تفسير الإمام
الشافعي سورة السجدة
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
قال الله عزَّ وجلَّ: (الم (1) تَنْزِيلُ الْكِتَابِ لَا
رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2)
الأم: باب (سجود التلاوة والشكر) :
قال الشَّافِعِي رحمه الله: وقد ترجم سجود القرآن في اختلاف
علي وابن
مسعود رضي الله عنهما، وفي اختلاف الحديث، وفي اختلاف مالك
والشَّافِعِي رحمهما الله تعالى، مرتين:
أما الأول: ففيه أخبرنا الربيع قال:
أخبرنا الشَّافِعِي رحمه الله: هشيم، عن شعبة، عن عاصم، عن زر،
عن
علي رضي اللَّه عنه قال: عزائم السجود (الم (1) تَنْزِيلُ) ،
(وَالنجم) .
و (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ) ، ولسنا ولا إياهم
نقول بهذا.
نقول في القرآن عدد سجود مثل هذه..
وأما الثاني: وهو الذي في اختلاف الحديث، ففيه أخبرنا الربيع
قال:
(3/1178)
أخبرنا الشَّافِعِي رحمه الله قال: أخبرنا
محمد بن إسماعيل بن أبي ذئب، عن
الحارث بن عبد الرحمن، عن محمد بن عبد الرحمن، عن ثوبان، عن
أبي هريرة رضي اللَّه عنه، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم
- قرأ بالنجم فسجد وسجد الناس معه إلا رجلين، قال: أرادا
الشهرة.
قال الشَّافِعِي رحمه الله: وفي هذين الحديثين دليل على أن
سجود القرآن
ليس بحتم، ولكننا نحب أن لا يُترك؛ لأن النبي - صلى الله عليه
وسلم - سجد في النجم وترك.
قال الشَّافِعِي رحمه اللَّه: وفي النجم سجدة، ولا أحب أن يدع
شيئاً من
سجود القرآن، وإن تركه كرهته له، وليس عليه قضاؤه؛ لأنه ليس
بفرض.
(3/1179)
|