تفسير ابن أبي حاتم محققا

وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا (1)

سورة العاديات
100

قَوْلُهُ تَعَالَى: وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا
19441 - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَيْلًا فَاسْتَمَرَّتْ شَهْرًا لَا يَأْتِيهِ مِنْهَا خَبَرٌ فَنَزَلَتْ: وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا ضبحت بأرجلها «1» .

19442 - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: بَيْنَمَا أَنَا فِي الْحِجْرِ جَالِسٌ، إِذْ أَتَانِي رَجُلٌ فَسَأَلَ عَنِ الْعَادِيَاتِ ضَبْحًا فَقُلْتُ: الْخَيْلُ حِينَ تُغِيرُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ تَأْوِي إِلَى اللَّيْلِ، فَيَصْنَعُونَ طَعَامَهُمْ، وَيُورُونَ نَارَهُمْ، فَانْفَتَلَ عَنِّي فَذَهَبَ عَنِّي إِلَى عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَهُوَ جَالِسٌ تَحْتَ سِقَايَةِ زَمْزَمَ، فَسَأَلَهُ عَنِ الْعَادِيَاتِ ضَبْحًا فَقَالَ: سَأَلْتَ عَنْهَا أَحَدًا قَبْلِي؟ قَالَ: نَعَمْ سَأَلْتُ عَنْهَا ابْنَ عَبَّاسٍ، فَقَالَ هِيَ الْخَيْلُ حِينَ تُغِيرُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَقَالَ: اذْهَبْ فَادْعُهُ لِي، فَلَمَّا وَقَفْتُ عَلَى رَأْسِهِ قَالَ: تُفْتِي النَّاسَ بِمَا لَا عِلَمَ لَكَ وَاللَّهِ إِنَّ أَوَّلَ غَزْوَةٍ فِي الْإِسْلامِ لَبَدْرٌ، وَمَا كَانَ مَعَنَا إِلا فَرَسَانِ فرس لِلزُّبَيْرِ وَفَرَسٌ لِلْمِقْدَادِ بْنِ الْأَسْوَدِ، فَكَيْفَ يَكُونُ الْعَادِيَاتُ ضَبْحًا؟ إِنَّمَا الْعَادِيَاتُ ضَبْحًا مِنْ عَرَفَةَ إِلَى الْمُزْدَلِفَةِ، فَإِذَا أَدَّوْا إِلَى الْمُزْدَلِفَةِ أَوْرَوْا إِلَى النِّيرَانِ فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحًا مِنَ الْمُزْدَلِفَةِ إِلَى مِنًى فَذَلِكَ جَمْعٌ وَأَمَّا قَوْلُهُ: فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعًا فَهُوَ نَقْعُ الْأَرْضِ حِينَ تَطَؤُهُ بِخِفَافِهَا وَحَوَافِرِهَا. قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: فَنَزَعْتُ عَنْ قَوْلِي وَرَجَعْتُ إِلَى الَّذِي قَالَ عَلِيٌّ «2» .

19443 - مِنْ طَرِيقِ الْأَعْمَشِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا قَالَ: الْإِبِلُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ: وَقَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ: هِيَ الْإِبِلُ وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: إِنَّمَا كَانَ ذَلِكَ فِي سَرِيَّةٍ بُعِثَتْ «3» .

19444 - مِنْ طَرِيق عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ عَنْ عَطَاءٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا قَالَ: لَيْسَ بِشَيْءٍ مِنَ الدَّوَابِّ يَضْبَحُ إِلا كَلْبٌ أَوْ فَرَسٌ فَالْمُورِيَاتِ قدحا قال: هو
__________
(1) الدر 8/ 599- 601.
(2) الدر 8/ 599- 601.
(3) الدر 8.

(10/3457)


الْقَارِعَةُ (1)

مَكْرُ الرَّجُلُ قَدْحٌ فَأَوْرَى فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحًا قَالَ: غَارَتِ الْخَيْلُ صُبْحًا فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعًا قَالَ: غُبَارُ وَقْعِ سَنَابِكِ الْخَيْلِ فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعًا قَالَ: جَمَعُ الْعَدُوِّ. قَالَ عَمْرٌو:
وَكَانَ عُبَيْدُ بْنُ عُمَيْرٍ يَقُولُ: هِيَ الْإِبِلُ «1» .

قَوْلُهُ تَعَالَى: إِنَّ الْإِنْسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ
19445 - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: الْكَنُودُ بِلِسَانِنَا أَهْلِ الْبَلَدِ: الْكَفُورُ «2» .

19446 - عَنِ الْحَسَنِ إِنَّ الْإِنْسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ قَالَ: لَكَفُورٌ يُعَدِّدُ الْمُصِيبَاتِ وَيَنْسَى نِعَمَ رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ «3» .

قَوْلُهُ تَعَالَى: وَإِنَّهُ عَلَى ذَلِكَ لَشَهِيدٌ
19447 - عَنْ مُجَاهِدٍ وَإِنَّهُ عَلَى ذَلِكَ لَشَهِيدٌ قَالَ: اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ «4» .

قَوْلُهُ تَعَالَى: وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ
19448 - عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ وَإِنَّهُ عَلَى ذَلِكَ لَشَهِيدٌ قَالَ: الْإِنْسَانُ شَاهِدٌ عَلَى نَفْسِهِ أَفَلا يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ قَالَ: حِينَ يُبْعَثُونَ «5»
. سُورَةُ الْقارعة
101

قَوْلُهُ تَعَالَى: الْقَارِعَةُ
19449 - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: الْقَارِعَةُ مِنْ أَسَمَاءِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ «6» .

قَوْلُهُ تَعَالَى: فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ
19450 - عَنِ ابْنِ خَالِدٍ الْوَالِبِيِّ فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ قَالَ: أُمُّ رَأْسِهِ عَنْ عِكْرَمَةَ قَالَ: أَمُّ رأسه هاوية في جهنم «7» .
__________
(1) الدر 8
(2) الدر 8
(3) الدر 8
(4) الدر 8
(5) الدر 8
(6) الدر 8/ 606
(7) الدر 8/ 606

(10/3458)


أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ (1)

سُورَةُ التكاثر
102

قَوْلُهُ تَعَالَى: أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ
19451 - حَدَّثَنَا أبى، حدثنا زكريا بن يحي الْوَقَّارُ الْمِصْرِيُّ، حَدَّثَنِي خَالِدُ بْنُ عَبْدِ الدَّائِمِ عَنِ ابْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ عَنِ الطَّاعَةِ، حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ حَتَّى يَأْتِيَكُمُ الْمَوْتُ «1» .

19452 - عَنْ سَعِيدِ بْنِ هِلالٍ رضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: كَانَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُسَمُّونَ أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ الْمُغِيرَةَ «2» .

19453 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الْأَشَجُّ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ قَالَ: صَالِحُ بْنُ حَيَّانَ حَدَّثَنِي عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ فِي قَوْلِهِ: أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ قَالَ: نَزَلَتْ فِي قَبِيلَتَيْنِ مِنْ قَبَائِلِ الْأَنْصَارِ، فِي بَنِي حَارِثَةَ وَبَنِي الْحَارِثِ، تَفَاخَرُوا وَتَكَاثَرُوا فَقَالَتْ إِحْدَاهُمَا: فِيكُمْ مِثْلُ فُلانِ بْنِ فُلانٍ وَفُلانٍ؟ وَقَالَ الْآخَرُونَ مِثْلَ ذَلِكَ، تَفَاخَرُوا بِالْأَحْيَاءِ ثُمَّ قَالُوا: انْطَلِقُوا بِنَا إِلَى الْقُبُورِ، فَجَعَلَتْ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ تَقُولُ: فِيكُمْ مِثْلُ فُلانٍ؟ يَشِيرُونَ إِلَى الْقَبْرِ وَمِثْلُ فُلانٍ؟ وَفَعَلَ الْآخَرُونَ مِثْلَ ذَلِكَ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ. حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِيمَا رَأَيْتُمْ عِبْرَةٌ وَشُغُلٌ.

19454 - حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدٍ الْأَصْبَهَانِيُّ، أَخْبَرَنَا حَكَّامُ بْنُ سَلَمٍ الرَّازِيُّ عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي قَيْسٍ، عَنْ الْحَجَّاجِ عَنِ الْمِنْهَالِ، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: مَا زِلْنَا نَشُكُّ فِي عَذَابِ الْقَبْرِ حَتَّى نَزَلَتْ أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ: حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ «3» .

19455 - حدثنا أبى، حدثنا سلمة بن دَاوُدَ الْعَرَضِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو الْمُلَيْحِ الرَّقِّيُّ، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ فَقَرَأَ أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ. حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ، فَلَبِثَ هُنَيْهَةً فَقَالَ: يَا مَيْمُونُ، مَا أَرَى الْمَقَابِرَ إِلا زِيَارَةً وَمَا لِلزَائِرِ بُدُّ مِنْ أن يرجع إلى منزله «4» .
__________
(1) ابن كثير 8/ 492
(2) الدر 8/ 609
(3) ابن كثير 8/ 493- 494.
(4) ابن كثير 8/ 493- 494. [.....]

(10/3459)


كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ (5)

19456 - عَنْ قَتَادَةَ رضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ قَالَ: قَالُوا: نَحْنُ أَكْثَرُ مِنْ بَنِي فُلانٍ وَبَنُو فُلانٍ أَكْثَرُ مِنْ بَنِي فُلانٍ فَأَلْهَاهُمْ ذَلِكَ حَتَّى مَاتُوا ضَلالًا «1» .

19457 - عَنْ قَتَادَة رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فِي قَوْلِهِ: أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ قَالَ: نَزَلَتْ فِي الْيَهُودِ «2» .

19458 - عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ أَنَّهُ قَرَأَ: أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ حَتَّى زُرْتُمُ المقابر ثم قال: مَا أَرَى الْمَقَابِرَ إِلا زِيَارَةً وَمَا لِلزَائِرِ بُدُّ مِنْ أَنْ يَرْجِعَ إِلَى مَنْزِلِهِ «3» .

قَوْلُهُ تَعَالَى: كَلا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ
19459 - عَنْ قَتَادَةَ كَلا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ قَالَ: كُنَّا نُحَدِّثُ أَنَّ عِلْمَ الْيَقِينِ أَنْ يَعْلَمَ أَنَّ اللَّهَ بَاعِثُهُ بَعْدَ الْمَوْتِ «4» .

قَوْلُهُ تَعَالَى: ثم لتسئلن يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ
قَالَ: سَائِلٌ كُلَّ ذِي نِعْمَةٍ فِيمَا أَنْعَمَ عَلَيْهِ.

19460 - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما في قوله: ثم لتسئلن يومئذ عن النعيم قال: صحة ألا بد ان وَالْأَسْمَاعِ وَالْأَبْصَارِ يسأل الله العباد فيم استعملوها وهو أعلم بذلك منهم.

19461 - عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي قوله: ثم لتسئلن يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ قَالَ: الْأَمْنُ وَالصِّحَّةُ «5» .

19461 - عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ قوله: ثم لتسئلن يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ قَالَ: عَنْ أَكْلِ خُبْزِ الْبُرِّ وَشُرْبِ مَاءِ الْفُرَاتِ مُبَرَّدًا، وَكَانَ لَهُ مَنْزِلُهُ يَسْكُنُهُ، فَذَاكَ مِنَ النَّعِيمِ الَّذِي يُسْأَلُ عَنْهُ «6» .

19462 - عَنْ عِكْرَمَةَ قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الآية لتسئلن يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ قَالَ الصَّحَابَةُ: وَفِي أَيِّ نَعِيمٍ نَحْنُ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ وَإِنَّمَا نَأْكُلُ فِي أَنْصَافِ بُطُونِنَا خُبْزَ الشعير، فأوحى الله إلى نبيها أَنْ قُلْ لَهُمْ: أَلَيْسَ تَحْتَذُونَ النِّعَالَ وَتَشْرَبُونَ الماء البارد؟ فهذا من النعيم «7» .
__________
(1) الدر 8/ 611- 612.
(2) الدر 8/ 611- 612.
(3) الدر 8/ 611- 612.
(4) الدر 8/ 613.
(5) الدر 8/ 611- 612.
(6) الدر 8/ 611- 612.
(7) الدر 8/ 611- 612.

(10/3460)


19463 - حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى الْخَزَّازُ الْمُقْرِي، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عِيسَى أبو خالدا، لخزاز حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ عُبَيْدٍ عَنْ، عِكْرَمَةَ، عَنِ ابن عباس أنه سمع عمر بين الْخَطَّابِ يَقوُلُ: خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْدَ الظَّهِيرَةِ فَوَجَدَ أَبَا بَكْرٍ في المسجد فَقَالَ: «مَا أَخْرَجَكَ يَا ابْنَ الْخَطَّابِ؟» قَالَ: أخرجني الذي أخرجكما قال: فقد عُمَرُ، وَأَقْبَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُحَدِّثُهُمَا، ثُمَّ قَالَ: «هَلْ بِكُمَا مِنْ قُوَّةٍ تَنْطَلِقَانِ إِلَى هَذَا النَّخْلِ فَتُصِيبَانِ طَعَامًا وَشَرَابًا وَظِلا؟» قُلْنَا نَعَمْ. قَالَ: «مُرُّوا بِنَا إِلَى مَنْزِلِ ابْنِ التَّيْهَانِ أَبِي الْهَيْثَمِ الْأَنْصَارِيِّ» قَالَ: فَتَقَدَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ أَيْدِينَا، فَسَلَّمَ وَاسْتَأْذَنَ ثَلاثَ مَرَّاتٍ وَأُمُّ الْهَيْثَمِ مِنْ وَرَاءِ الْبَابِ تَسْمَعُ الْكَلامَ، تُرِيدُ أَنْ يَزيِدَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ السَّلامِ فَلَمَّا أَرَادَ أَنْ يَنْصَرِفَ خَرَجَتْ أُمُّ الْهَيْثَمِ تَسْعَى خَلْفَهُمْ فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ قَدْ- وَاللَّهِ- سَمِعْتُ تَسْلِيمَكَ، وَلَكِنْ أَرَدْتُ أَنْ تَزِيدَنَا مِنْ سَلامِكَ، فَقَالَ لها رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «خَيْرًا» ثُمَّ قَالَ «أَيْنَ أَبُو الْهَيْثَمِ؟ لَا أَرَاهُ» قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هُوَ قَرِيبٌ ذَهَبَ يَسْتَعْذِبُ الْمَاءَ، ادْخُلُوا فَإِنَّهُ يَأْتِي السَّاعَةَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ، فَبَسَطَتْ بِسَاطًا تَحْتَ شَجَرَةٍ، فَجَاءَ أَبُو الْهَيْثَمِ فَفَرِحَ بِهِمْ وَقَرَّتْ عَيْنَاهُ بِهِمْ، فَصَعِدَ عَلَى نَخْلَةٍ فَصَرَمَ لَهُمْ أَعْذَاقًا فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «حَسْبُكَ يَا أَبَا التَّيْهَانِ الْهَيْثَمُ» قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَأْكُلُونَ مِنْ بُسْرِهِ وِمِنْ رُطَبِهِ وَمِنْ تَذْنُوبِهِ، ثُمَّ أَتَاهُمْ بِمَاءٍ فَشَرِبُوا عَلَيْهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «هَذَا مِنَ النَّعِيمِ الَّذِي تُسْأَلُونَ عَنْهُ» «1» .

19464 - حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو عن يحي بْنِ حَاطِبٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ: قَالَ الزبير: لما نزلت: لتسئلن يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لِأَيِّ نَعِيمٍ نُسْأَلُ عَنْهُ، وَإِنَّمَا هُمَا الْأَسْوَدَانِ التَّمْرُ وَالْمَاءُ؟ قَالَ: «إِنَّ ذَلِكَ سَيَكُونُ» «2» .

19465 - حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الظِّهْرَانِيُّ، حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ الْعَدَنِيُّ عَنِ الْحَكَمِ بْنِ أَبَانٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ قَالَ: لَمَّا أنزلت هذه الآية ثم لتسئلن يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ قَالَتِ الصَّحَابَةُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَأَيُّ نَعِيمٍ نَحْنُ فِيهِ، وَإِنَّمَا نَأَكُلُ فِي أَنْصَافِ بُطُونِنَا خبز
__________
(1) ابن كثير 8/ 497.
(2) ابن كثير 8/ 497.

(10/3461)


وَالْعَصْرِ (1)

الشَّعِيرِ؟ فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَى نَبِيِّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَلْ لَهُمْ: أَلَيْسَ تَحْتَذُونَ النِّعَالَ، وَتَشْرَبُونَ الْمَاءَ الْبَارِدَ؟ فَهَذَا مِنَ النَّعِيمِ «1» .

19466 - حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ الْأَصْبَهَانِيِّ عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، أَظُنُّهُ عَنْ عَامِرٍ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي قوله: لتسئلن يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ قَالَ: الْأَمْنُ وَالصِّحَّةُ «2» .

سُورَةُ الْعصر
103

19467 - عَنْ قَتَادَةَ فِي قَوْلِهِ: وَالْعَصْرِ قَالَ: سَاعَةٌ مِنْ سَاعَاتِ النَّهَارِ وَفِي قَوْلِهِ: وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ قَالَ: كِتَابُ اللَّهِ «3» .
وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ قَالَ: طَاعَةُ اللَّهِ «4» .

19468 - عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ وَالْعَصْرِ قَالَ: قَسَمٌ أَقْسَمَ اللَّهُ بِهِ رَبُّنَا تَبَارَكَ وَتَعَالَى إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ قَالَ: النَّاسُ كُلُّهُمْ، ثُمَّ اسْتَثْنَى فَقَالَ: إِلا الَّذِينَ آمَنُوا ثُمَّ لَمْ يَدَعْهُمْ وَذَلِكَ حَتَّى قَالَ: وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ثم لم يدعهم وذاك حتى قَالَ: وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ ثُمَّ لَمْ يَدَعْهُمْ وَذَاكَ حَتَّى قَالَ: وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ يَشْتَرِطُ عليهم «5» .
__________
(1) ابن كثير 8/ 4970.
(2) ابن كثير 8/ 4970.
(3) الدر 8/ 622
(4) الدر 8/ 622
(5) الدر 8/ 622 [.....]

(10/3462)


وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ (1)

سُورَةُ الْهمزة
104

قَوْلُهُ تَعَالَي: وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ
19469 - عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّهُ قِيلَ لَهُ: نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ فِي أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ قَالَ ابْنُ عُمَرَ، مَا عَنَيْنَا بِهَا وَلا عَنَيْنَا بِعُشُرِ الْقُرْآنِ «1» .

19470 - عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عُمَرَ قَالَ: مَا زِلْنَا نَسْمَعُ أَنَّ وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ قَالَ: لَيْسَتْ بِحَاجِبَةٍ لِأَحَدٍ، نَزَلَتْ فِي جَمِيلِ بْنِ عَامِرٍ «2» .

19471 - عَنِ السُّدِّيِّ قَوْلُهُ: وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ فِي الْأَخْنَسِ بْنِ شُرَيْقٍ
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ قَوْلِهِ: وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ قَالَ: هُوَ الْمَشَّاءُ لِلنَّمِيمَةِ وَالْمُفَرِّقُ بَيْنَ الْجَمْعِ الْمُغْرِي بَيْنَ الْإِخْوَانِ «3» .

19472 - عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: الْهُمَزَةُ الطَّعَّانُ فِي النَّاسِ، وَاللُّمَزَةُ الَّذِي يَأْكُلُ لَحُومَ النَّاسِ «4» .

قَوْلُهُ تَعَالَى: جَمَعَ مَالًا وَعَدَّدَهُ
19473 - عَنِ السُّدِّيِّ فِي قَوْلِهِ: جَمَعَ مَالًا وَعَدَّدَهُ قَالَ: أَحْصَاهُ «5» .

قَوْلُهُ تَعَالَى: يَحْسَبُ أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ
19474 - عَنْ عِكْرَمَةَ قَوْلُهُ: يَحْسَبُ أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ قَالَ: يَزِيدُ فِي عُمُرِهِ «6» .

قَوْلُهُ تَعَالَى: كَلا لَيُنْبَذَنَّ
19475 - عَنِ السُّدِّيِّ قَوْلُهُ: كَلا لَيُنبَذَنَّ قَالَ: لَيُلْقَيَنَّ «7» .

19476 - عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ وَاقِدٍ قَالَ: الحطمة باب من أبواب جهنم «8» .
__________
(1) الدر 8/ 623- 624.
(2) الدر 8/ 623- 624.
(3) الدر 8/ 623- 624.
(4) الدر 8/ 623- 624.
(5) الدر 8/ 623- 624.
(6) الدر 8/ 623- 624.
(7) الدر 8/ 623- 624.
(8) الدر 8/ 623- 624.

(10/3463)