تفسير ابن أبي
حاتم محققا يَا أَيُّهَا
النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي
مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (1)
سُورَةُ التحريم
66
قَوْلُهُ تَعَالَى: يَا أَيُّهَا النَّبِيّ لَمْ تُحَرِّمُ مَا
أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ
18920 - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَشْرَبُ مِنْ شَرَابٍ
عِنْدَ سَوْدَةَ مِنَ الْعَسَلِ، فَدَخَلَ عَلَى عَائِشَةَ
فَقَالَتْ: إِنِّي أَجِدُ مِنْكَ رِيحًا، فَدَخَلَ عَلَى
حَفْصَةَ فَقَالَتْ: إِنِّي أَجِدُ مِنْكُ رِيحًا، فَقَالَ:
«أَرَاهُ مِنْ شَرَابٍ شَرِبْتُهُ عِنْدَ سَوْدَةَ وَاللَّهِ
لا أَشْرَبُهُ» فَأَنْزَلَ اللَّهُ: يَا أَيُّهَا النَّبِيّ
لَمْ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ الْآيَةَ «1» .
18921 - وَبِسَنَدٍ ضَعِيفٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ:
نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ: يَا أَيُّهَا النَّبِيّ لَمْ
تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ فِي الْمَرْأَةِ الَّتِي
وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ «2» .
قَوْلُهُ تَعَالَى: عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَنْ بَعْضٍ
18922 - عَنْ مُجَاهِدٍ فِي قَوْلِهِ: عَرَّفَ بَعْضَهُ
وَأَعْرَضَ عَنْ بَعْضٍ قَالَ: الَّذِي عَرَّفَ أَمْرُ
مَارِيَةَ، وَأَعْرَضَ عَنْ بَعْضٍ قَوْلُهُ: «إِنَّ أَبَاكَ
وَأَبَاهَا يَلِيَانَ النَّاسَ بَعْدِي» مَخَافَةَ أَنْ
يَفْشُوَ «3» .
قَوْلُهُ تَعَالَى: وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ
18923 - وَبِسَنَدٍ ضَعِيفٍ عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي قَوْلِهِ:
وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ قَالَ: «هُوَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي
طَالِبٍ» «4» .
18924 - عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ فِي قَوْلِهِ: وَصَالِحُ
الْمُؤْمِنِينَ قَالَ: نَزَلَتْ فِي عُمَرَ خَاصَّةً «5» .
18925 - عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ أَنَّ عُمَرَ بْنَ
الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ سُئِلَ عَنِ التَّوْبَةِ
النَّصُوحِ قَالَ: أَنْ يَتُوبَ الرَّجُلُ مِنَ الْعَمَلِ
السَّيِّئِ، ثُمَّ لَا يَعَودُ إِلَيْهِ أَبَدًا «6» .
18926 - وَبِسَنَدٍ ضَعِيفٍ عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ قَالَ:
سَأَلْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ
التَّوْبَةِ النَّصُوحِ فَقَالَ: «هُوَ النَّدَمُ عَلَى
الذَّنْبِ حِينَ يُفْرَطُ مِنْكَ فَتَسْتَغْفِرُ اللَّهَ
بِنَدَامَتِكَ عِنْدَ الْحَافِرِ ثُمَّ لَا تَعُودُ إِلَيْهِ
أَبَدًا» «7» .
قَوْلُهُ تَعَالَى: فَخَانَتَاهُمَاْ
18927 - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا فِي
قَوْلِهِ: فَخَانَتَاهُمَا قَالَ: مَا زَنَتَا، أَمَّا
خِيَانَةُ امْرَأَةِ نُوحٍ فَكَانَتْ تَقُولُ لِلنَّاسِ:
إِنَّهُ مَجْنُونٌ، وَأَمَّا خِيَانَةُ امْرَأَةِ لُوطٍ،
فَكَانَتْ تَدُلُّ عَلَى الضَّيْفِ، فَتِلْكَ خيانتها «8» .
__________
(1) الدر 8/ 213- 214.
(2) الدر 8/ 213- 214.
(3) الدر 8/ 217.
(4) الدر 8/ 219.
(5) الدر 8/ 224.
(6) الدر 8/ 227- 228.
(7) الدر 8/ 227- 228.
(8) الدر 8/ 228.
(10/3362)
الَّذِي خَلَقَ
الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ
عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ (2)
سُورَةُ الْملك
67
قَوْلُهُ تَعَالَى: الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ
18928 - عَنْ قَتَادَةَ فِي قَوْلِهِ: الَّذِي خَلَقَ
الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: إِنَّ اللَّهَ أَذَلَّ
بَنِي آدَمَ بِالْمَوْتِ، وَجَعَلَ الدُّنْيَا دَارَ حَيَاةٍ
ثُمَّ دَارَ مَوْتٍ. وَجَعَلَ الْآخِرَةَ دَارَ جَزَاءٍ ثُمَّ
دَارَ بَقَاءٍ» «1» .
18929 - عَنْ قَتَادَةَ فِي قَوْلِهِ: الَّذِي خَلَقَ
الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ قَالَ الْحَيَاةُ فَرَسُ جِبْرِيلَ
عَلَيْهِ السَّلامُ، وَالْمَوْتُ كَبْشٌ أَمْلَحُ «2» .
قَوْلُهُ تَعَالَى: مِنْ تَفَاوُتٍ
18930 - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ: مِنْ تَفَاوُتٍ
قَالَ: تَشَقُّقٌ. وَفِي قَوْلِهِ:
هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ قَالَ: شَقَوقٌ. وَفِي قَوْلِهِ:
خَاسِئًا قَالَ: ذَلِيلًا وَهُوَ حَسِيرٌ قَالَ: كَلِيلٌ «3» .
قَوْلُهُ تَعَالَى: فَسُحْقًا
18931 - عَنِ ابْنِ عَبَّاسِ فَسُحْقًا قَالَ: بُعْدًا «4» .
قَوْلُهُ تَعَالَى: مَنَاكِبِهَا
18932 - حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ حَكِيمٍ
الْأَزْدِيُّ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ
يُونُسَ بْنِ جُبَيْرٍ، عن بشير ابن كَعْبٍ، أَنَّهُ قَرَأَ
هَذِهِ الْآيَةَ: فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا فَقَالَ لِأُمِّ
وَلَدٍ لَهُ: إِنْ عَلِمْتِ مَنَاكِبِهَا فَأَنْتِ عَتِيقَةٌ:
فَقَالَتْ هِيَ الْجِبَالُ: فَسَأَلَ أَبَا الدَّرْدَاءِ
فَقَالَ: هِيَ الْجِبَالُ «5» .
قَوْلُهُ تَعَالَى: نُفُورٍ
18933 - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا فِي
قَوْلِهِ: بَلْ لَجُّوا فِي عُتُوٍّ وَنُفُورٍ قَالَ: فِي
الضَّلالِ «6» .
قَوْلُهُ تَعَالَى: مُكِبًّا
18934 - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا
أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا قَالَ: فِي الضَّلالِ أَمَّنْ
يَمْشِي سَوِيًّا قَالَ: مُهْتَدِيًّا «7» .
قَوْلُهُ تَعَالَى: مَعِينٍ
18935 - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا بِمَاءٍ
مَعِينٍ قَالَ: ظاهر «8» .
__________
(1) الدر 8/ 234- 236.
(2) الدر 8/ 234- 236.
(3) الدر 8/ 234- 236.
(4) الدر 8/ 234- 236. [.....]
(5) ابن كثير 2068
(6) الدر 8/ 238.
(7) الدر 8/ 238.
(8) الدر 8/ 238.
(10/3363)
ن وَالْقَلَمِ وَمَا
يَسْطُرُونَ (1)
سُورَةُ الْقلم
68
قَوْلُهُ تَعَالَى: الْقَلَمِ
18936 - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: إِنَّ أَوَّلَ شَيْءٍ
خَلَقَ اللَّهُ الْقَلَمُ، فَقَالَ لَهُ اكْتُبْ، فَقَالَ يَا
رَبِّ وَمَا أَكْتُبُ؟ قَالَ: اكْتُبِ الْقَدْرَ، فَجَرَى مِنْ
ذَلِكَ الْيَوْمِ مَا هُوَ كَائِنٌ إِلَى أَنْ تَقُومَ
السَّاعَةُ، ثُمَّ طَوَى الْكِتَابَ، وَارْتَفَعَ الْقَلَمُ،
وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ فَارْتَفَعَ بُخَارُ الْمَاءِ
فَفُتِقَتْ مِنْهُ السَّمَاوَاتُ، ثُمَّ خُلِقَ النُّورُ
فَبُسِطَتِ الْأَرْضُ عَلَيْهِ وَالْأَرْضُ عَلَى ظَهْرِ
النُّونِ فَاضْطَرَبَ النُّونُ، فَمَادَتِ الْأَرْضُ
فَأُثْبِتَتْ بِالْجِبَالِ، فَإِنَّ الْجِبَالَ لَتَفْخَرُ
عَلَى الْأَرْضِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ثُمَّ قَرَأَ ابْنُ
عَبَّاسٍ ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ «1» .
قَوْلُهُ تَعَالَى: وَمَا يَسْطُرُونَ
18937 - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ: وَمَا يَسْطُرُونَ
قَالَ: وَمَا يَعْلَمُونَ «2» .
18938 - عن شهر ابن حَوْشَبٍ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ
الرَّحْمَنِ بْنُ غَنْمٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ جَوَاظٌ
وَلا جَعْظَرِيٌّ وَلا الْعُتُلُّ الزَّنِيمُ، فَقَالَ لَهُ
رَجُلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ: مَا الْجَوَّاظُ وَالْجَعْظَرِيُّ
وَالْعُتُلُّ الزَّنِيمُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أما الْجَوَّاظُ فَالَّذِي جَمَعَ
وَمَنَعَ تَدْعُوهُ لَظَى نَزَّاعَةً لِلشَّوَى وَأَمَّا
الْجَعْظَرِيُّ فَالْفَظُّ الْغَلِيظُ قَالَ اللَّهُ: فَبِمَا
رَحْمَةٍ مِّنَ اللهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا
غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ وَأَمَّا
الْعُتُلُّ الزَّنِيمُ فَشَدِيدُ الْخُلِقِ رَحِيبُ الْجَوْفِ
مُصَحَّحٌ شَرُوبٌ وَاجِدٌ لِلطَّعَامِ وَالشَّرَابِ ظَلُومٌ
لِلنَّاسِ» «3» .
قَوْلُهُ تَعَالَى: حَلافٍ مَهِينٍ
18939 - عَنِ السُّدِّيِّ فِي قَوْلِهِ: وَلا تُطِعْ كُلَّ
حَلافٍ مَهِينٍ قَالَ: نَزَلَتْ فِي الْأَخْنَسِ بْنِ شُرَيْقٍ
«4» .
18940 - عَنْ مُجَاهِدٍ فِي قَوْلِهِ: وَلا تُطِعْ كُلَّ
حَلافٍ مَهِينٍ قال: هو الأسود بن عبد يغوث «5» .
__________
(1) الدر 8/ 241- 242.
(2) الدر 8/ 241- 242.
(3) الدر 8/ 241- 242.
(4) الدر 8/ 241- 242.
(5) الدر 8/ 241- 242.
(10/3364)
عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ
زَنِيمٍ (13)
قَوْلُهُ تَعَالَى: عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ
زَنِيمٍ
18941 - عَنِ الْقَاسِمِ مَوْلَى مُعَاوِيَةَ وَمُوسَى بْنِ
عُقْبَةَ قَالا: سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْعُتُلِّ الزَّنِيمِ قَالَ: هُوَ
الْفَاحِشُ اللَّئِيمُ «1» .
18942 - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: الْعَتُلُّ هُوَ
الدَّعِيُّ، وَالزَّنِيمُ هُوَ الْمُرِيبُ الَّذِي يُعْرَفَ
بِالشَّرِّ «2» .
18943 - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: الزَّنِيمُ هُوَ الرَّجُلُ
يَمَرُّ عَلَى الْقَوْمِ فَيَقُولُونَ رَجُلُ سُوءٍ «3» .
18944 - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ: عُتُلٍّ بَعْدَ
ذَلِكَ زَنِيمٍ قَالَ: رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ كَانَتْ لَهُ
زَنْمَةٌ زائدة مِثْلُ زَنْمَةِ الشَّاةِ يُعْرَفُ بِهَا «4» .
قَوْلُهُ تَعَالَى: هَمَّازٍ
18945 - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ: مَهِينٍ قَالَ:
الْكَذَّابُ هَمَّازٍ يَعْنِي الِاغْتِيَابَ عُتُلٍّ قَالَ:
الشَّدِيدُ «5» .
18946 - عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ عَنِ النَّبِيِّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ مَاتَ
هَمَّازًا لَمَّازًا مُلْقِيًا لِلنَّاسِ، كَانَ عَلامَتُهُ
يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَنْ يَسِمَهُ اللَّهُ عَلَى الْخُرْطُومِ
مِنْ كُلِّ الشِّدْقَيْنِ «6» .
قَوْلُهُ تَعَالَى: إِنَّا بَلَوْنَاهُمْ كَمَا بَلَوْنَا
أَصْحَابَ الْجَنَّةِ
18947 - عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ أَنَّ أَبَا جَهْلٍ قَالَ: يَوْمَ
بَدْرٍ: خُذُوهُمْ أَخْذًا وَارْبِطُوهُمْ فِي الْجِبَالِ،
وَلا تَقْتُلُوا مِنْهُمْ أَحَدًا فَنَزَلَ: إِنَّا
بَلَوْنَاهُمْ كَمَا بَلَوْنَا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ يَقُولُ:
فِي قُدْرَتِهِمْ عَلَيْهِمْ كَمَا اقْتَدَرَ أَصْحَابُ
الْجَنَّةِ عَلَى الْجَنَّةِ «7» .
18948 - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ: كَمَا بَلَوْنَا
أَصْحَابَ الْجَنَّةِ قَالَ: هُمْ نَاسٌ مِنَ الْحَبَشَةِ
كَانَتْ لِأَبِيهِمْ جَنَّةٌ وَكَانَ يُطْعِمُ مِنْهَا
السَّائِلِينَ، فَمَاتَ أَبُوهُمْ فَقَالَ بَنُوهُ: إِنْ كَانَ
أَبُونَا لاحْمَقٌ يُطْعِمُ الْمَسَاكِينَ، ف أقسموا ليصرمنها
مصبحين وأن لا يطعموا مسكينا «8» .
__________
(1) . 8/ 248- 249.
(2) . 8/ 248- 249.
(3) . 8/ 248- 249.
(4) . 8/ 248- 249.
(5) . 8/ 248- 249. [.....]
(6) . 8/ 248- 249.
(7) . 8/ 248- 249.
(8) الدر 8/ 252- 253.
(10/3365)
فَأَصْبَحَتْ
كَالصَّرِيمِ (20)
قَوْلُهُ تَعَالَى: كَالصَّرِيمِ
18949 - عَنِ ابْنُ عَبَّاسٍ فِي قوله: كالصريم قال: مثل الليل
الأسود «1» .
18950 - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ: قَالُوا إِنَّا
لَضَالُّونَ قَالَ: أَضْلَلْنَا مَكَانَ جَنَّتِنَا «2» .
قَوْلُهُ تَعَالَى: أَوْسَطُهُمْ
18951 - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ: قَالَ أَوْسَطُهُمْ
قَالَ: أَعْدَلُهُمْ «3» .
قَوْلُهُ تَعَالَى: لَوْلا تُسَبِّحُونَ
18952 - عَنِ السُّدِّيِّ فِي قَوْلِهِ: أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ
لَوْلا تُسَبِّحُونَ قَالَ: كَانَ اسْتِثْنَاؤُهُمْ فِي ذَلِكَ
الزَّمَانِ التَّسْبِيحُ «4» .
قَوْلُهُ تَعَالَى: يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ
18953 - مِنْ طَرِيقِ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ
سُئِلَ عَنْ قَوْلِهِ: يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ قَالَ:
إِذَا خَفَى عَلَيْكُمْ شَيْءٌ مِنَ الْقُرْآنِ فَابْتَغُوهُ
فِي الشِّعْرِ فَإِنَّهُ دِيوَانُ الْعَرَبِ أَمَا سَمِعْتُمْ
قَوْلَ الشَّاعِرِ «5» .
اصْبِرْ عَنَاقُ إِنَّهُ شَرٌّ بَاقٍ ... قَدْ سَنَّ لِي
قَوْمُكَ ضَرْبُ الْأَعْنَاقِ
وَقَامَتِ الْحَرْبُ بِنَا عَلَى سَاقٍ «6» .
18954 - قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: هَذَا يَوْمُ كَرْبٍ وَشِدَّةٍ
«7» .
18956 - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ
قَالَ: هُوَ الْأَمْرُ الشَّدِيدُ الْمُفْظِعُ مِنَ الْهَوْلِ
يَوْمَ الْقِيَامَةِ «8» .
18957 - عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ أَنَّهُ ذُكِرَ عِنْدَهُ
الدَّجَّالُ فَقَالَ: يَفْتَرِقُ ثَلاثُ فِرَقٍ تَتْبَعُهُ،
فِرْقَةٌ تَتْبَعُهُ، وَفِرْقَةٌ تَلْحَقُ بِأَرْضِ آبَائِهَا
مَنَابِتِ الشَّيْخِ، وفرقة تأخذ شط الفرات،
__________
(1) الدر 8/ 252- 253.
(2) الدر 8/ 252- 253.
(3) الدر 8/ 252- 253.
(4) الدر 8/ 252- 253.
(5) الدر 8/ 252- 253.
(6) الدر 8/ 252- 253.
(7) الدر 8/ 252- 253.
(8) الدر 8/ 252- 253.
(10/3366)
فَيُقَاتِلُهُمْ وَيُقَاتِلُونَهُ حَتَّى
يَجْتَمِعَ الْمُؤْمِنُونَ بِقُرَى الشَّامِ فَيَبْعَثُونَ
إِلَيْهِ طَلِيعَةً فِيهِمْ فَارِسٌ عَلَى فَرَسٍ أَشْقَرَ
أَوْ أَبْلَقَ فَيُقْتَلُونَ لَا يَرْجِعَ إِلَيْهِمْ شَيْءٌ
ثُمَّ إِنَّ الْمَسِيحَ يَنْزِلَ فَيَقْتُلُهُ، ثُمَّ يَخْرُجُ
يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ فَيَمُوجُونَ فِي الْأَرْضِ
فَيُفْسِدُونَ فِيهَا ثُمَّ قَرَأَ عَبْدُ اللَّهِ: وَهُمْ
مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنسِلُونَ ثُمَّ يَبْعَثُ اللَّهُ
عَلَيْهِمْ دَابَّةً مِثْلَ هَذِهِ النَّغْفَةِ فَتَدْخُلُ فِي
أَسْمَاعِهِمْ وَمَنَاخِرِهِمْ فَيَمُوتُونَ مِنْهَا
فَتَنْتِنُ الْأَرْضُ مِنْهُمْ فَيَجْأَرُ أَهْلُ الْأَرْضِ
إِلَى اللَّهِ، فَيُرْسِلُ اللَّهُ مَاءً فَيُطَهِّرُهَا
مِنْهُمْ، ثُمَّ يَبْعَثُ رِيحًا فِيهَا زَمْهَرِيرٌ بَارِدَةً
فَلا تَدَعُ عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ إِلا كُفِئَتْ بِتِلْكَ
الرِّيحِ، ثُمَّ تَقُومُ السَّاعَةُ عَلَى شَرَارِ النَّاسِ،
ثُمَّ يَقُومُ مَلَكُ الصُّورِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ
فَيَنْفُخُ فِيهِ، فَلا يَبْقَى خلق الله في السموات
وَالْأَرْضِ إِلا مَاتَ إِلا مَنْ شَاءَ رَبُّكَ، ثُمَّ
يَكُونُ بَيْنَ النَّفْخَتَيْنِ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ
يَكُونَ لَيْسَ مِنِ ابْنِ آدَمَ خَلْقٌ إلا وفي الأرض منه
شيء، ثُمَّ يُرْسِلُ اللَّهُ مَاءً مِنْ تَحْتِ الْعَرْشِ
مَنِيًّا كَمَنِيِّ الرِّجَالِ، فَتَنْبُتْ جُسْمَانُهُمْ
وِلُحْمَانُهُمْ مِنْ ذَلِكَ الْمَاءِ كَمَا تُنْبِتُ الأَرْضُ
من الثرى، ثم قرأ عبد الله:
الله الذي يرسل الرِّيَاحَ ... فَتُثِيرُ سَحَابًا فَسُقْنَاهُ
إِلَى بَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَحْيَيْنَا بِهِ الأَرْضَ بَعْدَ
مَوْتِهَا كَذَلِكَ النُّشُورُ ثُمَّ يَقُومُ مَلَكٌ
بِالصُّورِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ فَيَنْفُخُ فِيهِ،
فَتَنْطَلِقُ كُلُّ نَفْسٍ إِلَى جَسَدِهَا حَتَّى تَدْخُلَ
فِيهِ، فَيَقُومُونَ فَيَجِيئُونَ مَجِيئَةَ رَجُلٍ وَاحِدٍ
قِيَامًا لِرَبِّ الْعَالَمِينَ ثُمَّ يَتَمَثَّلُ اللَّهُ
لِلْخَلْقِ فَيَلْقَاهُمْ، فَلَيْسَ أَحَدٌ مِنَ الْخَلْقِ
يَعْبُدُ مِنْ دُونِ اللَّهِ شَيْئًا إِلا هُوَ مُتَّبِعٌ لَهُ
يَتْبَعُهُ، فَيَلْقَى الْيَهُودَ فَيَقُولُ: مَا تَعْبُدُونَ؟
فَيَقُولُونَ نَعْبُدُ عُزَيْرًا فَيَقُولُ:
هَلْ يَسُرُّكُمُ الْمَاءُ؟ قَالُوا: نَعَمْ فَيُرِيهِمْ
جَهَنَّمَ كَهَيْئَةِ السَّرَابِ، ثُمَّ قَرَأَ عَبْدُ اللَّهِ
وَعَرَضْنَا جَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ لِلْكَافِرِينَ عَرْضًا
ثُمَّ يَلْقَى النَّصَارَى فَيَقُولُونَ مَا كُنْتُمْ
تَعْبُدُونَ؟ قَالُوا:
الْمَسِيحَ فَيَقُولُ: هَلْ يَسُرُّكُمُ الْمَاءُ؟ قَالُوا:
نَعَمْ، فَيُرِيهِمْ جَهَنَّمَ كَهَيْئَةِ السَّرَابِ،
وَكَذَلِكَ كُلَّ مَنْ كَانَ يَعْبُدُ مِنْ دُونِ اللَّهِ
شَيْئًا ثُمَّ قَرَأَ عبد الله: وقفوهم إنهم مسؤلون حَتَّى
يَمُرَّ الْمُسْلِمُونَ فَيَلْقَاهُمْ فَيَقُولُ: مَنْ
تَعْبُدُونَ؟ فَيَقُولُونَ: نَعْبُدُ اللَّهَ وَلا نَشْرِكُ
بِهِ شَيْئًا فَيَقُولُ:
هَلْ تَعْرِفُونَ رَبَّكُمْ؟ فَيَقُولُونَ: سُبْحَانَ اللَّهِ
سُجَّدًا وَيَبْقَى الْمُنَافِقُونَ ظُهُورُهُمْ طَبَقٌ
وٍَاحِدٌ كَأَنَّمَا فِيهَا السَّفَافِيدُ فَيَقُولُونَ:
رَبَّنَا فَيَقُولُ: قَدْ كُنْتُمْ تُدْعَوْنَ إِلَى
السُّجُودِ وَأَنْتُمْ سَالِمُونَ ثُمَّ يُؤْمَرُ بِالصِّرَاطِ
فَيُضْرَبُ عَلَى جَهَنَّمَ فَتَمُرُّ النَّاسُ
بِأَعْمَالِهِمْ، يَمُرُّ أَوَائِلُهُمْ كَلَمْحِ الْبَصَرِ
(10/3367)
أَوْ كَلَمْحِ الْبَرْقِ، ثُمَّ كَمَرِّ
الرِّيحِ ثُمَّ كَمَرِّ الطَّيْرِ ثُمَّ كَأَسْرَعِ
الْبَهَائِمِ ثُمَّ كَذَلِكَ حتى يجيء الرجل سعيا حتى يجيء
الرجل مشيا حتى يجيء آخِرُهُمْ رَجُلٌ يَتَكَفَّأُ عَلَى
بَطْنِهِ فَيَقُولُ:
يَا رَبِّ أَبْطَأْتَ بِي فَيَقُولُ: إِنَّمَا أَبْطَأَ بِكَ
عَمَلُكَ، ثُمَّ يَأْذَنُ اللَّهُ فِي الشَّفَاعَةِ فَيَكُونُ
أَوَّلُ شَافِعٍ جِبْرِيلُ ثُمَّ إِبْرَاهِيمُ خَلِيلُ اللَّهِ
ثُمَّ مُوسَى أَوْ قَالَ عِيسَى، ثُمَّ يَقُومُ نَبِيُّكُمْ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَابِعًا لَا يَشْفَعُ
أَحَدٌ بَعْدَهُ فِيمَا يَشْفَعُ فِيهِ، وَهُوَ الْمَقَامُ
الْمَحْمُودُ الَّذِي وَعَدَهُ اللَّهُ عَسَى إِنَّ يَبْعَثَكَ
رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا فَلَيْسَ مِنْ نَفْسٍ إِلا
تَنْظُرُ إِلَى بَيْتٍ فِي الْجَنَّةِ وَبَيْتٍ فِي النَّارِ،
وَهُوَ يَوْمُ الْحَسْرَةِ فَيَرَى أَهْلُ النَّارِ الْبَيْتَ
الَّذِي فِي الْجَنَّةِ، فَيُقَالُ:
لَوْ عَمِلْتُمْ، وَيَرَى أَهْلُ الْجَنَّةِ الْبَيْتَ الَّذِي
فِي النَّارِ فَيُقَالُ: لَوْلا أَنْ مَنَّ اللَّهُ
عَلَيْكُمْ، ثُمَّ يَشْفَعُ الْمَلَائِكَةُ وَالنَّبِيُّونَ
الشهداء وَالصَّالِحُونَ الْمُؤْمِنُونَ، فَيُشَفِّعُهُمُ
اللَّهُ ثُمَّ يَقُولُ: أَنَا أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ،
فَيُخْرِجُ مِنَ النَّارِ أَكْثَرَ مِمَّا أَخْرَجَ مِنْ
جَمِيعِ الْخَلْقِ بِرَحْمَتِهِ حَتَّى مَا يَتْرُكُ فِيهَا
أَحَدًا فِيهِ خَيْرٌ ثُمَّ قَرَأَ عَبْدُ اللَّهِ مَا
سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ
إِلَى قَوْلِهِ: وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ قَالَ:
تَرَوْنَ فِي هَؤُلاءِ أَحَدًا فِيهِ خَيْرٌ لَا وَمَا
يَتْرُكُ فِيهَا أَحَدًا فِيهِ خَيْرٌ، فَإِذَا أَرَادَ
اللَّهُ أَنْ لَا يُخْرِجَ مِنْهَا أَحَدًا غَيْرَ وَجُوهِهِمْ
وَأَلْوَانِهِمْ فيجيء الرجل من المؤمنين فيشفع فيقال له: مَنْ
عَرَفَ أَحَدًا فَيُخْرِجْهُ، فَيَجِيءُ الرَّجُلُ فَيَنْظُرُ
فلا يعرف أحدا فيقول الرَّجُلُ لِلرَّجُلِ: يَا فُلانُ أَنَا
فُلانٌ، فَيَقُولُ: مَا أَعْرِفُكَ فَيَقُولُونَ:
رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا
ظَالِمُونَ فيقول: اخسؤا فِيهَا وَلا تُكَلِّمُونِ فَإِذَا
قَالَ ذَلِكَ أُطْبِقَتْ عَلَيْهِمْ فَلَمْ يَخْرُجْ منهم بشر
«1» .
__________
(1) الدر 8/ 259- 261.
(10/3368)
|