في سقائه فإذا طاب شرب " .
وأخرجه بن منده من هذا الوجه. وقال أبو نعيم: تفرد بذكره المتأخر.
قلت: فلم يصب أبو نعيم في ذلك فقد سبقه بن قانع والعقيلي.
مهشم: قيل هو اسم أبي حذيفة بن عتبة بن ربيعة العبشمي. وسيأتي في الكنى.
مهشم: قيل هو اسم أبي العاص بن الربيع العبشمي. وسيأتي في الكنى.
مهلهل غير منسوب: ذكره بن منده وأخرج من طريق عمر بن سنان حدثتنا وردة بنت ناجية عن سلمة الضبي عن مهلهل - رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: " من سره أن يظله الله في ظله يوم القيامة فليصل رحمه ولا يبخل بالسلام " . وفي سنده من لا يعرف.
مهند الغفاري: له حديث في مسند بقي بن مخلد.
مهير: بالتصغير بن رافع الأنصاري عم رافع بن خديج.
ذكره الطبري والبغوي وابن السكن في الصحابة وأخرجوا من طريق سعيد بن أبي عروبة عن يعلى بن حكيم عن سليمان بن يسار عن رافع بن خديج - أن بعض عمومته زعم قتادة أن اسمه مهير قال: نهانا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن أمر كان بنا رافقاً.
واستدركه بن فتحون وفي الصحيحين رواية رافع عن عميه: أحدهما ظهير بالتصغير وذكر بن عبد البر أن الآخر مظهر وقد تقدم.
مهين بن الهيثم بن نابي بن مجدعة الأنصاري الأوسي.
ذكره الأموي في المغازي عن بن إسحاق فيمن شهد العقبة قال بن فتحون: رأيته في نسخة من معجم البغوي بوزن عظيم.
قلت: وكذلك أورده المستغفري عن بن إسحاق. قال بن فتحون: ورأيته في نسخة من معجم البغوي قرئت على أبي در الهروي بالتصغير وآخره راء. قلت: الأول أصوب.
الميم بعدها الواو
موسى بن الحارث بن خالد بن صخر بن عامر بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة القرشي التيمي.
ذكره الطبري فيمن هاجر إلى الحبشة مع أبيه فمات بها موسى. وقال أبو عمر: مات بالحبشة وهو صغير.
موسى الأنصاري: والد إبراهيم.
أخرج بن الجوزي في الموضوعات حرز أبي دجانة من طريقه.


مولة: بفتحتين بن كثيف بن حمل بن خالد بن عمرو بن الضباب بن كلاب الكلابي ويقال: مولى الضحاك بن سفيان الكلابي.
قال بن السكن: له صحبة وذكره البغوي وغيره في الصحابة وأخرجوا من طريق الزبير بن بكار: حدثتني ظمياء بنت عبد العزيز بن مولة قالت: حدثني أبي عن أبيه - أنه أتى النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهو بن عشرين سنة فمسح يمين رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وصدق إليه قلوصاً بن لبون ثم صحب أبا هريرة وعاش في الإسلام مائة سنة وكان يدعى ذا اللسانين من فصاحته.
وأخرج البغوي عن الزبير بن بكار بهذا السند قصة عامر بن الطفيل مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم وقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: " اللهم اشغل عني عامراً كيف شئت وأنى شئت واهد بني عامر فأصابت عامراً غدة كغدة البعير... " فذكر قصة موته.
وهكذا أخرجه بن شاهين عن أبي محمد بن صاعد عن الزبير.
مؤمل بن عمرو: ذكره بن شاهين في الصحابة وأظنه المؤمل بن عمرو بن حبيب بن تيمي بن عبد الله بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب القرشي العدوي فإن لهم عقباً منهم إياس بن المؤمل. له ذكراً.
مؤمن: مونس: بن فضالة بن عدي الأنصاري.
قال أبو عمر: بعثه النبي صلى الله عليه وآله وسلم على المشركين لما جاءوا إلى أحد وشهد هو وأخوه أنس جميعاً أحداً.
موهب بن رباح الأشعري: حليف بن زهرة.
ذكره الزبير بن بكار عن عمه مصعب قال: قال حسان بن ثابت لموهب:
قد كنت أغضب أن أسب فسبني ... عبد المقامة موهب بن رباح
فأجابه موهب بأبيات قال فيها:
سميتني عبد المقامة كاذباً ... وأنا السميدع والكمي سلاحي
وأنا امرؤ م الأشعرين مقاتل ... وبنو لؤي أسرتي وجناحي
فقال حسان:
بحهت بني تيم فأعصى سفيههم ... وزهرة لا تزداد إلا تماديا
فقال عبد الرحمن بن عوف لحسان: خذ مني ثمن موهب بن رباح واكفف عنه ففعل.
وأخرج الفاكهي من طريق الوليد بن جميع عن عبد الرحمن بن موهب هذا قصة بن جدعان.
موهب بن عبد الله بن خرشة الثقفي.
ذكره بن شاهين وأخرج من طريق أبي الحسن المدائني عن أبي معشر عن يزيد بن رومان قال: كان موهب هذا في وفد ثقيف فقال له النبي صلى الله عليه وآله وسلم: " أنت موهب أبو سهل " .
موهب النوفلي: مولاهم.
قال الأموي في المغازي: حدثنا أبي عن رجل من آل موهب مولى عقبة بن الحارث عن موهب قال: كانوا جعلوني على حراسة خشبة خبيب بن عدي قال: فرغب إلي أن أجنبه ما ذبح على النصب وأن أسقيه العدب وأن أعلمه إذا أرادوا قتله ففعلت فلما فتح رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مكة أتيته فقال له رهط من الأنصار: إنه كان قد أولى خبيباً معروفاً. فقلت: يا رسول أتؤمنني وتؤمن من في حجرتي؟ قال: " ومن هم؟ " قلت: ولد الحارث بن عامر بن نوفل. قال: فأمنهم. واستدركه بن فتحون.
الميم بعدها الياء
ميثم غير منسوب: قال أبو عمر: حديثه عند زيد بن أبي أنيسة وأخرج بن أبي عاصم في الوحدان وأبو نعيم من طريقه ثم من رواية زيد بن أنيسة عن عمرو بن مرة عن عبيد الله بن الحارث عن ميثم - رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: " يغدو الملك برايته مع أول من يغدو إلى المسجد فلا يزال بها معه حتى يرجع فيدخل باب منزله وإن الشيطان ليغدو برايته مع أول من يغدو إلى السوق " . وهذا موقوف صحيح السند.
ثم وجدت له حديثاً مرفوعاً أخرجه بن منده من طريق الحارث بن حصيرة حدثني محمد بن حمير الأزدي قال: إني لشاهد ميثماً حين أخرجه بن زياد فقطع يديه ورجليه فقال: سلوني أحدثكم فإن خليلي النبي صلى الله عليه وسلم أخبرني أنه سيقطع لساني فما كان إلا وشيكاً حتى خرج شرطي فقطع لسانه ثم ظهر لي أن صاحب الحديث الثاني آخر مخضرم وأن قوله في هذه الرواية " خليلي " يريد علي بن أبي طالب وكان من عادته إذا ذكره أن يصلي عليه. وسأبين ذلك في القسم الثاني.
ميسرة بن مسروق العبسي: من بني هدم بن عوذ بن قطيعة بن عبس العبسي.
أحد الوفد من بعس الذين مضت أسماؤهم في ترجمة الربيع بن زياد وشهد ميسرة حجة الوداع وقال للنبي صلى الله عليه وآله وسلم: الحمد لله الذي استنقذني به من النار.


وأخرج الواقدي في كتاب الردة من طريق أسلم مولى عمر قال: حدثني ميسرة بن مسروق قال: قدمت بصدقة قومي طائعين وما جاءنا أحد حتى دخلت بها على أبي بكر فجزاني وقومي خيراً وعقد لنا وأوصى بنا خالد بن الوليد فكان إذا زحف الزحوف أخذ اللواء فقاتل به وشهدنا معه اليمامة وفتح الشام. وقال أبو إسماعيل الأزدي في فتوح الشام: حدثني يحيى بن هانئ بن عروة المرادي: كان لميسرة بن مسروق صحبة وصلاح. قال: ولما مات قيس عقد النبي صلى الله عليه وآله وسلم لميسرة بن مسروق قال: وحدثني النضر بن صالح عن سالم بن ربيعة قال: حمل ميسرة ونحن معه يومئذ في الخيل في وقعة فحل فصرعت فرسه فقتل يومئذ جماعة وأحاطوا بنا إلى أن جاء أصحابنا فانقشعوا عنا. ثم شهد فتح حمص واليرموك فأراد أن يبارز رومياً فقال له خالد: إن هذا شاب وأنت شيخ كبير وما أحب أن تخرج إليه فقف في كتيبته فإنه حسن البلاء عظيم الغناء.
وقال بن الأعرابي في نوادره: حدثت عن الواقدي أن ميسرة بن مسروق أول من أطلع درب الروم من المسلمين.
ميسرة: يقال هو اسم أبي طيبة الحجام. وسيأتي في الكنى.
ميسرة الفجر: صحابي ذكره البخاري والبغوي وابن السكن وغيرهم في الصحابة وأخرجوا من طريق بديل بن ميسرة عن عبد الله بن شقيق عن ميسرة الفجر قال: قلت: يا رسول الله متى كنت نبياً؟ قال: " وآدم بين الروح والجسد " .
وهذا سند قوي لكن اختلف فيه على بديل بن ميسرة فرواه منصور بن سعيد عنه هكذا. وخالفه حماد بن زيد فرواه عن بديل عن عبد الله بن شقيق قال: قيل: يا رسول الله لم يذكر ميسرة.
وكذا رواه حماد عن والده وعن خالد الحذاء كلاهما عن عبد الله بن شقيق. أخرجه البغوي.
وكذا رواه حماد بن سلمة عن خالد عن عبد الله بن شقيق قال: قلت: يا رسول الله. أخرجه البغوي أيضاً.
وأخرجه من طريق أخرى عن حماد فقال: عبد الله بن شقيق عن رجل قال: قلت: يا رسول الله. وأخرجه أحمد من هذا الوجه وسنده صحيح.
وقد قيل إنه عبد الله بن أبي الجدعاء الماضي في العبادلة. وميسرة لقب.
ميسرة: غلام خديجة.
ذكر في السيرة وكان رفيق النبي صلى الله عليه وآله وسلم في تجارة خديحة قبل أن يتزوجها. وحكى بعض أدلة نبوته وترجم له بن عساكر ولم أقف على رواية صريحة بأنه بقي إلى البعثة فكتبته على الاحتمال.
ميمون بن سنباذ: العقيلي يكنى أبا المغيرة.
قال بن السكن: أصله من اليمن وحديثه في البصريين.
وقال البخاري: له صحبة وأخرج هو وعبد الله بن أحمد في زيادات المسند من طريق هارون بن دينار أبي المغيرة العجلي البصري قال: حدثني أبي قال: كنت على باب الحسن فخرج رجل من أصحابه فقال لي: يا أبا المغيرة ميمون بن سنباذ. فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: " قوام أمتي بشرارها " .
وأخرجه بن السكن من رواية يحيى بن راشد عن هارون بن دينار العجلي حدثني أبي كنت عند الحسن فلما خرجت من عنده لقيني رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقال له: ميمون بن سنباذ فقال: يا أبا المغيرة. فذكره.
وأخرجه بن منده من هذا الوجه وقال في سياقه عن أبيه: سمعت النبي صلى الله عليه وآله وسلم. وأخرجه أبو نعيم عن طريق خليفة بن خياط عن معتمر بن سليمان عن أبيه قال: كنا على باب الحسن فخرج علينا رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقال له ميمون بن سنباذ... فذكر الحديث بلفظ: " ملاك هذه الأمة بشرارها " .
وهذه طريق أخرى من رواية هارون بن دينار. وقد استنكره.
وقال: هارون وأبوه مجهولان وأخرجه بن عدي في الكامل من طريق عبد الخالق بن زيد بن واقد عن أبيه عن ميمون بن سنباذ فهذه طريق ثالثة. والله الموفق.
وقال أبو عمر: ليس إسناد حديثه بالقائم. وقد أنكر بعضهم صحبته يشير إلى ما ذكره بن أبي حاتم عن أبيه قال: ليست له صحبة. وتبعه أبو أحمد العسكري وزاد: أدخله بعضهم في السند.
ميمون: مولى النبي صلى الله عليه وآله وسلم - تقدم في مهران.
ميمون غير منسوب:


ذكره أبو نعيم وأخرج من طريق أشعث بن سوار عن محمد بن سيرين عن ميمون قال: استقطعت من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أرضاً بالشام قبل أن تفتح فأعطانيها ففتحها عمر في زمانه فأتيه فقلت: إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أعطاني أرضاً من كذا إلى كذا قال: فجعل عمر ثلثاً لابن السبيل وثلثاً لعمارتها وثلثاً لنا.
ميمون بن يامين الإسرائيلي: ذكره المستغفري واستدركه أبو موسى وابن فتحون وأخرج عبد بن حميد في تفسيره بسند قوي إلى جعفر بن أبي المغيرة عن سعيد بن جبير قال: كان ميمون بن يامين الحبر وكان رأس اليهود من المدينة فأسلم وقال: يا رسول الله ابعث إليهم فاجعل بينك وبينهم حكماً من أنفسهم فأرسل إليهم فجاءوا فحكمهم فرضوا بميمون وأثنوا عليه خيراً فأخرجه إليهم فبهتوه وسبوه فأنزل الله تعالى: " قل أرأيتم إن كان من عند الله وكفرتم به وشهد شاهد من بني إسرائيل على مثله فآمن واستكبرتم... " سورة الأحقاف آية 10 الآية.
مينا مولى العباس: أحد من قيل إنه عمل المنبر. حكاه الزكي المنذري وغيره.
القسم الثاني
من له رؤية
الميم بعدها الحاء
المحسن: بتشديد السين المهملة بن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب الهاشمي سبط النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
استدركه بن فتحون على بن عبد البر وقال: أراه مات صغيراً واستدركه أبو موسى على بن منده. وأخرج من مسند أحمد ثم من طريق هانئ بن هانئ عن علي قال: لما ولد الحسن سميته حرباً فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: " أروني ابني ما سميتموه " ؟ قلنا: حرباً قال: " بل هو حسن " فلما ولد الحسين فذكر مثله وقال: " بل هو حسين " فلما ولد الثالث قال مثله. وقال: " بل هو محسن " . ثم قال: " سميتهم بأسماء ولد هارون: شبر وشبير ومشبر " إسناده صحيح.
محمد بن أبي بن كعب الأنصاري: يكنى أبا معاذ: تقدم نسبه في ترجمة والده.
قال بن سعد وابن أبي حاتم والجعابي: ولد في عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأمه أم الطفيل بنت الطفيل بن عمرو السدوسي. وروى عن أبيه وأمه وعن عمر وعثمان وغيرهم.
روى عنه ابنه معاذ وبشر بن سعيد الحضرمي والحضرمي بن لاحق. قال بن سعد: كان ثقة قليل الحديث. وقال الواقدي: قتل يوم الحرة سنة ثلاث وستين. والله أعلم.
محمد بن أسعد بن زرارة الأنصاري هو من شرط هذا القسم وإن ثبت ذكره في سند حديث ذكر في ترجمة أخيه عبد الله بن أسعد بن زرارة.
محمد بن أسلم بن بجرة الأنصاري الخزرجي.
قال بن شاهين: سكن المدينة. روى عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم. ذكره محمد بن إسماعيل البخاري.
وقال بن منده: له رؤية ولأبيه صحبة ثم أورد في ترجمته حديثاً يقتضي أن يكون له صحبة وقد بينت جهة الوهم فيه في ترجمة مسلم بن أسلم بن بجرة في القسم الأول.
وقال المرزباني في معجم الشعراء: محمد بن أسلم الأنصاري قال يوم الحرة:
وإن تقتلونا يوم حرة واقم ... فنحن على الإسلام أول من قتل
ونحن تركناكم ببدر أذلة ... وأبنا بأسلاب لنا منكم تبل
وفي الاستيعاب: محمد بن أسلم روى عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم حديثه مرسل. قال بن الأثير: أظنه هذا.
قلت: وليس كما ظن فقد فرق بينهما البخاري وابن أبي حاتم عن أبيه وقد تقدم في القسم الأول.
محمد بن إياس بن البكير الليثي المدني.
تقدم نسبه في ذكر والده وأنه شهد بدراً وذكر بن منده محمداً هذا فقال: أدرك النبي صلى الله عليه وآله وسلم ولا تصح له صحبة.
وذكره المرزباني في معجم الشعراء وقال: إنه من حلفاء بني عدي بن كعب وأنشد له في ذلك مرثية في زيد بن عمر بن الخطاب لما قتل في حرب كانت بين بني عدي بن كعب بالمدينة يقول:
ألا يا ليت أمي لم تلدني ... ولم أك في الغواية بالمطيع
ولم أر مصرع بن الخير زيد ... وهدته هنا لك من صريع
وذكره بن سعد في التابعين وقال: أمه الربيع بالتشديد بنت معوذ الأنصارية الصحابية المعروفة.
وقد علق له البخاري في الصحيح شيئاً. وروى هو عن عائشة وأبي هريرة وابن عمر وابن عباس وغيرهم. روى عنه أبو سلمة بن عبد الرحمن ومحمد بن عبد الرحمن ونافع وغيرهم.
محمد بن أبي بكر الصديق:


تقدم نسبه في ترجمة والده عبد الله بن عثمان وأمه أسماء بنت عميس الخثعمية ولدته في طريق المدينة إلى مكة في حجة الوداع كما ثبت عند مسلم في حديث جابر الطويل.
ونشأ محمد في حجر علي لأنه كان تزوج أمه. وروى عن أبيه مرسلاً وعن أمه وغيرها قليلاً.
روى عنه ابنه القاسم بن محمد. وحديثه عنه عند النسائي وغيره من رواية يحيى بن سعيد عن القاسم عن أبيه عن أبي بكر. وشهد محمد مع الجمل وصفين ثم أرسله إلى مصر أميراً فدخلها في شهر رمضان سنة سبع وثلاثين فولى إمارتها لعلي ثم جهز معاوية عمرو بن العاص في عسكر إلى مصر فقاتلهم محمد وانهزم ثم قتل في صفر سنة ثمان حكاه بن يونس وقال: إنه اختفى لما انهزم في بيت امرأة فأخذ من بيتها فقتل.
وقال بن عبد البر: كان علي يثني عليه ويفضله وكانت له عبادة. واجتهاد ولما بلغ عائشة قتله حزنت عليه جداً وتولت تربية ولده القاسم فنشأ في حجرها فكان من أفضل أهل زمانه.
وأخرج البغوي في ترجمته من طريق عبد العزيز بن رفيع عن محمد بن أبي بكر قال: أظلمت ليلة وكان لها ريح ومطر فأمر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم المؤذنين أن ينادوا: " صلوا في رحالكم " ثم قال: لا أحسبه محمد بن الصديق.
محمد بن ثابت بن قيس بن شماس الأنصاري.
تقدم نسبه في ترجمة أبيه وأمه جميلة بنت عبد الله بن أبي بن سلول التي اختلعت من ثابت وأتى به النبي صلى الله عليه وآله وسلم لما ولد فحنكه أورده في الصحابة على قاعدتهم فيمن له رؤية فأخرج البغوي وابن أبي داود وابن شاهين من طريق زيد بن الحباب: حدثنا أبو ثابت من ولد ثابت بن قيس بن شماس عن إسماعيل بن محمد بن ثابت عن أبيه - أن أباه ثابتاً فارق جميلة بنت عبد الله بن أبي وهي حامل بمحمد فلما وضعته حلفت أن لا تلبنه بلبنها فجاء به ثابت إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فبزق في فيه وسماه محمداً وقال: " اذهب به فإن الله رازقه " قال: فتلقتني امرأة من العرب تسأل عن ثابت بن قيس فقلت: أنا ثابت بن قيس ما تريدين؟ قالت: رأيت في ليلتي هذه أني أرضع ابناً يقال له محمد. قال: فهذا ابني فأخذته وإن ضرعها ليعصر من لبنها من ثديها. لفظ البغوي.
وقال بن منده: غريب لا نعرفه إلا من حديث زيد بن الحباب ولا يصح لمحمد بن ثابت صحبة.
وأخرج الحديث البيهقي من وجه آخر عن زيد بن الحباب وسمى أبا ثابت زيد بن إسحاق بن إسماعيل بن محمد بن ثابت. وقد سبق لمحمد ذكر في ترجمة أخيه عبد الله بن ثابت.
وروى عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن أبيه وسالم مولى أبي حذيفة. روى عنه ابناه: إسماعيل ويوسف والزهري وغيرهم.
ذكره بن سعد في الطبقة الأولى وقال: هو أخو عبد الله بن حنظلة لأمه وقتل يوم الحرة هو وأولاده: عبد الله وسليمان ويحيى وقال خليفة: قتل هو وأخواه: عبد الله ويحيى يوم الحرة.
محمد بن أبي الجهم بن حذيفة العدوي.
يأتي نسبه في ترجمة والده. قال بن عبد البر: ولد في عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
قلت: وذكره بن سعد في الطبقة الأولى من أهل المدينة وأن أمه خولة بنت القعقاع بن معبد التميمية. وقد مضى ذكر القعقاع وأنه كان من رؤساء بني تميم. وإلى محمد أشار عمر بن عبد المنذر الحنظلي بقوله في قصة جرت:
نحن ولدنا من قريش خيارها ... أبا الحكم المطعام وابن أبي الجهم
وكان موسى بن طلحة أخا محمد هذا لأمه.
وذكر الزبير أن محمداً هذا شهد الحرة فقتله مسلم بن عقبة بعد ذلك صبراً وكان قبل ذلك وفد على يزيد فأجاره فلما خرج أهل المدينة على يزيد شهد محمد عليه أنه يشرب الخمر وغير ذلك فقال له مسلم بن عقبة: والله لا يشهد شهادة زور بعدها فقتله.
وكذا ذكر يعقوب بن سفيان في تاريخه عن إبراهيم بن المنذر عن محمد بن الضحاك عن مالك وزاد: وكانت الحرة سنة ثلاث وستين. وقتل يومئذ من حملة القرآن سبعمائة نفس.
وقال أبو معشر: كانت الحرة في ذي الحجة من السنة. وذكر الزبير بن بكار من طريق بن شهاب - أن محمداً لما قتل: أحضر إلى والده ميتاً.
محمد بن خثيم أبو يزيد المحاربي.
قال البخاري والبغوي وابن شاهين وغيرهم: ولد على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. وذكره بن حبان في ثقات التابعين وقال: روى عن عمار بن ياسر. روى عنه محمد بن كعب القرظي.


محمد بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب الهاشمي يكنى أبا حمزة كما ذكره الحاكم أبو أحمد.
ذكره بن شاهين في الصحابة وعزاه لابن سعد وابن سعد إنما ذكره في التابعين.
وقال بن منده: وممن أدرك النبي صلى الله عليه وآله وسلم ولا يعرف له رؤية ولا سماع فذكره. وقال العسكري: ولد على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وكذا قال الجعابي.
قلت: وذكره بن حبان في ثقات التابعين. وقال البخاري في التاريخ: سمع عمر.
محمد بن السعدي: يأتي في محمد بن عطية.
محمد بن عامر: هو بن أبي الجهم - تقدم. وقال البخاري في تاريخه: سمع عمر.
محمد بن عبد الله: بن رواحة الأنصاري.
تقدم نسبه في ترجمة والده. واستشهد أبوه في غزوة مؤتة في أواخر العهد النبوي ولم أر له ترجمة ولا رأيت في ترجمة أبيه أن له ولدا يسمى محمداً وإنما نقلته من كتاب الخزرج للحافظ شرف الدين الدمياطي وأنه ساق نسب شيخه عبد الله بن الحسين بن رواحة إلى محمد بن عبد الله بن رواحة وفي ثبوت ذلك نظر.
محمد بن عبد الله: بن زيد.
ذكره بن منده وقال: يقال: إنه ولد في عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم. وذكره قبله البغوي فقال: رأيت في كتاب بعض من ألف في الصحابة تسمية نفر لا أعلم أحداً منهم سمع من النبي صلى الله عليه وآله وسلم ولا ولد في عهده منهم هذا.
ولما ذكره بن الأثير زاد في نسبه بعد زيد عبد ربه صاحب الأذان فإن يكن هو فله رواية عن أبيه وأبي مسعود الأنصاري البدري.
روى عنه ابنه عبد الله بن محمد ومحمد بن جعفر بن الزبير ونعيم المجمر وذكره بن حبان في ثقات التابعين.
محمد بن عبد الله بن سعد بن جابر بن عمير بن بشير بن بشر من ولد سلهم بن الحكم بن سعد العشيرة الحكمي.
تزوج أخت عثمان بن عفان فولدت له محمداً هذا وكان أبوه مات قبل الفتح كافراً وهو حمل فلذلك سمي محمداً.
وذكر البلاذري في الأنساب أن لمحمد هذا أولاداً بالبصرة.
محمد بن عبد الله بن عثمان التيمي أبو القاسم بن أبي بكر الصديق تقدم في محمد بن أبي بكر.
محمد بن عبد الرحمن بن عبد الله بن عثمان التيمي أبو عتيق بن أخي الذي قبله.
قال بن شاهين: كان أسن من عمه. وقال موسى بن عقبة: له رؤية. وقال بن حبان: رأى النبي صلى الله عليه وآله وسلم. ومحمد ومن فوقه أربعة في نسق رأوا النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهم: محمد وعبد الرحمن وأبو بكر وأبو قحافة.
قال موسى بن عقبة: ليس هذا لأحد من هذه الأمة إلا لهم.
قلت: وتلقاه عنه جماعة واستدرك بعضهم عليه عبد الله بن الزبير فإنه هو وأمه أسماء بنت أبي بكر وجدها وأباه - أربعة في نسق. وقد يلحق بذلك بن أسامة بن زيد بن حارثة الثلاثة في تراجمهم وأما بن أسامة فلم يسم.
وذكر الواقدي أن أسامة زوجه النبي صلى الله عليه وآله وسلم وولد له في عهده.
محمد بن عبد الرحمن بن عوف الزهري.
ذكره يعقوب بن شيبة في ترجمة والده وأنه كان يكنى به وأنه ولد في عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم. واستدركه بن فتحون.
وذكر هبة الله المفسر في تفسيره بغير إسناد - أن محمداً هذا دعا قوماً فأطعمهم وسقاهم فحضرت المغرب فقدموا رجلاً يقال له بن جعونة فصلى بهم فقرأ: " قل يا أيها الكافرون " سورة الكافرون آية 1 فذكر الحديث في نزول: " لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى " سورة النساء آية 43 وهو من تخاليط هبة الله فإن القصة معروفة لعبد الرحمن بن عوف فلعلها وقعت له من رواية محمد بن عبد الرحمن عن أبيه فسقط قوله: عن أبيه.
محمد بن عبيد: هو بن أبي الجهم. تقدم.
محمد بن عطية السعدي: والد عروة أمير اليمن لعمر بن عبد العزيز.
ذكره البغوي وغيره في الصحابة واستبعد ذلك لما رواه الحاكم في المستدرك من طريق عروة بن عطية السعدي عن أبيه عن جده قال: قدمت على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في أناس من بني سعد بن بكر وأنا أصغر القوم... فذكر حديثاً في وفادتهم.
فإذا كان في سنة الوفود موصوفاً بصغر السن فكيف يكون له بن يصحب؟ وهذا الاستبعاد ليس بواضح في نفي إمكان صحبته بل يحتمل أن يكون له مع الصفة المذكورة ولد صغير فيكون من أهل هذا القسم فذكرته هنا لهذا الاحتمال وأشرت إليه في القسم الأخير.
وقد ذكره الطبري في الصحابة. وقال بن عساكر: يقال إن له صحبة والصحبة لأبيه.


وقد كنت ذكرته في القسم الرابع ثم نقلته إلى هنا لهذا الاحتمال. وقال بن حبان في ثقات التابعين: محمد بن عطية قيل إن له صحبة. والصحيح أن الصحبة لأبيه.
وأخرج البغوي من طريق الوليد بن مسلم عن الأوزاعي عن محمد بن خراشه عن عروة بن محمد السعدي عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم... فذكر حديث: " إن من أشراط الساعة أن يخرب العامر ويعمر الخراب... " الحديث.
ومن طريق أبي المغيرة الأوزاعي: حدثنا محمد بن خراشة حدثني محمد بن عروة بن السعدي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم نحوه.
قال البغوي: والصواب عندي رواية الوليد وهو عروة بن محمد بن عطية السعدي عن أبيه ولا أحسب لمحمد صحبة فكأن محمد بن عروة مقلوب من عروة بن محمد.
وقد أخرج بن منده من طريق يحيى البابلتي ورواد بن الجراح كلاهما عن الأوزاعي مثل رواية الوليد وقالا في السند: عن عروة بن محمد بن عطية.
وكذا رواه يحيى بن حمزة عن الأوزاعي لكن قال: عن عروة عن أبيه عن جده ولم يسمهما.
وجزم البخاري بأن هذه الرواية عن محمد مرسلة. وقال بن أبي حاتم: سألت أبي عنه فقال: يقولون عن أبيه ولا يذكرون جده؟ فقال: الحديث عن أبيه وليس بمسند.
وجاء بهذا الإسناد حديث آخر أخرجه بن منده من طريق سلمة بن علي عن الأوزاعي عن محمد بن خراشة عن عروة بن محمد السعدي عن أبيه - أن رجلاً من الأنصار أتى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فذكر حديثاً.
وذكر أبو الحسن بن سميع محمد بن عطية في طبقات الحمصيين في الطبقة الثالثة من التابعين.
وعاش محمد بن عطية حتى ولي عمر بن عبد العزيز ولده عروة إمرة اليمن وهو حي. أخرج ذلك بن أبي الدنيا من طريق بن المبارك عن حنظلة بن أبي سفيان الجمحي فذكر موعظة محمد بن عطية لولده عروة لما ولي إمرة اليمن وذلك على رأس المائة.
ويؤخذ منه أن محمداً ناهز التسعين والموعظة المذكورة سمعناها في كتاب الزهد لابن المبارك وفيها: " إذا غضبت فانظر إلى السماء فوقك وإلى الأرض أسفل منك فأعظم خالقهما " .
وقد تقدمت روايته في ترجمة والده عطية من رواية أبي وائل العاص عن عروة بن محمد - أن رجلاً أغضبه فقام وتوضأ ثم قال: حدثني أبي عن جدي - مرفوعاً - " إن الغضب من الشيطان " . أخرجه أحمد وأبو داود.
ولمحمد عن أبيه حديث آخر ذكرته في تجربة عطية أيضاً وسيأتي مزيد من أمر الحديث الذي من رواية محمد بن خراشة في ترجمة محمد بن حبيب في القسم الرابع إن شاء الله تعالى.
محمد بن عمارة بن حزم الأنصاري بن عم الذي بعده.
ذكره بن شاهين عن بن أبي داود عن القداح وأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم سماه لما ولد محمدا.ً قلت: وفي الرواة شيخ آخر يقال له محمد بن عمارة ولكنه بن عمرو بن حزم بن أخي الذي بعده وهو من شيوخ مالك.
محمد بن عمرو بن حزم الأنصاري.
تقدم نسبه في ترجمة والده يكنى أبا عبد الملك وقيل كنيته أبو سليمان.
ذكره بن شاهين عن بن أبي داود - أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم سماه محمداً.
وتقدم له ذكر في ترجمة محمد بن حطاب الجمحي.
وقال الواقدي: ولد سنة عشر من الهجرة بنجران حيث كان أبوه عاملاً بها وكتب إليه النبي صلى الله عليه وآله وسلم يأمره أن يسميه محمداً ويكنيه أبا عبد الملك.
وهذا الذي قاله الواقدي هو المشهور ومقتضاه أن لا صحبة له ولا رؤية فإن أباه لم يقدم به المدينة في عهد النبي صلى الله عليه وسلم.
وقد قيل إنه ولد قبل الوفاة النبوية بسنتين وأرسل عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
وأخرج البغوي في ترجمته من طريق قيس مولى سودة عن عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم عن أبيه عن جده - أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: " من عاد مريضاً لا يزال يخوض في الرحمة... " الحديث.
وهذا من مسند عمرو بن حزم فالضمير في قوله: عن جده - يعود على أبي بكر لا على عبد الله. وروى محمد عن أبيه وعن عمرو بن العاص. روى عنه ابنه أبو بكر وعمر بن كثير بن أفلح.
وثقه النسائي وابن سعد وذكره بن حبان في الثقات وقال: كان أمير الأنصار يوم الحرة. وقال بن سعد: قتل يوم الحرة وكان مقدماً على الخزرج كما كان عبد الله بن حنظلة مقدماً على الأوس فلما قتلا انهزم أهل المدينة فأوقع بهم أهل الشام فأبادوهم وقصة الحرة مشهورة. والله أعلم.


محمد بن قيس بن مخرمة بن المطلب بن عبد مناف القرشي المطلبي.
ذكره العسكري وقال: لحق النبي صلى الله عليه وآله وسلم. وذكره بن أبي داود والباوردي في الصحابة وجزم البغوي وابن منده وغيرهما بأن حديثه مرسل.
وروى أيضاً عن أبيه وعمر وروى أيضاً عن أمه وعن عائشة. وروى عنه ابناه: الحكم وأبو بكر ومحمد بن عجلان ومحمد بن إسحاق وابن جريج وعمر بن كثير بن أفلح وغيرهم.
محمد بن المنذر بن عتبة بن أحيحة بن الجلاح.
يأتي ذكره في ترجمة محمد بن أحيحة في القسم الرابع.
محمد بن نبيط بن جابر: ذكره بن شاهين في الصحابة عن أبي داود عن أبي القداح وقال: حنكه النبي صلى الله عليه وآله وسلم وسماه محمداً.
محمد بن النضير بن الحارث بن علقمة بن كلدة بن عبد مناف بن عبد الدار.
كان يلقب المرتفع وله أخوان: عطاء ونافع وعمه النضر هو الذي قتل صبراً فرثته أخته بالأبيات القافية المشهورة.
محمد الكناني.
قال أبو حاتم الرازي: رأى النبي صلى الله عليه وسلم.
الميم بعدها الخاء
مخارق بن شهاب: بن قيس التميمي من بني جندب بن العنبر بن تميم.
ذكره المرزباني ونقل عن دعبل أنه شاعر إسلامي وأبوه أيضاً شاعر ويقال إنه مازني.
وكانت بكر بن وائل أغارت في الجاهلية على بني ضبة فاستاقت إبلاً لها فاستنجدوا مخارق بن شهاب فاستصرخ قومه فلحق به وردان من بني عدي بن حنطب بن العنبر بن تميم فقاتلهم حتى استنقذ الإبل وقال:
حميت خزاعياً وأفناء بارق ... ووردان يحمي عن عدي بن جندب
ستعرفها ولدان ولدان ضبة كلها ... بأعيانها مردودة لم تغيب
قلت: ولوردان وأخيه حيدة صحبة. وقد تقدم حيدة في الحاء المهملة ويأتي في وردان.
المختار بن أبي عبيد: يأتي في القسم الرابع.
الميم بعدها الراء
مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف القرشي الأموي أبو عبد الملك. وهو بن عم عثمان وكاتبه في خلافته.
يقال: ولد بعد الهجرة بسنتين وقيل: بأربع. وقال بن شاهين: مات النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهو بن ثمان سنين فيكون مولده بعد الهجرة بسنتين قال: وسمعت بن داود يقول: ولد عام أحد - يعني سنة ثلاث. وقال بن أبي داود: وقد كان في الفتح مميزاً وفي حجة الوداع ولكن لا يدرى أسمع من النبي صلى الله عليه وآله وسلم شيئاً أم لا. وقال بن طاهر: ولد هو والمسور بن مخرمة بعد الهجرة بسنتين لا خلاف في ذلك كذا قال.
وهو مردود: والخلاف ثابت وقصة إسلام أبيه ثابتة في الفتح لو ثبت أن في ذلك السنة مولده لكان حينئذ مميزاً فيكون من شرط القسم الأول لكن لم أر من جزم بصحبته فكأنه لم يكن حينئذ مميزاً ومن بعد الفتح أخرج أبوه إلى الطائف وهو معه فلم يثبت له أزيد من الرؤية.
وأرسل عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم وروى عن غير واحد من الصحابة منهم: عمر وعثمان وعلي وزيد بن ثابت وعبد الرحمن بن الأسود بن عبد يغوث ويسرة بنت صفوان.
وقرنه البخاري بالمسور بن مخرمة في روايته عن الزهري عن عروة عنهما في قصة صلح الحديبية. وفي بعض طرقه عنده أنهما رويا ذلك عن بعض الصحابة وفي أكثرها أرسلا الحديث.
روى عنه سهل بن سعد وهو أكبر منه سناً وقدراً لأنه من الصحابة.
وروى عنه من التابعين ابنه عبد الملك وعلي بن الحسين وعروة بن الزبير وسعيد بن المسيب: وأبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة وغيرهم وكان يعد في الفقهاء.
وأنكر بعضهم أن يكون له رواية منهم البخاري. وقيل: إن أمه لما ولد أرسلت به إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم ليحنكه.


وهذا مشكل على ما ذكروه في سنة مولده لأنه إن كان قبل الهجرة فلم يتكن أمه أسلمت وإن كان بعدها فإنها لم تهاجر به والنبي صلى الله عليه وآله وسلم إنما دخل مكة بعد الهجرة عام القضية وذلك سنة سبع ثم في الفتح سنة ثمان فإن كان ولد حينئذ بعد إسلام أبويه استقام لكن يعكر على من زعم أنه كان له عند الوفاة النبوية ست سنين أو ثمان أو أكثر وكان مع أبيه بالطائف إلى أن أذن عثمان للحكم في الرجوع إلى المدينة فرجع مع أبيه ثم كان من أسباب قتل عثمان ثم شهد الجمل مع عائشة ثم صفين مع معاوية ثم ولي إمرة المدينة لمعاوية ثم لم يزل بها إلى أن أخرجهم بن الزبير في أوائل إمرة يزيد بن معاوية فكان ذلك من أسباب وقعة الحرة وبقي بالشام إلى أن مات معاوية بن يزيد بن معاوية فبايعه بعض أهل الشام في قصة طويلة ثم كانت الوقعة بينه وبين الضحاك بن قيس وكان أميراً لابن الزبير فانتصر مروان وقتل الضحاك واستوثق له ملك الشام ثم توجه إلى مصر فاستولى عليها ثم بغته الموت فعهد إلى ولده عبد الملك فكانت مدته في الخلافة قدر نصف سنة ومات في شهر رمضان سنة خمس وستين.
قال بن طاهر: هو أول من ضرب الدنانير الشامية التي يباع الدينار منها بخمسين وكتب عليها: " قل هو الله أحد " .
الميم بعدها السين
مسرع بن ياسر بن سويد الجهني.
يأتي ذكره في ترجمة والده في الياء آخر الحروف.
مسعود بن الحكم بن الربيع بن عامر بن خالد بن غانم بن زريق الأنصاري الزرقي أبو هارون.
ذكره بن سعد في الطبقة الأولى من تابعي أهل المدينة. وحكى عن الواقدي أنه ولد على عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم وتبعه بن حبان وأبو أحمد الحاكم وابن عبد البر وقال بن أبي خيثمة: بلغني أنه ولد في أيام النبي صلى الله عليه وآله وسلم وحكاه عنه البغوي.
وذكره العسكري في فضل من ولد في العهد النبوي وأسند أبو أحمد عن خليفة أنه يكنى أبا هارون.
وله رواية في الصحيح وغيره عن أمه وعن عمر وعثمان وعلي وغيرهم.
وروى عنه أولاده: إسماعيل وعيسى ويوسف وقيس ونافع بن جبير بن مطعم وسليمان بن يسار وابن المنكدر وغيرهم.
قال الواقدي: كان سرياً ثقة. وقال أبو عمر: يعد في جلة التابعين.
مسلم بن أمية بن خلف الجمحي.
ذكره بن الكلبي في قصة ركانة.
مسلم بن قرظة بن عبد عمرو بن نوفل بن عبد مناف القرشي النوفلي.
كان أبوه يكنى أبا عمرو وكان شديداً على المسلمين وتزوج بنت عتبة بن ربيعة فولدت له فاختة التي تزوجها معاوية ومات أبوها كافراً قبل الفتح وعاش ولده مسلم حتى قتل يوم الجمل. ذكره الباوردي.
مسهر بن العباس بن عبد المطلب الهاشمي.
عده أبو بكر بن دريد في أولاد العباس. واستدركه بن فتحون ولعله ولد بعد تمام.
الميم بعدها الطاء
مطرف بن عبد الله بن الشخير.
تقدم نسبه في ترجمة والده وهو التابعي المشهور.
قال بن حبان في ثقات التابعين: ولد في عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم وكان من عباد أهل البصرة وزهادهم.
وقال الذهبي في التجريد: تابعي أدرك النبي صلى الله عليه وآله وسلم. وذكر له بن سعد مناقب كثيرة وقال: كان ثقة له فضل وورع وعقل وأدب.
وقال أحمد في الزهد: حدثنا أبو النضر حدثنا سليمان بن المغيرة وكان مطرف إذا دخل منزله سبحت معه ابنة ابنته.
وقال غيره: كان يركب الخيل ويلبس المطارف ويغشى السلطان ولكنه على جانب كبير من الصلابة في الدين.
وقال يزيد بن عبد الله بن الشخير أخوه: أنا أكبر من الحسن بعشر سنين وأخي مطرف أكبر بعشر سنين كذا قال وهذا لو كان ثابتاً.... .
وروينا في كتاب مجابي الدعوة لابن أبي الدنيا بسند جيد عن حميد بن هلال: كان بين مطرف ورجل شيء فقال له مطرف: إن كنت كاذباً فعجل الله حينك فسقط مكانه ميتاً.
ومن شدة خوفه ما رواه يعقوب بن سفيان عنه بسند صحيح قال: لو أتاني آت من ربي فخيرني بين أن يخبرني أنا من أهل الجنة أو من أهل النار أو أصير تراباً لاخترت أن أصير تراباً.
وروى مطرف عن أبيه وعثمان وعلي وعمار وعائشة وغيرهم.
روى عنه أخوه: أبو العلاء يزيد وحميد بن هلال وغيلان بن جرير وثابت البناني وقتادة وآخرون. ومناقبه كثيرة. قال العجلي: ثقة من كبار التابعين. مات في إمارة الحجاج بعد الطاعون الذي كان سنة سبع وثمانين.


مطهر ولد: سيد البشر محمد صلى الله عليه وسلم.
ذكره بن ظفر الحموي في كتاب البشر بخير البشر لما عد أولاد النبي صلى الله عليه وآله وسلم من خديجة وقال: وبعض الناس يسميه الطاهر وهو سهو فإن الطاهر هو بن أبي هالة وهو من خديجة أيضاً ولم يذكر مستنده فيما زعم وما المانع أن تكون خديجة سمت أحد أولادها من النبي صلى الله عليه وآله وسلم ولد لها من غيره وذلك موجود في العرب كثيراً وسبقه إلى ذلك غيره.
وفي تاريخ بن البرقي: ولدت خديجة للنبي صلى الله عليه وآله وسلم: القاسم وعبد الله والطيب والطاهر والمطهر ويقال: إن الطيب هو الطاهر وهو عبد الله ويقال: إن الطيب والمطيب ولدا في بطن وإن الطاهر والمطهر ولدا في بطن. وقد تقدم ذكر الطاهر زيادة على هذا.
المطيب بن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: ذكر في الذي قبله.
الميم بعدها العين
معبد بن زهير بن أبي أمية بن عبد الله بن عمرو بن مخزوم القرشي المخزومي بن أخي أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
قال أبو عمر: له رؤية ولا صحبة له وقتل يوم الجمل. وقال الزبير: أمه زينب بنت أصرم بن الحارث بن السباق بن عبد الدار.
معبد بن العباس بن عبد المطلب الهاشمي أحد الإخوة - قال بن عبد البر: ولد في عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم ولم يسمع منه واستشهد بإفريقية في خلافة عثمان سنة خمس وثلاثين. وقيل: استشهد بها بعد ذلك في خلافة معاوية. وذكر الدارقطني في كتاب الإخوة أن علياً ولاه مكة.
معبد بن عبد الله بن النحام العدوي.
ذكره بن البرقي في ترجمة والده.
معبد بن المقداد بن الأسود الكندي.
تقدم نسبه في ترجمة والده وكان يكنى به. وأخرج الدولابي في الكنى من طريق منصور عن هلال بن يساف قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم سرية وأمر عليها المقداد فلما رجع قال له: " كيف رأيت الإمارة يا أبا معبد " ؟ قال: خرجت يا رسول الله وأنا أراهم كالعبيد لي. قال: " كذلك الإمارة يا أبا معبد إلا من وقاه الله شرها " . قال: لا جرم والذي بعثك بالحق نبياً لا أتأمر على رجلين.
معمر بن عبد الله بن أبي بن سلول الخزرجي.
تقدم نسبه في ترجمة أخيه عبد الله ومات أبوه في السنة التاسعة. ولمعمر هذا ولد تزوج زينب بنت عمر بن الخطاب فيما ذكره الزيبر بن بكار فأقل أحوال معمر هذا أن تكون له رؤية.
الميم بعدها الغين
المغيرة بن هشام: بن شعبة بن عبد الله بن أبي قيس بن عبد ود بن نصر بن مالك حسل بن عامر بن لؤي القرشي العامري. وهشام يكنى أبا ذئب.
وهو جد الفقيه المشهور محمد بن عبد الرحمن. ولد في عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم عام الفتح وله رواية عن عمر وغيره. وذكره بن حبان في ثقات التابعين.
الميم بعدها النون
المنذر بن أبي أسيد الساعدي واسم أبي أسيد وهو بالتصغير مالك بن ربيعة.
تقدم نسبه في ترجمة والده. قال بن حبان: يقال ولد في عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم عام الفتح. قلت: وقع ذكره في الصحيحين من حديث سهل بن سعد قال: أتى المنذر بن أبي أسيد إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حين ولد فوضعه على فخذه وأبو أسيد جالس فلها النبي صلى الله عليه وآله وسلم فأمر أبو أسيد بابنه فحمل فأقلبوه فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: " أين الصبي " ؟ فقال أبو أسيد: قلبناه يا رسول الله قال: " ما اسمه " ؟ قال: فلان قال: " لا ولكن سمه المنذر " .
وله رواية عن أبيه في الصحيح أيضاً. وعلق البخاري في الصلاة وقال أبو أسيد: طولت بنا يا بني. روى عنه الزبير بن المنذر وعبد الرحمن بن سليمان بن عبد الله بن حنظلة.
المنذر بن الجارود: واسمه بشر بن عمرو بن حبيش بن المعلى بن يزيد بن حارثة بن معاوية العبدي وأمه أمامة بنت النعمان.
قال بن عساكر: ولد في عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم ولأبيه صحبة وقتل شهيداً في عهد عمر وأمر علي المنذر على إصطخر.
وقال يعقوب بن سفيان: وكان شهد الجمل مع علي وولاه عبيد الله بن زياد في إمرة يزيد بن معاوية الهند فمات هناك في آخر سنة إحدى وستين أو في أول سنة اثنتين - ذكر ذلك بن سعد وذكر أنه عاش ستين سنة. وقال خليفة: ولاه بن زياد السند سنة اثنتين وستين فمات بها. والله أعلم.
الميم بعدها الهاء
المهاجر بن خالد بن الوليد المخزومي.


تقدم نسبه في ترجمة والده. قال خليفة وابن سعد والزبير بن بكار: أمه أسماء بنت أنس بن مدرك الخثعمية.
وقال أبو عمر: كان غلاماً على عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم وشهد صفين مع علي وشهد قبلها الجمل ففقئت فيها عينه.
وقال بن عساكر: أدرك حياة النبي صلى الله عليه وآله وسلم وكان مع علي. وقال أبو حذيفة البخاري في الفتوح: لم ينج من بني المغيرة في طاعون عمواس إلا المهاجر وعبد الله بن أبي عمرو بن حفص وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام وفي ذلك يقول المهاجر بن خالد:
أفنى بني ريطة فرسانهم ... عشرون لم يعصب لهم شارب
ومن بني أعمامهم مثلهم ... من مثل هذا يعجب العاجب
طعن وطاعون مناياهم ... ذلك ما خط لنا الكاتب
قال: وريطة التي أشار إليها هي زوج المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخروم وهي بنت سعيد بالتصغير بن سهم ولدت من المغيرة عشرة رجال.
وقال سيف بن عمر في الفتوح عن مجالد عن الشعبي: خرج الحارث بن هشام في سبعين من أهل بيته لم يرجع منهم إلا أربعة فذكر الأبيات.
وذكر الدولابي في الكنى من طريق الحسن بن عثمان قال: وممن قتل بصفين مع أصحاب علي المهاجر بن خالد بن الوليد وكذا قال يعقوب بن شيبة في مسنده.
وأنشد له الزبير بن بكار من قوله:
رب ليل ناعم أحييته ... في عفاف عند قباء الحشى
ونهار قد لهونا بالتي ... لا ترى شبهاً لها فيمن مشى
ذاك إذ نحن وسلمى جيرة ... نصل الحبل ونعصي من وشى
المهلب بن أبي صغرة الأزدي: يأتي ذكره في القسم الأخير.
موسى بن حذيفة بن غانم القرشي العدوي.
قال أبو عمر: له رؤية ولا نعلم له رواية. أورده في ترجمة والده ولم يفرده. واستدركه بن فتحون.
موسى بن طلحة بن عبيد الله التيمي.
تقدم نسبه في ترجمة والده. يكنى أبا عيسى وقيل: كنيته أبو محمد ونزل الكوفة وأمه خولة بنت القعقاع بن معبد بن زرارة.
قال بن عساكر: ولد في عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم فسماه.
وأخرج البخاري في التاريخ الصغير من طريق العقدي عن إسحاق بن يحيى عن موسى بن طلحة قال: صحبت عثمان اثنتي عشرة سنة.
ولموسى رواية في الصحيح والسنن عن أبيه وعثمان وعلى والزبير وأبي ذر وأبي أيوب وغيرهم.
روى عنه ابنه عمران وحفيده سليمان بن عيسى وابن أخيه إسحاق بن يحيى وابن أخيه الآخر موسى بن إسحاق. وروى عنه أبو إسحاق السبيعي وعبد الملك بن عمير وسماك بن حرب وآخرون.
قال الزبير: كان من وجوه آل طلحة. وقال العجلي: تابعي ثقة وكان خياراً. وقال أبو حاتم: كان يقال له في زمنه المهدي وكان أفضل ولد طلحة بعد محمد ويقال: إنه تحول من الكوفة إلى البصرة لما غلب المختار على الكوفة.
وقال عبد الملك بن عمير: كان فصحاء الناس - يعني في عصرهم - أربعة فعد منهم موسى بن طلحة. قال بن أبي شيبة وابن أبي عاصم: مات سنة ست ومائة. وقال الهيثم بن عدي وابن سعد: مات سنة ثلاث. وقال أبو نعيم وأحمد: مات سنة أربع.
القسم الثالث
من كان في عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم ويمكنه أن يسمع منه ولم ينقل أنه سمع منه سواء كان رجلاً أو مراهقاً أو مميزاً.
الميم بعدها الألف
مالك بن الأغر بن عمرو التجيبي: من بني حلاوة.
قال بن يونس: شهد فتح مصر ثم ولى الإمرة على غزو المغرب سنة سبع وخمسين.
قلت: قدمت أنهم كانوا لا يؤمرون في زمن الفتوح إلا من كان صحابياً لكن إنما فعلوا ذلك في فتوح العراق فلذلك أذكر أمثال هذا في هذا القسم.
مالك بن حبيب.
له إدراك وذكر سيف في الفتوح أن عمر كتب إلى سعد بن أبي وقاص أن يجعل مالك بن حبيب على إحدى مجنبتي العسكر مع عمر بن مالك الزهري وعلى المجنبة الأخرى ربعي بن عامر. واستدركه بن فتحون.
مالك بن الحارث بن عبد يغوث بن مسلمة بن ربيعة بن الحارث بن جذيمة بن مالك بن النخع النخعي المعروف بالأشتر. له إدراك قال: وكان رئيس قومه.
وذكر البخاري أنه شهد خطبة عمر بالجابية. وذكر بن حبان في ثقات التابعين أنه شهد اليرموك فذهبت عينه قال: وكان رئيس قومه.


وقد روى عن عمر وخالد بن الويد وأبي ذر وعلي وصحبه وشهد معه الجمل وله فيها آثار وكذلك في صفين وولاه على مصر بعد صرف قيس بن سعد بن عبادة عنها فلما وصل إلى القلزم شرب شربة عسل فمات فقيل: إنها كانت مسمومة وكان ذلك سنة ثمان وثلاثين بعد أن شهد مع علي الجمل ثم صفين وأبدى يومئذ عن شجاعة مفرطة.
روى عنه ابنه إبراهيم وأبو حسان الأعرج وكنانة مولى صفية وعبد الرحمن بن يزيد النخعي وعلقمة وغيرهم.
وذكر بن سعد في الطبقة الأولى من التابعين بالكوفة فقال: وكان ممن ألب على عثمان وشهد حصره وله في ذلك أخبار.
وقال المرزباني في معجم الشعراء: كان سبب تلقبه بالأشتر أنه ضربه رجل يوم اليرموك على رأسه فسالت الجراحة قيحاً إلى عينه فشترتها وهو القائل:
بقيت وفري وانحرفت عن العلا ... ولقيت أضيافي بوجه عبوس
إن لم أشن على بن هند غارة ... لم تخل يوماً من ذهاب نفوس
قال بعض المتأخرين من أهل الأدب: لو قال: إن لم أشن على بن حرب غارة كان أنسب.
قلت: كلا بل بينهما فرق كبير نعم هو أنسب من جهة مراعاة النظير وبطرائق المتأخرين. وأما فحول الشعراء فإنهم لا يعتنون بذلك بل نسبة خصمه إلى أمه أبلغ في نكايته.
وكان للأشتر مواقف في فتوح الشام مذكورة ذكرها سيف بن عمر وأبو حذيفة وغيرهما في مصنفاتهم في ذلك.
مالك بن حري بن ضمرة بن جابر النهشلي.
يأتي في ترجمة أخيه نهشل.
مالك بن الحارث الهذلي: أحد بني كاهل.
ذكره المرزباني في معجم الشعراء وقال: مخضرم يعني أدرك الجاهلية والإسلام.
مالك بن الحارث بن عمرو بن عبد الله بن يعمر بن الشداخ الهذلي.
له إدراك وهو جد عروة بن أذينة بن أبي سعد مالك قاله بن الكلبي. قلت: يحتمل أن يكون الذي قبله.
مالك بن حنطب بن عبد شمس بن سعد بن أبي غنم بن حبيب بن جبير بن عدي بن سلول الخزاعي.
له إدراك. وذكر بن الكبي أن ابنه مالك بن عمير يكنى أبا رمح وقال: إنه رثى الحسين بن علي لم قتل.
مالك بن ذي المشعار بن أيفع بن زبيب بن شارحيل بن ربيعة بن مرثد بن جشم بن حاشد بن جشم بن ضرار بن نوف بن همدان الهمذاني.
له إدراك وكان لابنه عميرة ذكر بالشام. والحارث بن عميرة مدحه الأعشى الهمداني وهو الذي قتل صالح بن مسروح الحروري وقيس بن عمر أخوه كان له بلاء عظيم في قتال قطري الخارجي: ذكر كل ذلك بن الكلبي.
وقد تقدم ذو المشعار حمرة بن أيفع - في حرف الحاء.
مالك بن ربينة بن مالك بن سبيعة بن ربيعة بن سبيع الجرمي.
له إدراك وولده أوس بن مالك كان شريفاً وهو الذي قضى دين بن الغريزة النهشلي في قصة ذكرها بن الكلبي وابن الغريزة اسمه كثير بن عبد الله.
مالك بن أبي سلسلة الأزدي أحد الأبطال.
له إدراك وشهد فتح مصر مع عمرو وكان أول الناس في صعود الحصن.
مالك بن شراحيل بن عمرو بن عدي بن كريب بن أسلم بن قيس بن عداس بن نصر بن منصور بن عمرو بن ربيعة بن قيس بن بشير بن سعدي بن حاشد بن جشم بن همدان الهمداني.
حليف خولان ولذلك يعرف بالخولاني.
له إدراك وشهد فتح مصر واختط بها وكان من جلساء عمر بن الخطاب ثم عمر حتى جمع له عبد العزيز بن مروان بين القضاء والقصص بمصر لما كان أميرها وذلك في سنة ثلاث وثمانين وصرف عنها في صفر سنة أربع وثمانين فكانت ولايته سنة واحدة وشهراً.
وكان رئيس الجيش الذي أخرجه عبد العزيز لقتال عبد الله بن الزبير بمكة وذلك سنة ثلاث وسبعين وله مسجد بمصر يقال له مسجد مالك خولان يعرف به.
ومن ولده منتصر بن عبد الله بن عمرو بن مالك بن شراحيل الخولاني ويقال: إن الحجاج بن يوسف بناه له بأمر عبد الملك وكان عبد العزيز يبعث إليه كل سنة يحلل وكذلك الحجاج كان يبعث إليه بحلل وثلاثة آلاف.
قال أبو عمر الكندي في كتاب قضاة مصر: حدثني بن قديد قال: دخل علي عبد العزيز بن مروان عبيد الله بن سعيد السعيدي وعنده مالك بن شراحيل فقال عبد العزيز لمالك: أوسع لعمك. ففعل ثم دخل آخر فقال له مثل ذلك فقال: أيها الأمير أكثرت من قولك عمك لقد رعيت الإبل قبل أن يجتمع أبواه.
مالك بن صحار: .... .
مالك بن ضمرة الضمري.


له إدراك وأخرج بن أبي شيبة من طريق حنبل بن المصبح قال: أوصى مالك بن ضمرة بسلاحه للمجاهدين من بني ضمرة إلا يقاتل به أهل نبوة فقال له أخوه: يا أخي عند الموت تقول هو ذاك. قال: فلما كان أمر الحسين بن علي جاء رجل من البعث الذين سيرهم إليه عبيد الله بن زياد إلى موسى بن مالك فقال: أعرني رمح أبيك فناوله فقالت له امرأة من أهله: يا موسى أما تذكر وصية أبيك قال فطلبه حتى أخذ منه الرمح فكسره.
قلت: وقد وصف مالك هذا بسعة العلم فروى المحاملي في أماليه من رواية البغداديين عنه عن أحمد بن محمد التبعي بسند له إلى أبي ذر قال: ما ترك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم شيئاً مما صبه جبرائيل وميكائيل في صدره إلا قد صبه في صدري ولا تركت شيئاً صبه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في صدري إلا قد صببته في صدر مالك بن ضمرة.
مالك بن الطفيل بن حنتف بن أوس بن حيي بن عمرو بن سلسلة بن غنم بن أيوب بن معن بن عتود الطائي.
له إدراك وكان ولده بهدل رئيس بني معن لما التقوا مع طليعة نجدة الحنفي بالآخر ذكره بن الكلبي.
مالك بن عامر: أبو عطية الوداعي.
تابعي من أهل الكوفة قيل: إنه أدرك الجاهلية. واستدركه أبو موسى.
قلت: أبو عطية الوداعي تابعي كبير ثقة مشهور بكنيته اختلف في اسم أبيه فقيل هكذا وقيل عمرو بن جندب: وقيل هما اثنان. وسيأتي في الكنى.
مالك بن عبد الله الكندي.
كان أحد من ثبت على إسلامه حين ارتد قومه فخطبهم وخوفهم وأنشدهم أبياتاً ذكرها وثيمة في كتاب الردة وكان عابداً لسناً فأطاعوه ثم غلب عليهم الشقاء فارتدوا وطردوه فلحق بزيادة بن لبيد والمسلمين.
مالك بن عامر بن عمرون بن عمر بن ذبيان بن ثعلبة بن عمرو بن يشكر بن علي بن مالك بن سعد بن نذير بن قسر البجلي ثم القسري.
له إدراك وهو والد أبي أراكة صاحب الدار بالكوفة التي يقال لها دار أبي أراكة ولأبي أراكة فيها قصة مع علي ذكره بن الكلبي.
مالك بن عياض: مولى عمر هو الذي يقال له مالك الدار.
له إدراك وسمع من أبي بكر الصديق وروى عن الشيخين ومعاذ وأبي عبيدة.
روى عنه أبو صالح السمان وابناه: عون وعبد الله ابنا مالك.
وأخرج البخاري في التاريخ من طريق أبي صالح ذكوان عن مالك الدار - أن عمر قال في قحوط المطر: يا رب لا آلو إلا ما عجزت عنه.
وأخرجه بن أبي خيثمة من هذا الوجه مطولا قال أصاب الناس قحط في زمن عمر فجاء رجل إلى قبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال: يا رسول الله استسق الله لأمتك فأتاه النبي صلى الله عليه وآله وسلم في المنام فقال له: " ائت عمر فقل له: إنكم مستسقون فعليك الكفين " قال: فبكى عمر وقال: يا رب ما آلوا إلا ما عجزت عنه.
وروينا في فوائد داود بن عمرو الضبي: جمع البغوي من طريق عبد الرحمن بن سعيد بن يربوع المخزومي عن مالك الدار قال: دعاني عمر بن الخطاب يوماً فإذا عنده صرة من ذهب فيها أربعمائة دينار فقال: اذهب بهذه إلى أبي عبيدة... فذكر قصته.
وذكر بن سعد في الطبقة الأولى من التابعين في أهل المدينة قال: روى عن أبي بكر وعمر وكان معروفاً.
وقال أبو عبيدة: ولاه عمر كيلة عيال عمر فلما قدم عثمان ولاه القسم فسمى مالك الدار.
وقال إسماعيل القاضي عن علي بن المديني: كان مالك الدار خازناً لعمر.
مالك بن قدامة بن مالك بن خارجة بن عمرو بن مالك بن زيد بن مرة بن سلهم السلهمي.
له إدراك وشهد هو وأبوه فتح مصر وسكن أبوه دلاص من صعيد مصر ذكره سعيد بن عفير وحكاه بن يونس عن هانئ بن المنذر.
مالك بن مالك بن جعشم المدلجي بن أخي سراقة.
أخرج البخاري من طريق الزهري عن عبد الرحمن بن مالك بن جعشم هذا عن أبيه عن سراقة قصة الهجرة. ولم أرهم ذكروا مالك بن جعشم فكأنه مات في الجاهلية فيكون لولده مالك إدراك إن لم يكن له صحبة.
مالك بن مسمع بن شيبان بن شهاب بن قلع واسمه علقمة بن عمرو أبو غسان الرافعي.
له إدراك. قال بن عساكر: ولد على عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم وكان سيد ربيعة في زمانه مقدماً رئيساً وفيه يقول حصين بن المنذر:
حياء أبي غسان خير لقومه ... لمن كان قد قاسى الأمور وجربا
ومات سنة ثلاث أو أربع وسبعين.
مالك بن ناعمة الصدفي: يكنى أبا ناعمة.


ذكره بن يونس وقال: كان من أصحاب عمر وهو صاحب الفرس المشهرو الذي يقال له أشقر صدق وشهد فتح مصر.
وذكر بن عفير عن أشياخ مصر - أن مالك بن ناعمة كان من أمداد أهل المين وكان معه أم الأشقر وكان يعقر عليها الوحش في طريقه فخرج عليها من بعض الأودية فحل طريل أهلب لم ير مثله فنزا عليها فبادر مالك ليطرده عنها فلم يلحقه حتى نزل.
وقدم مالك الشام فأقام في محاربة الروم حتى وضعت فرسه فسماه الأشقر وذلك في يوم هزيمتهم وهو في الطلب فلم يزل يركض مع أمه يومه ما يلويه حتى منعه الليل من الطلب ثم دخل معه مصر لما فتحت فسبق به الناس.
مالك بن يزيد.
ذكره سيف في الفتوح والردة مع من توجه مع خالد بن الوليد إلى العراق سنة اثنتي عشرة وهو أحد شهوده في عقود بينه وبين قوم من الفرس.
الميم بعدها الثاء
المثنى بن لاحق العجلي.
له إدراك: وقال الطبري: كان أشد الناس على النصارى من بني بكر بن وائل حين توجه خالد بن الوليد إليهم سنة اثنتي عشرة فكان هو وفرات بن حيان ومذعور بن عدي وسعيد بن مرة مع خالد بن الوليد في تلك الحرب واستدركه بن فتحون.
الميم بعدها الجيم
مجاهد بن جبر: مولى ابنة غزوان أخت عتبة بن غزوان الصحابي البدري المشهور.
كان عتبة من السابقين الأولين وكان أبو هريرة أجيراً عند أخته المذكورة وقضية ذلك أن يكون لمجاهد هذا صحبة وقد ذكره بن يونس في تاريخ مصر وقال: له ذكر في الأخبار وشهد فتح مصر واختط بها وولي الخراج في إمرة عمرو بن العاص أما مجاهد بن جبر المكي التابعي المشهور فهو مولى بني مخزوم ويقال له بن جبير أيضاً بالتصغير.
الميم بعدها الحاء
محارب بن قيس بن عدس بن ربيعة بن جعدة العامري ثم الجعدي.
له إدراك وفيه يقول النابغة الجعدي يرثيه:
ألم تعلمي أني رزئت محارباً ... كريماً أبياً لا يمل التصافيا
فتى كملت أعراقه غير أنه ... جواد فلا يبقى من المال باقيا
محاضر بن عامر بن سلمة الخولاني.
له إدراك قال بن يونس: شهد فتح مصر وذكره سعيد بن عفير في خولان.
محرز بن أسيد الباهلي.
له إدراك. وذكر أبو إسماعيل الأزدي أنه شهد حصار دمشق في خلافة أبي بكر. ونقل عن عمرو بن مالك عن أدهم بن محرز بن أسيد الباهلي عن أبيه قال: افتتحنا دمشق سنة أربع عشرة في خلافة عمر قال: وقال: قرة بن لقيط عن أدهم بن محرز: أول راية دخلت أرض حمص راية مسروق بن ميسرة قال: وكان أبي يقول: أنا أول رجل قتل رجلاً من المشركين بحمص. قال أدهم: وإني لأول مولود بحمص وأول من فرض له بها وبيدي كتف وأنا أختلف إلى الكتاب.
وأخرج بن عساكر من طريق محمد بن إبراهيم بن مهدي عن عمرو بن مالك القيني عن أدهم بن محرز عن أبيه قال: افتتحنا دمشق في رجب سنة أربع عشرة ومن طريق خليفة بن خياط قال: في رجب سنة ثمان وسبعين غزا محرز بن أبي محرز أرض الروم وفتح أرحله.
محرز بن حريش بن صليع.
له إدراك وذكر أبو إسماعيل الأزدي في فتح الشام أنه قال لخالد بن الوليد لما أراد أن يسلك المفازة من العراق إلى الشام: اجعل كوكب الصبح على جانبك الأيمن ثم أمه حتى تصبح فجرب ذلك فوجد حقاً.
محرز بن قتادة بن مسلمة الحنفي.
ذكره وثيمة في الردة وقال: كان ممن ثبت على إسلامه وكان يوصي بني حنيفة بالتمسك الإسلام وينهاهم عن اتباع مسليمة وأنشد له في ذلك شعراً وخطبة يقول فيها: سبحان الله ما أعجب أمرك أدخلكم في الدين نبي وأخرجكم منه كذاب والله لو كان فلان وفلان أحياء ما تلعب بكم الأخيفش الكذاب والله ما أصبتم به دنيا ولا آخرة وإني لأخاف عليكم العذاب قال: فقاموا إليه ثم قالوا: نهبك لأبيك فإنه كان سيداً فينا فاعتزلهم.
محرز بن القصاب: مولى بني عدي أحد بني ملكان.
له إدراك. وروينا في جزء بكر بن بكار قال: حدثنا إسحاق بن عثمان أبو يعقوب الكلابي قال: حدثتني أم موسى بنت محرز عن أبيه محرز القصاب وكان ممن سبي في الجاهلية... فذكر الحديث.
وأورده البخاري من هذا الوجه عن أبي موسى الأشعري - أنه قال: لا يذبح للمسلمين إلا من يقرأ أم الكتاب فلم يقرأ إلا محرز القصاب فكان يذبح وحده.
المحرق: له ذكر في ترجمة يحيى بن حرف الياء آخر الحروف.
محقبة بن النعمان: العتكي الأزدي.


ذكره عمر بن شبة في أخبار البصرة فيمن شهد فتح تستر مع أبي موسى قال: وكان شاعر الأزد في وقته وأنشد يخاطب عمرو بن العاص لما خاف على نفسه أيام الردة يشجعه ويؤمنه فمنه:
يا عمرو إن كان النبي محمد ... أودى به الأمر الذي لا يدفع
فلقد أصبنا بالنبي وأنفنا ... والراقصات إلى الثنية أجدع
وقلوبنا قرحى وماء عيوننا ... جار وأعناق البرية خضع
فأقم فإنك لا تخاف وجارنا ... يا عمرو ذاك هو الأعز الأمنع
قلت: وفات المرزباني ذكر هذا مع وصفه بأنه كان شاعر الأزد.
محمد بن الحارث بن حديج بمهملة ثم جيم مصغراً بن حويص الحارثي.
ذكره أبو حاتم السجستاني في النوادر ونقل عن أبي عبيدة معمر بن المثنى قال: قدم المعرم الحارثي على عمر يريد الإسلام ومعه رجال من قومه منهم الربيع بن زياد بن أنس بن الديان ومحمد بن الحارث بن حديج وهو أحد من سمي محمداً في الجاهلية فذكر القصة الآتي ذكرها في المعرم.
محمية بن زنيم: ..... .
له إدراك ذكر سيف في الفتوح أنه كان بريد عمر إلى أمراء الأجناد بالشام بموت أبي بكر الصديق وفيه عزل خالد وتولية أبي عبيدة.
وقال سيف عن أبي عثمان عن خالد وعبادة قالا: قدم البريد من المدينة فأخذته الخيول باليرموك وسألوه عن الخبر فلم يخبرهم إلا بالسلامة وأخبرهم عن الإمداد فأبلغوه خالد بن الوليد فسأله فأخبر بالذي قدم فيه فقال: أحسنت وخاف أن ينتشر أمر الجند فوقف معه الرسول وهو محمية بن زنيم... فذكر القصة.
الميم بعدها الخاء
مخرم بن شريح بن مخرم بن زياد بن الحارث بن ربيعة بن كعب بن الحارث الحارثي.
قال هشام بن الكلبي: سمعت بني الحارث بن كعب يقولون: إن مخرم بغداد سميت به لأنها كانت إقطاعاً له أيام نزل العرب العراق في عهد عمر. قلت: وإنما يقطع من يكون رجلاً.
وذكر المرزباني في معجم الشعراء مخرم بن حزن بن زياد بن الحارث وساق هذا النسب وقال: جاهلي يعرف بأمه يقال له بن فكهة وأنشد له في وقعة لبني بكر بن وائل مع بني سليم شعراً فكأنه عم هذا.
المخبل السعدي.
تقدم في الربيع بن ربيعة وأن الراحج أنه مخضرم.
وفي الشعراء أيضاً المخبل العبدي اسمه كعب بن عبد الله العبسي متأخر عن هذا ذكر له أبو الفرج في الأغاني ووكيع في غرر الأخبار - قصة طويلة مع زوجته أم عمرو وأختها سلا وإياهما عنى بقوله في الأبيات المشهورة:
من الناس إنسانان ديني عليهما ... مليان لو شاءا لقد قضياني
خليلي أما أم عمرو فمنهما ... وأما عن الأخرى فلا تسلاني
وفي الشعراء أيضاً المخبل الثمالي ذكره الآمدي وأنشد له أبياتاً يقول فيها: إنه أدرك عمرو بن هند وإن أباه واسمه شرحبيل بن حمل أدرك جذيمة الوضاح.
مخيس: غير منسوب.
ذكره يحيى بن يونس الشيرازي وجعفر المستغفري في الصحابة وأخرجا من طريق صالح بن أبي الأخضر عن الزهري عن مخيس أبي غنيم قال: سمعت صريف المساحي بالليل ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يدفن.
أورده أبو موسى في الذيل وضبطه بالخاء المعجمة والياء آخر الحروف والسين المهملة ثم قال: وجدته في الكتاب بالحاء المهملة والباء الموحدة ولعل الصواب ما ذكره..
قال: والخبر معروف من رواية غنيم بن قيس عن أبيه فلعل الاسم تحرف. قلت: وعلى كل تقدير فلا دليل في ذلك على صحبته بل على إدراكه.
مخيمس بزيادة ميم مصغراً النميري هو بن حابس بن معاوية.
ذكره أبو إسماعيل الأزدي في الفتوح وأنه شهد اليرموك.
الميم بعدها الدال
مدرك العبقسي.
يأتي ذكره في ترجمة مرة الأسدي.
مرار بن سلامة العجلي: الشاعر.
ذكره أبو بشر الآمدي وقال: إنه مخضرم جاهلي إسلامي وذكره المرزباني في معجم الشعراء ولم يقل إنه أسلم بل أنشد له في يوم ذي قار:
أسرنا منهم تسعين كهلاً ... نقودهم على وضح الطريق
وجالوا كالبغال فأسلمونا ... إلى خيل مسومة ونوق
وضبطه بكسر أوله والتخفيف.
مران: بضم أوله والتشديد وآخره نون بن ذي عمير بن أبي إمران الهمداني.
نسبه صاحب الإكليل ذكره وثيمة في الردة وأنه كان من ملوك همدان وأسلم فيمن أسلم منهم.


ونقل عن بن إسحاق أن أهل اليمن لما سمعوا بوفاة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم تكلم سفهاء همدان بما كرهه حلماؤهم فقام عبد الله بن مالك الأرحبي فذكر كلامه قال: ثم قام مران فقال: يا معشر همدان إنكم لم تقاتلوا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ولم يقاتلكم فأصبتم بذلك الحظ ولبستم به العافية ولم يعمكم بلعنة تفضح أوائلكم وتقطع دابركم وقد سبقكم قوم إلى الإسلام وسبقتم قوماً فإن تمسكتم لحقتم من سبقكم وإن أضعتموه لحقكم من سبقتموه فأجابوه إلى ما أحب وأنشد له أبياتا رثى فيها النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول فيها:
إن حزني على الرسول طويل ... ذاك مني على الرسول قليل
بكت الأرض والسماء عليه ... وبكاه خديمه جبريل
مرباع بن أبضعة الكندي: تقدم ذكره في ترجمة عبد الله بن يزيد بن قيس وأنه رثاه لما قتل في زمن أبي بكر الصديق.
مرثد بن حيي بن موهب بن مخمر بن محيريز بن زكير بن ذهل بن الأخنس بن حصين بن سهل بن ذهل بن منبه الرعيني.
ذكر بن يونس عن هانئ بن المنذر - أن هذا شهد فتح مصر هو وإخوته زرارة وشفي وخيثمة فيمن شهدها من رعين. قال بن يونس: ما علمت لهم حديثاً.
مرثد بن عثعث بن عتيك البلوي.
له إدراك: قال بن يونس: شهد فتح مصر وذكروه في كتبهم.
مرثد بن قيس بن مشجعة الجعفي.
له إدراك. ذكر هشام بن الكلبي عن جرير بن عمرو بن كريب بن سلمة بن يزيد الجعفي قال: شهد عبيد الله بن الحر الجعفي القادسية مع خاليه: مرثد وزهير ابني قيس بن مشجعة الجعفيين.
وقد تقدم في حرف الألف النقل عن بن الكلبي أن الإخوة الثلاثة شهدوا القادسية.
مرثد بن نجبة: بفتح النون والجيم ثم موحدة الفزاري أخو المسيب.
ذكره بن عساكر وقال: له إدراك. ولأخيه صحبة وكان من أصحاب خالد بن الوليد وشهد معه الحيرة وفتح دمشق. وقيل إنه قتل على سورها. وقيل: إنه شهد أيضاً اليرموك.
مرثد بن أبي يزيد الخولاني ثم البقري بضم الموحدة وفتح القاف من الأهواز قبيلة من خولان.
ذكره بن يونس وقال: كان من أصحاب عمر بن الخطاب وشهد فتح مصر قال: وذكره سعيد بن عفير في كتابه. قلت: ويحتمل أن يكون هو الذي بعده.
مرثد الخولاني: له إدراك وذكر فيمن شهد اليرموك ذكر ذلك أبو مخنف في فتوح الشام له وساق بسند له إلى راشد بن عبد الرحمن الأزدي قال: صلى بنا أبو عبيدة بن الجراح ثم أقبل على الناس بوجهه فقال: يا أيها الناس أبشروا فإني رأيت رؤيا فقال مرثد الخولاني: وأنا أيضاً رأيت رؤيا وهي بشرى فيما أرى رأيت أنا تواقفنا فصب الله عليهم طيراً بيضاً عظاماً لها مخاليب تنقض من السماء فإذا حاذت الرجل منهم ضربته.
وكذا ذكره أبو حذيفة في المبتدأ والفتوح عن سعيد بن عبد العزيزي عن قدماء أهل الشام عمن شهدها. وذكر بن عساكر هذه القصة في ترجمة مرثد الخولاني وفيه نظر لأن بن سمي يصغر عن ذلك وأكثر ما وصف بإدراك علي ومعاوية.
وقد فرق بن سميع بين مرثد بن يحيى ومرثد بن الخولاني فذكر الخولاني فيمن أدرك الجاهلية وابن سمي في الطبقة الخامسة وقال: أدرك عثمان وعلياً.
وأرخ خليفة وفاة بن سمي سنة خمس وعشرين ومائة. وقال يعقوب بن سفيان في تاريخه: حدثنا أبو اليمان حدثنا جرير قال: رأيت مرثد بن عثمان وكان قد أدرك علياً.
مر الإيادي: ذكره بن دريد: عن بن أخي الأصمعي عن عمه عن أبي عمرو بن العلاء عن هجاس بن مر الإيادي عن أبيه وكان قد أدرك الجاهلية قال: جلس أبو داود الإيادي الشاعر وزوجته وابنه... فذكر قصة فيها أشعار.
مركبود الفارسي: أسلم في حياة النبي صلى الله عليه وآله وسلم مع من أسلم من أهل اليمن.
ذكره الواقدي والطبري وأن ابنه عطاء كان من أول من جمع القرآن باليمن.
واستدركه بن فتحون وسيأتي ذكره في النعمان بن بزرج.
مرة بن خالد بن عامر بن قنان بن عمرو بن قيس بن الحارث بن مالك بن عبيد بن خزيمة بن لؤي. له إدراك وولده مجفر هو الذي ذهب برأس الحسين بن علي إلى يزيد بن معاوية. ذكره الزبير بن بكار.
مرة بن صابر: أو صابي اليشكري.
ذكره وثيمة فقال: كان أبوه سيد بني يشكر وثبت مرة على إسلامه حين ارتد قومه وخاطب مسيلمة بخطاب طويل ينكر عليه دعواه النبوة وخاطب أهل اليمامة بخطاب بليغ فردوه عليه ففارقهم وكتب إلى خالد أبياتاً منها:


يا بن الوليد بن المغيرة إنني ... أبرأ إليك من الجحود الكافر
أعني مسيلمة الكذوب فإنه ... والله أشأم صحبة من ناشر
في أبيات ثم لحق بخالد فكان معه.
مرة بن ليشرح المعافري: له إدراك وشهد فتح مصر وله رواية عن عمر. روى عنه أبو قبيل المعافري ذكره بن يونس.
مرة بن همدان: له إدراك ذكره أبو نعيم في تاريخ أصبهان وقال: كان مع أبي موسى فوقع في سهم عجلان جد عصام بن يزيد الذي لقبه خير فأسلم وسكن الكوفة ثم رجع إلى أصبهان.
مرة بن واقع الفزاري: ذكره المرزباني في معجم الشعراء وقال: مخضرم وكان يهاجي سالم بن دارة وأنشد له في امرأة من بني بدر كانت عنده فطلقها - أبياتاً قالها وبسببها وقع بينه وبين سالم.
مرة الأسدي: ذكره الزبير بن بكار في ترجمة خالد بن الوليد قال: وجدت بخط الضحاك بن عثمان أن بني أسد لما انهزموا نادى منادي خالد: من أسلم على ماء ونصب عليه مسجداً فهو له فابتدر بنو أسد جرثم وهو أفضل مياههم فقال في ذلك مرة الأسدي:
ليهنىء مدركاً أن قد تركنا ... له ما بين جرثم والقباب
إذا حالت جبال البشر دوني ... ومات الضغن وانقطع الجناب
فبلغ ذلك مدركاً وهو العنقسي فقال: ليس يهنيني ولكن يجدع أنفي.
مري: بصيغة التصغير بن أوس بن حارثة بن لام الطائي.
له إدراك وقد استعمل الوليد بن عقبة لما كان أمير الكوفة في خلافة عثمان ولده الربيع بن مري على صدقات الجزيرة.
مري: بكسر أوله مخففاً الرومي.
يقال إنه أدرك النبي صلى الله عليه وآله وسلم ولم يره ولكنه سمع كلام رسوله وآمن.
ذكر محمد بن عائذ في المغازي بسند فيه إرسال - أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم بعث شجاع بن وهب إلى الحارث بن أبي شمر وهو بغوطة دمشق فخرج من المدينة في ذي الحجة سنت ست فذكر القصة وفيها: قال شجاع فجعل حاجبه يسألني عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم وما يدعو إليه وكان رومياً اسمه مري فكنت أحدثه عن صفته فيرق حتى يغلبه البكاء ويقول: إني قرأت الإنجيل فأجد صفة هذا الني صلى الله عليه وآله وسلم بعينه فكنت أحسبه يخرج بالشام وأراه قد خرج بأرض القرظ فأنا أومن به وأصدقه وأنا أخاف أن يقتلني الحارث قال: فأخبرت النبي صلى الله عليه وآله وسلم بما قال وأبلغته السلام مري فقال: صدق.
مرير الإيادي: بوزن عظيم.
أدرك الجاهلية وعاش بعد ذلك وقد سمع أبو عمرو بن العلاء من ولده هجاس.
ذكر أبو الفرج الأصبهاني في ترجمة أبي داود الإيادي من الأغاني وكذلك صاعد في كتاب القصوص من طريق الأصمعي عن أبي عمرو بن العلاء عن هجاس بن مرير عن أبيه قال: كان أدرك الجاهلية وقال: بينا أبو داود الإيادي وابنه وابنة له على بيت لهم إذ خرج ثور من الأكمة فانبرى بين يده فقال:
وبدت له أذن توج ... س حرة وأحم وائد
وقوائم عوج لها ... من خلفها زمع زوائد
ثم قال لسانه عون القوافي فذكر القصة.
الميم بعدها الزاي والسين
مزرد بن ضرار: أخو الشماخ الشاعر. المشهور تقدم مع أخيه.
مسافع بن عبد الله بن مسافع: قال بن عساكر: أدرك النبي صلى الله عليه وآله وسلم وشهد فتح دمشق وكان من قواد اليمن ثم أسند من الفتوح لسيف بسنده وقال: وبقي بدمشق مع يزيد بن أبي سفيان من قواد اليمن عدد منهم مسافع بن عبد الله بن مسافع.
مسافع بن عقبة بن شريح بن يربوع الغطفاني وكان شريح يلقب دارة القمر لحسنه.
ذكره المرزباني في معجم الشعراء وقال: مسافع مخضرم وهو والد سالم بن دارة الشاعر المشهور قال: ولما حبس عثمان سالماً لكونه هجا بني فزارة مات سالم في الحبس فقال مسافع في ذلك:
جزاني الله من عثمان إني ... إذا أدعو على خصم جزاني
وقد تقدم في ترجمة سالم بن دارة سبب حبسه وموته.
مسافع بن النعمان التيمي ثم الربعي.
له إدراك ذكره سيف في الفتوح.
مساور بن هند بن قيس بن زهير بن حذيمة العبسي.
كان جده قيس مشهوراً في الجاهلية ولا سيما في حرب داحس والغبراء.
ذكر الأصمعي ما يدل على أن له إدراكاً فحكى عن أبي طفيلة قال: وكان نحو أبي عمرو بن العلاء في السن قال: حدثني من رأى مساور بن هند ولد في حرب داحس قبل الإسلام بخمسين عاماً.


وذكره المرزباني في معجم الشعراء وذكر له قصة مع عبد الملك وفي حكاية الأصمعي أنه لما عمر صغرت عيناه وعظمت أذناه فجعلوه في بيت صغير ووكلوا به امرأة فرأى ذات يوم غفلة فخرج فجلس في وسط البيت وكوم كومة من تراب ثم أخذ بمرتين فقال: هذه فلانة وهذه فلانة لفرسين كان يعرفهما ثم أرسلهما من رأس الكوم ثم نظر فقال: سبقت فلانة ثم أحس بالمرأة فقام فهرب.
وقال الأصمعي: وبلغني أنه أتي به الحجاج فقال له: ما كنت تصنع بقول الشعر؟ قال: كنت أسقي به الماء وأرعى به الكلأ.
وقال المرزباني: كان أعور وهو من المتقدمين في الإسلام وهو وأبوه وجده أشراف من بني عبس شعراء فرسان وهو القائل:
جزى الله خيراً عالياً من عشيرة ... إذا حدثان الدهر نابت نوائبه
إذا أخذت بزل المخاض سلاحها ... تجرد فيهم متلف المال كاتبه
قال: يقال أخذت الإبل سلاحها إذا استحسنها صاحبها فلم يذبحها.
المستظل بن حصن البارقي: أبو المثنى.
ذكره أبو موسى في الذيل هو تابعي قيل: إنه أدرك الجاهلية. وذكره بن حبان في الثقات.
روى عن عمر بن الخطاب وغيره. روى عنه شبيب بن غرقدة.
المستوعز: بعين مهملة ثم زاي بن ربيعة بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم السعدي أبو بيهس واسمه عمرو والمستوعز لقب.
قال المفضل الضبي: كان عمر زماناً طويلاً وكان من فرسان العرب في الجاهلية.
وقال المرزباني: يقال إنه عاش في أيام معاوية ويقال: عاش ثلاثمائة وعشرين سنة ويقال: مات في صدر الإسلام.
وقال الأصمعي: قال أبو عمرو بن العلاء: عاش المتوعز ثلاثمائة سنة وعشرين سنة وذكر أبو جعفر في زيادات كتاب المجاز لأبي عبيدة عن الأصمعي: قيل للأصمعي: من أين أوتي هذا؟ قال: من قبل أخواله.
وأخرج أبو علي بن السكن من طريق الأصمعي: سمعت عقبة بن رؤبة بن العجاج يقول: مر المستوعز بن ربيعة بعكاظ يقوده بن ابنه فقال له رجل: أحسن إليه فطالما حملك. فقال: من ظننته؟ قال: أباك أو جدك قال: فإنه بن ابني فقال: لو كنت المستوعز ما زدت قال: فأنا المستوعز.
وقال أبو حاتم السجستاني: عاش ثلاثمائة سنة وثلاثين سنة حتى أدرك الإسلام فأمر بهدم البيت الذي كانت ربيعة تعظمه في الجاهلية وهو القائل يشكو من طول عمره:
ولقد سئمت من الحياة وطولها ... وعمرت من عدد السنين مئينا
مائة أنت من بعدها مائتان لي ... وازددت من عدد الشهور سنينا
هل ما بقي إلا كما قد فاتني ... يوم يمر وليلة تحدونا
قال: وبين المستوعز وبين مضر بن نزار تسعة آباء وبين عمرو بن قمئة وبين نزار عشرون أباً.
قلت: فشارك عمرو بن قمئة في ذلك من كبار الصحابة.
مسروق بن الأجدع بن مالك بن أمية بن عبد الله الهمداني ثم الوادعي أبو عائشة.
له إدراك وقدم من اليمن بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
وروى عن أبي بكر وعمر وعلي ومعاذ وابن مسعود وعائشة. وأمها أم رومان وجماعة.
وروى عنه بن أخيه محمد بن المنتشر بن الأجدع وأبو الضحى والشعبي والنخعي والسبيعي وعبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود وعبد الله بن مرة وآخرون.
قال الأجري عن أبي داود: كان عمرو بن معد يكرب الكندي خاله وكان أفرس فرسان اليمن أبوه.
قال علي بن المديني: صلى خلف أبي بكر وحدث عن عمر وعلي ولم يحدث عن عثمان قال: ولا قدم عليه من أصحاب عبد الله بن مسعود أحداً.
وقال عثمان الدارمي: قلت لابن معين: مسروق عن عائشة أحب إليك أو عروة عنها؟ فلم يخبر.
وقال الشعبي: ما رأيت أطلب للعلم منه وقال عبد الملك بن أبجر عن الشعبي: كان أعلم بالفتوى من شريح وكان شريح أبصر بالقضاء منه.
وقال شعبة عن أبي إسحاق: حج مسروق فلم ينم إلا ساجداً.
وقال مجالد عن الشعبي عن مسروق: قال لي عمر: ما اسمك؟ قلت: مسروق بن الأجدع قال: الأجدع شيطان أنت بن عبد الرحمن.
وقال العجلي: كوفي تابعي ثقة أحد أصحاب عبد الله الذين كانوا يقرءون عليه ويفتون.
وقال أبو نعيم: مات سنة اثنتين وستين وأرخه غيره سنة ثلاث وستين وهو قول الجمهور.
وقال هارون بن حاتم عن الفضل بن عمرو: عاش ثلاثاً وستين سنة. كذا قال: ولعلها سبعين لما تقدم من قول بن المديني أنه صلى خلف أبي بكر رضي الله تعالى عنه.


مسروق بن أوس بن مسروق التميمي ثم الحنظلي ويقال: أوس بن مسروق. والأول الصواب.
له إدراك وغزا في خلافة عمر بن الخطاب وحدث عن أبي موسى الأشعري أنه سمعه يحدث بحديث الأصابع سواء عشر عشر من الإبل وذكره بن حبان في ثقات التابعين.
مسروق بن حجر بن سعيد الكندي: ذكره المرزباني في معجم الشعراء وقال: إنه مخضرم وأنشد له من أبيات:
ألا من مبلغ عني شعيباً ... أكل الدهر عزكم جديد
مسروق بن ذي الحارث الهمداني: ثم الأرحبي.
ذكره وثيمة في كتاب الردة فقال: لما بلغ بن ذي المشعار الهمداني وكان ملك ناحيته أن قومه لما هموا بالردة قام فيهم خطيباً فحرضهم على الثبات على الإسلام فقام إليه مسروق بن ذي الحارث الأرحبي فقال: أيها الملك إنه لا يبلغ عنك قريشاً إلا رجل من قومك مثلي فابعثني إلى خليفة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ففعل فقال: يا خليفة رسول الله إن بعدي أقواماً أسلموا لله لا للناس وأطال في خطبته وأنشد أبياتا منها:
كل أمر وإن تعاظم مني الص ... بر عليه سوى النبي رقيق
أيها القائم المعصب بالأمر ... لأنت المصدق الصديق
إن ذا الأمر فيكم فخذوه ... ثم قودوا إلى النجاة وسوقوا
مسعود بن خالد بن مالك بن ربعي بن سلمي بن جندل بن نهشل بن دارم التميمي الدارمي.
له إدراك وهو والد ليلى امرأة علي.
ذكره الزبير بن بكار وهشام بن الكلبي: وقالا إنها والدة أبي بكر وعبد الله ابني علي بن أبي طالب كرم الله وجهه.
مسعود بن معتب التجيبي: ذكره المرزباني في معجم الشعراء وقال: مخضرم وأنشد له:
ومتى أدع في تجيب تجبني ... أسد غيل ودار عون كثير
وهم الموت لا يغازون حياً ... حيث كانوا هناك إلا أبيروا
مسعود الثقفي: أدرك الجاهلية ذكره أبو موسى مختصراً.
مسفع: بفاء مهملة بن باكورا بموحدة أوله.
ذكره أبو عبيد القاسم بن سلام وقال: كتب إليه النبي صلى الله عليه وآله وسلم مع جرير بن عبد الله البجلي.
مسلم بن عقبة بن رباح بن أسعد بن ربيعة بن عامر بن مالك بن يربوع بن غيظ بن مرة بن عوف المري أبو عقبة الأمير من قبل يزيد بن معاوية على الجيش الذين غزوا المدينة يوم الحرة.
ذكره بن عساكر وقال: أدرك النبي صلى الله عليه وآله وسلم وشهد صفين مع معاوية وكان على الرجالة. وعمدته في إدراكه أنه استند إلى ما أخرجه محمد بن سعد في الطبقات عن الواقدي بأسانيده قال: لما بلغ يزيد بن معاوية أن أهل المدينة أخرجوا عامله من المدينة وخلعوه وجه إليهم عسكراً أمر عليهم مسلم بن عقبة المري وهو يومئذ شيخ بن بضع وتسعين سنة فهذا يدل على أنه كان في العهد النبوي كهلاً.
وقد أفحش مسلم القول والفعل بأهل المدينة وأسرف في قتل الكبير والصغير حتى سموه مسرفاً وأباح المدينة ثلاثة أيام لذلك والعسكر ينهبون ويقتلون ويفجرون ثم رفع القتل وبايع من بقي على أنهم عبيد ليزيد بن معاوية وتوجه بالعسكر إلى مكة ليحارب بن الزبير لتخلفه عن البيعة ليزيد فعوجل بالموت فمات بالطريق وذاك سنة ثلاث وستين واستمر الجيش إلى مكة فحاصروا بن الزبير ونصبوا المنجنيق على أبي قبيس فجاءهم الخبر بموت يزيد بن معاوية وانصرفوا وكفى الله المؤمنين القتال.
والقصة معروفة في التواريخ ولولا ذكر بن عساكر لما ذكرته كما تقدم في الاعتذار عن ذكر مثل هذا في ترجمة عبد الرحمن بن ملجم.
مسلم بن هانئ: أخو شريح بن هانئ.
تقدم ذكره في ترجمة شريح وسماه بن قانع مسلمة بزيادة هاء والمعروف باسقاطها وضم أوله وكسر اللام. والله أعلم.
مسلم الخزاعي: له إدراك وسمع من معاذ بن جبل وأبي الدرداء. ذكره أبو زرعة الدمشقي في الطبقة العليا التي تلي طبقة أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
مسمع: بكسر أوله وسكون المهملة وفتح الميم.
ذكر أبو جعفر الطبري أنه كان مع العلاء بن الحضرمي في قتال الردة واستعان به في كثير من ذلك وكان من أهل النكاية في أهل الردة.
واستدركه بن فتحون ولم أستبعد أنه والد مالك بن مسمع رئيس بكر بن وائل بالبصرة في صدر الإسلام في الدولة الأموية.
المسور: بكسر أوله وسكون ثانيه بن عمرو.


له إدراك ذكر أبو جعفر الطبري أن أهل نجران لما بلغهم وفاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم كتبوا إلى أبي بكر يسألونه في تجديد العهد الذي كان بينهم وبين النبي صلى الله عليه وآله وسلم فأجابهم وكتب لهم عهداً جديداً وشهد فيه المسور بن عمرو.
المسور: بضم أوله وتشديد الواو المفتوحة وهو بن يزيد الجذامي.
ذكره أبو سعيد بن يونس وقال: شهد فتح مصر وذكره سعيد بن عفير في أشراف جذام وأورده بن منده في الصحابة ولم يزد على ما قال بن يونس بل ساق سنده إلى سعيد بن عفير بما ذكره. وفي الجملة هو من أهل هذا القسم.
مسهر بن خالد بن جندب بن منقذ بن حر بن نكرة العبدي النكري. له إدراك وكان ابنه قيس مع الحسين بن علي لما قتل بالطف سنة ستين.
مسهر بن النعمان بن عمرو بن ربيعة بن تيم بن الحارث بن مالك بن عبيد بن جزيمة بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن عائذة قريش وعدادهم في بني ربيعة بن ذهل بن شيبان وقيل هو مسهر بن عمرو بن عثمان بن ربيعة بن عائذة.
ذكره المرزباني في معجم الشعراء وقال: إنه مخضرم وأنشد له في ذلك:
لكل أناس سلم يرتقى به ... وليس إلينا في السلالم مطلع
وينفر مناً كل وحش وينتمي ... إلى وحشنا وحش البلاد فيرتع
قال: وكان يقال له مقاس العائذي.
المسيب بن نجبة: بفتح النون والجيم بعدها موحدة بن ربيعة بن رباح بن عوف بن هلال بن شمخ بن فرارة الفزاري.
له إدراك وقد شهد القادسية وفتوح العراق فيما ذكر بن سعد وله رواية عن حذيفة وعلي.
روى عنه أبو إسحاق السبيعي وعبيد المكتب وأبو إدريس المرهبي.
وذكره العسكري فقال: روى عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم مرسلاً وليست له صحبة.
قلت: وروايته عن علي في الترمذي.
وقال بن سعد: كان مع علي في مشاهده وقتل يوم عين الوردة مع النواس.
وقال بن أبي حاتم عن أبيه: قتل مع سليمان بن صرد في طلب دم الحسين سنة خمس وستين.
قلت: وكان سبب ذلك أن يزيد بن معاوية لما مات وتفرقت الآراء وغلب كل واحد على ناحية اجتمع نفر من أهل الكوفة وندموا على سكوتهم عن نصر الحسين بن علي فقالوا: ما ينمحي عنا هذا الذنب إلا ببذل أنفسنا في طلب ثأره فخرجوا في جيش كثير إلى جهة الشام فجهز إليهم مروان أول ما غلب على الشام جيشاً عليهم عبيد الله بن زياد فقتلوا: ثم جهز المختار لما غلب على الكوفة جيشاً بعدهم فقتلوا عبيد الله بن زياد. وهزموا من معه. والقصة مشهورة في التواريخ.
المسيب بن نجبة آخر.
قال بن عساكر: له إدراك.
ذكره عبد الله بن محمد بن ربيعة القدامى في فتوح الشام وقال: حدثني الحارث بن كعب عن قيس بن أبي حازم قال: كان المسيب ممن خرج مع خالد بن الويد وكانوا مع بجيلة وأكثرهم من أحمس نحو مائتي رجل ومن طي نحو مائة وخمسين رجلاً ومن ذبيان نحو مائتي رجل فيهم المسيب بن نجبة ومن المهاجرين والأنصار نحو ثلاثمائة فجعل خالد على شطر خيله المسيب وعلى الشطر الآخر رجلاً من بني بكر بن وائل.
قلت: أورد بن عساكر هذه القصة في ترجمة المسيب بن نجبة الفزاري والذي يغلب على ظني أنه غيره وأنه أرسل.
الميم بعدها الشين
مشجعة بن نضر البغوي.
له إدراك. تقدم ذكره في أخيه قرة بن نضر.
مشرح بن عبد كلال الحميري أخو الحارث.
أسلم في عهد النبي صلى الله عليه وسلم. وقال أبو الحسن المدائني: كتب إليه النبي صلى الله عليه وآله وسلم وإلى أخويه: الحارث ونعيم: سلم أنتم ما آمنتم بالله ورسوله وأن الله وحده لا شريك له. وبعث بكتابه مع عياش بن أبي ربيعة فآمنوا به فأخذ فضلهم الثلاثة الذين كانوا إذا يحضرونها سجدوا وكانت من الإبل فأخرجها بالسوق.
مشعار بن ذي المشعار الهمداني.
ذكره وثيمة بن الفرات في كتاب الردة وقال: كان من سادات همدان وكان على ناحيته فلما هم قومه بالردة قام فيهم خطيباً وكان متألها فنهاهم عن الردة وقال في ذلك أبياتاً.
وقد تقدم له ذكر في مسروق بن ذي الحارث في هذا القسم.
الميم بعدها الضاد
مضرس بن أنس بن خراش بن خالد المحاربي.
له إدراك وشهد فتوح العراق واستشهد بالمدائن ذكره بن الكلبي ثم البلاذري.
مضرس بن عبيد: بن حيي بن ربيعة بن سعد بن مالك التميمي.


مخضرم أدرك الجاهلية والإسلام وكان ابنه توبة بن مضرس في زمن معاوية ومن بعده وكان شاعراً فاتكاً ذكره بن سعيد اليشكري في كتابه أخبار اللصوص من العرب وأشعارهم.
الميم بعدها الطاء
مطرف بن عبد الله بن الشخير تقدم في القسم الثاني.
مطرف بن مالك: أبو الرباب.
لا أعلم له رؤية وشهد فتح تستر مع أبي موسى.
روى عنه زرارة بن أبي أوفى خبره في ذلك. ذكره أبو عمر هكذا مختصراً ونسبه خليفة بن خياط فقال: بن مالك بن قشير بن كعب كذا في تاريخ بن عساكر وليس بجيد ولعله كان فيه: من بني قشير بن كعب فإن بين مالك وقشير بن كعب اثنين أو ثلاثة.
وقد وقفت على قصته في تاريخ بن أبي خيثمة قال: حدثنا هدبة وقال أبو بكر بن أبي شيبة في مصنفه: حدثنا عفان وفي كتاب الشريعة لأبي بكر بن أبي داود قال: حدثنا الدقيقي حدثنا عفان قالا: حدثنا همام عن قتادة عن زرارة بن أبي أوفى عن مطرف بن مالك قال: شهدت فتح تستر مع الأشعري فأصبنا ذا نبال في السوق وأصبنا معه ربطتين من كتان وأصبنا معه ربعة فيها كتاب وكان أول من وقع عليه رجل من بلعنبر يقال له حرقوص وكان معنا أجير نصراني يقال له نعيم فقال: تبيعوني هذه الربعة وما فيها؟ فكره الأشعري ومن عنده من الصحابة بيع ذلك الكتاب فبعناه الربعة بدرهمين ووهبناه الكتاب فكتب الأشعري إلى عمر فكتب إليه: إن نبي الله دعا الله أن لا يليه إلا المسلمون فصلى عليه ودفنه.
قال مطرف بن مالك: ثم بدا لي أن أزور بيت المقدس.... فذكر قصة سأذكرها في نعيم في حرف النون إن شاء الله تعالى.
وأورد بن أبي داود أيضاً من طريق هشام عن محمد بن سيرين عن أبي الرباب كنت خامس خمسة فيمن ولي قبض تستر فجاء إنسان فقال: أتبيعوني ما معي بعشرين درهماً ومعه شيء تحت ردائه قلنا: نعم إن لم يكن ذهباً أو فضة أو كتاب الله. فإنه كتاب الله ولكنكم لا تقرءونه وأنا أقرؤه فأخرج جونة فيها كتاب من التوراة فوهبناه له وأخذنا الجونة فألقيناها في القميص فابتاعها منا بدرهمين.
ولمطرف رواية عن أبي الدرداء أخرجها عبد الرزاق في مصنفه عن معمر عن أيوب عن محمد عنه قال: دخلنا على أبي الدرداء... فذكر حديثاً في تكفير الوصب والخطأ عن المؤمن.
قال البخاري: مطرف بن مالك أبو الرباب القشيري شهد فتح تستر مع الأشعري.
روى عنه زرارة بن أبي أوفى ومحمد بن سيريرن وقد ذكرنا روايته عن أبي الدرداء.
وله أيضاً عن معقل بن يسار وكعب الأحبار.
روى عنه أيضاً أبو عثمان النهدي. وقال النسائي في الكنى: بصري ثقة.
مطير بن الأشيم بن قيس الأسدي.
له إدراك وهو عم عبد الله بن الزبير الأسدي الشاعر وأنشد له المرزباني في معجم الشعراء من أبيات يرثي بها علقمة بن وهب بن قيس بن عمه:
أتاني النعي فكذبته ... لصدق الحديث وما أكذب
الميم بعدها العين
معاذ بن يزيد بن الصعق العامري.
ذكره وثيمة في كتاب الردة وأنه كان له في قومه شأن قال: فجمعهم حين عزموا على الردة وخطبهم خطبة طويلة يحرضهم على الرجوع للإسلام ويقبح عليهم الردة فقال: يا معشر هوازن إنكم عثرتم في الإسلام خمس عثرات والله لترجعن إلى ما خرجتم منه أو لتؤخذن أخذة أهل بدر فلم يقبلوا فارتحل بأهله وبمن أطاعه وقال في ذلك:
بني عامر أين أين الفرار ... من الله والله لا يغلب
منعتم فرائض أموالكم ... وترك صلاتكم أعجب
وكذبتم الحق فيما أتى ... وإن المكذب للأكذب
معاوية بن الجون الكندي.
ذكر وثيمة في كتاب الردة أنه كان خطيب قومه في الجاهلية وأنه حذرهم من الردة فلم يقبلوا منه.
معاوية بن الحارث بن ثعلبة النخعي جد حفص بن غياث بن طلق الكوفي.
وقع في ترجمة حفص بن غياث عند بن خلفون أن جده معاوية هذا شهد القادسية ووقع في الأربعين للجوزقي ما يؤيد ذلك.
معاوية بن حرمل الحنفي: صهر مسيلمة الكذاب.


له إدراك وكان مع مسيلمة في الردة ثم قدم على عمر تائباً فأخرج البغوي من طريق الجريري عن أبي العلاء عن معاوية بن حرمل قدمت على عمر فقلت: يا أمير المؤمنين تائب من قبل أن يقدر علي فقال: من أنت؟ فقلت: معاوية بن حرمل ختن مسيلمة قال: اذهب فانزل على خير أهل المدينة قال: فنزلت على تيمم الداري فبينا نحن نتحدث إذ خرجت نار بالحرة فجاء عمر إلى تميم فقال: يا تميم أخرج فقال: وما أنا؟ وما تخشى أن يبلغ من أمري؟ فصغر نفسه ثم قام فحاشها حتى أدخلها الباب الذي خرجت منه ثم اقتحم في أثرها ثم خرج فلم تضره.
معاوية بن عمران بن ضمضم الحردي.
له إدراك وشهد فتح مصر قاله بن يونس والله أعلم؟.
معاوية العقيلي.
له إدراك ذكره سيف في الفتوح وأنه الذي استنقذ عيال فيروز الديلمي وغيره من الأبناء لما غلب عليهم قيس بن مكشوح ونفاهم من اليمن فاستنصر فيروز ببني عقيل وعليهم رجل يقال له معاوية فاعترضوا لخيل قيس فهزموهم واستنقذوا العيال فمدح فيروز معاوية المذكور وبني عقيل بأبيات.
معاوية غير منسوب.
حكى الرافعي أنه قيل: إنه المذكور في حديث فاطمة بنت قيس قالت: إن معاوية وأبا جهم خطباني فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: " معاوية صعلوك لا مال له... " الحديث. ليس هو معاوية بن أبي سفيان الذي ولي الخلافة بل هو آخر.
قال النووي: وهذا غلط صريح فقد وقع في صحيح مسلم في هذا الحديث معاوية بن أبي سفيان. والله أعلم.
معاوية بن جعفر بن قرط بن عبد يغوث بن كعب النخعي.
ذكره المرزباني في معجم الشعراء وقال: إنه مخضرم وأنشد له من أبيات:
لنحن تركنا في مجر جيادنا ... سناناً وأعياناً عليه مدامع
وقال غيره: كان يعرف بابن دارة.
معبد بن مرة العجلي.
ذكره سيف والطبري فيمن اختاره سعد بن أبي وقاص في جملة من يوثق بدينه ورأيه ووجههم دعاة إلى رستم قبل وقعة القادسية قالوا: وكان معبد من دهاة العرب.
معدان الثعلبي.
له إدراك وأسلم في عهد عمر بعد أن أسلمت امرأته قبله فاعيدت إليه لكونه أسلم قبل انقضاء عدتها. وله قصة في ذلك مع الزبير بن العوام ذكرها الزبير بن بكار عن عمه.
معدان بن جواس: بالجيم بن فروة بن سلمة بن المنذر بن المضرب بن معاوية بن عامر بن سلمة بن شكامة بن شيب بن السكون السكوني.
كان أبوه شاعراً ولم يذكر في الصحابة فكأنه مات قبل أن يسلم وأما ولده فله إدراك وهو الذي تحمل دم الربيع بن زياد الكلبي المعروف بفارس العرادة وهو من بني عدي بن حبان فقتله بنو أبي ربيعة بن ذهل بن شيبان وهم أخوال معدان في خلافة عثمان فقام معدان حتى تحمل بدمه وأنشد:
تداركت أخوالي من الموت بعدما ... تشاءوا ودقوا بينهم عطر منشم
ذكره بن الكلبي وقال: وقوله: تشاءوا بفتح الهمزة أي تسارعوا ومنشم بنون ومعجمه كانت عطارة.
قلت: وأخذ هذا البيت من قصيدة زهير بن أبي سلمى التي مدح بها هرم بن سنان وأخاه فقال فيها:
تداركتما عبساً وذبيان بعدما ... تفانوا ودقوا بينهم عطر منشم
معد يكرب المشرقي.
له إدراك وسمع من أبي بكر الصديق ذكره يعقوب بن قتيبة في مسند الصديق من مسنده الكبير. قال يعقوب بن شيبة: حدثنا أبو نعيم الفضل بن دكين حدثنا سفيان عن أبيه عن أبي الضحي قال: استنشد أبو بكر رضي الله عنه معد يكرب ثم قال له: إنك أول من استنشدته في الإسلام.
وأخرجه الخطيب من طريق يعقوب بن شيبة ونقل عنه أن له حديثاً آخر في التلبية.
قال الخطيب: راوي حديث التلبية إنما هو عمرو بن معد يكرب الفارس المشهور وهو كما قال.
معدي بن أبي حميضة الوادعي.
يأتي نسبه في ترجمة أخيه المنذر له إدراك كأخيه وكان له ولد اسمه عبد الملك كان يشبه كسرى فكانت الأعاجم تعظمه وتخبره بأنه يشبه كسرى ذكر ذلك بن الكلبي.
معرم الحارثي.
ذكره العسكري وقال: أدرك النبي صلى الله عليه وآله وسلم ولم يقدم المدينة إلا في خلافة عمر.
معضد بن يزيد العجلي: أبو يزيد الكوفي.
ذكره أبو موسي في الذيل وقال: قيل إنه أدرك الجاهلية.


قلت: ذكره أبو نعيم في الحلية قبل مرة بن شراحيل بواحد وبعد عمرو بن ميمون الأودي بواحد وكلاهما من أهل هذا القسم وقال: لا أعرف له سنداً متصلاً أورد من الزهد لأحمد بسند صحيح عن علقمة أنه أصاب بردة فيها من دم معضد فغسله فبقي أثره فكان يصلي فيها ويقول: إنه ليزيده إلي حباً أن دم معضد فيه.
ومن طريق عبد الرحمن بن يزيد النخعي بسند صحيح أيضاً قال: خرجت في جيش فيهم علقمة ويزيد بن معاوية النخعي وعمرو بن عتبة ومعضد فخرج عمرو بن عتبة وعليه جبة فقال: ما أحسن الدم يتحادر على هذه فأصابه حجر فشجه فتحدر عليها الدم ثم مات منها وخرج معضد فأصابه حجر فشجه فجعل يلمسها بيده ويقول: إنها لصغيرة وإن الله يبارك في الصغير فمات منها فدفناه.
معقل بن الأعشى بن النباش كان يعرف بأبيض الركبان.
له إدراك وله مشاهد مشهورة في قتال الفرس وكان مع خالد بن الوليد من سنة اثنتي عشرة وما بعدها. استدركه بن فتحون.
معقل بن خداج الطائي.
له إدراك ذكره وثيمة وقال: شهد اليمامة مع خالد بن الوليد وأبلى يومئذ بلاء حسناً واستشهد هناك. واستدركه بن فتحون.
معقل بن ضرار: هو الشماخ - تقدم في الشين المعجمة.
معقل بن قيس الرياحي: بالتحتانية المثناة.
له إدراك. قال بن عساكر: أوفده عمار بن ياسر على عمر بفتح تستر ووجهه علي بني ناجية حين ارتدوا.
وذكره يعقوب بن سفيان في أمراء على يوم الجمل. وقال الهيثم بن عدي: كان صاحب شرطة علي. وذكر خليفة بن خياط أن المستورد بن علقة اليربوعي الخارجي بارزه لما خرج بعد علي فقتل كل منهما الآخر وكان ذلك سنة اثنتين وأربعين في خلافة معاوية.
ذكره الطبري وأرخه أبو عبيدة سنة تسع وثلاثين في خلافة علي.
معمر بن كلاب الزماني.
ذكره وثيمة في الردة: وقال: كان ممن وعظ مسيلمة وبني حنيفة ونهاهم عن الردة قال: وكان جاراً لثمامة بن أثال فلما عصوه تحول إلى المدينة فمنعه ثمامة حتى رده وشهد قتال اليمامة مع خالد. واستدركه أبو علي الغساني وهو بتشديد الميم.
معن بن أوس بن نصر بن زيادة بن أسعد بن سحيم بن ربيعة بن عداء بن ثعلبة بن ذؤيب بن سعد بن عداء بن عثمان بن عمرو بن أد بن أبي طابخة. وأم عثمان اسمها مزينة بنت كلب بن وبرة غلبة عليهم فنسبوا إليها المزني الشاعر المشهور.
ذكره أبو الفرج الأصبهاني فقال: شاعر مجيد فحل من مخضرمي الجاهلية والإسلام فإنه مدح عبد الله بن جحش وغيره وفد على عمر مستعيناً به على أمره وخاطبه بقصيدته التي أولها:
تأوبه طيف بذات الحوائم ... فنام رفيقاه وليس بنائم
قال: ثم عمر بعد ذلك إلى زمان بن الزبير وهو الذي قال لابن الزبير: لعن الله ناقة حملتني إليك فقال: إن وراكبها. قال: وكان معاوية يقول: فضل المزنيون الشعراء في الجاهلية والإسلام. وهو صاحب القصيدة المعروفة بلامية العجم التي أولها:
لعمري لا أدري وإني لأوجل ... على أينا تغدو المنية أول
يقول فيها:
إذا أنت لم تنصف أخاك وجدته ... على طرف الهجران إن كان يعقل
ويقول فيها:
إذا انصرفت نفسي عن الشيء لم تكن ... لشيء إليه آخر الدهر تعدل
وقال المرزباني: كان رضيع عبد الله بن الربيع وكان مصاحباً له وكف في أواخر عمره.
قال بن عساكر: كان معاوية يفضله ويقول كان أشعر أهل الجاهلية زهير بن أبي سلمى وأشعر أهل الإسلام ابنه كعب ومعن بن أوس.
معن بن حاجر: كان هو وأخوه طريفة مع خالد بن الوليد في قتال أهل الردة.
وذكر له سيف في الفتوح في ذلك أخباراً.
معية: بصيغة التصغير أو بفتح أوله وكسر ثانيه بن الحمام المري بالراء المهملة هو أخو حصين بن الحمام. تقدم ذكره مع أخيه. وأنشد له المرزباني يرثي أخاه من أبيات:
ومن لا ينادي بالهضيمة جاره ... إذا أسلم الجار الأليف المواكل
فمن وبمن يستدفع الضر بعده ... وقد صممت فينا الخطوب النوازل
قلت: ذكرته لأن أخاه إن كان مات قبل الوفاة النبوية فجائز أن يكون معية أسلم وجائز: إلا يكون أسلم ومات على كفره لكن تقدم في الحصين أنه كان له بن اسمه باسم أخيه معية وبه كان يكنى فتكون الترجمة له وإن كان موت الحصين بعد الوفاة النبوية فأخواه من أهل هذا القسم والله أعلم.
الميم بعدها الغين


المغيرة بن أبي صفرة الأزدي.
ذكر أبو علي بن السكن في الصحابة في ترجمة أبي صفرة والده ما يدل على إدراكه فقال: وسأله النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن ولده فقال: هم ثمانية عشر ذكراً وولدت لي بأخرة بنت سميتها صفرة: فقال: " أنت أبو صفرة " .
وقال أبو عمر في ترجمة أبي صفرة: إنه وفد على أبي بكر وعمر ومعه عشرة من ولده أصغرهم المهلب.
وقال الطبري: لما ولي زياد الحكم بن عمرو خراسان ولي المهلب الحرب وولي أخاه أمر العسكر ففتح الله عليهم. واستدركه بن فتحون.
المغيرة بن عبد الله بن المعرض. بن عمرو بن أسد بن خزيمة المعروف بالأقيشر ويكنى أبا المعرض. قال أبو الفرج الأصبهاني: كان أبعد بني أسد بن خزيمة نسباً وعمر عمراً طويلاً في الجاهلية وهو الذي يقول في الإسلام في مسجد سماك بن خرشة الأسدي:
غضبت دودان من مسجدنا ... وبه يعرفهم كل أحد
لو هدمنا غدوة بنيانه ... لانمحت أسماؤهم طول الأمد
قال: وقالوا: إنه كان عنيناً ووصف نفسه بضد ذلك حيث يقول في وصف الإير ويوهم أنه يصف الفرس:
ولقد أروح بمشرف ذي ميعة ... عند المكر وماؤه يتفصد
مرح يطير من المراح لعابه ... ويكاد جلد أديمه يتقدد
الميم بعدها القاف والكاف
المقوقس: يأتي في القسم الذي بعده.
مكحول: قيل هو اسم النجاشي ملك الحبشة. ذكر ذلك في نوادر التفسير لمقاتل بن سليمان.
مكلبة بن حنظلة بن جوية.
له إدراك ذكره محمد بن خالد الدمشقي في كتاب فتوح الشام وأورد بسند فيه من لم يسم عنه قال: إني والله لفي الميسرة يوم اليرموك إذ مر بنا رجال من الروم على خيل من خيول العرب لا يشبهون الروم فما أنسى قول قائل منهم: النجاء الحقوا بوادي القرى ويثرب ثم يرتجز:
أكل حين منكم مغير ... يحل في البلقاء والسدير
هيهات يأتي ذلك الأمير ... والملك المتوج المحبور
قال: فأحمل عليه فلم أزل حتى أقتله.
الميم بعدها اللام
ملحان بن زنار بن غطيف بن حارثة بن سعيد بن حشرج الطائي أخو عدي بن حاتم لأبيه ويجتمع معه في الحشرج وأمهما النوار بنت رملة البحترية.
له إدراك وذكره عبد الله بن محمد بن ربيعة القدامي في الفتوح وقال: حدثني سعيد بن مجاهد أن ملحان بن زنار أتى أبا بكر في جماعة من طي خمسمائة أو ستمائة فقال: إنا أتيناك رغبة في الجهاد وحرصاً على الخير فقال له أبو بكر: الحق بأبي عبيدة فقد رضيت لك صحبته فلحق به وشهد معه المواطن.
وقال بن سعيد: كان لعدي بن حاتم إخوة من أمه أشراف منهم قبيعس مات في الجاهلية ولأم استخلفه على علي المدائن لما توجه إلى صفين وحليس وملحان وشهد ملحان صفين مع معاوية.
مليل: بالتصغير بن ضمرة الغفاري.
له إدراك وشهد فتح مصر قاله بن يونس.
مليح بن عوف السلمي: له إدراك وكان دليلاً في زمن عمر.
وقد أخرج بن سعد في الطبقات من طريق حبيب بن عمرو عن مليح بن عوف السلمي قال: بلغ عمر بن الخطاب أن سعد بن أبي وقاص صنع باباً من خشب على داره وحصن على قصره حصناً من قصب قال: فأمرني عمر بالمسير مع محمد بن مسلمة وكنت دليلاً بالبلاد فذكر القصة في عزل سعد عن الكوفة.
الميم بعدها النون
منازل: بضم أوله.
ورد ذكره في خبر ضعيف يدل على أن له إدراكاً. وروينا في فوائد عمر بن محمد الجمحي عن علي بن عبد العزيز عن خلف بن يحيى قاضي الري عن أبي مطيع الخراساني عن منصور بن عبد الرحمن الغداني عن الشعبي قال: نظر عمر بن الخطاب إلى رجل ملوي اليد فقال له: ما بال يدك ملوية؟ قال: إن أبي كان مشركاً وكان كثير المال فسألته شيئاً من ماله فامتنع فلويت يده وانتزعت من ماله ما أردت فدعا علي في شعر قاله:
جرت رحم بيني وبين منازل ... سواء كما يستنجز الدين طالبه
وربيت حتى صار جعداً شمرذلاً ... إذا قام أراني غارب الفحل غاربه
وقد كنت آتيه إذا جاع أو بكى ... من الزاد عندي حلوه وأطايبه
فلما رآني أبصر الشخص أشخصاً ... قريباً ولا البعد الظنون أقاربه
تهضمني مالي كذا ولوى يدي ... لوى يده الله الذي هو غالبه


قال: فأصبحت يا أمير المؤمنين ملوي اليد. فقال عمر: الله أكبر هذا دعاء آبائكم في الجاهلية فكيف في الإسلام؟. في سنده ضعف وانقطاع.
وقد ذكر أبو عبيد في المجاز في البيت الأخير بلفظ تظلمني بدل تهضمني.
وقال الأثرم: رواية أبي عبيد هو منازل بن أبي منازل فرعان بن الأعرف التميمي.
وذكر المرزباني في معجم الشعراء هذه القصة في ترجمة قرعان فقال: له مع عمر بن الخطاب حديث في عقوق ولده منازل وقوله فيه فذكر البيت الأول: جرت رحم وزاد:
وما كنت أخشى أن يكون منازل ... عدوي وأدنى شانيء أنا راهبه
حملت على ظهري وقربت صاحبي ... صغيراً إلى أن أمكن الطر شاربه
وأنشده: وأطعمته بلفظ:
وربيت حتى صار جعداً شمردلا ... إذا قام أراني غارب الفحل غاربه
وأنشد الأخير: تخون مالي ظالماً والباقي سواء.
وقال أبو عبيدة في المجاز: تظلمني مالي معناه تنقصني قال الشاعر - وأنشد البيت الأول. وبعده: تظلمني مالي كذا ولوى يدي.... إلى آخره.
وقال الأثرم: الراوي عن أبي عبيدة هو فرعان قاله في ولده منازل. انتهى.
وأورده المرزباني في ترجمة منازل في قصة منازل بن أبي منازل السعدي واسم أبي منازل فرعان بن الأعرف أحد بني النزال من بني تميم رهط الأحنف بن قيس يقول في ولده خليج بن منازل وعقه فقدمه إلى إبراهيم بن عربي وإلى اليمامة من قبل مروان بن الحكم - يعني حين كان خليفة:
تظلمني مالي خليج وعقني ... على حين صارت كالحني عظامي
وكيف أرجي العطف منه وأمه ... حرامية ما عرني بحرام
تخيرتها فازددتها لتزيدني ... وما نقص ما يزداد غير غرام
لعمري قد ربيته فرحاً به ... فلا يفرحن بعدي امرؤ بغلام
قلت: فكأنه عوقب عن عقوق أبيه بعقوق ولده وعن لي يده بأن أصبحت يده ملوية وكانت قصة منازل مع أبيه في الجاهلية كما دل عليه الخبر الأول. وقصة خليج مع أبيه وسط المائة الأولى لأن مروان ولي الخلافة سنة أربع وستين.
المنذر بن حرملة: في حرملة بن المنذر.
المنذر بن حسان بن ضرار الضبي.
ذكره سيف في الفتوح فقال: أرسله عمر مع قوم من بني ضبة إلى المثنى بن حارثة الشيباني مددا وذلك في سنة ثلاث عشرة.
وذكره وثيمة في الردة فيمن ثبت على إسلامه. وذكر الفاكهي في كتاب مكة أنه هو الذي قتل مهران أمير الفرس بالقادسية قال: وكان المنذر قد انتهت إليه رياسة بني ضبة وكانت قبله في قبيصة بن ضرار وكان على بني ضبة يوم الكلاب فلما مات قبيصة صارت إلى المنذر.
المنذر بن أبي حميضة: الوداعي الهمداني.
له إدراك. هو أول من جعل سهم البراذين دون سهم العراب فبلغ عمر فأعجبه وقال: فضلت الوداعي أمه ذكر ذلك الشافعي في الأم عن بن عيينة عن الأسود بن قيس عن علي بن الأرقم قال: أغارت الخيل بالشام فأدركت الخيل من يومها وأدركت البراذين ضحى وكان على الخيل يومئذ المنذر بن أبي قبيصة الهمداني ففضل الخيل وقال: لا أجعل من أدرك كمن لم يدرك. فبلغ ذلك عمر فقال: فضلت الوداعي أمه لقد أذكرت به امضوها على ما قال.
قال الشافعي: لو كنا نثبت مثل هذا ما خالفناه يعني أن سنده منقطع.
وذكر هذه القصة أبو بكر بن دريد في كتاب الخيل له وزاد: لقد أذكرني أمراً كنت أنسيته.
وذكر بن الكبي هذه القصة بعد أن نسبه فقال بن أبي حميضة بن عمرو بن الدهن بن صخر بن معاوية بن مر بن الحارث بن سعد بن عبد الله بن وداعة ثم ذكر أنه أول من أسهم للفرس سهمين وللبرذون سهماً فقال عمر: ويل الوداعي لقد أذكرت به أمه وأدار ما صنع.
قلت: وقد تقدم أنهم كانوا لا يؤمرون في الفتوح إلا الصحابة وهذا يحتمل أن يدخل في ذلك.
المنذر بن رومانس: الكلبي هو بن وبرة. يأتي في رومانس أمه.
المنذر بن ساوى: بفتح الواو مقصوراً. تقدم ذكره في القسم الأول.
المنذر بن وبرة الكلبي: ذكره المرزباني في معجم الشعراء وقال: مخضرم يقول لما فتحت الحيرة:
ما فلاحي بعد الألى ملكوا الحي ... رة ما إن أرى لهم من باق
ولهم ما سقى الفرات إلى دج ... لة يحيا لهم من الآفاق
منصور بن سحيم بن نوفل بن نضلة بن الأشتر بن جحوان بن فقعس الأسدي الفقعسي.


ذكره المرزباني في معجم الشعراء وقال: إنه مخضرم.
المنهال التميمي: من رهط مالك بن نويرة.
له إدراك ذكره الزبير بن بكار في الموفقيات عن حبيب بن زيد الطائي أو غيره.
قال: مر المنهال على أشلاء مالك بن نويرة هو ورجل من قومه حين قتله خالد بن الوليد فأخرج من خريطة له ثوباً فكفنه فيه ودفنه وفي ذلك يقول متمم:
لقد غيب المنهال تحت ردائه ... فتى غير مبطان العشيات أروعا
وقال المفضل الضبي: لم يكفنه المنهال ولكنه مر على جسده وهو ملقى بعد أن قتل فألقى عليه رداءه وكذلك كانوا يفعلون بالقتيل يسترونه.
قلت: والأول أولى لقوله فيه ثم دفنه.
الميم بعدها الهاء
مهلهل بن زيد: الخيل الطائي.
لم يذكروه في الوفد. وذكر سيف في الفتوح أنه أرسل إلى ضرار بن الأزور في حال محاربة طليحة بن خويلد الذي ادعى النبوة: إن طليحة دهمكم فأعلمني فإن معي حد العرب ونحن بالإكثار بجبال فيد. وهذا يدل على أنه كان في عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم فإن قصة طليحة كانت في خلافة أبي بكر وأبوه زيد الخيل صحابي معروف.
الميم بعدها الياء
ميثم التمار الأسدي: نزل الكوفة وله بها ذرية ذكره المؤيد بن النعمان الرافضي في مناقب علي رضي الله عنه وقال: كان ميثم التمار عبداً لامرأة من بني أسد فاشتراه علي منها وأعتقه وقال له: ما اسمك؟ قال: سالم قال: أخبرني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن اسمك الذي سماك به أبواك في العجم ميثم. قال: صدق الله ورسوله وأمير المؤمنين والله إنه لاسمي. قال: فارجع إلى اسمك الذي سماك به رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ودع سالماً فرجع ميثم واكتنى بأبي سالم فقال علي ذات يوم: إنك تؤخذ بعدي فتصلب وتطعن بحربة فإذا جاء اليوم الثالث ابتدر منخراك وفرك دماً فتخضب لحيتك وتصلب على باب عمرو بن حريث عاشر عشرة وأنت أقصرهم خشبة وأقربهم من المطهرة وامض حتى أريك النخلة التي تصلب على دذعها فأراه إياها.
وكان ميثم يأتيها فيصلي عندها ويقول: بوركت من نخلة لك خلقت ولي غذيت فلم يزل يتعاهدها حتى قطعت ثم كان يلقى عمرو بن حريث فيقول له: إني مجاورك فأحسن جواري فيقول له عمرو: أتريد أن تشتري دار بن مسعود أو دار بن حكيم؟ وهو لا يعلم ما يريد.
ثم حج في السنة التي قتل فيها فدخل غلام أم سلمة أم المؤمنين فقالت له: من أنت؟ قال: أنا ميثم فقالت: والله لربما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يذكرك ويوصي بك علياً فسألها عن الحسين فقالت: هو في حائط له فقال: أخبريه أني قد أحببت السلام عليه فلم أجده ونحن ملتقون عند رب العرش إن شاء الله تعالى فدعت أم سلمة بطيب فطيبت به لحيته فقالت له: أما إنها ستخضب بدم.
فقدم الكوفة فأخذه عبيد الله بن زياد فأدخل عليه فقال له: هذا كان آثر الناس عند علي. قال: ويحكم هذا الأعجمي فقيل له: نعم فقال له: أين ربك؟ قال: بالمرصاد للظلمة وأنت منهم. قال: إنك على أعجميتك لتبلغ الذي تريد أخبرني ما الذي أخبرك صاحبك أني فاعل بك. قال: أخبرني أنك تصلبني عاشر عشرة وأنا أقصرهم خشبة وأقربهم من المطهرة قال: لنخالفنه. قال: كيف تخالفه؟ والله ما أخبرني إلا عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن جبرائيل عن الله ولقد عرفت الموضع الذي أصلب فيه وأني أول خلق الله ألجم في الإسلام فحبسه وحبس معه المختار بن عبيد فقال ميثم للمختار: إنك ستفلت وتخرج ثائراً بدم الحسين فتقتل هذا الذي يريد أن يقتلك.
فلما أراد عبيد الله أن يقتل المختار وصل بريد من يزيد يأمره بتخلية سبيله فخلاه وأمر بميثم أن يصلب فلما رفع على الخشبة عند باب عمرو بن حريث قال عمرو: قد كان والله يقول لي: إني مجاورك فجعل ميثم يحدث بفضائل بني هاشم فقيل لابن زياد: قد فضحكم هذا العبد. قال: ألجموه. فكان أول من ألجم في الإسلام فلما كان اليوم الثالث من صلبه طعن بالحربة فكبر ثم انبعث في آخر النهار فمه وأنفه دماً وكان ذلك قبل مقدم الحسين العراق بعشرة أيام.
قلت: ويأتي له حديث عن علي في ترجمة أبي طالب بن عبد المطلب في الكنى.
وتقدم لميثم هذا ذكر في ترجمة ميثم آخر في القسم الأول منه فليراجع منه.
ميمون بن حريز: بفتح أوله وكسر الراء وآخره زاي منقوطة بن حجر بن زرعة بن عمرو بن يزيد بن عمرو بن ذي شمر الحميري.


له إدراك ذكر الرشاطي في كتاب الأنساب ما يدل على ذلك وذكره حفيده محمد بن أبان بن ميمون وقال: إنه ولد في خلافة معاوية سنة خمسين من الهجرة وعاش مائة وخمسة وسبعين عاماً قال: وكان فصيحاً شجاعاً كريماً حسن الجوار شديد العارضة وأنشد له:
ولقد علمت قضاعة أنني ... جريء لدى الكرات لا أتدرع
أخوض برمحي غمر كل كتيبة ... إذا الخيل من وقع القنا تتقلع
القسم الرابع
فيمن ذكر في الصحابة غلطاً ممن أول اسمه ميم
الميم بعدها الألف
مالك بن أبي ثعلبة القرظي: ذكره يحيى بن يونس الشيرازي في الصحابة وتبعه جعفر المستغفري وتبعه أبو موسى في الذيل.
قال جعفر: أورد له حديثاً بن إسحاق عنه - أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قضى في سيل مهزور أن الماء يحبس إلى الكعبين ثم يرسل الأعلى إلى الأسفل وهذا مرسل لأن بن إسحاق لم يلق أحدا من الصحابة إنما روى عن التابعين فمن دونهم.
أخرجه البغوي على الصواب من طريق محمد بن إسحاق عن مالك بن أبي ثعلبة عن أبيه. وقد تقدمت الإشارة إليه في ترجمة ثعلبة وأن له رواية ولا صحبة له لكن أخرجه بن ماجة من طريق محمد بن عقبة بن أبي مالك عن عمه ثعلبة بن أبي مالك. وقد قضى أبو حاتم بإرسال رواية ثعلبة بن أبي مالك فصار مالك بن أبي ثعلبة.
مالك بن الحارث: صوابه الحارث بن مالك.
وهم فيه البغوي: قال بن منده: ولم أر هذا في معجم البغوي.
مالك بن الحارث: آخر.
ذكره أبو موسى في الذيل وقد نبهت عليه في القسم الأول.
مالك بن الحسن: أورده أبو موسى عن جعفر المستغفري قال: كذا أخرجه يحيى بن يونس ولا أحسب له صحبة ثم روى من طريق الحلواني عن عمران بن أبان عن مالك بن الحسن بن مالك حدثني أبي عن جدي - أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم رقى المنبر فأتاه جبرائيل فقال: يا محمد قل آمين. فقال: " آمين " .
قلت: مالك بن الحسن من أتباع التابعين ومالك جده هو بن الحارث كذلك أخرج الحديث بن حبان في صحيحه. وأخرج البغوي في ترجمة مالك بن الحويرث الليثي حديثاً آخر من هذا الوجه متنه الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة وأبوهما خير منهما فقال: حدثنا محمد بن أشكاب حدثنا عمران بن أبان حدثنا مالك بن الحويرث... فذكره فكأن الحويرث والد مالك كان يقال له الحارث.
مالك بن ذي حماية: ذكره يحيى بن يونس في الصحابة وحكاه عنه جعفر المستغفري وتعقبه بأن الحديث مرسل وهو رواية أبي بكر بن أبي مريم عنه - أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قفل من بعض أسفاره فقال: " أسرعوا ... " الحديث.
قال جعفر المستغفري: وإنما يروي مالك هذا عن عائشة وهو مالك بن يزيد بن ذي حماية. وقال بن ماكولا في الإكمال أبو شرحبيل مالك بن ذي حماية يحدث عن معاوية. روى عنه صفوان بن عمرو. وذكره في التابعين البخاري وابن أبي حاتم والدارقطني. وغيرهم.
مالك بن صرمة: صوابه صرمة بن مالك وهو أبو قيس.
وسيأتي في الكنى. وتقدم في الصاد على الصواب.
مالك بن عقبة: ذكره يحيى بن يونس أيضاً وقال: روى عنه بشر بن عاصم واستدركه أبو موسى وقال: قيل الصحيح عقبة بن مالك. انتهى.
وهذا هو الصواب فكأنه انقلب في رواية وقعت ليحيى بن يونس.
مالك بن عمرو الرؤاسي: روى عنه طارق بن علقمة ذكره بن عبد البر وقال: أظنه الكلابي الذي روى عنه زرارة بن أوفى لأن رؤاساً هو بن كلاب.
قلت: وليس كما ظن فإن الذي روى عنه زرارة بن أوفى اختلف فيه على علي بن زيد بن جدعان راويه عن زرارة اختلافاً كثيراً بينته في ترجمة أبي بن مالك من القسم الأول.
وأما هذا فتقدم بيان الاختلاف فيه في عمرو بن مالك.
مالك بن عمرو بن مالك بن برهة المجاشعي.
تقدمت الإشارة إليه في القسم الأول في مالك بن برهة جده وكذا قاله.
مالك بن عمير بن مالك بن برهة.
له وفادة في بني العنبر وكذا ذكره الذهبي في التجريد وهذا هو الذي قبله ويحتمل أن بعض الرواة سمى أباه عميراً تصغيراً من عمرو.
مالك بن قطبة: روى عنه زياد بن علاقة كذا أورده بن عبد البر فوهم وإنما هو قطبة بن مالك وهو الذي روى عنه زياد وهو عمه كما تقدم على الصواب.
مالك بن قهطم:


ذكره بن شاهين في الصحابة وقال: هو أبو العشراء الدارمي ووهم في ذلك وإنما هو اسم والد أبي العشراء فإن الراجح اسم أبي العشراء أنه أسامة بن مالك بن قهطم.
مالك بن كعب الأنصاري: قال: لما رجع النبي صلى الله عليه وآله وسلم من طلب الأحزاب ونزل المدينة ونزع لامته واستجمر واغتسل جاءه جبريل... الحديث.
أخرجه بن منده من طريق مرزوق بن أبي الهذيل عن الزهري عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك عن عمه مالك بن كعب قال بن منده: كذا قال: والصواب عن عمه عن كعب بن مالك.
قلت: الحديث مخرج في السيرة الكبرى لابن إسحاق رواية يونس بن بكير عن الزهري ولم يذكر فوقه أحداً.
مالك بن نمير: تابعي ذكره أبو بكر بن أبي علي في الصحابة وأخرج عن بن المقري عن أبي يعلى من أبي الربيع عن محمد بن عبد الله عن عصام بن قدامة عن مالك بن نمير قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا جلس في الصلاة وضع يده اليمنى على فخذه... الحديث.
قال أبو موسى: رويناه من طريق إبراهيم بن منصور عن بن المقري بهذا السند فقال: عن مالك بن نمير عن أبيه.
قلت: الحديث المذكور معروف لنمير أخرجه أبو داود والنسائي من طريق مالك بن نمير عن أبيه فكأن قوله: عن أبيه - سقطت من الرواية فظن مالكاً صحابياً وليس كذلك بل هو تابعي مجهول الحال.
مالك بن وهيب بن عبد مناف بن زهرة القرشي أبو وقاص.
قال أبو موسى في الذيل: أورده عبدان في الصحابة وقال: هو: ممن خرج إلى الحبشة ولم تعلم له رواية لأنه مات في زمن النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
قال أبو موسى: لا نعلم أحداً تابع عبدان على ذلك.
قلت: وقفت على شبهته في ذلك وسأذكره في الكنى إن شاء الله تعالى.
مالك الرؤاسي: روى بن منده وأبو نعيم من طريق سفيان بن وكيع عن أبيه عن طارق بن علقمة وعن عمرو بن مالك الرؤاسي عن أبيه - أنه أغار هو وقوم من بني كلاب على قوم من بني أسد... الحديث.
كذا قال سفيان بن وكيع. وقوله: عن أبيه - زيادة موهومة.
وقد تقدم الحديث بهذا السند في ترجمة عمرو بن مالك على الصواب.
مالك والد صفوان: استدركه الذهبي على من تقدمه وهو وهم فإنهم ذكروه وهو مالك بن عميرة.
مالك والد عبد الله: أورده عبدان وأسند من طريق الحسن بن يحيى عن الزهري عن عبد الله بن مالك عن أبيه - حديث: " لا يدخل الجنة إلا نفس مسلمة " وقال: الصواب: عن عبد الله بن كعب بن مالك عن أبيه.
قلت: المحفوظ عن الزهري في هذا إنما هو عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك عن أبي هريرة وهو كذلك عند البخاري نعم أخرج الخطيب في التاريخ من طريق يونس عن الزهري عن عبد الله بن مالك عن أبيه أنه تقاضى بن أبي حدرد ديناً... الحديث.
كذا أورده من رواية الحسن بن مكرم عن عثمان بن عمرو عنه وبين أنه وهم.
والصواب: عن عبد الله بن كعب بن مالك عن أبيه فكأنه نسب في تلك الرواية إلى جده كما وقع في الحديث الذي قبله.
وهو على الصواب عند البخاري ومسلم والنسائي وابن ماجة من طريق عثمان بن عمر.
الميم بعدها الباء
المبتدر الإفريقي: ذكره بن السكن بالموحدة ثم المثناة وهو تصحيف وإنما هو المنيذر بنون ثم معجمة بصيغة التصغير.
الميم بعدها الجيم
مجاشع بن سليم: وهو مجاشع بن مسعود من بني سليم غاير بينهما بن منده فوهم نبه على ذلك أبو موسى فأجاد.
الميم بعدها الحاء
محراب بن زبيد بن مخزوم بن صاهلة بن كاهل الكاهلي.
قال المرزباني: كان شريفاً شاعراً مخضرماً وهو الذي يقول:
نحن منعناها من العباهلة ... أدعو بني عمرو وأدعو صاهله
محرز بن زهير الأسلمي.
قال أبو موسى: فرق جعفر المستغفري بينه وبين محرز بن دهر وهما واحد.
قلت: وهو كما قال.
محزبة: بمهملة ساكنة ثم زاي منقوطة ثم موحدة.
له حديث في السواك عند النوم. روى عنه عكرمة بن خالد كذا استدركه الذهبي في التجريد ثم قال: عداده في التابعين.
محصن الأنصاري.
ذكره المستغفري وقال: له حديثان. روى عنه ابنه سلمة.
قلت: الحديثان لعبد الله بن محصن والد سلمة لكنه نسب في رواية المستغفري لجده فقيل سملة بن محصن فصار الحديث لمحصن وإنما هو لعبد الله بن محصن والحديث عند الترمذي على الصواب.


محمد بن أحيحة: بمهملتين مصغراً بن الجلاح بضم الجيم وتخفيف اللام الأنصاري.
ذكره عبدان في الصحابة وقال: بلغني أنه أول من سمي محمداً وأظنه أحد الأربعة الذين سموا قبل مولد النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأبوه كان زوج سلمي أم عبد المطلب.
قال بن الأثير: من يكون أبوه زوج أم عبد المطلب مع طول عمر عبد المطلب كيف يكون ابنه مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم هذا بعيد ولعله محمد بن المنذر بن عقبة بن أحيحة بن الجلاح الذي ذكروا أباه فيمن شهد بدراً.
قلت: لم يقله بن الأثير بغير استبعاد طول العمر وفيما جوز نظر لأنهم لم يذكروا للمنذر ولداً اسمه محمد وما ظنه عبدان ليس بجيد فقد سماهم بن خزيمة في روايته كما بينت ذلك في ترجمة محمد بن عدي في القسم الأول وليس فيهم محمد بن المنذر.
وقد ذكر السهيلي في الروض أنه لا يعرف في العرب من سمي محمداً قبل النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلا ثلاثة فذكر فيهم محمد بن أحيحة ومعه محمد بن سفيان بن مجاشع ومحمد بن حمران وسبقه إلى هذا الحصر الحسن بن خالويه في كتاب ليس وقد تعقبه مغلطاي فأبلغ.
محمد بن أسامة بن مالك بن جندب بن العنبر بن تميم.
ألزم أبو موسى أبا نعيم أن يذكره لأنه ذكر محمد بن سفيان بن مجاشع وهو في معناه.
قلت: وكل منهما له صحبة له لأنه مات قبل البعثة بدهر. وقد تقدم في محمد بن عدي بيان ذلك.
محمد بن أسلم.
ذكره بن عبد البر وجزم البخاري وابن أبي حاتم بأن حديثه مرسل.
محمد بن إسماعيل الأنصاري.
عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " جاءني جبريل وقال: إن الله أرسلني إليك " . كذا ذكره بن منده من طريق محمد بن أبي حميد عن بن المنكدر عنه ثم قال: رواه محمد بن إسماعيل بن ثابت بن قيس بن شماس..
وتعقبه أبو نعيم بأن الحديث من رواية إسماعيل فكيف يترجم لمحمد بن إسماعيل؟ ويحتمل أن يكون مراد بن منده أنه انقلب على محمد بن أبي حميد وأن الصواب إسماعيل بن محمد فيكون الحديث من رواية محمد بن ثابت بن قيس.
وقد تقدم ذكره فيمن له رؤية وعلى التقديرين فلا صحبة لمحمد بن إسماعيل.
محمد بن الأشعث بن قيس الكندي.
تقدم نسبه في ترجمة والده وذكر بن منده أنه ولد في عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم. وقال الزبير بن بكار عن محمد بن الحسن بن زبالة: كان المحمدون الذين يكنون أبا القاسم أربعة: محمد بن علي بن أبي طالب ومحمد بن طلحة ومحمد بن سعد ومحمد بن الأشعث.
قال أبو نعيم: لا يصح لمحمد بن الأشعث صحبة.
قلت: ولا رؤية لأن أمه أم فروة بنت أبي قحافة أخت أبي بكر وإنما تزوجها الأشعث في خلافة أبي بكر لما قدم بعد أن ارتد وأتي به من اليمن إلى المدينة أسيراً فمن عليه أبو بكر فتزوج أخت أبي بكر الصديق في قصة مشهورة.
ولمحمد رواية في السنن عن عائشة. وروى عنه الشعبي وغيرهم.
قال خليفة بن خياط: أمه أم فروة بنت أبي قحافة. قتل سنة سبع وستين بالكوفة أيام المختار وكذا قال بن سعد وزاد: وكان يكنى أبا القاسم لكن سمي أمه قريبة وتكنى أم فروة وسيأتي ذكرها في النساء إن شاء الله تعالى وكأن شبهة بن منده ما رواه مالك عن يحيى بن سعيد عن سليمان بن يسار - أن محمد بن الأشعث أخبره أن عمة له يهودية توفيت وأنه سأل عمر من يرثها؟ فقال: يرثها أهل دينها. ثم سأل عثمان فقال له: أتراني نسيت ما قال لك عمر؟ يرثها أهل دينها فإن قضية من يتأهل أن يسأل عمر إدراكه العصر النبوي ولكن الحفاظ حكموا على هذه الرواية بالوهم. وقد رواها حماد بن سلمة عن يحيى بن سعيد فلم يذكر أن محمد بن الأشعث سأل وإنما قال في رواية: فلم يورثه عمر منها.
قلت: وفي هذه الرواية أيضاً وهم من جهة أن عمة محمد تكون أخت أبيه الأشعث ووارثها لو كانت مسلمة إنما هو أبوه الأشعث وقد كان موجوداً إذ ذاك لأنه إنما مات في خلافة معاوية.
والصواب ما رواه داود بن أبي هند عن الشعبي عن مسروق - أن الأشعث بن قيس قدم المدينة وافداً على عمر وقد ماتت عمته وكانت غير مسلمة فقال له عمر: لا يتوارث أهل ملتين.
قال بن عساكر: حديث مالك وهم ومحمد إنما ولد بعد أبي بكر في خلافته..


وذكر الزبير بن بكار في تسمية أولاد علي - أن مصعب بن الزبير لما غزا المختار بعث على مقدمته محمد بن الأشعث وعبيد الله بن علي بن أبي طالب فقتلا وكان ذلك في سنة سبع وستين.
محمد بن أنس: الأنصاري الظفري المدني.
له صحبة. روى عنه يونس ذكره بن أبي حاتم وقال: سمعت أبي يقول: ذلك وفرق بينه وبين محمد بن أنس بن فضالة فوهم فإنهما واحد.
وقد مضى في محمد بن أنس بن فضالة أن ابنه يونس بن محمد روى عنه.
محمد: بن البراء الكناني ثم الليثي العتواري - بالمهملة ثم المثناة الساكنة.
ذكره أبو موسى ونقل عن بعض الحفاظ أنه ممن سمي محمداً في الجاهلية. وضبط البلاذري أباه بتشديد الراء بلا ألف وهو بن طريف بن عتوارة بن عامر بن ليث بن بكر بن عبد مناة ونسبه أبو الخطاب إلى جده الأعلى فقال: فيمن سمي محمداً في الجاهلية محمد بن عتوارة الليثي فنسبه إلى جده.
وذكر محمد بن حبيب محمد بن البراء البكري فيمن سمي محمداً قبل الإسلام.
محمد بن أبي برزة.
ذكره عبدان في الصحابة وهو خطأ منه وإنما الرواية عن محمد بن أبي برزة فأورد عبدان من طريق عبد القدوس بن شعيب بن الحبحاب عن محمد بن خالد بن عنمة عن إبراهيم بن سعد عن عبد الله بن عامر عن رجل يقال له محمد بن أبي برزة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " ليس من البر الصيام في السفر " .
ثم أورده من طريق إبراهيم بن راشد عن محمد بن خالد به فقال: عن رجل يقال له محمد فالظاهر أن التصحيف فيه من راويه.
وقد أخرجه أبو موسى من طريق عبد الله بن ناجية عن بن أبي سمية عن محمد بن خالد بن عنمة مثل رواية إبراهيم بن راشد وبين أن الصحابي فيه هو أبو برزة. وقد تقدم أبو برزة. والله أعلم.
محمد بن ثوبان: ذكره بعضهم في الصحابة وأنكر ذلك أبو حاتم بن حبان وسأذكر إيضاح شأنه في محمد بن عبد الرحمن قريباً.
محمد بن جزء الزبيدي.
ذكر بن فتحون في الذيل وعزاه لمحمد بن الربيع الجيزي أنه ذكره في الصحابة اللذين دخلوا مصر وهو خطأ نشأ عن تغيير في اسمه وإنما هو حمية بفتح الميم وسكون المهملة وكسر الميم الثانية وتخفيف التحتانية فهو الذي ذكره محمد بن الربيع ولم يذكر محمد بن جزء فكأن النسخة التي نقل منها بن فتحون كانت محرفة. وقد مضى محمية في بابه في الأول.
محمد بن أبي الجهم.
ذكره محمد بن عثمان بن أبي شيبة في المقلين من الصحابة وأورده أبو نعيم وقال لا أراه صحيحاً.
قلت: بل هو من أتباع التابعين روى حديثاً فأرسله فغلط بعض رواته في لفظ متنه قال محمد بن عثمان: حدثنا أحمد بن عيسى حدثنا بن وهب عن عبد الله بن لهيعة عن خالد بن يزيد عن سعيد بن أبي هلال عن محمد بن أبي الجهم - أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم استأجره يرعى غنماً له أو في بعض أعماله فجاءه رجل فرآه كاشفاً عن عورته فقال: " من لم يستحي من الله في العلانية لم يستحي منه في السر أعطوه حقه " .
وجوز بن الأثير أن يكون هو محمد بن أبي الجهم بن حذيفة. وليس كما ظن فقد قال بن منده: إن أبا موسى ذكر محمد بن أبي الجهم بن حذيفة في الصحابة. وذكر محمد بن أبي الجهم هذا في تاريخه ولم ينسب أباه لحذيفة وقال: روى عن مسروق روى عنه سعيد بن أبي هلال وساق حديثه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم استأجر رجلاً يرعى له غنماً فوقع الوهم في رواية محمد بن عثمان حيث جاء فيها: إنه استأجره وكان ظاهره أنه الراعي فهو صحابي وليس كذلك بل هو الراوي والراعي لم يسم.
محمد بن حبيب القرشي: الذي يقال له بن السعدي.
ذكره بن شاهين هكذا ثم روى عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم حديثين كذا سمعت عبد الله بن سليمان يقوله عن بن القداح ثم أخرج من طريق محمد بن خراشة عن عروة بن محمد السعدي عن أبيه - رفعه: " إن من أشراط الساعة أن يخرب العامر ويعمر الخراب " .
ومحمد هذا هو محمد بن عروة بن عطية السعدي لا تعلق له بمحمد بن حبيب.
وقد اختلف على محمد بن خراشة فقيل فيه: عنه هكذا وقيل: عنه عن محمد بن عروة عن أبيه. وهو الصواب وهو عروة بن عطية كما تقدم في حروف العين.


ثم أخرج بن شاهين من طريق أيوب بن سويد عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر عن عروة بن سعد السعدي: حدثني أبي قال: قدمت على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في نفر من بني سعد بن بكر وكنت أصغر القوم... فذكر القصة وفيه حديث: " ما أغناك الله فلا تسأل الناس فإن اليد العليا هي المنطية وإن اليد السفلى هي المنطاة وإن مال الله مسئول ومنطى " . قال: فكلمني بلغتنا. انتهى.
وهذا الحديث إنما هو لعطية كما قدمته في ترجمته سقط منه قوله: عن جده. وقد ثبت فيما أخرجه الحاكم وغيره من طريق عروة بن محمد بن عطية السعدي عن أبيه عن جده وأشرت إلى ذلك في ترجمة محمد بن عطية السعدي من القسم الثاني.
محمد بن أبي حدرد الأسلمي.
ذكره بن منده وقال: مختلف في حديثه ولا تصح له صحبة وساق من طريق عبيد بن هشام عن عبيد الله بن عمرو عن يحيى بن سعيد عن محمد بن أبي حدرد - أنه أتى النبي صلى الله عليه وآله وسلم يستعينه في نكاح فقال: " كم " ؟ فقال: مائتا درهم. فقال: " لو كنتم تغرفون من بطحان ما زدتم " .
كذا أورده وهو خطأ نشأ عن تصحيف. والصواب عن محمد عن بن أبي حدرد واسمه عبد الله ومحمد هذا هو بن إبراهيم التيمي كما تقدم على الصواب في ترجمته.
محمد بن حرماز بن مالك التيمي.
ذكره أبو موسى وقال: ذكر بعض الحفاظ أنه أحد من سمي محمداً في الجاهلية قبل البعثة ولا يلزم من ذلك إدراكه الإسلام. انتهى.
وقد استدركه أبو الخطاب بن دحية على شيخه السهيلي: لكن قال بدل التميمي اليعمري.
محمد بن حمران بن أبي حمران الجعفي المعروف بالشويعر.
ذكر أبو موسى أيضاً عن بعض الحفاظ أنه أحد من سمي محمداً في الجاهلية. وقال المرزباني في معجم الشعراء: هو أحد من سمي محمداً في الجاهلية وله يقول امرؤ القيس الشاعر المشهور:
بلغا عني الشويعر أنني ... عمد عين حللتهن حريما
وأنشد له المرزباني:
بلغ بني حمران أني ... عن عداوتكم غني
في بحرة متقبضاً ... كتقبض السبع الرمي
وقد مضى له ذكر في محمد بن أحيحة ويأتي في محمد بن سفيان.
محمد بن حميد بن عبد الرحمن الغفاري.
ذكره علي بن سعيد العسكري في الصحابة وأخرج من طريق عبد الواحد - يعني بن أبي عون عن سعد بن إبراهيم: سمعت الغفاري محمد بن حميد بن عبد الرحمن يقول: كنت مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في بعض أسفاره فقلت: لأرمقن صلاة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم... الحديث في صلاة الليل.
وأخرجه أيضاً من طريق محمد بن إسحاق عن محمد بن يحيى بن حبان عن الأعرج عن حميد بن عبد الرحمن عن الغفاري قال أبو موسى: رواه جماعة منهم أحمد بن حنبل عن إبراهيم بن سعد عن أبيه سعد بن إبراهيم قال: كنت جالساً مع حميد بن عبد الرحمن إذ عرض لنا شيخ من بني غفار. وهذا هو الصواب.
وفي رواية عبد الواحد تخبيط. والصواب عن سعد بن إبراهيم سمعت الغفاري وأنا مع حميد بن عبد الرحمن لا ذكر لمحمد فيه.
وللحديث عن حميد بن عبد الرحمن وهو بن عوف عم سعد بن إبراهيم - طريق أخرى أخرجها النسائي من طريق الزهري عنه - أن رجلاً من الصحابة أخبره ومن طريق سعيد بن أبي هلال عن الأعرج عن حميد بن عبد الرحمن عن رجل من الأنصار ولا منافاة بين قوله: من بني غفار وقوله من الأنصار فلعله كان من بني غفار فحالف الأنصار أو أطلق عليه أنصارياً بالمعنى الأعم.
محمد بن حويطب القرشي.
حديثه عند خصيف الجزري كذا أورده بن عبد البر وقد صرح البخاري بأن حديثه مرسل فقال: محمد بن حويطب عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قاله عتاب يعني بن بشير عن خصيف مرسل. وكذا قال بن أبي حاتم ونقل عن أبيه أنه قال: لا أعرفه.
وذكره العسكري في فضائل من روى عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم مرسلاً ثم إن خصيفاً لم يلق أحداً من الصحابة إلا أنه قيل إنه رأى أنساً فقط وجل روايته عن التابعين كمجاهد وسعيد بن جبير.
محمد بن خزاعي بن علقمة من بني ذكوان - بطن من سليم أحد من سمي محمداً في الجاهلية.


وذكر الطبري في التاريخ أن أبرهة الحبشي توجه وأمره على قبائل مضر وأمره أن يدعو الناس إلى زيارة القليس وهو البيت الذي بناه باليمن يضاهي به الكعبة فسار حتى صار ببعض أرض بني كنانة فرماه عروة بن عياض بسهم فقتله وهرب أخوه قيس بن خزاعي فلحق بأبرهة فأخبره فحلف ليغزون بني كنانة ويهدم الكعبة فكان من أمر الفيل ما كان.
وكذا ساقه عبد بن حميد في تفسيره من طريق محمد بن إسحاق. وأخرج بن سعد عن النوفلي عن سلمة بن الفضل عن بن إسحاق قال: إنما سمي محمد بن خزاعي محمداً طمعاً في النبوة فأتى أبرهة فكان معه على دينه حتى مات وكان لما توجه قال فيه أخوه قيس بن خزاعى:
فذلكم ذو التاج منا محمد ... ورايته في حومة الموت تخفق
محمد بن خولي.
مضى في محمد بن أحيحة.
محمد بن رافع.
ذكر أبو موسى في الذيل عن عبدان - أنه ذكره ثم قال: لا أدري له صحبة أم لا؟ فقد رأيت من أصحاب الحديث من أدخله في المسند وهو من طريق إسرائيل عن إبراهيم بن عبد الأعلى عن إسحاق بن الحكم عن محمد بن رافع قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بعثاً إلى قوم فطمس عليهم النخل.
قلت: جزم البخاري بأنه مرسل فقال: محمد بن رافع بن خديج الأنصاري. روى إسحاق بن الحكم عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم مرسلاً.
محمد بن ركانة بن عبد يزيد بن عبد المطلب بن عبد مناف القرشي المطلبي.
لأبيه صحبة وأما هو فأرسل شيئاً.
ذكره البغوي في الصحابة فقال: حدثنا داود بن رشيد حدثنا محمد بن ربيعة عن أبيه عن أبي جعفر بن محمد بن ركانة عن أبيه - أن ركانة صارع النبي صلى الله عليه وآله وسلم فصرعه النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: وسمعت النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول: " فرق ما بيننا وبين أهل الكتاب العمائم على القلانس " .
وأخرجه بن شاهين عن البغوي. وقال بن منده: ذكره البغوي في الصحابة وهو تابعي. واستدركه بن فتحون وقال: حديث المصارعة مشهور عن ركانة وكذا الحديث الذي في العمائم وكأن محمداً أرسله أو أسقط من السند عن أبيه.
قلت: الاحتمال الثاني أقرب وهو الموجود في غير هذه الرواية. كذا أخرجه أبو داود رسول الله محمد بن ربيعة بهذا الإسناد لكن قال بعد المصارعة: قال ركانة: وسمعت عن قتيبة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم فظهر من ذلك أن محمداً أرسل حديث المصارعة وأسند حديث العمامة عن أبيه فسقط من رواية داود بن رشيد قال ركانة: سمعت فصار ظاهر روايته أن القائل سمعت هو محمد فلو كان كذلك لكان صحابياً بلا ريب.
ولقد أشرت إليه في القسم الأول لهذا الاحتمال لكن جزم بن حيان بأنه تابعي لما ذكره في الثقات ثم قال: لا أعتمد على إسناد خبره. وقال البخاري: لا يعرف سماع بعضهم من بعض.
محمد بن زهير بن أبي حسل.
ذكره أبو نعيم في الصحابة وأخرج له من مسند الحسن بن سفيان حديثاً وذكره عبدان في الصحابة وقال: لا أدري له صحبة أم لا؟ إلا أني رأيته في مسند بعض أصحابنا. قال أبو نعيم: ولا أراه يصح. قلت: جزم العسكري بأن حديثه مرسل.
محمد بن سعيد.
تابعي أرسل حديثاً فذكره بن منده في الصحابة وقال: إنه مجهول ونقل أبو نعيم عن أبي أحمد الغسال أن حديثه مرسل وهو ما رواه بن أبي زائدة عن أبي يعقوب الثقفي عن خالد بن أبي خالد قال: بايعت محمد بن سعد سلعة فقال: هلم أماسحك فإن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: " البركة في المماسحة " .
قال بن منده: هذا حديث غريب وقد روى من غير هذه الطريق عن محمد بن مسلمة.
محمد بن سفيان بن مجاشع بن دارم التميمي الدارمي المجاشعي.
ذكره أبو نعيم في الصحابة ثم أخرج من طريق محمد بن سليمان الهروي - أنه قال في كتابه دلائل النبوة:.
إن هؤلاء المحمدين سماهم آباؤهم في الجاهلية لما أخبرهم الراهب بقرب مبعث نبي اسمه محمد وهم: محمد بن عدي بن ربيعة ومحمد بن أحيحة بن الجلاح ومحمد بن حمران بن مالك الجعفي ومحمد بن خزاعي بن علقمة وتعقبه أبو موسى على أبي نعيم إخراجه محمد بن سفيان هذا وتركه بقية الأربعة إذ لا مزية له عليهم بل اشتركوا في أنه لا يعرف بقاء أحدهم إلى عهد النبوة فكيف بإسلامهم وصحبتهم إلا محمد بن عدي لما تقدم في ترجمته في القسم الأول.


ونقل بن سعد في الترجمة النبوية عن قتادة بن السكن العرني قال: كان في بني تميم سفيان بن مجاشع أتى أسقفاً فقال له: إنه يكون ببلاد العرب نبي اسمه محمد فولد له ولد فسماه محمداً.
وروينا في الجزء الحادي عشر من المجالسة للدينوري: حدثنا بن قتيبة حدثنا يزيد بن عمرو حدثنا العلاء بن الفضل حدثنا أبي عن أبيه عبد الملك بن أبي سوية عن أبي سوية عن أبيه خليفة بن عبدة المنقري سألت محمد بن عدي بن مبدأة بن جشم: كيف سماك أبوك محمداً؟ فقال: أما إني قد سألت كما سألتني عنه فقال: خرجت رابع أربعة من بني تميم أنا أحدهم وسفيان بن مجاشع بن دارم ويزيد بن عمرو بن ربيعة وأسامة بن مالك بن جندب بن العنبر نريد بن جفنة الغساني فلما قدمنا الشام نزلنا على غدير فيه شجيرات وقربه قائم لديراني فأشرف علينا فقال: إن هذه اللغة ما هي لأهل هذا البلد. قال: قلنا نعم نحن قوم من مضر فقال: أما إنه سيبعث وشيكاً نبي فسارعوا إليه وخذوا بحظكم منه ترشدوا فإنه خاتم النبيين واسمه محمد.
فلما انصرفنا من عند أبي جفنة وصرنا إلى أهلينا ولد لكل رجل منا غلام فسماه محمداً تأميلاً أن يكون ابنه ذلك النبي المبعوث.
وقال بن الأثير: إخراج محمد بن سفيان لا وجه له لأن من عاصر الني صلى الله عليه وآله وسلم من ذريته بينهم وبينه عدة آباء منهم الأقرع بن حابس بن عقال بن محمد بن سفيان ومنهم بن عمه صعصعة بن ناجية بن عقال جد الفرزدق الشاعر ولم يذكر أحد منهم حابساً ولا ناجية في الصحابة فضلاً عن عقال فضلاً عن محمد بن سفيان.
محمد بن سهل بن أبي خيثمة الأنصاري المدني.
قال أبو موسى في الذيل: ذكره بعض الحفاظ ثم أخرج من طريق شعبة عن واقد بن محمد: سمعت صفوان بن سليم يحدث عن محمد بن سهل بن أبي خيثمة أو عن سهل بن أبي خيثمة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم في سترة المصلي.
قلت: هو مرسل أو منقطع لأنه إن كان المحفوظ عن محمد بن سهل فهو مرسل لأنه تابعي لم يولد إلا بعد موت النبي صلى الله عليه وآله وسلم بمكة فإن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لما مات كان سن سهل بن أبي خيثمة ثماني سنين وإن كان عن سهل فهو منقطع لأن صفوان لم يسمع من سهل وعلى تقدير ذلك فلا يدخل بهذا السند في ذلك. والله أعلم.
محمد بن شرحبيل: من بني عبد الدار.
ذكره بن منده وقال: أورد له البخاري في الوحدان ولا يعرف له صحبة وإنما روايته عن أبي هريرة وروى عنه يزيد بن عبد الله بن قسيط ويزيد بن خصيفة وغيرهما ثم أورد بن منده من طريق عبد الله بن موسى التيمي عن المنكدر بن محمد بن المنكدر عن أبيه قال: أخذت قبضة من تراب قبر سعد بن معاذ فوجدت منه ريح المسك.
وقال أبو نعيم: هو محمود بن شرحبيل كذا رواه محمد بن عمرو عن محمد بن المنكدر.
قلت: ليس في الأمر الذي ذكره ما يتمسك بكونه صحابياً لأن شم تراب القبر يتأتى لمن تراخى زمانه بعد الصحابة ومن بعدهم. وفي التابعين محمد بن ثابت بن شرحبيل من بني عبد الدار فلعله هذا نسب لجده وفيهم آخر روى عن قيس بن سعد بن عبادة وقيل فيه: عمرو بن شرحبيل قال البخاري: لم يصح إسناده.
محمد بن الشريد: بن سويد الثقفي. ذكره بن منده وأخرج من طريق محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة - أن محمد بن الشريد جاء بجارية سوداء إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: إن أمي جعلت عليها عتق رقبة... الحديث.
رواه بن منده وابن السكن والباوردي من طريق محمد بن يحيى القطيعي عن زياد بن الربيع عنه هكذا وأخرجه بن شاهين في كتاب الجنائز عن بن صاعد عن القطيعي لكنه قال في روايته: جاء محمد بن الشريد أو الشريد بجارية كذا عنده على الشك.
وأخرجه أبو نعيم من رواية إبراهيم بن حرب العسكري عن القطيعي مثله إلا أنه قال: إن عمرو بن الشريد جاء إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم وصوب هذا الطريق. وكل ذلك غير محفوظ.
والمحفوظ ما أخرجه أبو داود والنسائي وصححه بن حبان من طريق حماد بن سلمة عن محمد بن عمرو فقال: عن أبي سلمة عن الشريدين أوس - أن أمه أوصته أن يعتق عنها رقبة. قال بن السكن: محمد بن الشريد ليس بمعروف في الصحابة ولم أر له ذكرا إلا في هذه الرواية.
محمد بن أبي عائشة: مولى بني أمية.


قال بن حبان: روى عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم في القراءة خلف الإمام وعنه أبو قلابة لا يصح له سماع ولا رؤية.
قلت: ذكر البخاري حديثه من طريق أيوب عن أبي قلابة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم مرسلاً قال أيوب: قلت لأبي قلابة: من حدثك؟ قال: محمد بن أبي عائشة مولى لبني أمية خرج معهم إلى الشام. قال البخاري: ورواه حماد عن أيوب عن أبي قلابة مرسلاً ورواه عبيد الله بن عمرو عن أيوب فقال: عن أبي قلابة عن أنس.
قلت: ومحمد بن أبي عائشة تابعي معروف روى عن أبي هريرة وجابر وغيرهما من الصحابة أيضاً. روى عنه أبو سلمة بن عبد الرحمن وهو من أقرانه وحبان بن عطية وعبد الرحمن بن يزيد بن جابر وآخرون ووثقه بن معين وغيره وأخرج له مسلم حديثاً واحداً في الدعاء بعد التشهد.
محمد بن عبد الله بن سليمان بن أكيمة الليثي.
ذكره بن قانع في الصحابة وأخرج من طريق أحمد بن مصعب عن عمر بن إبراهيم عن محمد بن إسحاق عن أبيه عن جده محمد بن عبد الله بن سليمان بن أكيمة الليثي قال: قلت: يا رسول الله إنا نسمع منك شيئاً لا نستطيع نرويه كما نسمعه. قال: " إذا لم تحلوا حراماً ولم تحرموا حلالاً وأصبتم المعنى فلا بأس " .
وعمر مذكور بوضع الحديث وقد اضطرب في تسمية آبائه في هذا الحديث فأخرجه بن منده من طريق عمر بن إبراهيم فقال: عن محمد بن سليم بن أكيمة وأورده في حرف السين في سليم ليس في آخر الاسم ألف ولا نون ثم أورده من طريق أخرى عن عمر فقال: عن محمد بن إسحاق بن عبد الله بن سليم وزاد في النسب عبد الله فأورده كذلك في حرف العين. وهذا يمكن الجمع بينه وبين الذي قبله بأن يكون الضمير في قوله: عن جده يعود على إسحاق فيكون سليم هو الصحابي.
وأورده أبو موسى في الذيل من طريق عبدان المروزي ثم من روايته عن عمر بن إبراهيم الهاشمي عن محمد بن إسحاق بن أكيمة وأورده كذلك في الألف.
وكذا أخرجه بن مردويه في كتاب العلم من الطريق التي أوردها عبدان وكذا أخرج بن السكن بهذا السند حديثاً آخر في ترجمة أكيمة وجاء فيه اختلاف آخر من غير رواية عمر بن إبراهيم فأخرجه الطبراني من طريق يعقوب بن عبد الله بن سليم بن أكيمة عن أبيه عن جده أورده في سليم من حرف السين.
ورواه الطبراني من طريق الوليد بن سلمة عن إسحاق بن يعقوب بن عبد الله بن أكيمة عن أبيه عن جده وكل هذه الطرق لا توافق رواية بن قانع بوجه من الوجوه.
والذي أظنه أنه وقع فيه تقديم وتأخير وأنه كان عن محمد بن إسحاق عن عبد الله بن سليم بن أكيمة عن أبيه عن جده فتقدم قوله: عن أبيه عن جده - على قوله: بن عبد الله بن سليم فخرج منه هذا الوهم. والله أعلم.
محمد بن عبد الرحمن: مولى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
ذكره مطين وعبدان المرزوي والباوردي - في الصحابة وأخرجوا من طريق يحيى بن أيوب عن عبيد الله بن أبي جعفر عن صفوان بن سليم عن عبد الله بن يزيد بن أبي جعفر عن محمد بن عبد الرحمن مولى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " من كشف عورة امرأة فقد وجب عليه صداقها " . أورده أبو نعيم. من طريق مطين وقال: ليس إسناده عندي بمتصل. وأراه محمد بن عبد الرحمن بن السلماني. وتعقبه أبو موسى بأنه ليس كما ظن واستدركه بن فتحون على الاستيعاب ويحيى بن عبد الوهاب بن منده على جده وذكره أبو موسى في الذيل وبين أنه تابعي واعتذر عن إيراده بأنه خشي أن يغتر أحد بما وقع في كتب المذكورين فيظن أنه أغفله فذكره وبين أمره.
ثم أخرجه من وجه آخر عن يحيى بن أيوب بهذا السند فقال: عن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان قال: وكذلك أخرجه أبو نعيم في جمعه حديث صفوان بن سليم على الصواب قال أبو موسى: وأخرج أيضاً عبدان عن قتيبة عن الليث عن عبيد الله بن أبي جعفر فقال: عن محمد بن ثوبان - نسبه إلى جده وكذلك أخرجه أبو داود في المراسيل عن قتيبة. انتهى.
وقال بن حبان في كتاب الثقات: محمد بن ثوبان شيخ يروي المراسيل... فذكر الحديث المذكور ثم قال: ورواه الليث فذكر سنده ثم قال: ومن زعم أن له صحبة فقد وهم ثم ذكره محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان في ترجمة أخرى فلم يصب. قال أبو موسى: إنما أوردناه لئلا يقع لمن يظن أنا أغفلناه.
محمد بن عتوارة: بالمهملة وسكون المثناة من فوق الكناني ثم الليثي.


أحد من سمي محمداً في الجاهلية. ذكره أبو موسى وقال: لا يدل ذلك عليه فقد تقدمت الإشارة إليه في ترجمة محمد بن أحيحة بن الجلاح.
محمد بن عروة بن عطية السعدي.
ذكره البغوي في أثناء ترجمة محمد بن عطية وقد بينت وجه الغلط في القسم الثاني في ترجمة محمد بن عطية. والله أعلم.
محمد بن عطية السعدي: تقدم في القسم الثاني.
محمد بن عقبة بن أحيحة بن الجلاح - فيمن مضى في القسم الأول.
محمد بن عمرو بن علقمة.
ذكر الذهبي في التجريد أن له في مسند بقي بن مخلد حديثاً وهذا هو الليثي الذي يروي عن أبي سلمة بن عبد الرحمن وطبقته ليس له صحبة ولا لوالده. وقد وقع لبقي في مسنده أنظار ذلك يخرج الحديث من رواية التابعين كبيراً كان أو صغيراً وكذلك من رواية من لم يعد في التابعين كمحمد بن عمرو هذا ولا يبين ذلك. ثم وجدت في بعض النسخ من جزء الصحابة الذين أخرج لهم بقي بن مخلد ترتيب بن حزم محمد بن عمرو بن علبة - بعد اللام باء غير مضبوطة بدل القاف والميم. فالله أعلم.
محمد بن عمير بن عطارد بن حاجب التميمي.
قال بن منده: ذكر في الصحابة ولا يعرف له صحبة ولا رؤية.
قلت: حديثه الذي أشار إليه جزم البخاري بأنه مرسل وهو ما رواه حماد بن سلمة عن أبي عمران الجوني عن محمد بن عمير بن عطارد - أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان في نفر من أصحابه فأتاه جبريل فنكت في ظهره قال: فذهب بي إلى شجرة فيها مثل وكري الطائر فقعد في أحدهما وقعدت في الآخر فسار بنا حتى ملأت الأفق فلو بسطت يدي إلى السماء ليلتها ثم دلى حيث يهبط النور فوقع جبرائيل مغشياً عليه... الحديث.
أخرجه بن المبارك في كتاب الزهد عن حماد وتابعه الحسن بن سفيان عن إبراهيم بن حجر عن حماد وكذلك يزيد بن هارون عن حماد فزاد فيه بعد محمد بن عطارد عن أبيه وكذا جزم بن أبي حاتم عن أبيه وكذلك العسكري وابن حبان بأنه مرسل.
قلت: وكان محمد هذا من أشراف الكوفة وله مع الحجاج وغيره من أمرائها أخبار وفيه يقول الشاعر:
علمت معد والقبائل كلها ... أن الجواد محمد بن عطارد
وذكر خليفة بن خياط أنه كان أحد أمراء علي بصفين وذكر بن مسروق أنه وفد على عبد الملك بن مروان. فأنزله في مسماره.
وقد تقدم ذكر جده عطارد بن حاجب في حرف العين وأما أبوه فلا أدري هل له إدراك أم لا فإني لم أجد أحداً ممن صنف في الصحابة ذكره وأخلق به أن يكون أدرك العهد النبوي.
محمد بن فضالة.
فرق البغوي وابن قانع وابن حبان وابن شاهين بينه وبين محمد بن أنس بن فضالة وأبى ذلك الطبراني وابن منده ومن تبعهما فذكروا الحديثين في ترجمة واحدة عندهم أن من قال محمد بن فضالة نسبه إلى جده وهو الصواب كما أوضحته في القسم الأول. والله أعلم.
محمد بن أبي كريمة.
روى عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم في السواك وعنه إبراهيم بن حجر استدركه بن فتحون ونقل عن أبي زرعة الرازي - أنه أدخله في مسند الشاميين. وقد ذكره البخاري وجزم بأن حديثه مرسل وتبعه بن أبي حاتم وأبو أحمد العسكري.
محمد بن كعب القرظي: حليف الأنصار.
تابعي مشهور. قال الترمذي في جامعه: سمعت قتيبة بن سعيد يقول: بلغني أن محمد بن كعب القرظي ولد في حياة النبي صلى الله عليه وآله وسلم وكذلك حكى أبو عبيد الآجري عن أبي داود عن قتيبة وهو وهم من قتيبة وإنما ورد ذلك في حق كعب والد محمد.
وقد ذكر البخاري في ترجمة محمد بن كعب أن أباه كان ممن لم ينسب فلم يقتل مع بني قريظة لما قتلوا بحكم سعد بن معاذ.
وأخرج بن أبي خيثمة في تاريخه من طريق موسى بن عقبة قال: بلغني أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: " يخرج من الكاهنين رجل يكون أعلم الناس بكتاب الله " قال: فكان الناس يقولون: هو محمد بن كعب لأن أباه من قريظة وأمه من بني النضير وهما - أعني بني قريظة والنضير - المراد بالكاهنين.
وحديث محمد بن كعب عن الصحابة في الصحيح وهو مترجم في التهذيب وجاءت عنه رواية عن بن مسعود واستبعدها بن عساكر.
وذكره بن سعد في الطبقة الأولى من تابعي أهل المدينة قال يعقوب بن شيبة: يعد في الطبقة الثالثة ممن روى عن أبي هريرة ونحوه ولم يسمع من العباس لأن العباس مات في خلافة عثمان.
ولد محمد بن كعب في آخر خلافة علي سنة أربعين وكانت وفاته سنة ثمان ومائة.


وقيل بعد ذلك حتى قيل إنه مات سنة عشرين فعلى هذا فيقطع بأنه لم يولد إلا بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
محمد بن محمود.
ذكره عبدان في الصحابة وقال: سمع من النبي صلى الله عليه وآله وسلم ثم أخرج من وجهين: عن يحيى بن سعيد الأنصاري عن محمد بن محمود قال: رأى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أعمى يتوضأ فلما غسل يديه ووجهه جعل النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول له: " اغسل باطن قدميك " وهذا ليس فيه ما يدل على ما زعمه عبدان أنه سمع من النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
وقد ذكره البخاري ومن تابعه في التابعين وقالوا: إن حديثه مرسل. واختلفوا في نسبه فقيل: هو محمد بن محمود بن عبد الله بن مسلمة بن أخي محمد بن مسلمة. وقيل حفيده. وقد ذكر بن منده في تاريخه محمد بن محمود بن محمد بن مسلمة روى عن أبيه عدي. روى عنه ابنه سليمان قال: وروى يحيى بن سعيد عن سعيد عن محمد بن محمود. وسيأتي في ترجمة أبي نصر الثقفي في الكنى مزيد كلام على هذا إن شاء الله تعالى.
محمد بن اليحمد: بضم الياء المثناة من تحت وسكون المهملة وكسر الميم.
تقدم ذكره في ترجمة محمد بن البراء.
محمد بن يزيد بن عمرو بن ربيعة بن حرقوص بن مازن بن عمرو بن تميم التميمي المازني.
ذكره أبو موسى وتقدم التنبيه عليه في محمد بن عدي في القسم الأول والله أعلم.
محمد الأسدي: ذكره محمد بن سعد فيمن سمي محمداً في الجاهلية.
محمد الفقيمي: ذكره محمد بن سعد فيمن سمي محمداً في الجاهلية.
محمد الكناني: ذكره بعضهم في الصحابة ولم يثبت. وحديثه مرسل روى عنه عيسى بن عبيد الكناني قاله أبو أحمد العسكري.
محمد: أبو سليمان المدني.
ذكره بن منده في الصحابة وقال: ذكره جماعة في الصحابة وهو وهم منهم ثم أخرج من طريق أبي الفضل أحمد بن الحسين اللهبي عن عاصم بن سويد عن سليم بن محمد الكرماني عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " من توضأ فأحسن وضوءه ثم خرج إلى مسجد قباء لا يخرجه إلا الصلاة فقد انقلب بأجر عمرة " .
قال بن منده: الصواب عن محمد بن سليمان الكرماني عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف عن أبيه. انتهى.
والحديث المذكور عند بن ماجة وصححه الحاكم من طريق حاتم بن إسماعيل وعيسى بن يونس كلاهما عن محمد بن سليمان على الصواب. وكذا أخرجه النسائي بنحوه من رواية مجمع بن يعقوب عن محمد بن سليمان فكأن اسم الراوي انقلب على أبي الفضل وسقط اسم شيخه فتركب منه صحابي لا وجود له.
محمود بن عمرو: ذكره أبو موسى عن عبدان.
محمول الأنصاري.
تابعي أرسل حديثاً فذكره المستغفري في الصحابة نقلًا عن يحيى بن يونس الشيرازي. واستدركه أبو موسى وأورد من طريق محمد بن عمرو بن علقمة عن صفوان بن سليم عن محمول الأنصاري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من حلف بالشرك والإثم فقد أشرك " .
الميم بعدها الخاء
المختار بن أبي عبيد بن مسعود الثقفي.
يأتي نسبه في ترجمة والده في الكنى ذكره. بن عبد البر فقال: يكنى أبا إسحاق ولم يكن بالمختار.
كان أبوه من جلة الصحابة ويأتي في الكنى وولد المختار عام الهجرة وليست له صحبة ولا رؤية. وأخباره غير مرضية حكاها عنه ثقات مثل الشعبي وغيره وكان قد طلب الإمارة وغلب على الكوفة حتى قلته مصعب بن الزبير بالكوفة سنة سبع وستين وكان قبل ذلك معدوداً في أهل الفضل والخير إلى أن فارق بن الزبير وكان يتزين بطلب دم الحسين ويسر طلب الدنيا فيأتي بالكذب والجنون وكانت إمارته ستة عشر شهراً قال: وروى موسى بن إسماعيل عن أبي عوانة عن مغيرة عن ثابت بن هرمز قال: حمل المختار مالاً من المدائن من عند عمه إلى علي فأخرج كيساً فيه خمسة عشر درهماً فقال هذا من أجور المومسات. فقال له علي: ويلك مالي وللمومسات ثم قام وعليه مقطعة حمراء فلما سلم قال علي: ما له قاتله الله لو شق عن قلبه الآن لوجد ملآن من حب اللات والعزى.
قال: ويقال إنه كان في أول أمره خارجياً ثم صار زيدياً ثم صار رافضياً.
وقتل المختار محمد بن عمار بن ياسر ظلماً لأنه سأله أن يحدث عن أبيه بحديث كذب فلم يفعل فقتله. وهذا ما ذكره أبو عمر في ترجمته وجزم بأن أباه كان صحابياً وأنه ولد سنة الهجرة.


وقد تقدم غير مرة أنه لم يبق بمكة ولا الطائف أحد من قريش وثقيف إلا شهد حجة الوداع فمن ثم يكون المختار من هذا القسم إلا أن أخباره رديئة.
وقد زاد بن الأثير في ترجمته على ما ذكره بن عبد البر قليلاً من ذلك قوله كان بين المختار والشعبي ما يوجب إلا يسمع كلام أحدهما في الآخر أدرج بن الأثير هذا القدر في كلام بن عبد البر وليس هو فيه ولا هو بصحيح فإن الشعبي لم ينفرد بما حكاه عن المختار والشعبي مجمع على ثقته والمختار بالعكس قد شهد عليه بدعوى النبوة والكذب الصريح جماعة من أهل البيت.
ومما ورد في ذلك ما أخرجه أحمد في مسند عمرو بن الحمق من طريق السدي عن رفاعة القتباني قال: دخلت على المختار فألقى إلي وسادة وقال: لولا أن أخي جبرائيل قام عن هذه - وأشار إلى أخرى عنده - لألقيتها لك قال: فأردت أن أضرب عنقه... فذكر قصة وحديثاً لعمرو بن الحمق.
وقال بن حبان في ترجمته صفية بنت أبي عبيد في الثقات: هي أخت المختار المتنبي بالعراق وأقوى ما ورد في ذمه ما أخرجه مسلم في صحيحه عن أسماء بنت أبي بكر أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: " يكون في ثقيف كذاب ومبير " فشهدت أسماء أن الكذاب هو المختار المذكور.
قال بن الأثير: وكان المختار قد خرج يطلب بثأر الحسين فاجتمع عليه بشر كثير من الشيعة بالكوفة فغلب عليها وتطلب قتلة الحسين فقتلهم قتل شمر بن ذي الجوشن الذي باشر قتل الحسين وخولي بن يزيد الذي سار برأسه إلى الكوفة وعمر بن سعد بن أبي وقاص أمير الجيش الذي حاربوا الحسين حتى قتلوه وقتل معه ولده حفصاً وأرسل إبراهيم بن الأشتر في عسكر كثيف فلقي عبيد الله بن زياد الذي كان جهز الجيش إلى الحسين فحاربوه فقتل عبيد الله بن زياد في تلك الواقعة. قال بن الأثير: فلذلك أحب المختار كثير من المسلمين فإنه أبلى في ذلك بلاء حسناً قال: وكان يرسل المال إلى بن عمر وهو صهره زوج أخته صفية بنت أبي عبيد وإلى بن عباس وإلى بن الحنفية فيقبلونه ثم سار إليه مصعب من البصرة فقتل المختار. انتهى.
وكان أول أمر المختار أن بن الزبير أرسله إلى الكوفة ليؤكد له أمر بيعته وولي عبد الله بن مطيع إمرة الكوفة فأظهر المختار أن بن الزبير دعا في السر للطلب بدم الحسين ثم أراد تأكيد أمره فادعى أن محمد بن الحنفية هو المهدي الذي سيخرج في آخر الزمان وأنه أمره أن يدعو الناس إلى بيعته وزور على لسانه كتاباً فدخل في طاعته جمع جم فتقوى بهم وتتبع قتلة الحسين فقتلهم فقوي أمره بمن يحب أهل البيت ثم وقع بين بن الزبير وابن الحنفية وابن العباس ما وقع لكونهما امتنعا من المبايعة فحصرهما ومن كان من جهتهما في الشعب فبلغ المختار فأرسل عسكراً كثيفاً وأمر عليهم أبا عبد الله الجدلي فهجموا مكة وأخرجوهما من الشعب فلحقا بالطائف فشكر الناس للمختار ذلك. وفي ذلك يقول المختار - أنشد له المرزباني:
تسربلت من همدان درعاً حصينة ... ترد العوالي بالأنوف الرواغم
همو نصروا آل الرسول محمد ... وقد أجحفت بالناس إحدى العظائم
وفوا حين أعطوا عهدهم لإمامهم ... وكفوا عن الإسلام سيف المظالم


وذكر بن سعد عن الواقدي بأسانيده - أن أبا عبيد والد المختار قدم من الطائف في زمن عمر حين ندب الناس إلى العرق فخرج أبو عبيدة فاستشهد يوم الجسر وبقي ولده بالمدينة وتزوج بن عمر صفية بنت أبي عبيد وأقام المختار بالمدينة منقطعاً إلى بني هاشم ثم كان مع علي بالعراق وسكن البصرة بعد علي. وله قصة مع الحسن بن علي لما ولي الخلافة ووشى إلى عبيد الله بن زياد عنه أنه ينكر قتل الحسين ونحو ذلك فأمر بجلده وحبسه حتى أرسل بن عمر يشفع فيه فنفاه إلى الطائف فأقام بها حتى مات يزيد بن معاوية وقام بن الزبير في طلب الخلافة فحضر إليه وعاضده وناصحه حتى استأذنه في التوجه للكوفة ليصعد عبد الله بن مطيع في الدعاء إلى طاعته فوثق به ووصى عليه وكان منه ما كان ثم قوى مصعب بن الزبير أمير البصرة عن أخيه عبد الله بن الزبير على المختار بكثير من أهل الكوفة ممن كان دخل في طاعة المختار ورجع عنه لما تبين له من تخليطه وأكاذيبه وقد ذكر محمد بن سعد في ترجمة محمد بن الحنفية من ذلك أشياء فلما التقى المختار ومصعب خذل المختار أولئك الذين كانوا معه فحوصر المختار في القصر إلى أن قتل هو ومن معه ثم لما انقضى أمر المختار سار عبد الملك بن مروان بعد قليل بجيوش الشام إلى مصعب بن الزبير فقتل واستولى عبد الملك على البصرة ثم على الكوفة.
وذكر عبد الملك بن عمر أنه رأى عبيد الله بن زياد وقد أتى برأس الحسين ثم رأى المختار وقد أتى برأس عبيد الله بن زياد ثم رأى مصعب بن الزبير وقد أتى برأس المختار ثم رأى عبد الملك وقد أتى برأس مصعب.
الميم بعدها الدال
مدرك بن عمارة.
روى أنه أتى النبي صلى الله عليه وآله وسلم ليبايعه فقبض يده عنه لخلوق رآه فيها.
وذكره بن عبد البر فقال: في حديثه اضطراب وفي صحبته نظر فإن كان جد عقبة بن أبي معيط فلا صحبة له ولا لقاء ولا رؤية وإن كان الحديث عن أبيه فلا يصح أيضاً. انتهى.
وذكر بن قانع في الصحابة فقال: مدرك بن عمارة وأورده من طريق بن أبي زائدة عنه قال: مررت في مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والنبي صلى الله عليه وآله وسلم في ناحية هكذا عنده.
الميم بعدها الذال والراء
مذكور القبطي: ذكره المستغفري وأخرج من حديث جابر قال: أعتق رجل من الأنصار غلاماً له عن دبر يسمى مذكوراً... الحديث. وهذا وهم من محاضر راويه عن الأعمش عن سلمة بن كهيل عن عطاء عنه. والحديث معروف عن جابر لكن اسم العبد يعقوب. والذي دبره هو أبو مذكور فانقلب وتحرف.
مرارة بن سلمى اليمامي الحنفي.
تقدم نسبه في ترجمة ولده مجاعة. قال بن منده: له ولولده مجاعة وفادة ثم أورد من طريق بن أبي عاصم قال: حدثنا الجراح بن مخلد حدثنا يحيى بن راشد حدثنا الحارث بن مرة الحنفي عن سراج بن مجاعة بن مرارة عن مرارة عن أبيه عن جده قال: أتيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم فأقطعني وكتب لي كتاباً.. الحديث.
وأخرجه أبو نعيم من طريق بن أبي عاصم وأشار إلى أنه خطأ ولم يبين وجه الوهم فيه وبيانه أنه سقط اسم شيخ الحارث بن مرة وهو هلال بن سراج بن مجاعة بن مرارة ومدار الحديث على سراج بن مجاعة وجده مرارة فخرج منه أن القصة لمرارة وليس كذلك.
وقد أخرج البغوي عن زياد بن أيوب عن عنبسة بن عبد الواحد عن الدخيل بن إياس عن عمه هلال بن سراج بن مجاعة عن أبيه سراج قال: أعطى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مجاعة بن مرارة أرضاً... الحديث.
مر ذو الكلاع: أورده بن قانع وأخرج من طريق أبي الأشهب عبد الملك بن عمير عن أبي روح مر ذي الكلاع قال: صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم صلاة الصبح فقرأ بسورة الروم فتردد في آية... الحديث.
قال بن قانع: كذا قال ورواه زائدة عن عبد الملك عن شبيب أبي روح.
قلت: وقع في الرواية الأولى تصحيف والصواب من بكسر الميم بعدها نون ساكنة وأما قوله مر بضم الميم وتشديد الراء فهو تصحيف. وقد تقدم القول فيه في حرف الشين المعجمة.
مرثد بن طبيان العبدي: ذكره بن قانع هكذا فيه تخليط فإنه أورد من طريق طالب بن حجير عن هود بن عبد الله: سمعت مرثداً العبدي يقول كنت عند النبي صلى الله عليه وآله وسلم فجاء أشج عبد القيس... الحديث.


وهو غلط نشأ عن تصحيف وإنما هو مزيدة وهو جد هود بن عبد الله لأمه. وقد تقدم على الصواب في القسم الأول وفي الصحابة مرثد بن ظبيان أيضاً وهو السدوسي. تقدم قريباً.
مرداس العنبري: هو بن عقفان الذي تقدم.
جعله الذهبي اثنين وهو واحد. والله أعلم.
مرة بن حبيب الفهري: روت عنه بنته أم سعد حديثاً ذكره الذهبي أيضاً فغاير بينه وبين مرة بن عمرو حبيب الذي تقدم في الأول وهو واحد وإنما نسب إلى جده.
مرة بن مالك الداري: كذا وقع في رواية الواقدي وسماه غيره مران. وقد تقدم وهو الصواب.
مرة بن مربع: ذكره أبو عمر كذا في التجريد والذي في الاستيعاب مرارة كما تقدم وهو الصواب.
مرة الهمداني: أخرج البغوي من طرق محمد بن جحادة عن محمد بن عجلان عن بنت مرة الهمداني عن أبيها - أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: " كافل اليتيم له أو لغيره إذا اتقى معي في الجنة كهاتين " يعني المسبحة والوسطى.
وقد تقدم في مرة بن عمرو بن حبيب الفهري من بني محارب بن فهر من طريق صفوان بن سليم وغيره عن أم سعد بنت مرة الفهري عن أبيها وهو المحفوظ. والله أعلم.
مربح بن ياسر الجهني: كذا ذكره بن منده. والصواب مسروح بن ياسر كما تقدم في الأول.
الميم بعدها السين
المستورد بن سلامة بن عمرو الفهري.
صحابي شهد فتح مصر واختط بها قاله بن يونس قال: وتوفي بالإسكندرية سنة خمس وأربعين.
روى عنه علي بن رباح وورقاء بن شريح هكذا أورده الذهبي في التجريد وعلم له علامات بقي بن مخلد بحديث واحد ثم قال بعده: المستورد بن شداد بن عمرو الفهري صحابي نزل الكوفة ثم مصر روى عنه جماعة وهذان واحد وقع في اسم أبيه تغيير والصواب كما في الثاني شداد وكذا هو في كتاب بن يونس.
مسعدة صاحب الجيوش: كذا نسبه الذهبي في التجريد لمسند بقي بن مخلد والصواب بن مسعدة وقد ذكروا أن اسمه عبد الله. وقد تقدم في الأول.
مسعود بن أوس: فرق أبو نعيم بينه وبين مسعود بن أوس بن أصرم واستدركه يحيى بن عبد الوهاب بن منده على جده وتعقبه أبو موسى في الذيل فأجاد فإنه واحد. وقد ذكره بن منده كما تقدم.
مسعود بن خلدة بن عامر بن مخلد بن زريق الأنصاري الزرقي.
ذكره جعفر المستغفري وحرف اسم والده وإنما هو مسعود بن خالد كما تقدم على الصواب.
مسعود بن سعد بن قيس بن خلدة: هو الذي قبله وإنما وقع في نسبه تحريف كرره أبو عمر بلا فائدة.
مسعود بن سنان السلمي: فرق بن الأثير بينه وبين مسعود بن سنان الأسلمي وهو واحد كما بينته في الأول.
مسعود بن عبد سعد بن عامر هو مسعود بن سعد بن عامر جعله أبو عمر اثنين وهو واحد واختلف في تسمية أبيه.
مسعود بن عدي اللخمي: غاير بن منده بينه وبين مسعود بن الضحاك بن عدي نسبه بن منده إلى جده فاستدركه أبو موسى وهو واحد.
مسعود بن عمار بن ربيعة القاري - غاير الذهبي بينه وبين مسعود بن ربيعة بن عمرو وهو واحد اختلف في اسم أبيه والثاني هو الأصح وقد نسبه أبو عمر إلى جده فقال: هو مسعود بن عمرو القاري ويحتمل أن يكون الثاني عم الأول وقد تقدم في الأول.
مسعود بن قيس بن خلدة بن مخلد الزرقي.
ذكره أبو عمر فقال: شهد بدراً كذا قال بن الكلبي وفيه نظر.
قلت: مسعود بن سعد بن قيس إلى آخر النسب سقط ذكر أبيه فنسب إلى جده فأشكل أمره.
مسلم بن السائب بن خباب: مختلف في صحبة أبيه وأما هو فأرسل شيئاً وذكره البغوي في الصحابة وقال: لا أحسب له صحبة. قال: وقد قيل: إنه روى عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم. انتهى.
وله رواية أيضاً عن أمه وعن أم رافع وحديثه المذكور أخرجه النسائي والبغوي وغيرهما من رواية سليمان بن يسار عنه قال: قالوا: يا رسول الله كيف نستغفر؟ فذكر الحديث.
ووقع في رواية النسائي عن سليمان عن مسلم بن السائب عن خباب بن الأرت وقوله: بن الأرت خطأ والصواب حذفه ويكون الحديث لخباب جد مسلم وإليه أشار البغوي.
وقال أبو حاتم الرازي: روى عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم مرسلاً وهو من التابعين وأدخله بعضهم في الحصابة ظناً منهم أن له صحبة وليس كذلك.
وقال أبو أحمد العسكري: حديثه مرسل وذكره بن حبان في ثقات التابعين وقال: يروي المراسيل وكذا ذكره البخاري وغير واحد في التابعين.
مسلم بن سليم:


ذكره بعضهم في الصحابة لحديث أرسله. قال بن أبي حاتم عن أبيه: روى عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم مرسلاً وكذا قال العسكري.
مسلم بن عبيد الله بن عبد الله بن مسلم بن شهاب الزهري والد الإمام بن شهاب الزهري.
روى عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم وفي قصة أبي رغال فذكره بعضهم في الصحابة وجزم غير واحد بأنه لا صحبة له ولا رؤية. وقال البخاري وأبو حاتم: حديثه مرسل وكذا قال أبو أحمد العسكري.
مسلمة بن شيبان بن محارب بن فهر.
استدركه أبو موسى وقال: هو والد حبيب بن مسلمة وعزاه للمستغفري. والصواب أنه مسلمة بن مالك كما تقدم في القسم الأول سقط بينه وبين شيبان ستة آباء وهو مسلمة بن مالك بن وهب بن ثعلبة بن وائلة بن عمرو بن شيبان بن محارب.
مسلمة بن عبد الله العدوي: تابعي أرسل حديثاً فذكره بعضهم في الصحابة أورده العسكري وقال: حديثه مرسل.
المسيس بن صعصعة: أحد من شهد في عهد العلاء بن الحضرمي. استدركه بن فتحون والذهبي وهو خطأ نشأ عن تصحيف وتغيير وإنما هو المستنير بن أبي صعصعة. وقد تقدم علي الصواب في الأول.
الميم بعدها الصاد
مصرف بن كعب بن عمرو اليامي.
ذكره بن أبي حاتم وقال: له صحبة كذا نقله عنه بن فتحون وهو وهم ولفظة بن أبي حاتم مصرف بن كعب بن عمرو روى عن أبيه قال بعضهم: له صحبة فالضمير في قوله له يعود على أبيه وهو كعب. وقد تقدم بيان الاختلاف فيه في كعب بن عمرو وفي عمرو بن كعب والرواية جاءت من طريق ليث بن أبي سليم عن طلحة بن مصرف عن أبيه عن جده عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم فالجد هو الذي قيل: إن له صحبة ورواية عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم. واختلف في اسمه وأما مصرف فليس بصحابي جزماً.
مصدق النبي: ذكره البغوي في حرف الميم من الصحابة وأورد من طريق سويد بن عفلة قال: أتانا مصدق النبي فقال ...فذكر الحديث وكأنه توهم أنه علم وأما النبي فكأنه لم يضبطه. فيجوز أن يكون صفة أو نسباً وليس كذلك وإنما هو اسم فاعل من الصدقة والنبي بالنون والموحدة مضاف وهذا محله في المبهمات.
الميم بعدها الضاد
مضارب العجلي: ذكره يحيى بن يونس الشيرازي في الصحابة وتعقبه جعفر بأنه تابعي وحديثه مرسل ورواه قرة عن قتادة في قصة مرثد بن ظبيان فروى عنه عن مرثد. وروى عنه مرسلاً وقد روى مضارب وهو بن حرب العجلي رواية عن علي وغيره.
الميم بعدها العين
معاذ الأسدي: والد بشر - تقدم في ترجمة أبيه وهو مختلق.
معاذ بن الحارث بن سواد بن مالك بن غنم.
ذكره البغوي عن يحيى بن سعيد الأموي عن أبيه عن بن إسحاق - أنه ذكره فيمن شهد بدراً واستدركه بن فتحون وهو وهم نشأ عن سقط وهو معاذ بن رفاعة بن الحارث بن سواد فسقط من النسب رجلان. وقد تقدم على الصواب في الأول وهو المعروف بابن عفراء.
معاذ بن رباح: ذكره بعضهم في الصحابة والصحبة إنما هي لولده أبي زهير بن معاذ. وسيأتي في الكنى.
معاذ بن زهرة: ذكره يحيى بن يونس الشيرازي في الصحابة وهو تابعي أرسل حديثاً أخرجه أبو داود في المراسيل. وقال جعفر المستغفري: وهم من زعم أن له صحبة. وقال البخاري عن يحيى بن معين: حديثه مرسل. وقد ذكره البغوي في الصحابة ولكنه قال: لا أدري له صحبة أم لا؟.
معاذ بن سعوة: استدركه الذهبي في التجريد وقال: له حديث في المنتقى من حديث المخلص.
قلت: هو من رواية عبد الحكيم بن أبي المخارق عن سنان بن سلمة عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " من عطب له هدي فلينحره... " الحديث.
واختلف فيه على عبد الكريم مع ضعفه فقيل: عنه عن سنان بن سلمة عن سلمة بن المحبق عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم. وقيل: عن عبد الكريم عن معاذ بن سعوة عن سنان بن سلمة عن سلمة بن المحبق. وقد ذكره البخاري في التابعين وقال: حديثه مرسل.
معاذ بن معدان: روى عمران بن حدير عنه أن قطبة بن جرير أتى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فبايعه قال أبو عمر: قيل: إن حديثه مرسل.
قلت: أخذ تسميته من بن أبي حاتم وإنما هو مقاتل بن معدان وقد سماه على الصواب في ترجمة قطبة في موضعين ومقاتل تابعي باتفاق وقطبة هو أبو الحويصلة تقدم في القاف في الأول.
معاوية بن ثعلبة الحماني:


تابعي أرسل حديثاً فذكره الإسماعيلي في الصحابة وقال: لا أدري له صحبة أو لا.
وأخرج من طريق عامر بن السمط عن أبي الجحاف عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " يا علي من أحبك فقد أحبني... " الحديث. أورده أبو موسى. وقد ذكر البخاري هذا الحديث من هذا الوجه من رواية معاوية بن ثعلبة عن أبي ذر وكذا ذكره أبو حاتم وغيرهما.
معاوية بن حزن: كذا رأيته بخط الخطيب في المؤتلف وعلي حزن ضبة وأظنه تصحف حزن من حيدة وتقدم في القسم الأول.
معاوية بن درهم: تقدمت الإشارة إليه في القسم الأول.
معاوية بن ربيعة الجشمي: تقدم ذكره في عبد الله بن أبي بكر بن ربيعة.
معاوية بن زهرة: ذكره بعضهم وحديثه مرسل قاله العسكري كذا قرأت بخط مغلطاي وأخشى أن يكون معاذ بن زهرة الماضي قريباً.
معاوية بن عبادة بن عقيل والد كعب الأخيل بن الرجال.
له وفادة كذا في التجريد وهو غلط نشأ عن سقط وإنما الوفادة لولده هبيرة بن معاوية كما سيأتي في ترجمته في حرف الهاء وأما معاوية فكان يقال له فارس الهزار والهزار فرسه وكان مشهوراً في الجاهلية.
وقد ذكر بن الكلبي أنه هو الذي طعن زهير بن جذيمة رئيس بني عبس في الجاهلية وابنه عامر كان له ذكر في الجاهلية. ويقال له بن المفاضة وله ذكر يأتي في ترجمة أخيه هبيرة.
قلت: وكعب المعروف بالأخيل جد قبيلة مشهورة منها ليلى الأخيلية الشاعرة في زمن عبد الملك بن مروان وهي ليلى بنت عبد الله بن معاذ بن شداد بن كعب.
معاوية بن عبد الله بن أبي أحمد: أورده بن أبي علي في الصحابة وهو وهم نشأ عن حذف فإنه أورد من طريق عبد الرحمن بن الحارث عن عاصم بن عبيد الله عنه قال: رأيت حمنة هي بنت جحش تسقي العطشى وتداوي الجرحى يوم أحد وهذا الحديث إنما رواه معاوية بهذا عن أنس كذا ذكره البخاري وأبو حاتم وغيرهما وذكر أن أبا ضمرة روى عنه وأبو ضمرة لقي بعض التابعين وجده أبو أحمد صحابي مشهور وأبو عبد الله بن أبي أحمد له رؤية وظن الذهبي أنه آخر فقال: معاوية بن عبد الله بن أحمد شهد أحداً وما أدري مؤمناً أم كافراً كذا قال. وحمنة هي عمة أبيه.
معاوية بن معبد: أورده بن قانع في الصحابة وهو وهم فأورد من طريق عاصم بن سويد عن عبد الرحمن عن جده معاوية بن معبد قال كعب بن مالك:
زعمت سخينة أن ستغلب ربها ... وليغلبن مغالب الغلاب
فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: " شكر الله قولك " .
معبد بن خالد الجهني: تابعي أرسل حديثاً فذكره بعضهم في الصحابة. وقيل: هو معبد الجهني الذي كان أول من تكلم في القدر بالبصرة وكان في عصر الصحابة ولا صحبة له. فاختلف في اسم أبيه كما تقدم في القسم الأول. والله أعلم.
معبد بن صبيح: ذكره أبو نعيم وأورده من طريق إسحاق بن إبراهيم عن سعد بن الصلت عن أبي حنيفة عن منصور بن زادان عن الحسن عن معبد - أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم بينا هو في صلاته إذ أقبل أعمى فوقع في زبية... الحديث. وفيه: " من كان منكم قهقه فليعد الوضوء والصلاة " .
قال أبو نعيم: رواه أسد بن عمرو عن أبي حنيفة فقال: معبد بن صبيح. ورواه مكي بن إبراهيم عن أبي حنيفة - فقال معبد بن أبي معبد. وساقه أبو موسى هكذا من غير زيادة وأنكر بن الأثير على أبي موسى استدراكه وقال: قد أخرج بن منده معبد بن أم معبد وذكر له حديث الضحك في الصلاة فليس لاستدراك أبي موسى له وجه.
قلت: راوي حديث القهقهة قيل هو معبد الجهني الذي كان يتكلم في القدر وقد ذكر في الذي قبله. وقيل هو معبد بن أم معبد التي مر بها النبي صلى الله عليه وآله وسلم في الهجرة وهذا لا يصح لأن راوي حديث القهقهة جهني وولد أم معبد خزاعي وقد ذكرت ترجمته في القسم الأول وإنما أتى من الاشتراك في الاسم وكنية الأب.
معبد أبو زهير النمري: هكذا ذكره بن عبد البر: وخالف ذلك في الكنى فسماه يحيى وهو الصواب الذي جزم به غيره كما سيأتي.
معد يكرب: روى عنه خالد بن معدان حديثاً أورده أبو موسى في الذيل ففرق بن الأثير بينه وبين معد يكرب الهمداني الذي ذكره أبو أحمد العسكري فقال: لا أدري أهما واحد أو اثنان؟.
قلت: الراوي من الطريقين خالد بن معدان فهو دليل الاتحاد.
معروف الثقفي:


ترجم له بن قانع فوهم لأنه صفة لا اسم قال: حدثنا عبد الله بن أحمد حدثنا أبي حدثنا عبد الرحمن بن مهدي حدثنا همام عن قتادة عن الحسن عن عبد الله بن عثمان الثقفي عن رجل من ثقيف يقال له معروف - وأثنى عليه خيراً قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " الوليمة حق... " الحديث. ثم رواه من طريق حجاج عن همام فقال فيه: عن زهير بن عثمان الأعور قال بن قانع: شك فيه قتادة كذا قال. وقد أخرج الحديث عن بهز بن أحمد عن همام عن قتادة عن الحسن عن عبد الله بن عثمان عن رجل أعور من ثقيف قال قتادة: وكان يقال له معروفاً أي يثني عليه خيراً فقد فسر بهز مراد قتادة بقوله: يقال له معروفاً ويؤيده تسميته في رواية حجاج بن المنهال زهير بن عثمان وكذا سماه عبد الصمد بن عبد الوارث عن همام أخرجه أحمد أيضاً وقال الدارمي في مسنده: أنبأنا عفان حدثنا همام فذكره بلفظ أزال الإشكال من أصله فقال: عن رجل من ثقيف أعور يقال له معروفاً أي يثني عليه خيراً إن لم يكن اسمه زهير بن عثمان فلا أدري ما اسمه. وكذا هو عند أبي داود والنسائي عن محمد بن المثنى عن عفان وتقدم في حرف الزاي في القسم الأول. والله أعلم.
معلى بن إسماعيل: ذكره بعضهم من أجل حديث أرسله رواه عمارة بن غزية وغيره عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال البخاري: هو مرسل.
معمر والد أبي خزيمة.
ذكره بعضهم من أجل حديث أرسله أورده أبو موسى في الذيل ونقله عن تاريخ يعقوب بن سفيان وإنما هو يعمر - أوله مثناة تحتانية. وسيأتي في موضعه. وتقدم ذكر الاختلاف فيه في الحارث بن سعد وفي سعد بن هذيم من هذا القسم.
معمر المدني.
مر به النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهو كاشف فخذه. وفرق أبو موسى تبعاً لابن شاهين بينه وبين معمر بن عبد الله بن نضلة وهو واحد كما أوضحته في القسم الأول.
معمر الأنصاري.
ذكره بن شاهين في الصحابة وهو وهم فاخرج من طريق روح عن عبد العزيز بن أبي سلمة عن عبد الله بن عبد الرحمن عن معمر الأنصاري عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " من تعلم علماً مما ينفع الله به في الآخرة لا يتعلمه إلا للدنيا حرم الله عليه أن يجد عرف الجنة " .
قال أبو موسى: أظنه عبد الله بن عبد الرحمن بن معمر فلعله تصحف.
قلت: وهو كما ظن لأن هذا المتن معروف من رواية أبي طوالة واسمه عبد الله بن عبد الرحمن بن معمر رواه عن سعيد بن يسار عن أبي هريرة أخرجه أبو داود والنسائي من طريق فليح بن سليمان عنه. وأخرجه الخطيب في كتاب اقتضاء العلم العمل من هذا فلعل عبد العزيز أرسله وتصحف بن معمر فصار عن معمر فنشأ اسم صحابي لا وجود له. والله المستعان.
معمر بن بريك: بموحدة ومهملة وكان مصغر. ذكره الذهبي في الميزان وتردد في ضبطه ولم يذكره في تجريد الصحابة وهو على شرطه فإنه ذكر من أنظاره جماعة. ولفظه في الميزان: معمر أو معمر بن بريك رأيت ورقة فيها أحاديث سئلت عن صحتها فأجبت ببطلانها وأنها كذب واضح وفيها: أنبأنا أحمد بن إبراهيم السامي أنبأنا عبد الله بن إسحاق السنجاري أنبأنا عبد الله بن موسى السنجاري سمعت علي بن إسماعيل السنجاري يقول - بسنجار - في سنة سبع وعشرين وستمائة: سمعت معمر بن بريك يقول: سمعت النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول: " يشيب المرء ويشب منه خصلتان الحرص والأمل. وبه: أربعة يصلبون على شفير جهنم: الجائر في حكمه وباغض آل محمد... " الحديث.
قال الشيباني: وأنبأنا عبد المحمود المؤدب بسنجار أنبأنا الصدر عن عبد الوهاب سمعت علي بن إسماعيل السنجاري يقول: سمعت معمر بن بريك يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: " من شم الورد ولم يصل علي فقد جفاني " .
قال الذهبي: فهذا من نمط رتن الهندي فقبح الله من يكذب.
معمر: بضم أوله والتشديد.


شخص اختلق اسمه بعض الكذابين من المغاربة أخبرنا الكمال أبو البركات بن أبي يزيد المكناسي إجازة مكاتبة قال: صافحني والدي وقد عاش مائة قال: صافحني الشيخ أبو الحسن على الحطاب بالحاء المهملة بمدينة تونس وعاش مائة وثلاثين سنة قال: صافحني الشيخ أبو عبد الله محمد الصقلي وعاش مائة وستين سنة قال: صافحني أبو عبد الله معمر وكان عمره أربعمائة سنة قال: صافحني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ودعا لي فقال: " عمرك الله يا معمر " - ثلاث مرات.
قلت: وهذا من جنس رتن وقيس بن تميم وأبي الخطاب ومكلبة ونسطور وقد بسطت ترجمة المعمر بالتشديد في لسان الميزان فلم أر الإطالة بذكره هنا.
وقد وجدت للمعمر خبراً آخر ذكرته في حرف العين في عمار وقصته تشبه قصة رتن الهندي وكان في زمانه ذكر أبو الحسن بن أبي نصر البجاني أنه رآه في بلدة تسمى قطنة من آخر بلاد الترك ووجدت له خبراً آخر ذكرته في حرف الجيم في جبير بن الحارث وأنه كان بعد الستمائة أيضاً ورواه الناصر لدين الله العباسي وأنه كان في الصيد فاستجرهم الصيد في طلب الصيد حتى وقفوا على قرية زعم أهلها أنهم كلهم من ذرية المعمر أيضاً وقد استوعبت تراجم هؤلاء في كتاب المعمرين. وبالله التوفيق.
معن بن يزيد الخفاجي: وخفاجة من عقيل.
له صحبة ذكره أبو نعيم وقد ذكرت ما قيل فيه في القسم الأول.
معن بن زائدة.
ذكر أبو الحسن بن القصار المالكي أن عمر رفع إليه كتاب زوره عليه معن بن زائدة ونقش مثل خاتمه فجلده مائة ثم سجنه فشفع له قوم فقال: ذكرتني الطعن وكنت ناسياً ثم جلده مائة أخرى ثم جلده مائة ثالثة وذلك بمحضر من العلماء ولم ينكر عليه أحد فكان ذلك إجماعاً.
قلت: الشأن في ثبوت ذلك فإن ثبت فيحتمل أن يكون فعل ذلك بطريق الاجتهاد فلم ينكره لأن مجتهداً لا يكون حجة على مجتهد فلا يلزم أن يكونوا قائلين بجواز ذلك فأين الإجماع؟ هذا من حيث الحكم. وأما إدراك معن العصر النبوي فواضح فلو ثبت لذكرته في القسم الثالث لكن معن بن زائدة لم يدرك ذلك الزمان وإنما كان في آخر دولة بني أمية وأول دولة بني العباس وولي إمرة اليمن وله أخبار شهيرة في الشجاعة والكرم. ويحتمل أن يكون محفوظاً ويكون ممن وافق اسم هذا واسم أبيه على بعد في ذلك.
معيقيب بن معرض اليمامي.
روى حديثه شاصويه بن عبيد عن معرض بن عبد الله بن معيقيب عن أبيه عن جده قال: حججت حجة الوداع... الحديث.
ذكره بن منده قال أبو نعيم: هذا وهم وإنما هو معرض بن معيقيب - يعني انقلب. وقد مضى على الصواب.
الميم بعدها الغين
المغيرة بن الحارث بن هشام المخزومي.
ذكره أبو نعيم وقال: مختلف في صحبته ذكره الحضرمي - يعني محمد بن عبد الله المعروف بمطين في الوحدان. وأخرج عن هارون بن إسحاق عن قدامة بن محمد عن مغيرة بن المغيرة بن الحارث بن هشام عن أبيه عن جده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " يكفي المؤمن المواقعة " في الشهر.
قلت: سقط بين المغيرة والحارث عبد الرحمن كذلك ذكره البخاري في تاريخه في ترجمة حفيده فقال: مغيرة بن يحيى بن مغيرة بن عبد الرحمن بن الحارث روى قدامة بن محمد المدني عنه عن أبيه عن جده مرسلاً.
قلت: وعبد الرحمن بن الحارث له رؤية وهو والد أبي بكر أحد فقهاء المدينة والمغيرة هذا هو أخوه وكان مولده في خلافة معاوية ولم يدرك العصر النبوي قطعاً.
المغيرة بن سلمان الخزاعي.
تابعي أرسل حديثاً فذكره بن شاهين في الصحابة وأخرج من طريق حميد الطويل عنه - أن رجلين اختصما في شيء إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: " هل لكما في الشطر؟ وأومأ بيده " . رواه البغوي بسند صحيح إلى حميد.
وقد ذكر بن أبي حاتم المغيرة المذكور في التابعين وقال: روى عن بن عمر وكذا ذكره بن حبان في الثقات وروايته عن بن عمر عند النسائي.
المغيرة بن فلان أو فلان بن المغيرة المخزومي من بني مخزوم.
أخرج بن سعد في الطبقات عن أبي نعيم عن سعيد بن يزيد الأحمسي عن الشعبي حدثتني فاطمة بنت قيس أنها كانت تحت المغيرة بن فلان أو فلان بن المغيرة من بني مخزوم فذكر الحديث.


قلت: وكأن راويه لم يحفظ اسمه فنسبه إلى جده الأعلى وتردد مع ذلك فقلبه فقال: المغيرة بن فلان وكلاهما خطأ وإنما هو أبو عمرو بن حفص بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم. وقيل: هو أبو حفص بن عمرو بن عمرو بن المغيرة وسيأتي في الكنى.
المغيرة بن عقبة: بمثناة ثم موحدة بن النحاس بنون ومهملة.
تابعي أرسل حديثاً فذكره بن فتحون في ذيل الاستيعاب ونقل عن محمد بن عثمان بن أبي شيبة عن يعلى بن يحيى المحاربي عن أبيه عن المغيرة بن عتبة قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على حمار وعلي رديفه فقال: " قل: اللهم اغفر لي وارحمني اللهم تب علي لعلك تصيبك إحداهن " .
قال بن فتحون: وذكر سيف في الفتوح أن خالد بن الوليد استعمل عتبة والد المغيرة هذا فيمن استعمل من كماة الصحابة على اللهازم من بكر بن وائل يعني فإذا كان أبو من الصحابة جاز أن يكون هو كذلك وهو كما قال لكن الواقع خلاف ذلك فإنه مذكور في طبقة صغار التابعين ممن روى عن كبار التابعين كموسى بن طلحة وكناه بذلك بن أبي حاتم وغيره.
الميم بعدها الفاء
المفروق بن عمرو: تقدم في القسم الثالث.
مفضل بن أبي الهيثم التغلبي.
أورده بن قانع وقال: حدثنا بشر بن موسى حدثنا سعيد بن منصور حدثنا عبد العزيز بن محمد عن عمرو بن يحيى عن أبي زائدة مولى التغلبيين عن مفضل بن أبي الهيثم حليف لهم قد أدرك النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: نهى النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن يستقبل القبلة بغائط وبول.
قال بن قانع: كذا قال بشر وهو عندي خطأ والصواب معقل وهو كما قال.
الميم بعدها القاف
المقطم بن المقدام الصحابي.
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " ما خلف أحد عند أهله أفضل من ركعتين يركعهما عندهم حين يريد سفراً " رواه الطبراني هكذا أورده الشيخ محي الدين النووي في كتاب الأذكار له ووقفت على ذلك في عدة نسخ حتى في النسخة التي بخطه مضبوطاً بضم الميم وفتح القاف وتشديد الطاء المهملة. وقد تعقبه الحافظ زين الدين بن رجب الحنبلي فقرأت بخطه ما نصه: هكذا قرأت بخط النووي وقد وقع له فيه تصحيف عجيب لأن الذي في المناسك للطبراني: عن المطعم بن المقدام الصنعاني فجعل المطعم المقطم والصنعاني الصحابي.
والمطعم بن المقدام من أتباع التابعين يروي عن مجاهد وسعيد بن جبير ونحوهما مشهور أرسل هذا الحديث فهو معضل فقد رواه أبو بكر بن أبي شيبة في مصنفه عن عيسى بن يونس عن الأوزاعي عن المطعم بن المقدام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم... فذكره ومن هذا الوجه أخرجه الطبراني.
وهو كما قال بن رجب وللمطعم رواية في سنن أبي داود والنسائي عن جماعة من التابعين منهم مجاهد وهو من شيوخ الأوزاعي وأبي إسحاق الفزاري ووثقه جماعة نعم ذكره بن حبان في ثقات التابعين وقال: روى عن محمد بن مسلمة كذا قال وما أظن ذلك إلا وهماً وأرسل عن محمد بن مسلمة ثم رأيت في تاريخ بن عساكر أنه روى عن أبي هريرة ومحمد بن مسلمة مرسلاً ثم عد في شيوخه جماعة من التابعين وذكر في الرواة عنه إسماعيل بن عياش ويحيى بن حمزة ونحوهما وأخرج الحديث الذي في الأذكار من طريق الوليد بن مسلم: سمعت الأوزاعي يقول: حدثني الثقة المطعم بن المقدام - أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: " ما خلف عبد على أهله أفضل من ركعتين يركعهما حين يريد سفراً " ثم أخرج من طريق الوليد أيضاً يقول: سمعت الأوزاعي يقول: ما أصيب أهل دين بأعظم من مصيبتهم بالمطعم بن المقدام الصنعاني.
ومن الرواية عنه ما رواه يحيى بن حمزة الدمشقي عنه وهو من طبقة الوليد بن مسلم عنه عن الحسن - أن معاوية سأل سهل بن الحنظلية فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: " الخيل معقود في نواصيها الخير... " الحديث.
قال بن أبي حاتم: سألت أبي عنه فقال: هذا عندي وهم فقد رواه أبو إسحاق الفزاري عن المطعم عن الحسن بن الحر عن يعلى بن شداد عن سهل قال أبو حاتم: والمطعم عن الحسن البصري لا يصلح والحسن بن سهل بن الحنظلية لا يجيء.
المقعد: أورده المستغفري في الأسماء فأخرج الحديث الذي أورده أبو داود من طريق يزيد بن نمران قال: رأيت بتبوك رجلاً مقعداً فقال: مررت بين يدي النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأنا على حمار ...الحديث.


قلت: وهو وهم وإنما هي صفة ومحله أن يذكر في المبهمات.
المقنع: في المنقع.
المقوقس: بفتح القاف وسكون الواو وكسر القاف الثانية بعدها مهملة هو لقب واسمه جريج بن مينا بن قرقب ومنهم من لم يذكر مينا كما جزم به أبو عمر الكندي في أمراء مصر فقال: المقوقس بن قرقوب أمير القبط بمصر من قبل ملك الروم.
وذكره بن منده في الصحابة فقال: مقوقس صاحب الإسكندرية روى عنه عبيد الله بن عبد الله بن عتبة ثم ساق من طريق حسين بن حسن الأسواري حدثنا مندل بن علي عن محمد بن إسحاق عن الزهري عن عبيد الله حدثني المقوقس قال: أهديت إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم قدح قوارير وكان يشرب فيه.
قال: ورواه إسماعيل بن عمرو عن مندل بإسناده فقال عن بن عباس قال: إن المقوقس أهدى إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم. انتهى.
وأخرجه أبو نعيم كذلك وأخرجه بن قانع قبلهما لكنه لم يقل صاحب الإسكندرية وساق الحديث من طريق الحسين بن الحسن.
وقد أنكر بن الأثير ذكره فقال: لا مدخل له في الصحابة فإنه لم يسلم وما زال نصرانياً ومنه فتح المسلمون مصر في خلافة عمر فلا وجه لذكره ولهما أمثال هذا.
قلت: لولا قول بن منده صاحب الإسكندرية لاحتمل أن يكون ظنه غيره كما هو ظاهر صنيع بن قانع وإن كان لم يصب بذكره في الصحابة وإهداء المقوقس إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقبوله هديته مشهور عند أهل السير والفتوح قال أبو القاسم بن عبد الحكم في فتوح مصر: حدثنا هشام بن إسحاق وغيره قالوا: لما كانت سنة ست من مهاجر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ورجع من الحديبية بعث إلى الملوك فبعث حاطب بن أبي بلتعة إلى المقوقس فلما انتهى إلى الإسكندرية وجده في مجلس مشرف على البحر فركب البحر فلما حاذى مجلسه أشار بالكتاب بين إصبعيه فلما رآه أمر به فأوصل إليه فلما قرأه قال: ما منعه إن كان نبياً أن يدعو علي فيسلط علي فقال له حاطب: ما منع عيسى أن يدعو على من أراده بالسوء؟ قال: فوجم لها. ثم قال له: أعد فأعاد ثم قال له حاطب: إنه كان قبلك رجل زعم أنه الرب الأعلى فانتقم الله منه فاعتبر به وإن لك ديناً لن تدعه إلى دين هو خير منه وهو الإسلام وما بشارة موسى بعيسى إلا كبشارته بمحمد ولسنا ننهاك عن دين عيسى بل نأمرك به فقرأ الكتاب فإذا فيه: " من محمد رسول الله إلى المقوقس عظيم القبط: سلام على من اتبع الهدى...
فذكر مثل الكتاب إلى هرقل. فلما فرغ أخذه فجعله في حق من عاج وختم عليه.
ثم ساق من طريق أبان بن صالح قال: أرسل المقوقس إلى حاطب فقال: أسالك عن ثلاث. فقال: لا تسألني عن شيء إلا صدقتك. قال: إلام يدعو محمد؟ قلت: إلى أن يعبد الله وحده ويأمر بالصلاة خمس صلوات في اليوم والليلة ويأمر بصيام رمضان وحج البيت والوفاء بالعهد وينهى عن أكل الميتة والدم ...إلى أن قال: صفه لي. قال: فوصفته فأوجزت. قال: قد بقيت أشياء لم تذكرها في عينيه حمرة قلما تفارقه وبين كتفيه خاتم النبوة يركب الحمار ويلبس الشملة ويجتزئ بالتمرات والكسر ولا يبالي من لاقى من عم ولا بن عم؟ قال: هذه صفته وقد كنت أظن أن مخرجه بالشام وهناك كانت تخرج الأنبياء من قبله فأراه قد خرج في أرض العرب في أرض جهد وبؤس والقبط لا تطاوعني في اتباعه وسيظهر على البلاد وينزل أصحابه من بعده بساحتنا هذه حتى يظهروا على ما ها هنا وأنا لا أذكر للقبط من هذا حرفاً ولا أحب أن يعلم بمحادثتي إياك أحد.
قال أبو القاسم: وحدثنا هشام بن إسحاق وغيره قال: ثم دعا كاتباً يكتب بالعربية فكتب: لمحمد بن عبد الله من المقوقس. سلام. أما بعد فقد قرأت كتابك... وذكر نحو ما ذكر لحاطب وزاد: وقد أكرمت رسولك وأهديت إليك بغلة لتركبها وبجاريتين لهما مكان في القبط وبكسوة. والسلام.


وقال أبو القاسم أيضاً: حدثنا هانئ بن المتوكل حدثنا بن لهيعة حدثني يزيد بن أبي حبيب - أن المقوقس لما أتاه الكتاب ضمه إلى صدره وقال: هذا زمان يخرج فيه النبي الذي نجد نعته في كتاب الله وإنا نجد من نعمته أنه لا يجمع بين أختين وأنه يقبل الهدية ولا يقبل الصدقة وأن جلساءه المساكين ثم دعا رجلاً عاقلاً ثم لم يدع بمصر أحسن ولا أجمل من مارية وأختها فبعث بهما إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وبعث بغلة شهباء وحماراً أشهب وثياباً من قباطي مصر وعسلاً من عسل بنها وبعث إليه بمال وصدقة وأمر رسوله أن ينظر من جلساؤه؟ وينظر إلى ظهره هل يرى شامة كبيرة ذات شعرات؟ ففعل ذلك فقدم الأختين والدا بتين والعسل والثياب وأعلمه أن ذلك كله هدية فقبل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الهدية ولما نظر إلى مارية وأختها أعجبتاه وكره أن يجمع بينهما فذكر القصة وسيأتي في ترجمة مارية إن شاء الله تعالى.
قال: وكانت البغلة والحمار أحب دوابه إليه وسمى البغلة دلدل وسمى الحمار يعفور وأعجبه العسل فدعا في عسل بنها بالبركة وبقيت تلك الثياب حتى كفن في بعضها وكذا قال.
والصحيح ما في الصحيح في حديث عائشة أنه صلى الله عليه وآله وسلم كفن في ثياب يمانية.
وذكر الواقدي: حدثنا محمد بن يعقوب الثقفي عن أبيه قال: حدثنا عبد الملك بن عيسى وعبد الله بن عبد الرحمن بن يعلى بن كعب الثقفيان وغيرهم كل حدثني بطائفة من الحديث عن المغيرة بن شعبة في قصة خروجهم من الطائف إلى المقوقس بأنهم لما دخلوا على المقوقس قال لهم: كيف خلصتم إلي ومحمد وأصحابه بيني وبينكم؟ قالوا: لصقنا بالبحر. قال: فكيف صنعتم فيما دعاكم إليه؟ قالوا: ما تبعه منا رجل واحد. قال: فكيف صنع قومه؟ قالوا: تبعه أحداثهم وقد لاقاه من خالفه في مواطن كثيرة. قال: فإلى ماذا يدعو؟ قالوا: إلى أن نعبد الله وحده ونخلع ما كان يعبد آباؤنا ويدعو إلى الصلاة والزكاة ويأمر بصلة الرحم ووفاء العهد وتحريم الزنا والربا والخمر. فقال المقوقس: هذا نبي مرسل إلى الناس كافة ولو أصاب القبط والروم لاتبعوه وقد أمرهم بذلك عيسى وهذا الذي تصفون منه بعث به الأنبياء من قبله وستكون له العاقبة حتى لا ينازعه أحد ويظهر دينه إلى منتهى الخف والحافر.
فقالوا: لو دخل الناس كلهم معه ما دخلنا معه فأنغص المقوقس رأسه وقال: أنتم في اللعب ثم سألهم عن نحو ما وقع لهم في قصة هرقل وفي آخره فما فعلت يهود يثرب؟ قلنا: خالفوه فأوقع بهم. قال: هم قوم حسد أما إنهم يعرفون من أمره مثل ما نعرف... فذكر قصة المغيرة فيما فعله برفقته ثم إسلامه بطولها. وقد ذكر بن عبد الحكم في فتوح مصر عن عثمان بن صالح عن بن لهيعة عن عبد الله بن أبي جعفر وغيره في حصار عمرو بن العاص القبط في الحصن إلى أن قال: فلما خاف المقوقس على نفسه ومن تبعه فحينئذ سأل عمرو بن العاص الصلح ودعاه إليه... فذكر القصة.
ومن طريق خالد بن مرثد عن جماعة من التابعين أن المقوقس سبح هو وخواص القبط إلى الجزيرة واستخلف الأعيرج على الحصن ثم ذكر عن المقوقس استمراره على الصلح مع المسلمين لما نقض الروم العهد إلى غير ذلك مما يدل على أنه تمادي على النصرانية إلى أن مات. وقصته في ذلك شبيهة بقصة هرقل كما سيأتي في ترجمته إن شاء الله تعالى.
المقوقس: في معجم بن قانع ولعله الأول قاله الذهبي في التجريد فوهم ولو راجع الحديث الذي ذكره بن منده وأبو نعيم لتحقق أنه واحد فإنهم جميعاً أخرجوا حديثاً من طريقه بسند واحد.
الميم بعدها الكاف
مكلبة بن ملكان الخوارزمي: شخص كذاب أو لا وجود له.
زعم أن له صحبة فأخرج له الخطيب وأبو إسحاق المستملي والمستغفري من طريق المظفر بن عاصم بن أبي الأغر العجلي ويكنى أبا القاسم وكان قدومه من سامرا إلى خوارزم في سنة إحدى عشرة وثلاثمائة أحد الكذابين وزعم أنه لقي مكلبة بن ملكان فحدثه أنه غزا مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أربعاً وعشرين غزوة ومع سراياه وذكر قصة المستملي عن الحارث بن أحمد بن الحارث البلخي - أنه سمع المظفر ببغداد يقول: سمعت مكلبة بخراسان قال في رواية المستملي وكان خوارزم يومئذ يسمى فرجسيد فذكر نحوه قال بن الأثير: وكان ترك هذا أصلح. وقال الذهبي بعد إيراده: هذا هو الكذاب.


قال بن الجوزي في ترجمة المظفر: زعم أنه لقي بعض الصحابة فكذب.
قلت: وللمظفر أيضاً خبر عن مكلبة يأتي في المبهمات في ترجمة بن فلان إن شاء الله تعالى.
مكيث الجهني.
أورده أبو بكر بن أبي علي الذكواني من طريق عبد الرزاق عن معمر عن عثمان بن زفر عن رافع بن مكيث عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " البر زيادة في العمر " . أخرجه أبو موسى وقال: وإنما رواه عبد الرزاق بهذا الإسناد عن بعض بني رافع عن أبيه والحديث لرافع وهو الصواب.
قلت: وكذا هو في مصنف عبد الرزاق. وكذا أخرجه بن شاهين عن أحمد بن محمد بن إسماعيل الأدمي عن زهير بن محمد عن عبد الرزاق.
الميم بعدها اللام
ملحان القيسي.
ذكره أبو عمر فقال: هو والد عبد الملك ويقال: هو والد قتادة بن ملحان القيسي يختلفون فيه له حديث واحد في صيام البيض وحديثه عند شعبة عن أنس بن سيرين. واختلف فيه على شعبة وعلى أنس بن سيرين أيضاً فقال أبو الوليد: عن شعبة عن أنس بن سيرين عن عبد الملك بن ملحان عن أبيه. وقال يزيد بن هارون: عن شعبة عن أنس بن سيرين عن عبد الملك بن المنهال عن أبيه.
قال يحيى بن معين: هذا خطأ والصواب بن ملحان كما قال الطيالسي وغيره...
وقد روى هذا الحديث همام عن أنس بن سيرين قال: حدثني عبد الملك بن قتادة بن ملحان القيس عن أبيه قال أبو عمر: هذا خطأ والصواب ما قال شعبة وليس همام ممن يعارض به شعبة... انتهى.
والذي أطلق غيره من الأئمة أن رواية همام هي الصواب وأن ملحان أصح من منهال وأن زيادة قتادة في النسب لابد منها ورواية همام عند أبي داود والنسائي وابن ماجة من رواية شعبة.
وأخرجه النسائي من طريق خالد بن الحارث عن شعبة عن أنس بن سيرين عن رجل يقال له عبد الملك عن أبيه ولم يسمه.
وأخرجه أيضاً من رواية عبد الله بن المبارك عن شعبة فقال: عن أنس عن عبد الملك بن المنهال عن أبيه قال: كان قتادة يكنى أبا المنهال فقد اتحدت رواية شعبة مع رواية همام وقد وافق هشام الدستوائي هماماً رواه روح بن عبادة عن هشام وهمام جميعاً عن أنس عن عبد الملك بن قتادة عن أبيه أخرجه الحارث بن أبي أسامة عنه فظهر أن رواية همام هي الصواب وأن صحابي الحديث قتادة بن ملحان لا المنهال وأن والد عبد الملك هو قتادة وأن من قال فيه: بن المنهال أو بن ملحان نسبه إلى جده.
ملفع بن الحصين التميمي السعدي: له حديث ليس إسناده بالقوي قاله أبو عمر.
قلت: وهو تصحيف وإنما هو المنقع بالنون والقاف. وقد تقدم في موضعه.
ملقام بن التلب: ذكره بن قانع وأورد له من طريق غالب بن حجيرة: حدثتني أم عبد الله بنت ملقام عن أبيها قال: أصاب الناس سنة جدبة وكان عندي طعام فاستقرضه النبي صلى الله عليه وآله وسلم مني.
قلت: سقط من السند الصحابي وهو والد الملقام كذلك أخرجه الطبراني من هذا الوجه فقال: عن أبيها عن أبيه ملقام. وذكره البخاري وغيره في التابعين.
مليكة: ذكر بعض شيوخي أنه اسم الرجل الذي صلى خلف معاذ وانصرف لما طول معاذ فيما قيل ولم يذكر لذلك مستنداً.
مليل: آخره لام مصغر بن عبد الكريم بن خالد بن العجلان الأنصاري.
ذكره أبو موسى في الذيل فوهم فقد ذكره بن منده فقال مليل بن وبرة بن عبد الكريم. ومضى في الأول على الصواب.
الميم بعدها النون
منبه: بنون وموحدة.
روى عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم في الذي أحرم بعمرة وعليه جبة وهو متخلق هكذا أورده بن عبد البر وتعقبه بن فتحون فقال: هذا وهم ظاهر والحديث في الصحيحين ليعلى بن أمية وهو بن منية بسكون النون بعدها تحتانية مثناة وهي أمه أو جدته وأمية أبوه. وقد ذكره أبو عمر على الصواب في يعلى.
المنتذر: بوزن المنكدر.
ذكره جعفر المستغفري عن يحيى بن يونس الشيرازي واستدركه أبو موسى على بن منده. وقد ذكره بن منده بصيغة التصغير وهو المعروف فقال المنذر ويقال المنيذر فذكر حديثه وقد سبق في مكانه.
المنذر بن أبي راشد: ذكره بن فتحون في الذيل وعزاه للطبراني وساق من طريق صالح بن كيسان عن الزبير بن المنذر بن أبي راشد عن أبيه - أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم مر بسوق المدينة فقال: " هذه سوقكم فلا تنتقصوها ولا تأخذوا لها أجراً " .


قلت: وقوله بن أبي راشد فيه تغيير وإنما هو بن أبي أسيد وقد ذكر البخاري الزبير بن المنذر بن أبي أسيد. وتقدم المنذر بن أبي أسيد في القسم الثاني فيمن له رؤية وروايته عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم في حكم المرسل.
المنذر بن عباد بن قوال.
ذكره بن عبد البر. وقد تقدم في المنذر بن عبد الله.
المنذر بن عرفجة بن كعب بن النحاط بن كعب بن حارثة بن غنم بن السلم بن مالك بن الأوس الأنصاري الأوسي.
شهد بدراً هكذا أورده أبو عمر بعد ترجمة المنذر بن قدامة الأنصاري من بني غنم بن السلم بن مالك بن الأوس. وذكره موسى بن عقبة وغيره في البدريين وغفل عن أنه شخص واحد وهو المنذر بن قدامة بن عرفجة سقط قدامة بين المنذر وعرفجة من بعض النسخ فظنه آخر.
منفعة: رجل مذكور في الصحابة.
روى عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم روى عنه ابنه كليب بن منفعة. ذكره أبو عمر هكذا والذي أورده بن قانع من طريق ضمضم بن عمرو الحنفي عن كليب بن منفعة قال فيه: عن أبيه عن جده قلت: يا رسول الله من أبر؟ قال: " أمك وأباك... " الحديث.
وأخرجه البغوي من طريق الحارث بن مرة عن كليب بن منفعة قال: أتى جدي النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال: من أبر... الحديث.
وأخرجه أبو داود فقال: عن كليب بن منفعة عن جده ولم يسمه وسماه بن منده كليبا تقدم في الكاف ولم أر في شيء من طرقه لمنفعة رواية.
الميم بعدها الهاء
مهاجر بن مسعود: ذكر في الصحابة وهو وهم فأخرج بن أبي خيثمة من طريق داود بن أبي هند عن الشعبي قال: كان مهاجر بن مسعود بحمص فحدره عمر إلى الكوفة.
قلت: ظن الذي أثبت الصحبة لمهاجر أن الرواية بكسر الجيم وأنه اسم الصحابي وليس كذلك إنما أخبر الشعبي أن عبد الله بن مسعود في زمن الفتوح هاجر إلى أرض الشام ونزل حمص ثم رده عمر إلى الكوفة فهاجر فعل وهو بفتح الجيم وابن مسعود هو عبد الله وهو المخبر عنه بأنه هاجر ومن ثم أخرج بن أبي خيثمة هذا الأثر في ترجمة عبد الله بن مسعود.
مهاجر الكلاعي: حديثه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم مرسل وهو تابعي كذا استدركه الذهبي في التجريد وأشار إلى ما أخرجه بن قانع من طريق عاصم بن مهاجر الكلاعي عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " الخط الحسن يزيد الحق وضوحاً " قال بن قانع: لست أعرف له صحبة.
مهدي الجزري: تابعي معروف أرسل حديثاً فذكره علي بن سعيد العسكري في الصحابة. وذكره أبو موسى في الذيل من طريقه. وأخرج من طريق الوليد بن الفضل عن سليمان بن المغيرة عن مبذول بن عمرو عن مهدي الجزري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " ثلاثة يعذرون بسوء الخلق: المريض والمسافر والصائم " .
مهران: تابعي.
أرسل حديثاً فذكره جعفر المستغفري في الصحابة وتبعه أبو موسى فأخرج من طريقه ثم من رواية عبد الصمد بن الفضل عن مكي بن إبراهيم عن بن جريج: أخبرني محمد بن مهران أنه سمع أباه يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في حجة الوداع: " يا معشر التجار إني أرمي بها بين أكتافكم لا تلقوا الركبان لا يبع حاضر لباد " .
ومحمد بن مهران ذكره بن حبان في الطبقة الثالثة من الثقات وقال: شيخ يروي المراسيل روى عنه بن جريج.
المهلب بن أبي صفرة الأزدي يكنى أبا سعيد.
تقدم له ذكر في ترجمة والده في حرف الظاء المعجمة وذكر نسبه هناك وذكر أيضاً في ترجمة حذيفة بن اليمان الأزدي في حرف الحاء المهملة فقال: ولد عام الفتح في عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم ذكره الحاكم في تاريخ نيسابور في باب الصحابة الذين دخلوها وسيأتي في ترجمة أبي صفرة رواية المهلب قال: سمعت أبي يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " أطولكن طاقاً أعظمكن أجراً... " الحديث.
وقال محمد بن قدامة الجوهري في كتاب الخوارج: ولد المهلب عام الفتح. وقال الحاكم: ولد على عهد النبي صلى الله عليه وسلم وإن أباه وفد على أبي بكر ومعه عشرة من أولاده وكان المهلب أصغرهم فنظر إليه عمر فقال لأبي صفرة: هذا سيدهم وأشار إلى المهلب فذكره.


وقول الحاكم في مولده يعارضه ما تقدم في ترجمة حذيفة بن اليمان الأزدي: إن أبا صفرة كان في خلافة أبي بكر غلاماً لم يحتلم فكيف يولد له قبل ذلك بأربع سنين. وقد وافق الحاكم على ذلك من أرخ وفاته سنة ثلاث وثمانين وأنه مات وهو بن ست وسبعين سنة.
وذكر بن سعد أن أبا صفرة كان ممن ارتد ثم راجع الإسلام ووفد على عمر وأورده في الطبقة الأولى من تابعي أهل البصرة. وقال العسكري: روى عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم مرسلاً وإنما قدم هو وأبوه المدينة في زمن عمر.
قلت: الأثر الأول أخرجه عبد الرزاق في مصنفه قال: وفد أبو صفرة على عمر في عشرة من ولده أصغرهم المهلب فقال له عمر: هذا سيد ولدك.
وقد أخرج أصحاب السنن من رواية المهلب عمن سمع النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول: " إن يبيتوكم فليكن شعاركم: حم لا ينصرون " . وليس له في السنن غيره.
وأخرج له أحمد من روايته عن سمرة بن جندب حديثاً.
روى أيضاً عن بن عمر وابن عمرو والبراء. يروي عنه سماك بن حرب وأبو إسحاق السبيعي وعمر بن سيف وقال بن قتيبة: كان أشجع الناس وحمى البصرة من الخوارج بعد أن جلا عنها أهلها ولم يكن يعاب إلا بالكذب.
قلت: وذكر المبرد أنه كان يفعل ذلك في حروبه وقال أبو عمر: هو ثقة وأما من عابه بالكذب فلا وجه له لأنه كان يحتاج لذلك في الحرب يخادع الخوارج فكانوا يصفونه لذلك بالكذب غيظاً منهم عليه.
وقال بن عبد البر: روى عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم مرسلاً وروى محمد بن قدامة في أخبار الخوراج عن حفص بن عمر عن شعبة عن أبي إسحاق عن مهلب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " إذا كان بين أحدكم وبين القبلة قيد مؤخرة الرحل لم يقطع صلاته شيء " .
وقال أبو إسحاق السبيعي: ما رأيت أميراً خيراً من المهلب. وقال محمد بن قدامة في كتاب أخبار الخوارج: ذكر الكوفيون عن أبي إسحاق عن أصحابه قال: لم يل المهلب ولاية قط نظراً له إنما كان يولى لحاجتهم إليه قال أبو إسحاق: صدقوا أول من عقد له لواء علي بن أبي طالب حين انهزمت الأزد يوم الجمل وكان المهلب ولي قتال الخوارج الأزارقة بعد أن كانوا هزموا العساكر وغلبوا على البلاد وشرطوا له أن كل بلد أجلي عنه الخوارج كان له التصرف في خراجها تلك السنة: فحاربهم عدة سنين إلى أن يسر الله بتفريق كلمتهم على يده بعد تسع سنين.
وعاش إلى أن مات سنة اثنتين وثمانين. وقيل مات سنة ثلاث وله ست وسبعون سنة.
المهلب: غير منسوب.
ذكره بن شاهين وأود من طريق مسدد: حدثنا محمد بن عيينة حدثنا ذكوان - مولى لنا قال: كان شعار المهلب: حم لا ينصرون. وقال المهلب: وكان شعار رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
قلت: وهذا هو المهلب بن أبي صفرة وهو مرسل كما بينته في ترجمة الذي قبله.
الميم بعدها الواو
موسى بن شيبة: ذكره العسكري في الصحابة وقال: روايته عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم مرسلة وكذا وصف أبو حاتم روايته بالإرسال.
موسى الأنصاري: شخص كذاب أو اختلقه بعض الكذابين قال أبو الفرج بن الجوزي في الموضوعات - بعد أن ساق حرز أبي دجانة من طريق محمد بن أدهم القرشي عن إبراهيم بن موسى الأنصاري عن أبيه... بطوله: هذا حديث موضوع وإسناده منقطع وليس في الصحابة من اسمه موسى وأكثر رجاله مجاهيل.
مويك: أبو حبيب السلاماني.
ترجم له بن شاهين وذكره في حرف الميم فصحفه فإن أوله فاء بلا خلاف وإنما اختلفوا في الواو. وأخرجه البغوي عن عثمان بن أبي شيبة بسنده وقد أخرجه البغوي وغيره في حرف الفاء بالسند الذي أخرجه بن شاهين.
وتقدم هناك فيمن اسمه فديك بفاء ودال ثم كاف مصغراً.
الميم بعدها الياء
مينا بن أبي مينا الجزار مولى عبد الرحمن بن عوف.
روى عن مولاه وعن عثمان وعلي وابن مسعود وأبي هريرة وعائشة. روى عنه همام والد عبد الرزاق.
قال أبو حاتم الرازي: منكر الحديث وروى أحاديث مناكير في الصحابة لا يعبأ بحديثه كان يكذب. وقال عباس الدوري عن بن معين: ليس بثقة وكذا قال النسائي. وقال الجوزجاني: أنكر الأئمة حديثه لسوء مذهبه. وقال يعقوب بن سفيان: كان غير ثقة ولا مأمون.


وقال أبو زرعة: ليس بقوي. وقال الترمذي والعقيلي: روى مناكير زاد العقيلي: لا يتابع على شيء من حديثه. وقال بن عدي: يتبين على حديثه أنه كان يغلو في التشيع. وأغرب الحاكم فأخرج في مناقب فاطمة من طريق عبد الرزاق: حدثني أبي عن أبيه عن مينا بن أبي مينا مولى عبد الرحمن بن عوف قال: خذوا عني قبل أن تشاب الأحاديث بالأباطيل سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: " أنا الشجرة وفاطمة فرعها وعلي لقاحها... " الحديث. قال الحاكم: إسحاق وأبوه وجده ثقات ومينا أدرك النبي صلى الله عليه وسلم وسمع منه وهذا المتن شاذ.
قلت: في كلامه مناقشات: الأولى - قوله: حدثني أبي عن أبيه فيه زيادة راو وإنما روى عبد الرزاق عن أبيه عن مينا ليس بين والد عبد الرزاق وبين مينا واسطة. الثانية - جد عبد الرزاق مما يستغرب فإنه لا ذكر له ولا رواية. الثالثة - قوله :إن مينا أدرك النبي صلى الله عليه وآله وسلم وسمع منه - مردود لأن مينا أخبر عن نفسه أنه ولد بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم فذكر أنه احتلم حين بويع لعثمان وذلك في آخر سنة ثلاث وعشرين من الهجرة فيكون مولد مينا في آخر العصر النبوي. الرابعة - إنما رواه مينا عن مولاه عبد الرحمن بن عوف كذا أخرجه بن عدي في الكامل من رواية الحسن بن علي بن عيسى بن أبي عبد الغني عن عبد الرزاق فالحديث لعبد الرحمن لا لمينا. الخامسة - قوله: وهذا المتن شاذ - إن أراد أنه تفرد به من غير أن يوجد شيء يوافقه لم يصلح له الحكم بأنه صحيح وليس بشاذ وإن أراد أنه شاذ مع ثقة رجاله فيحتمل...... مطابقة واختصاراً.