إيجاز البيان عن
معاني القرآن وَرَأَيْتَ النَّاسَ
يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا (2) فَسَبِّحْ
بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا (3)
[سورة النصر]
2 أَفْواجاً: زمرا، أمّة بعد أمّة «1» .
3 وَاسْتَغْفِرْهُ: في ترك بعض ما لزمك من شكر نعمة الفتح «2»
.
[سورة المسد]
1 تَبَّتْ: خابت وخسرت «3» والإضافة إلى اليد لأنّ العمل
باليد.
وَتَبَّ: أي: وقد تب، فالأول دعاء والثاني خبر «4» .
4 حَمَّالَةَ الْحَطَبِ: تمشي بالنّمائم فتشعل بين النّاس نار
العداوة «5» .
5 مِنْ مَسَدٍ: مسدت وفتلت «6» .
__________
(1) ينظر تفسير الطبري: 30/ 333، وتفسير البغوي: 4/ 541،
والمفردات للراغب: 386، وتفسير القرطبي: 20/ 386، واللسان: 2/
350 (فوج) . [.....]
(2) ذكره الفخر الرازي في تفسيره: 32/ 162، وذكر أيضا وجوها
أخرى في الجواب عما يرد على هذه الآية من شبه.
(3) ينظر معاني القرآن للفراء: 3/ 298، وتفسير الطبري: 30/
336، ومعاني الزجاج:
5/ 375، والمفردات للراغب: 72.
(4) نص هذا القول في معاني الفراء: 3/ 298، وانظر إعراب القرآن
للنحاس: 5/ 305، وتفسير القرطبي: 20/ 236.
(5) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: 30/ 339، عن مجاهد،
وقتادة، وعكرمة.
وقيل: إنها كانت تحمل الشوك فتطرحه في طريق النبي صلى الله
عليه وسلم، وهو أولى الأقوال عند الطبري بالصواب.
(6) كذا في الأصل، وفي «ج» : مسد وفتل.
وفي معاني القرآن للفراء: 3/ 299: «ويقال: (من مسد) هو ليف
المقل» .
وفي اللسان: 3/ 402 (مسد) عن ابن سيده قال: «المسد: حبل من ليف
أو خوص أو شعر أو وبر أو صوف أو جلود الإبل ... » .
وحبل من مسد أي: حبل مسد أي مد، أي فتل فلوي، أي أنها تسلك في
النار، أي في سلسلة ممسود، وانظر تفسير الطبري: 30/ 340،
ومعاني القرآن للزجاج: 5/ 376.
(2/895)
قُلْ هُوَ اللَّهُ
أَحَدٌ (1)
[سورة الإخلاص]
1 قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ: أَحَدٌ ليس بنعت بل ابتداء بيان
«1» كقوله «2» :
إِنَّمَا اللَّهُ إِلهٌ واحِدٌ، وأَحَدٌ أبلغ من واحِدٌ لأنّه
لا يدخل في العدد، وإذا قلت: لا يقاومه واحد يجوز أن يقاومه
اثنان «3» .
والصَّمَدُ: السيّد يصمد إليه في الحوائج «4» .
وانتصاب كُفُواً على خبر يَكُنْ قدّم على الاسم وهو أَحَدٌ.
[سورة الفلق]
1 الْفَلَقِ: الخلق كلهم «5» ، وقيل «6» : الْفَلَقِ: الصبح.
__________
(1) ينظر معاني القرآن للفراء: 3/ 299، وتفسير الطبري: 30/
343، ومعاني الزجاج:
5/ 377، وإعراب القرآن للنحاس: 5/ 308.
(2) سورة النساء: آية: 171.
(3) عن تفسير الماوردي: 4/ 545، وقال مكي في مشكل إعراب
القرآن: 2/ 853: «وفي أَحَدٌ فائدة ليست في (واحد) لأنك إذا
قلت: لا يقوم لزيد واحد، جاز أن يقوم له اثنان فأكثر، وإذا
قلت: لا يقوم له أحد، نفيت الكل، وهذا إنما يكون في النفي
خاصة، فأما في الإيجاب فلا يكون فيه ذلك المعنى.
وأَحَدٌ إذا كان بمعنى «واحد» وقع في الإيجاب، تقول: مرّ بنا
أحد، أي: واحد، فكذا قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ، أي: «واحد»
اه-.
(4) هذا قول ابن قتيبة في تفسير غريب القرآن: 542، ونقله
الماوردي في تفسيره: 4/ 546 عن ابن عباس رضي الله عنهما.
وانظر المفردات للراغب: 286، وزاد المسير: 9/ 368، وتفسير
القرطبي: 20/ 254.
(5) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: 30/ 351 عن ابن عباس رضي
الله عنهما، ونقله الماوردي في تفسيره: 4/ 548 عن الضحاك.
وأورده ابن الجوزي في زاد المسير: 9/ 273، وقال: «رواه الوالبي
عن ابن عباس، وكذلك قال الضحاك» .
(6) هذا قول الفراء في معانيه: 3/ 301، وأبي عبيدة في مجاز
القرآن: 2/ 317، وابن قتيبة في تفسير غريب القرآن: 543،
واختاره الطبري في تفسيره: 30/ 351.
(2/896)
وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ
إِذَا وَقَبَ (3) وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ
(4)
3 غاسِقٍ إِذا وَقَبَ: القمر دخل في الكسوف
«1» .
4 النَّفَّاثاتِ: السّواحر «2» .
[سورة الناس]
1 بِرَبِّ النَّاسِ: حافظهم وملكهم يملك أمرهم. وإلههم لا يحق
لعبادتهم غيره.
4 الْوَسْواسِ: حديث النّفس بالصّوت الخفي وهو الموسوس هنا،
سمّي باسم المصدر.
الْخَنَّاسِ: الشّيطان لأنّه يخنس عند ذكر الله «3» .
__________
(1) ذكره ابن قتيبة في تفسير غريب القرآن: 543.
ونقله الفخر الرازي في تفسيره: 32/ 194 عن ابن قتيبة، وكذا
القرطبي في تفسيره:
2/ 257، وأبو حيان في البحر المحيط: 8/ 531.
(2) ينظر معاني القرآن للفراء: 3/ 301، وتفسير الطبري: 30/
353، وتفسير ابن كثير:
8/ 555.
(3) أي ينقبض ويتأخر.
ينظر معاني القرآن للفراء: 3/ 302، وتفسير غريب القرآن لابن
قتيبة: 543، وتفسير الطبري: 30/ 355، ومعاني الزجاج: 5/ 381،
وتفسير الماوردي: 4/ 552، واللسان:
6/ 71 (خنس) . [.....]
(2/897)
تم كتاب إيجاز البيان عن معاني القرآن بحمد
الله ومنه والصلاة على محمد وآله الطاهرين أجمعين وسلم تسليما
كثيرا «1»
__________
(1) جاء في آخر «ج» ما يلي: تم الكتاب بعون القادر الوهاب على
جارحة أقل خلق الله محمد بن فضل الله الملقب بالضياء أحسن الله
عواقبه وبصره بعيوب نفسه ثالث آخر الربيعين سنة ثلاث وثمانين
وسبعمائة، حامدا ومصليا.
(2/898)
|