تفسير ابن المنذر الم (1) اللَّهُ لَا
إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ (2)
سورة آل عمران
قوله جَلَّ وَعَزَّ: {الم اللهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ الْحَيُّ
الْقَيُّومُ}
197 - حَدَّثَنَا موسى بْن هارون، قَالَ: حَدَّثَنِي مجاهد بْن
موسى، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد اللهِ بْن بكر بْن حبيب السهمي،
قَالَ: حَدَّثَنَا سعيد بْن أبي عروبة، عَنْ قتادة، " أن
الَّذِي نزل بالمدينة من الْقُرْآن البقرة، وآل عمران "، وذكر
بقية الحديث
198 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ:
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَيُّوبَ، قَالَ:
حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ
إِسْحَاقَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي مُحَمَّدٍ، عَنْ
عِكْرِمَةَ، أَوْ سَعِيدٍ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: "
كَانَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرٍو، وَزَيْدُ بْنُ الْحَارِثِ،
يُوَادَّانِ رِجَالا مِنَ الْيَهُودِ، فَأَنْزَلَ اللهُ:
{يَأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَوَلَّوْا قَوْمًا غَضِبَ
اللهُ عَلَيْهِمْ} الآيَةَ "
(1/107)
وقدم عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وفد نصارى نجران ستون راكبا، فيهم أربعة
عشر من أشرافهم، فِي الأربعة عشر منهم ثلاثة نفر إليهم يؤول
أمرهم، العاقب أمير الْقَوْم، وذو رأيهم، وصاحب مشورتهم،
وَالَّذِي لا يصدرون إِلا عَنْ رأيه، واسمه عَبْد المسيح،
والسيد ثمالهم، وصاحب رحلهم مجتمعهم واسمه الأيهم، وأبو حارثه
بْن علقمة أحد بكر بْن وائل أشفعهم وحبرهم، وإمامهم، وصاحب
مدارسهم كَانَ أبو حارثة قَدْ شرف منهم، ودرس كتبهم حَتَّى حسن
علمه فِي دينهم، فكانت ملوك الروم مِنْ أَهْلِ النصرانية قَدْ
شرفوه، ومولوه، وأخدموه، وبنوا لَهُ
الكنائس، وبسطوا عَلَيْهِ الكرامات، لما يبلغوا عنه من علمه
واجتهاده فِي دينه، فَلَمَّا وجهوا إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من نجران جلس أبو حارثه عَلَى
بغلته موجها، وإلى جنبه، أخ لَهُ يقال لَهُ: كوز بْن علقمة
يسايره، إذ عثرت بغلة أبي حارثة، فَقَالَ كوز: تعس الأبعد يريد
رَسُول اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ لَهُ
أبو حارثة: بل تعست أنت، قَالَ: ولم يَا أخي؟ قَالَ: والله إنه
للنبي الَّذِي كنا ننتظر، قَالَ لَهُ كوز: فما يمنعك مِنْهُ،
وأنت تعلم هَذَا؟ قَالَ: مَا صنع بِنَا هؤلاء الْقَوْم شرفونا،
ومولونا، وأكرمونا، وقد أبوا إِلا خلافة، فلو فعلت نزعوا من
كُلّ مَا ترى، فأضمر عليها مِنْهُ أخوه كوز بْن علقمة حَتَّى
أسلم بعد ذَلِكَ، فَهُوَ كَانَ يحدث هَذَا الحديث عنه فيما
بلغني
(1/108)
قَالَ أحمد: وحدثنا إِبْرَاهِيم بْن سعد
هَذَا الحديث، عَنْ محمد بْن إِسْحَاق، عَنِ ابْن سفيان
الأسلمي، عَنْ عَبْد الرحمن بْن البيلماني
199 - وحدثنا علي، قَالَ: حَدَّثَنَا أحمد، قَالَ: حَدَّثَنَا
إِبْرَاهِيم بْن سعد، عَنْ محمد بْن إِسْحَاق، عَنْ محمد بْن
جعفر بْن الزبير، قَالَ: قدموا عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المدينة، فدخلوا عَلَيْهِ مسجده
حين صَلَّى العصر عَلَيْهِمْ ثياب الحبرات جبب، وأردية فِي
جمال رجال للحارث بْن كعب، قَالَ: يقول بعض من رآهم من أصحاب
النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يومئذ: مَا رأينا
بعدهم وفدا مثلهم
، وقد حانت صلاتهم، فقاموا فِي مسجد النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ / يصلون، فمنعوهم، فَقَالَ رَسُولُُ اللهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: دعوهم "، فصلوا إِلَى
المشرق، وكانت تسمية الأربعة عشر منهم الَّذِي إليهم يؤول
أمرهم العاقب: [وَهُوَ] عَبْد المسيح، والسيد، وَهُوَ الأيهم،
وأبو حارثة بْن علقمة أخو بكر بْن وائل، وأوس [و] الحارث،
وزيد، وقيس، ويزيد، ونبيه، وخويلد، وعمرو، وخالد، وعبد الله،
ويحنس فِي ستين راكبا، فكلم رَسُول اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ منم أبو حارثة بْن علقمة، والعاقب، وعبد
المسيح، والأيهم السيد، وَهُوَ من النصرانية عَلَى دين الملك،
مع اختلاف من أمرهم، يقولون: هُوَ الله، ويقولون: هُوَ ولد
الله، ويقولون: هُوَ ثالث ثلاثة، وكذلك قول النصرانية فهم
(1/109)
يحتجون فِي قولهم يقولون: هُوَ الله بأنه
كَانَ يَحْيَى الموتى، ويبرئ الأسقام، ويخبر بالغيوب، ويخلق من
الطين كهيئة الطير، ثُمَّ ينفخ فِيهِ، فيكون طائرا، وذلك كله
بإذن الله ليجعله آية للناس ويحتجون فِي قولهم، بأنه ولد أنهم
يقولون: لم يكن لَهُ أب يعلم، وقد تكلم فِي المهد شيئا لم
يصنعه أحد من ولد آدم قبله، ويحتجون فِي قولهم: إنه ثالث ثلاثة
بقول الله عَزَّ وَجَلَّ: فعلنا، وأمرنا، وخلقنا، وقضينا،
فيقولون: لو كَانَ واحدا مَا قَالَ: إِلا فعلت وأمرت وقضيت
وخلقت، ولكنه هُوَ، وعِيسَى ابْن مَرْيَمَ، ففي ذَلِكَ من
قولهم، فَلَمَّا كلمه الحبران، قَالَ لهما رَسُول اللهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أسلما "، قالا: قَدْ أسلمنا
قبلك، قَالَ: " كذبتما يمنعكما من الإسلام دعاؤكما لله ولدا،
وعبادتكما الصليب، وأكلكما الخنزير "، قالا: فمن أبوه يَا
محمد؟ قَالَ: فصمت رَسُول اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ، فلم يجبهما، فَأَنْزَلَ اللهُ تبارك وتعالى فِي
ذَلِكَ من قولهم، واختلاف أمرهم كله صدر سورة آل عمران إِلَى
بضع وثمانين آية مِنْهَا، فَقَالَ: {الم اللهُ لا إِلَهَ إِلا
هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} ، فافتتح السورة بتنزيه نفسه
مِمَّا قالوه، وتوحيده إياها بالخلق والأمر لا شريك لَهُ فِيهِ
وردا عَلَيْهِمْ مَا ابتدعوا من الكفر، وجعلوا معه من الأنداد،
واحتجاجا عَلَيْهِمْ بقولهم فِي صاحبهم لتعرفهم بذلك ضلالتهم،
فَقَالَ: {الم اللهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ} أي: لَيْسَ معه غيره
شريك فِي أمره، {الْحَيُّ} الَّذِي لا يموت، وقد مات عِيسَى،
وصلب فِي قولهم،
(1/110)
{الْقَيُّومُ} القائم عَلَى مكانه من
سلطانه فِي خلقه لا يزول، وقد زال عِيسَى فِي قولهم عَنْ مكانه
الَّذِي مكان الَّذِي كَانَ بِهِ، وذهب عنه إِلَى غيره
200 - حَدَّثَنَا علي بْن المبارك، قَالَ: حَدَّثَنَا زيد بْن
المبارك، قَالَ: حَدَّثَنَا محمد بْن ثور، عَنْ ابْن جريج، فِي
قوله: {الم اللهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ}
قَالَ " إن اليهود
كانوا يجدون محمدا، وأمته، أن محمدا مبعوث، وَلا يدرون مَا
هَذِهِ أمة محمد، فَلَمَّا بعث الله عَزَّ وَجَلَّ محمدا
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأنزل {الم اللهُ لا
إِلَهَ إِلا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} قَالُوا: قَدْ كنا
نعلم أن هَذِهِ الأمة مبعوثة، وكنا لا ندري كم مدتها، فإن
كَانَ محمد صادقا، فَهُوَ نبي هَذِهِ الأمة قَدْ بين لَنَا كم
مدة محمد، لأن الم فِي حساب جملنا إحدى وسبعون سنة، فما نصنع
بدين إِنَّمَا هُوَ واحد وسبعون سنة، فَلَمَّا نزلت الر وكانت
فِي حساب جملهم مائتي سنة، وواحدة وثلاثين سنة، فَقَالُوا:
هَذَا الآن مائتان وواحد وثلاثون سنة مع واحدة وسبعين قبل،
ثُمَّ أنزل المر فَكَانَ فِي حساب جملهم مائتي سنة وواحدة
وسبعين سنة، فِي نحو هَذَا من صدور السور، فَقَالُوا: قَدِ
التبس عَلَيْنَا أمره.
(1/111)
قوله جَلَّ وَعَزَّ: {الم اللهُ لا إِلَهَ
إِلا هُوَ}
201 - حَدَّثَنَا علي بْن عَبْد العزيز، عَنْ أبي عبيد، عَنْ
الكسائي، فِي قوله: {الم اللهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ} قَالَ "
إِنَّمَا انفتحت الميم، ولم تنخفض لفتحة الألف واللام الَّتِي
استقبلتها، وقد فسرناه فِي البقرة
202 - أَخْبَرَنَا علي، قَالَ: حَدَّثَنَا الأثرم، عَنْ أبي
عبيدة: {الم} ، افتتاح كَلام شعار للسورة، وقد مضى تفسيرها فِي
البقرة، ثُمَّ انقطع، فقلت: {اللهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ} :
استئناف قوله جَلَّ وَعَزَّ: {الْحَيُّ الْقَيُّومُ}
203 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ أَبِي
عُبَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنْ هَارُونَ بْنِ
مُوسَى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو عَلْقَمَةَ، عَنْ يَحْيَى
بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَاطِبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ
عُمَرَ، " أَنَّهُ صَلَّى الْعِشَاءَ الآخِرَةِ، فَاسْتَفَتَحَ
آلَ عِمْرَانَ، فَقَرَأَ: {الم اللهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ
الْحَيُّ الْقَيّامُ} ، قَالَ:
(1/112)
قَالَ هارون: وهي فِي مصحف عَبْد اللهِ
مكتوبة: {الحي القيم}
204 - حَدَّثَنَا علي، عَنْ أبي عبيد، قَالَ: حَدَّثَنَا شعبة،
عَنْ سفيان، عَنْ الأعمش عَنْ إِبْرَاهِيم عَنْ علقمة، "
أَنَّهُ قرأها " الحي القيام "، قَالَ: قلت: أأنت سمعتها
مِنْهُ؟ قَالَ: لا أدري
205 - حَدَّثَنَا علي، عَنْ أبي عبيد، قَالَ: " فهذا من الفعل
فيعال من قمت، أصلها:
قيوام، فانقلبت الواو ياء، ولو أَنَّهُ فعال لكان قوام، كقول
الله تبارك وتعالى: {يَأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا
قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ} ، وَقَالَ أبو عبيد، فِي قوله عَزَّ
وَجَلَّ: {الْقَيُّومُ} : " هي من الفعل، فيعول، وَكَانَ فِي
الأصل أن يكون: قيوم، فانقلبت الواو لسكون الياء الَّتِي
قبلها، وكذلك القيام
206 - حَدَّثَنَا علي بْن المبارك، قَالَ: حَدَّثَنَا زيد بْن
المبارك، قَالَ: حَدَّثَنَا محمد بْن ثور، عَنْ ابْن جريج،
عَنْ مجاهد، فِي قوله جَلَّ وَعَزَّ: {الْحَيُّ الْقَيُّومُ}
قَالَ " القائم عَلَى كُلّ شَيْء
(1/113)
نَزَّلَ عَلَيْكَ
الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ
وَأَنْزَلَ التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ (3)
قوله جَلَّ وَعَزَّ: {نَزَّلَ عَلَيْكَ
الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ}
207 - حَدَّثَنَا علي بْن المبارك، قَالَ: حَدَّثَنَا زيد،
قَالَ: حَدَّثَنَا محمد بْن ثور، عَنْ ابْن جريج، قَالَ مجاهد
" {مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ} من كِتَاب أَوْ رَسُول "
208 - حَدَّثَنَا محمد بْن علي، قَالَ: حَدَّثَنَا أحمد بْن
شبيب، قَالَ: أَخْبَرَنَا يزيد بْن زريع العبسي، قَالَ:
حَدَّثَنَا سعيد بْن أبي عروبة، عَنْ قتادة بْن دعامة، قوله
عَزَّ وَجَلَّ: {نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ
مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ} يقول: " الْقُرْآن مصدق لما
بين يديه من الكتب الَّتِي قَدْ خلت قبله
209 - أخبرنا علي، قَالَ: حَدَّثَنَا أحمد، قَالَ: حَدَّثَنَا
إبراهيم بْن سعد، عَنْ محمد بْن إِسْحَاق: {نَزَّلَ عَلَيْكَ
الْكِتَابَ بِالْحَقِّ} " أي بالصدق فيما اختلفوا فِيهِ "
وَقَالَ ابْن جريج، فِي قوله: {مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ
يَدَيْهِ} " التوارة والإنجيل
(1/114)
قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَأَنْزَلَ
التَّوْرَاةَ وَالإِنْجِيلَ مِنْ قَبْلُ هُدًى لِلنَّاسِ}
210 - حَدَّثَنَا علي بْن المبارك، قَالَ: حَدَّثَنَا زيد بْن
المبارك، قَالَ: حَدَّثَنَا محمد بْن ثور، عَنْ ابْن جريج:
{وَأَنْزَلَ التَّوْرَاةَ وَالإِنْجِيلَ} " أنزلت التوارة
والإنجيل قبل الْقُرْآن
211 - حَدَّثَنَا محمد بْن علي، قَالَ: حَدَّثَنَا أحمد بْن
شبيب، قَالَ: حَدَّثَنَا يزيد بْن زريع، عَنْ سعيد، عَنْ
قتادة: {وَأَنْزَلَ التَّوْرَاةَ وَالإِنْجِيلَ مِنْ قَبْلُ
هُدًى لِلنَّاسِ} " هما كتابان أنزلهما الله التوارة، والإنجيل
فيهما بيان مِنَ اللهِ، وعظة لمن أخذ بِهِ، وصدق بِهِ، وعمل
بما فِيهِ
قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَأَنْزَلَ الْفُرْقَانَ}
212 - حَدَّثَنَا محمد بْن علي الصائغ، قَالَ: حَدَّثَنَا أحمد
بْن شبيب، قَالَ: حَدَّثَنَا يزيد بْن زريع، قَالَ: حَدَّثَنَا
سعيد، عَنْ قتادة: {وَأَنْزَلَ الْفُرْقَانَ} هُوَ الْقُرْآن
الَّذِي أنزله عَلَى محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
وفرق بِهِ بين الحق والباطل، أحل فِيهِ حلاله، وحرم فِيهِ
حرامه، وشرع فِيهِ شرائعه، وحد فِيهِ حدوده، وفرض فِيهِ
فرائضه، وبين فِيهِ بيانه، وأمر بطاعته، ونهى عَنْ معصيته
213 - حَدَّثَنَا علي، قَالَ: حَدَّثَنَا أحمد، قَالَ:
حَدَّثَنَا إبراهيم بْن سعد، عَنْ محمد بْن إِسْحَاق: قوله
جَلَّ وَعَزَّ: {وَأَنْزَلَ الْفُرْقَانَ} أي " الفصل بين الحق
والباطل
(1/115)
هُوَ الَّذِي
يُصَوِّرُكُمْ فِي الْأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَاءُ لَا إِلَهَ
إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (6)
فيما اختلف فِيهِ الأحزاب من أمر عِيسَى،
وغيره
214 - حَدَّثَنَا موسى بْن هارون، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى
الحماني، قَالَ: حَدَّثَنَا، عَنْ إسماعيل، عَنْ أبي صالح،
قَالَ " {الْفُرْقَانَ} التوارة
قوله جَلَّ وَعَزَّ: {هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي
الأَرْحَامِ}
215 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ
السَّعْدِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا رَوْحٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا
حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الزُّبَيْرُ أَبُو
عَبْدِ السَّلامِ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ
مُكَرَّزٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ: " {هُوَ الَّذِي
يُصَوِّرُكُمْ فِي الأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَاءُ} ، {يَهَبُ
لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ
أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَنْ
يَشَاءُ عَقِيمًا} "
216 - حَدَّثَنَا محمد بْن علي الصائغ، قَالَ: حَدَّثَنَا أحمد
بْن شبيب، قَالَ: حَدَّثَنَا يزيد بْن زريع، قَالَ: حَدَّثَنَا
سعيد، عَنْ قتادة: قوله جَلَّ وَعَزَّ: {إِنَّ اللهَ
(1/116)
هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ
عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ
الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي
قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ
ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا
يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي
الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا
وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ (7)
لا يَخْفَى عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي الأَرْضِ
وَلا فِي السَّمَاءِ هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي
الأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَاءُ} " قادر، والله، ربنا عَلَى أن
يصور عباده فِي الأرحام كيف يشاء من ذكر وأنثى، وأسود، وأحمر،
تام خلقه أَوْ غير تام "
قوله جَلَّ وَعَزَّ: {هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ
الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ}
217 - حَدَّثَنَا عَلانُ بْنُ الْمُغِيرَةِِ، قَالَ:
حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ
صَالِحٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ
عَبَّاسٍ، قوله: " {هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ
مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ} ، الْمُحْكَمَاتُ نَاسِخَةٌ،
وَحَلالُهُ، وَحَرَامُهُ، وَحُدُودُهُ، وَفَرَائِضُهُ، وَمَا
يُؤْمَنُ بِهِ وَيُعْمَلُ بِهِ "
218 - حَدَّثَنَا علي بْن المبارك، قَالَ: حَدَّثَنَا زيد بْن
المبارك، قَالَ: حَدَّثَنَا محمد بْن ثور، عَنْ ابْن جريج،
عَنْ مجاهد فِي قوله: {آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ} قَالَ " مَا فِيهِ
من الحلال والحرام
219 - حَدَّثَنَا موسى، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، قَالَ:
حَدَّثَنَا وكيع، عَنْ سلمة، عَنْ الضحاك، قَالَ " المحكمات:
مَا لم ينسخ
220 - حَدَّثَنَا محمد بْن علي، قَالَ: حَدَّثَنَا أحمد بْن
شبيب، قَالَ: حَدَّثَنَا يزيد بْن زريع، قَالَ: حَدَّثَنَا
سعيد، عَنْ قتادة قوله: {هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ
(1/117)
عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ
مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ} " فالمحكمات الناسخ
الَّذِي يعمل بِهِ: مَا أحل الله فِيهِ حلاله، وحرم فِيهِ
حرامه
221 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ أَبِي
عُبَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا
الْعَوَّامُ بْنُ حَوْشَبٍ، عَمَّنْ حَدَّثَهُ، عَنِ ابْنِ
عَبَّاسٍ، فِي قوله عَزَّ وَجَلَّ: " {هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ
عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ
الْكِتَابِ} ، قَالَ: هِيَ الثَّلاثُ آيَاتٍ فِي سُورَةِ
الأَنْعَامِ: {قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ
عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ
إِحْسَانًا} ، إِلَى ثَلاثِ آيَاتٍ، وَالَّتِي فِي بَنِي
إِسْرَائِيلَ: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلا
إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا} ، إِلَى آخِرِ
الآيَاتِ، يَتْلُوهُ فِي الَّذِي يَلِيهِ قوله عَزَّ وَجَلَّ:
{وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ} " والحمد لله كثيرا وصلى الله عَلَى
محمد النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وعلى آله
وسلم
(1/118)
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
قوله جَلَّ وَعَزَّ {وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ}
222 - حَدَّثَنَا عَلانُ بْنُ الْمُغِيرَةِِ، قَالَ:
حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ
صَالِحٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ
عَبَّاسٍ، فِي قوله: " {وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ} ،
الْمُتَشَابِهَاتُ: مَنْسُوخُهُ، وَمُقَدَّمُهُ،
وَمُؤَخَّرُهُ، وَأَمْثَالُهُ، وَأَقْسَامُهُ، وَمَا يُؤْمَنُ
بِهِ وَلا يُعْمَلُ بِهِ "
223 - حَدَّثَنَا علي بْن المبارك، قَالَ: حَدَّثَنَا زيد،
قَالَ: حَدَّثَنَا ابْن ثور، عَنْ ابْن جريج، عَنْ مجاهد:
{مُحْكَمَاتٌ} " مَا فِيهِ من الحلال والحرام، وَمَا سوى
ذَلِكَ فَهُوَ متشابه يصدق بعضه بعضا، وَهُوَ مثل قوله: {وَمَا
يُضِلُّ بِهِ إِلا الْفَاسِقِينَ} ، ومثل قوله: {وَالَّذِينَ
اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ} ، ومثل
قوله: {كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لا
يُؤْمِنُونَ}
(1/119)
224 - حَدَّثَنَا علي بْن عَبْد العزيز،
قَالَ: حَدَّثَنَا أبو نعيم، قَالَ: حَدَّثَنَا سلمة بْن نبيط،
عَنْ الضحاك: {وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ} " المتشابهات: مَا
قَدْ نسخ "
225 - حَدَّثَنَا محمد بْن علي الصائغ، قَالَ: حَدَّثَنَا أحمد
بْن شبيب، قَالَ: حَدَّثَنَا يزيد، عَنْ سعيد، عَنْ قتادة،
قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ} " أما
المتشابهات فالمنسوخ الَّذِي لا يعمل بِهِ، ويؤمن بِهِ "
226 - حَدَّثَنَا علي بْن عَبْد العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا
الأثرم، عَنْ أبي عبيدة، قوله جَلَّ وَعَزَّ
: {وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ} ، وعز: {وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ}
، تشبه بعضها بعضا
227 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا عمرو، قَالَ:
أَخْبَرَنَا زياد، عَنْ محمد بْن إِسْحَاق: {وَأُخَرُ
مُتَشَابِهَاتٌ} " فِي الصدق لهن تحريف، وتصريف، وتأويل ابتلى
الله فيهن العباد كَمَا ابتلاهم فِي الحلال والحرام، أن يصرفن
إِلَى الباطل، وَلا يحرفن عَنِ الحق
228 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا الحسين بْن
عِيسَى البسطامي، قَالَ: حَدَّثَنَا محمد بْن حرب، قَالَ:
حَدَّثَنَا ابْن لهيعة، قَالَ: حَدَّثَنِي عطاء بْن دينار
الهذلي، عَنْ سعيد بْن جبير: {وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ} " أما
المتشابهات فهي
(1/120)
آيات فِي الْقُرْآن يتشابهن عَلَى النَّاسِ
إذا قرءوهن، ومن أجل ذَلِكَ يضل من ضل ممن ادعى بهذه الكلمة،
فكل فرقة يقرؤون آية من الْقُرْآن يزعمون أنها لَهُمْ أصابوا
بِهَا الهدى، وَمَا يتبع الحرورية من المتشابه قول الله عَزَّ
وَجَلَّ: {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللهُ
فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ} ثُمَّ يقرؤون معها: {ثُمَّ
الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ} ، فَإِذَا رأوا
الإمام يحكم بغير الحق، قَالُوا: قَدْ كفر، فمن كفر عدل بِهِ،
ومن عدل بربه فقد أشرك بربه، فهؤلاء الأئمة مشركون، ومن أطاعهم
فيخرجون فيفعلون مَا رأيت، لأنهم يتأولون هَذِهِ الآيَة، وفتحت
لَهُمْ هَذِهِ الآية بابا كبيرا، وقولهم فِيهِ لغير الحق ومن
قولهم أنهم يقرؤون وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللهِ إِلا
وَهُمْ مُشْرِكُونَ، فيجعلونها فِي المسلمين واحدة، وإنما
أنزله الله عَزَّ وَجَلَّ فِي النَّاس جميعا، المشرك يعلم أن
الله حق، وأنه خلق السماوات والأرض، ثُمَّ يشرك بِهِ، وآي
عَلَى نحو ذَلِكَ، لو شعر كثر فِيهِ القول، وتتأول السبئية إذ
يقولون فِيهِ بغير الحق إِنَّمَا يقولون قول الله عَزَّ
وَجَلَّ: وَأَقْسَمُوا بِاللهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لا
يَبْعَثُ اللهُ مَنْ يَمُوتُ، فيجعلونها فيمن يخاصمهم من أمة
محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بعث الموتى قبل
يَوْم الْقِيَامَةِ
(1/121)
229 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ:
حَدَّثَنَا إِسْحَاق، قَالَ: وحدثت عَنْ ابْن حيان فِي قوله
عَزَّ وَجَلَّ: وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ " فَهُوَ المنسوخ
الَّذِي يؤمن بِهِ، وَلا يعمل بِهِ، فبلغنا والله أعلم الم،
والمص، والر، المر، أن هؤلاء الآيات الأربع المتشابهات
قوله جَلَّ وَعَزَّ: {فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ
زَيْغٌ}
230 - حَدَّثَنَا مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، قَالَ:
حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنِ
الْمِنْهَالِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ
عَبَّاسٍ، قَالَ: " إِنَّمَا سُمِّيَ الْقَلْبُ لأَنَّهُ
يَتَقَلَّبُ "
231 - حَدَّثَنَا عَلانُ بْنُ الْمُغِيرَةِِ، قَالَ:
حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ
صَالِحٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ
عَبَّاسٍ: " فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ، مِنْ
أَهْلِ الشَّكِّ، فَيَحْمِلُونَ الْمُحْكَمَ عَلَى
الْمُتَشَابِهِ، وَالْمُتَشَابِهَ عَلَى الْمُحْكَمِ،
وَيُلْبِسُونَ، فَلَبَّسَ اللهُ عَلَيْهِمْ "
232 - حَدَّثَنَا موسى بْن هارون، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد
الأعلى، قَالَ: حَدَّثَنَا سلم، عَنْ ابْن أبي نجيح، عَنْ
مجاهد، فِي قوله عَزَّ وَجَلَّ: {فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ}
قَالَ: شك
(1/122)
233 - حَدَّثَنَا علي بْن المبارك، قَالَ:
حَدَّثَنَا زيد بْن المبارك، قَالَ: حَدَّثَنَا، عَنْ ابْن
جريج، قَالَ: قَالَ آخرون فِي قوله: فَأَمَّا الَّذِينَ فِي
قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ قَالَ " المنافقون
234 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاق،
قَالَ: وحدثت عَنْ ابْن حيان، فِي قوله عَزَّ وَجَلَّ:
فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ يعني بِهِ " حيي
بْن أخطب، وأصحابه من اليهود "
235 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا عمرو، قَالَ:
أَخْبَرَنَا زياد، عَنْ محمد بْن إِسْحَاق: فَأَمَّا الَّذِينَ
فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ
" أي: ميل عَنِ الهدى "
236 - أَخْبَرَنَا علي بْن عَبْد العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا
الأثرم عَنْ أبي عبيدة: فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ، أي: جور
237 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ، وَأَخْبَرَنَا
عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو
النُّعْمَانِ مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ السَّدُوسِيُّ،
وَلَقَبُهُ عَارِمٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، قَالَ:
حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ
عَائِشَةَ، وَقَالَ ابْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، إِنَّ عَائِشَةَ،
قَالَتْ: " يَا رَسُولَ اللهِ، هَذِهِ الآيَة: {هُوَ الَّذِي
أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ
أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ}
(1/123)
مِنْ قَبْلُ هُدًى
لِلنَّاسِ وَأَنْزَلَ الْفُرْقَانَ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا
بِآيَاتِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَاللَّهُ عَزِيزٌ
ذُو انْتِقَامٍ (4) إِنَّ اللَّهَ لَا يَخْفَى عَلَيْهِ شَيْءٌ
فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ (5)
إِلَى آخِرِ الآيَةِ، فَقَالَ رَسُولُُ
اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فَإِذَا رَأَيْتُمُ
الَّذِينَ يُجَادِلُونَ بِهِ أَوْ فِيهِ، فَهُمُ الَّذِينَ
عَنَى اللهُ فَاحْذَرُوهُمْ " زاد ابْن عَبْد العزيز: قَالَ
أيوب: وَلا أعلم أحد مِنْ أَهْلِ الأهواء يجادل إِلا بالمتشابه
قوله جَلَّ وَعَزَّ: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللهِ
لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ}
238 - حَدَّثَنَا علي بْن عَبْد العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا
أحمد بْن محمد، قَالَ: حَدَّثَنَا إبراهيم بْن سعد، عَنْ محمد
بْن إِسْحَاق: إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللهِ لَهُمْ
عَذَابٌ شَدِيدٌ " إِنَّ اللهَ منتقم ممن كفر بآياته بعد علمه
بِهَا ومعرفته بما جَاءَ مِنْهُ فِيهَا
قوله جَلَّ وَعَزَّ: {إِنَّ اللهَ لا يَخْفَى عَلَيْهِ شَيْءٌ
فِي الأَرْضِ وَلا فِي السَّمَاءِ}
239 - حَدَّثَنَا علي بْن عَبْد العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا
أحمد بْن محمد، قَالَ: حَدَّثَنَا إبراهيم بْن سعد عَنْ محمد
بْن إِسْحَاق: {إِنَّ اللهَ لا يَخْفَى عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي
الأَرْضِ وَلا فِي السَّمَاءِ} قَدْ علم مَا يريدون، وَمَا
يكيدون،
(1/124)
هُوَ الَّذِي
يُصَوِّرُكُمْ فِي الْأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَاءُ لَا إِلَهَ
إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (6)
وَمَا يضاهون بقولهم فِي عِيسَى، إذ جعلوه
ربا وإلها، وعندهم من علمه غير ذَلِكَ غرة بالله وكفرا بِهِ "
قوله جَلَّ وَعَزَّ: {هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي
الأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَاءُ} الآية
240 - حَدَّثَنَا علي بْن عَبْد العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا
أحمد بْن محمد، قَالَ: حَدَّثَنَا إبراهيم بْن سعد، عَنْ محمد
بْن إِسْحَاق: {هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الأَرْحَامِ
كَيْفَ يَشَاءُ} أي " قَدْ كَانَ عِيسَى ممن صور فِي الأرحام
لا يدفعون ذَلِكَ، وَلا ينكرونه كَمَا صور غيره من بني آدم،
فكيف يكون إلها، وقد كَانَ بذلك المنزل، ثُمَّ قَالَ: إنزاها،
وتوحيدا لَهُ مِمَّا جعلوا معه {لا إِلَهَ إِلا هُوَ
الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ}
قوله جَلَّ وَعَزَّ: {الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ}
241 - حَدَّثَنَا علي بْن عَبْد العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا
أحمد بْن محمد، قَالَ: حَدَّثَنَا إبراهيم بْن سعد، عَنْ محمد
بْن إِسْحَاق: {الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} العزيز " فِي نصرته ممن
كفر بِهِ إذا شاء الحكيم: فِي حجته، وعذره إِلَى عباده.
(1/125)
هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ
الْكِتَابَ}
242 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ
بْنُ عُمَرَ بْنِ شَقِيقٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ
سُلَيْمَانَ الضَّبْعِيُّ، عَنْ أَبِي غَالِبٍ، قَالَ: "
كُنْتُ فِي الْمَسْجِدِ جَالِسًا، فَجَاءَ أَبُو أُمَامَةَ،
فَدَخَلَ الْمَسْجِدَ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ خَفِيفَتَيْنِ،
قَالَ: ثُمَّ تَوَجَّهَ نَحْوَ الرُّءُوسِ، فَظَنَنْتُ أَنَّهُ
سَيَكُونُ لَهُ فِيهَا كَلامٌ، قَالَ: فَاتَّبَعْتُهُ وَهُوَ
لا يَشْعُرُ، فَلَمَّا رَآهَا، قَالَ: كِلابُ النَّارِ، كِلابُ
النَّارِ، كِلابُ النَّارِ، شَرُّ قَتْلَى تَحْتَ ظِلِّ
السَّمَاءِ، خَيْرُ قَتْلَى مَنْ قَتَلُوهُ، خَيْرُ قَتْلَى
مَنْ قَتَلُوهُ، خَيْرُ قَتْلَى مَنْ قَتَلُوهُ، قَالَ:
وَكَانَ يَتَكَلَّمُ بِهَذَا الْكَلامِ، وَهُوَ يَبْكِي،
قَالَ: فَدَنَوْتُ مِنْهُ، فَقَالَ: أَبُو غَالِبٍ؟ قُلْتُ:
نَعَمْ، قَالَ: أَمَا إِنَّهُمْ قَبْلَكَ كَثِيرٌ، قُلْتُ:
أَجَلْ، قَالَ: عَافَاكَ اللهُ مِنْهُمْ أَعَاذَكَ اللهُ
مِنْهُمْ أَعَاذَنِي اللهُ مِنْهُمْ، قَالَ: قُلْتُ: يَا أَبَا
أُمَامَةَ، مَا شَأْنِي أَرَاكَ تَبْكِي؟ قَالَ: أَرْحَمُهُمْ
أَنَّهُمْ كَانُوا مُسْلِمِينَ، قُلْتُ: بِمَ؟ قَالَ: يَا
أَبَا غَالِبٍ أَتَقْرَأُ سُورَةَ آلِ عِمْرَانَ؟ قُلْتُ:
نَعَمْ، أَقْرَأُ: {فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ
فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ
وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ} ، فَهُمْ هَؤُلاءِ يَا أَبَا
غَالِبٍ، قَالَ: ثُمَّ قَرَأَ: {يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ
وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ
وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ فَذُوقُوا
الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ} ، هُمْ هَؤُلاءِ
(1/126)
هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ
عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ
الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي
قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ
ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا
يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي
الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا
وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ (7)
يَا أَبَا غَالِبٍ، فَقُلْتُ: يَا أَبَا
أُمَامَةَ سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَوَ شَيْءٌ بَلَغَكَ عَنْهُ، قَالَ: بَلْ
سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ لا مَرَّةً، وَلا اثْنَتَيْنِ، وَلا ثَلاثًا، وَلا
أَرْبَعًا، وَلا خَمْسًا، وَلا سِتًّا، وَلا سَبْعًا، إِنِّي
إِذًا لَجِريءٌ، إِنِّي لَجَرِيءٌ، إِنِّي لَجَرِيءٌ "
قوله جَلَّ وَعَزَّ: {فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ}
243 - حَدَّثَنَا عُلان بْنُ الْمُغِيرَةِِ، قَالَ: حَدَّثَنَا
أَبُو صَالِحٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ، عَنْ عَلِيٍّ،
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فِي قوله جَلَّ وَعَزَّ: " {فَأَمَّا
الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا
تَشَابَهَ مِنْهُ} وَقوله {وَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ
بَيْنَهُمْ} ، وَقوله عَزَّ وَجَلَّ: {إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ
اللهِ يُكْفَرُ بِهَا} ، وَقوله: {وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ}
، وَقوله: {أَقِيمُوا الدِّينَ وَلا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ} ،
وَنَحْوِ هَذَا فِي الْقُرْآنِ، أَمَرَ اللهُ الْمُؤْمِنِينَ
بِالْجَمَاعَةِ، وَنَهَاهُمْ عَنِ الاخْتِلافِ، وَالْفُرْقَةِ
فِي الْقُرْآنِ، وَأَخْبَرَهُمْ إِنَّمَا هَلَكَ مَنْ كَانَ
قَبْلَكُمْ بِالْمِرَاءِ وَالْخُصُومَاتِ فِي دِينِ اللهِ "
(1/127)
244 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ:
حَدَّثَنَا عمرو، قَالَ: أَخْبَرَنَا زياد، عَنْ محمد بْن
إِسْحَاق: {فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ} أي " مَا
تحرف مِنْهُ، وتصرف ليصدقوا بِهِ مَا ابتدعوا، وأحدثوا ليكون
لَهُمْ حجة، ولهم عَلَى مَا قَالُوا شبهة
245 - أَخْبَرَنَا علي بْن عَبْد العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا
الأثرم، عَنْ أبي عبيدة: {فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ
مِنْهُ} : مَا يشبه بعضه بعضا فيطعنون فِيهِ
قوله جَلَّ وَعَزَّ: {ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ
تَأْوِيلِهِ}
246 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا محمد بْن
رافع، قَالَ: حَدَّثَنَا شبابة، قَالَ: حَدَّثَنِي ورقاء، عَنْ
ابْن أبي نجيح، عَنْ مجاهد فِي قوله: {ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ}
" الشبهات إِنَّمَا أهلكوا بِهِ "
247 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا عمرو، قَالَ:
أَخْبَرَنَا زياد، عَنْ محمد بْن إِسْحَاق {ابْتِغَاءَ
الْفِتْنَةِ} أي " اللبس "
248 - أَخْبَرَنَا علي بْن عَبْد العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا
الأثرم، عَنْ أبي عبيدة: {ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ} : الكفر
(1/128)
قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَابْتِغَاءَ
تَأْوِيلِهِ}
249 - حَدَّثَنَا علي بْن عَبْد العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا
أحمد بْن محمد، قَالَ: حَدَّثَنَا إبراهيم بْن سعد، عَنْ محمد
بْن إِسْحَاق: {وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ} " ذَلِكَ مَا ركبوا
من الضلال فِي قولهم: خلقنا وقضينا، يقول: {وَمَا يَعْلَمُ
تَأْوِيلَهُ} الَّذِي بِهِ أراد، وَمَا أرادوا إِلا الله
قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلا اللهُ}
250 - حَدَّثَنَا عَلانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، قَالَ: حَدَّثَنَا
أَبُو صَالِحٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ،
عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قوله:
" {وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلا اللهُ} ، يَعْنِي:
تَأْوِيلَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لا يَعْلَمُهُ إِلا اللهُ "
251 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ:
حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ: حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ ثَوْرٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنِ ابْنِ
عَبَّاسٍ: " {وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلا اللهُ} ، قَالَ:
جَزَاءَهُ، وَثَوَابَهُ يَوْم الْقِيَامَةِ "
252 - حَدَّثَنَا علي، عَنْ أبي عبيدة، قَالَ: قَالَ أبو
عبيدة، فِي قوله: {وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلا اللهُ} ،
قَالَ: التأويل المرجع، والمصير
(1/129)
قَالَ أبو عبيد: كأنه مأخوذ من آل الشيء
يؤول إِلَى كذا أي صار إِلَيْهِ، وأولته صيرته إِلَيْهِ
وَكَانَ أبو عبيدة ينشد بيت الأعشى: عَلَى أنها كانت تأول حبها
تأول ربعي السقاب فأصبحنا يعني: أن حبها كَانَ صغير، فآل إِلَى
العظم مثل السقب يكون صغيرا، ثُمَّ يشب حَتَّى يصير مثل أمه
253 - وحدثنا علي، عَنْ أبي عبيدة، قَالَ: حَدَّثَنَا حجاج،
عَنْ ابْن جريج، عَنْ مجاهد {وَأَحْسَنُ تَأْوِيلا} قَالَ "
جزاء " قَالَ أبو عبيد: هَذَا المعنى شبيه بمعنى أبي عبيدة،
أَلا ترى أن الجزاء هُوَ الشيء الَّذِي آلوا إِلَيْهِ وصار
إليهم
قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَالرَّاسِخُونَ}
254 - حَدَّثَنَا النَّجَّارُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ
الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ
أَبِيهِ، قَالَ: " كَانَ ابْن عباس، يقرأها: " َمَا يَعْلَمُ
تَأْوِيلَهُ
(1/130)
إِلا اللهُ وَالرَّاسِخُونَ في العلم آمنا
به "
255 - أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ، قَالَ: حَدَّثَنَا
عَبْدُ اللهِ بْنُ الْوَلِيدِ الْعَدَنِيُّ، عَنْ سَعِيدٍ،
عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ الْكَلْبِيِّ، عَنِ ابْنِ
عَبَّاسٍ، أَنَّهُ قَالَ: " تَفْسِيرُ الْقُرْآنِ عَلَى
أَرْبَعَةِ وُجُوهٍ: فَتَفْسِيرٌ يَعْلَمُهُ الْعُلَمَاءُ،
وَتَفْسِيرٌ لا يُعْذَرُ النَّاسُ بِجَهَالَتِهِ مِنْ حَلالٍ
أَوْ حَرَامٍ، وَتَفْسِيرٌ تَعْرِفُهُ الْعَرَبُ بِلُغَتِهَا،
وَتَفْسِيرٌ لا يُعْلَمَ تَأْوِيلَهُ إِلا اللهُ، مَنِ ادَّعَى
عِلْمَهُ فَهُوَ كَاذِبٌ "
256 - حَدَّثَنَا مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ
عَمْرٍو الضَّبِّيُّ أَبُو سُلَيْمَانَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ
ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، قَالَ: قَرَأَتْ عَائِشَةُ هَؤُلاءِ
الآيَاتِ: " {هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلَى
قوله: وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلا اللهُ وَالرَّاسِخُونَ
فِي الْعِلْمِ} " قالت " آمنوا بمحكمة، ومتشابهة، وَلا يعلمونه
"
(1/131)
257 - حَدَّثَنَا علي بْن عَبْد العزيز،
قَالَ: حَدَّثَنَا أبو نعيم، قَالَ: حَدَّثَنَا عمرو بْن
عثمان، قَالَ: سمعت عمر بْن عَبْد العزيز، يقول:
{وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ} " انتهى علم الراسخين فِي
العلم بتأويل الْقُرْآن إِلَى أن قَالُوا: {آمَنَّا بِهِ كُلٌّ
مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا}
258 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو
سَلَمَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، عَنْ عِيسَى،
قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " أَنَا مِمَّنْ يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ
"
259 - حَدَّثَنَا علي بْن عَبْد العزيز، عَنْ أبي عبيد، قَالَ:
حَدَّثَنَا حجاج، عَنْ ابْن جريج، عَنْ مجاهد فِي قوله جَلَّ
وَعَزَّ: {وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلا اللهُ
وَالرَّاسِخُونَ} قَالَ " الراسخون فِي العلم يعلمون تأويله،
ويقولون: آمنا بِهِ "
260 - حَدَّثَنَا علي بْن عَبْد العزيز، عَنْ أبي عبيد، قَالَ:
" قَدْ خولف مجاهد فِي هَذَا التفسير، يعني: أن الراسخين فِي
العلم يعلمون تأويله " قَالَ أبو عبيد: وإنما المعروف فِيهِ أن
الْكَلام انقطع عِنْد قوله: {وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلا
اللهُ} ، ثُمَّ ابتدأ، فَقَالَ: {وَالرَّاسِخُونَ فِي
الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ} ، فوصفهم بالإيمان، ولم
يصفهم بالعلم بالتأويل
(1/132)
261 - حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ هَارُونَ،
قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى الْحِمَّانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا
ابْنُ إِدْرِيسَ، عَنِ الأَحْوَصِ بْنِ حَكِيمٍ، عَنِ
الْقَاسِمِ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللهِ: " أُنْزِلَ الْقُرْآنِ
عَلَى خَمْسَةِ أَحْرُفٍ أَوْ خَمْسَةِ أَوْجُهٍ حَرَامٍ،
وَحَلالٍ، وَمُحْكَمٍ، وَمُتَشَابِهٍ، وَأَمْثَالٍ، فَأَحِلَّ
الْحَلالَ وَحَرِّمِ الْحَرَامَ، وَآمِنْ بِالْمُتَشَابِهِ،
وَاعْمَلْ بِالْمُحْكَمِ، وَاعْتَبِرِ الأَمْثَالَ "
قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ
يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا}
262 - حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ هَارُونَ، قَالَ: حَدَّثَنَا
دَاوُدُ بْنُ عَمْرٍو الضَّبِّيُّ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ
أَبِي مُلَيْكَةَ، قَالَ: " قَرَأَتْ عَائِشَةُ هَؤُلاءِ
الآيَاتِ: " {هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ
مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ إِلَى قوله
وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ
مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا} ، قَالَتْ: كَانَ رُسُوخُهُمْ فِي
الْعِلْمِ أَنْ آمَنُوا بِمُحْكَمِهِ وَمُتَشَابِهِهِ وَلا
يَعْلَمُونَهُ "
263 - أَخْبَرَنَا محمد بْن عَبْد اللهِ بْن عَبْد الحكم،
قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْن وهب، قَالَ: أخبرني نافع بْن يزيد،
قَالَ: يقال: {وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ}
(1/133)
المتواضعون [المتذلّلون] لله فِي مرضاته،
فلا يتعاطون من فوقهم، وَلا يحقرون من دونهم وَقَالَ قتادة "
الراسخون فِي العلم، قَالُوا: كُلّ من عِنْد ربنا آمنوا
بمتشابهه وعملوا بمحكمة " وَقَالَ الضحاك: " يقولون: " يعني
الراسخين من يؤمن بالناسخ، ويعمل بِهِ، ويؤمن بالمنسوخ، وَلا
يعمل بِهِ، وكل من عِنْد ربنا، وكل طيب "
قوله جَلَّ وَعَزَّ: {كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا}
264 - حَدَّثَنَا مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، قَالَ:
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ
مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " {وَالرَّاسِخُونَ فِي
الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ
رَبِّنَا} ، يَعْنِي: مَا نُسِخَ مِنْهُ، وَمَا لَمْ يُنْسَخْ
"
قوله جَلَّ وَعَزَّ: {رَبَّنَا إِنَّكَ جَامِعُ النَّاسِ
لِيَوْمٍ لا رَيْبَ}
265 - حَدَّثَنَا علي بْن عَبْد العزيز، حَدَّثَنَا الأثرم،
عَنْ أبي عبيدة: {لا رَيْبَ فِيهِ} ، لا شك فِيهِ
(1/134)
رَبَّنَا لَا تُزِغْ
قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ
لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ (8) رَبَّنَا
إِنَّكَ جَامِعُ النَّاسِ لِيَوْمٍ لَا رَيْبَ فِيهِ إِنَّ
اللَّهَ لَا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ (9) إِنَّ الَّذِينَ
كَفَرُوا لَنْ تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ وَلَا
أَوْلَادُهُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَأُولَئِكَ هُمْ وَقُودُ
النَّارِ (10)
قوله جَلَّ وَعَزَّ: {رَبَّنَا لا تُزِغْ
قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا}
266 - حَدَّثَنَا علي بْن عَبْد العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا
أحمد بْن محمد، قَالَ: حَدَّثَنَا إبراهيم بْن سعد، عَنْ محمد
بْن إِسْحَاق: {رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ
هَدَيْتَنَا} أي " لا تمل قلوبنا، وإن ملنا بأحداثنا، {وَهَبْ
لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ}
ثُمَّ عرض بما شاء أن يعرض من الترهيب، والترغيب، والذكر لمن
شاء أن يذكر، ثُمَّ قَالَ: {شَهِدَ اللهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ
إِلا هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا
بِالْقِسْطِ} بخلاف مَا قَالُوا "
قوله جَلَّ وَعَزَّ: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَنْ تُغْنِيَ
عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ}
267 - أَخْبَرَنَا علي بْن عَبْد العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا
الأثرم، عَنْ أبي عبيدة: {لَنْ تُغْنِيَ عَنْهُمْ
أَمْوَالُهُمْ وَلا أَوْلادُهُمْ مِنَ اللهِ شَيْئًا} ، معناها
أي: عِنْد اللهِ
(1/135)
كَدَأْبِ آلِ
فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا
فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ وَاللَّهُ شَدِيدُ
الْعِقَابِ (11)
قوله جَلَّ وَعَزَّ: {كَدَأْبِ آلِ
فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ} الآيَة
268 - حَدَّثَنَا علي بْن الحسن، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد
اللهِ بْن الوليد العدني، عَنْ سفيان، قَالَ: حَدَّثَنِي سلمة
بْن نبيط، عَنْ الضحاك فِي هَذِهِ الآيَة: {كَدَأْبِ آلِ
فِرْعَوْنَ} قَالَ " كفعل آل فرعون "، وكذلك قَالَ ابْن جريج
269 - أَخْبَرَنَا علي بْن عَبْد العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا
الأثرم، عَنْ أبي عبيدة: {كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ} ، كسنة آل
فرعون، وعادتهم، قَالَ الشاعر: ما زال هَذَا دأبها ودأبي
قوله جَلَّ وَعَزَّ: {كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا}
270 - أَخْبَرَنَا علي بْن عَبْد العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا
الأثرم، عَنْ أبي عبيدة: {كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا} ، أي: بكتبنا
وعلامات الحق
(1/136)
قُلْ لِلَّذِينَ
كَفَرُوا سَتُغْلَبُونَ وَتُحْشَرُونَ إِلَى جَهَنَّمَ
وَبِئْسَ الْمِهَادُ (12)
قوله جَلَّ وَعَزَّ: {قُلْ لِلَّذِينَ
كَفَرُوا سَتُغْلَبُونَ وَتُحْشَرُونَ إِلَى جَهَنَّمَ}
271 - حَدَّثَنَا علي بْن المبارك، قَالَ: حَدَّثَنَا زيد بْن
المبارك، قَالَ: حَدَّثَنَا محمد بْن ثور، عَنْ ابْن جريج،
عَنْ عكرمة، فِي قوله جل وعلا: {قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا
سَتُغْلَبُونَ وَتُحْشَرُونَ إِلَى جَهَنَّمَ} قَالَ " فنحاص
اليهودي قَالَ يَوْم بدر: لا يغرن محمدا أن قتل قريشا وغلبها،
إن قريشا لا تحسن القتال، فنزلت هَذِهِ الآيَة
272 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ:
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا
إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ،
قَالَ: " لَمَّا أَصَابَ اللهُ قُرَيْشًا يَوْمَ بَدْرٍ جَمَعَ
رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَهُودًا فِي
سُوقِ بَنِي قَيْنُقَاعٍ حِينَ قَدِمَ الْمَدِينَةَ، فَقَالَ:
يَا مَعْشَرَ يَهُودٍ، أَسْلِمُوا قَبْلَ أَنْ يُصِيبَكُمُ
اللهُ بِمِثْلِ مَا أَصَابَ بِهِ قُرَيْشًا، فَقَالُوا لَهُ:
يَا مُحَمَّدُ، لا يَغُرَّنَّكَ مِنْ نَفْسِكَ أَنْ قَتَلْتَ
نَفَرًا مِنْ قُرَيْشً كَانُوا أَغْمَارًا لا يَعْرِفُونَ
الْقِتَالَ، إِنَّا وَاللهِ لَوْ قَاتَلْتَنَا لَعَرَفْتَ
أَنَّا نَحْنُ النَّاسُ، وَأَنَّكَ لَمْ تَلْقَ مِثْلَنَا،
فَأَنْزَلَ اللهُ فِي ذَلِكَ مِنْ قوله: {قُلْ لِلَّذِينَ
كَفَرُوا سَتُغْلَبُونَ وَتُحْشَرُونَ إِلَى جَهَنَّمَ إِلَى
قوله: إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لأُولِي الأَبْصَارِ} "
(1/137)
قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَبِئْسَ الْمِهَادُ}
273 - حَدَّثَنَا علي بْن المبارك، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْن
ثور، عَنْ ابْن جريج، عَنْ مجاهد فِي قوله: {وَبِئْسَ
الْمِهَادُ} قَالَ " لبئس مَا مهدوا لأنفسهم " وَقَالَ أبو
عبيدة: " المهاد الفراش "، أخبرنيه علي، عَنِ الأثرم، عنه
قوله جَلَّ وَعَزَّ: {قَدْ كَانَ لَكُمْ آيَةٌ فِي فِئَتَيْنِ
الْتَقَتَا}
274 - حَدَّثَنَا علي بْن المبارك، قَالَ: حَدَّثَنَا زيد،
قَالَ: حَدَّثَنَا ابْن ثور، عَنْ ابْن جريج، عَنْ مجاهد، فِي
قوله جَلَّ وَعَزَّ: {قَدْ كَانَ لَكُمْ آيَةٌ فِي فِئَتَيْنِ
الْتَقَتَا} " محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
وأصحابه، ومشركي قريش يَوْم بدر
275 - حَدَّثَنَا محمد بْن علي الصائغ، قَالَ: حَدَّثَنَا "
ذاكم يَوْم بدر، لقد كَانَ لَكُمْ عبرة ومتفكر
(1/138)
قَدْ كَانَ لَكُمْ
آيَةٌ فِي فِئَتَيْنِ الْتَقَتَا فِئَةٌ تُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ
اللَّهِ وَأُخْرَى كَافِرَةٌ يَرَوْنَهُمْ مِثْلَيْهِمْ رَأْيَ
الْعَيْنِ وَاللَّهُ يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ مَنْ يَشَاءُ إِنَّ
فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِأُولِي الْأَبْصَارِ (13)
276 - أَخْبَرَنَا علي بْن عَبْد العزيز،
قَالَ: حَدَّثَنَا الأثرم، عَنْ أبي عبيدة: {قَدْ كَانَ لَكُمْ
آيَةٌ} ، أي: علامة
قوله جَلَّ وَعَزَّ: {يَرَوْنَهُمْ مِثْلَيْهِمْ}
277 - حَدَّثَنَا محمد بْن علي الصائغ، قَالَ: حَدَّثَنَا أحمد
بْن شبيب، قَالَ: حَدَّثَنَا يزيد بْن زريع، قَالَ: حَدَّثَنَا
سعيد، عَنْ قتادة، فِي قوله: {قَدْ كَانَ لَكُمْ آيَةٌ فِي
فِئَتَيْنِ الْتَقَتَا فِئَةٌ تُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللهِ
وَأُخْرَى كَافِرَةٌ يَرَوْنَهُمْ مِثْلَيْهِمْ رَأْيَ
الْعَيْنِ} " ذلكم يَوْم بدر، ألف المشركون أَوْ قاربوا
وَكَانَ أصحاب رَسُول اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
ثلاثمائة وبضعة عشر رجلا لقد كَانَ لَكُمْ فِي هؤلاء عبرة
ومتفكر، أيدهم الله ونصرهم عَلَى عدوهم
قوله جَلَّ وَعَزَّ: {رَأْيَ الْعَيْنِ وَاللهُ يُؤَيِّدُ
بِنَصْرِهِ مَنْ يَشَاءُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً}
278 - أَخْبَرَنَا أبو الحسن علي بْن عَبْد العزيز، قَالَ:
حَدَّثَنَا الأثرم، عَنْ أبي عبيدة: {يَرَوْنَهُمْ
مِثْلَيْهِمْ رَأْيَ الْعَيْنِ} : مصدر، تقول: فلان ذاك رأي
عيني وسمع أذني {وَاللهُ يُؤَيِّدُ} ، يقوي من الأيد، وإن شئت
من الأد، {لَعِبْرَةً} ، اعتبارا
(1/139)
زُيِّنَ لِلنَّاسِ
حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ
وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ
وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ
مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ
الْمَآبِ (14)
قوله جَلَّ وَعَزَّ: {زُيِّنَ لِلنَّاسِ
حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ}
279 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ:
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ
الْكُوفِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ السَّلامِ، عَنْ
عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ آلِ سَعْدِ بْنِ
أَبِي سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، قَالَ: قَرَأَ عُمَرُ
هَذِهِ الآيَةَ: " {زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ
النِّسَاءِ} ، فَبَكَى عُمَرُ، وَقَالَ: نَزَلَتْ بَعْدَ
مَاذَا؟ بَعْدَ مَا زَيَّنَهَا "
قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ
الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ}
280 - حَدَّثَنَا علي بْن المبارك، قَالَ: حَدَّثَنَا زيد،
قَالَ: حَدَّثَنَا ابْن ثور، عَنْ ابْن جريج، قَالَ: قَالَ
مجاهد: {وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ} قَالَ " القنطار
سبعون ألف دينار
281 - حَدَّثَنَا محمد بْن علي الصائغ، قَالَ: حَدَّثَنَا أحمد
بْن شبيب، قَالَ: حَدَّثَنَا يزيد، عَنْ سعيد، عَنْ قتادة:
{زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ إِلَى
(1/140)
قوله عَزَّ وَجَلَّ: وَالْقَنَاطِيرِ
الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ} " المقنطرة:
المال الكثير بعضه عَلَى بعض
282 - أَخْبَرَنَا علي، قَالَ: حَدَّثَنَا الأثرم، عَنْ أبي
عبيدة: {وَالْقَنَاطِيرِ} ، واحدها قنطار، وتقول العرب: هُوَ
قدر وزن لا يجدونه: {الْمُقَنْطَرَةِ} ، المفعلة مثل قولك آلاف
مؤلفة
قوله عَزَّ وَجَلَّ {وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ}
283 - حَدَّثَنَا علي بْن المبارك، قَالَ: حَدَّثَنَا زيد،
قَالَ: حَدَّثَنَا ابْن ثور، عَنْ ابْن جريج، عَنْ مجاهد، فِي
قوله: {وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ} قَالَ " المطهمة المشوبة
حسنا
284 - حَدَّثَنَا النجار، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْد الرزاق،
عَنْ معمر، عَنْ قتادة فِي قوله عَزَّ وَجَلَّ: {وَالْخَيْلِ
الْمُسَوَّمَةِ} قَالَ " شية فِي الخيل فِي وجوهها
(1/141)
285 - أَخْبَرَنَا علي بْن عَبْد العزيز،
قَالَ: حَدَّثَنَا الأثرم، عَنْ أبي عبيدة: {الْمُسَوَّمَةِ} :
المعلمة
286 - حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ:
حَدَّثَنَا يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا قَيْسٌ، عَنْ خَصِيفٍ،
عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " {الْمُسَوَّمَةِ} ،
قَالَ: الرَّاعِيَةُ "
287 - حَدَّثَنَا علي بْن الحسن، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد
اللهِ بْن الوليد العدني، عَنْ سفيان، عَنْ حبيب بْن أبي ثابت،
عَنْ سعيد بْن جبير، فِي قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَالْخَيْلِ
الْمُسَوَّمَةِ} قَالَ " المسومة الراعية "، وممن قَالَ بأنها
الراعية عَبْد اللهِ بْن عَبْد الرحمن بْن أبزى، والضحاك،
وَقَالَ الحسن: " المسرحة فِي الرعي
(1/142)
قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَالأَنْعَامِ
وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا}
288 - حَدَّثَنَا علي بْن عَبْد العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا
الأثرم، عَنْ أبي عبيدة، الأنعام: جماعة النعم، والحرث: الزرع،
متاع الحياة الدنيا تمتعهم، أي: نعيمهم المآب المرجع، من آب
يؤوب
قوله جَلَّ وَعَزَّ: {قُلْ أَؤُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرٍ مِنْ
ذَلِكُمْ}
289 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الصَّائِغُ، قَالَ:
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ، قَالَ: حَدَّثَنَا
يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ: " {قُلْ
أَؤُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرٍ مِنْ ذَلِكُمْ} ، ذَكَرَ لَنَا أَنَّ
عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، كَانَ يَقُولُ: اللهُمَّ زَيَّنْتَ
لَنَا الدُّنْيَا، وَأَنْبَأْتَنَا أَنَّ مَا بَعْدَهَا خَيْرٌ
مِنْهَا، فَاجْعَلْ حَظَّنَا فِي الَّذِي هُوَ خَيْرٌ
وَأَبْقَى "
قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَأَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ}
290 - أَخْبَرَنَا علي بْن عَبْد العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا
الأثرم، عَنْ أبي عبيدة: {مُطَهَّرَةٌ} : مهذبة من كُلّ عيب
(1/143)
الصَّابِرِينَ
وَالصَّادِقِينَ وَالْقَانِتِينَ وَالْمُنْفِقِينَ
وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ (17)
قوله جَلَّ وَعَزَّ: {الصَّابِرِينَ}
291 - حَدَّثَنَا موسى، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، قَالَ:
حَدَّثَنَا ابْن المبارك، عَنْ سعيد، عَنْ قتادة:
{الصَّابِرِينَ} قَالَ " صبروا عَنْ محارم الله، وصبروا عَلَى
طاعة الله
قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَالصَّادِقِينَ}
292 - حَدَّثَنَا محمد بْن علي الصائغ، قَالَ: حَدَّثَنَا أحمد
بْن المسيب، قَالَ: حَدَّثَنَا يزيد بْن زريع، قَالَ:
حَدَّثَنَا سعيد، عَنْ قتادة، قوله: {وَالصَّادِقِينَ} قَالَ "
الصادقون قَوْم صدقت نيتهم، واستقامت قلوبهم وألسنتهم، وصدقوا
فِي السر والعلانية
قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَالْقَانِتِينَ}
293 - حَدَّثَنَا محمد بْن علي الصائغ، قَالَ: حَدَّثَنَا أحمد
بْن شبيب، قَالَ: حَدَّثَنَا يزيد بْن زريع، عَنْ سعيد، عَنْ
قتادة، قوله: {وَالْقَانِتِينَ} قَالَ " القانتون هم المطيعون
لله عَزَّ وَجَلَّ
(1/144)
294 - وأخبرنا علي بْن عَبْد العزيز،
قَالَ: حَدَّثَنَا الأثرم، عَنْ أبي عبيدة، القانت: المطيع "
قوله جَلَّ وَعَزَّ: {بِالأَسْحَارِ}
295 - حَدَّثَنَا محمد بْن علي الصائغ، قَالَ: حَدَّثَنَا أحمد
بْن شبيب، قَالَ: حَدَّثَنَا يزيد بْن زريع، عَنْ سعيد، عَنْ
قتادة: {وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالأَسْحَارِ} قَالَ "
المستغفرين بالأسحار: أَهْل الصَّلاة
296 - حَدَّثَنَا أبو عمرو أحمد بْن المبارك المستملي، وموسى
بْن هارون، قالا: حَدَّثَنَا أبو رجاء قَالَ حَدَّثَنَا يعقوب
بْن عَبْد الرحمن، قَالَ سألت زيد بْن أسلم عَنْ
{الْمُسْتَغْفِرِينَ بِالأَسْحَارِ} فَقَالَ " هم الذين يحضرون
الصبح
297 - حَدَّثَنَا موسى بْن هارون، قَالَ: حَدَّثَنَا هارون بْن
معروف، قَالَ: حَدَّثَنَا الوليد بْن مسلم، قَالَ: سألت عَبْد
الرحمن بْن يزيد بْن جابر، عَنْ قول الله جل ثناؤه:
{وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالأَسْحَارِ} قَالَ: حَدَّثَنِي
سليمان بْن موسى، قَالَ: حَدَّثَنِي نافع، " أن ابْن عمر كَانَ
يَحْيَى اللَّيْل صلاة ويقول:
(1/145)
شَهِدَ اللَّهُ
أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو
الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ
الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (18)
يَا نافع أسحرنا؟ فنقول: لا، فيعاود
الصَّلاة، فَإِذَا قلت: نعم، قعد يستغفر الله، ويدعوه حَتَّى
يصبح "
قوله جَلَّ وَعَزَّ: {شَهِدَ اللهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا
هُوَ}
298 - حَدَّثَنَا علي، قَالَ: حَدَّثَنَا ثنا أحمد، قَالَ:
حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيم بْن سعد، عَنْ محمد بْن إِسْحَاق:
{شَهِدَ اللهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ وَالْمَلائِكَةُ
وَأُولُو الْعِلْمِ} " بخلاف مَا قَالُوا
299 - أَخْبَرَنَا علي، قَالَ: حَدَّثَنَا الأثرم، عَنْ أبي
عبيدة: {شَهِدَ اللهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ
وَالْمَلائِكَةُ} : شهد عَلَى ذَلِكَ
قوله جَلَّ وَعَزَّ {وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ}
300 - أَخْبَرَنَا علي بْن عَبْد العزيز، عَنْ أحمد بْن عَبْد
اللهِ بْن يونس اليربوعي الكوفي، قَالَ: حَدَّثَنَا يعقوب
وَهُوَ القمي، عَنْ جعفر وَهُوَ ابْن ربيعة، عَنْ سعيد بْن
جبير، قَالَ " كَانَ حول الْبَيْت ستون وثلاثمائة صنما لكل
قبيلة من قبائل العرب صنم أَوْ صنمان، قَالَ: فَأَنْزَلَ اللهُ
جل ثناؤه: {شَهِدَ اللهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ
وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لا
إِلَهَ
(1/146)
إِلا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} قَالَ: "
فأصبحت الأصنام كلها قَدْ خرت سجدا للكعبة
قوله جَلَّ وَعَزَّ: {قَائِمًا بِالْقِسْطِ لا إِلَهَ إِلا
هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ}
301 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا عمرو، قَالَ:
أَخْبَرَنَا زياد، عَنْ محمد بْن إِسْحَاق: {قَائِمًا
بِالْقِسْطِ} أي " بالعدل قائما {لا إِلَهَ إِلا هُوَ
الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ}
302 - أَخْبَرَنَا علي بْن عَبْد العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا
الأثرم، عَنْ أبي عبيدة: {بِالْقِسْطِ} : مصدر أقسط، وَهُوَ
العادل، والقاسط: الجائر الكافر
(1/147)
إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ
اللَّهِ الْإِسْلَامُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا
الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ
بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَمَنْ يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ
اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ (19)
قوله جَلَّ وَعَزَّ: {إِنَّ الدِّينَ
عِنْدَ اللهِ الإِسْلامُ}
303 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا محمد بْن
يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد الرحمن بْن مهدي، عَنْ
سفيان، عَنْ عاصم، عَنْ زر، عَنْ أبي، " إن الدين عِنْد اللهِ
الحنيفية غير اليهودية، وَلا النصرانية، وَلا المشركة، من يعمل
خيرا فلن يكفره
304 - وحَدَّثَنَا محمد بْن علي الصائغ، قَالَ: حَدَّثَنَا
أحمد بْن شبيب، قَالَ: حَدَّثَنَا يزيد بْن زريع، عَنْ سعيد،
عَنْ قتادة، قوله: {إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللهِ الإِسْلامُ} "
والإسلام شهادة أن لا إله إِلا الله، والإقرار بما جَاءَ بِهِ
من عِنْد اللهِ، وَهُوَ دين الله الَّذِي شرع لنفسه، وبعث بِهِ
رسله، ودل عَلَيْهِ أولياءه، وَلا يقبل غيره، وَلا يجزئ إِلا
بِهِ
305 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا عمرو قَالَ:
أَخْبَرَنَا زياد، عَنْ محمد بْن إسحاق: {إِنَّ الدِّينَ
عِنْدَ اللهِ الإِسْلامُ} " إن الَّذِي أنت عَلَيْهِ يَا محمد
التوحيد للرب، والتصديق بالرسل
(1/148)
قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَمَا اخْتَلَفَ
الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ}
306 - أَخْبَرَنَا علي بْن عَبْد العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا
الأثرم، عَنْ أبي عبيدة: {وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا
الْكِتَابَ} ، الأمم الَّتِي أتتهم الكتب والأنبياء
قوله جَلَّ وَعَزَّ: {إِلا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ
الْعِلْمُ}
307 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا عمرو، قَالَ:
حَدَّثَنَا عمرو، قَالَ: حَدَّثَنَا زياد، عَنْ محمد بْن
إِسْحَاق: {وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلا
مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ} " الَّذِي جاءك أن الله
الواحد الَّذِي لَيْسَ لَهُ شريك {بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَمَنْ
يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللهِ فَإِنَّ اللهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ} "
قوله جَلَّ وَعَزَّ: {بَغْيًا بَيْنَهُمْ}
308 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا محمد بْن
يَحْيَى، حَدَّثَنَا الهيثم، قَالَ: حَدَّثَنَا يعقوب بْن
عَبْد اللهِ القمي، عَنْ جعفر بْن أبي الْمُغِيرَة، عَنْ سعيد
بْن جبير فِي قول الله جل ثناؤه: {وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ
أُوتُوا الْكِتَابَ إِلا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ
بَغْيًا بَيْنَهُمْ} قَالَ " كثرت أموالهم فتباغوا بينهم
(1/149)
قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَمَنْ يَكْفُرْ
بِآيَاتِ اللهِ فَإِنَّ اللهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ}
309 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاق بْن
إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا روح فِي قوله عَزَّ وَجَلَّ:
{وَمَنْ يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللهِ فَإِنَّ اللهَ سَرِيعُ
الْحِسَابِ} ، قَالَ: حَدَّثَنَا شبل، عَنْ ابْن أبي نجيح،
عَنْ مجاهد، قَالَ " أحصاه "، وكذلك قَالَ ابْن جريج
قوله جَلَّ وَعَزَّ: {فَإِنْ حَاجُّوكَ}
310 - حَدَّثَنَا علي بْن المبارك، قَالَ: حَدَّثَنَا زيد بْن
المبارك، قَالَ: حَدَّثَنَا محمد بْن ثور، عَنْ ابْن جريج، فِي
قوله عَزَّ وَجَلَّ: {فَإِنْ حَاجُّوكَ} قَالَ " اليهود
والنصارى، فقل: يَا محمد أسلمت وجهيَ لله "
311 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا عمرو، قَالَ:
أَخْبَرَنَا زياد، عَنْ محمد بْن إِسْحَاق {فَإِنْ حَاجُّوكَ}
أي " بما يأتون بِهِ من الباطل من قولهم: خلقنا وفعلنا،
وجعلنا، وأمرنا، فإنما هي شبهة باطل قَدْ عرفوا مَا فِيهَا من
الحق، {فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلَّهِ وَمَنِ اتَّبَعَنِ}
(1/150)
فَإِنْ حَاجُّوكَ
فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلَّهِ وَمَنِ اتَّبَعَنِ وَقُلْ
لِلَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْأُمِّيِّينَ
أَأَسْلَمْتُمْ فَإِنْ أَسْلَمُوا فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ
تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ وَاللَّهُ بَصِيرٌ
بِالْعِبَادِ (20)
قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَقُلْ لِلَّذِينَ
أُوتُوا الْكِتَابَ وَالأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ}
312 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاق،
قَالَ: قرأت عَلَى أبي قرة فِي تفسيره، عَنْ ابْن جريج:
{وَقُلْ لِلَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ} قَالَ " اليهود
والنصارى "، عَنِ ابْن عباس قوله جَلَّ وَعَزَّ:
{وَالأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ فَإِنْ أَسْلَمُوا فَقَدِ
اهْتَدَوْا}
313 - حَدَّثَنَا علي بْن عَبْد العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا
أحمد، قَالَ: حَدَّثَنَا إبراهيم بْن سعد، عَنْ محمد بْن
إِسْحَاق، قَالَ: وحدثنا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا عمرو،
قَالَ: أَخْبَرَنَا زياد، عَنْ محمد بْن إِسْحَاق: {وَقُلْ
لِلَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالأُمِّيِّينَ} بمعنى "
الَّذِي لا كِتَاب لَهُمْ {أَأَسْلَمْتُمْ فَإِنْ أَسْلَمُوا
فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْكَ
الْبَلاغُ وَاللهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}
314 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاق،
قَالَ: قرأت عَلَى أبي قرة فِي تفسيره، عَنْ ابْن جريج:
{وَقُلْ لِلَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالأُمِّيِّينَ} "
الأميين الذين لا يكتبون "، عَنِ ابْن عباس
(1/151)
315 - أَخْبَرَنَا علي بْن عَبْد العزيز،
قَالَ: حَدَّثَنَا الأثرم، عَنْ أبي عبيدة: الأميين، قَالَ:
والأميون الذين لم يأتهم الأنبياء بالكتب، والنَّبِيّ الأمي
الَّذِي لا يكتب
قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْكَ
الْبَلاغُ وَاللهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}
316 - أَخْبَرَنَا علي بْن عَبْد العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا
الأثرم، عَنْ أبي عبيدة: {وَإِنْ تَوَلَّوْا} ، فِي هَذَا
الموضع: وإن كفروا
قوله جَلَّ وَعَزَّ: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ
اللهِ}
317 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا
الرَّمَادِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ،
قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ
إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِي مَعْمَرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، "
إِنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَانُوا يَقْتُلُونَ فِي الْيَوْمِ
ثَلاثَمِائَةِ نَبِيٍّ، ثُمَّ تَقُومُ سُوقُهُمْ مِنْ آخِرِ
النَّهَارِ "
318 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ،
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنِ
الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " بَعَثَ عِيسَى يَحْيى عَلَيْهِمَا
السَّلامُ فِي اثْنَيْ عَشَرَ رَجُلا مِنَ الْحَوَارِيِّينَ
يُعَلِّمُونَ
(1/152)
إِنَّ الَّذِينَ
يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ
بِغَيْرِ حَقٍّ وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ
بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ
(21)
النَّاسَ، فَكَانَ يَنْهَى عَنْ نِكَاحِ
بِنْتِ الأَخِ، وَكَانَ مَلِكٌ لَهُ بِنْتُ أَخٍ تُعْجِبُهُ،
فَأَرَادَهَا وَجَعَلَ يَقْضِي لَهَا كُلَّ يَوْمٍ حَاجَةً،
فَقَالَتْ لَهَا أُمُّهَا: إِذَا سَأَلَكِ عَنْ حَاجَتِكِ
فَقُولِي حَاجَتِي أَنْ تَقْتُلَ يَحْيَى بْنَ زَكَرِيَّا،
فَقَالَ لَهَا الْمَلِكُ: حَاجَتُكِ؟ فَقَالَتْ: حَاجَتِي أَنْ
تَقْتُلَ يَحْيَى بْنَ زَكَرِيَّا، فَقَالَ: سَلِي غَيْرَ
هَذَا، فَقَالَتْ: لا أَسْأَلُكَ غَيْرَ هَذَا، فَلَمَّا
أَبَتْ أَمَرَ بِهِ، فَذُبِحَ فِي طَسْتٍ، فَبَدَرَتْ قَطْرَةٌ
مِنْ دَمِهِ، فَلَمْ تَزَلْ تَغْلِي حَتَّى بَعَثَ اللهُ
بُخْتَنَصَّرَ، فَدَلَّتْ عَجُوزٌ عَلَيْهِ، فَأُلْقِيَ فِي
نَفْسِهِ أَنْ لا يَزَالَ يَقْتُلَ حَتَّى يَسْكُنَ هَذَا
الدَّمُ، فَقَتَلَ فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ مِنْ بَيْتٍ وَاحِدٍ،
وَسِنٍّ وَاحِدٍ سَبْعِينَ أَلْفًا، فَسَكَنَ "
قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ
بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ}
319 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا محمد بْن
رافع، قَالَ: حَدَّثَنَا شبابة، قَالَ: حَدَّثَنِي ورقاء، عَنْ
ابْن أبي نجيح: {وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ
بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ} حَدَّثَنِي، عَنْ معقل بْن أبي
مسكين، قَالَ " كَانَ الوحي يأتي بني إِسْرَائِيل، فيذكرون
قومهم فيقتلون فيهم الذين يأمرون بالقسط مِنَ النَّاسِ
(1/153)
أَلَمْ تَرَ إِلَى
الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُدْعَوْنَ إِلَى
كِتَابِ اللَّهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلَّى
فَرِيقٌ مِنْهُمْ وَهُمْ مُعْرِضُونَ (23)
320 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ:
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا
يَعْقُوبُ، عَنْ جَعْفَرٍ، عَنْ سَعِيدٍ، قَالَ: " أَقْحَطَ
النَّاسُ فِي زَمَانِ مَلِكٍ مِنْ مُلُوكِ بَنِي إِسْرَائِيلَ
سِنِينَ، فَقَالَ الْمَلِكُ: لَيُرْسِلَنَّ عَلَيْنَا
السَّمَاءَ أَوْ لَنُؤْذِيَنَّهُ، فَقَالَ لَهُ جُلَسَاؤُهُ:
كَيْفَ تَقْدِرُ عَلَى أَنْ تُؤْذِيَهُ أَوْ تَغِيظَهُ، وَهُوَ
فِي السَّمَاءِ، قَالَ: أَقْتُلُ أَوْلِيَاءَهُ مِنْ أَهْلِ
الأَرْضِ، فَيَكُونُ ذَلِكَ إِيذَاءً لَهُ، قَالَ: فَأَرْسَلَ
اللهُ عَلَيْهِمُ السَّمَاءَ "
321 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد اللهِ
بْن محمد بْن يزيد بْن خنيس، قَالَ: حَدَّثَنَا أبو العباس
الحراني، أَوْ إِبْرَاهِيم الشافعي، قَالَ: فَقَالَ فضيل:
{وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ
النَّاسِ} قَالَ " مَا بال الذين كانوا يأمرون بالقسط مِنَ
النَّاسِ كانوا يقتلون فِي ذَلِكَ الزمان، وهم الْيَوْم يقربون
ويكرمون أما، والله عَلَى ذَلِكَ مَا فعلوا ذَلِكَ بهم حَتَّى
أطاعوهم، أما والله مَا أطاعوهم حَتَّى عصوا الله
قوله جَلَّ وَعَزَّ: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا
نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ}
322 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرٌو،
قَالَ: أَخْبَرَنَا زِيَادٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاَقَ،
قَالَ: " دَخَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ بَيْتَ الْمَدَارِسِ عَلَى جَمَاعَةٍ مِنْ يَهُودَ،
فَدَعَاهُمْ إِلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، فَقَالَ لَهُ
النُّعْمَانُ بْنُ عَمْرٍو، وَالْحَارِثُ بْنُ
(1/154)
ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ
قَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا
مَعْدُودَاتٍ وَغَرَّهُمْ فِي دِينِهِمْ مَا كَانُوا
يَفْتَرُونَ (24)
يَزِيدَ: عَلَى أَيِّ دِينٍ أَنْتَ يَا
مُحَمَّدُ؟ قَالَ: عَلَى مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَدِينِهِ،
قَالا: فَإِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ يَهُودِيًّا، فَقَالَ
لَهُمْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
فَهَلُمَّ إِلَى التَّوْرَاةِ فَهِيَ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ،
فَأَبَيَا عَلَيْهِ، فَأَنْزَلَ اللهُ جَلَّ وَعَزَّ فِيهِمَا:
{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ
الْكِتَابِ يُدْعَوْنَ إِلَى كِتَابِ اللهِ لِيَحْكُمَ
بَيْنَهُمْ} ، وَفِي قوله عَزَّ وَجَلَّ: {وَغَرَّهُمْ فِي
دِينِهِمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ} "
323 - حَدَّثَنَا محمد بْن علي الصائغ، قَالَ: حَدَّثَنَا أحمد
بْن شبيب، قَالَ: حَدَّثَنَا يزيد، عَنْ سعيد، عَنْ قتادة،
قوله عَزَّ وَجَلَّ: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا
نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُدْعَوْنَ إِلَى كِتَابِ اللهِ
لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ
وَهُمْ مُعْرِضُونَ قرأ إِلَى: يَفْتَرُونَ} " أولئك أعداء
الله اليهود دعوا إِلَى كِتَابِ اللهِ ليحكم بينهم، وإلى نبيه
وهم يجدونه مكتوبا عندهم فِي التوارة، ثُمَّ تولوا عنه، وهم
معرضون
قوله جَلَّ وَعَزَّ: {ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَنْ
تَمَسَّنَا النَّارُ إِلا أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ}
324 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْن أبي
عمرو، قَالَ: حَدَّثَنَا سفيان، عَنْ ابْن أبي نجيح، عَنْ
مجاهد، قَالَ " قالت العرب: لا نبعث، وَلا نحاسب
______
قال مُعِدُّ الكتاب للشاملة:الصفحة رقم 156 ساقطة من الأصل
الورقي (كَُررت بدلا منها صفحة 154 بطريق الخطأ)
(1/155)
327 - حَدَّثَنَا محمد بْن علي الصائغ،
قَالَ: حَدَّثَنَا أحمد بْن شبيب، قَالَ: حَدَّثَنَا يزيد بْن
زريع، قَالَ: حَدَّثَنَا سعيد، عَنْ قتادة: {وَغَرَّهُمْ فِي
دِينِهِمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ} قَالُوا: {نَحْنُ
أَبْنَاءُ اللهِ وَأَحِبَّاؤُهُ} وَقَالَ ابْن جريج فِي قوله:
{وَغَرَّهُمْ فِي دِينِهِمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ} قولهم:
{لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلا أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ}
قوله جَلَّ وَعَزَّ: {مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ}
328 - أَخْبَرَنَا علي بْن عَبْد العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا
الأثرم، عَنْ أبي عبيدة: {مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ} ، قَالَ:
يختلقون الكذب
قوله جَلَّ وَعَزَّ: {فَكَيْفَ إِذَا جَمَعْنَاهُمْ لِيَوْمٍ
لا رَيْبَ فِيهِ} الآيَة
329 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ
بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَرْوَانُ بْنُ
مُعَاوِيَةَ الْفَزَارِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ
سُوقَةَ، قَالَ: أَتَيْتُ نُعَيْمَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ
الأَشْجَعِيَّ، قَالَ: " فَأَخْرَجَ إِلَيَّ صَحِيفَةً،
فَإِذَا فِيهَا مِنْ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ الْجَرَّاحِ،
وَمُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ إِلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، إِنَّا
نُحَذِّرُكَ يَوْمًا تَعْنِي فِيهِ
(1/157)
قُلِ اللَّهُمَّ
مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ
الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ
مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ
قَدِيرٌ (26)
الْوُجُوهُ، وَتَجِبُ فِيهِ الْقُلُوبُ،
وَتَنْقَطِعُ فِيهِ الْحُجَجُ لِحُجَّةِ مَلِكٍ قَهَرَهُمْ
بِجَبَرُوتِهِ وَالْخَلْقُ دَاخِرُونَ لَهُ يَرْجُونَ
رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ، فَكَتَبَ إِلَيْهِمَا
عُمَرُ: كَتَبْتُمَا إِلَيَّ تُحَذِّرَانِي مِمَّا حُذِّرَتْ
مِنْهَا الأُمَمُ قَبْلَنَا، وَقَدْ كَانَ اخْتِلافُ اللَّيْلِ
وَالنَّهَارِ بِآجَالِ النَّاسِ يُقَرِّبَانِ كُلَّ بَعِيدٍ
وَيُفْنِيَانِ كُلَّ جِدَيِدٍ، وَيَأْتِيَانِ كُلَّ مَوْعُودٍ
حَتَّى يَصِيرَ النَّاسُ إِلَى مَنَازِلِهِمْ مِنَ الْجَنَّةِ
وَالنَّارِ بِأَعْمَالِهِمْ: {ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا
كَسَبَتْ} الآيَةُ "
330 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاق،
قَالَ: حَدَّثَنَا عمرو، عَنْ أسباط، عَنْ السدي: {لا رَيْبَ
فِيهِ} " لا شك فِيهِ "
قوله جَلَّ وَعَزَّ: {قُلِ اللهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ}
331 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا عمرو، قَالَ:
حَدَّثَنَا زياد، عَنْ محمد بْن إِسْحَاق: {قُلِ اللهُمَّ
مَالِكَ الْمُلْكِ} أي " رب العبادة الملك الَّذِي لا يقضي
فيهم غيره
قوله جَلَّ وَعَزَّ: {تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ} الآيَة
332 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاق،
قَالَ: أَخْبَرَنَا روح، قَالَ: حَدَّثَنَا شبل، عَنْ ابْن أبي
نجيح، عَنْ مجاهد: {تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ
(1/158)
الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ} قَالَ " النبوة
حَدَّثَنَا علي،
333 - حَدَّثَنَا أحمد، قَالَ: حَدَّثَنَا إبراهيم بْن سعد،
عَنْ محمد بْن إِسْحَاق: {تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ
وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ
وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ} " لا إِلَى غيرك،
{إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} أي لا يقدر عَلَى هَذَا
غيرك بسلطانك وقدرتك
334 - حَدَّثَنَا مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ
هِلالٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ:
حَدَّثَنَا عَوْفٌ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: " جَاءَ جِبْرِيلُ
إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ:
يَا مُحَمَّدُ، سَلْ رَبَّكَ: قُلِ اللهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ
تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ
تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ
بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ إِلَى
قوله: وَتَرْزُقُ مَنْ تَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ -، ثُمَّ
جَاءَهُ جِبْرِيلُ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ سَلْ رَبَّكَ:
{وَقُلْ رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ} الْمَدِينَةَ
{وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ} مِنْ مَكَّةَ، {وَاجْعَلْ لِي
مِنْ لَدُنْكَ سُلْطَانًا نَصِيرًا} ، قَالَ: فَسَأَلَ رَبَّهُ
بِقَوْلِ اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى، فَأَعْطَاهُ ذَلِكَ "
(1/159)
تُولِجُ اللَّيْلَ فِي
النَّهَارِ وَتُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَتُخْرِجُ
الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ
وَتَرْزُقُ مَنْ تَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ (27)
قوله جَلَّ وَعَزَّ: {تُولِجُ اللَّيْلَ
فِي النَّهَارِ وَتُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ}
335 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ
بْنُ مُحَمَّدٍ الزَّعْفَرَانِيُّ، عَنْ أَبِي أُسَامَةَ، عَنِ
الأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ
اللهِ، فِي قوله: " {تُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ
وَتُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ} ، قَالَ: أَخْذُ
الشِّتَاءِ مِنَ الصَّيْفِ، وَالصَّيْفِ مِنَ الشِّتَاءِ "
336 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاق،
قَالَ: أَخْبَرَنَا عمرو بْن محمد، قَالَ: حَدَّثَنَا أبو بكر
الهذلي، عَنْ الحسن فِي قوله عَزَّ وَجَلَّ: {تُولِجُ
اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَتُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ}
قَالَ " اللَّيْل اثنتا عشرة ساعة، والنهار اثنتا عشرة ساعة،
فَإِذَا أولج اللَّيْل فِي النَّهَار أخذ النَّهَار من ساعات
اللَّيْل، فطال النَّهَار وقصر اللَّيْل، وإذا أولج النَّهَار
فِي اللَّيْلِ أخذ اللَّيْل من ساعات النَّهَار فطال اللَّيْل،
وقصر النَّهَار
337 - حَدَّثَنَا موسى، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد الأعلى،
قَالَ: حَدَّثَنَا مسلم، عَنْ ابْن أبي نجيح، عَنْ مجاهد فِي
قوله: {تُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَتُولِجُ النَّهَارَ
فِي اللَّيْلِ} قَالَ " مَا نقص من أحدهما فِي الآخر يعاقبان
ذَلِكَ عَلَى الساعات "
(1/160)
وَقَالَ بمثل معنى مَا قَالَ مجاهد،
وعكرمة، والضحاك، ومحمد بْن كعب، وقتادة
قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ
وَتُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ}
338 - حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ
عَفَّانَ الْبَزَّارُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ
نُمَيْرٍ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ عَبْدُ
اللهِ: " {وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ
الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ} ، قَالَ: قَالَ: النُّطْفَةُ
مَيِّتَةٌ يُخْرِجُهَا مِنَ الْحَيِّ، وَيُخْرِجُ الْحَيَّ
مِنَ النُّطْفَةِ وَهِيَ مَيِّتَةٌ "
339 - حَدَّثَنَا عَلانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، قَالَ: حَدَّثَنَا
عَبْدُ اللهِ بْنُ صَالِحٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ
بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ
عَبَّاسٍ: " {وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ} ، قَالَ:
يُخْرِجُ النُّطْفَةَ الْمَيِّتَةَ مِنَ الْحَيِّ، ثُمَّ
يِخْرِجُ مِنَ النُّطْفَةِ بَشَرًا حَيًّا "
340 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ،
قَالَ: أَخْبَرَنَا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ، عَنْ هَارُونَ،
عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ،
أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: " {وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ
الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ} حَقِيقَةً،
قَالَ:
(1/161)
وَزَعَمُوا أَنَّ تَفْسِيرَهَا يُخْرِجُ
النُّطْفَةَ وَهِيَ مَيِّتَةٌ مِنَ الرَّجُلِ الْحَيِّ،
وَيُخْرِجُ الْحَيِّ مِنَ النُّطَفَةِ وَهُيَ مَيِّتَةٌ "
341 - حَدَّثَنَا موسى، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد الأعلى،
قَالَ: حَدَّثَنَا مسلم، عَنْ ابْن أبي نجيح، عَنْ مجاهد، فِي
قوله عَزَّ وَجَلَّ: {وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ
وَتُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ} قَالَ " النَّاس الأحياء
من النطفة، والنطفة ميتة تخرج مِنَ النَّاسِ الأحياء ومن
الأنعام والنبات كذلك أيضا "
342 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا الزعفراني،
قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد الوهاب، عَنْ الكلبي: {وَتُخْرِجُ
الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ
الْحَيِّ} مخففة، تقول " النطفة، والحبة، والبيضة
343 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ،
قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ،
عَنِ السُّدِّيِّ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ: " {وَتُخْرِجُ
الْحَيَّ} الآيَةُ، قَالَ: النَّخْلَةَ مِنَ النَّوَاةِ،
وَالنَّوَاةَ مِنَ النَّخْلَةِ، وَالْحَبَّةَ مِنَ
السُّنْبُلَةِ، وَالسُّنْبُلَةِ مِنَ الْحَبَّةِ"
344 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا محمد بْن
يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا إبراهيم بْن الحكم بْن أبان،
قَالَ: حَدَّثَنِي أبي، عَنْ: {وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ
الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ} قَالَ "
الحب، والبيض
(1/162)
345 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيم بْن عَبْد
اللهِ السعدي، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْد اللهِ بْن حمران،
قَالَ: حَدَّثَنَا الأشعث، عَنْ الحسن، أَنَّهُ قَالَ فِي
هَذِهِ الآيَة: {وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ
وَتُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ} " يخرج المؤمن من
الكافر، والكافر من المؤمن " وكذلك قتادة
346 - أَخْبَرَنَا علي بْن عَبْد العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا
الأثرم، عَنْ أبي عبيدة: {وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ
الْمَيِّتِ} ، أي: الطيب من الخبيث، والمسلم من الكافر
347 - حَدَّثَنَا علي بْن عَبْد العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا
أحمد بْن محمد، قَالَ: حَدَّثَنَا إبراهيم بْن سعد، عَنْ محمد
بْن إِسْحَاق، وحدثنا
زَكَرِيَّا، حَدَّثَنَا عمرو، حَدَّثَنَا زياد، واللفظ لَهُ،
عَنْ محمد بْن إِسْحَاق: {وَتُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ
الْحَيِّ} قَالَ " بالقدرة {وَتَرْزُقُ مَنْ تَشَاءُ بِغَيْرِ
حِسَابٍ} لا يقدر علي ذَلِكَ غيرك، وَلا يصنعه إِلا أنت، أي
فإن كنت سلطت عِيسَى علي الأشياء الَّتِي بِهَا يزعمون أَنَّهُ
الإله من إحياء الموتى وإزالة الأسقام، وخلق الطير من الطين
والخبر عَنِ الغيوب لأجعله بِهِ آية للناس، وتصديقا لَهُ فِي
نبوته الَّتِي بعثته بِهَا إِلَى قومه، فإن من سلطاني وقدرتي
مَا لم أعطه تمليك الملوك بأمر النبوة، ووضعها حيث شئت، وإيلاج
(1/163)
لَا يَتَّخِذِ
الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ
الْمُؤْمِنِينَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ
فِي شَيْءٍ إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً
وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ
(28)
اللَّيْل فِي النَّهَار، وإيلاج النَّهَار
فِي اللَّيْلِ، وإخراج الحي من الميت، والميت من الحي، ورزق من
شئت من بر أَوْ فاجر بغير حساب، وذلك لم سلطت عِيسَى عَلَيْهِ
أفلم يكن لَهُمْ فِي ذَلِكَ عبرة وبينة؟ ألو كَانَ ذَلِكَ كله
إِلَيْهِ، وَهُوَ فِي علمهم يهرب من الملوك، وينتقل منهم فِي
البلاد من بلد إِلَى بلد
قوله جَلَّ وَعَزَّ: {لا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ
الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ}
348 - حَدَّثَنَا عَلانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، قَالَ: حَدَّثَنَا
أَبُو صَالِحٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ،
عَنْ عَلِيٍّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فِي قوله: " {لا يَتَّخِذِ
الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ
الْمُؤْمِنِينَ} ، قَالَ: نَهَى اللهُ سُبْحَانَهُ
الْمُؤْمِنِينَ أَنْ يُلاطِفُوا الْكُفَّارَ، وَيَتَّخِذُونَ
وَلِيجَةً مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ، إِلا أَنْ يَكُونَ
الْكُفَّارُ عَلَيْهِمْ ظَاهِرِينَ، فَيُظْهِرُوا لَهُمُ
اللُّطْفَ، وَيُخَالِفُونَهُمْ فِي الدِّينِ، وَذَلِكَ قوله
عَزَّ وَجَلَّ: {إِلا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً} "
(1/164)
349 - حَدَّثَنَا علي بْن المبارك، قَالَ:
حَدَّثَنَا زيد، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْن ثور، عَنْ ابْن جريج،
عَنْ مجاهد: {لا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ
أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ} قَالَ " إِلا مصانعة
فِي الدنيا تقاة
350 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا عمرو، قَالَ:
أَخْبَرَنَا زياد، عَنْ محمد بْن إِسْحَاق، قَالَ: وَكَانَ
الحجاج بْن عمرو حليف كعب بْن الأشف، وابن أبي الحقيق، وقيس
بْن زيد قَدْ بطنوا بنفر من الأنصار ليفتنوهم عَنْ دينهم،
فَقَالَ رفاعة بْن عَبْد المنذر بْن زنبر، وعبد الله بْن جبير،
وسعد بْن خيثمة لأولئك النفر: اجتنبوا النفر من اليهود،
واحذروا مباطنتهم لا يفتنونكم، عَنْ دينكم، فأبى أولئك النفر
إِلا لزومهم، فَأَنْزَلَ اللهُ جَلَّ وَعَزَّ: {لا يَتَّخِذِ
الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ
الْمُؤْمِنِينَ} إِلَى قوله: {وَاللهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ
قَدِيرٌ}
351 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاق،
قَالَ: وحدثت عَنْ ابْن حيان، فِي قوله جَلَّ وَعَزَّ: لا
يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ قَالَ "
الْمُؤْمِنُونَ يظهرون للمشركين المودة بمكة، فنهاهم الله عَنْ
ذَلِكَ، قَالَ: وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللهِ
فِي شَيْءٍ إِلا أن يكون معهم أَوْ بين أظهرهم فيتقيهم بلسانه،
وَلا يكون فِي قلبه لَهُمْ مودة
(1/165)
قوله عَزَّ وَجَلَّ: {إِلا أَنْ تَتَّقُوا
مِنْهُمْ تُقَاةً}
352 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ:
حَدَّثَنَا زَيْدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ ثَوْرٍ،
عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: " إِلا أَنْ
تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً، قَالَ: التُّقْيَةُ بِاللِّسَانِ
يَتَكَلَّمُ بِهِ مَخَافَةَ النَّاسِ، وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ
بِالإِيمَانِ، فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ مَا لَمْ يَبْسُطْ يَدَهُ
فَيُقْتَلُ أَوْ يَبْسُطْهَا إِلَى مَعْصِيَةٍ اللهِ، فَلا
عُذْرَ لَهُ إِنْ فَعَلَ "
353 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا أحمد بْن
سعيد، قَالَ: حَدَّثَنَا وهب بْن جرير، قَالَ: حَدَّثَنَا أبي،
عَنْ علي بْن الحكم، عَنْ الضحاك، وأما قوله: أَنْ تَتَّقُوا
مِنْهُمْ تُقَاةً فَهُوَ " أن يحمل الرَّجُل عَلَى أمر يتكلم
بِهِ هُوَ لله معصية، فتكلم بِهِ مخافة النَّاس، وقلبه مطمئن
بالإيمان فلا إثم عَلَيْهِ
354 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا محمد بْن
إِسْحَاق الصاغاني، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْن أبي مَرْيَمَ،
قَالَ: حَدَّثَنَا ابْن لهيعة، قَالَ: أخبرني ابْن أبي جعفر،
عَنْ الحسن، فِي قول الله عَزَّ وَجَلَّ: إِلا أَنْ تَتَّقُوا
مِنْهُمْ تُقَاةً قَالَ " ذَلِكَ فِي المشركين يكرهونهم عَلَى
الكفر، وقلوبهم كارهة، وَلا يصبرون لعذابهم
355 - حَدَّثَنَا محمد بْن علي الصائغ، قَالَ: حَدَّثَنَا أحمد
بْن شبيب، قَالَ: حَدَّثَنَا يزيد، عَنْ سعيد، عَنْ قتادة:
إِلا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً " الرحم
(1/166)
يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ
نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ
مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا
بَعِيدًا وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَاللَّهُ رَءُوفٌ
بِالْعِبَادِ (30)
من المشركين من
غير أن تتولوهم فِي دينهم، إِلا أن يصل رَجُل رجما لَهُ فِي
المشركين
356 - أَخْبَرَنَا علي بْن عَبْد العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا
الأثرم، عَنْ أبي عبيدة: تقاة وتقية واحدة "
قوله جَلَّ وَعَزَّ: {يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ
مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا}
357 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا أبو موسى محمد
بْن المثنى، قَالَ: حَدَّثَنَا أبو داود الطيالسي، قَالَ:
حَدَّثَنَا أبو عامر الخزاز، عَنْ رَجُل، أخبره عَنْ سعيد بْن
المسيب، أَنَّهُ تلا هَذِهِ الآيَة: {فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ
اللهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ} فَقَالَ سعيد: " ودوا أن
سيئاتهم كانت أكثر "، قَالَ: فذكرت ذَلِكَ لمجاهد، قَالَ:
وَكَانَ مجاهد إذا أنكر الشيء لم يقل لَيْسَ كَمَا قَالَ،
قَالَ: ولكنه يقول مَا يعلم، قَالَ: فتلا مجاهد هَذِهِ الآيَة:
{يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ
مُحْضَرًا} إِلَى {أَمَدًا بَعِيدًا}
(1/167)
358 - حَدَّثَنَا محمد بْن علي الصائغ،
قَالَ: حَدَّثَنَا أحمد بْن شبيب، قَالَ: حَدَّثَنَا يزيد بْن
زريع، عَنْ سعيد، عَنْ قتادة: {يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا
عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا} يقول: موفرا
قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوَءٍ تَوَدُّ لَوْ
أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا}
359 - حَدَّثَنَا علي بْن المبارك، قَالَ: حَدَّثَنَا زيد،
قَالَ: حَدَّثَنَا ابْن ثور، عَنْ ابْن جريج، فِي قوله:
{أَمَدًا بَعِيدًا} قَالَ " أجلا بعيدا
360 - أَخْبَرَنَا علي بْن عَبْد العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا
الأثرم، عَنْ أبي عبيدة: {أَمَدًا بَعِيدًا} ، قَالَ: الأمد
الغاية
قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَيُحَذِّرُكُمُ اللهُ نَفْسَهُ وَاللهُ
رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ}
361 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْن أبي عمر،
قَالَ: حَدَّثَنَا سفيان، عَنْ عمرو بْن عبيد، عَنْ الحسن، فِي
قوله: {وَيُحَذِّرُكُمُ اللهُ نَفْسَهُ وَاللهُ رَءُوفٌ
بِالْعِبَادِ} قَالَ " من رأفته بهم حذرهم نفسه
(1/168)
قُلْ إِنْ كُنْتُمْ
تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ
وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (31)
قوله جَلَّ وَعَزَّ: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ
تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ}
362 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا محمد بْن
رافع، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد اللهِ بْن بكر السهمي، قَالَ:
حَدَّثَنَا أبو عبيدة الناجي، عَنْ الحسن، فِي حديث ذكره
بطوله، قَالَ: وَقَالَ أقوام عَلَى عهد نبيهم: والله يَا محمد
إنا لنحب ربنا، فَأَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي قرآنا،
فَقَالَ: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي
يُحْبِبْكُمُ اللهُ} فَجَعَلَ الله اتباع نبيه صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ علما لحبه، وكذب من خالفها، ثُمَّ جَعَلَ
عَلَى كُلّ قول دليلا من عمل يصدقه أَوْ يكذبه، فَإِذَا قَالَ
العبد قولا حسنا، وعمل عملا حسنا رفع الله قوله بعمله، وإذا
قَالَ العبد قولا حسنا، وعمل عملا حسنا رفع الله قوله بعمله،
وإذا قَالَ العبد قولا حسنا، وعمل عملا سيئا رد الله القول
عَلَى العمل، وذلك فِي كِتَابِِهِ {إِلَيْهِ يَصْعَدُ
الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ}
363 - حَدَّثَنَا علي بْن المبارك، قَالَ: حَدَّثَنَا زيد،
قَالَ: حَدَّثَنَا محمد بْن ثور، عَنْ ابْن جريج قوله: {إِنْ
كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ}
قَالَ " كَانَ أقوام يزعمون أنهم يحبون الله بقول: إنا نحب
ربنا، فأمرهم الله جَلَّ وَعَزَّ أن يتبعوا محمدا، وَجَعَلَ
اتباع محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ علما لحبه
(1/169)
قُلْ أَطِيعُوا
اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ لَا
يُحِبُّ الْكَافِرِينَ (32)
364 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ:
حَدَّثَنَا عمرو، قَالَ زياد، عَنْ محمد ابْن إِسْحَاق، قَالَ
: وعظ الله الْمُؤْمِنِينَ وحذرهم، فَقَالَ: {قُلْ إِنْ
كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ} أي " إن كَانَ هَذَا من قولكم حبا
لله وتعظيما لَهُ {فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ
وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ} لما مضى من كفرهم {وَاللهُ
غَفُورٌ رَحِيمٌ} "
قوله جَلَّ وَعَزَّ: {قُلْ أَطِيعُوا اللهَ وَالرَّسُولَ}
365 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا عمرو، قَالَ:
أَخْبَرَنَا زياد، عَنْ محمد بْن إِسْحَاق: {قُلْ أَطِيعُوا
اللهَ وَالرَّسُولَ} " فأنتم تعرفونه وتجدونه فِي كتابكم "
قوله جَلَّ وَعَزَّ: {فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللهَ لا
يُحِبُّ الْكَافِرِينَ}
366 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا عمرو، قَالَ:
أَخْبَرَنَا زياد، عَنْ محمد بْن إِسْحَاق: {فَإِنْ
تَوَلَّوْا} أي " عَلَى كفرهم {فَإِنَّ اللهَ لا يُحِبُّ
الْكَافِرِينَ} "
(1/170)
إِنَّ اللَّهَ
اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ
عَلَى الْعَالَمِينَ (33)
367 - أَخْبَرَنَا علي بْن عَبْد العزيز،
قَالَ: حَدَّثَنَا الأثرم، عَنْ أبي عبيدة: {فَإِنْ
تَوَلَّوْا} ، فِي هَذَا الموضع هُوَ فإن كفروا
قوله جَلَّ وَعَزَّ: {إِنَّ اللهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا}
الآيَةُ
368 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ
الْوَهَّابِ الأَصَمُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ
الْقَاسِمِ، عَنْ قَيْسِ بْنِ الرَّبِيعِ، عَنْ عَاصِمٍ
الأَحْوَلِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: "
إِّنَ اللهَ اصْطَفَى إِبْرَاهِيمَ بِالْخُلَّةَ، وَاصْطَفَى
مُوسَى بِالْكَلامِ، وَاصْطَفَى مُحَمَّدًا بِالرُّؤْيَةِ "
369 - حَدَّثَنَا عَلانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، قَالَ: حَدَّثَنَا
أَبُو صَالِحٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ، عَنْ عَلِيِّ
بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قوله جَلَّ
وَعَزَّ: " {إِنَّ اللهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ
إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ} ، قَالَ:
هُمُ الْمُؤْمِنُونَ مِنْهُمْ آلُ إِبْرَاهِيمُ، وَآلُ
عِمْرَانَ، وَآلُ يَاسِينَ، وَآلُ مُحَمَّدٍ صَلَوَاتُ اللهِ
عَلَيْهِمْ بِقَوْلِ اللهِ سُبْحَانَهُ:
(1/171)
ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا
مِنْ بَعْضٍ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (34) إِذْ قَالَتِ
امْرَأَتُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي
بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنْتَ
السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (35)
{إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ
لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ} وَهُمُ الْمُؤْمِنُونَ "
370 - حَدَّثَنَا النجار قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْد الرزاق،
عَنْ معمر، عَنْ قتادة: {إِنَّ اللهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا
وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ}
قَالَ " ذكر الله أَهْل بيتين صالحين، ورجلين صالحين، ففضلهما
الله عَلَى العالمين، وَكَانَ محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ من آل إِبْرَاهِيم
قوله جَلَّ وَعَزَّ: {ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ
وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ}
371 - حَدَّثَنَا محمد بْن علي الصائغ، قَالَ: حَدَّثَنَا أحمد
بْن شبيب، قَالَ: حَدَّثَنَا يزيد، عَنْ سعيد، عَنْ قتادة، فِي
قوله عَزَّ وَجَلَّ: {ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ
وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} يقول: " فِي النية، والعمل،
والإخلاص، والتوحيد لَهُ "
قوله جَلَّ وَعَزَّ: {إِذْ قَالَتِ امْرَأَةُ عِمْرَانَ}
372 - أَخْبَرَنَا علي بْن عَبْد العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا
الأثرم، عَنْ أبي عبيدة: {إِذْ قَالَتِ امْرَأَةُ عِمْرَانَ} ،
معناها: قالت امرأة عمران
(1/172)
373 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، حَدَّثَنَا
إِسْحَاق، قَالَ: قرأت عَلَى أبي قرة فِي تفسيره، عَنْ ابْن
جريج، قَالَ: أخبرني القاسم، قَالَ: قَالَ عكرمة " اسم أم
مَرْيَمَ حنة
374 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا أحمد بْن
الخليل، قَالَ: حَدَّثَنَا صدقة بْن سابق، قَالَ: قرأت عَلَى
محمد بْن إِسْحَاق، قَالَ " إن زَكَرِيَّا، وعمران تزوجا
أختين، وكانت أم يَحْيَى عِنْد زَكَرِيَّا، وكانت أم مَرْيَمَ
عِنْد عمران، فهلك عمران، وأم مَرْيَمَ حامل بمريم جنين فِي
بطنها قوله عَزَّ وَجَلَّ {رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي
بَطْنِي}
375 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا أحمد بْن
الخليل، قَالَ: حَدَّثَنَا صدقة بْن سابق، قَالَ: قرأت عَلَى
محد بْن إِسْحَاق، قَالَ " كانت أم مَرْيَمَ عِنْد عمران،
فكانت فيما يزعمون قَدْ أمسك عنها الولد حَتَّى أيست، وكانوا
أَهْل بيت مِنَ اللهِ بمكان، فبينا هي فِي ظل شجرة إذ نظرت
إِلَى طائر يطعم فراخا لَهُ، فتحركت نفسها للولد، ودعت الله أن
يهب لها ولدا، فحملت بمريم، وهلك عمران، فَلَمَّا عرفت أن فِي
بطنها جنينا جعلته نذيرة، والنذيرة أن يعبد الله يجعله حبيسا
فِي الكنيسة لا ينتفع بشيء من أمر النَّاس، فَلَمَّا حضرها
الولادة ولدت مَرْيَمَ بنت عمران، فَلَمَّا وضعتها {قَالَتْ
رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنْثَى} إِلَى آخِرِ الآيَةِ
(1/173)
قوله جَلَّ وَعَزَّ: {مُحَرَّرًا
فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ}
376 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ
بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا جَرِيرٌ، عَنْ عَطَاءِ
بْنِ السَّائِبِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ
عَبَّاسٍ، فِي قول الله جَلَّ وَعَزَّ: " {رَبِّ إِنِّي
نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا} ، قَالَ: نَذَرَتْ
أَنْ تَجْعَلَهُ مُحَرَّرًا لِلْعِبَادَةِ "
377 - حَدَّثَنَا علي بْن المبارك، قَالَ: حَدَّثَنَا زيد،
قَالَ: حَدَّثَنَا ابْن ثور، عَنْ ابْن جريج، قَالَ: وأخبرني
القاسم، عَنْ عكرمة مولى ابْن عباس، " إنها لحرة بنت الأحرار،
ولكن محررا للكنيسة يخدمها كنائس، كانوا يعبدون فِيهَا،
ويخدمون فِيهَا التوارة لَيْسَ لَهُمْ عمل إِلا ذَلِكَ
378 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد اللهِ
بْن الجراح، قَالَ: حَدَّثَنَا أبو الأحوص، عَنْ خصيف، عَنْ
مجاهد، فِي قول أم مَرْيَمَ: {رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا
فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا} قَالَ " جعلته محررا للعبادة للمسجد
لم تجعل للدنيا فِيهِ شيئا
(1/174)
379 - حَدَّثَنَا علي بْن عَبْد العزيز،
قَالَ: حَدَّثَنَا أبو يَحْيَى بْن المقرئ، قَالَ: حَدَّثَنَا
مَرْوَان، عَنْ جويبر، عَنْ الضحاك: {رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ
لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا} " وكانت المرأة فِي زمان بني
إِسْرَائِيل إذا ولدت غلاما أرضعته وربته حَتَّى إذا أطاق
الخدمة دفعته إِلَى الذين يدرسون الكتب، فقالت: هَذَا محرر
لَكُمْ يخدمكم
380 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْن أبي عمر،
قَالَ: حَدَّثَنَا سفيان، فِي قوله عَزَّ وَجَلَّ: "
{مُحَرَّرًا} ، قَالَ: يخدم الكنيسة سنة "
381 - حَدَّثَنَا علي بْن عَبْد العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا
أحمد بْن محمد، قَالَ: حَدَّثَنَا إبراهيم بْن سعد، عَنْ محمد
بْن إِسْحَاق: {مُحَرَّرًا} " جعلته عتيقا، تعبده لله لا ينتفع
بِهِ لشيء من الدنيا
382 - حَدَّثَنَا علي بْن عَبْد العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا
الأثرم، عَنْ أبي عبيدة: {مُحَرَّرًا} ، أي: عتيقا أعتقته
وحررته واحد وَقَالَ الشعبي: {رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا
فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا} قَالَ: " جعلها معه فِي الكنيسة،
وفرغها للعبادة
(1/175)
فَلَمَّا وَضَعَتْهَا
قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنْثَى وَاللَّهُ أَعْلَمُ
بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَى وَإِنِّي
سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ
وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ (36)
قوله جَلَّ وَعَزَّ: {فَلَمَّا وَضَعَتْهَا
قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنْثَى}
383 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا محمد بْن
عَبْد الهادي، قَالَ: حَدَّثَنَا يونس بْن محمد، قَالَ:
حَدَّثَنَا الحكم بْن الصلت، قَالَ: سألت شرحبيل أبا سعد عَنْ
قوله جل وعز: {إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي
مُحَرَّرًا} " إِنَّمَا كانوا يحررون الغلمان، فقالت: {رَبِّ
إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا} ولم تقل: إن
كَانَ غلاما {فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي
وَضَعْتُهَا أُنْثَى} أي: تعتذر بذلك
384 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا الحسن بْن
محمد الزعفراني، قَالَ: حَدَّثَنَا حجاج، عَنْ ابْن جريج،
قَالَ: أخبرني القاسم بْن أبي بزة، عَنْ عكرمة: {فَلَمَّا
وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنْثَى} قَالَ
" لَيْسَ فِي الكنيسة إِلا الرجال، وَلا ينبغي للمرأة أن تكون
مع الرجال أمها تقوله، فذلك الَّذِي منعها أن تجعلها فِي
الكنيسة، وتنفذ نذرها فِي الكنيسة
قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالأُنْثَى}
385 - حَدَّثَنَا محمد بْن علي الصائغ، قَالَ: حَدَّثَنَا أحمد
بْن شبيب، قَالَ: حَدَّثَنَا يزيد، عَنْ سعيد، عَنْ قتادة:
{وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالأُنْثَى} قَالَ "
(1/176)
كانت امرأة عمران حررت لله مَا فِي بطنها،
وكانوا إِنَّمَا يحررون الذكور، فَكَانَ المحرر إذا حرر جَعَلَ
فِي الكنيسة لا يبرحها يقوم عليها ويكنسها، وكانت المرأة لا
تستطيع أن تصنع ذَلِكَ لما يصيبها من الحيض والأذى، فعند
ذَلِكَ قالت: {وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالأُنْثَى} " وَقَالَ
الضحاك: أي: لَيْسَ يصلح أن يخدم الجواري الأحبار فربتها
قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ}
386 - حَدَّثَنَا أَبُو مَيْسَرَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ حَسَّابٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا
عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ
الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي
هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا مِنْ مَوْلُودٍ إِلا مَسَّهُ
الشَّيْطَانُ، فَيَسْتَهِلُّ صَارِخًا مِنْ مَسِّهِ، إِلا
مَرْيَمَ بِنْتَ عِمْرَانَ وَابْنَهَا، ثُمَّ قَالَ: إِنْ
شِئْتُمْ قَرَأْتُمْ: {وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ
وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ} "
387 - حَدَّثَنَا النجار، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْد الرزاق،
عَنْ المنذر بْن النعمان الأفطس، أَنَّهُ سمع وهب بْن منبه،
يقول: " لما ولد عِيسَى أتت الشياطين إبليس، فقالت: أصبحت
الأصنام قَدْ نكست رؤوسها، فَقَالَ: هَذَا حدث، مكانكم، فطار
حَتَّى جَاءَ خافقي الأرض فلم يجد شيئا، ثُمَّ جَاءَ البحار
فلم يقدر عَلَى شَيْء، ثُمَّ طار أيضا فوجد عِيسَى قَدْ ولد
عِنْد مذود حمار، وإذا
(1/177)
فَتَقَبَّلَهَا
رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنْبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا
وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا
الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِنْدَهَا رِزْقًا قَالَ يَا مَرْيَمُ
أَنَّى لَكِ هَذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ
اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ (37)
الملائكة قَدْ حفت حوله، فرجع إليهم،
فَقَالَ: إن نبيا قَدْ ولد البارحة مَا حملت أنثى قط، وَلا
وضعت إِلا وأنا بحضرتها، إِلا هَذَا فأيسوا أن تعبد الأصنام
بعد هَذِهِ الليلة، ولكن ائتوا بني آدم من قبل الخفة والعجلة "
وَقَالَ قتادة: ذكر لَنَا أن عِيسَى كَانَ يمشي عَلَى البحر
كَمَا يمشي عَلَى البر مِمَّا اعطاه الله من اليقين والإخلاص
قوله جَلَّ وَعَزَّ: {فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ
حَسَنٍ}
388 - حَدَّثَنَا علي بْن المبارك، قَالَ: حَدَّثَنَا زيد،
قَالَ: حَدَّثَنَا ابْن ثور، عَنْ ابْن جريج، فِي قوله عَزَّ
وَجَلَّ: {فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ} قَالَ "
تقبل من أمها مَا أرادت بِهَا للكنيسة فأجرها فِيهِ
389 - حَدَّثَنَا علي، عَنْ أبي عبيد، قَالَ: أخبرني اليزيدي،
عَنْ أبي عمرو بْن العلاء، قَالَ " لم أسمع العرب تضم القاف
فِي " قبول "، وَكَانَ القياس الضم لأنه مصدر مثل دخول، وخروج،
قَالَ: ولم أسمع بحرف آخر يشبهه فِي كَلام العرب " قَالَ أبو
عبيد: وقَدِ اجتمعت القراء عَلَيْهِ بالفتح لا أعلمه اختلفوا
فِيهِ
(1/178)
قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَأَنْبَتَهَا
نَبَاتًا حَسَنًا}
390 - حَدَّثَنَا علي بْن المبارك، قَالَ: حَدَّثَنَا زيد،
قَالَ: حَدَّثَنَا ابْن ثور، عَنْ ابْن جريج، فِي قوله عَزَّ
وَجَلَّ: {وَأَنْبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا} قَالَ " إن نبتت
لفي غذاء الله قوله جَلَّ وَعَزَّ {وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا}
391 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ،
قَالَ: أَخْبَرَنَا جَرِيرٌ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ،
عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: "
نَذَرْتُ أَنْ يَجْعَلَهَا مُحَرَّرًا فِي الْمَسْجِدِ
لِلْعِبَادَةِ، فَكَانَ زَكَرِيَّا يَدْخُلُ عَلَيْهَا
الْمِحْرَابَ "
392 - حَدَّثَنَا علي، عَنْ أبي عبيد، عَنْ الكسائي، وغيره،
فِي قوله عَزَّ وَجَلَّ {وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا} " من قرأها
بالتشديد أراد كفلها الله زَكَرِيَّا، أي: ضمها إِلَيْهِ،
وبالتشديد قرأها الكسائي، ومن خفف {وَكَفَّلَهَا} جَعَلَ الكفل
لزكريا "
(1/179)
قَالَ أبو عبيد: " وهذه قراءة أَهْل
المدينة، وكذلك قرأها أبو عمرو "
393 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا الزعفراني،
قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد الوهاب، عَنْ سعيد، عَنْ قتادة:
{وَكَفَّلَهَا} خفيفة {زَكَرِيَّا} بمدة، يقول: " ضمها
إِلَيْهِ فَكَانَ زوج أختها
394 - حَدَّثَنَا علي بْن المبارك، قَالَ: حَدَّثَنَا زيد،
قَالَ: حَدَّثَنَا ابْن ثور، عَنْ ابْن جريج، عَنْ مجاهد فِي
قوله: {وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا} قَالَ " سهمهم بقلمه
395 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ:
حَدَّثَنَا أحمد بْن الخليل، قَالَ: حَدَّثَنَا صدقة بْن سابق،
قَالَ: قرأت عَلَى محمد بْن إِسْحَاق، قَالَ: ووليها
زَكَرِيَّا بعد هلاك أمها، فضمها إِلَى خالتها أم يَحْيَى،
فكانت معهم حَتَّى إذا بلغت أدخلوها الكنيسة لنذر أمها الَّذِي
نذرت، فجعلت تنبت وتزيد، وجعلت الملائكة وهي مقبلة ومدبرة،
يقولون: يَا مَرْيَمَ، يَا مَرْيَمَ، يَا مَرْيَمَ اقنتي لربك
واسجدي واركعي مع الراكعين، قَالَ: فيسمع ذَلِكَ زَكَرِيَّا،
فيقول: إن لبنت عمران لشأنا،
(1/180)
ثُمَّ أصاب بني إِسْرَائِيل أزمة، وهي
عَلَى ذَلِكَ من حالها حَتَّى ضعف زَكَرِيَّا عَنْ حملها، فخرج
إِلَى بني إِسْرَائِيل، فشكا ذَلِكَ إليهم، فَقَالُوا: ونحن
عَلَى مثل حالك حَتَّى تقارعوا عليها بالأقلام، فخرج السهم
عَلَى رَجُل من بني إِسْرَائِيل يقال لَهُ: جريج، قَالَ: فعرفت
مَرْيَمَ فِي وجهه شدة المؤونة، فقالت لَهُ: أحسن الظن بالله،
فإنه سيرزقنا، فَجَعَلَ جريج يرزق بمكانها
قوله جَلَّ وَعَزَّ: {كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا
الْمِحْرَابَ}
396 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاق بْن
إبراهيم، قَالَ: أَخْبَرَنَا عمرو، عَنْ أسباط، عَنْ السدي:
{زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ} " المحراب: المصلى
397 - أَخْبَرَنَا علي بْن عَبْد العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا
الأثرم، عَنْ أبي عبيدة: {زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ} ، المحراب:
سيد المجالس ومقدمها وأشرفها، وكذلك هُوَ من المساجد "
قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَجَدَ عِنْدَهَا رِزْقًا}
398 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ،
قَالَ: أَخْبَرَنَا جَرِيرٌ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ،
عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: "
كَانَ زَكَرِيَّا [ص:182] يَدْخُلُ عَلْيَهَا الْمِحْرَابَ،
فَوَجَدَ عِنْدَهَا عِنَبًا فِي مِكْتَلٍ فِي غَيْرِ حِينِهِ،
فَقَالَ: يَا مَرْيَمُ، أَنَّى لَكِ هَذَا؟ قَالَ: فَقَالَتْ:
هُوَ مِنْ عِنْدِ اللهِ، إِنَّ
اللهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ "
399 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاق بْن
إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عمرو، عَنْ أسباط، عَنْ
السدي، قَالَ " كَانَ زَكَرِيَّا
(1/181)
يدخل عليها فيجد عندها كُلّ شَيْء فِي غير
حينه فاكهة الصيف فِي الشتاء والشتاء فِي الصيف، فلو كَانَ
كُلّ شَيْء يجده فِي حينه لاتهمها، وَقَالَ: لعل إنسانا يأتيها
بِهِ، فسألها عَنْ ذَلِكَ، قَالَ: {أَنَّى لَكِ هَذَا} يَا
مَرْيَمَ {قَالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللهِ إِنَّ اللهَ
يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ} فذلك قول الله عَزَّ
وَجَلَّ {كُلَّمَا دَخَلَ
عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِنْدَهَا رِزْقًا}
400 - حَدَّثَنَا علي بْن المبارك، قَالَ: حَدَّثَنَا زيد،
قَالَ: حَدَّثَنَا ابْن ثور، عَنْ ابْن جريج، عَنْ مجاهد:
{وَجَدَ عِنْدَهَا رِزْقًا} قَالَ " عنبا وجده زَكَرِيَّا
عِنْد مَرْيَمَ فِي غير زمانه
(1/182)
قوله جَلَّ وَعَزَّ: {قَالَ يَا مَرْيَمُ
أَنَّى لَكِ هَذَا}
401 - أَخْبَرَنَا علي بْن عَبْد العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا
الأثرم، عَنْ أبي عبيدة: {أَنَّى لَكِ هَذَا} ، أي: من أين لك
هَذَا قَالَ الكميت: أنى ومن أين لك الطرب من حيث لا صبوة وَلا
ريب
قوله جَلَّ وَعَزَّ: {قَالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللهِ إِنَّ
اللهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ}
402 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ الطَّحَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا
أَبُو صَالِحٍ كَاتِبُ اللَّيْثِ، قَالَ: حَدَّثَنِي
الْهِقْلُ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي
رَبَاحٍ، قَالَ: سَأَلْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ، فِي تَفْسِيرِ
هَذِهِ الآيَةِ: " {إِنَّ اللهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ
بِغَيْرِ حِسَابٍ} ، قَالَ: تَفْسِيرُهَا لَيْسَ عَلَى اللهِِ
رَقِيبٌ، وَلا مَنْ يُحَاسِبُهُ "
قوله جَلَّ وَعَزَّ: {هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ}
403 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ،
قَالَ: أَخْبَرَنَا جَرِيرٌ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ،
عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، " وَذَكَرَ
مَرْيَمَ، قَالَ: قَالَ زَكَرِيَّا: إِنَّ اللهَ رَزَقَكِ
الْعِنَبَ فِي غَيْرِ حِينِهِ، قَادِرٌ عَلَى أَنْ يَرْزُقَنِي
مِنَ الْعُقْرِ الْكَبِيرِ الْعَقِيمِ وَلَدًا، فَعِنْدَ
ذَلِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ "
(1/183)
فَنَادَتْهُ
الْمَلَائِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ
أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَى مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ
مِنَ اللَّهِ وَسَيِّدًا وَحَصُورًا وَنَبِيًّا مِنَ
الصَّالِحِينَ (39)
404 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ:
حَدَّثَنَا إِسْحَاق بْن إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا
عمرو، عَنْ أسباط، عَنْ السدي: {إِنَّ اللهَ يَرْزُقُ مَنْ
يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا} قَالَ "
قَالَ زَكَرِيَّا فِي نفسه إن ربا رزق هَذِهِ فاكهة الشتاء فِي
الصيف، وفاكهة الصيف فِي الشتاء لقادر أن يهب لي ولدا، فخرج
إِلَى المحراب، فصلى فِيهِ ونادى ربه نداء خفيا، قَالَ: خفيا
من أصحابه، والمحراب المصلى: هب لي من لدنك وليا "
405 - حَدَّثَنَا محمد بْن علي الصائغ، قَالَ: حَدَّثَنَا أحمد
بْن شبيب، قَالَ: حَدَّثَنَا يزيد، عَنْ سعيد، عَنْ قتادة:
{وَجَدَ عِنْدَهَا رِزْقًا} الآيَة قَالَ " فعجب من ذَلِكَ
زَكَرِيَّا، قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ {هُنَالِكَ دَعَا
زَكَرِيَّا رَبَّهُ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ
ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً}
قوله جَلَّ وَعَزَّ: {فَنَادَتْهُ الْمَلائِكَةُ}
406 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ
رَافِعٍ، عَنْ هُشَيْمٍ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ،
عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: " ذَكَرُوا الْمَلائِكَةَ "
407 - حَدَّثَنَا علي، عَنْ أبي عبيدة، عَنْ الكسائي، فِي
قوله: {فَنَادَتْهُ الْمَلائِكَةُ} " بالياء هكذا قرأه
الكسائي، وكذلك روى عَنْ عَبْد اللهِ "
(1/184)
قَالَ أبو عبيد: حَدَّثَنَا جرير، عَنْ
مغيرة، عَنْ إِبْرَاهِيم، قَالَ " كَانَ عَبْد اللهِ يذكر
الملائكة فِي الْقُرْآن
قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي
الْمِحْرَابِ}
408 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا هارون بْن
عَبْد اللهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا سيار، قَالَ: حَدَّثَنَا جعفر،
قَالَ: سمعت ثابتا، يقول: " الصَّلاة خدمة الله فِي الأرض، ولو
علم الله شيئا أفضل من الصَّلاة مَا قَالَ: {فَنَادَتْهُ
الْمَلائِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي} "
409 - حَدَّثَنَا علي بْن عَبْد العزيز، عَنْ أبي عبيد، عَنْ
أبي عبيدة، قَالَ: المحراب سيد المجالس وأشرفها، وأكرمها،
وكذلك هُوَ من المساجد
(1/185)
قوله جَلَّ وَعَزَّ: {أَنَّ اللهَ
يُبَشِّرُكَ}
410 - حَدَّثَنَا محمد بْن علي الصائغ، قَالَ: حَدَّثَنَا أحمد
بْن شبيب، قَالَ: حَدَّثَنَا يزيد، عَنْ سعيد، عَنْ قتادة،
قَالَ " إن الملائكة شافهته بذلك مشافهة، وبشرته بيحيى
411 - أَخْبَرَنَا علي بْن عَبْد العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا
الأثرم، عَنْ أبي عبيدة، يبشرك ويبشرك واحد "
قوله جَلَّ وَعَزَّ: {بِيَحْيَى}
412 - حَدَّثَنَا محمد بْن علي، قَالَ: حَدَّثَنَا أحمد بْن
شبيب، قَالَ: حَدَّثَنَا يزيد بْن زريع، قَالَ: حَدَّثَنَا
سعيد، عَنْ قتادة، قوله جَلَّ وَعَزَّ: {أَنَّ اللهَ
يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَى} يقول: " عَبْد أحياه الله بالإيمان
413 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، عَنْ إِسْحَاق، عَنْ عمرو، عَنْ
أسباط، عَنْ السدي: {يَحْيَى لَمْ نَجْعَلْ لَهُ مِنْ قَبْلُ
سَمِيًّا} قَالَ " لم يسمها أحد قبله
(1/186)
414 - حَدَّثَنَا علي بْن المبارك، قَالَ:
حَدَّثَنَا زيد، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْن ثور، عَنْ ابْن جريج:
فنادته الملائكة أن الله يبشرك بيحيى بالحمل بِهِ
قوله جَلَّ وَعَزَّ: {مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِنَ اللهِ}
415 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ
بْنُ يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ، عَنْ
إِسْرَائِيلَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سِمَاكُ بْنُ حَرْبٍ، عَنْ
عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فِي قوله: " {مُصَدِّقًا
بِكَلِمَةٍ مِنَ اللهِ} ، قَالَ: عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هُوَ الْكَلِمَةُ "
416 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا أحمد بْن
سعيد، قَالَ: حَدَّثَنَا وهب بْن جرير، قَالَ: حَدَّثَنَا أبي،
عَنْ علي بْن الحكم، عَنْ الضحاك، وأما قوله جَلَّ وَعَزَّ فِي
يَحْيَى: {مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِنَ اللهِ} " مصدق بعِيسَى،
وَكَانَ يَحْيَى أَوْ من صدق بعِيسَى، وشهد أَنَّهُ كلمة مِنَ
اللهِ، وَكَانَ يَحْيَى بْن خالة عِيسَى، وَكَانَ اكبر من
عِيسَى
417 - حَدَّثَنَا محمد بْن علي الصائغ، قَالَ: حَدَّثَنَا أحمد
بْن شبيب، قَالَ: حَدَّثَنَا يزيد، عَنْ سعيد، عَنْ قتادة:
{مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِنَ اللهِ} يقول: " مصدقا بعِيسَى
ابْن مَرْيَمَ عَلَى منهاجه
(1/187)
418 - أَخْبَرَنَا علي بْن عَبْد العزيز،
قَالَ: حَدَّثَنَا الأثرم، عَنْ أبي عبيدة: {بِكَلِمَةٍ مِنَ
اللهِ} ، أي: بكتاب مِنَ اللهِ تقول العرب للرجل: أنشدني كلمة
كذا أي قصيدة فلان إن طالت
قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَسَيِّدًا}
419 - حَدَّثَنَا موسى بْن هارون، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى
الحماني، قَالَ: حَدَّثَنَا شريك، عَنْ سالم، عَنْ سعيد:
{وَسَيِّدًا} قَالَ " السيد التقي
420 - حَدَّثَنَا محمد بْن علي الصائغ، قَالَ: حَدَّثَنَا أحمد
بْن شبيب، قَالَ: حَدَّثَنَا يزيد، عَنْ سعيد، عَنْ قتادة:
{وَسَيِّدًا} أي " والله لسيد فِي العبادة والحلم والعلم
421 - حَدَّثَنَا علي بْن الحسن، قَالَ: حَدَّثَنَا العدني،
عَنْ سفيان، عَنْ جويبر، عَنْ الضحاك، قوله جَلَّ وَعَزَّ:
{وَسَيِّدًا} " حليما تقيا
(1/188)
422 - حَدَّثَنَا موسى بْن هارون، قَالَ:
حَدَّثَنَا يَحْيَى الحماني، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْن المبارك،
عَنْ أبي بكر الهذلي، عَنْ عكرمة: {وَسَيِّدًا} قَالَ " السيد
الَّذِي لا يغلبه غضبه
423 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا عباس بْن
محمد، قَالَ: حَدَّثَنَا شهاب بْن عباد، قَالَ: حَدَّثَنَا
ابْن المبارك، عَنْ إسماعيل بْن عَبْد الملك، عَنْ سعيد بْن
جبير، فِي قوله عَزَّ وَجَلَّ: {وَسَيِّدًا} قَالَ " السيد
الَّذِي يملك غضبه
424 - حَدَّثَنَا موسى، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، قَالَ:
حَدَّثَنَا يعقوب، عَنْ جعفر، عَنْ سعيد، قَالَ " السيد الحليم
"، وكذلك قَالَ الربيع بْن أنس
425 - حَدَّثَنَا موسى، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد الأعلى،
قَالَ: حَدَّثَنَا مسلم، عَنْ ابْن أبي نجيح، عَنْ مجاهد، فِي
قوله عَزَّ
وَجَلَّ: {وَسَيِّدًا} قَالَ " كريم عَلَى اللهِ
(1/189)
قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَحَصُورًا
وَنَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ}
426 - حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ هَارُونَ، قَالَ: حَدَّثَنَا
يَحْيَى الْحِمَّانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ
شُعَيْبٍ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرٍّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ،
قَالَ: " هُوَ الْعِنِّينُ: حَصُورًا "
427 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ:
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ:
حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ شَابُورَ، عَنْ عَطِيَّةَ، عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ: " {وَحَصُورًا} ، قَالَ: الْحَصُورُ الَّذِي
لا يَأْتِي النِّسَاءَ " وممن قَالَ: إنه الَّذِي لا يأتي
النِّسَاء سعيد بْن جبير، ومجاهد، وقتاة، والضحاك، والفراء
428 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ،
قَالَ: أَخْبَرَنَا جَرِيرٌ، عَنْ قَابُوسَ، عَنْ أَبِيهِ،
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّهُ قَالَ " فِي الْحَصُورِ: الَّذِي
لا يُنْزِلُ الْمَاءَ "
(1/190)
429 - حَدَّثَنَا أبو أحمد محمد بْن عَبْد
الوهاب، قَالَ: حَدَّثَنَا عبيد الله وَهُوَ ابْن موسى العبسي،
قَالَ: أَخْبَرَنَا أبو جعفر عَنْ الربيع بْن أنس، فِي قوله
عَزَّ وَجَلَّ: {وَحَصُورًا} قَالَ " الحصور الَّذِي لا يولد
لَهُ
430 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ دَاوُدَ السِّمْنَانِيُّ،
قَالَ: حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا
عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ
سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ
عَمْرٍو، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ: " مَا مِنْ عَبْدٍ يَلْقَى اللهَ، إِلا ذَا ذَنْبٍ
إِلا يَحْيَى بْنَ زَكَرِيَّا، فإِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ،
يَقُولُ: {وَسَيِّدًا وَحَصُورًا} ، قَالَ: وَإِنَّمَا كَانَ
ذَكَرُهُ مِثْلُ هُدْبَةِ الثَّوْبِ وَأَشَاَرَ بِأُنْمُلَةٍ،
وَذُبِحَ ذَبْحًا "
431 - حَدَّثَنَا علي بْن عَبْد العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا
يَحْيَى بْن سعيد القطان، عَنْ يَحْيَى بْن سعيد الأنصاري،
عَنْ سعيد بْن المسيب، أَنَّهُ قرأ: {وَسَيِّدًا وَحَصُورًا}
فأخذ شيئا من الأرض، فَقَالَ: " الحصور الَّذِي معه مثل هَذَا
"
432 - أَخْبَرَنَا علي بْن عَبْد العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا
الأثرم، عَنْ أبي عبيدة: {وَحَصُورًا} ، الحصور لَهُ غير موضع،
والأصل واحد، وَالَّذِي لا يأتي النِّسَاء، وَهُوَ الَّذِي لا
يولد لَهُ، وَالَّذِي يكون مع الندامى فلا يخرج شيئا
(1/191)
قَالَ رَبِّ أَنَّى
يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَقَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ وَامْرَأَتِي
عَاقِرٌ قَالَ كَذَلِكَ اللَّهُ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ (40)
433 - حَدَّثَنَا علي، عَنْ أبي عبيد، عَنِ
الفراء، قَالَ: هُوَ الَّذِي لا يقرب النِّسَاء، قَالَ: ويقال:
مِنْهُ حصرت أحصر إذا امتنع من ذَلِكَ قَالَ أبو عبيد: " وَلا
أحسب الحصر فِي القراءة، إِلا من هَذَا، لأنه يمتنع مِنْهَا،
وَلا يقدر عليها كَمَا لا يقدر هَذَا عَلَى النكاح
قوله جَلَّ وَعَزَّ: {قَالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلامٌ
وَقَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ}
434 - أَخْبَرَنَا علي بْن عَبْد العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا
الأثرم، عَنْ أبي عبيدة: {وَقَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ} ، أي:
بلغت الكبر، والعرب تصنع مثل هَذَا تقول: هَذَا القميص لا
يقطعني
قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَامْرَأَتِي عَاقِرٌ} الآيَة
435 - أَخْبَرَنَا علي بْن عَبْد العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا
الأثرم، عَنْ أبي عبيدة: {وَامْرَأَتِي عَاقِرٌ} ، العاقر
الَّتِي لا تلد، والرجل العاقر الَّذِي لا يلد قَالَ عامر بْن
الطفيل: " لبئس الفتى إن كنت أعور عاقرا جبانا فما عذري لدى
كُلّ محضر
(1/192)
قَالَ رَبِّ اجْعَلْ
لِي آيَةً قَالَ آيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلَاثَةَ
أَيَّامٍ إِلَّا رَمْزًا وَاذْكُرْ رَبَّكَ كَثِيرًا وَسَبِّحْ
بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ (41)
قوله جَلَّ وَعَزَّ: {قَالَ رَبِّ اجْعَلْ
لِي آيَةً}
436 - حَدَّثَنَا علي بْن المبارك، قَالَ: حَدَّثَنَا زيد،
قَالَ: حَدَّثَنَا ابْن ثور، عَنْ ابْن جريج: {رَبِّ اجْعَلْ
لِي آيَةً} " بالحمل بِهِ "
قوله جَلَّ وَعَزَّ: {قَالَ آيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ
ثَلاثَةَ أَيَّامٍ}
437 - حَدَّثَنَا محمد بْن علي الصائغ، قَالَ: حَدَّثَنَا أحمد
بْن شبيب، قَالَ: حَدَّثَنَا يزيد، عَنْ سعيد، عَنْ قتادة:
{قَالَ آيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ}
قَالَ " إِنَّمَا عوقب بذلك، لأن الملائكة شافهته بذلك مشافهة،
فبشرته بيحيى، فسأل الآيَة بعد كَلام الملائكة إياه، فأخذ
عَلَيْهِ بلسانه
438 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاق،
قَالَ: أَخْبَرَنَا عمرو، عَنْ أسباط، عَنْ السدي:
{فَنَادَتْهُ الْمَلائِكَةُ} الآيَة قَالَ " فجاء الشيطان
إِلَى زَكَرِيَّا فَقَالَ: هَذَا النداء الَّذِي نوديت لَيْسَ
مِنَ اللهِ، إِنَّمَا هُوَ من الشيطان سخر بك لو كَانَ مَا
الله أوحاه إِلَيْكَ مَا كَانَ يوحي إِلَيْكَ، فَقَالَ عِنْد
ذَلِكَ: {رَبِّ اجْعَلْ لِي آيَةً} حَتَّى أعلم أن هَذَا
النداء منك، فَقَالَ لَهُ: {قَالَ آيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ
النَّاسَ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ إِلا رَمْزًا} " قَالَ ابْن جريج:
" آيتك أن لا تكلم النَّاس ثلاثة أيام تمسك عَلَى فيك
(1/193)
قوله جَلَّ وَعَزَّ: {إِلا رَمْزًا}
439 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاق،
قَالَ: أَخْبَرَنَا روح، قَالَ: حَدَّثَنَا شبل، عَنْ ابْن أبي
نجيح، عَنْ مجاهد قوله: {إِلا رَمْزًا} " يومئه إيماء بشفتيه
440 - حَدَّثَنَا موسى، قَالَ: حَدَّثَنَا أبو الأشعث، قَالَ:
حَدَّثَنَا عثام بْن علي، قَالَ: حَدَّثَنَا النضر بْن عدي،
عَنْ عكرمة، فِي قوله جَلَّ وَعَزَّ: {إِلا رَمْزًا} قَالَ "
حرك شفته
441 - أَخْبَرَنَا علي بْن عَبْد العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا
الأثرم، عَنْ أبي عبيدة، قوله جَلَّ وَعَزَّ: {إِلا رَمْزًا} ،
الرمز باللسان من غير أن يبين ويخفض بالصوت مثل الهمس
442 - حَدَّثَنَا موسى بْن هارون، قَالَ: حَدَّثَنَا محمد بْن
بكار، قَالَ: حَدَّثَنَا أبو معشر، عَنْ محمد بْن كعب، أَنَّهُ
قَالَ: {إِلا رَمْزًا} قَالَ: " الإشارة "، وكذلك قَالَ الضحاك
443 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاق،
قَالَ: أَخْبَرَنَا محمد بْن سلمة، عَنْ خصيف {إِلا رَمْزًا}
قَالَ " إشارة بالشفتين، والحاجبين
(1/194)
444 - حَدَّثَنَا موسى بْن هارون، قَالَ:
حَدَّثَنَا هدبة، قَالَ: حَدَّثَنَا سلام بْن أبي مطيع، عَنْ
قتادة، قوله جَلَّ وَعَزَّ: {آيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ
النَّاسَ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ إِلا رَمْزًا} قَالَ " إيماء
قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَاذْكُرْ رَبَّكَ كَثِيرًا}
445 - حَدَّثَنَا موسى، قَالَ: حَدَّثَنَا محمد بْن بكار،
قَالَ: حَدَّثَنَا أبو معشر، عَنْ محمد بْن كعب، أَنَّهُ
قَالَ: " لو رخص لأحد فِي ترك الذكر لزكريا حين قَالَ:
{آيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ إِلا
رَمْزًا} قَالَ: الإشارة، قَالَ: {وَاذْكُرْ رَبَّكَ كَثِيرًا}
قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَسَبِّحْ بِالْعَشِيِّ وَالإِبْكَارِ}
446 - حَدَّثَنَا موسى، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد الأعلى،
قَالَ: حَدَّثَنَا مسلم، عَنْ ابْن أبي نجيح، عَنْ مجاهد فِي
قوله: {وَسَبِّحْ بِالْعَشِيِّ وَالإِبْكَارِ} قَالَ " الإبكار
أول الفجر، والعشي ميل الشمس إِلَى أن تغيب "
447 - أَخْبَرَنَا علي بْن عَبْد العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا
الأثرم، عَنْ أبي عبيدة، الإبكار مصدر من قَالَ أبكرت،
وأكثرهما بكر يبكر وباكر
(1/195)
وَإِذْ قَالَتِ
الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ
وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ (42)
قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَإِذْ قَالَتِ
الْمَلائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللهَ اصْطَفَاكِ
وَطَهَّرَكِ}
448 - حَدَّثَنَا علي بْن المبارك، قَالَ: حَدَّثَنَا زيد،
قَالَ: حَدَّثَنَا ابْن ثور، عَنْ ابْن جريج، قوله جَلَّ
وَعَزَّ: {وَطَهَّرَكِ} قَالَ " جعلك طيبة إيمانا
449 - أَخْبَرَنَا علي بْن عَبْد العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا
الأثرم، عَنْ أبي عبيدة: {وَإِذْ قَالَتِ الْمَلائِكَةُ} ، مثل
قالت الملائكة
قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ
الْعَالَمِينَ}
450 - حَدَّثَنَا النَّجَّارُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ
الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ،
عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ، قَالَ: " حَسْبُكَ مِنْ نِسَاءِ الْعَالِمِينَ
مَرْيَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ، وَآسِيَةُ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ،
وَخَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ، وَفَاطِمَةُ بِنْتُ مُحَمَّدٍ
"
(1/196)
يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي
لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ (43)
451 - حَدَّثَنَا النَّجَّارُ، قَالَ:
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ،
عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيِّبِ، فِي قوله: {يَا
مَرْيَمُ إِنَّ اللهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ
عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ} قَالَ: كَانَ أبو هريرة يحدث أن
النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " خَيْرُ
نِسَاءٍ رَكِبْنَ الإِبِلَ صَالِحُ نِسَاءِ قُرَيْشٍ،
أَحْنَاهُ عَلَى وَلَدٍ فِي صِغَرِهِ، وَأَرْعَاهُ لِزَوْجٍ
ذَاتِ يَدِهِ "، قَالَ أبو هريرة: وَلَمْ تَرْكَبْ مَرْيَمُ
بَعِيرًا قَطُّ
قوله جَلَّ وَعَزَّ: {يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ
وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ}
452 - حَدَّثَنَا علي بْن الحسن، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد
اللهِ العدني، عَنْ سفيان، عَنْ ابْن أبي ليلى، عَنْ الحكم،
عَنْ مجاهد، فِي قوله: {يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ}
قَالَ " أطيلي الركوع
453 - حَدَّثَنَا علي، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد اللهِ، عَنْ
سفيان، عَنْ ليث، عَنْ مجاهد، قَالَ " كانت تصلي حَتَّى تورم
قدماها
(1/197)
ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ
الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ
يُلْقُونَ أَقْلَامَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَمَا
كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ (44)
454 - حَدَّثَنَا علي النجار، قَالَ:
أَخْبَرَنَا عَبْد الرزاق، عَنْ معمر، عَنْ قتادة، فِي قوله
عَزَّ وَجَلَّ: {يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ} قَالَ "
أطيعي ربك
قوله جَلَّ وَعَزَّ: {ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ
نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ}
455 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا عمرو، قَالَ:
أَخْبَرَنَا زياد، عَنْ محمد بْن إِسْحَاق {وَمَا كُنْتَ
لَدَيْهِمْ} أي " مَا كنت معهم
456 - أَخْبَرَنَا علي بْن عَبْد العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا
الأثرم، عَنْ أبي عبيدة: {وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ} ، أي:
عندهم
قوله جَلَّ وَعَزَّ: {إِذْ يُلْقُونَ أَقْلامَهُمْ أَيُّهُمْ
يَكْفُلُ مَرْيَمَ}
457 - حَدَّثَنَا علي بْن المبارك، قَالَ: حَدَّثَنَا زيد،
قَالَ: حَدَّثَنَا ابْن ثور، عَنْ ابْن جريج، عَنْ مجاهد:
{إِذْ يُلْقُونَ أَقْلامَهُمْ} قَالَ " زَكَرِيَّا وأصحابه
استهموا بأقلامهم عَلَى مَرْيَمَ حين دخلت فسهمهم بقلمه
زَكَرِيَّا "
(1/198)
458 - حَدَّثَنَا محمد بْن علي الصائغ،
قَالَ: حَدَّثَنَا أحمد بْن شبيب، قَالَ: حَدَّثَنَا يزيد بْن
زريع، عَنْ سعيد، عَنْ قتادة، قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَمَا
كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُونَ أَقْلامَهُمْ أَيُّهُمْ
يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ
يَخْتَصِمُونَ} " كانت مَرْيَمَ ابنة إمامهم، وسيدهم، فتشاجر
بنو إِسْرَائِيل فاقترعوا فِيهَا بسهامهم أيهم يكلفها فقرعهم
زَكَرِيَّا، فكفلها زكرا، يقول ضمها إِلَيْهِ
459 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْن أبي عمر،
قَالَ: حَدَّثَنَا سفيان، قَالَ: " ألقوا أقلامهم الَّتِي
كانوا يكتبون بِهَا الوحي، فاستهموا بالأقلام فخرج سهم
زَكَرِيَّا "
460 - حَدَّثَنَا علي بْن المبارك، قَالَ: حَدَّثَنَا زيد،
قَالَ: حَدَّثَنَا ابْن ثور، عَنْ ابْن جريج: {يُلْقُونَ
أَقْلامَهُمْ} قَالَ " كَانَ عطاء يقول بقداحهم " وَقَالَ ابْن
جريج: كَانَ غير عطاء يقول: " أقلامهم الَّتِي يكتبون بِهَا
التوارة
461 - حَدَّثَنَا علي بْن عَبْد العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا
الأثرم، عَنْ أبي عبيدة: {يُلْقُونَ أَقْلامَهُمْ} ، قداحهم
(1/199)
قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَمَا كُنْتَ
لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ إِذْ قَالَتِ الْمَلائِكَةُ}
الآيَة
462 - أَخْبَرَنَا علي بْن عَبْد العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا
الأثرم، عَنْ أبي عبيدة: {أَنَّ اللهَ يُبَشِّرُكَ} ، ويبشرك
واحد
قوله جَلَّ وَعَزَّ: {بِكَلِمَةٍ مِنْهُ}
463 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ
بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعٌ، قَالَ:
حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ
عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " {بِكَلِمَةٍ مِنْهُ} ،
قَالَ: عِيسَى وَهُوَ الْكَلِمَةُ مِنَ اللهِ "
464 - أَخْبَرَنَا علي بْن عَبْد العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا
الأثرم، عَنْ أبي عبيدة: {إِنَّ اللهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ
مِنْهُ} ، أي: الرسالة هُوَ مَا أوحى الله بِهِ إِلَى الملائكة
فِي أن يجعل لمريم ولدا
قوله جَلَّ وَعَزَّ: {اسْمُهُ الْمَسِيحُ}
465 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاق،
قَالَ: أَخْبَرَنَا وكيع، عَنْ سفيان، عَنْ منصور، عَنْ
إِبْرَاهِيم، قَالَ: المسيح: الصديق
(1/200)
إِذْ قَالَتِ
الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ
بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ
وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ
(45)
قوله جَلَّ وَعَزَّ: {عِيسَى ابْنُ
مَرْيَمَ}
466 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا عمرو، قَالَ:
حَدَّثَنَا زياد، عَنْ محمد بْن إِسْحَاق {بِكَلِمَةٍ مِنْهُ
اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ} أي " هكذا أمره لا
مَا يقولون فِيهِ
قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ}
467 - حَدَّثَنَا علي، قَالَ: حَدَّثَنَا أحمد بْن محمد،
قَالَ: حَدَّثَنَا إبراهيم بْن سعد، عَنْ محمد بْن إِسْحَاق:
{وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ} أي " عِنْد اللهِ
468 - أَخْبَرَنَا علي بْن عَبْد العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا
الأثرم، عَنْ أبي عبيدة: {وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا
وَالآخِرَةِ} ، الوجيه الَّذِي يشرف وتوجهه الملوك، أي: تشرفه
قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ}
469 - حَدَّثَنَا محمد بْن علي الصائغ، قَالَ: حَدَّثَنَا أحمد
بْن شبيب، قَالَ: حَدَّثَنَا يزيد، عَنْ سعيد، عَنْ قتادة،
قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ
وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ}
يقول: " من المقربين عِنْد اللهِ يَوْم الْقِيَامَةِ
(1/201)
وَيُكَلِّمُ النَّاسَ
فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا وَمِنَ الصَّالِحِينَ (46)
470 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ:
حَدَّثَنَا عمرو، قَالَ: حَدَّثَنَا زياد، عَنْ محمد بْن
إِسْحَاق: {وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمِنَ
الْمُقَرَّبِينَ} أي " ومن المقربين عِنْد اللهِ
قوله جل ذكره: {وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ}
471 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ:
حَدَّثَنَا زَيْدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنِ
ابْنِ جُرَيْجٍ [قال] : وبلغني عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ:
{وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ} ، قَالَ: الْمَهْدُ
مَضْجَعُ الصَّبِيِّ فِي رَضَاعِهِ "
(1/202)
قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَكَهْلا وَمِنَ
الصَّالِحِينَ}
472 - حَدَّثَنَا علي بْن المبارك، قَالَ: حَدَّثَنَا زيد،
قَالَ: حَدَّثَنَا ابْن ثور، عَنْ ابْن جريج، عَنْ مجاهد:
{وَكَهْلا} قَالَ " الكهَلِ الحليم " وكذلك روي عَنْ عكرمة
473 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا يزيد بْن
صالح، قَالَ: حَدَّثَنَا خارجة، عَنْ سعيد، عَنْ قتادة:
{وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلا وَمِنَ
الصَّالِحِينَ} قَالَ " يكلمهم صغيرا، وكبيرا "، وكذلك قَالَ
ابْن جريج
474 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا عمرو، قَالَ:
أَخْبَرَنَا زياد، عَنْ محمد بْن إِسْحَاق: {وَيُكَلِّمُ
النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلا وَمِنَ الصَّالِحِينَ} "
يخبرهم بحالاته الَّتِي يتقلب فِيهِ فِي عمره كتقلب بني آدم
فِي أعمارهم صغارا وكبارا، إِلا أن الله عَزَّ وَجَلَّ خصه
بالكلام فِي مهده آية لنبوته، وتعريفا للعباد مواقع قدرته
(1/203)
قَالَتْ رَبِّ أَنَّى
يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ قَالَ كَذَلِكِ
اللَّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا
يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (47) وَيُعَلِّمُهُ الْكِتَابَ
وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ (48)
قوله جَلَّ وَعَزَّ: {قَالَتْ رَبِّ أَنَّى
يَكُونُ لِي وَلَدٌ}
475 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا عمرو، قَالَ:
حَدَّثَنَا زياد، عَنْ محمد بْن إِسْحَاق قوله: {يَخْلُقُ مَا
يَشَاءُ} أي " يصنع مَا أراد، ويخلق مَا يشاء من بشر أَوْ غير
بشر
قوله جَلَّ وَعَزَّ: {إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا} الآيَة
476 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا عمرو، قَالَ:
حَدَّثَنَا زياد، عَنْ محمد بْن إِسْحَاق {إِذَا قَضَى أَمْرًا
فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ} مِمَّا شاء، وكيف شاء، فيكون
كَمَا أراد
قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَيُعَلِّمُهُ الْكِتَابَ}
477 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاق،
قَالَ: حَدَّثَنَا جرير، عَنْ أشعث بْن إِسْحَاق القمي، عَنْ
جعفر بْن أبي الْمُغِيرَة، عَنْ سعيد بْن جبير، قَالَ: لما
ترعرع عِيسَى جاءت بِهِ امه إِلَى الْكِتَاب، فدفعته إِلَيْهِ،
فَقَالَ قل: باسم، فَقَالَ عِيسَى: الله، قَالَ المعلم، قل:
الرحمن، قَالَ عِيسَى: الرحيم،
(1/204)
فَقَالَ المعلم قل: أبو جاد، قَالَ: هُوَ
فِي كِتَابِ، قَالَ عِيسَى: أتدري مَا ألف؟ قَالَ: لا، قَالَ:
آلاء الله أتدري مَا باء؟ قَالَ: لا، قَالَ: بهاء الله، قَالَ:
أتدري مَا جيم، فَقَالَ: جلال الله، أتدري مَا اللام؟ فَقَالَ
لا، قَالَ: آلاء الله، قَالَ: فَجَعَلَ يفسر عَلَى هَذَا
النحو، قَالَ المعلم: كيف أعلم من هُوَ أعلم من يقال؟ فدعه
يقعد مع الصبيان، فَكَانَ يخبر الصبيان بما يأكلون، وَمَا تدخر
لَهُمْ أمهاتهم فِي بيوتهم بيوتهم
478 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا أحمد بْن
الخليل، قَالَ: حَدَّثَنَا صدقة بْن سابق، قَالَ: قرأت عَلَى
محمد بْن إِسْحَاق، فِي قصة عِيسَى، قَالَ " حَتَّى إذا بلغ
التسع أَوِ العشر أَوْ نحو ذَلِكَ أدخلته الْكِتَاب فيما
يزعمون، فَكَانَ عِنْد رَجُل من المكتبين يعلمه كَمَا يعلم
الغلمان، وَلا يذهب يعلمه شيئا مِمَّا يعلمهم، إِلا بدره عَلَى
علمه قبل أن يعلمه إياه، فيقول:
أَلا تعجبون إِلَى أن هَذِهِ الأرملة مَا أذهب بِهِ أعلمه شيئا
إِلا وجدته أعلم بِهِ مني
479 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاق،
قَالَ: قرأت عَلَى أبي قرة، فِي تفسيرة، عَنْ ابْن جريج:
{وَيُعَلِّمُهُ الْكِتَابَ} " النبوة
(1/205)
وَيُعَلِّمُهُ
الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ (48)
480 - حَدَّثَنَا علي بْن المبارك، قَالَ:
حَدَّثَنَا زيد، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْن ثور، عَنْ ابْن جريج:
{وَيُعَلِّمُهُ الْكِتَابَ} بيده
قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَالْحِكْمَةَ}
481 - حَدَّثَنَا علي بْن المبارك، قَالَ: حَدَّثَنَا زيد،
قَالَ: حَدَّثَنَا ابْن ثور، عَنْ ابْن جريج قوله جَلَّ
وَعَزَّ: {وَالْحِكْمَةَ} قَالَ " بلسانه، أَوْ قَالَ: السنة
482 - حَدَّثَنَا محمد بْن علي الصائغ، قَالَ: حَدَّثَنَا أحمد
بْن شبيب، قَالَ: حَدَّثَنَا يزيد بْن زريع، عَنْ سعيد، عَنْ
قتادة، قوله: {وَيُعَلِّمُهُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ} "
والحكمة السنة
483 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاق،
قَالَ: قرأت عَلَى أبي قرة، فِي تفسيره، عَنْ ابْن جريج:
{وَالْحِكْمَةَ} " السنة
قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَالتَّوْرَاةَ وَالإِنْجِيلَ}
484 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا عمرو، قَالَ:
حَدَّثَنَا زياد، عَنْ محمد بْن إِسْحَاق {وَيُعَلِّمُهُ
الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالإِنْجِيلَ} "
الَّتِي كانت فيهم من عهد موسى قبله، {وَالإِنْجِيلَ} : كتابا
آخر أحدثه الله لم يكن عندهم علمه،
(1/206)
وَرَسُولًا إِلَى
بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مِنْ
رَبِّكُمْ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُمْ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ
الطَّيْرِ فَأَنْفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ
اللَّهِ وَأُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ وَأُحْيِ
الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا
تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي
ذَلِكَ لَآيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (49)
إِلا ذكره أَنَّهُ كائن من الأنبياء قبله
قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَرَسُولا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ
أَنِّي قَدْ جِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ}
485 - حَدَّثَنَا علي، قَالَ: حَدَّثَنَا أحمد، قَالَ:
حَدَّثَنَا إبراهيم بْن سعد، عَنْ محمد بْن إِسْحَاق:
{وَرَسُولا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُمْ
بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ} أي " يحقق بِهَا نبوتي أَنِّي رَسُول
اللهِ مِنْهُ إليكم "
486 - أَخْبَرَنَا علي بْن عَبْد العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا
الأثرم، عَنْ أبي عبيدة: {جِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ}
، أي: بعلامة
قوله جَلَّ وَعَزَّ: {أَنِّي أَخْلُقُ لَكُمْ مِنَ الطِّينِ}
الآيَة
487 - حَدَّثَنَا علي بْن المبارك، قَالَ: حَدَّثَنَا زيد،
قَالَ: حَدَّثَنَا ابْن ثور، عَنْ ابْن جريج، فِي قوله جَلَّ
وَعَزَّ: {أَنِّي أَخْلُقُ لَكُمْ مِنَ الطِّينِ} قَالُوا: "
أي شَيْء يطير أشد خلقا ليخلق عَلَيْهِ عِيسَى، قَالُوا:
الخفاش، وَهُوَ الوطواط
(1/207)
قوله جَلَّ وَعَزَّ: {فَأَنْفُخُ فِيهِ
فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللهِ}
488 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا أحمد بْن
الخليل، قَالَ: حَدَّثَنَا صدقة بْن سابق، قَالَ: قرأت عَلَى
محمد بْن إِسْحَاق، وذكر عِيسَى، قَالَ " جلس يَوْمًا مع غلمان
من الْكِتَاب، فأخذا طينا، ثُمَّ قَالَ: أجعل لَكُمْ هَذَا
الطين طيرا، فَقَالُوا: أَوْ تستطيع ذَلِكَ؟ قَالَ: نعم بإذن
ربي، قَالَ: ثُمَّ هيأه حَتَّى إذا جعله فِي هيئة الطير نفخ
فِيهِ، ثُمَّ قَالَ لَهُ: كن طيرا بإذن الله، فخرج يطير من بين
كفيه، وخرج الغلمان من أمره، فذكروا لمعلمهم، وأفشوه النَّاس
489 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا الزعفراني،
قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد الوهاب، عَنْ هارون، عَنْ الحسن:
{فَيَكُونُ طَيْرًا} يعني " حماما
490 - وكذلك حَدَّثَنَا علي، عَنْ أبي عبيد، قَالَ: حَدَّثَنَا
إسماعيل بْن جعفر، عَنْ نافع: {كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ} " جماعا،
{فَأَنْفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللهِ} عَلَى
التوحيد
491 - حَدَّثَنَا علي، عَنْ أبي عبيد، قَالَ: حَدَّثَنَا
إسماعيل بْن جعفر، عَنْ أبي جعفر، أَنَّهُ قرأها: {كَهَيْئَةِ
الطَّيْرِ فَأَنْفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ
(1/208)
اللهِ} : " كلاهما عَلَى التوحيد
قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَأُبْرِئُ الأَكْمَهَ وَالأَبْرَصَ
وَأُحْيِي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللهِ}
492 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ
بْنُ يَحْيَى، عَنْ مُحَمَّدُ بْنُ الصَّلْتِ، عَنْ بِشْرٍ،
عَنْ أَبِي رَوْقٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ،
فِي قوله عَزَّ وَجَلَّ: " {وَأُبْرِئُ الأَكْمَهَ
وَالأَبْرَصَ} ، قَالَ: الأَكْمَهُ الَّذِي يُولَدُ، وَهُوَ
أَعْمَى "، وَكَذَلِكَ قَالَ قَتَادَةُ
493 - أَخْبَرَنَا علي بْن عَبْد العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا
الأثرم، عَنْ أبي عبيدة: الأكمه الَّذِي يولد من أمه أعمى
قَالَ رؤبة: هرجت فارتد ارتداد الأكمه
494 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا محمد بْن
رافع، قَالَ: حَدَّثَنَا شبابة، عَنْ ورقاء، عَنْ ابْن أبي
نجيح، عَنْ مجاهد: {وَأُبْرِئُ الأَكْمَهَ} " والأكمه الَّذِي
يبصر بالنهار، وَلا يبصر بالليل فَهُوَ يتكمه
(1/209)
495 - حَدَّثَنَا محمد، قَالَ: حَدَّثَنَا
نصر، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد، قَالَ: حَدَّثَنَا حفص بْن عمر،
عَنْ الحكم بْن أبان، عَنْ عكرمة، قَالَ " الأكمه الأعمش "،
وروي عَنْ عكرمة، أَنَّهُ قَالَ: الأعمى
قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا
تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ}
496 - حَدَّثَنَا موسى، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد الأعلى،
قَالَ: حَدَّثَنَا مسلم، عَنْ ابْن نجيح، عَنْ مجاهد، فِي
قوله: {وَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ
فِي بُيُوتِكُمْ} قَالَ " مَا أكلتم البارحة من طعام، وَمَا
خبأتم عِيسَى يقوله
497 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاق،
قَالَ: أَخْبَرَنَا جرير، عَنْ أشعث بْن إِسْحَاق بْن إِسْحَاق
القمي، عَنْ جعفر بْن أبي الْمُغِيرَة، عَنْ سعيد بْن جبير،
قَالَ " لما ترعرع عِيسَى جاءت بِهِ أمه إِلَى الْكِتَاب،
فدفعته إِلَيْهِ فقعد مع الصبيان، وَكَانَ يخبر الصبيان بما
يأكلون، وَمَا تدخر لَهُمْ أمهاتهم فِي بيوتهم
498 - حَدَّثَنَا النجار، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْد الرزاق،
عَنْ معمر، عَنْ قتادة، قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَأُنَبِّئُكُمْ
بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ} قَالَ " أنبئكم بما
تأكلون من المائدة، وَمَا تدخرون مِنْهَا، قَالَ: كَانَ أخذ
عَلَيْهِمْ فِي المائدة حين
(1/210)
وَمُصَدِّقًا لِمَا
بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَلِأُحِلَّ لَكُمْ بَعْضَ
الَّذِي حُرِّمَ عَلَيْكُمْ وَجِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مِنْ
رَبِّكُمْ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (50)
نزلت أن يأكلوا وَلا يدخرون، فادخروا
وخالفوا، فجعلوا خنازير حين ادخروا وخانوا، فذلك قوله عَزَّ
وَجَلَّ: {فَمَنْ يَكْفُرْ بَعْدُ مِنْكُمْ فَإِنِّي
أُعَذِّبُهُ عَذَابًا لا أُعَذِّبُهُ أَحَدًا مِنَ} "، قَالَ
معمر، وذكره قتادة، عَنْ خلاس بْن عمرو، عَنْ عمار بْن ياسر
قوله جَلَّ وَعَزَّ: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لَكُمْ إِنْ
كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ}
499 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا عمرو، قَالَ:
أَخْبَرَنَا
زياد، عَنْ محمد بْن إِسْحَاق، قوله: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً
لَكُمْ} ، أي: رَسُول اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
مِنَ اللهِ إليكم، {إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ}
قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَمُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ
التَّوْرَاةِ}
500 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا عمرو، قَالَ:
أَخْبَرَنَا زياد، عَنْ محمد بْن إِسْحَاق: {وَمُصَدِّقًا
لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ} أي " لما سبقني
مِنْهَا
(1/211)
قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَلأُحِلَّ لَكُمْ
بَعْضَ الَّذِي حُرِّمَ عَلَيْكُمْ}
501 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا عمرو، قَالَ:
أَخْبَرَنَا زياد، عَنْ محمد بْن إِسْحَاق: {وَلأُحِلَّ لَكُمْ
بَعْضَ الَّذِي حُرِّمَ عَلَيْكُمْ} أي " أخبركم أَنَّهُ كَانَ
حراما عَلَيْكُمْ، فتركتموه، ثُمَّ أحله لَكُمْ تخفيفا
عَلَيْكُمْ، فتصيبون يسره، وتخرجون من تبعاته
502 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاق،
قَالَ: قرات عَلَى أبي قرة، فِي تفسيره، عَنْ ابْن جريج:
{وَلأُحِلَّ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي حُرِّمَ عَلَيْكُمْ} "
الإبل، والشحوم، فَلَمَّا بعث عِيسَى أحلها لَهُمْ
قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَجِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ}
503 - أَخْبَرَنَا علي بْن المبارك، قَالَ: حَدَّثَنَا زيد،
قَالَ: حَدَّثَنَا ابْن ثور، عَنْ ابْن جريج، عَنْ مجاهد:
{وَجِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ} قَالَ " مَا بين عِيسَى
لَهُمْ من الأشياء كلها، وَمَا أعطاه ربه
504 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا أحمد بْن
الخليل، قَالَ: حَدَّثَنَا صدقة بْن سابق، قَالَ: قرأت عَلَى
محمد بْن إِسْحَاق، فِي ذكر عِيسَى، قَالَ " وترعرع وهمت بِهِ
بنو إِسْرَائِيل، فَلَمَّا خافت عَلَيْهِ أمه احتملته عَلَى
حمار
(1/212)
لها، ثُمَّ خرجت بِهِ هاربة منهم حَتَّى
انتهت بِهِ إِلَى مصر، فأقامت بِهِ اثنتي عشرة سنة فيما يذكرون
حَتَّى بلغ، فأحدث الله إِلَيْهِ الإنجيل، وعلمه التوارة مع
الإنجيل، وأعطاه إحياء الموتى، وإبراء الأكمه، والعلم بالغيوب
مِمَّا يخفون فِي بيوتهم
قوله جَلَّ وَعَزَّ: {فَاتَّقُوا اللهَ وَأَطِيعُونِ إِنَّ
اللهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ}
505 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا عمرو، قَالَ:
أَخْبَرَنَا زياد، عَنْ محمد بْن إِسْحَاق: {فَاتَّقُوا اللهَ
وَأَطِيعُونِ إِنَّ اللهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ} " تبريا من
الَّذِي يقولون فِيهِ، واحتجاجا لربه عَلَيْهِمْ
{فَاعْبُدُوهُ}
506 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا أحمد بْن
الخليل، قَالَ: حَدَّثَنَا صدقة بْن سابق، قَالَ: قرأت عَلَى
محمد بْن إِسْحَاق، قَالَ: ومن عهد عِيسَى إليهم حين أخبرهم
عَنْ نفسه، وموته: {إِنَّ اللهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ
فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ} عَنْ نفسه وعنهم،
أنهم عبيد الله، ثُمَّ صمت كَمَا يذكرون، فلم يتكلم بعد
ذَلِكَ، وَهُوَ فِي حجر أمه يغذي بما يغذي بِهِ بنو آدم من
الطعام والشراب، حَتَّى انتهى إِلَى أن كَانَ ابْن سبع سنين
أَوْ ثمان، وقد كذبوا بكل مَا سمعوا مِنْهُ، وَمَا يدعونه
بينهم إِلا بابن الهنة
(1/213)
إِنَّ اللَّهَ رَبِّي
وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ (51)
فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ
أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ
أَنْصَارُ اللَّهِ آمَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا
مُسْلِمُونَ (52)
بما تسمى بِهِ البغي، يقول الله عز وجل:
{وَقولهمْ عَلَى مَرْيَمَ بُهْتَانًا عَظِيمًا} حَتَّى إذا بلغ
السبع أَوِ العشر أَوْ نحو ذَلِكَ أدخلته الْكِتَاب فيما
يزعمون
قوله جَلَّ وَعَزَّ: {هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ}
507 - حَدَّثَنَا علي بْن عَبْد العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا
أحمد بْن محمد، قَالَ: حَدَّثَنَا إبراهيم بْن سعد، عَنْ محمد
بْن إِسْحَاق: {هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ} أي " هَذَا الهدى
قَدْ حملتكم عَلَيْهِ وجئتكم بِهِ "
قوله جَلَّ وَعَزَّ: {فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ
الْكُفْرَ}
508 - حَدَّثَنَا علي بْن المبارك، قَالَ: حَدَّثَنَا زيد،
قَالَ: حَدَّثَنَا ابْن ثور، عَنْ ابْن جريج، فِي قوله:
{فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ} قَالَ " كفروا،
وأرادوا قتله، فذلك حين استنصر قومه، فذلك حين يقول:
{فَآمَنَتْ طَائِفَةٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَكَفَرَتْ
طَائِفَةٌ فَأَيَّدْنَا} " قَالَ ابْن جريج: " وبعث إِلَى
يهود، واختلفوا وتفرقوا فتنصروا واختلفوا "
(1/214)
فَلَمَّا أَحَسَّ
عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى
اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ
آمَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ (52)
509 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ:
حَدَّثَنَا عمرو، قَالَ: أَخْبَرَنَا زياد، عَنْ محمد بْن
إِسْحَاق: {فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ} "
والعدوان عَلَيْهِ، {قَالَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللهِ} "
510 - أَخْبَرَنَا علي بْن عَبْد العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا
الأثرم، عَنْ أبي عبيدة {فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ
الْكُفْرَ} " عرف منهم الكفر "
قوله جَلَّ وَعَزَّ: {قَالَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللهِ}
511 - حَدَّثَنَا علي بْن المبارك، قَالَ: حَدَّثَنَا زيد،
قَالَ: حَدَّثَنَا ابْن ثور، عَنْ ابْن جريج، عَنْ مجاهد:
{قَالَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللهِ} قَالَ " من يتبعني إِلَى
اللهِ "
512 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاق بْن
إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: قرأت عَلَى أبي قرة، فِي تفسيره، عَنْ
أبن جريج، قَالَ: {قَالَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللهِ} يقول: "
من أنصاري مع الله "؟
قوله جَلَّ وَعَزَّ: {قَالَ الْحَوَارِيُّونَ}
513 - أَخْبَرَنَا علي بْن عَبْد العزيز قَالَ: حَدَّثَنَا
الأثرم، عَنْ أبي عبيدة: {قَالَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللهِ}
أي " أعواني فِي ذات الله "
(1/215)
قوله جَلَّ وَعَزَّ: {قَالَ
الْحَوَارِيُّونَ}
514 - حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ هَارُونَ، قَالَ: حَدَّثَنَا
أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ،
عَنْ سُفْيَانَ، وَحَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا
إِسْحَاقُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ
مَيْسَرَةَ النَّهْدِيِّ، عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو،
عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبِّاَسٍ، قَالَ: "
إِنَّمَا سُمُّوا الْحَوَارِيِّينَ لِبَيَاضِ ثِيَابِهِمْ
كَانُوا صَيَّادِينَ "
515 - حَدَّثَنَا موسى، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، قَالَ:
حَدَّثَنَا عِيسَى، عَنْ أبي الجحاف، عَنْ مسلم البطين، قَالَ
" كانوا صيادين، إِنَّمَا سموا الحواريين لبياض ثيابهم "
516 - حَدَّثَنَا مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا سُرَيْجُ بْنُ
يُونُسَ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلَ، عَنْ رَوْحِ بْنِ
الْقَاسِمِ، أَنَّ قَتَادَةَ ذَكَرَ رَجُلا مِنْ أَصْحَابِ
النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: "
كَانَ مِنَ الْحَوَارِيِّينَ " فَقِيلَ لِقَتَادَةَ: مَنِ
الْحَوَارِيُّونَ؟ قَالَ: الَّذِينَ تَصْلُحُ لَهُمُ
الْخِلافَةُ "
517 - أَخْبَرَنَا علي بْن عَبْد العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا
الأثرم، عَنْ أبي عبيدة، قَالَ " الحواريون صفوة الأنبياء
الذين اصطفوهم " قَالَ أبو عبيدة: " وَقَالُوا: القصارين "
(1/216)
518 - حَدَّثَنَا علي بْن المبارك، قَالَ:
حَدَّثَنَا زيد، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْن ثور، عَنْ
ابْن جريج، فِي قوله جَلَّ وَعَزَّ: {الْحَوَارِيُّونَ} قَالَ
" الغسالون للثياب، يقول: وَهُوَ بالنبطية: الحوار "
519 - حَدَّثَنَا علي، قَالَ: قَالَ أبو عبيد " والأصل فِي
هَذَا فيما بلغنا أنهم كانوا غسالين، وإنما سموا حواريين
لتبييضهم الثياب، وكل شَيْء بيضته فقد حورته، فكانوا هم أنصار
عِيسَى دون النَّاس، فقيل: قَالَ الحواريون، وفعل الحواريون،
فكثر هَذَا فِي الْكَلام حَتَّى صار كأنه اسم معناه النصرة،
وهذا مِمَّا يدخل فِي كَلام النَّاس بعضه فِي بعض، كَمَا سمي
الغائط، وإنما أصله الصحراء المطمئنة من الأرض، فَكَانَ
الرَّجُل يأتيها لقضاء حاجته، فيقول: أتيت الغائط، فكثر ذَلِكَ
فِي الْكَلام حَتَّى صار غائط الإنسان يسمى بذلك الاسم " قَالَ
أبو عبيدة: وكذلك {الْحَوَارِيُّونَ} لما كانوا يوصفون بالنصرة
لعِيسَى صار هَذَا كالنعت لَهُمْ، وكذلك كُلّ قائم بنصرة
فَهُوَ حواري، ومنه ابْن عروة، عَنْ محمد بْن المنكدر، عَنْ
جابر بْن عَبْد اللهِ، عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ:
(1/217)
رَبَّنَا آمَنَّا
بِمَا أَنْزَلْتَ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنَا مَعَ
الشَّاهِدِينَ (53)
قوله جَلَّ وَعَزَّ: {أَنْصَارُ اللهِ
آمَنَّا بِاللهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ}
520 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا عمرو، قَالَ:
أَخْبَرَنَا زياد، عَنْ محمد ابْن إِسْحَاق: {قَالَ
الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللهِ آمَنَّا بِاللهِ}
هَذَا قولهم " الذين أصابوا بِهِ الفضل من ربهم {وَاشْهَدْ
بِأَنَّا مُسْلِمُونَ} لا مَا يقول هؤلاء الذين يحاجون فِيهِ "
قوله جَلَّ وَعَزَّ: {رَبَّنَا آمَنَّا بِمَا أَنْزَلْتَ}
الآيَة
521 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ،
قَالَ: حَدَّثَنَا الْمُؤَمِّلُ، وَيَحْيَي بْنُ آدَمَ، قَالا:
حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ
عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فِي قوله جَلَّ وَعَزَّ: "
{وَمَا أُنْزِلَتِ التَّوْرَاةُ} رَبَّنَا آمَنَّا بِمَا
أَنْزَلَتْ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنَا مَعَ
الشَّاهِدِينَ قَالَ: مَعَ مُحَمَّدٍ وَأُمَّتِهِ إِنَّهُمْ
شَهِدُوا لَهُ أَنَّهُ بَلَّغَ، وَشَهِدُوا لِلرُّسُلِ
أَنَّهُمْ بَلَّغُوا "
522 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا نَصْرٌ، قَالَ:
حَدَّثَنَا عَبْدٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ،
عَنْ مَنْدَلٍ، عَنِ الْكَلْبِيِّ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ: " فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ قَالَ:
مَعَ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "
(1/218)
وَمَكَرُوا وَمَكَرَ
اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ (54)
523 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ:
حَدَّثَنَا عمرو، قَالَ: أَخْبَرَنَا زياد، عَنْ محمد بْن
إِسْحَاق: رَبَّنَا آمَنَّا بِمَا أَنْزَلْتَ إِلَى قوله:
الشَّاهِدِينَ أي " هكذا كَانَ قولهم وإيمانهم "
قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَمَكَرُوا}
524 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا أحمد بْن
الخليل، قَالَ: حَدَّثَنَا صدقة بْن سابق، قَالَ: قرأت عَلَى
محمد بْن إِسْحَاق، قَالَ " فأقبلت مَرْيَمَ بعِيسَى حَتَّى
نزلت إيليا، وتحدثوا بِهِ وبقدومه وهم إذ ذاك تحت أيدي الروم،
والروم أَهْل وثن، إِنَّمَا بعثه إليهم ليستنقذهم بِهِ
ولينقذهم بِهِ، وليظهرهم عَلَى من خالفهم، فعدوا عَلَيْهِ بعد
أن رأوا مِنْهُ الآيات والعبر البينة، فهموا بِهِ وأجمعوا
عَلَى قتله، وقتل من معه ممن قَالَ: تابعه، وآمن بِهِ، وإنما
كانوا اثني عشر رجلا من الحواريين، وبعضهم يقول: ثلاثة عشرة،
وَكَانَ اسم ملك بني إِسْرَائِيل الَّذِي بعث إِلَى عِيسَى
ليكلمه رَجُل يقال لَهُ: رواد، فلم يفظع عَبْد من عباد الله
فيما ذكر لَنَا فظعه، ولم يجزع مِنْهُ جزعه، ولم يدعوا الله
فِي صرفه عنه دعاه، حَتَّى أَنَّهُ ليقول فيما يزعمون، اللهم
إن كنت صارفا هَذِهِ الكأس، عَنْ أحد من خلقك فاصرفها عني،
حَتَّى إن جلده من كرب ذَلِكَ ليتفصد دما،
(1/219)
فدخل المدخل الَّذِي أجمعوا ليدخلوا
عَلَيْهِ فِيهِ، فيقتلوه هُوَ وأصحابه، وهم ثلاثة عشر رجلا
بعِيسَى، فَلَمَّا أيقن أنهم داخلون عَلَيْهِ وأتاه مِنَ اللهِ
عَزَّ وَجَلَّ أَنَّهُ متوفيه ورافعه إِلَيْهِ، فَقَالَ: يَا
معشر الحواريين، أيكم يحب أن يكون رفيقي فِي الْجَنَّة عَلَى
أن يشتبه للقوم، فيقتلوه مكاني، فَقَالَ جرجس: أنا، قَالَ:
فاجلس، فدخلوا، وقد رفع عِيسَى، وَكَانَ
عدتهم حين دخلوا مع عِيسَى معلومة قَدْ رأوهم، وأحصوا عدتهم،
فَلَمَّا دخلوا عَلَيْهِمْ ليأخذوا عِيسَى، فيما يرون، وأصحابه
فقدوا من العدة رجلا، فَهُوَ الَّذِي اختلفوا فِيهِ، وكانوا لا
يعرفون عِيسَى حَتَّى جعلوا للفرطوس ثلاثين درهما عَلَى أن
يعرفهموه فَقَالَ لَهُمْ: نعم، إذا دخلتم عَلَيْهِ، فَإِنِّي
سأقبله، فَهُوَ الَّذِي أقبل فَلَمَّا دخل دخلوا معه، وقد رفع
عِيسَى، رأى جرجس فِي صورة عِيسَى، فلم يشك أَنَّهُ هُوَ، فأكب
عَلَيْهِ فقبله وأخذوه وصلبوه، ثُمَّ إن بطرس ندم عَلَى مَا
صنع، فاختنق بحبل حَتَّى قتل نفسه، فَهُوَ ملعون فِي النصارى،
وَكَانَ أحد المعدودين من أصحابه "
قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللهُ وَاللهُ
خَيْرُ الْمَاكِرِينَ}
525 - أَخْبَرَنَا علي بْن عَبْد العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا
الأثرم، عَنْ أبي عبيدة: {وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللهُ} : "
أهلكهم الله "
(1/220)
إِذْ قَالَ اللَّهُ
يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ
وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَجَاعِلُ الَّذِينَ
اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى يَوْمِ
الْقِيَامَةِ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ
بَيْنَكُمْ فِيمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (55)
526 - حَدَّثَنَا علي، عَنْ أبي عبيد، عَنْ
الفراء، قوله: {وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللهُ} قَالَ: يقال، والله
أعلم: إن المكر مِنَ اللهِ، إِنَّمَا هُوَ استدراجه العباد،
وليس عَلَى مكر المخلوقين، يعني الخديعة والخبء "
قوله جَلَّ وَعَزَّ: {إِذْ قَالَ اللهُ يَا عِيسَى إِنِّي
مُتَوَفِّيكَ}
527 - حَدَّثَنَا عَلانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، قَالَ: حَدَّثَنَا
أَبُو صَالِحٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ،
عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قوله:
" {إِنِّي مُتَوَفِّيكَ} يَقُولُ: مُمِيتُكَ "
528 - حَدَّثَنَا النجار، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْد الرزاق،
عَنْ معمر، عَنْ الحسن، فِي قوله: {إِنِّي مُتَوَفِّيكَ} قَالَ
" متوفيك فِي الأرض "
529 - حَدَّثَنَا علي بْن المبارك، قَالَ: حَدَّثَنَا زيد،
قَالَ: حَدَّثَنَا ابْن ثور، عَنْ ابْن جريج، فِي قوله جَلَّ
وَعَزَّ: {إِذْ قَالَ اللهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ
وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا}
قَالَ " فرفعه إياه إِلَيْهِ توفيه إياه، وتطهيره من الذين
كفروا "
(1/221)
530 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ:
حَدَّثَنَا عمرو، قَالَ: حَدَّثَنَا زياد، عَنْ محمد بْن
إِسْحَاق: {إِذْ قَالَ اللهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ}
أي " إِنِّي قابضك ورافعك إلي "
قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَرَافِعُكَ إِلَيَّ}
531 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا محمد بْن
يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا محمد بْن يوسف، قَالَ: حَدَّثَنَا
محرز، قَالَ: سألت الحسن عَنْ قول الله عَزَّ وَجَلَّ: {إِذْ
قَالَ اللهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ
إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا} قَالَ "
عِيسَى مرفوع عِنْد الرب تبارك وتعالى، ثُمَّ ينزل قبل يَوْم
الْقِيَامَةِ "
قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا}
532 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا عمرو، قَالَ:
أَخْبَرَنَا زياد، عَنْ محمد بْن إِسْحَاق، " ثُمَّ ذكر عِيسَى
إليهم حين أجمعوا لقتله، ثُمَّ أخبرهم ورد عَلَيْهِمْ فيما
افترت اليهود بصلبه، ثُمَّ كيف رفعه، وطهره منهم، فَقَالَ
عَزَّ وَجَلَّ: {إِذْ قَالَ اللهُ يَا عِيسَى إِنِّي
مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ
الَّذِينَ كَفَرُوا} " إذ هموا منك بما هموا "
(1/222)
قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَجَاعِلُ الَّذِينَ
اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى يَوْمِ
الْقِيَامَةِ}
533 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا محمد بْن
يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا محمد بْن يوسف، قَالَ: حَدَّثَنَا
محرز، قَالَ: سألت الحسن، عَنْ قوله جل وعز: {وَجَاعِلُ
الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى يَوْمِ
الْقِيَامَةِ} " عِيسَى مرفوع عِنْد اللهِ عَزَّ وَجَلَّ،
ثُمَّ ينزل قبل يَوْم الْقِيَامَةِ، فمن صدق عِيسَى، ومحمدا
صَلَّى الله عليهما وسلم، وَكَانَ عَلَى دينهما، لم يزالوا
ظاهرين عَلَى من فارقهم إِلَى يَوْم الْقِيَامَةِ "
534 - حَدَّثَنَا محمد بْن علي، قَالَ: حَدَّثَنَا أحمد بْن
شبيب، قَالَ: حَدَّثَنَا يزيد، عَنْ سعيد، عَنْ قتادة، قوله:
{وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا
إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ} " هم أَهْل الإسلام الذين اتبعوه
عَلَى فطرته، وملته، وسنته، لا يزالون ظاهرين عَلَى من ناوأهم
إِلَى يَوْم الْقِيَامَةِ " وَقَالَ ابْن جريج {وَجَاعِلُ
الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ} قَالَ: " ناصر من اتبعه عَلَى الإسلام،
ومظهره عَلَى الذين كفروا إِلَى يَوْم الْقِيَامَةِ "
535 - أَخْبَرَنَا علي بْن عَبْد العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا
الأثرم، عَنْ أبي عبيدة: {وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ
فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ} أي: "
هم عِنْد اللهِ خير من الكفار "
(1/223)
وَأَمَّا الَّذِينَ
آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ
وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ (57) ذَلِكَ نَتْلُوهُ
عَلَيْكَ مِنَ الْآيَاتِ وَالذِّكْرِ الْحَكِيمِ (58) إِنَّ
مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ
تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (59)
قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَاللهُ لا يُحِبُّ
الظَّالِمِينَ}
536 - حَدَّثَنَا علي بْن عَبْد العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا
الأثرم، عَنْ أبي عبيدة، قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَاللهُ لا
يُحِبُّ الظَّالِمِينَ} قَالَ " الْكَافِرِينَ "
قوله جَلَّ وَعَزَّ: {ذَلِكَ نَتْلُوهُ عَلَيْكَ مِنَ الآيَاتِ
وَالذِّكْرِ الْحَكِيمِ}
537 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا عمرو، قَالَ:
أَخْبَرَنَا زياد، عَنْ محمد بْن إِسْحَاق قوله " {ذَلِكَ
نَتْلُوهُ عَلَيْكَ} يَا محمد {مِنَ الآيَاتِ وَالذِّكْرِ
الْحَكِيمِ} القاطع الفاصل الحق الَّذِي لا يخلطه الباطل من
الخبر عَنْ عِيسَى، وعما اختلفوا فِيهِ من أمهره فلا تقبلن
خبرا غيره "
قوله جَلَّ وَعَزَّ: {إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللهِ}
الآيَة
538 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ:
حَدَّثَنَا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، فِي قوله جَلَّ
وَعَزَّ: " {إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللهِ كَمَثَلِ آدَمَ}
قَالَ: بَلَغَنَا أَنَّ نَصَارَى نَجْرَانَ قَدِمَ وَفْدُهُمْ
عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
بِالْمَدِينَةِ مَنْهُمُ السَّيِّدُ، وَالْعَاقِبُ،
وَأُخْبِرْتُ أَنَّ مَعَهُمَا عَبْدُ الْمَسِيحِ، وَهُمَا
يَوْمَئِذٍ سَيِّدَا أَهْلِ نَجْرَانَ، فَقَالُوا:
(1/224)
يَا مُحَمَّدُ فِيمَ تَشْتُمُ صَاحِبَنَا؟
قَالَ: " وَمَنْ صَاحِبُكُمْ "، قَالُوا: عِيسَى بْنُ
مَرْيَمَ، تَزْعُمُ أَنَّهُ عَبْدٌ، قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَجَلْ هُوَ عَبْدُ اللهِ،
وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ "، فَغَضِبُوا،
وَقَالُوا: إِنْ كُنْتَ صَادِقًا فَأَرِنَا عَبْدًا يُحْيِي
الْمَوْتَى يُبْرِئُ الأَكْمَهَ، وَالأَبْرَصَ، وَيَخْلُقُ
مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ، وَلَكِنَّهُ اللهُ،
فَسَكَتَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى
جَاءَهُ جِبْرِيلُ عَلَيْهِمَا السَّلامُ، فَقَالَ: يَا
مُحَمَّدُ {لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللهَ هُوَ
الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ} هَذِهِ الآيَةُ قَالَ النَّبِيُّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّهُمْ قَدْ
سَأَلُونِي أَنْ أُخْبِرَهُمْ مَثَلَ عِيسَى "، قَالَ
جِبْرِيلُ: {إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللهِ كَمَثَلِ آدَمَ
خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ إِلَى
قوله: فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ}
539 - وحدثنا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا عمرو، قَالَ:
أَخْبَرَنَا زياد، عَنْ محمد بْن إِسْحَاق " إِنَّ مَثَلَ
عِيسَى عِنْدَ اللهِ سورة آل
عمران آية فاسمع، كَمَثَلِ آدَمَ قرأ إِلَى قوله: الْحَقُّ
مِنْ رَبِّكَ -، وإن قَالُوا: خلق عِيسَى من غير ذكر فقد خلقت
آدم من تراب بتلك القدرة من غير أنثى "
(1/225)
الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ
فَلَا تَكُنْ مِنَ الْمُمْتَرِينَ (60)
قوله جَلَّ وَعَزَّ: {الْحَقُّ مِنْ
رَبِّكَ}
540 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا عمرو، قَالَ:
حَدَّثَنَا أسباط، عَنْ محمد بْن إِسْحَاق، قوله عَزَّ
وَجَلَّ: الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ " مَا جاءك من الخبر عَنْ
عِيسَى "
541 - حَدَّثَنَا علي بْن عَبْد العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا
الأثرم، عَنْ أبي عبيدة: كُنْ فَيَكُونُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ
- " انقضى الْكَلام الأول، فاستأنف، فَقَالَ: الْحَقُّ مِنْ
رَبِّكَ فَلا تَكُنْ مِنَ الْمُمْتَرِينَ "
542 - حَدَّثَنَا علي بْن عَبْد العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا
أحمد بْن محمد، قَالَ: حَدَّثَنَا إبراهيم بْن سعد، عَنْ محمد
بْن إِسْحَاق: إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللهِ فاسمع
كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ
فَيَكُونُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ - مَا جاءك من الخبر، عَنْ
عِيسَى فَلا تَكُنْ مِنَ الْمُمْتَرِينَ أي " قَدْ جاءك الحق
من ربك فلا تمتر فِيهِ، وإن قَالُوا: خلق عِيسَى من غير ذكر،
فقد خلقت آدم من تراب بتلك القدرة من غير أنثى وَلا ذكر،
فَكَانَ كَمَا كَانَ عِيسَى لحما ودما وشعرا وبشرا، فليس خلق
عِيسَى من غير ذكر بأعجب من هَذَا "
(1/226)
قوله جَلَّ وَعَزَّ: {فَلا تَكُنْ مِنَ
الْمُمْتَرِينَ}
543 - حَدَّثَنَا محمد بْن علي الصائغ، قَالَ: حَدَّثَنَا أحمد
بْن شبيب، قَالَ: حَدَّثَنَا يزيد، عَنْ سعيد، عَنْ قتادة:
{إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ
مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ الْحَقُّ مِنْ
رَبِّكَ فَلا تَكُنْ مِنَ الْمُمْتَرِينَ} يقول: " لا تكونن
فِي شك من عِيسَى، أَنَّهُ كمثل آدم عَبْد اللهِ، ورسوله،
وكلمة الله، وروحه "
544 - أَخْبَرَنَا علي بْن عَبْد العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا
الأثرم، عَنْ أبي عبيدة: {فَلا تَكُنْ مِنَ الْمُمْتَرِينَ} "
الشاكين " قوله جَلَّ وَعَزَّ: {فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ}
545 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ
الْخَلِيلِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو،
قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ
السَّائِبِ، قَالَ: عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: " قَدِمَ وَفْدُ
نَجْرَانَ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ، فَجَاءُوا مَعَهُمْ بِهَدِيَّةٍ، فَبَسَطُوا
الْمُسُوحَ، وَبَسَطُوا عَلَيْهَا بُسُطًا فِيهَا تَمَاثِيلُ،
وَنَظَرَ إِلَيْهَا، فَقَالَ: " أَمَّا هَذِهِ الْبُسُطَ فَلا
حَاجَةَ لِي فِيهَا، وَأَمَّاَ الْمُسُوحُ فَتُعْطُونِيهَا "؟
قَالُوا: نَعَمْ، قَالُوا:
(1/227)
فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ
مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا
نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا
وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ
فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ (61)
حُّدِثْنَا عَنْ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ،
قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
{وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ} ، قَالُوا:
يَنْبَغِي لِعِيسَى أَنْ يَكُونَ فَوْقَ هَذَا، فَأَنْزَلَ
اللهُ عَزَّ وَجَلَّ {إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللهِ
كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ
فَيَكُونُ} قَالُوا: مَا يَنْبَغِي لِعِيسَى أَنْ يَكُونَ
مِثْلَ آدَمَ، فَأَنْزَلَ اللهُ جَلَّ وَعَزَّ: {فَمَنْ
حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ
تَعَالَوْا} الآيَةَ "
قوله جَلَّ وَعَزَّ: {مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ}
546 - حَدَّثَنَا محمد بْن علي الصائغ، قَالَ: حَدَّثَنَا أحمد
بْن شبيب، قَالَ: حَدَّثَنَا يزيد، عَنْ سعيد، عَنْ قتادة،
قوله: {فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ
الْعِلْمِ} أي " فِي عِيسَى أنع عَبْد اللهِ ورسوله وكلمة الله
وروحه {فَقُلْ تَعَالَوْا} "
547 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا عمرو، قَالَ:
أَخْبَرَنَا زياد، عَنْ محمد بْن إِسْحَاق: {فَمَنْ حَاجَّكَ
فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ} أي " من بعد
مَا قصصت عَلَيْكَ من خبره، وكيف كَانَ أمره {فَقُلْ
تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ} الآيَة "
(1/228)
قوله جَلَّ وَعَزَّ: {تَعَالَوْا نَدْعُ
أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ} الآيَة
548 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا
الزَّعْفَرَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، قَالَ:
حَدَّثَنَا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ بَكْرِ بْنِ
مِسْمَارٍ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي سَعْدِ بْنِ
أَبِي وَقَّاصٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ
الآيَةُ: " {تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ}
دَعَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
عَلِيًّا، وَفَاطِمَةَ، وَالْحَسَنَ وَالْحُسَيْنَ، فَقَالَ: "
اللهُمَّ هَؤُلاءِ أَهْلِي "
549 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ:
حَدَّثَنَا زَيْدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنِ
ابْنِ جُرَيْجٍ: " {تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا
وَأَبْنَاءَكُمْ} الآيَةُ فَأَخَذَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدِ عَلِيٍّ، وَحَسَنٍ، وَحُسَيْنٍ،
وَجَعَلُوا فَاطِمَةَ مِنْ وَرَائِهِمْ، ثُمَّ قَالُوا:
هَؤُلاءِ أَبْنَاؤُنَا، وَأَنْفُسَنَا، وَنِسَاؤُنَا،
فَهَلُمُّوا أَنْفُسَكُمْ، وَأَبْنَاءَكُمْ، وَنِسَاءَكُمْ
فَنَجْعَلْ لَعْنَةَ اللهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ "
قوله جَلَّ وَعَزَّ: {ثُمَّ نَبْتَهِلْ}
550 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ:
حَدَّثَنَا زَيْدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنِ
ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ " {ثُمَّ
نَبْتَهِلْ} نَجْتَهِدْ "
(1/229)
551 - أَخْبَرَنَا علي بْن عَبْد العزيز،
قَالَ: حَدَّثَنَا الأثرم، عَنْ أبي عبيدة، قوله جَلَّ
وَعَزَّ: {ثُمَّ نَبْتَهِلْ} أي " نلتعن يقال: مَا لَهُ بهله
الله، أي: لعنه الله، ويقال عَلَيْهِ: بهلة الله "
552 - حَدَّثَنَا علي بْن عَبْد العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا
الأثرم، عَنْ أبي عبيدة، قوله: {نَبْتَهِلْ} " نلتعن مثل معناه
"، وزاد عَنْ أبي عبيدة: وَقَالَ لبيد، وذكر قوما هلكوا: نظر
الدهر إليهم فابتهل كأنه أراد الدعاء عَلَيْهِمْ بالهلاك
قوله جَلَّ وَعَزَّ: {فَنَجْعَلْ لَعْنَةَ اللهِ عَلَى
الْكَاذِبِينَ}
553 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ
الْخَلِيلِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو،
قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ
السَّائِبِ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: " قَدِمَ وَفْدُ
نَجْرَانَ، وَذَكَرَ بَعْضَ الْحَدِيثِ، قَالَ: فَأَنْزَلَ
اللهُ جَلَّ وَعَزَّ: {فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا
جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ
(1/230)
أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا
وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ
فَنَجْعَلْ لَعْنَةَ اللهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ} فَقَالَ
بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: أَمَّا أَنْتُمْ فَقَدِ اسْتَيْقَنْتُمْ
أَنَّ هَذَا نَبِيٌّ، وَلَئِنْ لاعَنْتُمُوهُ لَتَرْجِعُنَّ،
وَلَيْسَ فِي أَرْضِكُمْ أَحَدٌ، قَالُوا: لا نَتَلاعَنُ،
قَالَ: أَمَا لَوْ فَعَلْتُمْ لَتَرْجِعُنَّ، وَلَيْسَ فِي
أَرْضِكُمْ مِنْكُمْ أَحَدٌ، ثُمَّ قَالَ لَهُمُ: اخَتَارُوا
إِمَّا أَنْ تُسْلِمُوا، وَإِمَّا أَنْ تُؤَدُّوا الْجِزْيَةَ،
وَإِمَّا أَنْ نَأْخُذَكُمْ عَلَى سَوَاءٍ "
554 - حَدَّثَنَا النَّجَّارُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ
الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ
الْكَرِيمِ الْجَزَرِيُّ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ
عَبَّاسٍ، قَالَ: " لَوْ خَرَجَ الَّذِينَ يُبَاهِلُونَ
النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَرَجَعُوا لا
يَجِدُونَ أَهْلا، وَلا مَالا "
555 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ:
حَدَّثَنَا زَيْدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنِ
ابْنِ جُرَيْجٍ: " {فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ إِلَى قوله: عَلَى
الْكَاذِبِينَ} ذَكَرَ نَصَارَى نَجْرَانَ، قَالَ: فَأَبَى
السَّيِّدُ، وَقَالُوا: نُصَالِحُكَ، فَصَالَحُوا عَلَى
أَلْفِيْ حُلَّةٍ كُلَّ عَامٍ فِي كُلِّ رَجَبٍ أَلْفٌ، وَفِي
كُلِّ صَفَرٍ أَلْفُ حُلَّةٍ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِي لَوْ
لاعَنُونِي مَا حَالَ الْحَوْلُ، وَمِنْهُمْ أَحَدٌ إِلا
أَهْلَكَ اللهُ الْكَاذِبِينَ "
(1/231)
فَإِنْ تَوَلَّوْا
فَإِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِالْمُفْسِدِينَ (63) قُلْ يَا
أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ
بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا
نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا
أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا
اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ (64)
قوله جَلَّ وَعَزَّ: {فَإِنَّ اللهَ
عَلِيمٌ بِالْمُفْسِدِينَ قُلْ يَأَهْلَ الْكِتَابِ}
556 - حَدَّثَنَا علي بْن عَبْد العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا
أحمد بْن محمد، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيم بْن سعد، قَالَ:
" {فَإِنَّ اللهَ عَلِيمٌ بِالْمُفْسِدِينَ قُلْ يَأَهْلَ
الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا
وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلا اللهَ وَلا نُشْرِكَ بِهِ
شَيْئًا وَلا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ
دُونِ اللهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا
مُسْلِمُونَ} فدعاهم إِلَى النصف، وقطع عنهم الحجة، فَلَمَّا
أتى رَسُول اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الخبر
مِنَ اللهِ، والفصل من القضاء بينه وبينهم، وأمره بما أمره
بِهِ من ملاعنتهم، إن ردوا ذَلِكَ عَلَيْهِ دعاهم إِلَى
ذَلِكَ، فَقَالُوا: يَا أبا القاسم دعنا ننظر فِي أمرنا، ثُمَّ
نأتيك بما نريد أن نفعل فيما دعوتنا إِلَيْهِ، فانصرفوا عنه،
ثُمَّ خلوا بالعاقب، وَكَانَ ذا رأيهم، فَقَالُوا: يَا عَبْد
المسيح مَا ترى؟ قَالَ: والله يَا معشر النصارى لقد عرفتم، أن
محمد النَّبِيّ المرسل، ولقد جاءكم بالفصل من خبر صاحبكم، ولقد
علمتم مَا لاعن قَوْم نبيا قط، فبقى كبيرهم، وَلا نبت صغيرهم
إنه للاستئصال منكم إن فعلتم، فإن كنتم قَدْ
(1/232)
أبيتم إِلا إلف دينكم، والإقامة عَلَى مَا
أنتم عَلَيْهِ من القول فِي صاحبكم، فوادعوا الرَّجُل، ثُمَّ
انصرفوا إِلَى بلادكم حَتَّى يريكم أمرا برأيه، فأتوا رَسُول
اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالُوا: يَا أبا
القاسم قَدْ رأينا أن لا نلاعنك، وأن
نتركك عَلَى دينك، ونرجع عَلَى ديننا، ولكن ابعث معنا رجلا من
أصحابك ترضاه ليحكم بيننا فِي أشياء اختلفنا فِيهَا من
أموالنا، فإنكم عندنا رضاة "
557 - فَحَدَّثَنَا عَلِيٌّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ
مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ
مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ
جَعْفَرٍ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ: " نَعَمِ ائْتُونِي الْعَشِيَّةَ أَبْعَثْ مَعَكُمُ
الْقَوِيَّ الأَمِينَ "، قَالَ: فَكَانَ عُمَرُ بْنُ
الْخَطَّابِ، يَقُولُ: مَا أَحْبَبْتُ الإِمَارَةَ قَطُّ
حُبِّي إِيَّاهَا يَوْمَئِذٍ رَجَاءَ أَنْ أَكُونَ صَاحِبَهَا
فَرُحْتُ إِلَى الظُّهْرِ، فَلَمَّا صَلَّى رَسُولُ اللهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الظُّهْرَ سَلَّمَ، ثُمَّ
نَظَرَ عَنْ يَمِينِهِ وَيَسَارِهِ، فَجَعَلْتُ أَتَطَاوَلُ
لَهُ لِيَرَانِي، فَلَمْ يَزَلْ يَلْتَمِسُ بِبَصَرِهِ حَتَّى
رَأَى أَبَا عُبَيْدَةَ بْنِ الْجَرَّاحِ فَدَعَاهُ، فَقَالَ:
" اخْرُجْ مَعَهُمْ فَاقْضِ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ فِيمَا
اخْتَلَفُوا فِيهِ "، قَالَ عُمَرُ: فَذَهَبَ بِهَا أَبُو
عُبَيْدَةَ "
(1/233)
إِنَّ هَذَا لَهُوَ
الْقَصَصُ الْحَقُّ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا اللَّهُ وَإِنَّ
اللَّهَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (62) فَإِنْ تَوَلَّوْا
فَإِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِالْمُفْسِدِينَ (63)
قوله جَلَّ وَعَزَّ: {إِنَّ هَذَا لَهُوَ
الْقَصَصُ الْحَقُّ} الآيَة
558 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا عمرو، قَالَ:
حَدَّثَنَا زياد، عَنْ محمد بْن إِسْحَاق: {فَنَجْعَلْ
لَعْنَةَ اللهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ} {إِنَّ هَذَا لَهُوَ
الْقَصَصُ الْحَقُّ} أي " إن هَذَا الَّذِي جئت بِهِ من الخبر
عَنْ عِيسَى لهو القصص الحق من أمره {وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلا
اللهُ} "
559 - أَخْبَرَنَا علي بْن عَبْد العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا
الأثرم، عَنْ أبي عبيدة: {إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْقَصَصُ
الْحَقُّ} أي: " الخبر اليقين "
قوله جَلَّ وَعَزَّ: {فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللهَ عَلِيمٌ
بِالْمُفْسِدِينَ}
560 - أَخْبَرَنَا علي بْن عَبْد العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا
الأثرم، عَنْ أبي عبيدة: {فَإِنْ تَوَلَّوْا} " فإن كفروا،
وتركوا أمر الله "
(1/234)
قُلْ يَا أَهْلَ
الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا
وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ
بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا
مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا
بِأَنَّا مُسْلِمُونَ (64)
قوله جَلَّ وَعَزَّ: {قُلْ يَأَهْلَ
الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ}
561 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبَّادٍ
الدَّبَرِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ
مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، وَذَكَرَ حَدِيثَ هِرَقْلَ،
وَخَبَرَ أَبِي سُفْيَانَ، حِينَ قَدِمَ عَلَيْهِ، قَالَ
عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ:
أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ،
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو سُفْيَانَ، مِنْ
فِيهِ إِلَى فِيِّ، قَالَ: " انْطَلَقْتُ فِي الْمُدَّةِ
الَّتِي كَانَتْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى هِرَقْلَ، وَكَانَ دِحْيَةُ
الْكَلْبِيُّ جَاءَ بِهِ، فَدَفَعَهُ إِلَى عَظِيمِ بُصْرَى،
فَدَفَعَهُ إِلَى هِرَقْلَ، فَقَالَ هِرَقْلُ: هَلْ هُنَا
أَحَدٌ مِنْ قَوْمِ هَذَا الرَّجُلِ الَّذِي يَزْعُمُ أَنَّهُ
نَبِيٌّ؟ قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ: فَدُعِيتُ فِي نَفَرٍ مِنْ
قُرَيْشٍ، فَدَخَلْنَا عَلَى هِرَقْلَ، فَأَجْلَسَنَا بَيْنَ
يَدَيْهِ، فَقَالَ: أَيُّكُمْ أَقْرَبُ نَسَبًا مِنْ هَذَا
الرَّجُلِ الَّذِي يَزْعُمُ أَنَّهُ نَبِيٌّ؟ فَقَالَ أَبُو
سُفْيَانَ: أَنَا فَأَجْلَسُونِي بَيْنَ يَدَيْهِ، وَذَكَرَ
حَدِيثًا طَوِيلا، قَالَ: ثُمَّ دَعَا بِكِتَابِ رَسُولِ اللهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَإِذَا فِيهِ: " بِسْمِ
اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ مِنْ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللهِ
إِلَى هِرَقْلَ عَظِيمِ الرُّومِ سَلامٌ عَلَى مِنَ اتَّبَعَ
الْهُدَى، أَمَّا بَعْدُ، فَإِنِّي أَدْعُوكَ بِدِعَايِةَ
الإِسْلامِ أَسْلِمْ تَسْلَمْ، وَأَسْلِمْ يُؤْتِكَ اللهُ
أَجْرَكَ مَرَّتَيْنِ، وَإِنْ تَوَلَّيْتَ، فَإِنَّ عَلَيْكَ
إِثْمَ
(1/235)
الأَرِيسِيِّينَ {يَأَهْلَ الْكِتَابِ
تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ
إِلَى قوله مُسْلِمُونَ} "، فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ قِرَاءَةِ
الْكِتَابِ ارْتَفَعَتِ الأَصْوَاتُ عِنْدَهُ، وَكَثُرَ
اللَّغَطُ، وَأَمَرَ بِنَا، فَأُخْرِجْنَا، قَالَ: قُلْتُ
لأَصْحَابِي حِينَ خَرَجْنَا: لَقَدْ أَمِرَ أَمْرُ ابْنِ
أَبِي كَبْشَةَ إِنَّهُ لَيَخَافُهُ مِلَكُ بَنِي الأَصْفَرِ
قَالَ: فَمَا زِلْتُ مُوقِنًا بِأَمْرِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ سَيَظْهَرُ حَتَّى
أَدْخَلَ اللهُ عَلِيَّ الإِسْلامَ " قَالَ الزهري: فدعا هرقل
عظماء الروم، فجمعهم فِي دار لَهُ، فَقَالَ: يَا معشر الروم
هَلْ لَكُمْ فِي الفلاح والرشد آخر الأبد، وأن يثبت لَكُمْ
ملككم فحاصوا حيصة حمر الوحش إِلَى الأبواب، فوجدوها قَدْ
غلقت، قَالَ: فدعا بهم، فَقَالَ: إِنِّي إِنَّمَا اختبرت شدتكم
فِي دينكم، فقد رأيت منكم الَّذِي أحببت، فسجدوا لَهُ، ورضوا
عنه
(1/236)
562 - حَدَّثَنَا محمد بْن علي، قَالَ:
حَدَّثَنَا أحمد بْن شبيب، قَالَ: حَدَّثَنَا يزيد، عَنْ سعيد،
عَنْ قتادة: {تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا
وَبَيْنَكُمْ} يقول: " عدل "
563 - حَدَّثَنَا علي بْن عَبْد العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا
الأثرم، عَنْ أبي عبيدة: {سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ} أي:
" النصف يقال: قَدْ دعاك إِلَى السواء فأقبل مِنْهُ "
564 - حَدَّثَنَا محمد، قَالَ: حَدَّثَنَا نصر، قَالَ:
حَدَّثَنَا عَبْد، قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْن عَبْد
الحميد، عَنْ يَحْيَى بْن اليمان، عَنْ سفيان، عَنْ ليث، عَنْ
مجاهد: {تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا
وَبَيْنَكُمْ} قَالَ " لا إله إِلا الله "
565 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ:
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا
إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، "
وَكَانَ رَسُولُُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
قَبْلَ وَفَاتِهِ قَدْ فَرَّقَ رِجَالا مِنْ أَصْحَابِهِ إِلَى
مُلُوكِ الْعَرَبِ وَالْعَجَمِ دُعَاةً إِلَى اللهِ عَزَّ
وَجَلَّ فِيمَا بَيْنَ الْحُدَيْبِيَةِ، وَوَفَاتِهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " قَالَ محمد بْن إِسْحَاق:
حَدَّثَنِي يزيد بْن أبي حبيب المصري، أَنَّهُ وجد كتابا فِيهِ
تسمية من بعث رَسُول اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
إِلَى ملوك النَّاس، وَمَا قَالَ لأصحابه حين بعثهم، فبعث بِهِ
إلي ابْن شهاب الزهري مع ثقة مِنْ أَهْلِ بلده، فعرفه فِي
الْكِتَاب، أن رَسُول اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
خَرَجَ عَلَى أصحابه ذات غداة، فَقَالَ لَهُمْ
: " إِنِّي بعثت رحمة وكافة، فأدوا عني يرحمكم الله، فلا
تختلفوا علي
(1/237)
كاختلاف الحواريين عَلَى عِيسَى "،
فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ كيف كَانَ اختلافهم، قَالَ: "
دعاهم إِلَى مثل مَا دعوتكم لَهُ، وأما من قرب، فأجاب وأسلم،
وأما من بعد بِهِ فكره وأبى، فشكا ذَلِكَ منهم عِيسَى إِلَى
اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، فأصبحوا من ليلتهم تلك وكل رَجُل منهم
يتكلم بلغة الْقَوْم الذين بعث إليهم، فَقَالَ عِيسَى: هَذَا
أمر قَدْ يخرج الله عَلَيْهِ، فامضوا لَهُ "، ثُمَّ فرق رَسُول
اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أصحابه، فبعث سليط
بْن عمرو بْن عَبْد شمس بْن عَبْد ود أخا عامر بْن لؤي إِلَى
هوذة بْن علي صاحب اليمامة، وبعث العلاء ابْن الحضرمي إِلَى
المنذر بْن ساوى أخي عَبْد القيس صاحب البحرين، وعمرو بْن
العاص إِلَى جيفر بْن جلندي، وعباد بْن جلندي من الأزديين
صاحبي عمان قَالَ محمد بْن إِسْحَاق: وبعث حاطب بْن أبي بلتعة
إِلَى المقوقس صاحب الإسكندرية، فأدى إِلَيْهِ كِتَاب رَسُول
اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأهدى المقوقس إِلَى
رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وبعث دحية
بْن خليفة الكلبي، ثُمَّ الخزرجي إِلَى قيصر، وَهُوَ هرقل ملك
الروم، فَلَمَّا أتاه كِتَاب رَسُول اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نظر فِيهِ، ثُمَّ جعله تحت قدمه وحل صرته
قَالَ محمد بْن إِسْحَاق: حَدَّثَنِي الزهري، عَنْ عبيد الله
بْن عَبْد اللهِ، عَنِ ابْن عباس، قَالَ: حَدَّثَنِي أبو
سفيان، وذكر حديث هرقل، قَالَ
: وكانت
(1/238)
حمص منزله، قَالَ ابْن إِسْحَاق، عَنْ خالد
بْن سيار، عَنْ رَجُل من سيار قدم الشام، قَالَ: ثُمَّ جلس
عَلَى بغل لَهُ، ثُمَّ ركض حَتَّى دخل قسطنطينية، وبعث رَسُول
اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شجاع بْن وهب أخا بني
أسد بْن خزيمة إِلَى المنذر بْن الحارث بْن أبي شمر الغساني،
صاحب دمشق، وبعث عمرو بْن أمية الضمري إِلَى النجاشي فكتب
إِلَيْهِ النجاشي، وبعثت إِلَيْكَ بابني أبرها بْن الأصحم بْن
بحري، فَإِنِّي أشهد أن مَا تقول حق، والسلام عَلَيْكَ يَا
رَسُولَ اللهِ وبعث عَبْد اللهِ بْن حذافة بْن قيس بْن عدي بْن
سعيد بْن سهم إِلَى كسرى بْن هرمز ملك فارس، وكتب معه فَلَمَّا
قرأه شقه فبلغني أن رَسُول اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ، قَالَ: " شقق ملكه "، ثُمَّ كتب كسرى إِلَى باذان،
وَهُوَ عَلَى اليمن، أن ابعث إِلَى هَذَا الرَّجُل الَّذِي
بالحجاز من عندك رجلين جلدين، فليأتياني بِهِ، فبعث باذان
قهرمانة بانويه وجرجيس، وكتب معهما إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا أتيا رَسُول اللهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لهما: " إن ربي قَدْ
قتل ربكما ليلة كذا وكذا وسلط عَلَيْهِ ابنه شيرويه "، قالا:
إنا نكتب بهذا عنك وبخبر الملك، قَالَ: " نعم، فقولا لَهُ: إن
أسلمت أعطيتك مَا تحت يديك، وملكتك عَلَى قومك "، فلم ينشب
باذان أن قدم عَلَيْهِ كِتَاب شيرويه، أَنِّي قَدْ قتلت كسرى،
فَلَمَّا انتهى كِتَاب شيرويه إِلَى
باذان أسلم، وأسلمت الأبناء من فارس
(1/239)
566 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ
سَعْدٍ، عَنْ صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي
عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ اللهِ، أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ
أَخْبَرَهُ " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ بَعَثَ بِكِتَابِهِ إِلَى كِسْرَى مَعَ عَبْدِ اللهِ
بْنِ حُذَافَةَ، وَأَمَرَهُ أَنْ يَدْفَعَهُ إِلَى عَظِيمِ
الْبَحْرَيْنِ، وَأَنْ يَدْفَعَهُ عَظِيمُ الْبَحْرَيْنِ إِلَى
كِسْرَى "
567 - قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ صَالِحٍ، عَنِ
ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ
اللهِ، أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَبَّاسٍ " أَخْبَرَهُ أَنَّ
رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَتَبَ إِلَى
قَيْصَرَ يَدْعُوهُ إِلَى الإِسْلامِ، وَبَعَث بِكِتَابِهِ
مَعَ دِحْيَةَ الْكَلْبِيِّ، وَأَمَرَهُ أَنْ يَدْفَعَهُ إِلَى
عَظِيمِ بُصْرَى، فَدَفَعَهُ إِلَى قَيْصَرَ "، قَالَ ابْن
عباس: فأخبرني أبو سفيان بْن حرب، أَنَّهُ كَانَ بالشام فِي
رجال من قريش قدموا تجارا فِي المدة الَّتِي كانت بين رَسُول
اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الله، فأمر بِهِ
فقرئ، فَإِذَا فِيهِ: " بسم الله الرحمن الرحيم، من محمد عَبْد
اللهِ ورسوله إِلَى هرقل عظيم الروم سلام عَلَى من اتبع الهدى،
أما بعد، فَإِنِّي أدعوك بدعاية الإسلام
(1/240)
أسلم تسلم، وأسلم يؤتك الله أجرك مرتين،
وإن توليت، فإن عَلَيْكَ إثم الأريسيين و {يَأَهْلَ الْكِتَابِ
تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ
أَلَّا نَعْبُدَ إِلا اللهَ وَلا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلا
يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللهِ
فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ}
" قَالَ أبو سفيان: فَلَمَّا قضا مقالته علت أصوات الذين حوله
من عظماء الروم، وكثر لغطهم فما أدري ماذا، قَالُوا: وأمر
بِنَا فأخرجونا فَقَالَ ابْن إِسْحَاق: ثُمَّ أقام رَسُول
اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالمدينة حين رجع من
الحديبية ذي الحجة، وبعض المحرم، ثُمَّ خَرَجَ فِي بقية المحرم
إِلَى خيبر، وحاصر رَسُول اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ الله خيبر فِي حصنهم الوطيح والسلالم، حَتَّى أيقنوا
بالهلكة، وسألوه أن يسترهم، ويحقن لَهُمْ دماءهم، ففعل وَكَانَ
رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَدْ حاز
الأموال كلها، وجميع حصونهم، فَلَمَّا سمع لَهُمْ أَهْل فدك
بعثوا إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
يسألونه أن يسترهم، ويحقن دماءهم ويخلون لَهُ الأموال، ففعل
وكانت فدك خالصة لرسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ، لأنهم لم يجلبوا عليها بخيل وَلا ركاب وكانت خيبر
فيئا للمسلمين، فَلَمَّا نزل أَهْل خيبر سألوا رَسُول اللهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن يعاملَهُمُ الأموال
عَلَى النصف، فصالحهم رَسُول اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ عَلَى النصف، عَلَى أنا إذا شئنا أن نخرجكم
(1/241)
أخرجناكم فصالحه أَهْل فدك عَلَى مثل
ذَلِكَ فَلَمَّا فرغ من خيبر انصرف إِلَى وادي القرى، فحاصر
أهله ليالي، ثُمَّ انصرف راجعا إِلَى المدينة قَالَ ابْن
إِسْحَاق: فحَدَّثَنِي عَبْد اللهِ بْن أبي بكر، عَنْ عَبْد
اللهِ بْن مكنف، قَالَ: لما أخرج عمر يهودا من خيبر، وركب فِي
المهاجرين، والأنصار، وَكَانَ مَا قسم عمر بْن الخطاب من وادي
القرى لعثمان، وغيره
قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَلا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا
أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللهِ}
568 - حَدَّثَنَا علي بْن المبارك، قَالَ: حَدَّثَنَا زيد،
قَالَ: حَدَّثَنَا ابْن ثور، عَنْ ابْن جريج، وأما قوله جَلَّ
وَعَزَّ: {وَلا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ
دُونِ اللهِ} قَالَ " لا يطيع بعضنا بعضا فِي معصية الله،
قَالَ: ويقال الربوبية: أن يطيع النَّاس سادتهم، وقادتهم فِي
غير عبادة، وإن لم يصلوا لَهُمْ
(1/242)
قوله جَلَّ وَعَزَّ: {فَإِنْ تَوَلَّوْا
فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ}
569 - أَخْبَرَنَا علي بْن عَبْد العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا
الأثرم، عَنْ أبي عبيدة: {فَإِنْ تَوَلَّوْا} " فإن كفروا،
وتركوا أمر الله
قوله جَلَّ وَعَزَّ: {يَأَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تُحَاجُّونَ
فِي إِبْرَاهِيمَ}
570 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ،
قَالَ: أَخْبَرَنَا رَوْحٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ
قَتَادَةَ، قَالَ: زَكَرِيَّا، وَحَدَّثَنَا يَزِيدُ، عَنْ
خَارِجَةَ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ " ذَكَرَ لَنَا أَنَّ
نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَعَا
يَهُودَ أَهْلِ الْمَدِينَةِ، وَهُمُ الَّذِينِ حَاجُّوا فِي
إِبْرَاهِيمَ، وَزَعَمُوا أَنَّهُ مَاتَ يَهُودِيًّا،
فَأَكْذَبَهُمُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ وَنَفَاهُمْ مِنْهُ،
فَقَالَ: {يَأَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تُحَاجُّونَ فِي
إِبْرَاهِيمَ وَمَا أُنْزِلَتِ التَّوْرَاةُ وَالإِنْجِيلُ
إِلا مِنْ بَعْدِهِ أَفَلا تَعْقِلُونَ} "
571 - حَدَّثَنَا علي بْن المبارك، قَالَ: حَدَّثَنَا زيد،
قَالَ: حَدَّثَنَا ابْن ثور، عَنْ ابْن جريج، عَنْ مجاهد فِي
قوله: {يَأَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تُحَاجُّونَ فِي
إِبْرَاهِيمَ} قَالَ " اليهود والنصارى برأه الله منهم حين
ادعى كُلّ أَنَّهُ منهم، وألحق بِهِ الْمُؤْمِنِينَ "
(1/243)
يَا أَهْلَ الْكِتَابِ
لِمَ تُحَاجُّونَ فِي إِبْرَاهِيمَ وَمَا أُنْزِلَتِ
التَّوْرَاةُ وَالْإِنْجِيلُ إِلَّا مِنْ بَعْدِهِ أَفَلَا
تَعْقِلُونَ (65)
572 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ:
حَدَّثَنَا عمرو، قَالَ: أَخْبَرَنَا زياد، عَنْ محمد بْن
إِسْحَاق، قَالَ " وَقَالَ أحبار يهود ونصارى نجران حين
اجتمعوا عِنْد رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ، فتنازعوا، فقالت الأحبار: مَا كَانَ إِبْرَاهِيم
إِلا يهوديا، وقالت النصارى مِنْ أَهْلِ نجران: مَا كَانَ
إِبْرَاهِيم إِلا نصرانيا، قَالَ: فَأَنْزَلَ اللهُ عَزَّ
وَجَلَّ فِي ذَلِكَ من قولهم: {يَأَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ
تُحَاجُّونَ فِي إِبْرَاهِيمَ وَمَا أُنْزِلَتِ التَّوْرَاةُ
وَالإِنْجِيلُ إِلا مِنْ بَعْدِهِ إِلَى قوله: وَأَنْتُمْ
تَشْهَدُونَ} "
قوله: {أَفَلا تَعْقِلُونَ}
573 - حَدَّثَنَا محمد بْن علي، قَالَ: حَدَّثَنَا أحمد بْن
شبيب، قَالَ: حَدَّثَنَا يزيد، عَنْ سعيد، عَنْ قتادة: {أَفَلا
تَعْقِلُونَ} يقول: " {لِمَ تُحَاجُّونَ فِي إِبْرَاهِيمَ}
وتزعمون أَنَّهُ كَانَ يهوديا ونصرانيا، {وَمَا أُنْزِلَتِ
التَّوْرَاةُ وَالإِنْجِيلُ إِلا مِنْ بَعْدِهِ} ، فكانت
اليهودية بعد التوارة، وكانت النصرانية بعد الإنجيل {أَفَلا
تَعْقِلُونَ}
(1/244)
هَا أَنْتُمْ
هَؤُلَاءِ حَاجَجْتُمْ فِيمَا لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ فَلِمَ
تُحَاجُّونَ فِيمَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَاللَّهُ
يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (66) مَا كَانَ
إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا وَلَكِنْ كَانَ
حَنِيفًا مُسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (67)
قوله جَلَّ وَعَزَّ: {هَأَنْتُمْ هَؤُلاءِ
حَاجَجْتُمْ فِيمَا لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ} الآيَة
574 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاق،
قَالَ: أَخْبَرَنَا روح، قَالَ: حَدَّثَنَا سعيد، عَنْ قتادة،
قَالَ زَكَرِيَّا وحدثنا يزيد، عَنْ خارجة، عَنْ سعيد، عَنْ
قتادة قوله: {هَأَنْتُمْ هَؤُلاءِ حَاجَجْتُمْ فِيمَا لَكُمْ
بِهِ عِلْمٌ} يقول: " فيما شهدتم ورأيتم تشهدوا، ولم تروا، ولم
تعاينوا {وَاللهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ}
قوله جَلَّ وَعَزَّ: {مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلا
نَصْرَانِيًّا}
575 - حَدَّثَنَا محمد بْن علي، قَالَ: حَدَّثَنَا أحمد بْن
شبيب، قَالَ: حَدَّثَنَا يزيد، عَنْ سعيد، عَنْ قتادة: {مَا
كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلا نَصْرَانِيًّا وَلَكِنْ
كَانَ حَنِيفًا مُسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} "
فأكذبهم الله، وأدحض حجتهم "
576 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا محمد بْن
يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا محمد بْن يوسف، عَنْ ورقاء، عَنْ
ابْن أبي نجيح، عَنْ مجاهد، قَالَ " برأه الله منهم حين ادعى
كُلّ انه منهم، يعني اليهود والنصارى، وألحق بِهِ
الْمُؤْمِنِينَ
(1/245)
مَا كَانَ
إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا وَلَكِنْ كَانَ
حَنِيفًا مُسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (67)
قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَلَكِنْ كَانَ
حَنِيفًا مُسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ}
577 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، حَدَّثَنَا محمد بْن أحمد بْن
نصر، قَالَ: حَدَّثَنَا يوسف بْن عدي، قَالَ: حَدَّثَنَا رشدين
بْن سعد، عَنْ يونس بْن يزيد، عَنْ عطاء الخراساني، فِي قوله
جَلَّ وَعَزَّ: {حَنِيفًا مُسْلِمًا} قَالَ " مخلصا مسلما "
578 - حَدَّثَنَا موسى، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، قَالَ:
حَدَّثَنَا شريك، قَالَ: سمعت السدي، قَالَ " مَا كَانَ فِي
الْقُرْآن حنفاء، قَالَ: مسلمين، وَمَا كَانَ فِي الْقُرْآن
حنفاء مسلمين، قَالَ: حجاجا "
579 - حَدَّثَنَا موسى، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، قَالَ:
حَدَّثَنَا وكيع، عَنْ سفيان، عَنْ ابْن أبي نجيح، عَنْ مجاهد،
حنفاء، قَالَ " متبعين "
580 - حَدَّثَنَا موسى، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، قَالَ:
حَدَّثَنَا وكيع، عَنْ مورق، قَالَ: سمعت الضحاك، يقول: حنفاء،
قَالَ " حجاجا
(1/246)
|