تفسير ابن أبي
حاتم محققا الْحَاقَّةُ (1)
سُورَةُ الْحاقة
69
قَوْلُهُ تَعَالَى: الْحَاقَّةُ
18958 - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ: الْحَاقَّةُ قَالَ:
مِنْ أَسْمَاءِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ «1» .
قَوْلُهُ تَعَالَى: سَبْعَ لَيَالٍ
18959 - عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ فِي قَوْلِهِ: سَخَّرَهَا
عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ قَالَ:
كَانَ أَوُّلُهَا الْجُمُعَةَ «2» .
قَوْلُهُ تَعَالَى: بِرِيحٍ
18960 - حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى
بْنِ الضُّرَيْسِ الْعُبَيْدِيُّ حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ
عَنْ مُسْلِمٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «مَا
فَتَحَ اللَّهُ عَلَى عَادٍ مِنَ الرِّيحِ الَّتِي أُهْلِكُوا
فِيهَا إِلا مِثْلَ مَوْضِعِ الْخَاتَمِ، فَمَرَّتْ بِأَهْلِ
الْبَادِيَةِ فَحُمُلَتْهُمْ وَمَوَاشِيَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ
فَجَعَلَتْهُمْ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ. فَلَمَّا رَأَى
ذَلِكَ أَهْلُ الْحَاضِرَةِ الرِّيحَ وَمَا فِيهَا قَالُوا:
هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا فَأَلْقَتْ أَهْلَ الْبَادِيَةِ
وَمَوَاشِيَهُمْ عَلَى أَهْلِ الْحَاضِرَةِ «3» .
قَوْلُهُ تَعَالَى: أُذُنٌ وَاعِيَةٌ
18961 - حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ الدِّمَشْقِيُّ، حَدَّثَنَا
الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ صُبْحٍ الدِّمَشْقِيُّ
حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بن حوشب
سمعت مَكْحُولًا يَقُولُ: لَمَّا نَزَلَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَتَعِيَهَا أُذُنٌ
وَاعِيَةٌ
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
«سَأَلْتُ رَبِّي أَنْ يَجْعَلَهَا أُذُنَ عَلِيٍّ» فَكَانَ
عَلِيٌّ يَقُولُ: مَا سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَيْئًا قَطُّ فَنَسِيتُهُ «4» .
18962 - عَنْ بُرَيْدَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم لعلي: «إن الله
__________
(1) الدر 8/ 264- 265.
(2) الدر 8/ 264- 265. [.....]
(3) ابن كثير 8/ 236
(4) ابن كثير 8/ 238.
(10/3369)
وَانْشَقَّتِ
السَّمَاءُ فَهِيَ يَوْمَئِذٍ وَاهِيَةٌ (16)
أَمَرَنِي أَنْ أُدْنِيَكَ وَلا أُقْصِيَكَ
وَأَنْ أُعَلِّمَكَ وَأَنْ تَعِيَ، وَحُقَّ لَكَ أَنْ تَعِيَ»
فَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ «1»
.
قَوْلُهُ تَعَالَى: وَانْشَقَّتِ السَّمَاءُ فَهِيَ يَوْمَئِذٍ
وَاهِيَةٌ
18963 - قَالَ سِمَاكٌ، عَنْ شَيْخٍ مِنْ بَنِي أَسَدَ عَنْ
عَلِيٍّ قَالَ: تَنْشَقُّ السَّمَاءُ مِنَ الْمَجَرَّةِ «2» .
قَوْلُهُ تَعَالَى: وَاهِيَةٌ
18964 - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ: فَهِيَ يَوْمَئِذٍ
وَاهِيَةٌ قَالَ مُتَخَرِّقَةٌ «3» .
قَوْلُهُ تَعَالَى: وَالْمَلَكُ عَلَى أَرْجَائِهَا
18965 - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ: وَيَحْمِلُ عَرْشَ
ربك فوقهم يومئذ ثمانية قَالَ: ثَمَانِيَةُ صُفُوفٍ مِنَ
الْمَلائِكَةِ لَا يَعْلَمُ عِدَّتَهُمْ إِلا اللَّهُ «4» .
18966 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ،
حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، حَدَّثَنَا أَبُو
السَّمْحِ الْبَصَرِيُّ، حَدَّثَنَا قُبَيْلُ حُيَيُّ بْنُ
هَانِي أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو يَقُولُ:
حَمَلَةُ الْعَرْشِ ثَمَانِيَةٌ، مَا بَيْنَ مُوقِ أَحَدِهِمْ
إِلَى مُؤَخَّرِ عَيْنِهِ مَسِيرَةُ مِائَةِ عَامٍ «5» .
18967 - حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ: كَتَبَ إِلَيَّ أَحْمَدُ بْنُ
حَفْصِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ النَّيْسَابُورِيُّ حَدَّثَنِي
أَبِي، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ، عَنْ مُوسَى
بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ
جَابِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ: «وَأُذِنَ لِي أَنْ أُحَدِّثَكُمْ عَنْ مَلَكٍ مِنْ
حَمَلَةِ الْعَرْشِ، بُعْدُ مَا بَيْنَ شَحْمَةِ أُذُنِهِ
وَعُنُقِهِ مَخْفِقُ الطَّيْرِ سَبْعَمِائَةِ عَامٍ «6» .
18968 - حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ
الْمُغِيرَةِ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ عَنْ أَشْعَثَ عَنْ جَعْفَرٍ
عَنِ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ فِي قَوْلِهِ: «وَيَحْمِلُ عَرْشَ
رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ قَالَ: ثَمَانِيَةٌ
مِنَ الْمَلائِكَةِ «7» .
18969 - عَنِ ابْنِ زَيْدٍ قَالَ: لَمْ يُسَمَّ مِنْ حَمَلَةِ
الْعَرْشِ إِلا إِسْرَافِيلُ. قَالَ:
وَمِيكَائِيلُ لَيْسَ مِنْ حَمَلَةِ الْعَرْشِ «8» .
__________
(1) الدر 8/ 268- 269.
(2) الدر 8/ 268- 269.
(3) الدر 8/ 268- 269.
(4) الدر 8/ 268- 269.
(5) ابن كثير 8/ 239.
(6) ابن كثير 8/ 239 وقال هذا اسناد جيد
(7) ابن كثير 8/ 239 وقال هذا اسناد جيد
(8) الدر 8/ 271.
(10/3370)
يَوْمَئِذٍ
تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَى مِنْكُمْ خَافِيَةٌ (18)
18970 - عَنْ أَبِي الزَّاهِرِيَّةِ قَالَ:
أُنْبِئْتُ أَنَّ لُبْنَانَ أَحَدَ حَمَلَةُ الْعَرْشِ
الثَّمَانِيَةُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ «1» .
قَوْلُهُ تَعَالَى: يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لا تَخْفَى مِنكُمْ
خَافِيَةٌ
18971 - عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يُعْرَضُ النَّاسُ يَوْمَ
الْقِيَامَةِ ثَلاثَ عَرَضَاتٍ فَأَمَّا عَرْضَتَانِ فَجِدَالٌ
وَمَعَاذِيرُ، وَأَمَّا الثَّالِثَةُ فَعِنْدَ ذَلِكَ
تَطَايُرُ الصُّحُفِ فِي أيدي فَآخِذٌ بِيَمِينِهِ وَآخِذٌ
بِشِمَالِهِ «2» .
قَوْلُهُ تَعَالَى: هَاؤُمُ اقرؤا كِتَابِيهْ
18972 - عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَنْظَلَةَ غَسِيلِ
الْمَلَائِكَةِ قال: إن الله يقف عبده يوم الْقِيَامَةِ
فَيُبْدِي سَيِّئَاتِهِ فِي ظَهْرِ صَحِيفَتِهِ فَيَقُولُ
لَهُ: أَنْتَ عَمِلْتَ هَذَا؟ فَيَقُولُ: نَعَمْ أَيْ رَبِّ،
فيقول له: إني لم أفضحك به، وإني قد غفرت لك فيقول عند ذلك:
هاؤم اقرؤا كِتَابِيَهْ إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلاقٍ
حِسَابِيَهْ حِينَ نَجَا مِنْ فَضِيحَتِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ
«3» .
18973 - حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا أَبُو عُتْبَةَ
الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُسْلِمٍ السَّكُونِيُّ،
حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ سَعيِدِ بْنِ
يُوسُفَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلامِ
الْأَسْوَدِ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا أُمَامَةَ قَالَ: سَأَلَ
رَجُلٌ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
هَلْ يَتَزَاوَرُ أَهْلُ الْجَنَّةِ؟ قَالَ: «نَعَمْ إِنَّهُ
لَيَهْبِطُ أَهْلُ الدَّرَجَةِ الْعُلِّيَا إِلَى أَهْلِ
الدَّرَجَةِ السُّفْلَى، يُحَيُّونَهُمْ وَيُسَلِّمُونَ
عَلَيْهِمْ، وَلا يَسْتَطِيعُ أَهْلُ الدَّرَجَةِ السُّفْلَى
يَصْعَدُونَ إِلَى الْأَعْلِينَ، تَقْصُرُ بِهِمْ
أَعْمَالُهُمْ» «4» .
18974 - وَحَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ
الْوَلِيدِ بْنِ سَلَمَةَ، حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ
حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عَبْدَةَ، أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ
بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حنظلة غسيل الملائكة- قال:
إن الله يقف عبده يوم القيامة فيبدي سيئاته في ظَهْرِ
صَحِيفَتِهِ، فَيَقُولُ لَهُ: أَنْتَ عَمِلْتَ هَذَا؟
فَيَقُولُ: نعم، أي رب فيقول له: إني لَمْ أَفْضَحْكَ بِهِ،
وَإِنِّي قَدْ غَفَرْتُ لَكَ.
فَيَقُولُ عند ذلك: هاؤم اقرؤا كِتَابِيَهْ إِنِّي ظَنَنْتُ
أَنِّي مُلاقٍ حِسَابِيَهْ حِينَ نجا من فضيحة يوم القيامة «5»
.
__________
(1) الدر 8/ 271.
(2) الدر 8/ 271.
(3) الدر 8/ 271.
(4) ابن كثير 8/ 241. [.....]
(5) ابن كثير 8/ 241.
(10/3371)
ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ
ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا فَاسْلُكُوهُ (32)
قَوْلُهُ تَعَالَى: فَاسْلُكُوهُ
18975 - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ: فَاسْلُكُوهُ
قَالَ: تَسْلُكُ فِي دُبُرِهِ حَتَّى تَخْرُجَ مِنْ
مِنْخَرَيْهِ حَتَّى لَا يَقُومَ عَلَى رِجْلَيْهِ «1» .
قَوْلُهُ تَعَالَى: غِسْلِينٍ
18976 - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: مَا أَدْرِي مَا
الْغِسْلِينُ وَلَكِنِّي أَظُنُّهُ الزَّقُّومَ «2» .
18977 - مِنْ طَرِيقِ عِكْرَمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ:
الْغِسْلِينُ الدَّمُ وَالْمَاءُ الَّذِي يَسِيلُ مِنْ
لُحُومِهِمْ «3» .
18978 - حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا مَنْصُورُ بْنِ أَبِي
مُزَاحِمَ، حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الْمُؤَدِّبُ، عَنْ
خُصَيْفٍ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: مَا
أَدْرِي مَا الْغِسْلِينُ؟ وَلَكِنِّي أَظُنُّهُ الزَّقُّومَ
«4» .
قَوْلُهُ تعالى: لحسرة
18979 - مِنْ طَرِيقِ السُّدِّيِّ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ
وَإِنَّهُ لَحَسْرَةٌ عَلَى الْكَافِرِينَ يَقُولُ:
لَنَدَامَةٌ، وَيَحْمِلُ عَوْدَ الضَّمِيرِ عَلَى الْقُرْآنِ،
أَيْ: وَإِنَّ الْقُرْآنَ وَالْإِيْمَانَ بِهِ لَحَسْرَةٌ فِي
نَفْسِ الْأَمْرِ عَلَى الْكَافِرِينَ، كَمَا قَالَ: كَذَلِكَ
سَلَكْنَاهُ فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ. لَا يُؤْمِنُونَ بِهِ
وَقَالَ تَعَالَى وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ
«5» .
قَوْلُهُ تَعَالَى: ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ
18980 - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ: ثُمَّ لَقَطَعْنَا
مِنْهُ الْوَتِينَ قَالَ: هُوَ حَبْلُ الْقَلْبِ الَّذِي فِي
الظَّهْرِ «6» .
18981 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ، حَدَّثَنَا
مُعَاوِيَةُ بْنُ هِشَامٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ هُوَ
الثَوْرِيُّ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِقِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ
جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، في قَوْلِهِ:
الْوَتِينَ قَالَ نِيَاطُ الْقَلْبِ «7» .
18982 - عَنْ حُصَيْنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ ابْنُ
عَبَّاسٍ: إِذَا احْتَضَرَ الْإِنْسَانُ أَتَاهُ مَلَكُ
الْمَوْتِ فَغَمَزَ وَتِينَهُ، فَإِذَا انْقَطَعَ الْوَتِينُ
خَرَجَ رُوحُهُ فَهُنَاكَ حِينَ يَشْخَصُ بصره ويتبعه روحه «8»
.
__________
(1) الدر 8/ 275.
(2) الدر 8/ 275.
(3) الدر 8/ 275.
(4) ابن كثير 8/ 244
(5) ابن كثير 8/ 246.
(6) الدر 8/ 275
(7) التغليق 4/ 347
(8) الدر 8/ 275.
(10/3372)
سَأَلَ سَائِلٌ
بِعَذَابٍ وَاقِعٍ (1)
سُورَةُ الْمَعَارِجِ
70
قَوْلُهُ تَعَالَى: سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ
18983 - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ: سَأَلَ سَائِلٌ
قَالَ: هُوَ النَّضْرُ بْنُ الْحَارِثِ، قَالَ: اللَّهُمَّ
إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِندِكَ فَأَمْطِرْ
عَلَيْنَا حِجَارَةً مِنَ السَّمَاءِ، وَفِي قَوْلِهِ:
بِعَذَابٍ وَاقِعٍ قَالَ: كَائِنٌ لِلْكَافِرينَ لَيْسَ لَهُ
دَافِعٌ. مِنَ اللَّهِ ذِي الْمَعَارِجِ قَالَ: ذِي
الدَّرَجَاتِ «1» .
18984 - عَنِ السُّدِّيِّ فِي قَوْلِهِ: سَأَلَ سَائِلٌ قَالَ:
نَزَلَتْ بِمَكَّةَ فِي النَّضْرِ بْنِ الْحَارِثِ، وَقَدْ
قَالَ: اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ
عِنْدِكَ، الْآيَةَ، وَكَانَ عَذَابُهُ يَوْمَ بَدْرٍ «2» .
قَوْلُهُ تَعَالَى: ذِي الْمَعَارِجِ
18985 - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ: ذِي الْمَعَارِجِ
قَالَ: ذي العلو وَالْفَوَاضِلِ «3» .
قَوْلُهُ تَعَالَى: فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ
أَلْفَ سَنَةٍ
18987 - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا فِي
قَوْلِهِ: فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ
سَنَةٍ قَالَ: مُنْتَهَى أَمْرِهِ مِنْ أَسْفَلِ الْأَرْضِينَ
إِلَى مُنْتَهَى أَمْرِهِ مِنْ فوق سبع سموات مِقْدَارُهُ
خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ وَيَوْمٌ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ
سَنَةٍ يَعْنِي بِذَلِكَ نُزُولَ الْأَمْرِ مِنَ السَّمَاءِ
إِلَى الْأَرْضِ وَمِنَ الْأَرْضِ إِلَى السَّمَاءِ فِي يَوْمٍ
وَاحِدٍ، فَذَلِكَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ، لِأَنَّ مَا
بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ مَسِيرَةُ خَمْسِمِائَةِ عَامٍ
«4» .
18988 - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ:
غِلَظُ كُلِّ أَرْضٍ خَمْسُمِائَةِ عَامٍ، فَذَلِكَ أَرْبَعَةَ
عَشَرَ أَلْفَ عَامٍ، وَبَيْنَ السَّمَاءِ السَّابِعَةِ
وَبَيْنَ الْعَرْشِ مَسِيرَةُ سِتَّةٍ وَثَلاثِينَ أَلْفَ
عَامٍ، فَذَلِكَ قَوْلُهُ: فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ
خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ «5» .
__________
(1) الدر 8/ 277.
(2) الدر 8/ 277.
(3) الدر 8/ 278.
(4) الدر 8/ 279
(5) الدر 8/ 279 [.....]
(10/3373)
إِذَا مَسَّهُ
الشَّرُّ جَزُوعًا (20)
18989 - عن ابن عباس رضي الله عنهما فِي
قَوْلِهِ: فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ
سَنَةٍ قَالَ: لَوْ قَدَّرْتُمُوهُ لَكَانَ خَمْسِينَ أَلْفَ
سَنَةٍ مِنْ أَيَّامِكُمْ، قَالَ: يَعْنِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ
«1» .
قَوْلُهُ تَعَالَى: إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا
18990 - عَنْ عِكْرَمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: سُئِلَ
ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا عَنِ الْهَلَعِ
فَقَالَ: هُوَ كَمَا قَالَ اللَّهُ: إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ
جَزُوعًا وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا فَهُوَ
الْهُلُوعُ «2» .
قَوْلُهُ تَعَالَى: الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلاتِهِمْ
دَائِمُونَ
18991 - عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي
قَوْلِهِ: الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلاتِهِمْ دَائِمُونَ قَالَ:
هُمُ الَّذِينَ إِذَا صَلَّوْا لَمْ يَلْتَفِتُوا «3» .
قَوْلُهُ تَعَالَى: فَلا أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشَارِقِ
وَالْمَغَارِبِ
18992 - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ: فَلا أُقْسِمُ
بِرَبِّ الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِبِ قَالَ:
لِلشَّمْسِ كُلُّ يَوْمٍ مَطْلَعٌ تَطْلُعُ فِيهِ وَمَغْرِبٌ
تَغْرُبُ فِيهِ غَيْرُ مَطْلَعِهَا بِالْأَمْسِ، وَغَيْرُ
مغربها بالأمس «4» .
__________
(1) الدر 8/ 279.
(2) الدر 8/ 283.
(3) الدر 8/ 284.
(4) الدر 8/ 286.
(10/3374)
مَا لَكُمْ لَا
تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا (13)
سُورَةُ نوح
71
قَوْلُهُ تَعَالَى: وَقَارًا
18993 - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ: مَا لَكُمْ لا
تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا قَالَ: لَا تَعْرِفُونَ لِلَّهِ
حَقَّ عَظَمَتِهِ «1» .
18994 - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ: مَا لَكُمْ لا
تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا قَالَ: لَا تَخَافُونَ لِلَّهِ
عَظَمَةً «2» .
18995 - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ: مَا لَكُمْ لا
تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا قَالَ: لَا تَخْشَوْنَ لَهُ
عِقَابًا وَلا تَرْجُونَ لَهُ ثَوَابًا «3» .
قَوْلُهُ تَعَالَى: وَدًّا
18996 - حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا أَبُو عُمَرَ
الدُّورِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْمَاعِيلَ الْمُؤَدِّبُ عَنْ
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُسْلِمِ بْنِ هُرْمُزَ عن أبي حرزة عَنْ
عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ:
اشْتَكَى آدَمُ عَلَيْهِ السَّلامُ وَعِنْدَهُ بَنُوهُ: وَدٌّ
وَيَغُوثُ وَسُوَاعٌ وَنَسْرٌ، وَكَانَ وَدٌّ أَكْبَرَهُمْ
وَأَبَرَّهُمْ بِهِ «4» .
18997 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ، حَدَّثَنَا
الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ عَنْ أَبِي
الْمُطَهَّرِ قَالَ: ذَكَرُوا عِنْدَ أَبِي جَعْفَرٍ وَهُوَ
قَائِمٌ يُصَلِّي يَزِيدَ بْنَ الْمَهَلَّبِ قَالَ: فَلَمَّا
انْفَتَلَ مِنْ صَلاتِهِ قَالَ: ذَكَرْتُمْ يَزِيدَ بْنَ
الْمُهَلَّبِ أَمَا إِنَّهُ قُتِلَ فِي أَوَّلِ أَرْضٍ عُبِدَ
فِيهَا غَيْرُ اللَّهِ قَالَ: ثُمَّ ذَكَرَ وَدًّا- قَالَ:
وَكَانَ وَدٌّ رَجُلًا مُسْلِمًا وَكَانَ مُحَبَّبًا فِي
قَوْمِهِ، فلما مات
__________
(1) الدر 8/ 290.
(2) الدر 8/ 290.
(3) الدر 8/ 290
(4) ابن كثير 8/ 262.
(10/3375)
عَسْكَرُوا حَوْلَ قَبْرِهِ فِي أَرْضِ
بَابِلَ وَجَزِعُوا عَلَيْهِ، فَلَمَّا رَأَى إِبْلِيسُ
جَزَعَهُمْ عَلَيْهِ تَشَبَّهَ فِي صُورَةِ إِنْسَانٍ، ثُمَّ
قَالَ: إِنِّي أَرَى جَزَعَكُمْ عَلَى هَذَا الرَّجُلِ، فَهَلْ
لَكُمْ أَنْ أصور لكم مثله فيكون في ناديكم فتدكرونه؟ قَالُوا:
نَعَمْ. فَصَوَّرَ لَهُمْ مِثْلَهُ، قَالَ:
وَوَضَعُوهُ فِي نَادِيهِمْ وَجَعَلُوا يَذْكُرُونَهُ،
فَلَمَّا رَأَى مَا بِهِمْ مِنْ ذِكْرِهِ قَالَ: هَلْ لَكُمْ
أَنْ أَجْعَلَ فِي مَنْزِلِ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ تِمْثَالًا
مثله، فيكون له في بيته فتدكرونه؟ قَالُوا: نَعَمْ:
فَمَثَّلَ لَكُلِّ أَهْلِ بَيْتٍ تِمْثَالًا مِثْلَهُ،
فَأَقْبَلُوا فَجَعَلُوا يَذْكُرُونَهُ بِهِ، قَالَ:
وَأَدْرَكَ أَبْنَاؤُهُمْ فَجَعَلُوا يَرَوْنَ مَا يَصْنَعُونَ
بِهِ وَتَنَاسَلُوا وَدَرَسَ أَمْرُ ذِكْرِهِمْ إِيَّاهُ،
حَتَّى اتَّخَذُوهُ إِلَهًا يَعْبُدُونَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ
أَوْلادُ أَوْلادِهِمْ، فَكَانَ أول ما عبد غير الله: الضم
الَّذِي سَمَّوْهُ وَدًّا «1» .
18998 - قُرِئَ عَلَى يُونُسَ بْنِ عَبْدِ الْأَعْلَى،
أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي شَبِيبُ بْنُ سَعِيدٍ
عَنْ أَبِي الْجَوْزَاءِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ
رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
«لَوْ رَحِمَ اللَّهُ مِنْ قَوْمِ نُوحٍ أَحَدًا، لَرَحِمَ
امْرَأَةً، لَمَّا رَأَتِ الْمَاءَ حَمَلَتْ وَلَدَهَا ثُمَّ
صَعِدَتِ الْجَبَلَ، فَلَمَّا بَلَغَهَا الْمَاءُ صَعِدَتْ
بِهِ مَنْكِبَهَا، فَلَمَّا بَلَغَ الْمَاءُ مَنْكِبَهَا
وَضَعَتْ وَلَدَهَا عَلَى رَأْسِهَا، فَلَمَّا بَلَغَ الْمَاءُ
رَأْسَهَا رَفَعَتْ وَلَدَهَا بِيَدِهَا، فَلَوْ رَحِمَ الله
منهم أحدا لرحم هذه المرأة» «2» .
__________
(1) ابن كثير 262.
(2) ابن كثير 8/ 264.
(10/3376)
|