إيجاز البيان عن
معاني القرآن النّص المحقّق
(1/53)
بسم الله الرّحمن الرّحيم قال الشّيخ
الإمام السّيّد بيان الحقّ فخر الخطباء أبو القاسم محمود بن
أبي الحسن بن الحسين النّيسابوري رحمه الله:
بعد حمد الله كفاء حقّه، والصّلاة على نبيّه محمد خير خلقه،
إنّ أفضل العلوم علم كتاب الله النازل من عنده، والسّبب الواصل
بين الله وعبده، وتفاسيره مقصورة على قول واحد من الأولين، أو
مقصودة بالتكثير والتكرير كما هو في مجموعات المتأخرين،
والأولى لعجمة الطباع واللسان لا تشفي القلب، والثانية لا
تطاوع الحفظ لإطالة القول، وهذا المجموع يجري من جميعها مجرى
الغرّة «1» من الدّهم «2» والقرحة من الكميت «3» ، قد اشتمل مع
تدانى أطرافه من وسائطه، وتقارب أقرانه من شواكله على أكثر من
عشرة آلاف فائدة، من تفسير وتأويل ودليل ونظائر وإعراب وأسباب
نزول، وأحكام فقه، ونوادر لغات، وغرائب أحاديث.
فمن أراد الحفظ والتحصيل وكان راجعا إلى أدب وتمييز فلا مزيد
له على هذا الكتاب.
ومن أراد التبحر والتكثر فعليه بكتابنا «غرر الأقاويل في معاني
التنزيل» .
__________
(1) الغرة: بياض في الجبهة، وفي الصحاح: 2/ 767 (غرر) : بياض
في جبهة الفرس.
وقيل: الأغر من الخيل الذي غرته أكبر من الدرهم. والقرحة قدر
الدرهم فما دونه.
ينظر اللسان: 5/ 14 (غرر) .
(2) الدّهم: السواد. اللسان: 12/ 209 (دهم) . [.....]
(3) الكميت: لون بين السّواد والحمرة.
الصحاح: 1/ 263 (كمت) .
(1/55)
ومن أراد محاورة المتكلمين ومحاضرة
المتأدبين فلينظر من أحد كتابينا إمّا كتاب «باهر البرهان في
معاني مشكلات القرآن» ، وإمّا كتاب «الأسولة الرائعة والأجوبة
الصادعة إلى حلبة البيان وحلية الإحسان وزبدة التفاسير ولمعة
الأقاويل» .
ومن أراد ريحانة العلوم وباكورة التفاسير وأمهات الآداب
ومقلدات الأشعار فلينشر من كتابنا «شوارد الشواهد وقلائد
القصائد» حلل [الوشي] «1» وأنماطه «2» وليبسط منه زرابي «3»
الربيع ورياطه «4» ، وكل من ذلك ركض في ميدان قد حسرت عنه
الجياد، وانقطعت دونه الآماد، ولكنه سنّة العلماء [1/ ب]
الأولين أجمعين في تفسير ما أشكل للآخرين الأعجمين، والله وليّ
التوفيق/ فيما نقصد، وعليه نتوكل وبه نستعين ونعتضد.
__________
(1) ما بين معقوفين عن «ك» .
والوشي: الثياب، والوشي في اللون: خلط لون بلون.
اللسان: 15/ 392 (وشى) .
(2) النمط: ضرب من البسط، والجمع أنماط.
وفي اللسان: 7/ 417 (نمط) عن أبي منصور قال: «والنمط عند العرب
والزوج ضروب الثياب المصبغة ولا يكادون يقولون نمط ولا زوج إلا
لما كان ذا لون من حمرة أو خضرة أو صفرة، فأما البياض فلا
يقال: نمط، ويجمع أنماطا اهـ.
(3) الزرابي: البسط، وقيل: كل ما بسط وأتكئ عليه، وقيل: هي
الطنافس، والمراد ب «الزرابي» هنا النبت والخضرة.
ينظر اللسان: 1/ 447 (زرب) .
(4) الرّيطة: الملاءة إذا كانت قطعة واحدة ولم تكن لفقين،
والجمع: ريط ورياط.
الصحاح: 3/ 1128، واللسان: 7/ 307 (ريط) .
(1/56)
|