تفسير ابن أبي
حاتم محققا إِذَا جَاءَ نَصْرُ
اللَّهِ وَالْفَتْحُ (1)
سُورَةُ النَّصْرِ
110
قَوْلُهُ تَعَالَى: إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ
19521 - عَنْ أُمِّ حَبِيبَةَ قَالَت: لَمَّا نَزَلَتْ إِذَا
جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ اللَّهَ لَمْ
يَبْعَثْ نَبِيًّا إِلا عُمِّرَ فِي أُمَّتِهِ شَطْرَ مَا
عُمِّرَ النَّبِيُّ الْمَاضِي قَبْلَهُ، وإن عيس بن مَرْيَمَ
كَانَ أَرْبَعِينَ سَنَةً فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ، وَهَذِهِ
لِي عِشْرُونَ سَنَةً وَأَنَا مَيِّتٌ فِي هذه السَّنَةِ» .
فَبَكَتْ فَاطِمَةُ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «أَنْتِ أَوَّلُ أَهْلِ بَيْتِي لُحُوقًا
بِي فَتَبَسَّمَتْ.
سُورَةُ الْمسد
111 [19522]
حَدَّثَنَا أَبِي وَأَبُو زُرْعَةَ قَالا: حَدَّثَنَا عَبْدُ
اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ الْحُمَيْدِيُّ، حَدَّثَنَا
سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ كَثِيرٍ عَنِ ابْنِ
بَرْوَسٍ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ قَالَتْ: لَمَّا
نَزَلَتْ: تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ أَقْبَلَتِ الْعَوْرَاءُ
أُمُّ جَمِيلٍ بِنْتُ حَرْبٍ، وَلَهَا وَلْوَلَةٌ، وَفِي
يَدِهَا فِهْرٌ، وَهِيَ تَقُولُ:
مُذَمَّمًا أَبَيْنَا وَدِينَهُ قَلَيْنَا وَأَمْرَهُ
عَصَيْنَا وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ جَالِسٌ فِي الْمَسْجَدِ وَمَعَهُ أَبُو بَكْرٍ،
فَلَمَّا رَآهَا أَبُو بَكْرٍ قال رَسُولَ اللَّهِ قَدْ
أَقْبَلَتْ وَأَنَا أَخَافُ عَلَيْكَ أَنْ تَرَاكَ، فَقَالَ
رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّهَا
لَنْ تَرَانِي» وَقَرَأَ قُرْآنًا اعْتَصَمَ بِهِ كَمَا قَالَ
تَعَالَى:
وَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ
الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ حِجَابًا مَسْتُورًا
فَأَقْبَلَتْ حَتَّى وَقَفَتْ عَلَى أَبِي بَكْرٍ، وَلَمْ تَرَ
رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ
يَا
(10/3472)
تَبَّتْ يَدَا أَبِي
لَهَبٍ وَتَبَّ (1)
أبا بكر اني اخترت أَنَّ صَاحِبَكَ
هَجَانِي؟ قَالَ: لَا وَرَبِّ هَذَا الْبَيْتِ مَا هَجَاكِ،
فَوَلَّتْ وَهِيَ تَقُولُ: قَدْ عَلِمَتْ قُرَيْشٌ أَنِّي
ابْنَةُ سَيِّدِهَا «1» .
19523 - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ لَمَّا نَزَلَتْ وَأَنْذِرْ
عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ وَرَهْطَكَ مِنْهُمُ
الْمُخْلِصِينَ، خَرَجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ حَتَّى صَعِدَ الصَّفَا فَهَتَفَ يَا صَبَاحَاهُ
فَاجْتَمَعُوا إِلَيْهِ فَقَالَ: «أَرَأَيْتُكُمْ لَوْ
أَخْبَرْتُكُمْ أَنَّ خَيْلًا تَخْرُجُ بِسَفْحِ هَذَا
الْجَبَلِ أَكَنْتُمْ مُصَدِّقِيَّ؟ قَالُوا مَا جَرَّبْنَا
عَلَيْكَ كَذِبًا، قَالَ فَإِنِّي نَذِيرٌ لَكُمْ بَيْنَ
يَدَيْ عَذَابٍ، فَقَالَ أَبُو لَهَبٍ: تَبًّا لَكَ إِنَّمَا
جَمَعْتَنَا لِهَذَا؟
ثُمَّ قَامَ فَنَزَلَتْ هَذِهِ السُّورَةُ تَبَّتْ يَدَا أَبِي
لَهَبٍ وَتَبَّ «2» .
قَوْلُهُ تَعَالَى: تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ
19524 - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ
قَالَ خَسِرَتْ وَتَبَّ قَالَ خَسِرَ «3» .
19525 - عَنِ الْحَسَنِ قَالَ إِنَّمَا سُمِّيَ أَبَا لَهَبٍ
مِنْ حُسْنِهِ «4» .
19526 - عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ أَطْيَبُ مَا أَكَلَ الرَّجُلُ
مِنْ كَسْبِهِ، وَإِنَّ ابْنَهُ مِنْ كَسَبِهِ ثُمَّ قَرَأَتْ:
مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ قَالَتْ وَمَا كَسَبَ
وَلَدُهُ «5» .
قوله تعالى: امرأته حَمَّالَةَ الْحَطَبِ
19527 - عَنِ ابْنِ زَيْدٍ قَوْلُهُ: وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ
الْحَطَبِ قَالَ: كَانَتْ تَأْتِي بِأَغْصَانِ الشَّوْكِ،
وَتَطْرَحُهَا بِاللَّيْلِ فِي طَرِيقِ رَسُولِ اللَّهِ
(صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) «6» .
19528 - عَنْ مُجَاهِدٍ رضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَوْلُهُ:
وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ قَالَ كَانَتْ تَمْشِي
بِالنَّمِيمَةِ فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ مِنْ نَارٍ
«7» .
19529 - عَنْ قَتَادَةَ وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ
قَالَ: كَانَتْ تَنْقُلُ الْأَحَادِيثَ مِنْ بَعْضِ النَّاسِ
إِلَى بَعْضٍ فِي جِيدِهَا حَبْلٌ قَالَ عُنُقُهَا «8» .
19530 - عَنِ الْحَسَنِ قَوْلُهُ: حَمَّالَةَ الْحَطَبِ
كَانَتْ تَحْمِلُ النَّمِيمَةَ فَتَأْتِي بِهَا بُطُونَ
قُرَيْشٍ
قَوْلُهُ تَعَالَى: حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ
19531 - عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ فِي قَوْلِهِ: فِي
جِيدِهَا حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ قَالَ سِلْسِلَةٌ مِنْ حَدِيدٍ
مِنْ نَارٍ ذَرَعُهَا سبعون ذراعا.
__________
(1) ابن كثير 8/ 536- 537.
(2) الدر 8/ 660- 667.
(3) الدر 8/ 660- 667.
(4) الدر 8/ 660- 667.
(5) الدر 8/ 660- 667.
(6) الدر 8/ 660- 667.
(7) الدر 8/ 660- 667. [.....]
(8) الدر 8/ 660- 667.
(10/3473)
قُلْ هُوَ اللَّهُ
أَحَدٌ (1)
سورة الإخلاص
112
19532 - حدثنا أبو سعد محمد بْنِ مَيْسِرٍ الصَّاغَانِيُّ،
حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ الرَّازِيُّ حَدَّثَنَا الرَّبِيعِ
بْنِ أَنَسٍ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ
كَعْبٍ: أَنَّ الْمُشْرِكِينَ قَالُوا لِلنَّبِيِّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَا مُحَمَّد، انْسِبْ لَنَا
رَبَّكَ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ-
اللَّهُ الصَّمَدُ، لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ، وَلَمْ يَكُنْ
لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ «1» .
19533 - عَنْ مُحَمَّدُ بْنُ حَمْزَةَ بْنِ يُوسُفَ بْنِ
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلامٍ أَنَّ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلامٍ
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ لِأَحْبَارِ الْيَهُودِ: إِنِّي
أَرَدْتُ أَنْ أُحْدِثَ بِمَسْجِدِ أَبِينَا إِبْرَاهِيمَ
عَهْدًا، فَانْطَلَقَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَهُ: أَنْتَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ
سَلامٍ؟
قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: أَدْنُ، فَدَنَا مِنْهُ، فَقَالَ:
أَنْشُدُكَ بِاللَّهِ أَمَا تَجِدُنِي فِي التَّوْرَاةِ
رَسُولَ اللَّهِ؟ فَقَالَ لَهُ انْعَتْ لَنَا رَبَّكَ، فَجَاءَ
جِبْرِيلُ فَقَالَ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ إِلَى آخِرِ
السُّورَةِ، فَقَرَأَهَا رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ ابْنُ سَلامٍ أَشْهَدُ إِنَّ لَا
إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَأَشَهَدُ أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ،
ثُمَّ انْصَرَفَ إِلَى الْمَدِينَةِ وَكَتَمَ إِسْلامَهُ «2» .
19534 - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا إِنَّ
الْيَهُودَ جَاءَتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ مِنْهُمْ كَعْبُ بْنُ الأشرف وحي بْنُ أَخْطَبَ
فَقَالُوا: يَا مُحَمَّدُ صِفْ لَنَا رَبَّكَ الَّذِي
بَعَثَكَ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ
اللَّهُ الصَّمَدُ لَمْ يَلِدْ فَيَخْرجُ مِنْهُ الْوَلَدُ
وَلَمْ يُولَدْ فَيُخْرَجُ مِنْ شَيْءٍ «3» .
قَوْلُهُ تَعَالَى: الصَّمَدُ
19535 - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ:
الصَّمَدُ السَّيِّدُ الَّذِي قَدْ كمل في سُؤْدُدُهُ،
وَالشَّرِيفُ الَّذِي قَدْ كَمُلَ فِي شَرَفِهِ، وَالْعَظِيمُ
الَّذِي قَدْ كَمُلَ فِي عَظَمَتِهِ، وَالْحَلِيمُ الَّذِي
قَدْ كَمُلَ فِي حِلْمِهِ، وَالْغَنِيُّ الَّذِي قَدْ كَمُلَ
فِي غِنَاهُ، وَالْجَبَّارُ الَّذِي قَدْ كَمُلَ فِي
جَبَرُوتِهِ، وَالْعَالِمُ الَّذِي قَدْ كَمُلَ فِي عِلْمِهِ،
وَالْحَكِيمُ الَّذِي قَدْ كَمُلَ فِي حِكْمَتِهِ، وَهُوَ
الَّذِي قَدْ كَمُلَ فِي أَنْوَاعِ الشَّرَفِ وَالسُّؤْدُدِ،
وَهُوَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ هَذِهِ صِفَتُهُ لَا تَنْبَغِي
إِلا لَهُ، لَيْسَ لَهُ كُفُوٌ، وليس كمثله شيء.
__________
(1) ابن كثير 8/ 538.
(2) ابن كثير 8/ 538.
(3) الدر 8/ 671- 672.
(10/3474)
قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ
الْفَلَقِ (1)
سُورَةُ الْفلق
113
قَوْلُهُ تَعَالَى: الْفَلَقِ
19536 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عِصَامٍ، حَدَّثَنَا أَبُو
أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ، حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ صَالِحٍ عَنْ
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عَنْ جَابَرٍ
قَالَ: الْفَلَقُ الصُّبْحُ «1» .
19537 - عَنْ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ آبَائِهِ قَالَ:
الْفَلَقِ جُبٌّ فِي قَعْرِ جَهَنَّمَ عَلَيْهِ غِطَاءٌ،
فَإِذَا كُشِفَ عَنْهُ خَرَجَتْ مِنْهُ نَارٌ تَصِيحُ مِنْهُ
جَهَنَّمُ مِنْ شِدَّةِ حَرِّ مَا يَخْرُجُ مِنْهُ «2» .
19538 - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ:
الْفَلَقِ: الْخَلْقُ «3» .
قَوْلُهُ تَعَالَى: غَاسِقٍ
19539 - عَنِ ابْنِ شِهَابٍ رضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ:
الْغَاسِقُ سُقُوطُ الثُّرَيَّا، وَالْغَاسِقُ إِذَا وَقَبَ
الشَّمْسُ إِذَا غَرَبَتْ «4» .
قَوْلُهُ تَعَالَى: النَّفَّاثَاتِ
19540 - عَنِ الضَّحَّاكِ رضِيَ اللَّهُ عَنْهُ النَّفَّاثَاتِ
قَالَ: السَّوَاحِرُ «5» .
قَوْلُهُ تَعَالَى: النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ
19541 - عَنْ مُجَاهِدٍ رضِيَ اللَّهُ عَنْهُ النَّفَّاثَاتِ
فِي الْعُقَدِ قَالَ: الرُّقَى في عقد الخيط «6» .
تم الكتاب بحمد الله
__________
(1) ابن كثير 8/ 533.
(2) الدر 8/ 668.
(3) الدر 8/ 668.
(4) الدر 8/ 668.
(5) الدر 8/ 668.
(6) الدر 8/ 668.
(10/3475)
|