إيجاز البيان عن
معاني القرآن [سورة البروج]
«الشّاهد» «6» : الملك والرّسول، و «المشهود» /: الإنسان «7» .
[106/ أ] و «الأخدود» «8» : شقّ في الأرض «9» . هبّت نار
الأخدود إلى أصحابها
__________
(1) معاني القرآن للفراء: 3/ 250، وتفسير الطبري: 30/ 113،
وتفسير القرطبي: 19/ 270.
(2) معاني القرآن للزجاج: 5/ 304، والمفردات للراغب: 426،
واللسان: 2/ 569 (كدح) .
(3) معاني القرآن للفراء: 3/ 251، وتفسير غريب القرآن لابن
قتيبة: 521، وتفسير الطبري:
30/ 119، وتفسير القرطبي: 19/ 276.
(4) ينظر تفسير الطبري: (30/ 121، 122) ، ومعاني الزجاج: 5/
305، وتفسير القرطبي:
19/ 278.
(5) ذكره الفراء في معانيه: 3/ 251، وابن قتيبة في تفسير غريب
القرآن: 521، وأخرجه الطبري في تفسيره: (30/ 122، 123) عن ابن
عباس، والحسن، وعكرمة، ومجاهد، وقتادة، والضحاك.
(6) في قوله تعالى: وَشاهِدٍ وَمَشْهُودٍ [آية: 3] .
(7) في معنى «الشاهد» ، و «المشهود» اختلاف كثير، وقد ذكر
الطبري- رحمه الله- في تفسيره: (30/ 128- 131) الأقوال التي
وردت في ذلك، ثم عقّب عليها بقوله:
«والصواب من القول في ذلك عندنا أن يقال: إن الله أقسم بشاهد
شهد، ومشهود شهد، ولم يخبرنا مع إقسامه بذلك أيّ شاهد وأيّ
مشهود أراد، وكل الذي ذكرنا أن العلماء قالوا:
هو المعنى مما يستحق أن يقال: «شاهد ومشهود» اه-.
(8) في قوله تعالى: قُتِلَ أَصْحابُ الْأُخْدُودِ [آية: 4] .
(9) ينظر تفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 522، ومعاني القرآن
للزجاج: 5/ 307، واللسان:
3/ 161 (خدد) .
(2/871)
فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ
(22)
القعود عليها فأحرقتهم «1» .
22 فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ عن أنس «2» : إنّه على التمثيل، أي:
كأنّ القرآن لحفظ القلوب إياه في لوح محفوظ، وإلّا فإنّما
يحتاج إليه من ينسى.
ويروى «3» : أنّ اللّوح شيء يلوح للملائكة فيعرفون به ما يلقى
إليهم.
[سورة الطارق]
«الطّارق» : النّجم وهو هنا زحل «4» لأنّه يثقب السّماء السّبع
نوره.
9 تُبْلَى السَّرائِرُ: تظهر الخفايا «5» .
16 وَأَكِيدُ كَيْداً: انقض كيدهم وأبطله وأجازيهم عليه.
17 فَمَهِّلِ الْكافِرِينَ: كرر للتوكيد بتغيير المثال أولا
وتبديل اللّفظ ثانيا «6» .
قيل «7» : وتقديرها: مهّل ثم أمهل ثم رويدا، أي: أرودهم رويدا،
و «أرود» و «أمهل» بمعنى لتحسين اللّفظ.
رُوَيْداً: انظرهم قليلا، ولا يتكلم بها إلّا مصغّرة، وهو من
رادت
__________
(1) ينظر خبر أصحاب الأخدود في تفسير الطبري: (30/ 132- 134) ،
وتفسير البغوي:
4/ 467، وتفسير ابن كثير: 8/ 388.
(2) لم أقف على هذا القول المنسوب إلى أنس رضي الله تعالى عنه.
(3) ذكره الماوردي في تفسيره: 4/ 431، عن بعض المفسرين، وكذا
القرطبي في تفسيره:
19/ 299، وعزاه الفخر الرازي في تفسيره: 31/ 126، إلى بعض
المتكلمين. [.....]
(4) نقل الماوردي هذا القول في تفسيره: 4/ 432 عن علي بن أبي
طالب رضي الله عنه، وعزاه ابن الجوزي في زاد المسير: 9/ 81،
إلى علي بن أبي طالب، وابن عباس.
ونقله الفخر الرازي في تفسيره: 31/ 128 عن الفراء.
(5) ينظر تفسير الطبري: 30/ 146، وتفسير البغوي: 4/ 473.
(6) البحر المحيط: 8/ 456.
(7) ذكره الفخر الرازي في تفسيره: 31/ 134 عن أبي علي الفارسي،
وانظر تفسير القرطبي:
20/ 12، والبحر المحيط: 8/ 453.
(2/872)
سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ
الْأَعْلَى (1) الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى (2) وَالَّذِي قَدَّرَ
فَهَدَى (3) وَالَّذِي أَخْرَجَ الْمَرْعَى (4) فَجَعَلَهُ
غُثَاءً أَحْوَى (5) سَنُقْرِئُكَ فَلَا تَنْسَى (6)
الريح ترود رودا: تحركت حركة ضعيفة «1» .
[سورة الأعلى]
1 سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ: لا تسمّ أحدا باسمي «2» .
والغثاء «3» : ما يبس من النّبات فتحتمله الرّيح والماء «4» .
و «الأحوى» : الأسود «5» ، والنّبات إذا يبس اسودّ، ويجوز صفة
ل الْمَرْعى أي: أخرجه أحوى لشدّة الخضرة ثمّ جعله غثاء «6» .
6 فَلا تَنْسى: سأل ابن كيسان «7» النّحوي جنيدا «8» الصّوفي
عنه،
__________
(1) اللسان: 3/ 188 (رود) .
(2) أي: نزّه اسم ربك عن أن يسمى به أحد سواه.
ينظر تفسير الطبري: 30/ 152، وتفسير الماوردي: 4/ 437.
(3) من الآية: 5، قوله تعالى: فَجَعَلَهُ غُثاءً أَحْوى.
(4) تفسير الطبري: 30/ 153، ومعاني القرآن للزجاج: 5/ 315،
والمفردات للراغب: 358، واللسان: 15/ 116 (غثا) .
(5) معاني القرآن للفراء: 3/ 256، وتفسير غريب القرآن لابن
قتيبة: 524، وتفسير الطبري:
30/ 153، والمفردات للراغب: 140، واللسان: 14/ 207 (حوا) .
(6) ينظر معاني القرآن للزجاج: 5/ 315، وإعراب القرآن للنحاس:
5/ 204، وتفسير القرطبي: 20/ 17.
(7) ابن كيسان: (؟ - 299 هـ-) .
هو محمد بن أحمد بن إبراهيم بن كيسان النحوي.
أخذ النحو عن محمد بن يزيد المبرد، وثعلب وغيرهما، صنف كتاب
المذكر والمؤنث، والمقصور والممدود، والوقف والابتداء ... وغير
ذلك.
أخباره في طبقات النحويين للزبيدي: 153، وإنباه الرواة: 3/ 57،
وبغية الوعاة:
1/ 18.
(8) الجنيد: (؟ - 297 هـ-) .
هو الجنيد بن محمد الخزاز القواريري، الإمام الزاهد المعروف.
صحب الحارث المحاسبي والسري السقطي ... وغيرهما، وصفه السبكي
في طبقات الشافعية الكبرى:
2/ 260 بقوله: سيد الطائفة، ومقدم الجماعة، وإمام أهل الخرقة،
وشيخ طريقة التصوف، وعلم الأولياء في زمانه، وبهلوان العارفين.
ينظر ترجمته أيضا في طبقات الصوفية: 155، وتاريخ بغداد: 7/
241، وطبقات الأولياء: 126، وسير أعلام النبلاء: 14/ 66.
(2/873)
فَذَكِّرْ إِنْ
نَفَعَتِ الذِّكْرَى (9) سَيَذَّكَّرُ مَنْ يَخْشَى (10)
وَيَتَجَنَّبُهَا الْأَشْقَى (11) الَّذِي يَصْلَى النَّارَ
الْكُبْرَى (12) ثُمَّ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيَى (13)
قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى (14)
فقال: لا تنسى العمل به. فقال: لا فضّ الله
فاك، مثلك يصدّر «1» .
9 فَذَكِّرْ إِنْ نَفَعَتِ الذِّكْرى التذكير: تكثير الإنذار
وتكريره «2» ، ولا يجب إلّا فيمن ينفعه.
14 قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى: أي: زكاة الفطر «3» ، وتقدّم
على صلاة العيد عملا بالآية.
[سورة الغاشية]
1 الْغاشِيَةِ: تغشى النّاس بأهوالها «4» .
3 ناصِبَةٌ: ذات نصب.
4 ناراً حامِيَةً: الحمى لازم. أو تحمي نفسها فلا يطفئها شيء.
و «الضّريع» «5» : شجرة شائكة «6» إذا أكلته الإبل هزلت، أو هو
__________
(1) ينظر هذا الخبر في تفسير القرطبي: 20/ 19.
(2) ينظر الكشاف: 4/ 244. [.....]
(3) ورد هذا القول في عدة آثار منها المرفوع إلى النبي صلى
الله عليه وسلم، ومنها الموقوف على أبي سعيد الخدري، وعبد الله
بن عمر، ومنها المقطوع عن قتادة، وأبي العالية، وعطاء، ومحمد
بن سيرين.
ينظر تفسير البغوي: 4/ 476، وسنن البيهقي: 4/ 159، كتاب
الزكاة، «جماع أبواب زكاة الفطر» ، وتفسير ابن كثير: (8/ 403،
404) ، والدر المنثور: (8/ 485، 486) .
(4) وهي القيامة كما في تفسير غريب القرآن: 525، وتفسير
الطبري: 30/ 159، وتفسير الماوردي: 4/ 442.
(5) في قوله تعالى: لَيْسَ لَهُمْ طَعامٌ إِلَّا مِنْ ضَرِيعٍ
[آية: 6] .
(6) هي الشّبرق كما في مجاز القرآن لأبي عبيدة: 2/ 296، وتفسير
غريب القرآن: 525، ومعاني القرآن للزجاج: 5/ 317.
وانظر تفسير القرطبي: 20/ 30، واللسان: 8/ 223 (ضرع) .
(2/874)
لَا تَسْمَعُ فِيهَا
لَاغِيَةً (11)
وصف من «الضّراعة» لا اسم، أي: ليس فيها
طعام إلّا ما أعدّ للهوان، أو إذا طعموه تضرّعوا عنده.
11 لاغِيَةً: مصدر ك «اللّغو» ، أو وصف مصدر محذوف، أي: كلمة
لاغية ذات لغو» .
[سورة الفجر]
1، 2 وَالْفَجْرِ: صلاة الفجر «2» ، وَلَيالٍ عَشْرٍ: / عشر ذي
الحجة «3» . [106/ ب]
3 وَالشَّفْعِ: الخلق، وَالْوَتْرِ: الخالق «4» .
4 وَاللَّيْلِ إِذا يَسْرِ: سأل المؤرّج «5» الأخفش عن سقوط
الياء فقال:
__________
(1) ينظر معاني القرآن للأخفش: 2/ 737، وتفسير الطبري: 30/
163، وإعراب القرآن للنحاس: 5/ 212، والكشاف: 4/ 247، والبحر
المحيط: 8/ 463.
(2) أخرج الطبريّ هذا القول في تفسيره: 30/ 168 عن ابن عباس،
وعكرمة.
(3) أخرج عبد الرزاق هذا القول في تفسيره: 2/ 369 عن مسروق،
ومجاهد، وقتادة.
وأخرجه الطبري في تفسيره: (30/ 168، 169) عن ابن عباس، وعبد
الله بن الزبير، ومسروق، وعكرمة، ومجاهد، وقتادة، والضحاك،
وابن زيد.
وأخرجه الحاكم في المستدرك: 2/ 552، كتاب التفسير، «تفسير سورة
والفجر» عن ابن عباس رضي الله عنهما وقال: هذا حديث صحيح
الإسناد ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي، واختار الطبري هذا القول،
وصححه ابن كثير في تفسيره: 8/ 413.
(4) أخرج الفراء هذا القول في معانيه: 3/ 259 عن عطاء، وأخرجه
الطبري في تفسيره:
30/ 171 عن مجاهد، والحسن.
وأورده السيوطي في الدر المنثور: 8/ 503، وزاد نسبته إلى
الفريابي، وعبد بن حميد، وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد.
(5) المؤرج: (؟ - 195 هـ-) .
هو مؤرج بن عمرو بن الحارث السدوسي الإمام اللغوي، النحوي،
الشاعر، قيل: إن اسمه «مرثد» و «مؤرج» لقب له.
صنف كتاب جماهير القبائل، وغريب القرآن، والأنواء، والأمثال
... وغير ذلك.
وقد طبع الكتاب الأخير بتحقيق الدكتور رمضان عبد التواب.
أخباره في تاريخ بغداد: 13/ 258، وإنباه الرواة: 3/ 327،
ووفيات الأعيان: 5/ 304، وبغية الوعاة: 2/ 305.
(2/875)
هَلْ فِي ذَلِكَ
قَسَمٌ لِذِي حِجْرٍ (5) أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ
بِعَادٍ (6) إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ (7) الَّتِي لَمْ
يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ (8) وَثَمُودَ الَّذِينَ
جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ (9) وَفِرْعَوْنَ ذِي
الْأَوْتَادِ (10) الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلَادِ (11)
فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ (12) فَصَبَّ عَلَيْهِمْ
رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ (13) إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ
(14) فَأَمَّا الْإِنْسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ
فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ (15)
وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ
فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ (16) كَلَّا بَلْ لَا تُكْرِمُونَ
الْيَتِيمَ (17) وَلَا تَحَاضُّونَ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ
(18) وَتَأْكُلُونَ التُّرَاثَ أَكْلًا لَمًّا (19)
وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا جَمًّا (20) كَلَّا إِذَا
دُكَّتِ الْأَرْضُ دَكًّا دَكًّا (21) وَجَاءَ رَبُّكَ
وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا (22) وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ
بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسَانُ وَأَنَّى
لَهُ الذِّكْرَى (23) يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ
لِحَيَاتِي (24) فَيَوْمَئِذٍ لَا يُعَذِّبُ عَذَابَهُ أَحَدٌ
(25) وَلَا يُوثِقُ وَثَاقَهُ أَحَدٌ (26) يَا أَيَّتُهَا
النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ (27)
لا، حتى تخدمني سنة. فسأله بعد سنة. فقال:
أمّا الآن فاللّيل لا يسري وإنّما يسرى فيه، فقد عدل به عن
معناه فوجب أن يعدل عن لفظه، كقوله «1» :
وَما كانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا ولم يقل «بغية» لأنّه معدول عن
«الباغية» «2» .
5 لِذِي حِجْرٍ: عقل «3» .
9 جابُوا الصَّخْرَ: قطعوها ونحتوها بيوتا.
14 إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصادِ: لا يفوته شيء من أمور
العباد.
19 أَكْلًا لَمًّا: قال الحسن «4» : أن يأكل نصيبه ونصيب صاحبه
أو خادمه.
22 وَجاءَ رَبُّكَ: أمره وقضاؤه.
25 فَيَوْمَئِذٍ لا يُعَذِّبُ: لا ينقل عذابه عنه إلى غيره
فدية له.
27 يا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ: أي: إلى الدّنيا
«5» ، وقيل «6» :
المخبتة.
__________
(1) سورة مريم: آية: 28.
(2) ينظر خبر المؤرج والأخفش في تفسير القرطبي: 20/ 43، وببعض
الاختلاف في تفسير البغوي: 4/ 482.
(3) ينظر معاني القرآن للفراء: 3/ 260، ومجاز القرآن لأبي
عبيدة: 2/ 297، وتفسير الطبري:
30/ 173، والمفردات للراغب: 109.
(4) أخرجه الطبري في تفسيره: 30/ 183، وأورده السيوطي في الدر
المنثور: 8/ 509، وزاد نسبته إلى عبد بن حميد عن الحسن رحمه
الله تعالى.
(5) جاء بعده في تفسير الماوردي: 4/ 454: «ارجعي إلى ربك في
تركها» ، ذكره عن بعض أصحاب الخواطر.
وأورده البغوي في تفسيره: 4/ 487، وابن الجوزي في زاد المسير:
9/ 124. [.....]
(6) أخرجه الطبري في تفسيره: 30/ 190 عن مجاهد، وأورده السيوطي
في الدر المنثور:
8/ 515، وعزا إخراجه إلى الفريابي، وعبد بن حميد عن مجاهد رحمه
الله.
(2/876)
|