تفسير ابن المنذر وَإِنْ خِفْتُمْ
شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِنْ أَهْلِهِ
وَحَكَمًا مِنْ أَهْلِهَا إِنْ يُرِيدَا إِصْلَاحًا يُوَفِّقِ
اللَّهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا خَبِيرًا
(35)
قوله جَلَّ وَعَزَّ: {شِقَاقَ بَيْنِهِمَا}
1736 - حَدَّثَنَا عَلانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ،
قَالَ: حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ عَنْ عَلِيٍّ، عَنِ ابْنِ
عَبَّاسٍ، قوله: " {وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا} ،
فَهَذَا الرَّجُلُ وَالْمَرْأَةُ إِذَا تَفَاسَدَ الَّذِي
بَيْنَهُمَا "
1737 - أَخْبَرَنَا علي، قَالَ: حَدَّثَنَا الأثرم، عَنْ أبي
عبيدة: " {شِقَاقَ بَيْنِهِمَا} ، أي: تباعد "
قوله جل ذكره: {فَابْعَثُوا حَكَمًا مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا
مِنْ أَهْلِهَا}
1738 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، قَالَ:
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ بَكْرٍ السَّهْمِيُّ، قَالَ:
حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ عُبَيْدَةَ
السُّلَمِيُّ، عَنْ عَلِيٍّ، " أَنَّهُ أَتَاهُ رَجُلٌ
وَامْرَأَتُهُ مَعَ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا فِئَامٌ مِنَ
النَّاسِ، فَأَمَرَهُمْ عَلِيٌّ أَنْ يَبْعَثُوا حَكَمًا مِنْ
أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِنْ أَهْلِهَا، فَفَعَلُوا، ثُمَّ دَعَا
الْحَكَمَيْنِ، فَقَالَ: " هَلْ تَدْرِيَانِ مَا عَلَيْكُمَا؟
عَلَيْكُمَا إِنْ رَأَيْتُمَا أَنْ تَجْمَعَا جَمَعْتُمَا،
وَإِنْ رَأَيْتُمَا
(2/695)
أَنْ تُفَرِّقَا فَرَّقْتُمَا "، فَقَالَتِ
الْمَرْأَةُ: رَضِيتُ بِكِتَابِ اللهِ فِيَّ، وَعَلَيَّ،
فَقَالَ الزَّوْجُ: أَمَّا الْفُرْقَةُ فَلا، فَقَالَ عَلِيٌّ:
" كَذَبْتَ لَعَمْرِ اللهِ حَتَّى تَرْضَى بِالَّذِي رَضِيتَ "
1739 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبْدِ
الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ
عِكْرِمَةَ بْنِ خَالِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: "
بُعِثْتُ أَنَا وَمُعَاوِيَةُ حَكَمَيْنِ، فَقِيلَ لَنَا: إِنْ
رَأَيْتُمَا أَنْ تَجْمَعَا جَمَعْتُمَا، وَإِنْ رَأَيْتُمَا
أَنْ تُفَرِّقَا فَرَّقْتُمَا "، قَالَ
مَعْمَرٌ: وَبَلَغَنِي أَنَّ الَّذِي بَعَثَهُمَا عُثْمَانُ
1740 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ، عَنِ
ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ، "
أَنَّ عَقِيلَ بْنَ أَبِي طَالِبٍ تَزَوَّجَ فَاطِمَةَ بِنْتَ
عُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ، فَقَالَتْ: تَصِيرُ لِي، وَأُنْفِقُ
عَلَيْكَ، فَكَانَ إِذَا دَخَلَ عَلَيْهَا قَالَتْ: أَيْنَ
عُتْبَةُ بْنُ رَبِيعَةَ، وَشَيْبَةُ بْنُ رَبِيعَةَ؟
فَيَسْكُتُ، حَتَّى إِذَا دَخَلَ عَلَيْهَا يَوْمًا، وَهُوَ
يوم، قَالَتْ: أَيْنَ عُتْبَةُ بْنُ رَبِيعَةَ، وَشَيْبَةُ
بْنُ رَبِيعَةَ؟ قَالَ: عَلَى يَسَارِكِ فِي النَّارِ إِذَا
دَخَلْتِ، فَشَدَّتْ عَلَيْهَا ثِيَابَهَا، فَجَاءَتْ
عُثْمَانَ، فَذَكَرَتْ ذَلِكَ لَهُ، فَضَحِكَ، وَأَرْسَلَ
إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ وَمُعَاوِيَةَ، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ:
لأُفَرِّقَنَّ بَيْنَهُمَا،
(2/696)
وَقَالَ مُعَاوِيَةُ: مَا كُنْتُ
لأُفَرِّقَ بَيْنَ شَيْخَيْنِ مِنْ بَنِي عَبْدِ مَنَافٍ،
فَأَتَيَاهُمَا فَوَجَدَاهُمَا قَدْ غَلَقَا عَلَيْهِمَا
أَبْوَابَهُمَا وَأَصْلَحَا أَمْرَهُمَا، فَرَجَعَا "
1741 - حَدَّثَنَا عَلانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ،
قَالَ: حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ، عَنْ عَلِيٍّ، عَنِ ابْنِ
عَبَّاسٍ: " {فَابْعَثُوا حَكَمًا مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا
مِنْ أَهْلِهَا} فَهَذَا الرَّجُلُ وَالْمَرْأَةُ إِذَا
تَفَاسَدَ الَّذِي بَيْنَهُمَا، فَأَمَرَ اللهُ سُبْحَانَهُ
وَتَعَالَى أَنْ يَبْعَثُوا رَجُلا صَالِحًا مِنْ أَهْلِ
الرَّجُلِ وَرَجُلا مِثْلَهُ مِنْ أَهْلِ الْمَرْأَةِ،
فَيَنْظُرَانِ أَيُّهُمَا الْمُسِيءُ، فَإِنْ كَانَ الرَّجُلُ
هُوَ الْمُسِيءُ، حَجَبُوا عَنْهُ امْرَأَتَهُ، وَقَصَرُوهُ
عَلَى النَّفَقَةِ، وَإِنْ كَانَتِ الْمَرْأَةُ هِي
الْمُسِيئَةُ، قَصَرُوهَا عَلَى زَوْجِهَا، وَمَنَعُوهَا
النَّفَقَةَ، فَإِنِ اجْتَمَعَ رَأْيُهُمَا عَلَى أَنْ
يُفَرِّقَا، أَوْ يَجْمَعَا، فَأَمْرُهُمَا جَائِزٌ "
1742 - حَدَّثَنَا أَبُو أحمد، قَالَ: حَدَّثَنَا يعلى،
حَدَّثَنَا إسماعيل، عَنْ عامر
، فِي قوله جَلَّ وَعَزَّ " {فَابْعَثُوا حَكَمًا مِنْ
أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِنْ أَهْلِهَا} قَالَ: مَا قضى الحكمان
جاز "
(2/697)
1743 - حَدَّثَنَا مُوسَى، قَالَ:
حَدَّثَنَا أَبُو بكر، قَالَ: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ علي
بْن المبارك، عَنْ يَحْيَى بْن أبي كثير، عَنْ أبي سلمة، قَالَ
" الحكمان إن شاءا جمعا، وان شاءا فرقا "
1744 - حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن علي، قَالَ: حَدَّثَنَا سعيد،
قَالَ: حَدَّثَنَا هشيم، قَالَ: أَخْبَرَنَا حصين، عَنِ
الشَّعْبِيِّ، " أن امرأة نشزت عَلَى زوجها فاختصما إِلَى
شريح، فَقَالَ شريح: ابعثوا حكما من أهله، وحكما من أهلها،
ففعلوا، فنظر الحكمان فِي أمرهما، فرأيا أن يفرقا، فكره ذَلِكَ
الرجل، فَقَالَ شريح: فيم كنا منذ اليوم فيه؟ وأجاز أمرهما "
1745 - حَدَّثَنَا إِسْحَاق بْن إبراهيم، عَنْ عَبْد الرزاق،
عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عطاء، قَالَ له إنسان " أيفرقان
الحكمان؟ قَالَ: لا، إِلا أن يجعل الزوجان ذَلِكَ بأيديهما "
1746 - حَدَّثَنَا مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن
يَحْيَى القطعي، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد الأعلى، قَالَ:
حَدَّثَنَا سعيد، عَنْ قتادة، عَنْ الحسن، وَهُوَ قول
(2/698)
قتادة، أنهما قالا: " إنما بعث الحكمان
ليصلحا، ويشهدا عَلَى الظالم بظلمه، فأما الفرقة فليست
بأيديهما ولم يملكا ذَلِكَ "
قوله جَلَّ وَعَزَّ: {إِنْ يُرِيدَا إِصْلاحًا} الآية
1747 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ:
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، قَالَ: حَدَّثَنَا
زُهَيْرٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ، عَنْ
سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فِي قوله: "
{إِنْ يُرِيدَا إِصْلاحًا} ، قَالَ: هُمَا الْحَكَمَانِ "
1748 - حَدَّثَنَا الدبري، عَنْ عَبْد الرزاق، عَنْ الثوري،
عَنْ أبي هاشم، عَنْ مجاهد، فِي قوله عَزَّ وَجَلَّ " {إِنْ
يُرِيدَا إِصْلاحًا يُوَفِّقِ اللهُ بَيْنَهُمَا} ، قَالَ: بين
الحكمين "
1749 - حَدَّثَنَا عَلانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ،
قَالَ: حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ، عَنْ عَلِيٍّ، عَنِ ابْنِ
عَبَّاسٍ، " وَذَكَرَ الْحَكَمَيْنِ، قَالَ: فَإِنِ اجْتَمَعَ
رَأْيُهُمَا عَلَى أَنْ يُفَرِّقَا، أَوْ يَجْمَعَا،
فَأَمْرُهُمَا جَائِزٌ، وَإِنْ رَأَيَا أَنْ يَجْمَعَا،
فَرَضِيَ أَحَدُ الزَّوْجَيْنِ، وَكَرِهَ ذَلِكَ الآخَرُ،
ثُمَّ مَاتَ أَحَدُهُمَا، فَإِنَّ الَّذِي رَضِيَ يَرِثُ
الَّذِي كَرِهَ، وَلا يَرِثُ الْكَارِهُ الرَّاضِيَ، وَذَلِكَ
فِي قوله عَزَّ وَجَلَّ: {إِنْ يُرِيدَا إِصْلاحًا يُوَفِّقِ
اللهُ بَيْنَهُمَا} ، وَذَلِكَ الْحَكَمَيْنِ، وَكَذَلِكَ
كُلُّ مُصْلِحٍ، يُوَفِّقْهُ لِلْحَقِّ وَالصَّوَابِ "
(2/699)
وَاعْبُدُوا اللَّهَ
وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا
وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ
ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ
وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ
اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا (36)
قوله عَزَّ وَجَلَّ: {وَاعْبُدُوا اللهَ
وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا}
1750 - أَخْبَرَنَا علي بْن عَبْدِ العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا
الأثرم، عَنْ أبي عبيدة: " {وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا} ،
تفعل العرب ذَلِكَ، فكان فِي التمثيل: واستوصوا بالوالدين
إحسانا "
قوله عَزَّ وَجَلَّ {وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى
وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى}
1751 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ:
حَدَّثَنَا زَيْدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنْ
ابْنِ جُرَيْجٍ: " {وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى} ، قَالَ: ابْنُ
عَبَّاسٍ: ذُو الْقَرَابَةِ "
1752 - حَدَّثَنَا النجار، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْد الرزاق،
عَنْ معمر، عَنْ قتادة، وابن نجيح، عَنْ مجاهد، فِي قوله عَزَّ
وَجَلَّ " {وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى} قالا: جارك، وَهُوَ ذو
قرابتك " وكذلك روي عَنِ الضحاك وعكرمة
(2/700)
قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَالْجَارِ
الْجُنُبِ}
1753 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ:
حَدَّثَنَا زَيْدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنِ
ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: قَالَ ابْن عَبَّاسٍ: " {وَالْجَارِ
الْجُنُبِ} ، الَّذِي لا قَرَابَةَ لَهُ "
1754 - حَدَّثَنَا النجار، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْد الرزاق،
عَنْ معمر، عَنْ قتادة، وابن أبي نجيح، عَنْ مجاهد "
{وَالْجَارِ الْجُنُبِ} ، جارك من قوم آخرين " وكذلك روي عَنْ
عكرمة، والضحاك
1755 - أَخْبَرَنَا علي بْن عَبْدِ العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا
الأثرم، عَنْ أبي عبيدة: " {وَالْجَارِ الْجُنُبِ} ، الغريب،
يقال: مَا يأتينا إِلا عَنْ جنابة، أي: من بعيد " قَالَ علقمة
بْن عبدة: فلا تحرمني نائلا عَنْ جنابة فإني أمرو وسط القباب
غريب وإنما هي من الاجتناب
(2/701)
وَقَالَ الأعشى: أتيت حريثا زائرا عَنْ
جنابة فكان حريث عَنْ عطائي جامدا
قوله عَزَّ وَجَلَّ: {وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ}
1756 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ:
حَدَّثَنَا زَيْدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنِ
ابْنِ جُرَيْجٍ: " {وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ} ، بَلَغَنِي
عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ: الصَّاحِبُ الْمُلازِمُ " وَقَالُوا
أَيْضًا رَفِيقُكَ الَّذِي يُرَافِقُكَ
1757 - حَدَّثَنَا مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا جعفر بْن حميد،
قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ المبارك، عَنْ سعيد بْن أيوب، عَنْ
عطاء بْن دينار، عَنْ عِكْرِمَةَ، " {وَالصَّاحِبِ
بِالْجَنْبِ} قَالَ: الرفيق "
1758 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ:
حَدَّثَنَا زَيْدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنِ
ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ مجاهد، " {وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ} ،
الرفيق فِي السفر، ومنزله مَعَ منزلك، وطعامه مَعَ طعامك "
(2/702)
1759 - أَخْبَرَنَا علي بْن عَبْدِ العزيز،
قَالَ: حَدَّثَنَا الأثرم، عَنْ أبي عبيدة: " {وَالصَّاحِبِ
بِالْجَنْبِ} يصاحبك فِي سفرك، فينزل إِلَى جنبك "
1760 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ:
حَدَّثَنَا أَبُو نعيم، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أبي
بكير، عَنْ سعيد بْن جبير " {وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ} ،
قَالَ: الرفيق الصالح "
1761 - حَدَّثَنَا مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عمر يوسف
بْن سلمان، قَالَ: حَدَّثَنَا حاتم بْن إسماعيل، قَالَ:
حَدَّثَنَا ابْنُ عجلان، عَنْ زيد بْن أسلم، فِي قوله عَزَّ
وَجَلَّ " {وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ} ، قَالَ: هُوَ جليسك فِي
الحضر، ورفيقك فِي السفر "
1762 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ،
قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ
عَامِرٍ، عَنْ عَلِيٍّ، وَعَبْدِ اللهِ، قَالا: " هِيَ
الْمَرْأَةُ يَعْنِي: {وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ} "
(2/703)
1763 - حَدَّثَنَا مُوسَى، قَالَ:
حَدَّثَنَا مجاهد بْن مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا مروان، قَالَ:
حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن سوقة، عَنْ أبي الهيثم، عَنْ إبراهيم،
فِي قوله عَزَّ وَجَلَّ " {وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ} ، قَالَ:
المرأة
1764 - " حَدَّثَنَا أَبُو سَعْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا بندار،
قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد، عَنْ شعبة، عَنْ عَبْد
الرَّحْمَنِ بْن أبي ليلى، فِي هذه الآية " {وَالصَّاحِبِ
بِالْجَنْبِ} ، قَالَ: المرأة "
قوله عَزَّ وَجَلَّ: {وَابْنِ السَّبِيلِ}
1765 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ:
حَدَّثَنَا زَيْدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنِ
ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ مجاهد، " {وَابْنِ السَّبِيلِ} ، قَالَ:
الضيف له حق فِي السفر، والحضر "
1766 - أَخْبَرَنَا علي بْن عَبْدِ العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا
الأثرم، عَنْ أبي عبيدة: " {وَابْنِ السَّبِيلِ} ، الغريب "
(2/704)
قوله عَزَّ وَجَلَّ: {وَمَا مَلَكَتْ
أَيْمَانُكُمْ}
1767 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ:
حَدَّثَنَا زَيْدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنِ
ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ مجاهد " {وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ}
قَالَ: ملكك الله، فأحسن صحابته "
قوله عَزَّ وَجَلَّ: {إِنَّ اللهَ لا يُحِبُّ مَنْ كَانَ
مُخْتَالا فَخُورًا}
1768 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ:
حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا
الأَسْوَدُ بْنُ شَيْبَانَ السَّدُوسِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا
يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ الشِّخِّيرِ، عَنْ مُطَرِّفٍ،
قَالَ: كَانَ يُبَلِّغُنِي عَنْ أَبِي ذَرٍّ حَدِيثًا،
فَكُنْتُ أَشْتَهِي لِقَاءَهُ، فَلَقِيتُهُ، فَقُلْتُ:
حَدِيثًا بَلَغَنِي أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدَّثَكَ أَنَّهُ قَالَ: " إِنَّ اللهَ
عَزَّ وَجَلَّ يُحِبُّ ثَلاثَةً، وَيُبْغِضُ ثَلاثَةً "، فَلا
أَخَالُنِي أَكْذِبُ عَلَى رَسُولِ اللهِ، خَلِيلِي، قَالَهَا
ثَلاثًا، قَالَ: فَقُلْتُ: مَنْ هَؤُلاءِ الثَّلاثَةُ
الَّذِينَ يُبْغِضُهُمُ اللهُ؟ قَالَ: " الْمُخْتَالُ
الْفَخُورُ "، وَأَنْتُمْ تَجِدُونَهُ فِي كِتَابِ اللهِ
الْمُنْزَلَ، ثُمَّ تَلا هَذِهِ الآيَةَ: {إِنَّ اللهَ لا
يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالا فَخُورًا} "، وَذَكَرَ
الْحَدِيثَ
(2/705)
الَّذِينَ يَبْخَلُونَ
وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ وَيَكْتُمُونَ مَا
آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ
عَذَابًا مُهِينًا (37)
1769 - أَخْبَرَنَا علي بْن عَبْدِ العزيز،
قَالَ: حَدَّثَنَا الأثرم، عَنْ أبي عبيدة: " المختال: ذو
الخيلاء، والخال، وهما واحد، ويجيء مصدرا " قَالَ العجاج:
والخال ثوب من ثياب الجهال وَقَالَ العبدي: فإن كنت سيدنا
سدتنا وإن كنت للخال فاذهب فخل أي: أختل
قوله جَلَّ وَعَزَّ: {الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ
النَّاسَ بِالْبُخْلِ}
1770 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ:
حَدَّثَنَا زَيْدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنِ
ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ مجاهد " {الَّذِينَ يَبْخَلُونَ
وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ إِلَى وَكَانَ اللهُ
بِهِمْ عَلِيمًا} فيما بين ذَلِكَ، فِي يهود "
1771 - حَدَّثَنَا زكريا، قَالَ: حَدَّثَنَا عمر، قَالَ:
أَخْبَرَنَا زياد، عَنْ مُحَمَّد بْن إِسْحَاق، قَالَ "
وَكَانَ كردم بْن يزيد حليف كعب بْن الأشرف،
(2/706)
وأسامة بْن حبيب، ونافع، ويحيى بْن عمر،
وحيي بْن أخطب، ورفاعة بْن زيد التابوت، يأتون رجالا من
الأنصار، كَانُوا يخالطونهم، فيتنصحون لهم، من أصحاب رَسُول
اللهِ، فيقولون: لا تنفقوا أموالكم، فإنا نخشى عليكم الفقر فِي
ذهابها، ولا تسارعوا فِي النفقة، فإنكم لا تدرون مَا يكون،
فأنزل الله جل ثناؤه فيهم: {الَّذِينَ يَبْخَلُونَ
وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ إِلَى قوله: وَكَانَ اللهُ
بِهِمْ عَلِيمًا} وَقَالَ: قتادة: أعداء الله أهل الكتاب،
بخلوا بحق الله عليهم وروي عَنْ طاوس أنه قَالَ: {الَّذِينَ
يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ} ، وَقَالَ:
البخل: أن يبخل الإنسان بما فِي يديه والشح: أن يشح عَلَى مَا
فِي أيدي الناس وَقَالَ: يجب أن يكون له مَا فِي أيدي الناس
بالحل والحرام لا يقنع "
(2/707)
قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَيَكْتُمُونَ مَا
آتَاهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ}
1772 - حَدَّثَنَا زكريا، قَالَ: أَخْبَرَنَا عمرو، قَالَ:
أَخْبَرَنَا زياد، عَنْ مُحَمَّد بْن إِسْحَاق: {وَيَكْتُمُونَ
مَا آتَاهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ} أي: من النبوة الَّتِي
فِيهَا تصديق مُحَمَّد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
{وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُهِينًا إِلَى قوله:
وَكَانَ اللهُ بِهِمْ عَلِيمًا}
1773 - حَدَّثَنَا زكريا، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عبيد
الله، قَالَ: حَدَّثَنَا يونس بْن مُحَمَّدٍ، قَالَ:
حَدَّثَنَا شيبان، عَنْ قتادة قَالَ زكريا وحدثنا يزيد بْن
صالح، عَنْ خارجه، عَنْ سعيد، عَنْ قتادة، قوله جل ذكره "
{وَيَكْتُمُونَ مَا آتَاهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ} يكتمون
الإسلام ومُحَمَّدا وهم {يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ
فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ} "
(2/708)
وَالَّذِينَ
يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ رِئَاءَ النَّاسِ وَلَا يُؤْمِنُونَ
بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَنْ يَكُنِ
الشَّيْطَانُ لَهُ قَرِينًا فَسَاءَ قَرِينًا (38) وَمَاذَا
عَلَيْهِمْ لَوْ آمَنُوا بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ
وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقَهُمُ اللَّهُ وَكَانَ اللَّهُ
بِهِمْ عَلِيمًا (39) إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ
ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ
لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا (40)
قوله عَزَّ وَجَلَّ: {وَمَنْ يَكُنِ
الشَّيْطَانُ لَهُ قَرِينًا فَسَاءَ قَرِينًا}
1774 - أَخْبَرَنَا علي بْن عَبْدِ العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا
الأثرم، عَنْ أبي عبيدة: {فَسَاءَ قَرِينًا} أي: فساء الشيطان
قرينا "
قوله عَزَّ وَجَلَّ: {وَمَاذَا عَلَيْهِمْ} الآية
1775 - أَخْبَرَنَا علي بْن عَبْدِ العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا
الأثرم، عَنْ أبي عبيدة، " {وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقَهُمُ
اللهُ} ، أعطوا فِي وجوه الخير "
قوله عَزَّ وَجَلَّ: {إِنَّ اللهَ لا يَظْلِمُ مِثْقَالَ
ذَرَّةٍ}
1776 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ:
حَدَّثَنَا حَسَّانُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ
عُيَيْنَةَ، عَنْ مِسْعَرِ بْنِ كِدَامٍ، عَنْ مَعْنِ بْنِ
عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللهِ
بْنُ مَسْعُودٍ: " إِنَّ فِي النِّسَاءِ خَمْسُ آيَاتٍ، مَا
يَسُرُّنِي أَنَّ لِي بِهَا الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا، وَلَقَدْ
عَلِمْتُ أَنَّ الْعُلَمَاءَ إِذَا مَرُّوا بِهَا
يَعْرِفُونَهَا، قوله عَزَّ وَجَلَّ: {إِنْ تَجْتَنِبُوا
كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ} الآيَةُ، وَقوله: {إِنَّ
اللهَ لا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً
يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا} ،
(2/709)
وَقوله: {إِنَّ اللهَ لا يَغْفِرُ أَنْ
يُشْرَكَ بِهِ} الآيَةُ، وَقوله: {وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ
ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ} الآيَةُ، وَقوله: {وَمَنْ
يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ} الآيَةُ "
1777 - حَدَّثَنَا مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ
الْجَعْدِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفُضَيْلُ بْنُ مَرْزُوقٍ،
عَنْ عَطِيَّةَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: " نزَلَتْ فِي
الأَعْرَابِ: {مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ
أَمْثَالِهَا} ، فَقَالَ رَجُلٌ: فَمَا لِلْمُهَاجِرِينَ يَا
أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ؟ قَالَ: {إِنَّ اللهَ لا يَظْلِمُ
مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ
مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا} ، وَإِذَا قَالَ اللهُ عَزَّ
وَجَلَّ لِشَيْءٍ عَظِيمٌ فَهِوَ عَظِيمٌ "
1778 - حَدَّثَنَا زكريا، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاق، قَالَ:
أَخْبَرَنَا عمرو،
قَالَ: أَخْبَرَنَا أسباط، عَنْ السدي، فِي قوله عَزَّ وَجَلَّ
" {إِنَّ اللهَ لا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ} قَالَ: وزن ذرة
"
(2/710)
إِنَّ اللَّهَ لَا
يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا
وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا (40)
1779 - أَخْبَرَنَا علي، قَالَ: حَدَّثَنَا
الأثرم، عَنْ أبي عبيدة: " {مِثْقَالَ ذَرَّةٍ} ، أي: زنة ذرة
"
قوله عَزَّ وَجَلَّ: {وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا}
1780 - حَدَّثَنَا زكريا، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاق، قَالَ:
أَخْبَرَنَا أَبُو عامر، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الأشهب، أن
أبا رجاء قرأ: " وإن تك حسنة يضعفها "، بتثقيل العين وجرها "
1781 - أَخْبَرَنَا علي بْن عَبْدِ العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا
الأثرم، عَنْ أبي عبيدة: " {يُضَاعِفْهَا} ، أضعافا، ويضعفها
ضعفين "
قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا
عَظِيمًا}
1782 - حَدَّثَنَا ابْنُ بِنْتِ مَنِيعٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا
أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو
خَالِدٍ الأَحْمَرُ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ
عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ أَبِي
هُرَيْرَةَ: " {وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا} ،
قَالَ: الْجَنَّةَ "
1783 - حَدَّثَنَا زكريا، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاق، قَالَ:
أَخْبَرَنَا روح، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن جريج، عَنْ
أبيه، قَالَ: أخبرني عباد بْن أبي صالح، عَنْ
(2/711)
فَكَيْفَ إِذَا
جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى
هَؤُلَاءِ شَهِيدًا (41)
سعيد بْن جبير، فِي قوله جَلَّ وَعَزَّ "
{وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا} قَالَ: الأجر
العظيم: الجنة " وكذلك قَالَ السدي
قوله جَلَّ وَعَزَّ: {فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ
أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ} الآية
1784 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ
يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ، عَنْ سَعِيدِ
بْنِ مَسْرُوقٍ، عَنْ أَبِي الضُّحَى، قَالَ: قَالَ عَبْدُ
اللهِ بْنُ مَسْعُودٍ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اقْرَأْ عَلَيَّ "، قَالَ: قُلْتُ:
وَكَيْفَ أَقْرَأُ عَلَيْكَ، وَعَلَيْكَ أُنْزِلَ؟ قَالَ: "
إِنِّي أُحِبُّ أَنْ أَسْمَعَهُ مِنْ غَيْرِي "، قَالَ:
فَافْتَتَحْتُ سُورَةَ النِّسَاءِ، فَقَرَأْتُ حَتَّى إِذَا
بَلَغْتُ: {فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ
بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاءِ شَهِيدًا} ، قَالَ:
غَمَزَنِي بِيَدِهِ، وَقَالَ: " حَسْبُكَ "، فَنَظَرْتُ
إِلَيْهِ، وَعَيْنَاهُ تَدْمَعَانِ
1785 - حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن علي، قَالَ: حَدَّثَنَا
أَحْمَدُ بْنُ شبيب، قَالَ: حَدَّثَنَا يزيد، عَنْ سعيد، عَنْ
قتادة " {فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ
بِشَهِيدٍ} وشاهدها نبوتها من كل أمة {وَجِئْنَا بِكَ} يَا
مُحَمَّد {عَلَى هَؤُلاءِ شَهِيدًا} "
(2/712)
يَوْمَئِذٍ يَوَدُّ
الَّذِينَ كَفَرُوا وَعَصَوُا الرَّسُولَ لَوْ تُسَوَّى بِهِمُ
الْأَرْضُ وَلَا يَكْتُمُونَ اللَّهَ حَدِيثًا (42)
1786 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ
الْمُبَارَكِ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَيْدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا
ابْنُ ثَوْرٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، فِي قوله عَزَّ وَجَلَّ "
{فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ} برسول
يشهد عليها أنه قد أبلغهم مَا أرسله الله به إليهم "
قوله جَلَّ وَعَزَّ: {يَوْمَئِذٍ}
1787 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ:
حَدَّثَنَا زَيْدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنْ ابْن
جريج: " {يَوْمَئِذٍ يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا} يوم القيامة
"
قوله جَلَّ وَعَزَّ: {يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَعَصَوُا
الرَّسُولَ لَوْ تُسَوَّى بِهِمُ الأَرْضُ}
1788 - حَدَّثَنَا زكريا، قَالَ: حَدَّثَنَا يزيد بْن صالح،
عَنْ خارجة، عَنْ سعيد، عَنْ قتادة، قَالَ زكريا وحدثنا
مُحَمَّد بْن عَبْدِ اللهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا يونس بْن
مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شيبان، عَنْ قتادة، فِي قوله
عَزَّ وَجَلَّ " {يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَعَصَوُا
الرَّسُولَ لَوْ تُسَوَّى بِهِمُ الأَرْضُ} ، يَقُول: ودوا لو
انخرقت بهم الأرض فساحوا فِيهَا، {وَلا يَكْتُمُونَ اللهَ
حَدِيثًا} "
(2/713)
1789 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ
الْمُبَارَكِ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَيْدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا
ابْنُ ثَوْرٍ، عَنْ ابْن جريج: " {لَوْ تُسَوَّى بِهِمُ
الأَرْضُ} فتنشق لهم فيدخلون فِيهَا، فتسوى عليهم "
قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَلا يَكْتُمُونَ اللهَ حَدِيثًا}
1790 - حَدَّثَنَا عَلانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، قَالَ:
حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ
صَالِحٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ
عَبَّاسٍ، قوله جَلَّ وَعَزَّ " {وَاللهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا
مُشْرِكِينَ} ، ثُمَّ قَالَ: {وَلا يَكْتُمُونَ اللهَ
حَدِيثًا} ، بِجَوَارِحِهُمْ "
1791 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ،
قَالَ: أَخْبَرَنَا زَكَرِيَّا بْنُ عَدِيٍّ، قَالَ:
حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَمْرٍو الرَّقِّيُّ، عَنْ
زَيْدِ بْنِ أَبِي أَنِيسَةَ، عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو،
عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: "
جاء رجل إِلَى ابْن عَبَّاس، فَقَالَ: يَا ابْن عَبَّاس، إني
أجد فِي القرآن أشياء تختلف علي قد وقع فِي صدري، فَقَالَ
ابْنُ عَبَّاس " أتكذيب؟ " فَقَالَ الرجل: مَا هُوَ تكذيب،
ولكن اختلاف، قَالَ: فهلم مَا وقع من ذَلِكَ فِي نفسك فَقَالَ
الرجل: أسمع الله عَزَّ وَجَلَّ يَقُول: {فَلا أَنْسَابَ
بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلا يَتَسَاءَلُونَ} وَقَالَ: فِي آية
أخرى: {وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ
(2/714)
يَتَسَاءَلُونَ} ، وَقَالَ فِي آية أخرى:
{وَلا يَكْتُمُونَ اللهَ حَدِيثًا} ، وَقَالَ فِي آية أخرى:
{وَاللهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ} ، فقد كتموا فِي
هذه الآية، وقوله: {أَمِ السَّمَاءُ بَنَاهَا رَفَعَ سَمْكَهَا
فَسَوَّاهَا وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا
وَالأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا} ، فذكر فِي هذه الآية خلق
السماء، قبل خلق الأرض، ثم قَالَ فِي آية أخرى: {قُلْ
أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الأَرْضَ فِي
يَوْمَيْنِ إِلَى قوله: طَائِعِينَ} فذكر فِي هذه الآية خلق
الأرض قبل خلق السماء، وقوله عَزَّ وَجَلَّ: {وَكَانَ اللهُ
غَفُورًا رَحِيمًا} ، {وَكَانَ اللهُ عَزِيزًا حَكِيمًا} ،
{وَكَانَ اللهُ سَمِيعًا بَصِيرًا} فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: "
هات مَا وقع فِي نفسك من هَذَا "، قَالَ السائل: إذا أنبأتني
بهذا، فحسبي
(2/715)
فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: " أما قوله: {فَلا
أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلا يَتَسَاءَلُونَ}
فَهَذِهِ النَّفْخَةُ الأُولَى، يُنْفَخُ فِي الصُّورِ
{فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَمَنْ فِي الأَرْضِ إِلا
مَنْ شَاءَ اللهُ} {فَلا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلا
يَتَسَاءَلُونَ} ، فَإِذَا كَانَ فِي النَّفْخَةِ الآخِرَةِ،
قَامُوا: {فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ}
، وَأَمَّا قوله عَزَّ وَجَلَّ: {وَاللهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا
مُشْرِكِينَ} وَقوله عَزَّ وَجَلَّ: {وَلا يَكْتُمُونَ اللهَ
حَدِيثًا} ، فَإِنَّ اللهَ يَغْفِرُ لأَهْلِ الإِخْلاصِ يَوْمَ
الْقِيَامَةِ، وَلا يَتَعَاظَمُ ذَلِكَ عَلَيْهِ أَنْ
يَغْفِرَ، وَلا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ، فَلَمَّا رَأَى
الْمُشْرِكُونَ ذَلِكَ قَالُوا: إِنَّ رَبَّنَا غَفَرَ
الذُّنُوبَ، وَلا يَغْفِرُ الشِّرْكَ، فَتَعَالَوْا نَقُولُ:
إِنَّا أَهْلُ الذُّنُوبِ، وَلَمْ نَكُنْ مُشْرِكِينَ،
فَسَأَلَهُمُ الرَّبُّ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: أَيْنَ
شُرَكَاؤُكُمُ الَّذِينَ كُنتُمْ تَزْعُمُونَ؟ فَقَالُوا:
{وَاللهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ} وَإِنَّمَا كُنَّا
أَهْلَ ذُنُوبٍ، فَقَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: أَمَّا إِذَا
كَتَمَتِ الأَلْسُنُ، فَاخْتِمُوا عَلَى أَفْوَاهِهِمْ،
فَخَتَمَ اللهُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ، فَنَطَقَتْ أَيْدِيهِمْ،
وَشَهِدَتْ أَرْجُلُهُمْ، بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ، فَعِنْدَ
ذَلِكَ عَرَفَ الْمُشْرِكُونَ، أَنَّ اللهَ لا يَكْتُمُ
حَدِيثًا، فَعِنْدَ ذَلِكَ قوله عَزَّ وَجَلَّ: {يَوَدُّ
الَّذِينَ كَفَرُوا وَعَصَوُا الرَّسُولَ لَوْ تُسَوَّى بِهِمُ
الأَرْضُ وَلا يَكْتُمُونَ اللهَ حَدِيثًا} "، وَذَكَرَ
بَقِيَّةَ الْحَدِيثِ مِثْلَهُ هَذَا الْمَعْنَى،
(2/716)
يَا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ
سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ وَلَا جُنُبًا
إِلَّا عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّى تَغْتَسِلُوا وَإِنْ كُنْتُمْ
مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ
الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً
فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ
وَأَيْدِيكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا غَفُورًا (43)
وَقَالَ بَعْضُهُم {وَلا يَكْتُمُونَ اللهَ
حَدِيثًا} أَيْ: لا تَكْتُمُهُ الْجَوَارِحُ أَوِ الْقَوْلَ
وَلا يَخْفَى عَلَيْهِ، وَإِنْ كَتَمُوهُ
قوله جَلَّ وَعَزَّ: {يَأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا}
1792 - حَدَّثَنَا مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، قَالَ:
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ،
عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، قَالَ: قَالَ عَبْد
اللهِ: " قَرَأْنَا الْمُفَصَّلَ بِمَكَّةَ حِجَجًا لَيْسَ
فِيهِ: {يَأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا} "
1793 - حَدَّثَنَا مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، قَالَ:
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سلمة، عَنْ الضحاك، قَالَ " مَا
كَانَ فِي القرآن {يَأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا} نزل بالمدينة
"
1794 - حَدَّثَنَا مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، قَالَ:
حَدَّثَنَا أَبُو معاوية عَنْ الأعمش، عَنْ إبراهيم، عَنْ
علقمة، مثله
قوله جَلَّ وَعَزَّ: {لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ
سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ}
1795 - حَدَّثَنَا عَلانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ،
قَالَ: حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ، عَنْ عَلِيٍّ، عَنِ ابْنِ
عَبَّاسٍ، " أَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: {لا تَقْرَبُوا
الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا
تَقُولُونَ} فَكَانُوا لا يَشْرَبُونَهَا عِنْدَ الصَّلاةِ،
فَإِذَا
(2/717)
صَلَّوُا الْعِشَاءَ شَرِبُوهَا، وَلا
يُصْبِحُونَ حَتَّى يَذْهَبَ عَنْهُمُ السُّكْرُ، فَإِذَا
صَلَّوُا، الْغَدَاةَ شَرِبُوهَا، فَمَا يَأْتِي الظُّهْرُ
حَتَّى يَذْهَبَ عَنْهُمُ السُّكْرُ، ثُمَّ إِنَّ نَاسًا مِنَ
الْمُسْلِمِينَ شَرِبُوهَا، فَقَاتَلَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا،
وَتَكَلَّمُوا بِمَا لا يَرْضَى اللهُ بِهِ مِنَ الْقَوْلِ،
فَأَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: {إِنَّمَا الْخَمْرُ
وَالْمَيْسِرُ وَالأَنْصَابُ وَالأَزْلامُ} وَالْمَيْسِرُ:
الْقِمَارُ، وَالأَنْصَابُ: هِيَ الأَوْثَانُ، وَالأَزْلامُ:
وِهَي الْقِدَاحُ، كَانُوا يَسْتَقْسِمُونَ بِهَا، {رِجْسٌ}
إِلَى {فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} ، فَحَرَّمَ
اللهُ الْخَمْرَ، وَنَهَى عَنْهَا، وَجَعَلَهَا رِجْسًا،
وَأَمَرَ بِاجْتِنَابِهَا، كَمَا أَمَرَ بِاجْتِنَابِ
الأَوْثَانِ "
1796 - حَدَّثَنَا عَلِيٌّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ،
قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ
أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي مَيْسَرَةَ، قَالَ: قَالَ:
عُمَرُ: " اللهُمَّ بَيِّنْ لَنَا فِي الْخَمْرِ فَنَزَلَتْ:
{لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى
تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ} ، فَقَالَ: اللهُمَّ بَيِّنْ لَنَا
فِي الْخَمْرِ فَنَزَلَتْ: {قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ}
الآيَةُ، قَالَ: اللهُمَّ بَيِّنْ لَنَا فِي الْخَمْرِ
فَنَزَلَتْ: {إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ إِلَى قوله:
فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ} فَقَالَ عُمَرُ: انْتَهَيْنَا،
إِنَّهَا تُذْهِبُ الْمَالَ، وَتُذْهِبُ الْعَقْلَ "
(2/718)
1797 - حَدَّثَنَا علي، قَالَ: حَدَّثَنَا
أَبُو عبيد، قَالَ: حَدَّثَنَا هشيم، قَالَ: أَخْبَرَنَا
مغيرة، عَنْ أبي رزين، قَالَ " شربت الخمر بعد الآية الَّتِي
فِي البقرة، والتي فِي النساء، فكانوا يشربونها حَتَّى تحضر
الصلاة، فإذا حضرت تركوها، حرمت فِي المائدة فِي قوله: {فَهَلْ
أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ} ، فانتهى القوم عنها، فلم يعودوا فِيهَا
"
1798 - حَدَّثَنَا عَلِيٌّ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ
الْمِنْهَالِ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ
السَّائِبِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ حَبِيبٍ، أَنَّ عَبْدَ
الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ " صَنَعَ طَعَامًا وَشَرَابًا،
فَدَعَا نَفْرًا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَكَلُوا وَشَرِبُوا حَتَّى ثَمِلُوا،
فَقَدَّمُوا عَلِيًّا فَصَلَّى بِهِمُ الْمَغْرِبَ، فَقَرَأَ:
قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ،
وَأَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدْ وَأَنَا عَابِدٌ مَا
عَبَدْتُمْ، وَأَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ لَكُمْ
دِينُكُمْ وَلِيَ دِينٌ فَأَنْزَلَ اللهُ جَلَّ وَعَزَّ هَذِهِ
الآيَةَ: {لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى
تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ} "
1799 - حَدَّثَنَا أَبُو يَعْقُوبَ يُوسُفُ الْمَرْوَرُوذِيُّ،
قَالَ: حَدَّثَنَا بُنْدَارٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ
الرَّحْمَنِ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ
عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: " كَانَ هُوَ،
وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ، وَرَجُلٌ
(2/719)
آخَرُ شَرِبُوا الْخَمْرَ، فَصَلَّى بِهِمْ
عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ، فَقَرَأَ: قُلْ يَأَيُّهَا
الْكَافِرُونَ، فَخَلَطَ فِيهَا، فَنَزَلَتْ: {لا تَقْرَبُوا
الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى} "
1800 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ:
حَدَّثَنَا زَيْدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنِ
ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عكرمة " {لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ
وَأَنْتُمْ سُكَارَى} ، فنزلت فِي أبي بكر، وعمر، وعلي، وعَبْد
الرَّحْمَنِ بْن عوف، وسعد، صنع علي لهم طعاما وشرابا، فأكلوا
وشربوا حَتَّى قَالَ ابْنُ جريج: وَقَالَ غير عكرمة: صلى بهم
المغرب علي،
فَقَالَ: {قُلْ يَأَيُّهَا الْكَافِرُونَ} حَتَّى خاتمتها،
فَقَالَ: ليس لي دين، وليس لكم دين، فنزلت: {لا تَقْرَبُوا
الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى} "
1801 - حَدَّثَنَا مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، قَالَ:
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ علي بْن بذيمة، عَنْ
عكرمة " {لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى} ،
قَالَ: نسختها {إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُوا
وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ} "
(2/720)
1802 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ
الْعَزِيزِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو نعيم، قَالَ: حَدَّثَنَا
سلمة، عَنْ الضحاك، " {لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ
سُكَارَى} ، قَالَ: لم يعن بها الخمر، إنما عنى به سكر النوم "
قوله عَزَّ وَجَلَّ: {وَلا جُنُبًا إِلا عَابِرِي سَبِيلٍ
حَتَّى تَغْتَسِلُوا}
1803 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ:
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ
الدَّسْتَوَائِيُّ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي مِجْلَزٍ، عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ، سُئِلَ عَنْ هَذِهِ الآيَةِ " {وَلا جُنُبًا
إِلا عَابِرِي سَبِيلٍ} قَالَ: هُوَ الْمُسَافِرُ "
1804 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنَا
أَحْمَدُ بْنُ شَبِيبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ، حَدَّثَنَا
سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ لاحِقِ بْنِ حُمَيْدٍ وَهُوَ
أَبُو مِجْلَزٍ، أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ كَانَ يَتَأَوَّلُهَا "
{وَلا جُنُبًا إِلا عَابِرِي سَبِيلٍ} ، يَقُولُ: تَحْرِيمًا
أَنْ لا يَقْرَبَ الصَّلاةَ وَهُوَ جُنُبٌ، إِلا وَهُوَ
مُسَافِرٌ، وَلا يَجِدُ مَاءً فَيَتَيَمَّمُ وَيُصَلِّي "
(2/721)
1805 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ:
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا
عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُوسَى، عَنْ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنِ
الْمِنْهَالِ، عَنْ زِرٍّ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: فِي قوله
عَزَّ وَجَلَّ " {وَلا جُنُبًا إِلا عَابِرِي سَبِيلٍ} ،
قَالَ: لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ إِلا أَنْ تَكُونَ مُسَافِرًا
تُصِيبُهُ الْجَنَابَةُ، وَلا يَجِدُ الْمَاءَ، فَيَتَيَمَّمُ
وَيُصَلِّي حَتَّى يَجِدَ الْمَاءَ "
1806 - حَدَّثَنَا إِسْحَاق بْن إبراهيم، عَنْ عَبْد الرزاق،
عَنْ معمر، عَنْ ابْن أبي نجيح، عَنْ مجاهد، فِي قوله عَزَّ
وَجَلَّ " {وَلا جُنُبًا إِلا عَابِرِي سَبِيلٍ} ، مسافرين لا
تجدون ماء " وكذلك قَالَ: سعيد بْن جبير، والحكم والحسن بْن
مسلم بْن يناق،
وقتادة
1807 - وَحَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ:
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ
الرَّازِيُّ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ
يَسَارٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " {وَلا جُنُبًا إِلا عَابِرِي
سَبِيلٍ} ، قَالَ: لا تَدْخُلِ الْمَسْجِدَ، وَأَنْتَ جُنُبٌ،
إِلا وَأَنْتَ {عَابِرِي سَبِيلٍ} إِلا وَأَنْتَ مَارًّا فِيهِ
"
(2/722)
1808 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ
إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ
عَبْدِ الْكَرِيمِ الْجَرَزِيِّ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ
عَبْدِ اللهِ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، " أَنَّهُ كَانَ
يُرَخَّصُ لِلْجُنُبِ أَنْ يَمُرَّ فِي الْمَسْجِدِ
مُجْتَازًا، وَلا أَعْلَمُهُ إِلا قَالَ: {وَلا جُنُبًا إِلا
عَابِرِي سَبِيلٍ} "
1809 - حَدَّثَنَا مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، قَالَ:
حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ سالم، عَنْ سعيد، قَالَ: " الجنب يمر
فِي المسجد ولا يجلس فيه، ثم قرأ: {وَلا جُنُبًا إِلا عَابِرِي
سَبِيلٍ} "
1810 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ:
حَدَّثَنَا حجاج، قَالَ: حَدَّثَنَا حماد، عَنْ قتادة، عَنْ
الحسن، " أنه كَانَ لا يرى بأسا أن يمر الجنب فِي المسجد، ولا
يقعد فيه، وقرأ هذه الآية: {وَلا جُنُبًا إِلا عَابِرِي
سَبِيلٍ}
1811 - حَدَّثَنَا إِسْحَاق بْن إبراهيم، عَنْ عَبْد الرزاق،
عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عمرو بْن دينار، قَالَ: يمر الجنب
فِي المسجد، قلت: لعمرو: من أين تأخذ ذَلِكَ؟ قَالَ: من قوله
عَزَّ وَجَلَّ
: {وَلا جُنُبًا إِلا عَابِرِي سَبِيلٍ} "
(2/723)
1812 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ
الْعَزِيزِ، قَالَ: حَدَّثَنَا الأثرم، عَنْ أبي عبيدة: "
{إِلا عَابِرِي سَبِيلٍ} معناه فِي هَذَا الموضع: لا تقربوا
المصلى جنبا إِلا عابري سبيل يقطعه، ولا يقعد فيه، فالمصلى
مختصرا وَقَالَ بعضهم فِي قوله عَزَّ وَجَلَّ: {وَلا جُنُبًا
إِلا عَابِرِي سَبِيلٍ} الآية، قَالَ: {لا تَقْرَبُوا
الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى} ، فقوله: {وَأَنْتُمْ
سُكَارَى} فِي موضع نصب عَلَى الحال فَقَالَ: {وَلا جُنُبًا}
عَلَى العطف، كأنه قَالَ: ولا تقربوها جنبا إِلا عابري سبيل،
أي: لا تقربوها إِلا عابري سبيل، كما يَقُول: لا تأتنا إِلا
راكبا "
قوله عَزَّ وَجَلَّ: {وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى}
1813 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو
مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا شُجَاعُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ
قَيْسٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ
جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فِي هَذِهِ الآيَةِ " {وَإِنْ
كُنْتُمْ مَرْضَى} ، قَالَ: هُوَ الرَّجُلُ الْمَجْرُوحُ، أَوْ
بِهِ الْجُرْحُ أَوِ الْقَرْحُ، يَخَافُ إِنِ اغْتَسَلَ أَنْ
يَمُوتِ فَيَتَيَمَّمُ "
(2/724)
1814 - حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن علي،
قَالَ: حَدَّثَنَا سعيد بْن منصور، حَدَّثَنَا إسماعيل بْن
إبراهيم، عَنْ سعيد، عَنْ قتادة، عَنْ عزرة، قَالَ: قلت: لسعيد
بْن جبير، فِي قوله عَزَّ وَجَلَّ " {وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى
أَوْ عَلَى سَفَرٍ} قرأ إِلَى: {صَعِيدًا طَيِّبًا} ، قلت: مَا
رخصة المريض ها هنا؟ قَالَ: إذا كانت به قروح، أو جروح، أو كبر
عَلَيْهِ الماء، تيمم الصعيد "
1815 - حَدَّثَنَا زكريا، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن
يَحْيَى، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن يوسف، قَالَ: حَدَّثَنَا
قيس، عَنْ خصيف، عَنْ مجاهد: فِي قوله: " {وَإِنْ كُنْتُمْ
مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ} ، قَالَ: نزلت فِي رجل من الأنصار،
كَانَ مريضا فلم يستطع أن يقوم فيتوضأ، ولم يكن له خادم
فيناوله، فأتى رَسُول اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ، فذكر ذَلِكَ له، فأنزل الله: {وَإِنْ كُنْتُمْ
مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ} "
قوله عَزَّ وَجَلَّ: {أَوْ عَلَى سَفَرٍ}
1816 - أَخْبَرَنَا علي بْن عَبْدِ العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا
الأثرم، عَنْ أبي عبيدة: " {أَوْ عَلَى سَفَرٍ} ، أو فِي سفر،
وتقول: أنا عَلَى سفر، فِي معنى آخر: تقول: أنا متهيئ له "
(2/725)
قوله عَزَّ وَجَلَّ: {أَوْ جَاءَ أَحَدٌ
مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ}
1817 - أَخْبَرَنَا علي بْن عَبْدِ العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا
الأثرم، عَنْ أبي عبيدة: " {أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ
الْغَائِطِ} كناية عَنْ حاجة ذي البطن، والغائط: الفتح من
الأرض المنصوب، وَهُوَ أعظم من الوادي "
قوله عَزَّ وَجَلَّ: {أَوْ لامَسْتُمُ النِّسَاءَ}
1818 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ
بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ،
عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ حَبِيبٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ،
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " {أَوْ لامَسْتُمُ النِّسَاءَ} ، قَالَ:
هُوَ الْجِمَاعُ "
1819 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنَا
سَعِيدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ أَبِي
بِشْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، قَالَ " كُنَّا فِي
حُجَّرِةِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَمَعَنَا عَطَاءُ بْنُ أَبِي
رَبَاحٍ، وَنَفَرٌ مِنَ الْمَوَالِي، وَعُبَيْدُ بْنُ
عُمَيْرٍ، وَنَفَرٌ مِنَ الْعَرَبِ، فَتَذَاكَرْنَا
اللِّمَاسَ، فَقُلْتُ أَنَا، وَعَطَاءٌ: اللَّمْسُ بِالْيَدِ،
فَقَالَ عُبَيْدُ بْنُ عُمَيْرٍ، وَالْعَرَبُ: هُوَ الْجِمَاعُ
فَقُلْتُ: إِنَّ عِنْدَكُمْ مِنْ هَذَا لَفْصَلٌ قَرِيبٌ،
فَدَخَلْتُ عَلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، وَهُوَ قَاعِدٌ عَلَى
السَّرِيرِ، فَقَالَ لِي: مَهْيَمْ؟ فَقُلْتُ:
(2/726)
تَذَاكَرْنَا اللَّمْسَ، فَقَالَ
بَعْضَنَا: هُوَ اللَّمْسُ بِالْيَدِ، وَقَالَ بَعْضُنَا: هُوَ
الْجِمَاعُ، قَالَ: مَنْ قَالَ هُوَ الْجِمَاعُ؟ قُلْتُ:
الْعَرَبُ، قَالَ: فَمَنْ قَالَ: هُوَ اللَّمْسُ بِالْيَدِ؟
قُلْتُ: الْمَوَالِي، قَالَ: فَمِنْ أَيِّ الْفَرِيقَيْنِ
كُنْتَ؟ قُلْتُ: مَعَ الْمَوَالِي، فَضَحِكَ، قَالَ: غَلَبَتِ
الْمَوَالِي، غَلَبَتِ الْمَوَالِي، غَلَبَتِ الْمَوَالِي،
ثُمَّ قَالَ: إِنَّ اللَّمْسَ، وَالْمَسَّ، وَالْمُبَاشَرَةَ
الْجِمَاعُ، وَلَكِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يُكْنِّي مَا شَاءَ
بِمَا شَاءَ "
1820 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ،
قَالَ: أَخْبَرَنَا جَرِيرٌ، عَنْ بَيَانٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ،
عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: إِسْحَاقُ، وَأَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ
هَارُونَ، عَنِ الأَشْعَثِ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ عَلِيٍّ،
قَالَ: " الْمُلامَسَةُ: الْجِمَاعُ "
1821 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ
بْنُ يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، قَالَ:
حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُخَارِقٍ، عَنْ طَارِقٍ، عَنْ
عَبْد اللهِ، فِي قوله عَزَّ وَجَلَّ " {أَوْ لامَسْتُمُ
النِّسَاءَ} قَالَ: شَيْءٌ هَذَا مَعْنَاهُ، هُوَ مَا دُونَ
الْجِمَاعِ "
(2/727)
قوله عَزَّ وَجَلَّ: {فَلَمْ تَجِدُوا
مَاءً فَتَيَمَّمُوا}
1822 - حَدَّثَنَا زكريا، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ
الخليل، قَالَ: حَدَّثَنَا معاوية بْن عمرو، عَنْ أبي
إِسْحَاق، قَالَ: قَالَ سُفْيَان فِي قوله عَزَّ وَجَلَّ "
{فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا} ، قَالَ: تحروا، تعمدوا
صعيدا طيبا "
1823 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ:
حَدَّثَنَا الأثرم، عَنْ أبي عبيدة: " {فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا
طَيِّبًا} أي: فتعمدوا ذَلِكَ "
قوله جَلَّ وَعَزَّ: {صَعِيدًا طَيِّبًا}
1824 - أَخْبَرَنَا علي بْن عَبْدِ العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا
الأثرم، عَنْ أبي عبيدة: " {صَعِيدًا طَيِّبًا} الصعيد: وجه
الأرض "
قوله جَلَّ وَعَزَّ: {فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ} الآية
1825 - حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن علي، قَالَ: حَدَّثَنَا
أَحْمَدُ بْنُ شبيب، قَالَ: حَدَّثَنَا يزيد، عَنْ سعيد، عَنْ
قتادة، قوله عَزَّ وَجَلَّ " {وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى إِلَى
قوله: إِنَّ اللهَ كَانَ عَفُوًّا غَفُورًا} ، فإن أعياك الماء
فلا يعيينك الصعيد أن تضع فيه كفيه، ثم تنفضهما، فتمسح بهما
وجهك، وكفيك، لا تعد
(2/728)
أَلَمْ تَرَ إِلَى
الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يَشْتَرُونَ
الضَّلَالَةَ وَيُرِيدُونَ أَنْ تَضِلُّوا السَّبِيلَ (44)
ذَلِكَ بغسل الجنابة، ولا بوضوء صلاة، فمن
تيمم الصعيد فصلى، ثم قدر عَلَى الماء بعد ذَلِكَ، فعليه
الغسل، وحسبه صلاته، الَّتِي كَانَ صلى، ومن كَانَ معه ماءا
يسيرا، فخشي الظمأ، فليتيمم بالصعيد، وليتبلغ بمائه الَّذِي
معه وَكَانَ أهل العلم يأمرون بِذَلِكَ "
قوله جَلَّ وَعَزَّ: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا
نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ}
1826 - حَدَّثَنَا علي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ
مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْن سعد، عَنْ
مُحَمَّد بْن إِسْحَاق، قَالَ " كَانَ رفاعة بْن يزيد من عظماء
يهود، إذا كلمه رَسُول اللهِ لوى رأسه، وَقَالَ: أرعنا سمعك
يَا مُحَمَّد، حَتَّى تفهم، ثم طعن فِي الإسلام، وعابه، فأنزل
الله فيه عَلَى نبيه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ
الْكِتَابِ يَشْتَرُونَ الضَّلالَةَ وَيُرِيدُونَ أَنْ
تَضِلُّوا السَّبِيلَ إِلَى قوله: فَلا يُؤْمِنُونَ إِلا
قَلِيلا} "
(2/729)
1827 - حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن علي،
قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ شبيب، قَالَ: حَدَّثَنَا
يزيد، عَنْ سعيد، عَنْ قتادة " {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ
أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ} ، وهم أعداء الله اليهود "
1828 - وأخبرنا علي بْن عَبْدِ العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا
الأثرم، عَنْ أبي عبيدة: {نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ} قَالَ:
طرفا وخطا "
قوله عَزَّ وَجَلَّ: {يَشْتَرُونَ الضَّلالَةَ}
1829 - حَدَّثَنَا زكريا، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عبيد
الله، قَالَ: حَدَّثَنَا يونس بْن مُحَمَّدٍ، قَالَ:
حَدَّثَنَا شيبان، عَنْ قتادة ح قَالَ زكريا وحدثنا يزيد بْن
صالح، عَنْ خارجة، عَنْ سعيد، عَنْ قتادة، فِي قوله جَلَّ
وَعَزَّ " {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ
الْكِتَابِ يَشْتَرُونَ الضَّلالَةَ وَيُرِيدُونَ أَنْ
تَضِلُّوا السَّبِيلَ} قَالَ: هم أعداء الله اليهود، اشتروا
الضلالة، يَقُول: استحبوها "
(2/730)
مِنَ الَّذِينَ
هَادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَيَقُولُونَ
سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ وَرَاعِنَا
لَيًّا بِأَلْسِنَتِهِمْ وَطَعْنًا فِي الدِّينِ وَلَوْ
أَنَّهُمْ قَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاسْمَعْ
وَانْظُرْنَا لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَقْوَمَ وَلَكِنْ
لَعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُونَ إِلَّا
قَلِيلًا (46)
قوله جَلَّ وَعَزَّ: {مِنَ الَّذِينَ
هَادُوا}
1830 - أَخْبَرَنَا علي بْن عَبْدِ العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا
الأثرم، عَنْ أبي عبيدة: " {مِنَ الَّذِينَ هَادُوا} ، فِي
هَذَا الموضع: اليهود "
قوله جَلَّ وَعَزَّ: {يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ
مَوَاضِعِهِ}
1831 - حَدَّثَنَا زكريا، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن
رافع، قَالَ: حَدَّثَنَا شبابة، قَالَ: حدثني ورقاء، عَنْ ابْن
أبي نجيح، عَنْ مجاهد، قَالَ زكريا وحدثنا مُحَمَّد بْن
يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن يوسف، قَالَ:
حَدَّثَنَا ورقاء، عَنْ ابْن أبي نجيح، عَنْ مجاهد، فِي قوله
عَزَّ وَجَلَّ " {يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ}
تبديل اليهود التوراة "
1832 - حَدَّثَنَا زكريا، قَالَ: حَدَّثَنَا عمرو، قَالَ:
أَخْبَرَنَا هشيم، قَالَ: حَدَّثَنَا المغيرة، عَنْ إبراهيم،
فِي قوله عَزَّ وَجَلَّ " {مِنَ الَّذِينَ هَادُوا
يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ} ، قَالَ: كَانَ ينزل
عليهم يَا بني رسلي، يَا بني أحباري، قَالَ: فحرفوه وجعلوه يَا
بني أبكاري "
1833 - أَخْبَرَنَا علي بْن عَبْدِ العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا
الأثرم عَنْ أبي عبيدة: " {يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ
مَوَاضِعِهِ} ، يحرفون: يقلبون، ويغيرون، والكلم جماعة كلمة "
(2/731)
قوله عَزَّ وَجَلَّ: {وَيَقُولُونَ
سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا}
1834 - حَدَّثَنَا زكريا، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن
رافع، قَالَ: حَدَّثَنَا شبابة، قَالَ: أخبرني ورقاء، عَنْ
ابْن أبي نجيح، عَنْ مجاهد ح قَالَ زكريا وحدثنا مُحَمَّد بْن
يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن يوسف، قَالَ:
حَدَّثَنَا ورقاء، عَنْ ابْن أبي نجيح، عَنْ مجاهد، فِي قوله
عَزَّ وَجَلَّ " {سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا} مَا تقول، ولا نطيعك
"
قوله عَزَّ وَجَلَّ: {وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ}
1835 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ:
حَدَّثَنَا زَيْدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنِ
ابْنِ جُرَيْجٍ، أو عكرمة، " {وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ} فِي
رفاعة بْن زيد بْن السائب اليهودي "
1836 - حَدَّثَنَا زكريا، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن
رافع، قَالَ: حَدَّثَنَا شبابة، قَالَ: حدثني ورقاء، عَنْ ابْن
أبي نجيح، عَنْ مجاهد " {وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ} غير مقبول
مَا تقول "
(2/732)
قوله: {وَرَاعِنَا}
1837 - حَدَّثَنَا زكريا، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاق، قَالَ:
حَدَّثَنَا عمرو، قَالَ: حَدَّثَنَا أسباط، عَنْ السدي، فِي
قوله عَزَّ وَجَلَّ " {مِنَ الَّذِينَ هَادُوا} الآية، قَالَ:
كَانَ رجلان من اليهود، يقال لأحدهما: مالك بْن الضيف والآخر:
رفاعة بْن زيد، إذا لقيا النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ، قالا له، وهما يكلمانه: راعنا سمعك، واسمع غير
مسمع، كقولك: اسمع غير صاغر، فظن المسلمون أن هَذَا شيء كَانَ
أهل الكتاب يعظمون به أنبياءهم قَالَ أصحاب النَّبِيّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ للنبي مثل ذَلِكَ، فنهوا عَنْ
ذَلِكَ، فأنزل الله جَلَّ وَعَزَّ: {يَأَيُّهَا الَّذِينَ
آمَنُوا لا تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا انْظُرْنَا
وَاسْمَعُوا} "
1838 - حَدَّثَنَا زكريا، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن
يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن يوسف، قَالَ:
حَدَّثَنَا ورقاء، عَنْ ابْن أبي نجيح، عَنْ مجاهد فِي قوله "
{وَرَاعِنَا} خلافا يلوون به ألسنتهم "
(2/733)
1839 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ
الْعَزِيزِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، قَالَ: حَدَّثَنَا
إِبْرَاهِيمُ بْن سعد، عَنْ مُحَمَّد بْن إِسْحَاق "
{وَرَاعِنَا لَيًّا بِأَلْسِنَتِهِمْ} أي: أرعنا سمعك "
قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَرَاعِنَا لَيًّا بِأَلْسِنَتِهِمْ
وَطَعْنًا فِي الدِّينِ}
1840 - حَدَّثَنَا زكريا، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاق، قَالَ:
أَخْبَرَنَا عمرو، قَالَ: حَدَّثَنَا أسباط، عَنْ السدي، قوله
عَزَّ وَجَلَّ " {لَيًّا بِأَلْسِنَتِهِمْ} قَالَ: الكلام شبه
الاستهزاء {وَطَعْنًا فِي الدِّينِ} ، قَالَ: فِي دين مُحَمَّد
عَلَيْهِ السلام "
1841 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ:
حَدَّثَنَا زَيْدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنِ
ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ مجاهد " {لَيًّا} خلافا يكون بألسنتهم "
1842 - حَدَّثَنَا النجار، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْد الرزاق،
عَنْ معمر، عَنْ قتادة " {لَيًّا بِأَلْسِنَتِهِمْ} واللي:
تحريكهم ألسنتهم بِذَلِكَ، وطعنا فِي الدين "
(2/734)
قوله جَلَّ وَعَزَّ: {قَالُوا سَمِعْنَا
وَأَطَعْنَا} الآية
1843 - حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ هَارُونَ، قَالَ: حَدَّثَنَا
عَبْد الأعلى، قَالَ: حَدَّثَنَا مسلم، عَنْ ابْن أبي نجيح،
عَنْ مجاهد، فِي قوله عَزَّ وَجَلَّ " {وَاسْمَعْ
وَانْظُرْنَا} قَالَ: يَقُول: لا تعجل علينا، سوف نسمعه إن شاء
الله "
1844 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ:
حَدَّثَنَا زَيْدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنِ
ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ مجاهد " {وَاسْمَعْ وَانْظُرْنَا} أفهمنا
وبين لنا يَا مُحَمَّد "
قوله جَلَّ وَعَزَّ: {فَلا يُؤْمِنُونَ إِلا قَلِيلا}
1845 - حَدَّثَنَا النجار، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد الرزاق،
عَنْ معمر، عَنْ قتادة، فِي قوله " {فَلا يُؤْمِنُونَ إِلا
قَلِيلا} قَالَ: لا يؤمنون هم إِلا قليلا
1846 - " حَدَّثَنَا النجار، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْد الرزاق،
عَنْ معمر " {فَلا يُؤْمِنُونَ إِلا قَلِيلا} ، قَالَ معمر:
قَالَ الكلبي: لا يؤمنون إِلا بقليل مما فِي أيديهم "
(2/735)
يَا أَيُّهَا
الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ آمِنُوا بِمَا نَزَّلْنَا
مُصَدِّقًا لِمَا مَعَكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَطْمِسَ وُجُوهًا
فَنَرُدَّهَا عَلَى أَدْبَارِهَا أَوْ نَلْعَنَهُمْ كَمَا
لَعَنَّا أَصْحَابَ السَّبْتِ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ
مَفْعُولًا (47)
قوله جَلَّ وَعَزَّ: {يَأَيُّهَا الَّذِينَ
أُوتُوا الْكِتَابَ آمِنُوا بِمَا نَزَّلْنَا مُصَدِّقًا لِمَا
مَعَكُمْ}
1847 - حَدَّثَنَا عَلِيٌّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ
مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ
مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: " كَلَّمَ رَسُولُ اللهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رُؤَسَاءَ مِنْ أَحْبَارِ
يَهُودَ، مِنْهُمْ عَبْدُ اللهِ بُْن صُورِيَا الأَعْوَرِ،
وَكَعْبُ بْنُ أَسَدٍ، فَقَالَ لَهُمْ: " يَا مَعْشَرَ
يَهُودَ، اتَّقُوا اللهَ وَأَسْلِمُوا، فَوَاللهِ إِنَّكُمْ
لَتَعْلَمُونَ أَنَّ الَّذِي جِئْتُكُمْ بِهِ لَحَقٌّ "،
قَالُوا: مَا نَعْرِفُ ذَلِكَ يَا مُحَمَّدُ، فَجَحَدُوا مَا
عَرَفُوا، وَأَصَرُّوا عَلَى الْكُفْرِ، فَأَنْزَلَ اللهُ
جَلَّ ثَنَاؤُهُ فِيهِمْ: {آمِنُوا بِمَا نَزَّلْنَا
مُصَدِّقًا لِمَا مَعَكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَطْمِسَ وُجُوهًا
فَنَرُدَّهَا عَلَى أَدْبَارِهَا أَوْ نَلْعَنَهُمْ كَمَا
لَعَنَّا أَصْحَابَ السَّبْتِ وَكَانَ أَمْرُ اللهِ مَفْعُولا}
قوله جَلَّ وَعَزَّ: {مِنْ قَبْلِ أَنْ نَطْمِسَ وُجُوهًا}
1848 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ:
حَدَّثَنَا زَيْدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنِ
ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ مجاهد، " {مِنْ قَبْلِ أَنْ نَطْمِسَ
وُجُوهًا} عَنِ الصراط، عَنِ الحق "
(2/736)
1849 - حَدَّثَنَا زكريا، قَالَ:
حَدَّثَنَا إِسْحَاق، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن يزيد،
قَالَ: حَدَّثَنَا جويبر، عَنْ الضحاك، فِي قوله عَزَّ وَجَلَّ
" {مِنْ قَبْلِ أَنْ نَطْمِسَ وُجُوهًا} ، قَالَ: الطمس أن
يرتدوا كفارا، فلا يهتدوا أبدا "
1850 - أَخْبَرَنَا علي بْن عَبْدِ العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا
الأثرم، عَنْ أبي عبيدة: " {مِنْ قَبْلِ أَنْ نَطْمِسَ
وُجُوهًا} أي: نسوها حَتَّى تكون كأقفائهم، يقال للريح: طمست
آثارنا، أي: محتها، وطمس الكتاب "
قوله جَلَّ وَعَزَّ: {فَنَرُدَّهَا عَلَى أَدْبَارِهَا}
1851 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ:
حَدَّثَنَا زَيْدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنِ
ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ مجاهد " {فَنَرُدَّهَا عَلَى
أَدْبَارِهَا} فِي الضلالة "
1852 - حَدَّثَنَا النجار، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْد الرزاق،
عَنْ معمر، عَنْ قتادة، فِي قوله عَزَّ وَجَلَّ "
{فَنَرُدَّهَا عَلَى أَدْبَارِهَا} ، قَالَ: تحول وجوههم قبل
ظهورهم "
1853 - حَدَّثَنَا زكريا، قَالَ: حَدَّثَنَا يزيد بْن صالح،
عَنْ خارجه، عَنْ سعيد، عَنْ قتادة " {مِنْ قَبْلِ أَنْ
نَطْمِسَ وُجُوهًا فَنَرُدَّهَا عَلَى أَدْبَارِهَا} ، يَقُول:
من قبل أقفيتها "
(2/737)
وَقَالَ بعضهم: {يَأَيُّهَا الَّذِينَ
أُوتُوا الْكِتَابَ آمِنُوا بِمَا نَزَّلْنَا مُصَدِّقًا لِمَا
مَعَكُمْ} إِلَى قوله: {فَنَرُدَّهَا عَلَى أَدْبَارِهَا} ،
يَقُول: من قبل يوم القيامة
قوله جَلَّ وَعَزَّ: {أَوْ نَلْعَنَهُمْ كَمَا لَعَنَّا
أَصْحَابَ السَّبْتِ وَكَانَ أَمْرُ اللهِ مَفْعُولا}
1854 - حَدَّثَنَا النجار، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْد الرزاق،
عَنْ معمر، عَنْ قتادة، فِي قوله عَزَّ وَجَلَّ " {أَوْ
نَلْعَنَهُمْ كَمَا لَعَنَّا أَصْحَابَ السَّبْتِ} ، قَالَ:
يَقُول: أو نجعلهم قردة " قَالَ معمر: وَقَالَ الحسن مثل
ذَلِكَ
1855 - حَدَّثَنَا زكريا، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاق، قَالَ:
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن يزيد، قَالَ: حَدَّثَنَا جويبر، عَنْ
الضحاك " {أَوْ نَلْعَنَهُمْ كَمَا لَعَنَّا أَصْحَابَ
السَّبْتِ} أن نجعلهم قردة وخنازير "
(2/738)
إِنَّ اللَّهَ لَا
يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ
لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى
إِثْمًا عَظِيمًا (48)
قوله جَلَّ وَعَزَّ: {إِنَّ اللهَ لا
يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ
لِمَنْ يَشَاءُ}
1856 - أَخْبَرَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ،
قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَنْصُورُ بْنُ
عِمْرَانَ الْبُرْجُمِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا مِجْلَزٍ،
يَقُولُ: لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ: {قُلْ يَا عِبَادِيَ
الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ} الآية، " قَامَ
النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى
الْمِنْبَرِ فَتَلاهَا عَلَى النَّاسِ "، فَقَامَ إِلَيْهِ
رَجُلٌ، فَقَالَ: وَالشِّرْكُ بِاللهِ، فَسَكَتَ، ثُمَّ قَامَ
إِلَيْهِ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، وَالشِّرْكُ بِاللهِ،
فَسَكَتَ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلاثًا، قَالَ: فَنَزَلَتْ هَذِهِ
الآيَةُ: {إِنَّ اللهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ
وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ} قَالَ:
فَأُثْبِتَتْ هَذِهِ فِي الزُّمَرِ، وأُثْبِتَتْ هَذِهِ فِي
النِّسَاءِ "
قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللهِ فَقَدِ افْتَرَى
إِثْمًا عَظِيمًا}
1857 - أَخْبَرَنَا علي بْن عَبْدِ العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا
الأثرم، عَنْ أبي عبيدة: " {فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا} ، أي:
تخلقه "
(2/739)
أَلَمْ تَرَ إِلَى
الَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنْفُسَهُمْ بَلِ اللَّهُ يُزَكِّي مَنْ
يَشَاءُ وَلَا يُظْلَمُونَ فَتِيلًا (49)
قوله جَلَّ وَعَزَّ: {أَلَمْ تَرَ إِلَى
الَّذِينَ}
1858 - أَخْبَرَنَا علي بْن عَبْدِ العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا
الأثرم، عَنْ أبي عبيدة: " {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ} ليس
هَذَا رأي العين، هَذَا تنبيه فِي معنى: ألم تعرف؟ " قَالَ غير
أبي عبيدة: ألم تخبر، ويكون أما ترى؟ أما تعلم؟ "
قوله جَلَّ وَعَزَّ: {يُزَكُّونَ أَنْفُسَهُمْ بَلِ اللهُ
يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ}
1859 - حَدَّثَنَا مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد الأعلى،
قَالَ: حَدَّثَنَا مسلم، عَنْ ابْن أبي نجيح، عَنْ مجاهد، قوله
" {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنْفُسَهُمْ} ،
قَالَ: يعني: يهود، قَالَ: كَانُوا يقدمون صبيانا لهم أمامهم
فِي الصلاة، فيؤمونهم، يزعمون أنهم لا ذنوب لهم، قَالَ: فتلك
التزكية "
1860 - حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن علي، قَالَ: حَدَّثَنَا
أَحْمَدُ، قَالَ: حَدَّثَنَا يزيد، عَنْ سعيد، عَنْ قتادة، "
{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنْفُسَهُمْ} وهم
أعداء الله اليهود زكوا أنفسهم بأمر لم يبلغوه، فَقَالُوا:
{نَحْنُ أَبْنَاءُ اللهِ وَأَحِبَّاؤُهُ} ، وقالوا: لا ذنوب
لنا "
(2/740)
قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَلا يُظْلَمُونَ
فَتِيلا}
1861 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنَا
سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ،
عَنْ خُصَيْفٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ:
" النَّقِيرُ النَّقْرَةُ تَكُونُ فِي النَّوَاةِ الَّتِي
تَنْبُتُ مِنْهَا النَّخْلَةُ، وَالْفَتِيلُ: الَّذِي يَكُونُ
فِي شَقِّ النَّوَاةِ، وَالْقِطْمِيرُ: الْقِشْرُ الَّذِي
يَكُونُ عَلَى النَّوَاةِ "
1862 - حَدَّثَنَا زكريا، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاق، قَالَ:
أَخْبَرَنَا جرير، عَنْ ليث، عَنْ مجاهد، فِي قوله جل ثناؤه "
{نَقِيرًا} قَالَ: النقير: الَّذِي يكون فِي وسط النواة فِي
ظهرها، وقوله: {فَتِيلا} هُوَ الَّذِي يكون فِي جوف النواة،
ويقولون: مَا تدلك فيخرج من وسخها، والقطمير: لفافة النواة، أو
سحاة البيضة، أو سحاة القصبة "
1863 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ:
حَدَّثَنَا زيد بْن ثور، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ مجاهد،
قَالَ " النقير: حبة النواة الَّتِي فِي بطنها "
1864 - أَخْبَرَنَا علي، قَالَ: حَدَّثَنَا الأثرم، عَنْ أبي
عبيدة: " {فَتِيلا} الفتيل: الَّذِي فِي شق النواة "
(2/741)
انْظُرْ كَيْفَ
يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَكَفَى بِهِ إِثْمًا
مُبِينًا (50)
1865 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ:
حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ،
عَنْ يُونُسَ، وَإِسْرَائِيلَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ
التَّمِيمِيِّ، قَالَ: سُئِلَ ابْنُ عَبَّاسٍ عَنْ قوله جَلَّ
ثَنَاؤُهُ " {وَلا يُظْلَمُونَ فَتِيلا} ، قَالَ: هُوَ الَّذِي
يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الأَصَابِعِ "
1866 - حَدَّثَنَا مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى، قَالَ:
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ يَزِيدَ يَعْنِي ابْنَ دِرْهَمٍ،
قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْعَالِيَةِ، يُحَدِّثُ عَنِ ابْنِ
عَبَّاسٍ، قَالَ: " الْفَتِيلُ مَا يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ
الأُصْبُعَيْنِ "
1867 - حَدَّثَنَا مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، قَالَ:
حَدَّثَنَا عمرو بْن ثابت، عَنْ سعيد بْن جبير، قَالَ "
الفتيل: مَا فتلت بين إصبعيك "
قوله جَلَّ وَعَزَّ: {انْظُرْ كَيْفَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللهِ
الْكَذِبَ} الآية
1868 - أَخْبَرَنَا علي بْن عَبْدِ العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا
الأثرم، عَنْ أبي عبيدة: {انْظُرْ كَيْفَ يَفْتَرُونَ عَلَى
اللهِ الْكَذِبَ} مثل {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ} "
(2/742)
أَلَمْ تَرَ إِلَى
الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ
بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا
هَؤُلَاءِ أَهْدَى مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا سَبِيلًا (51)
قوله جَلَّ وَعَزَّ: {أَلَمْ تَرَ إِلَى
الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ
بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ}
1869 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ:
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا
إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ،
قَالَ: " لَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ مِنْ غَزْوَةِ ذَاتِ الرِّقَاعِ،
أَقَامَ بِهَا بَقِيَّةَ جُمَادَى الأُولَى، وَجُمَادَى
الآخِرَةَ، وَرَجَبَ، ثُمَّ خَرَجَ فِي شَعْبَانَ إِلَى بَدْرٍ
لِمِيعَادِ أَبِي سُفْيَانَ، حَتَّى نَزَلَهُ، فَأَقَامَ
عَلَيْهِ ثَمَانِ لَيَالٍ، يَنْظُرُ أَبَا سُفْيَانَ وَخَرَجَ
أَبُو سُفْيَانَ فِي أَهْلِ مَكَّةَ حَتَّى نَزَلَ مَجَنَّةَ،
مِنْ نَاحِيَةِ مَرِّ الظَّهْرَانِ، وَبَعْضُ النَّاسِ
يَقُولُ: عَسْفَانَ ثُمَّ بَدَا لَهُ الرُّجُوعُ، فَقَالَ: يَا
مَعْشَرَ قُرَيْشٍ، إِنَّهُ لا يُصْلِحُكُمْ إِلا عَامُ
خِصْبٍ، وَإِنَّ عَامَكُمْ هَذَا عَامُ جَدْبٍ، فَرَجَعَ
وَرَجَعَ النَّاسُ فَسَمَّاهُمْ أَهْلُ مَكَّةَ جَيْشَ
السُّوَيْقِ ثُمَّ انْصَرَفَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْمَدِينَةِ، فَمَكَثَ بِهَا حَتَّى
مَضَى ذُو الْحَجَّةِ، وَهِيَ سَنَةُ أَرْبَعٍ مِنْ مَقْدَمِ
رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ غَزَا
رَسُولُ اللهِ
(2/743)
دُومَةَ الْجَنْدَلِ، ثُمَّ رَجَعَ قَبْلَ
أَنْ يَصِلَ إِلَيْهَا، وَلَمْ يَلْقَ كَيْدًا، فَأَقَامَ
بِالْمَدِينَةِ بَقِيَّةَ سَنَتِهِ تِلْكَ، ثُمَّ كَانَتْ
غَزْوَةُ الْخَنْدَقِ فِي شَوَّالٍ سَنَةَ خَمْسٍ "
فَحَدَّثَنَا عَلَيٌّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُُ
مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ
مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: فَحَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ
رُومَانَ مَوْلَى أَبِي الزُّبَيْرِ بْنِ عُرْوَةَ، وَمَنْ لا
يُتَّهَمُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ،
وَالزُّهْرُيِّ، وَعَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ،
وَعَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، وَمُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ
الْقُرَظِيِّ، وَغَيْرِهِمْ مِنْ عُلَمَائِنَا، فدل جميع حديثه
فِي الحديث عَنْ الخندق، وبعضهم حدث مَا لا يحدث بعض، أنه
كَانَ من حديث الخندق، أن نفرا من يهود منهم: سلام بْن أبي
الحقيق النضري، وحيي بْن أخطب النضري، وهودة بْن قيس الوابلي،
وَأَبُو عمار الوابلي، فِي نفر من بني النضير، ونفر من بني
وائل، وهم الَّذِينَ حزبوا الأحزاب عَلَى رَسُول اللهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، خرجوا حَتَّى قدموا عَلَى قريش
بمكة، فدعوهم إِلَى حرب رَسُول اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ، وقالوا: إنا سنكون معكم حَتَّى نستأصله، فقالت لهم
قريش: يَا معشر يهود إنكم أهل الكتاب الأول، والعلم بما أصبحنا
نختلف فيه نحن ومُحَمَّدا فديننا خير أم دينهم؟ قَالُوا: بل
دينكم خير من دينه، وأنتم أولى بالحق منهم، فهم الَّذِينَ أنزل
الله جل ثناؤه فيهم: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا
نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ
وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا هَؤُلاءِ
أَهْدَى مِنَ
(2/744)
الَّذِينَ آمَنُوا سَبِيلا إِلَى قوله:
أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللهُ مِنْ
فَضْلِهِ} أي: النبوة {فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ
الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ إِلَى قوله: وَكَفَى بِجَهَنَّمَ
سَعِيرًا} فلما قَالُوا ذَلِكَ لقريش، سروهم، ونشطوا إِلَى مَا
دعوهم له من حرب رَسُول اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ، فاجتمعوا لذلك، واتعدوا له، وخرج أولئك النفر من
يهود حَتَّى جاءوا غطفان، من قيس عيلان، فدعوهم إِلَى حرب
رَسُول اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأخبروهم أنه
سيكونون معهم عَلَيْهِ، وأن قريشا قد بايعوهم عَلَى ذَلِكَ
وأجمعوا معهم
1870 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ:
حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا
شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ حَسَّانَ بْنِ فَايِدٍ،
عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ: فِي قوله " {بِالْجِبْتِ
وَالطَّاغُوتِ} ، قَالَ: الْجِبْتُ السِّحْرُ "
1871 - حَدَّثَنَا زكريا، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو ميسرة،
قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد الأعلى قَالَ: حَدَّثَنَا مسلم، عَنْ
ابْن أبي نجيح، عَنْ مجاهد، فِي قوله جَلَّ وَعَزَّ "
{يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ} قَالَ: الجبت: السحر " وممن قَالَ:
أن الجبت السحر: الشعبي وَأَبُو العالية
(2/745)
1872 - حَدَّثَنَا أَبُو ميسرة، قَالَ:
حَدَّثَنَا أَبُو كامل، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عوانة، عَنْ
أبي بشر، عَنْ سعيد بْن جبير، فِي قوله عَزَّ وَجَلَّ "
{بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ} قَالَ: الجبت: الشيطان "
1873 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ:
حَدَّثَنَا أَبُو نعيم، قَالَ: حَدَّثَنَا فضيل، عَنْ عطية "
{بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ} قَالَ: الجبت: الشيطان "
1874 - حَدَّثَنَا عَلانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ،
قَالَ: حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيِّ
بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قوله عَزَّ وَجَلَّ
" {بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ} يَقُولُ: الشِّرْكُ "
1875 - حَدَّثَنَا ابْن النجار، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْد
الرزاق فِي " {بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ} ، قَالَ الكلبي: هما
كاهنان جميعا، كعب بْن الأشرف، وحيي بْن أخطب "
1876 - حَدَّثَنَا النجار، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْد الرزاق
، عَنْ معمر، عَنْ أيوب، كَانَ عكرمة، يَقُول: " {بِالْجِبْتِ
وَالطَّاغُوتِ} : صنمان "
(2/746)
1877 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ
الْعَزِيزِ، قَالَ: حَدَّثَنَا الأثرم، عَنْ أبي عبيدة: "
{بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ} كل معبود من حجر، أو مدر، أو
صورة، أو شيطان، فهو جبت وطاغوت "
قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَالطَّاغُوتِ}
1878 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ:
حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا
شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ حَسَّانَ بْنِ فَايِدٍ،
عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، فِي قوله عَزَّ وَجَلَّ "
{بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ} قَالَ: الطَّاغُوتُ: الشَّيْطَانُ
"
1879 - حَدَّثَنَا مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد الأعلى،
قَالَ: حَدَّثَنَا مسلم، عَنْ ابْن أبي نجيح، عَنْ مجاهد "
{والطَّاغُوتِ} قَالَ: الطاغوت، الشيطان فِي صورة إنسان،
يتحاكمون إِلَيْهِ، وَهُوَ صاحب أمرهم " وممن قَالَ: إن
الطاغوت الشيطان: الشعبي، وَأَبُو العالية "
1880 - حَدَّثَنَا أَبُو ميسرة، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو كامل
وَهُوَ الفضل بْن الحسين الجحدري، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو
عوانة، عَنْ أبي بشر، عَنْ سعيد
(2/747)
جبير، فِي قوله عَزَّ وَجَلَّ جل ثناؤه "
{بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ} قَالَ: الطاغوت الكاهن "
1881 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ:
حَدَّثَنَا زَيْدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنِ
ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عكرمة مولى ابْن عَبَّاس " {بِالْجِبْتِ
وَالطَّاغُوتِ} الطاغوت: الكهانة "
قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا
هَؤُلاءِ أَهْدَى}
1882 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا بُنْدَارٌ
مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي
عَدِيٍّ، قَالَ: أَنْبَأَنَا دَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ
عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " لَمَّا قَدِمَ
كَعْبُ بْنُ الأَشْرَفِ مَكَّةَ أَتَوْهُ، فَقَالُوا لَهُ:
نَحْنُ أَهْلُ السِّقَايَةِ، وَالسِّدَانَةِ، وَأَنْتَ سَيِّدُ
أَهْلِ الْمَدِينَةِ، فَنَحْنُ خَيْرٌ أَمْ هَذَا الصِّنْبِيرُ
الْمُنْبَتِرُ مِنْ قَوْمِهِ، يَزْعُمُ أَنَّهُ خَيْرٌ مِنَّا؟
قَالَ: بَلْ أَنْتُمْ خَيْرٌ مِنْهُ، قَالَ: فَنَزَلَتْ
عَلَيْهِ: {إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأَبْتَرُ} قَالَ:
وَأُنْزِلَتْ عَلَيْهِ: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ
(2/748)
أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ
يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ إِلَى قوله: نَصِيرًا}
"
1883 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الصَّائِغُ، قَالَ:
حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا
سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ،
قَالَ: " قَدِمَ حُيَيُّ بْنُ أَخْطَبَ، وَكَعْبُ بْنُ
الأَشْرَفِ إِلَى مَكَّةَ، فَقَالَتْ قُرَيْشٌ: أَنْتُمْ
أَهْلُ الْكِتَابِ، وَأَهْلُ الْعِلْمِ، فَنَحْنُ خَيْرٌ أَمْ
مُحَمَّدٌ؟ قَالُوا: وَمَا أَنْتُمْ وَمَا مُحَمَّدٌ؟ قَالُوا:
صُنْبُورٌ قَطَعَ أَرْحَامَنَا، وَاتَّبَعَهُ سُرَّاقُ
الْحَجِيجِ، بَنُو غِفَارٍ، فَنَحْنُ أَهْدَى سَبِيلا أَوْ
هُوَ؟ قَالَ: أَنْتُمْ، فَأَنْزَلَ اللهُ جَلَّ ثَنَاؤُهُ:
{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ
الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ
وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى قوله: فَلَنْ تَجِدَ
لَهُ نَصِيرًا} وَرَوَى عَنْ قَتَادَةَ نَحْوًا مِنْ ذَلِكَ "
(2/749)
أُولَئِكَ الَّذِينَ
لَعَنَهُمُ اللَّهُ وَمَنْ يَلْعَنِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ
لَهُ نَصِيرًا (52) أَمْ لَهُمْ نَصِيبٌ مِنَ الْمُلْكِ
فَإِذًا لَا يُؤْتُونَ النَّاسَ نَقِيرًا (53)
1884 - أَخْبَرَنَا علي بْن عَبْدِ العزيز،
قَالَ: حَدَّثَنَا الأثرم، عَنْ أبي عبيدة: " {أَهْدَى
سَبِيلا} أقوم طريقة "
قوله جَلَّ وَعَزَّ: {أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللهُ}
الآية
1885 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنَا
أَحْمَدُ بْنُ شَبِيبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ، عَنْ
سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، " ذَكَرَ لَنَا أَنَّ كَعْبَ بْنَ
الأَشْرَفِ، وَحُيَيُّ بْنُ أَخْطَبَ لَقِيَا قُرَيْشًا
لِمَوْسِمٍ، فَقَالَ لَهُمُ الْمُشْرِكُونَ: أَنَحْنُ أَهْدَى
أَمْ مُحَمَّدٌ وَأَصْحَابُهُ؟ فَقَالَ: لا، بَلْ أَنْتُمْ
أَهْدَى، فَأَنْزَلَ اللهُ جَلَّ ثَنَاؤُهُ: {أُولَئِكَ
الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللهُ وَمَنْ يَلْعَنِ اللهُ فَلَنْ
تَجِدَ لَهُ نَصِيرًا} "
قوله جَلَّ وَعَزَّ: {أَمْ لَهُمْ نَصِيبٌ مِنَ الْمُلْكِ}
الآية
1886 - حَدَّثَنَا مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد الأعلى،
قَالَ: حَدَّثَنَا مسلم، عَنْ ابْن أبي نجيح، عَنْ مجاهد،
قَالَ: فِي قوله عَزَّ وَجَلَّ " {أَمْ لَهُمْ نَصِيبٌ مِنَ
الْمُلْكِ} فليس لهم نصيب، فلو كَانَ لهم نصيب لم يؤتوا الناس
نقيرا " وَقَالَ ابْنُ جريج نحوا منه
(2/750)
أَمْ لَهُمْ نَصِيبٌ
مِنَ الْمُلْكِ فَإِذًا لَا يُؤْتُونَ النَّاسَ نَقِيرًا (53)
قوله جَلَّ وَعَزَّ: {نَقِيرًا}
1887 - حَدَّثَنَا مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، قَالَ:
حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصَ، عَنْ خُصَيْفٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ،
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " النَّقِيرُ: النَّقْرَةُ
تَكُونُ فِي النَّوَاةِ الَّتِي تَنْبُتُ مِنْهَا النَّخْلَةُ
"
1888 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ:
حَدَّثَنَا زَيْدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنِ
ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ مجاهد، قَالَ " النقير: حبة النواة
الَّتِي فِي بطنها "
1889 - حَدَّثَنَا مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى،
وَشُجَاعٌ، قَالا: حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ حُصَيْنٍ، عَنْ
أَبِي مَالِكٍ، قَالَ: " النَّقِيرُ: الَّذِي فِي ظَهْرِ
النَّوَاةِ "
- وقال قتادةُ نحوه.
1890 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ:
حَدَّثَنَا الأثرم، عَنْ أبي عبيدة، " النقير: النقرة فِي ظهر
النواة "
1891 - حَدَّثَنَا مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، قَالَ:
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ يَزِيدَ - يَعْنِي ابْنَ دِرْهَمٍ -،
قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْعَالِيَةِ، يُحَدِّثُ عَنِ ابْنِ
عَبَّاسٍ، قَالَ: " هَذَا النَّقِيرُ، وَوَضَعَ طَرْفَ
الإِبْهَامِ عَلَى بَاطِنِ السَّبَّابَةِ ثُمَّ نَقَرَهَا "،
(2/751)
أَمْ يَحْسُدُونَ
النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ
آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ
وَآتَيْنَاهُمْ مُلْكًا عَظِيمًا (54)
وَقَالَ بعض أهل العلم: النقير: النقطة فِي
ظهر النواة، تقول: لا يعطون الناس شيئا، ولا مقدار تلك النقطة
قوله جَلَّ وَعَزَّ: {أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ}
1892 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ:
حَدَّثَنَا زَيْدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنِ
ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: قَالَ مجاهد " {أَمْ يَحْسُدُونَ
النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ} ، يهود "
وكذلك قَالَ قتادة
1893 - أَخْبَرَنَا علي بْن عَبْدِ العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا
الأثرم، عَنْ أبي عبيدة: " {أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ}
معناها: يحسدون الناس "
قوله جَلَّ وَعَزَّ: {النَّاسَ}
1894 - حَدَّثَنَا زكريا، قَالَ: حَدَّثَنَا عمرو، قَالَ:
حَدَّثَنَا هشيم، قَالَ: أَخْبَرَنَا خالد، عَنْ عِكْرِمَةَ،
فِي قوله عَزَّ وَجَلَّ " {أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى
مَا آتَاهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ} قَالَ: هُوَ النَّبِيّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خاصة "
(2/752)
1895 - حَدَّثَنَا مُوسَى، قَالَ:
حَدَّثَنَا إِسْحَاق، قَالَ: أَخْبَرَنَا عمرو، عَنْ أسباط،
عَنْ السدي، فِي قوله عَزَّ وَجَلَّ " {أَمْ يَحْسُدُونَ
النَّاسَ} قَالَ: يحسدون مُحَمَّدا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ "
1896 - حَدَّثَنَا مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، قَالَ:
حَدَّثَنَا قَيْسٌ، عَنِ السُّدِّيِّ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " نَحْنُ النَّاسُ دُونَ النَّاسِ "
(2/753)
قوله جَلَّ وَعَزَّ: {مَا آتَاهُمُ اللهُ
مِنْ فَضْلِهِ}
1897 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ:
حَدَّثَنَا أَبُو غَسَّان مالك بْن إسماعيل النهدي، قَالَ:
حَدَّثَنَا فضل بْن مرزوق، عَنْ عطية، فِي قوله عَزَّ وَجَلَّ
" {أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللهُ مِنْ
فَضْلِهِ} قَالَ: قالت اليهود للمسلمين: تزعمون أن مُحَمَّدا
أوتي الدين فِي تواضع، وعنده تسع نسوة، أي: ملك أعظم من هَذَا؟
قَالَ: فأنزل الله جَلَّ وَعَزَّ: {أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ
عَلَى مَا آتَاهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ
إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ الآية إِلَى عَظِيمًا} "
1898 - حَدَّثَنَا زكريا، قَالَ: حَدَّثَنَا عمرو، عَنْ أسباط،
عَنْ السدي، فِي قوله عَزَّ وَجَلَّ: {أَمْ يَحْسُدُونَ
النَّاسَ} ، قَالَ: يحسدون مُحَمَّدا، قَالَ: قالت اليهود:
يزعم مُحَمَّد أنه جاء بالتواضع، والزهد فِي الدنيا، وَهُوَ
يتزوج من النساء مَا شاء، فأي ملك أفضل من ملك النساء؟ فذلك
قوله عَزَّ وَجَلَّ: {أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا
آتَاهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ} من النساء {فَقَدْ آتَيْنَا آلَ
إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ} إِلَى {مُلْكًا عَظِيمًا} أوتوا
النساء كما كَانَ
(2/754)
لداود تسع وتسعين امرأة، فذلك قوله عَزَّ
وَجَلَّ: {وَآتَيْنَاهُمْ مُلْكًا عَظِيمًا} "
قوله جَلَّ وَعَزَّ: {فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ
الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ}
1899 - حَدَّثَنَا زكريا، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو جعفر
الترمذي مُحَمَّد بْن أحمد بْن نصر، قَالَ: حَدَّثَنَا بكر بْن
عَبْدِ الوهاب، عَنْ فليح، عَنْ أبي بكر الهذلي، عَنْ سعيد بْن
جبير، والحسن، فِي قوله عَزَّ وَجَلَّ " {الْكِتَابَ
وَالْحِكْمَةَ} ، قَالَ: الكتاب: القرآن، والحكمة: السنة "
1900 - حَدَّثَنَا مُحَمَّد، قَالَ: حَدَّثَنَا نصر، قَالَ:
حَدَّثَنَا عَبْد الوهاب، عَنْ سعيد، عَنْ قتادة، " {فَقَدْ
آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ} ، أي:
السنة، ومُحَمَّد من آل إبراهيم "
قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَآتَيْنَاهُمْ مُلْكًا عَظِيمًا}
1901 - حَدَّثَنَا مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد الأعلى،
قَالَ: حَدَّثَنَا مسلم، عَنْ ابْن أبي نجيح، عَنْ مجاهد، فِي
قوله عَزَّ وَجَلَّ " {وَآتَيْنَاهُمْ مُلْكًا عَظِيمًا} ،
قَالَ: النبوة "
(2/755)
فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ
بِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ صَدَّ عَنْهُ وَكَفَى بِجَهَنَّمَ
سَعِيرًا (55)
1902 - حَدَّثَنَا زكريا، قَالَ:
حَدَّثَنَا إِسْحَاق، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو نعيم، قَالَ:
حَدَّثَنَا إسرائيل، عَنْ أبي إِسْحَاق، عَنْ همام بْن الحارث،
" {وَآتَيْنَاهُمْ مُلْكًا عَظِيمًا} قَالَ: أيدوا بالملائكة
والجنود "
1903 - حَدَّثَنَا مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، قَالَ:
حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ الأَحْمَرُ، عَنْ أَشْعَثَ، عَنْ
أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ "
{وَآتَيْنَاهُمْ مُلْكًا عَظِيمًا} أُيْدِوُا بِالْمَلائِكَةِ
يَوْمَ بَدْرٍ "
1904 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ:
حَدَّثَنَا أَبُو غَسَّان، قَالَ: حَدَّثَنَا فضيل، عَنْ عطية
" {وَآتَيْنَاهُمْ مُلْكًا عَظِيمًا} قَالَ: ملك سليمان "
قوله جَلَّ وَعَزَّ: {فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ بِهِ وَمِنْهُمْ
مَنْ صَدَّ عَنْهُ}
1905 - حَدَّثَنَا مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد الأعلى،
قَالَ: حَدَّثَنَا مسلم، عَنْ ابْن أبي نجيح، عَنْ مجاهد "
{فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ بِهِ} آمن بما أنزل عَلَى مُحَمَّد من
يهود، ومنهم من صد عنه "
(2/756)
1906 - حَدَّثَنَا زكريا، قَالَ:
حَدَّثَنَا إِسْحَاق، قَالَ: أَخْبَرَنَا عمرو بْن مُحَمَّد،
قَالَ: حَدَّثَنَا أسباط، عَنْ السدي، فِي قوله عَزَّ وَجَلَّ
" {فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ بِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ صَدَّ عَنْهُ}
، قَالَ: زرع إبراهيم خليل الرحمن، وزرع الناس فِي تلك السنة،
فهلك زرع الناس، وزكا زرع إبراهيم، خليل الرحمن، واحتاج الناس
إِلَيْهِ، فكان الناس يأتون إبراهيم، فيسألونه منه، فَقَالَ
لهم: من آمن بربه أعطيته، ومن أبى منعته، فمنهم من آمن به،
فأعطاه من الزرع، ومنهم من أبى، فلم يأخذ منه، فذلك قوله:
{فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ بِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ صَدَّ عَنْهُ
وَكَفَى بِجَهَنَّمَ سَعِيرًا} "
قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَكَفَى بِجَهَنَّمَ سَعِيرًا}
1907 - أَخْبَرَنَا علي بْن عَبْدِ العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا
الأثرم، عَنْ أبي عبيدة: " {وَكَفَى بِجَهَنَّمَ سَعِيرًا} ،
أي: وقودا "
قوله عَزَّ وَجَلَّ: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا
سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَارًا}
1908 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ
بْنُ يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ:
أَخْبَرَنَا حَاجِبُ بْنُ عُمَرَ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنِ
الأَعْرَجِ، قَالَ: قَالَ
(2/757)
إِنَّ الَّذِينَ
كَفَرُوا بِآيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَارًا كُلَّمَا
نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا
لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَزِيزًا حَكِيمًا
(56)
أَبُو هُرَيْرَةَ: " يُعَظَّمُ الْكَافِرُ
فِي النَّارِ مَسِيرَةَ سَبْعِ لَيَالٍ، ضِرْسُهُ مِثْلُ
أُحُدٍ، وَشِفَاهُهُمْ عِنْدَ سُرَرِهِمْ، سُودٌ زُرْقٌ
مَقْبُوحُونَ "
1909 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنَا
أَحْمَدُ بْنُ شَبِيبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ، قَالَ:
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، " أَنَّ عَدِيًّا، رَجُلا
مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ، أَتَى كَعْبًا، وَهُوَ مَرِيضٌ،
فَقَالَ: يَا كَعْبُ، حَدِّثْنَا حَدِيثَ النَّارِ، قَالَ:
أَوَلَمْ يَبْلُغْكَ حَدِيثَ النَّارِ؟ وَكَانَ مُتَّكِئًا
فَازْدَحَفَ، فَقَالَ: وَالَّذِي نَفْسُ كَعْبٍ بِيَدِهِ، لَوْ
كَانَتْ بِالْمَشْرِقِ، وَكُنْتَ بِالْمَغْرِبِ ثُمَّ كُشِفَ
عَنْهَا غِطَاؤُهَا، لَخَرَجَ دِمَاغُكَ مِنْ مِنْخَرَيْكَ
مِنْ شِدَّةِ حَرِّهَا ذُكِرَ لَنَا أَنَّ عُمَرَ بْنَ
الْخَطَّابِ، كَانَ يَقُول: " اذْكُرُوا لَهُمُ النَّارَ،
لَعَلَّهُمْ يَعْرِفُونَ بِأَنَّ حَرَّهَا شَدِيدٌ، وَأَنَّ
قَعْرَهَا بَعِيدٌ، وَأَنَّ شَرَابَهَا صَدِيدٌ، وَأَنَّ
مَقَامِعَهَا حَدِيدٌ "
1910 - أَخْبَرَنَا علي، عَنْ الأثرم، عَنْ أبي عبيدة: "
{نُصْلِيهِمْ نَارًا} نشويهم بالنار وننضجهم، يقال: أتانا
بالحمل مصلي، أي: مشوي، وذكر أن يهودية أهدت إِلَى النَّبِيّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شاة مصلية: أي: مشوية "
قوله جَلَّ وَعَزَّ: {كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ
بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا}
1911 - حَدَّثَنَا مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ
مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا شِهَابُ بْنُ خِرَاشٍ، قَالَ:
حَدَّثَنِي عَاصِمُ بْنُ أَبِي النَّجُودِ، قَالَ: حَدَّثَنِي
زِرٍّ، عَنْ
(2/758)
عَبْد اللهِ، قَالَ: " إِنَّهُ تُسْمَعُ
لِلْهَوَامِّ جَلَبَةٌ بَيْنَ أَطْبَاقِ جِلْدِ الْكَافِرِ
كَمَا تُسْمَعُ جَلَبَةُ الْوَحْشِ فِي الْبَرِّ "
1912 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ،
قَالَ: أَخْبَرَنَا جَرِيرٌ، وَأَبُو مُعَاوِيَةَ، قَالا:
حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي
هُرَيْرَةَ، قَالَ: " قَالَ لِي عَبْد اللهِ: أَتَدْرِي كَمْ
عَرْضُ جِلْدِ الْكَافِرِ؟ فَقُلْتُ: لا، قَالَ: هُوَ
أَرْبَعُونَ ذِرَاعًا بِذِرَاعِ الْخَبَّازِ "
1913 - حَدَّثَنَا زكريا، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاق، قَالَ:
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن يزيد، عَنْ جويبر، عَنْ الضحاك، فِي
قوله عَزَّ وَجَلَّ " {كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ
بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا} ، قَالَ: تأخذ النار فتأكل
جلودهم حَتَّى تكشطها عَنِ اللحم، حَتَّى تفضي النار إِلَى
العظام، ويبدلون جلودا غيرها، فيذيقهم الله شديد العذاب، فذلك
دائم لهم أبدا، بتكذيبهم رَسُول اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ، وكفرهم بآيات الله "
1914 - حَدَّثَنَا مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو خيثمة،
قَالَ: حَدَّثَنَا يزيد بْن هارون، قَالَ: أَخْبَرَنَا هشام،
عَنْ الحسن، فِي قوله عَزَّ وَجَلَّ " {كُلَّمَا
(2/759)
وَالَّذِينَ آمَنُوا
وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي
مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا لَهُمْ
فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَنُدْخِلُهُمْ ظِلًّا ظَلِيلًا
(57)
نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ
جُلُودًا غَيْرَهَا} قَالَ: بلغني أنه يحرق أحدهم فِي اليوم
سبعين ألف مرة "
قوله عَزَّ وَجَلَّ: {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا
الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ}
1915 - حَدَّثَنَا زكريا، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاق، قَالَ:
حدثني يَحْيَى بْن اليمان، عَنْ رجل، عَنْ جعفر بْن أبي
المغيرة، عَنْ سعيد بْن جبير، قَالَ " طول الرجل من أهل الجنة
سبعون ميلا، وطول المرأة ثلاثون ميلا، مقعدتها جريب أرض، وإن
شهوته لتجري فِي جسدها مقدار سبعين عاما، يجد اللذة ولو انقلب
الرجل من أهل النار كسلسلة لزالت الجبال "
قوله جَلَّ وَعَزَّ: {أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَنُدْخِلُهُمْ
ظِلا ظَلِيلا}
1916 - حَدَّثَنَا زكريا، قَالَ: حَدَّثَنَا سعيد بْن يعقوب،
والحسن بْن عيسى، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْن المبارك، قَالَ:
حَدَّثَنَا ابْنُ جريج، عَنْ مجاهد، فِي قوله عَزَّ وَجَلَّ "
{وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ} ، من الحيض، والغائط،
والبول، والمخاط، والنخام، والبزاق، والمني، والولد "
(2/760)
إِنَّ اللَّهَ
يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا
وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا
بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ
اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا (58)
قوله جَلَّ وَعَزَّ: {إِنَّ اللهَ
يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا}
1917 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ، قَالَ: حَدَّثَنَا
عَبْدُ اللهِ، عَنْ سُفْيَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ
بْنُ السَّائِبِ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَاذَانُ، عَنِ ابْنِ
مَسْعُودٍ، قَالَ: " الْقَتْلُ فِي سَبِيلِ اللهِ يُكَفِّرُ
الذُّنُوبَ كُلَّهَا غَيْرَ الأَمَانَةِ، يُؤْتَى بِهِ، وَإِنْ
قُتِلَ فِي سَبِيلِ اللهِ، فَيُقَالُ لَهُ: أَدِّ أَمَانَتَكَ،
فَيَقُولُ: ذَهَبَتِ الدُّنْيَا، مِنْ أَيْنَ أُؤَدِّيهَا؟
قَالَ: فَيَقُولُ: اذْهَبُوا بِهِ إِلَى الْهَاوِيَةِ، حَتَّى
إِذَا انْتَهَوْا بِهِ إِلَى قَرَارِ الْهَاوِيَةِ، مَثُلَتْ
أَمَانَتُهُ كَيَوْمِ دُفِعَتْ إِلَيْهِ، فَيَحْمِلُهَا،
فَيَضَعُهَا عَلَى عَاتِقِهِ، فَيَصْعَدُ فِي النَّارِ، حَتَّى
رَأَى أَنَّهُ قَدْ خَرَجَ مِنْهَا، زَلَّتْ عَنْ عَاتِقِهِ،
فَهَوَتْ وَهَوَى فِي أَثَرِهَا أَبَدَ الآبِدِينَ، ثُمَّ
قَرَأَ ابْنُ مَسْعُودٍ: {إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ
تُؤَدُّوا الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا} قَالَ زَاذَانُ:
فَخَرَجْتُ مَذْعُورًا، فَلَقِيتُ الْبَرَاءَ بْنَ عَازِبٍ،
فَحَدَّثْتُهُ بِمَا قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْعُودٍ،
فَقَالَ: صَدَقَ أَخِي: {إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ
تُؤَدُّوا الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا} "
1918 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ،
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ سُفْيَانَ،
عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ
" {إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الأَمَانَاتِ} ،
قَالَ: هِيَ مُسَجَّلَةٌ لِلْبَرِّ، وَالْفَاجِرِ "
(2/761)
1919 - حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ هَارُونَ،
قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ
ابْن مكين، عَنْ زيد بْن أسلم " {إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكُمْ
أَنْ تُؤَدُّوا الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا
حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ} ،
قَالَ: نزلت فِي ولاة الأمر "
1920 - وَمِنْ حَدِيثِ سُنَيْدٍ، عَنْ حَجَّاجٍ، عَنِ ابْنِ
جُرَيْجٍ، قوله عَزَّ وَجَلَّ " {إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكُمْ
أَنْ تُؤَدُّوا الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا} ، قَالَ:
نَزَلَتْ فِي عُثْمَانَ بْنِ طَلْحَةَ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ،
قَبَضَ مِنْهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
مِفْتَاحَ الْكَعْبَةَ، وَدَخَلَ بِهِ الْبَيْتَ يَوْمَ
الْفَتْحِ، فَخَرَجَ وَهُوَ يَتْلُو هَذِهِ الآيَةَ، فَدَعَا
عُثْمَانَ، فَدَفَعَ إِلَيْهِ الْمِفْتَاحَ، قَالَ: وَقَالَ
عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: لَمَّا خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الْكَعْبَةِ، وَهُوَ يَتْلُو
هَذِهِ الآيَةَ، فِدَاهُ أَبِي وَأُمِّي، مَا سَمِعْتُهُ
يَتْلُوهَا قَبْلَ ذَلِكَ "
1921 - وَقَالَ سنيد حَدَّثَنَا الزنجي بْن خالد، عَنْ الزهري،
قَالَ " دفعه إِلَيْهِ، وَقَالَ: أعينوه "
(2/762)
قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَإِذَا حَكَمْتُمْ
بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ}
1922 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنَا
سَعِيدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ،
قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، قَالَ:
أَخْبَرَنَا مُصْعَبُ بْنُ سَعْدٍ، قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ،
رَضِيَ اللهُ عَنْهُ " كَلِمَاتٍ أَصَابَ فِيهِنَّ: حَقٌّ
عَلَى الإِمَامِ أَنْ يَحْكُمَ بِمَا أَنْزَلَ اللهُ، وَأَنْ
يُؤَدِّي الأَمَانَةَ، فَإِذَا فَعَلَ ذَلِكَ، فَحَقَّ عَلَى
النَّاسِ أَنْ يَسْمَعُوا لَهُ، وَأَنْ يُطِيعُوا، وَأَنْ
يُجِيبُوا إِذَا دُعُوا "
قوله جَلَّ وَعَزَّ: {إِنَّ اللهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ}
1923 - حَدَّثَنَا أَبُو يَحْيَى بْنُ أَبِي مَيْسَرَةَ،
قَالَ: حَدَّثَنَا الْمُقْرِئُ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ،
قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو يُونُسَ، قَالَ " سَمِعْتُ أَبَا
هُرَيْرَةَ، وَقَرَأَ هَذِهِ الآيَةَ: {إِنَّ اللهَ
يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا
وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا
بِالْعَدْلِ إِنَّ اللهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللهَ
كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا} ، وَضَعَ إِبْهَامَهُ عَلَى
أُذُنِهِ، وَالَّتِي تَلِيهَا عَلَى عَيْنِهِ، وَيَقُولُ:
هَكَذَا سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ يَقْرَأُ، وَيَضَعُ
إِصْبَعَيْهِ "
(2/763)
يَا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ
وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ
فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ
تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ
وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا (59)
قوله جَلَّ وَعَزَّ: {يَأَيُّهَا الَّذِينَ
آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي
الأَمْرِ مِنْكُمْ} الآية
1924 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الصَّائِغُ،
قَالَ: حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ: "
{يَأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا
الرَّسُولَ وَأُولِي الأَمْرِ مِنْكُمْ} ، نَزَلَتْ فِي عَبْدِ
اللهِ بْنِ حُذَافَةَ بْنِ قَيْسٍ السَّهْمِيِّ بَعَثَهُ
النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَرِيَّةٍ،
أَخْبَرَنِيهِ يَعْلَى بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ
جُبَيْرٍ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ "
1925 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ،
قَالَ: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ،
عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ " هُمْ
أُمَرَاءُ السَّرَايَا "
1926 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنَا
سَعِيدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةُ، عَنِ
الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، فِي
قوله عَزَّ وَجَلَّ: " {أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا
الرَّسُولَ وَأُولِي الأَمْرِ مِنْكُمْ} " قال:هم الأمراء
(2/764)
1927 - قَالَ: حَدَّثَنَا علي بْن عَبْدِ
العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا الأثرم، عَنْ أبي عبيدة: "
{وَأُولِي الأَمْرِ مِنْكُمْ} أي: ذوي الأمر، الدليل عَلَى
ذَلِكَ أن واحدها ذو "
1928 - حَدَّثَنَا زكريا، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ
عمرو، وإبراهيم بْن سعيد الجوهري، قالا: حَدَّثَنَا إسماعيل
بْن علية، عَنْ أبي نجيح، عَنْ مجاهد، فِي قوله عَزَّ وَجَلَّ
" {أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأَمْرِ
مِنْكُمْ} ، قَالَ: أصحاب مُحَمَّد، أهل العقل، والفقه، والدين
"
1929 - حَدَّثَنَا عَلانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ،
قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي
طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قوله: " {أَطِيعُوا اللهَ
وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأَمْرِ مِنْكُمْ} ، قَالَ:
أُولِي الأَمْرِ: أَهْلُ طَاعَةِ اللهِ الَّذِينَ يُعَلِّمُونَ
النَّاسَ مَعَانِيَ دِينِهِمْ، وَيَأْمُرُونَهُمْ
بِالْمَعْرُوفِ، وَيَنْهَوْنَهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ،
فَأَوْجَبَ اللهُ جَلَّ وَعَزَّ طَاعَتَهُمْ عَلَى الْعِبَادِ
"
(2/765)
1930 - حَدَّثَنَا مُوسَى، قَالَ:
حَدَّثَنَا شُرَيْحٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنِ
الْحَسَنِ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ
بْنِ عُقَيْلٍ، عَنْ جَابِرٍ: " {وَأُولِي الأَمْرِ مِنْكُمْ}
، قَالَ: الْفُقَهَاءُ "
1931 - حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن علي، قَالَ: حَدَّثَنَا سعيد،
قَالَ: حَدَّثَنَا هشيم، قَالَ: حَدَّثَنَا منصور، عَنْ الحسن،
وأخبرنا عَبْد الملك، عَنْ عطاء، قَالَ " أولي الفقه والعلم "
1932 - حَدَّثَنَا أَبُو أحمد مُحَمَّد بْن عَبْدِ الوهاب،
قَالَ: أَخْبَرَنَا يعلى بْن عبيد، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد
الملك، عَنْ عطاء، فِي قوله عَزَّ وَجَلَّ " {أَطِيعُوا اللهَ
وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأَمْرِ مِنْكُمْ} قَالَ:
أولي العلم، والفقه، وطاعة الرسول، واتباع الكتاب والسنة "
1933 - حَدَّثَنَا زكريا، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاق، قَالَ:
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن يزيد، عَنْ جويبر، عَنْ الضحاك، فِي
قوله عَزَّ وَجَلَّ " {أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ
وَأُولِي الأَمْرِ مِنْكُمْ} ، قَالَ: علماء الْمُسْلِمِينَ،
وفقهاؤهم "
(2/766)
1934 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ
الْعَزِيزِ، قَالَ:
حَدَّثَنَا أَبُو نعيم، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ
خصيف، عَنْ مجاهد، وعكرمة " {وَأُولِي الأَمْرِ مِنْكُمْ} ،
قَالَ: أولي العلم "
قوله جَلَّ وَعَزَّ: {فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ}
1935 - أَخْبَرَنَا علي بْن عَبْدِ العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا
الأثرم، عَنْ أبي عبيدة: " {فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ}
، أي: اختلفتم "
قوله عَزَّ وَجَلَّ: {فَرُدُّوهُ إِلَى اللهِ وَالرَّسُولِ
إِلَى قوله: ذَلِكَ خَيْرٌ}
1936 - أَخْبَرَنَا النجار، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْد الرزاق،
عَنْ معمر، عَنْ الثوري، عَنْ ليث، عَنْ مجاهد، فِي قوله عَزَّ
وَجَلَّ " {فَرُدُّوهُ إِلَى اللهِ وَالرَّسُولِ} قَالَ: إِلَى
الله: إِلَى كتابه، وإلى رسوله: إِلَى سنة نبيه صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "
1937 - حَدَّثَنَا زكريا، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاق، قَالَ:
أَخْبَرَنَا وكيع، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ ليث،
عَنْ مجاهد ح
(2/767)
وحدثنا زكريا، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاق،
قَالَ: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ جعفر بْن برقان، عَنْ ميمون
بْن مهران، قَالَ: فِي قوله عَزَّ وَجَلَّ " {فَإِنْ
تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللهِ} قَالَ:
إِلَى كتابه: {وَالرَّسُولِ} ، قَالَ: مَا دام حيا فإذا قبض،
فإلى سنته "
1938 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الصَّائِغُ، قَالَ:
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ شبيب، قَالَ: حَدَّثَنَا يزيد بْن
زريع، قَالَ: حَدَّثَنَا سعيد، عَنْ قتادة، " {فَإِنْ
تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللهِ
وَالرَّسُولِ} ، يَقُول: ردوه إِلَى كتاب الله، وسنة رسوله، إن
كنتم تؤمنون بِاللهِ واليوم الآخر "
1939 - قَالَ: أَخْبَرَنَا علي بْن عَبْدِ العزيز، قَالَ:
حَدَّثَنَا الأثرم، عَنْ أبي عبيدة: " {فَرُدُّوهُ إِلَى
اللهِ} أي: كله إِلَى الله، والله أعلم "
قوله عَزَّ وَجَلَّ: {وَأَحْسَنُ تَأْوِيلا}
1940 - حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ هَارُونَ، قَالَ: حَدَّثَنَا
عَبْد الأعلى، قَالَ: حَدَّثَنَا مسلم، عَنْ ابْن أبي نجيح،
عَنْ مجاهد، قوله عَزَّ وَجَلَّ " {وَأَحْسَنُ تَأْوِيلا} ،
يَقُول: أحسن جزاء "
(2/768)
أَلَمْ تَرَ إِلَى
الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ
إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ
يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ
يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ
ضَلَالًا بَعِيدًا (60)
1941 - حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن علي،
قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ شبيب، قَالَ: حَدَّثَنَا
يزيد، عَنْ سعيد، عَنْ قتادة " {ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ
تَأْوِيلا} ، يَقُول: ذَلِكَ أحسن ثوابا وخير عاقبة "
قوله جَلَّ وَعَزَّ: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ
أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ}
1942 - قَالَ: حَدَّثَنَا زكريا، قَالَ: حَدَّثَنَا عمرو،
قَالَ: أَخْبَرَنَا إسماعيل، عَنْ داود، عَنِ الشَّعْبِيِّ،
قَالَ " كَانَ بين رجل ممن زعم أنه مسلم وبين رجل من اليهود
خصومة، فجعل اليهودي يدعوه إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لأنه قد علم أنه لا يأخذ الرشوة فِي
الحكم، وجعل الآخر يدعوه إِلَى اليهود، لأنه قد علم أنهم
يأخذون الرشوة فِي الحكم، قَالَ: ثم اتفقا عَلَى أن يتحاكما
إِلَى كاهن فِي جهينة، قَالَ: فنزلت: {أَلَمْ تَرَ إِلَى
الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ
إِلَيْكَ} ، يعني: الَّذِي يزعم أنه مسلم {وَمَا أُنْزِلَ مِنْ
قَبْلِكَ} يعني: اليهودي " قَالَ: حَدَّثَنَا زكريا،
1943 - قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن رافع، قَالَ:
حَدَّثَنَا شبابة، قَالَ: حَدَّثَنَا ورقاء، عَنْ ابْن أبي
نجيح، عَنْ مجاهد ح
(2/769)
قَالَ زكريا وحدثنا إِسْحَاق، قَالَ:
أَخْبَرَنَا روح، قَالَ: حَدَّثَنَا شبل، عَنْ ابْن أبي نجيح،
عَنْ مجاهد فِي قوله عَزَّ وَجَلَّ " {أَلَمْ تَرَ إِلَى
الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ
إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ} ، قَالَ: تنازع رجل من
المنافقين ورجل من اليهود، فَقَالَ المنافق: اذهب بنا إِلَى
كعب بْن الأشرف، وَقَالَ اليهودي: اذهب بنا إِلَى النَّبِيّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ الله عَزَّ وَجَلَّ:
أَلَمْ تَرَ إِلَى
الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ الآية، والتي تليها، فِيهَا
أَيْضًا"
1944 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ:
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا
إِبْرَاهِيمُ بْن سعد، عَنْ مُحَمَّد بْن إِسْحَاق، قَالَ "
كَانَ ممن سمي لنا من المنافقين معتب، ورافع بْن زيد بْن بشر،
وكانوا يدعون بالإسلام، فدعاهم رجال من قومهم من
الْمُسْلِمِينَ فِي خصومة كانت بينهم إِلَى رَسُول اللهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فدعوهم إِلَى الكهان، حكام
الجاهلية، فأنزل الله جَلَّ وَعَزَّ فيهم: أَلَمْ تَرَ إِلَى
الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ
إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ إِلَى آخر القصة "
قوله جَلَّ وَعَزَّ: {يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى
الطَّاغُوتِ}
1945 - حَدَّثَنَا زكريا، قَالَ: حَدَّثَنَا عمرو، قَالَ:
أَخْبَرَنَا إسماعيل، عَنْ داود، عَنِ الشَّعْبِيِّ "
يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ يعني به:
(2/770)
الكاهن، كَانَ بين رجل ممن زعم أنه مسلم،
وبين رجل من اليهود خصومة، فاتفقا عَلَى أن يتحاكما إِلَى كاهن
فِي جهينة وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ أمر هَذَا فِي
كتابه: وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنْزَلَ
اللهُ الآية ثم قرأ داود حَتَّى بلغ: فَلا وَرَبِّكَ لا
يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ إِلَى وَيُسَلِّمُوا
تَسْلِيمًا "
1946 - حَدَّثَنَا مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد الأعلى،
قَالَ: حَدَّثَنَا مسلم، عَنْ ابْن أبي نجيح، عَنْ مجاهد "
الطَّاغُوتِ، قَالَ: الطاغوت: الشيطان فِي صورة إنسان،
يتحاكمون إِلَيْهِ، وَهُوَ صاحب أمرهم "
1947 - حَدَّثَنَا علي، حَدَّثَنَا أحمد، قَالَ: حَدَّثَنَا
إِبْرَاهِيمُ بْن سعد، عَنْ مُحَمَّد بْن إِسْحَاق، " أن معتب
بْن قشيرة، ورافع بْن زيد، وبشيرا، كَانُوا يدعون بالإسلام،
دعاهم قوم من الْمُسْلِمِينَ فِي خصومة كانت إِلَى رَسُول
اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فدعوهم إِلَى الكهان
حكام الجاهلية، فأنزل الله جَلَّ وَعَزَّ فيه: يُرِيدُونَ أَنْ
يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ "
(2/771)
وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ
تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ
رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُودًا (61)
فَكَيْفَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ
أَيْدِيهِمْ ثُمَّ جَاءُوكَ يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنْ
أَرَدْنَا إِلَّا إِحْسَانًا وَتَوْفِيقًا (62)
قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ
تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنْزَلَ اللهُ وَإِلَى الرَّسُولِ}
1948 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ:
حَدَّثَنَا زَيْدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنْ ابْن
جريج: " {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنْزَلَ
اللهُ} دعا المسلم المنافق إِلَى رَسُول اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ليحكم "
قوله جَلَّ وَعَزَّ: {رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ
عَنْكَ صُدُودًا}
1949 - حَدَّثَنَا زكريا، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو جعفر
مُحَمَّد بْن أحمد بْن نصر، قَالَ: حَدَّثَنَا يوسف بْن عدي،
قَالَ: حَدَّثَنَا رشدين، عَنْ يونس بْن يزيد، عَنْ عطاء، فِي
قول الله جل ثناؤه " {يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُودًا} ، قَالَ:
الصدود: الإعراض "
قوله جَلَّ وَعَزَّ: {فَكَيْفَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ}
الآية
1950 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ:
حَدَّثَنَا زَيْدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنِ
ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ مجاهد " {فَكَيْفَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ
مُصِيبَةٌ} فِي أنفسهم وبين ذَلِكَ مَا بينهما من القرآن هَذَا
من تقديم القرآن "
(2/772)
أُولَئِكَ الَّذِينَ
يَعْلَمُ اللَّهُ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ
وَعِظْهُمْ وَقُلْ لَهُمْ فِي أَنْفُسِهِمْ قَوْلًا بَلِيغًا
(63) وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا لِيُطَاعَ
بِإِذْنِ اللَّهِ وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ
جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ
الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَحِيمًا (64)
قوله جَلَّ وَعَزَّ: {أُولَئِكَ الَّذِينَ
يَعْلَمُ اللهُ مَا فِي قُلُوبِهِمْ}
1951 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ:
حَدَّثَنَا زَيْدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنْ ابْن
جريج: " {فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ} ذَلِكَ لقوله جَلَّ وَعَزَّ:
{وَقُلْ لَهُمْ فِي أَنْفُسِهِمْ قَوْلا بَلِيغًا} فِي أنفسهم
"
قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلا
لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللهِ}
1952 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ:
حَدَّثَنَا زَيْدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنِ
ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ مجاهد " {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ
إِلا لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللهِ} قَالَ: واجب عليهم أن يطيعهم
من شاء الله، ولا يطيعهم أحد إِلا بإذن الله "
1953 - حَدَّثَنَا مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد الأعلى،
قَالَ: حَدَّثَنَا مسلم، عَنْ ابْن أبي نجيح، عَنْ مجاهد، فِي
قوله عَزَّ وَجَلَّ " {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلا
لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللهِ} قَالَ: لا يطيعهم أحد إِلا بإذن
الله "
(2/773)
وَمَا أَرْسَلْنَا
مِنْ رَسُولٍ إِلَّا لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللَّهِ وَلَوْ
أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ
فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ
لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَحِيمًا (64)
قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَلَوْ أَنَّهُمْ
إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ}
1954 - حَدَّثَنَا زكريا، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاق، قَالَ:
أَخْبَرَنَا روح بْن عبادة، قَالَ: حَدَّثَنَا شبل، عَنْ ابْن
أبي نجيح، عَنْ مجاهد " {وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا
أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ إِلَى قوله عَزَّ وَجَلَّ:
وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} ، فِي اليهودي والمسلم الَّذِينَ
تحاكما إِلَى كعب بْن الأشرف "
قوله جَلَّ وَعَزَّ: {فَاسْتَغْفَرُوا اللهَ}
1955 - حَدَّثَنَا زكريا، قَالَ: حَدَّثَنَا الحسين بْن علي
البسطامي، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن حرب، قَالَ: حدثني
عطاء بْن دينار الهذلي، عَنْ سعيد بْن جبير، قَالَ " الاستغفار
عَلَى نحوين، أحدهما: فِي القول، والآخر فِي العمل، فأما
استغفار القول: فإن الله يَقُول: {وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ
ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللهَ
وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ} وأما استغفار العمل، فإن
الله عَزَّ وَجَلَّ: يَقُول: {وَمَا كَانَ اللهُ مُعَذِّبَهُمْ
وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ} فعنى بِذَلِكَ: أن يعملوا عمل
الغفران، وقد علمت أن أناسا سيدخلون النار وهم يستغفرون الله
بألسنتهم ممن يدعي الإسلام، ومن سائر الملل "
1956 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنَا
سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ
عُيَيْنَةَ، عَنْ مِسْعَرٍ ح
(2/774)
فَلَا وَرَبِّكَ لَا
يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ
ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ
وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا (65)
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ
الْعَزِيزِ، عَنْ أَبِي عُبَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي حَسَّانُ
بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ
مِسْعَرِ بْنِ كِدَامٍ، عَنْ مَعْنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ،
عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْعُودٍ "
إِنَّ فِي النِّسَاءِ خَمْسَ آيَاتٍ مَا يَسُرُّنِي أَنَّ لِي
بِهَا الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا، وَلَقَدْ عَلِمْتُ أَنَّ
الْعُلَمَاءَ إِذَا مَرُّوا بِهَا يَعْرِفُونَهَا، قوله جَلَّ
وَعَزَّ: {وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ
جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ
الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللهَ تَوَّابًا رَحِيمًا} ، وَذَكَرَ
بَقِيَّةَ الْحَدِيثِ "
قوله عَزَّ وَجَلَّ: {فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى
يُحَكِّمُوكَ}
1957 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ
الْحَكَمِ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ:
أَخْبَرَنِي يُونُسُ، وَاللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنِ ابْنِ
شِهَابٍ، أَنَّ عُرْوَةَ بْنَ الزُّبَيْرِ، حَدَّثَهُ أَنَّ
الزُّبَيْرَ بْنَ الْعَوَّامِ أَنَّهُ خَاصَمَ رَجُلا مِنَ
الأَنْصَارِ، قَدْ شَهِدَ بَدْرًا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي شِرَاجٍ مِنَ الْحَرَّةِ،
كَانَ يَسْقِيَانِ بِهِ كَلاهُمَا النَّخْلَ فَقَالَ
الأَنْصَارِيُّ: سَرِّحِ الْمَاءَ يَمُرُّ فَأَبَى عَلَيْهِ،
فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ: " اسْقِ يَا زُبَيْرُ ثُمَّ أَرْسِلْ إِلَى جَارِكَ
" فَغَضِبَ الأَنْصَارِيُّ، وَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ،
(2/775)
أَنْ كَانَ ابْنَ عَمَّتِكَ، فَتَلَوَّنَ
وَجْهُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
ثُمَّ قَالَ: " يَا زُبَيْرُ اسْقِ، ثُمَّ احْبِسِ الْمَاءَ
حَتَّى يَرْجِعَ إِلَى الْجُدُرِ "، وَاسْتَرْعَى رَسُولُ
اللهِ لِلزُّبَيْرِ حَقَّهُ، وَكَانَ رَسُولُ اللهِ قَبْلَ
ذَلِكَ أَشَارَ عَلَى الزُّبَيْرِ بِرَأْيٍ أَرَادَ فِيهِ
السَّعَةَ لِلزُّبَيْرِ، وَلِلأَنْصَارِيِّ، مَا أَحْسَبُ
هَذِهِ الآيَةَ أُنْزِلَتْ إِلا فِي ذَلِكَ {فَلا وَرَبِّكَ لا
يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ إِلَى وَيُسَلِّمُوا
تَسْلِيمًا} وَأَحَدُهُمَا يَزِيدُ عَلَى صَاحِبِهِ فِي
الْقِصَّةِ
1958 - حَدَّثَنَا حَاتِمُ بْنُ مَنْصُورٍ الشَّاشِيُّ،
وَأَبُو يَحْيَى بْنُ أَبِي مصرة، قالا: حَدَّثَنَا
الْحُمَيْدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، قَالَ:
حَدَّثَنَا عَمْرُو بُْن دِينَارٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي
سَلَمَةُ، رَجُلٌ مِنْ وَلَدِ أُمِّ سَلَمَةَ، عَنْ أُمِّ
سَلَمَةَ، " أَنَّ الزُّبَيْرَ بْنَ الْعَوَّامِ خَاصَمَ
رَجُلا إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ، فَقَضَى لِلزُّبَيْرِ، فَقَالَ الرَّجُلُ: إِنَّمَا
قَضَى لَهُ لأَنَّهُ ابْنُ عَمَّتِهِ، فَأَنْزَلَ اللهُ عَزَّ
وَجَلَّ: {فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ
الآيَةَ إِلَى تَسْلِيمًا} "
1959 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ:
حَدَّثَنَا زَيْدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنِ
ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ مجاهد " {وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا
أَنْفُسَهُمْ إِلَى فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى
قوله: وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} هَذَا فِي الرجل اليهودي
والرجل المسلم، اللذين تحاكما إِلَى كعب بْن الأشرف "
(2/776)
1960 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ:
حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، قَالَ: حَدَّثَنَا رَوْحٌ بْنُ
عُبَادَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ
عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ أَبِي
سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، أَنَّهُ نَازَعَ الأَنْصَارَ فِي
الْمَاءِ مِنَ الْمَاءِ، فَقَالَ لَهُمْ: " أَرَأَيْتَ لَوْ
أَنِّي عَمِلْتُ أَنَّ مَا تَقُولُونَ كَمَا تَقُولُونَ،
وَأَغْتَسِلُ أَنَا، فَقَالُوا لَهُ: لا وَاللهِ حَتَّى لا
يَكُونَ فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِمَّا قَضَى رَسُولُ اللهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَالَ: {فَلا وَرَبِّكَ
لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ}
"
قوله جل ذكره: {فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ}
1961 - أَخْبَرَنَا علي بْن عَبْدِ العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا
الأثرم، عَنْ أبي عبيدة: " {فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ} أي:
اختلط "
قوله جَلَّ وَعَزَّ: {ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ
حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ}
1962 - حَدَّثَنَا زكريا، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاق، قَالَ:
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن يزيد، عَنْ جويبر، عَنْ الضحاك،
قَالَ: زكريا، وحدثنا الحسين بْن أبي الربيع، قَالَ:
حَدَّثَنَا يزيد بْن هارون، عَنْ جويبر، عَنْ الضحاك، فِي قوله
عَزَّ وَجَلَّ " {ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا}
، قَالَ: إثما "
(2/777)
1963 - أَخْبَرَنَا علي بْن عَبْدِ العزيز،
قَالَ: حَدَّثَنَا الأثرم، عَنْ أبي عبيدة: " {ثُمَّ لا
يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ} ، أي:
ضيقا "
1964 - حَدَّثَنَا زكريا، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن
رافع، قَالَ: حَدَّثَنَا شبابة، قَالَ: حدثني ورقاء، عَنْ ابْن
أبي نجيح، عَنْ مجاهد " {حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ} ، قَالَ:
شكا " وكذلك قَالَ قتادة
قوله عَزَّ وَجَلَّ: {وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا}
1965 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ:
حَدَّثَنَا زَيْدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنْ ابْن
جريج: " {فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ
حَتَّى قوله: وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} ، فَقَالَ الرجل، يعني
الَّذِي كَانَ خاصم الزبير، قَالَ: فَقَالَ الرجل، وَكَانَ من
الأنصار: سلمت وَقَالَ بعضهم فِي قوله: {وَيُسَلِّمُوا
تَسْلِيمًا} أي: حَتَّى يحكموك، وحتى لا يجدوا حرجا، وحتى
يسلموا تسليما، كل هَذَا معطوف عَلَى مَا بعد حَتَّى "
(2/778)
وَلَوْ أَنَّا
كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ أَوِ
اخْرُجُوا مِنْ دِيَارِكُمْ مَا فَعَلُوهُ إِلَّا قَلِيلٌ
مِنْهُمْ وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ
لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا (66)
قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَلَوْ أَنَّا
كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ أَوِ
اخْرُجُوا مِنْ دِيَارِكُمْ}
1966 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ،
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرٌو، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ،
عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ زَيْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ:
لما نزلت هذه الآية: {وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ
اقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُوا مِنْ دِيَارِكُمْ مَا
فَعَلُوهُ إِلا قَلِيلٌ مِنْهُمْ} ، قَالَ نَاسٌ مِنَ
الأَنْصَارِ: وَاللهِ لَوْ كَتَبَهُ اللهُ عَلَيْنَا
لَقُلْنَا: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي عَافَانَا، ثُمَّ
الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي عَافَانَا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الإِيمَانُ أَثْبَتُ فِي
قُلُوبِ رِجَالٌ مِنَ الأَنْصَارِ مِنَ الْجِبَالِ الرَّوَاسِي
"
1967 - أَخْبَرَنَا علي بْن عَبْدِ العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا
الأثرم، عَنْ أبي عبيدة: " {وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا
عَلَيْهِمْ} معناها: قضينا عليهم " وَقَالَ غير أبي عبيدة:
{وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ} أي: فرضنا عليهم،
وأوجبنا "
1968 - حَدَّثَنَا مُحَمَّد، قَالَ: حَدَّثَنَا نصر، قَالَ:
حَدَّثَنَا عبد، قَالَ: حَدَّثَنَا عمر بْن سعد، عَنْ سُفْيَان
" {وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا
أَنْفُسَكُمْ} ، قَالَ: نزلت فِي ثابت بْن قيس بْن شماس، وفيه
أَيْضًا: {وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ} "
(2/779)
قوله جَلَّ وَعَزَّ: {مَا فَعَلُوهُ إِلا
قَلِيلٌ مِنْهُمْ}
1969 - حَدَّثَنَا إبراهيم بْن عَبْدِ اللهِ السعدي، قَالَ:
أَخْبَرَنَا عون بْن عمارة، قَالَ: سمعت مقاتل بْن حيان،
يَقُول فِي هذه الآية: {مَا فَعَلُوهُ إِلا قَلِيلٌ مِنْهُمْ}
، قَالَ: كَانَ عَبْد اللهِ بْن مسعود من القليل الَّذِي يقتل
نفسه
1970 - حَدَّثَنَا علي بْن المبارك، قَالَ: حَدَّثَنَا زَيْدٌ،
قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ
عكرمة " عَبْد اللهِ بْن مسعود، وعمار بْن ياسر "
1971 - أَخْبَرَنَا علي بْن عَبْدِ العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا
الأثرم، عَنْ أبي عبيدة: " {مَا فَعَلُوهُ إِلا قَلِيلٌ
مِنْهُمْ} مَا فعلوه استثناء قليل من كثير، فكأنه قَالَ: مَا
فعلوه، فاستثنى الكلام، ثم قَالَ: إِلا أنه يفعله قليل منهم "
وَقَالَ عمرو بْن معدي كرب: وكل أخ مفارقه أخوه لعمر أبيك إِلا
الفرقدان فشبه رفع هَذَا برفع الأول وَقَالَ بعضهم: لا يشبهه
لأن الفعل منهما جميعا
(2/780)
قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَلَوْ أَنَّهُمْ
فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ}
1972 - أَخْبَرَنَا علي بْن عَبْدِ العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا
الأثرم، عَنْ أبي عبيدة: " {وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا
يُوعَظُونَ بِهِ} مَا يؤمرون به "
قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا}
1973 - أَخْبَرَنَا علي بْن عَبْدِ العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا
الأثرم، عَنْ عبيدة: " {وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا} من: الإثبات،
منها: اللهُمَّ ثبتنا عَلَى ملة رسولك "
قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَإِذًا لآتَيْنَاهُمْ مِنْ لَدُنَّا
أَجْرًا عَظِيمًا} الآية
1974 - حَدَّثَنَا مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا شُجَاعٌ، قَالَ:
حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ خَلِيفَةَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ
السَّائِبِ، عَنْ عَامِرٍ الشَّعْبِيِّ، أَنَّ رَجُلا مِنَ
الأَنْصَارِ أَتَى رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ، فَقَالَ: وَاللهِ لأَنْتَ يَا رَسُولَ اللهِ
أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ نَفْسِي، وَمَالِي، وَوَلَدِي،
وَأَهْلِي، وَلَوْلا أَنِّي آتِيكَ، فَأَرَاكَ، لَرَأَيْتُ
سَوْفَ أَمُوتُ، وَبَكَى الأَنْصَارِيُّ،
(2/781)
وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ
وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ
عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ
وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا
(69)
فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا أَبْكَاكَ؟ " قَالَ: بَكَيْتُ
ذَكَرْتُ أَنَّكَ سَتَمُوتُ وَنَمُوتُ، فَتُرْفَعُ مَعَ
النَّبِيِّينَ، وَنَكُونُ نَحْنُ أَنْ دَخَلْنَا الْجَنَّةَ
دُونَكَ، فَلَمْ يَحِرْ إِلَيْهِ رَسُولُ اللهِ بِشَيْءٍ،
فَأَنْزَلَ اللهُ جَلَّ ثَنَاؤُهُ: {وَمَنْ يُطِعِ اللهَ
وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللهُ
عَلَيْهِمْ} إِلَى آخِرِ الآيَةِ
1975 - حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن علي، قَالَ: حَدَّثَنَا
أَحْمَدُ بْنُ شبيب، قَالَ: حَدَّثَنَا يزيد، عَنْ سعيد، عَنْ
قتادة، قوله " {وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ
مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِمْ} ذكر لنا أن رجالا
قَالُوا: هَذَا نبي الله، نراه فِي الدنيا، فأما فِي الآخرة
فيرفع لفضله ولا نراه، فأنزل الله جل ثناؤه: {وَمَنْ يُطِعِ
اللهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللهُ
عَلَيْهِمْ قرأ إِلَى رَفِيقًا} "
قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ
وَالصَّالِحِينَ}
1976 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ:
حَدَّثَنَا زَيْدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنِ
ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: وَقَالَ غَيْرُ مُجَاهِدٍ، عَنْ أَبِي
ذَرٍّ، فِي قوله جَلَّ وَعَزَّ " {مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ
اللهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ}
الصِّدِّيقِينَ: الْمُؤْمِنِينَ "
(2/782)
قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَحَسُنَ أُولَئِكَ
رَفِيقًا}
1977 - أَخْبَرَنَا علي بْن عَبْدِ العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا
الأثرم، عَنْ أبي عبيدة: " {وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا} أي
رفقاء "، والعرب تلفظ بلفظ الواحد والمعنى يقع عَلَى الجميع
قَالَ عَبَّاس بْن مرداس: فقلنا أسلموا أنا أخوكم فقد برئت من
الإحن الصدور وَقَالَ فِي القرآن: {يُخْرِجُكُمْ طِفْلا}
والمعنى: أطفالا
قوله جَلَّ وَعَزَّ: {يَأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا خُذُوا
حِذْرَكُمْ}
1978 - حَدَّثَنَا زكريا، قَالَ حَدَّثَنَا إسحاق، قَالَ: حدثت
عَنْ ابْن حيان، فِي قوله جَلَّ وَعَزَّ " {يَأَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ} يَقُول: عدتكم من السلاح
"
(2/783)
يَا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ فَانْفِرُوا ثُبَاتٍ أَوِ
انْفِرُوا جَمِيعًا (71)
قوله جَلَّ وَعَزَّ: {فَانْفِرُوا ثُبَاتٍ}
1979 - حَدَّثَنَا عَلانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ،
قَالَ: حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيٍّ،
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قوله عَزَّ وَجَلَّ " {يَأَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ فَانْفِرُوا ثُبَاتٍ}
يَقُولُ: عُصَبًا "
1980 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ:
حَدَّثَنَا زَيْدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنِ
ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ مجاهد " {فَانْفِرُوا ثُبَاتٍ} ، قَالَ:
فرقا قليلا "
1981 - حَدَّثَنَا زكريا، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ
سعيد، قَالَ: حَدَّثَنَا وهب بْن جرير، قَالَ: حَدَّثَنَا أبي،
عَنْ علي بْن الحكم، عَنْ الضحاك، قوله " {فَانْفِرُوا ثُبَاتٍ
أَوِ انْفِرُوا جَمِيعًا} قَالَ: الثبات والعصب: المتفرقون "
1982 - حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن علي، قَالَ: حَدَّثَنَا
أَحْمَدُ بْنُ شبيب، قَالَ: حَدَّثَنَا يزيد، عَنْ سعيد، عَنْ
قتادة " {يَأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ
فَانْفِرُوا ثُبَاتٍ أَوِ انْفِرُوا جَمِيعًا} والثبات: الفرق
"
(2/784)
1983 - أَخْبَرَنَا علي بْن عَبْدِ العزيز،
قَالَ: حَدَّثَنَا الأثرم، عَنْ أبي عبيدة: " {فَانْفِرُوا
ثُبَاتٍ} ، واحدتها: ثبة، ومعناها، جماعات فِي تفرقة " وَقَالَ
زُهَيْر: وقد أغدوا عَلَى ثبة كرام نشاوى واجدين لما نشاء
وتصديق ذَلِكَ {أَوِ انْفِرُوا جَمِيعًا} وقد تجمع ثبة: ثبين
قوله جَلَّ وَعَزَّ: {أَوِ انْفِرُوا جَمِيعًا}
1984 - حَدَّثَنَا زكريا، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ
سعيد، قَالَ: حَدَّثَنَا وهب بْن جرير، قَالَ: حَدَّثَنَا أبي،
عَنْ علي بْن الحكم، عَنْ الضحاك، قوله " {فَانْفِرُوا ثُبَاتٍ
أَوِ انْفِرُوا جَمِيعًا} فمجتمعين "
1985 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ أَبِي
عُبَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ،
وَعُثْمَانَ بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ عَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيِّ،
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فِي قوله عَزَّ وَجَلَّ " {فَانْفِرُوا
ثُبَاتٍ أَوِ انْفِرُوا جَمِيعًا} وَفِي قوله: {انْفِرُوا
خِفَافًا وَثِقَالا} ، قَالَ: نَسَخَتْهَا، {وَمَا كَانَ
الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلا نَفَرَ مِنْ
كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ إِلَى لَعَلَّهُمْ
يَحْذَرُونَ} ، قَالَ: يَنْفِرُ
(2/785)
وَإِنَّ مِنْكُمْ
لَمَنْ لَيُبَطِّئَنَّ فَإِنْ أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَالَ
قَدْ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيَّ إِذْ لَمْ أَكُنْ مَعَهُمْ
شَهِيدًا (72)
طَائِفَةٌ وَيَمْكُثُ طَائِفَةٌ مَعَ
النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ:
وَالْمَاكِثُونَ هُمُ الَّذِينَ يَتَفَقَّهُونَ فِي الدِّينِ
وَيُنْذِرُونَ قَوْمَهُمْ إِذَا رَجِعُوا إِلَيْهِمْ مَنَ
الْغَزْوِ بِمَا نَزَلَ مِنْ قَضَاءِ اللهِ، وَكِتَابِهِ،
وَحُدُودِهِ "
قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَإِنَّ مِنْكُمْ لَمَنْ لَيُبَطِّئَنَّ}
1986 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ:
حَدَّثَنَا زَيْدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنِ
ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ مجاهد " {وَإِنَّ مِنْكُمْ لَمَنْ
لَيُبَطِّئَنَّ حَتَّى فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا}
مَا بين ذَلِكَ فِي المنافق " وَقَالَ غيره: المنافق يبطئ
المسلم عَنِ الجهاد "
1987 - حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن علي، قَالَ: حَدَّثَنَا
أَحْمَدُ بْنُ شبيب، قَالَ: حَدَّثَنَا يزيد، عَنْ سعيد، عَنْ
قتادة " {وَإِنَّ مِنْكُمْ لَمَنْ لَيُبَطِّئَنَّ} عَنِ
الجهاد، وعن الغزو فِي سبيل الله "
(2/786)
قوله جَلَّ وَعَزَّ: {فَإِنْ أَصَابَتْكُمْ
مُصِيبَةٌ}
1988 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ:
حَدَّثَنَا زَيْدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنْ ابْن
جريج: " {فَإِنْ أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ} قَالَ: قتل العدو من
الْمُسْلِمِينَ "
1989 - حَدَّثَنَا زكريا، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاق، قَالَ:
حدثت عَنْ ابْن حيان، فِي قوله جَلَّ وَعَزَّ " {أَصَابَتْكُمْ
مُصِيبَةٌ} قَالَ: من العدو، وجهد من العيش "
قوله جَلَّ وَعَزَّ: {قَالَ قَدْ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيَّ إِذْ
لَمْ أَكُنْ مَعَهُمْ شَهِيدًا}
1990 - حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن علي، قَالَ: حَدَّثَنَا
أَحْمَدُ بْنُ شبيب، قَالَ: حَدَّثَنَا يزيد، عَنْ سعيد، عَنْ
قتادة " {فَإِنْ أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَالَ قَدْ أَنْعَمَ
اللهُ عَلَيَّ إِذْ لَمْ أَكُنْ مَعَهُمْ شَهِيدًا} قَالَ: قول
مكذب "
(2/787)
وَلَئِنْ أَصَابَكُمْ
فَضْلٌ مِنَ اللَّهِ لَيَقُولَنَّ كَأَنْ لَمْ تَكُنْ
بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُ مَوَدَّةٌ يَا لَيْتَنِي كُنْتُ
مَعَهُمْ فَأَفُوزَ فَوْزًا عَظِيمًا (73)
1991 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ
الْمُبَارَكِ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَيْدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا
ابْنُ ثَوْرٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ " {قَدْ أَنْعَمَ
اللهُ عَلَيَّ إِذْ لَمْ أَكُنْ مَعَهُمْ شَهِيدًا} قَالَ: قول
الشامت "
1992 - حَدَّثَنَا زكريا، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاق، قَالَ:
وحدثت عَنْ ابْن حيان فِي قوله " {فَإِنْ أَصَابَتْكُمْ
مُصِيبَةٌ} قَالَ عَبْد اللهِ بْن أبي: {قَالَ قَدْ أَنْعَمَ
اللهُ عَلَيَّ إِذْ لَمْ أَكُنْ مَعَهُمْ شَهِيدًا} فيصيبني
مَا أصابهم من الشدة، والبلاء، يَقُول الله جَلَّ وَعَزَّ: كأن
المنافق عَبْد اللهِ بْن أبي لم يكن بينكم وبينه مودة، يَقُول:
كأنه ليس من أهل دينكم فِي المودة، فهذا فِي التقديم "
قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَلَئِنْ أَصَابَكُمْ فَضْلٌ مِنَ اللهِ}
1993 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ
حَدَّثَنَا زيد، قَالَ حَدَّثَنَا ابْن ثور، عَنْ ابْن جريج: "
{وَلَئِنْ أَصَابَكُمْ فَضْلٌ مِنَ اللهِ} ظهر المسلمون عَلَى
عدوهم، وأصابوا منه الغنيمة "
(2/788)
1994 - حَدَّثَنَا زكريا، قَالَ حَدَّثَنَا
إِسْحَاق، قَالَ: حدثت عَنْ ابْن حيان: " {وَلَئِنْ
أَصَابَكُمْ فَضْلٌ مِنَ اللهِ} يعني: فتحا، وغنيمة، وسعة من
الرزق "
قوله جَلَّ وَعَزَّ: {لَيَقُولَنَّ كَأَنْ لَمْ تَكُنْ
بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُ مَوَدَّةٌ} الآية
1995 - حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن علي، قَالَ: حَدَّثَنَا
أَحْمَدُ بْنُ شبيب، قَالَ حَدَّثَنَا يزيد، عَنْ سعيد، عَنْ
قتادة " {لَيَقُولَنَّ كَأَنْ لَمْ تَكُنْ بَيْنَكُمْ
وَبَيْنَهُ مَوَدَّةٌ يَا لَيْتَنِي كُنْتُ مَعَهُمْ فَأَفُوزَ
فَوْزًا عَظِيمًا} قَالَ: قول حاسد " وكذلك قَالَ ابْنُ جريج
1996 - حَدَّثَنَا زكريا، قَالَ حَدَّثَنَا إِسْحَاق، قَالَ:
حدثت عَنْ ابْن حيان، " يَقُول الله جل ثناؤه: كأن المنافق
عَبْد اللهِ بْن أبي لم يكن بينكم وبينه مودة، كأنه ليس من أهل
دينكم فِي المودة، فهذا فِي التقديم: {وَلَئِنْ أَصَابَكُمْ
فَضْلٌ مِنَ اللهِ} يعني: فتحا {لَيَقُولَنَّ} المنافق، وَهُوَ
نادم فِي التخلف يتمنى، يَقُول: {يَا لَيْتَنِي كُنْتُ
مَعَهُمْ فَأَفُوزَ فَوْزًا عَظِيمًا} "
(2/789)
قوله جَلَّ وَعَزَّ: {فَأَفُوزَ فَوْزًا
عَظِيمًا}
1997 - حَدَّثَنَا زكريا، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاق، قَالَ
وحدثت عَنْ ابْن حيان: " {فَأَفُوزَ فَوْزًا عَظِيمًا} ،
يَقُول: فوزا بالغنيمة، يَقُول: آخذ نصيبا وافرا "
قوله جَلَّ وَعَزَّ: {فَلْيُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللهِ
الَّذِينَ يَشْرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالآخِرَةِ}
1998 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرٌو،
قَالَ: أَخْبَرَنَا هُشَيْمٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ
بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ
شُبَيْلٍ، عَنْ عَوْنٍ، قَالَ: قِيلَ لِعُمَرَ بْنِ
الْخَطَّابِ " إِنَّ مُدْرِكَ بْنَ عَوْفٍ نَشَرَ نَفْسَهُ
يَوْمَ نَهَاوَنْدَ، قَالَ: قُلْتُ: يَا أَمِيرَ
الْمُؤْمِنِينَ، ذَاكَ خَالِي، وَنَاسٌ يَزْعُمُونَ أَنَّهُ
أَلْقَى بِيَدِهِ إِلَى التَّهْلُكَةِ، قَالَ: فَقَالَ عُمَرُ:
كَذَبَ أُولَئِكَ، وَلَكِنَّهُ مِنَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا
الآخِرَةَ بِالدُّنْيَا "
(2/790)
فَلْيُقَاتِلْ فِي
سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يَشْرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا
بِالْآخِرَةِ وَمَنْ يُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيُقْتَلْ
أَوْ يَغْلِبْ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا (74) وَمَا
لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ
وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ
وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا
مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَلْ لَنَا
مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ
نَصِيرًا (75)
قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَمَنْ يُقَاتِلْ فِي
سَبِيلِ اللهِ} الآية
1999 - حَدَّثَنَا زكريا، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ
الخليل، قَالَ حَدَّثَنَا معاوية بْن عمرو، عَنْ أبي إِسْحَاق،
عَنْ الأوزاعي، عَنْ يَحْيَى، قَالَ " {وَمَنْ يُقَاتِلْ فِي
سَبِيلِ اللهِ فَيُقْتَلْ أَوْ يَغْلِبْ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ
أَجْرًا عَظِيمًا} قَالَ: الأجر العظيم: الجنة "
قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَمَا لَكُمْ لا تُقَاتِلُونَ فِي
سَبِيلِ اللهِ إِلَى قوله: وَالْوِلْدَانِ}
2000 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ
حَدَّثَنَا زيد، قَالَ حَدَّثَنَا ابْن ثور، عَنْ ابْن جريج: "
{وَمَا لَكُمْ لا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ} فِي سبيل
الله {الْمُسْتَضْعَفِينَ} "
2001 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ:
حَدَّثَنَا زَيْدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنِ
ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ مجاهد، فِي قوله " {مِنَ الرِّجَالِ
وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا
أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا}
قَالَ: أمر المؤمنين أن يقاتلوا عَنْ مستضعفين مؤمنين كَانُوا
بمكة "
(2/791)
وَمَا لَكُمْ لَا
تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ
الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ
رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ
أَهْلُهَا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا وَاجْعَلْ
لَنَا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيرًا (75)
قوله جَلَّ وَعَزَّ: {الَّذِينَ يَقُولُونَ
رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ
أَهْلُهَا} الآية
2002 - حَدَّثَنَا النجار، قَالَ: أَخْبَرَنَا عبد الرزاق،
عَنْ معمر، عَنْ الحسن، وقتادة، فِي قوله جَلَّ وَعَزَّ "
{أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا}
أن رجلا خرج من قرية ظالمة إلى قرية صالحة، فأدركه الموت فِي
الطريق، فنأ بصدره إِلَى القرية الصالحة، قالا: فما تلاقاه
إِلا ذَلِكَ، فاحتجت به ملائكة الرحمة، وملائكة العذاب، فأمروا
أن يقدروا أقرب القريتين إِلَيْهِ، فوجدوه أقرب إِلَى القرية
الصالحة بشبر " وَقَالَ بعضهم: قرب الله إِلَيْهِ القرية
الصالحة، فتوفته ملائكة الرحمة "
2003 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا نَصْرٌ،
قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ
الْوَهَّابِ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ: " {رَبَّنَا
أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا} ،
قَالَ: هِيَ مَكَّةُ، كَانَ بِهَا رِجَالٌ وَنِسَاءٌ
وَوِلْدَانٌ، مِنَ الْمُسْلِمِينَ، فَأُمِرَ نَبِيُّ اللهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُقَاتِلَ فِي
سَبِيلِهِمْ وَفِيهِمْ، حَتَّى يَسْتَنْقِذُوهُمْ "
(2/792)
الَّذِينَ آمَنُوا
يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا
يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ
الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا (76)
أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا
أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ
فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ
يَخْشَوْنَ النَّاسَ كَخَشْيَةِ اللَّهِ أَوْ أَشَدَّ خَشْيَةً
وَقَالُوا رَبَّنَا لِمَ كَتَبْتَ عَلَيْنَا الْقِتَالَ
لَوْلَا أَخَّرْتَنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ قُلْ مَتَاعُ
الدُّنْيَا قَلِيلٌ وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ لِمَنِ اتَّقَى وَلَا
تُظْلَمُونَ فَتِيلًا (77)
قوله جَلَّ وَعَزَّ: {الَّذِينَ آمَنُوا
يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ إِلَى قوله: أَوْلِيَاءَ
الشَّيْطَانِ}
2004 - حدثناه مُحَمَّد، قَالَ: حَدَّثَنَا نصر، قَالَ:
حَدَّثَنَا عبد، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد الوهاب، عَنْ سعيد،
عَنْ قتادة " {وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ
الطَّاغُوتِ} ، يَقُول: فِي سبيل الشيطان "
قوله جَلَّ وَعَزَّ: {إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ
ضَعِيفًا}
2005 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ،
قَالَ: حَدَّثَنَا عَتَّابُ بْنُ بَشِيرٍ، عَنْ خُصَيْفٍ، عَنْ
مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " إِذَا رَأَيْتُمُ
الشَّيْطَانَ فَلا تَخَافُوهُ، وَاحْمِلُوا عَلَيْهِ، إِنَّ
كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا " قَالَ مُجَاهِدٌ: كَانَ
الشَّيْطَانُ يَتَرَاءَى لِي فِي الصَّلاةِ، فَكُنْتُ أَذْكُرُ
قَوْلَ ابْنِ عَبَّاسٍ: فَأَحْمِلُ عَلَيْهِ فَيَذْهَبُ عَنِّي
قوله جَلَّ وَعَزَّ: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ
لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ إِلَى قوله: أَوْ أَشَدَّ
خَشْيَةً}
2006 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ:
حَدَّثَنَا زَيْدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنِ
ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ مجاهد، قوله عَزَّ وَجَلَّ " {أَلَمْ
تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ إِلَى
لاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلا قَلِيلا} ، مَا بين ذَلِكَ
فِي يهود "
(2/793)
أَلَمْ تَرَ إِلَى
الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُوا
الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ
الْقِتَالُ إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَخْشَوْنَ النَّاسَ
كَخَشْيَةِ اللَّهِ أَوْ أَشَدَّ خَشْيَةً وَقَالُوا رَبَّنَا
لِمَ كَتَبْتَ عَلَيْنَا الْقِتَالَ لَوْلَا أَخَّرْتَنَا
إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ
وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ لِمَنِ اتَّقَى وَلَا تُظْلَمُونَ
فَتِيلًا (77)
2007 - حَدَّثَنَا زكريا، قَالَ:
حَدَّثَنَا يزيد بْن صالح، عَنْ خارجة، عَنْ سعيد، عَنْ قتادة،
فِي قوله عَزَّ وَجَلَّ " {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ
لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا
الزَّكَاةَ إِلَى قوله: لَوْلا أَخَّرْتَنَا إِلَى أَجَلٍ
قَرِيبٍ} قَالَ: كَانَ أناس من أصحاب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يومئذ بمكة، قبل الهجرة، يسارعون
إِلَى القتال، فَقَالُوا للنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ: " ذرنا نتخذ معاول نقاتل بها المشركين " ذكر لنا أن
عَبْد الرَّحْمَنِ بْن عوف كَانَ فيمن قَالَ ذَلِكَ، فنهاهم
الله عَزَّ وَجَلَّ عَنْ ذَلِكَ، قَالَ: لم أومر بِذَلِكَ فلما
كانت الهجرة، وأمروا بالقتال، كره القوم ذَلِكَ، وصنعوا منه
مَا يسمعون، قَالَ الله جَلَّ وَعَزَّ: {قُلْ مَتَاعُ
الدُّنْيَا قَلِيلٌ وَالآخِرَةُ خَيْرٌ لِمَنِ اتَّقَى وَلا
تُظْلَمُونَ فَتِيلا}
قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَقَالُوا رَبَّنَا لِمَ كَتَبْتَ
عَلَيْنَا الْقِتَالَ}
2008 - أَخْبَرَنَا علي بْن عَبْدِ العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا
الأثرم، عَنْ أبي عبيدة: " {لِمَ كَتَبْتَ عَلَيْنَا
الْقِتَالَ} لم فرضته علينا؟ "
(2/794)
قوله جَلَّ وَعَزَّ: {لَوْلا أَخَّرْتَنَا
إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ}
2009 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ:
حَدَّثَنَا زَيْدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنْ ابْن
جريج: " {لَوْلا أَخَّرْتَنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ} أي: إِلَى
أن نموت موتا الأجل القريب "
2010 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ:
حَدَّثَنَا الأثرم، عَنْ أبي عبيدة: " {لَوْلا أَخَّرْتَنَا
إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ} ، معناها: هلا أخرتنا إِلَى أجل قريب "
قوله جَلَّ وَعَزَّ: {قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ
وَالآخِرَةُ خَيْرٌ لِمَنِ اتَّقَى}
2011 - حَدَّثَنَا زكريا، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاق، قَالَ:
حَدَّثَنَا حامد بْن عمر، قَالَ: حَدَّثَنَا حماد بْن زيد،
عَنْ هشام، قَالَ: سمعت الحسن تلى هذه الآية " {قُلْ مَتَاعُ
الدُّنْيَا قَلِيلٌ} ، قَالَ: رحم الله عبدا صحبها عَلَى حسب
ذَلِكَ "
(2/795)
قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَلا تُظْلَمُونَ
فَتِيلا}
2012 - حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ
الْوَهَّابِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُعَاوِيَةُ، قَالَ:
حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ: " {وَلا تُظْلَمُونَ فَتِيلا} ، الْفَتِيلُ:
مَا خَرَجَ مِنْ إِصْبَعِكَ "
2013 - حَدَّثَنَا مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا سريج، قَالَ:
حَدَّثَنَا عمر بْن عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ ليث، عَنْ مجاهد،
فِي قول الله عَزَّ وَجَلَّ " {وَلا تُظْلَمُونَ فَتِيلا}
قَالَ: هُوَ الوسخ يدلك الرجل يده بالأخرى، فيخرج الوسخ "
وكذلك قَالَ سعيد بْن جبير
2014 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنَا
سَعِيدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ، عَنْ خُصَيْفٍ،
عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ " الْفَتِيلُ:
الَّذِي يَكُونُ فِي شِقِّ النَّوَاةِ "
2015 - حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن علي، قَالَ: حَدَّثَنَا
أَحْمَدُ بْنُ شبيب، قَالَ: حَدَّثَنَا يزيد، عَنْ سعيد، عَنْ
قتادة " {وَلا تُظْلَمُونَ فَتِيلا} الَّذِي فِي شق النواة "
(2/796)
أَيْنَمَا تَكُونُوا
يُدْرِكْكُمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ
مُشَيَّدَةٍ وَإِنْ تُصِبْهُمْ حَسَنَةٌ يَقُولُوا هَذِهِ مِنْ
عِنْدِ اللَّهِ وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَقُولُوا هَذِهِ
مِنْ عِنْدِكَ قُلْ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ فَمَالِ
هَؤُلَاءِ الْقَوْمِ لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثًا (78)
2016 - حَدَّثَنَا مُوسَى، قَالَ:
حَدَّثَنَا عَبْد الأعلى، قَالَ: حَدَّثَنَا سليم، عَنْ ابْن
أبي نجيح، عَنْ مجاهد، فِي قوله عز وجل " {وَلا تُظْلَمُونَ
فَتِيلا} قَالَ: الفتيل: الَّذِي فِي شق النواة "
قوله جَلَّ وَعَزَّ: {أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكْكُمُ
الْمَوْتُ وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ}
2017 - حَدَّثَنَا زكريا، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن
يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن يوسف، قَالَ:
حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ هلال بْن خبان، عَنْ عِكْرِمَةَ،
فِي قوله عَزَّ وَجَلَّ " {وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ
مُشَيَّدَةٍ} ، قَالَ: المجصصة "
2018 - حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن علي، قَالَ: حَدَّثَنَا
أَحْمَدُ بْنُ شبيب، قَالَ: حَدَّثَنَا يزيد بْن زريع، عَنْ
سعيد، عَنْ قتادة " {أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكْكُمُ
الْمَوْتُ وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ} ، يَقُول:
فِي حصون محصنة "
2019 - حَدَّثَنَا مُحَمَّد، قَالَ: حَدَّثَنَا نصر، قَالَ:
حَدَّثَنَا عبد، قَالَ: حَدَّثَنَا قبيصة، عَنْ سُفْيَان "
{وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ} قَالَ: ترون أن هذه
الآية البروج فِي السماء "
(2/797)
2020 - أَخْبَرَنَا علي بْن عَبْدِ العزيز،
قَالَ: حَدَّثَنَا الأثرم، عَنْ أبي عبيدة، " البروج: الحصن،
{مُشَيَّدَةٍ} : مطولة، والمشيدة: المزين "
قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَإِنْ تُصِبْهُمْ حَسَنَةٌ يَقُولُوا
هَذِهِ مِنْ عِنْدِ اللهِ}
2021 - حَدَّثَنَا زكريا، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن
رافع، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد الرزاق، قَالَ: أَخْبَرَنَا
معمر، عَنْ قتادة، فِي قوله عَزَّ وَجَلَّ " {وَإِنْ
تُصِبْهُمْ حَسَنَةٌ} يَقُول: نعمة، {يَقُولُوا هَذِهِ مِنْ
عِنْدِ اللهِ} "
قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَقُولُوا
هَذِهِ مِنْ عِنْدِكَ}
2022 - حَدَّثَنَا النجار، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْد الرزاق،
عَنْ معمر " {وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ} قَالَ: مصيبة،
{يَقُولُوا هَذِهِ مِنْ عِنْدِكَ} يقولون ذَلِكَ "
2023 - حَدَّثَنَا زكريا، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن
رافع، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد الرزاق، قَالَ: أَخْبَرَنَا
معمر، عَنْ قتادة، قوله عَزَّ وَجَلَّ " {وَإِنْ تُصِبْهُمْ
سَيِّئَةٌ} يَقُول: مصيبة، {يَقُولُوا هَذِهِ مِنْ عِنْدِكَ} "
(2/798)
قوله جَلَّ وَعَزَّ: {قُلْ كُلٌّ مِنْ
عِنْدِ اللهِ}
2024 - حَدَّثَنَا عَلانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ،
قَالَ: حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ، عَنْ عَلِيٍّ، عَنِ ابْنِ
عَبَّاسٍ، قوله عَزَّ وَجَلَّ: " {قُلْ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ
اللهِ فَمَالِ هَؤُلاءِ الْقَوْمِ لا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ
حَدِيثًا} ، يَقُولُ: الْحَسَنَةُ، وَالسَّيِّئَةُ مِنْ عِنْدِ
اللهِ أَمَّا الْحَسَنَةُ فَأَنْعَمَ اللهُ بِهَا عَلَيْكَ،
وَأَمَّا السَّيِّئَةُ فَابْتَلاكَ بِهَا "
2025 - حَدَّثَنَا النجار، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْد الرزاق،
عَنْ معمر، عَنْ قتادة " {قُلْ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ اللهِ} ،
النعم والمصائب "
قوله جَلَّ وَعَزَّ: {مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ
اللهِ}
2026 - حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ هَارُونَ، قَالَ: حَدَّثَنَا
يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا إدريس، عَنْ جويبر، عَنْ الضحاك "
{مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللهِ} قَالَ: يوم بدر "
2027 - حَدَّثَنَا النجار، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْد الرزاق،
عَنْ معمر، عَنْ قتادة " {مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ
اللهِ وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ} قَالَ:
كَانَ الحسن، يَقُول: مَا أصابك من نعمة فمن الله "
(2/799)
مَا أَصَابَكَ مِنْ
حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ
فَمِنْ نَفْسِكَ وَأَرْسَلْنَاكَ لِلنَّاسِ رَسُولًا وَكَفَى
بِاللَّهِ شَهِيدًا (79)
قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَمَا أَصَابَكَ مِنْ
سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ} الآية
2028 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ أبي
عبيد، قَالَ: حَدَّثَنَا إسماعيل بْن عياش، عَنْ عَبْد الوهاب
بْن مجاهد، عَنْ أبيه، قَالَ: هي فِي قراءة أبي بْن كعب،
وعَبْد الله بْن مسعود " مَا أصابك من حسنة فمن الله وما أصابك
من سيئة فمن نفسك وأنا كتبتها عليك "
2029 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا
الزَّعْفَرَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ
الثَّقَفِيُّ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ مُجَاهِدٍ، أَنَّ
ابْنَ عَبَّاسٍ كَانَ يَقْرَأُ قوله عَزَّ وَجَلَّ: " مَا
أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللهِ وَمَا أَصَابَكَ مِنْ
سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ وَأَنَا كَتَبْتُهَا عَلَيْكَ "
قَالَ مُجَاهِدٌ: وَكَذَلِكَ فِي قِرَاءَةِ أُبَيٍّ، وَابْنِ
مَسْعُودٍ
2030 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الحسن، قَالَ: حَدَّثَنَا
عَبْد اللهِ، عَنْ سُفْيَان عَنْ إسماعيل بْن أبي خالد، عَنْ
أبي صالح، فِي قوله جَلَّ وَعَزَّ " {مَا أَصَابَكَ مِنْ
حَسَنَةٍ فَمِنَ اللهِ وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ
نَفْسِكَ} ، فبذنبك وأنا قدرته عليك "
(2/800)
مَنْ يُطِعِ
الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَمَنْ تَوَلَّى فَمَا
أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا (80)
2031 - حَدَّثَنَا مُوسَى، قَالَ:
حَدَّثَنَا يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ إدريس، عَنْ
جويبر، عَنْ الضحاك " {وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ
نَفْسِكَ} ، قَالَ: يوم أحد "
2032 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ:
حَدَّثَنَا زَيْدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنْ ابْن
جريج: " {وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ} قَالَ: قول آخر:
الجدب، والمطر: السيئة
، والحسنة "
2033 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ:
حَدَّثَنَا زَيْدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنْ ابْن
جريج: " {وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ} ،
عقوبة بذنبك "
قوله جَلَّ وَعَزَّ: {مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ
اللهَ}
2034 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ،
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ،
قَالَ: حَدَّثَنَا عُقْبَةُ بْنُ أَبِي الصَّهْبَاءِ، عَنْ
سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ:
" خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ قَالَ زَكَرِيَّا:
وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو
الْوَلِيدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُقْبَةُ بْنُ أَبِي
الصَّهْبَاءِ، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ
رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "
أَلَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنِّي رَسُولُ اللهِ إِلَيْكُمْ "؟
قَالُوا: بَلَى نَشْهَدُ
(2/801)
أَنَّكَ رَسُولُ اللهِ، قَالَ: "
أَلَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ اللهَ أَنْزَلَ فِي كِتَابِهِ
أَنَّهُ مَنْ أَطَاعَنِي فَقَدْ أَطَاعَ اللهَ؟ قَالُوا:
بَلَى، نَشْهَدُ أَنَّهُ مَنْ أَطَاعَكَ فَقَدْ أَطَاعَ اللهَ،
قَالَ: " فَإِنَّ مِنْ طَاعَةِ اللهِ أَنْ تُطِيعُونِي،
وَإِنَّ مِنْ طَاعَتِي أَنْ تُطِيعُوا أَئِمَّتَكُمْ، وَإِنْ
صَلُّوا قُعُودًا، فَصَلُّوا قُعُودًا أَجْمَعِينَ "
2035 - حَدَّثَنَا حامد بْن محمود، قَالَ: حَدَّثَنَا عيسى بْن
جعفر، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، ذكره عَنْ ربيع بْن خثيم،
قَالَ " حرف وما حرف؟ من أطاع الرسول فقد أطاع الله، فوض
إِلَيْهِ فلا يأمن إِلا الخبر "
قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَمَنْ تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ
عَلَيْهِمْ حَفِيظًا}
2036 - أَخْبَرَنَا علي بْن عَبْدِ العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا
الأثرم، عَنْ أبي عبيدة: " {فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ
حَفِيظًا} ، أي: محاسبا "
قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ}
2037 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ:
حَدَّثَنَا زَيْدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنِ
ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ " {بَيَّتَ طَائِفَةٌ
مِنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ} ، يُغَيِّرُونَ مَا قَالَ
النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {وَاللهُ
يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ} ، يُغَيِّرُونَ "
(2/802)
2038 - حَدَّثَنَا زكريا، قَالَ:
حَدَّثَنَا يزيد بْن صالح، عَنْ خارجه، عَنْ سعيد، عَنْ قتادة،
فِي قوله عَزَّ وَجَلَّ: {وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا
بَرَزُوا مِنْ عِنْدِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ غَيْرَ
الَّذِي تَقُولُ} ، قَالَ: يغيرون مَا عهدوا إِلَى نبي الله
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "
2039 - أَخْبَرَنَا علي بْن عَبْدِ العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا
الأثرم، عَنْ أبي عبيدة: {بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ غَيْرَ
الَّذِي تَقُولُ} ، أي قدروا ذَلِكَ ليلا " قَالَ عبيده بْن
همام أحد بني العدوية: أتوني فلم أرض مَا بيتوا وكانوا أتوني
لشيء نكر لأنكح أيمهم منذرا وهل ينكح العبد حر لحر بيتوا: أي
قدروا بليل وَقَالَ النمر بْن تولب: هبت لتعذلني من الليل اسمع
سفها تبييتك الملامة فاهجعي كل شيء قدر بليل، فهو تبييت
(2/803)
أَفَلَا
يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ
اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا (82)
قوله جَلَّ وَعَزَّ: {أَفَلا
يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْءَانَ}
2040 - حَدَّثَنَا زكريا، قَالَ: حَدَّثَنَا الحسن بْن أبي
الربيع، قَالَ: حَدَّثَنَا يزيد بْن هارون، عَنْ جويبر، عَنْ
الضحاك، قَالَ زكريا وحدثنا إِسْحَاق، قَالَ: حَدَّثَنَا يزيد،
عَنْ جويبر، عَنْ الضحاك، فِي قوله عَزَّ وَجَلَّ " {أَفَلا
يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْءَانَ} يتدبرون النظر فيه؟ "
قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللهِ}
2041 - حَدَّثَنَا زكريا، قَالَ: حَدَّثَنَا يزيد بْن صالح،
عَنْ خارجة، عَنْ سعيد، عَنْ قتادة، قوله عَزَّ وَجَلَّ "
{أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْءَانَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ
غَيْرِ اللهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافًا كَثِيرًا} ، يَقُول:
إن قول الله لا يختلف، وَهُوَ حق ليس فيه باطل، وقول الناس
يختلف " قول الله جل ثناؤه: {وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ
الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ}
2042 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ،
قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى أَبِي قُرَّةَ فِي تَفْسِيرِهِ، عَنِ
ابْنِ جُرَيْجٍ: " {أَذَاعُوا بِهِ} أَفْشَوْهُ، أَعْلَنُوهُ،
عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ "
(2/804)
2043 - حَدَّثَنَا زكريا، قَالَ:
حَدَّثَنَا إِسْحَاق، قَالَ: أَخْبَرَنَا روح، قَالَ:
أَخْبَرَنَا عُثْمَان، عَنْ عِكْرِمَةَ، فِي قوله عَزَّ
وَجَلَّ: {وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الأَمْنِ أَوِ
الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ} أفشوه وسعوا به
2044 - أَخْبَرَنَا علي بْن عَبْدِ العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا
الأثرم، عَنْ أبي عبيدة: " {أَذَاعُوا بِهِ} أفشوه، معناها:
أذاعوه " وَقَالَ أَبُو الأسود: أذاع به فِي الناس حَتَّى كأنه
بعلياء نار أوقدت بثقوب يقال: أثقب نارا: أوقدها حَتَّى تضيء
2045 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ،
قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى أَبِي قُرَّةَ فِي تَفْسِيرِهِ، عَنِ
ابْنِ جُرَيْجٍ: " {وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الأَمْنِ
أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ} فَهَذَا فِي الأَخْبَارِ،
إِذَا غَزَتِ السَّرِيَّةُ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، تُخْبِرُ
النَّاسَ عَنْهَا، فَقَالُوا: أَصَابَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ
عَدُوِّهِمْ كَذَا وَكَذَا، وَأَصَابَ الْعَدُوُّ مِنَ
الْمُسْلِمِينَ كَذَا وَكَذَا، فَأَفْشَوْهُ بَيْنَهُمْ، مِنْ
غَيْرِ أَنْ يَكُونَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ هُوَ يُخْبِرُهُمْ بِهِ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ "
(2/805)
وَإِذَا جَاءَهُمْ
أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ
رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ
لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلَا
فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ
الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا (83)
قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَلَوْ رَدُّوهُ
إِلَى الرَّسُولِ}
2046 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ،
قَالَ " قَرَأْتُ عَلَى أَبِي قُرَّةَ فِي تَفْسِيرِهِ، عَنِ
ابْنِ جُرَيْجٍ: " {وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ} حَتَّى
يَكُونَ هُوَ الَّذِي يُخْبِرُهُمْ بِهِ أَوْ أُولِي الأَمْرِ
مِنْهُمْ، أُولِي الْفِقْهِ فِي الدِّينِ وَالْعَقْلِ
{أَذَاعُوا بِهِ} : أَفْشَوْهُ، أَعْلَنُوهُ، عَنْ ابْنِ
عَبَّاسٍ "
قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَإِلَى أُولِي الأَمْرِ مِنْهُمْ}
2047 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ:
حَدَّثَنَا زَيْدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنِ
ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " {وَإِلَى أُولِي
الأَمْرِ مِنْهُمْ} ، أُولِي الْفِقْهِ فِي الدِّينِ
وَالْعَقْلِ "
2048 - حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن علي، قَالَ: حَدَّثَنَا
أَحْمَدُ بْنُ شبيب، قَالَ: حَدَّثَنَا يزيد، عَنْ سعيد، عَنْ
قتادة " {وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي
الأَمْرِ مِنْهُمْ} ، يَقُول: إِلَى علمائهم "
(2/806)
قوله جَلَّ وَعَزَّ: {لَعَلِمَهُ الَّذِينَ
يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ}
2049 - حَدَّثَنَا مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، قَالَ:
حَدَّثَنَا ابْنُ إدريس، عَنْ ليث، عَنْ مجاهد " {لَعَلِمَهُ
الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ} ، قَالَ: الَّذِينَ
يتحسسونه "
2050 - حَدَّثَنَا مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، قَالَ:
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ أبي جعفر الدارني، عَنْ الربيع، عَنْ
أبي العالية: " {لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ
مِنْهُمْ} ، قَالَ: الَّذِينَ يتحسسونه "
2051 - أَخْبَرَنَا علي بْن عَبْدِ العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا
الأثرم، عَنْ أبي عبيدة: " {يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ}
يستخرجونه " يقال للركية إذا استخرجت: هي نبط إذا أمهاها،
يعني: استخرج ماءها
(2/807)
قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَلَوْلا فَضْلُ
اللهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ
إِلا قَلِيلا}
2052 - حَدَّثَنَا مُحَمَّد، قَالَ: حَدَّثَنَا نصر،
حَدَّثَنَا عبد، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد الوهاب، عَنْ سعيد،
عَنْ قتادة " {وَلَوْلا فَضْلُ اللهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ}
، قَالَ: فضل الله: الإسلام، ورحمته: القرآن "
2053 - حَدَّثَنَا عَلانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، قَالَ:
حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ،
عَنْ عَلِيٍّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قوله عَزَّ وَجَلَّ "
{وَلَوْلا فَضْلُ اللهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاتَّبَعْتُمُ
الشَّيْطَانَ إِلا قَلِيلا} فَانْقَطَعَ الْكَلامُ، وَقوله
جَلَّ وَعَزَّ: {إِلا قَلِيلا} فَهُوَ فِي أَوَّلِ الآيَةِ
يُخْبِرُ عَنِ الْمُنَافِقِينَ، وَقَالَ عَزَّ وَجَلَّ:
{وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ
أَذَاعُوا بِهِ} {إِلا قَلِيلا} ، يَعْنِي بِالْقَلِيلِ:
الْمُؤْمِنِينَ " قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: هَذَا الَّذِي كُنا
نحاكيه عَنِ الكسائي، أنه كَانَ يتأول أن قوله عَزَّ وَجَلَّ:
{إِلا قَلِيلا} إنما يصيب من قوله عَزَّ وَجَلَّ: {أَذَاعُوا
بِهِ} ففي حديث ابْن عَبَّاس هَذَا، حجة له
2054 - حَدَّثَنَا النجار، قَالَ أَخْبَرَنَا عَبْد الرزاق،
عَنْ معمر، عَنْ قتادة، والكلبي، فِي قوله عَزَّ وَجَلَّ "
{وَلَوْلا فَضْلُ اللهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ
(2/808)
لاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلا قَلِيلا}
، قالا: يَقُول: لاتبعتم الشيطان كلكم، وأما قوله: {إِلا
قَلِيلا} ، فهو لقوله: {لَعَلِمَهُ الَّذِينَ
يَسْتَنْبِطُونَهُ} إِلا
قليلا "
2055 - حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن علي، قَالَ: حَدَّثَنَا
أَحْمَدُ بْنُ شبيب، حَدَّثَنَا يزيد بْن زريع، حَدَّثَنَا
سعيد، عَنْ قتادة " {الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ}
لعلمه الَّذِينَ يفحصونه عنه، ويهمهم ذَلِكَ {إِلا قَلِيلا}
{وَلَوْلا فَضْلُ اللهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاتَّبَعْتُمُ
الشَّيْطَانَ إِلا قَلِيلا} "
2056 - حَدَّثَنَا علي، عَنْ أبي عبيد، قَالَ: حَدَّثَنَا
يزيد، قوله جَلَّ وَعَزَّ: " {وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ} ،
إِلَى قوله: {يَسْتَنْبِطُونَهُ} {إِلا قَلِيلا} فجعل
الاستنباط هناك " قَالَ أَبُو عبيد: وَكَانَ الكسائي يذهب فِي
هذه الاستثناء إِلَى وجهين، أحدهما: هَذَا الَّذِي قَالَ ابْنُ
جريج، والآخر قوله عَزَّ وَجَلَّ: {أَذَاعُوا بِهِ} {إِلا
قَلِيلا} قَالَ أَبُو عبيد: وإنما كره أهل العلم أن يجعل
الاستثناء من قوله: {لاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلا قَلِيلا}
لأنه لا وجه له به، لأنه لولا فضل الله ورحمته لاتبعوا الشيطان
كلهم، فكيف يكون هَذَا الاستثناء ها هنا؟
(2/809)
فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ
اللَّهِ لَا تُكَلَّفُ إِلَّا نَفْسَكَ وَحَرِّضِ
الْمُؤْمِنِينَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَكُفَّ بَأْسَ الَّذِينَ
كَفَرُوا وَاللَّهُ أَشَدُّ بَأْسًا وَأَشَدُّ تَنْكِيلًا (84)
قوله جَلَّ وَعَزَّ: {فَقَاتِلْ فِي
سَبِيلِ اللهِ لا تُكَلَّفُ إِلا نَفْسَكَ وَحَرِّضِ
الْمُؤْمِنِينَ}
2057 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ،
قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ يُوسُفَ، قَالَ:
حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ الْمُهَاجِرِ، قَالَ: حَدَّثَنَا الضَّحَّاكُ
الْمَعَافِرِيُّ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى، عَنْ كُرَيْبٍ
مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أُسَامَةُ بْنُ
زَيْدٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ، قَالَ لأَصْحَابِهِ ذَاتَ يَوْمٍ: " أَلا هَلْ
مُشَمِّرٍ لِلْجَنَّةِ، فَإِنَّ الْجَنَّةَ لا خَطَرَ لَهَا،
هِيَ وَرَبُّ الْكَعْبَةِ نُورٌ تَلأْلأَ، وَرَيْحَانَةٌ
تَهْتَزُّ، وَقَصْرٌ مُشَيَّدٍ، وَنَهْرٌ مُطَّرِدٌ،
وَفَاكِهَةٌ كَثِيرَةٌ نَضِيجَةٌ، وَزَوْجَةُ حَسْنَاءُ
جَمِيلَةٌ، وَحُلَلٌ كَثِيرَةٌ، فِي مَقَامٍ أَبَدًا فِي
خَيْرٍ وَنَضْرَةٍ، وَنِعْمَةٍ فِي دَارٍ عَالِيَةٍ سَلِيمَةٍ
بَهِيجَةٍ " قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، نَحْنُ
الْمُشَمِّرُونَ لَهَا، قَالَ: قَالُوا: إِنْ شَاءَ اللهُ،
ثُمَّ ذَكَرَ الْجِهَادَ، وَحَضَّ عَلَيْهَا "
2058 - حَدَّثَنَا زكريا، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ
الخليل، قَالَ: حَدَّثَنَا معاوية بْن عمرو، قَالَ: حَدَّثَنَا
أَبُو إِسْحَاق، عَنْ أبي رجاء، قَالَ: أخبرني رجل، عَنْ أبي
سنان، قَالَ: قوله " {حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى
الْقِتَالِ} قَالَ: عظهم "
(2/810)
2059 - أَخْبَرَنَا علي بْن عَبْدِ العزيز،
قَالَ: حَدَّثَنَا الأثرم، عَنْ أبي عبيدة: " {وَحَرِّضِ
الْمُؤْمِنِينَ} ، حرض، أي: حضض "
قوله جَلَّ وَعَزَّ: {عَسَى اللهُ أَنْ يَكُفَّ بَأْسَ
الَّذِينَ كَفَرُوا}
2060 - أَخْبَرَنَا علي بْن عَبْدِ العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا
الأثرم، عَنْ أبي عبيدة: " {عَسَى اللهُ} هي إيجاب، وهي فِي
القرآن كلها واجبة، فجاءت عَلَى إحدى لغتي العرب، لأن عسى فِي
كلامهم رجاء ويقين " قَالَ ابْنُ مقبل: ظني بهم كعسى وهم
بتنوفة يتنازعون جوائز الأمثال أي: ظني بهم يقين
(2/811)
قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَاللهُ أَشَدُّ
بَأْسًا وَأَشَدُّ تَنْكِيلا}
2061 - حَدَّثَنَا زكريا، قَالَ: حَدَّثَنَا يزيد بْن صالح،
عَنْ خارجة، عَنْ سعيد، عَنْ قتادة، فِي قوله عَزَّ وَجَلَّ "
{وَاللهُ أَشَدُّ بَأْسًا وَأَشَدُّ تَنْكِيلا} يَقُول: عقوبة
"
قوله جَلَّ وَعَزَّ: {مَنْ يَشْفَعْ}
2062 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ:
حَدَّثَنَا زَيْدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنِ
ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ مجاهد: {مَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً
حَسَنَةً} و {شَفَاعَةً حَسَنَةً} ، قَالَ: شفاعة بعض الناس
لبعض "
قوله جَلَّ وَعَزَّ: {مَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً يَكُنْ
لَهُ نَصِيبٌ مِنْهَا}
2063 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ:
حَدَّثَنَا أَبُو عبيد، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد الرَّحْمَنِ
يعني ابْن مهدي، عَنْ حماد بْن سلمة، عَنْ حميد، عَنْ الحسن،
قَالَ " من يشفع شفاعة حسنة كَانَ له أجرها، وإن لم يشفع، لأن
الله عَزَّ وَجَلَّ، يَقُول: {مَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً
حَسَنَةً يَكُنْ لَهُ نَصِيبٌ مِنْهَا} " وقد حدثناه زكريا،
عَنِ الصنعاني، عَنْ أبي عبيد، فذكر مثله
(2/812)
مَنْ يَشْفَعْ
شَفَاعَةً حَسَنَةً يَكُنْ لَهُ نَصِيبٌ مِنْهَا وَمَنْ
يَشْفَعْ شَفَاعَةً سَيِّئَةً يَكُنْ لَهُ كِفْلٌ مِنْهَا
وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقِيتًا (85)
قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَمَنْ يَشْفَعْ
شَفَاعَةً سَيِّئَةً يَكُنْ لَهُ كِفْلٌ مِنْهَا}
2064 - حَدَّثَنَا زكريا، قَالَ: حَدَّثَنَا يزيد بْن صالح،
عَنْ خارجة، عَنْ سعيد، عَنْ قتادة " {وَمَنْ يَشْفَعْ
شَفَاعَةً سَيِّئَةً يَكُنْ لَهُ كِفْلٌ مِنْهَا} ، والكفل:
اليتيم "
2065 - أَخْبَرَنَا علي بْن عَبْدِ العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا
الأثرم، عَنْ أبي عبيدة: " {يَكُنْ لَهُ كِفْلٌ مِنْهَا} ، أي:
نصيب "، يقال: جاءنا فلان متكفلا حمارا، أي: متخذا عَلَيْهِ
كساء، يشبهه بالسرج
قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَكَانَ اللهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ
مُقِيتًا}
2066 - حَدَّثَنَا عَلانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ،
قَالَ: حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ، عَنْ عَلِيٍّ، عَنِ ابْنِ
عَبَّاسٍ، قوله عَزَّ وَجَلَّ: " {وَكَانَ اللهُ عَلَى كُلِّ
شَيْءٍ مُقِيتًا} ، يَقُولُ: حَفِيظًا "
2067 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ،
قَالَ: أَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، قَالَ: حَدَّثَنَا
إِسْمَاعِيلُ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ رَوَاحَةَ،
أَنَّهُ سَأَلَ
(2/813)
رَجُلا، عَنْ قوله عَزَّ وَجَلَّ: "
{وَكَانَ اللهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقِيتًا} قَالَ: بقيت كُلّ
إِنْسَانٍ بِقَدْرِ عَمَلِهِ "
2068 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ أبي
عبيد، قَالَ: حَدَّثَنَا حجاج، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ
مجاهد، قَالَ " {مُقِيتًا} ، شهيدا "
2069 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ:
حَدَّثَنَا الأثرم، عَنْ أبي عبيدة: " {مُقِيتًا} ، حافظا "
وَقَالَ اليهودي فِي غير هَذَا المعنى: ليت شعري فأشعرن إذا
مَا قربوها مطوية ودعيت ألي الفضل أم علي إذا حوسبت إني عَلَى
الحساب مقيت أي: هُوَ موقوف عَلَيْهِ
2070 - حَدَّثَنَا علي، عَنْ أبي عبيد: {عَلَى كُلِّ شَيْءٍ
مُقِيتًا} ، قَالَ: يروى عَنْ الكلبي، قَالَ " هُوَ المقتدر
بلغة قريش "
(2/814)
وَإِذَا حُيِّيتُمْ
بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا
إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيبًا (86)
قَالَ: وَقَالَ الزبير بْن عَبْدِ المطلب:
وذي ضغن كففت النفس عنه وكنت عَلَى مسآته مقيتا أي: قادرا
قَالَ أَبُو عبيد: وَقَالَ الكسائي: المقيت:
المقتدر، وقد أقات الرجل أقاته قَالَ أَبُو عبيدة: وَقَالَ
الفراء: هُوَ المقتدر: كالذي جاء فِي الحديث " كفى بالرجل إثما
أن يضيع من يقيت، ويقوت "، يذهب الفراء إِلَى قوله {مُقِيتًا}
فيمن رواها يقيت، ومن رواها يقوت ذهب إِلَى القوت
قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ
فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا}
2071 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ
زُرَارَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ
الرَّحْمَنِ، عَنِ الْجَرِيرِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ:
" مَنْ سَلَّمَ عَلَيْكَ مِنْ خَلْقِ اللهِ فَرُدَّ عَلَيْهِ،
وَإِنْ كَانَ مَجُوسِيًّا، وَذَلِكَ أَنَّ اللهَ يَقُولُ:
{وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا
أَوْ رُدُّوهَا} "
(2/815)
2072 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ
الْعَزِيزِ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ زِيَادٍ
سَبَلانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ
أَبِي سِنَانٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ
عَبَّاسٍ، قَالَ: " لَوْ أَنَّ فِرْعَوْنَ قَالَ لِي: بَارَكَ
اللهُ فِيكَ، لَقُلْتُ: وَفِيكَ بَارَكَ اللهُ "
2073 - أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ:
حَدَّثَنَا أَبُو غَسَّانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ،
عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، قَالَ: " أَتَى رَجُلٌ
النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ:
السَّلامُ عَلَيْكُمْ، فَقَالَ النَّبِيُّ: " وَعَلَيْكَ
رَحْمَةُ اللهِ "، ثُمَّ جَاءَ آخَرُ فَقَالَ: السَّلامُ
عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ، فَقَالَ النَّبِيُّ: "
وَعَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ "، قَالَ: ثُمَّ
جَاءَ آخَرُ، فَقَالَ: السَّلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ
وَبَرَكَاتُهُ، فَقَالَ النَّبِيُّ عَلَيْهِ السَّلامُ: "
وَعَلَيْكَ رَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ وَمَغْفِرَتُهُ "،
ثُمَّ جَاءَ آخَرُ فَقَالَ: السَّلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ
اللهِ وَبَرَكَاتُهُ وَمَغْفِرَتُهُ، فَقَالَ النَّبِيُّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " وَعَلَيْكَ "، فَقَالَ:
يَا رَسُولَ اللهِ، نَقَصْتَنِي، فَأَيْنَ مَا قَالَهُ اللهُ
عَزَّ وَجَلَّ: {وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا
بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا} ، فَقَالَ: " إِنَّ
هَؤُلاءِ تَرَكُوا لِي فَضْلا، رَدَدْتُ عَلَيْهِمْ، وَأَنْتَ
لَمْ تَدَعْ لِي فَضْلا، فَرَدَدْتُ عَلَيْكَ: وَعَلَيْكَ "
2074 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنَا
أَحْمَدُ بْنُ شَبِيبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ، قَالَ:
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ
مَالِكٍ، أَنَّ نَبِيَّ
(2/816)
اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
بَيْنَمَا هُوَ جَالِسٌ مَعَ أَصْحَابِهِ، إِذْ أَتَى
عَلَيْهِمْ يَهُودِيٌّ، فَسَلَّمَ عَلَيْهِمْ، فَرَدُّوا،
قَالَ: فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
" هَلْ تَدْرُونَ مَا قَالَ؟ قَالُوا: سَلامٌ يَا نَبِيَّ
اللهِ، قَالَ: قَالَ: السَّامُ عَلَيْكُمْ، أَيْ: تسمون دينكم،
ثُمَّ قَالَ نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
" رُدُّوا عَلَيْهِ "، فَرُدُّوهُ عَلَيْهِ، قَالَ: فَقَالَ
نَبِيُّ اللهِ: " قُلْتُ: السَّامُ عَلَيْكُمْ " قَالَ:
نَعَمْ، قَالَ نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ: " إِذَا سَلَّمَ عَلَيْكُمْ أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ
الْكِتَابِ، فَقُولُوا: وَعَلَيْكَ: أَيْ: عَلَيْكَ مَا قُلْتَ
"
2075 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا بندار،
قَالَ: حَدَّثَنَا سالم بْن نوح، قَالَ: حَدَّثَنَا يونس بْن
عبيد، عَنْ الحسن، فِي قوله عَزَّ وَجَلَّ " {وَإِذَا
حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ
رُدُّوهَا} ، قَالَ: أحسن منها للمسلمين، أو ردوها، يعني:
عَلَى أهل الكتاب "
2076 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا بندار،
قَالَ: حَدَّثَنَا سالم بْن نوح، قَالَ: حَدَّثَنَا سعيد بْن
أبي عروبة، عَنْ قتادة، فِي قوله عَزَّ وَجَلَّ: {وَإِذَا
حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا} أهل
الإسلام،
{أَوْ رُدُّوهَا} ، يعني: عَلَى أهل الكتاب " وكذلك قَالَ
ابْنُ جريج
(2/817)
2077 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ
الْمُبَارَكِ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَيْدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا
ابْنُ ثَوْرٍ، عَنْ ابْن جريج: " {وَإِذَا حُيِّيتُمْ
بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا} ،
قَالَ: كَانَ عطاء، يَقُول: ذَلِكَ كله لأهل الإسلام "
2078 - حَدَّثَنَا مُوسَى، قَالَ: حدثني يَحْيَى، قَالَ:
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ أبي إِسْحَاق، عَنْ شريح، قَالَ "
كَانَ إذا قيل له: السلام عليكم، قَالَ: السلام عليكم "
قوله جَلَّ وَعَزَّ: {إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ
حَسِيبًا}
2079 - حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ هَارُونَ، قَالَ: حَدَّثَنَا
عَبْد الأعلى، قَالَ: حَدَّثَنَا مسلم، عَنْ ابْن أبي نجيح،
عَنْ مجاهد، فِي قوله " {إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ
حَسِيبًا} قَالَ: حفيظا "
2080 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ:
حَدَّثَنَا الأثرم، عَنْ أبي عبيدة: " {عَلَى كُلِّ شَيْءٍ
حَسِيبًا} أي: كافيا، مقتدرا "، يقال: حسبي هَذَا، أي: كفاني "
(2/818)
فَمَا لَكُمْ فِي
الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ وَاللَّهُ أَرْكَسَهُمْ بِمَا
كَسَبُوا أَتُرِيدُونَ أَنْ تَهْدُوا مَنْ أَضَلَّ اللَّهُ
وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ سَبِيلًا (88)
قوله جَلَّ وَعَزَّ: {فَمَا لَكُمْ فِي
الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ}
2081 - حَدَّثَنَا أَبُو يَحْيَى بْنُ أَبِي مَسَرَّةَ، قَالَ:
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا
شُعْبَةُ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ
زَيْدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ، يَقُولُ: "
لَمَّا خَرَجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
إِلَى أُحُدٍ، رَجَعَ النَّاسُ الطَّرِيقَ، وَكَانَ أَصْحَابُ
النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِرْقَتَيْنِ،
فِرْقَةً يَقُولُونَ يَقْتُلُهُمْ، وَفِرْقَةً يَقُولُونَ لا
يَقْتُلُهُمْ، فَأَنْزَلَ اللهُ جَلَّ وَعَزَّ: {فَمَا لَكُمْ
فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ وَاللهُ أَرْكَسَهُمْ بِمَا
كَسَبُوا} "
2082 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ:
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ قَعْنَبٍ،
قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْن ُمُحَمَّدٍ، عَنْ
زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنِ ابْنٍ لِسَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ،
أَنَّ هَذِهِ الآيَاتِ نَزَلَتْ: " {فَمَا لَكُمْ فِي
الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ} قَالَ: خَطَبَ رَسُولُ اللهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ النَّاسَ، فَقَالَ: " مَنْ
لِي مِمَّنْ يُؤْذِينِي، وَيَجْمَعُ فِي بَيْتِهِ مَنْ
يُؤْذِينِي؟ " فَقَامَ سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ، فَقَالَ: إِنْ
كَانَ مِنَّا يَا رَسُولَ اللهِ قَتَلْتُهُ، وَإِنْ كَانَ مِنْ
إِخْوَانِنَا الْخَزْرَجِ أَمَرْتَنَا فَأَطَعْنَاكَ فَقَامَ
سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ، فَقَالَ: مَا بِكَ طَاعَةُ رَسُولِ
اللهِ يَا ابْنَ مُعَاذٍ، وَلَقَدْ عَرَفْتُ مَا هُوَ مِنْكَ،
فَقَالَ أُسَيْدُ بْنُ حُضَيْرٍ: أَنْتَ يَا ابْنَ عُبَادَةَ
مُنَافِقٌ، تُحِبُّ الْمُنَافِقِينَ، فَقَامَ مُحَمَّدُ بْنُ
مَسْلَمَةَ، فَقَالَ: اسْكُتُوا أَيُّهَا النَّاسُ، فَإِنَّ
فِينَا رَسُولُ اللهِ، وَهُوَ يَأْمُرُنَا فَنُنْفِذُ
لأَمْرِهِ، فَأَنْزَلَ اللهُ جَلَّ ثَنَاؤُهُ: {فَمَا لَكُمْ
فِي
(2/819)
الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ وَاللهُ
أَرْكَسَهُمْ بِمَا كَسَبُوا أَتُرِيدُونَ أَنْ تَهْدُوا مَنْ
أَضَلَّ اللهُ} "
2083 - حَدَّثَنَا زكريا، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاق، قَالَ:
حَدَّثَنَا روح، قَالَ: حَدَّثَنَا شبل، عَنْ ابْن أبي نجيح،
عَنْ مجاهد، فِي قوله عَزَّ وَجَلَّ: " {فَمَا لَكُمْ فِي
الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ} قوم خرجوا من مكة حَتَّى جاءوا
المدينة يزعمون أنهم مهاجرون ثم ارتدوا بعد ذَلِكَ، "
فاستأذنوا النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى
مكة، ليأتوا ببضائع لهم يتجرون فِيهَا، واختلف فيهم
المؤمنون، فقائل، يَقُول: هم منافقون، وقائل يَقُول: هم
مؤمنون، فبين الله لهم نفاقهم، فأمر بقتلهم، فجاءوا ببضائعهم
يريدون هلال بْن عويمر الأسلمي، وبينه وبين مُحَمَّد عَلَيْهِ
السلام حلف، وَهُوَ الَّذِي حصر صدره أن يقاتل المؤمنين، أو
يقاتل قومه، فدفع عنهم بأنهم يؤمون هلالا وبينه وبين النَّبِيّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عهد "
2084 - حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن علي، قَالَ: حَدَّثَنَا
أَحْمَدُ بْنُ شبيب، قَالَ: حَدَّثَنَا يزيد، عَنْ سعيد، عَنْ
قتادة، قوله جَلَّ وَعَزَّ " {فَمَا لَكُمْ فِي
الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ} الآية، ذكر لنا أنهما رجلين من
قريش كانا مَعَ المشركين بمكة، وكانا قد تكلما بالإسلام، ثم
هاجرا إِلَى النَّبِيّ عَلَيْهِ السلام، فقتلهما أناس من أصحاب
رَسُول اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهما مقبلان
إِلَى مكة فَقَالَ بعضهم: إن
(2/820)
دماءهما أو أموالهما حلال " وَقَالَ بعضهم:
لا يحل ذَلِكَ لكم، فتشاجروا فيهما، فأنزل الله جَلَّ وَعَزَّ
فِي ذَلِكَ القرآن: {فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ
فِئَتَيْنِ وَاللهُ أَرْكَسَهُمْ بِمَا كَسَبُوا قرأ إِلَى
فَلَنْ تَجِدَ لَهُ سَبِيلا} " وروى عَنِ الكلبي مختصرا نحوه
2085 - حَدَّثَنَا زكريا، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاق، قَالَ:
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن زيد، عَنْ جويبر، عَنْ الضحاك "
{فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ} قَالَ: فرقتين
"
قوله عَزَّ وَجَلَّ: {وَاللهُ أَرْكَسَهُمْ بِمَا كَسَبُوا}
2086 - حَدَّثَنَا عَلانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، حَدَّثَنَا أَبُو
صَالِحٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ
عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قوله جَلَّ
وَعَزَّ " {وَاللهُ أَرْكَسَهُمْ بِمَا كَسَبُوا} أَوْقَعَهُمْ
"
2087 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ:
حَدَّثَنَا زَيْدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنِ
ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: "
{وَاللهُ أَرْكَسَهُمْ} رَدَّهُمْ " وَكَذَلِكَ قَالَ
الضَّحَّاكُ
(2/821)
وَدُّوا لَوْ
تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً فَلَا
تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ أَوْلِيَاءَ حَتَّى يُهَاجِرُوا فِي
سَبِيلِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَخُذُوهُمْ وَاقْتُلُوهُمْ
حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَلَا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ وَلِيًّا
وَلَا نَصِيرًا (89) إِلَّا الَّذِينَ يَصِلُونَ إِلَى قَوْمٍ
بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ أَوْ جَاءُوكُمْ حَصِرَتْ
صُدُورُهُمْ أَنْ يُقَاتِلُوكُمْ أَوْ يُقَاتِلُوا قَوْمَهُمْ
وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَسَلَّطَهُمْ عَلَيْكُمْ
فَلَقَاتَلُوكُمْ فَإِنِ اعْتَزَلُوكُمْ فَلَمْ يُقَاتِلُوكُمْ
وَأَلْقَوْا إِلَيْكُمُ السَّلَمَ فَمَا جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ
عَلَيْهِمْ سَبِيلًا (90)
2088 - أَخْبَرَنَا علي بْن عَبْدِ العزيز،
قَالَ: حَدَّثَنَا الأثرم، عَنْ أبي عبيدة: " {وَاللهُ
أَرْكَسَهُمْ} أي: نكسهم وردهم فيه "
2089 - حَدَّثَنَا النجار، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْد الرزاق،
عَنْ معمر " {وَاللهُ أَرْكَسَهُمْ بِمَا كَسَبُوا} ، قَالَ
معمر: قَالَ قتادة: أهلكهم بما كسبوا "
قوله جَلَّ وَعَزَّ: {فَإِنْ تَوَلَّوْا فَخُذُوهُمْ
وَاقْتُلُوهُمْ}
2090 - حَدَّثَنَا زكريا، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ
الخليل، قَالَ: حَدَّثَنَا معاوية بْن عمرو، عَنْ أبي
إِسْحَاق، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ السدي، فِي قول الله جَلَّ
وَعَزَّ " {فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً} ، قَالَ:
نسختها {فَخُذُوهُمْ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ} "
قوله جَلَّ وَعَزَّ: {إِلا الَّذِينَ يَصِلُونَ إِلَى قَوْمٍ}
الآية
2091 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا
الزَّعْفَرَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنِ ابْنِ
جُرَيْجٍ، وَعُثْمَانَ بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ
عَبَّاسٍ " {
(2/822)
إِلا الَّذِينَ يَصِلُونَ إِلَى قَوْمٍ
بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ أَوْ جَاءُوكُمْ حَصِرَتْ
صُدُورُهُمْ} إِلَى آخِرِ الآيَةِ، وَقَالَ: {إِذَا جَاءَكُمُ
الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ} ، وَقَالَ:
{لا يَنْهَاكُمُ اللهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي
الدِّينِ إِلَى الْمُقْسِطِينَ} فَنَسَخَ هَؤُلاءِ الآيَاتِ:
{بَرَاءَةٌ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ
عَاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} ، {فَإِذَا انْسَلَخَ
الأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ} ، وَقَالَ:
{وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ
كَافَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ} "
وَقَالَ قَتَادَةُ: هِيَ مَنْسُوخَةٌ بِقوله: {فَاقْتُلُوا
الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ}
2092 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ أبي
عبيد، عَنْ الفراء " {إِلا الَّذِينَ يَصِلُونَ إِلَى قَوْمٍ
بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ} ، وَقَالَ: معناه فيما
يقال، والله أعلم: بأن قوما كَانُوا يوادعون النَّبِيّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَانَ يقوم يتصلون بهم، قَالَ:
يَقُول: كل من يصل بهم، كَانَ عَلَى رأيهم فِي ترك قتال
النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وفي موادعته،
فهو بمنزلتهم، فلا يقاتلونهم "
(2/823)
إِلَّا الَّذِينَ
يَصِلُونَ إِلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ أَوْ
جَاءُوكُمْ حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ أَنْ يُقَاتِلُوكُمْ أَوْ
يُقَاتِلُوا قَوْمَهُمْ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَسَلَّطَهُمْ
عَلَيْكُمْ فَلَقَاتَلُوكُمْ فَإِنِ اعْتَزَلُوكُمْ فَلَمْ
يُقَاتِلُوكُمْ وَأَلْقَوْا إِلَيْكُمُ السَّلَمَ فَمَا جَعَلَ
اللَّهُ لَكُمْ عَلَيْهِمْ سَبِيلًا (90)
2093 - حَدَّثَنَا علي، عَنْ أبي عبيد،
قَالَ أَبُو عبيدة: {يَصِلُونَ} يعني: ينتسبون إليهم، والعرب
تقول: قد اتصل الرجل
إذا انتمى إِلَى القوم " قَالَ: وَقَالَ الأعشى يذكر امرأة
انتسبت إِلَى قومها: إذا اتصلت قالت أبكر بْن وائل وبكر سبتها
والأنوف رواغم قوله: اتصلت، يعني: انتسبت
قوله جَلَّ وَعَزَّ: {أَوْ جَاءُوكُمْ حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ
أَنْ يُقَاتِلُوكُمْ}
2094 - حَدَّثَنَا زكريا، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاق، قَالَ:
حَدَّثَنَا عمرو، عَنْ أسباط، عَنْ السدي، فِي قوله عَزَّ
وَجَلَّ: {أَوْ جَاءُوكُمْ حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ أَنْ
يُقَاتِلُوكُمْ} يَقُول: ضاقت صدورهم
2095 - أَخْبَرَنَا علي بْن عَبْدِ العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا
الأثرم، عَنْ أبي عبيدة: " {أَوْ جَاءُوكُمْ حَصِرَتْ
صُدُورُهُمْ} من الضيق، هي من الحصور "
(2/824)
2096 - حَدَّثَنَا علي، عَنْ أبي عبيد،
عَنْ الكسائي، والفراء، قالا: " {حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ} بمعنى:
ضاقت عَنْ قتالكم، وكذلك كل من ضاق صدره عَنْ فعل، وكلام، فقد
حصر وَقَالَ أَبُو عبيدة: ومنه الحصر فِي القراءة " وَكَانَ
الكسائي، يقرأها: {حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ} ، وكذلك قرأها أَبُو
عمر وأهل المدينة ويروى عَنِ الحسن أنه قرأها: حَصِرَةً
2097 - حَدَّثَنَا زكريا، قَالَ: حَدَّثَنَا الزعفراني، قَالَ:
حَدَّثَنَا عَبْد الوهاب، عَنْ سعيد، عَنْ قتادة " {حَصِرَتْ
صُدُورُهُمْ} ، أي: كارهة صدورهم "
(2/825)
قوله جَلَّ وَعَزَّ: {فَإِنِ
اعْتَزَلُوكُمْ فَلَمْ يُقَاتِلُوكُمْ}
2098 - حَدَّثَنَا النجار، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْد الرزاق،
عَنْ معمر، عَنْ قتادة " {فَإِنِ اعْتَزَلُوكُمْ} قَالَ:
نسختها {فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ} "
قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَأَلْقَوْا إِلَيْكُمُ السَّلَمَ}
2099 - أَخْبَرَنَا علي بْن عَبْدِ العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا
الأثرم، عَنْ أبي عبيدة: " {وَأَلْقَوْا إِلَيْكُمُ السَّلَمَ}
أي: المقادة، يَقُول: استسلموا "
قوله جَلَّ وَعَزَّ: {فَمَا جَعَلَ اللهُ لَكُمْ عَلَيْهِمْ
سَبِيلا}
2100 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ:
حَدَّثَنَا زَيْدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنْ ابْن
جريج: " {فَمَا جَعَلَ اللهُ لَكُمْ عَلَيْهِمْ سَبِيلا} مَا
أمركم الله بقتالهم "
(2/826)
سَتَجِدُونَ آخَرِينَ
يُرِيدُونَ أَنْ يَأْمَنُوكُمْ وَيَأْمَنُوا قَوْمَهُمْ كُلَّ
مَا رُدُّوا إِلَى الْفِتْنَةِ أُرْكِسُوا فِيهَا فَإِنْ لَمْ
يَعْتَزِلُوكُمْ وَيُلْقُوا إِلَيْكُمُ السَّلَمَ وَيَكُفُّوا
أَيْدِيَهُمْ فَخُذُوهُمْ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ
ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأُولَئِكُمْ جَعَلْنَا لَكُمْ عَلَيْهِمْ
سُلْطَانًا مُبِينًا (91)
قوله جَلَّ وَعَزَّ: {سَتَجِدُونَ آخَرِينَ
يُرِيدُونَ أَنْ يَأْمَنُوكُمْ وَيَأْمَنُوا قَوْمَهُمْ}
2101 - حَدَّثَنَا زكريا، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاق، قَالَ:
أَخْبَرَنَا روح، قَالَ: حَدَّثَنَا شبل، عَنْ ابْن أبي نجيح،
عَنْ مجاهد: {سَتَجِدُونَ آخَرِينَ يُرِيدُونَ أَنْ
يَأْمَنُوكُمْ وَيَأْمَنُوا قَوْمَهُمْ} ناس من أهل مكة يأتون
النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فيسلمون رياء،
ثم يرجعون إِلَى قريش، فيرتكسون فِي الأوثان، يبتغون ذَلِكَ أن
يأمنوا ها هنا وها هنا، فأمر بقتالهم "
2102 - حَدَّثَنَا زكريا، قَالَ: حَدَّثَنَا يزيد بْن صالح،
عَنْ خارجة، عَنْ سعيد بْن، عَنْ قتادة، قوله جَلَّ وَعَزَّ "
{سَتَجِدُونَ آخَرِينَ يُرِيدُونَ أَنْ يَأْمَنُوكُمْ
وَيَأْمَنُوا قَوْمَهُمْ} قَالَ: حي كَانُوا بالحجاز،
فَقَالُوا: لا نقاتلك يَا نبي الله، ولا نقاتل قومنا، أرادوا
أن يأمنوا قومهم، ويأمنوا نبي الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ، فعاب الله عَزَّ وَجَلَّ ذَلِكَ عليهم، فَقَالَ:
{كُلَّ مَا رُدُّوا إِلَى الْفِتْنَةِ أُرْكِسُوا فِيهَا} "
قوله جَلَّ وَعَزَّ: {كُلَّ مَا رُدُّوا إِلَى الْفِتْنَةِ}
2103 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ:
حَدَّثَنَا زَيْدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنِ
ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ مجاهد، " يرجعون إِلَى قريش، فيرتكسون
فِي
(2/827)
الأوثان، يعني: فِي قوله عَزَّ وَجَلَّ:
{كُلَّ مَا رُدُّوا إِلَى الْفِتْنَةِ أُرْكِسُوا فِيهَا} "
2104 - حَدَّثَنَا زكريا، قَالَ: حَدَّثَنَا زيد بْن صالح،
عَنْ خارجة، عَنْ سعيد، عَنْ قتادة " {كُلَّ مَا رُدُّوا إِلَى
الْفِتْنَةِ} ، يَقُول: إِلَى الشرك، أركسوا فِيهَا "
قوله جَلَّ وَعَزَّ: {أُرْكِسُوا فِيهَا}
2105 - حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن علي، قَالَ: حَدَّثَنَا
أَحْمَدُ بْنُ شبيب، قَالَ: حَدَّثَنَا يزيد، عَنْ سعيد، عَنْ
قتادة " {كُلَّ مَا رُدُّوا إِلَى الْفِتْنَةِ أُرْكِسُوا
فِيهَا} ، يَقُول: كلما عرض لهم بلاء هلكوا فيه "
قوله جَلَّ وَعَزَّ: {فَإِنْ لَمْ يَعْتَزِلُوكُمْ}
2106 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ:
حَدَّثَنَا زَيْدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنِ
ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ مجاهد، قَالَ " أمر بقتالهم إن لم
يعتزلوا، فيصالحوا يعني قوله: {فَإِنْ لَمْ يَعْتَزِلُوكُمْ}
الآية "
(2/828)
وَمَا كَانَ
لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَقْتُلَ مُؤْمِنًا إِلَّا خَطَأً وَمَنْ
قَتَلَ مُؤْمِنًا خَطَأً فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ
وَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ إِلَّا أَنْ يَصَّدَّقُوا
فَإِنْ كَانَ مِنْ قَوْمٍ عَدُوٍّ لَكُمْ وَهُوَ مُؤْمِنٌ
فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ وَإِنْ كَانَ مِنْ قَوْمٍ
بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ فَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلَى
أَهْلِهِ وَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ
فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ تَوْبَةً مِنَ اللَّهِ
وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا (92)
قوله جَلَّ وَعَزَّ: {وَمَا كَانَ
لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَقْتُلَ مُؤْمِنًا إِلا خَطَأً}
2107 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ،
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرٌو، عَنْ أَسْبَاطٍ، عَنِ
السُّدِّيِّ، فِي قَوْلِ الله: " {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَنْ
يَقْتُلَ مُؤْمِنًا إِلا خَطَأً} الآية، قَالَ: نَزَلَتْ فِي
عَيَّاشِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ، كَانَ قَدْ أَسْلَمَ،
وَهَاجَرَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ، وَكَانَ عَيَّاشُ أَخَا أَبِي جَهْلٍ، وَالْحَارِثِ
بْنِ هِشَامٍ، لأُمِّهِمَا، وَكَانَ أَحَبَّ وَلَدِهَا
إِلَيْهَا، فَلَمَّا لَحِقَ بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، شَقَّ ذَلِكَ عَلَيْهَا، فَحَلَفَتْ أَنْ
لا يُظِلَّهَا سَقْفُ بَيْتٍ فَأَقْبَلَ أَبُو جَهْلٍ
وَالْحَارِثُ حَتَّى قَدِمَا المْدَيِنَةَ، فَأَخْبَرَا
عَيَّاشَ مَا لَقِيَتْ أُمُّهُ، وَسَأَلاهُ أَنْ يَرْجِعَ
مَعَهَا فَتَنْظُرَ إِلَيْهِ، وَلا يَمْنَعَاهُ أَنْ يَرْجِعَ
وَأَعْطَيَاهُ ذِمَّتَهُمَا أَنْ يُخَلِّيَا سَبِيلَهُ بَعْدَ
أَنْ تَرَاهُ أُمُّهُ، فَانْطَلَقَ مَعَهُمَا حَتَّى إِذَا
خَرَجَا مِنَ الْمَدِينَةِ، عَمْدًا إِلَيْهِ فَشَدَّاهُ
وَثَاقًا، وَجَلَدَاهُ نَحْوَ مِنْ مِائَةِ جَلْدَةٍ،
وَأَعَانَهُمَا عَلَى ذَلِكَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي كِنَانَةَ،
فَحَلَفَ عَيَّاشٌ لَيَقْتُلَنَّ الْكِنَانِيَّ، إِنْ قَدِرَ
عَلَيْهِ، فَقَدِمَا بِهِ مَكَّةَ، فَلَمْ يَزَلْ مَحْبُوسًا
حَتَّى فَتَحَ رَسُولُ اللهِ مَكَّةَ، فَخَرَجَ عَيَّاشُ
فَتَلَقَّى الْكِنَانِيَّ، وَقَدْ أَسْلَمَ الْكِنَانِيُّ،
وَعَيَّاشٌ لا يَعْلَمُ بِإِسْلامِ الْكِنَانِيِّ، فَضَرَبَهُ
عَيَّاشٌ حَتَّى قَتَلَهُ، فَأَنْزَلَ اللهُ جَلَّ وَعَزَّ:
{وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَقْتُلَ مُؤْمِنًا إِلا خَطَأً}
(2/829)
2108 - حَدَّثَنَا عليُّ بنُ المباركِ،
قال: حَدَّثَنَا زيد، قال، حَدَّثَنَا ابنُ ثَورٍ، عن ابنِ
جُريجِ، عن مُجاهدٍ: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَقْتُلَ
مُؤْمِنًا إِلا خَطَأً} ، عَيَّاشُ بنُ أي ربيعة قتل رجلاً
مؤمناً كان يعذِّبُه مع أبي جَهْلٍ،وهو أخوهُ لأمِّهِ، في
اتّباع عَيَّاشٍ النبيَّ عليه السَّلامُ، وعيَّاش يَحْسَبُ
أنَّ ذلك الرجلَ كافر، كما هُو، وذَكَر الحديث.
2109 - حَدَّثَنَا عليُّ بنُ عبد العزيزِ، قال: حَدَّثَنَا
حَجَّاجُ بنُ مِنْهَالٍ، قال: حَدَّثَنَا حمادٌ، قالْ
حَدَّثَنَا محمدُ بنُ إسحاقَ، عن عبدِ الرحمنِ بنِ القاسمِ، عن
أبيهِ ((أنَّ الحارثَ بنَ زيدٍ كان شديداً على النبيِّ -
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فجاءَ
- وهو يريدُ الإسلامَ- وعَيَّاش لا يشعرُ، فقتلَهُ، فأنزلَ
الله: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَقْتُلَ مُؤْمِنًا إِلا
خَطَأً}
(2/830)
|