تفسير ابن أبي
حاتم محققا أَلَمْ تَرَ كَيْفَ
فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ (1)
قَوْلُهُ تَعَالَى الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى
الْأَفْئِدَةِ
19476 - عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ فِي قَوْلِهِ: الَّتِي
تَطَّلِعُ على الأفئدة قال: تأكل كل شيء منه حَتَّى تَنْتَهِيَ
إِلَى فُؤَادِهِ، فَإِذَا بَلَغَتْ فُؤَادَهُ ابْتَدَى
خَلْقُهُ «1» .
قَوْلُهُ تَعَالَى: فِي عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ
19477 - عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ أَنَّهُ قَرَأَ فِي عَمَدٍ
مُمَدَّدَةٍ قَالَ: وَهِيَ الْأَدْهَمُ «2» .
19478 - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ: فِي عَمَدٍ قَالَ:
الْأَبْوَابُ «3» .
19479 - عَنْ أَبِي صَالِحٍ فِي قَوْلِهِ: فِي عَمَدٍ
مُمَدَّدَةٍ قَالَ: الْقُيُودُ الطُّوَالُ «4» .
19480 - عَنِ السُّدِّيِّ قَالَ: مَنْ قَرَأَهَا فِي عُمُدٍ
فَهُوَ عَمَدٌ مِنْ نَارٍ وَمَنْ قَرَأَهَا فِي عَمَدٍ فَهُوَ
حَبْلٌ مَمْدُودٌ «5» .
سُورَةُ الْفِيلِ
105
قَوْلُهُ تَعَالَى: بأصحاب الْفِيلِ
19481 - عَنْ عُثْمَانَ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ الْأَخْنَسِ
قَالَ: كَانَ مِنْ حَدِيثِ أَصْحَابِ الْفِيلِ أَنَّ
أَبْرَهَةَ الْأَشْرَمَ الْحَبَشِيَّ كَانَ مَلِكَ الْيَمَنِ،
وَأَنَّ ابْنَ ابْنَتِهِ أُكْسُومُ بْنُ الصَّبَّاحِ
الْحُمَيْرِيُّ خَرَجَ حَاجًّا، فَلَمَّا انْصَرَفَ مِنْ
مَكَّةَ نَزَلَ فِي كَنِيسَةٍ بِنَجْرَانَ، فَغَدَا عَلَيْهَا
نَاسٌ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ فَأَخَذُوا مَا فِيهَا مِنَ
الْحُلِيِّ، وَأَخَذُوا مَتَاعَ أُكْسُومِ، فَانْصَرَفَ إِلَى
جَدِّهِ مُغْضَبًا فَبَعَثَ رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِهِ يُقَالُ
لَهُ شَهْرُ بْنُ، مَعْقُودٍ عَلَى عِشْرِينَ أَلْفًا مِنْ
خَوْلانَ وَالْأَشْعَرِيِّينَ، فَسَارُوا حَتَّى نَزَلُوا
بِأَرْضِ، خَثْعَمٍ، فَتَنَحَّتْ خَثْعَمٌ عَنْ طَريِقِهِمْ،
فَلَّمَا دَنَا مِنَ الطَّائِفِ خَرَجَ إِلَيْهِ نَاسٌ مِنْ
بَنِي خَثْعَمٍ وَنَصْرٍ وَثَقِيفٍ، فَقَالُوا: مَا حَاجَتُكَ
إِلَى طَائِفِنَا وَإِنَّمَا هِيَ قَرْيَةٌ صَغِيرَةٌ
وَلَكِنَّا نَدُلُّكَ عَلَى بَيْتٍ بِمَكَّةَ يُعْبَدُ
وَحِرْزُ مَنْ لَجَأَ إِلَيْهِ مِنْ مَكَّةَ ثُمَّ لَهُ مُلْكُ
الْعَرَبِ فَعَلَيْكَ بِهِ وَدَعْنَا مِنْكَ، فَأَتَاهُ حَتَّى
إِذَا بَلَغَ الْمِغْمَسَ وَجَدَ إبلا لعبد المطلب، مائة
__________
(1) الدر 8/ 624- 625.
(2) الدر 8/ 624- 625.
(3) الدر 8/ 624- 625.
(4) الدر 8/ 624- 625.
(5) الدر 8/ 624- 625.
(10/3464)
ناقة مقلدة، فانهبها بَيْنَ أَصْحَابِهِ،
فَلَمَّا بَلَغَ ذَلِكَ عَبْدَ الْمُطَّلِبِ جَاءَهُ، وَكَانَ
جَمِيلًا وَكَانَ لَهُ صَدِيقٌ مِنْ أَهْلِ الْيَمَنِ يُقَالُ
لَهُ ذُو عَمْرٍو، فَسَأَلَهُ أن يرد عليه ابله فقال: إني لا
أَطِيقُ ذَلِكَ، وَلَكِنْ إِنْ شِئْتَ أَدْخَلْتُكَ عَلَى
الْمَلِكِ، فَقَالَ عَبْدُ الْمُطِّلِبِ افْعَلْ فَأَدْخَلَهُ
عَلَيْهِ، فَقَالَ لَهُ: إِنَّ لِي إِلَيْكَ حَاجَةً، قَالَ
قَضَيْتُ كُلَّ حَاجَةٍ تَطْلُبُهَا، قَالَ أَنَا فِي بَلَدٍ
حَرَمٍ، وَفِي سَبِيلٍ بَيْنَ أَرْضِ الْعَرَبِ وَأَرْضِ
الْعَجَمِ، وَكَانَتْ مِائَةُ نَاقَةٍ لِي مُقَلَّدَةٌ تَرْعَى
بِهَذَا الْوَادِي بَيْنَ مَكَّةَ وَتِهَامَةَ عَلَيْهَا
عَبْرُ أَهْلِهَا. وَتَخْرُجُ إِلَى تِجَارَتِهَا
وَتَتَحَمَّلُ مِنْ عَدُوِّنَا، عَدَا عَلَيْهَا جَيْشُكَ
فَأَخَذُوهَا، وَلَيْسَ مِثْلُكَ يُظْلَمَ مَنْ جَاوَرَهُ
فَالْتَفَتَ إِلَى ذِي عَمْرٍو، ثُمَّ ضَرَبَ بِإِحْدَى
يَدَيْهِ عَلَى الْأُخْرَى عَجَبًا، فقال: لو سألني كل شيء
أجوزه أَعْطَيْتُهُ إِيَّاهُ أَمَّا إِبِلُهُ فَقَدْ رَدَدْنَا
إِلَيْكَ وَمِثْلَهَا مَعَهَا، فَمَا يَمْنَعُكَ أَنْ
تُكَلِّمَنِي فِي بِنْيَتِكُمْ هَذِهِ، وَبَلَدِكُمْ هَذِهِ،
فَقَالَ لَهُ عَبْدُ الْمُطِّلِبِ أَمَّا بِنْيَتُنَا هَذِهِ
وَبَلَدُنَا هَذِهِ، فَإِنَّ لَهُمَا رَبًّا إِنْ شَاءَ أَنْ
يَمْنَعَهُمَا، وَلَكِنِّي إنما أكلمك في مالي، فأمر عند ذلك
بالرحيل وقال: لتهدمن الْكَعْبَةِ وَلَتَنْهَيَّنَّ مَكَّةَ
فَانْصَرَفَ عَبْدُ الْمُطِّلِبِ وَهُوَ يقول:
لاهم إِنَّ الْمَرْءَ يَمْنَعُ رَحْلَهُ فَامْنَعْ حِلالَكْ
... لَا يَغْلِبَنَّ صَلِيبُهُمْ وَمِحَالُهُمْ عَدْوًا
مِحَالَكْ
فَإِذَا فَعَلْتَ فَرُبَّمَا تَحْمِي فَأَمُرْ مَا بَدَا لَكْ
... فَإِذَا فَعَلْتَ فَإِنَّهُ أَمْرٌ تُتِمُّ بِهِ فِعَالَكْ
وَغَدَوْا غدا يجمعونهم والفيل كي يسبوا عيالك ... فإذا تركتهم
وكعبتا فوا حربا هُنَالِكْ
فَلَمَّا تَوَجَّهَ شَهْرٌ وَأَصْحَابُ الْفِيلِ، وَقَدْ
أَجْمَعُوا مَا أَجْمَعُوا، طَفِقَ كُلَّمَا وَجَّهُوهُ
أَنَاخَ وَبَرِكَ، فَإِذَا صَرَفُوهُ عَنْهَا مِنْ حَيْثُ
أَتَى أَسْرَعَ السَّيْرَ، فَلَمْ يَزَلْ كَذَلِكَ حَتَّى
غَشِيَهُمُ اللَّيْلُ وَخَرَجَتْ عَلَيْهِمْ طَيْرٌ مِنَ
الْبَحْرِ لَهَا خَرَاطِيمُ، كَأَنَّهَا الْبَلَسُ شَبِيهَةٌ
بِالْوِطْوَاطِ حُمُرٌ وَسُودٌ، فَلَمَّا رَأَوْهَا أَشْفَقُوا
مِنْهَا وَسُقِطَ فِي أَيْدِيهِمْ، فَرَمَتْهُمْ بِحِجَارَةٍ
مُدَحْرَجَةٍ كَالْبَنَادِقِ، تَقَعُ عَلَى جِبَالِهِمْ فلم
يروا- حدا غَشِيَهُمْ، فَبَعَثَ ابْنَهُ عَلَى فَرَسٍ سَرِيعٍ
يَنْظُرُ ما لقوا فإذا هم مُشَدَّخِينَ جَمِيعًا، فَرَجَعَ
يَرْفَعُ رَأْسَهُ كَاشِفًا فَخْذَهُ، فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ
أَبُوهُ قَالَ: إِنَّ ابْنِي أَفْرَسُ الْعَرَبِ وَمَا كَشَفَ
عَنْ فَخِذِهِ إِلا بَشِيرًا أَوْ نَذِيرًا، فَلَمَّا دَنَا
مِنْ نَادِيهِمْ قَالُوا: مَا وَرَاءَكَ؟ قَالَ: هَلَكُوا
جَمِيعًا، فَخَرَّ عَبْدُ الْمُطِّلِبِ وَأَصْحَابُهُ
فَأَخَذُوا أَمْوَالَهُمْ.
وَقَالَ عَبْدُ الطلب شِعْرًا فِي الْمَعْنَى:
(10/3465)
وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ
طَيْرًا أَبَابِيلَ (3)
أَنْتَ مَنَعْتَ الْجَيْشَ وَالْأَفْيَالا
... وَقَدْ رَعَوْا بِمَكَّةَ الْأَفْيَالا
وَقَدْ خَشِينَا مِنْهُمُ الْقِتَالا ... وَكُلَّ أَمْرٍ
مِنْهُمُ مِعْضَالا
شُكْرًا وَحَمْدًا لَكَ ذِي الْإِجْلالا
فَانْصَرَفَ شَهْرٌ هَارِبًا وَحْدَهُ فَأَوَّلُ مَنْزِلٍ
نَزَلَهُ سَقَطَتْ يَدُهُ الْيُمْنَى، ثُمَّ نَزَلَ مَنْزِلًا
آخَرَ فسقطت رجله اليمنى، فأتى منزله وهو جسدلا أَعْضَاءَ
لَهُ، فَأَخْبَرَهُمُ الْخَبَرَ ثُمَّ فَاضَتْ نَفْسُهُ وَهُمْ
يَنْظُرُونَ «1» .
قَوْلُهُ تَعَالَى: طَيْرًا أَبَابِيلَ
19482 - حَدَّثَنَا عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَوْلُهُ: طَيْرًا
أَبَابِيلَ قَالَ هِيَ الْفِرَقُ «2» .
19483 - حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الله بن
محمد ابن، أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ
الْأَعْمَشِ، عن أبي سفيان، عن عبيد بن عمير اللَّيْثِيِّ
قَالَ:
لَمَّا أَرَادَ اللَّهُ أَنْ يُهْلِكَ أَصْحَابَ الْفِيلِ،
بَعَثَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ طَيْرًا نَشَأَتْ من البحر كأنها
الخطا طيف، بِكَفِّ كُلِّ طَيْرٍ مِنْهَا ثَلاثَةُ أَحْجَارٍ
مُجَزَّئَةٍ، فِي مِنْقَارِهِ حَجَرٌ وَحَجَرَانِ فِي
رِجْلَيْهِ، ثُمَّ جاءت حتى صفت علي رؤسهم ثُمَّ صَاحَتْ
وَأَلْقَتْ مَا فِي أَرْجُلِهَا وَمَنَاقِيرِهَا، فَمَا مِنْ
حَجَرٍ وَقَعَ مِنْهَا عَلَى رَجُلٍ إِلا خَرَجَ مِنَ
الْجَانِبِ الْآخَرِ، إِنْ وَقَعَ عَلَى رَأْسِهِ خَرَجَ مِنْ
دُبُرِهِ، وَإِنْ وَقَعَ عَلَى شَيْءٍ مِنْ بَدَنِهِ خَرَجَ
مِنَ الْجَانِبِ الْآخَرِ، وَبَعَثَ اللَّهُ رِيحًا شَدِيدًا
فَضَرَبَتْ أَرْجُلَهَا فَزَادَهَا شِدَّهً فَأُهْلِكُوا
جَمِيعًا «3» .
19484 - عَنْ عِكْرِمَةَ فِي قَوْلِهِ: طَيْرًا أَبَابِيلَ
قَالَ: طَيْرٌ بِيضٌ، وَفِي لَفْظٍ طُيُورٌ خُضْرٌ جَاءَتْ
مِنْ قِبَلِ الْبَحْرِ كَانَ وُجُوهُهَا وُجُوهُ السِّبَاعِ،
لَمْ تُرَ قَبْلَ ذَلِكَ وَلا بَعْدَهُ، فَاثَّرَتْ
جُلُودُهُمْ مِثْلَ الْجُدَرِيِّ، فَإِنَّهُ أَوَّلُ مَا
رُؤْيَ الْجُدَرِيُّ «4» .
قَوْلُهُ تَعَالَى: كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ
19485 - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ قال: هو
الطيور عصافة الزرع «5» .
__________
(1) الدر 8/ 630. [.....]
(2) الدر 8/ 630.
(3) ابن كثير 8/ 508.
(4) الدر 8/ 631.
(5) الدر 8/ 631.
(10/3466)
لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ
(1)
سُورَةُ قُرَيْشٍ
106
19486 - عن أَسْمَاءَ بِنْتِ يَزِيدَ قَالَتْ: سَمِعْتُ
رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:
لِإِيلافِ قُرَيْشٍ إِيلافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ
وَالصَّيْفِ وَيْحَكُمْ يَا قُرِيشُ اعْبُدُوا رَبَّ هَذَا
الْبَيْتِ الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف
«1» .
قَوْلُهُ تَعَالَى: لِإِيلافِ قُرَيْشٍ
19487 - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ: لِإِيلافِ قُرَيْشٍ
قَالَ: نِعْمَتُهُ عَلَى قُرِيْشٍ إِيلافِهِمْ رِحْلَةَ
الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ قَالَ: كَانُوا يشتون بمكة، ويصيفون
بالطائف، ليعبدوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ
قَالَ الْكَعْبَةُ الَّذِي أَطْعَمَهُم مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُم
مِنْ خَوْفٍ قَالَ الْجُزَامُ «2» .
19488 - عَنْ مُجَاهِدٍ قَوْلُهُ: لِإِيلافِ قُرَيْشٍ قَالَ
نِعْمَتِي عَلَى قُرَيْشٍ «3» .
إِيلافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ والصيف قَالَ: إِيلافِهِمْ
ذَلِكَ، فَلا يَشُقُّ عَلَيْهِمْ رِحْلَةُ الشِّتَاءِ وَلا
صَيْفٌ وَآمَنَهُم مِنْ خَوْفٍ قَالَ مِنْ كُلِّ غَزْوٍ فِي
حَرَمِهِمْ «4» .
قَوْلُهُ تَعَالَى: الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ
19489 - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ: الَّذِي
أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ يَعْنِي قُرَيْشًا أهل مكة بدعوة
إِبْرَاهِيمَ- حَيْثُ قَالَ: وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ
وَآمَنَهُم مِنْ خَوْفٍ حَيْثُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ: رَبِّ
اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِنًا «5» .
19490 - عَنْ قَتَادَةَ فِي قَوْلِهِ: لِإِيلافِ قُرَيْشٍ
قَالَ: عَادَةُ قُرَيْشٍ رِحْلَةٌ فِي الشِّتَاءِ ورحلة في
الصَّيْفِ، وَفِي قَوْلِهِ: وَآمَنَهُم مِنْ خَوْفٍ قَالَ:
كَانُوا يَقُولُونَ نَحْنُ مَنْ حَرَّمَ اللَّهُ، فَلا
يَعْرِضُ لَهُمْ أَحَدٌ فِي الْجَاهِلِيَّةِ يَأْمَنُونَ
بِذَلِكَ، وَكَانَ غَيْرُهُمْ مِنْ قَبَائِلِ الْعَرَبِ إِذَا
خَرَجَ أُغِيرَ عَلَيْهِمْ «6» .
19491 - عَنْ عِكْرَمَةَ قَالَ: كَانَتْ قُرَيْشٌ تَتَّجِرُ،
شِتَاءً وَصَيْفًا، فَتَأْخُذُ فِي الشِّتَاءِ عَلَى طَرِيقِ
الْبَحْرِ وَأَيَلَةَ إِلَى فِلَسْطِينَ يَلْتَمِسُونَ
الدِّفَاءَ، وَأَمَّا الصَّيْفُ فَيَأْخُذُونَ قِبَلَ بَصْرَى
وَأَذْرِعَاتِ، يَلْتَمِسُونَ البرد فذلك قوله: إيلافهم.
__________
(1) الدر 8/ 645.
(2) الدر 8/ 645.
(3) الدر 8/ 645.
(4) الدر 8/ 645.
(5) الدر 8/ 645.
(6) الدر 8/ 645.
(10/3467)
أَرَأَيْتَ الَّذِي
يُكَذِّبُ بِالدِّينِ (1)
سُورَةُ الْماعون
107 [19492]
حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ
بْنُ سَلَمَةَ عَنْ عَاصِمٍ عَنْ زِرٍّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ
قَالَ: الْمَاعُونُ العواري الْقِدْرُ وَالْمِيزَانُ
وَالدَّلْوُ «1» .
قَوْلُهُ تَعَالَى: أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ
19493 - عَنِ الْحَسَنِ قَوْلُهُ: أَرَأَيْتَ الَّذِي
يُكَذِّبُ بِالدِّينِ قال: الكافر «2» .
19494 - عن ابن عباس قولة: أرأيت الذي يكذب بالدين قال:
يَكْذِبُ بِحُكْمِ اللَّهِ فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ
الْيَتِيمَ قَالَ: يَدْفَعُهُ عَنْ حَقِّهِ «3» .
قَوْلُهُ تَعَالَى: فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ
19495 - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَوْلُهُ: فَوَيْلٌ
لِلْمُصَلِّينَ الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ سَاهُونَ
قَالَ: هُمُ الْمُنَافِقُونَ يُرَآءُونَ النَّاسَ بِصَلاتِهِمْ
إِذَا حَضَرُوا، وَيَتْرُكُونَهَا إِذَا غَابُوا
وَيَمْنَعُونَهُمُ، الْعَارِيَةَ بُغْضًا لَهُمْ وَهِيَ
الْمَاعُونُ «4» .
قَوْلُهُ تَعَالَى: الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ سَاهُونَ
19496 - عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ قال: سَأَلْتُ
النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ قَوْلِهِ:
الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ سَاهُونَ قَالَ هُمُ الَّذِينَ
يُؤَخِّرُونَ الصَّلاةَ عَنْ وَقْتِهَا «5» .
19497 - عَنْ مَسْرُوقٍ قَوْلُهُ: عَنْ صَلاتِهِمْ سَاهُونَ
قَالَ: تَضْيِعُ مِيقَاتِهَا «6» .
19498 - عَنْ مُجَاهِدٍ قَوْلُهُ: عَنْ صَلاتِهِمْ سَاهُونَ
قَالَ: لاهُونَ «7» .
19499 - عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ قَوْلُهُ: عَنْ صَلاتِهِمْ
سَاهُونَ قَالَ: هُوَ الَّذِي يُصَلِّي وَيَقُولُ هَكَذَا
وَهَكَذَا يَعْنِي يَلْتَفِتُ عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ يساره «8»
.
__________
(1) ابن كثير 8/ 517.
(2) الدر 8/ 641- 642.
(3) الدر 8/ 641- 642.
(4) الدر 8/ 641- 642. [.....]
(5) الدر 8/ 641- 642.
(6) الدر 8/ 641- 642.
(7) الدر 8/ 641- 642.
(8) الدر 8/ 641- 642.
(10/3468)
الَّذِينَ هُمْ
يُرَاءُونَ (6)
قوله تعالى: الذين هم يراؤن
19500 - عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ فِي قَوْلِهِ: الذين
هم يراؤن قَالَ يُرَاءُونَ بِصَلاتِهِمْ «1» .
19501 - عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: كُنَّا نَعُدُّ
الْمَاعُونَ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَارِيَةَ الدَّلْوِ وَالْقِدْرِ
وَالْفَأْسِ وَالْمِيزَانِ وَمَا تَتَعَاطَوْنَ بَيْنَكُمْ «2»
.
قَوْلُهُ تَعَالَى: يمنعون الْمَاعُونَ
19502 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، حَدَّثَنَا
وَكِيعٌ عَنْ ابْنِ أَبِي ذُؤَيْبٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ
وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ قَالَ: بِلِسَانِ قُرَيْشٍ الْمَالُ
«3» .
19503 - حَدَّثَنَا أَبِي وَأَبُو زُرْعَةَ قَالا: حَدَّثَنَا
قَيْسُ بْنُ حَفْصٍ الرَّاعِي، حَدَّثَنَا دَلْهَمُ بْنُ
دَهْثَمٍ الْعِجْلِيُّ، حَدَّثَنَا مَائِذُ بْنُ رَبِيعَةَ
النُّمَيْرِيُّ أَنَّهُمْ وَفَدُوا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ
اللَّهِ مَا تَعْهَدُ إِلَيْنَا؟ قَالَ (لا تمنعون) وقال: يَا
رَسُولَ اللَّهِ وَمَا الْمَاعُونُ؟ قَالَ «فِي الْحَجَرِ
وَفِي الْحَدِيدَةِ وَفِي الْمَاءِ» .
قَالُوا فَأَيُّ الْحَدِيدَةِ؟ قَالَ «قُدُورُكُمُ النُّحَاسُ
وَحَدِيدُ الْفَأْسِ الَّذِي تمتهون بِهِ قَالُوا وَمَا
الْحَجَرُ؟ قَالَ «قُدُورُكُمُ الْحِجَارَةُ» «4» .
19504 - عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسَلَمَ فِي قَوْلِهِ:
وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ قَالَ: أُولَئِكَ الْمُنَافِقُونَ
ظَهَرَتِ الصَّلاةُ فَصَلَّوْهَا وَخَفِيَتِ الزَّكَاةُ
فَمَنَعُوهَا «5» .
19505 - عَنْ عِكْرَمَةَ قَالَ: رَأْسُ الْمَاعُونِ زَكَاةُ
الْمَالِ وَأَدْنَاهُ الْمُنْخُلُ وَالدَّلْوُ وَالْإِبْرَةُ.
19506 - عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ قَالَ: الْمَاعُونُ
الْمَعْرُوفُ «6» .
__________
(1) الدر 8/ 643.
(2) الدر 8/ 643.
(3) ابن كثير 8/ 518 قال: حديث غريب جدا
(4) ابن كثير 8/ 518 قال: حديث غريب جدا
(5) الدر 8/ 645.
(6) الدر 8/ 645.
(10/3469)
إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ
الْكَوْثَرَ (1)
سورة الكوثر
108
قوله: الكوثر
19507 - حدثنا على ابن حَفْصٍ، حَدَّثَنَا وَرْقَاءُ قَالَ:
وَقَالَ عَطَاءُ بْنُ مُحَارِبِ بْنِ دِثَارٍ، عَنِ ابْنِ
عُمَرَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وسلم: الْكَوْثَرَ نَهْرٌ فِي الْجَنَّةِ حَافَّتَاهُ مِنْ
ذَهَبٍ، وَالْمَاءُ يَجْرِي عَلَى اللُّؤْلُؤِ، وَمَاؤُهُ
أَشَدُّ بَيَاضًا مِنَ اللَّبَنِ وَأَحْلَى مِنَ الْعَسَلِ «1»
.
19508 - حَدَّثَنَا وَهْبُ بن إبراهيم الغسامى سَنَةَ خَمْسٍ
وَخَمْسِينَ وَمِائَتَيْنِ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ بْنُ
حَاتِم الْمَرْوَزِيُّ، حَدَّثَنَا مُقَاتِلُ بْنُ حِبَّانَ
عَنِ الْأَصْبَغِ بْنِ نَبَاتَةَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طالب
قال: ما نَزَلَتْ هَذِهِ السُّورَةُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ فَصَلِّ لِرَبِّكَ وانحر قال
رسول الله: «يَا جِبْرِيلُ مَا هَذِهِ النَّحِيرَةُ الَّتِي
أَمَرَنِي بِهَا رَبِّي» ؟
فَقَالَ: لَيْسَتْ بِنَحِيرَةٍ، وَلَكِنَّهُ يِأْمُرُكَ إذا
تحزمت لِلصَّلاةِ ارْفَعْ يَدَيْكَ إِذَا كَبَّرْتَ وَإِذَا
رَكَعْتَ وَإِذَا رَفَعْتَ رَأْسَكَ مِنَ الرُّكُوعِ وَإِذَا
سَجَدْتَ، فَإِنَّهَا صَلاتُنَا وَصَلاةُ الْمَلائِكَةِ
الَّذِينَ فِي السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ، وَإِنَّ لِكُلِّ
شَيْءٍ زِينَةً وَزِينَةُ الصَّلاةِ رَفْعُ الْيَدَيْنِ عِنْدَ
كُلِّ تَكْبِيرَةٍ.
19509 - عَنْ عِكْرَمَةَ رضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ:
الْكَوْثَرُ مَا أَعْطَاهُ اللَّهُ مِنَ النُّبُوَّةِ
وَالْخَيْرِ وَالْقُرْآنِ «2» .
19510 - عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: الْكَوْثَرُ الْقُرْآنُ «3» .
19511 - عَنْ مُجَاهِدٍ وَعَطَاءٍ وَعِكْرَمَةَ قوله: فَصَلِّ
لِرَبِّكَ وَانْحَرْ قَالُوا: صَلاةُ الصُّبْحِ بِجَمْعٍ
وَنَحْرُ الْبُدْنِ بِمِنًى «4» .
19512 - عَنْ عَطَاءٍ فَصَلِّ لربك قال: صلاه العيد «5» .
19513 - عن سعيد جُبَيْرٍ قَوْلُهُ: وَانْحَرْ قَالَ الْبُدْنَ
«6» .
قَوْلُهُ تَعَالَى: الْأَبْتَرُ
19514 - عَنِ السُّدِّيِّ رضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: كَانَتْ
قُرَيْشٌ تَقُولُ إِذَا مَاتَ ذُكُورُ الرَّجُلِ بُتِرَ فلان.
__________
(1) ابن كثير 8/ 524
(2) الدر 8/ 643.
(3) الدر 8/ 643.
(4) الدر 8/ 643. [.....]
(5) الدر 8/ 643.
(6) الدر 8/ 643.
(10/3470)
قُلْ يَا أَيُّهَا
الْكَافِرُونَ (1)
فَلَمَّا مَاتَ وَلَدُ النَّبِيِّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ الْعَاصِي بْنُ وَائِلٍ:
بُتِرَ: وَالْأَبْتَرُ الْفَرْدُ «1» .
قَوْلُهُ: شَانِئَكَ
19515 - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَوْلُهُ: إِنَّ شَانِئَكَ
يَقُولُ: عَدُوُّكَ «2» .
19516 - عَنْ عَطَاءٍ قَوْلُهُ: إِنَّ شَانِئَكَ قَالَ: أَبُو
جَهْلٍ «3» .
19517 - عَنْ شَهْرِ بْنِ عَطِيَّةَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ
كَانَ عُقْبَةُ بْنُ أَبِي مُعَيْطٍ يَقُولُ: إِنَّهُ لا
يَبْقَى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَدٌ
وَهُوَ أَبْتَرُ فَأَنْزَلَ اللَّهُ فِيهِ إِنَّ شَانِئَكَ
هُوَ الْأَبْتَرُ «4» .
سُورَةُ الْكافرون
109 [19518]
عَنْ أَبِي عَبَّاسٍ رضِيَ اللَّهُ عنهما أن قريشا وعت رَسُولُ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى أَنْ
يُعْطُوهُ مَالًا فَيَكُونَ أَغْنَى رَجُلٍ بِمَكَّةَ
وَيُزَوِّجُوهُ مَا أَرَادَ مِنَ النِّسَاءِ، فَقَالُوا: هَذَا
لَكَ يَا مُحَمَّدُ وَكُفَّ عَنْ شَتْمِ آلِهَتِنَا وَلا
تَذْكُرْ آلِهَتَنَا بِسُوءٍ، فَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَإِنَّا
نَعْرِضُ عَلَيْكَ خَصْلَةً وَاحِدَةً وَلَكَ فِيهَا صَلاحٌ
قَالَ مَا هِيَ؟ قَالُوا تَعْبُدُ آلِهَتَنَا سَنَةً
وَنَعْبُدُ إِلَهَكَ سَنَةً، قَالَ: حَتَّى أَنْظُرَ ما يأتين
مِنْ رَبِّي فَجَاءَ الْوَحْيُ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ «5» .
قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ لا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ
الْآيَةَ
19519 - عَنْ سَعِيدِ بْنِ مِينَا مَوْلَى أَبِي
الْبَخْتَرِيِّ قَالَ: لَقِيَ الْوَلِيدُ بْنُ الْمُغِيرَةِ
وَالْعَاصِي بْنُ وَائِلٍ، وَالْأَسْوَدُ بْنُ الْمُطَّلِبِ
وَأُمَيَّةُ بْنُ خَلْفَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالُوا: يَا مُحَمَّدُ فَلْتَعْبُدْ مَا
نَعْبُدُ وَنَعْبُدُ مَا تَعْبُدُ، وَلْنَشْتَرِكَ نَحْنُ
وَأَنْتَ فِي أَمْرِنَا كله فإن كان الذي نحن عَلَيْهِ أَصَحَّ
مِنَ الَّذِي أَنْتَ عَلَيْهِ، كُنْتُ قَدْ أَخَذْتُ مِنْهُ
حَظًّا، وَإِنْ كَانَ الَّذِي أَنْتَ عَلَيْهِ أَصَحَّ مِنَ
الَّذِي نَحْنُ عَلَيْهِ كُنَّا قَدْ أَخَذْنَا مِنْهُ حَظًّا
فَأَنْزَلَ اللَّهُ: قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ لا
أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ حَتَّى انْقَضَتِ السُّورَةُ.
19520 - عَنْ زُرَارَةَ بْنِ أَوْفَى قَالَ: كَانَتْ هَذِهِ
السُّورَةُ تُسَمَّى الْمُقَشْقِشَةُ.
__________
(1) الدر 8/ 643.
(2) الدر 8/ 643.
(3) الدر 8/ 643.
(4) الدر 8/ 643.
(5) الدر 8/ 654.
(10/3471)
|