تفسير ابن أبي
حاتم محققا بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ
بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا. من يهد اللَّهُ فَلا
مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلا هادي له. ونشهد أن سيدنا
محمدا عبده ورسوله، صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه وسلم
تسليما كثيرا.
(أما بعد) فقد جعل الله القرآن العظيم هدى من الضلالة، ونورا
للقلوب، وشفاء لما في الصدور، ورحمة لقوم يؤمنون، أخرج الله به
من شاء من ظلمات الغي والجهل إلى نور الإيمان والعلم.
فالقرآن هو آخر الكتب لذا فقد اشتمل على العلوم والمعارف
النافعة وإن من أنفع علوم القرآن علم التفسير فبه نتدبر
معانيه، والعمل بما فيه، والاهتداء بهديه، والائتمار بأوامره
والبعد عن نواهيه، وتصديق أخباره، والاعتبار بقصصه.
فكان سلف الأمة يرجعون إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيمَا أشكل عليهم فيبين لهم المراد، ويوضح
لهم المعنى.
عن ابن مسعود رضي الله عنه، قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يقرئهم العشر فلا
يجاوزونها إلى عشر أخرى حتى يتعلموا ما فيها من العمل، فيعلمنا
القرآن والعمل جميعا.
ولما كان تفسير القرآن الكريم من أهم العلوم التي يحتاجها
المسلمون علماء ومتعلمين، فقد قيض الله عز وجل في كل عصر
علماء، قاموا بأعباء ذلك الأمر
(1/5)
العظيم، فاعتنوا بدراسة القرآن، فعرفوا
تأويله وتنزيله، وأسباب نزوله، وفضائله، وأحكامه، وبينوا
المحكم من المتشابه والناسخ من المنسوخ.
ومن هؤلاء الإمام عبد الرحمن بن أبى حاتم الرازي الذي جمع في
تفسيره أقوال السلف مسندة إليهم مع الدقة والأمانة في الأداء،
بانتقائه أصح الأسانيد، مقتصرا على النقل المجرد من أي رأى
وترجيح. فهذه ميزة عظيمة لهذا التفسير الفريد.
وفي الختام أدعو الله العلي العظيم أن يرحم مؤلف هذا التفسير
وأن يسكنه فسيح جناته، إنه هو السميع العليم ...
والحمد لله رب العالمين.
أسعد محمد الطيب
(1/6)
|