إيجاز البيان عن معاني القرآن

قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (1) الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ (2) وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ (3) وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ (4) وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ (5) إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ (6) فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ (7) وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ (8) وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ (9) أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ (10)

ومن سورة المؤمنين
1 قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ: فازوا بما طلبوا ونجوا عما هربوا «1» .
2 خاشِعُونَ: خائفون بالقلب، ساكنون بالجوارح. والخشوع في الصلاة بجمع الهمّة لها، والإعراض عمّا سواها، ومن الخشوع أن لا يجاوز بنظره موضع سجوده.
و «اللّغو» «2» : كلّ سلام ساقط حقّه أن يلغى «3» ، يقال: لغيت ألغى [66/ أ] ولغوت/ ألغو «4» .
4 لِلزَّكاةِ فاعِلُونَ: لما كانت الزكاة توجب زكاء المال كان لفظ الفعل أليق به من لفظ الأداء والإخراج.
10 أُولئِكَ هُمُ الْوارِثُونَ: قال عليه السلام «5» : «ما منكم إلّا وله
__________
(1) ذكر المؤلف هذا القول في كتابه وضح البرهان: 2/ 95 عن ابن عباس رضي الله عنهما.
ونقل الماوردي في تفسيره: 3/ 92 عن ابن عباس قال: «المفلحون الذين أدركوا ما طلبوا ونجوا من شر ما منه هربوا» .
(2) من قوله تعالى: وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ [آية: 3] .
(3) معاني القرآن للزجاج: 4/ 6، ومعاني النحاس: (4/ 442، 443) ، وزاد المسير:
5/ 460، والبحر المحيط: 6/ 395.
(4) اللسان: 15/ 250 (لغا) .
(5) أخرج نحوه ابن ماجة في سننه: 2/ 1453، كتاب الزهد، باب «صفة الجنة» عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعا.
وصحيح البوصيري إسناده في مصباح الزجاجة: 2/ 361، وأخرجه الطبري في تفسيره:
18/ 6.
وأورده السيوطي في الدر المنثور: 6/ 90، وزاد نسبته إلى سعيد بن منصور، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وابن مردويه، والبيهقي في كتاب «البعث» عن أبي هريرة مرفوعا.

(2/584)


وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ (12) ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ (13) ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ (14)

منزلان فإن مات على الضّلال ورث منزله في الجنة أهل الجنّة، وإن مات على الإيمان ورث منزله في النّار أهل النّار» .
12 مِنْ سُلالَةٍ: سلّ كلّ إنسان من ظهر أبيه «1» .
مِنْ طِينٍ: من آدم «2» عليه السلام.
وجمعت العظام مع إفراد أخواتها لاختلافها «3» بين صغير وكبير، ومدوّر وطويل، وصلب وغضروف.
14 ثُمَّ أَنْشَأْناهُ خَلْقاً آخَرَ: بنفخ الروح فيه «4» ، أو بنبات الشّعر والأسنان «5» ، أو بإعطاء العقل والفهم «6» .
وقيل «7» : حين استوى شبابه.
__________
(1) والسّلّ: انتزاع الشيء وإخراجه في رفق. والسليل: الولد، سمي سليلا لأنه خلق من السلالة.
اللسان: (11/ 338، 339) (سلل) . [.....]
(2) رجحه الطبري في تفسيره: 18/ 8، والنحاس في معانيه: 4/ 447، وقال: «وهو أصح ما قيل فيه، ولقد خلقنا ابن آدم من سلالة آدم، وآدم هو الطين لأنه خلق منه» .
وانظر زاد المسير: 5/ 462، وتفسير القرطبي: 12/ 109.
(3) في قوله تعالى: ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظاماً فَكَسَوْنَا الْعِظامَ لَحْماً ... [آية: 14] .
(4) ذكره ابن قتيبة في تفسير غريب القرآن: 296، وأخرجه الطبري في تفسيره: (18/ 9، 10) عن ابن عباس، وعكرمة، والشعبي، ومجاهد، وأبي العالية، والضحاك، وابن زيد. ورجح الطبري هذا القول، وكذا النحاس في معانيه: 4/ 449.
(5) ذكره الزجاج في معاني القرآن: 4/ 9، والنحاس في معانيه: 4/ 449، وابن الجوزي في زاد المسير: 5/ 463، والقرطبي في تفسيره: 12/ 110 عن الضحاك.
وأورده السيوطي في الدر المنثور: 6/ 92، وعزا إخراجه إلى عبد بن حميد عن الضحاك.
ونقله الماوردي في تفسيره: 3/ 95، والبغوي في تفسيره: 3/ 304 عن قتادة.
(6) نص هذا القول في زاد المسير: 5/ 463 عن الثعلبي.
وذكره الماوردي في تفسيره: 3/ 95 دون عزو.
(7) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: 18/ 10 عن مجاهد.
وعزاه ابن الجوزي في زاد المسير: 5/ 463، والقرطبي في تفسيره: 12/ 110 إلى ابن عمر، ومجاهد.

(2/585)


وَلَقَدْ خَلَقْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعَ طَرَائِقَ وَمَا كُنَّا عَنِ الْخَلْقِ غَافِلِينَ (17) وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ فَأَسْكَنَّاهُ فِي الْأَرْضِ وَإِنَّا عَلَى ذَهَابٍ بِهِ لَقَادِرُونَ (18) فَأَنْشَأْنَا لَكُمْ بِهِ جَنَّاتٍ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ لَكُمْ فِيهَا فَوَاكِهُ كَثِيرَةٌ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ (19) وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِنْ طُورِ سَيْنَاءَ تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ وَصِبْغٍ لِلْآكِلِينَ (20)

وقيل «1» : بل ذلك الإنشاء في السّنة الرابعة لأنّ المولود في سني التربية يعدّ في حيّز النقصان، والشّيء قبل التمام في حدّ العدم.
17 سَبْعَ طَرائِقَ: سبع سموات لأنها طرائق الملائكة»
، أو لأنها طباق بعضها على بعض. أطرقت النّعل: خصفتها «3» ، وأطبقت بعضها على بعض.
20 سَيْناءَ: فيعال «4» من السّناء، ك «ديّار» ، و «قيّام» . وسيناء «5»
__________
(1) تفسير البغوي: 3/ 304، وزاد المسير: 5/ 463.
وعقّب ابن عطية رحمه الله على هذه الأقوال بقوله: «وهذا التخصيص كله لا وجه له، وإنما هو عام في هذا وغيره من وجوه النطق والإدراك وحسن المحاولة هو بها آخر، وأول رتبة من كونه آخر هو نفخ الروح فيه، والطرف الآخر من كونه آخر تحصيله المعقولات إلى أن يموت» اه.
وانظر تفسير القرطبي: 12/ 110.
(2) ذكره الماوردي في تفسيره: 3/ 95، وقال: «قاله ابن عيسى» .
وانظر هذا القول في تفسير البغوي: 3/ 305، وتفسير القرطبي: 12/ 111، والبحر المحيط: 6/ 400.
(3) ينظر الصحاح: 4/ 1516، واللسان: 10/ 219 (طرق) .
(4) على قراءة عاصم، وابن عامر، وحمزة، والكسائي بفتح السين.
السبعة لابن مجاهد: 445، وحجة القراءات: 484، والتبصرة لمكي: 269.
و «السّناء» : المجد والشرف.
ينظر اللسان: 14/ 403.
(5) على قراءة الكسر وهي لابن كثير، ونافع، وأبي عمرو، كما في السبعة: 444، والتيسير للداني: 159.
ولم أقف على من ذكر أن «سيناء» على وزن «فيعال» .
قال الزجاج في معانيه: 4/ 10: «يقرأ: مِنْ طُورِ سَيْناءَ بفتح السين، وبكسر السين، ... فمن قال «سينا» فهو على وصف صحراء، لا ينصرف، ومن قال «سيناء» - بكسر السين- فليس في الكلام على وزن «فعلاء» على أن الألف للتأنيث، لأنه ليس في الكلام ما فيه ألف التأنيث على وزن «فعلاء» ، وفي الكلام نحو «علباء» منصرف، إلّا أن «سيناء» هاهنا اسم للبقعة فلا ينصرف» .
وانظر الكشف لمكي: (2/ 126، 127) .

(2/586)


فَقَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ مَا هَذَا إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُرِيدُ أَنْ يَتَفَضَّلَ عَلَيْكُمْ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَأَنْزَلَ مَلَائِكَةً مَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي آبَائِنَا الْأَوَّلِينَ (24) إِنْ هُوَ إِلَّا رَجُلٌ بِهِ جِنَّةٌ فَتَرَبَّصُوا بِهِ حَتَّى حِينٍ (25) قَالَ رَبِّ انْصُرْنِي بِمَا كَذَّبُونِ (26) فَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ أَنِ اصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا فَإِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ فَاسْلُكْ فِيهَا مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلَّا مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ مِنْهُمْ وَلَا تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا إِنَّهُمْ مُغْرَقُونَ (27) فَإِذَا اسْتَوَيْتَ أَنْتَ وَمَنْ مَعَكَ عَلَى الْفُلْكِ فَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي نَجَّانَا مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (28) وَقُلْ رَبِّ أَنْزِلْنِي مُنْزَلًا مُبَارَكًا وَأَنْتَ خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ (29) إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ وَإِنْ كُنَّا لَمُبْتَلِينَ (30) ثُمَّ أَنْشَأْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ قَرْنًا آخَرِينَ (31) فَأَرْسَلْنَا فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ أَفَلَا تَتَّقُونَ (32) وَقَالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِلِقَاءِ الْآخِرَةِ وَأَتْرَفْنَاهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا مَا هَذَا إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يَأْكُلُ مِمَّا تَأْكُلُونَ مِنْهُ وَيَشْرَبُ مِمَّا تَشْرَبُونَ (33) وَلَئِنْ أَطَعْتُمْ بَشَرًا مِثْلَكُمْ إِنَّكُمْ إِذًا لَخَاسِرُونَ (34) أَيَعِدُكُمْ أَنَّكُمْ إِذَا مِتُّمْ وَكُنْتُمْ تُرَابًا وَعِظَامًا أَنَّكُمْ مُخْرَجُونَ (35) هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ لِمَا تُوعَدُونَ (36)

فيعال. ك «ديماس» «1» و «قيراط» .
تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ: تنبت ما تنبت والدهن فيها «2» .
وذكر ابن درستويه «3» : أن الدّهن: المطر اللين «4» . ومن فتح التاء «5» فمعناه: تنبت وفيها دهن، تقول: جاء زيد بالسّيف، أي: سيفه معه «6» .
24 يَتَفَضَّلَ عَلَيْكُمْ: يكون أفضل منكم.
27 واصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنا: أي: تصنعه وأنت واثق بحفظ الله له ورؤيته إياه فلا تخاف.
36 هَيْهاتَ: بعد الأمر جدا حتى امتنع. وبني لأنّها بمنزلة الأصوات غير مشتقة من فعل «7» .
__________
(1) الديماس: الكن والحمام.
الصحاح: 3/ 930 (دمس) ، والنهاية لابن الأثير: 2/ 133.
(2) هذا المعنى على قراءة «تنبت» بضم التاء وهي لابن كثير، وأبي عمرو.
ينظر توجيه هذه القراءة في الكشف لمكي: 2/ 127.
(3) ابن درستويه: (258- 347 هـ) .
هو عبد الله بن جعفر بن محمد بن درستويه، من أئمة اللغة في بغداد في عصره.
صنف تصحيح الفصيح، والإرشاد في النحو، وأخبار النحويين، ونقض كتاب العين ...
وغير ذلك.
وضبط ابن ماكولا في الإكمال: 3/ 322 درستويه بفتح الدال والراء. وفي الأنساب للسمعاني: 5/ 299 بضم الدال المهملة والراء وسكون السين المهملة وضم التاء.
وانظر ترجمته في تاريخ بغداد: 9/ 428، وإنباه الرواة: 2/ 113، وسير أعلام النبلاء:
15/ 531. [.....]
(4) ينظر قوله المذكور هنا في تفسير الماوردي: 3/ 96، وتفسير القرطبي: 12/ 116.
(5) قراءة عاصم، ونافع، وابن عامر، وحمزة، والكسائي.
ينظر السبعة لابن مجاهد: 445، وحجة القراءات: 484، والتبصرة لمكي: 269.
(6) نص هذا القول في معاني القرآن للزجاج: 4/ 10، وانظر معاني القرآن للنحاس:
4/ 453، ومشكل إعراب القرآن لمكي: 2/ 499، والكشاف: 3/ 29.
(7) قال النحاس في إعراب القرآن: 3/ 114: «وبنيت على الفتح وموضعها رفع لأن المعنى البعد لأنها لم يشتق منها فعل فهي بمنزلة الحروف فاختير لها الفتح لأن فيها هاء التأنيث، فهي بمنزلة اسم ضمّ إلى اسم، ك «خمسة عشر» ... » .
وانظر المحرر الوجيز: 10/ 354، والبيان لابن الأنباري: 2/ 184.

(2/587)


قَالَ عَمَّا قَلِيلٍ لَيُصْبِحُنَّ نَادِمِينَ (40) فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ بِالْحَقِّ فَجَعَلْنَاهُمْ غُثَاءً فَبُعْدًا لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (41) ثُمَّ أَنْشَأْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ قُرُونًا آخَرِينَ (42) مَا تَسْبِقُ مِنْ أُمَّةٍ أَجَلَهَا وَمَا يَسْتَأْخِرُونَ (43) ثُمَّ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا تَتْرَى كُلَّ مَا جَاءَ أُمَّةً رَسُولُهَا كَذَّبُوهُ فَأَتْبَعْنَا بَعْضَهُمْ بَعْضًا وَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ فَبُعْدًا لِقَوْمٍ لَا يُؤْمِنُونَ (44)

40 عَمَّا قَلِيلٍ: «ما» في مثله لتقريب المدى «1» ، أو تقليل الفعل، كقوله بسبب ما، أي: بسبب وإن قلّ.
41 فَجَعَلْناهُمْ غُثاءً: هلكى، كما يحتمله الماء من الزبد والورق البالي «2» .
فَبُعْداً: هلاكا، على طريق الدعاء عليهم، أو بعدا لهم من رحمة الله، فيكون بمعنى اللّعنة «3» .
44 تَتْرا: متواترا. وأصله: وتر، من وتر القوس لاتصاله «4» .
آيَةً: حجة على اختراع الأجسام من غير شيء، كاختراع عيسى من [66/ ب] غير أب وحمل أمه/ إياه من غير فحل «5» .
إِلى رَبْوَةٍ: الرّملة من فلسطين «6» .
__________
(1) البحر المحيط: 6/ 405.
(2) ينظر هذا المعنى في تفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 297، وتفسير الطبري: 18/ 22، ومعاني القرآن للزجاج: 4/ 13، ومعاني النحاس: 4/ 458.
(3) ذكره الماوردي في تفسيره: 3/ 97، والقرطبي في تفسيره: 12/ 134.
(4) عن تفسير الماوردي: 3/ 97، وانظر اللسان: 5/ 278 (وتر) .
(5) ذكر نحوه الطبري في تفسيره: 18/ 25، وانظر معاني الزجاج: 4/ 14، وتفسير الماوردي: 3/ 98.
(6) أخرج عبد الرزاق هذا القول في تفسيره: 357 عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه، وكذا أخرجه الطبري في تفسيره: 18/ 26.
وأورده السيوطي في الدر المنثور: 6/ 101 وزاد نسبته إلى عبد بن حميد، وابن أبي حاتم، وأبي نعيم، وابن عساكر عن أبي هريرة رضي الله عنه.
واستبعد الطبري هذا القول، فقال: «لأن الرملة لا ماء بها معين، والله تعالى ذكره وصف هذه الربوة بأنها ذات قرار ومعين» .
وقال النحاس في معانيه: 4/ 463: «والصواب أن يقال: إنها مكان مرتفع، ذو استواء، وماء ظاهر» .

(2/588)


وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ (52) فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ زُبُرًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ (53)

ذاتِ قَرارٍ: استواء يستقر عليها. وقيل «1» : ثمارا، أي: لأجل الثمار يستقرّ فيها.
وَمَعِينٍ: مفعول عنته أعينه «2» ، أو هو «فعيل» من معن «يمعن» ، وهو الماعون للشيء القليل «3» .
52 وَإِنَّ هذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً واحِدَةً: سأل سهولة ملتكم وطريقتكم في التوحيد وأصول الشرائع. وفتح أن «4» على تقدير: ولأنّ هذه أمّتكم، أي: فاتقون لهذا «5» ، وانتصاب أُمَّةً على الحال.
53 فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ زُبُراً: افترقوا في دينهم فرقا، كلّ ينتحل كتابا ويدّعي نبيا.
وعن الحسن «6» : قطّعوا كتاب الله قطعا وحرفوه.
وهو في قراءة: زُبُراً «7» ظاهر، أي: قطعا جمع
__________
(1) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: 18/ 28 عن قتادة، وعقب عليه بقوله: «وهذا القول الذي قاله قتادة في معنى ذاتِ قَرارٍ وإن لم يكن أراد بقوله: إنها إنما وصفت بأنها ذات قرار لما فيها من الثمار، ومن أجل ذلك يستقر فيها ساكنوها، فلا وجه له نعرفه» .
(2) ينظر معاني القرآن للفراء: 2/ 237، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 297، وتفسير الطبري: 18/ 28، ومعاني القرآن للنحاس: 4/ 464.
(3) ذكره الطبري في تفسيره: 18/ 28، والزجاج في معانيه: 4/ 15، واستبعده بقوله: وهذا بعيد لأن «المعن» في اللغة الشيء القليل، والماعون هو الزكاة، وهو «فاعول» من المعن، وإنما سميت الزكاة بالشيء القليل، لأنه يؤخذ من المال ربع عشره، فهو قليل من كثير» .
(4) وهي قراءة نافع، وابن كثير، وأبي عمرو، كما في السبعة لابن مجاهد: 446، وحجة القراءات: 488، والتبصرة لمكي: 270. [.....]
(5) ذكر المؤلف- رحمه الله- هذا القول في كتابه وضح البرهان: 2/ 102 عن الخليل.
وانظر معاني القرآن للزجاج: 4/ 15، والتبيان للعكبري: 2/ 956.
(6) أورد السيوطي هذا المعنى في الدر المنثور: 6/ 103 عن الحسن، وعزا إخراجه إلى عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن المنذر، وابن جرير، وابن أبي حاتم عنه.
(7) بضم الزاي وفتح الباء، وهي قراءة شاذة.
انظر غرائب التفسير للكرماني: 2/ 779.
ونسبها النحاس في معاني القرآن: 4/ 466 إلى الأعمش، وابن عطية في المحرر الوجيز:
10/ 367 إلى أبي عمرو، والأعمش، وكذا القرطبي في تفسيره: 12/ 130، ونسبها ابن الجوزي في زاد المسير: 5/ 478 إلى ابن عباس، وأبي عمران الجوني.
وأشار الطبري- رحمه الله- إلى هذه القراءة فقال: «وقرأ ذلك عامة قراء الشام ...
بمعنى: فتفرقوا أمرهم بينهم قطعا كزبر الحديد، وذلك القطع منها واحدتها «زبرة» من قول الله: آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ فصار بعضهم يهودا، وبعضهم نصارى.
والقراءة التي نختار في ذلك قراءة من قرأه بضم الزاي والباء لإجماع أهل التأويل في تأويل ذلك على أنه مراد به الكتب، فذلك يبين عن صحة ما اخترنا في ذلك لأن «الزبر» هي الكتب، يقال منه: زبرت الكتاب: إذا كتبته» اه. انظر تفسيره: 18/ 30.

(2/589)


نُسَارِعُ لَهُمْ فِي الْخَيْرَاتِ بَلْ لَا يَشْعُرُونَ (56) إِنَّ الَّذِينَ هُمْ مِنْ خَشْيَةِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ (57) وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ (58) وَالَّذِينَ هُمْ بِرَبِّهِمْ لَا يُشْرِكُونَ (59) وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ (60) أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ (61) وَلَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا وَلَدَيْنَا كِتَابٌ يَنْطِقُ بِالْحَقِّ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ (62) بَلْ قُلُوبُهُمْ فِي غَمْرَةٍ مِنْ هَذَا وَلَهُمْ أَعْمَالٌ مِنْ دُونِ ذَلِكَ هُمْ لَهَا عَامِلُونَ (63) حَتَّى إِذَا أَخَذْنَا مُتْرَفِيهِمْ بِالْعَذَابِ إِذَا هُمْ يَجْأَرُونَ (64) لَا تَجْأَرُوا الْيَوْمَ إِنَّكُمْ مِنَّا لَا تُنْصَرُونَ (65) قَدْ كَانَتْ آيَاتِي تُتْلَى عَلَيْكُمْ فَكُنْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ تَنْكِصُونَ (66) مُسْتَكْبِرِينَ بِهِ سَامِرًا تَهْجُرُونَ (67)

«زبرة» «1» . ك «برمة» و «برم» » .
56 نُسارِعُ لَهُمْ فِي الْخَيْراتِ: نقدّم لهم ثواب أعمالهم لرضانا عنهم!!.
بَلْ: لا، بل للاستدراج والابتلاء.
61 وَهُمْ لَها سابِقُونَ: لأجلها سبقوا الناس، أو سبقوا إلى الجنّة «3» .
63 وَلَهُمْ أَعْمالٌ مِنْ دُونِ ذلِكَ: من دون ما ذكروا بها من أعمال البرّ.
66 تَنْكِصُونَ: ترجعون إلى الكفر.
67 مُسْتَكْبِرِينَ بِهِ: أي: بالحرم «4» ، أي: بلغ أمركم أنكم تسمرون
__________
(1) ينظر مجاز القرآن لأبي عبيدة: 2/ 60، وغريب القرآن لليزيدي: 266، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 298، والكشاف: 3/ 34.
(2) في اللسان: 12/ 45 (برم) : «والبرمة: قدر من حجارة، والجمع برم وبرام وبرم» .
(3) ذكر الماوردي هذين الوجهين في تفسيره: 3/ 100.
وقال الزجاج في معانيه: 4/ 17: «فيه وجهان، أحدهما: معناه إليها سابقون، كما قال:
بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحى لَها، أي: أوحى إليها.
ويجوز: وَهُمْ لَها سابِقُونَ، أي: من أجل اكتسابها، كما تقول: أنا أكرم فلانا لك، أي: من أجلك» .
(4) ذكره الفراء في معاني القرآن: 2/ 239، وابن قتيبة في تفسير غريب القرآن: 298.
وأخرجه الطبري في تفسيره: (18/ 38، 39) عن ابن عباس، ومجاهد، والحسن، وسعيد ابن جبير، وقتادة، والضحاك.

(2/590)


وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءَهُمْ لَفَسَدَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ بَلْ أَتَيْنَاهُمْ بِذِكْرِهِمْ فَهُمْ عَنْ ذِكْرِهِمْ مُعْرِضُونَ (71)

بالبطحاء لا تخافون، وتوحيد سامِراً على المصدر «1» ، أي: تسمرون سمرا كقولك: قوموا قائما، ويجوز حالا للحرم «2» لأنّ السمر ظلّ القمر «3» ، يقال: جاء بالسّمر والقمر، أي: بكل شيء.
ويجوز السّامر جمعا «4» ، كالحاضر للحيّ الحلول «5» ، والباقر والجامل جمع البقر والإبل.
تَهْجُرُونَ: أي: القرآن. أو تقولون الهجر وهو البهتان «6» .
و «تهجرون» «7» من الإهجار، وهو الإفحاش في القول «8» ، وفي الحديث «9» : «إذ طفتم بالبيت فلا تلغوا ولا تهجروا» .
71 بَلْ أَتَيْناهُمْ بِذِكْرِهِمْ: بشرفهم، بالرسول منهم، والقرآن بلسانهم «10» .
__________
(1) التبيان للعكبري: 2/ 958.
(2) مشكل إعراب القرآن لمكي: 2/ 504، والبيان لابن الأنباري: 2/ 187، والتبيان للعكبري: 2/ 958.
(3) ذكره الزجاج في معانيه: 4/ 18، وكذا النحاس في معاني القرآن: 4/ 475.
(4) وهو قول المبرد في الكامل: 2/ 799، وقال: «وهم الجماعة يتحدثون ليلا» .
وانظر معاني القرآن للنحاس: 4/ 475، وتهذيب اللّغة للأزهري: 4/ 199، واللسان:
4/ 197 (سمر) .
(5) في تهذيب اللغة: 4/ 199: «والعرب تقول: حيّ حاضر بغير هاء إذا كانوا نازلين على ماء عدّ ... » .
(6) عن معاني القرآن للزجاج: 4/ 18.
(7) بضم التاء وكسر الجيم، وهي قراءة نافع كما في السبعة لابن مجاهد: 446، وحجة القراءات: 489، والتبصرة لمكي: 270. [.....]
(8) ينظر تفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 299، والكشف لمكي: 2/ 129، والنهاية:
5/ 246، واللسان: 5/ 251 (هجر) .
(9) ذكره أبو عبيد في غريب الحديث: 2/ 64 موقوفا على أبي سعيد الخدري رضي الله عنه.
وهو- أيضا- في غريب الحديث لابن الجوزي: 2/ 489، والنهاية: 5/ 246.
قال ابن الأثير: «يروى بالضم والفتح» .
(10) نص هذا القول في تفسير الماوردي: 3/ 103.
وانظر معاني القرآن للفراء: 2/ 239، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 299، وتفسير الطبري: 18/ 43، ومعاني الزجاج: 4/ 19.

(2/591)


وَلَقَدْ أَخَذْنَاهُمْ بِالْعَذَابِ فَمَا اسْتَكَانُوا لِرَبِّهِمْ وَمَا يَتَضَرَّعُونَ (76) حَتَّى إِذَا فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَابًا ذَا عَذَابٍ شَدِيدٍ إِذَا هُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ (77)

76 فَمَا اسْتَكانُوا لِرَبِّهِمْ: بالجدب الذي أصابهم بدعائه عليه السلام «1» .
77 باباً ذا عَذابٍ شَدِيدٍ: يوم بدر «2» .
87 سيقولون الله: لمطابقة السؤال في مَنْ، وذكر أنه في مصاحف الأمصار بغير ألف، إلّا مصحف أهل البصرة «3» ، فيكون على المعنى كقولك: من مولاك؟ فيقول: لفلان «4» .
__________
(1) ثبت ذلك في أثر أخرجه النسائي في تفسيره: 2/ 100 (السنن الكبرى) عن ابن عباس رضي الله عنهما، وكذا الطبري في تفسيره: (18/ 44، 45) ، والطبراني في المعجم الكبير:
11/ 370 حديث رقم (12038) .
وأخرجه الحاكم في المستدرك: 2/ 394، كتاب التفسير، وقال: «هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي، وأخرجه الواحدي في أسباب النزول: 362، والبيهقي في دلائل النبوة: 4/ 81.
وأورده السيوطي في الدر المنثور: 6/ 111، وزاد نسبته إلى ابن أبي حاتم، وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما.
(2) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: 18/ 45 عن ابن عباس، وابن جريج.
ونقله الماوردي في تفسيره: 3/ 104، عن ابن عباس رضي الله عنهما.
وأورده السيوطي في الدر المنثور: 6/ 112، وزاد نسبته إلى ابن أبي شيبة، وابن مردويه، عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما.
قال ابن عطية في المحرر الوجيز: 10/ 389: «و «العذاب الشديد» إمّا يوم بدر بالسيوف كما قال بعضهم، وإما توعد بعذاب غير معين، وهو الصواب لما ذكرناه من تقدم بدر للمجاعة» .
(3) قرأ أبو عمرو بن العلاء البصري، من السبعة، ويعقوب من القراء العشرة بإثبات الألف في لفظ الجلالة، وقرأ الباقون: لِلَّهِ بغير ألف.
ينظر السبعة لابن مجاهد: 447، وحجة القراءات: 490، والتبصرة لمكي: 270، والغاية في القراءات العشر لابن مهران: 216، والنشر: 3/ 206.
وأورد الطبري- رحمه الله- القراءتين ثم قال: «والصواب من القراءة في ذلك أنهما قراءتان قد قرأ بهما علماء من القراء متقاربتا المعنى، فبأيتهما قرأ القارئ فمصيب، غير أني مع ذلك أختار جميع ذلك بغير ألف، لإجماع خطوط مصاحف الأمصار على ذلك، سوى خط مصحف أهل البصرة» .
(تفسير الطبري: 18/ 48) .
(4) ينظر هذا المعنى في تفسير الطبري: (18/ 47، 48) ، ومعاني القرآن للزجاج: 4/ 20.

(2/592)


وَقُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ (97) وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ (98) حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ (99) لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (100) فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلَا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءَلُونَ (101)

97 هَمَزاتِ الشَّياطِينِ: دفعهم/ بالإغواء إلى المعاصي.
100 وَمِنْ وَرائِهِمْ بَرْزَخٌ: من أمامهم حاجز، وهو ما بين الدنيا والآخرة «1» أو ما بين الموت والبعث «2» .
101 وَلا يَتَساءَلُونَ: أن يحمل بعضهم عن بعض، ولكن يتساءلون عن حالهم وما عمّهم من البلاء، كقوله «3» : فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلى بَعْضٍ يَتَساءَلُونَ.
وسألت عائشة رضي الله عنها: يا رسول الله أإنا نتعارف؟ فقال:
«ثلاث مواطن تذهل فيها كلّ نفس: حين يرمى إلى كلّ إنسان كتابه، وعند الموازين، وعلى جسر جهنم» «4» .
و «اللّفح» «5» : إصابة سموم النّار «6» ، و «الكلوح» : تقلّص الشفتين عن الأسنان «7» .
__________
(1) ذكره أبو عبيدة في مجاز القرآن: 2/ 62، واليزيدي في غريب القرآن: 268، وابن قتيبة في تفسير غريب القرآن: 300، وأخرجه الطبري في تفسيره: 18/ 53 عن الضحاك.
(2) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: 18/ 53 عن مجاهد، وابن زيد.
ونقله الماوردي في تفسيره: 3/ 105 عن ابن زيد.
وأورده السيوطي في الدر المنثور: 6/ 115، وزاد نسبته إلى ابن أبي شيبة، وهناد، وعبد بن حميد، وابن المنذر، وأبي نعيم عن مجاهد.
(3) سورة الصافات، آية: 50.
(4) لم أقف عليه بهذا اللفظ، وأخرج- نحوه- الإمام أحمد في مسنده: 6/ 110، وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد: (10/ 361، 362) ثم قال: رواه أحمد، وفيه ابن لهيعة وهو ضعيف، وقد وثّق، وبقية رجاله رجال الصحيح.
(5) من قوله تعالى: تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ وَهُمْ فِيها كالِحُونَ [آية: 104] .
(6) ينظر المفردات للراغب: 452.
(7) ورد هذا المعنى في حديث أخرجه الإمام أحمد في مسنده: 3/ 88 عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «تشويه النار فتقلص شفته العليا حتى تبلغ وسط رأسه وتسترخي شفته السفلى حتى تضرب سرته» .
وأخرجه- أيضا- الترمذي في سننه: 5/ 328، كتاب التفسير، باب «ومن سورة المؤمنون» ، وقال: «هذا حديث حسن صحيح غريب» .
والحاكم في المستدرك: 2/ 395، كتاب التفسير، وقال: «هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه» ، ووافقه الذهبي.
وأورده السيوطي في الدر المنثور: 6/ 118، وزاد نسبته إلى عبد بن حميد، وابن أبي الدنيا في «صفة النار» ، وابن مردويه عن أبي سعيد الخدري مرفوعا.
وانظر تفسير الطبري: (18/ 55، 56) ، ومعاني القرآن للزجاج: 4/ 23. [.....]

(2/593)


قَالَ اخْسَئُوا فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُونِ (108) إِنَّهُ كَانَ فَرِيقٌ مِنْ عِبَادِي يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ (109) فَاتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِيًّا حَتَّى أَنْسَوْكُمْ ذِكْرِي وَكُنْتُمْ مِنْهُمْ تَضْحَكُونَ (110) إِنِّي جَزَيْتُهُمُ الْيَوْمَ بِمَا صَبَرُوا أَنَّهُمْ هُمُ الْفَائِزُونَ (111) قَالَ كَمْ لَبِثْتُمْ فِي الْأَرْضِ عَدَدَ سِنِينَ (112) قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ فَاسْأَلِ الْعَادِّينَ (113) قَالَ إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا لَوْ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (114)

108 اخْسَؤُا: اسكتوا وابعدوا. خسأته فخسأ وخسئ وانخسأ «1» .
114 إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا: في الدنيا، أو في القبور بالإضافة إلى لبثهم في النّار «2» .
__________
(1) ينظر تفسير الطبري: 18/ 59، ومعاني الزجاج: 4/ 24، ومعاني النحاس: 4/ 488.
(2) أورد الماوردي القولين في تفسيره: 3/ 106 دون عزو.
وانظر تفسير البغوي: 3/ 319، وزاد المسير: 5/ 495، وتفسير القرطبي: 12/ 155.

(2/594)